18 يوليو 2012

عقبالنا : الحكم بعد دستورية المحكمة الدستورية فى المانيا


الشعب مصدر السلطات فى النظم الديمقراطية

الاهرام - برلين‏-‏ مازن حسان‏:‏ اندلع في ألمانيا جدل مثير حول مدي دستورية تشكيل هيئة قضاة أعلي سلطة قضائية في ألمانيا‏,‏ وهي المحكمة الدستورية الاتحادية‏,‏ وذلك بعد أن وجه رئيس البرلمان الألماني نوربرت لامرت انتقادات إلي أسلوب اختيار قضاة المحكمة‏,‏ معتبرا إياه مناقضا للدستور الألماني‏.
ومطالبا بانتخابهم في جلسة علنية يشارك فيها كل أعضاء البرلمان.
وقال لامرت إن الدستور الألماني ينص علي انتخاب قضاة المحكمة الإثني عشر مناصفة من قبل البرلمان البوندستاج وبين مجلس الولايات. غير أن ما يتم منذ عقود هو أن لجنة مصغرة من أعضاء البرلمان هي التي تتولي انتخاب نصف قضاة المحكمة في جلسة سرية, في حين يتم انتخاب النصف الآخر كما هو مقرر في مجلس الولايات. وكانت المحكمة الدستورية نفسها قد أصدرت قرارا منذ أيام بدستورية آلية انتخاب قضاتها بالأسلوب الحالي, وقالت إن إجراء تصويت جماعي في البرلمان- كما يطالب لامرت- قد يقلل من شأن قضاة المحكمة الذين يشكلون أعلي سلطة قضائية في ألمانيا.
ورغم ذلك تركت المحكمة الباب مفتوحا لتغيير آلية انتخاب قضاتها, وقالت إن من حق المشرع الألماني وضع آليات أخري لانتخاب هيئة المحكمة. وليست هذه المرة الأولي التي يتم فيها توجيه انتقاد لتشكيل هيئة المحكمة الدستورية, ولكنها تتكرر قبل اتخاذ المحكمة قرارات ربما لا تلاقي أهواء الحكومة أو المعارضة في ألمانيا.
من جانب آخر, تعهدت الحكومة الألمانية أمس باتخاذ إجراء سريع لحماية حقوق المسلمين واليهود في إجراء عمليات الختان للأطفال الذكور وفقا لعقائدهم الدينية. وقال المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن الحكومة الألمانية ستجد طريقة للالتفاف حول الحكم الذي أصدرته محكمة كولونيا الشهر الماضي بحظر هذه العملية واعتبارها عملا مجرما, وسيسمح للمسلمين واليهود في ألمانيا لهم بإجراء عمليات الختان.
وقال شتيفن زيبرت المتحدث باسم ميركل: من الواضح تماما لكل شخص في الحكومة أننا نريد حياة دينية لليهود والمسلمين في ألمانيا, والختان الذي ينفذ بشكل مسئول يجب أن يكون ممكنا في هذه البلاد دون عقوبة, مشيرا إلي أن مساعدين للمستشارة الألمانية يبحثون حاليا مع الوزراء المعنيين سبل وضع تلك العادة القديمة في إطار قانوني ثابت فحرية ممارسة الشعائر الدينية حق قانوني محترم في ألمانيا.
ومن جانبه, أكد المتحدث باسم وزارة العدل الألمانية أن هناك دراسات مكثفة لثلاثة بدائل لمشروع قانون لحماية الختان علي أساس ديني.

فيديو..استمع للكلام الخطير الذى يقوله الضابط الذي اعتقل الرئيس

إرهاصات الحرب المذهبيه – فهمي هويدي





شيء مؤسف أن تكون زَلَّة لسان، وشيء مقلق أن تكون متعمدة ومقصودة، تلك العبارة التي نقلت عن الرئيس محمد مرسي في ختام زيارته لجدة، التي قال فيها إن «مصر والسعودية حاميتان للإسلام الوسطي السني».

وكانت جريدة الأهرام الوحيدة التي أبرزتها في عدد الجمعة الماضي (13/7). استوقفتني العبارة من عدة أوجه.
 فمن ناحية وجدتها نشازا على ما ألفناه في البيانات والتصريحات التي تخص علاقات البلدين، حيث لم يسبق لهما الحديث عن دورهما المشترك في حماية الإسلام السني.

ومن ناحية ثانية، فإن الإشارة تعطي انطباعا بأن مصر بصدد الدخول في استقطاب مذهبي تتجمع فيه دول أهل السنة في مواجهة الشيعة.
وإذا كنا قد سمعنا قبل سنوات قليلة عن هلال شيعي يضم إيران والعراق وسوريا وحزب الله في لبنان، فإن ما ذكره الدكتور مرسي قد يحمل باعتباره تمهيدا لتأسيس تحالف سني مقابل.

من ناحية ثالثة، فإنني أخشى أن يكون كلام الرئيس المصري مقدمة للانخراط في مخططات مواجهة إيران وحصارها،
وأرجو ألا يكون للضائقة الاقتصادية التي تمر بها البلد دور في إغواء الرجل للانضمام إلى ذلك المسار.

وإذ أتمنى ألا يكون ذلك الانطباع صحيحا، إلا أن ثمة سابقة وقعت بعد الثورة لا تستبعده

. وحسب معلوماتي فإن المسؤولين الأمريكيين قدموا إلى مصر طلبات معينة بعد الثورة، وأبلغوا المسؤولين فيها بأن الاستجابة لتلك الطلبات سيترتب عليها أن تفتح خزائن دول الخليج لإخراج مصر من أزمتها الاقتصادية.

الأمر الرابع الذي شغلني يتعلق بموقف الشيعة العرب في هذه الحالة،
أعني بعد أن تنصب السعودية ومصر نفسيهما ضمن حماة الإسلام الوسطي السني. ذلك أننا نعلم أن في المملكة العربية السعودية نحو 50 ألفا من الشيعة يعيشون في المنطقة الشرقية.
كما نعلم أن نسبة الشيعة في العراق نحو 45٪ من السكان،
ونسبتهم في البحرين مماثلة تقريبا،
وهم يمثلون 30٪ من سكان الكويت،
وهم في لبنان قوة كبرى يعمل لها ألف حساب.
ناهيك عن أن العالم العربي يضم إخوة لنا ليسوا من الشيعة، مثل الإباضية في سلطنة عمان والزيود في اليمن والعلويين في سوريا والدروز في لبنان، ذلك بخلاف المسيحيين باختلاف طوائفهم.

أفهم أن للسعودية معركة مزدوجة مع الشيعة ومع إيران.
 فالمذهب الوهابي المهيمن هناك له خصومته الشديدة والمريرة مع الشيعة منذ القرن التاسع عشر.
كما أن الرياض لها موقفها المشتبك مع طهران منذ قامت الثورة الإسلامية في عام 1979.
وهذا الاشتباك وثيق الصلة بالسياسات الأمريكية في المنطقة، التي استهدفت حصار إيران وتطويقها.

أما الموقف في مصر فقد كان مختلفا خصوصا في علاقة الأزهر بالمذهب الشيعي الاثني عشري. عند الحد الأدنى، فلم تكن هناك خصومة معه من أي نوع.
نعم ظل الاختلاف قائما، لكنه لم يتطور إلى عراك أو خصام.
فالمذهب ظل يدرس في الأزهر ضمن منهج الفقه المقارن. وشيخه الإمام الأكبر محمود شلتوت اعتبره من المذاهب التي يجوز التعبد بها شرعا.

وفي مصر ظهرت الدعوة إلى التقريب بين المذاهب، وعبرت عنها مجلة رسالة الإسلام التي اشترك في تحريرها علماء الجانبين.
وحين أصدرت وزارة الأوقاف دائرة المعارف الإسلامية، فإنها لم تستثن الشيعة. وإنما عرضت أصول المذهب بكل موضوعية واحترام.

إذا كان ذلك رصيد مصر في المسألة، التي ظلت وسطيتها فيه منفتحة على كل المذاهب، فإن حديث الدكتور محمد مرسي عن حماية مصر للوسطية السنية دون غيرها يعد نكوصا عن الموقف التقليدي للأزهر. وتفريطا في تاريخه الثري في ذلك المضمار. الأمر الذي يعني أن ما قاله الرئيس بذلك الخصوص يعد خطوة إلى الوراء وليس خطوة إلى الأمام.

ذلك على مستوى المذهب. أما فيما خص العلاقات السياسية بين القاهرة وطهران، فهي لا تزال أسيرة نظرة النظام السابق الذي أدار تلك العلاقة من منظور المصالح الأمريكية، الأمر الذي يفترض أن يتغير بعد سعي مصر الثورة إلى تحرير الإرادة المصرية من آثار الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية.

إن إيران الشيعية تعد أكبر داعم لحركة حماس السنية التي لا توصف بالتطرف إلا في الإعلام الإسرائيلي والأمريكي، الأمر الذي يعد ضمن قرائن فساد فكرة استخدام الطرح المذهبي في الخطاب السياسي.
وللعلم فإن الوسطية ليست مقصورة على أهل السنة وحدهم، لأن بين الشيعة الاثني عشرية وسطيين معتدلين، كما أن بينهم غلاة ومتطرفين.

إن القراءة البريئة تخطِّئ إقحام المسألة المذهبية في الحديث عن نتائج زيارة الرئيس المصري للسعودية،
ومن جانبي تمنيت أن يتوافق البلدان الكبيران على ضرورة حماية حقوق الشعب الفلسطيني، لأن للوسطية الإسلامية ربا يحميها.
ولست أخفي أنني أشم رائحة عدم البراءة في الزج بالمسألة المذهبية في السياق بغير مبرر، وهو ما يخيفني، لأنه يفتح الباب لاستدراج مصر إلى مواجهة أبعد وأخطر من التي تورط فيها النظام السابق، الذي اشتبك مع السياسة الإيرانية وليس مع المذهب الشيعي.

