31 يوليو 2012

صيد الثعالب في حلب .. انتظروا الانسحاب التكتيكي .. بقلم : نارام سرجون



بقلم : نارام سرجون 
لا أدري كيف سأكتب لكم عن حلب .. حلب ليست دمشق .. وربما كانت أعصاب الدنيا معلقة الآن في حلب .. وكذلك أعصاب القرن الواحد والعشرين مشدودة الى حلب.. تكاد حلب تخطف الأضواء من دمشق وتكاد تنتزع من عنق دمشق قلادة العاصمة وتضعها على جيدها .. وربما تأخذ منها رداءها الطويل المقدس وتخلع عنها عباءتها الأموية لتضع على كتفيها عباءة سيف الدولة .. هل من المعقول أن الدنيا كلها تقف من جديد تنتظر على أعتاب "سيف الدولة" كما انتظرته جيوش الروم قلقة.. وماهو السر الذي تخفيه حلب عنا؟؟

هل لأن حلب أجمل امرأة في الشرق وأكثر أنوثة من غيرها؟ ..هل لأنها المرأة التي كانت تمر على خصرها قوافل الحرير.. والحرير؟…هل لأنه لاتوجد مدينة في الدنيا تضاهي حلب في الوجدان العربي حيث حيكت أجمل قصائد العرب على الاطلاق وحيث نسجت كسوة قلعتها كما لو كانت كسوة الكعبة من حكايات الوفاء والحب والفخر وحكايا الخيل والليل والبيداء .. وحيث قصص الحسد والعتاب والفراق بين الأصدقاء والأحبة .. فهناك سكب المتنبي أجمل المسبوكات الذهبية العربية بلا ريب.. وهناك لايزال المتنبي في ضمائرنا يقف حارسا في شوارعها ولايزال يعانق سيف الدولة … وهناك لايزال صوت نشيج أبي فراس وشكواه الى حمامة طليقة ..
قلت لكم ان حلب ليست دمشق .. وكنت أعني ماأقول .. فدمشق التي قاتلت منذ أيام كانت تدافع عن نفسها وعن حلب وعن بقية المدن السورية .. أما تميز حلب فلأنها اليوم تمسك بيدها كل مصائر المدن الكبرى في الشرق الأوسط .. هذه المدينة البيضاء..تمسك بيديها ظلام وسواد وليل وخوف المدن الشرقية الكبرى .. هناك مدن ترتجف في الشرق شمال حلب وجنوب دمشق ..تخشى أن تشد حلب بيدها السلاسل الممتدة تحت الأرض منها الى المدن البعيدة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا فتهتز وقد تنهار المدائن الكبيرة .. ولعل من أجمل توصيفات حلب هو أن قدرها اليوم أن تكون مدينة تمسك بأقدار العواصم الأخرى مثل أنقرة وتل أبيب والرياض والدوحة وربما أبعد .. وهي التي ستقرر مصائر سياسيين وقادة في المنطقة وأسر عتيقة حاكمة ..
لا ألوم أردوغان وهو متوتر من معركة حلب وكأنه سيخسر القسطنطينية (استانبول) ويرسل بطاريات الصواريخ والعسكر.. لأنها معركة مصيره السياسي .. وربما من حلب تتشقق كل تركيا ويتشقق رأس اردوغان وحزب العدالة والتنمية كله .. ان لم ينتصر أردوغان في حلب هزم في تركيا نفسها وربما تحاصره المحاكم التي ستنتظره وتقلبات مزاج العسكر .. وكذلك ان لم ينتصر في حلب وجد نفسه أمام فم واسع وبلعوم لكل الأزمات التي نهضت من انفلات حزب العمال الى تفاقم الازمة الاقتصادية الى التململ من تذبذباته .. وربما من حلب سيخرج عبد الله أوجلان من جزيرة مرمرة .. وهذا ماقيل عن أحد الشروط السورية في احدى جولات المفاوضات مع أوغلو .. السوريون يريدون عبد الله أوجلان طليقا تقديرا لاخلاصه لهم !!وهدية للاكراد في علاقة تفاهم وانسجام معهم .. ولامبالغة ان قيل بأن معركة حلب ليست معركة الرئيس بشار الأسد بل معركة أردوغان الأخيرة..

العربان في الخليج وهم ليسوا بقوم محاربين يحسون بتلاطم مياه الخليج من هدير الدبابات السورية حول حلب ويبدو أن الحر الذي يحرقهم هذا الصيف ليس حر الطقس والرمال اللاهبة بل حر التوتر والانفعال وحبس الأنفاس وحرارة الحمى .. ربما حمى الخوف .. صارت كل الأرواح معلقة في قلعة حلب وتتدلى منها ..لأن انتصار الجيش السوري في معركة حلب سيغير كل اتجاه الأزمة السورية التي لن تنتهي نهائيا لكنها ستدخل مرحلة قبول الأمر الواقع المتمثل في استحالة اسقاط الرئيس الأسد ..والبقاء على العداء معه .. لكن الآن ان تمكن الرئيس الأسد من اخماد أنفاس المتمردين في حلب فهذا سيسبب عمليا احباطا لكل المقاتلين الذين انضموا للقتال الى جانب المعارضة .. والذين سيسيطر عليهم شعور باللاجدوى واللاأمل .. شعور سيشبه ماتلا سحق تمرد مدينة حماة في الثمانينات .. فالتمرد آنذاك لم يمت لكنه فقد زخمه نفسيا وهاجر المقاتلون ولم يعودوا ..الا بعد ثلاثين سنة وعبر هذه الأزمة ..

وهناك قلق خاص لدى الدوحة والرياض من أن العداء مع الاسد دخل مرحلة خطيرة للغاية خاصة اذا ما اعتبر الرئيس الأسد ان للقطريين والسعوديين دورا رئيسيا في مساعدة المخابرات الغربية في اغتيال قادته الأربعة وبالذات العماد آصف شوكت .. فالعماد آصف شوكت تربطه قرابة عائلية بالرئيس الأسد واستهدافه استهداف لدم الرئيس الأسد نفسه .. الذي شكل فقدانه لشوكت جرحا لايندمل فهذه أول مرة في تاريخ عائلة الرئيس الأسد التي تفقد أحد أفرادها اغتيالا .. ولذلك فان العقلية البدوية الخليجية تنظر للأمر بمنطق بدوي صحراوي على أن نجاة الرئيس الأسد من الهزيمة في معركة دمشق وبعدها في حلب واستقراره بحكم الأمر الواقع .. سيجعله يستدير استخباراتيا .. ليثأر من قتلة قادته .. ويتحول الى اصطياد الذئاب .. وعبرت رسالة قطرية غامضة الى المملكة العربية السعودية سربت الى احدى السفارات العربية ووصلت الى بعض الديبلوماسيين مؤخرا من خشيتها أن افلات الرئيس الأسد من الهزيمة سيعقبه عملية ثأر شرسة .. من بندر بن سلطان وبعض رجال الحكم السعودي لأن الرئيس الأسد حسب زعم الرسالة ربما سيرى أن دم شوكت لن يهدأ الا بدم بندر .. وتقول الرسالة انها لاتستبعد أن يخصص الأسد وحدة للاستخبارات الشرسة لامهمة لها الا اصطياد الرؤوس المتورطة بدم قادته (دون أن يلومه أحد) .. بندر بن سلطان .. وحمد بن جاسم.. تحديدا..ولذلك فان معركة حلب فاصلة لهذه الرؤوس.
على كل حال .. كيف نعرف ماالذي يحدث في حلب علينا أن ندخل عقل الخصم .. والخصم ليس المعارضة السورية المسلحة فهؤلاء لاعقول لهم بل ينفذون تعليمات الخصم حيث العبقرية الشيطانية .. الخصم هو الغرب والناتو بما فيه تركيا .. والخصم في حروبه يركز على شيئين .. القوة الجوية والقوة النفسية .. لاشك ان القوة الجوية الغربية لايستهان بها لكن هذه القوة لديها مؤشرات على أن الروس قد بنوا للسوريين حائط الصواريخ الذي يريدونه .. والطائرات التي تقترب من الحائط لن تعود بنسبة 90% ودرس الطائرة التركية دليل قوي على ذلك .. والمعادلة الجديدة هي أن الدفاعات الجوية السورية قد ألغت قيمة التفوق الجوي الغربي أو على الاقل قللت كثيرا من أهميته .. ولذلك تلكأ الناتو في تفويض الأتراك بالتدخل..

أما القوة النفسية العاتية فهي الحرب النفسية التي بالتجربة حطمت عدة جيوش ومنها الجيش العراقي الكبير عبر ماكانت تبثه قناة الجزيرة والتي حاولت تكرار الأسلوب في حرب تموز 2006 بالترويج لعنف العصف الجوي الاسرائيلي بنشر صور الدمار وصور الموت بحجة فضح الجيش الاسرائيلي .. لكن الحقيقة أن ذلك كان لارهاب جمهور حزب الله وترويعه والضغط نفسيا على مقاتليه وقيادته..

وتحاول القوى الغربية عند مهاجمة الخصم ضرب عاصمته فورا دون اضاعة الوقت في الاجتياح من المحيط نحو المركز .. بل من الغريب أن أسلوب قتل الخصم هو تجنب المحيط واصطياد المركز لتوفير حرب ومعارك المحيط .. وهذا ماحدث بالضبط في العراق .. فالامريكيون لم يبذلوا الكثير لاحتلال أم القصر أو البصرة أو الناصرية .. بل ان أم القصر تلك المدينة الصغيرة قاومتهم ثلاثة اسابيع ولم تخل من المقاتلين نهائيا الا بعد سقوط بغداد .. ومافعله الأمريكيون هوالقاعدة التالية: اتجهوا نحو المدن الرئيسية ولا تدخلوها بل طوقوها وامنعوها عن تقديم الدعم للعاصمة ..أما العاصمة فأسقطوها تلفزيونيا وسينمائيا وحطموا أرواح أهلها نفسيا واسحقوا معنويات مقاتليها ثم ادخلوها ..انه الاجتياح من المركز نحو المحيط بعكس كل حروب التاريخ حيث تقاتل الأطراف وتتآكل تدريجيا الى حين الوصول الى رأس الدولة … العاصمة..حيث المعركة الفاصلة..
وحتى هذه اللحظة لاأحد يعرف على وجه الضبط كيف سقطت بغداد ..فلا يزال سقوط مدينة محصنة فيها 5 ملايين نسمة يثير الحيرة خاصة وان الكثير من السياسيين الغربيين والمراقبين الغربيين كانوا قلقين جدا من دخول بغداد أو البصرة ويتوقعون مذبحة بحق القوات المقتحمة .. لكن المهمة تحققت بسرعة قياسية وبلا خسائر .. البعض روج لخيانة فرطت الجيش العراقي والبعض روج بأن الامريكان استعملوا القنبلة العجيبة في مطار بغداد فانفرط الجيش العراقي .. وذهب آخرون الى أن الامريكيين لم يدخلوا الا ممرا وشريطا ضيقا نحو ساحة الفردوس لتصوير سقوط التمثال مع مجموعة من الممثلين الكومبارس المستقدمين من المعارضة العراقية والكويت فصدق المحاربون الموالون للجيش العراقي السقوط وامتنعوا عن القتال الذي صار بلاجدوى .. فيما قال آخرون ان ساحة الفردوس كلها التي ظهرت كانت ساحة مزيفة ومشهد سقوط التمثال كان سينمائيا لكنه أعطى الانطباع أن الأمريكيين دخلوا بغداد ..

