27 ديسمبر 2012

يد الله الباطشة .. جبهة إنقاذ مصر الحقيقية - سيد أمين


الحمد لله ظهر وجه شعب مصر الحقيقى فى اللحظة الحاسمة حينما كانت مصرتقلب وجهها الى السماء بحثا عن مخرج وضعتها فيه نخبة من بنيها  لم يراعوا فيها دينا ولا ذمة, هذا حقيقة ما عاشته مصر طوال عدة اشهر مضت.
وكانت "جبهة إنقاذ مصر" الحقيقية ويد الله الباطشة فوق ايديهم هم هؤلاء الكادحين الذين انخرطوا فى ميادين العمل , الصانع فى مصنعه, والزارع فى مزرعته , والتاجر في سوقه أو متجره , والذين ما ان استدعتهم مصر ليقولوا كلمتهم حتى أسرعوا فحسموا الجدل وأنقذوها من خراب بين ودمار كاسح وسط حالة لا متناهية من اللغط والشك المتبادل والممنهج .
أراحت يد الله الباطشة الصدور بعدما نزعت فتيل قنبلة ألقاها ساسة النخب فى وجه التاريخ والحاضر والمستقبل كانت توشك ان تنفجر.
ويخطئ من يعتقد أن الريفيين هم عبارة عن اناس بسطاء لا شأن لهم بالسياسة ومسالكها وطرق فهمها أو ان الريفي كما صوره فيلم "العتبة الخضرا" عبارة عن إنسان بسيط موجه بهرته أضواء المدينة واعتقد ان كل صندوق احمر هو صندوق بريد , هذا هراء كبير , فالريفيون – ونحن منهم – لم تلوثهم بعد أضواء المدينة والمنهج النفعي الذى يسيطر علي بعض أهلها دون اكتراث بتراث وتاريخ وإحقاق حق وإبطال باطل وشهامة ونجدة وإغاثة ملهوف او مظلوم , كان بعضهم أكثر عمقا وبداهة فى فهم العمل السياسي من أساتذة الجامعات المتخصصين.
من بينهم وجد ما يطلق عليهم علماء الاجتماع "قادة الرأى", بسطاء يفصلون بين الخير والشر والحق والباطل بكلمة واحدة ناجزة بوعى اكتسبوه ليس من مدارس ولا جامعات فحسب ولكن من تراث متوارث من الجدود للآباء للأبناء للأحفاد, ومن فطرة سليمة واتساع أفق لم تشوشه حسابات خاصة او إعلام يسكب في العقول الخطايا سكبا ويحمل المواقف فوق ما تحتمل بحسب رغبة صاحب هذه الفضائية او تلك , بعضهم يحملون شهادات جامعية ولكنهم يعتبرونها مجرد أوراق قدر لها ان تحبس فى الإدراج من ضآلة علمها , وقلة قيمتها.
هؤلاء هم من قاوموا إعلام رجال أعمال مبارك ونخبته ومعارضته الوهمية , وفعلوا كما يفعل الجراح الماهر الذى يحدد السرطان بدقة متناهية ويقوم باستئصاله قبل ان يتفشى فى الجسد كله فيدمره , وراحوا يصوتون على الدستور ليعلنوا للعالم كله انه لا وصاية لأحد علي عقولهم.
ومن شدة وقع الصدمة , راح بعض النخبويين فى محاولة منهم لحفظ ماء الوجه جراء الكلمة التى أدلي بها الشعب الذى نصبوا من أنفسهم متحدثين باسمه , راحوا يهرتلون ويتنابذون , وتمادوا في غيهم وتعاليهم فقللوا من شأن أبناء الريف لاسيما فى الصعيد ووصفوهم تارة بقلة الوعى وتارة اخري بان قرارهم جاء نتيجة الفقر والحاجة والعوز .. وهى اتهامات لا أساس لها من الصحة .
وأقول أن منطقاتهم – اى لمن نصبوا أنفسهم كنخبة للمجتمع - تخالف المنطق والواقع فى عدة أمور:

أولها : انه اذا كان حقا أن أبناء الحضر المثقفين صوتوا برفض الدستور بينما أبناء الريف الجهلاء صوتوا بقبوله , فلنسألهم لماذا اذن صوت أبناء الإسكندرية والإسماعيلية وبورسعيد والسويس والبحر الأحمر بقبول الدستور رغم ان هذه المناطق مناطق حضرية وتقريبا لا يوجد فيها ريف؟

ثانيها : المحافظات التى صوتت بنعم فى كل ارجاء الجمهورية كان لها مدن كما كان لها ريف ايضا .. فلماذا صوت اهل مدن تلك المحافظات لصالح الدستور ؟ ام انتم فقط تنظرون الى ان المدن هى القاهرة والغربية والمنوفية وما عداها فمجرد ارياف؟ بل ا ن اهل منطقة الجيزة فى القاهرة الكبري – واغلب هؤلاء النخب ينتمون اليها – صوتوا لصالح الدستور ؟ أم ان هناك مناطق ريفية واخري مدنية كتلك التى تقطنوها فى المدينة ؟

ثالثها :ان أبناء الأقصر وجنوب سيناء والبحر الأحمر صوت للدستور مع ان هذه المناطق تعتمد بشكل أساسي علي السياحة ويتحدث أبناؤها عدة لغات أوربية اكتسبوها من خلال تعاملهم مع السائحين الغربيين؟

رابعها : أن ما ادعوه من عمليات تزوير فى الاستفتاء كانت مبنية على مجرد أقوال مرسلة , وما كان موثقا منها فهو لا يصيب مصطلح "تزوير" فى العمق ولكنه يأتي فى إطار عمليات توجيه للناخبين , وهو المسلك الذى اتبعه معارضو الدستور أيضا , كما ان هناك دلائل تؤكد وجود مخطط نفذه الرافضون للدستور – الا انه فشل – يقضى بقطع التيار الكهربائي عن عدة لجان فى وقت واحد من ثم يقومون بعدها بالدعاية بأنه أثناء هذا الانقطاع حدثت عمليات تزوير لصالح تمرير الدستور إلا أن هذا الشق من المخطط أفشلته المولدات الكهربائية التى كانت جاهزة لهذا الطارئ, اما الشق الثاني من المخطط فكان يقتضى قيام بعض المصوتين بسرقة أوراق الاقتراع بدلا من وضعها فى الصناديق المعدة لها من ثم يقومون بعرضها على وسائل الإعلام للتدليل على حدوث عمليات تزوير كما ان نقص عدد الأوراق عن عدد المصوتين فى اى لجنة قد يقضى بإلغائها والشق الثالث والأخير فيقوم على شراء بعض الذمم من حرس اللجان والمصوتين للشهادة بانهم شاهدوا عمليات تزوير.

خامسها : ان منطق تقسيم المعرفة بحسب البيئة الجغرافية هو منطق خاطئ وعنصري , فقد يكون أهل الصعيد عموما اقل فى الحالة الاقتصادية عن وجه بحري لحد ما , ولكن ذلك لا يعنى ابدا أنهم جهلاء , والتاريخ يشهد ان محمد "صلى الله عليه وسلم " صنع من العرب الحفاة العراة أعظم أمه أخرجت للناس , وانتم تعلمون ان مروض الخيول صار زعيما للاتحاد السوفيتى العظيم , وماو تسي تونج كان ابنا لفلاح صينى , وسقراط لم يحصل على تعليم يذكر , ومحمود عباس العقاد لم يحصل على الابتدائية .

فى الحقيقة , أن تعارض فهذا أمر ديمقراطى ومحمود ولا شك انه من حقك ان تعترض علي ما تراه يضر بوطنك , ولكن معارضة اليوم تعرض امن الوطن للخطر وتجازف به فى لعبة قمار, وذلك لأن استقرار الوطن فى هذه الأثناء مع عوار فى الديمقراطية أفضل من ان نجد ديمقراطية ولا نجد لها وطن - هذا ان كان الأمر متعلق حقا بقضية الدفاع عن الديمقراطية - وأصول المنطق تقول ان يجب عليك ان تدخر النضال للقضايا الجوهرية , ولا تستنزفه في معركة خالية من اى قيمة تذكر , مع التذكير بان السياسي الحقيقى هو من يتعامل دائما مع فن الممكن وانها كما يعرفها الماركسيون حديث مكثف فى الاقتصاد , وعلي المرء ان يقتنص الفرص ويعمل بكد من اجل تنمية مكاسبه منها .
ALBAAS10@gmail.com

العام الجديد سيشهد ظاهرة فلكية نادرة جدا ..هذا موعدها





قالت مصادر متخصصة في علم الفلك ان عام سيشهد 2013 ستة ظواهر فلكية، منها خسوف للقمر وكسوفات للشمس وظهور مذنب لامع يرى بالعين المجردة،
ومرور كويكب بالقرب من الأرض ثم اقتران كوكب الزهرة مع المشتري .
وعن هذا الموضوع، صرح مدير مركز الفلك الدولي: “إن العام الجديد يستعد لاستقبال ظاهرة فلكية نادرة جداَ وهي ظهور مذنب لامع جداً لدرجة أنه قد يرى بالعين المجردة بوضوح حتى من داخل المدن الملوثة ضوئياً، وأطلق عليه اسم “بان ستارز” نسبة إلى اسم منظومة التلسكوب التي تم اكتشافه بها والموجودة في هاواي في الولايات المتحدة الأمريكية”.
واضاف:”إن المذنب الذي لم يكن بالإمكان رؤيته إلا بواسطة التلسكوبات الفلكية العملاقة، أصبح مع مرور الوقت وإثر اقترابه من الأرض والشمس أكثر لمعاناَ وصار يرى باستخدام تلسكوبات الهواة المتوسطة”.
ومن المتوقع أن يصبح مرئياَ للمناظير الصغيرة في شهر يناير المقبل، في حين أن رؤيته ستصبح ممكنة بالعين المجردة ابتداءَ من شهر شباط، أما العرض الحقيقي فسيكون في الأسبوع الأول من شهر آذار، حيث يصير المذنب لامعاَ جداَ.
وأضاف أنه بالرغم من صعوبة التنبؤ الآن بدرجة لمعانه في ذلك الوقت، إلا أن آخر الحسابات تشير إلى أنه سيكون لامعاَ جداَ لدرجة أنه سيرى بالعين المجردة حتى في وضح النهار، وإن صدقت هذه التوقعات فإن هذا المذنب سيكون ألمع مذنب عرفته الأرض في القرن الحادي والعشرين.

التكامل بين فعل المقاومة العراقية والحراك الشعبي العراقي

التكامل بين فعل المقاومة العراقية والحراك الشعبي العراقي
سيُسقط الديكتاتورية الملوَّثة بالخيانة الوطنية والفساد والجريمة المنظمة


شبكة البصرة
حسن خليل غريب

التعتيم على نشاط المقاومة لن يحجب رؤية تأثيرها
إن أنسى، فلن أنسى تلك اللحظة التي دخل فيها الغزاة الأميركيون إلى بغداد. حينذاك أضمروا بقصفها بقنابل النيوترون بعد تقسيمها إلى مربعات، وهي القنبلة التي استخدموها بمعركة مطار صدام الدولي بعد أن ألحقت بهم المقاومة خسائر فادحة. ولحسم المعركة خشية من أن تتحول العاصمة العراقية إلى وكر يستنزف قدرات الجيش الأميركي، حسب وكالات الأنباء الروسية حينذاك، أعدَّ جيش الاحتلال الأميركي لتطبيق (الخيار صفر)، أي سياسة الإفناء بقنابل النيوترون لبغداد كلها بمن فيها من بشر.

