03 يناير 2013

قناة السويس .. كلمة السر في الصراع بين مصر والامارات

تشومسكى يؤكد ان المشروعات المزمع تنفيذها على خط القناة ..ستقفز بمصر اقتصاديا وتمحو امارة دبي.مصادر فرنسية تضيف اسبابا اخري للنزاع منها استيلاء الامارات على 7 مليارات دولار من ثروة عمر سليمان


تقرير سيد أمين
غموض يكتنف سر الصراع المتنامى بين دولة الامارات العربية وبين النظام الحاكم في مصر والذى شهد حلقات متوالية من التوتر بدءا من تصريحات متوالية يدلى بها رئيس شرطة الامارات ضاحى خلفان ضد الاخوان المسلمين وحكومة مصر داعيا الى ضرب حصار اقتصادي دولى عليها الى ما سبقها من فرار الفريق احمد شفيق اليها عقب سقوطه فى انتخابات الرئاسة ليلحق برجل الاعمال الشهير حسين سالم الذى فر اليها ابان الثورة وبحوزته قرابة المليار ونصف المليار دولار كأموال سائلة مع رجل الوزير رشيدى محمد رشيدى فيما وجه الاخوان اتهامات الى الامارات بتنفيذها خطة لادارة اللثورة المضادة في مصر وكمحاولة لتهدئة الازمة قام الرئيس مرسي باصدار تصريحات يطمئن فيها الاماراتيين بان امن مصر من امن الخليج. ووصل الصراع ذروته عقب اعلان الامارات اعتقال عدد من المصريين بينهم صحفيين واطباء ومهندسين مقيمين فى الامارات بحجة السعى لقلب نظام الحكم ومن ثم بدأت التصريحات المتوعدة من قبل الطرفين المتصارعين مع تنامى مخاوف من قيام الامارات بتسريح العمالة المصرية المقيمة على اراضيها والبالغ عددها قرابة 300 الف نسمة بناء على تصريحات السفير المصري بالإمارات، تامر منصور. مخاوف اقتصادية واعلنت الامارات عن اعتقال عدد ممن وصفتهم السلطات الإماراتية أنهم يتبعون تنظيما سريا ينتمى إلى جماعة "الإخوان المسلمين" بهدف قلب نظام الحكم فى الإمارات وجمع أموال وتحويلها إلى الجماعة الأم فى مصر. الامر الذي اثار مخاوف من ان سوء العلاقات المصرية الإماراتية سيكون له مردود سىء جدا على الاقتصاد المصرى وسيزيد من مشكلات الجنيه المصرى ونقص الدولار، خصوصا أن المصريين فى الإمارات العربية يقومون بتحويل حوالى 1 مليار دولار سنويا لذويهم فى مصر.وسيؤدى إلى حرمان السوق المصرى من الاستثمارات الاماراتية مثل مجموعة الفطيم. وراحت السلطات الاماراتية تتعمق في لعبة الشد والجذب وقالت إن التحريات والمتابعة لفترات تجاوزت السنوات لقيادات وعناصر الجماعة، أكدت قيامهم بإدارة تنظيم على أرض الدولة يتمتع بهيكلة تنظيمية ومنهجية عمل منظمة، وكان أعضاؤه يعقدون اجتماعات سرية فى مختلف مناطق الدولة، فى ما يطلق عليه تنظيمياً "المكاتب الإدارية"، ويقومون بتجنيد أبناء الجالية المصرية فى الإمارات للانضمام إلى صفوفهم، كما أنهم أسسوا شركات وواجهات تدعم الجماعة على أرض الدولة، وجمعوا أموالاً طائلة وحولوها إلى الجماعة الأم فى مصر بطرق غير مشروعة، كما كشفت المتابعة تورط قيادات وعناصر الجماعة فى عمليات جمع معلومات سرية حول أسرار الدفاع عن الدولة. لكن تلك الاتهامات بدت غير مقنعة للكثيرين , لانها تصاعدت بشكل مفاجيء ولم تشكو اى دولة اخري من تصدير الثورة "الاخوانية" اليها كما فعلت الامارات. ومن جانبه استنكر محمود غزلان المُتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، اعتقال السلطات الإماراتية 10 أشخاص من المنتمين لإخوان مصر، مشيرًا إلى أن هذا الأمر بالإضافة إلى تصريحات خلفان المتكررة ضد الإخوان المسلمين تدل على عداء حقيقي وصراع غير مبرر رغم أننا لا نتدخل في شئون البلاد الأخرى، ولا نسعى لتصدير الثورة. وأكد غزلان أنهم سيلجأون للإجراءات القانونية والدبلوماسية للإفراج عن المعتقلين في الإمارات، وربما يطلقون حملة إعلامية واسعة للتأكيد على عدم تصدير الإخوان للثورة. ووجه غزلان حديثه للإمارات قائلاً: "إن كنتم لا ترحبون بالإخوان هناك فرحلوهم ولكن لا تعتقلوهم فبلدهم أولى بهم، لأن لهم وطنًا يحتضنهم وليسوا قادمين من المريخ". وعن وجود علاقة للفريق أحمد شفيق المقيم في الإمارات منذ فترة واعتقال الإخوان قال غزلان: "لا أعلم مدى تمكن شفيق من التدخل في السياسة الداخلية للإمارات حتى يحرضهم على اعتقال الإخوان". المنظمات الحقوقية تدين ومن جانبها أدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اعتقال السلطات الإماراتية لعدد كبير من المصريين المقيمين بالإمارات بزعم إدارة تنظيم محظور. وذكرت الشبكة، خلال بيان أصدرته موخرا، أن التهم الموجهة للمصريين المعتقلين بالإمارات إذا ثبت صحتها وتمت إدانتهم بها, سوف تكون العقوبة الموقعة علي هؤلاء الأشخاص تتراوح بين الإعدام أو السجن المؤبد لمدة 15 عاماً, وخاصة مع تجاهل المسئولين المصريين لهذه القضية تحت مسمي أنها قضية جنائية. وتمكنت الشبكة العربية من التوصل لبعض أسماء المعتقلين وهم : الدكتور عبد الله محمد إبراهيم زعزع، أخصائي أسنان، والصحفي أحمد لبيب جعفر، مدير مركز البحار السبع للاستشارات والتدريب، والمهندس إبراهيم عبد العزيز إبراهيم أحمد، مهندس اتصالات بشركة بترول، وأحمد طه، مدرس رياضيات بمنطقة عجمان التعليمية، والدكتور علي احمد سنبل، طبيب أخصائي باطني بوزارة الصحة، والمهندس مراد محمد حامد، صاحب شركة الفاتح للإنشاءات، و الدكتور صالح فرج ضيف الله، مدير إدارة الرقابة في بنك دبي الإسلامي، والمهندس صلاح رزق المشد، مهندس إلكتروميكانيك ببلدية دبي، وعبد الله محمد العربي، مشرف عام لمادة التربية الإسلامية بمدارس الأهلية، والدكتور محمد محمود على شهدة، استشاري أمراض نفسية بمستشفى راشد بإمارة دبي، والدكتور مدحت العاجز، مدرس بكلية الصيدلة جامعة عجمان. تشومسكى يكشف اللغز ورغم ذلك ظل ولا زال اللغز وراء هذه الحملة العدائية المتبادلة قائما الى ان القى المفكر الأمريكى الشهيرنعوم تشومسكي بعضا من الضوء حول حقيقة الصراع معزيا اليها باسباب وصراعات اقتصادية ليس بين مصر والامارات فحسب بل اضاف اليهما مدخلا ثالثا وهو قطر والصراع حول استثمارات قناة السويس التى من شأن اقامة منطقة حرة عالمية علي ضفافها اخفاء دور دبي فى المنطقة. وتحدث تشومسكى عن ثورة مصر فى ندوة بجامعة كولومبيا الأمريكية، مؤكدا أن مصر تواجه ظروفا سياسية قاسية وتحديات صعبة، بسبب دعم بعض الدول العربية لبعض المعارضين للنظام السياسى الجديد. ورصد تشومسكى، عدة أسباب تجعل دولة مثل الإمارات العربية المتحدة الصديق السابق لنظام حسنى مبارك عدوا لنظام الرئيس مرسى الحاكم فى مصر اليوم، ودعمها للمعارضة ضده . وقال أن أهم تلك الأسباب أن مشروع تطوير منطقة قناة السويس، الذى يتبناه مرسى، سيُصبح أكبر كارثة لاقتصاد الإمارات خاصة إمارة "دبى"، صاحبة الإقتصاد الخدمى الضعيف إنتاجيا، والذى يعتمد على الموانئ البحرية، وأكد أن موقع قناة السويس هو موقع استراتيجى، أفضل من دبى الموجودة داخل الخليج العربى، الذى يمكن غلقه إذا ما نشب صراع مع نظام إيران. وأضاف المفكر الأمريكى، أن حقول النفط فى الإمارات تتركز فى إمارة "أبو ظبى"، وأن كل إمارة فى دولة الإمارات تختص بثرواتها الطبيعية فقط، و"دبى" هى أفقرها فى الموارد الطبيعية، و تعتمد اعتماداً كلياً على المشروعات الخدمية، التى تقدمها للغير، ومشروع تطوير قناة السويس سيدمر هذه الإمارة اقتصادياً خلال 20 سنة من الآن. وقال المفكر الأمريكى أن الإمارات أكثر دولة عربية تعتمد سياسياً ومخابراتياً على الموساد الإسرائيلى والمخابرات الأمريكية، وخصوصاً بعد بناء المشاريع الخدمية بعد عودة هونج كونج إلى الصين، والنمو الصاروخى لاقتصاديات النمور الأسيوية، وسيضمحل هذا الاعتماد تدريجياً، حيث إن هذا الاعتماد المخابراتى كان بسبب كمية المبادلات التجارية الضخمة التى كانت تجرى على أرض الإمارات. وقال تشومسكى، إن "الإمارات تربطها علاقات تجارية واقتصادية حميمة مع إيران، ،فإذا نشبت حرب بين أمريكا وإيران، وسحب البساط التجارى من "دبى" إلى "مصر" سيعمل على ترك الإمارات دون غطاء جوى أمريكى عمداً، لكى يتم تدمير مرافقها وتأتى شركات أمريكية، لإعادة بنائه بالأموال الإماراتية المودعة فى أمريكا. وأكد المفكر الأمريكى، أن "الإمارات" هى الثورة المضادة ضد الجيش السورى الحر والثورة المصرية، حتى لا يتم نجاح التواصل بين "تركيا ومصر"، وهذا سيؤدى إلى فتح الأبواب التجارية الأوروبية للمنتجات السورية والمصرية، وستصبح الحاجة إلى مشاريع أعمار منطقة قناة السويس هى اللطمة للاقتصاد الإماراتى. وأنهى تشومسكى حديثه قائلا إذا ما نفذ مرسى هذا المشروع العملاق فى منطقة قناة السويس، فإن مصر ستنتقل إلى مصاف الدول المتقدمة اقتصادياً، وقال يجب أن يتم تطوير أنظمة التعليم والثقافة التعليمية فى مصر، كى تواكب النهضة المستقبلية. الى هنا تنتهى التصريحات وان كانت التحليلات التى توصل اليها المفكر الامريكى هى الاكثر منطقية .. الغريب ان مراقبين اضافوا على السبب السابق ايضا اسبابا اخري قد تكون اقل اهمية ومنها ان المجموعة التي اعتقلتهم السلطات الإماراتية قد رفعوا مذكرة إلي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، للتحقيق فيما نشرته مجلة «انتلجنس أون لاين» الفرنسية القريبة من الدوائر الاستخبارية عن قيام «بنك دبي» بالاستيلاء على مبلغ «7 مليارات دولار» من أرصدة اللواء عمر سليمان مدير المخابرات المصرية السابق بعد وفاته