المهم أن سقوط العاصمة شتت انتباه الجيش العراقي وتم الترويج بشكل واسع لموت صدام حسين في قصف مطعم الساعة وبالطبع تم شل الاعلام العراقي بالكامل وتقطعت أوصال الاتصالات بين القيادات التي كان من الممكن التثبت من كل الشائعات ونفيها بسرعة .. ولم يكن الامريكان يحتاجون أكثر من هذه السويعات من الدهشة والتوهان والغيبوبة ..وماهي الا ساعات قليلة حتى بدأت فرق النخبة المحاربة العراقية تعلن استسلامها..أقوى المحاربين وأصلب الفرق رفعت الراية البيضاء .. وكان القادة الامريكيون يمرون على الدبابات العراقية المصطفة بالعشرات وقد تدلت سبطاناتها نحو الاسفل في اشارة على الاستسلام .. ورأيت أحد قادة الفيالق الأمريكيين سعيدا وهو يربت على مدفع احدى الدبابات الحديثة وهو يقول: رائع .. رائع .. دبابات رائعة وشرسة .. كان من الممكن أن تقاتلنا أشهرا في محيط المدن..
واليوم كان يراد احداث نفس السيناريو في سورية من دمشق ..أي اجتياح من المركز نحو المحيط باسقاط العاصمة نفسيا واعلاميا لساعات عبر اغتيال القادة الكبار الذي يتزامن مع خروج آلاف المقاتلين من مكامنهم فور اعطائهم الاشارة ويتم تصوير استيلائهم على نقاط حيوية رمزية في دمشق .. واشاعة اصابة الرئيس .. كل هذا لتسود البلبلة بين المقاتلين وانفراط الجيش السوري في دمشق أثناء الساعات التالية للصدمة .. ومن الممكن اقتتال القطع العسكرية بسبب اختلاف قادتها في تفسير الموقف والتعامل معه في غياب توجيهات القيادات المذهولة وغياب التوجيهات الرئاسية التي ستتفاجأ بزخم التحرك ..وهول الخسارة..وهنا تعم الفوضى غالبا في المدن المحيطة فتتهاوى تباعا ..

لكن هذه الخطة كانت تفتقد عنصرين هامين هما الدعم الجوي للمقاتلين والقدرة على شل شبكة الاتصالات القيادية السورية .. حيث أن المقاتلات الجوية الغربية كانت ستعيق تحرك الجيش السوري وتسمح بتمدد التمرد ..كما أن غياب الاتصالات سيلقي مزيدا من الريبة على مصير الرئيس لدى القادة الميدانيين والشعب تماما كما حدث في بغداد بعد قصف مطعم الساعة في حي المنصور ..لكن الرئيس الأسد بقي على اتصال مع الجميع وفي فترة وجيزة أعلن عن سد الثغرة القيادية في شخص وزير دفاع يوصف في التقارير الغربية بالشرس جدا..
وقد اشار أحد التقارير ان المخططين الغربيين كانوا يعرفون أن فجوة غياب الغطاء الجوي ليست في صالح المعارضة لكن الفكرة البديلة عند فشل اسقاط الرئيس الأسد في الساعات الأولى كانت تعتمد أساسا على الوقت وعلى بسالة المعارضة التي ستصمد اسبوعين على اقل تقدير حيث يضطر النظام لأن يحشد كل قوته الضاربة في نزق وعصبية لاستعادة دمشق .. وعندها تنهض معركة حلب في الاسبوع الثاني والنظام قد تم امتصاص قوته الى دمشق ..فيزداد تخبطه وعليه عندها أن يخسر احدى عاصمتيه لانقاذ واحدة منهما.. فتكثر الأمم المتحدة الضجيج لادخال قوات فصل و (قبعات زرق) .. وتبدأ الحكاية الطويلة في مناطق للمعارضة تتقوى وتزداد مناعة ويرد اليها المزيد من المقاتلين والمنشقين والعتاد وتصبح امرا واقعا في مواجهة المناطق الخاضعة للسلطة التي تلقت ضربة معنوية قاسية وهنا تبدأ مرحلة التخلخل البنيوي للجيش السوري وجمهور الدولة الوطنية .. وعلى طرفي خطوط التماس وعلى ضفاف منطقة القبعات الزرق سينشأ الانفصال النفسي والاجتماعي وربما جدار برلين .. وحكومتان .. ودولتان ..على غرار برلين الشرقية وبرلين الغربية ..دمشق الشرقية ودمشق الغربية !!!. فكل حكومات المنافي لاتساوي حكومة على الأرض وفي الميدان..ومن هنا يتم الانطلاق..

ماحدث كان مفاجأة وهو أن معركة دمشق امتدت لساعات فقط وكانت حاسمة على غير توقع من جميع الخبراء الذين تنبؤوا بهزيمة المعارضة في غياب الضغط الجوي والاسناد الناري من الخارج لكن بعد أن يصمد المقاتلون لأسبوعين على الأقل .. والبعض قال ربما لن تتمكن الدولة من هزيمتهم الا بعد شهر كامل بعد أن تدفع آلاف القتلى من جنودها ثمنا للنصر في حرب الشوارع ..وقد تبين "أن الجيش السوري كان في حفلة صيد .. "حفلة صيد الارانب البرية" ..على حد تعبير صحيفة ايطالية ..
وفجأة وجد الحلفاء أنفسهم أمام خيار (حلب تقاتل وحيدة) التي كانت بانتظار صمود معارضي دمشق.. فاذا بها تنتهي وحيدة يسميها المراقبون العسكريون انها تشبه عملية (الكاميكاز) اي العمليات الانتحارية .. أي ان قتال حلب دون دمشق المرهقة هو عملية كاميكاز حيث سيلقى بمجموعة المقاتلين في حلب في مواجهة جيش سوري مدرب قد انتهى كليا من صيد الأرانب البرية في دمشق ..ليتفرغ لاصطيادهم ..

يسعى الغربيون في معركة حلب الانتحارية كما كشفت اتصالات تم اعتراضها الكترونيا الى جعل المعارضة تقاتل عبر امواج متلاحقة يتواصل تدفقها من تركيا للاستيلاء على الأطراف .. هذه هي الخطة الاحتياط لمدينة حلب -وهي الخطة التي كانت دوما في الأدراج لحين حلول الوقت المناسب – هذه الخطة تقول لايجب تكرار خطأ التلكؤ في درعا وبانياس وحمص وادلب .. كان يجب امداد المقاتلين في هذه المدن المحيطية بشكل أكثر فعالية واكثر "وقاحة وتحديا" .. لايجب تكرار خطأ بابا عمرو بالذات عندما تم الاعتماد على المقاتلين دون استدراج مجلس الأمن بسبب الروس ..

في حلب هذه المرة سينتظر المقاتلون مجلس الأمن والناتو الذي سيأتي من غير تفويض رسمي .. مجلس أمن ثائر يشبه عمله عمل جيمس بوند .. والمقصود بذلك اقامة غرف عمليات من قبل الناتو على حدود حلب .. بحيث تشارك الأقمار الصناعية الغربية في توجيه المقاتلين وتحذيرهم من حشود الدبابات وتحرك المروحيات .. فحلب مدينة على حدود الناتو ويجب أن تغامر تركيا ببعض التحرك مثل الدخول الصامت والبارد في الحرب لكن دون اعلانها .. أي الدخول بالرادارات وطائرات التجسس وقيادة العمليات واختيار الأهداف والخواصر الرخوة للقوات السورية وتوجيه المقاتلين مباشرة بناء على معطيات الاستطلاع والرادارات لانقاذهم من اطباق محاولات الحصار وارشادهم لاحكام حصار الوحدات المعزولة .. وبالطبع مع بهارات أردوغان وتوابله الحارة في تصريحاته ليصبح للمشهد مذاق الحرب الساخنة الملتهبة دون نيران..لاطالة المعارك ماأمكن ..

ويبدو للكثيرين أن معركة حلب أهم من دمشق لأنه سيتم فيها تدارك كل أخطاء المدن التي سقطت بيد الجيش السوري .. وتبدو حلب اليوم في عيون المعارضة هي مجموع كل المدن المهزومة فهي: حمص (بابا عمرو) وادلب وحماة ودرعا وبانياس ودمشق-الميدان .. وكل الاخطاء التي أسقطت هذه المدن سيتم تداركها وستكون حلب هي أول مدينة قد لاتخرج عن سيطرة النظام بالكامل لكنها ستشكل أول تعثر للنظام وأول عملية مكلفة ونازفة لقواته .. وحلب هي التي ستبقى أمواج المقاتلين تتلاحق اليها من تركيا لاطالة أمد المعركة وكسر هيبة الجيش السوري بعدم قدرته على الحسم ..
ولكن بالمقابل لايعرف الكثير عن خطة الجيش السوري الذي تتحرك الوحدات الخاصة منه داخل المدينة وحولها وفق تكتيك لاتكشف عنه القيادة السورية ويقال ان الخطة الموضوعة منذ أشهر وسميت "خوذة القلعة" هي التي ستعتمد لأن السوريين ومنذ عنتريات أردوغان وضعوا في حسبانهم ذلك واستعدوا له .. فيما على الحدود تتم عملية خاصة ربما ستشكل مفاجأة المعركة .. والملفت للنظر أن الخبراء الغربيين على العموم والواقعيين منهم على الخصوص لايعولون على معركة حلب الا من حيث امكانية انزال خسائر كبيرة بالجيش السوري لاهانته وتصوير آلياته المحترقة وأسر بعض الجنود وبالتالي الانتقال لمرحلة اعلان حلب معقل المعارضة .. فلاهي بنغازي ولاهي كوسوفو بل مدينة رمادية بلا سيطرة لأحد .. وهي مدينة الطرفين ..أي انها ستكون روما التي حاصرها هانيبعل القرطاجي عدة سنوات وتردد في اجتياحها عدة مرات فاجتاحته ..
لكن من يتحدث الى القادة السوريين الميدانيين ويسألهم عن امكانية تكرار عملية صيد الأرانب البرية التي كانت في دمشق يأتي الجواب بأنهم يعتقدون بأنه ان كانت معركة دمشق لصيد الأرانب البرية فان معركة حلب ستكون لصيد الثعالب .. لأن صيد الأرانب البرية عملية ليس فيها اثارة ولاابتكار بل دقة تسديد وهدوء أعصاب وسرعة اطلاق النار على هدف لايهدأ .. بينما صيد الثعالب مطاردة يتمتع فيها الصياد ..ويمارس هواية المطاردة للثعالب المراوغة .. وفي النهاية يفوز بالفراء غالي الثمن..
لقد امتلأت حلب بالثعالب .. ولكنها أيضا امتلأت بصيادي الثعالب .. فانتظروا انسحابا تكتيكيا .. للثعالب.. قبل أن تعود القوات السورية تجر عربات مليئة بفراء الثعالب .. والأقفاص المليئة بالثعالب..

