21 أغسطس 2010

صور المساخر فى بلاد المفاخر

سيد  أمين يثير الظلم فى اى بلد فى العالم مشاعر السخط والحنق والرغبة فى الانتقام الا فى بلادنا العربية خاصة والاسلامية عامة فالظلم يثير الضحك وانا فى تقديرى ان هذا الضحك يأتى ليس لبساطة فعل الظلم ولكن لشدته وقسوته وكتعبير ساخر عن مدى جبروت الجلاد من جهة واستكانة واستسلام الضحية المجلودة والتى بدأت تستطيب الجلد والجلاد من جانب اخر.
وكانت من اكثر الاشياء التى اثارت ضحكى أو سخريتى فى الاونة الاخيرة ما تناقلته وسائل الاعلام عن وجود احزاب وجمعيات ونحو الالف شخصية عامة فى تونس وقعوا عريضة تطالب الرئيس زين العابدين بن على بالترشح لفترة رئاسة رابعة وتعديل الدستورالذى يمنع ذلك.
والاكثر اضحاكا ان تلك الدعوة انطلقت قبيل انتهاء فترة ولاية الرئيس بنحو اربع سنوات وهى الفترة الكافية لتمكين السلطات بمحاسبة و"تطيين عيشة" من لا يوقع على تلك العريضة .
ويبدو ان المسئول الذى خطط لهذه الوقائع كان يريد اظهار ان الشعب هو الذى اجبر الرئيس - وليس العكس - على الاستمرار الى ما لا نهاية فى حكم هذه البلاد الا انه نسى ان هذه الحيل لا يمكن ان تنطلى على الشعوب العربية التى تكتوى بنفس جموح النزوات للنظم الحاكمة.
المضحك ان النظام التونسى طور فى الطريقة وكأنه يريد ان يقول لاقرانه انه الاذكى مع ان الجميع يعلم ان تونس هى الدولة العربية الوحيدة التى يعاملها رئيسها كشركة "قطاع عام" بحيث يروح يدفع للصحف والصحفيين فى العالم العربى لينشروا خبر افتتاحه اى شىء حتى لو كان لمحل "طرشى" ولذلك لا يمكن ان تجد صحيفة واحدة تهاجم نظامة اللاخلاقى الذى انفرد استبداديا بالتدخل بين العبد وربه وجعل الصلاة فى المساجد بتذكرة وحرم الطلاق واحل الزنا وقام - بحسب ما تواترت الروايات- بالظهور بطلعته البهية عبر شاشات التلفزة وقام باحتساء الخمر فى نهار رمضان حاثا موظفى الدولة على الافطار والا فالعقاب .
هذه صورة لاخطر النظم الاستبدادية فى عالمنا العربى الذى يكرس للقيم العلمانية الاتاتوركية التى تقريبا انقرضت فى بلدانها.
أما ثانية صور المساخر ففى مصر وهى تتمثل فى قيام خمسة اشخاص يتزعمهم سائق نقل ثقيل والثانى صحفى لم يكتب طوال حياته الصحفية عشرة اسطر والثالث مساعد مخرج فاشل كما فشل من قبل كـ"طبال"والرابع شخص كل امانية قيد اسمه فى جداول نقابة الصحفيين رغم اته ذا مؤهل متوسط والخامس "سمسار" متواضع للغاية للرخص الصحفية الاجنبية وقام الخمسة بتكوين حركة لدعم السيد جمال مبارك لحكم مصر اسبغوا عليها صفة الشعبية وقامت المنابر الاعلامية المصرية بـ"اللت والعجن" فى الموضوع الذى موله رجل اعمال "شرقاوى" ينتمى للحزب الوطنى.
ومع ذلك فهذا لا يعنى اننا ننكر حق السيد جمال مبارك الترشح لرئاسة الجمهورية فى اجواء انتخابية صحية وديمقراطية.
ومن المساخر التى هى حقا تؤلم اى عربى نظرا لمكانته العالية فى النفوس ما يحدث فى اليمن فالجميع يتذمر ويطلب المزيد من نظام لا يوجد معه ما يقدمه , فالجميع يعانى التهميش ولم يقل هذا الحزب او ذاك من هذا الذى لا يعانى ايضا وعلى رأسهم النظام "الحاكم" نفسه , فالمشكلة ان اليمن بلد فقير ولا رفاهية فيه لحاكم او معارض.
اليمن يحتاج الى جهود التوحيد والعمل والانتاج وليس الى جهود التجزئة والتفتيت والتى تصنع كانتونات قزمية تضيف مأساة جديدة الى مأسينا القائمة خاصة فى هذا البلد الذى يلقبونه بالسعيد مع انه لم يكن سعيدا بالمرة.
ومن المساخر ايضا علاقة الجزائر بجبهة البوليساريو ذات النزعة الانفصالية عن المغرب.
ولا ادرى ما شأن الجزائر قى ذلك وما علاقتها بتلك الجبهة وماذا ستستفيد من انقسام المغرب الى دولتين احداهما شمالا وعاصمتها الرباط والاخرى جنوبا وعاصمتها العيون .. وقد يقول قائل ان جبهة البوليساريو تدعم الدخل الجزائرى عبر اجراءات جمركية لصادراتها ووارداتها ولكن اى حكيم يقول وهل يكون المقابل تقسيم دولة عربية جارة ولماذا لا تطرح ان تأخذ مزايا مغربية مقابل دعم الاتحاد والوحدة لا الانفصال والتشرذم؟
ألم تجد الحكومة الجزائرية معركة قومية اكثر نبلا من معركة لا ناقة للجزائريين فيها ولا جمل؟!!!
وعدوى المساخر العربية انتقلت الى البلاد الاسلامية وعلى رأسهم باكستان التى تعد بكل معنى الكلمة دولة فاشلة تفتقد فيها كافة مقومات الدولة فالجيش الوطنى يقف عاجزا امام كل ازمة والجيش الامريكى وحركة طالبان المتنازعان لهما اليد الطولى فى معظم اقاليم الشمال.
المدهش انه حينما ضربت السيول البلاد طولا وعرضا وعرضت حياة نحو 20 مليونا للموت فى ابشع كارثة انسانية يشهدها العالم تفردت حركة طالبان " طلاب الشريعة" بمهام الانقاذ واطعام الجوعى وعلاج المرضى فى حين ظل الجيش لفنرة طويلة عاجزا عن التحرك , وبدلا من ان يتم تقديم الشكر للحركة تم حظر مساهمتها فى اعمال الانقاذ وهو ما يذكرنى بمثل شعبى مصرى يقول "لا يرحم ولا يدع الرحمة تنزل".
albaas10@gmail.com
albaas.maktoobblog.com

الاسبوع اون لاين تنشر نص الاتفاق السرى بين مسئولين عراقيين وايرانيين على تقاسم الحكم فى بلاد الرافدين

كتب - سيد أمين
نقل مصدر مقرب من مكتب نوري المالكي رئيس الوزراء العراقى المنتهية ولايته - تحت الاحتلال- معلومات مهمة وخطيرة للغاية قال انه اطلع عليها من شخصية حضرت الاجتماع الذي هيأ مكانه سرا بين الجانب العراقي الذي يمثله كل من الوفدين "حزب الدعوة والتيار الصدري" والجانب الإيراني بإشراف علي لاريجاني وعدد من كبار ضباط الاطلاعات " المخابرات " وهى المعلومات التى ترسم بالغة السواد للعراق الجديد الذى بناه الاحتلال الامريكى مع الحرس الثورى الايرانى وميليشيات المحاصصة الطائفية الحاكمة.


واضاف المصدر الذى لم بفصح عن اسمه فيما نقله الي "الاسبوع اون لاين" عبر الانترنت انه قبل أكثر من عشرة أيام وصل إلى طهران وفدان بمثلا قائمة دولة القانون ويترأسها علي الأديب عن حزب الدعوة ووفد عن التيار الصدري الذي يترأسه مدير مكتب الصدر في طهران وعند وصولهما إلى طهران اجتمعا فورا مع الجانب الإيراني الذي كان يشرف عليهما علي لارجاني وقائد الحرس الثوري و عدد من كبار ضباط الاطلاعات ".


وقال المصدر انه في الاجتماع تم الاتفاق على تطبيق البنود السرية حول تشكيل حكومة موالية لإيران برئاسة نوري المالكي , وتحييد المجلس الأعلى باستثناء الأمين العام لمنظمة بدر "هادي العامري"و" طه درع" و"عامر ثامر" لارتباطهما بقيادة الحرس الثوري .


‌وتقرر اثناء الاجتماع إطلاق سراح جميع المعتقلين من التيار الصدري بما فيهم المحكوم عليهم بالإعدام.


وتعهد علي لارجاني بالاتصال والتنسيق مع رئيس الجمهورية جلال الطلباني كونه يملك صلاحيات للعفو ويكون إطلاق سراحهم على شكل مجموعات.


كما تم الاتفاق على إعطاء التيار الصدري أربعة وزارات منها وزارة الداخلية فيما يكون الإشراف على التعيينات في وزارة الداخلية والدفاع والمخابرات من قبل علي لاريجاني.