وقالت المجلة: "إن أسرة سليمان استخدمت مكتب «برايت كايز» للمحاماة في لندن لتولي القضية بعد محاولات ودية مع بنك دبي التجاري استمرت أكثر من ثلاثة أشهر دون نتيجة تذكر"

وقدرت المبالغ المختفية من أرصدة عمر سليمان - حسب المجلة الفرنسية، بمليارات الدولارات، فيما أفادت بعض التقارير إلى أنها تزيد على سبعة مليارات دولار

المفكر الامريكي نعوم تشومسكي في محاولة لفهم ما يجري في مصر

المفكر الأمريكى نعوم تشومسكي 

 خطة مرسى لتطوير قناة السويس السبب الرئيسى لعداء دبى للنظام الجديد.. الإمارات تمثل الثورة المضادة ضد ثوار سوريا والتحول فى مصر وتسعى لقطع الطريق على تحالف أنقرة القاهرة

تحدث المفكر الأمريكى نعوم تشومسكى عن ثورة مصر فى ندوة بجامعة كولومبيا الأمريكية، وأكد أن مصر تواجه ظروفا سياسية قاسية وتحديات صعبة، بسبب دعم بعض الدول العربية لبعض المعارضين للنظام السياسى الجديد.
 ورصد تشومسكى، عدة أسباب تجعل دولة مثل الإمارات العربية المتحدة الصديق السابق لنظام حسنى مبارك لعداء نظام الرئيس مرسى الحاكم فى مصر اليوم، ودعمها للمعارضة ضده .
 وقال أن أهم تلك الأسباب أن مشروع تطوير منطقة قناة السويس، الذى يتبناه الرئيس مرسى، سيُصبح أكبر كارثة لاقتصاد الإمارات خاصة إمارة "دبى"، صاحبة الإقتصاد الخدمى الضعيف إنتاجيا، والذى يعتمد على الموانئ البحرية، وأكد أن موقع قناة السويس هو موقع استراتيجى، أفضل من دبى الموجودة داخل الخليج العربى، الذى يمكن غلقه إذا ما نشب صراع مع نظام إيران.
 وأضاف المفكر الأمريكى، أن حقول النفط فى الإمارات تتركز فى إمارة "أبو ظبى"، وأن كل إمارة فى دولة الإمارات تختص بثرواتها الطبيعية فقط، و"دبى" هى أفقرها فى الموارد الطبيعية، و تعتمد اعتماداً كلياً على المشروعات الخدمية، التى تقدمها للغير، ومشروع تطوير قناة السويس سيدمر هذه الإمارة اقتصادياً خلال 20 سنة من الآن.
 وقال المفكر الأمريكى أن الإمارات أكثر دولة عربية تعتمد سياسياً ومخابراتياً على الموساد الإسرائيلى والمخابرات الأمريكية، وخصوصاً بعد بناء المشاريع الخدمية بعد عودة هونج كونج إلى الصين، والنمو الصاروخى لاقتصاديات النمور الأسيوية، وسيضمحل هذا الاعتماد تدريجياً، حيث إن هذا الاعتماد المخابراتى كان بسبب كمية المبادلات التجارية الضخمة التى كانت تجرى على أرض الإمارات.
 وقال تشومسكى، إن "الإمارات تربطها علاقات تجارية واقتصادية حميمة مع إيران، ،فإذا نشبت حرب بين أمريكا وإيران، وسحب البساط التجارى من "دبى" إلى "مصر" سيعمل على ترك الإمارات دون غطاء جوى أمريكى عمداً، لكى يتم تدمير مرافقها وتأتى شركات أمريكية، لإعادة بنائه بالأموال الإماراتية المودعة فى أمريكا.
 وأكد المفكر الأمريكى، أن "الإمارات" هى الثورة المضادة ضد الجيش السورى الحر والثورة المصرية، حتى لا يتم نجاح التواصل بين "تركيا ومصر"، وهذا سيؤدى إلى فتح الأبواب التجارية الأوروبية للمنتجات السورية والمصرية، وستصبح الحاجة إلى مشاريع أعمار منطقة قناة السويس هى اللطمة للاقتصاد الإماراتى.
 وأنهى تشومسكى حديثه قائلا إذا ما نفذ مرسى هذا المشروع العملاق فى منطقة قناة السويس، فإن مصر ستنتقل إلى مصاف الدول المتقدمة اقتصادياً، وقال يجب أن يتم تطوير أنظمة التعليم والثقافة التعليمية فى مصر، كى تواكب النهضة المستقبلية.

جواسيس جدعون يكشفون أوراقهم السرية : زعماء لكنهم خونة

جواسيس جدعون يكشفون أوراقهم السرية : زعماء لكنهم عملاء وخونة

(جواسيس جدعون. . . التاريخ السري للموساد)


كتاب جديد كتبه مجرم عتيد, أعترف على صفحاته بأبشع الجرائم الصهيونية ضد العرب, وأعترف بين سطوره بتورط بعض الزعماء والقادة العرب في تنفيذ المؤامرات الخطيرة, التي حاكتها ضدنا عصابات العهر والجريمة, واستهدفت بها أيضا العواصم الإسلامية في آسيا وأفريقيا.
شهادات موثقة تنفض الغبار عن الأسرار المخفية في أقبية المنظمات السرية المعادية للجنس البشري, وتقارير مثيرة للجدل يكتبها (جوردون توماس) الرئيس الأسبق في جهاز الموساد بخط يده, ويعلنها على رؤوس الأشهاد بعظمة لسانه, من باب التباهي بطغيان المؤسسة الإرهابية الضالعة في صناعة المؤامرات الخبيثة

كاظم فنجان الحمامي 


أسوأ الحقائق هي تلك التي تأتي متأخرة, ويتداولها الناس بعد خراب البصرة, فالأخبار السيئة التي تأتي متأخرة لا قيمة لها, وأسوأ الأسرار التاريخية هي تلك التي يُعلن عنها بعد اختفاء عناصرها البشرية من الحياة الدنيا, وانتقالهم إلى العالم الآخر, وأسوأ الاعتذار هو الذي يأتي بعد ارتكاب الجريمة بربع قرن. . هناك (10%) فقط من الناس يعترفون بأخطائهم, واثنان من العشرة يعتذرون لمن أخطئوا في حقهم, واحد منهم فقط يأتي في الوقت المناسب, ويأتي الآخر بعد فوات الأوان, ولا يُقبل اعتذاره. .
فالحقائق المتأخرة, والاعترافات المتأخرة, والأسرار المتأخرة, والاعتذارات المتأخرة, التي أعلنها (جوردون توماس) الرئيس الأسبق لجهاز الموساد في كتابه (جواسيس جدعون Gideon's Spies) لا قيمة لها الآن بعد أن وقع الفأس بالرأس, لكنها تسلط الأضواء على الأدوار الخسيسة, التي لعبها بعض الساسة والزعماء العرب في مؤازرتهم ودعمهم المطلق لقيام الكيان الصهيوني على الأرض العربية, وتكشف تهافتهم العجيب على خدمة المخططات الصهيونية, ومساعيهم الحثيثة نحو توفير القواعد الصلبة للمنظمات الظلامية, إلى المستوى الذي تباهى به (توماس) في كتابه, عندما قال: ((ما كان لإسرائيل أن تحقق انتصاراتها في المنطقة لولا تضامن زعماء العرب معها)). .
لم تعد سراً تلك العلاقات المريبة التي كان يقيمها بعض الزعماء العرب مع الكيان الصهيوني, لكن المحير بالأمر إن اليهودي الذي اعتاد على ممارسة الخنوع والذل, وكان يتصنع التملق ويجيده, ويميل بفطرته إلى ممارسة الغدر والخيانة, ويتقن التآمر والاحتيال, هو الذي تحول بفضل زعماء الغرب والعرب من تمثيله المتقن لدور (الضحية), إلى لعب الأدوار الرئيسة في البطش والإجرام, حتى صار يتلذذ بممارسة دور الجلاد دون أدنى رحمة. . .

كان الزعماء العرب أول من أقبل على تسويق بضاعة (معلبات التطبيع) الجاهزة, التي أنتجتها إسرائيل, ودمغتها أمريكا بأختام (السلام), فاستفادت تل أبيب كثيرا من التنازلات العربية السخية من دون أن تتحرك خطوة واحدة باتجاه تنفيذ الكم الهائل من وعودها الكاذبة.

من هو جدعون ؟؟

قبل أن نذهب بعيدا في تصفحنا لكتاب (جواسيس جدعون) لا بد لنا من التعرف على جدعون نفسه. .
يزعم مؤلف الكتاب ان جدعون هو الجد الأكبر للدولة الإسرائيلية, ويزعم انه حصن نفسه بجهاز استخباري منيع, لتنهض به البؤر الصهيونية في عصورها الغابرة, من هنا استمد الكاتب اسم كتابه عن جهاز الموساد, على اعتبار انه يمثل الامتداد التاريخي للنهج الذي ابتكره جدعون, والحقيقة التي يؤكدها التاريخ ان (جدعون) لا علاقة له بمنظومات الجواسيس, ولا علم له بالتجسس وفنونه, ولا دخل له بتأسيس الدولة اليهودية المزعومة .
فالرجل يعد من الرموز الدينية في المعتقدات المسيحية واليهودية, وقد ورد ذكره في سفر (القضاة), واسمه باللغة العبرية يعني: (حاطب), وهو ابن (يوآش الأبيعزي). .
كان معروفا بقوته البدنية وجرأته وتمرده على الأعراف الوثنية السائدة في عصره, فقام مع مريديه بهدم مذبح (البعل), الذي بناه والده, ثم شن غاراته القتالية على القرى المديانية في نهر الأردن. .
كانت له زوجات كثيرات, وأكثر من سبعين ولداً, وهو من الرموز القديمة التي تمجدها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على وجه التحديد. .
ويبدو ان (جوردون توماس) استعار اسم هذا الرجل كي يسبغ صبغة دينية على مؤسسته الإرهابية الضالعة في الإجرام والرذيلة, فهو يُشبِّه عنصرية الصهيوني (مير عميت) الذي ترأس جهاز الموساد بين عامي 1963 و1968 ببأس جدعون الذي أنقذ مريديه في العهد القديم, وقادهم للتفوق على من هم أقوى منهم في العدة وأكثر منهم في العدد.