الاثنين 30-07-2012

لو أنني كنتُ رئيسَ مصر! - بقلم محمد عبد المجيد



بقلم محمد عبد المجيد
الإنسانُ بدون الحــُـلم صحراءٌ جدباء، وبغير الخيالِ كمحبرةٍ جافةٍ بجوارها قلمٌ نزع الصدأُ ســِـنـَّـهُ، ومن حُسن حظ المرء أنَّ كلَّ الأشياءِ قابلة للسرقة أو الفقدان أو الاختفاء إلا ..  الحــُـلم.
حتى أشرس السجــّـانين لا يستطيع أن يتسلل إلى سجين يحتضر ليطــَّـلــِـع علىَ أحلامه قبل أن يصحبها معه مــَـلــَـكٌ الموت وهو يقوم بزيارته اليتيمة، والتي ينتظرها كل واحدٍ منا مع تمنياتٍ أن يتأخر ضيفــُـك فتبلغ عــُـمـْـرَ نوح، عليه السلام، وهو يصنع الفــُــلــْـكَ وقومه يتغامزون!
في غربتي التي امتدت لأربعة عقود قمت في خيالي بتغيير المشهد المصري مرات لا حصر لها، ونشرت مقالا تحت عنوان ( مجلس الشعب الذي أحلم به)، ثم ( الرجل الذي أحلم به رئيسا لمصر ) وقلت في مقالي الأخير:
الحياة لا تستقيم بدون أحلامٍ، والأحلامُ هي العلاجُ السحرّي لكلِ أنواعِ اليأسِ والكآبةِ والحزن!

ومع ذلك فنحن أمام خيارين لا ثالث لهما: إما التمسك بالحلم عن زعيم ينتشلنا من مستنقع لا قرار له، أو الاستمرار في العبودية المختارة تتقاذفنا أسرة مبارك كأننا كرة بلاستيك تمررها أقدام لاعبين يصرخ فيهم جمهور هستيري يظن أن كرامته تحددها الملاعب الخضراء، وأن التقدمَ هو حالة كروية ولو تحول المجتمع كله إلى أفواه جائعة، وبطون خاوية، وعقول فارغة، ونفوس مريضة.
وأنا لا زلت مُتمكسا بالحُلم عن زعيمٍ مجهول كما تتمسك عذراءٌ في خِدرها بفارسٍ أحلامِها الذي قد لا يأتي حتى يلج الجمل في سُم الخياط!

أحلم برئيس يحب مصرَ، وترابَها، ونيلها، وتاريخها، وحاضرَها، ويحتفظ في مخيلته بتفاصيل مستقبلِها الذي يرسم كل خطوطه كفنان ماهر لا تبرح الريشة سبّابته وإبهامه إلا لِــِـماماً!

أحلم برئيس يحترم شعبَه، ويعتبر كرامة كل مصري مِنْ كرامته، ولو سرق كفيلٌ أو مُهَرّبٌ على مراكبِ الموتِ أو بلطجي أو رجل يَحْميه أحدُّ الكبار مصرياً، فإنَّ الرئيسَ يأتيه بحقه قبل أنْ يقوم مِنْ مَقامه.

أحلم برئيس يتسلل آناءَ الليل وأطرافَ النهار إلىَ السجون والمعتقلات، ويبحث عن المظلومين، ويُفرج عن الأبرياء، ويطرد مِنْ رحمته كبارَ الضباطِ المتورطين في التعذيب والمهانة واذلال أبناء البلد.
أحلم برئيسٍ يحترم القضاءَ، ويجعل القضاة والمستشارين يُشرفون علىَ الانتخابات، ويُعطي توجيهاته بأنْ لا تقترب وزارة الداخليةِ مِنْ أيّ مصري يتم الحُكمُ عليه بالبراءةِ، فيعود إلىَ أهله قبل أنْ ينبلج فجرُ اليومِ التالي.
أحلم برئيس يُحب الفنَ الرقيقَ، ويستمع إلىَ الموسيقى الكلاسيكيةِ، ويحفظ بعضَ المعلقات، ويعرف قواعدَ اللغة العربية وآدابَها، ويستشهد مُرْتجلا بالمتنبي وأبي تمام وعلي محمود طه ومحمود حسن إسماعيل والجواهري ومظفر النواب!
أحلم برئيس لديه مشروع قومي ووطني وحضاري، ويعرف تضاريسَ مصر وجغرافيتها، ويقرأ لجمال حمدان، ويحفظ عن ظهر قلبٍ كل قطعة من أرض مصر، ولديه فكرة عن احتياجاتها البشرية والمائية والانمائية.
أحلم برئيس ينتزع مئات الآلاف من الأفدنة التي استولى عليها لصوصُ عَهدِ مبارك، ويُعيدها للمصريين في مشروعات انتاجية، زراعية وصناعية، ومدن سكنية ضخمة وراقية وجميلة تتسع للفقير والغني على حد سواء.
أحلم برئيس يغضب من المديح، ويزيح عن طريقه المنافقين، ويفتح صدرَه للنقد، ولا ينام الليلَ حتى يطمأن أنَّ بالوعة صغيرة في قرية نائية سقط فيها ثلاثة أطفال قد تم إغلاقها ومحاسبة رئيسُ الحي، وأنَّ المصريَّ الذي يستغيث به ولو كان في جوفِ كهفً يصل صوّته للقصر.

أحلم برئيس عبقري، وذكي، ورقيق القلب، ويفهم في الفلسفة وأصول الحكم، ويقرأ في العلوم الانسانية، ويحفظ عن ظهر قلبٍ الشِرّعة العالمية لحقوق الانسان، وتخجل منظمات حقوق الانسان أنْ تعاتبه ولو علىَ استحياء.
أحلم برئيس يتساوى لديه المسلم والمسيحي والبهائي واللاديني، والســُـنـّـي والشيعي، وأن المقياس الوطني لديه هي الكفاءة والمصداقية والنزاهة والعمل الجاد والمثابرة.
أحلم برئيس يلتهم الكتاب الجَيّدَ الذي تقع عليه عيناه، ويستطيع أنْ يتحدث حديثا راقيا وعقلانيا وموضوعيا، مرتجلا وليس من نص جامد أحمق وضعه له مستشاروه، عن الصحة والعلاج وحقوق الطفل ومناهج التعليم وحرمة البيوت وأسعار الكتب والملازم في الجامعة والدروس الخصوصية ونسبة التلوث في مياه الشرب.
أحلم برئيس يحلم بجيش وطني قوي، كل أفراده كأنهم خليّة نحل في التدريب والتعلم، وهم سَندٌ للأمة وليسوا عالة على اقتصادها، وأنَّ التعليمَ لا يتوقف مع اليونيفورم، وأنْ لا تكون لأي قوة في العالم سيطرة ولو غير مباشرة على جيش مصر، وأنَّ المصريين هم الذين يحددون حاجياتهم من السلاح، وأنه جيش يتحرك داخل أرض الوطن دون اتفاقات تلزمه بالتقزم والتحجيم ورغبات أمريكا وإسرائيل!
أحلم برئيس يخاف من أصغر عضو في مجلس الشعب، ويخاصم النومُ عينيه قبل أيّ استجواب تحت قبة البرلمان، ولو كان الاستجوابُ موجَّهاً إلى وزير في أقلّ الوزارات أهمية.
أحلم برئيس يَعْرض على الأمة مشروعا متكاملاً للقضاء على الأميّة في عدة سنوات.
أحلم برئيس لا يحكم مصرَ وهو على فراش المرض أو الموت، وأنْ يكون في كامل قواه العقلية والروحية والجسدية والنفسية.
أحلم برئيس يبدأ صباحَه بتصفح كل الصحف اليومية، المعارضة قبل القومية، ولا يعتمد على ما يختاره له مستشاروه، وتلتقط عيناه همومَ الوطن كله، ويتصل بنفسه بكل مسؤولي مؤسسات الدولة، وتلهب توجيهاته قوىَ النشاط فيها، وتضاعف أوامره عطاءاتهم، ويزيح عن الطريق المهمِلَ والفاسدَ، ولا تكون له أولويات، فكل مشاكل الوطن علىَ نفس القدر من الأهمية، محاربة المخدرات كالعلاج المجاني، كرامة المواطن في أقسام الشرطة كحقه في مياه غير ملوثة، حق الطفل في الحليب يومياً كأهمية العاطل في العثور على عمل.
أحلم برئيس لا تسجنه الشللية في القصر، ولا يحبسه المنافقون في الايحاء له بأنه الملهَمُ والزعيم، ولا يبحث عن الثناءِ والمديح في كل عمل يقوم به أو توجيهات أو أوامر.
أحلم برئيس يبدأ من الصفر في كل شبر من أرض مصر، من الشواطيء التي استولى عليها الأثرياءُ، والاحتكارات في البيع والشراء التي التهمت خيرات مصر، وإنشاء لجان حماية المستهلك، ووضع خطة مُحْكمة وذكية للفصل في مئات الآلاف من القضايا المُحنطة في المحاكم، فالعدالة البطيئة ظلمٌ بَيّنٌ، وخطة لوضع حلول لأكثر من مليون طفل من أطفال الشوارع، وانهاء فضيحة سُكان المقابر، وتخليص الوطن من العشوائيات، واعتبار القضاء على البطالة هي المَحَكّ لنجاح الرئيس أو فشله في إدارة شؤون الوطن.
أحلم برئيس لا يحكم باسمه أولادُه وأشقاؤه وزوجته وحواريّون ومستشاروه والملتصقون بسطوته وسيطرته، فكل الناس في عهده علىَ قدم المساواة، ويستطيع أصغر قاض استدعاء ابن الرئيس، وحتى الحُكم بحبسِه لو تجاوز السرعة المسموح بها لسيارته.
أحلم برئيس غير مختلّ النفس والروح، وفيه تواضع وإيمان ومحبة وتسامح، ويعتبر نفسَه الملاذ الآمنَ لكل مصري في الداخل أو في الخارج.
أحلم برئيس صادق مع شعبه، ولا يقيم معاهدات سرية مع خصوم مصر، ولا يتعاون مع إسرائيل، ولا يسمح لأي دولة باهانة رعاياه، ويصارح المصريين بكل تفاصيل الاتفاقات والمعاهدات التي تعقدها الدولة، ولا يُفرّط في استقلالها، ولا يبيع غازَها وبترولَها لأعدائها ..
أحلم برئيس لا يكره المصريين ولا يحتقرهم كما هو الحال مع الرئيس مبارك، فنجده في موقع أي حادث كبير، أو حريق، أو غرق سفينة، أو كارثة تسمم، أو زلزال ....
أحلم برئيس يجري، ويلهث، ويطير بمصر صوب كل مناحي التقدم والازدهار والرفاهية والتطور، ويتمكن من ازالة الفوارق بين الطبقات، وليس كما الرئيس مبارك الذي ينام ملايين من رعاياه وهم يتضورون جوعا، ويلعب العشرات بمليارات انتزعوها عنوة من خيرات مصر.

