29 مارس 2012

العروبة جسدٌ رُوحَهُ الإسلام

 عبدالواحد هواش

بعد ما يقارب القرن على جريمةٌ سايكس – بيكو، التي ارتكبتها كلٍ من بريطانيا وفرنسا الاستعماريتين في حقنا كعرب عام 1916م، وبمساعدة روسيا القيصرية، اكتشفت الصهيونية العالمية، إن مُخَطَطْ " التشطير والتجزئة والتقاسم " لهذه الأرض العربية، الذي نُفذ طبقاً لتلك الاتفاقية بين القوتين الاستعماريتين المذكورتين، لم يكن كافياً لتحقيق الأهداف التي توختها الاتفاقية، وإن " الدولة القطرية " التي دعمتها الإدارة الأمريكية والغرب عموماً، بكل وسائل الدعم والمساندة خلال القرن المنصرم لتكون مانعاً لتقارب ووحدة الأمة، وقاعدةً آمنة لنهب ثرواتها وخيراتها، عجزت عن القيام بأدوارها ومهامها الموكلة إليها، وفي مقدمة تلك المهام، حماية الكيان الصهيوني الغاصب وتطبيع التعامل معه، وتشويه وتغييب وعي الأمة بواحدية نضالها ومصيرها وبحتمية وحدتها!!.. ولذلك قررت الولايات المتحدة الأمريكية - باعتبارها اليوم قائدة الصهيونية العالمية - ومن خلال هذا (الربيع الدموي)، وهذه المرة بمساعدة وإسناد وتمويل سخي من بعض عرب الجنسية للأسف الشديد -، قررت تطوير جريمة أسلافها، مُسْتفيدةً من تجربة مواجهاتها المرة مع حركات التحرر العربي خلال الـ(96) عاماً الماضية، - بما فيها حربي العراق وأفغانستان – ومسترشدةً بالعديد من الدراسات والكتب والخطط والبرامج والتصريحات، التي صدرت عن المؤسسات الصهيونية – الأمريكية، خلال الفترة، والتي ظلت ولازالت تلح وتؤكد على ضرورة إعادة رسم وتقسيم جغرافية الوطن العربي، وتفتيت أقطاره - المُجزئة أصلاً -، إلى " كانتونات " دينية ومذهبية، وعلى النحو الذي يضمن ويؤدي إلى طمس أسس ومقومات الانتماء القومي الواحد لهذه الأمة في محيطها الجغرافي العربي، ومسخ وتفريغ هويتها العربية من مضمونها الوحدوي، لأن في ذلك وحده، يتحقق " الأمن والاستقرار والبقاء والتفوق الدائم " للكيان الصهيوني الغاصب، كهدف استراتيجي ملح لهذه المنظومة الاستعمارية، وبالتالي تتحقق بهذا الهدف كل مصالحهم الاستعمارية المرجوة من المشروع الذي يستهدف بالنتيجة وجود الأمة، أرضاً وإنساناً وحضارة ورسالة!!؟، وهذا ما يؤكدُ فعلاً تشخيص الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لطبيعة صراع الأمة مع الكيان الصهيوني الاستيطاني عندما قال (إن صراعنا مع الصهيونية العالمية، صراع وجود وليس صراع حدود).. عسى أمة (اقرأ) أن تتعظ من هذه الوقائع والأحداث، وتُدرك أبعاد مواجهتها مع أعدائها، وضرورة استنفارها للجهاد والتصدي لهذه المخططات الظالمة، كواجبٍ وطني و(فرض عين) شرعي ديني وأخلاقي ومبدئي وإنساني، ما دامت المواجهة أصبحت مفتوحة وفي كل شبرٍ من الأرض العربية، والعمل بكل القوى والإمكانيات المتاحة على إفشال المؤامرة بمراميها وأهدافها القريبة والبعيدة.

فبعد سلسلة الهزائم النكراء والنكسات والخسائر الكبيرة في الأرواح والأموال والاقتصاد والسمعة والمكانة الدوليتين، التي تكبدتها وواجهتها الصهيونية العالمية – وفي المقدمة منها الإدارة الأمريكية – في كلٍ من العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين..الخ، وعجزها الواضح والجلي – هي وركائزها الحاكمة في المنطقة العربية - عن إيقاف المد الجهادي المقاوم لوجودها على الأرض العربية، والذي أخذ يتصاعد ليشكل خطراً حقيقياً على الاحتلال الصهيوني ووجود كيانه الدخيل، وعلى ركائزها العميلة عموماً في المنطقة.. وبعد يأسها الكلي وفشلها في كسر شوكة " القوى القومية العربية " أو إجبارها على التطبيع معها ومع كيانها المسخ.. بعد كل ذلك، كان لا بد للولايات المتحدة الأمريكية، أن تتخذ خطوات سريعة وجادة لإعادة ترميم علاقاتها التاريخية الحميمة بالحركات الإسلامية وتنظيماتها ومنظماتها التابعة، وعلى الأخص تلك التي سبق وأن رفعت سقف التنسيق معها في السبعينيات من القرن الماضي، إلى مستوى التحالفٍ السياسي – العسكري الاستراتيجي، الذي " تجلبب بالدين " حينها، وهَزمَت به إمبراطورية الإتحاد السوفيتي ودول المنظومة الاشتراكية مجتمعة!؟، وذلك لمواجهة وتلافي تداعي وانهيارات ركائزها العميلة في المنطقة من جهة، وكجزءٍ من " مشروع الحرب المذهبية – الطائفية " الذي أعدًته الصهيونية العالمية ليكون سلاحها ووسيلتها لحماية مصالحها في المنطقة العربية خلال الألفية الثالثة من جهة ثانية، والذي تعتقد الولايات المتحدة الأمريكية أنها بمثل هذا الحلف الجديد الملتحف بالدين والمذهبْية، تستطيع – كما حدث في أفغانستان وأمثالها - مواجهة الفكر القومي العربي، وقواه التي استعصى عليها وعلى أنظمتها التابعة ترويضها، أو القضاء على المد الجهادي العروبي المقاوم لوجودها ومصالحها، خاصةً وأنها أي (الإدارة الأمريكية) قد كان لها تجربة حية في هذا المجال، عندما نجحت بتوظيف وتجنيد هذه القوى والحركات " الإخوان المسلمين " وتنظيماتها الإرهابية التابعة، لتكون رأس حربتها المتقدمة في التحالف الأمريكي – الغربي لاحتلال العراق وتدميره وتمزيقه، وفي إطار التحالف الجديد، كررته في ليبيا ويجري تطبيقه اليوم – وبذات المواصفات البشعة – في سوريا!؟.



فما حدث ويحدث اليوم في فلسطين، ويعتملُ وتُنفذُ خطواته في مصر وسوريا والسودان واليمن وتونس، وحتماً – وكما أكد ذلك الأمير طلال بن عبد العزيز في حديثه عن " قطر" ودورها في أحداث المنطقة – فإن السعودية هي الأخرى، ومثلها كل قطرٍ عربي يمتلك مقومات الدولة، لن تكون في مأمنٍ من هذا " السونامي " المُعَد والمُنتج والمُخرَج من قبل الصهيونية العالمية!!.. أقول إن كل ما حدث ويحدث في هذه الأقطار، يُدلل على إن هذا المخطط الجديد – القديم، لا يستهدف أقطارٍ بعينها، وإنما يستهدفُ أقطار الوطن العربي برمته، سواءٌ منها تلك المعادية لأمريكا والكيان الصهيوني أو الصديقة والتابعة لهما!!، لأن المطلوب – لإدماج الكيان الصهيوني في المنطقة (وهو الهدف المركزي لهذا المشروع الاستعماري) – هو المُضي بعيداً بعيدا في تفتيت وإضعافِ كياننا القومي، بحيثُ يصبح الوطن العربي مقسماً كرقعة الشطرنج، وأن تُجَزأ جميع أقطاره إلى " إمارات " أو " دويلايات ومشيخات " مجهريه في حجم وطواعيةِ " عزبة قطر " مثلاً كما يقول إخوتنا المصريون، ليسهل تسليم إدارة هذه الإمارات والمشيخات للشركات الأجنبية عابرات القارات – كما هو حال بعضها اليوم - وعندها يتسَلم الباب العالي " الأردوجاني – الأطلسي " خلافة ومرجعية هذه الإمارات المجهرية المستقلة في الوطن العربي، تحت شعار " عودة الخلافة!!؟ "، التي تنادي بها هذه الحركات الإسلاموية، والتي ستصبح بقيادة " الباب العالي " إحدى مكونات منظومة " الشرق الأوسط الكبير " التي بَشرت بها ودعت لها وعملت جدياً لتحقيقها الإدارات الأمريكية المتعاقبة، منذُ ولاية " نيكسون " وحتى اليوم، بقيادة أضلاعها الثلاثة المعروفة وهي " إيران وتركيا والكيان الصهيوني!؟ "، وهكذا ووفقاً لهذا المشروع، سيتم - كما أشرنا - إعادة رسم خارطة المنطقة وإماراتها، على أساسٍ " ديني ومذهبي وطائفي وعرقي "، ومن ثم دفع هذه العصبيات الجاهلية المتخلفة، - كلٌ في إمارته ومشيخته – وبشكلٍ جماعي موجه، للعمل أولاً على " اجتثاث " الفكر العروبي القومي – كما يحدث الآن على سبيل المثال في العراق وليبيا والسودان وتونس – انطلاقا من رفض الحركات الإسلاموية للقومية العربية، باعتبارها من منظورهم " بدعة غربية!!؟ "، وثانياً كي تبقى هذه الولايات المذهبية المجهرية الهجينة بعد ذلك، مشغولة في نفسها وبصراعاتها البينية الموجهة أمريكياً وصهيونياً في إطار (الفوضى الخلاقة)، وفي سباقها الدائم والمُتهافت على كسب رضاء (اليانكي) الأمريكي، وخدمة مشاريعه الاستعمارية في المنطقة، وبهذا تعتقد الإدارة الأمريكية أنها ستُجَنِبُ نفسها مستقبلاً، ويلات وكُلفة تجاربها المرة السابقة في التدخل العسكري المباشر لحماية مصالحها، كما حدث في العراق وأفغانستان ولبنان والصومال..الخ، واكتشفت – ولكن بعد فوات الأوان - أنها دفعت ولازالت تدفع، وستستمر تدفع الكثير والكثير نتيجةً لتلك التدخلات العسكرية المباشرة، حتى يأذن الله – عن قريب - بتمزيق كيانها وأفول نجمها وزوالها.. وهذه سنة الله في الإمبراطوريات الظالمة.