التفاخر بالجريمة المنظمة

تُرجم الكتاب (جواسيس جدعون) إلى بعض اللغات الحية, ترجمه إلى العربية (مروان سعد الدين) في (592) صفحة كبيرة, وصدر عن الدار العربية للعلوم, ومكتبة مدبولي في القاهرة. .
استعرض المؤلف تاريخ عصابات الهاغانا, التي كانت نواة المليشيات الإرهابية المرعبة, وكيف تخصصت منذ تأسيسها بنشر الأكاذيب والأخبار الملفقة, وبرعت في فنون (النفي والإنكار) باعتبارها من الفنون السوداء, التي مافتئوا يمارسونها حتى يومنا هذا بعد ارتكب جرائمهم البشعة. .
يعترف المؤلف في أكثر من مناسبة بتحول العواصم العربية إلى ساحة مفتوحة لمزاولة أنشطة الموساد, ويذكر ان جهاز الموساد باشر أول مشاريعه التجسسية في العراق عام 1948 لتنظيم شبكة سرية لتهجير يهود العراق إلى الدولة العبرية الجديدة, ثم نشر جواسيسه في العواصم العربية الأخرى. .
ويقول المؤلف: انه أثناء الاستعداد لخوض حرب حزيران (يونيو) 1967 كان للموساد أكثر من عميل في القواعد الجوية المصرية, وثلاثة عملاء في مقر القيادة المركزية في القاهرة, وان دقة المعلومات التي نقلها العملاء هي التي مهدت الطريق للاستيلاء على شبه جزيرة سيناء, وهضبة الجولان, والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة. .
وقال: إن إسحاق رابين الذي حاز على جائزة نوبل للسلام, هو الذي فتح مزاد الاغتيالات, مبتدءا بأبي جهاد ومنتهيا بفتحي الشقاقي, وشاءت الأقدار أن تشمل الاغتيالات رابين نفسه, عندما خر صريعا في المكان الذي وضع فيه خطة اغتيال الشقاقي, وجاء مصرعه على يد الصهيوني المتعصب (إيغال عمير), فالصهاينة لا يتورعون عن سفك الدماء, ولا يترددون في قتل الناس وتعذيبهم من أجل تحقيق أهدافهم الدنيئة, فالغاية عندهم تبرر الوسيلة. .
يتحدث الكتاب على المكشوف عن مقتل أو اغتيال الأميرة ديانا وصديقها دودي الفايد في نهاية شهر آب (أغسطس) عام 1997, منوها إلى ارتباط سائق سيارتهما (هنري بول) بالموساد, وارتباطه بالمنظمات الظلامية, ويشير في كتابه إلى علاقة الموساد بالشاب التركي المتعصب (محمد علي آغا), الذي حاول اغتيال البابا يوحنا بولس في ساحة القديس بطرس بروما في مايس (مايو) عام 1981, وكيف ورطوه بهذه المهمة لتأليب أوربا على المسلمين, ولتقديم هدية إلى الاتحاد السوفيتي بقتل البابا, لدوره في تهييج حركة التضامن في بولندا للتحرر من قبضة السوفيت, ولتحقيق بعض المكاسب من خلال دفع السوفييت للتساهل معهم في تهجير اليهود إلى إسرائيل, ثلاثة أهداف في مهمة واحدة نفذها رجل محسوب على الإسلام من دون أن يدرك عمق المؤامرة الخبيثة. .
ثم جاءت مجزرة صبرا وشاتيلا لتقبح وجه التاريخ بما فعله خبراء الجريمة المنظمة في الموساد, وامتدت مخالبهم لتقتل المعارض المغربي (المهدي بن بركة), وتدمر المفاعل النووي العراقي بتشجيع ومؤازرة بعض الزعماء العرب. .
ويكشف لنا الكتاب أيضا عن دور الموساد في تدبير مقتل البابا (البينو لوشيانو), الذي جلس على كرسي البابوية مدة (33) يوماً فقط, ليخلفه البولندي (كارولا وجتيلا), المعروف بيوحنا بولس, ويسلط الأضواء على دور رجال الموساد في أحداث زنجبار التي تسببت في تصفية النخبة العربية, ناهيك عن دورهم في الانقلاب العسكري الذي أطاح بالزعيم (نكروما) في غانا. . .
والمثير للدهشة ان المؤلف يتحدث بصراحة مطلقة عن استيلاء الموساد على الصندوق المالي السيادي العراقي المودع في البنوك الغربية, والذي يُقدر بمليارات الدولارات, ويتحدث أيضا عن كيفية استيلاء عصابات الموساد على حصة كبيرة من أموال الفاتيكان, بعد توصلهم إلى أرقام حساباته السرية عن طريق الايطالي (روبرتو كالفي), الذي وجدوه مشنوقا عام 1989 تحت جسر لندن, ولم يشفع له ارتباطه الماسوني الوثيق بالمحفل الاسكتلندي الأعظم. . . 
 

مؤامرات دولية قذرة

يعترف (جوردون) في كتابه على قيام عناصر الموساد بسرقة الملفات السرية التي كانت محفوظة في حقائب حصينة بحوزة ضباط المخابرات المركزية الأمريكية, الذين كانوا من بين ركاب طائرة البان أمريكان, التي تفجرت فوق مدينة لوكربي, وان عناصر الموساد سرقوا تلك الملفات السرية, وأخفوها بعيداً بمساعدة المخابرات البريطانية, وكانت تلك الملفات عبارة عن وثائق دامغة تؤكد تورط إسرائيل بتجارة المخدرات في كولومبيا والشرق الأوسط. .
ويعترف (جوردن) في محل آخر عن تورط الموساد ببيع أسرار التكنولوجيا العسكرية الأمريكية, ودورها في حماية الأثرياء اليهود المطلوبين للعدالة الدولية, عن طريق احتضانهم باعتبارهم من المواطنين العائدين بموجب أحكام قانون (العودة اليهودي), ويكشف أيضا العلاقات المشبوهة للموساد مع أقطاب الجريمة العالمية المنظمة, وضلوع جهاز الموساد بتهريب المنتجات الإسرائيلية إلى الأقطار العربية بكل الوسائل الاحتيالية المتاحة, وضلوعها بتبييض (غسل) الأموال القذرة, ودفن النفايات النووية والكيماوية في أراض عربية محتلة أو متاخمة لحدود الدول العربية, وابتزاز المؤسسات الإنتاجية العالمية, والتدخل في الشؤون الداخلية للكثير من الدول الأوربية, وإقامة علاقات سرية منفردة مع كل بلد عربي على حدة, والتنسيق معه لتقديم الخدمات التآمرية, ومن ثم ابتزازها كل على حدة, بمعنى ان عصابات الموساد استفردت بالأقطار العربية وأخضعتها للابتزاز والمساومات التي لا نهاية لها, ثم استغلت التركيبات السكانية المعقدة لكل بلد عربي, وانتهزت الفرص لزرع الخلافات العرقية, وبث النعرات الطائفية, وتأجيج النزاعات القديمة, وإشاعة الفوضى, ونشر الفساد, وتخريب البنية الاجتماعية, فما الذي نتوقعه أكثر من شرذمة خرجت من مستنقعات الرذيلة, ونشأت في أحضان المنظمات الظلامية الغارقة في الممارسات الوثنية المعادية للجنس البشري. . .
*
جريدة المستقبل العراقي

وماذا عن "السقوط إلى الهاوية".. عربياً؟! صبحي غندور

شهدت الولايات المتحدة الأميركية في الأسابيع الماضية ضجيجاً إعلامياً وسياسياً يحذّر، إذا لم يحصل الاتفاق بين الحزب الديمقراطي الحاكم والحزب الجمهوري المعارض على صيغة قوانين تتعلّق بقضايا الضرائب والإنفاق الحكومي، من السقوط الأميركي في "الهاوية المالية والاقتصادية". ورغم أهمّية هذه المسألة الاقتصادية للولايات المتحدة وللاقتصاد العالمي عموماً، فقد تساءلتُ عن استحقاقاتٍ أخرى تجري الآن في بلدانٍ عربية عديدة لكن لا سقفاً زمنياً لها، كما كان الأمر في "الهاوية المالية" الأميركية حيث نهاية العام هي موعد الاستحقاق. فالاستحقاقات العربية أكبر وأوسع من مجرّد "مشاريع قوانين اقتصادية"، وهي تشمل مصير أوطان وشعوب ووحدة مجتمعات، لكن للأسف، لا سقفاً زمنياً ينذر الحاكمين والمعارضين، ولا ضغطاً شعبيّاً عربيّاً فاعلاً يُمارَس على كل المعنيّين بالأمر لمنع حدوث الانهيار والسقوط في الهاوية.
الأمَّة العربية تخرج من العام 2012 وهي مثقلة بالجراح، وبالدم النازف بين شعوبها، وبالمخاطر الجمّة التي تحدق بمصير العديد من أوطانها، ولا تجد أمامها بوارق أمل بل قلقاً كبيراً من المستقبل القريب وتداعيات الحاضر.
فكيف سيكون مستقبل العرب في العام 2013؟ وأين العرب الآن من هذه المحطّة الزمنية الجديدة، العام 2013؟ وهل هناك مراجعات تحدث في الأوطان العربية لأوضاعها ولوقف اندفاع السلبيات في مساراتها المتعدّدة؟!
في الإعلام والسياسة، ليس هناك من تنبؤات، إنّما هي توقّعات تكون مبنيّةً على تحليلٍ موضوعيٍّ للواقع يحاول قراءة المستقبل من خلال ما هو متوفَّر من معلومات عن هذا الواقع، وعن القوى المؤثّرة فيه سلباً أم إيجاباً.
في هذا السياق، فإنَّ الوقائع العربية الراهنة تسير في تداعياتها إلى احتمالاتٍ لا تبشِّر بالخير، ما لم يتمّ وقف عناصرها السلبية.
قد يرى البعض أنَّ عنوان تحدّيات هذه المرحلة يجب أن يتمحور حول مسألة الديمقراطية في مواجهة الاستبداد الداخلي. لكن رغم صحّة هذا الأمر من الناحية المبدئية، فإنَّ أساس المشكلة في الواقع العربي الراهن هو تراجع مفهوم "الوطن" وتعثّر تطبيق حقّ "المواطنة". ولعلّ ما حدث ويحدث في البلدان التي شهدت مؤخّراً تغييراتٍ في أنظمتها، لأمثلة حيّة على مكمن المشكلة السائدة في المجتمعات العربية.
إنّ العرب هم في حالٍ من الفوضى والعبث والصراعات على مستوى الشارع.. وليست المشكلة فقط على مستوى الحكومات.
فالمزيج القائم الآن من استباحة الأجانب للأوطان العربية، ومن العجز الرسمي العربي (ومن التفريط أحيانا)، ومن غياب الحياة السياسية السليمة، ومن فوضى الصراعات الداخلية العربية في أكثر من مكان، لا يمكن له – أي لهذا المزيج- أن ينتج آمالاً بمستقبلٍ عربيٍّ أفضل، بل إنّ هذا المزيج هو "الوصفة الإسرائيلية" المستمرّة لأمراض المنطقة العربية بهدف تفتيتها على أساسٍ طائفي ومذهبي وإثني، تبعاً لتخطيطٍ إسرائيلي بدأ في لبنان منذ عقود وحاول عام 1982 إنجاز هدفه فيه، في ظلّ ظروفٍ لبنانية شبيهة بتلك القائمة الآن على المستوى العربي العام!.
ولعلّ أبرز المراجعات المطلوبة عربياً، في هذه المحطة الزمنية الجديدة، هي مسألة ضعف الهويّة الوطنية الجامعة وغلبة الانتماءات الفئوية الأخرى. ففي هذه الظاهرة السائدة حالياً في أكثر من بلد عربي خلاصة لما هو قائم من مزيج سلبياتٍ أخرى عديدة.
إنَّ ضعف الهويّة الوطنية لصالح هيمنة انتماءاتٍ ضيّقة يعني ضعفاً في البناء الدستوري والسياسي الداخلي. ويعني تسليماً من "المواطن" بأنَّ "الوطن" ليس لكلِّ المواطنين، وبأنّ "الوطن" هو ساحة صراع على مغانم فيه، لذلك يأخذ الانتماء إلى طائفة أو مذهب أو قبيلة بُعداً أكثر حصانةً وقوّة من الانتماء الوطني الواحد، كما يصبح الانتماء الفئوي عجلةً سياسية يتمّ استخدامها للوصول إلى مكاسب سياسية أو شخصية، أو لانتزاعها من أيدي آخرين حاكمين.
كذلك فإنّ ضعف الهوية الوطنية هو المدخل للتدخّل الخارجي، بل وللاحتلال أحياناً، كما حصل في تجربة الاحتلال الإسرائيلي للبنان خلال فترة الحرب الأهلية اللبنانية، حيث تتحوّل أولويّة الانتماءات الضيّقة إلى مبرّرات تقتضي التعامل مع أي جهة خارجية من أجل مواجهة "الجماعات الأخرى" في الوطن الواحد!.
ويعيش المشرق العربي كلّه الآن هذه الحالة من التدخّل الإقليمي والدولي، حيث نراها واضحةً في مجرى الأحداث الدامية في سوريا، ونتيجةً لما هو سائد من غلبة الانتماءات الفئوية على المصلحة الوطنية المشتركة.
إنّ ضعف الهويّة الوطنية المشتركة هو تعبير أيضاً عن فهمٍ خاطئ للانتماءات الأخرى. فالاعتقاد بمذاهب دينية مختلفة، أو الاعتزاز بأصول إثنية أو قبلية، هو ظاهرة طبيعية وصحّية في مجتمعاتٍ تقوم على التعدّدية وعلى الاختلاف القائم في البشر والطبيعة. لكن تحوّل هذا الاختلاف إلى خلاف عنفي وصراعات سياسية دموية يعني تناقضاً وتصادماً مع الحكمة في الاختلاف والتعدّد، فيكون المعيار هو محاسبة الآخرين على ما وُلدوا به وعليه، وليس على أعمالهم وأفكارهم. وهذا بحدِّ ذاته مخالف للشرائع الدينية والدنيوية كلّها.
وهكذا تكون مسؤولية تصحيح الأوضاع القائمة الآن في المنطقة العربية، مسؤوليةً شاملة معنيّ بها الحاكم والمحكوم معاً. لكن الإصلاح يجب أن يبدأ أولاً في البنى الدستورية والسياسية ليجد كل مواطن حقّه في الانتماء الوطني المشترك، ولكي يعلو سقفه إلى ما هو أرحب وأوسع من سقف الانتماءات الفئوية الضيّقة.
هي أيضاً مسؤولية مؤسسات المجتمع المدني والحركات الفكرية والسياسية والمنتديات الثقافية وعلماء الدين ووسائل الإعلام العربية المتنوعة، في التعامل الوطني السليم مع الأحداث والتطورات، وفي طرح الفكر الديني والسياسي الجامع بين الناس، لا ذاك الداعي إلى الفتنة بينهم.