أحلم برئيس إنْ هددت مسؤولا في عهده بأن شكواك ستصل إليه يَخرُّ صريعا من الخوف حتى لو كان وزير الداخلية إنْ أهانك ضابط أمن، ووزير العدل إذا اختفت قضيتك في المحاكم، ووزير الصحة إذا سرق مجرمو الطب عضوا من جسد مريض يأتمنهم عليه تحت التخدير، فيخونوه رغم قسَم الشرف الطبي.
أحلم برئيس يُعيد التسامحَ للمصريين، وفي عهده يتساوى المسجدُ والكنيسة، ويحتفل كل مصري بأعياد أخيه في الوطن، ويعتبر كل من المسلم والقبطي أن حساب الآخرة شأن ربّاني، وأن الجنة لمن جاء اللهَ بقلب سليم، وأنَّ محبة المصري للآخر الذي يختلف معه في الدين والعقيدة هي أقصر الطرق لصناعة التسامح الذي يُرضي اللهَ تعالى.
أحلم برئيس تدعو له ربّة كل أسرة مصرية وهي تطعِم أولادَها، وتصحبهم للطبيب أو الصيدلي، وتتسوق حاجياتهم، وليس كما يحدث الآن فملايين من ربّات البيوت المصرية يرفعن أيديَهن إلى السماءِ، ويلعَنَّ مَنْ تسبب في هذا المشهد الكارثي والحزين لأم الدنيا.
أحلم برئيس ينتزع السلطة من الرئيس مبارك، ولا تصل به إلى القصرِ دبابة في حماية أمريكية أو مساعدة اسرائيلية.
أحلم برئيس يرفع مصرَ درجات في التعليم والإعلام والكتاب ودور النشر وحقوق الانسان وحرية الصحافة والصحة والمواصلات و ...
أحلم برئيس يوافق على مناقصة ضخمة لشركات نظافة تجعل مصرَ واحدة من أنظف بلادِ العالم الثالث، وتضع صناديقَ قمامة في كل شوارع وحواري وأزقة مصر، وتقوم بتفريغها مرتين في كل يوم.
أحلم برئيس يعرف كلمة السرّ، ويَدخل بها إلى نفوس وقلوب وعقول المصريين، ويدمرّ البرنامجَ الذي وضعه عهد مبارك في شرايين أبناء شعبنا فجعل سلوكيات المصريين بلطجة ورشوة وفساداً وبقشيشاً واكراميات واستغلالاً وكراهية وتعصّباً وتديّناً زائفاً وازدواجية تجمع الملائكة والشياطينَ في قلب واحد، فيُعيد الرئيسُ الجديدُ الوضعَ الطبيعيَّ للانسانِ السويِّ.
أحلم برئيس تتقدم مصرُ في عهده بالفن الجميل، والموسيقى َالراقية، والفيلم الجيّد، والكِتاب المثمر والمفيد، والتلفزيون الريادي ...
أحلم برئيس يأمر وزير إعلامه بطرد آلافَ العاملين والعاملات في القنوات المصرية كلها، الأرضية والفضائية، ثم يعيد توظيفهم على أسس جديدةٍ قائمة على الكفاءات الثقافية واللغوية والعقلية والعلمية والقدرة على العطاء والمعلومات العامة والأفكار المبهرة والمبدعة، وفي هذه الحالة لن يعود إلى الشاشة الصغيرة من المومياوات الحالية إلا حفنة تعَدّ على أصابع اليدين!

أحلم برئيس يغادر المواطنُ مصرَ في عهده ويعود إليها سبعين مرة في اليوم، فلا تجرح كرامتَه في المطارِ كلمة أو نظرة أو اشتباهٌ، ويرفع رأسَه أمام مدير أمن المطار.
أحلم برئيس لا يضيع خطابُ بريدٍ في عهده، ولا يُهمل موظفٌ شكوى أو طلباً، ويحتقر المصري كل من يتوسط لآخر، ويعتبر القضاءُ أنَّ أعداءَ الوطن في الداخل هم مهربو المخدرات، والبلطجية من المَسّجلين خطرين، والذين لا يحترمون أحكامَ العدالة.
أحلم برئيس لستَ مُضطراً في عهده أنْ تضع يدك في جيبك لتحصل علىَ حقك، ولا تضغط علىَ أعصابِك المزايَدة الدينية من مُكبّرات الصوت، وجدال النقاب، ومطاردة المفكرين، ولا يقبل القضاءُ دعاوىَ يرفعها متخلفون عقلياً لمطاردةِ من يُفكرّ، أو يختلف معهم ..
أحلم بالبطل الذي ينقذ مصرَ قبل أنْ تصعد روحُ الوطن إلى بارئها، وأنْ يأخذ أرضَ الكنانة في أحضانه، ويلملم جراحَها قبل أن تتفكك أرضُها وينحسر نيلُها، ويستولى الآخرون على نصيبِها من المياه، وتتحول مصر إلى ساحة حرب داخلية نتيجة التعصب والكراهية.
أحلم برئيس يضع مبارك وأسرتَه وزبانية السلطةِ وداعمي الطغيان وخط الدفاع الأول عن الاستبداد في العقود الثلاثة المنصرمة من المستشارين والوزراء وكبار الإعلاميين ورؤساء تحرير صحف النفاق القومية ومثقفين وكُتاب وروائيين وأكاديميين ومحافظين خلف القفص في محكمة شعبية بتهمة محاولة اغتيال وطن، وتخريب أمة، ونهب دولة، واهدار طاقات، وتهجير أدمغة، وتفريغ مصر من خيراتها.
أحلم بانتفاضة أبطال العبور، أو عصيان مدني، أو ثورة العمال والطلاب، أو غضب الجوعى، أو ثأر الذين لم تعد كرامتهم تتحمل المزيدَ من المهانة، أو بطل بجوار الرئيس استيقظ ضميرُه فجأة إثر اكتشافه أنه يحب مصرَ حُبّاً حقيقيا، وليس كرويّا، وأنه الرجلُ الذي تنطبق عليه معظمُ شروط أحلامي!