وإن أنسى، فلن أنسى حالة الإحباط التي أصابت كثيرين بعد أن رأوا جيش هولاكو العصر يلوِّث شوارع بغداد النظيفة الطاهرة. حينذاك حسب الكثيرون أن العراق لن يتخلص من دنس المعتدين إلى الأبد. أما في المقابل فكان البعض الآخر يراقب المعركة بمنظار استراتيجي لإدراكهم أن المواجهة مع العدوان لم تنته بل ابتدأت. فكانت البداية على طريقة استخدام البدائل في المواجهة، وليست تلك البداية إلاَّ ما خططت له قيادة الحزب والثورة في العراق، وذلك بتطبيق استراتيجية الكفاح الشعبي المسلَّح. وكانت لحظة الإعلان عن البدء بصفحة المقاومة الشعبية مما لا يُنسى، ولهذا لن أنسى تلك اللحظة. لن أنساها لأنها أعادت الثقة للنفوس التي اضطربت فأصابها الإحباط.

وإن أنسى فلن أنسى تلك اللحظة التي تساءل بها البعض قائلين: ضمن التعتيم الإعلامي على أداء المقاومة، وفي ظل انعدام وسائل الإعلام الموالية لها، وفي ضوء ضعف الإمكانيات، كيف سيكون العمل؟ وما هو الحل؟ فكانت المراهنة على أن مدى تأثير حرب التحرير الشعبية على قوات الاحتلال سيفرض نفسه على الإعلام، وسيكون الإعلام الآخر مرغماً على خدمة المقاومة من حيث لا تدري. ولذلك عمَّت أخبار المقاومة الآفاق، وأنهكت أفعالها أكبر تجمع دولي في العدوان على العراق واحتلاله، وظلَّت سواعد المقاتلين تلاحق القوات المعتدية المشاركة للاحتلال الأميركي، فكانت تهرب الواحدة منها تلو الأخرى، حتى أعلن رئيس الولايات المتحدة الأميركية بنفسه انسحاباً أميركياً مُذلاًّ من العراق زعم أنه انسحاب مُشرِّف.

لم يصدِّق من كان يتابع ظواهر الوقائع فقط على قلَّتها أن المقاومة العراقية هي التي ألحقت الهزيمة بكل الدول التي عُرفت في تلك المرحلة بـ(قوات الائتلاف)، وفي المقدمة منها القوات البريطانية والأميركية. وأما السبب فكان عائداً إلى ضعف الإعلام المؤيد للمقاومة، وقوة الإعلام المعادي لها.

تلك اللحظات التي ذكرت أنني لن أنساها، والتي ضلَّلت البعض وحالت دون استشرافهم للنتائج الباهرة التي أنجزنها المقاومة العراقية. وطغت عليهم وسائل التضليل لأنهم لم ينظروا إلى الوقائع نظرة استشراف استراتيجي، بينما المنظار الاستراتيجي يعتمد على تحليل عوامل النجاح الثوري للمقاومة العراقية، تلك العوامل مكونة من المنهج السياسي الاستراتيجي أولاً، والقوة البشرية التي تحمل هذا المنهج ثانياً، وتعمل على ترجمته إلى واقع تنفيذي ثالثاً. أي باختصار، فقد تلازمت الاستراتيجية النظرية للمقاومة وتكاملت مع القوة المنظَّمَة التي تعمل على تطبيقها. لذا كان اللقاء بين البعث واستراتيجيته في تحرير العراق لقاءً على مستوى عالٍ من الوعي والأداء.

وإذا ما أدركنا أن المقاومة العراقية ما تزال مستمرة في نضالها، وذلك على الرغم من أن التعتيم الإعلامي على إنجازاتها لا يزال مستمراً بعد الهزيمة الكبرى للقوات الأميركية كما كان قبل تلك الهزيمة. وهذا ما يدفعنا للمساهمة في سد النقص في الإعلام المؤيد، على الرغم من ضعف الإمكانيات. وللكشف عما تعتِّم به أجهزة الإعلام المعادية عن نشاط المقاومة الحالي، وكي نقدِّم صورة أقرب ما تكون من الموضوعية عن واقعها الآن، فيجب أن نضع المعادلة العلمية التي تربط بين البعث واستراتيجيته في الحسبان، وهذا الربط لا يزال يشكل المعيار الموضوعي الذي نقيس به نتائج حركتها الراهنة في معركة المواجهة التي تدور اليوم بينها وبين فلول الاحتلال الأم.

لقد كان الهدف من الكتابة عن هذا الجانب رداً على ما يتم التساؤل عنه الآن ومفاده: بعد إعلان الانسحاب الأميركي من العراق، أي بمعنى تقليص الوجود العسكري الأميركي المباشر، وبعد تلزيم النظام الإيراني ملف العراق لتستبيحه وتعمل على تفكيك ما تستطيع من نسيجه الاجتماعي والوطني، لا نسمع عن أي فعل للمقاومة. فما هو السبب؟

وإسهاماً في توضيح ما يتم التساؤل عنه، لا بدَّ من عودة للمقارنة بين التساؤل الذي رفعه الرافضون للاحتلال في بداية العدوان وبعد إتمام فصوله العسكرية، وبين التساؤل الراهن. ولذلك نقول بداية: إن النظر بمنظار خبري إلى واقع العراق الآن، كما إلى واقع المقاومة العراقية، سيؤدي إلى غموض وعجز عن رؤية مستقبل المواجهة التي ما تزال المقاومة تقودها ضد ما تبقى من قوات أميركية أولاً، وضد الاحتلال الإيراني البديل ثانياً، وضد أدواتهما في الحكم ثالثاً. فمن ينتظر الخبر ليطمئن قلبه فإن الخبر لن يأتيه، وأما السبب فيعود إلى منهج التعتيم الإعلامي المنظَّم ضد حركة المقاومة ونضالاتها في هذه المرحلة. ولهذا يجب النظر إلى ما يدور الآن من منظار استراتيجي يستند إلى أن المقاومة ما تزال تستكمل ما نصَّ عليه منهجها السياسي الاستراتيجي أولاً، وعليه أن لا يغفل ثانياً أن القيادة التي أنجزت أهم أهداف ذلك المنهج ما تزال هي نفسها التي تقود هذه المرحلة وتديرها. فمن أنجز ما هو أمرُّ وأقسى، فلن تعوزه المقدرة والحكمة من متابعة إنجاز ما تبقى من مراحل تحرير العراق بشكل ناجز وتام. وحول ذلك فالرؤية بمنظار استراتيجي سيكشف ما هو غير مرئي في المشهد، وبالتالي سيساعد على وضع التحليل السليم في الموقع السليم.

وليس أكثر دلالة على ذلك أن ما كان مخفياً في مرحلة الاحتلال الأولى، لم يشكل حينذاك عائقاً أمام من كان يحلل الوضع بأفق استراتيجي، ولم يمنعه من رؤية نتائج المستقبل في أن المقاومة ستؤدي إلى إلحاق الهزيمة بالاحتلال على الرغم من كثرة من شاركوا فيه ودعموه. وكان التحليل الاستراتيجي السليم يستشرف تلك النتائج بغض النظر عن تحديد توقيتات محددة، لأن النظر إلى نتائج المستقبل ضمن تحديدات زمنية لهو ضرب من التنجيم.

استناداً إلى العوامل المعرفية أعلاه، نرى في المشهد الراهن، الذي نتابع فيه أعمال المقاومة العراقية في هذه المرحلة، أن هناك أعمالاً منظورة، وأعمالاً غير منظورة. وحتى الأعمال المنظورة يتم التعتيم عليها من وسائل الإعلام المعادي، وأما السبب في التعتيم فلأنه بالمقدار الذي تنكشف حقيقة تأثير المقاومة أمام أنظار الأكثرية الساحقة من العراقيين، فإنها ستزوِّد تلك الأكثرية بشحنات معنوية كافية لدفعها إلى المشاركة في تقويض ما بقي من آثار للاحتلال. وأما تلك الآثار فهي ثلاثة بقايا تبدأ بمن تبقى من وجود للاحتلال العسكري الأميركي أولاً، وعمليته السياسية ثانياً، وعوامل التأثير الإيراني ثالثاً.

ومن أجل توضيح دور المقاومة العراقية في هذه المرحلة نرى العودة للتذكير باستراتيجيتها المعلنة منذ التاسع من أيلول من العام 2003، وبما جاء في بيان قيادة قطر العراق المؤرخ في 8 تشرين الأول من العام 2003. واستراتيجية المقاومة المعلنة هي تحرير العراق بشكل تام من الاحتلال الأميركي، ومن عملائه، وحرق أصابع دول الإقليم التي تواطأت مع الاحتلال. ولأن الاحتلال الأميركي الأم، والاحتلال الإيراني البديل يتستران تحت خيمة اسمها (العملية السياسية) التي يقودها العميل نوري المالكي، فإن حركة المقاومة العراقية النضالية تولي اهتمامها الرئيسي من أجل تقويض أعمدة تلك الخيمة لتجويفها من الداخل، وإسقاطها شعبياً.

نحسب الآن أن آليات مهمات المقاومة العراقية قد طرأ عليها متغيرات استناداً إلى أرضية المتغيرات التي حصلت بعد هزيمة الجيش الأميركي. ومن أهم هذه المتغيرات هي تحديد أولوياتها في العمل، وذلك بترجيح كفة الدور السياسي على كفة الدور العسكري. أي إن العمل على إسقاط (العملية السياسية) حلَّ في المرتبة الأولى، ويليها مواجهة التأثير والتواجد الإيراني، وأما التأثير العسكري الأميركي فقد حلَّ في المرتبة الأخيرة. علماً أن العاملين الإيراني والإميركي في هذه المرحلة يستظلان تحت خيمة (العملية السياسية) ويستمدان شرعية تدخلهما في العراق منها، بعد أن كبَّلاها بمجموعة من الاتفاقيات العسكرية والأمنية والاقتصادية والسياسية. وهذا يعني أن تقويض تلك العملية فيه إضعاف لقوى التأثير الخارجي، ومقدمة لإلحاق الهزيمة بكليهما معاً. ومن أجل ذلك يرتفع سؤالنا: إلى متى تظل الديكتاتورية في العراق، الملوَّثة بالخيانة الوطنية والفساد والجريمة المنظمة، من المسكوت عنه؟

من أجل إنجاز هذه المهمة نستنتج أن المقاومة العراقية تقوم بعملها على صعيدين اثنين، وهما: استكمال العمل العسكري حيث يتطلب الأمر ذلك ويقوم بأوده الجهاز العسكري والأمني التابع للمقاومة، والقيام بأداء سياسي على أن يتكامل مع حركة الشعب العراقي.

أولاً: الصفحة العسكرية:

إذن، بعد إنجاز الصفحة العسكرية بدرجة امتياز تصل إلى حدود الذهول من السرعة التي حصلت فيها، انتقلت مهمات المقاومة العراقية الآن إلى صفحات سياسية تعادل في تعقيدها الصفحات العسكرية مع فارق وحيد هو أن سلاحها سياسي يقتضي الحنكة والوعي واتخاذ الخطوة المناسبة كلما نضجت ظروف اتخاذها. لكن هذا لا يعني أن العمل العسكري قد انتهى، وإنما تأثيره انكفأ إلى الدرجة الأخيرة أمام أهمية العمل السياسي والأمني. وانكفاء دوره عائد لمتغيرين اثنين، وهما:

1- استهداف ما تبقى من جنود الاحتلال الأميركي إلى قواعد عسكرية بعيدة عن متناول المقاومة العراقية، والتلطي خلف واجهة سياسية وأمنية وعسكرية عراقية تشكل له الحماية والغطاء، وتوفِّر عليه الكثير من الخسائر بالمال والأرواح، وهذا يعني أن العمل العسكري قد خفَّ تأثيره، واقتصر على قصف تلك القواعد بالمدفعية والصواريخ.

2- استهداف عملاء الاحتلالين الأميركي والإيراني، سواءٌ أكانوا في أعلى الهرم السياسي والعسكري والأمني، أم كانوا من صغار المجنَّدين من الذين يصرون على تهديد أمن المقاومة والشعب.



ثانياً: الصفحة السياسية:

إن العمل السياسي، في هذه المرحلة يتفرَّع إلى مهمتين: داخلية وخارجية.