إنَّ الأمّة العربية الآن هي أمام الخيار بين تكامل الوطنيات العربية القائمة - وفق صيغة الاتحاد الأوروبي بالحدِّ الأدنى - أو الانحدار أكثر في تفتيت المنطقة إلى دويلاتٍ طائفية وعرقية متصارعة فيما بينها ومتفّق كل منها مع إسرائيل!!
فلا مستقبلاً مثمراً للصيغة الراهنة للعلاقات العربية الحالية في ظلِّ ما هو قائم من مشاريع وتحدّيات دولية وإقليمية وإسرائيلية، وتحت وطأة اهتراء الأوضاع الداخلية العربية في أكثر من مجال سياسي واقتصادي واجتماعي، وصراعات عربية وعنف داخلي يستبيح الإرهاب المسلح والقتل العشوائي! .
***
هناك الآن حاجةٌ قصوى لوقفةٍ مع النفس العربيّة قبل فوات الأوان، وهناك حاجة إلى فكر عربي جامع يتجاوز الإقليميّة والطائفيّة والمذهبيّة، ويقوم على الديمقراطيّة ونبذ العنف واعتماد مرجعيّة الناس ومصالحها في إقرار النصوص والدساتير والقوانين...
هناك حاجةٌ ملحّة للفرز بين "الديمقراطيين العرب" لمعرفة من يعمل من أجل الحفاظ على النّسيج الوطني الواحد، ومن يعمل من أجل كانتونات فيدراليّة تحقّق مصالح فئوية مؤقتة...
هناك ضرورةٌ عربيّة وإسلاميّة للتمييز بين من "يُجاهد" فعلاً، في المكان الصحيح، وبالأسلوب السليم، ضدّ الاحتلال وأهدافه، وبين من يخدم سياسياً المحتلّ وأيضاً مشاريع الحروب الأهليّة العربيّة...
هناك حاجةٌ لبناء عربي جديد يجمع بين الفهم السليم للأمّة العربية الواحدة القائمة على خصوصيات متنوعة، وبين الولاء للوطن الواحد القائم على أسس سليمة في الحكم والمواطنة...
قبل قرنٍ من الزمن، عاشت البلاد العربية حالةً مماثلة من التحدّيات ومن مواجهة المنعطفات الحاسمة، لكن قياداتها لم تُحسن آنذاك الخيارات، فدفعت شعوب المنطقة كلّها الثمن الباهظ. عسى ألا تتكرّر الآن مآساة الأمّة العربية بالسقوط في هاويةٍ جغرافية جديدة، يتمّ فيها رسم الحدود بالدم الأحمر للشعوب لا فقط بالحبر الأسود القوى الإقليمية والدولية المهيمنة!.
*مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطنSobhi@alhewar.com

02 يناير 2013

تطهير القضاء.. آن الأوان أن ترحلى يا دولة المحاسيب

* المادة (170) من الدستور حرمت القضاة من «سبوبة» الندب.. فرفضوا الإشراف على الاستفتاء
* «ابن الزند» على رأس المعتدين على النائب العام 
*
تعيين نجل رئيس مجلس الدولة مستشارًا رغم حصوله على تقدير «مقبول» 
* قاضى المعارضات أخلى سبيل الملثم المتهم باقتحام مبنى محافظة الإسكندرية.. رغم حيازته سلاحًا بدون ترخيص


لا ينكر أحد أن تطهير القضاء كان من أهم مطالب ثورة يناير، وهو ما أكدته العديد من المليونيات التى انطلقت فى ميادين مصر، وكان آخرها مليونية «عدالة الثورة» فى الثلاثاء الموافق 5 يونيو الماضى عقب صدور أحكام البراءة على قتلة الثوار فى قضية قتل المتظاهرين فى ميدان التحرير يومى 2 و3 فبراير، وهى القضية المعروفة إعلاميا بـ«موقعة الجمل»، وطالبت التيارات والحركات الثورية والأحزاب السياسية المختلفة بتطهير القضاء وإقالة النائب العام السابق عبدالمجيد محمود. 
ولا يعنى المطالبة بضرورة تطهير القضاء، خلو السلطة القضائية من الشرفاء القادرين على تخليص القضاء من الفاسدين، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت هجومًا حادًّا من قبل أندية القضاة برعاية أحمد الزند «رجل المخلوع» فى السلطة القضائية؛ إذ تجمّع من حوله كل من تضرر من الثورة واستفاد من قربه من النظام البائد، وشنّوا حربا ضارية على الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور، ثم هاجموا مشروع الدستور الجديد، ثم أعلنوا مقاطعة الإشراف على الاستفتاء لإحراج الرئيس محمد مرسى وإرغامه على إلغاء الاستفتاء وهو ما يعنى إطالة أمد المرحلة الانتقالية، ومن ثم حصول فلول النظام على بعض الوقت لـ«لملمة» أوراقهم والسعى للإجهاز على الثورة. 
ثم افتعل الزند وقضاته أزمة جديدة مع النائب العام القادم من تيار استقلال القضاء المناوئ للزند فى آخر انتخابات لنادى القضاة، والتى لعبت فيها الأجهزة الأمنية دورا بارزا لإنجاح الزند؛ إذ قام الزند بتحريض تابعيه وأبناء تابعيه للا عتداء على النائب العام المستشار طلعت عبدالله، انتقاما للإطاحة برفيق دربه عبدالمجيد محمود، غير أن المتابع لتلك الأسماء التى طالبت بإقالة النائب العام المستشار طلعت عبدالله وحاولت الاعتداء عليه، يدرك تماما أن المسألة لا علاقة لها باستقلال القضاء أو الحر ص على حياديته كما يتغنى الزند وأتباعه. 

«ابن الزند» على رأس المعتدين على النائب العام 

وقد أفصحت جبهة المحامين للدفـاع عن السلطـة القضائية، فى بيان لها بشـأن محاولة الاعتداء على النائب العام واقتحام مكتبه، عن أسماء المستشارين ووكلاء النيابة الذين حاولوا الاعتداء على النائب العام، وذكرت الجبهة فى بيانها أنها لاحظت تجمع عدد من السادة الأساتذة وكلاء النيابة أمام مكتب النائب العام فى محاولة منهم لاقتحامه والاعتداء على النائب العام, وأن هذا التجمع بقيادة السادة الأساتذة المحترمين الآتى أسماؤهم: 

محمد عدنان الفنجرى، نجل المستشار عدنان الفنجرى النائب العام المساعد للنائب العام السابق؛ ومحمد السعيد، نجل شقيق المستشار عادل السعيد رئيس المكتب الفنى للنائب العام؛ وشريف الزند، نجل المستشار أحمد الزند رئيس نادى القضاة؛ وعمر أباظة، نجل شقيقة زوجة المستشار عبد المجيد محمود النائب العام السابق؛ ومحمد عبد العزيز عثمان، نجل شقيق المستشار محمد عثمان مدير إدارة النيابات؛ ومحمد حسين عامر، صهر المستشـار مسعد التليت وكيل أول التفتيش القضائى للنيابات؛ وأحمد الأبرق، رئيس النيابة ونجل شقيقة المستشار هشام بدوى المحامى العام الأول لنيابة أمن الدولة السابق؛ ومحمد مجدى الضرغامى، نجل المستشار مجدى الضرغامى ووكيل التفتيش القضـائى للنيابات؛ وخالد أبو النصر، نجل المستشار محمد أبو النصر محامى عام أول نيابة استئناف المنصورة؛ وأحمد محمود محمد، وكيل النيابة بمكتب النائب العام للشئون المالية والتجارية؛ وإسلام حمد، وكيل النيابة بنيابة أمن الدولة العليا؛ ومصطفى يحيى، وكيل النيابة بمكتب النائب العام. 
وأضاف البيان: «حيث إن مسلك السادة الأساتذة المحترمين السالف ذكرهم على هذا النحو يخالف الدستور والقانون وكافة الأعراف القضائية المستقرة ويطعن العدالة فى مقتل، فإن الجبهة سوف تضطر آسفة للتواجد أمام مكتب النائب العام لحمايته من أية محاولة لاقتحامه أو النيل من شخصه، كما تعرب الجبهة بأنها بصدد تقديم طلب لمجلس القضاء الأعلى بشأن الاستفسار وإعادة بحث أوراق تعيين السادة الأساتذة المحترمين السالف ذكرهم بالنيابة العامة وفقا للقانون أم بالمخالفـة للقانون؟!, وذلك فى ضوء المادة (64) من الدستور الجديد، التى تنص على: «عمل الموظف العام فى خدمة الشعب وتتيح الدولة الوظائف العامة للمواطنين على أساس الجدارة، دون محاباة أو وساطة، ومخالفة ذلك جريمة يعاقب عليها القانون». 