وإذا صح ذلك فإنني أضيف إلى ما عبَّرت عنه في البداية السؤال التالي:
هل وقع الرئيس مرسي في الفخ برضاه أم رغما عنه؟

شاهد كيـف يعذب ثوار الناتو الشيوخ وكبار السن في ليبيا؟


وصلتنى هذه الرسالة بالصورة المرفقة من ليبيا "المحتلة" نعرضها كما هي :
اخت من حرائر سرت زوجة صديقي اجهضت في شهر 11 و لم تكن تعرف الاسباب و بعد مدة احست باوجاع لكنها لم تعر الامر اهمية ثم حملت من جديد لكن في المدة الاخيرة لم تتحمل الاوجاع فتحولت الى تونس للعلاج في مصحة الدكتور العموص و هو احد اشهر دكاترة النساء في تونس و يشهد له بالكفائة ...كانت حامل بتوام الا انها للاسف اجهضت مرة اخرى فاجريت لها تحاليل تم ارسالها للمخابر المختصة في باريس فاثبتت نتائج التحاليل انها تعرضت لاستنشاق اليورانيونم المنضب في الفترة بين شهري 9 و 10 من السنة الماضية تقريبا ...و قام الدكتور مشكورا باعداد ملف للاخت لارسالها للعلاج في باريس الا ان السفارة الفرنسية رفضت منحها التاشيرة اللازمة بعد اطلاعها على الملف الصحي ...و ستتحول الى المانيا للعلاج بدل فرنسا 

الراحل المناضل عادل الجوجري رحمه الله يتعرض لحملة تشويه حقيرة


 

بقلم خالد المحارب

نحيطكم علما بأن فقيدنا وأخانا الراحل المناضل عادل الجوجري رحمه الله يتعرض لحملة تشويه حقيرة من قبل المرتزقة الذين يدعون الثورية والتحرر. هؤلاء الجبناء الذين يدعون الثورية ، وبعضهم يدعي العروبة والقومية أيضا ، يتفوهون بأبشع الكلمات التي تدمي القلب في حق مناضل مثل الفقيد عادل الجوجري على صفحاتهم على الفيسبوك وقد واجهنا بعضهم بحقيقتهم الدنيئة. إنهم يتهجمون على فقيدنا لأنه دافع وحتى آخر رمق ولحظة من حياته عن عروبة سوريا وترابها ضد الهجمة الشرسة التي تتعرض لها وما يصاحبها من خراب ، لقد رحل على طريق معلمه القائد جمال عبدالناصر ، رحل وهو يقول كلا لعودة الاستعمار بوجهه الجديد القبيح. هؤلاء الساقطون ، في أقل تقدير ، يعبرون عن شماتتهم بالمناضل عادل بسبب وفاته خلال معركة كلامية مع أحد العملاء والقادة في المجلس اللاوطني وجيش حمد آل ثاني “الحر”.


لم يستطع هؤلاء الجبناء مواجهته حياته فإختاروا أن يشتموه في مماته….وذلك دأب من لا يعرفون للشجاعة طريق.
سنبقى على العهد وسيبقى المناضل عادل رحمه الله قنديل من قناديل الناصرية رغم أنف المرتزقة والعملاء الذي يعلمون بعمالتهم والذين لا يعلمون.
مهما نبح هؤلاء فلن يبدلوا حقيقة المناضل عادل الجوجري الذي قضى عمره مدافعا صنديدا عن مبادئ معلمه الزعيم الخالد وقضى وذهب إلى جوار ربه مدافعا عنها.
رحمة الله تغشاك يا عادل الجوجري وبإذن الله ستنتصر سوريا العروبة ، التي دافعت عنها حتى آخر رمق ، على كل أعداء أمتنا.

التحريض على الانقلاب -أ. د. حلمى محمد القاعود



أ. د. حلمى محمد القاعود
صبرى عكاشة حامل الإعدادية الصناعية يحمل اليوم عارًا لن يفارقه فى حياته وبعد مماته، يتمثل فى دعوته الشنيعة للجيش كى يقوم بانقلاب عسكرى على الثورة والثوار، وإعادة البلاد إلى الحكم العسكرى السافر، مثلما فعل مثله الأعلى – فيما يدّعى – فى عام 1954، وهو اليوم يرمى الثوار بأنهم انقلبوا على الدستور.. أين هو يا صبرى؟ ثم يحرض على الرئيس المنتخب ويدعى أنه أهان الجيش.. كيف لك ذلك يا خبيث والرئيس وقادة الجيش يحتفلون معا بتخريج الطلاب من الكليات العسكرية طوال الأسبوع الماضى؟
خادم نظام الاستبداد والتبعية؛ يصوغ تحريضه الرخيص فى عبارة طويلة ركيكة مليئة بالتقعر وسوء التعبير وسوء الخلق أيضًا، وأترك القارئ ليقرأ تحريضات شبه الأمى الذى منحته الحظيرة الثقافية جائزة الدولة التقديرية فى الأدب مثل العقاد الذى فاز بها قبل خمسين عامًا، وشتان بين الرائد والخادم.. تأملوا ما يقوله خادم النظام الفاسد البائد:
 "لم أفاجأ كثيرًا بالانقلاب الذى قاده الرئيس المنتخب محمد مرسى، ضد الدستور، وأيضًا تلك الإهانة الموجهة إلى قيادة الجيش المصرى، منذ صعود التيارات السياسية المتقنعة بالإسلام فى ظروف تاريخية خاصة، وتدخلات دولية مازال بعضها غامضًا وأنا أرى المصير الذى تمضى إليه البلاد، لذلك قلت منبهًا إن الدولة المصرية تواجه خطرًا لم تعرفه من قبل.. إنه الغزو من الداخل عبر تيار سياسى له رؤية ومشروع مناقض للأسس التى تقوم عليها الدولة المصرية منذ ما قبل التاريخ عمومًا.. ومنذ عصر محمد على باشا خصوصًا، مؤسس مصر الحديثة التى تنهار الآن فى مواجهة غزو داخلى يعد الأخطر فى تاريخها والمتجاوز لكل الغزوات الخارجية منذ قمبيز وآشور بانيبال وسليم الأول، وصولا إلى جولدا مائير وأريل شارون، ليس فى ذلك أدنى مبالغة.. كانت الغزوات الأجنبية تحفز الشعب المصرى وتوحده فى مقاومة الأجنبى.. وهذا ما عشناه فى التاسع والعاشر من يونيه، عندما هب المصريون بمجرد ظهور جمال عبد الناصر مدحورًا، مهزومًا، هو الزعيم الذى لم نعتد إلا رؤيته فوق صهوة اللحظة، مبادرا، ملوحا، منذرا وخلال ست سنوات تالية قاوم فيها الشعب المصرى خلال حربى الاستنزاف وأكتوبر، وقدر لى أن أكون شاهدا.. كما يقدر لى معايشة أغرب فصول التاريخ المصرى الآن...".
حامل الإعدادية الصناعية، الذى يسخر من كبار علماء مصر الفائقين فى مجال تخصصاتهم يقدم لنا فى هذه الركاكة خبيئة نفسه التى تربت على العبودية والخدامة ما يسميه بالغزو الداخلى الذى يقوم به المسلمون لبلادهم.. الخبيث الخادم للاستبداد يرى أن مصر المسلمة تتعرض للغزو الإسلامى من غير الشيوعيين الخونة أتباع هنرى كورييل، ويرى التعيس أن الإسلام مشروع مناقض لما قامت عليه الدولة المصرية منذ ما قبل التاريخ حسب تعبيره الردىء حيث تتعرض البلاد لغزو داخلى يقوم به المسلمون بعد فوزهم فى الانتخابات الحرة النزيهة؟! ثم يخلط الشقى الغزو الداخلى بالغزو الخارجى برؤية زعيمه المهزوم المدحور دائمًا فوق صهوة اللحظة! أى تخليط؛ وأية ركاكة، وأية خسة يقترفها التعيس فى حق الإسلام والمسلمين والوطن الذى يدعى أن له أساسًا مغايرًا للحضارة الإسلامية وثقافتها وعطائها الذى أسس للحضارة الإنسانية العالمية!
ثم إن الشقى عاج على ربع التدخل الدولى الذى ما زال بعضه غامضا بالنسبة له، فمن هو الخائن الذى يعمل لحساب هذا التدخل يا خادم الاستبداد؟ الرئيس ليس خائنا ولا يعرف الخيانة، والشعب المسلم لن يكون خائنا، ولكن الخسة الشيوعية المتأصلة تدفعك يا صبرى عكاشة إلى اتهام الشرفاء ، وكأنك ممن ينطبق عليهم المثل العربى: "رمتنى بدائها وانسلت!".
ولا أدرى إلى متى تلعب على وتر علاقتك بالجيش فى حربى الاستنزاف والعبور، وتبدو أنك القائد والمحارب والمنتصر، ودورك لم يتعد نقل ما حدث، بينما من شاركوا فى القتال وبذلوا أرواحهم ودماءهم وزهرة شبابهم لم يتحدثوا عما بذلوه تعففًا، وخشية شبهة المن والأذى التى قد تفهم من حديثهم! ولا أظن معرفتك ببعض الضباط الذين صاروا كبارا تجيز لك حق الدعوة إلى انقلاب عسكرى بعد تحريض رخيص!!
 صبرى عكاشة ليس راضيًا عن الفصيل المسلم الذى جاءت به صناديق الانتخابات، حيث يرى أن الإسلام هو الفكر الذى ينكر – جهلا منه وقصورًا – ما يسميه مبدأ الوطن والمواطنة، وإنى أبشره أن مصر المسلمة ستكون وطنًا للشرفاء الذين يستحقونه، أما الخدم فسيلحقون بمن يحبون! ثم إن جهله يجعله يتناسى أن القرآن الكريم تكلم عن البشر بوصفهم شعوبا وقبائل، ووصف الأمة لا يلغى الشعوب والقبائل!
صبرى يصف المسلمين بالتقنع بالدين أى يكفرهم، والأدبيات المعتادة لأمثاله من الذين يؤمنون بما يسمى الحداثة تدعى أن المسلمين يكفرون الناس دون أن يقدموا دليلا واحدا على ذلك، والآن يمارس الحداثيون تكفير المسلمين ويصفونهم بالتأسلم وارتداء قناع الإسلام، وينزعون عنهم لباس الإسلام بمنتهى البساطة والخسة أيضًا!
إن صبرى عكاشة وأمثاله من الشماشرجية الذين سموا مبارك بالنسر الأعظم وانقلبوا عليه بعد خلعه لا يعرفون الخجل حين يدعون إلى انقلاب عسكرى، ليخلصهم من الإسلام وقيمه وأخلاقه التى لا تروق لهم.. ولا يعرفون الحياء حين ينقلون للناس أن تحية القادة العسكريين لرئيس الدولة المنتخب من الشعب تحية مؤلمة لأنه رئيس دولة الإخوان.. هل لو كان الرئيس ناصريا أو شيوعيا أو علمانيا كانوا يتحدثون عنه بوصفه رئيس دولة الناصريين أو الشيوعيين أو العلمانيين..؟ متى يعرفون شيئا اسمه الخجل وشيئا اسمه الحياء؟ هل هذه ديمقراطيتكم يا كذبة؟

بالوثائق والادلة : العرب هم من اكتشفوا امريكا .. وكولومبس سرق الخرائط



كلما تناولت وسائل الإعلام مواضيع السرقات الدولية الكبرى, تتبادر إلى الأذهان قصص الأموال والأرصدة المسروقة من البنوك والمصارف, وحكايات الكنوز المنهوبة, والنفائس من المقتنيات الذهبية والفضية, واللوحات والقطع الفنية التي رسمها كبار الفنانين, وربما يشطح الخيال نحو المجوهرات والأحجار الكريمة, أو القطع الأثرية النادرة. .
سنتحدث هنا ولأول مرة عن سرقة كونية كبرى لم تخطر على بال أحد, ولم تتناولها وسائل الإعلام قبل هذا التاريخ, ولم يكتب عنها باحث أو متخصص, ولم تحتفظ ذاكرة التاريخ بأي أوراق تحقيقية عن حيثيات الحادث وملابساته, على الرغم من حجم هذه السرقة وأهميتها العظمى, وعلى الرغم من النتائج السلبية, التي آلت إليها بعد بضعة أعوام من وقوعها, حتى إنها تركت آثارها على الجهة التي تعرضت للسرقة, في الوقت الذي انتفع منها السارق, واستثمرها لحسابه حتى يومنا هذا. .