1- المهمة السياسية الخارجية وهدفها بناء علاقات في شتى الاتجاهات العربية والإقليمية والدولية. ومما يتسرَّب من أخبار يمكن التقاطها من هنا أو هناك، يشير إلى أن مكتب العلاقات الخارجية للمقاومة ينشط في هذا الاتجاه، سواءٌ ببناء علاقات مع الدول مستفيداً من التقاطعات بالمواقف السياسية والأمنية، أم ببناء علاقات مع الهيئات والجمعيات الأهلية أو الدولية أو الإنسانية من أجل كشف ما تقوم به قوات الاحتلال الأصيل والاحتلال البديل من جرائم وفساد تحت مظلة (حكومة الاحتلال).

2- المهمة السياسية الداخلية، وتهدف إلى تقويض دعائم (العملية السياسية) بوسائل سياسية أولاً، والعمل الأمني - العسكري بملاحقة رموز تلك العملية، سياسيين وعسكريين، للاقتصاص منهم ثانياً.

إن المتغيرات في واقع الاحتلال، إذن، أدى إلى متغيرات في عمل المقاومة على الصعيد السياسي الداخلي. وتلك المتغيرات تعني على أرض الواقع أنها نقلت المقاومة إلى مواجهة مباشرة مع من يشغلون الواجهة السياسية والأمنية في حكومة الاحتلال. وهذا الوضع يشبه إلى حد كبير مواجهة بين العراقيين أنفسهم، إذ قد يقاتل فيها العراقي عراقياً آخر، وتلك مواجهة يغلب عليها الطابع (الأمني – السياسي)، والتي تستخدم فيها المقاومة سلاحاً يشبه مبضع الجرَّاح الماهر، الذي يعمل على استئصال الجزء الخبيث من المرض من جهة، وأن لا يؤذي الجزء السليم من العضو الذي يخضع للجراحة من جهة أخرى.

يصبح العمل الأمني السياسي الداخلي حاجة وضرورة على شرط ممارسته بدقة وحرص وعناية فائقة، وهذا يصبح واضحاً إذا ما عرفنا أن مهمات المقاومة انتقلت من ملاحقة جنود الاحتلال وهي عليه أسهل من ملاحقة عراقي عميل. فجندي الاحتلال مثلاً واضح بلباسه وبندقيته وآليته وقاعدته ومكتبه، أما العميل العراقي الذي ينوب عن الجندي الأميركي فأمر اكتشافه صعب حتى ولو كان يرتدي زي الجندي الحكومي أو الشرطي الحكومي، فهذا أو ذاك قد يكون من المضللين أو من الذين استغلَّ الاحتلال أو عملاؤه وضعهم المعيشي من أجل تجنيدهم في السلك الحكومي الأمني.

في هذه المرحلة، أصبح المقاوم العراقي يقف في مواجهة العراقي الذي يخدم في السلك الحكومي، والخدمة تعني أكثر من جندي أو شرطي، ضابطاً أكان أم فرداً، بل تعني كل موظف يعمل في مؤسسات الدولة الرسمية، ولا تستثني من ذلك بعض المترددين والخائفين من كبار السياسيين.

وإذا كانت الصورة هي على ما قمنا بتصويره، يعني أن جزءاً كبيراً من عمل المقاومة قد يصب في دائرة الحرب الأهلية إذا أخطأت الهدف في التمييز بين من هو مغلوب على أمره، وبين من هو يشارك عن سابق إصرار وتصميم. ومن البيِّن أن المقاومة حريصة على منع الوقوع بالخطأ، خاصة وأنها أعلنت ذلك في أكثر من بيان أو تصريح أو مقابلة صحفية.

ولأن للحركة الشعبية دور أساسي في إسقاط العملية السياسية، يصبح العمل السياسي بين الجماهير ضرورياً لجذب المترددين من أطياف الشعب العراقي، ولذلك يجب أن يتصف بالحذاقة والتطمين والإقناع، كما يتطلب مهارة ودراية في تحريكه للمطالبة بحقوقه المنتهكة على كل الأصعدة. ومن ضمن ما يمكن أن يتصف به جهد المقاومة السياسي مع الجماهير العراقية، نذكِّر ببعض ما يلي:

لما أصبح الاحتلال احتلالاً غير مباشر، وهذا أمر قد لا يدرك العراقي العادي أبعاده وخطورته، فقد تكون نقمته على الاحتلال قد خفَّت بعد تجميع من تبقى في قواعد معظمها بعيداً عن أماكن السكن. وهذا أمرٌ يتطلب الكشف عنه وتعريته، خاصة أن الإعلام المعادي يقوم بحملة تضليل واسعة النطاق. ومن ضمن ذلك إن التضليل الإعلامي، الذي تمارسه أجهزة الإعلام الأميركية والإيرانية، قد مسخ هوية حكومة المالكي العميلة وجعلها تبدو كأنها حكومة شرعية يقودها عراقيون وصلوا إلى الحكم وفق قواعد ديموقراطية مبنية على انتخابات تشريعية.



لهذه الأسباب، يمكن في اللحظة الراهنة اعتبار مهمة المقاومة العراقية ذات شقين:

- الأول وطني، باعتبار حكومة المالكي، التي شكَّلها الاحتلال، بمثابة حكومة للاحتلال، فمن يشارك فيها أو يدعمها يكون كمن يرتكب جريمة الخيانة الوطنية. والعمل ضدها يتساوى مع العمل ضد الاحتلال.

- والثاني مطلبي، ويقتضي استنهاض الشعب العراقي لاستعادة حقوقه وانتزاعها مستفيدة من أخطاء وجرائم من يتولون مسؤولية (العملية السياسية). ومما يساعد على ذلك أن تلك الأخطاء والجرائم أكثر من أن تُحصى. وأن المواطن العراقي ليس بحاجة إلى أدلة وبراهين على وجودها لأن جرائم حكومة المالكي العميلة تلذعه كل يوم في مأكله وملبسه ومرضه ومنع العلم عن أبنائه، و..و..، وهو الضحية التي تنال من الأذى ما تناله.

وطالما أن الأمر هو ما عليه، نتساءل: لماذا لا يثور الشعب العراقي بمقدار ما يناله من أذى حكومته التي لا تترك باباً من أبواب الفساد والجريمة إلاَّ وشرَّعته أمام اللصوص، ويأتي في المقدمة منهم الصف الأول ممن يتولون الحكم في العراق الآن؟

وإذا ما عملنا على مقارنة ما يجري في الشارع العربي مع ما يجب أن يحصل في الشارع العراقي، فنقول إذا كانت أسباب ما يجري في الشارع العربي هي الثورة ضد ظلم أنظمته وتعسفها، فحري بالعراقيين أن يثوروا بوتائر أعلى وأكثر ثورية، لأنهم يواجهون ديكتاتورية ملوَّثة بالخيانة الوطنية لخضوعها لإملاءات التدخل الخارجي من جهة، ولأنها تمارس أقذر أنواع الجرائم السياسية والاقتصادية والاجتماعية بحق الشعب الذي تحكمه من جهة أخرى.

واستناداً إلى ذلك، يصح القول بأن الحراك الشعبي في معظم الأقطار العربية يتم من دون قيادة ودليل، أما في العراق فهناك قيادة ودليل استراتيجي ولكن بحراك شعبي يحصل ولكن ليس بالمقدار الذي يهز فيه كراسي ديكتاتورية حكومة المالكي وفسادها وجرائمها.

واستطراداً، نرى أن الشعب، فيما تُسمى انتفاضات (الربيع العربي) يتحرك بوتائر ساخنة ولكن من دون دليل نظري ومن دون قيادة تقوده إلى الشاطئ الآمن، نرى الصورة في العراق معكوسة، فهناك دليل وقيادة، ولكن لا حراك شعبياً ملحوظ المعالم حتى الآن، وحيث يوجد هذا الحراك، فإنه يتم التعتيم عليه وتجهيله، والأخطر من كل ذلك يتم توصيف أسبابه بالعوامل الطائفية والمذهبية وتجهيل أسبابه ودوافعه الوطنية؟

إنه الإعلام المعادي للقضية الوطنية القومية، يبرز الحراك بأثواب إيجابية في أقطار عربية، ويعتِّم عليه في العراق ويتجاهله. إنه بلا شك له علاقة بازدواجية المعايير التي تمارسها قوى التدخل الخارجي في الشؤون العربية. وهنا لا يفوتنا التساؤل: وهل كل جماهير الأقطار العربية، التي تأتلف في حراك شعبي زلزل أنظمة التعسف السياسي والاجتماعي، هي أكثر ثورية من الشعب العراقي؟

جواباً على ذلك، نرى أن الأمر ليس كذلك، بل نقول أكثر: إن الشعب العراقي، بعد أن أثبت كفاءته التاريخية بطرد احتلال أكبر قوة عالمية معاصرة، هو من أكثر المجتمعات العربية وعياً في هذه المراحل، وأكثرها إقداماً لتقديم التضحيات، والدليل على ذلك أنه أعطى الأولوية لمواجهة الاحتلال على ما عداه من مهام أخرى، كما أنجز مهمته بكفاءة عالية ستذكرها كتب التاريخ التي ستُدوَّن لتلك المرحلة.

وأما الآن، بعد أن وُضع في مواجهة مغايرة لمرحلة الاحتلال المباشر، يتحفَّز هنا أو هناك من أجل القيام بثورته المطلبية في وجه حكومة عميلة. ولهذا يصبح من المُلحِّ جداً توضيح أن الاحتلال للعراق ما زال موجوداً ولكن تحت أقنعة عملاء الاحتلال، الذين يتلطون تحت قناع (العملية السياسية)، بمن فيها من عملاء يؤدون أدواراً سياسية، وبمن يؤدي أدواراً عسكرية وأمنية، ومنهم من يؤدي أدواراً في الفساد الإداري والاقتصادي والاجتماعي. لقاء هذا الواقع من الضروري رفع شعارات للمرحلة الراهنة، ومن أهمها: إن الحكومة التي شكَّلها الاحتلال، هي احتلال آخر؛ ومواجهتها في هذه المرحلة مهمة أساسية في مواجهة الاحتلال.

هذا الأمر ليس عصياً على الفهم والإدراك، إذ أن حكومة المالكي الآن تقوم بتنفيذ إملاءات الاحتلال الأميركي من جانب، وإملاءات الاحتلال الإيراني من جانب آخر. وإن المواجهة التي تخوضها المقاومة العراقية ضد طرف من أطراف الاحتلال المُقنَّع، مع ترتيب الأولويات، تؤدي إلى إضعاف الطرفين الآخرين. وفي المحصلة يُعتبر تقويض العملية السياسية، في هذه المرحلة، بمثابة تقويض لأسس الخيمة كلها. وإذا كانت مهمة المقاومة في مرحلتها العسكرية فرض كفاية فالمواجهة الآن في المرحلة الجديدة فرض عين على كل عراقي أن يؤدي دوره فيه. وبإيجاز تقوى عملية تحرير العراق من فلول الاحتلال كلما تكامل جهاد المقاومة العراقية مع الحراك الشعبي العراقي.

وأخيراً نقول: إن ما يتسرب اليوم من أنباء عن مظاهر البداية في حراك شعبي عراقي يُنبئ بالاستمرارية، كما يُنبئ أنه أتي بزخم شديد ولن يتوقَّف حتى تحرير العراق من فلول الاحتلال الأميركي الذي أفل نجمه منذ سنوات، وسيجتاح بقوة زخمه الاحتلال الإيراني البديل، بعد أن يُرغم كل الخونة من العراقيين على الهرب يلوذون بسلامتهم لكي ينعموا بما سرقوه ونهبوه من حق العراق والعراقيين.