الزند: تعيين أبناء القضاة سيستمر 

من جانبه، لم ينف الزند خلال اللقاء الذى عقده مع عدد من قضاة المنوفية بنادى القضاة، الاتهام السابق ذكره، والذى شهد مشادات بين القضاة بسبب قانون السلطة القضائية وظهور القضاة على شاشات الفضائيات. 
وقال الزند: من يهاجم أبناء القضاة هم «الحاقدون والكارهون» ممن يُرفض تعيينهم، وستخيب آمالهم، وسيظل تعيين أبناء القضاة سنة بسنة ولن تكون قوة فى مصر تستطيع أن توقف هذا الزحف المقدس إلى قضائها. 
وأكد الزند أنه من مؤيدى المجلس العسكرى وقراراته لأنه هو الدرع الحامية لهذا الوطن، واصفا من يهاجمونه بأنهم خونة. 

مستشار بـ«مقبول» 

وقعة أخرى تؤكد صحة ما نشرته جبهة المحامين للدفاع عن السلطة القضائية؛ إذ تداولت المواقع المختلفة صورة من شهادة تخرج المستشار يوسف يحيى أحمد راغب دكرورى، والذى تم تعيينه مستشارا فى مجلس الدولة بالرغم من أنه حاصل على ليسانس الحقوق دفعة 2004 بتقدير عام «مقبول»، وذلك لأنه نجل سيادة المستشار يحيى دكرورى نائب رئيس مجلس الدولة، وهو ما يؤكد مقولة «الزند» بأن قضاء مصر سيظل «شامخا»!. 

ولعل هذا يوضح سر وقوف هؤلاء القضاة فى صف الثورة المضادة، وسبب اعتراضهم على نص الدستور الجديد الذى صيغ فى حوالى 7000 ساعة. 

المادة (170) تحرم القضاة من «سبوبة» الندب 

ولم تكن هذه الوقعة فحسب هى التى تكشف سبب معاداة أندية القضاة للدستور ورفضهم الإشراف على الاستفتاء؛ فهناك نقطة هامة جدا جعلت هؤلاء القضاة يحاربون الدستور، ألا وهى المادة (170) التى تنص على أن «القضاة مستقلون، غير قابلين للعزل، لا سلطان عليهم فى عملهم لغير القانون، وهم متساوون فى الحقوق والواجبات. ويحدد القانون شروط وإجراءات تعيينهم، وينظم مساءلتهم تأديبيًّا، ولا يجوز ندبهم إلا ندبًا كاملًا، وللجهات وفى الأعمال التى يحددها القانون؛ وذلك كله بما يحفظ استقلال القضاء وإنجاز أعماله». 
فكل قاضٍ كان يظل قاضيا على منصة المحكمة، ويتم انتدابه لجهة أخرى مستشارا، وهو ما يعنى ارتفاع رواتب هؤلاء القضاة أضعافا وأضعافا، وأحيانا تحال فى دائرة هذا المستشار قضية ضد المؤسسة المنتدب بها، فيصبح هو الحكم والقاضى ضد المؤسسة التى يعمل بها مستشارا!. 
وهذه المادة من الدستور الجديد، ستنهى مثل هذه الأوضاع، وستحرم هؤلاء القضاة من «سبوبة» الندب، بأن جعلت الندب إلى الجهات المختلفة ندبا كاملا، بحيث تمنع القاضى الذى يريد الانتداب من الجلوس على المنصة مرة أخرى، وهو ما يعنى الحرمان من الامتيازات التى اكتسبوها طوال فترات الندب فى العهد البائد، ولعل هذا يفسر سر رفضهم الإشراف على الاستفتاء وسبب رفضهم مشروع الدستور من الأساس. 

إخلاء سبيل الملثم المتهم باقتحام مبنى محافظة الإسكندرية 

تمكنت قوات الأمن ومجموعة من شباب منطقة كوم الدكة بمحافظة الإسكندرية من إلقاء القبض على أحد الملثمين أمام مبنى محافظة الإسكندرية فى أثناء محاولة اقتحامه، وتم عرض المتهم على النيابة بتهمة ترويع المواطنين والتخريب العمدى، وقررت حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق. 
إلا أن قاضى المعارضات كان له رأى آخر؛ إذ أصدر قاضى المعارضات قرارًا بإخلاء سبيله، رغم محاولة الاقتحام ورغم حيازته سلاحا بدون ترخيص، وذلك بعد أن تم اكتشاف عددٍ من الأسلحة النارية فى منزله عقب تفتيشه بعد إلقاء القبض عليه.
المصدر جريدة الشعب

ويكيليكس تعلن عن بعض أسماء المصريين الحاصلين على التمويل الأمريكي



واشنطن: وكالة أنباء امريكا "إن أرابيك"
كشفت وثائق سرية سربها موقع "ويكيليكس" الشهير عن قيام السفارة الأمريكية بتمويل بعض النشطاء المصريين سرًا خلال السنوات الأخيرة كما كشفت برقيات دبلوماسية مسربة عن المزيد من أسماء شخصيات عامة وحقوقية مصرية ممن ترددوا على السفارة الأمريكية في فترة حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك.

1- هشام قاسم، مؤسس جريدة المصري اليوم، والفائز بجائزة الديمقراطية لعام 2007 الصادرة عن الوقف القومي الأمريكي للديمقراطية وهو مؤسس والعضو التنفيذي في جريدة المصري اليوم.

2- أسامة الغزالي حرب، عضو نقابة الصحفيين المصرية، وكان عضوا في الحزب الديمقراطي الحاكم سابقا وكان يحرر منشورة السياسة الدولية التابعة للأهرام.

3- أنور عصمت السادات، عضو سابق في الحزب ويقود منظمة أهلية غير مسجلة علاوة على حزب كان غير مصرح به هو حزب الإصلاح والتنمية.

4- حسن نافعة، الأكاديمي المصري المعروف.

5- هالة مصطفى، الصحفية المصرية محررة منشورة الديمقراطية التابعة لمؤسسة الأهرام القاهرية.

6- الدكتور حسام عيسى، عضو الحزب الناصري وأستاذ القانون.

7- داليا زيادة، ناشطة ومدونة تمثل في مصر منظمة شيعية أمريكية اسمها "الكونجرس الإسلامي الأمريكي"، وكانت مقربة من الرئيس الأمريكي جورج بوش.

8-هشام البسطويسي، قاض سابق رشح نفسه للانتخابات الرئاسية في مصر.

9- حسام بهجت، مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية والتي تسعى للترويج لحرية العقيدة بين المسلمين والمسيحيين وهو ايضا عضو اللجنة التوجيهية فى مراقبة سياسات الميول الجنسية المدافع عن حرية الميول الجنسية.

10-جميلة إسماعيل، الناشطة والزوجة السابقة لأيمن نور أحد مرشحي الرئاسة المصرية.

11- نجاد البرعي، مدير منظمة الممولة المتحدة من برنامج مبادرة الشراكة الشرق أوسطية التي أطلقها الرئيس السابق جورج بوش.

12- حافظ أبوسعدة، مير المنظمة المصرية لحقوق الإنسان.

13- منى ذوالفقار، عضو المجلس المصري لحقوق الإنسان والمقربة من سيدة مصر الأولى سابقا سوزان مبارك.

14- مايكل منير، رئيس الرابطة الأمريكية للأقباط ومؤسس المنظمة غير الحكومية المصرية، المسماة "يدا بيد" التي تعمل على تعزيز القاعدة الشعبية السياسية المشاركة في مصر.

15-وائل نوارة، حزب الغد.

16-إنجي حداد، مديرة المنظمة الإفريقية المصرية لحقوق الإنسان.

17-غادة شهبندار رئيسة منظمة لمراقبة الانتخابات "شايفنكم".

18- باربارة سعد الدين إبراهيم، الزوجة الأمريكية للناشط المصري الأمريكي سعد الدين إبراهيم والكاتب في جريدة المصري اليوم الخاصة.

19- أحمد سميح، مدير معهد الأندلس للتسامح ومكافحة العنف ومحرر في راديو حريتنا على الإنترنت.

20- مازن حسن، مديرة منظمة نظرة للدراسات النسوية.

21- حمدي قناوي، موظف في منظمة الإصلاح القانوني العقابي العربي والعضو المؤسس للمركز العربي للتوثيق وملاحقة مجرمي الحرب من الناحية القانونية.

22- دعاء أمين، تنفيذية ومدربة في معهد الأندلس للتسامح ومناهضة العنف، وحقوق الإنسان.

23- مروة مختار، ناشطة في مجال حقوق الإنسان.

24- المحامي ناصر أمين مدير المركز العربي لاستقلال القضاء.

25- عمرو الشوبكي المحلل السياسي من مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية وأحد الأعضاء المؤسسين لحركة كفاية.

رابط التقرير على ويكيليكس:

http://www.wikileaks-forum.com/index.php/topic,6414.0.html?PHPSESSID=67b0ed2a77ae40f8e8c077ca41617841

01 يناير 2013

في بيتنا رئيس.. أول حوار مع صاحب منزل رئيس الجمهورية



الحرية والعدالة: إيمان إسماعيل

الحاج عز الدين: الرئيس ازداد تواضعا وزهدا بعد انتخابهد. مرسى منتظم فى دفع إيجار شقته ولا يعتمد كونه رئيسا
يعتذر دائما عن مضايقتنا بالأمن والحرس
طيِّب الجيرة والعشرة وأسرته تتميز بمكارم الأخلاق
يستمع لشكاوى المواطنين وينصت إليهم ويحاول حلها
د. مرسى كبير العائلة باهتمامه الدائم وسؤاله عن الجميع
لم يحضر المرشد أو أحد من قيادات مكتب الإرشاد إلى منزلنا
لا نشعر به فى صلاة الفجر .. فأين ما تتحدث عنه الفضائيات؟
الرئيس وأسرته قضوا عيد الأضحى بعيدا عن المنزل حتى لا يضايقونا
فضَّلنا الحوار مع "الحرية والعدالة" عن وسائل إعلام أخرى لمصداقيتها