كاظم فنجان الحمامي

 نبدأ بسرد حكايتنا من اليوم الذي وصلت فيه سفن المغامر الايطالي (كرستوفر كولومبس) إلى السواحل الامريكية, ورست على جزر الكاريبي في الثاني عشر من شهر أكتوبر (تشرين الأول) من عام 1492.
 في تلك السنة سقطت غرناطة, آخر قلاع ملوك الطوائف, وفي تلك السنة انتهى حكم العرب في بلاد الأندلس. .
 بمعنى إن كولومبس انطلق من مرفأ (دلبة), أو (بالوس) في الوقت الذي كانت فيه السلطة العربية لم تزل تبسط نفوذها على المواقع الحساسة من الأندلس, وإنها كانت قبل عشرة أعوام من تلك الرحلة بكامل قوتها, وكانت تدير بعض الموانئ والمرافئ الغربية المطلة على المحيط الأطلسي, وتفرض سيطرتها على حركة السفن القادمة والمغادرة, ومن المؤكد إن الدولة العربية في الأندلس كانت تمثل بوابة النهضة الملاحية, ففي الوقت الذي كانت فيه الموانئ الأوربية تمر بأتعس ظروفها, كانت مرافئ قرطبة أجمل بكثير من مرافئ لندن, وكان الملاحون العرب والبربر والأتراك أصحاب الريادة في الفنون الملاحية والعلوم الفلكية, ولوعدنا إلى الوراء وعلى وجه التحديد إلى القرن العاشر الميلادي (الرابع الهجري) لاكتشفنا كيف اعتمد الخليفة عبد الرحمن الناصر لدين الله (عبد الرحمن الثالث) على مواهب (حسداي ابن شفروط), الذي كلفه بوضع الحجر الأساس للنهضة العلمية والملاحية, وكيف استطاع هذا الرجل الذي يجيد اللغات (العربية والعبرية والآرامية واليونانية واللاتينية) أن يجمع أساتذة الملاحة والجغرافية والفلك في كيان مينائي موحد, فسخر مواهبهم كلها في توسيع نطاق الرحلات البحرية, فقام برسم المسالك البعيدة, وتثبتها في خرائط ملونة, اشتملت على أدق التفاصيل, واشرف (حسداي) بنفسه على ميناء قرطبة, حتى صارت قرطبة مركزا كبيرا قادرا على استقطاب علماء الملاحة والفلك من كل حدب وصوب, فاستفادت من مواهبهم الجغرافية, ومن تجاربهم العملية في عرض البحر, فكانت قرطبة هي الينبوع الذي استقت منه الموانئ الأندلسية الأخرى فنونها, واستمدت منه مقومات نموها. .
 وجد ملوك الأندلس أنفسهم في أمس الحاجة إلى رعاية المواهب الملاحية وتشجيعها, وكانوا في أمس الحاجة إلى تطوير صناعة السفن بالاتجاه الذي يعزز حركة النهوض بالأسطول البحري العربي في حوض البحر الأبيض المتوسط, وفي حوض المحيط الأطلسي, فصارت (الملاحة) شعارا ورمزا وأيقونة, حتى إن إحدى قرى غرناطة كان اسمها (الملاحة), وإليها ينتسب العالم البارع (أبو القاسم محمد الغافقي الأندلسي الملاحي). .

  ولادة فكرة السرقة الكبرى

  أدركت التجمعات الأوربية (العلمية والدينية) في القرن الرابع عشر الميلادي إن الخرائط والجداول والمعدات الملاحية التي كانت بحوزة العرب والمسلمين هي المفاتيح السحرية التي ستفتح لهم أبواب التوسع والانتشار في بحار الله الواسعة, وهي التي ستفك شفرة الألغاز الفلكية والحسابية, فولدت فكرة الاستيلاء على الإرث الملاحي العربي الإسلامي, وكانت هذه الفكرة هي الحافز الذي شجع رجال الكنيسة إلى إقناع الملوك والأمراء في (قشتالة), و(أراغون), فزحف الملك (فرديناند الثالث) نحو المدن الأندلسية المينائية, وزحف الملك (جايم الأول) على المدن الداخلية, فاسقطوا مدن بلنسية وقرطبة ومرسية وأشبيلية, واستولوا على الخرائط والمعدات والجداول الملاحية, ووضعوا أيديهم على السفن الكبيرة, وعدوها من الغنائم, وغيروا أسمائها على الفور. .
 أصبح الحكم الإسلامي محصورا في غرناطة, والتي استطاعت لمناعتها, وحصانة موقعها أن تقاوم الزحف, فوحدت مملكة (أراغون) صفوفها مع إيزابيلا ملكة قشتالة في الهجوم الكاسح ضد غرناطة في معركة (لوشة) الكبرى, وكان الفارس العربي (موسى بن أبي الغسان) آخر المدافعين عنها, فشن الملك (فرديناند) معركة (الإيمان المقدس), التي سقط فيها موسى شهيدا خارج أسوار غرناطة, واستسلم المسلمون أمام هذا الغزو الجبار, وأصبح التراث البحري والعلمي كله بيد (فرديناند) و(إيزابيلا). .
 الريادة في العلوم البحرية والملاحية
  كان البحر بستان الملاحين العرب, وملعبهم, ومؤنسهم, ومدرستهم, وملاذهم. وكان مقبرتهم الأبدية. ومازالت بصماتهم مطبوعة في ذاكرة الجزر النائية, منقوشة على المسطحات البحرية المترامية الأطراف, تنتظر من يرفع الغطاء عنها, ويفك رموزها, فحققوا مكانة عالمية متميزة في المهارات الملاحية المكتسبة بالفطرة, إضافة إلى ما يكتنزون من مواهب طبيعية, وما يحتفظون به من معارف موروثة. وتفوقوا في هندسة بناء السفن الشراعية. وكانوا أول من تعلم ركوب الماء, وكانت لهم الريادة في تهذيب الإسطرلاب وتطويره, وابتكروا آلة الكمال (آلة السدس Sextant), واخترعوا البوصلة المغناطيسية, وهم أول من جزأها إلى اثنين وثلاثين جزءاً, وأول من استخدم الساعة المائية في الملاحة, ويعود لهم الفضل في رسم الخرائط الملاحية, وتثبيت الملامح الساحلية, وتوزيع خطوط العرض والطول.
  كان الأندلسيون أسياد الملاحة في المحيط الأطلسي بلا منازع, وكانت سفنهم من أكثر السفن إثارة للإعجاب, وكانت تظهر مستوى عال من المهارة ودقة الصنعة, واستطاعوا أن يبسطوا نفوذهم الملاحي على الجزر التي سنأتي على ذكرها هنا.
 برع الأندلسيون أيضا في رسم الخرائط الجغرافية, واهتموا بتوضيح المسالك البحرية. كانت أشهرها الخارطة, التي رسمها الإدريسي. وصنع بجوارها كرة أرضية من الفضة. وهو أول من رسم خارطة كاملة للأرض. .
  أول من أكتشف أمريكا
  مما لا ريب فيه إن المسلمين والعرب وصلوا إلى السواحل الامريكية قبل كريستوفر كولومبس بمئات السنين, وان تسجيل ذلك الاكتشاف باسم كولومبس لا يلغي حق رواد الملاحة العربية, الذين غامروا بعبور الأطلسي, واستقروا في الأرض الجديدة.
 فقد تحدث (أحمد بن فضل الله العمري), في كتابه ( مسالك الأبصار في ممالك الأمصار ) عن وجود أرض عامرة وديار مسكونة, لكنها غير معلنة. تقع خلف بحر الظلمات (المحيط الأطلسي). وقد عاش (إبن فضل الله) قبل كولومبس بقرنين على أقل تقدير. .
 وتحدث المؤرخ (أبو بكر بن عمر) عن ملاح عربي آخر, هو (ابن فاروق) من غرناطة, أبحر من ميناء قادس ( Kadesh ) في بداية شهر فبراير (شباط) من عام 999, وتوغل في بحر الظلمات حتى وصل إلى جزر الكناري, ثم واصل مساره في الاتجاه الغربي حتى وصل إلى جزيرتين نائيتين, هما جزيرة (Capraria), وجزيرة (Pluitana), وعاد من رحلته في نهاية مايو (أيار) من العام نفسه. .
 وذكر المسعودي في مروج الذهب. إن الملاح العربي (خشخاش بن سعيد بن أسود القرطبي) أبحر من الأندلس متوجها نحو الغرب في العام الهجري (889) الموافق عام (1484), وقطع بحر الظلمات (الأطلسي), ووصل بعد عناء ومشقة إلى أرض مجهولة, عاد منها محملا بالذهب والغنائم. وقد أشار المسعودي إلى موقع تلك الأرض, وثبتها في الخارطة, التي رسمها المسعودي نفسه. وكتب عليها عبارة (الأرض المجهولة). وهي في موضع قارة أمريكا. .
 وتحدث الإدريسي أيضا عن رحلة استكشافية بحرية قام بها مجموعة من الملاحين العرب. انطلقوا غربا من ميناء (دلبة) في الأندلس, واقتحموا المحيط الأطلسي, ثم عادوا بعد أشهر, وراحوا يقصّون للناس مشاهداتهم المثيرة عن عالم غريب. .
 وتعترف المراكز الملاحية الأسبانية اليوم. بأن العرب المنحدرين من أصول مغربية, أبحروا من ميناء (دلبة) الأسباني (بالوس Palos) في منتصف القرن العاشر الميلادي, وعبروا بحر الظلمات (الأطلسي) متجهين بسفنهم نحو الغرب, ثم عادوا بعد غياب طويل ليحكوا للناس عن مشاهداتهم في الأرض العجيبة الواقعة غرب المحيط. .
 وكان الأندلسيون يحلمون بالسفر بحرا إلى تلك الجزر النائية. وهذا ما شجع العرب على الفرار بسفنهم بعد سقوط غرناطة عام 1492, والمجازفة بعبور الأطلسي. بحثا عن الملاذ الآمن وخوفا من الموت المحتوم, الذي كان يطاردهم في الأندلس. واستمرت هجرة عرب الأندلس إلى الأرض الجديدة. الأمر الذي دفع ملك اسبانيا إلى إصدار قرار جائر منع بموجبه تلك الهجرة, وحرمها على المسلمين. .