الاربعاء 13 صفر 1434 / 26 كانون الاول 2012

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس



رغم انه دائما نائم .. بالوثائق راتب طالبانى مليونى دولار




رغم انه دائما نائم .. الا ان راتب جلال الطالبانى رئيس العراق "غير الشرعي" يبلغ مليونى دولار
ورغم انه كردي ..الا انه رئيس العراق الدولة صاحبة الخلافة العباسية والامبراطورية العربية الاعرق فى التاريخ 
فهل هؤلاء حكام أم لصوص وقطاع طرق؟
ينهبون ألأموال العامة والأصل بها أنها للرعاية
ينهبون أموال من المفروض أن تذهب للجياع والعراة والحفاة وهم من الكثرة بمكان
أقيموا دولة الخلافة أيها الناس لتنتهي مهازل 
الحكام ألعملاء أشباه الرجال
خليفة المسلمين هو من يحافظ الأموال العامة من السرقة والنهب ويقدم الرعاية الواجبة لكل من يحتاجها

26 ديسمبر 2012

سهام ارتدت إلى صدرونا – فهمي هويدي





وقعنا في المحظور حين استبد الانفعال ببعضنا، فأقدموا على تجاوز عدد من الخطوط الحمراء لكي يسجلوا نقاطا لصالحهم.
من ثَمَّ فإنهم ضحوا بما هو استراتيجي لكي يفوزوا في مواجهاتهم التكتيكية.
أتحدث عن الشطط الحاصل في مصر، الذي تحولت في ظله معارك النخبة السياسية إلى مشاهد عبثية في لعبة بلا قواعد.
في هذا الصدد أخص بالذكر خمسة مشاهد هي:
< لم أفهم مثلا إصرار البعض على أن الاستفتاء تم تزويره، وهو ادعاء تحدثت عنه بعض الصحف قبل البدء في إجرائه، لمجرد الطعن في الدستور والإيحاء بأن ما يحدث الآن هو استنساخ لتجربة الحزب الوطني،
الأمر الذي يعطي انطباعا بأن الثورة لم تفعل شيئا، وأنها نقلتنا من سيئ إلى أسوأ.
وهي الرسالة التي تلقفتها بعض الصحف والفضائيات العربية، وظلت تروج لها طوال الأسبوع الماضي.
أدري أن مئات البلاغات والطعون قدمت إلى اللجنة العليا للانتخابات، وأن تلك اللجنة هي المخولة في التحقيق فيها، بما يميز بين ما هو مخالفات متعلقة بمواعيد فتح اللجان أو إغلاقها وتأخر وصول بعض القضاة، وبين ما هو كيدي أو حقيقي في الإدعاء بالتزوير.
كما أنها وحدها التي بمقدورها أن تقرر أن التزوير الذي حدث يمثل حالة أو بعض الحالات، أو أنه يشكل ظاهرة عامة تصم الاستفتاء وتفسده. إلا أن الكيد السياسي والإعلامي استبق وحكم بإعدام التجربة، قبل أن تقول اللجنة المختصة كلمتها.
إن جيلنا الذي عاصر التزوير الحقيقي، الذي أوصل نسبة الفوز إلى 99.9٪، يتردد كثيرا في تصديق الإدعاء إذا أصبحت نسبة الموافقين على الدستور 64٪ فقط.
ويدهشه مثلا أن يكون محافظ «المنوفية» التي هي إحدى المحافظات الثلاث التي عارضت فيها الأغلبية الدستور قيادي إخواني مخضرم هو أستاذ الهندسة السابق الدكتور محمد علي بشر، الأمر الذي يعني أن «الأخونة» المفترضة في هذه الحالة خذلت الإخوان ولم تنتصر لهم.
< استغربت أيضا الزج بورقة الأقباط في الصراع الحاصل، إلى حد الادعاء بأنهم منعوا من الإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء.
وقد تابعت حوارا تلفزيونيا سألت فيه المذيعة موفد الفضائية إلى إحدى محافظات الصعيد، عن هذه المسألة فكان رده أنهم تعرضوا «لمضايقات» حين ذهبوا إلى لجنة التصويت في قريتهم، ذلك أنهم لم يجدوا أسماء الناخبين في حوزتها فعادوا إلى بيوتهم.
وقد اكتفت المذيعة بهذه المعلومة ولم تلاحظ أن عدم وصول قوائم أسماء الناخبين لا يعد منعا من التصويت،
كما لم تلاحظ أن ما جرى لم يحرم الأقباط فقط من التصويت، ولكنه حرم أيضا جيرانهم المسلمين الذين كانت أسماؤهم مدرجة في القوائم ذاتها.
مع ذلك فإن الحكاية طيرتها وكالات الأنباء إلى أنحاء العالم، والتقطها متعصبو أقباط المهجر وذهبوا بها إلى أعضاء الكونجرس من الموالين لإسرائيل،
ولم يقصر هؤلاء في ضمها إلى حيثيات تشهيرهم بالثورة المصرية والتنديد بممارساتها.
< تستوقفنا أيضا محاولات الزج بالجيش في الصراع الحاصل، من خلال تحريضه واستنفاره وتحذير الرأي العام من أن ضباطه وجنوده غاضبون ولن يسكتوا طويلا على «الإهانات» التي توجه إليهم.
وهي الشائعات التي يروج لها بعض الإعلاميين ومعهم نفر من «الخبراء» وأصحاب المصلحة.
وكان واحد من الأخيرين قد دعا صراحة في أحد البرامج التلفزيونية إلى تدخل الجيش لإنقاذ البلد من«براثن» الإخوان.
وأحدث فرقعة في هذا السياق حدثت حين تكلم مرشد الإخوان الدكتور محمد بديع عن قيادات فاسدة تولت أمر الجيش في الماضي، دون أن يحدد المرحلة التاريخية التي حدث فيها ذلك.
وقد تصيد هؤلاء كلامه للادعاء بأن ثمة خطة ممنهجة لإهانة الجيش.
وتسابقت أبواق عدة في داخل مصر وخارجها في التعبير عن الغيرة على كرامة الجيش، وفي حثه على الدفاع عن كرامته، والرسالة مفهومة في هذه الحالة.
< في سياق الترويج لفكرة انتشار الفوضى في مصر، أشاع البعض أن البلد ظهرت فيها «ميليشيات» إسلامية مسلحة تتربص بالخصوم السياسيين وتهددهم بالقتل.
وقد نشرت صحيفة «الشروق الأوسط» يوم الاثنين الماضي (24/12) حديثا مطولا لمن وصف بأنه خبير أمني واستراتيجي ركز فيه على هذه الفكرة،
وقال صراحة إن هيبة الدولة كسرت في مصر ملمحا إلى أنها في صدد الدخول في حرب أهلية يحتكم فيها الفرقاء إلى السلاح.
< ما لا يقل عبثية عما سبق ذلك النموذج الذي ضربه وكلاء النيابة في الأسبوع الماضي، حين حاصروا النائب العام وأهانوه حتى أجبروه على الاستقالة.
وقد شاهدنا قبل أيام وقائع ما جرى من خلال «الفيديو» الذي جرى بثه تلفزيونيا، ورأينا فيه وكلاء النيابة «الموقرين» وهم يجذبون الرجل من ثيابه ويسبونه. وهو نوع من «البلطجة» استنكرناه في سلوك بعض العوام والعاطلين.
لكنه أصبح واقعة تاريخية حين مارسه بعض وكلاء النيابة الذين احتشدوا لكي يفرضوا رأيهم.
فأهدروا بذلك هيبة القضاة أنفسهم، وسنُّوا سُنَّة تبرر لآخرين اللجوء إلى ذات الأسلوب في ساحات المحاكم وفي غيرها من الساحات.
لقد أدهشنا انخراط بعض القضاة في الصراع السياسي، لكن لم يخطر على بالنا أن يذهبوا بعيدا بحيث انزلقوا إلى ممارسة البلطجة بالفعل. في حين مارسها آخرون منهم في خطاب هابط أهان القضاء وأسقط بعض رموزه من الأعين.
إننا بصدد سهام استخدمها البعض في العراك بين ما سمى بالقوى المدنية والدينية، ولكنها جميعا أصابت جسم الثورة وشوهتها وصار الوطن هو الضحية والمصاب الحقيقي في العراك المنفلت.

بلاغات بالفساد والصرف علي الثورة المضادة تنهال ضد عبدالمجيد محمود



تقدم محمود عيد موسى حسان رئيس دار الشعب للنشر والتوزيع ببلاغ ضد المستشار عبد المجيد محمود يتهمه فيه بإهدار المال العام. 

وذكر فى بلاغه الذى حمل رقم 4601 بلاغات أنه كان قد تقدم بعدة بلاغات مدعومة بالمستندات الخاصة بتربح رئيس نادي خبراء وزارة العدل إلا أن المشكو فى حقه لم يفتح التحقيق في البلاغات أو مناقشة المستندات، وظلت البلاغات مطوية بالأدراج.


كما أضاف أن النائب العام السابق ذكر في اجتماعه الأخير بدار القضاء خلال الجمعية العمومية لنادى القضاة أن الثلاجة التي يحويها دار القضاء العالي مليئة بالبلاغات وقضايا الفساد الدامغة مدعومة بالمستندات والأدلة لم يتم فتح التحقيق فيها من الأساس.
وعلى صعيد متصل تقدم رمضان الاقصرى المنسق العام لجبهة الانقاذ المصرى ببلاغ الى النائب العام المستشار طلعت ابراهيم ضد المستشار عبد المجيد محمود النائب العام المخلوع يتهمه من خلاله بالتزوير .