هذه الصورة المعبرة عن جدية مُخَططْ تفتيت أقطار الأمة - وكما عايشناها في مواجهات اليمن وليبيا - تتجسدُ اليوم بأبشع صورها في سوريا، حيثُ ينهج هذا التحالف للولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية مع الحركات الإسلاموية هناك، نهجاً تدميرياً شاملاً لكل مناحي البناء الحضاري والثقافي والاقتصادي والتنموي وحتى الأخلاقي، في ذلك البلد الضارب جذوره في أعماق الحضارة الإنسانية.. نهجٌ " شمشونيٌ " حاقدٌ على كل مُنجزٍ فيه، وغيرَ مكترث بذهابِ البلد إلى الجحيم، كي يسقطوا النظام ويصلون إلى السلطة " حتى وإن كان على أشلاء الوطن وجماجم كل أبنائه!!؟، ونفس الدور الذي لعبته ذات الحركات الإسلاموية، في بدايات الغزو الأمريكي – الأطلسي للعراق وأفغانستان وليبيا - دفعت هذه الحركات بكهنتها " كهنة " المذهبية والإرهاب والتخلف والحقد والتحجر والتعصب الدموي الديني، الواحد تلو الآخر، لإصدار الفتوى تلو الأخرى بفتح الحدود والتطوع للجهاد (ليس في فلسطين أو العراق لدحر الغزاة منهما، لأن هذا سيزعج أولياء أمورهم وسيجدون أنفسهم مطلوبين في خانة الإرهابيين!!؟) ولكن في سوريا العربية!! وبإهدارِ (ليس دم نتن ياهو ودماء جنود الاحتلال الصهاينة) وإنما دم الرئيس/بشار الأسد المسلم ودماء أفراد الجيش العربي السوري المرابط في مواجهة الصهاينة!؟.. لا بل ودماء طائفة مسلمة بأكملها من الشعب السوري!!؟.. ومطالبة أمريكا والغرب بغزو دمشق وإسقاط النظام فيها!!؟، تماماً كما أفتوا باستباحة العراق واغتيال شهيد الحج الأكبر صدام حسين واجتثاث البعث، وبقتل الشهيد/معمر القذافي ومناصريه!؟، وأجازوا لحلف الأطلسي تدميرِ واحتلال ليبيا ونهب ثرواتها وتجزئتها!!؟، ضاربين عرض الحائط بكل آيات الله في القرآن الكريم وفي كل الكتب السماوية، المحرمة لقتل النفس المسلمة، وأحاديث سيد الأنبياء وخاتمهم صلوات الله وسلامه عليه، الذي قال في أحدها ما معناه (لهدم الكعبة حجراً حجرا أهون عند الله من قتل مؤمن يقول ربي الله)، كل هذا حقداً منهم على " العروبة فكراً وأمة "، وفي اعتقادهم الواهم أنهم بهذه الفتاوى الإجرامية – الإرهابية، وما ينجم عنها من سفكٍ للدماء، وقتلٍ للنفس التي حرمها الله، يقضون على العروبة هويةً وفكراً وأداةً، وبالتالي يزيحون من أمامهم القوى القومية التقدمية، التي استعصى على قوى الاستعمار والهيمنة (أمريكا والغرب والصهيونية) ترويضها واستخدامها في مشاريعهم الاستعمارية، وفي حروبهم ضد الأمم والشعوب الأخرى، على النحو الذي تمكنوا فيه من توظيف القوى والحركات المتأسلمة وفصائلها الإرهابية في " أفغانستان والعراق والشيشان وصربيا ودول المنظومة الاشتراكية سابقا!!؟؟ ".. وهي اليوم – أي الحركات الإسلاموية – بتحالفها الجديد – القديم هذا، وبدمويتها " الدراكولية " التي صبغت بها " ربيعها القاتم "، إنما لتؤكد لأمريكا، أنها ملتزمة بالضمانات التي قدمتها لها وللإتحاد الأوروبي.. وأنها في سدة الحكم – كما هي اليوم في تنفيذ ما يوكل إليها - ستكون الأوفى والأكثر قدرة على تنفيذ ما يُطلب منها من مشاريع، بكفاءة وقدرات أكبر وأخلص من أنظمة الحكم العميلة المنبوذة شعبياً، التي اعتمدت عليها أمريكا والدوائر الغربية، منذ اتفاقية " كامب ديفد " وحتى سقوط مبارك وبن علي!!؟، ولسان حالها يقول " هذه أعمالنا تدلُ علينا " وعلى وفاءنا!؟.



مُخطط وسيناريو طويل ومتشعب، افتتحوا خطواته الأولى باحتلال العراق وتدميره وتجزئته، ويُمَنون أنفسهم باستكمال أهدافه " بفصلهم الخريفي المجنون " الذي استهدف قلع أمة الضاد من جذورها أرضاً وإنساناً وفكراً وكينونة وحضارة، ولكن كل المؤشرات والمقدمات تقول وتؤكد، إن نهاية هذا المخطط لن تكون إلا وبالاً عليهم وعلى حلفائهم الأمريكيين والصهاينة، لأنهم يُبْحِرُون في مستنقعات ضَحْلة موبوءَة، وتقودهم " بوصلات " الظلمِ والظُلُمات بالضد من إرادة الأمة والحقِ والعدلِ.. قد ينجحون فعلاً في زرعِ الخلاف والشقاق والفرقة.. بل والدفع بأبناء الوطن الواحد إلى الاقتتال والتناحر كما حدث ويحدث في اليمن وليبيا وسوريا والسودان ومصر والبحرين، وقد ينجحون حتى في تمزيق أوطاننا المُجزأةُ أصلاً، كما نجحوا في السودان والعراقِ والصومال وليبيا مثلاً، ويُحاولون في سوريا ومصر واليمن وحتى في السعودية!؟.. وقد يجنون بعض المكاسب المادية والسياسية نظير هذه الصفقة الخاسرة دينياً ووطنياً وأخلاقيا، ويحققون بعض الأمن لحليف حليفهم (الكيان الصهيوني) لزمنٍ محدد، حتى يتمكن من تنفيذ مخططه المرسوم في القدس الشريف على أمل استكمال وهم " الوطن البديل "!؟.. ولكنهم قطعاً سيخسرون أضعافٍ مضاعفةٍ أثناء وبعد عملية " المخاض " الحالية، التي يقودونها اليوم بتحالفاتٍ مصلحيه آنيةٍ، تخالف النصوص القرآنية المحرمة (موالاة الكفر) ضد إرادةِ أمتهم، وهم يعلمون يقيناً إنها ستكونُ وبالاً عليهم على الأمد القريب والبعيد.. وفي النهاية - والمؤمنين.نتائج المعارك والمخاضات الغير متكافئة القائمة اليوم -، فلن تغير من حتمية انتصار الحق وأصحابه (.. وكان علينا نصر المؤمنين.. صدق الله العظيم).. ولم ولن تغيرَ مُطْلقاً منواحدة.إن أمةُ العربِ واحدة.. وإن العرب سيبقون – كما كانوا بالنسبة للرسالات السماوية التي كانت الأرض العربية مهبطاً لجميعها - صمام أمان حماية وصون وانتشار الرسالة المحمدية بعد الله عزً وجلً.. ذلك لأن لغة القرآن عربية، ولسان أهل الجنة العربية.. ولأن العروبةُ جَسَدٌ رُوحَهُ الإسلامُ.. ولأن واحدأقطارها،مة العربِ - بمختلف أديانها وطوائفها وقومياتها، وعلى تعدد المذاهب والمعتقدات فيها – مبدأٌ أصيلٌ في مُكَونُ انتمائها الحضاري العربي.. وأن وحدة أقطارها، هو المصير الحتمي، مهما تعثرت خطواتها وبَعُدَ أوانها.. وإن الديمقراطيةُ وحقوقِ الإنسانِ – كمنظومةٍ لازمة لِتَحْقيقِ الحريةِ والعدلِ والمُساواةِ، ولتمكين الإنسان من الحياة وفق ما أراده واستهدفه الباري عزً وجل من خلق الإنسان لخلافته في الأرض، هما من السمات والمبادئ العقائدية والروحية والإيمانية لأمةِ العرب، وإن هذه الرياح الصفراء المنبعثة عن " وسنامي " الحقد والتخلف والعمالة والإرهاب، ستبددها حتماً إرادة الأمة في الجهاد والمقاومة والانتصار لقضاياها العادلة... ولك الله يا وطن.

15 آذار/مارس 2012م.