 كولومبس يقتل الونزو ويسرق خرائطه

تذكر المراجع البرتغالية. إن كولومبس كان يقيم في جزيرة (ماديرا Madeira ). وفي عام 1486 أصابت الأعاصير سفينة اسبانية, وأغرقتها في عرض البحر. ولم ينج منها إلا خمسة من بحارتها. من ضمنهم ربانها (Alonso Sanchez ). وشاءت الظروف أن يلجأ ربان السفينة المنكوبة إلى منزل كولومبس, وبحوزته سجل السفينة, وخرائطها الملاحية المقتبسة من الخرائط العربية, التي رسمها الملاح (خشخاش بن سعيد), وكانت تلك الخرائط تغطي أهم مسالك المحيط الأطلسي. وتعد من الوثائق السرية النادرة. فغدر كولومبس بالربان المفجوع, وقتله وأستحوذ على خرائطه. .
 وغامر كولومبس بعبور الأطلسي مستعينا بالخرائط الملاحية العربية المسروقة, ومتسلحا بالمفاهيم والمعارف الجغرافية العربية. ويبدو إنه كان مؤمناً بنظرية (كروية الأرض) للعالم الجغرافي الأندلسي (أبو عبد الله البكري). وهي النظرية, التي قادته لمحاول الوصول نحو الشرق بالسير غربا. خلافا لرأي الكنيسة المتشدد آنذاك, والقائل بأن الأرض مسطحة, وأن الأيمان بكرويتها كفر أودى ذات يوم بحياة كوبرنيكس, وعرّض غاليلو للتعذيب.
 وكان كولمبس مدركاً لحسابات العالم العربي (أبو الفداء), الذي توسع في شرح نظرية كروية الأرض, وبين اختلاف التوقيتات الزمنية في شروق وغروب الكواكب من مكان إلى آخر. واستعان أيضا بتطبيقات خطوط الطول والعرض, التي توصل إليها (أحمد بن محمد المقدسي), وتطبيقات (البيروني) على دوائر العرض بالاعتماد على رصد زوايا النجوم. .
 بمعنى إن كولومبس اعتمد اعتمادا كليا على الخرائط العربية المسروقة, فرسم مسار رحلته الملاحية في حدود الإطار المعرفي, الذي وفرته له تلك الخرائط الأندلسية. فتمكن من الانطلاق نحو الغرب معتمدا على أسس واقعية ومنطقية صاغتها العبقرية العربية. وكان ثلث بحارته من الملاحين العرب. .
 وفي شباط (فبراير) من عام 1988 أقيم في غرناطة باسبانيا مهرجان كبير بمناسبة مرور خمسة قرون على تسجيل اكتشاف قارة أمريكا, تحدث فيه علماء التاريخ والجغرافيا عن اعتماد كولومبس على الخرائط الملاحية العربية والإسلامية في عبور الأطلسي, وأكدوا على استعانته بالمراجع العربية, وقالوا: انه رجع إلى الكثير من المؤلفات العربية التي تُرجمت إلى اللغة الاسبانية آنذاك, منها كتاب (مروج الذهب) للمسعودي, وكتاب (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق) للإدريسي, وهو الذي رسم مشاهداته على كرة من الفضة للملك روجيه الثاني, عندما دعاه لزيارة صقلية, وكتاب (تقويم البلدان) لعماد الدين إسماعيل أبي الفداء, واجمع المشاركون في الحفل على أن كولومبس زود سفنه بعدد من الآلات البحرية والفلكية العربية الأصل مثل البوصلات العربية والإسطرلابات وآلات الكمال (ألة السدس). .
وقال الملاح التركي الكبير (الرئيس برّي) في (كتاب البحرية): إن قارة أنتيليا (ويقصد أمريكا) اكتشفت عام 1465, أي قبل وصول كولومبس بأكثر من ربع قرن, ونقل في كتابه عن (رودريكو) وهو رجل برتغالي, عمل في خدمة عم برّي (الرئيس كمال), انه رافق كولومبو (يقصد كولومبس) في رحلته إلى أنتيليا, وكانت بحوزته خرائط أندلسية وعثمانية, وقال انه وقف يتوسط بين كولومبو وبحارته الذين أعلنوا العصيان, وأرادوا الاعتداء عليه بعد اليأس الذي أصابهم في البحث عن القارة الجديدة, وقال إن كولومبو قال لهم: (أثق إننا لابد أن نصل هنا إلى الأرض التي نبحث عنها, لأن البحارة الأندلسيين والعثمانيين لا يكذبون), وبالفعل, عثرنا على الأرض الجديدة بعد ثلاثة أيام من ذلك التصريح. .

إخوان هاني في بحر الظلمات

 صرح كولومبس بنفسه بأن اللغة العربية هي أم اللغات, وهذا يفسر حرصه على اصطحاب البحّار ( Luis de Torres ), الذي كان يجيد العربية والأسبانية, فقد ظلت اللغة العربية تتربع على منصة العلوم والفنون والآداب, في عموم بلدان العالم المتحضر, للفترة من القرن الثامن إلى القرن السادس عشر الميلادي. وكانت معظم الخرائط والجداول الملاحية مكتوبة باللغة العربية, ومن الواضح إنه اقتفى أثر (خشخاش بن سعيد) و(ابن فاروق), وسار على نهجهم, إذ اختار ميناء (دلبة) للانطلاق في رحلته نحو الغرب. وتوجه إلى جزر الكناري. وكانت تسمى (Gomera ). وهو اسم عربي يعني ( جميرة, تصغير جمرة ). وفي هذه الجزر وقع كولومبس في حب (Beatriz Bobadilla ). ونلاحظ هنا أن اسم (Bobadilla ) مشتق من الاسم العربي ( أبو عبد الله Abouabdilla ) . .
 وفي الثاني عشر من أكتوبر(تشرين الأول) عام 1492 رست سفن كولومبس على ساحل جزيرة صغيرة تابعة للبهاما, اسمها ( Guanahani ). وهو اسم آخر مشتق من العبارة العربية, ويعني (إخوان هاني ). فبادر إلى تغيير اسمها إلى (سان سلفادور San Salvador). .
 وقال (فرديناند), نجل كولومبس : أخبرني أبي. إنه وجد قبائل من أصول أفريقية تقطن في الهندوراس. وذلك إلى الشرق من ((Cavinas. وأخبره أيضا. إنه وجد في الموقع نفسه قبائل مسلمة تدعى (Almamy ). أو (Al-Imam ), وهذه الرواية لا تحتاج إلى تعليق. ومن المرجح إن تلك القبائل تعرضت إلى الإبادة الجماعية. .
 ويكشف لنا أستاذ اللسانيات في جامعة هارفارد. البروفسور (Leo Weiner ), في كتابه ( أفريقيا واكتشاف أمريكا ), المنشور عام 1920, عن حقائق مثيرة. تثبت الوجود العربي الإسلامي في أمريكا قبل كولومبس. وأشار إلى شيوع مفردات عربية كثيرة في لهجات الهنود الحمر. تؤكد على وجود صلات عرقية بين القبائل الموريتانية والمغربية من جهة, وقبائل الهنود الحمر من جهة أخرى. .
 خرائط الريس بيري كشفت زيف كولومبس
 أذهل الملاح التركي (الرئيس برّي) العالم كله بخارطتين متهالكتين مرسومتين بتسعة ألوان على جلد الغزال للشواطئ الغربية لإفريقيا, والشواطئ الشرقية للأمريكيتين, والحدود الشمالية لليابسة في القارة القطبية الجنوبية (انتاركتيكا). قال عنها مدير مركز الأرصاد في (ويستون): ((إن خرائط الرئيس برّي المرسومة عام 1513 صحيحة بدرجة تذهل العقول, لأنها تُظهر بوضوح أماكن لم يكتشفها الإنسان في ذلك الزمان, ومما يبعث على الحيرة انه رسم جبال القارة القطبية الجنوبية ووديانها, في حين لم تتوصل المراكز الجغرافية المعاصرة إلى رسمها إلا بعد عام 1952, وذلك بعد ان تسلحت بأحدث تقنيات المسح الزلزالي, ومما زاد الأمر حيرة إن الصور التي التقطتها المركبات الفضائية للقارة القطبية الجنوبية جاءت مطابقة لخرائط الرئيس برّي)). .
 والشيء نفسه يقال للحدود الشرقي في القارتين الأمريكيتين, التي جاءت مطابقة تماما مع الحدود التي بينتها صور الأقمار الصناعية لتلك السواحل, ما تسبب بإحراج علماء الجغرافيا, لأن كولومبس لم يصل إلى تلك السواحل, ولم يتعرف عليها أبدا, ولم تكن لدية القدرة على رسم الخرائط بهذا المستوى المذهل, والحقيقة التي لابد من الاعتراف بها, هي إن العرب والمسلمين كانوا يصولون ويجولون في تلك السواحل, ويترددون عليها في أوقات غير منتظمة, وإن كولومبس سرق خرائطهم الملاحية وسلك المسالك التي سلكوها قبله, وان التراث البحري الأندلسي والعثماني كان هو الكنز الذي تعرض للسطو, وهو المفتاح الذي استعملته أوربا في حل شفرة المسالك الملاحية المخيفة.

سرقة مفاتيح المسالك الخليجية

  بعد ستة سنوات من سقوط الدولة العربية في الأندلس, وعلى وجه التحديد في عام 1498 كانت طلائع سفن البرتغالي فاسكو دي غاما تقف خارج بوابة مضيق هرمز, لتضع يدها على الكنوز الملاحية الخليجية, وتسرق مفاتيح المحيط الهندي من خزانة العرب, ولم تمض بضعة أشهر على تجوالها في بحر العرب وخليج عمان حتى أصبحت خرائط (شهاب الدين أحمد بن ماجد) في حوزة البرتغاليين.
  كان ابن ماجد من أشهر الملاحين العرب, فهو أسد البحر, وشيخ الملاحين والمرشدين, وواضع أسس النظريات الملاحية الحديثة, التي جسدت رؤية الجغرافيين القدامى. وهو مبتكر المصطلحات العربية في شتى العلوم والفنون البحرية, وصاحب الاختراعات والكتب والأراجيز, التي أعتبرها الغرب ثروة لا تقدر بثمن. وأشهر مؤلفاته : كتاب (الفوائد في أصول علم البحر والقواعد). .
 ابتدع ابن ماجد قياسات ملاحية جديدة لم يسبقه إليها أحد, واستطاع أن يحدد مواقع الجزر, والبلدان, والسواحل, ومطالع النجوم. وقام بشرح المسالك البحرية في المحيط الهندي. وتعمد تدوين علومه البحرية على شكل أراجيز شعرية مبسطة, حتى يسهل حفظها وتناقلها بين رجال البحر, وبلغت أراجيزه حوالي أربعين ارجوزة في مختلف المواضيع. .
 وجد (دي غاما) ضالته في علوم ابن ماجد فسرقها كلها, وغدر بصاحبها, ورماه في البحر, ونقل كنوزه المعرفية إلى البرتغال. فاكتملت فصول أكبر سرقة علمية في تاريخ كوكب الأرض, ووقعت كنوز البحار والمحيطات والجزر والقارات بيد الأساطيل الاسبانية والبرتغالية, ثم تبعتها الأساطيل البريطانية والفرنسية والهولندية, وبدأت أولى مراحل الاستعمار الغربي التي غيرت وجه العالم في كل الاتجاهات. .
 ختاما نقول: من كان يصدق إن البصرة ستسقط بيد الجيوش الغربية بعد سقوط غرناطة بستة أعوام فقط ؟, ومن كان يصدق إن الكنوز الملاحية التي وقعت بيد الغزاة هي التي ستفتح لهم مغاليق البحار والخلجان ؟. ومن كان يصدق إن الخرائط الملاحية المرسومة على جلد الغزال ستصبح هي القشة التي تقصم ظهر البلدان العربية من مضيق جبل طارق إلى مضيق هرمز ؟؟, ومن يصدق إن جهل الحكومات العربية بالأمور البحرية كلفها الكثير من الخسائر, وسيكلفها المزيد من التنازلات في السنوات القادمة ؟؟, ومن يصدق إننا مازلنا حتى يومنا هذا ندفع فواتير الهفوات الأندلسية القديمة التي ارتكبها ملوك الطوائف ؟؟, ومن يصدق ان أحفاد ملوك الطوائف هم الذين باعوا اليوم الثروات العربية كلها بثمن بخس ووضعوها في خدمة أساطيل الناتو وفرقاطات البنتاغون وغواصاتهم النووية ؟؟؟
ملف خاص نشرته جريدة المستقبل العراقي في 24/5/2012