و قد افاد البلاغ  ان الاقصرى يتهم عبد المجيد محمود بالتزوير واستغلال حسابات سرية فى تمويل الأنشطة التى نفذها مجرمون فى إطار «الثورة المضادة» من حسابات بالعملات الأجنبية والمحلية وصل عددها إلى 16 حسابا بلغت حوالى مليار جنيه، خصصها عبد المجيد محمود للصرف على عمليات مشبوهة ولم يسمح برقابتها ، حيث استعان عبد المجيد محمود، فى تستره على مخالفات الرئيس المخلوع، برؤساء نيابات لم يقدموا أدلة كافية لإدانة مبارك ورموز حكمه؛ لذلك جاءت البراءات بالجملة.
هذه الحسابات السرية فى 16 حسابا بنكيا، لا يعلم عنها أحد شيئا، وسيفاجأ بها كل المصريين، وفتحها "عبد المجيد محمود" النائب العام المعزول، بالمخالفة لكل القوانين التى تقضى بعدم جواز فتح أى حساب خاص إلا بقرار من رئيس الجمهورية، وبضرورة إيداع كل الإيرادات والمصروفات لكل الجهات الحكومية فى الموازنة العامة للدولة، ووضع ضوابط قانونية محددة محكمة للصرف منها.
و اضاف البلاغ ان تلك الحسابات السرية الخاصة الصادرة من (البنك المركزى - الإدارة العامة للعمليات الخارجية - نظام مراجعة الخزانة)؛ فتحها النائب العام المعزول عبد المجيد محمود بالمخالفة لكل القوانين، واستخدمها بمفرده بدون رقابة سابقة من وزارة المالية، ولا رقابة لاحقة من الجهاز المركزى للمحاسبات، كما يقرر ويلزم القانون، واستخدمها وفقًا "لمزاجه الشخصى" ولتنفيذ مخططاته، وبدون ضوابط قانونية، وكان السحب منها له بمفرده. وهذه المستندات، مع الاتهامات الموجهة إلى عبد المجيد محمود بمخالفة القانون وتدمير وحفظ البلاغات المقدمة إليه ضد من نهبوا مصر ودمروها، التى انفردت جريدة "الشعب" بنشرها منذ 2 أكتوبر الماضى، ومع الاتهامات الموجهة إلى الزند باغتصاب الأراضى والتزوير فى المزاد الصورى الوهمى والتزوير فى إقرار الذمة المالية، الثابتة فى حق «الزند» وأبنائه المستشارين الثلاثة.. هذه المستندات هى السبب الأول فى هذه «الثورة المضادة» التى أشعلها من وراء ستار عبد المجيد محمود مستغلا هذه الحسابات السرية للصرف منها على الثورة المضادة، ضد إقامة نظام قضائى عادل، وضد النائب العام الجديد المستشار «طلعت إبراهيم».
ويعرف الجميع أن المستشار طلعت إبراهيم، هو أحد أهم القضاة العظام فى تاريخ القضاء المصرى، وأنه معروف عنه حرصه الشديد على استقلال القضاء وحمايته من أى تدخلات أو حتى مجرد شبهة تدخلات.
هذه الارقام الحسابات الخاصة الستة عشرة السرية التى لا يعلم عنها أى أحد شيئا، وفقا لمستند رسمى صادر عن البنك المركزى المصرى بأرصدتها فى 1/7/2009 حتى 30/6/2010، (وثابت به ما تبقى منها).
و قد طالب الاقصرى بالتحقيق الجنائى مع المدعو عبد المجيد محمود النائب العام المعزول. وتساءل: كيف حصل هذا الرجل على «دكتوراه فى محاربة الفساد» وهو يرتكب هذا الفساد المرعب؟!.
ويبدو -والحال كذلك- أنه لولا قيام ثورة 25 يناير لانتظرنا أن تحصل «راقصة إستربتيز» على «دكتوراه فى الأخلاق الحميدة»، فى عهد المخلوع مبارك!.
و قد طرح الاقصرى فى بلاغه دراسة تحليلية لهذه الأسئلة، مع عرض موجز للقضاء فى عهد المعزول عبد المجيد محمود، وللقضاء العادل النزيه الذى طبقه وآمن به المستشار طلعت إبراهيم النائب العام الحالى.
أرقام وأرصدة الحسابات السرية الستة عشرة لعبد المجيد محمود المعزول التى استخدمها فى الثورة المضادة وفى السيطرة على الكثيرين وتنفيذ تعليماته ومخالفة القانون ، وتسائل عن بداية إنشاء هذه الحسابات السرية التى تصرف فيها عبد المجيد محمود بالمخالفة لكل القوانين؟ و هل فُتحَت هذه الحسابات -حسب الطريق القانونى- بقرار رئيس الجمهورية وفقًا لما ورد بقانون الموازنة العامة للدولة رقم 53 لسنة 1973؟ وهل فُتحَت وفقًا لقانون المحاسبة الحكومية رقم 144 لسنة 1988؟ وما القيمة الحقيقية لما تم تحصيله فى هذه الحسابات الستة عشرة طوال الفترة من بداية فتحها حتى تاريخ عزل المدعو عبد المجيد محمود النائب العام المعزول؟ وما قيمة المبالغ المالية التى صرفها المدعو عبد المجيد محمود النائب العام المعزول من هذه الحسابات؟ وما أوجه ومجالات ومدى قانونية الصرف لمئات الملايين التى صرفها المدعو عبد المجيد محمود بدون سند قانونى من هذه الحسابات؟ وما اللوائح المنظمة لتلك الحسابات لكل من التحصيل والصرف؟ -هذا إن وُجدَت أصلا!!- وهل توجد رقابة من وزارة المالية على هذه الحسابات كما ينص القانون ويلزم قبل الصرف منها؟ وهل توجد رقابة من الجهاز المركزى للمحاسبات على هذه الحسابات بعد الصرف منها، كما ينص القانون رقم 144 لسنة 1988 ويلزم؟ وهل توجد حسابات سرية أخرى لم تتوصل إليها ؟ وما قيمة ما أُودع فيها وما صُرف منها منذ تاريخ فتحها؟.
و تؤكد أن هذه الحسابات السرية الخاصة بعبد المجيد محمود -وهى مال الشعب المصرى- لا رقابة حقيقية ولا صورية عليها، لا من وزارة المالية ولا من الجهاز المركزى للمحاسبات ولا من ضمير عبد المجيد محمود. وتؤكد «الشعب» أنه استخدمها فى أغراض غير قانونية وغير شرعية وبدون سند قانونى وبدون رقابة، ووفقًا لمخططاته ومؤامراته فى تدبير الثورة المضادة.
وبمطالعة الأرصدة الواردة فى هذه المستندات الصادرة من البنك المركزى، نستطيع أن نقول إنه وفقًا لأقل التقديرات، فإن ما أودع فى هذه الحسابات وصرفه عبد المجيد محمود، يتجاوز مليار جنيه فى فترة توليه منصبه.
وهذه المبالغ «امتصها» عبد المجيد محمود من دم الشعب المصرى ، وواضح من هذه المستندات أن هذه الحسابات «بكل العملات الأجنبية والمحلية» فيها عشرة حسابات سرية خاصة ثابت فيها نصًا اسم الجهة «مكتب النائب العام»، وكود الجهة «165»؛ ففيها عملات بالدرهم الإماراتى، وبالدولار الكندى، وبالفرنك السويسرى، وباليورو، وبالجنيه الإسترلينى، وبالين اليابانى، وبالدينار الكويتى، وبالريال السعودى، وبالكرون السويدى، وبالدولار الأمريكى.
هذا عدا -بالمستندات الصادرة عن البنك المركزى- «6 حسابات أخرى بالجنيه المصر». وهذه المستندات -كما هو واضح- ثابت فيها أرصدة العملاء (بتاريخ 30/6/2009- موازنة 6- موازنة الحسابات المتنوعة ذات الأرصدة - باب 450 - الحسابات المتنوعة - قطاع تفصيلى 17 - قطاع الحسابات الخاصة بأجهزة الموازنة العامة للدولة - وحدة تنفيذية 1 - حسابات خاصة لوحدات الجهاز الإدارى)، وموضح بالجدول «المنشور» رقم الحساب، واسم الحساب، ثم رصيد مدين ورصيد دائن.

وائل قنديل يكتب : فى بلاد الزند.. والهند والسند


ونحن منشغلون حتى النخاع فى مهرجان الزند والقضاة، نشر خبر صغير على استحياء عن اختطاف ثلاثة مسلحين لموظفة فى منطقة القاهرة الجديدة وتناوبوا اغتصابها هم وأصدقاؤهم على مدار عشرة أيام.

ولأن الأمة غارقة حتى أذنيها فى مولد الزند، ومختطفة لمتابعة أخبار الشهداء المزيفين فى هذا الزمان لم يتوقف أحد عند هذه المأساة، ولم تهتم الصحف بمتابعة الحادث، ولم يخرج علينا مسئول فى الشرطة ببيان أو تصريح عن هذه الفاجعة، والأخطر من كل ذلك أن المجتمع لم يغضب ولم يهتز بمقدار واحد على الألف من الاهتمام المصنوع بقضايا كونية مثل سب نجم فى سوق الدعوة التجارية لنجمة فى سوق الفن التجارى، أو قضية خدش زجاج سيارة نجم سينما، أو خربشة خد رئيس نادى القضاة.

وكأن المجتمع أصيب بعطب فى قيمه وأخلاقه، أو أن ضميره الجمعى تعرض لعملية ختان أفقدته القابلية للانفعال والغضب وجردته من قشعريرة الشعور بانتهاك آدمية الإنسان، أو أن العبث بدماغ المصريين ووجدانهم بلغ حدا لم يعودوا معه يتأثرون بنوازل أخلاقية تهدد عروشا وتنذر باقتلاع حكومات فى مناطق أخرى من العالم، نتهمها بالكفر والتحلل والانحلال القيمى.
وإليك ما جرى فى الهند خلال الأيام القليلة الماضية: ستة شبان اختطفوا طالبة جامعية تدرس الفيزياء حين كانت فى حافلة عامة مع زميلها، وبعد التخلص منه تناوبوا اغتصابها ببشاعة ثم اعتدوا عليها بالضرب وتخلصوا منها بين الحياة والموت.. فماذا حدث؟
آلاف المتظاهرين وبينهم عدد كبير من الطلاب تجمعوا أمام «باب الهند» المبنى الذى يعد رمزا للمدينة مطالبين بتعزيز أمن النساء ومعاقبة الذين اغتصبوا الشابة بالإعدام.
كما توجه المتظاهرون إلى مبان حكومية منها القصر الرئاسى حيث حاولوا اقتحام حاجز للشرطة لمتابعة مسيرتهم ما أدى إلى صدامات أسفرت عن إصابة عشرين طالبا بجروح.
واعتصمت مجموعة من المتظاهرين أمام مقر سونيا غاندى زعيمة حزب المؤتمر الحاكم فى الهند.
وقالت غاندى للمحتجين فى تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الهندية «أنا معكم وسيتم إحقاق العدل» ثم توجهت لزيارة الفتاة المغتصبة فى المستشفى.. وبدوره تعهد رئيس الحكومة الهندية بسلسلة إجراءات فورية رادعة لجعل المدينة أكثر أمنا للنساء.. وأجبر غضب أعضاء مجلس الشيوخ فى البرلمان الهندى وزير الداخلية على تقديم بيان للمرة الثانية.
ولم ينقل عن وكالات الأنباء أن أحدا تساءل بغلظة «إيه اللى ركبها الحافلة مع زميلها» ولم يتحدث أحد عما كانت ترتديه أو يفتش فى نياتها، ولم يهرع المستثمرون فى المصائب إلى الشاشات ليطالبوا بانتخابات عاجلة لأن النظام فقد شرعيته.
هذا ما يحدث فى بلاد الهند والسند.. أما فى بلاد الزند فقد شاهت الوجوه وانسدت المسام وتبلد الإحساس، فصار الذين مثلوا بجثة الشهيد خالد سعيد ووصفوه بـ«شهيد البانجو» ونكلوا بشهداء الثورة فى التحقيقات وعلى الفضائيات زعماء ومتحدثين باسم حقوق الإنسان وكرامته.
اطلبوا الأخلاق ولو فى الهند.