كما اتفق ايضا على تعيين خمسة قادة فرق وخمسة أمراء ألوية وعدد من السفراء المحسوبين على التيار الصدري.


كما تقرر إعطاء التيار الصدري ستة وكلاء وزارات تعرض أسماؤهم على علي لاريجاني.


وأكد المصدر المقرب جدا من الدائرة الضيقة لمكتب نوري المالكي أن رئيس الوزراء ومعه ممثل التيار الصدرى وافقا على جميع المقترحات التي قدمها علي لارجاني , واقترح علي الأديب ممثل رئيس الوزراء نوري المالكي في هذا الاجتماع ثلاثة مقترحات مشروطة بتنفيذ ما ورد بمقترحات علي لاريجاني.


يشمل المقترح الأول ان يغادر جميع سجناء تيار الصدري العراق بعد إطلاق سراحهم إلى أية دولة يختارونها وبصحبة عوائلهم مع تعهد رئيس الوزراء نوري المالكي بتخصيص رواتب مجزية لهم وصرف مخصصات سكن , ويمكن عودتهم إلى العراق لاحقا.


وهنا اقترح لاريجانى بان تكون تلك الدولة التي تستقبلهم هى سورية وأوصى بان يقوم سماحة مقتدى الصدر بزيارة مسبقة لها لغرض ترتيب أوضاعهم.


اما المقترح الثاني فينص على أن يقدم مقتدى الصدر تعهدا خطيا أمام القيادة الإيرانية في حالة إعطائه خمس فرق عسكرية وعدد من الألوية بان لا يقوموا بعمل عسكري ضد رئيس الوزراء نوري المالكي وحكومته.


ونص المقترح الثالث على ان يدار جهاز المخابرات مناصفة بين التيار الصدري وحزب الدعوة , وتشكل لجنة برئاسة سمير حداد ممثل حزب الدعوة الذي سيشغل منصب مدير عام في الجهاز ومنحه رتبة لواء من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي , وممثل عن التيار الصدري في موضوع توزيع المناصب في الجهاز والتعيينات التي ستقتصر على كلا الطرفين في الجهاز.


وحمل علي الأديب ممثل رئيس الوزراء نوري المالكي أثناء عودته إلى العراق رسالة من علي خامنئي سلمها له لاريجانى تتضمن توجيهات خاصة إلى رئيس الوزراء نوري المالكي لغرض تنفيذها حرفيا كونها تصب في مصلحة تنصيبه رئيسا للحكومة.


وتتضمن تلك الرسالة المطالبة بإطلاق سراح مجموعة من أمراء القاعدة المعتقلين في سجن أبي غريب والذين اعتقلتهم القوات الأميركية في قاطع أبي غريب والاعظمية والعامرية , وتم تحديد تلك المطالبة بالأسماء والأعداد ومن بعد إطلاق سراحهم بجعلهم تحت إشراف الاطلاعات من الناحية التمويلية والتسليحية لغرض تكليفهم بتنفيذ التفجيرات والاغتيالات الخاصة بالعلماء والأئمة والمساجد والموظفين وتفجير المنازل في منطقة أبي غريب وضواحيها , ثم أوصى علي لاريجاني رئيس الوزراء نوري المالكي من خلال رسالته بان يكون لهؤلاء الأمراء دعم لوجستي من قوات الجيش المتواجدين في قاطع أبي غريب والاعظمية .للإعداد والتهيئة إلى الاقتتال الطائفي من جديد ليتسنى للحكومة من جراء ذلك في استغلال الظرف لتقوم بحملات واسعة تشمل جميع المعارضين للتوجهات الإيرانية ومنها قيام حكومة عراقية موالية لإيران.


كما وجه علي لاريجاني رئيس الوزراء نوري المالكي من خلال رسالته بتقديم الدعم المالي والتسليحي واللوجستي الذي يتضمن تهيئة السيارات الحكومية والمستمسكات الحكومية لمجاميع عصائب أهل الحق المنشقة عن سماحة مقتدى الصدر كون هذه المجاميع تحت إشراف الحرس الثوري على شرط أن يتولى ممثل رئيس الوزراء نوري المالكي (علي الأديب ) مهمة التنسيق بين المقدم حرس ثوري (حسين وحيد) المشرف على عمليات العصائب لغرض تنفيذ عمليات اغتيال لعناصر الجيش والشرطة في عموم مناطق الجنوب ومدينة بغداد وإلصاق التهم بالبعثيين مما يسهل في تصفيتهم جميعا قى مناطق سكنهم أوفي المؤسسات الحكومية.


وكذلك القيام بعمليات تفجير ضمن الطرق الرابطة بين المحافظات الجنوبية والوسط والأسواق والأماكن المكتظة بالسكان وفي مناطق محدده طائفيا لإلصاق هذه التهم أيضا بعناصر القاعدة والبعثيين والذي سيساعد الحكومة أيضا لشن حملات من الاعتقالات الواسعة , وكذلك وحسب ما ذكره المصدر المقرب من رئيس الوزراء نوري المالكي في تقديم أشخاص على وسائل الإعلام بعرضهم أمام الشعب بأنهم وراء هذه الأعمال الإرهابية والذي سيساعد الحكومة أثناء تقديمهم إلى وسائل الأعلام وخاصة فضائياتها من خلال اعترافاتهم بالجهات الداعمة لهم وخاصة من أعضاء القائمة العراقية.


وأكد علي لاريجاني لنوري المالكي من خلال رسالته بان مجاميع عصائب أهل الحق ستدخل عن طريق محافظة ميسان خلال الأيام القادمة للقيام بعمليات شبيهة بما حدث في الاعظمية وفي كل من الموصل وديالى والانبار وصلاح الدين والكوت وكركوك

18 أغسطس 2010

في فهم حقبتنا التاريخية

سيد أمين


من أصعب فترات التاريخ فترة "اللاشيء ", وهي الفترة التي عادة ما تكون طويلة جدا زمنيا ومهملة وتافهة للغاية حدثيا وفكريا وهي ايضا الفترة التي عادة ما يقفز فوقها المؤرخون ليذهبوا الي الفترات ذات الفعالية بعدها او قبلها.
ومن اعراض فترة "اللاشيء" ان بطولات ابطالها بالغة الصغر لدرجة لا يمكن معها رؤيتها بالعين المجردة , وربما لم تكن موجودة اصلا , والمدهش ان ابطالها يبذلون الغالي والنفيس لانجازها ولذلك هم يعدونها من عظائم الاعمال ومعجزات التاريخ , والاكثر دهشة


في تلك الفترات ان يمسي مبررا ومعتادا ضياع الجميع في صمت ضحايا لها , ومع ذلك يبقي من اصعب صفاتها ان العذابات فيها قاسية للغاية بما لا يتناسب مع تفاهة "اللاشيء" الذي تذخر به.


وانا اعتقد ان تعاسة الانسان منا - نحن بني البشر - او سعادته يقع جزء كبير منها علي العصر الذي خلق فيه , فاذا كان الواحد منا مبدعا او مفكرا او حكيما سيصبح من المفيد ان يكون قد خلق في زمن مهم , لأنه في الازمان المهمة ينقب الناس عن المفكرين والموهوبين ليستفيدوا اعظم الاستفادة منهم ولكي يعطونهم حقهم من التقدير والاجلال , أما في الازمان غير المهمة فان الناس ينقبون عن المفكرين والمبدعين ليشبعوهم قتلا او سجنا وذلا وفقرا وتحقيرا وذلك لأن الحاكم المستبد يسعي جاهدا الي تجهيل وتغريب شعبه - كما بقول عبد الرحمن الكواكبي في طبائع الاستبداد.


اعذروني يا سادة .. لو قلت لكم انني اعتقد اننا كعرب نعيش في حقبة تاريخية تافهة من حقب "اللاشيء " وان كاتبا محترما للتاريخ سيقفز متجاوزا الخمسين عاما الماضية - مع ما يضاف اليها مستقبلا - دون ان يكتب حرفا واحدا عن العرب , وان كتب فلن يعرفها الا "بحقبة الانحطاط والاضمحلال العربي".


اعذروني لو قلت انها أزمنة ضحي العرب فيها بالعرب , من اجل استمرار "اللاشيء", هي فترة تآمر فيها العرب علي فلسطين حتي تأكدوا من ضياعها , مدينة مدينة , وحارة حارة , وراحوا بعد ذلك يقلبون المفاهيم فاطلقوا علي الخيانات دهاء الساسة والسياسات , واعتبروا التبلد والبرودة دبلوماسية , ولقبوا الهزائم بالتضحيات , وما الي ذلك , مع ان من يمتلك ولو ادني توثيق تاريخي سيدرك بلا ريب ان فلسطين قدمت قربانا لاستمرار ملوك فوق العروش .


وليت الامر انتهي , حيث استمروا في تقديم القرابين لغول لا يشبع , فما ان فرغوا من تقديم فلسطين حتي شرعوا في ذبح العراق وراحوا جميعا بكل جد واخلاص في تجفيف منابع الحياة لها طيلة 20 عاما - 13 للحصار و7 بعد الاحتلال - حتي سقطت حاضرة الرشيد قربانا جديدا عظيما من اجل استمرار البقاء علي تلك الكراسي.