تبديل الجواسيس بقلم: غازي أبو فرحة

لقد حولت أمريكا الربيع العربي إلى عمليات لتبديل الجواسيس الذين انتهت صلاحياتهم بجواسيس جدد بصلاحيات جديدة؛ فقد بدلت الجاسوس مبارك بالجاسوس طنطاوي، والجاسوس بن علي بالجاسوسين الغنوشي والكرزاي المرزوقي، والجاسوس علي عبد الله صالح بالجاسوس عبد ربه منصور هادي، والجاسوس الأسد بالجاسوس غليون.
إن أمريكا تركب موجة الثورات العربية عن طريق قناة الجزيرة وتخون جاسوسها القديم الذي يقمع الثورة لتبدو إنسانية وديمقراطية وتصدّر جاسوسها الجديد؛ بالنسبة إلى ليبيا فالقذافي  كان ثوريا في بدايته وحارب أمريكا والغرب ولكنه أذعن في النهاية للأمريكان بعد أن قصفوا منزله وقتلوا ابنته عام 1986 فأرسلوا له جاسوسة (ليلى شرعب) يزني بها وتراقبه مدة خمس وعشرين سنة (1986-2011) كي يوقفوا القصف عن منزله؛ كما أنه عامل الشعب الليبي بفوقية وأخذ يجري عليهم التجارب كاللجان الشعبية والكتاب الأخضر والبيت لساكنه وغيرها؛ وبعد أن كبر أبناءه جعل من ليبيا عزبة له ولعائلته، وأطلق على الشعب الليبي لفظ الجرذان مما حفز الشعب الليبي على التخلص منه وقتله ولكن للأسف بمساعدة شياطين الناتو؛ وحاولت أمريكا والناتو دفع ليبيا للاعتراف بإسرائيل وفتح سفارة لها كمكافأة على مساعدتهم لها  وأرسلوا الكاتب اليهودي الفرنسي برنار ليفي الذي طالبهم بذلك وهو الذي شجع الناتو على التدخل في ليبيا على أمل أن يحصل منها على مكافأة الاعتراف بإسرائيل ولكن الشعب الليبي العربي الأصيل رفض ذلك وبشدة بالرغم من أن الجاسوس عبد الجليل ذهب إلى قطر (مقر ال CIA) وطالبهم عدم الانسحاب من ليبيا ولكنهم رفضوا لجبنهم وخوفهم من انتقام أحرار ليبيا مما حفز الأميركان على إرسال جورج ماكين الذي اجتمع بالجنوب الليبي وطالبهم بفصل الجنوب كما فعلوا بالسودان وكذلك شرق ليبيا الذي طالب بما أسمي بالمثقفين بفصل شرق ليبيا لتبدأ حرب أهلية تجني أمريكا ثمارها ولكن يقظة الشعب الليبي أحبطت المخطط الاستعماري الجهنمي الرهيب؛ لقد أرسلت أميركا استدعاء للكيب رئيس الوزراء الليبي المنتخب كي يطبعونه ويسألونه عن تدريب ثوار سوريين في ليبيا مع أنهم في الظاهر يؤيدون الثورة السورية؛ والكيب لم يخيبهم فقد أثبت أنه عديم الكرامة الوطنية عندما تكلم في المؤتمر الصحفي باللغة الإنجليزية نفاقا لأمريكا ولم يتكلم بلغة قومه اللغة العربية بالرغم من أن القذافي الذي ثار عليه الليبيون كان يحترم لغة قومه ويحافظ على كرامته الوطنية؛ فما الداعي لخسارة كل هذه الدماء الليبية الزكية إذا كانت النتيجة الرجوع للوراء وعدم المحافظة على الكرامة الوطنية؛ إن التنازل في موضوع الكرامة الوطنية يتبعه تنازلات أخرى.
وفي تونس أحضروا الغنوشي من ثلاجة لندن السياسية وأحضروا الكرزاي المرزوقي من ثلاجة باريس وداست المخابرات الأمريكية على رجل الغنوشي وأمرته أن يذهب إلى قطر (قيادة CIA) التي أعطته خمسين مليون دولار اشترى عمارة بوسط العاصمة مقرا لحزبه الإسلامي زورا وبهتانا لأن الإسلام يحرم التعاون مع الكفار أعداء الإسلام والمسلمين أو مع وكلاءهم من مدعي الإسلام؛ وخاض الانتخابات وحصل على 40% ؛ وبعدها أرسل له معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى التابع للوبي الصهيوني أيباك دعوة وسافر إلى هناك وقدم للشياطين الصهاينة شهادة حسن سلوك عن عدم عداءه لإسرائيل وعدم تأييده للإسلام الجهادي وعدم تأييده لحماس في غزة؛ وعندما أنكر ذلك نشروا تصريحاته بحذافيرها. إن الرشوة التي أخذها (50 مليون دولار)عن طريق قطر عكست مواقفه السابقة المعلنة 180 درجة.
لقد زوج والدي أختي الصغيرة لابن أحد التجار ولقد جلست عنده بالمتجر فحضر مدير الأوقاف وأخذ كيلو شاي لم يدفع ثمنه وانصرف؛ فسألت نسيبنا: لماذا لم تطالبه بثمن الشاي؟ فأجاب: إني أحتاجه فقد أعين أحد أقاربي الفقراء خادم مسجد أو مؤذن أو إمام؛ وأضاف: أنا أصرف كل أموري بالرشوة وأرشي كل الموظفين الرسميين في الشرطة والمحكمة ودائرة السير (المرور)؛ فسألته إذا رفض موظف الرشوة؟ فقال: إن كل شخص مستعد للرشوة ولكن يختلف السعر بين شخص وآخر؛ لقد ظلت هذه العبارة ترن في أذني كلما أسمع عن رشوة السياسيين الذين تنقلب مواقفهم من النقيض إلى النقيض بعد تلقي الرشوة.
وفي مصر حيث بدلت أمريكا الجاسوس مبارك بالجاسوس طنطاوي رئيس المجلس العسكري الذي كله جواسيس متملينيين؛ لقد أفسدت أمريكا الجيوش العربية بأن جعلت الأذكياء لا يترفعون فوق رتبة عقيد إلا إذا كان فاسدا يحب المال أو النساء أو كليهما حب غير عادي (طماع أو زير نساء)؛ فقد حدثني شخص من بلدياتي كان يعمل مترجما بالحرس الوطني السعودي بأنه قد رافق ضابطا في دورة عسكرية لأمريكا ولشدة غباءه قال له إنك سوف ترتفع رتبتك وأضاف بالفعل ارتفعت رتبته وأهداني هدية لأني بشرته بالترفيع؛  لقد أصدرت قيادة الجيش المصري أوامرها بالتصدي للمتظاهرين بقوة السلاح ولكن الضباط من رتبة عقيد ونازل (الغير ملوثين) رفضوا الأوامر واستغلت أمريكا الوضع بإعطاء البطولة للمجلس العسكري الخائن كي تنفذ مخططاتها الشيطانية عن طريقه؛ إن طنطاوي واضح عليه الغباء الشديد لكنه متملين لكن رئيس الأركان سامي عنان واضح من وجهه أنه طماع ومتملين؛ إن المصريين عندما يفاوضون المجلس العسكري فإنهم يفاوضون CIA بواسطة المجلس العسكري الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى له من ال CIA ؛ لقد أغرقوا المصريين بترهات فارغة عن الدستور والانتخابات وهي تداور لهم كي تخدعهم لأن السياسة الأمريكية هي فن الخداع؛ لقد وصلوا مع الإخوان المسلمين الفائزين بالانتخابات إلى أن يتوافقوا على رئيس مقبول أمريكيا أي جاسوس أمريكي لأن أمريكا لا تقبل إلا الجواسيس لأنها معادية للشعوب ولا ينفذ المخططات المعادية لأمته إلا جاسوس؛ وفلسفة الإخوان أنهم تعلموا من الدرس الفلسطيني لكن الفرق واضح بين فلسطين المحتلة ومصر المحررة حتى في فلسطين فإن حكم الاحتلال المباشر أفضل من الغير مباشر بواسطة جاسوس متعاون مع الاحتلال من بني جلدتنا؛ وحاولوا أن يتوافقوا على الجاسوس المهترئ عمرو موسى أو الجاسوس نبيل العربي مهندس اتفاقيات كمب ديفيد المذلة والمهينة ؛ والذي فضحه ابن أمير قطر بأن طلب منه خمسين مليون دولار على موضوع سوريا.
لقد أثبت الإخوان المسلمون بأنه تنقصهم شجاعة أبي بكر الذي قال: والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه للنبي حتى آخذه أو أهلك دونه.؛ كما تنقصهم كياسة عمر بن الخطاب الذي قال: لست بالخب ولكن الخب لا يخدعني.؛ إن الذي يرفع راية الإسلام يجب أن يتخلق بأخلاق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الأبرار المجاهدين رضي الله عنهم لا أن يصبح مطية للخب الأمريكي CIA تخدعهم صبح مساء وتجعلهم يتخلون عن ثوار ميدان التحرير الأشاوس الذين قدموا دماءهم وأرواحهم في مواجهة الجواسيس وكلاء الكفار الأميركان بحجة أنهم علمانيون.لقد حولت CIA البرلمان المصري الجديد إلى حديقة هايد بارك في لندن حيث يتكلمون ويشتمون ويجعجعون وفي النهاية تصنع CIA ما تريد بواسطة جواسيس المجلس العسكري كما حدث في تسفير جواسيس الجمعيات التجسسية الأمريكية بالقاهرة؛ إن الإسلام ضد الجبن والغباء والتنبلة فعندما رأى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه شخصا يطيل السجود بالصلاة فعلاه بالدرة (ضربه بالعصا) وقال له: قم أمت علينا ديننا أماتك الله.
الجاسوس الماسوني علي جمعة الذي عينه الجاسوس مبارك شيخا للأزهر يجمع حوله مجموعة من الجواسيس يفرضها على الحياة السياسية المصرية لحرف مسار الثورة المصري باتجاه التبعية لأمريكا وعتاة الجواسيس المتأمركين الذين يضمهم الجاسوس البرادعي الذي ساعد أمريكا على تدمير العراق والجاسوس زويل المطبع مع إسرائيل والجاسوس الثرثار حمزاوي.
وفي اليمن قاموا بتبديل الجاسوس علي عبد الله صالح بنائبه الجاسوس عبد ربه منصور هادي مع الإبقاء على جواسيس الجيش أبناءه وابن أخيه في الجيش والحرس الجمهوري والطيران؛ وذلك في ما سمي بالمبادرة الخليجية والحكام الخليجيين ما هم إلا جواسيس وكلاء للمخابرات الأمريكية المجرمة التي تهيمن على المنطقة العربية وتنهب ثرواتها بواسطتهم.
وفي البحرين فإن العرب كلهم ضد الثوار الذين يرفعون صور الخميني ولكننا لسنا مع الجاسوس ملك البحرين الذي تعاون مع ويليام كوهين وزير الدفاع الأمريكي على قتل أبيه الذي أبدى قليلا من الانزعاج لضرب العراق بواسطة الأسطول الأمريكي الخامس المرابط في البحرين؛ لأننا لا نريد عراقا آخر في البحرين حيث سلمت أمريكا المجرمة الحكم بالعراق للشيعة الصفويين الذين أمعنوا القتل بالعرب السنة الذين هم الآن في نكبة أكبر من نكبة فلسطين وأكثر من مليوني مهجر منهم خارج بلدهم لأنهم لو رجعوا لقتلهم الصفويون؛ حتى الخونة مثلهم من السنة مثل الهاشمي لم يسلموا من أذى الشيعة الصفويين الجنازيريين.
وفي سوريا حيث يدعي الأسد أنه رمز المقاومة والممانعة وهذه عادة الجواسيس حيث يدعون لأنفسهم البطولة والوطنية وهم عكس ذلك تماما؛لقد باع حافظ الأسد هضبة الجولان لإسرائيل عام 1967 عندما كان وزيرا للدفاع بمبلغ 100 مليون دولار مسحوبة على بنك سويسري استطاعت المخابرات المصرية الحصول على صورة من الشيك ما زالت محفوظة في خزنة عبد الناصر؛ إن هضبة الجولان خصوصا من جهة فلسطين (لأنها شاهقة وفي منتهى الوعورة) لا يستطيع أي جيش في العالم احتلالها بما فيه الجيش الأمريكي والسوفييتي ولكن الأسد أعلن سقوطها من راديو دمشق وأمر بسحب الجيش السوري منها قبل ساعة من دخول أول جندي إسرائيلي؛ وقام سليم حاطوم قائد قوات المغاوير (وهو درزي والجولان كله دروز) بالهجوم على دمشق للانقلاب على الحكومة فقمعه حافظ الأسد بالطيران وقتله، وفي عام 1987 (بعد عشرين سنة من حرب 67) طبع جنرال إسرائيلي مذكراته في أمريكا وقال فيها: لقد انتصرنا في حرب 67 انتصارا ساحقا بسبب ثلاثة جواسيس منهم عبد الحكيم عامر وحافظ الأسد؛ وفي حرب أيلول الأسود بين الأردن والفدائيين الفلسطينيين عندما دخل الجيش السوري للأردن لمساعدة الفدائيين واحتلوا إربد طلبت إسرائيل وأمريكا من الأسد (وكان وزيرا للدفاع) أن ينقلب على الرئيس الأناسي الذي أرسل الجيش وسمى انقلابه بالحركة التصحيحية وظل يشتم ويسب إسرائيل وأمريكا للتغطية على جاسوسيته لكنه حافظ على احتلال إسرائيل للجولان بمنتهى الأمانة والإخلاص فقد حلل القرش الذي أخذه منهم.
إن المجازر الرهيبة التي يرتكبها الأسد في سوريا يندى لها جبين الإنسانية؛ إن بشار الأسد كالطفل المدلل ضعيف وطفولي لدرجة أنه لا يستطيع نطق بعض الحروف كحرف السين الذي ينطقه ثين؛ ولكن السفاح الحقيقي هي أمه السفاحة المجرمة أنيسة مخلوف أرملة سفاح حماه المقبور حافظ الأسد وابنها الأصغر شرّاب الدم ماهر الأسد قائد فرقة الحرس الجمهوري؛ أخوها رامي مخلوف أكبر لص ملياردير في سوريا وهو صاحب شركة التلفون المحمول السورية التي تكسب المليارات من عرق السوريين.
إن اسم الأسد كثير عليه وكان غلطة من القائد الشهيد جمال عبد الناصر حيث حضر الضباط السوريين الذين انقلبوا على الانفصاليين إلى القاهرة وأخذوا يحدثون عبد الناصر عن سير الانقلاب فقالوا له إن أكثر واحد ضرب الانفصاليين هو هذا الوحش وكان اسمه حافظ الوحش وعائلة الوحش معروفة في بلدة القرداحة بسوريا وكلمة الوحش في اللهجة المصرية كلمة غير محببة فما كان من عبد الناصر إلا أن قال: ده أسد؛ ومن يومها واسمه حافظ الأسد مع أن ليس فيه من الأسد إلا الوحشية بينما هو موغل في الغدر والخيانة اللتان ليستا من شيم الأسد.
إن رئيس المجلس الوطني للمعارضة برهان غليون جاسوس متصهين وهو من أنصار التبعية للغرب وعديم الكرامة الوطنية ولا يجوز أن يمثل الدماء السورية الزكية الطاهرة التي تسيل يوميا وبغزارة على مذبح الحرية؛ كما أن الجاسوسة المدعوة باسمة قضماني الناطقة باسم المجلس قالت بأنه لا يوجد بينها وبين إسرائيل أية مشكلة كأن الجولان المحتلة ليست سورية وفلسطين ليست عربية وكثير من أعضاء المجلس المتصهينين الذين يتخذون نفس المواقف الخيانية لرئيس المجلس والناطقة باسمه؛ وإن هذا المجلس تصدره قناة الجزيرة الناطق الخجول باسم CIA وقناة العربية الناطق الوقح باسم  CIA والجامعة العربية الماسونية التي تمثل الحكام العرب الجواسيس الذين يريدون أن يغسلوا خيانتهم بتأييدهم للثورة السورية كما تغسل أموال المخدرات القذرة؛يصدرون هذا المجلس الخائن كي يمثل الدماء السورية الزكية الطاهرة التي يسفكها نظام الأسد الطائفي العلوي  وزبائنته من الشبيحة العلويين الأوغاد الذين لن يطول الزمان حتى يتخلص السوريون منهم لأن السوريون مصممون على الحرية ويقدمون قوافل الشهداء الأبرار يوميا على مذبح الحرية وسوف ينصرهم الله بدون مساعدة خارجية فيجب أن لا يلتفتوا إلى مساعدة خارجية خصوصا من أمريكا والناتو فلا أحد يريد قبلات الذئب الأمريكي السفاح المجرم المخادع الذي يدعي الإنسانية والرحمة وهو عكس ذلك تماما.
إن التركيز على حزب البعث من قبل جواسيس CIA هو لخدمة أمريكا المجرمة وقد ادعى الجاسوس الأسد أنه بعثي زورا وبهتانا كي يغسل نفسه من الجاسوسية ويخرب البعث ويجلب له العار لأن البعث كان ثورة على الجواسيس وله بعض الأخطاء لكن لا يحق للجواسيس انتقاده.