فيديو .. من كواليس التأسيسية ..دكتورة هدى غنية ..سيدة بألف رجل


كل الناس المحترمين "جدا" شاركوا احتفالية حزب شفيق


تحريات المباحث وشهادة اعضاء النيابة تكذب ادعاءات الزند بمحاولة اغتياله


خرائط الوهم - عبد الرازق أحمد الشاعر



أثناء الحرب الأهلية الأمريكية، توقفت قوات التحالف عن الزحف أمام نهر صغير، فاستدعى الجنرال ستونويل جاكسون كبار مهندسيه وأمرهم ببناء جسر يردم الهوة بين شفتي النهر لتعبر فوقه عربة الذخيرة لحاجة رفاقهم، على الجانب الآخر من الخوف، إليها. وتم تكليف عدد من الجنود بجمع جذوع الأشجار وقضبان الأسيجة والأحجار التي قد تعين على اجتياز خندق الهزيمة الذي يتلوى تحت أقدامهم كحية ذات فحيح. وعند الغسق، دخل أحد الحراس خيمة القيادة ليبشر جاكسون بعبور الأسلحة إلى الضفة الأخرى. وعندها تنهد الجنرال المبتئس بارتياح وسأل عن مهندسيه العباقرة، فأخبره الحارس أنهم لا يزالون في خيمتهم يرسمون خرائط العبور. 
هكذا تعلمنا فلسفة الحروب أن القادرين على بناء الجسور ساعة العسرة جنود مجهولون لا يذكرهم أحد ولا ينتظرون أنواطا تعلق في رقابهم المحروقة بلفح الهجير، ولا يطمعون في نياشين تزين هياكل صدورهم البارزة. وأنه حين يفقد الواقفون على حافة السقوط ثقتهم بأقلام مهندسيهم ورؤوس قادتهم، لا يجدون مفرا من التشمير عن ساعد الجد والكشف عن ساق التحدي. أما المرابطون أمام خيام النبلاء فينتظرون كسرة من أمل أو رغيف من تفاؤل تلقي به الخرائط المنقوعة في قدور الزيف إلى ما لا نهاية. 
ساعة الحزم تفرض قادتها وتسمي قباطنتها ولو كره الجالسون على صدر الموائد في الخيام المكيفة. أما الجالسون على شفير اليأس في انتظار تغريدة على موقع تواصل أو كلمة في حشد لاغط، فسوف ينتظرون طويلا ويتحسرون كثيرا وهم يرون سحائب النهار تتناثر في سماوات التيه شيئا فشيئا حتى يجمعهم ليل الهزيمة والعار. المراهنون على الخرائط والأوراق الملونة والبزات الأنيقة وحدهم يدفعون الثمن مرتين ويقعون في الخاتمة كفئران هزيلة في مصيدة الفقر والتجاهل. 
وحدهم سيقفون خلف تلال الأمل في انتظار مخلص ينادي من فوق تلال الحزن أن اذهبوا فأنتم الطلقاء، لكنهم سيكتشفون ذات خيبة أن زمن الرسل قد ولى وأن الصفوة حاملى الجوازات الدبلوماسية والأوراق الملونة ليسوا سوى ثلة من الأفاقين الذين يتاجرون بالزيت المقدس ليطمسوا بصائر الشعوب ويحملوهم إلى فلوات التيه ثم يتبرؤوا منهم كما فعل الشيطان بحزبه ذات عتاب. 
لم تعد خرائط الوصال تغري أيها الواقفون على نصل الأيام بالانتظار، ولم يعد راسموا الخرائط أهل ثقة ولا أهل مشورة بعد أن أثبتت التجارب المتعاقبة أن صورهم في المرآة تطغى على صور الأعلام المرفرفة في كافة الميادين. ولم يعد هناك ثمة عذر أمام متسولي الأمل بعد أن ضاقت بأقدامهم الجسور يعتذرون به عن السير خلف كل ناعق، ولا حجة لهم في حمل نير التبعية والمشي منكسي الرؤوس خلف المفلسين نحو الهاوية. 
لن تنفعكم نواياكم الطيبة أيها المتجمهرون حول منصات قادة الشقاق بائعي خرائط الوهم حين تسقط جسور الأمل لتحمل كافة المتشاحنين إلى جب الفقر والعوز، ولن تعود إليكم زكائب أموالكم المهربة ولن تروا رؤوس نخبتكم الفاشلة التي تجيد رسم الخرائط الكاذبة في سماوات مخيلاتكم الضحلة. وقريبا سترون طائراتهم العمودية تحلق فوق رؤوسكم وأقفيتكم نحو بلاد بعيدة. وقريبا تعضون الأنامل من الغيظ حسرة لأنكم عبدتم عجل الخلاف متدثرين بعباءات شتى تحت رايات كثر. 
أديب مصري مقيم بالإمارات
Shaer129@me.com

أكبر صحف ألمانيا : :الدستور المصري دستور من الجنة



أثنت صحيفة "فرانكفورتر الغماينة تسايتونغ" -المصنفة أكبر صحيفة بألمانيا- على الدستور المصري الجديد، واعتبرت أن مرحلة إعداده اتسمت بشفافية قلما وجدت في مراحل إعداد دساتير أخرى بالعالم.ورأت الصحيفة أن الدستور تضمن تقليصا لسلطات الرئيس بشكل "غير مسبوق"، وزيادة كبيرة في الحقوق الرئيسية للمواطنين، ونزعا لنفوذ ومزايا تمتع بهما الجيش في السابق، وبروزا لتأثير الدين والأزهر الشريف.
وفي مقال بعنوان (دستور مصر الجديد.. حقوق أساسية أكثر وطابع ديني واضح)، ذكر الكاتب راينر هيرمان أن الدستور الجديد الذي حاز تأييد أكثرية المصريين، يمثل خطوة هامة رغم عدم مثاليته وتميز مرحلة إعداده الأخيرة بـ"العجلة والفوضى" عقب "تسريبات" بأن المحكمة الدستورية العليا ستحل الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور، بالإضافة إلى نشر الصحف المعارضة لفقرات مجتزأة خارج سياقها من مشروع الدستور لإعطائه طابعا سلبيا وتشويه صورته.
وذكر كاتب المقال -بالصحيفة الألمانية الموجهة للنخبة وصناع القرار- أن دستور مصر الجديد أعتمد على دستور عام 1971، حيث نقلت منه مواد كثيرة وأجرى تعديلات كبيرة لمواد أخرى لا سيما المتعلقة بصلاحيات رئيس الجمهورية والمواد الخاصة بالحقوق الرئيسية للمواطنين. وأشار هيرمان إلى أن المحددات الرئيسية للدستور الجديد بمصر هي أن "السيادة للشعب"، واعتماد نظام الحكم الديمقراطي المرتكز على التداول السلمي للسلطة والتعددية والانتخابات الحرة.
ونوه الكاتب ـ بحسب الجزيرة نت ـ إلى أن "ربط القواعد الرئيسية للدستور بخالق الكون لاقى انتقادات من العلمانيين، فيما عبر المسلمون عن رضاهم عنه"، لافتا -في الوقت نفسه- إلى أنه ولأول مرة في تاريخ مصر ينص دستورها على العدالة الاجتماعية وضمان حقوق الفلاحين. وأشاد هيرمان بالابتعاد عن النظام الرئاسي وإقرار التوازن بين سلطات رئيس الجمهورية والبرلمان، وتحديد فترة ولاية الرئيس بأربع سنوات فقط لمرتين، بدلا من ستة أعوام قابلة للتكرار بعدد مفتوح من المرات.
وقال المحلل السياسي لفرانكفورتر الغماينة تسايتونغ إن الدستور نقل سلطة الرئيس في إعلان حالة الحرب إلى مجلس الأمن القومي والبرلمان معا، ومنع رئيس الجمهورية من اتخاذ إجراءات استثنائية لها قوة القانون إلا بعد موافقة البرلمان، ومن حل مجلس الشعب إلا باستفتاء شعبي.وأثنى هيرمان على طريقة اختيار رئيس الوزراء وفقا للدستور الجديد، لافتا إلى تغير طريقة تعيينه التي كانت من اختصاصات الرئيس وحده، إلى ضرورة بحث الرئيس عن رئيس وزراء وحكومة تحصل على تأييد أغلبية نواب البرلمان.وأضاف الكاتب أن تقليص امتيازات الجيش بالدستور المصري ظهر في النص على تأسيس مجلس أعلى للدفاع من المدنيين والعسكريين يكون ضمن مهامه مناقشة ميزانية القوات المسلحة.
وذكر هيرمان أن الدستور الجديد "تميز بتحويله لاستقلال القضاء من كلمات على الورق إلى واقع". كما نص على معاقبة جرائم التعذيب ووضع السجون تحت مراقبة القضاء والمنظمات الحقوقية.وأشار الكاتب إلى أن الدستور المصري الجديد عزز حرية الإعلام بشكل غير مسبوق وأكد عدم حظر أي وسيلة إعلامية إلا بحكم قضائي.
ونوه هيرمان إلى أن نص المادة (2) على الإسلام هو الدين الرسمي للدولة وأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع  مستمدة من مادة مماثلة بدستوري 1923 و1971، مشيرا إلى أن تلك المادة قابلتها المادة (3) التي تعطي للمسيحيين واليهود الحق في التحاكم إلى شرائعهم في قضاياهم الشخصية واختيار قادتهم الروحيين.

العروبة والعربية في القرآن الكريم - د. إبراهيم علوش


لا يمكن لقارئ القرآن أن لا يفخر بالعربية وأهلها، فليس بين العروبة والإسلام تضاد، بل تكاملٌ ووئام. ولكن العروبة قبل الإسلام كانت جاهلية، وباتت بعد الإسلام دولةٌ وحضارة، وقد نزل الإسلام على العرب أولاً وبلسانهم، وانتشر في العالمين بعزمهم، وقد جاءت في العربية آياتٌ محكماتٌ تذكرها بالذات، وتدلل عليها بالاسم، فلا يعقل بعدها أن يكون هذا الكم من الآيات القرآنية بلا مغزى. ولا يعقل أن لا يفكر المرء بمعناها. وأنظر مثلاً بعضها فيما يلي:

ففي سورة الرعد: "وكذلك أنزلناه حكماً عربياً ولئن اتبعت أهواءهم بعدما جاءك من العلم ما لك من الله من وليٍ ولا واقٍ" (37).

وفي سورة يوسف: "إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون" (2).

وفي سورة الزمر: "ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كلِ مثلٍ لعلهم يتذكرون (27) قراناً عربياً غير ذي عوجٍ لعلهم يتقون (28)".

وفي سورة فصلت: "تنزيلٌ من الرحمن الرحيم (2) كتابٌ فصلت آياته قراناً عربياً لقومٍ يعلمون (3)".

ومن جديد في سورة فصلت: "ولو جعلناه قراناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته أأعجميٌ وعربيٌ قل هو للذين أمنوا هدىً وشفاء... (44)".

وفي سورة الشعراء: "نزل به الروح الأمين (193) على قلبك لتكون من المنذرين (194) بلسانٍ عربيٍ مبين (195)".

وفي سورة الشورى: "وكذلك أوحينا إليك قراناً عربياً لتنذر أم القرى ومن حولها...(7)".

وفي سورة الزخرف: "إنا جعلناه قراناً عربياً لعلكم تعقلون (3)".

وفي سورة الاحقاف: "... وهذا كتابٌ مصدقٌ لساناً عربياً لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين (12)".

وفي سورة طه: "وكذلك أنزلناه قراناً عربياً وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكراً (113)".

وفي سورة النحل: "ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشرٌ لسان الذين يلحدون إليه أعجميٌ وهذا لسانٌ عربيٌ مبين (103)".

ولا أزعم الإحاطة بكل ما يرتبط بالعربية والعروبة أعلاه ولكن الأمثلة السابقة تثبت أن: 1) الوحي نزل بالعربية، 2) لأم القرى ومن حولها أولاً، أي لمكة والعرب حولها، ومن عبرهم لباقي العالمين، 3) بلغة عربية فصيحة لا تشوبها شائبة، 4) من أجل إنذار وهداية العرب بلغةٍ يفهمونها، لا بلغة غريبة عنهم، أي أنه ارتبط منذ البداية بالإنسان العربي. 

فهذا تكريم كبير للعرب والعربية، ومسؤولية تهد الجبال، ولكن "إنما أنت منذرٌ ولكل قومٍ هاد" (الرعد، الآية 7)، "وإنه لذكرٌ لك ولقومك" (الزخرف، الآية 44)، بالإضافة لعدد من الآيات الأخرى التي تتوجه لقوم الرسول الأمين أو تتوجه للرسول، عليه الصلاة والسلام، لتحدثه عن قومه، فليس هناك أي شيء على الإطلاق في القرآن يرفض فكرة وجود قوميات وشعوب، كما هو معروف.

ومن بين هذه القوميات، كان موقف الإسلام إيجابياً من العروبة، دون جاهلية أو عصبية أو عنصرية ضد الأمم الأخرى، ولكنه ميز العروبة بالتخاطب بها وبتبني لغتها وبتحميل الرسالة والأمانة لقومها، وبأن الإسلام جاء امتداداً طبيعياً لتراثها المتأصل في الحنيفية التي ينتسب إليها سيدنا إبراهيم، وما كان التأكيد على أن إبراهيم كان مسلماً حنيفاً إلا للتأكيد على انتمائه الحضاري الأصيل، والحنيفية ملة أصيلة في الحجاز.

ويتخذ البعض مغرضاً ما جاء في الآية 97 من سورة التوبة من أن "الأعراب اشد كفراً ونفاقاً وأجدرُ ألا يعلموا حدودَ ما أنزل الله..." ذريعة للتهجم على العرب زوراً باسم الإسلام، ولزرع إسفينٍ بين العروبة والإسلام، ولكن هذا المنطق الشعوبي يعاني من مشكلتين مترابطتين هما: 1) الجهل باللغة العربية، و2) الجهل بالقران. فكلمة الأعراب تعني البدو، لا كل العرب، والمقصود في تلك الآية بالذات ليس كل البدو بل بعض المنافقين منهم، والآيات اللاحقة فوراً لما سبق تتحدث عن البدو المؤمنين: "ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قرباتٍ عند الله..." (التوبة، الآية 99)، ويتكرر الأمر مرتين بعدها في السورة نفسها بالحديث عن المنافقين من الأعراب ثم الذين تابوا وآمنوا.