لم أكن أعرف الطريق الذى سأذهب منه إلى منزل رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى؛ لأجرى حوارا مع صاحب العقار الذى يستأجر منه الرئيس الشقة التى يسكن فيها مع أسرته، وهو فى نفس الوقت جار الرئيس؛ حيث سكن فى الطابق الأرضى للمنزل. فالقاهرة الجديدة بطبعها متشابهة المعالم والشوارع.. فكيف سأصل إلى المنزل؟ وكيف سأعرفه؟ .. قلت: بالتأكيد سيظهر المنزل؛ بسبب التعزيزات الأمنية التى تقف أمامه، وسأقطع شوطا كبيرا مشيا على الأقدام حتى أصل.
ظل هذا الشعور يراودنى، وتذكرت كيف كنا نمشى من شوارع أخرى أيام المخلوع، وكان من المستحيل أن نرى طوبة من قصره.. اتبعت الإرشادات والوصفات، وأثناء مرورى فى أحد الشوارع مر المنزل الذى يقطن به الرئيس دون أن أدرى أنه هو؛ لأعود وألتفت إلى الخلف وألمح تجمعا بسيطا لأدقق النظر وأفاجأ أنه هو المنزل حسب الوصفة!
كان مشهدا مغايرا لما رسمت فى ذهنى، فعدد القوات المكلفة بتأمين المنزل قليلة جدا، ولا تقارن بما كان يحدث فى عهد النظام البائد؛ وهو ما جعل ذلك المنزل البسيط الموجود وسط الناس قليل التأمين، والسيارات تمر من أمامه بشكل طبيعى جدا.. وقد يمر عليه البعض دون أن يدرى أن الذى يسكن هنا هو رئيس الجمهورية! ذلك المشهد هو أبسط المفاجآت التى مرت علينا أثناء هذا الحوار الذى كشف العديد من الجوانب الخفية فى حياة الرئيس الإنسان، والجار، والأب، ورب الأسرة، والمواطن، قبل أن يكون رئيسا للجمهورية.
الحاج عز الدين شكرى "50 عاما" –صاحب العقار الذى يؤجر منه الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية شقته- هو أحد تجار وسط البلد، ممن تضرر عملهم كثيرا بسبب الثورة وما تلاها من أحداث طوال الفترة الانتقالية إلى الآن، وزوجته هى الحاجة جيهان، وكلاهما غير منتمٍ لجماعة الإخوان المسلمين ولا لأى أحزاب أخرى، ولا علاقة لهم بأى منهم من قريب أو بعيد، وأولادهما خمسه هم: أحمد، وإسماعيل، وأسامة، وإسلام، وإياد.
إشادة
بمجرد دخولنا لمنزل الحاج عز وجلوسنا معه أكد لنا هو وزوجته أن الكثير من الصحف ووسائل الإعلام تسعى للتواصل معهما من أجل إجراء حوارات صحفية؛ إلا أنهما رفضا تماما، مؤكدين أن حواره مع "الحرية والعدالة" هذا هو أول حوار لهما مع أى وسيلة إعلامية؛ نظرا لما لمساه من صدق الجريدة فى تناول موضوعاتها.
وقال عز وزوجته: "لم نثق فى أى جريدة وتلمست أنكم تسعون دائما لقول كلمة الحق، لذلك لأول مرة نوافق على إجراء حديث صحفى، وقد رفضنا كل الوسائل الأخرى؛ خوفا من تحريف كلامنا وتزييفه كعادة الكثير منهم".
بدأ الحاج عز حديثه برواية أول لقاء جمعه مع الدكتور محمد مرسى كان منذ 6 سنوات تقريبا، عندما كان يبحث عن شقة إيجار يسكن فيها، وساقه القدر إلى ذلك المسكن، وارتاح للمنزل، وارتاح هو لشخص الدكتور مرسى، فتم التعاقد والإيجار، ولم يكن بينهما أى علاقة قبلها، مضيفا أنه لم يكن يعلم وقتها أن الدكتور مرسى على علاقة بالإخوان أو منهم، وكل ما كان يعرفه أنه دكتور فى الجامعة.
جارنا إخوان!
وأضاف: "عندما علمت بعد فترة أن جارنا من قيادات جماعة الإخوان المسلمين أثناء اطلاعنا بالصدفة لحوار له فى إحدى الصحف، لم يؤثر ذلك على علاقتنا أبدا، ولا على جيرتنا، بالرغم مما كان يقال حول تلك الجماعة، وأنها محظورة؛ بل افتخرت أننا نجاور رجلا مناضلا ثوريا محترما يسعى لجلب حقوق الناس وإعادتها لأصحابها".
وأوضح عز أن الرئيس يؤجر منه الشقة بإيجار سنوى، ولا يتأخر أبدا فى دفعه طوال السنوات الماضية ويدفع الإيجار فى توقيته، وأحيانا قبل الموعد.
يتمسك بالشقة الإيجار
وبعد توليه منصب الرئاسة دار بين الحاج عز والدكتور مرسى حوار حول استمراره فى تأجير الشقة أم سيذهب إلى قصر الرئاسة ليجلس فيه بالمجان طوال فترة رئاسته، وقال الحاج عز: إن الرئيس استأذنه فى الاستمرار فى تأجير شقته كما هو بمقابل مالى، مؤكدا له رفضه التام الجلوس فى البهرجة والقصور إلى آخره.
وأكدت زوجة صاحب المنزل أنها سألت زوجة الدكتور مرسى ليلة إعلان نتائج انتخابات رئاسة الجمهورية فى جولة الإعادة: هل ستتركون الشقة وتذهبون للقصر الجمهورى؟ فقالت لها زوجة الرئيس: لن يحدث أبدا، ونحن متفقون على ذلك، مبينة أنهم أوفوا بوعدهم فعلا، مما أسعدنى جدا أن رئيسنا متواضع ولن يغيره الكرسى.
كبير أسرتنا
ويكشف الحاج عز النقاب عن الحياة الإنسانية للرئيس؛ قائلا: "د. مرسى طيب الجيرة لأبعد الحدود؛ حيث إنهم لا يشعرون بوجودهم إلا إذا أُضيأت إحدى أنوار منزلهم، أو عند وصول موكبه فقط، وأحيانا عندما يكونون فى آخر المنزل فلا يشعرون حتى بموكبه، أو إضاءة النور فى شقته".
ويضيف: "رغم أننا -ملاك العمارة وساكنيها- أسرة واحدة، إلا أن ود وحسن خلق الدكتور مرسى جعلنا نقبل بوجوده وسطنا، على الرغم من عدم وجود صلة قرابة بيننا؛ ليصبح الآن بعد معاشرتنا له طوال تلك السنوات هو كبير تلك الأسرة بوده وحنيته واهتمامه بنا".
وأكدت زوجته على كلامه بقوة؛ حيث بدت متحمسة جدا وقالت: "فى بداية بنائهم للمنزل كانوا لا يرغبون فى أن يؤجر أى شخص منهم أى شقة فيه لأنهم كانوا يفضلون أن يكون منزلهم لهم فقط ولأولادهم، إلا أنهم وافقوا فى بادئ الأمر على سبيل التجربة، واكتشفوا بعدها طيبة ومكارم أخلاق الدكتور مرسى وأسرته؛ حيث لا يسمع لهم حس ولا يشعر بهم أحد أثناء طلوعهم لشقتهم أو نزولهم منها، سواء قبل توليه منصب الرئاسة أو بعدها".
تضييقات جميلة!
رغم أن التشديدات الأمنية أمام منزل الرئيس قليلة جدا مقارنة بالتشديدات التى كانت فى العقود الماضية مع الرؤساء السابقين، إلا أن هناك حراسة وتشديدا على كل من يدخل للمنزل ويخرج منه، ولا بد من الاطلاع على هويته وسبب مجيئة؛ فكان لا بد أن نسأل جيرانه: كيف يعيشون؟ وهل يشعرون بضيق أو ضجر من تقييد حريتهم؛ لكن الزوجين قاطعانا فى نفس واحد: "لا إطلاقا..".
وتروى زوجة الحاج عز: "فى بادئ الأمر كنت أشعر بالضيق من تشديدات رجال الأمن المخصصين للحراسة، إلا أنهم بعد ما عرفوا أننى من سكان المنزل خفت وطأة التشديدات؛ كما كنا نعانى أيام تجهيز أولادنا للزواج؛ حيث يسكن ابننا معنا فى أحد أدوار المنزل، وذلك بسبب حرص الأمن على تفتيش كل الصناديق والأكياس التى تدخل المنزل، فضلا عن عدم دخول العمال إلا بعد التعرف على هويتهم، ورغم كل ذلك إلا أننا مقدرون، ونعتبر ذلك مساعدة منهم فى تحمل مسئولية وعبء الوطن".
وتضيف: "رغم كل التهديدات التى تحيط بمنزلنا وأنه مستهدف إلا أن ذلك لم يجعلنا نندم لحظة واحدة على تأجير شقة فى منزلنا للدكتور مرسى، فنحن مؤمنون بالآية: {قُل لَّن يُّصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا}، سواء كان معنا فى منزلنا رئيس أم لا".
أما زوجها فيقول: إن الدكتور مرسى منذ تعيينه رئيسا، وهو كلما قابلنى اعتذر لى عن إزعاجه لهم بالحرس الجمهورى والتضييقات الأمنية، ويسأل إذا ما كانت هناك أية مضايقات منهم أو أى طلبات لهم، ليجيبه هو: "هل يرفض أحد أن يؤمَّن كتأمين الرئيس؟".
رئيسنا وخزانات المياه!
وعن الشائعات التى تتداولها بعض وسائل الإعلام حول انقطاع الكهرباء والماء عن التجمع الخامس بأكلمه إلا منزل الرئيس، يرد الحاج عز مبينا أن الكثير من المنازل فى التجمع الخامس تعمل بنظام الخزانات، والتى تجعل هناك مياها لساكنيها لمدة 3 أيام فى حالة انقطاع المياه عن المنطقة بأكملها، فكل من يعمل بهذا النظام لا تنقطع عنه المياه، وليس منزلنا فقط لأنه منزل الرئيس، بل من قبل أن يكون د. مرسى رئيسا والمياه لا تقطع لدينا بسبب نظام الخزانات.
ويضيف: "وأحب أن أبين أن الرئيس هو المشرف على خزانات المياه، وهو الذى خطط لكيفية إنشائها حتى تعمل بكفاءة" واقترح تصميمها بشكل معين، ويقوم بالإشراف عليها من وقت لآخر".
مكتب الإرشاد لم يحضر
وردا على شائعة قيام المرشد العام لجماعة الإخوان وعدد من قيادات مكتب الإرشاد بزيارة الدكتور مرسى فى منزله لكى يحصل منهم على التعليمات، أوضح الحاج عز أنهم فى الدور الأرضى ويرون كل من يدخل ويخرج من المنزل، ولم يزر د. مرسى منذ توليه منصب الرئاسة لا الدكتور محمد بديع ولا المهندس خيرت الشاطر ولا غيرهما، وكان فقط يزوره الدكتور سعد الكتاتنى بصفته رئيسا لمجلس الشعب".