إن الصين وروسيا عندما صوتتا في مجلس الأمن لمصلحة السفاح الأسد أثبتتا غباء سياسيا منقطع النظير وانعدام الرؤيا؛ فإن أي إنسان ولو كان محدود الرؤيا يدرك أن الأسد لن يدوم وأن الرهان علبه رهان خاسر، وأن أي شخص ولو كان قليل الذكاء يدرك كذب الأسد بأنه ضد الاستعمار والصهيونية وهو في الحقيقة حامي الاستعمار والصهيونية وما علاقته بالصين وروسيا إلا حيلة لذر الرماد في العيون وليتذكروا جولاته الخيانية الإرهابية في الجولان وتل الزعتر وحماه وفي الثورة السورية الحالية التي يشترك فيها كل الشعب السوري البطل؛ وأخذ النظام يكذب أكثر من ثمانية شهور ويقول لا يوجد ثورة ولا شيء وهذا كله فبركات إعلامية ثم عندما أخذ ينشق الجيش السوري الحر رافضا أوامر الأسد بذبح شعبهم أخذ الأسد يقول هذه مجموعات مسلحة مرسلة من الخارج إن الصين وروسيا شاهدي زور في مجلس الأمن تخدعهما أمريكا وكان المجلس عام 1991 يصدر القرار تلو القرار ضد العراق لحصاره الحصار الجائر الذي قتل مليون طفل عراقي بسبب نقص الأدوية وحليب الأطفال؛ كما أن روسيا شاهد زور أيضا في اللجنة الرباعية لفلسطين والمكونة من أمريكا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا؛ إن الثلاثة الأوائل يعملون لمصلحة إسرائيل لكن المفروض أن تعمل روسيا لمصلحة فلسطين فهي لا تعمل ولكنها تستطيع إيقاف القرارات التي تصدر لمصلحة الاحتلال الإسرائيلي لكنها لا توقفها حيث تخدعها أمريكا. إنه وبعد كل ما حصل فإن العرب يعتبرون روسيا والصين أشرف بألف مرة من الأمريكان اللصوص الإرهابيين المجرمين القذرين الأوغاد ونعتبر أن ما حصل هو نوع من سوء التقدير الذي سوف يتعدل بالرغم من تألمنا الشديد لما حدث.
لا شك أننا نحن العرب نعيش عصر الجواسيس والمؤامرة النفطية منذ اختراع السيارة عام 1897 وكون وقودها في الأرض العربية النفط الذي كان يظهر في العراق بأن يرفع سطح الأرض على هيئة حبوب النفط أو النفطة التي تظهر في وجه الإنسان فقسموا الأرض العربية باتفاقية سيكس بيكو إلى دويلات طفيلية وأصدروا وعد بلفور لإعطاء فلسطين لليهود كمشروع نفطي لنهب النفط العربي وكمسمار جحا للاستعمار وأغدقوا عليها شتى أنواع الأسلحة والمال المنهوب من نفط العرب كي تظل تضرب العرب والاستعمار يحضر لفض النزاع وزير خارجية قادم ووزير خارجية رايح وبدل أن يداووا الجرح يضعون عليه الملح كي يشتد الألم؛ وأرسلوا الجواسيس للمنطقة العربية وأهمهم الجاسوس لورنس المستعرب الذي كان لقيطا ومثلي الجنس كما ذكر في كتابه:أعمدة الحكمة السبعة وهو الذي درب قوة من البدو الذين حاربوا الأتراك وطردوهم من الأرض العربية بعد أن كانت الدولة العثمانية مهزومة في الحرب العالمية الأولى وأسس الجاسوس لورنس لقيام إسرائيل والدويلات الطفيلية التي حولها ، والجاسوس جون فيلبي والذي ادعى الإسلام وسمى نفسه عبد الله فيلبي وخطب في الحرم المكي وحرض الحجاج على محاربة ابن الرشيد الذي رفض أن يتعاون مع الإنجليز؛ إن عبد الله فيلبي هو الذي أشار على عبد العزيز بن سعود بتسميته ملك المملكة العربية السعودية بعد أن كان اسمه سلطان نجد والحجاز وكان عبد الله فيلبي أول وزير خارجية للسعودية، ثم استلمت أمريكا المؤامرة من بريطانيا التي شاخت وانكمشت عام 1945 وكان اجتماع الرئيس الأمريكي روزفلت بعبد العزيز ابن سعود في مصر بداية استلام أمريكا لراية المؤامرة القذرة المسلطة على العرب وكان روزفلت ذاهب إلى يالطا بإيران لتقسيم غنائم الحرب العالمية الثانية فكرس روزفلت الاستعمار الأمريكي الجديد وأسست أمريكا وكالة المخابرات المركزية CIA وأناطوا بها مسؤولية الاستعمار الجديد لتدبر المكائد والدسائس لنهب النفط الذي أصبح أهم مادة للحضارة البشرية بعد اختراع السيارة والمحركات التي تعمل بالنفط؛ وكان ألان دالاس مؤسس CIA يقيم أغلب وقته في استانبول لترتيب أمور المنطقة؛ حيث أسس قيادة المخابرات المركزية في الشرق الأوسط في استانبول والتي انتقلت إلى بيروت ثم انتقلت من بيروت بعد الحرب الأهلية اللبنانية التي أججتها واكتوت بنارها ؛ ثم انتقلت إلى قطر بعد أن انقلب أمير قطر على والده وابتزته أمريكا لتوافق له على الانقلاب ؛ والذين ينظرون إلى قطر كيف أن دورها أكبر من حجمها فلا يدركون أنها تمثل ال CIA حيث توجد قيادتها الإقليمية في قطر وأنها هي الحاكم الفعلي للدول العربية حيث يقول الكاتب الإنجليزي بيتر رايت في كتابه صائد الجواسيس عن سيرة الجاسوس كيم فلبي ابن عبد الله فلبي : تحكم الدول الموالية للغرب من خلال شقة في عمارة بوسط العاصمة بها جاسوس مخابرات أمريكي يعاونه جاسوسان محليان وهؤلاء الثلاثة هم الذين يقررون الحرب والسلم وتشكيل الوزارة وحل الوزارة وتسمية الوزراء وحاكم الدولة مثل العريس لا يفعل شيئا إلا ما يأمرونه به؛ ويشكك كثيرون بالمؤامرة وإن كل من يشكك بالمؤامرة فقد تآمر، وإن المخابرات الأمريكية تطلق كثيرا من البالونات للتشكيك بالمؤامرة بأن تشيع بوجود مؤامرات مزعومة ثم تنفسها للتشكيك بالمؤامرة الفعلية الموجودة على الأرض والتي هي من صنعها وتريد أن تخفيها؛ فقد حاول الجاسوس الأمريكي كوبلاند شراء عبد الناصر عام 1954 فساومه عبد الناصر على أربع ملايين دولار ثم أحضر المبلغ فأخذ عبد الناصر منه الشنطة وقال لعلي صبري عدهن فعدهن وقال لعبد الناصر ناقصات ورقة ال 100 فقال له عبد الناصر معلهش ابنوا فيهن برج القاهرة واكتبوا عليه: هذا وقف الرئيس روزفلت؛ فما كان من كوبلاند إلا أن انتقم من عبد الناصر بأن أصدر كتابا تضليليا أسماه لعبة الأمم صنف الحكام العرب إلى عملاء لبريطانيا وفرنسا وأمريكا وصار هذا الكتاب حجة (بدل القرآن أستغفر الله) لحزب التحرير الإسلامي اللاجهادي أو حزب التؤوريا أو الحزب النظري، وصار الحزب يهاجم عبد الناصر من خلاله هو وحزب الإخوان المسلمين الذين تمولوا وتسلحوا من ال CIA وأطلقوا النار على عبد الناصر في الإسكندرية.
إن المخابرات الأمريكية تحكم أمريكا أيضا ولكن الذي يحكم المخابرات هم رجال المال والأعمال في شارع وول ستريت بنيويورك وأغلبهم يهود صهاينة وإن الذي اكتشف أوباما هو مدير بنك جولدن ساسكس في وول ستريت عندما أحس فيه قدرة خطابية فمول حملته الانتخابية هو وباقي الصهاينة زملاءه حتى نجح لكنه لا يحكم هو وهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية وباقي الحكومة والكونغرس والنواب للمنظرة فقط وللظهور المخادع أمام العالم بالديمقراطية؛ عندما تلوث خليج المكسيك بالنفط أصدر أوباما قرارا رئاسيا بوقف العمل النفطي بخليج المكسيك فلم يكمل قراره الرئاسي 24 ساعة فقد استخرجت شركة النفط الإمبراطورية البريطانية BP قرارا من المحكمة الفيدرالية الأمريكية ببطلان القرار الرئاسي؛ إن أوباما هو خائن الملونين حيث قصدت أمريكا من انتخابه خداع الملونين بالعدالة والديمقراطية وعدم التمييز مع أنها تتصرف العكس على أرض الواقع؛ لقد اغتالت ال CIA الرئيس الأمريكي جون كندي عام 1963 الذي رفض التورط في فيتنام بأمر من الصهيونية وتجار السلاح واتهمت المخابرات السوفييتية التي نفت ذلك.
 إن أمريكا بحكم المنهارة اقتصاديا فقد وصل العجز إلى 112% من الإنتاج؛ حيث أن إنتاجها (نقديا)  8% من إنتاج العالم وأن استهلاكها 17% من إنتاج العالم؛ أي أن العجز 9÷ 8 ×100=112% العجز الأمريكي الحقيقي مع العلم أن العجز المعلن هو 8,7% وهو أكثر بقليل من عجز اليونان المفلسة البالغ 8,5% ؛ إن العجز المعلن تعوضه أمريكا بالاستدانة فهي أكبر دولة مدينة بالعالم وبلغت ديونها 15 تريليون دولار؛ كما أن الفرق بين العجز الحقيقي والعجز المعلن تعوضه أمريكا بطباعة الدولار بدون غطاء على حساب مدخرات العالم؛ وهي تطبع أكثر من تريليوني دولار سنويا بحيث لا تنكشف وتحافظ على وضع الدولار بالسوق خصوصا بالنسبة للذهب فقد باعت معظم رصيدها الذهبي كي تضبط ارتفاع سعر الذهب؛  وقد قلت لأحد مسئولي السفارة الصينية بالخرطوم قبل سنتين بأن الصين تستطيع أن تجعل أمريكا تنهار خلال يومين فقط؛ فسألني كيف؟ فقلت له: أن تشتروا بمدخراتكم الدولارية البالغة تريليوني دولار ذهب من السوق العالمية فتحدث فقاعة فيصفر الدولار وتنهار أمريكا وتمكث سبع سنين بالإنعاش حسب نظريتي نظرية تعاقب الأجيال الجيل الباني والجيل المستهلك؛ اليوم المدخرات الصينية زادت إلى ثلاثة تريليون وهي لا تفعل ذلك؛لا تريد القضاء على أمريكا بالضربة القاضية بدون إطلاق ولا رصاصة بالرغم من استطلاعات رأي الشعب الأمريكي أن الصين أكبر عدو لأمريكا؛ مدخرات الخليج (الصناديق السيادية) تبلغ ثلاثة ونصف تريليون دولار تستطيع أن تفعل ذلك ولكنها لا تفعل لأن أمرها ليس بيدها فأمريكا ولية أمرها؛ لقد أغلقت الصين مصانع أمريكا التي أضحت وكلاء للمصانع الصينية؛ وصارت المصانع الأمريكية تربح أكثر مما لو كانت تصنع لأن الصين تبيع لهم البضاعة بنفس المواصفات القياسية الأمريكية (الجودة) بربع السعر لأن الذي يمسح الزجاج في المصنع الأمريكي راتبه أعلى من مدير المصنع الصيني؛ لكن ربح المصانع الأمريكية كان على حساب العمال الذين سرحتهم المصانع فبلغت نسبة البطالة في أمريكا 9% تدفع لهم الحكومة الأمريكية مخصصات بطالة أو تخلق لهم وظائف وهمية (غير إنتاجية) من الدولارات التي تطبعها على حساب مدخرات العالم.
لقد وصل الربيع العربي إلى السعودية التي أخمدتها بتنفيذ مشاريع لتشغيل العاطلين عن العمل بتكاليف قدرها 19 مليار دولار أي إنتاج 19 يوم فقط من إنتاج السعودية النفطي البالغ أكثر من مليار دولار يوميا؛ إن الثروة النفطية لدول الخليج ثلاثة أرباعها لأمريكا والصهيونية والربع فقط للشعوب؛ فقد بلغت مدخرات الخليج في أوروبا وأمريكا (الصناديق السيادية) ثلاثة ونصف تريليون دولار تستفيد منها أمريكا والغرب ولهم الأرقام فقط؛ لقد بلغت تركة الأمير سلطان وزير الدفاع السعودي السابق المعلنة 370 مليار دولار بعد أن أخذت الحكومة السويسرية منها ضريبة التركات (حسب القانون السويسري) وقدرها 45% من المبلغ أي 300 مليار دولار وبقي للتوزيع على الورثة 370 مليار دولار؛ وأن الورثة سوف لا يسحبون هذه المبالغ لأنهم سوف يسرقون غيرهن؛ إن 300 مليار دولار التي أخذتها الحكومة السويسرية تعادل أربع أضعاف ميزانية مصر التي سكانها 80 مليون نسمة؛ كما تعادل 16 ضعف المبلغ الذي أخمدت به السعودية الانتفاضة؛ هذا عدا عن تركته بأمريكا والتي لم يعلن عنها وتمنع CIA الإعلان عن ثروات أمراء الخليج كما تمنع جمعيات أثرياء العالم إدراجهم بقوائمها فقط تسمح بإدراج الوليد بن طلال لأنه أفقر واحد؛ إن ثلاثة أرباع ثروة الخليج النفطية يسرقها الحكام (الأمراء والمشايخ) ويحولونها إلى أوروبا وأمريكا لتذهب كضريبة تركات أو بلطجة أمريكية في وضح النهار وكذلك طباعة العملة الأمريكية الدولار بغطاء من هذه المبالغ؛ إن دول الخليج عندما تقف لفظيا مع الثورات العربية فإن هذا يشبه غسيل أموال المخدرات القذرة حيث تريد أن تغسل عنها عار الاستبداد واللصوصية والخيانة لأمريكا الإرهابية القذرة؛ فتؤيد الثورات لفظيا فقط ولكنها عمليا لم تقدم للثورة المصرية شيئا بالرغم أنها أعلنت أنها ستقدم ولكنها ربطت مساعداتها بالإفراج عن الجاسوس مبارك بإهانة لأرواح الشهداء المصريين الذين سفك دماءهم الجاسوس مبارك.
كذلك أمريكا الإرهابية تغسل نفسها كغسيل أموال المخدرات القذرة عندما تقف مع الثورات العربية كي تركب الموجة وتوجه الثورة لصالحها وتبدل الجواسيس وكي تبدو كالحمل الوديع وهي ذئب مفترس بفروة حمل.
سألوا جاسوس مخابرات أمريكي: لماذا لم تنجحوا في الصومال وأفغانستان؟؛ فقال: لأنه لا يوجد فيهما مثقفين. تصور كيف يتعلم الإنسان ويتثقف ليخرج من ربقة التخلف فيصبح مطية لعدوه كالحمار يركب عليه عدوه ويوجهه حيثما يريد؛ إن CIA  تتدخل في كل شيء للعرب من الإعلام حيث جريدة الشرق الأوسط والحياة وفضائيات mbc  التي تخرب اللغة العربية تخريب متعمد وممنهج ؛ وتتدخل حتى في المطبخ بقناة فتافيت (كلوا ما لذ وطاب واتركوا السياسة لنا)؛ وتشيع الإحباط بين العرب للسيطرة عليهم ونهب ثروتهم؛ إن أمريكا لص بلطجي دولي لا تعرف الفضيلة ولكن تدعيها بقصد الخداع.
لقد كان الربيع العربي خريفا على فلسطين حيث تحكم بها مسمموا القائد عرفات والذين أسقطهم الناخب الفلسطيني وفرضتهم أمريكا وإسرائيل على الشعب الفلسطيني وأخذوا يحمون أمن إسرائيل مما طمّع إسرائيل فتراجعت عن مواقفها السابقة وتصلبت وزاد أذاها للشعب الفلسطيني؛ وطمع المستوطنون الذين كانوا إذا رأوا طفلا فلسطينيا يفرون هاربين مذعورين خوفا من حجارته فأخذ المستوطنون بعد أن أمنوا ظهورهم أخذوا يعتدون على المزارعين الفلسطينيين ويقلعون أشجار الزيتون ويحرقون المساجد.
إن الجواسيس الذين تسلطهم أمريكا على العرب سواء القديمين أو الجدد كلهم إخلاص لأمريكا أكثر من نفسها ويفدونها بالمهج والأرواح؛ لقد أخمدت CIA ثورتي الأردن والمغرب بإشاعة أنها سوف تضمهم لمجلس التعاون الخليجي كي ينعموا بالعز الذي يرفل فيه الخليجيون ووافق على ذلك الملك عبد الله بن عبد العزيز(لأنه مستعد أن يوافق للمخابرات الأمريكية CIA على أي شيء إشاعة كان أو صحيحا فقط أن يوافقوا له استمرار جلوسه على الكرسي) ثم تراجعت عن طريق الكويت بعد أن زال زخم الثورتين (قطعت لنص الثورتين) ولم يكن ذلك أكثر من ذر للرماد بالعيون.
يقوم جواسيس أمريكا بسرقة الاقتصاد المصري ثم يدّعون عجز الاقتصاد ويحركوا فزاعة الاقتصاد في وجه الثوار ومعناها أن استسلموا واقبلوا بالجواسيس وإلا سوف تموتون من الجوع؛ إن الاقتصاد المصري في أحسن حالاته حيث يحول ثمانية ملايين مغترب مصري العملات الصعبة إلى مصر والمصريون اقتصاديون غير مبذرين ويعملون كالنحل ويرضيهم القليل الذي لا يرضي غيرهم.
إنه لمن المعيب أن تتكلم أمريكا بالحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان وهي بالأمس دمرت العراق وقتلت مليوني عراقي ويتمت مليوني طفل وخلفت مليون أرملة وشردت خمسة ملايين عراقي وأدخلت الفتنة الطائفية للعراق وسلمت الحكم للطائفيين الشيعة الصفويين الذين سلموا العراق لإيران كي تمارس أحقادها الصفوية الشعوبية وكراهيتها للعرب والإسلام.
إن الربيع العربي جيد وفاجأ أمريكا وإسرائيل وأحبطهم بالرغم من تبديل الجواسيس الذي تقوم به أمريكا لأن الشعوب العربية وعت أمرها وبلغت سن الرشد بعد أن خرجت من ربقة التخلف والضعف؛ وسوف تدوس الجماهير العربية على الجواسيس الجدد كما داست على الجواسيس القديمين وسوف تطرد أمريكا الإرهابية راعية الجواسيس من المنطقة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 – الجلمة -  جنين – فلسطين – ghazi_abufarha@yahoo.com
صاحب نظرية تعاقب الأجيال: الجيل الباني والجيل المستهلك – ومؤلف كتاب انهيار الأمم والأفراد والجماعات –
 توقع فيه انهيار أمريكا عام 2005 ±3 وبالفعل بدأ انهيار أمريكا في 15/9/2008 عندما انهار بنك ليمان برذرز.