17 يوليو 2012

مدعي عام ال سعود يطالب بإعدام الناشط الحقوقى المصري احمد الجيزاوى!!!



طالب المدعي العام في هيئة التحقيق والادعاء العام ببلاد الحرمين المسماة بالسعودية بالقتل تعزيرا للمحامي المصري أحمد الجيزاوي المتهم بتهريب أدوية محظورة إلى السعودية بعد القبض عليه في مطار الملك عبدالعزيز الدولي قبل أشهر.
ومن المقررأن يمثل المتهم الجيزاوي أمام القضاء للفصل في القضية غدا الأربعاء بعد أن جاء في لائحة الاتهام التي جرت إحالتها للمحكمة العامة أنه متهم بتهريب كميات من أدوية محظورة عثر عليها بحوزته أثناء وصوله لأداء فريضة العمرة بعد تفتيشه من جانب أجهزة الأمن.
ونقلت صحيفة "الحياة" اللندنية على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء عن مصادر قولها إن المحكمة العامة "ستعقد أولى جلساتها غدا الأربعاء ضمن سلسلة جلسات قضائية ستعقد للنظر في ملف القضية من جانب لجنة قضائية مكونة من ثلاثة قضاة وبحضور المدعي العام والمتهم إلى قاعة المحاكمة للاستماع والرد على التهم الموجهة إليه من جانب جهات التحقيق في شأن عملية التهريب التي نفذها".
وأضافت المصادر أن هيئة التحقيق والادعاء العام أرفقت تقريرا صدر عن مركز السموم والكيمياء الشرعية بجدة يثبت إيجابية العينات للمواد المحظورة دوليا التي تم ضبطها بحوزة المحامي المصري.

أردوغان يزيل آخر مسحة مكياج عن وجهه : سوريا "ولاية عثمانية" ونحن أحفاد السلاجقة وبقيّة الدولة العليّة!؟



محمد نور الدين

 أطلق رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان أكثر التعابير وضوحاً في تفسير سياسته تجاه سوريا والمنطقة، انطلاقاً من «نزعة عثمانية» حاول قادة «حزب العدالة والتنمية» على امتداد السنتين الأخيرتين إنكارها، لكنها كانت تفلت، من وقت إلى آخر، زلات على ألسنتهم، إلى أن جاء رئيس الحكومة أمس الأول ليردّ على انتقادات رئيس «حزب الشعب الجمهوري» المعارض كمال كيليتشدار اوغلو حول أسباب انشغاله بالمسألة السورية.
وقال اردوغان «يسألوننا عن أسباب انشغالنا بسوريا. الجواب بسيط للغاية، لأننا بلد تأسس على بقية الدولة العلية العثمانية. نحن أحفاد السلاجقة. نحن أحفاد العثمانيين. نحن على امتداد التاريخ أحفاد أجدادنا الذين ناضلوا من أجل الحق والسلام والسعادة والأخوة".وأضاف رئيس الوزراء التركي خلال زيارته منطقة اسكيشهر إن «حزب العدالة والتنمية هو حزب يحمل في جذوره العميقة روح السلاجقة والعثمانيين».
وانتقد اردوغان موقف كيليتشدار اوغلو من مجزرة حماه، قائلا انه «إذا كان عنده شيء يقوله فليتفضل به، وليأت رئيس حزب الشعب الجمهوري ويدافع عن رفيق دربه (الرئيس بشار الأسد). إن زعيم المعارضة يتكلم منذ أسابيع ليس بلسان تركيا بل بلسان النظام السوري الظالم».
وأضاف اردوغان إن كيليتشدار اوغلو «لم يقف إلى جانب طيارينا الشهيدين اللذين أسقطت طائرتهما في عدوان، بل يقف إلى جانب المعتدين والمحرّضين».
وانتقد اردوغان الذين يفسرون سياسة أتاتورك الخارجية، وشعارها «سلام في الوطن سلام في العالم»، بأنها انكفاء. وقال «عندما يقتل الناس لا يمكن أن تقول سلام في العالم. حسناً إن السلام في الوطن شيء جميل، لكن عندما يقتل القبارصة اليونانيون إخوتنا في العرق في قبرص فهل سنقول سلام في الوطن؟ لماذا ذهبنا الى هناك؟ لماذا افتخرتَ (لزعيم المعارضة) لسنوات ببولنت اجاويد (الذي قاد عملية غزو قبرص مع نجم الدين اربكان)؟ عندما يكون من هو في مقابلك يريد السلام، نحن مع السلام، لكن أن تريد السلام ويواجهك من في المقابل بلكمة من قبضته، فهل سأقول له إضربني على خد لأعطيك أيضا الآخر؟».
وأضاف اردوغان «اليوم قتل في سوريا حواللا 20 ألفا. ودعونا كل العالم إلى التحرك، من منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وكلهم أشادوا بالموقف التركي، لكن المعارضة لا ترى ذلك، بل همها أن يخسر حزب العدالة والتنمية».
واحتلت عبارات النقد الشديد للرئيس السوري بشار الأسد حيزاً واسعاً من خطاب اردوغان الذي ألقاه في مؤتمر لفرع «حزب العدالة والتنمية» في منطقة قوجالي في بحر مرمرة.
وقال اردوغان إن «الكلمات انتهت مع النظام السوري»، معتبراً أن الدكتاتوريين ارتكبوا المجازر من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين إلى العقيد الليبي الراحل معمر القذافي إلى الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، ووصفهم بالجبناء أمام العدو، والتجرؤ على شعبهم. وأضاف إن «النظام السوري لم يطلق طلقة مدفعية واحدة على الذين يحتلون أرضه، ولم يطلق قذيفة على من انتهك أجواءه وأرضه ومياهه. لكنه تجرأ على الاعتداء على طائرة كانت في الأجواء الدولية. عاجلاً أم آجلاً أمثال هؤلاء الظالمين سيرحلون وسيحاسبهم الشعب». وكرر إن «بشار على خطى أبيه».
ولم يفت أردوغان أن يدافع عن أتراك اليونان وتركمان العراق بالقول إنه «لو تحركت تركيا في الوقت المناسب لما تعرضوا لمجازر». وقال إن «تركيا الصماء والخرساء انتهت، واليوم لن ندير الظهر لأحد ولجيراننا. وتركيا بقيادة حزب العدالة والتنمية ستواصل الوقوف إلى جانب الأخوة السوريين في معركتهم من أجل الديموقراطية والحرية والاستقلال». وأضاف إن «تركيا ستواصل استقبال اللاجئين السوريين مهما بلغ عددهم. وستواصل لفت الرأي العام الدولي إلى ما يجري في سوريا من مجازر، ولن نسمح بأن تنسى كما حصل بعد مجازر حماه في العام 1982".