ومن ضمن مسلسل القرابين الذي لايجيد ساسة العرب شيئا سوي الاستمرار فيه في ظل حقبة "اللاشيء" التافهة , الوقوف علي مشارف انفصال وتفتت السودان , والسعي لتقسيم اليمن السعيد الذي لم يكن سعيدا في تلك الحقبة.


قد يخالفني احدكم الرأي - ويطرح رؤية اخشي طرحها وان كنت لا استبعدها - بانها ليست ازمنة تافهة ولكنها علي النقيض هي شديدة الخطورة والاهمية , وانها بمثابة مفصليات في جسد التاريخ تتحكم في توجهه لينتصر لكل رذائلنا ونقائصنا ونصبح أمة مهددة حقا بالزوال والانقراض كامم كثيرة خلت من قبلنا.


بصراحة صارت الاخطار والمؤامرات المحدقة بالامة العربية لا تعد ولا تحصي ولأن تيار المقاومة ينحسر فموجة العدوان الخارجي تزداد شراسة والنظم - او اللانظم - الرسمية تزداد انبطاحا وتنازلا لدرجة جعلتها مجردة من كل امكانية للمساومة علي التنازل.


لقد صرنا امة مهددة في كل شيء بدءا من الثقافة الي الاقتصاد مرورا باالادارة واالقوة , امة تفتقد لكل مقومات البقاء والاستمرار.


ومهما كانت تلك الحقبة التاريخية شديدة الاهمبة اواللأهمبة الا انها قطعا حقبة غير معتادة , استعمرت فيها بلادنا عسكريا وقاومت وتحررت ثم عاد الاستعمار الينا عبر وكلائه من بني جلدتنا والاقطار التي خلت من الوكلاء استعمرت عسكريا , لدرجة صار فيها الحكم مرادفا للانبطاح والموالاة لامريكا وربما اسرائيل.


albaas10@gmail.com


albaas.maktoobblog.com

24 يوليو 2010

أنا.. أنا.. ولست أنا - حداثة منتهى الحداثة


بقلم سيد أمين

1

كنت أتحسس وجهي.
وكانت الطرق متشعبة ومظلمة.
وقفت حائراً عند المنعطف.
فإذا به فتي قوي يركض نحوي وحينما اقترب تفرست ملامحه وندبات وجهه.
كان شيخاً طاعنا في القدم.. خفت منه فلم أنبس ببنت شفة.
قال بصوت عفي ووقار شيخ:
سأوصيك خيراً لوجهتك.. لو أهملتها تهت.
الطرق جميعها ذات اتجاه واحد.. ولكن السائرين لا يصلون جميعا إليها.
كلما تخلصت من حواسك تقترب نحوها.. أما لو تلاشيت فستقف عليها.. حقيقتك في هجائك والحق مفتاح بابك .. لو جعت شبعت ولو صبرت تلاشيت.. ولو تلاشيت وصلت.
استجمعت شجاعتي.. حاولت أن أهدئ من روعي وهممت لكي اسأله فزمجر وتلاشي.

2

حينما وصلت الملتقي.. كانت الغربة قد أضنتني.. فاخترت حقيقتي.. تحسست وجهي.. عدت كما أنا.. شيء يدفعني نحوه.. لابد أنه هناك لأنني أنا ذاهب إليه.
كنت أنا مشتاقا لمنزله.. وقدمي مترددة.
فكرت فيما لو لم أقابله أو يقابلني.
عدت إليَ أكثر فأكثر.. وجدتني أشجع من أي وقت مضي.. إلا وقتا لم اتذكره حينما أنا كنت أنا.
طرقت بابه حتي احمرت يدي.
أتراه موجوداً حقاً؟
أم أنه يرفضني كما أنا؟
لابد أنني لست أنا
خطوت إلي الخلف.. كانت الطريق حولي مظلمة.. إلا ظلال نور خافت علي البعد في طريقها سرت.. فأخذت تتوهج حتي غمرتني.. وقتها تأكدت من عودتي أنا.
قلت لي: إنه يعرفني قبلي لأنه لم يجهلني أبداً.. فلو جهلني ما كان
هو.. ولم يرفضني أبداً فهو من دعاني.. ولم أبرح قط منزله.. فليس لي غيره منزل سواء أنا كنت أنا أو لست أنا.. لكنه دائما يريدني أنا أنا.

3


تلفت أمامي.. فجأة .. وجدته ماثلاً .. تأملت هيئته.. واسترجعت زمن العنفوان.. ضحكت من فرط البلاهة.. فكيف لم يكن مرة صديقي رغم أنه كان دائماً برفقتي؟
عزمت أنا علي أن أسأله أسئلة كثيرة .. لكنه قال بثقة أخافتني:
ما سأقوله ما قلته قط لمضيف .. أنا لم أغب لأنني حاضر كما لم يحضر أحد من قبل .. ضيف لحوح أطرق كل الأبواب.
تعرفني قبل معرفتي.. وأعرفك.. غريمي مهزوم وصديقي مكلوم.. معرفتي شر لمن أوصد بابه.. خير لمن صادقني واسكنني معه.
قلت له: من فرط تأخرك ظننت ألا قدوم لك.. ومن رهبتي إياك عمدت أن أنساك.
قال مؤكداً: ما تأخرت فأنا ألازمك لزوم نفسك.. وما أتيت لأنني فيك.
الكثيرون احتفوا بي فراعوني.. والكثيرون جحدوني فراعوني.
منهم من جاء معي وبجسده سار.. فأحببته.
ومنهم من جاء معي وبروحه سار.. فكرهته.
وللتو.. أنت معي ذاهب.
قلت: هل من تأجيل؟
قال: قلت إنني أمهلتك كثيراً.. واللحظة لا تأخير.. فالموعد محدد ودقيق.
فهمت مغزي كلامه.. فزعت.. صرخت فما سمعت صوتي:
إلي أين.. فأنا عن هناك غريب؟
قال: إلي حيث يذهب كل ضيف ومضيف.. إلي حقيقة كل حقيقة وأم كل الحقائق.
استسلمت.. فليس بمقدوري سوي الرعب.. كلي ينتزع من كلي.. أردت الغوث فما مغيث.. تراءي لي الماضي في لمح.. قدرة أفنيت في عجز.. ونماء أفني في جدب.. وفرج أسرف في يسر.. وللعسر.
في الهلاك أسير أسير.. كنت صغيراً صرت كبيراً.. وكنت كبيراً صرت صغيراً.
قلت لضيفي دون كلام: أكرمت ضيوفي إلا أنت.. أضحكوني فبكيت.. وأبكيتني فضحكت.
سألته: هل الطريق مستقيم؟
فقال: ستعرفه بنفسك.. والسيد جواد.
قلت: أرحني فأنا ضال.. كل حبيب خلا.. ومالي من حبيب.. وشردت يوما في الفلا.. واليوم قد ولي المغيب.. ولولا جهل بك لعرفتك.. ولوعرفتك لأحببتك.. ولو أحببتك لأكرمتك.
تحشرجت واشتد بي الضيق فقلت له: أرحني فأنا ضال
فقال: ما ضاقت إلا انفرجت.
تفاءلت وبدا لي ضيقي فرجا.. وأخذت أسبح معه في الأكوان خلف الحدود.
تأملت نفسي فلم أجدها .. فسألته: هل أنا موجود بين الحدود؟
قال: لكل حدود حدود.. وللا حدود حدود.. ولا حدود للا حدود له وكل هباء موجود.. وكل موجود هباء.. أنا درج الارتقاء.
قلت له: أخبرني يا صادق.. هل أنا موجود؟! وهل للحدود وجود؟
قال: اسألني عن الوجود؟! فهو موجود.. ولا حدود بلا وجود.
وعن وجودك؟ فمن اللا وجود خلق الوجود.. ثم الاختبار المؤكد.. ثم الوجود في منتهي الوجود.. فالوجود عكس الفناء.. ولا يتفقان.
فالموجود لا يفني .. لأنه موجود .. لكنك الأنت مت .. والأنت أنت.. موجود.
قلت : الأنا أنا موجود.. فماذا عني أنا؟
قال: قلت لك كل موجود موجود.. انت سواء أو الأنت أنت.
والسيد جامع