احموا ضريح شهيد الامه البطل صدام حسين!

شبكة البصرة

يا ابناء امتنا العربية المجيدة الى كل الخيرين والشرفاء على امتداد وطننا العربى الكبير والعالم الى كل منظمات حقوق الانسان الى كل منظمات المجتمع المدنى فى العالم لقد اقدم الفارسى المجوسى المتصهين وزمرتة العميلة باصدار قرار فاضح بنبش قبر شهيد الامة القائد صدام حسين ونقلة الى جهة اخرى غير معلومة ياتى هذا القرار الخائب بامر من اسيادة ومزامنا مع قمة الخزى والعار وبعد ان اقسمت الم......قاومة العراقية الباسلة بضرب كل من يحضر هذة المهزلة ويكونون هدفا مشروعا لهم ان عملاء الاحتلال لم يكفيهم تدنيس العراق وهدم بنيتة التحتية من المنشاة الخدمية ومرافق الدولة وغيرها ومن طمس هوية العراق الثقافية والتاريخية فان هذا النظام لم يطق حتى زيارة ابناء العراق لقبر الشهيد وقراءت الفاتحة على روحة الطاهرة فلنقف جميعا صفا واحدا ضد هذة الجريمة الاخرى من جرائم هذا النظام ضد العراق والامة فلنعمل كل ما بوسعنا لفضح هذا الاجراء بكل ما هو متاح لنا من منابر ووقفات احتجاج
لالنبش ضريح شهيد الامة
لا لطمس هوية العراق وعروبتة
لا للاحتلال الصفوى المجوسى والصهيونى للعراق
الخزى والعار لخونة الامة اعوان الاحتلال
النصر للشعب العراقى الصامد ومقاومتة المجاهدة
انها لثورة حتى النصر

ابن العراق



****************************
سياسة نبش القبور سنّة سيئة عليكم وزرها ووزر مرتكبيها


صادق احمد العيسى

تداول الاعلام ان عدنان الاسدي اصدر تعليماته بصدد نقل رفاة الشهيد صدام حسين الى جهة مجهولة لتحوله الى مزار يأتيه الزائرون من جنوب العراق الى شماله.
ونناقش هذا الموضوع بهدوء، فالعقلية الهادئة ينبغي لها ان تأخذ دورها في الحوار.
لما احتل العراق واسر صدام حسين واجهز عليه واغتيل صبيحة العيد كل ذلك اجراءات محتل يحتل العراق، ليس فيها اية سمة لشخصية محسوبة على هذه الحركة او تلك. ولما سلمت جثة الشهيد الى ذويه ودفن حسب اصول دفن اموات المسلمين، لا يوجد نص في قوانين العراق يمتد الى تنفيذ عقاب لاحق على جثث الاموات، ومن المحرمات التمثيل بجثث الاموات، لا توجد مسئولية على المتوفي عندما يزار قبره، وزيارة القبور من اعراف العراقيين فما الذي يزعج الاسدي او سواه؟ وهو من باب اخر يدل على ان العقلية التي تحكم العراق لا تحسب للامور حسابها فكانت وعلى هوى افكارها تعتقد بأن صدام حسين بعد ان اغتيل قد انقضى وذهب الى النسيان والحقيقة لا، فصدام حسين كموقف وكفكر هو الان يحاسب الحكومة على جيمع تصرفاتها من خلال الموقف الشعبي الذي يعتبر فكر صدام حسين وحزب البعث هو المعيار للمحاسبة، وحالما يرد اسم شخص في محفل يحمل اسم صدام حسين يعلو الهتاف والتصفيق الجماهيري الذي يحيي القائد الشهيد، فكيف وافقتم على دفنه في مكان هو اصلا مهيىء لان يكون مزارا ثم تعودوا الان لتسنوا هذه السنّة السيئة.

الحكومة العراقية والبرلمان بأمكانها ان تصدر قانون يحدد فيه عقوبة لمن يقوم بزيارة هذا القبر رغم انها سابقة قانونية لكنها اقل اثر على المجتمع من قرار نقل رفاة المتوفي الى مكان مجهول لماذا؟

نحن نعلم ان هناك عدد كبير من القبور لاشخاص هم مهمون عند اصحابهم وهذه القبور على شكل مراقد منتشره فاستنان نبش القبر يهدد تلك القبور بذات السنّه فهل سيصدر قرار من البرلمان لتشكيل قوة عسكرية لحماية القبور؟ اني ادعو كل عاقل في هذه الحكومة ان يبعد امواتنا من اعمالنا السياسية فالميت انقطع عمله والقانون يرتبط بالافعال المادية فلا نذهبن مذهب يسىء بردة الفعل الى امواتنا.
الوجه الاخر ان هذا الفعل يتعارض مع حقوق الانسان وان دولة العراق الحالية تعلن انها راعية لحقوق الانسان فهل من منصت؟
الجانب المهم هو ان زيارة قبر صدام حسين لا تنقطع بنقل رفاته فهذا المكان سيزار لخلود الرمز فيه ولو لهذه المده فقط وللرجل دين في رقاب الاخرين بأعتباره قائدا مضحيا محبوبا شجاعا تقدم الصوف ولا يوجد بيت عراقي لا يحمل سمة من سمات القائد الشهيد صدام حسين.

كما انبه الى ان محبي صدام حسين في العراق والدول العربية سيكون لهم الحق بملاحقة العناصر التي تأمر بنبش قبره فهل حسبتم لهذا الامر؟ فما رايكم الان بصدد قبور اعزاء عراقيين يرقدون في دول الجوار اذا امتدت اليهم الايادي بالنبش لا سامح الله

انكم بفعلكم هذا سوف تطيحون بقبور اناس اعزاء على العراقيين في العراق وغير العراق وتنبش قبورهم ولن يجدي معها ان تحرسوها لان هكذا حراسات ستكون واهنة وسيكون الدخول الى وادي السلام مكلف على زائريه لانكم ستضطرون الى وضع نقاط للتفتيش خوفا من تفجير القبور ونبشها.

وارى من المناسب ان يتدخل رجال الدين لمنع هذه السنة’ السيئة وردع مرتكبيها حفاظا على حرمات الاموات فعقلية من هم الان في عناوين مهمة في الدولة العراقية ربما لاتساعدهم على النظر الى ابعاد نتائج افعالهم وقراراتهم وهذا سيؤدي الى اضرار اجتماعية كبيره بكل تأكيد.

ان الشهيد صدام حسين قد حاز مراتبه كلها ولن يستطع احدا ان ينتزعها منه فقد خلدها التأريخ منذ قيادتة وتسجيل انتصاراته على الاعداء ثم عرس شهادته ثم عودة المغرر بهم من العرب الى اعادة قراءة صدام حسين بل وحتى الامريكان ولذلك طبع كتاب "تيب اوف صدام حسين"اي تسجيلات صدام حسن.