"السفير

قائد الثورة في المزة : ما جرى في العاصمة دمشق سيدفع السكان إلى احضان النظام



2012-07-16  

ياسر خضر - عربي برس

" هي مزحة ثورية إسمها معركة دمشق "، يقول مسؤول إحدى تنسيقيات حي المزة في الثورة السورية (18 تنسيقية في المزة فقط بعضها جدي واغلبها يضم بضعة عناصر ).
 اليساري ذو الشعر الطويل واللحية  الوهابية لا يمارس الصلاة أصلا ولا يهتم بالتقاليد الدينية، ولكن موقعه على رأس عمل ثوري دفعه إلى امامة الصلاة في المساجد بمجموعاته الثورية لا لسبب ايماني شخصي بل لأن ممارسة الصلاة تقوي  موقعه القيادي بين شباب أغلبهم يعتبر نفسه ثوريا للدفاع عن الطائفة لا أكثر ولا اقل.
هو مخرج تلفزيوني مطرود من عمله منذ العام 2003  لأسباب سياسية ، ومواقفه المعلنة الرافضة لحكم  البعث كلفته مهنته " منذ ما قبل أن ينبت للحية الشيخ العرعور انياب ثورية " كما يحلو له ان يردد بسخرية .
 ولايمانه بوجوب تداول السلطة ديمقراطيا في سورية  ساهم في كل النشاطات المعارضة خلال السنوات الماضية وكان واحدا من أوائل من شاركوا في الثورة السورية لحظة إندلاعها من حي الحريقة في دمشق القديمة يوم رفع هو شعار " الشعب السوري ما بينذل " فردد خلفه المئات .
هو المتحول إلى مدافع عن أهل السنة والجماعة من منطلق الانتماء الطائفي يسخر وهو يشرب كوب شايه في مقهى " كازا خان " من نفسه ومن رفاقه السوريين ويؤكد: " لشو الكذب ...فشلنا في إسقاط النظام سلميا لأن النظام لم يترك لنا فرصة الانتصار عليه "
لكنكم أكثر عددا ؟
نسأله :
فيقول : مين قصدك السنة ؟ أيه صحيح والدليل ...(ساخرا) مشان هيك مبارح ثمانين الفا نزحوا من حي الميدان ومن التضامن تضامنا مع الجيش الحر (ضاحكا بحزن) ..
يتابع : أخي شوف لقلك ...أكتب بنزاهة ولا تحرف كلامي ...لولا خيانة السنة والسنيات للثورة لما انهزمنا في تحركنا السلمي. بصراحة ما فعله تشي غيفارا في اهل القرى التي لم تناصره في بوليفيا قليل وكان علينا القيام بذلك في دمشق !!
لماذا : نسأله فيجيب :
لأنه لولا خيانة السنة لثوريتنا ولولا تقاعسهم ولولا جبنهم ولولا خوفهم لكنا ملأنا الشوارع بملايين المتظاهرين ...ما خلينا شي بحرك الناس وما عملنا، اشتغلنا على الحوارات من بيت لبيت، اشتغلنا على ائمة المساجد وعلى خط المشايخ، إشتغلنا على نشر البيانات امام البيوت والشوارع ... بالكلام كلون معنا وبالفعل كل مرا بتضب زوجها وابنها حتى ما ينزلوا يتظاهروا ...وآخرتها أستوردنا متظاهرين من داريا لنبين كتار بالمزة يوم التشييع  " بركدن"  بيتشجعو وبيطلعو من بيوتن وقلنا الحمد لله انجحنا فيها بس تاني يوم كم واحد اجى على التظاهرة في المزة ؟؟ 200 زلمة ما جمعنا ...طيب طائفة متل هاي ما بدها حرق ؟
نسأله إذا إنتقلتم للسلاح في دمشق عن سابق تصور وتصميم للأنتقام من الدمشقيين لأنهم لم يثوروا ؟
يجيب : بصراحة الشوام بيستاهلو يصيروا بشوارعهم اللي عم بصير بالميدان وبالتضامن (اشتباكات وانتشار للمسلحين) بس وحياة أمي التنسيقيات الشامية ما الها  قلب تنتقم بتفجير الوضع الأمني بشكل عشوائي هادول اهلنا ، " بس في مين إجى من برا وعملها "
كيف يعني من برا (من خارج دمشق ؟)
يقول :
هناك الاف من المهجرين الحماصنة والدوامنة ، وهناك مسلحين هربوا من دوما ومن دارايا وجبال الزبداني ودخلوا إلى أحياء دمشق وبدأو معركة يعرفون سلفا أنهم مهزمون فيها وبغير موافقتنا وبلا تعاون معنا وهم يرون أن تخريب الوضع الأمني في دمشق سيضر بالنظام ويهزه .
نسأل: ولكنهم يدمرون احياء الدمشقيين بلا طائل وما حصل في التضامن اليوم دليل على هذا الامر بالأمس ظهر المسلحين واليوم هربوا وطحنهم الجيش ودخل إلى بيوت التضامن بيتا بيتا ففر من امامهم المسلحين بعد أن قتل منهم العشرات.
قال:
أيه بس الشباب (المسلحين) حققوا هدفين ....الأول هو نقل المعركة إلى العاصمة والثاني هو الأنتقام من أهالي العاصمة لأنهم لم يخرجوا سلميا ولم يساندوا بالتظاهرات على الأقل اهالي دوما وحمص وداريا .
إذا هو إنتقام من أهالي دمشق ؟
يجيب : في جانب منه أرى الامور كذلك ورغم أسفي على ما يحصل إلا أن قسما من قلبي وغريزتي الثورية فرحة بما يحصل للدمشقيين، لقد خذلوا الثورة وجاء اليوم من يجعلهم يدفعون ثمن مساندتهم للنظام !
لكنهم لم يساندوا النظام بحسب علمي بل هربوا من المعركة ؟
يجيب: كل من لم يتظاهر سلميا وكل من لم يشارك في الاضرابات هو مساند للنظام وخائن لطائفته !
نسأله : من الأكثر عددا ...الخونة للثورة من أهل السنة (الموالون للنظام والمحايدين) أم الثوريين ؟
يجيب : الخونة بالكلام اقل عددا لكن وقت الفعل والتحركات يهربون من المواجهة فيسندون النظام ويقونه بسلبيتهم .
هل ستسقط دمشق بيد الجيش الحر ؟
يجيب: من قرر خوض المعركة في دمشق ذكي ...وتقديري أنه متدين زيادة عن اللزوم ومن أتباع جبهة النصرة مئة بالمئة !
نسأله لماذا تقول ذلك:
يجيب وقد أسكرته الرغبة في السخرية السوداء و الكاس الثالث من الشاي :
لأن إسقاط دمشق يتطلب حركة شعبية سلمية تمنع النظام من إستعمال قوته المتمركزة بنسبة خمسين بالمئة من قواته الأمنية والعسكرية كافة في دمشق وضواحيها، وأما ما فعله الاخوان من بدء الثورة المسلحة في دمشق بتحضيرات متسرعة وقبل وقتها فهو ذهاب اكسبرس إلى الجنة.
ويختم القيادي الثوري بكلمة:
سجل للتاريخ ...دمشق تأبى أن تسقط في يد الثورة بقوة السلاح  لأن النظام الأسدي لديه ما يكفي من السلاح لمقاومة سقوطه ولتدمير المدينة على رؤسنا وإن لم يخرج أهل دمشق للتظاهر سلميا بالملايين فلا أمل في السيطرة على المدينة لأن العمل العسكري سيعطي القتلة في النظام فرصة سحق الاحياء الثائرة ، وهي بالمناسبة ثائرة غصبا عن أهلها ...إنظر إلى المهجرين من التضامن ...لو كانوا مع الجيش الحر لبقوا في بيوتهم لمساندة الثوار كما فعل اهالي الخالدية وبابا عمرو.

البعث والشيوعي العراقيان يحييان ذكرى ثورة تموز العظيمة



بيان البعث في الذكرى الرابعة والأربعين لثورة السابع عشر- الثلاثين من تموز العظيمة

هوية البعث الجهادية تترسخ في ذكرى ثورته المجيدة وتترسخ معانيها السامية


يا أبناء شعبنا المجاهد
يا أبناء امتنا العربية المجيدة
تحل علينا اليوم الذكرى الرابعة والأربعين لثورة السابع عشر - الثلاثين من تموز العظيمة ثورة البعث في العراق التي أفصحت عبر منجزاتها العملاقة عن هوية البعث الجهادية والإيمانية الوطنية والقومية والديمقراطية والاشتراكية .. كما عبرت الثورة عن روح الشعب العراقي الثورية وهويته النضالية فكانت الوجه المشرق والأصيل لثورتي الرابع عشر من تموز عام 1958 والثامن من شباط عام 1963 .. ذلك أن البعث هو الذي تصدى لانحراف الطاغية الشعوبي عبد الكريم قاسم عن المسار الوطني والقومي لثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 وخاض نضالاً لا هوادة فيه على امتداد ما يقرب من الخمس سنوات مفجراً ثورة الثامن من شباط عام 1963 التي أسقطت الحكم الفردي الدكتاتوري ألقاسمي .. وحين أرتد عبد السلام عارف وزمرته الضالة ونفذوا ردة الثامن عشر من تشرين الثاني السوداء عام 1963 تصدى لهم مناضلو البعث الشجعان بالمجابهة الحاسمة على امتداد  خمسة سنوات تكللت  بتفجير ثورة السابع عشر  - الثلاثين من تموز التي شيدت بمنجزاتها العظيمة القلعة الناهضة لحركة الثورة العربية المعاصرة عبر  تصفية شبكات  التجسس الصهيونية عام 1969 والإصلاح الزراعي الجذري والثورة الزراعية في الريف وبيان 11 آذار عام 1970 الذي حقق الحل السلمي الديمقراطي للقضية الكردية وأقام الحكم الذاتي لأبناء شعبنا الكردي وقرار تأميم النفط الخالد في الأول من حزيران عام 1972 والتنمية الانفجارية ومسيرة البناء الاشتراكي بالأفق القومي الرحب والمحتوى الديمقراطي الأصيل .

وبسبب ذلك كله ناصب معسكر أعداء العراق  والأمة والثورة العداء وافرغ ما في جعبته من مخططات التآمر على العراق فكان العدوان الإيراني الغاشم الذي دحره أبناء شعبنا العظيم وجيشنا الباسل عبر مجابهة جهادية حاسمة امتدت ثماني سنوات مترعة بالتضحيات ونجيع الدم العراقي الطهور تكللت بنصر العراق والأمة المُبين في الثامن من آب عام 1988 والذي كان هو الأخر مدعاة لتصعيد التآمر على العراق والأمة .. فكان العدوان الثلاثيني الغاشم الذي اردفوه بالحصار الجائر الذي سبقه ورافقه وأعقبه واستمر ثلاثة عشر عاماً  كانت مقدمة للعدوان الأميركي الصهيوني الفارسي في العشرين من آذار عام 2003 والذي أفضى إلى احتلال العراق في التاسع من نيسان في العام ذاته .


يا أبناء شعبنا الصابر المقدام
أيها العرب  الأحرار والشرفاء في العالم اجمع
لقد واجه مجاهدو البعث  والمقاومة الأبطال الاحتلال منذ يومه الأول يحدو ركبهم الرفيق القائد المجاهد عزة إبراهيم الأمين العام للحزب والقائد الأعلى للجهاد والتحرير والخلاص الوطني مجسدين أروع ملحمة جهادية في التاريخ قديمه وحديثه  ومحققين نصر العراق التاريخي بهزيمة المحتلين الأمريكان المنكرة وهروبهم النهائي من أرض العراق الطاهرة في الحادي والثلاثين من كانون الأول الماضي الذي كان يوم  الفتح المبين والنصر التاريخي الكبير الذي توج مسيرة السنوات التسع  المنصرمة من التضحيات السخية لمسيرة المليوني شهيد بكل معانيها الجهادية والتاريخية الكبيرة .