لم يكن هذا الحلم في عام 2009الأخير، فمادام هناك قلب ينبض فسأكرر المشهد عشرات المرات حتى يستوي مع صعود روحي إلى بارئها.
في العامين المنصرمين طاردتني أفكار أزعم الآن أنها الأقرب إلى النضج، وأنها الأسرع في تحقيق التقدم لمصر، وشغلتني بأم الدنيا عن كل القضايا الأخرى.
اكتشفت أنه لو حكم مصرَ نبيٌ بغير رسالة سماوية لما تمكن من أنْ يختار معاونيه ومستشاريه ووزراء حكومته ومحافظي البلد ورؤساء وعُمــَـد ومشايخ القرى والنجوع، فقدرة الإنسان على اختيار المسؤول الأقرب إلى الكمال لا يمكن أن تزيد عن ثلاثة أشخاص ولو كان يعرف كل مصري يتهادى بين حلايب والثغر.
لو أنني رئيس مصر، وهذا خيال محض لئلا يصطاد فيه المدرَّبون على البحث عن الجنسيات والهويات وجوازات سفر الأولاد وأختام الزيارة، خروجاً من مطار القاهرة الدولي أو دخولاً إليه، فيمكن أن أعرف مئة أو مئتين من الأشخاص الأكفاء لتولي مناصب رسمية وحكومية.
سبعون من هؤلاء يمكن اعتبارهم بدرجة امتياز في مجال عمل كل منهم: البحث العلمي، الإدارة، تنقية المياه، الزراعة، الهندسة النووية، التربية والتعليم، التعليم العالي، الصحة، إدارة المستشفيات، الخبرة بصناعة الدواء، السياحة، الإعلام، صفقات السلاح الأرخص والأفضل، الثقافة، الآداب والعلوم الإنسانية ... الخ
وخمسون من السبعين يتميزون بالكفء والعبقرية في مجالين أو أكثر.
وثلاثون من الخمسين يمكن وصفهم بأنهم موسوعات متنقلة على أرض مصر.
وعشرون من الثلاثين لا تجد إلا بشق الأنفس ثغرات أخلاقية أو معلوماتية أو ضعفاً في الصمود أمام الشللية، أو صبراً يسقط صاحبه إعياءً مع كثرة الضربات المتلاحقة من الخصوم.
وعشرة من العشرين تكاد تكتمل في شخصية كل منهم ما أنت بقادر على أن تعثر على مساحة متناهية الصغر من الضعف أو الخلل يتسلل منها مما يؤذي المجتمع أو المنصب قبل أن يؤذي صاحبه.
ثلاثة من العشرة في تصفية نهائية لو بحثتْ أجهزة المخابرات والأمن وكشف الكذب والفيش والتشبيه وتاريخ صاحبه وكم المعلومات الذي يختزنه، وقدرته على الإدارة، وعشقه لمصر، وحساباته في البنوك، وعدم تورطه في صناعة صنم حزبي أو سياسي أو ديني  لما عثرت على خلل واحد ولو استعانت بكل من يعرف حياة هذا الشخص الخاصة والعامة والعائلية وطفولته ومراهقته ومراحل تعليمه.
هؤلاء الثلاثة هم أٌقصى ما أستطيع أن أختار بدقة وأمانة ومنطق وعقلانية وبحث وتدقيق وفحص وتجارب شخصية حتى لو كنت أعرف تفاصيل حياة كل مصري من الثمانين مليونا.
لو زدت واحدا أو اثنين لمنحتُ لفرصة الخطأ في الاختيار كوة تتسلل منها ولو كانت أصغر من فم النملة، فنصف عمر الإنسان يمضي قبل أن يبدأ في معرفة ماهية الحياة.
نحن أمام ثلاثة أنبياء بدون رسالة! كل واحد منهم حِكـــمة تمشي على قدمين، وموسوعة فيها روح وجسد وعقل وفكر.
إنهم الأساس الذي أبني عليه مشروعي الحلمي أو الخيالي لإنقاذ مصر!
ليس لأي منهم حزب سياسي أو ديني أو توجه أيديولوجي أو تعاطف مع جهة دون أخرى أو اكتراث بالفروقات والهويات والمذاهب والأديان والعقائد والمقدسات التي تفصل مصريا عن آخر.
التقدم والحضارة والتمدن والرفاهية والأمان والقوة كلها أهداف لأي مجتمع في العالم الأول الذي يحتفظ بمسافة بعد المشرقين عن الخطة الخمسية لحكومة ذكية في أحد بلدان العالم الثالث، وهذا يعني أن السرعة المضاعفة التي تلهث بها حكومة مخلصة وجيدة في مصر، مثلا، ستظل في ذيل ركب الأمم، فالرئيس مهما بلغت عبقريته لن يتمكن ومستشاروه ومساعدوه من اختيار الأنبياء الذين تحدثت عنهم.
نأتي إلى الثلاثة الذين قمت باختيارهم، فأرفع يدي ليتولى كل منهم القيام بنفس العملية والتي غالبا لن تحتمل الخطأ بأي صورة من الصور ، فيختار الثلاثة تسعة، ثم وقفة جديدة لشرح كيفية الاختيار، نظريا وعمليا، فتقف أمام سبعة وعشرين ممن لا يعرف أكثر المصريين أنهم من أبناء مصر ولكن غابوا عن المشهد الفاسد والمستبد والمنافق والأفاق والوصولي.
لا يعرف أحد بالخيارات، ولا يتصل من تم اختيارُه بمن يريد اختيارَه.
في أقل من أسبوع يكون لديك ما يقارب ثلاثة آلاف عالم وموسوعي ومثقف وإداري وشجاع وأمين ونزيه و ... ، وهؤلاء ليسوا أشخاصا عاديين، ولو استعنت بالجن الأزرق وهدهد سليمان ومصباح علاء الدين لما استطاعوا جمعهم في مكان واحد.
مصريون حتى النخاع، مجهولون كأنهم أشباح لا تراها العين المجردة. ليس منهم واحد موجود أمامنا في المشهد المصري حتى لو كان أتباعه يركعون له آناء الليل وأطراف النهار.
هؤلاء هم مصر التي يحصرون مشاكلها وهمومها وأزماتها ومصاعبها وأوجاعها وكوارثها بين إصبعين من أصابعهم، فينطلق الوطن ويصبح عمل اليوم كأنه عدة أسابيع في الزمن البائد، والشهر عاماً، وتنجز في العام ما يجعل مصر تبدو كأحد النمور الآسيوية الأفريقية والعربية التي تزيد سرعتها عن سرعة الصوت في المفهوم الإنمائي والتطوري.
ثلاثة آلاف لا يختار الرئيس منهم الأصلح لأي منصب وإلا فقدت الكفاءة المكان المناسب لها، ولكن يختار كل منهم، مع تنظيم وإدارة من الرئيس دون أي إيحاء، المنصب الذي يستطيع أن يستخرج كل ذرة في عبقريته، وقد يختار أن يكون محافظا لمحافظة يعرف قدرته على جعلها جنة مصر وقبلتها، وقد يختار وزارة الصحة لتحقيق مشروع في ذهنه يجعلها بردا وسلاما على صحة كل المصريين، وربما يختار التعليم ليضع حلمه في قفزات تعليمية تعجّل في تقدم مصر، ولعله يصبح مسؤولا عن محو الأمية، أو تنظيم ضرائب الدولة ليتضاعف دخلها، أو يكون لديه برنامج متكامل لجعل أرباح قناة السويس أو السياحة أو الإعلام أو التصدير أو الاكتفاء الزراعي الذاتي أو .. ضعفين أو أكثر.
ثلاثة آلاف من أنبياء العصر موجودون قــَـطعا بين الثمانين مليونا من المصريين، وهنا سيكون منهم مجلس الشعب ومجلس الشورى والمحكمة الدستورية والنائب العام وكل الوزراء ووكلاء الوزارات، ولن يكون هناك منهم من هو مدين لأي جهة، حزبية أو دينية أو عسكرية أو رئاسة الوزراء. لن تعرف مسبقا صاحب المنصب، رجل أو امرأة أو مسلم أو قبطي أو معتنق أي دين آخر أومذهب .
الحرية هي أن يستقل صاحب المنصب عن أي تلميحات أو تصريحات أو إيحاءات من جهة سلطوية أو مالية أو قداسة دينية.
كلهم، الثلاثة آلاف، مصريون حتى النخاع، تنطق كل مسامات أجسادهم بعراقة خمسة آلاف عام.
تلك هي فكرتي التي شغلتني ردحا من الزمن، وقمت على مدار أيام الحلم والخيال والفكرة والمتابعة في ســَـدِّ كل ثغراتها ليختفي تماما من المشهد المصري كل هؤلاء الذين آذت اطلالتهم وكتاباتهم عينيَّ، وأوجعت حناجرُهم وصيحاتهم المتخلفة وأفكارُهم المتقلبة أذنـَـيَّ.
إنها حلم قد يذهب الآن مع الرياح، وفقا لتعبير الكواكبي، ولكنه يذهب غداً بالأوتاد، لذا لم يكن أيٌّ من المرشحين الثلاثة عشر قادراً على مداعبة أقل أحلامي وأصغرها وأكثرها تواضعاً وبساطة، فكلهم كانوا أصغر من مصر بمئات السنوات الضوئية.
هذا هو حلمي لإنقاذ مصر بدون وجوه كالحة، غاضبة، متطرفة، جوفاء، وصولية تطل علينا منذ سنوات فيتناثر غبارها ليضاعف تلوث الهواء والماء والفكر والسياسة والإعلام و .. القصر الرئاسي.
ترى، من يشاركني هذا الحلم؟
*رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو في 21يونيو 2012

27 يوليو 2012

اختطاف ناشط من بيته فجر اليوم.. و"ضباط من أجل الثورة": موجود في المخابرات الحربية



البديل: بسمة مصطفى
قالت الناشطة الحقوقية، منى سيف، على حسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن أنس العسال الناشط والمسعف والذي يحاكم عسكريا في قضية العباسية, تم خطفه من بيته فجر اليوم الجمعة, حيث كان يحدث مع أحد أصدقائه على الهاتف، وسمع طرق عنيف على الباب فقام ليفتحه، ولم يسمع صديقه سوى صراخ ثم انقطع الخط".
ومن جانبها قالت الحقوقية راجيه عمران " في اقل من 24 ساعة تم خطف انس العسال واحمد إبراهيم, هل هناك علاقة بين أنس الذي يُحاكم عسكرياً في قضية العباسية واحمد إبراهيم عضو مجموعه لا للمحاكمات العسكرية للمدنين؟".
وأنس هو أحد الشباب النشطاء المتطوعين في المستشفى الميداني، وألقي القبض عليه كمتهم في أحداث العباسية.
وفى سياق متصل أكدت صفحة ضباط من اجل الثورة، أن أنس " محتجز بالمخابرات الحربية"، وتابعت:"أنس احد مسعفي ميدان التحرير شارك في إسعاف المصابين في العديد من الأحداث (مجلس وزراء ,محمد محمود, العباسية 4مايو)".
وكان أنس قد أصيب بكسور في اليدين وإحدى ساقيه، كما يعاني من جروح وكدمات تعرض لها في العباسية، ومن المقرر أن يكون النطق بالحكم على أنس يوم الأحد القادم.

رغم الاصابات الخطيرة والاضراب عن الطعام .. القضاء العسكري يمنع الأطباء من زيارة معتقلى العباسية



للواقع : رامي محمد
 فوجئ وفد نقابة أطباء القاهرة والذى تقدم بطلب الى القضاء العسكرى يوم الثلاثاء الماضى للسماح لهم بالزيارة للاطمئنان على صحة جميع المعتقلين المحبوسين على ذمة أحداث العباسية، خاصة ممن كانوا مضربين عن الطعام وذوي الحالات المرضية الشديدة والمصابين بإصابات خطيرة قد تؤدى إلى تدهور حالتهم الصحية، برفض الموافقة على  طلب الزيارة وعدم السماح لهم بحجة أن حالة الضحايا لا تستدعى زيارة.
 وكان مسئولو سجن طرة قد رفضوا زيارة وفد سابق من النقابة العامة بحجة عدم الحصول على تصريح، وقامت مجموعات من ضحايا المحاكمات العسكرية بإضراب تلو إضراب عن الطعام داخل السجون خلال الشهرين الماضيين، وساءت حالتهم ولم يهتم بمعاناتهم أي مسئول في مصر، بدأنا الشهر الماضي في مبادرة تكوين وفد من أساتذة الطب وأطباء التحرير ونقابة أطباء القاهرة والحقوقيين للاطمئنان على صحة جميع المعتقلين المحبوسين على ذمة أحداث العباسية، خاصة ممن كانوا مضربين عن الطعام وذوي الحالات المرضية الشديدة والمصابين بإصابات خطيرة قد تؤدى إلى تدهور حالتهم الصحية وقد تؤدى إلى الوفاة مثل:
 جروح قطعية في الرءوس.. كسور بالأرجل.. مرضى بالسكر والكبد والتهاب الأعصاب ومسنون.. مريض يعيش بدون الكلي والطحال ويعاني من نزيف.. وغير ذلك من حالات.
هذا إضافة إلى القهر النفسي والعصبي نتيجة استمرار احتجازهم ظلما دون أدلة، رغم الوعود بالإفراج عنهم قبل رمضان، وتعرضهم المستمر للحرارة الشديدة في شهر الصيام في زنازين سيئة، مما يؤدى إلى إصابات نفسية شديدة الخطورة، مما أوصلهم بالفعل إلى نوبات الهياج والثورة العارمة عدة مرات في سيارات الترحيل والمحكمة! إننا لا نجد تعليقا ولا ردا على هذه الواقعة الإنسانية والحقوقية الخطيرة في شهر رمضان المعظم، إلا أن نضعها أمام الضمير الإنساني للمجتمع المصري كله.
 واختتم بيان الاطباء الصادر عصر اليوم  بوضع الواقعة في بلاغ أمام رئيس الجمهورية ووزير الصحة وجميع المؤسسات الحكومية والرئاسية، مطالبين إياهم جميعا بضرورة تمكين حق السجناء في الصحة وإتاحة مراقبة المجتمع المدني لهذا الحق داخل السجون المصرية.

علاء صادق: الحرب على مرسي موجهة لإرادة الشعب

ب

قال الناقد الرياضي، الدكتور علاء صادق، صباح الجمعة، إن: «الحرب على الإخوان تساوي الحرب على مرسي وإرادة الشعب، وتساوي أيضًا الحرب على الاستقرار والنهضة، وأخيرًا تساوي الحرب على مصر».
وكتب «صادق»، في حسابه على «تويتر»: «إلى رئيس الجمهورية محمد مرسي، وإلى رئيس الوزراء هشام قنديل، مطلوب تغييرات جذرية في وزارات الخارجية والداخلية والعدل والإعلام والمالية».
وتطرق «صادق» في تدويناته القصيرة للحديث عن اتحاد الكرة، قائلاً: «بدأت بخيانة وانتهت بخيانة، لك الله يا مصر، ولكم الله يا شهداء مذبحة بورسعيد، خيانة الأمن للألتراس مهّدت للمذبحة، وخيانة اتحاد الكرة أعادت المصري»، لافتًا إلى أنه: «لو لدينا جهات رقابية عادلة، لتم تحويل كل المسؤولين عن اللجنة المؤقتة في اتحاد الكرة للتحقيق الفوري، تمهيدًا لمحاكمتهم على خيانة الأمانة»، حسب تعبيره.
ودعا «صادق» للتحقيق مع اتحاد الكرة، قائلا: «بلاغ إلى النائب العام، مطلوب فتح ملف تخاذل أو تآمر أو خيانة اتحاد الكرة في قضية المصري بالمحكمة الرياضية في سويسرا، مطلوب محاكمة الخونة».