ادعوا اي عاقل في الحكومة الحالية ان يتجنب هذا الامر ونترك الاموات راقدين في قبورهم والناس لا تنسى العظماء

كما ادعوا منظمات حقوق الانسان ان تسارع الى منع الحكومة العراقية من العبث بالقبور بأعتبارها تراث ثقافي لا يجوز العبث به

ورحم الله الشهيد صدام حسين والحمد لله رب العالمين

شبكة البصرة

الاربعاء 5 جماد الاول 1433 / 28 آذار 2012

مخاوف المسيحيين من ربيع الثورة المصرية الذى تحول إلى شتاء قارص - د . رفعت سيد أحمد

مخاوف المسيحيين من ربيع الثورة المصرية الذى تحول إلى شتاء قارص ، يتدثر باللحى ، والجلابيب وفقه البداوة !!
* وفاة البابا شنودة وصعود تيار الإسلام الوهابى ، مثلاً أكبر مصدرين من مصادر القلق لدى الأقباط
* مئات الفتاوى السلفية الوهابية ضد المسيحيين لم يتم مراجعتها أو الاعتذار عنها ، الأمر الذى يخيف (الأقباط) خاصة وهناك احتمالات قوية أن يبادر السلفيين بتحويلها إلى تشريع وقوانين حاكمة !!
* الحل الوحيد هو النضال مجدداً بثورة جديدة لتأكيد فقه المواطنة فى مواجهة فقه البداوة المتأمرك السارق للثورة التى لم يشارك فيها !!
دراسة بقلم / د . رفعت سيد أحمد

*لأن كل ما يلمع فى وطننا العربى ، ليس ذهباً ، خاصة ما جرى خلال العام 2011 من ثورات ، بعضها حقيقى ، وأصيل ، والبعض الآخر ليس سوى مؤامرة ؛ لذلك ، كان من الطبيعى أن تنزعج ، وتقلق الأقليات ، من رياح هذا الربيع العربى ، والتى ثبت أنها رياح محمولة على أجنحة حلف الناتو ، والمخابرات الأمريكية ، وربما باستثناء (ثورة مصر) التى يتم الآن سرقتها عبر المال الخليجى والمعونات والحرب الدبلوماسية الأمريكية ، فإن باقى الثورات فى المنطقة ليست سوى " صفيح " تم طلائه بماء الذهب ؛ الذى هو هنا (الثورة) .

إن ما جرى من خلط للأوراق فى المنطقة بين (الثورات الحقيقية) و(الثورات المزيفة) يحتاج إلى مبحث مستقل ، لكنه بالنسبة لموضوعنا هذا ، والمتعلق بمخاوف الأقليات (الإثنية والدينية تحديداً) وثيق الصلة ، حيث نعتقد جازمين أن للأقليات كامل الحق فى التخوف مما يجرى فى المنطقة ، خاصة ما يجرى فى " الثورات الزائفة " ، حيث المؤامرة فيها واضحة ، والتى تستهدف تفجير المجتمعات المنسجمة طائفياً وسياسياً ، وصرف أنظارها عن العدو الحقيقى (الذى هو هنا تاريخياً الكيان الصهيونى وحلفائه الغربيين) إلى أعداء مخترعين (أو افتراضيين) من الأقليات أو الأغلبية الحاكمة ، وتستهدف – أى هذه المؤامرة – ضرب مفهوم المواطنة فى قلبه .

***

* بيد أن المثير للانتباه ، والقلق ، هو أن تمتد مخاوف (الأقليات) إلى بلاد الثورات الحقيقية (مثل مصر) وخاصة مع صعود التيار الإسلامى بأجنحته المختلفة (الإخوانية – السلفية) ونحسب أن مسيحيى مصر باعتبارهم الأقلية الأكبر فى الوطن العربى (حوالى 5 ملايين مصرى وفقاً للإحصائيات الرسمية و10 ملايين وفقاً لإحصائيات الكنيسة المصرية) والذين كانوا شركاء أصلاء فى صناعة الثورة المصرية (ثورة يناير 2011) ؛ وقدموا تضحيات مقدرة طيلة الثلاثين عاماً من حكم حسنى مبارك ، على الصعد السياسية والاقتصادية مثلهم مثل باقى أبناء الشعب المصرى ؛ حيث ثالوث (الاستبداد والفساد والتبعية) لم يستثنِ مصرياً واحداً ، سواء كان مسلماً أو مسيحياً ، ومن هنا تأتى علامات الاستغراب والدهشة حين تطل مخاوف للأقباط المسيحيين ، من سقوط مفهوم المواطنة ، ومن احتمالات تعرضهم للاضطهاد السياسى والدينى ، بعد الصعود المفاجىء للإسلاميين خاصة التيار السلفى " الوهابى " ، وبالأخص بعد رحيل البابا شنودة الثالث يوم (17/3/2012) بعد 40 عاماً من رئاسته للكنيسة المصرية ، وهو ممن اشتهروا بالحكمة والمرونة السياسية التى كانت سنداً قوياً للمسيحيين فى عبور العديد من الأزمات السياسية ومن المؤامرات التى تستهدف علاقاتهم بالمسلمين المصريين .

* إن المخاوف بالفعل عديدة ، وبدأت تتزايد ، بعد رحيل البابا شنودة ، وصعود السلفيين ، ويمكننا أن نرجعها إلى عدة أسباب ، هى محاور هذا البحث والتى نوجزها فى الآتى :

أولاً : غياب " القيادة " و" البرنامج " للثورة ، كمصدر أول لخوف المسيحيين .

ثانياً : صعود الإسلام السياسى كمصدر ثان لتزايد مخاوف المسيحيين .

ثالثاً : نماذج من فتاوى السلفيين المصريين ضد المسيحيين والتى لم يتم مراجعتها كمصدر ثالث لخوف مسيحيى مصر .

رابعاً : ما العمل ؟! .

وبتفصيل المحاور السابقة يستبين الآتى :

أولاً : غياب " القيادة " و" البرنامج " للثورة ، كمصدر أول لخوف المسيحيين :

* من سمات الثورة المصرية الرئيسة أنها كانت ثورة بلا قيادة وبلا برنامج أو رؤية استراتيجية محددة ؛ ولقد كانت هاتان السمتان مفهومتان بل ومقبولتان فى بداية الشهور الأولى للثورة حيث غياب القيادة الكاريزمية ، لعب دوراً فى إرباك النظام الحاكم وفى تفكيك قبضته الحديدية ، حيث لم يجد جهة محددة يصوب إليها ضرباته أو مؤامراته أو (سيف المعز وذهبه) وضاع من أمامه الطريق ، لأن الشعب كله ، بميادينه المفتوحة وفى قلبها ميدان التحرير بالقاهرة ؛ كان هو القائد ؛ وكانت الفكرة أو الشعار العام هى البرنامج السياسى ، وتحديداً شعار (الشعب يريد إسقاط النظام) ، وبعد أن استطاع (الشعب) فعلاً أن يسقط رأس النظام وبعض أركانه ، لم يعرف – للأسف - كيف يقدم قيادته وبرنامجه السياسى الشامل ، واضطربت المواقف وتصارعت القوى على (كعكة) الثورة قبل أن تنضج، هذا المناخ استمر طيلة العام الماضى (2011) وحتى أوائل هذا العام 2012 ، الأمر الذى رتب قلقاً مشروعاً لدى مجمل مكونات الشعب المصرى ؛ وكان القلق أشد لدى المسيحيين ، فغياب (القيادة) و(البرنامج) الواضح ، لنقل مصر من مرحلة الاستبداد إلى مرحلة الدولة المدنية التى تضمن لهم حقوقاً مصونة ، لم يتحقق كاملاً ، ولأن القيادة غير (الإدارة) والتى تعنى مستوى أقل فهماً وإدراكاً لمخاوف ومطالب وحقوق الأقليات ، ولأن (الإدارة) قام بها المجلس العسكرى خلال ما سمى بالمرحلة الانتقالية وربما يقوم بها رئيس منتخب مثل عمرو موسى أو منصور حسن أو حتى أحد رموز التيار الإسلامى مثل عبدالمنعم أبو الفتوح ، هؤلاء جميعاً – وفقاً للدراسات الموضوعية بناء على تاريخهم السياسى - لا يحملون صفة (القائد) بل صفة (المدير) وهى صفة لا يرتقى فهمها لحقوق الأقليات إلى مستوى أعلى وأكثر مدعاة للطمأنينة ؛ لذلك ، إننا نعتبر أن (غياب القيادة) مضافاً إليه غياب البرنامج وفقه الأولويات الصحيح ، كانا من أوائل الأسباب التى خلقت مخاوف للمسيحيين فى مصر من المستقبل ، والذى بات غامضاً ومقلقاً ، خاصة بعد رحيل رمز ورأس الكنيسة المصرية (البابا شنودة) ، والذى كان يعوض بوجوده ودوره مثل هذه الأخطاء ؛ فى أوقات التحولات الكبرى ولنا فى مواقفه وأدواره بعد مقتل السادات (1981) وتوالى مبارك للحكم مثالاً .

ثانياً : صعود الإسلام السياسى كمصدر ثان لتزايد مخاوف المسيحيين :

نزعم أنه مهما قالت أو صرحت قوى الإسلام السياسى ، من أنها ستتعامل مع مسيحيي مصر بالحسنى وأنها لن تتصادم معها ، وتكرارهم للمقولة النمطية (لهم ما لنا وعليهم ما علينا) والتى عند الصدام على الأرض لم يلتزموا بها ؛ فإن ذلك لن يطمئن المسيحيين مثلما يطمئنهم أن تدعو قوى الإسلام السياسى التى باتت مسيطرة على البرلمان بغرفتيه (مجلسى الشعب والشورى) وعلى الهيئة التأسيسية للدستور ، وغداً على الحكومة – للأسف الشديد- إلى (الدولة المدنية) وهى دعوة لاقت رفضاً لدى قوى الإسلام السياسى بجناحيها (الإخوان والسلفيين) ومن هنا تأتى المخاوف العديدة لدى المسيحيين من هذه الرياح التى أنتجتها ثورة يناير ، وحملت على أكتافها قوى الإسلام السياسى ، وترجمت هذه المخاوف فى دخول الدعاية والمال الكنسى إلى ساحة الانتخابات البرلمانية ومحاولة التأثير فيها وإلى تأسيس أحزاب ليبرالية (مثل حزب المصريين الأحرار بدعم من الملياردير نجيب ساويرس القريب تاريخياً من الكنيسة المصرية) وترجمت أيضاً على شكل حوارات وكتابات صحفية وتليفزيونية وانتهت إلى صدامات طائفية دامية كما جرى فى (إمبابة) و(ماسبيرو) وغيرها ومن المواقع والبلدات المصرية ! .

ثالثاً : نماذج من فتاوى السلفيين المصريين ضد المسيحيين والتى لم يتم مراجعتها كمصدر ثالث لخوف المسيحيين :

إن الخوف الذى أصاب الأقباط المسيحيين فى مصر بعد ثورة 25 يناير وصعود الإسلاميين ، كانت له أسبابه الموضوعية ، ومنها أن العديد من الفتاوى المعادية للمسيحيين والتى يمتلأ بها الخطاب السلفى (الوهابى المصرى) لم يتم مراجعتها أو الاعتذار عنها بعد الثورة ولاتزال هى الحاكمة لهذا الخطأ ، مما ولد خوفاً كبيراً لدى الأقلية المسيحية من المستقبل والذى رأت فيه أنه من المحتمل جداً أن تفرض التيارات الإسلامية خاصة السلفية الوهابية أفكارها وفتاويها المتشددة والمخالفة لحقيقة الإسلام وروحه ، على المسيحيين فى التشريع والحكم ، ومن هنا يأتى الخوف الذى لا حدود له ، ولعل فى تقديم نماذج من فتاوى التيار الإسلامى - خاصة السلفى الوهابى - لأن الإخوان كانوا أقل عدوانية وأكثر ذكاء فى فتاويهم ومواقفهم مع المسيحيين - لعل فى هذه النماذج ما يفيد فى فهم تلك المخاوف :

(1) تحريم بناء الكنائس :

فى هذا المفهوم ورغم أنه يتصل بقضية خاصة بالدولة فإن لقادتهم آراء مخالفة ولنتأملها :

أبو إسحاق الحوينى :

يقول : " فى ميثاق عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه إذا هدمت كنيسة وسقطت لا ينبغى لها أن تجدد" ويسخر ممن يقول:إن من حق النصارى التبشير بدينهم فى الفضائيات ويقول إن هذا من علامات آخر الزمان" قناة الحكمة برنامج مدرسة الحياة – مقطع منشور على اليوتيوب .

أما المدعو فوزى عبد الله :

فيقول : " يجب عليهم الامتناع من إحداث الكنائس والبيع، وكذا الجهر بكتبهم وإظهار شعارهم وأعيادهم في الدار؛لأنه فيه استخفافا بالمسلمين. وهذا ما عاهدهم عليه عمر - رضي الله عنه- في كتاب عبد الرحمن بن غـُنم الذي اشتهر بالشروط العمرية." أنظر موقع صوت السلف بتاريخ 13 أغسطس 2008م والموقع بإشراف المدرسة السلفية بالإسكندرية .

(2) فرض الجزية :

فى هذه القضية ، قضية فرض الجزية نجدهم يصرون عليها رغم اختلاف الزمان وأسباب النزول ، وها هو قائد سلفية الإسكندرية المدعو ياسر برهامي يقول " اليهود والنصارى والمجوس يجب قتالهم حتى يسلموا أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون  وصاغرون أي أذلاء ". أنظر كتابه " فقه الجهاد " ص 29  .