4

طار بي صديقي .. وكنت اري الكون حولي فسيحا كما لم اكن قط اتوقع .. وكان الجو منعشا ذكيا رطبا جافا .. وكنت لا اشعر بالجوع او بالعطش لانني انا فقط الموجود ..وكنت سعيدا.
قادني فضولي فسألت : - صديقي الصدوق هل كل ضيوفك ومضيفيك يأتون اليك هنا؟
قال :- لكل مضيف وضيف حق الاختيار.. في الاختبار.
قلت :- صديقي الصدوق في الاختبار..شقيت بالسؤال .. ما انا هنيت؟
قال :- منكم من أعسر فأيسر ومنكم من ايسر فأعسر ومنكم من اعسر فأعسر ومنكم من ايسر فأيسر وانك اذا بليت فأمسكت كرمت.
وويل لمن امسك فما امسك .. ولكن من امسك فأمسك سينال ما امسك بلا انقطاع.
قلت امسكت فتًعست في الاختبار.
قال ما امساك المتاع الا يسر دائم.
طار بي صديقي الي لا حدود الجنان.
واخبرني ان كل موجود متاح .. لأن كل حرمان مصيره الي وفر .. وكل وفر الي زوال .. ولا زوال الا لمن لم يعد.. وقال لي :- مبلغ العناء الصبر.. ومبلغ الصبر الصبر علي الحرمان .. ومبلغ الحرمان حرمان من عوز.
وفي لمح كان بي في ملتقي الفرقاء .. فرحت فرحا لم تسعه الحروف.. وصرت كشعاع نور اجري وكأن الأنا انا اكتملت.
فقال لي الصادق :- انهل مما حرمت وجاءت نحوي.
فمن فرط بهائها ما ابصرت بينما اريجها الذي اسطلني ما جعلني ادركت .. رفعت صوتي :- ماذا يا صدوق ؟من؟
قال :- انك في معية فتاة الهوي والعشق لم يفصل بينكما الا الحدود.
قلت :- اني اتعذب من فرط شبع الهوي ؟
قال :- كل شئ بقدر حتي منتهاك ستنال.
ووجدتني قادرا علي النظر.. فاذا بها بهية كما لم اتصور .. راقدة في مخملها الذي لم أتصور ..علي الهيئة التي لم اتصور.. ووجدتني اذوب فيها كما لم اتصور حتي انني ظننت ما انتهاء.
حدثتني فأمتعت كما لم اسمع من قبل .. وقلت هل انت من اجلي؟
قالت :- سخرني السيد لك.
قلت :- انت يا له من جزاء.
قالت :- وكل ما ومن تشتاق .
قلت :- وهل شوق بعدك الا الي لقاه؟
قالت :- اشواقكم كثرت والعطّاء سرمدي.
قلت :- العطّاء لا يمل واشواقنا تبلي.
قالت :- وهل لك ان تأخذ ما حرمت؟
قلت:- ما ان قابلتك حتي انطوت كل النساء .. ولأجل دعوتك ما بحثت.
اومأت فوجدتني امام من حرمت.

5


كنت اظنني سأنهار.. كنت اظنني سأتوهج .. سأنتشي .. كنت لا أتخيل أبدا ان نلتقي .. هكذا حال الاختبار.
ورأيتها وحلة ازينت بها .. وخلفها يطير شعرها الحرير الاسود.. البهجة هذه ما رأيتها قط من قبل .. كأنها ليست هي بكل ما هي.. حدثتني .. فأستمعت واستمتعت وغرقت بحواسي الحقيقية فيها.
قلت:- لماذا كنت انت؟ولماذا كنت انا ؟
قالت :-لأنني ما كنت انا وانت ما كنت انت.
قلت :- ما تخيلت البعيد قريبا!!
وحينما وثقت رددت اليًّ .. ولولا الردة ما كنت هنا .. شقيت منك هناك .. في دار البعد بالبعد .. وسعدت بك هنا في دار القرب بالقرب.
ولو لم أرتد ما كانت منيت .. كنت سأشقي شقائي اثنين .. كنت سأعاني بعدي عني .. وعنك .. الا ان ما اعجزني بعدي عنه لولا اني ادركت .. فسلّمت.. فسلمت.
قالت وكأنها تبرأ من ذنب :- لولا الحرمان ما وصلت.
قلت وكأني اؤيدها :- في القرب اليك طاعة للنفس.. وفي البعد طاعة السيد.
قالت :- وطاعة السيد وثقي؟؟
قلت:- طاعة السيد وثقي .. وخير الطاعة صبر علي جمر.. ولولا انني رددت كما انا ما اطعت .. والسيد ما اغناه.
قالت :- أما أنا ..أما أنا..
أرادت ان تبكي.. لولا ان البكاء هنا مستحيل .. فقالت مستطردة :- حكمت القلب فخدعت .. وحكمت العقل فضللت ..وحكمت العزة فذللت.
قلت مندهشا :- ما ذل من وصل.
قالت :- وصلت عندما حكمت السيد.. ورردت اليَّ.
وأضافت :- قبل الردة عندك كنت انا .. وقبل الردة عندي كان غيرك .. وأنا وأنت خدعنا..لأننا لسنا كلينا.
قلت مغازلا :- أنت في القرب .. أنت في البعد ..أنت وصولي ..
ان كنا نحن أو كنا.
كنت سأسعد .. والسعادة طريق لسعادتي أنا.
فكم من سعد زائف أوصل الي سعد دائم.
لكن بشقائي الزائف صبرت .. فوصلت للسعد الدائم.
والصبر .. لو تدري عذاب .. والردة لو تدري صبر .. وطريق محفوف بالشك .. لولا اليقين.
أكملت متفاضلا : - لكن فضولي يدفعني عما أنا كان.
قالت : أنت كان الفتي الضال .. وأنا كنت الفتاة الضالة .. هناك.
أنت كنت رحيقا للشوق مسكوبا في الأرض النتنة.
وتساءلت :- أما أنا ماذا كنت؟
قلت : - أنا أنت الجسد وأنا أنت الروح.
أنت الخلجة والسهوة والفكرة والذكري .. أنت الغضبة والفرحة.. أنت الوحدة والجمع .. أنت الرعش الساري والدم.. لولا ان رددت الي فوصلت اليك.
قالت وقد سبلت عينيها اشفاقا : - عوضك السيد عني بي .. ولولا اللو .. لرجوت العودة الي الاختبار .. ولك.. ولكن المقادير مقدرة ولولاها ما التقينا الأن.
تسألت مقاطعا :- أصدق تقولين ؟
قالت :- ما أقول ولا تقول الا صدقا .. ولا يوجد الا الصدق في دار الصدق.
قلت خجلا :- معذرة فما لي عهد بكم..وبي أنا.
قالت :- وماذا بعدما ضاع فيَّ الأمل.
قلت متسائلا :- لو تنتشر روحك مرة ماذا تصبر ؟ لو تشربها الأرض الخصبة والمقادير؟ لو تنهمر بأقصي الكون .. تروي شجرا.. تبقي غديرا؟ ماذا تصير؟ لو تنشطر للنصفين .. نسمة صيف .. أو أعاصير؟
نصف منها يزرع عيشا .. نصف منها حصد هدير؟ ماذا تصير؟
قالت :- هباء!!
قلت :- أنا كنت ولم أكن .. أبدا ما هنيت ؟
قالت تمنيني :- السيد وهبني لك .. واليوم لا حدود .. ولا انتماء ولا شئ سوي اليقين.
قلت متعجبا :- قادني صبر الزيف لنيل اليقين.!!
وأضفت مستدركا :- ما زلت في شوق للاحدود.. فما زلت حديث العهد.
قالت :- أنا معك كما أنا.