وها هم مجاهدو البعث والمقاومة يواصلون جهادهم الملحمي يتقدمهم  الرفيق المجاهد عزة إبراهيم الذي عانق رفاقه وأبناء شعبه في ذي قار وواسط ومحافظات العراق  كلها في اجتماعات الجهاد الظافرة والتي كان آخرها وليس أخيرها في بغداد عاصمة الرشيد عاصمة النهضة والحضارة والمجد التليد بما مثله من معاني جهادية سامية رسخت هوية البعث المتجددة بحلول الذكرى الرابعة والأربعين لثورة البعث في العراق ثورة الأمة وحاملة رسالتها الخالدة رسالة الإسلام المتجددة للإنسانية جمعاء ثورة السابع عشر - الثلاثين من تموز العظيمة التي ستكون ذكراها الرابعة والأربعون مناراً  يهدي المجاهدين جميعاً في دروب تصفية تركات المحتلين الأمريكان وحلفائهم الصهاينة والتصدي للصفوية الفارسية وعملائها من جلاوزة العملية السياسية المنهارة بفعل هزيمة  المحتلين وتواصل الضربات القاصمة لمجاهدي البعث والمقاومة وأبناء شعبنا الصابر الذي يقاوم عمليات الإفقار والتجويع والتهجير والحرمان من ابسط الخدمات ليفجر غضبه العارم وثورته الشعبية الهادرة بوجه العملاء والخونة يحدو ركبه البعث  العظيم الذي يمضي في طريقه الجهادي الرحب وحتى بزوغ شمس التحرير الشامل والعميق والاستقلال التام والناجز وإقامة الحكم الشعبي ألتعددي الديمقراطي  المستقل لتشمخ من جديد على ارض العراق الطاهرة القلعة الحصينة  لحركة الثورة العربية المعطاء للإنسانية جمعاء .
 المجد لشهداء البعث والمقاومة  والعراق  والأمة الأبرار .
تحية المجد إلى روح قادة ثورة السابع عشر - الثلاثين من تموز  الخالدة الرفاق أحمد حسن البكر وشهيد الحج الأكبر الرفيق القائد صدام حسين والرفيق صالح مهدي عماش والشهيد الرفيق طه ياسين رمضان والشهداء من الرفاق أعضاء القيادة ومناضلي  البعث الأبرار ... وتحية العز للرفيق المجاهد عزة إبراهيم ورفاقه ثوار تموز ومجاهدي البعث والمقاومة جميعهم .
وتحية الوفاء للرفيق طارق عزيز ورفاقه في الأسر .
وليحيا شعبنا الأبي وامتنا العربية المجيدة .
وليخسأ العملاء  خونة شعبهم  وأمتهم .
ولرسالة امتنا الخلود
 قـيـادة قــطــر الـعــراق
مكتب الثقافة والإعلام
في السابع عشر من تموز ٢٠١٢ م
بغـداد المنصورة بالعـز بإذن الله

بيان الحزب الشيوعي العراقي – اتحاد الشعب

بمناسبة الذكرى الرابعة والخمسين لثورة 14 تموز 1958 التحررية المجيدة

 أيها الشعب العراقي العظيم،
 تمر علينا هذه الايام الذكرى الرابعة والخمسين لثورة 14 تموز 1958 التحررية الوطنية المجيدة، وجميع الفصائل الوطنية تستعد للاحتفاء بهذه المناسبة العظيمة، التي تستمد عظمتها من شعبيتها من لحمة جميع الفصائل الوطنية مع الجنود البواسل وقيادتهم الوطنية والقومية، الضبـــاط الاحـــرار الذين يسجل لهم التاريخ، ذلك الانتصار، بأحرف من نور، رغم ان هذه الثورة العظيمة لم تتمكن من استكمال اهدافها الوطنية التحررية، بسبب ما تعرضت له من هجمة امبرالية رجعية ساهمت فيها جميع قوى الردة بالتضافر مع الاجهزة الامبريالية العالمية .
 ان التنسيق الرائع بين منظمة الضباط الاحرار وجبهة الاتحاد الوطني، التي تشكلت في عام 1957 حيث ضمت هذه الجبهة جميع الاحزاب الوطنية والقومية والوطنية، واثبتت التجربة ان الشعب لا يمكن ان ينام على ضيم، وان التأييد الواسع النطاق واندلاع التظاهرات الشعبية بقيادة جبهة الاتحاد الوطني، قد افشل جميع المحاولات الرامية لاجهاض الثورة، بل واكسبها طابعها الجماهيري، حيث سجلت انتصاراً افزع الدوائر الامبريالية التي راحت تخطط للانقضاض على هذه الثورة وتوجية ضربة موجعة للقوى الشعبية وتنظيماتها الطليعية، وتمكنت القوى السوداء من تقويض التحالف الوطني، وتفتيت جبهة الاتحاد الوطني على ارضية المصالح الحزبية الضيقة الافق .
 ايتها الجماهير الشعبية، ايتها القوى الوطنية،
 علينا دراسة تجاربنا الثورية، واتخاذ من عناصر قوتها، دافعاً نحو العمل المشترك ولنجد في تجارب النضال الشعبي الجماهيري وتحالفاتها الوطنية دليلاً ونبراساً للعمل الوطني الذي يدفعنا بنجاح نحو النصر والخروج من دائرة الاحتلال واعوانه ادوات التخريب والترويع . ان الاستفادة من تجربة النضال الشعبي تفرض علينا مراجعت سياساتنا السابقة والتأكيد على ما هو ايجابي في اللحمة الشعبية، وتشخيص الاخطاء التي رافقت تطورات ثورة 14 تموز 1958 وانعزال بعض الاحزاب الوطنية وتعثرها في اهدافها المتعجلة واثارة العداء لبعضها ودخلت في دائرة احتراب التي لا زلنا نعاني من آثارها الى يومنا هذا، ونحن هنا بقدر ما ننتقد انفسنا انتقاداً ذاتياً، انما ندعو جميع فصائل النضال والكفاح الوطني الى مراجعة سياساتهم السابقة وتشخيص الخلل الذي وقعنا فيه نحن الوطنيون جميعاً من اجل النهوض مجدداً والالتقاء في اطار جبهوي متين يقودنا نحو النصر للخلاص الوطني واستعادة سيادتنا الوطنية استقلالنا السياسي .
 ان شعبنا المظلوم المسحوق الذي تنهشه اركان الفساد، الذي يفتقد ابسط مقومات الحياة الانسانية فهو لا يفتقد ابسط انواع الخدمات كالكهرباء والماء والمحروقات، انما يرعبه الهاجس الأمني، فضلاً عن القتل المستمر والموت الزؤام بواسطة المفخخات والتفجيرات المستمرة، فإن هناك اكثر من خمسة ملايين انسان عراقي في دول الجوار يتطلعون الى من يحميهم من ذل الغربة والحاجة والحرمان .
انها دعوة للوحدة الوطنية ونبذ الطائفية البغيضة وعراق موحد ضمن اطار جبهة وطنية عريضة تضم جميع القوى الوطنية والقومية العراقية . 
عاش الشعب العراقي .
المجد لشهداء الحركة الوطنية العراقية .
 الحزب الشيوعي العراقي – اتحاد الشعب
بغداد في 14 تموز / يوليو 2012
****************

صحف عبرية وامريكية : هل تدهورت حقوق الإنسان في ليبيا "المحررة"؟



بقلم ميل فرايكبيرغ /وكالة إنتر بريس سيرفس


طرابلس, يوليو (آي بي إس) - "حالة حقوق الإنسان في ليبيا هي أسوأ بكثير الآن مما كانت عليه في ظل "الديكتاتور" معمر القذافي".

هذا ما قاله ناصر الهواري، الباحث في المرصد الليبي لحقوق الإنسان، لوكالة إنتر بريس سيرفس. وأطلع الوكالة على شهادات لعائلات تعرض أفرادها للضرب حتى الموت على يد الكثير من الميليشيات التي تستمر في السيطرة على مساحات شاسعة من ليبيا.

ويقول الهواري، مشيراً إلى صور للجثث الملطخة بالدماء والمصاحبة للشهادات، "لقد تعرض ما لا يقل عن 20 شخصاً للضرب حتى الموت وهم محتجزون من قبل الميليشيات منذ قيام الثورة، وهذا رقم متحفظ، فالرقم الحقيقي ربما يكون أعلى من ذلك بكثير".

الهواري لا يوالي نظام القذافي. وهو معروف بأنه، كسلفي، كان معارضاً سياسياً للقذافي وسجنته الشرطة السرية في السابق مرات عديدة. لكنه لم ينكسر. وحدث ما هو أسوأ من السجن لأصدقائه الاسلاميين في ظل نظام القذافي الذي كان يعارض بشدة الأصولية الإسلامية.

وفي النهاية هرب الهواري إلى مصر حيث بقي حتى ثورة 17 فبراير في ليبيا عام 2011، وهي التي مكنته وغيره من الإسلاميين من العودة لبلادهم.

وحتى بعد "تحرير" البلاد، تستمر الهجمات الإنتقامية وعمليات القتل والخطف ضد أنصار القذافي السابقين وضد الرجال السود، الذين يرى الثوار أنهم عملوا كمرتزقة للقذافي خلال الحرب.

وقبل عدة أشهر أختطف محمد دوسه، 28 عاماً، من قبل رجال من الميليشيات المسلحة في نقطة تفتيش بمدينة مصراتة الشمالية بينما كان يقود سيارة رب عمله، وهي شركة فوررستر للنفط، من مدينة راس العامود إلى العاصمة طرابلس.

ويقول شقيقه حسام، 25 عاماً، لوكالة إنتر بريس سيرفس، "لا نعرف ما إذا كان حياً أو ميتاً. فلم نسمع عنه شيئاً منذ إختفائه من حاجز الميليشيا والشرطة التي تحقق في إختفائه تقول أنه لا توجد أدلة كافية".

وكانت الشرطة قد تمكنت من تعقب السيارة عبر العديد من المدن في الجانب الشرقي من ليبيا لكنها توقفت عند ذلك. ولم تتم رؤية محمد منذ ذلك الحين، وعائلته ليست لديها أي فكرة عما حدث له.

ويضيف حسام، "يقال أنه أختطف لأنه أسود أو لأن المسلحين كانوا يريدون السيارة التي كان يقودها. نحن ليبيين ولكن والدي من تشاد".

قصة محمد هي واحدة من العديد من عمليات الإختطاف، والقتل العشوائي، والتعذيب، والسرقة التي يواصل رجال الميليشيات من خلالها تطبيق القانون بأيديهم.

وعلى الرغم من تعهد المجلس الوطني الانتقالي المؤقت بوضع أكثر من 6000 شخصاً رهن الاعتقال امام المحاكم أو إطلاق سراحهم، فقد أطلق سراح مجرد البعض منهم في حين تم التغاضي عن الفظائع التي أرتكبت من قبل المتمردين الموالين للثورة.

فالميليشيات المسلحة تسيطر على الشوارع وتفرض مفهومها للقانون، والأمن يمثل مشكلة حتى في المدن الكبرى حيث من المفترض أن يكون المجلس الوطني الانتقالي المؤقت قد إستعاد السيطرة.

وتسمع أصوات العيارات النارية ليلاً بانتظام في طرابلس، وأحيانا خلال النهار.

وقال المقاتل الثوري السابق، سهيل بن لاجي، لوكالة إنتر بريس سيرفس، "كل الشباب لديهم أسلحة ... أو يسرقون الناس الذين يستخدمون الأسلحة... وقد إعتادوا على حل الخلافات السياسية والنزاعات التافهة على هذا النحو. ويؤدي إرتفاع معدلات البطالة والمصاعب المالية إلى تفاقم الوضع".

وحذر اللاجي، "هذه ليست هي ليبيا الجديدة التي قاتلنا من أجلها، وقد نضطر إلى حمل السلاح مرة أخرى إذا إستمر الفساد والجشع. لكننا سنحمل السلاح هذه المرة ضد الحكومة الجديدة".

وفي حين يمثل الأمن مشكلة في طرابلس، إلا أن الوضع في المحافظات هو أسوأ. فهناك ترى الميليشيات المتشرذمة، حيث يرتدي الرجال أزياء عسكرية غير متطابقة، ويقومون بإبتزاز الأموال من المسافرين من خلال نقاط التفتيش التابعة لهم، ولا سيما إذا كانوا من الأجانب أو السود.