وها هو أبو إسحاق الحوينى يقول بكل عجرفة: «يجب أن يدفعها المسيحي – يقصد الجزية -  وهو مدلدل ودانه» بنص كلامه - شريط «الولاء والبراء».

أما المدعو فوزى عبد الله فيقول " يجب عليهم أن يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون في كل عام " أنظر موقع صوت السلف بتاريخ 13 أغسطس 2008م والموقع بإشراف المدرسة السلفية بالإسكندرية .

(3) تحريم إلقاء السلام على المسيحيين :

فى هذه القضية يقول الداعية السلفى محمود المصري:

( أفتى بأنه لا يجوز بدأهم- يقصد غير المسلمين - بالسلام ولا حتى القول لهم أهلا أو سهلا لأن ذلك تعظيم لهم) أنظر كتابه " تحذير الساجد من أخطاء العبادات والعقائد " .

أما محمد إسماعيل المقدم فقد أخذ يلف ويدور في تبرير الحديث الصحيح السند الشاذ المتن المخالف للإسلام وأصوله والذى يقول  " لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام وإذا لقيتموهم فى طريق فاضطروهم إلى أضيقه " مبررا حرمة بدء غير المسلمين بالسلام بأن هذا لبيان عزة المسلمين وذلة الكفار . "  شريط أدب التعامل مع الكفار " .

عدم تهنئة الأقباط بأعيادهم : فى هذه القضية يقول المدعو صفوت الشوادفى : الشريعة قد حرمت علينا أن نشارك غيرنا فى أعيادهم سواء بالتهنئة أو بالحضور أو بأى صورة أخرى ، وجاءت الأثار تنهى غير المسلمين عن إظهار أعيادهم بصفة خاصة أو التشبه بالمسلمين بصفة عامة ومن أشهرها ما ثبت عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه بسند جيد ثم أورد ما يسمى " بالشروط العمرية " - وذلك رغم ضعف سندها ونكارة متنها ومخالفته للقرآن الكريم والسنة الصحيحة – بل ويصف هذه الشروط بأنها " وثيقة ثابتة " توضح بجلاء مقدار الفجوة الواسعة بين مسلمى اليوم ومسلمى الأمس .

- أعياد الميلاد الخاصة من البدع المنكرة وعلى المسلمين ألا يقيموها أو يشاركوا فيها أو يرضوا عنها أو يقر بعضهم بعضا عليها – مجلة التوحيد التى تصدرها جمعية أنصار السنة ، وهى جمعية تمثل أحد ركائز السلفية المتشددة فى مصر - العدد (8) صـ 6  المجلد 24 تحت عنوان " أعياد الميلاد " .

أما أبو محمد بن عبد الله بن عبد الحميد الأثرى فيقول : لايجوز أبدا أن تهنئ  الكفار ببطاقة تهنئة أو معايدة ولا يجوز لك أيضا أن تقبل منهم بطاقة معايدة بل يجب ردها عليهم ولايجوز تعطيل العمل فى هذا اليوم - يقصد عيدهم - !  مجلة التوحيد العدد (8) صـ 20 المجلد 23 تحت عنوان " الاحتفال برأس السنة ومشابهة أصحاب الجحيم  " .

أما مصطفى درويش فيقول :  - " إن تهنئة النصارى بأعيادهم حرام ويستشهد على ذلك بأقوال لابن تيمية  وابن القيم " ، وبعد ذلك يوجه سؤالا للمفتى " هل يحق لمسلم أن يذهب إلى النصارى فى كنائسهم مهنئا لهم بأعيادهم هذه وما يعتقدونه فى هذه الاعياد  ؟!" - مجلة التوحيد العدد (9) صـ62  المجلد 28 تحت عنوان  "  سؤال فى رسالة إلى فضيلة المفتى " بقلم : مصطفى درويش.

أما على عيد فينتقد مسئولي الأزهر والأوقاف وذلك لتوجيههم التهاني للأقباط بمناسبة " عيد القيامة المجيد ". وأن ذلك يخالف العقيدة الإسلامية ومحرم شرعا وينال من سلامة العقيدة الإسلامية.  مجلة التوحيد العدد 9 ص 30 تحت عنوان " عيد القيامة المجيد .. ومسائل العلماء " بقلم : علي عيد .

 (4) تحريم الوظائف الهامة عليهم :

جاء بموقع صوت السلف لسان حال الدعوة السلفية بالإسكندرية وبإشراف د.ياسر برهامى بتاريخ 22 أغسطس 2009م:

- أجمع العلماء على أن غير المسلم لا يجوز له أن يتولى الولايات العامة مثل : قيادة الجيش ولا حتى سرية من سراياه ولا يجوز أن يشتركوا فى القتال ولا يتولوا الشرطة ولا أى منصب فى القضاء ولا أى وزارة .

- المساواة المطلقة بين مواطنى البلد الواحدة قول يناقض الكتاب والسنة والإجماع .

(5)  كراهية المسيحيين :

* في العدد 10 ص 38 المجلد 14 مجلة التوحيد وتحت عنوان " مسلم يبشر بالمسحية " ! بقلم : التوحيد جاء فيه إتهام صريح للصحفي أنيس منصور بأنه يبشر للمسيحية وذلك بسبب مقاله المنشور بالأهرام بتاريخ 18/4/1986 م والذي حكى فيه أنه كان يتردد على " دير الدومنيكان " بالعباسية ليدرس الفلسفة المسيحية ومدح في الرهبان وصفاءهم وعلل ذلك بأنهم بعيدون عن الناس وأن الأديرة هي جنات في الأرض".فانتقدت المجلة أنيس منصور للآتي:

- كيف يمدح الرهبان ويصفهم بالصفاء والنور ؟ وكيف يصف الأديرة بأنها جنات على الأرض؟

وكيف يتخذ له أصدقاء من الرهبان وهم على دين باطل ؟

- وفى العدد (5 ) ص 37 المجلد 20 مجلة التوحيد وتحت عنوان "المفتى  فى مالطا " بقلم التوحيد جاء فيه : إستنكار أن يذهب مفتى الجمهورية د. محمد سيد طنطاوى إلى مالطا بمرافقة  د. بطرس غالى لحضور مؤتمر  "الصلاة من أجل السلام " .

- وفى العدد (4) صـ 36  المجلد 25 مجلة التوحيد وتحت عنوان " الفتاوى " بقلم : الشيخ صالح الفوزان  جاء فيه : لا يجوز محبة ومودة الجار المسيحى لأنه عدو الله أما حسن الجوار فهو من أمور التعامل الدنيوى والترغيب فى الإسلام  .

****

* إن هذه الفتاوى وغيرها (بالمئات) مما تذخر به كتب ومواقع ومواقف ؛ التيار السلفى الوهابى فى مصر (والذى يمثله الآن فى البرلمان 3 أحزاب هى (النور – الأصالة – البناء والتنمية) و7 جمعيات خارجه هى (الدعوة السلفية – الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح – جماعة دعوة الحق – مجلس شورى العلماء – الجمعية الشرعية – الجماعة الإسلامية – جماعة أنصار السنة المحمدية) لم يتم مراجعتها أو الاعتذار عنها حتى لحظتنا هذه ، بل إن المزيد منها يصدر رغم المناخ الوطنى العام الذى أنتجته الثورة ، الأمر الذى خلق لدى مسيحيي مصر شعوراً بالخوف والمرارة لعلمهم أن هذه الفتاوى تجد من يصدقها بل ويعتبرها أمراً ملزماً ينبغى تنفيذه ولو بالقوة ، إن المسلمين فى مصر بعد هذه الفتاوى التى لم تراجع يشعرون بأنهم مستهدفون خلال الفترة المقبلة من العمل السياسى المصرى ، وهنا يطرح سؤال كبير وهام على الجميع وليس على المسيحيين فى مصر فحسب وهو : ما العمل؟ .

رابعاً : ما العمل ؟! :

إذا كان هذا هو حال مسيحيي مصر تجاه ربيع الثورة المصرية ورياحها ؛ وإذا كان التوجس والخوف والقلق هم المشاعر الحاكمة لسلوكهم السياسى تجاه تطورات الأحداث بعد الثورة ، وإذا كان صعود الإسلام السياسى بجناحيه (الإخوانى – السلفى) وموت البابا شنودة ، ودخول الكنيسة إلى مرحلة تعدد القيادات لغياب الشخصية الكاريزمية الحكيمة التى تماثل حكمة وقيادية البابا شنودة ؛ فإن الحل فى تصورنا هو فى أن يتم تفعيل دور وفكر قوى ومنظمات المجتمع المدنى وقوى الإسلام الوسطى المعتدل (بقيادة الأزهر الشريف) لترسيخ مفهوم الدولة المدنية المتصالحة مع الدين ، الذى هو مرجعية الأمة وهذه القوى كانت تسمى فيما مضى قوى (الميدان) نسبة إلى القوى التى قامت بالثورة المصرية وكانت من مشارب فكرية وسياسية وأيديولوجية عديدة ، إن تفعيل دور هذه القوى ، والعمل على أن تكون الدولة المصرية القادمة، دولة لكل المصريين ، وليس لتيار بعينه ، وأن تكون دولة مستقلة فى قرارها السياسى وهويتها الوطنية ، بعيداً عن (فقه البداوة) الذى يصر البعض من قوى الإسلام السياسى على استيراده من المدرسة الوهابية (التى تسمى زيفاً بالمدرسة السلفية وهذا سرقة فقهية للمفهوم قد نتحدث عنه مستقبلاً !!) المخاصمة للعقل والدين والتاريخ ؛ وأن تكون الدولة المصرية القادمة دولة ذات موقف واضح ضد العدو الأمريكى / الإسرائيلى الذى ما فتىء يلعب على تمزيق الوطن وخلق الفتن بداخلها ، إذا ما تم ذلك – ونحسبه سيتم عبر جهاد طويل – فإن خوف الأقباط المسيحيين المصريين ، سينتهى ؛ وسيعم الخير لمصر ؛ وشعبها، ولن نتحدث بعد ذلك أبداً عن (أقلية مسيحية) فى مصر ، بل عن شعب مصرى واحد ، يتكامل فيه المسيحى مع المسلم – كما كان دائماً عبر التاريخ - فى وطن للحرية والعدل والمقاومة .
E – mail : yafafr@hotmail.com

الناشط خالد ابراهيم رئيسا لقصر ثقافة 6 اكتوبر

تحت إشراف الهيئة العامة لقصور الثقافة ، وفى حضور أعضاء الجمعية العمومية لنادي أدب قصر ثقافة 6 أكتوبر جرت إنتخابات النادى حيث تم إختيار مجلس الإدارة بالتزكية ،
تم إختيار الكاتب الصحفى والناشط السياسى خالد ابراهيم رئيسا لمجلس إدارة النادي وعضوية طلعت رضوان والشاعرعصام شريف والشاعر أحمد راشد والقاص عبد السلام عطا.
سيعقد نادى 6 أكتوبر ندوة أسبوعية للفعاليات الثقافية للنادي وذلك بالمقر المؤقت بمركز شباب الحى السادس وذلك لحين الإنتهاء من أعمال الصيانة بالقصر فى موعد غايته ثلاثة شهور
جدير بالذكر أن الأنشطة الثقافية بمدينة 6 أكتوبر تجرى فعالياتها على النحو التالي
  يوم الجمعة من كل أسبوع ملتقى الكتاب نادى 6 أكتوبر • يوم السبت من كل أسبوع قصر الإبداع بالحى السابع • يوم الثلاثاء من كل أسبوع قصر ثقافة 6 أكتوبر • الصالون الثقافي للفنان خالد حمزة الخميس الأول والثالث من كل شهر.
  يذكر أن خالد ابراهيم مؤسس مدونة سور الازبكية التى حازت على شهرة عالية وله كتابات سياسية ونقدية وادبية تحظى بتقدير المتابعين .

28 مارس 2012

الخميس .. عراقيون يتظاهرون امام جامعة الدول العربية بالقاهرة احتجاجا على عقد القمة العربية فى بغداد

ينظم شباب الثورة العراقية في صباح غد  الخميس 28 مارس الجاري امام  مقر الجامعة العربية بالقاهرة تظاهرة احتجاجا على عقد القمة العربية فى بغداد التى قالوا انها تأتى تكريسا للاحتلال الامريكى والايرانى لهذا البلد الذى عانى الويلات منذ الغزو الامريكى له عام 2003 وفقد قرابة المليونى شهيد جراء الاحتلال والاقتتال الطائفى الذى اعقبه.
ويناشد الداعون للتظاهرة رجال الاعلام ومراسلي القنوات الفضائيه والصحافة والناشطين السياسيين المصريين والعرب والمهتمين بالشأن العراقى تغطية فعاليات التظاهرة التى تأتى تزامنا مع عقد القمة فى بغداد الساعة العاشرة والنصف صباحا.