6


ناديت للصدوق فجاء وقد تغيرت هيئته بحيث لم أدركها .. طلبت منه أن يلازمنا.
فقال :- لكل منكما حدود .. في اللاحدود.. وأنتما متشابها الحدود .. مهما طرتما في اللاحدود .. ففي الحدود .. لأن كل متاح لكما متاح .. وكل ما ليس متاحا ليس متاحا لكما .. وفضولكما يقودكما للمعرفة.
وطرت أنا وهي .. نستكشف جمال الوجود وأتساءل عما لم اعرفه.
كانت كل المعلومات مجهولة .. وكل المعلومات معلومة .. وكانت حواسي تعمل كحواسي .. التي ما تخيلتها حواسي.
تمر اللحظات وكلها اضافات.. احساسي ينير لي عيني .. وعيني تطنب لي سمعي .. وسمعي يشبع لي امعائي.
الوقت لايشبع ولا يمل .. لا يقصر ولا يطول.. تشره في التملي ولا تشبع.
تنال أحاسيس الفيض بعد الجدب في كل وقت .. وما كان أبدا هنا
جدب وأحاسيس الارتواء عن عطش .. وما كان هنا عطش .. كل حسياتي مكتملة ولكنها لا تزال في عوز لكل اكتمال.
طرنا الشوق ينثرنا ويجملنا ويجمعنا.. وجدنا السابقين فسألناهم لكي نستزيد.. تحدثوا بأصوات وكأنها الهزج .. وما قالوا سوي السيد. جلسنا علي الموضون .. تقابلنا.. أئتمر ولدان بالطواف علينا.. وشربنا .. جلسنا كما لم نجلس من قبل .. وشربنا كألذ ما طرق علي خيال .. بل يزيد .. وقدم للسقاية نادل في أروع شكل .. حتي شبت عيوننا بشبابه.
تراقصت حولنا قطع من البدر .. أجمل من أي جمال تخيلناه.. الأشياء حولنا علي الأطلاق .. حتي كدنا لا نعرف سواه حسنا .. قلت لمن كدت اشتاق :- أليس علي للاطلاق طلاق؟
قالت :- للأطلاق اطلاقا طبعا.
قلت : - أليست هناك حدود للاطلاق حتي لو حدا قبل السيد؟
قالت :- كل حد قبل السيد ..لأن اطلاقه غير كل اطلاق .. وكل اطلاق غير اطلاقه يسير في اطلاق غير اطلاقه .. وفي مطلقات غير القصر لو قورنت بأطلاقه.
والفرق بين الأطلاقين .. كالفرق بين أنا.. وأنا أنا.
قلت خجلا :- اللفظ يخدعني .. لكن اليقين يملكني.
أخذنا نسير بلا سير .. وكان يومنا كأبرك أيامنا .. فأذا لكل الساكنين
مجتمعين .. جليس أرضهم بالمسك والكافور .. كجليس لؤلؤهم وياقوتهم ..أنواتهم خاشعة في حياة الخشوع.
تهطلهم سحابة بالطيب في معناه .. وفيما لا نعرف معناه ..زغردت القلوب وذهلت العقول .. وغمرهم الجلال حينما برز لهم عرش النور .. وبرز السيد فيما تعجز الألسنة عن وصفه ويعجز الخيال عن ادراكه .. ويعجز الادراك عن احاطة ما سمح به كي يدرك..وتوقف كاتب السطور عن الكلام فيما لا يمكن ان يخطه قلم ولا يكفيه مداد ولا يفهمه عقل.
ولما انتهوا ذهبنا مع المجتمعين حيث سوق الحقيقة وما زالت ادراكاتنا القادرة عاجزة.. ومشاعرنا تفيض حولنا .. والسعادة تشكل اجسادنا ..والأنوات ترفرف بهجة.
وسوقنا سوق لا للبيع ولا للشراء .. بل أمنيات تتحقق.. وحاجات تقضي .. وما هي بحاجات.. فالحاجة عوز.. والشبع غير العوز .. ولا عوز بعد الشبع .. وما اشبع من بروز عرش السيد للعيون.
ما نظرنا الي حلة احد الا ولبسنا افضل منها , وما اخذنا شيئا الا
اعطيناه .. ولا يوجد في الحقيقة شئ قديم ..فالزمن يمضي وكأنه لا يمضي.. او كأنه لا يمضي.. كما لو كان يمضي.. وذلك لان مضي الزمن له منتهي وهنا لا يوجد منتهي .. سوي الحقيقة وحقيقة الحقائق.

يتبع

نشر في عدة مواقع ومنتديات

14 يوليو 2010

اتحاد الصحفيين العرب يرفض مذكرة من صحفيين عراقيين ضد الزميل سيد أمين

الأسبوع أونلاين*
رفض اتحاد الصحفيين العرب السبت الماضي 10 يوليو قبول مذكرة تقدم بها عدد من منتسبي " نقابة الصحفيين العراقيين " ضد الزميل سيد أمين مدير تحرير الاسبوع اون.. لاين يتهمونه فيها بسب الصحفيين العراقيين. وكان شخص يدعي ياس خضير العلي "يقول انه صحفي عراقي" ومدير مركز يسمى "ياس العلي للأعلام المستقل" قد تقدم وآخرين بمذكرة يتهمون فيها الزميل بسبه للصحفيين العراقيين في تقرير كتبه يقول فيه ان الاحتلال الامريكي حينما غزا العراق قتل نحو 400 صحفي من اصل 950 كانوا مقيدين بنقابة الصحفيين العراقية في حين فر نحو 300 صحفي عراقي الي الخارج هربا من الموت ولجأ الاحتلال الي فتح أبواب النقابة علي مصاريعها لمستشاري الشخصيات الطائفية التي جلبها الاحتلال فضلا عن عدد من مرتادي المقاهي ليتم ضمهم الي عضوية النقابة بوثائق مزورة وهو الأمر الذي كشفت عنه الصحف الامريكية نفسها وكشفت ايضا علي لسان جنرالات امريكيين انهم كانوا يكتبون التقارير ويغطونها للحفي العراقي ليضع عليها اسمه ومرفق مع كل مقالة من 50 الي مائة دولار. وقد انهالت رسائل السب والقذف ضد الزميل الذي فضح امرهم عبر بريده الاليكتروني اتهموه فيها بابشع الالفاظ التي تعبر عن افكارهم المريضة التي شكلها الاحتلال الامريكي الايراني. وقد رفض الاتحاد قبول المذكرة دون ابداء اسباب الامر الذي اعتبروه طعنا في نزاههتهم وموضوعيتهم..

وكان الزميل سيد أمين قد كشف فى جولة سابقة من الصدام عن حقيقة شخص يدعى انه صحفى عراقى ويدعى احمد المهدى الياسرى حيث نشر الزميل سيد أمين معلومات صادمة عن شخصيته الايرانية واسمه الفارسى والصحيفة التى يكتب فيها فى طهران والتى تعرف بدعم الباسيج الايرانى لهامما اثار حفيظته وتقدم بمذكرة ضد الزميل لنقابة الصحفيين العراقيين.

19 يونيو 2010

عن الحزبية .. والتدجيل

سيد أمين


قد تهاجمونى جميعكم، قد يتهمنى بعضكم بالفاشية وربما الرجعية ولكن ذلك لن يغير من قناعتى شيئا، فدعوني أبوح لكم بأننى ضد الحزبية بل إننى اعتبر الأحزاب لاسيما فى عالمنا الثالث والعربى تحديدا مجرد مجملات لوجه الاستبداد القبيح.


هذا الوجه الذى ما انفك من تجهيز حيلة حتى يبدأ فى الأخرى بما يضمن له السرمدية والدوام، وبالطريقة التى يساير بها روح العصر، فإذا كانت الروح السائدة فى العالم هى روح نظم الحكم المتفردة فهو قطعا نظام حكم متفرد , وإذا كانت روح التمثيل والديمقراطية , فهو نظام ديمقراطى , وإذا كانت شيوعية فهو شيوعى وإذا كانت رأسمالية فهو رأسمالى , ومع هذا وذاك يبقى هو بشخوصه وسياساته وتختلف فقط الأقنعة والمسميات.


يا سادة .. أنا لم أعد مقتنعًا بالحزبية والنيابية فى بلادنا ,لأنها تحولت إلى انتهازية وفساد يرتدى ثوب الوطنية والديمقراطية , التى لا يعرف أحدا ما هى.

ففى كل بلادنا العربية ربما بلا استثناء نجد أن الحزب الحاكم وهو بالمناسبة حزب لا يقوم على أساس الأفكار بل على أسس ترابط مصالح الأعضاء والشلليات، يقوم بصناعة معارضيه ويمدهم بالأفكار والأشخاص بما يضمن لهم دورا مقنعا فى تمثيلية «المعارضة» وهو الأمر الذى يضفى له المشروعية ويجمل وجهه القبيح.

أنا أعجب من اناس يقصرون قياسهم على فساد النظام الحاكم أو صلاحه فى أى دولة عربية على مجرد وجود أحزاب معارضة فى هذا البلد من عدمه , وهم لا يحتاطون من أن يكون هذا النظام هو نفسه صانع تلك الأحزاب وملهمها الأول وراسم أدوارها.

ويحضرنى هنا وصف الزعيم الليبى معمر القذافى للحزبية بأنها "تدجيل" و"النيابية" ب"التمثيل" وأنا اؤيده فى ذلك وأضيف أنها فى بلادنا قد تتحول إلى خيانة عظمى للشعب بما تمارسه عليه من تغييب وتجميل للطغيان.

وأعرف إن بلادى تحوى نحو 24 حزبا جميعها صناعة تكاد تكون خالصة للحزب الحاكم وشخوصها هم شخوصه , رجال يعينهم هذا الحزب، بل إنه من ملهيات القدر أن تلك الأحزاب التى لا يستطيع مثقف مهما كان مهتمًا بشئون تلك الأحزاب أن يحصى فقط ولو مجرد أسمائها أو أسماء أو حتى توجهات برامجها , وذلك لأنها أحزاب تنشأ بليل بدون أعضاء أو حتى برامج على موائد الحزب الحاكم.

وقد بلغ الاستهتار فى "التدجيل" اقصاه حينما كان أحد أهم تلك الأحزاب وأكثرها وضوحا فى البرنامج وفى الأعضاء شقيقًا لوزير فى الحزب الحاكم.

إن خطورة الحزبية وضحت بجلاء لمن لديه أدنى بصيرة فى دولة مثل العراق , فهؤلاء الذين لطالما هاجموا العراق فى عهده الوطنى قبل 2003 بحجة كونه لا يسمح بتكوين الأحزاب هم الآن ربما صاروا على قناعة بمصداقية ووطنية هذا الموقف، فأحزاب العراق نشأت من ميليشيات ارتكبت جرائم فى حق الشعب وتحولت الحزبية على يديهم إلى طائفية بغيضة أكلت وستأكل الأخضر واليابس فى هذا البلد المنكوب بالخونة والعملاء الذين يعتلون الحكم الآن.