صلاة الفجر
وعن صلاة الفجر التى أثارت حولها وسائل الإعلام ضجيجا كثيرا دون تحرى الدقة؛ أشار الحاج عز أن حراسة الرئيس فى صلاة الفجر لا تذكر، وتكون على حجم المهمة المكلفين بها؛ وليست عشرات السيارات كما تدعى بعض وسائل الإعلام، حتى إنهم فى أوقات كثيرة لا يشعرون به أثناء نزوله للصلاة، فكيف يكون موكبه ضخما؟! وعندما يشعرون به يكونون فى غاية سعادتهم؛ لأنه أيقظهم بشكل غير مباشر لصلاة الفجر.
ويوضح أنه كان يرافق د. مرسى لصلاة الفجر أو الجمعة أو التراويح بمسجد فاطمة الشربتلى فى أحيان كثيرة؛ وكان يفضل أن يجلس فى آخر المسجد، وبعض المصلين يعرفون أنه جار للرئيس، والبعض الآخر لا يعلم، فكان يستمع إلى أحاديث الناس عنه وآرائهم فيه، حيث كانوا يقولون: "عشنا وشفنا رئيس بيصلى وسطنا مش لوحده وسط الحراسة"، "ونسلم عليه وبنكلمه ويلقى علينا خطابا دينيا ويؤمّنا، وكلما التحم بالناس أكثر كلما اكتسب شعبية أكثر".
وتضيف الحاجة جيهان: "إن ليلة إعلان النتائج فى جولة الإعادة كانت مع زوجة الدكتور مرسى وقالت لها: إنها خافئة إذا أصبح الدكتور رئيسا ألا يذهب لصلاة الفجر كما اعتاد من قبل حيث لا يمر يوم دون أن يؤديها فى المسجد"، فقالت لها زوجة الدكتور مرسى: "لا تقلقى سيكون أشد حرصا عليها"، وبالفعل قد كان.
وتكمل الحاجه جيهان قائلة: " كثيرا ما أفكر أننا فى حلم؛ حيث لم أرَ فى حياتى أن رئيسا لنا يصلى فى المسجد، ليست أى صلاة، إنما صلاة الفجر"، وتتابع: "أعتقد أن أداء الرئيس لصلاة الفجر ومواظبته عليها من أسباب حفظ الله للبلد ولأهلها وله شخصيا؛ حيث إنه لا يشعر بقيمة صلاة الفجر ولا بمعناها إلا من ذاقها، فهو فى ذمة الله".
شائعات وطرائف!
وشائعة أخرى فكاهية سمعت عنها أسرة الحاج عز، وهى مرض الرئيس وإجراؤه عملية فى المخ، حيث ضحكوا كثيرا، وقالوا: إن تلك الشائعة من شدة انتشارها مع رؤيتهم له يوميا صباحا ومساء جعلتهم يتَّصلون بزوجته ويسألونها عما إن كان مريضا فعلا أم لا، لتضحك زوجة الرئيس أيضا وتطمئنهم أنه بخير، وما يحدث مجرد شائعات!
وعن شائعة أخرى مضحكة، وهى مهاجمة مجموعة ممن أُطلق عليهم ثوار منزل الرئيس بالتجمع وأحرقوه، حيث تبين الحاجة جيهان أنها فوجئت بزوجة الدكتور مرسى تحدثها وهى فى الدور العلوى وتسألها وهى تضحك: هل نحن بخير أم أننا نحلم؛ حيث إنهم يقولون: إنهم أحرقوا منزلنا!
الجار والمعتقل
ويعود الحاج عز بالذاكرة قليلا إلى الوراء ليروى عن موقفا إنسانيا للدكتور مرسى لن ينساه له؛ وهو حينما فتحت المعتقلات وقت الثورة فكان له حديث تليفونى مع إحدى القنوات ويقول فيها: إن هناك من فتح السجون عليهم وهم موجودون هناك الآن ولم يخرجوا، ليفاجأ بعدها بدقائق معدودة باتصال هاتفى من الدكتور مرسى ليطمئن عليه وعلى أسرته ويعتذر له عما بدر من الأمن وقت اقتحام شقته وترويعهم له ولأسرته، مبينا أن ذلك الموقف أثَّر فيه؛ حيث إن وسط الشدائد التى كان يعيشها الدكتور مرسى لم ينس أن يهاتفه ويطمئن عليه ويعتذر له.
ويشير إلى أن قوات الشرطة فجر يوم جمعة الغضب اقتحمت شقة الدكتور مرسى واستولوا على الكثير من متعلقاته الشخصية، وكل ما كان يؤلمنا أنه ترك شقته أمانة فى رقبتنا واقتحمتها قوات الشرطة ولم نستطع الدفاع عنها، وألقوا بالمصاحف على الأرض، وكان حرزهم فى القضية مجموعة من الشرائط الدينية والكتب!
جارنا رئيس!
وعن تفاصيل ترشح د. مرسى للرئاسة ثم فوزه بالمنصب؛ يروى لنا الحاج عز تفاصيل تلك الأيام قائلا: "دعونا الله أن يكون د. مرسى رئيسا للجمهورية لإخلاصه ولحاجة الوطن لأمثاله فى هذا التوقيت الصعب" وتابع: "بعد فوزه كان أول من احتفل به هم جيرانه وشارعه اللذان تجمعوا أمامه ليهنئوه ويباركوا له فى ليلة ضخمة حاشدة مليئة بالأفراح وأضخم من ميدان التحرير؛ وقد بادلنا الحفاوة والتقدير".
وقاطعته زوجته الحاجة جيهان قائلة: "أتذكر بعض المواقف والكثير من التفاصيل الآخرى؛ نظرا لأنى أقضى وقتا أطول من زوجى فى المنزل"؛ حيث بينت أن ليلة إعلان النتيجة كانت تزامنت مع فرح أحد أبنائها فعلقوا الأنوار على منزلهم من بداية اليوم احتفالا وابتهاجا بابنها، فشاء القدر أن يفوز جارهم د. مرسى وتكون تلك الأنوار لفرحتين لا لفرحة واحدة، وظن الناس أنهم كانوا على علم بالنتيجة من سابق الأمر لذلك علقوا الأنوار بالرغم من أنها كانت فى الأساس لابنهم العريس".
وتضيف: "فى تلك الليلة التى كان يعيش فيها جميع المصريين فى ترقب انتظارا لإعلان النتائج، لم تنس زوجة المرشح الرئاسى وقتها أن تهنئ جيرانها فى مناسبتهم السعيدة فجاءت لهم واصطحبت معها هدية لابنها وجلست معهم بعض الوقت لتهنئتهم"، وتكمل: "فى فرح ابنى الآخر لم تستطع زوجة الرئيس الحضور فقمت بإرسال طبق حلويات لها، وبعد تفتيش وفحص من قبل الحرس الجمهورى وقوات الأمن، وصل إليها، واتصلت بى تشكرنى بشدة عليه".
وعندما سألناه عن التغيير الذى لمسوه فى شخصية المواطن الدكتور محمد مرسى والرئيس محمد مرسى؛ نفى الحاج عز تماما وجود أى تغيير؛ وإن وجد فهو إلى الأفضل؛ حيث إنه أصبح أكثر تواضعا، وأكثر حفاوة، ويقول: "ما من مرة يلاقينى إلا ويحتضننى ويفتح هو ذراعه ليأخذنى بالأحضان حتى لا يكون سلاما عابرا".
ويضيف: "أجريت لى عملية منذ عدة أيام ولم أخبر الدكتور محمد مرسى لأننى أعلم انشغاله والأعباء الكبيرة عليه، إلا أنه علم من الحرس الجمهورى بذلك واتصل بى أكثر من مرة للاطمئنان على صحتى وعلى تحسن حالتى".
ويضيف إنه فى كثير من الأيام كان بعض المواطنين يجلسون بالساعات أمام المنزل لتوصيل شكواهم للرئيس، ومهما عاد فى أى وقت، متأخرا كان أو مبكرا، كان يستمع لشكواهم، ويجالسهم بحنية، دون أى كبر، ويحلها تماما وهم واقفون؛ حتى إنهم كانوا يرحلون من عنده وهم يزغردون ويدعون له؛ ولكن مع تكرار تلك الحالات وتزايدها وازدحام المشاغل عليه بدأ الحرس الجمهورى يبلغون من يجىء إليه أن عليهم التوجه إلى قصر الاتحادية حيث مقر عمله لا مسكنه.
عيد مختلف
رمضان وعيدا الفطر والأضحى لهما طعم آخر فى جيرة أسرة د. مرسى؛ حيث تقول زوجة صاحب المنزل الحاجه جيهان: إنه دائما ما يبادر بالتهنئة حتى بعد توليه منصب الرئاسة، بالرغم من انشغالاته؛ حتى إنه فى عيد الأضحى الماضى تعمد الرئيس ألا يكون موجودا فى البيت هو وزوجته وأولاده حتى يخفف التأمين والحرس الجمهورى، فيستطيعون أن يعيّدوا بحرية، ويذبحوا الأضحية كما شاءوا دون أى قيود، ويتبادلوا الزيارات والتهانى، مبينة أنه لم يمر عليه فى مرة تهنئتنا بزواج أبنائنا أو أية مناسبة أخرى.
أكلة السمك والاتحادية!
وعن ليلة الأحداث الساخنة أمام قصر الاتحادية يروى الحاج عز أنه وأسرته كأى بيت مصرى كانوا فى غاية القلق والتوتر؛ خوفا على جارهم قبل رئيسهم، وخوفا على حال البلد، وأطمأنوا عليه بمجرد وصوله إلى المنزل، وظلوا يدعون له وللبلد كثيرا، ودار اتصال بينهم وبين زوجته للاطمئنان عليهم وعلى صحتهم وعلى أمنهم.
وتروى زوجته وهى تضحك بشدة أن إحدى وسائل الإعلام الشهيرة بالكذب روّجت شائعة أن جيران الدكتور مرسى جمعوا أنفسهم فى سيارات محملين بالأسلحة وذهبوا للاعتداء على المتظاهرين الموجودين فى الاتحادية؛ ووقتها كانوا خرجوا لشراء سمك وعادوا لطهيه وأكله وهم يسمعون وسائل الإعلام تروِّج ذلك الخبر، فظل الجميع يضحك على مائدة الطعام، وهم يتفقدون أنفسهم ليتأكدوا أنهم كاملو العدد!
الرئيس والأطفال
أسامة عز الدين –ذو العشر سنوات وابن مالك العقار- أصر على أن يخبرنا أنه يحب الدكتور مرسى وزوجته؛ حيث إنه يعرفهم منذ كان فى الصف الأول الابتدائى، ودائما ما تقول له زوجة الرئيس: إنها تحبه وإنه له معزة خاصة لديها لأنها لديها ابن اسمه أسامة أيضا، وكلما رأته تحضنه وتقبله كثيرا.
ويقول أسامة: "ذات مرة كان هناك موكب للرئيس وكان سيصعد إلى شقته فاخترق الكردون الأمنى ليسلم عليه فاحتجزه الأمن، فقال لهم الدكتور مرسى: اتركوه. وقال له: أنت ابن الحاج عز؟ واحتضنه، وظل يلاعبه".