واتهم الداعون للتظاهرة حكومة نورى المالكى العراقية بتقديم رشاوى مالية كبيرة لبعض الوفود المشاركة فى القمة العربية ببغداد من اجل اضفاء الشرعية على النظام السياسى المهترئ والطائفى - على حد وصفهم - الذى اسسه الاحتلال الامريكى فى العراق.

ويشكو ثوار عراقيون من تقصير ملحوظ فى الاعلام العربى فى تغطية الثورة العراقية  وعدم شغلها حيزا على شاشات الفضائيات والصحف فى العالم على غرار تلك التغطية التى يحظى بها بلدان الربيع العربي.

أحمد حرارة: مايحدث الأن هي مسرحية هزلية


اوعى تكون فاكر إنك تعرف حمدين صباحى .. نحن نعرفك بك


يرعبهم ميتا .. الحكومة العراقية تأمر بإغلاق مدفن صدام حسين ونقل رفاته

 
تلقت عشيرة الرئيس العراقي السابق صدام حسين كتابًا رسميًا من وزارة الداخلية العراقية تطالب فيه بإغلاق مدفنه ونقل رفاته إلى مكان آخر، وقال زعيم عشيرة البو ناصر حسن الندا إن خطابًا ورد إلى شرطة صلاح الدين من قبل مكتب وكيل وزارة الداخلية السابق عدنان الأسدي نص على إغلاق المدفن ونقل الرفات.
وأضاف أن "رئيس مجلس المحافظة ومحافظ صلاح الدين تدخلا بالموضوع وهما يبذلان جهودا لتسوية الأمر مع الحكومة المركزية" مبينا أن "الوزارة تخشى من كثرة الزيارات للمدفن".
وأوضح الندا أن "هناك قاعة للمناسبات قرب المدفن يرتادها الكثيرون وأن نسبة قليلة منهم يزورون المدفن لقراءة الفاتحة وعددهم ليس بذي أهمية، وأن الداخلية تعتقد أنهم كلهم زوار للقبر"، مضيفا أن "العشيرة قررت مع مجلس المحافظة إغلاق تلك القاعة كي لا يرتادها أحد".
وأعرب الشيخ، في تصريح نقلته وكالة "السومرية نيوز"، عن استغرابه من القرار مؤكدا أن "المدفن يعود لرئيس حكم العراق لفترة ما، وأن مدفنه كمدفن الزعيم عبد الكريم قاسم ومدفن الرئيس الأسبق عبد الرحمن عارف وغيرهما وهو قبر لميت لا يثير الرعب".
وكان مصدر في شرطة صلاح الدين قال في 22 يناير الماضي إن قوة أمنية خاصة طوقت مبنى مدفن رئيس النظام السابق صدام حسين ومنعت زيارته فيما أكد أن القوة هددت باعتقال أي شخص يحاول زيارته.
من جهته، أكد النائب الأول لمحافظ صلاح الدين أحمد عبد الجبار أن "إدارة محافظة صلاح الدين أبلغت قيادة الشرطة بسحب يدها وترك الموضوع للحكومة المحلية"، مبينا أنه "تجري حاليا مفاوضات مع بغداد بشأن الموضوع كي لا يتسبب بمشاكل نحن في غنى عنها".
وأوضح عبد الجبار أنه "حاليا تم غلق قاعة المناسبات القريبة من المدفن، وصرف النظر عن موضوع نقل الرفاة"، مستدركا بالقول إن "الداخلية تصر على هذا الأمر، وقد وردنا تأكيد منها على التنفيذ قبل يومين".
وأكدت عشيرة رئيس النظام العراقي السابق، أنها أغلقت مدفن صدام حسين "إرضاءً للحكومة" فيما لم تحدد وقتا لرفع الإغلاق. وأصدرت رئاسة الوزراء، عام 2009، خطابا رسميا يقضي بمنع أي شخص أو مؤسسة حكومية من زيارة قبر رئيس النظام السابق صدام حسين.

سوريه هي الباقية وأصحاب الأجندات إلى زوال



محمود عبد الله

يبدو أن جميع الأطراف قد أدركت الخطر الذى تمر به سوريه وان الطريق الذى تسير فيه لن يخدم مصالح اى من هذه الأطراف.
فلا الولايات المتحدة ستجنى ثمار مساندتها لمجلس اسطنبول الانتقالى والمعارضة المسلحة لأن الأمر بهذه الصيغة المسلحة سينفجر حربا إٌقليمية غير مضمونة العواقب والنتائج وستؤثر بالسلب على مصالح أمريكا التى باتت تفضل الانقلابات الناعمة والثورات الملونة.
ولا تركيا ستجنى ثمارا بعيدة المدى نتاج تدمير جارتها بمشاركة مباشرة منها عبر دعم تدخل عسكرى وفرض مناطق عازلة وممارسات تدميرية للوحدة الوطنية السورية وسيصبح إرثا تاريخيا ثقيلا ربما يفوق إرث رالأرمن بالإضافة الى الحذر التركى من التدخل الكردى لمساندة النظام وتبعات ذلك على المشكلة الكردية فى تركيا.
ولا حتى المعارضة ستجنى ثمار الثورة عبر بعض الشعارات التى تعمق الطائفية واقصاء قطاعات سورية وتصدير الاخوان المسلمين بممارساتهم الانتهازية فى واجهة الثورة واستعداداتها الجلية للإنقضاض على الحكم وتصفية حسابات تاريخية على حساب الوطن ووحدته.
ولا النظام سيجنى خيرا واستقرارا من استمرار الوضع الحالى, حتى ولو نسفه باستخدام القوة.
إن الأبقى والأهم من النظام ومن الثورة كليهما هى الوحدة السورية, وحدة الارض ووحدة الشعب بكافة تنوعاته الطائفية والمذهبية والعرقية.
ان قيمة سوريه العروبة مستقاة من تاريخها العروبى وقوميتها التى تقاس عليها مدى قومية الاخرين وانحيازها ل~أمتها وللقضايا العربية وكذلك استيعابها لكافة مكوناتها فى بوتقة حضارية مميزة.
أما جر سوريه لصراعات طائفية او حروب أهلية او مناخ إرهابى او تبعية لتركيا او امريكا او اى طرف خارجى مما يتطلب تخليها عن دورها التاريخى القومى العروبى فهو تدمير لسورية ومكانتها وقيمتها ووحدتها.
لاسبيل الا الثورة ولكن ثورة على ارضية الوطن وفى اطار رفض التدخل الخارجى وفى اطار شعار( أصحاب الاجندات الخاصة يمتنعون), سواء كان اصحاب هذه الاجندات فى الداخل او الخارج.
و سوريه تحتاج لجميع ابنائها ممن يحملون اجندات وطنية تراعى الوحدة الوطنية وتحمل مشروعا قوميا عروبيا يحفظ حقوق التنوعات ويحفظ لسوريه دورها تحت شعار(اصحاب الاجندات الوطنية يتقدمون) , سواء كان اصحاب هذه الاجندات فى الداخل او الخارج.
ان الحل فى سوريه يكمن فى إخلاص ابنائها لقضية التغيير واضعين نصب أعينهم المصلحة السورية العليا والمتلخصة فى وحدة الارض والشعب وعدم تنامى الجراح التى لن تمحى من الذاكرة الوطنية الجمعية والتى يمكن ان يكون لها تداعيات مستقبلية بأثر رجعى.
الجميع تعلم من الدرس المؤلم ولن يستطيع اى طرف من الاطراف إعادة الزمن الى الوراء وبقاء الاوضاع كما كانت, ولاسبيل الا الاصلاح بل والاصلاح الثورى.
وهناك مسؤولية وطنية على كل سورى وعربى مخلص تتلخص فى الحفاظ على الروح السورية المتمسكة بالثوابت الوطنية, وعلى جميع السوريين التزام هذه المسؤولية سواء فى الحكم او المعارضة فسورية ابقى من الجميع.

مصر: احذروا الفتن خلال الشهرين القادمين

عامر عبد المنعم

قرار حكومة الكيان الصهيوني بإخلاء مقر السفارة الإسرائيلية بالقاهرة يلفت الانتباه إلى أن مصر مقبلة على جولة جديدة من صراع الإرادات، وأن عملية انتقال السلطة وتأسيس الحكم الجديد لن تتم في هدوء.
فالتطورات التي شهدتها البلاد منذ ثورة 25 يناير ليست شأنا داخليا يخص المصريين وحدهم، وإنما هناك قوى معادية لا يمكن أن نتغافل عنها، ونقلل من خطرها.
بالتأكيد خروج الصهاينة من مصر وإغلاق سفارتهم مطلب شعبي بامتياز، لكن علينا أن نرصد تحركات العدو وننظر إلى ما وراء كل خطوة حتى لا نفاجأ بتطورات غير محسوبة، تعرقل مسيرتنا من أجل الاستقلال واستكمال مؤسساتنا المنتخبة.
كلما اقتربنا من انتخاب الرئيس الجديد كثرت المؤامرات وزادت الضغوط الداخلية والخارجية. وما رأيناه من فتن قبل انتخابات مجلس الشعب ثم مجلس الشورى سيتكرر كلما اقتربنا من الانتهاء من انتخابات الرئاسة، بل سنرى ما هو أشد. وهذه المرة ستكون التهديدات الخارجية أكبر، لما يمثله منصب الرئيس من أهمية بالنسبة لسياسة مصر الخارجية.
في الفتن السابقة كان الخارج يحرك أتباعه وأذياله، وبفضل الله تم إفشال كل المخططات، وتمت الانتخابات بحماية الشعب المصري الذي خرج بالملايين يحمي تجربته الرائعة، وتم فضح "الطوابير" التي وقفت ضد المسار الانتخابي، وتم الكشف عن الشبكات المرتبطة بالخارج وإبطال تأثيرها، وبلغت قمة التحدي في الهجوم على مقار المنظمات الأجنبية فيما عرف بقضية التمويل الأجنبي. ورغم الإفراج عن الجواسيس الأمريكيين والأجانب فيما بعد، فلا يزال الرعب يسيطر على "البؤر النائمة" ويشل حركتها مؤقتا.
إن انتخاب الرئيس الجديد عبر انتخابات حرة نزيهة يفتح الطريق أمام الاستقلال الحقيقي، ويزيد من صلابة مصر أمام أعدائها، وهذا هو الذي يجعل عملية التغيير تواجه صعوبات وعراقيل وتهديدات خارجية علنية وليست سرية ومبطنة، كما في السابق.
من المنتظر أن نشهد خلال الفترة القادمة الكثير من الأزمات الداخلية والخارجية، وسنواجه سلسلة من الفتن والتحديات التي تقتضي أن نستعد لمواجهتها، بالتكاتف والاتحاد، وليس بالفرقة والتصارع والتنازع.
التحديات التي تواجهنا تحتاج إلى حكمة وروية والإحساس بالمسئولية، وأن نغلب روح التواصل والتسامح والاعتصام بحبل الله، والبحث عن نقاط التلاقي والابتعاد عن موضوعات الخلاف.
على القوى السياسية أن تتنافس بشرف وبروح لا تعرف التعصب، ومن يريد أن ينحاز لمرشح فله ذلك دون أن يحول خلافه السياسي مع غيره إلى صراع وكراهية، ولا يبني على الخلافات السياسية أحكاما شرعية تزيد من الانقسام وتفكيك الصف المسلم.
مصر تحتاج كل أبنائها، فليتنافس الجميع دون أن ينسوا الفضل بينهم ويحتكموا إلى الصندوق الانتخابي ويرتضوا الاختيار الشعبي، ويكونوا يدا واحدة ضد أعدائنا.
مصر محاطة بقطعان من الذئاب التي لا تريد لنا الخير، وهذه الوحوش تعادينا جميعا، تحاصرنا، وتحبسنا وتمنعنا من الخروج من القفص الحديدي، وستظل هذه الضواري تنهش جسد الوطن لتمنعه من أن يسترد عافيته.
لكي تستقل مصر وتنهض، علينا أن نستعد لمواجهة بعض المتاعب، بروح تتسم بالصمود والتفاني، والإيثار، وإنكار الذات، والاتحاد، والتفكير الجماعي وتوحيد الصفوف.
علينا أن نعرف أن عدونا الحقيقي إسرائيل وأمريكا، ومعرفة العدو وتحديده هو البداية الصحيحة لحشد الطاقات في الاتجاه الصحيح.
مصر بمن فيها على موعد مع فتن كقطع الليل المظلم، وتحتاج إلى جيل فريد، يتحمل الأمانة، ويضحي بالمال والنفس من أجل أن تكون كلمة الله هي العليا.