مرسي: سننظر باهتمام في كل مقترح أو مظلمة يقدمها المواطنون



المصري اليوم - محمد فرغلي ومحمود عمر

أكد الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، الجمعة، حرص مؤسسة الرئاسة على النظر باهتمام في أي مظلمة يقدمها المواطنون، معلنًا بدء حملة «وطن نظيف» يومي الجمعة والسبت.
 وأضاف مرسي، عقب أدائه صلاة الجمعة في مسجد «ناصر» بالفيوم: «من لديه مقترح أو مظلمة، سننظر فيها باهتمام»، وأضاف: «نحن اليوم نتحرك من أجل وطن نظيف يومي الجمعة والسبت وباقي الأيام إن شاء الله»، في إشارة إلى حملة «وطن نظيف» التي تبناها الرئيس في بداية شهر رمضان المبارك.

وقام مرسي بتفقد حملات النظافة بمناطق «السواقي» بميدان قارون و«منشأة عبد الله»، مرورًا بشارع أحمد شوقي، حاثًا المواطنين على المشاركة الفعالة في المبادرة.

وكان الآلاف من أهالي الفيوم قد احتشدوا خارج فناء المسجد أثناء تأدية الرئيس الصلاة، فيما نشبت مشادات ومشاجرات داخل ساحة المسجد بين المصلين وبعضهم، بسبب التزاحم على الجلوس في الصفوف الأمامية.

قيادات «إخوانية» تتهم الأجهزة التنفيذية والأمنية بإعاقة خطة الـ«100 يوم»



المصري اليوم - غادة محمد الشريف
اتهم عدد من قيادات حزب الحرية والعدالة، وجماعة الإخوان المسلمين، الأجهزة التنفيذية والأمنية في الدولة، بالتراخي في مساعدتهم في تنفيذ خطة الـ100 يوم، مؤكدين أن بعضهم يسعى إلى «إسقاط  الرئيس أمام الشعب».

وقال الدكتور محمد عماد الدين، عضو الهيئة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة، إن «هناك عدم تعاون من بعض التنفيذيين في الجهاز الإداري للدولة دون مبرر يذكر، بالإضافة إلى أن ضعف بعض الإمكانيات المتاحة في حملة النظافة، وقلة عدد السيارات والمعدات المستخدمة يؤدي إلى عرقلة خطة المائة يوم، فضلا عن السلوك غير الحضاري الموجود لدى بعض المواطنين خاصة في القرى».

وأشار إلى أنه رغم «دعوتهم عددًا من الأحزاب للمشاركة في خطة المائة يوم، إلا أن الأحزاب التي استجابت وتعاونت مع الحملة، هي النور، والأصالة، والوسط، وحركة شباب 6 إبريل».

واتهم «عماد الدين» الجهاز الأمني بـ«التراخي»، مشيرا إلى أن «جهاز المرور يغلب عليه الكسل والإهمال في العمل، وبالتالي هذا يؤثر سلبا على العمل».

في السياق نفسه، قال محسن راضي، عضو الهيئة العليا للحزب، إن أهم ثلاث معوقات تواجه خطة المائة يوم، هي: «الفلول الذين لا يزالون في السلطة التنفيذية، وبعض أفراد السلطة القائمة، وبعض وسائل الإعلام».

من جانبه، قال الدكتور أحمد عبد الرحمن، عضو مكتب إرشاد الإخوان المسلمين، إن «التعطل الذى أصاب خطة المائة يوم، هو التراخي من قبل بعض أفراد الجهاز التنفيذي للدولة، خاصة الجهاز الأمني والإدارة المحلية».

وأكد بدوي موسي، عضو أمانة الشباب بحزب الحرية والعدالة، أن «بعض قيادات ورؤساء الأحياء، وبعض أفراد وزارة الداخلية، لديهم تعليمات بعدم التعاون والعمل مع قيادات الحزب، والقوى السياسية في تنفيذ خطة المائة يوم».

وتابع أن الحزب يقوم برصد هؤلاء الأفراد وأسمائهم، وأسماء الأحياء والأجهزة التنفيذية المتقاعسة، وتسليمها إلى مؤسسة الرئاسة لتتولى النظر بشأنهم.

بيان من القوات الخاصة الليبية


بيان من القوات الخاصة الليبية

القوات الخاصة وفي ذكري وفاة قائدها البطل.. تدعو الشعب الليبي لتلبية الاعتصام غداً 28 /7/2012 بعد صلاة التراويح للتذكير .. بان دمه لن يذهب هباء .. حتي وان غابت الدولة والقوانين .. ويتعهد جنود وضباط صف وضباط القوات الخاصة .. بان الزنادقة الذين قتلوه .. سنكون لهم بالمرصاد .. وسيدفع الثمن هؤلاء المجرمين ولن ننسي لهم جرائمهم في درنة ضد شباب معهد الشرطة .. ورجال يدافعون عن امن بلدهم .
وسنشرح في بيان آخر جرائمهم وسرقاتهم للشعب الليبي .. ليعرف حقيقة هؤلاء .
 وان غداً لناظره قريب
 واللــــــه اكبــــــــــر
 القوات الخاصة الليبية
بنغازي 27/7/2012

من قتل عمر سليمان؟!



جمال سلطان
لا أعرف سببًا واحدًا منطقيًا أو قانونيًا أو حتى إنسانيًا لهذا التعتيم الذى تفرضه المؤسسة الأمنية فى مصر، على واقعة مقتل أو وفاة اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية السابق، وصاحب أطول فترة حكم وإدارة لجهاز المخابرات العامة المصرية، والذى يعتبر على نطاق واسع داخليًا وخارجيًا أنه الصندوق الأسود لفترة حكم مبارك بكاملها وخزينة أسرار الدولة وأسرار المنطقة العربية بأسرها، فعمر سليمان لم يكن يعانى من أى مرض خطير ولا غير خطير، وكان الرجل قبل ثلاثة أشهر فقط مرشحًا لرئاسة الجمهورية بما يعنى أنه مقبل على حياته وعازم على صراع سياسى ممتد وطويل وراغب فى إدارة دولة كبيرة بحجم مصر وكان مفعمًا بالحيوية والتفاؤل قبل أن ترفض أوراقه، ثم سفره المفاجئ قبيل ظهور النتائج النهائية لانتخابات جولة الإعادة وبعد أن تكشفت ملامح فوز الدكتور محمد مرسى، سافر الرجل إلى الإمارات فجأة ، دون أن نفهم لماذا، ولا لماذا الإمارات تحديدًا، هل كان له "بيزنس" خاص هناك، وهو ما يستدعى تدخل جهات التحقيق ومعرفة أصول هذا المال وحجمه، هل ذهب إلى هناك للعمل فى خدمة الأجهزة الأمنية الإماراتية، التى تعتمد على استئجار خدمات خبراء أمنيين من دول مختلفة مثل بريطانيا، وهو ما يستدعى أيضًا تحقيقًا لأن القواعد المرعية تمنع عمل من هو فى مثل حالته فى الخارج على الأقل لمدة خمس سنوات بعد تركه خدمته الرسمية، والأخطر من ذلك التحقيق فى ما تردد بقوة فى وسائل إعلام عربية وأجنبية من أن اللواء عمر سليمان كان يعمل مستشارًا أمنيًا لعائلة بشار الأسد، التى تعانى من ضغوط ثورة الشعب السورى الممتدة منذ أكثر من عام وتقترب من النصر وفرض إرادتها على ربوع وطنها وتحقيق حلم السوريين فى الحرية والكرامة والحياة الآدمية، فالتقارير المنشورة تؤكد أن عمر سليمان قتل فى التفجير، الذى وقع فى مبنى المخابرات السورية فى دمشق، والذى قتل فيه مجموعة من أرفع رجال الدولة السورية وقيادات المؤسسة الأمنية فيها، وأكدت مصادر عديدة أن جثة عمر سليمان كانت متفحمة، وأن سفره إلى الولايات المتحدة كان محاولة بائسة لإنقاذ حياته وربما للتعمية، وأنه وصل إلى أمريكا جثة بالفعل، وقد امتنعت الولايات المتحدة عن إصدار أى بيانات أو تعليقات عن طريقة دخول سليمان ولا نوعية التأشيرة، التى حصل عليها ولا أى معلومات ذات أهمية فى الموضوع، ثم أعلنت أمس الخارجية الأمريكية أن تأشيرة عمر سليمان ستبقى من أسرار الدولة ولا يمكن الكشف عنها، وهو ما يضفى المزيد من الشكوك حول فرضية مقتل عمر سليمان، وفى القاهرة ووفق معلوماتى، فإن هناك أكثر من بلاغ فى مكتب النائب العام تطالب بفتح تحقيق فى مقتل اللواء عمر سليمان وضرورة إخضاع جثته للطب الشرعى لمعرفة أسباب الوفاة، لأنه شخصية غير عادية، وبالغة الخطورة، غير أن أحدًا فى مصر لم يستجب لتلك النداءات الإعلامية والقانونية، وتحاشى الجميع أن يكشف عن أى ملابسات حول وفاة أو مقتل عمر سليمان، بل إن الذى يذهب بالعقل أن الدولة المصرية بكاملها حتى الآن لم تصدر أى بيانات رسمية حول طبيعة وفاة الرجل وأسبابها التى اطلعت عليها، ولم يتحدث أحد حتى الآن عن رؤيته لجثمان عمر سليمان، وهل كان محترقًا بالفعل، كما ذكرت الأنباء، أم غير ذلك، هناك إصرار على فرض حماية استثنائية على حادثة مقتل عمر سليمان، وهو ما يؤكد الشكوك التى تتردد بقوة الآن، والتى يضيف إليها البعض علامات استفهام حول مقتل أو موت ثلاثة من القادة السابقين لأجهزة استخبارات كبيرة فى المنطقة فى نفس الأسبوع، وهو أمر يستحيل أن يكون مجرد صدفة.
almesryoongamal@gmail.com

صحيفة عراقية : عمر سليمان سممته امريكا وهذه هى الادلة



 نعرض هنا وجهة نظر تأتى على النقيض لوجهة النظر الاخري التى تؤكد ان عمر سليمان قتل فى التفجير الارهابى فى سوريا :