إذن، لا مبرر على الإطلاق لمعارضة الإسلام بالعروبة أو العروبة بالإسلام، إلا إذا كانت العروبة جاهلية، أو كان فهم الإسلام شعوبياً مشوهاً، والفهم الشعوبي للإسلام يستخدم دوماً للسيطرة على العرب والمسلمين من الخارج ولتخريب علاقتهم ببعضهم البعض. وفي زماننا المعاصر، يتبع أن أي خلاف إن وجد ما بين الوطنيين والإسلاميين لا يجد سنده في القران الكريم أو الدين، بل في قضايا السياسة، والأسلم إسلامياً وقومياً أن يتفقوا، لا أن يختلفوا، لمواجهة أعداء الأمة المشتركين.

الإسلام والعروبة بقلم د. وفيق شومر



بالرغم من الكتابات الكثيرة التي تناولت موضوع العلاقة بين العروبة والإسلام إلا أنه وخلال العقدين الأخيرين بدأت هذه الفكرة تخبو من العقل الجمعي العربي. القضية المحورية التي أريد أن أركز عليها هي أن العلاقة بين العروبة والإسلام ليست فقط علاقة فكر بلغة، فالإسلام هنا ليس فقط ديناً يستخدم العربية كلغة تخاطر رئيسية، بل هناك بعد آخر يقبع في الخلفية الثقافية والحضارية المترافقة مع التزاوج بين الإسلام والعروبة.

فعلى الرغم من الانتشار السريع للدين الإسلامي بين ثقافات وحضارات مختلفة في العالم أجمع، إلا أن التزاوج الذي ترافق بين الإسلام والعروبة على المستوى الحضاري لم يتكرر في حالات أخرى.

فلنأخذ على سبيل المثال الحالة الباكستانية. فعلى الرغم من انتشار الإسلام في باكستان وعلى الرغم من اعتناق الشعب الباكستاني للإسلام، إلا أن الإسلام في باكستان هو للحضارة الباكستانية مركب ديني مستقل عن المركب الحضاري الثقافي المسيطر في المجتمع الباكستاني. فالعادات والتقاليد السائدة على الرغم من تأثرها بالإسلام إلا أنها ما زالت تحتكم إلى العادات والتقاليد السائدة في المنطقة. ولذلك فمن الممكن وبسهولة، أن يكون هناك تقارب بين سكان الهند والباكستان أكثر منه بين سكان باكستان وسكان دولة إسلامية أخرى.
وتتكرر هذه الحالة في اندونيسيا وأفغانستان وإيران وغيرها من الدول الإسلامية غير العربية. فنجد على سبيل المثال أن الشعب الإيراني يحتفل بالنيروز، وهذا الاحتفال بالرغم من علاقته بالديانة المجوسية القديمة في إيران، إلا أنها لم تختفِ مع دخول الإسلام. وهنا الاختلاف حضاري، لا ديني. فالشيعة العرب في لبنان والعراق لا يحتفلون بهذا العيد. إذن هو ليس مرتبطاً بتفسير شيعي للاحتفال وإنما هو احتفال حضاري يرتبط بالحضارة الفارسية. ونرى أيضاً أن كثير من مظاهر الحضارة الفارسية قبل الإسلام ما زالت تعشعش في الذهنية العامة للشعب في إيران. ففي منطقة شيراز، وهي معقل الحكم في ظل الحكم الفارسي قبل الإسلام (منطقة تخت أمشيد) نرى حتى اليوم أن الشعلة المجوسية ما زالت تشعل. 
لقد نزل الإسلام في جزيرة العرب، فخاطب أهل الجزيرة بما يعرفونه من عادات وتقاليد ورفع الحسن منها ورفض السيئ بها، وطور الكثير منها لتتناسب مع الدين والدعوة. وعندما نحلل هذه الحقيقة ندرك أن الخطاب الإسلامي تبنى البعد الثقافي العربي كخلفية ضرورية لخطاب أهل الجزيرة، ولذلك فقد رأينا وبشواهد كثيرة خلال فترة انتشار الإسلام السهولة التي انتشر بها خلال المنطقة الناطقة بالعربية بالمقارنة مع الصعوبة التي واجهته في المناطق غير العربية.
هذا البعد الحضاري الثقافي للعلاقة بين الإسلام والعروبة يبرز بشكل كبير في كيفية تعامل أصحاب الديانات الأخرى في المنطقة العربية مع الدين الإسلامي. ففي حالات كثيرة انضوى هؤلاء تحت راية الإسلام في الحرب ضد غير العرب. ولذلك فمن الطبيعي أن نجد أن المسيحي العربي مثلاً، كان تاريخياً ينسجم في العادات والتقاليد مع العربي المسلم أكثر من انسجام المسلم غير العربي مع المسلم العربي.
الترابط بين العروبة والإسلام ترافق أيضاً مع نهضة الحضارة العربية الإسلامية وقدرتها على التواصل والنمو والازدهار. وليس مستغرباً بالتالي أن هذه الحضارة بدأت بالتراجع والانحطاط مع سيطرة غير العرب على مقاليد الحكم فيها، حيث بدأ هؤلاء يهابون التلاحم بين الإسلام والعروبة ويحاولون بشتى السبل كسره، وتحويل الإسلام إلى شكله الديني غير المتوافق أو غير المتلاحم مع العربية كحضارة وتراث. ونجد أن هؤلاء قد قاموا بقمع الشعب العربي والحضارة العربية وبدأ التراجع في تعليم العربية في كثير من المواقع، وبرزت هذه الحركة في أوجها على يد الحكم العثماني الذي أدخل التركية إلى لغة التعامل الرسمي، والذي قضى على التعليم العام الذي كانت تقوم به المساجد، حتى أصبح من يتقن العربية والكتابة والقراءة هم صفوة بينما الشعب جاهل. 
وقد ساهم العرب بكل قطاعاتهم ومشاربهم، مسلمين وغير مسلمين في النهضة العربية وببعث الحياة في الثقافة والحضارة العربية، وبالأخص خلال القرن التاسع عشر وبعد حكم محمد علي. فشهد الوطن العربي عودة إلى دراسة التراث العربي الإسلامي، وإلى تأكيد العلاقة الوثيقة بين العروبة والإسلام التي حاول كثيرون عبر قرون تحطيمها. وحققت هذه الحركة نجاحات كبيرة وبشكل سريع مما يؤكد أنها لم تكن وليدة الصدفة أو بدعة حديثة وإنما هي بعث لأفكار لطالما شكلت الموروث الثقافي والحضاري للأمة العربية.
ولكن وللأسف الشديد، وخلال العقدين الأخيرين بدأنا نرى هجوماً متواصلاً على هذا التلاحم بين العروبة والإسلام ومن مواقع كثيرة، قد يظهر بعضها بمظهر من يريد أن يؤكد على عالمية الإسلام، لكن جوهرها جميعاً، بما فيها تلك التي تؤكد على عالمية الإسلام، يتلخص بضرب العلاقة التاريخية بين العروبة والإسلام. وليس القصد من هذه السطور معارضة فكرة عالمية الإسلام، إلا أن قضية الإسلام عربياً تتجاوز الدين إلى الدين والحضارة. وبالتالي فتأكيد العلاقة بين العروبة والإسلام هو تأكيد لانتماء أبناء هذه الأمة بكل مشاربهم وطوائفهم إلى الحضارة العربية الإسلامية وإلى الإسلام كحضارة بغض النظر عن دينهم أو أصلهم. فالعروبة كما نؤكد دائماً هي شعور قومي ثقافي لا عرقي. وعندما يتم التأكيد على عالمية الإسلام في ظل تفكك الأمة العربية فإنما يراد من ذلك ضرب فكرة الوحدة العربية لأنها الفكرة الممكنة والواقعية التي يهاب منها، بينما فكرة الوحدة الإسلامية غير ممكنة واقعياً في عالم اليوم انطلاقاً من الاختلافات الثقافية والحضارية التي تحتكم لها الدول الإسلامية.
أما على الطرف الآخر فنجد النزعات الطائفية والعرقية تحاول أن تفك العلاقة بين العروبة والإسلام في مقابل الإدعاء بأن غير المسلمين من العرب ليسوا جزءاً من النسيج المشكِل للحضارة العربية الإسلامية أو أنهم "مظلومون" في ظل سيطرة الإسلام. وبالتأكيد فهذا الشعور مدسوس من خلال عمليات إعلامية ظلامية مستمرة عبر عقود. وبالرغم من قوة وضخم واندفاع هذه الآلة الإعلامية، إلا أنها لم تتمكن بعد من الوصول إلى التفكيك التي تريده، وما زال العرب بكل طوائفهم مقتنعين بالترابط المتلازم بين العروبة والإسلام.



25 ديسمبر 2012

المركزي للمحاسبات يسلم القضاء الأعلى ملف فساد الزند وعبد المجيد



التقى المستشار محمد ممتاز متولى، رئيس مجلس القضاء الأعلى بالمستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات، والمستشار ناجى دربالة، نائب رئيس محكمة النقض وعضو الجمعية التأسيسية بمكتبه، أمس، بدار القضاء، استمر اللقاء ما يقرب من ثلاث ساعات.
وأكد مصدر قضائى رفيع المستوى أن المستشار جنينة عرض على رئيس مجلس الأعلى للقضاء تقارير أعدها الجهاز المركزى للمحاسبات تكشف فساد النائب العام المقال، عبد المجيد محمود، والمستشار أحمد الزند، رئيس نادى القضاة، وتتهمهما بالفساد والرشوة وإهدار المال العام؛ لتقديمها للنيابة المختصة للتحقيق فى المخالفات والقضايا.
وأضاف المصدر أن رئيس المجلس الأعلى للقضاء يعكف حاليًا على فحص البلاغات المقدمة ضد المستشار عبد المجيد محمود، التى أحالها له النائب العام المستشار طلعت عبد الله باتهامه بتلقيه رشاوى وتستر على قضايا فساد، فى بلاغ حمل رقم 4309 بلاغات النائب العام، والذى كشف أن رئيس مجلس إدارة البنك المصرى للتنمية سابقًا كان يرسل رشاوى فى صورة هدايا من أموال البنك إلى المستشار عبد المجيد محمود النائب العام السابق، وسامح فهمى وزير البترول الأسبق، وأمين أباظة وزير الزراعة الأسبق، وفايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولى سابقا.
وأشار المصدر القضائى إلى أن مقدم البلاغ أرفق العديد من المستندات الدالة على أقواله والصادرة من البنك وتقارير الجهاز المركزى للمحاسبات .
واتهمت التقارير كذلك المستشار أحمد الزند وصهره بالاستيلاء على مساحة 250 فداناً بأراضى منطقة الحمام بمدينة مرسى مطروح بالتواطؤ مع عبد المجيد محمود فى تلك القضية، والذى قام بتبديد المستندات بعد أن عكف المكتب الفنى للنائب العام على دراستها وثبت إدانته واستغلاله للنفوذ هو وصهره عادل عبد الرؤوف السيد، وموظفى الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية.
وأكدت بلاغات قدمت ضد "الزند" وصهره أنهما قاما بالاستيلاء على أراضى مدينة الحمام عن طريق التزوير واستغلال النفوذ وأن إجراءات المزاد تمت بالمخالفة لأحكام القانون حيث صدر قرار رئيس مجلس الوزراء بشأن القواعد المنظمة للإدارة والتصرف بأراضى الهيئة العامة؛ وبناء على ذلك فقد تربح الزند من وراء تلك الأراضى ملايين الجنيهات إذ حصل من الهيئة على 250 فدانا بواقع 11 ألف جنيه للفدان مع أن قيمة الفدان فى ذلك الوقت كانت تساوى 100 ألف جنيه، مما ربحه 10 أضعاف قيمة الفدان الواحد، وبالرغم من أن الإجراءات شابهها البطلان المطلق والتزوير إلا أن الهيئة العامة للتعمير سارعت بتحرير محضر لتسليم الزند الأراضى بتاريخ 20 يوليو 2006 أثبتت فيه قيام لجنة مكونة من 6 موظفين بتسليم الزند تلك الأراضى وأن ذلك جرى وتم تنفيذه بسرعة فائقة نظرًا لتسهيل كل الأجهزة لتنفيذ القرارات وهدم المنازل وأن مَن اعترضوا على قرارات الهدم والإزالة صدر بحقهم اعتقالات وصدرت ضدهم أحكام بالحبس.