وفى العموم وفى المجمل تقاس العدالة فى البلدان بالمستوى الاجتماعى للسكان وبالنهضة الصناعية على المستوى العالمى، وهنا نجد انه ما صنعت الحزبية فى بلادنا لا عدالة ولا نهضة ولا تداولاً للسلطة ولكنها كرست لسرمدية الحاكم كما أنها لم تصنع دولة صناعية متطورة كما صنعتها نظم لا تتخذ ديكورا لنخبتها الحاكمة فمنعت الأحزاب مثل الصين.
بل إن دولاً كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية التى تدعى التعددية وتعد مثالا للديمقراطية عند الكثيرين , نجد أن حزبين فقط يتداولان السلطة فيها منذ تأسيسها وأن هذان الحزبان لا يختلفان عن بعضهما فى التوجهات والمقاصد والسياسات إطلاقا وإن اختلفت الشخوص والأزمان كما أننا لم نسمع عن حزب ثالث لهما ذا توجه شيوعى أو قومى أو راديكالى أو يحمل فكرا مختلفا.
كما أن هناك أحزابا – وهى فى الأغلب جادة وناجحة - تعلى من أهمية الانتماء إليها وتربيطات منتسبيها المصالحية عن أهمية الانتماء للوطن ومصلحته وقد يلجأ بعضها الى العدو الخارجى فى محاولة للانتقام من خصمه ويدفع الوطن والمواطن الفاتورة الباهظة لتلك المهاترات , بل ان الصراعات السياسية بين تلك الأحزاب عادة ما يدفع ثمنها المواطن البسيط الذى هو فى الحقيقة الوطن.
إننى بحق أدعو إلى إلغاء الأحزاب فى بلداننا العربية والكف عن التمثيل والتدجيل وممارسة لعبة الخداع ضد الشعوب وهو الأمر الذى قد يوفر الجهد المنصرف إليها ليتم تحويله إلى التنمية والتصنيع والعدالة كما كان الحال فى مصر عبد الناصر.

ALBAAS10@gmail.com


AL BAAS. maktoobblog.com

07 يونيو 2010

القدرة والطالع.. رؤية تاريخية

سيد أمين
أجدني رغم ما يحيط بنا من أحزان قومية اعتدناها جراء مذابح 'الحريات' التي ترتكب ضدنا ليل صباح والتي لن يكون آخرها مذبحة قافلة الحرية علي يد الصهيونية الفاشية، أجدني أميل إلي عدم خوضها لأن الجميع قد تحدث فيها وانتحي بقلمي جانباً للحديث في أشياء بعيدة قد لا يبدو للوهلة الأولي الحديث فيها مستساغاً في تلك الأوقات.

وعلة هذا الميل يرجع إلي أن أقلام الوطن كثيرة وأقلام الإنسانية أكثر ورب كثرة أفقدت الكلمات وحيها فباعدت بين لفظة 'الجرح' وآلام 'المجروح' وبين مفردة 'الموت' وبين 'رهبته' وآلام اليتامي، هنا وجدت نفسي أنأي عن تكرار ما ردده غيري وهو واجب عليَّ وعليهم وأدلف للحديث عن 'الطالع والقدرة' ولعل مسألة 'الطالع' توحي أول ما توحي بأن من يؤمن بها أو حتي يرددها هو شخص غيبي ينكر قدرة العقل ويفضل إلقاء اللوم علي المجهول في كل فشل.


وفي الحقيقة، وبقراءة ولو سريعة في التاريخ قد يتأكد لنا أن لـ'الطالع' دوراً كبيراً في رسم خريطة العالم.
ويرصد نيقولا ميكافيللي - في كتابه الأمير - قصصاً كثيرة لفشل أو نجاح كان لسوء أو حسن الطالع، الدور الأساسي فيها إلا أن ميكافيللي الذي عاني هو نفسه من حسن وسوء الطالع يؤكد أنه لا جدوي للطالع دون القدرة، كما أنه لا جدوي للقدرة والذكاء دون توافر حسن الطالع.


ويضرب ميكافيللي لنا الأمثال عن صانع الفخار الذي تحول بفعل حسن الطالع في ليلة وضحاها إلي أمير للبلاد، حينما هاجم الأعداء إمارته وقتلوا الأمير ورجاله جميعاً وبعد نهب ثرواتها عادوا أدراجهم، هنا وجد البسطاء أن صانع الفخار هو أكثر السكان شهرة فنصبوه أميراً خاصة لما يمتاز به من قوة وبسطة في الجسم وحكمة في التصرفات.


هنا اختلط حسن الطالع بالنسبة لصانع الفخار وليس شعبه، مع القدرة وهي التي جعلت هذا الرجل من أشهر أمراء إيطاليا القديمة ودام حكمه وحكم أسرته بضعة قرون.


وعلي النقيض يضرب ميكافيللي مثلاً بالأمير الحازم الذي أوتيت له كل إمكانات الدوام والبقاء إلا حسن الطالع فهزم في معركة كان يجب أن ينتصر فيها ولو بربع جيشه، رغم ما عرف عنه من دهاء.


ويقول ميكافيللي أن قدرة بدون حسن طالع تعني فشلاً وأن حسن طالع مع نصف قدرة يعني انتصاراً.


وتأكيداً لهذه الرؤية يؤكد أحمد ميشيل عفلق أنه لا يستطيع أن يصدق أن هذه الأجيال العربية المتعاقبة لم تنتج لنا سوي ابن سينا وابن النفيس والخوارزمي وغيرهم ويشير إلي أن الحياة فرن جبارة احترقت بداخلها ملايين العبقريات والإبداعات وحرمت عالمنا العربي من ثمارهم، وأنه متي هيأنا للمواطن العربي عيشة رغدة جنبنا انصراف جهده إلي تلبية حاجات بيولوجية تحول دونه والإبداع.


ويقصد عفلق أنه ليس بالتأكيد أفضل كتابنا وعلمائنا من هم يطفون علي السطح الآن وأنه لولا سوء الطالع لكان بيننا بدلاً من أحمد زويل ويحيي المشد أو فاروق الباز الآلاف أمثالهم فقط لو تهيأ لهم حسن الطالع من خلال إمكانية في التعليم وتوفير لقمة عيش سهلة وموضوعية في التعيين والتدرج الوظيفي ومناخ عام يساعد علي الإبداع.


وفي التاريخ العربي يلعب حسن الطالع دور الأسد علي مسرح الأحداث، فها هو قطز يفر من آسيا ويباع في سوق العبيد ويرسو به المطاف إلي مصر فيهئ له حسن الطالع كاملاً للقيادة ويصير هذا الفتي المطارد من قبل المغول أميراً للبلاد فيلتحم حسن الطالع مع القدرة ويحقق النصر التاريخي علي المغول في بلد كان يصحو فيه الشعب كل يوم تقريباً علي صليل سيوف الانقلاب والانقلابيين.


وها هو محمد علي الجندي الألباني حاكماً لمصر بعد ثورة شعبية عزيزة في التاريخ المصري، حيث هيأت الظروف السيئة الثورة للمصريين ضد الوالي العثماني خورشيد باشا الذي فر دون قتال ولم يعد رغم أنه كان قادراً علي طلب النجدة فقام المصريون العازفون عن لعبة كراسي الحكم بتقديم محمد علي والياً للبلاد وهم يقصدون جعله قرباناً لغضب الخليفة العثماني إلا أن محمد علي صنع أعظم امبراطورية عرفتها مصر ودام حكم أسرته نحو القرن ونصف القرن وسار مؤسس مصر الحديثة.


وحتي في تأسيس الجيش المصري الحديث قصة عجيبة فالكولونيل 'سيف' وهو جندي من جنود نابليون المنهزم عز عليه أن يصير فلاحاً وقاده الشوق إلي حياة الحربية وتنامي إلي مسامعه أن بلاد فارس تؤسس جيشاً حديثاً من المرتزقة فقصد الالتحاق بهذا الجيش ولكن توقفت السفينة التي تقله قبالة سواحل الاسكندرية لعدة أيام، فراح يعرض نفسه علي حاكم الاسكندرية الذي أرسله إلي محمد علي بالقاهرة والذي قام بدعوته لتأسيس الجيش المصري ويكون وزيراً له.


وفي ثورة يوليو المجيدة 1952 يؤكد الضباط الأحرار أنه لو كانوا قد تأخروا يوماً واحداً عن يوم 23 يوليو لكانوا قد أعدموا في المقاصل الملكية بعد افتضاح أمرهم.


وحتي بعد الثورة ما كان للرئيس السادات أن يتصور وهو يعمل 'حامل أمتعة' في محطة قطار نجع حمادي في حيلة للتخفي من البوليس السياسي الملكي أن يصير بعد نحو 20 عاماً حاكماً للبلاد.


وحتي الرئيس مبارك ما كان يتصور حينما كان ضابطاً في الكلية الحربية أن يحكم هذه البلاد لولا دوره في حرب أكتوبر.


نعم هناك حسن للطالع ولكن لابد أن يقترن بالقدرة.. فقدرة كبيرة وحسن للطالع تعني خلق زعيم كبير وهو ما حدث مع سايس الخيول خروشوف الذي تحول إلي رئيس للاتحاد السوفيتي أحد قطبي العالم وقواه الضاربة.