 القاهرة: شبكة اخبار العراق -
عمر سليمان قتل في امريكا، هذا امر لاشك فيه، واذا اجري تشريح محايد لجثته فورا وقبل مرور 24 ساعة على اعلان وفاته فسوف يثبت ذلك. والتصريح التالي مهم جدا : (قال مساعد لرئيس جهاز المخابرات المصري السابق عمر سليمان ومسؤول أمن كبير لرويترز الخميس 19-7-2012 إن سليمان الذي كان ضمن الدائرة المقربة للرئيس المصري السابق حسني مبارك توفي في الولايات المتحدة حيث كان يخضع لفحوص طبية. وقال حسين كمال مساعد سليمان "كان بخير. حدث هذا فجأة. كان يخضع لفحوص طبية في كليفلاند" دون أن يعطي سببا لوفاة سليمان.)
اذن نلاحظ حسب قول احد مساعديه ما يلي:
1 – عمر سليمان ذهب لاجراء فحوصات طبية فقط.
2 – عمر سليمان كان بخير.
3 – حدثت الوفاة فجأة.
نحن نواجه حالة اغتيال مخابراتية كلاسيكية شبه علنية وبلا رتوش، والهدف هو التخلص من عمر سليمان.
اما لماذا قتلته امريكا للتخلص منه فاقرأوا ما يلي:
1- عمر سليمان هو اكبر مخزن معلومات عن اسرار التعاون الاستخباري الامريكي - المصري، وحتى حسني مبارك لم يكن يعلم بالكثير مما مات مع عمر. وهذا خطر كبير على امريكا.
2- مصدر الخطر هو ان عمر سليمان بدأ يشك بان امريكا هي مهندس ما جرى في مصر، وان وعدها له بانه يخلف مبارك كان مجرد تكتيك استخدمته للتمهيد لايصال رئيس لمصر من الاخوان المسلمين. وارتكب سليمان خطأ العمر بالحديث عن شكوكه بوجود مخطط امريكي خطير يهدد مصر.
3- قالت المخابرات الامريكية لعمر سليمان بان ترشيحنا لاحمد شفيق رئيسا ليس سوى خطوة لترشيحك لاحقا فاسحب ترشيحك الان ودع شفيق يخوض المعركة فان فاز فهو لن ينجح في الرئاسة وعندها سوف ندفع بك مرشحا، وان فاز مرشح الاخوان فسوف يصل هو الاخر الى الفشل وتكون انت البديل.
اكل عمر سليمان الطعم الامريكي كله، وانسحب وصمت وغادر الى الامارات العربية بانتظار استدعاءه من قبل امريكا لتكليفه بالمهمة الاكبر.
4- وصل محمد مرسي، للرئاسة واكتشف عمر سليمان بان امريكا خدعته، وانها تريد محمد مرسي رئيسا لمصر وترغب في تنصيب الاخوان المسلمين حكاما على مصر وتيقن ان هناك صفقة بين المجلس العسكري والاخوان برعاية امريكية، رغم كل التسريبات المضللة التي قالت بوجود خلاف بين الاخوان والمجلس العسكري، وان دعم المجلس العمسكري لترشيح احمد شفيق كان غطاء لامرار تفويز محمد مرسي وسط اجواء تشكيك بسلامة الانتخابات.
 وعندها بدأ عمر يهذي للمقربين اليه وهو لا يستبعد ان بعضهم عيون امريكية عليه لكنه كان مازال يظن انه مازال كنزا لامريكا تحتفظ به ليوم اسود سيأتي بعد ان يفشل محمد مرسي، بل انه اسر لبعض من حذره من الهذيان فقال بانه يفعل ذلك كي تصل احتجاجاته الى امريكا فتعيد النظر!!! هكذا بهذه السذاجة تصرف عمر سليمان مع انه يعرف الامريكيين جيدا.
5- ارسلت امريكا بطلبه ففرح ظنا منه انها تريد وضعه في جو الحقائق الداخلية، وكان الغطاء هو اجراء فحوصات طبية لانه لم يكن مريضا ولم يشكو من مرض وكانت صحته ممتازة.
 صدق ما كانت المخابرات الامريكية تسربه من معلومات كاذبة حول الفخ الذي نصبته لمحمد مرسي وانها لا تريد رئيسا من الاخوان المسلمين، وطار، ما ان وصل وقبل التشاور المنتظر سمم بمادة وضعت في شراب قدم له يزول مفعولها بعد 24 ساعة، ومات بسرعة وقبل ان يسمع الاخبار الحلوة المتوقعة!
6- بموت عمر سليمان دفنت امريكا اسرارا كانت تخشى ان تكشف قبل موعد تزول فيه مفاعيلها، ومنها اسرار جلب الكثير ممن اعتقل من قبل المخابرات الامريكية الى مصر للتحقيق معه واستخدام التعذيب في الحصول على معلومات منه، لان امريكا محكومة بقوانين تمنع التعذيب وتعرض الرئيس للمساءلة اذا خرقها لذلك كانت الطريقة الاسلم تسليم المعتقلين لعمر سليمان، ولاجهزة المخابرات في الاردن والمغرب لتقوم بالتحقيق مع المعتقلين وتنتزع منهم الاعترافات بالقوة وتسلم المعلومات للمخابرات الامريكية.
هذه المعلومة كانت اكثر ما تخشاه حكومة اوباما، وكانت هي السبب المباشر في التخلص من عمر سليمان، اما السبب البعيد فهو التخلص من اقوى شخصية لها نفوذ في القوات المسلحة والمخابرات، ومدعومة من ازلام النظام السابق، وتستطيع القيام بانقلاب عسكري ضد الترتيبات الامريكية في مصر بعد ان ابعدت وهمشت ولذلك فالتخلص منه سيترك الازلام بلا قائد قوي وسيبقيهم مجرد ادوات ضغط يسهل السيطرة عليها والتحكم بتوجهاتها بلا منغصات.
ان اغتيال عمر سليمان خطوة اساسية في تسليم الحكم الى الاخوان المسلمين في مصر ومنع اي تهديد لحكمهم وتوفير ظروف ازاحة كل منافسيهم الاقوياء.ونؤكد بان السبب الرئيسي لهذا الموقف هو ليس حب الاخوان المسلمين بل معرفة المخابرات الامريكية انهم الاقدر على نشر الفتن الطائفية في مصر، وتلك هي اهم اهداف اسرائيل وامريكا، لذلك فالاخوان المسلمين هم رجالات امريكا الحقيقيين وليس عمر سليمان الذي اصبح ورقة تواليت مسحت امريكا به وبحسني مبارك قاذوراتها ثم رمتها في سلة القاذورات.

مشاهد فظيعة لحرق و قتل للمسلمين في ميانمار.. وسفيربورما فى مصر يعتذر

26 يوليو 2012

ثوار الناتو يسرقون اعضاء الاسري الليبين ومسئولون سابقون يسيطرون على المناصب السيادية

وول ستريت جورنال : مسئولون سابقون فى نظام القذافي يبقون في مناصبهم بصندوق الثروة السيادى الليبي

كتب : بنوا فوشون

 عندما ينقشع الغبار عن شوارع طرابلس بعد سقوط العقيد معمر القذافي الذى حكم البلاد لفترة طويلة، فإن الحكومة الجديدة لديها الكثير لتفعله حتى تفصل نفسها عن الماضي، فالعديد من المسئولين فيها حاليا خَدَمَ في عهد القذافي الذى استمر 42 عاما.
 في حين أن استمرارية الحكومة السابقة يمكن أن يساعد على تحقيق الاستقرار في البلاد التي تُمزقها المعارك، هناك العديد من التساؤلات حول الكيفية التى استثمرت حكومة القذافي ثروة البلاد النفطية الهائلة. الدكتور محمود بادى، المكلف من قبل الحكومة الجديدة (المكتب التنفيذى) لفحص هيئة الاستثمار الليبى التى يقدر رأسمالها بـ 65 مليار دولار امريكى، يقول انه يتم وبدقة فحص التعامل مع البنوك الأجنبية، مثل سوسيتيه جنرال (Societe Generale) أوغولدمان ساكس (Goldman Sachs Group Inc. ).
 الاستثمارات التي تولاها البنك الفرنسي سوسيتيه جنرال بالنيابة عن ليبيا خسرت نحو 700 مليون دولار في حين المعاملات التي يحملها غولدمان ساكس خسرت 1.4 مليار دولار. هذا وامتنع كلا المصرفين عن التعليق.
 وذكر الدكتور بادى أن “خسائر هيئة الاستثمار الليبية لا تقل عن 3 مليارات دولار وربما تصل إلى 6 مليار دولار خلال الآونة الأخيرة”. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في وقت سابق أن لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية تدقق فى عملية دفع مبلغ 50 مليون دولار عُرِضتْ من بنك جولدمان ساكس على هيئة الاستثمار الليبية عن طريق شركة استشارية خارجية يملكها أحد أقارب رئيس المؤسسة الوطنية للنفط. المبلغ لم يتم دفعه ونفت غولدمان ارتكابها أى مخالفات قانونية.
 أعرب بادى عن مخاوفه من أن التدقيق فى مثل هذه الأمور قد يتعرض للعرقلة برجوع المدراء السابقين.وفقا لتقارير صحفية نقلا عن مسئولين في الحكومة الجديدة، بأن كلا من محمد لياس ورفيق النايض اللذان كانا يشغلان منصبى رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذى عندما كانت هيئة الاستثمار تحت سيطرة القذافى ، قد أُعيد تعيينهما على رأس الصندوق فى أواخر شهر أغسطس الماضى.
 قال بادى بان هذا الإعلان المتداول يوحى بأن الحكومة الجديدة “تحاول إيقاف التحقيق”. لياس لم يرد للتعليق وتعذر التواصل بالنايض.
 لم يكن بادى الوحيد الذى أعرب عن قلقه. عبد الحميد الجدى، ناشط فى مكافحة الفساد لمدة 10 سنوات فى عهد القذافى، دعى الحكومة الجديدة بطرد لياس والنايض من هيئة الاستثمار الليبية.
 قال الجدى، الذى كان يستعمل الاسم الحركى “تامر الزيات” ليتفادى انتقام النظام، قال يتعين على الحكومة أن تشكل لجنة مراجعة مستقلة لها سلطة وصلاحيات توجيه تهم احتيال وإعادة هيكلة الصندوق.
 أعرب الجدى أيضا عن مخاوفه من أن إعادة التعيينات قد تدل على توجهات قبلية فى الحكومة الجديدة بما أن كل من محمود جبريل، رئيس الحكومة الانتقالية الفعلى، والنايض من قبيلة ورفلة ومن نفس المنطقة زيادات.
 تظهر الوثائق التى عاينتها صحيفة وول ستريت بان الدكتور جبريل، والذى كان رئيسا للتنمية الاقتصادية الوطنية فى ليبيا فى عهد القذافى، كان أيضا عضوا فى مجلس أمناء هيئة الاستثمار الليبية وان هذا المجلس كان مكلف بمهمة الإشراف على استثماراتها.
 هذا وقد أكد الدكتور بادى على صحة هذه المعلومات بدون مزيد من التعليق. احد مساعدى جبريل لم يتمكن من التعليق على الفور، وتعذر الوصول إليه بعد ذلك.
 يقول مسئولون سابقون في الهيئة العامة للاستثمار بأن جبريل فى حقيقة الأمر لم يحضر أبدا أى اجتماع لمجلس الأمناء.
 يقول الجدى انه يعتقد بان ” لا يجب على جبريل أن يتدخل بأى شكل من الإشكال فى أعمال هيئة الاستثمار سواء مباشرة أو غير مباشرة…. حيث انه كان عضوا فى مجلس الأمناء لهيئة الاستثمار الليبية خلال الحقبة التى خسرت فيه الهيئة مليارات الدولارات”.
 مما لا شك فيه ، أن نهاية نظام العقيد القذافى قد فتحت لليبيين باب لحريات لم تكن معروفة سابقا وجلبت المواهب جديدة للحكومة، مثل وزير النفط والمالية المناوئ السابق الدكتور على الترهونى. دافع المسئولون عن إعادة تعيين لياس والنايض بأنه وسيلة لضمان سلاسة التحول لتشغيل الصندوق لأنهم على دراية بطرق عمله.
 لكن المنتقدين يقولون بان وجود رئيس الوزراء الحالي على لائحة الأمناء ، جنبا إلى جنب مع عودة المدراء الذين كانوا مسئولين فى الهيئة عندما تعرض الصندوق لخسائر موجعة، هو تذكير بان ليبيا تواجه صراعات لقلب الصفحة بما فى الكلمة من معنى.
 يقول الجدى: إعادة التعيين للمدراء ” تحد للقضية التي مات من أجلها 50000 شهيد”.
**********