الرئاسة تؤكد عدم مسؤوليتها عن تصريحات «العريان» والحرية والعدالة يدينها



أكد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ياسر علي، أن مؤسسة الرئاسة غير مسؤولة عن التصريحات التي أدلى بها نائب رئيس حزب «الحرية والعدالة» عصام العريان حول اليهود.. قائلا: إن "هذه التصريحات آراء شخصية خاصة به".

وذكر علي، أن مستشاري الرئيس مرسي لا يتحدثون باسم الرئاسة، "وليس لنا أي تعليق حول هذه التصريحات".
وكان الدكتور عصام العريان قد توقّع زوال دولة إسرائيل خلال 10 سنوات، ودعا اليهود إلى مغادرة فلسطين التاريخية والعودة إلى البلاد التي جاءوا منها، وقال، إن اليهود المحتلين لأراضي فلسطين التاريخية، هم العقبة أمام حق عودة الفلسطينيين.
ومن جانبها انتقدت جماعة الإخوان المسلمين تلك التصريحات واعتبرت الجماعة تصريح العريان مخالفا لما تدعو إليه واحراجاً للجماعة والرئيس.
قال الدكتور محمود غزلان المتحدث الرسمي باسم الجماعة في -تصريحات لصحيفة الجمهورية الثلاثاء- إن ما قاله العريان يعبر عن رأيه الشخصي ولا يعبر عن موقف الإخوان.
وأضاف غزلان أن اليهود المصريين حسب تعبيره "مجرمون يستحقون العقاب عما فعلوه بالمصريين والفلسطينيين".
وأكد غزلان اختلافه تماما مع ما نادي به العريان لأن اليهود المصريين أصبحوا إسرائيليين يذيقون الفلسطينيين سوء العذاب، بالإضافة إلي أن التوقيت غير مناسب، ومصر ليست مهيأة لتلك المواقف.

«تقصي الحقائق»: مبارك تابع قتل المتظاهرين بـ«قناة مشفرة»

العادلي اعترف للجنة باستخدام سيارات السفارة الأمريكية في «الأعمال القذرة» 

الشروق - سيد نون
كشف محسن بهنسي، عضو الأمانة العامة للجنة تقصي الحقائق المُشكلة من قبل رئيس للتحقيق في أحداث قتل المتظاهرين خلال ثورة 25 يناير، أن التقرير النهائي للجنة تضمن ما كشف عنه حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، خلال قيام اللجنة باستجوابه، وهو أن بعض سيارات السفارة الأمريكية كانت تستخدم في الأعمال القذرة، وكانت تدخل البلاد دون فرض أي نوع من القيود عليها.

وكشف العادلي، أنه طبقًا لأوامر الخدمة الصادرة من وزارة الداخلية، سيتم الكشف من خلالها عن الضباط الذين تواجدوا بميادين الثورة المختلفة وقاموا بقتل المتظاهرين، وأن أوامر الخدمة مكتوب بها اسم كل ضابط.
كما أكد بهنسي، أن تقرير اللجنة تضمن أنه تم التوصل إلى معلومات كاملة أن الرئيس السابق حسني مبارك كان لديه «علم اليقين» عن الأحداث التي تُجرى في ميدان التحرير، عن طريق قيام قيادة بوزارة الإعلام، بإصدار قناة مشفرة كان يتابع من خلالها كل ما يجري بميدان التحرير، كما قام القيادة الإعلامية بالاحتفاظ بنسخة، بكل ما عرض بهذه القناة.
وأكد بهنسي، أن الأمانة انتهت من تقريرها اليوم الثلاثاء، وحضر خلال الاجتماع الأخير كل أعضاء اللجنة؛ بمن فيهم عضو اللجنة الممثل عن وزارة الداخلية، وعضو اللجنة الممثل للأمن القومي، وعضو اللجنة الممثل للقوات المسلحة.
وقال بهنسي: "إن التقرير تحفظت عليه وزارة الداخلية وأُثبت ذلك خلال الاجتماع، وتم خلال الاجتماع عرض التقرير بنتائج وتوصياته، والمتضمنة مسؤولية وزارة الداخلية عن قتل وإصابة المتظاهرين منذ 25 يناير 2011 إلى 30 يونيو 2012."

الإعلام المصري .. وحرب الأجهزة الأمنية -معاد للاهمية

شاهد اعلاميي الاجهزة الامنية
كنب في 15 مايو2012
سيد أمين
الآن اتضحت الصورة جيدا , وكشفت جزءا – واكرر جزءا - من مسببات تفجير ثورة 25 يناير المجيدة , انكشف الأمر من خلال تصرفات مجموعة من الإعلاميين الفاسدين , أدعياء البطولات الزائفة الذين كانوا يتصارعون دفاعا عن مصالحهم الخاصة او مصلحة الأجهزة التى يعملون لحسابها , وراح كل فصيل منهم يحاول خداع الناس وجرهم للاصطفاف للقتال فى خندقهم ضد الطرف الأخر أو بالاحري الجهاز الأخر , واهمين الناس بان دموعهم تلك ما هى إلا دفاعا عن الوطنية.
وفى أرجح الظن , ان ثمة حربا خفية كانت تدور رحاها بين طرفين اثنين ساهمت- بجوار عوامل أخري داخلية وخارجية -  فى تفجير الثورة , الطرف الأول يمثله الرئيس المخلوع متخذا من جهاز أمن الدولة , ذراعا باطشة ومنفذه لأجندته بالإضافة إلى بعض الإعلاميين , وقد تضخمت قوة هذا الجهاز وراحت تمتلك أطنان الأوراق من أدلة الإدانة ضد عناصر الطرف الأخر , فى حين كان يتزعم الطرف الثانى اللواء عمر سليمان وعناصر مؤثرة من المجلس العسكري وأليتهما الباطشة فى ذلك جهاز المخابرات والشرطة العسكرية وعدد كبير من كبار الإعلاميين فضلا عن قدرته على التفكير الاستراتيجي.
وفى الغالب إن الصراع بين الطرفين قد بدأ حينما استشعر الطرف الثانى حجم الغضب الشعبي الذى قد ينجم جراء سعى الطرف الأول بقيادة مبارك توريث جمال الحكم , مما يقضى على حالة الاستقرار الوهمية التي تعيشها مصر.
ويلاحظ هنا أن الطرف الثانى غير معترض على التوريث ولكنه يخشى عدم امكانية إتمامه بالأمان اللازم , ويخشى فقط هول الغضب الشعبى الذى قد يسقط النظام برمته ويفجر ثورة عارمة غير محسوبة التوجهات والتبعات.
استغل الطرف الثاني التوجه الامريكى لإقامة الشرق الأوسط الجديد فى الوطن العربي بزعامة  واجهتها الإسلامية "تركيا " والتى ترتبط ارتباطا وثيقا بحليفها الأصلي "إسرائيل" , وراحت تنفذ مخطط الانقلاب على نظام مبارك وجهازه الامنى , مدعومة فى ذلك برغبة شعبية عارمة للخلاص من كل نظام مبارك وان كانت هى فى الأصل -اى الطرف الثاني - فعلت ما فعلته ليس من اجل الخلاص من النظام ولكن من اجل الحفاظ عليه, وإنها هدمت الجدار المعوج الأيل للسقوط  ليس من اجل إسقاطه كما توهم الناس ولكن من اجل إعادة بناءه ليكون أقوى وامتن.
وحتى لا يأخذنا الكلام عن الهدف الاساسى , وهو الإعلام والإعلاميين , فقد صار عدد كبير من الإعلاميين والصحفيين مجرد أدوات يسجل بها كل فصيل نقاطا فى سلة الأخر , وأحيانا لكمات في وجهه , ذلك كان قبيل احداث الثورة لحين سقوط مبارك الذى سقط معه عناصر الطرف الاول وتمت تعريتهم جميعا فيما فضل بعضهم البحث عن رعاة جدد حتى لو كانوا الطرف من الثانى.
راح الطرف الثاني يجند إعلامييه لتزعم تيار المقاومة قبل سقوط مبارك وبعده , وابتلع الشعب الطعم , فظنهم جميعا ينتمون لفصيل أصيل من المعبرين عنه , وحتى عندما راح مبارك يقاضي بعضهم ويسجنهم كما حدث فى قضية "صحة الرئيس ", راح التيار الثانى يعمل على كسب مزيدا من الأهداف مما حدا بمبارك أن يقوم بمحاولة إخراج كراتهم خارج الملعب عبر الإفراج عنهم إلا أن ما ناله وما ارتكبه من خطايا جعلت الجماهير لا تتحمس للعبته الجيدة .
ورغم ان قضية صحة الرئيس كانت تضم "أربعة شخصيات" ثلاثة منهم يعملون لحساب الطرف الثانى فيما يمثل الرابع وهو الدكتور عبد الحليم قنديل الفصيل الوطنى إلا أن عادل حمودة وإبراهيم عيسي كانوا أكثر النماذج وضوحا لتنفيذ تلك الأجندة من بين الصحفيين , ولميس الحديدي وهالة سرحان وتوفيق عكاشة من الإعلاميين.
فقد ذهب الجميع يحرضون بكل وقاحة وافتقاد للذوق ضد الرئيس الدكتور محمد مرسي  الذى جاء دون رضاء الأجهزة التى يعملون لحسابها بعدما استنفدت كل الحيل للحيلولة دون وصوله للحكم , لدرجة تجعل عادل حمودة يطلق على الرئيس لفظ "الفاحش" , فهل هذه هى الصحافة وامانة القلم التى تستخدمونها ضد رجل تعرفون تماما انه محاصر ومشلول الارادة بفعل من تعملون لحسابهم , بل تعلمون ان الحرس الجمهوري المكلف بحمايته هو فى الواقع يحاصره فى قصره ويتجسس عليه.
المدهش أن هؤلاء الإعلاميين الذين يحرضون على الثورة – اقصد الثورة على الثورة - ضد الرئيس الذى لم يجلس على كرسيه بعد , ويتهمونه باتهامات لا تليق بان توجه على الهواء مباشرة وعبر صفحات الجرائد السيارة للرئيس , وهو ما لم يفعلونه من قبل مع مبارك بحيث كانوا يتحسسون الكلمات ويهاجمونه بمنطق "الطبطبة" , المدهش ان دعاة الثورة الآن هم أنفسهم كانوا قبيل أيام من إعلان نتيجة الانتخابات يدعون لانتخاب منافسه الفريق احمد شفيق بحجة الاستقرار والعبور من أزمات الثورة وإننا "عاوزين نستريح ونفوق من المظاهرات والعجلة تمشى".
أقول لزملائي الصحفيين والإعلاميين انه يجب علينا ان نؤمن بالديمقراطية حتى لو أتت بمن يخالفنا الفكر , لأنه لو دامت لمبارك ما وصلت لمرسي , ولو دامت لمرسى فلن تصل الينا , فلطالما ارتضينا قواعد اللعبة فيجب أن نؤمن بنتائجها طالما اتسمت كل حلقاتها بالنزاهة.
أقول لزملائي اخرجوا من لعبة التربيطات واتفاقات الغرف المظلمة , نريد أن نتحرر ونتقدم ونستقل , لماذا تريدون أن يكون هناك أوصياء علينا , لماذا نكون رعايا لهذا أو ذاك بينما نحن مواطنون , فالثورة حولتنا من رعايا الى مواطنين وهذا اول درج التقدم.
أقول لهم انظروا حولكم , هناك أمم كانت تتلقى مساعدات مصرية علمية واقتصادية فى زمن ما , لكنها هى تقدمت بينما نحن نهبط لأسفل , فالهند لم تتقدم الا بالديمقراطية , وكذلك اليابان , واندونيسيا وماليزيا وتركيا وحتى ايران , كل تلك الأمم ارتضت قواعد اللعبة فيجب ان نرتضى بها نحن وننحى مصالحنا الشخصية جانبا .