نحن لا ننفي القدرة ولكن قدرة بمفردها لا يمكن أن تنجح لولا حسن الطالع الذي هو بالتأكيد التوفيق الرباني، والخلاصة أن حسن الطالع والقدرة التي هيأت للكيان الصهيوني البغيض الولادة في عام 1948 آخذة في الاندثار وأن أياماً مقبلة سيئة الطالع تواجهه ولن تغني عنها قدرتها.


albaas10@gmail.com


albaas.maktoobblog.com

29 مايو 2010

عن الدراما السورية وبراعم القطرية

عن الدراما السورية وبراعم القطرية



سيد أمين


لا اخفيكم سرا أننى منذ فترة بعيدة انصرفت عن مشاهدة السينما والدراما المصرية واعتقدت ان الفن بهذه الصورة لا يمكن ان يساهم فى تطوير المجتمعات بل قد يكون له تاثير سلبى ربما لا يصلح فيه ترميم ولا اصلاح.


وتأتى خطورة الاعلام عموما والاعمال الدرامية خصوصا مع ما يتعرض له المشاهد اثناء استرخائه وهى الفترة المثلى للتقبل اليسير والسهل للافكار المطروحة عبر استخدام تكنيكات تهدف الى الاقناع مثل التكرار والتجاهل والتضخيم والتهوين.


وادركت ان اساءة استعمال الفن - وهو ما يحدث بالفعل الأن - قد خلق مشكلة قومية كبرى يعد الصمت عليها جريمة نكراء لكونه يعبث فى المكون الفكرى والتوعوى للانسان المصرى ولا يتركه الا حطاما يملك بقايا انسان بحيث يصرفه بل يغيبه عن طرح ومناقشة اهم قضاياه التى تمثل له قضايا حياة أو موت ويلقى به فى جب عميق من التراهات والتفاهات والاسفاف والتبلد والاستكانة.


بصراحة اعتقدت ان كل الأعمال الفنية فى منطقتنا العربية تجرى بنفس المنطق التغييبى والهزلى وذات المنوال الذى يدار به الامر فى مصر فاقررت حكما متسرعا يصورالفن والفنانين كابواق تخدم المخططات الاستعمارية المرادة لبلداننا - بقصد او بدون - ولكن كان لزوجتى الفضل فى ان تصوب لى الامر واخبرتنى ان هناك من يقدمون فنا فعالا يخدم المجتمع وينقل الواقع وينشد الفضيلة وان متعة المشاهدة قد تجعلك لا تفارق الشاشة الا مضطرا بسبب انتهاء العرض.


فى الحقيقة كانت هذه هى المرة الاولى التى اشاهد فيها عملا دراميا سوريا ووجدتنى امام "باب الحارة" اجد فنا يقاس فيه العرض بالثانية والكلام بالكلمة دون مط او تطويل اوحشو فارغ ويرسم صورة ابداعية فى غاية السمو والرقى ولم اتوقف عن متابعة هذا المسلسل الا بعد مشاهدة اجزائه الثلاث ورحت اتابع بعد ذلك الدراما السورية بشكل عام فوجدت فيها ضالتى.


انا فى الواقع لم اشأ ان اعقد مقارنة بين الفن المصرى والسوري وذلك لاننى لا أؤمن اساسا بوجود الحدود الشعبوية القطرية الاستعمارية.


ولكن المقياس عندى يدور فى الاجابة حول سؤال : هل هذا الفن او ذاك فنا ايجابيا يخدم الشعب والثقافة العربية أم لا ؟ وهل هو يناصر قضايا الواقع والتحرر والتنوير ام انه فن اظلامى سلبى لا ينقل الواقع ولكنه يحلق منفردا لخلق واقع وهمى يدور فى خيال هذا المخرج الشاذ او ذلك الفنان عديم الثقافة أو ذاك المأجور وهم الذين استحلوا قسرا تنصيب انفسهم كمعبرين عن الثقافة المصرية رغم انهم هم الاكثر مناقضة واساءة لها .


لقد لفتت زوجتى نظرى الى امر غاية فى الخطورة حينما قالت لى ان الدراما المصرية لا تظهر فيها امرأة محجبة مطلقا مع ان معظم نساء المجتمع المصرى محجبات بل ان الاعمال التاريخية والدينية فى الدراما والسينما المصرية تظهر نساءا ربما كن صحابيات وهن غير محجبات بل قدموهن كمطربات كما حدث فى فيلم الشيماء.


ليس ذلك فحسب بل انه حينما قدموا مسلسلا عن صلاح الدين الايوبى عرضوه بصورة قد يفهم منها انه "زير" نساء وليس بطلا اسلاميا تاريخيا اضفى عليه الناس نوعا من القداسة من فرط استبساله.


درسنا فى كلية الاعلام ان الوظيفة الرئيسية من الفن هو التنوير والارشاد ثم الاعلام ثم الترفيه لكن على ما يبدو ان الاوضاع انقلبت رأسا على عقب فى مصر فصارت الوظيفة الاولى للفن هى الترفية المبتزل ثم نقل مخيلة المنتج أوالمؤلف والمخرج "بوصفها الحقيقة التى لا تقبل جدل" دون المرور بالتنوير والارشاد.


لقد غاص الفن المصرى فى متناقضين اساسيين اما الافراط فى "التعرى"و"الجنس"و"الخيانة" تحت دعوى" الحب " و" الشباب"و"الحرية" او الافراط فى"القتل" تحت "دعوى" الواقع" و"المخدرات" و"العشوائيات" والمؤسف ان لا هذا ولا ذاك يعبر عن المجتمع المصرى.


ربما قد تكون السينما التجارية استطاعت ان تقنع قطاعا من الشباب "فاقد الهوية" لتقليدها ولكن سرعان ما يدرك هؤلاء الشباب انهم وقعوا ضحية لفن ساقط جعلوا منه مرجعيتهم ولم يفيقوا الا مع الاصطدام بقسوة الواقع ومغايرته لخيال الافلام وهنا يجب التنوية ان هذا القطاع يمثل نسبة ضئيلة للغاية من الشياب المصرى الذى تشويه نار الفقر والبطالة.






قناة "براعم" القطرية





كما استطاعت قناة "الجزيرة" القطرية أن تصبح منبرا عربيا مميزا يقف فى صف المقاومة العربية فى العراق وفلسطين ولبنان وحتى الصومال وهى المقاومة التى خذلتها معظم النظم الرسمية , استطاعت قناة"براعم" القطرية ايضا ان تجمع اطفال العرب حولها لتقول ان هناك من لا يزال يقاوم تغريب النشء والعبث بثقافتهم العربية .


لقد تمكنت تلك القناة بحق ان تؤكد للجميع ان اللغة العربية الفصحى هى ام اللغات واكثرها جمالا وابداعا وافضلها تعبيرا واسلسها نطقا وكتابة عبر برامج مدروسة بعناية شديدة تربط ماضى الطفل بحاضره ومستقبله وتجعل من مهمة تثقيفه امرا يسيرا بحيث تخلق منه شابا عربيا صالحا.

albaas10@gmail.com

albaas.maktoobblog.com

12 مايو 2010

عن التعليم وسياسة التقليم

سيد أمين



لو تحدثنا عن التطور فبادئ لا يمكننا إلا أن نتحدث عن التعليم ..ولا يمكننا أيضا- مرضاة للضمير وكتعبير عن الصدق - إلا أن نقول انه لا يمكن ان تتقدم امة من الأمم دون ان تمتلك منظومة تعليمية سليمة تراعي أول ما تراعي ربط حاضرالإنسان بماضيه وذلك علي اعتبار ان فهم واستنهاض الماضي هو دراسة مكثفة لاستدراك المستقبل.


والحقيقة أجد سوء فهم واضح يعتري ذكاء القائمين علي التخطيط لرسم تلك المنظومة في عالمنا العربي عامة وفي مصر بشكل خاص لدرجة تشكك في صحة وجود هؤلاء المخططين أو


تلك المنظومة فى الأساس وإلا فان لم يكن هذا الشك سليما لكانت الكارثة وخرج الأمر من طور التعليم إلى طور الخيانة. فقد يجد هذا المسئول أو ذاك نفسه يمارس -بكل فخر-عملية خلع الأردية والتعري من كل ما يستر أمام العيان ويروح يتهجم على كل ما له صلة بالماضي متشدقا بمصطلحات هو ذاته لا يدرك معناها من قبيل التحديث والتطوير والتنوير والانفتاح على العالم ,وبالطبع تنعكس تلك الرؤيا المشوشة على مناهج التعليم التى أعطى - بكل أسف - مفاتيح إقرارها,فنكتشف أنها باهتة فلا هى استنهضت الماضي الذى لا نملك سواه ولا استشرفت المستقبل الذى نجهله ولا حتى استطاعت أن تكشف غبن الواقع الذى نعيشه فننتصر عليه. ويعتقد هذا المسئول او ذاك انه كلما أهدر التاريخ أو زيفه أو سخر منه فهو بذلك ينتصر على "العفن"وانه كلما تحرر من ثقافته العربية صار بذلك رجلا غربيا متطورا ينتقل بأجيال بلاده الى المدنية.