سرقة الاعضاء البشرية فى سجون مصراتة

الى اهل سوريا .. شاهدوا عبد الجليل يؤكد ان سقوط طرابلس تم بالكذب والتضليل الاعلامي.


25 يوليو 2012

صحف : الاجهزة الاسرائيلية دخلت فعلاً على الخط ونفذت عمليات ضد سوريا




قالت جريدة الراي الكويتية بأن "عملية تفجير خلية الازمة ومقتل القادة الامنيين لم تكن محدودة بل جزء من خطة كانت معدّة لقلب النظام واحتلال العاصمة دمشق، في التوقيت عينه من اليوم ذاته".وكشفت مصادر مقربة من مركز القرار لصحيفة "الراي" الكويتية أن "عملية اغتيال القادة الامنيين تزامنت مع انتشار كثيف لآلاف المسلحين داخل دمشق في إطار خطة أُعد لها مسبقاً لاحتلال العاصمة وضرب مفاصلها الحيوية والقضاء على النظام".وأقرّت المصادر بأنه رغم ان الخطة باءت بالفشل، فان النظام لم يكن على علم مسبق بها ولا على معرفة بدخول المسلحين وأسلحة ثقيلة وآليات رباعية الدفع... وهي التحركات التي شكلت الساعة صفر للخطة المنسقة لاحتلال دمشق وقلب النظام

واذ أكدت أن "النظام استعاد سريعاً زمام المبادرة بقتله أعداداً كبيرة من المسلحين ومحاصرة أعداد لا يستهان بها، وبفرار بعضهم الى خارج العاصمة"، أشارت الى أن "الخطة كانت تقضي بقطع طريق المطار، وهي قطعت لبعض الوقت، وباحتلال مبانٍ حيوية كبعض المراكز الامنية والاعلامية".ولفتت المصادر ذاتها الى أن "عمليات تنظيف بعض الجيوب في العاصمة تتم بنجاح وسط تقهقر المسلحين وفرارهم واعادة الامساك بالوضع"، مشيرة الى أنه "يجري التعامل مع الجيوب التي ما زالت موجودة في منطقة السيدة زينب ومناطق اخرى، ومن المتوقع ان يصار الى الاجهاز عليها قريباً"، مشبهة "الخطة وساعتها الصفر بالطريقة عينها لمحاولة اغتيال الزعيم النازي ادولف هتلر التي عرضها أحد الأفلام حيث جرى وضع حقيبة متفجرات تحت الطاولة، وابلغ الجميع مع دوي الانفجار بان العملية نجحت

وروت المصادر هذه المصادر لـ"الراي" أنه "مع انتشار آليات الدفع الرباعي في العاصمة انتشر الخبر الكاذب بين الناس تارة عن ان الرئيس الاسد هو من بين الذين قضوا بالانفجار، وتارة اخرى عن أنه يبحث عن مخرج شخصي عبر التنحي"، متابعة "انتشر مع المسلحين ايضاً فريق لا يستهان به من الاعلاميين لمواكبة الحدث المهم، والذي نقرّ بانه لم يكن ابداً حدثاً عابراً بل تطور مفصلي بالنسبة الى النظام الذي كان هدفاً لخطة اريد منها قلبه والاطاحة به في عملية معقدة ومنسقة، أمنية وعسكرية".ورأت المصادر أن "الانتشار الاعلامي الذي واكب انتشار المسلحين كان لافتاً ويعكس ادراكاً بأن الرأي العام السوري غالباً ما يتأثر بالاعلام المرئي وبما تضخه الفضائيات، ولذا جاء إنتشار هؤلاء مع المسلحين ضرورياً لاسقاط نظام الرئيس الاسد إعلامياً

ولفتت الى أن "الرئيس الاسد استطاع أخذ زمام المبادرة من جديد بتعيينه رئيس الاركان فهد جاسم الفريج وزيراً للدفاع ومنحه كامل الصلاحيات للتعامل مع الواقع الحالي"، مشيرة الى أن "أول التعليمات التي اعطاها اللواء الفريج للضباط العملانيين على الارض كان الرد على مصادر النار بعشرة أضعاف".وكشفت المصادر ذاتها أن "وحدات النظام زُودت بأجهزة متطورة جداً، ومن أهمها اجهزة التنصت الميداني ووسائل تجسسية للقضاء على مفاتيح المعارضة"، من دون ان تقلل من أهمية التجهيزات التي صارت في حوزة المسلحين

ولفتت المصادر الرفيعة المستوى في القيادة السورية الى أن "من الطبيعي ان تكون لدى المسلحين قوة نارية لا يستهان بها لوجود معابر حدودية تحت سيطرتهم، ودخول تركيا مباشرة على خط الدعم اللوجيستي وتأمين قطر والسعودية الدعم المالي لهم"، متحدثة عن "القاء القبض وقتل عدد من المسلحين من جنسيات عربية مختلفة كانوا يشاركون في المعارك ضد النظام تحت لواء الجهاد والنصرة في بلاد الشام".وإعتبرت أن "ليس هناك من حاجة لتثبيت الكلام عن دخول الخليج على الخط، فهذا ما يصرّحون به انفسهم، ونحن سنلزمهم بما الزموا به انفسهم"، لكنها - اي المصادر - أشارت الى أن الخطة الهجومية ضد النظام والضربات الامنية تفوق قدرة دول المنطقة، ما يعزز الاعتقاد الراسخ اساساً بدخول الجنرالات الاميركية والاوروبية على خط المواجهة وبالمباشر

وإذ كشفت أن "دخول دول الخليج والدول الغربية على الخط كان ضمن خطة روسية ـ صينية ـ غربية مقرونة بالتزام واضح بإعطاء الرئيس الاسد فرصة جمْع المعارضة واجراء التغييرات اللازمة ايذاناً باعادة الوضع في سوريا الى مساره الطبيعي"، أشارت الى أن "خطة "الساعة صفر" اغضبت روسيا التي شعرت بخديعة غربية وانقلاب على الاتفاق الاساس، وفشل محاولة قلب النظام اتاح لموسكو اظهار غضبها من عدم احترام الغرب للتفاهمات القائمة. وهذا ما عبّر عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حين حذّر قبل ايام الدول الغربية الكبرى من التحرك خارج مجلس الامن لأن ذلك لن يكون مجدياً ومن شأنه تقويض سلطة الامم المتحدة

ولفت مصادر "الراي" الى أن "تحذيرات بوتين كانت واضحة لجهة عدم السماح بدخول اي فريق او اي دولة على خط التدخل، وهو ما يتناسب مع القرار الذي اتخذته القيادة السورية بوضع عدد لا يستهان به من الوحدات الجاهزة للتدخل في حال دخول اسرائيل على الخط"، موضحة من داخل مركز القرار السوري بأن "جسماً كبيراً من الجيش لم يُزج به في المعركة، وتَقرر في اطار التقويم الاستراتيجي الاحتفاظ به على اهبة الاستعداد لمواجهة اي مغامرة اسرائيلية في حال قررت تل ابيب الدخول على الخط"، لافتة الى أن الرصد الحالي يؤشر الى ان اسرائيل تتهيأ لذلك

وأشارت المصادر ذاتها الى أن "الاجهزة الاسرائيلية دخلت فعلاً على الخط ونفذت عمليات عدة بأدوات سورية"، كاشفة عن أن "البصمات الاسرائيلية واضحة في اغتيال اللواء المهندس نبيل ابراهيم زغيب الذي يعمل في المشروع الصاروخي السوري ويُعتبر من العقول الاساسية فيه".ورأت المصادر أن "ثمة وحدات متحركة قامت بمهاجمة المواقع الاساسية ـ الاستراتيجية والتي لا علاقة لها بإسقاط النظام، وهو ما يشكل دليلاً اضافياً على ان ما يجري ما هو الا محاولة ترمي الى اضعاف سوريا كدولة ولاخراجها كلياً من معادلة الممانعة والتي تضم ايران وحزب الله.

«الأسواني»: مرسي رئيس منتخب.. ومن لا يحترم اختيار الشعب يكون «فاشيًا»



قال الكاتب والروائي علاء الأسواني، الأربعاء، إن: «بعض الناس سيرفضون أي تصرف من الرئيس مرسي حتى لو كان صائبا، وخصومتنا السياسية إذا تحولت لعداوة تعمينا، وسأساند الحق كما أراه حتى لو كنت وحدي».
وأضاف «الأسواني» في تدوينات قصيرة كتبها في حسابه على «تويتر»: «الديمقراطية سلطة الشعب عن طريق الانتخاب، والرئيس مرسي الذي أنتقده وأختلف مع مشروعه هو رئيس منتخب، ومن لا يحترم اختيار الشعب يكون فاشيا».
وأشار «الأسواني» إلى أن خلافه مع الإسلام السياسي معروف، لكنه لن يمارس الخلاف على «حساب الحقيقة»، بحسب تعبيره، موضحا: «سأحترم اختيار الشعب مهما اختلفت معه».
واختتم «الأسواني» تدويناته القصيرة بحديثه عن المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية، الفريق أحمد شفيق، قائلا: «لو كان شفيق تلقى محاكمة عادلة في ٣٥ قضية فساد وتمت تبرئته، ثم فاز بالرئاسة في انتخابات نزيهة لكان واجبي أن أعترف به كرئيس».