وينطوي السفر من حدود السلوم والعبور من مصر الى طرابلس على عبور عشرات من نقاط التفتيش التي تحرسها الميليشيات المتعددة، والتي تتألف من العشائر المحلية ذات الولاءات المنقسمة.

وعند نقطة تفتيش مصراتة التي عبرها مراسل وكالة إنتر بريس سيرفس، قرر رجل ميليشيا ملتحي أنه يتوجب على الأجانب الخضوع لفحص الإيدز قبل أن يتمكنوا من إسترجاع وثائق السفر الخاصة بهم. ومنع تدخل الآخرين من حدوث ذلك.

وفي عدد من نقاط التفتيش في منطقة طبرق، إضطر العمال المهاجرين المصريين لدفع رشاوى للميليشيات تصل الى 30 دولاراً لكل منهم قبل أن يتمكنوا من إسترجاع جوازات سفرهم.

ويقول حسن عيسى، وهو عضو بالمجلس الوطني الإنتقالي المؤقت في أجدابيا، "نحن على بينة بالمشاكل التي تواجه بلادنا، ونحاول حل القضايا"، في حين يقول عضو المجلس الوطني الإنتقالي المؤقت، عبد الكريم الصبيحي، لوكالة إنتر بريس سيرفس، "ليس من السهل بالنسبة لنا وضع كل المليشيات تحت السيطرة في هذه المرحلة".(آي بي إس / 2012)

لا ثمن للحرية في ليبيا


صحف عبرية


لى جانب المشهد الذي تقشعر له الابدان وتكرر هذا الاسبوع المرة تلو الاخرى، مسلحون من كل الانواع جنود، شرطة، لابسو بزات غير معروفة ومجرد مواطنين يرفعون أسلحتهم باستعراض استفزازي كان هناك مؤشر آخر عكس الحرية المتجددة للشعب في ليبيا. الاف المنشورات واليافطات للمرشحين المختلفين في الانتخابات للجمعية الوطنية التأسيسية. بعضها علقت على الجدران والعواميد، الامر الذي تطلب تخطيطا معينا، ولكن معظمها نصبت في مواقع اعدت على عجل على طول الارصفة وهوامش الطرقات والميادين. وبلغت الامور لدرجة أنه في شوارع معينة في وسط طرابلس كان من الصعب السير على الرصيف دون ان يسقط المرء بالخطأ يافطة مرشح أو مرشحة.


الحرية والتحرر لم يساعدا المنتخب، الذي هزم اخيرا وبالفعل الثورة لم تحل كل المشاكل في الدولة. فضلا عن ذلك فان الانتقال من سلطة مركزية وذات نزعة قوة الى مجتمع حر يبعث مشاكل جديدة. غازي فلبوم، صحفي ليبي كبير ومؤسس الاتحاد لحرية الاعلام، يجسد ذلك من خلال غابة اليافطات والبوسترات. وهو يقف عند الفارق بين مرشحين اصدروا يافطاتهم بمالهم الخاص او بتمويل الصندوق العام، اذا كانوا عاملين لدى القيادة المؤقتة، 'المجلس الانتقالي' وبين اولئك الصغار الذين دحروا الى الهوامش. لرجال الحكم والاغنياء كما يضيف توجد أيضا قدرة وصول الى وسائل الاعلام في اثناء الحملة الانتخابية. اما المرشحون الصغار، عديموا الوسائل، فقد اضطروا للاكتفاء باعلانات الشارع. هذا هو الدرس الاول الذي تتعلمه ليبيا رغم أنفها عن السوق الحرة: فالمال، وما العمل، يتكلم.

اين القذافي واين ساركوزي؟
أتجول بين جزر الخرائب وأكوام القمامة النتنة في منطقة واسعة كانت ذات مرة رمز الحكم القديم: نطاق السيطرة المدنية والعسكرية في باب العزيزية. قبل خمس سنوات بالضبط كنت وليس لطيفا الاعتراف هنا تماما، بصفتي ضيفا على معمر القذافي في وليمة عشاء احتفالية، حين رافقت مع مراسلين آخرين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لدى زيارته الرسمية الى ليبيا. وقد اهتم الاخير عندها في الامكانيات المالية الكامنة في التعاون مع القذافي، ومعقول الافتراض بانه لم يحلم بامكانية ان يقود ذات يوم هجوم الناتو الذي سيؤدي الى وضع حد لحكم محادثه.
هنا كانت ساحة الطوابير العسكرية وفي وسطها تمثال مذهب، غريب بعض الشيء، لقبضة تحمل نموذجا لطائرة قتالية امريكية تلك الطائرة التي قصفت في الماضي


المستوطنون في باب العزيزية مسلحون بالطبع حتى الرأس، مثل كل ليبي ما بعد الثورة يحترم نفسه. وهم لا يسعدون بالزوار، وتستأنف سيارات الاجهزة السرية نشاطها ومنها لرجال قدامى عرفوا كيف يغيرون جلدتهم في اللحظة المناسبة وتسير قرب الاسوار المدمرة. التصوير ممنوع. شبان وشابات جريئون، كما يقال، يتسللون ويتنزهون هنا في الليل، استمتاعا على ما يبدو برائحة الخطر. احد هؤلاء القدامى هو محمود جبريل، الذي كان ذات مرة شريك ابن القذافي، سيف الاسلام، في ادارة السياسية الاقتصادية للدولة. جبريل بالتأكيد عرف كيف يترك في الوقت المناسب والوقوف على رأس الحكومة الانتقالية للثوار، حيث ادار بنجاح الاتصالات مع ساركوزي ورجاله على تجنيد قوات الناتو بمساعدة قوات الثورة في الحرب الاهلية الضروس والطويلة. اما اليوم فانه يقف على رأس الحزب الليبرالي، 'اتحاد القوى الوطنية'، المنتصر الاكبر في الانتخابات هذا الاسبوع. وبالمناسبة، فان مقر الحزب يقع في احد المنازل التي وضعت تحت تصرف القذافي في حي غلغامش الفاخر في الايام التي سعى فيها الى الانخراط بالسكان كي يفر من محاولة اغتيال متوقعة أو من قصف الناتو. نتائج الانتخابات تبين أن جبريل فاز باغلبية متماسكة من المقاعد الثمانين المخصصة للاحزاب المنظمة. اما مصير المقاعد الـ 120 التي خصصت للمرشحين 'المستقلين'، اولئك ذوي اليافطات والبوسترات، فلم يكن واضحا على الاطلاق عند كتابة هذه السطور.
والسبب في ذلك هو أن حزب 'العدل والبناء' الفرع الليبي للاخوان المسلمين هدد جبريل بمناورة على نمط مصر: ادخال مرشحين متماثلين مع الاخوان في الاطار المخصص للمرشحين المستقلين. في ضوء هذا الخطر ومن أجل ازالة صفة 'العلمانية' التي التصقت به بسبب الفتوى التي أصدرها عليه مفتي طرابلس، للاشتباه به بالتعاون مع العلمانيين سارع جبريل الى الاعلان عن أنه سيوافق على تشكيل حكومة وحدة مع الاخوان ومع احزاب اخرى. كما وعد بان يستمد الدستور الجديد لليبيا مصادره من الشريعة. 'هذا سيكون فقط احد المصادر'، يهدئني حمودي سياله، الناطق بلسان 'اتحاد القوى الوطنية' بقيادة جبريل. 'نحن امة ودولة اسلامية، ولكن بين مبادىء الدستور سيكون احترام كل الاديان'.
احد ضيوف الشرف في يوم الانتخابات، السناتور الجمهوري جون ماكين، المرشح السابق للرئاسة، قال هنا انه لا حاجة للخوف من الاسلام 'المعتدل' وشرح دون أن يدقق تماما بان دولة اسرائيل ايضا تقوم على الدين اليهودي، ومع ذلك فانها ديمقراطية. ويعتقد سياله بان دمج تعدد الاديان في نسيج الحياة الليبية، في هذه المرحلة 'ليس عمليا' ولكن احترامها يجب أن ينص عليه الدستور. ليس هذا هو رأي الصحفي المتفائل غازي فلبوم، الذي يرى كامكانية أكثر معقولية عودة اليهود الى ليبيا والتطبيع في العلاقات مع اسرائيل. تطبيع من هذا النوع، يدعي سياله، هو 'قصة اخرى'، لا يندرج في برنامج حزبه. وبالنسبة للدعم المفهوم من تلقاء ذاته 'في الموضوع المقدس لكل العرب، حق الفلسطينيين في الدولة'، يقول ان 'ليبيا الجديدة تقبل بكل حل يقبلونه هم أنفسهم'. يمكن لمؤيدي الدولة ثنائية القومية في اسرائيل من اليمين ومن اليسار ان يتذكروا بسخرية الحل الابداعي للقذافي دولة واحدة تسمى 'اسراطين'، تكون عضوا في الجامعة العربية. 
يعترف ايضا بان 'عدد الاسلحة التي تتجول في ليبيا يفوق عدد مواطنيها'. مكانة المرأة في الدولة الجديدة هي ايضا مسألة اخرى لا تبدو واعدة، صحيح حتى اليوم. ويوافق سياله على أنه يتعين معالجة هذا الامر ايضا، ولكنه يوجه الانتباه الى حقيقة رئاسة النساء للمنظمات المدنية التي تشكلت في عهد الثورة. 'لا طريق للعودة'، يحاول ان يهدىء المخاوف بالنسبة للتراجع الى الوراء عن الحداثة، 'دفعنا ثمنا باهظا جدا كي نصل الى ما وصلنا اليه'. وينعكس الثمن في كل زاوية شارع. في طرابلس بقي غير قليل من جدران المنازل المفحمة التي يخترقها الرصاص، الى جانب هياكل مباني مدمرة جراء اصابات دقيقة من طائرات الناتو. معظمها لاهداف عسكرية ولكن ليس فقط عسكرية، كما يعترف السكان بحذر. الحي القديم الذي كان يسكنه في الماضي مسيحيون ايطاليون، يهود وعرب بتفاهم وباخوة على حد قول كمال سائقي العجوز، يبدو هو أيضا كمن خرج من القصف، ولكن هذه المرة لم يكن هذا قصف بل ببساطة اهمال. فبعد هرب اليهود، اسكن القذافي فيه المرتزقة الافارقة لديه. واليوم يسكن هناك مهاجرون سودانيون يتعامل سكان طرابلس معهم بشك ومقت. 
في ساعات الليل يأخذني كمال الى مطعم السمك 'شط المنشير' على الطريق الساحلي. وكانت هنا ذات يوم سلسلة من المطاعم ، أما اليوم فلم يتبقَ سوى واحد. تناولت سمكتين على النار هي ألذ ما أكلت في عمري. العائلات والناس يأكلون في غرفة مجاورة. 'المطاعم والاعمال التجارية الاخرى ستبدأ بالعودة الى هنا وسيكون عندنا الكثير من السياح'، يحلم الصياد منشير، وكمال يرى فجأة في المواجهة، خلف البحر المظلم، ايطاليا.

جدعون كوتس 
معاريف 15/7/2012