إنها حالة من جلد الذات والشعور بالدونية,وإلا فبماذا نعلل انتشار المدارس الأجنبية والخاصة والتجريبية فى طول البلاد وعرضها وهى جميعها يتم التدريس فيها للنشء بدءا من رياض الأطفال باللغات الأجنبية بل ان مناهج العربى والدين والتاريخ لا تدرس فى بعضها أساسا ولو درست يتم التعامل معها كما كان -وربما لا زال-يتعامل جيلنا مع حصة الألعاب بحيث لا يحضرها احد ولا يحاسب عن التقصير فيها لا المدرس ولا الطالب بل ربما تمت مكافأة الناظر.


لقد أنتجت الرؤية المشوشة والمنظومة المعدومة تلك جيلا اقل ما يوصف به انه "مسخ" فلا هو اوربى ولاعربى , ولاهو متعلم ولاجاهل , ولا هو يعرف من أين هو آت ولا الى أين هو ذاهب ولا حتى يعرف عدوا ولا حبيبا بل شخصا يحمل شهادة الاعدادية منذ نحو 30 عاما مضت يمتلك وعيا وثقافة وعلما افضل من حامل لشهادة الدكتوراة هذه الايام.


أنتجت جيلا أميا يحمل "اغلي"الشهادات وأعلاها واقل الثقافات والعلوم وأدناها وبرغم ذلك ستجده جيلا لا يكاد يستطيع القراءة والكتابة لا بالعربى ولا بالانجليزية ولا حتى بالصينية, وأنا استطيع وبكل ثقة أن اجزم بأن اختبارا فى القراءة والكتابة - بأي لغة من اللغات-كفيل لأن يعيد معظم خريجى الجامعات المصرية الأن الى المراحل الابتدائية مجددا.


وأنا واثق أننا سنجد من بيننا من يدافع-بحسن نية-عن التوسع فى تعليم اللغات الأجنبية بذات الحجج التى قد يسوقها المغرضون من ضرورة الانفتاح على العالم واللحاق بعلوم الغرب بلغتهم فضلا عن انه من تعلم لغة قوم أمن مكرهم وللرد على هذه الادعاءات وما شابهها.


أنا اعتقد انه لم ولن تحول اللغة العربية بتعدد مفرداتها وعمق دلالاتها دون النهضة والتطور بدليل ان عمليات تعريب العلوم التى انتهجتها الحكومة المصرية فى عهد عبد الناصر وعراق صدام حسين - ولا زالت تنتهجها سوريا - هى التى خرّجت للعالم فاروق الباز واحمد زويل ومجدى يعقوب ومحمد النشائى ويحيي المشد وغيرهم من علماء كما أنها هى التى خطت للعراق سجلا حافلا من العلماء فى شتى العلوم جعلت العالم الغربى يعيش حالة قلق شديد من ذلك النمو المذهل الذى اعتبرته انه يشكل خطرا تنافسيا عليها وكان ذلك احد الأسباب التى قادتها لغزو العراق.


إذن, فالعربية ليست ضد التحديث كما انه ليس المطلوب من المواطن العربى أن يصير شخصا غربيا حتى يتمكن من اللحاق بركب المعرفة والعلوم ولكن الأكثر منطقية ان تتحول العلوم نفسها إلى العربية ونفعل كما فعلت أمم كثيرة من قبلنا مثل الصين واليابان وروسيا وربما إيران حينما نقلت كافة العلوم إلى لغتها وطورتها بما يخدم ثقافتها دون خلع للأردية وسلخ للذات. كما أن القول"بأمن المكر"يحمل قدرا كبيرا من الإضحاك ما لم يكن السخرية فى حالتنا تلك لأننا بذلك سنشبه المخبر السري الذي جاء فى تقرير أعماله ان كان ابرز أعضاء العصابة وقدم لها ما كان مستحيلا أن تنجزه.


وبعيدا عن مسألة المحتوى هناك أيضا فشلا ذريعا فى تمام سلامة الشكل التعليمى بحيث أفقدت العملية التعليمية محتواها فساوت بين مجتهد وغير مجتهد عبر نماذج التعليم المتعددة كالتعليم العالى المفتوح والانتساب والجامعات الخاصة وجميعها - بحسب اعتقادي - صور مقنعة لبيع وشراء الشهادات التعليمية دون استفادة تعليمية حقيقية للدارسين.


وتنتشر عبر الانترنت محادثات ربما كان أشهرها تلك المحادثة الهاتفية التى دارت بين أستاذ جامعى واحد الطلبة الخليجيين فى القاهرة حيث جرى التعاقد على صفقة الشهادة مقابل الدولارات وحينما سألت بعضا من الطلبة الدارسين فى الجامعات أكدوا جميعا أن الشهادات تباع وتشترى مثلها مثل السيارات وقطع الأثاث.


بل أن المدارس الحكومية وهى قليلة عددا مقارنة بالمدارس الخاصة التى تمتص دماء الناس سنجد أن عملية التعليم فيها تمتاز بفوضوية خاصة تحولها – أى تلك المدارس – إلى أوكار للبلطجة والإدمان والرذيلة وكل ما ليس له علاقة "بالتربية " والتعليم.


قد يكون الأمر فيه قدر من المبالغة ولكنه بالتأكيد لا يخلو من الصحة , هذه هى الحقيقة.


ان فسادا رهيبا اعترى العملية التعليمية فى مصر فى الشكل والمضمون جعلها لا تؤتى الا ثمارا مرة .. فاقدة للولاء والانتماء والأخلاق بعدم تحولت هذه العملية من عملية "تعليم" الى عملية "تقليم" من كل مواطن النبوغ والجمال والإبداع والوطنية.,

albaas10@gmail.com

albaas.maktoobblog.com

21 أبريل 2010

قاضي صدام حسين يعترف بأن هيبة الرئيس الشهيد كانت اقوي من المحكمة

كتب - سيد أمين


نشرت وكالة الصحافة العراقية "واع" نص خطاب استقالة القاضي رزكار محمد امين الذي عينته..

المحكمة الجنائية العراقية – التي تم تشكيلها بعد الاحتلال – لمحاكمة الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين والتي تقدم بها في الاول من مايو عام 2006.

اعترف "رزكار" بان ضغوطا هائلة مورست عليه لادانة الرئيس الشهيد الذي وصفه بأنه كان اقوي من المحاكمة ووضع هيئة المحكمة في موضع لا تحسد عليه.

يذكر ان القاضي رزكار محمد امين من اصل كردي وامتنع في عدة محافل الخوض في اسباب استقالته.

وهذا هو النص :

السيد رئيس المحكمة الجنائية العليا.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد...

أتقدم بوافر التقدير والاحترام لسعادتكم وأقدم لكم كتاب استقالتي من إدارة محاكمة الرئيس صدام حسين والآخرين الذين معه. استقالة مسببة... وللتاريخ فإنني أضع أسبابها بين أيديكم راجياً تحقيق العدالة في عراقنا الحبيب.

1- أنتم تعلمون سعادتكم مدي فداحة الضغوط التي تمارس علي إدارة المحكمة من قبل السلطة الحاكمة الحالية، ضغوط دولية وسلطوية لا يمكن للفرد ومهما يكن أن يتحملها، ولا يمكن لأي فرد يملك قليلاً من الشرف أن يتقبلها... فهؤلاء يا صاحب السعادة لا يريدون محكمة تحاكم الرئيس صدام حسين وأصحابه بل يريدون منّا أن نأخذ دور ممثلين في مسرحية يتم تأليفها وإخراجها من قبلهم.

2- عظمة هذا الرجل صدام حسين وشيبته ووقاره، والحق الذي يقف به أمام المحكمة، تجعل إدارة المحكمة في موقف ضعف لا تحسد عليه وتجعلنا في حيرة من أمرنا وصراع كبير بين ضمير عاشق خالص مع بعضه لهذا الرجل العظيم وبين ما يملي علينا من رغبات لمجاميع طائفية لا تملك في تلك المحكمة غير الحقد والكراهية والطائفية.

3- وفوق عظمة هذا الرجل تأتي عظمة القانون والشرع الذي لا تملكه محكمتنا هذه، فلا قانون سابق يؤهلنا لنحاكم هذا الرجل، ولا قانون جديد يشّرع لنا محاكمته علي أعمال قديمة، فانتهينا إلي شعور بأننا أصبحنا مفضوحين أمام ضمائرنا وعيون الشعوب الشريفة.

هذه أسباب، وهناك أسباب أخري كثيرة، قد استطيع أن اذكر منها؛ إجلالي وتقديري لشخص هذا الرجل وثقتي بنزاهته وتجرده من أطماع يتقاتل عليها الفرقاء.

عليه أرجو قبول الاستقالة التي لا رجعة فيها ومهما كانت الأسباب... وكان الله في عون من سوف يجلس علي كرسينا هذا حتي ولو اختاروا بديلاً مصنوعاً من الخشب فو الله إن وقف هذا البديل أمام ذاك الرجل فسوف يحي فيه ضميره الخشبي.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رزكار محمد أمين

قاضي محكمة الرئيس صدام

الاثنين 3 ربيع الثاني 1427

1 مايو/ أيار 2006.