عيد الميلاد السادس للشهيد الخالد صدّام حسين - د. أمير البياتي





كل عام تتجدد ذكرى جريمة واحدة من جرائم الاحتلال الكبرى التي نفذها بالتواطيء مع أعوانه من الأقزام والجبناء، الا وهي ذكرى أغتيال القائد الشهيد بأذن الله صدّام حسين- رحمه الله. وفي مثل هذا الوقت من كل عام نحاول نحن الذين عشقنا صدّام حسين نهجاً وسلوكاً وشخصاً ثابتاً على المباديء أن نتناول هذه المناسبة ومن زوايا مختلفة وحسبما يستجد من ظرف أو يحدث من حدث. وكل عام ندخل في حضرة الذكرى ونحن متهيبين من رهبة الموقف، ومستلهمين قيم الشجاعة والرجولة من رجل الوقفة الرهيبة ومستذكرين تلك الدقائق المهيبة التي لن ينساها المناضلون.
وعندما وصفنا الحادثة بأنها واحدة من جرائم الاحتلال الكبرى لم نكن مبالغين. إن جريمة احتلال العراق وتدميره ومحاولة طمس تاريخه القريب والبعيد ومسخ هويته العربية الأسلامية هي جريمة العصر الكبرى بلا نقاش، لكن جريمة إعدام الرئيس الشهيد وبالطريقة التي نفذ بها وبالتوقيت الذي أختير لذلك هي بلا شك واحدة من الجرائم الكبرى التي ستظل نقطة عار في تاريخ الاحتلال الأمريكي، وعلامة سوداء في سجل عملائه الجبناء، بقدر ما ستظل مناراً مضيئاً ينير الدرب للمناضلين والباذلين والمضحين والمؤمنين بنهج الحق والصدق مع النفس ومع الآخرين، والذين يوقنون بأن الموت نهاية الطريق، وأن الموت الشجاع هو أفضل ألف مرة من موت لايجلب لصاحبه فخراً ولا نصرا.
لقد قام عملاء الاحتلال وبالتواطيء مع أسيادهم الأمريكان بتنفيذ جريمتهم تحت ستار من الكتمان والسرية، متناسين أن العلي القدير مطلع على كل مايفعلون، وأنه معهم أين ماكانوا، فأنكشف أمرهم وانتهك سترهم وبانت عورتهم، وظهروا جبناء متهاوين يختفون خلف أقنعة لم تغن عنهم من الله ولا من الناس شيئاً، يرتجفون هلعاً من الأسد الذي وقع في اسر اسيادهم، ويخافون بطشة الله والشعب. فبعد سنوات ست من الجريمة التي ظنوا واهمين أنها ستقضي على البعث، وستقضي على المقاومة العراقية الشريفة، وستقضي على صدّام حسين كرمز وعَلَم، خابت كل أوهامهم وأكتشفوا أن كل حساباتهم كانت مقلوبة وانما زَيّن لهم الشيطان أعمالهم.
فهاهو البعث اقوى من ذي قبل وهاهم مناضلوه ينتشرون في كل مكان في العراق يقلقون ليل الغزاة وعملائهم، وينغصون عليهم الملايين التي يسرقونها من قوت الشعب وثرواته، ويجعلون شرطتهم وجيشهم تلهث وراء سراب وهي تبحث عمن يضع الملصقات ويوزع المنشورات في جنوب العراق قبل وسطه وشماله، وهاهو قائد الركب وحادي المسيرة المعتز بالله والمحروس بسوره المنيع يجوب البلاد شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً ويعقد الأجتماعات الحزبية مع كوادر البعث المختلفة دون أن تستطيع أنوف كلاب السلطة أن تشم رائحته ولا آذان مخبريه أن تسمع وقع خطاه. وهاهو البعث يزداد عدة وعدداً ويزداد مناضلوه تالقاً وثباتاً وإيماناً بالنصر المطلق القريب بأذن الله.
ولما كان البعث ومناضلوه ومحبوه هم العمود الفقري للمقاومة العراقية المقاتلة، وهو الشريان الأكبر الرافد لها بالرجال والمال، وهو المشارك الفاعل في معظم قياداتها السياسية والميدانية، فأن أغتيال الرئيس صدام حسين رحمه الله لم يزد تلك المقاومة إلا قوة وجسارة، ولم يزدها الا تصميماً على المضي قدماً لتحقيق الهدف الأسمى والأغلى والذي كان صدّام حسين واحداً من القرابين التي قدمت على طريق تحقيقه، ألا وهو تحقيق التحرير الكامل للعراق المحتل، والذي هو مفتاح تحقيق أهداف الأمة الأخرى في تحقيق حريتها ووحدتها وعزتها وأستعادة دورها الحضاري والأنساني في عالم اصبحت تسوده مفاهيم الغاب وشريعة القوة ومنهج الأحتلال، عالم لم يعد فيه الكذب والأحتيال والتدليس وسرقة المال العام عيباً ولا حراماً، بل أصبح فيه الكذابون والخائنون لشرفهم وأوطانهم رؤوساء جمهوريات ووزارات، واصبحوا فيه نجوم الأعلام الزائف الذي يمجد الأمعات والمخنثين والفاسدين، ويسلط أضواء ثنائه على الفاسدين والقتلة المجرمين، بينما يتجاهل المقاومين الشرفاء الذين يحملون دماءهم على راحة أيديهم ويسطرون كل يوم أروع أمثلة التضحية والأقدام ونكران الذات. عالم اليوم هو عالم البهرجة الزائفة التي تتبدد حال سطوع الشمس عليها، وعالم التغييب المتعمد لكل قيم الرجولة والشرف. عالم اصبحت فيه تعابير مثل الغيرة والنخوة والتضحية والإيثار تعابير غريبة لاتجد لها على أرض الواقع سوى أثارة من علم. وفي هذا العالم مازال مناضلو البعث والمقاومون الشرفاء يحفرون في الصخر ويجترحون الأعاجيب ويجابهون ويقهرون أمبراطورية الشر كل يوم وكل ساعة بينما الآخرون يضعون اصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت غير مدركين أن الله محيط بالكافرين، وأن جولة الباطل ساعة.
لقد اعدموا صدّام حسين أملاً في اطفاء جذوة تأثيره وحصر دائرة مؤيديه ومناصريه، واعدموه بعد أن بذلوا ما بذلوا لتشويه ماضيه وحاضره، وتسفيه نضالاته ومآثره، وأستمروا في حملة التشويه المنظم حتى يومنا هذا منعاً للجيل الجديد من أن يسأل كيف بُني العراق ولماذا تم تدميره. أعدموه بعد أن يأسوا من كسر ارادته، وأعدموه بعد أن فشلوا في منعه من زيارتهم في أحلامهم وإدخال الرعب الى قلوبهم الجبانة، وأعدموه بعد أن ظنّوا أنهم قادرون عليه! أعدموه أملاً في التخلص منه، ولكنهم خابوا ولم يحققوا شيئاً مما كان في خلدهم. فلا جذوة تأثيره خَفّت ولا أرادته أنكسرت ولا أرادة المناضلين السائرين على دربه تراجعت أو أنثنت، ومازال أسمه وطيفه يرعبهم ليس في مناهم فحسب وإنما حتى في يقظتهم! فمازال صدّام حسين ذلك الجبل الأشم الذي لم يستطيعوا زعزعته، ومازالت ذكراه تذكرهم بفشلهم وخيبتهم، ومازل، وهذا هو حقاً مايرعبهم، الجيل الناشيء يسأل عمّن بنى وكيف ولماذا.
وفي ذكرى ميلادك سيدي القائد الشهيد تتجدد الآمال، ويثبت اليقين بأن وعد الله حق وأن الشهداء لا يموتون، وفي ذكرى استشهادك سيدي القائد نستذكر تلك الدقائق التي تصاغرت فيها الدنيا في عينيك فأبتسمت وحبل المشنقة حول رقبتك، وقلت لهم قولتك التي أرعبتهم" هي هاي المرجلة؟" فذكّرتهم برجولتهم المفقودة، وبشرفهم المثلوم وبجبنهم الذي حاولوا أخفائه فكشفته لهم.

وفي كل ذكرى من ذكرى ميلادك سيدي لا نقول سوى "إنّا لله وإنّا إليه راجعون" ففقدك كبير وغيابك عزيز وشوق العراقيين الى ايام العزة والكرامة يزداد يوماً بعد يوم، والله أكبر.



شبكة ذي قـار
الرفيق ليث الراوي

الى سيدي أمير المؤمنين / صدام المجيد
تمر علينا الذكرى السادسة لأستشهادك سيدي فهل نبكيك وقد اجتمعت دموع الفخار بك بدموع الشوق اليك.
قدمت حياتك فداء لمباديء البعث العظيم وشعبنا الاصيل فكنت نبراسا يضيء دروب النضال لأثبات ان حياة البعثي ليست غالية من أجل تقديمها لنفع مباديء البعث وشعبه الأبي.
نم قرير العين سيدي واطمأن فان رفاق دربك ماضون في تحرير تراب العراق الطاهر من رجس الصفويين الجدد.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
وليخسأ الخاسئون من التحالف الصادي ( الصفوي - الصليبي - الصهيوني ) ومن لف لفهم من المستعربين وعبادة المال السخت الذين عبدوا الشيطان واستحلوا المحرمات من عبادة المتعة فلعنة الله عليهم وعلى ابائهم واجدادهم وأسلافهم أجمعين
امين يارب العالمين
المجد والخلود لشهداء العراق والبعث الخالد
المجد والخلود لأمير المؤمنين / صدام المجيد ورفاق دربه
عاش البعث الخالد
عاش الرفيق عزة ابراهيم قائد المجاهدين والبعث الخالد من أجل تحرير تربة العراق من رجس الصفويين

المقتنيات الشخصية للإنسان !

شبكة ذي قـار
د. ميثم علي

كل إنسان له مقتنيات شخصية ، ومهما كان هذا الإنسان حاكماً أو محكوماً ، تاجراً أو فقيراً ، فله ما يحتفظ به من مقتنيات شخصية ، فعلى سبيل المثال لا الحصر هناك من يحتفظ بصورة له ولجدته أو مع أمه أو أبيه ، أو صورته حينما كان طالباً في الابتدائية ، وآخر يحتفظ بهدية من والده أو أمه المتوفيان ، وغيرها من المقتنيات التي تدل على فترات تأريخية من عمر هذا الشخص سواء أكان رجل أم أمرآة .
فهل هذه المقتنيات يستطيع أياُ كان أن يستولى عليها لأي سبب كان ؟، وقد يعتبرها ( غنيمة )، ويقوم بعرضها في مزاد علني ، وقد تكون بين هذه المقتنيات قضايا خاصة جداً، بمعنى أنها تخص حياة عائلية لهذا الشخص الذي تُعرض مقتنياته للبيع .
والسؤال الذي أطرحه هل هذا جائز قانوناً وشرعاً ؟ ، وقد يجيبنا الذين إستولوا على هذه المقتنيات بأن هذا الشخص قد حصل على هذه المقتنيات ( هدايا ) مثلا عن طريق غير شرعي!، وإنها بالتالي مُلكاً للشعب ، وممثلو الشعب الحاليين الذين قادوا التغيير على النظام السابق لهم الحق في التصرف بهذه المقتنيات !.
من المؤكد أن القارئ الكريم قد عرف ما أقصد وهو أن مقتنيات الرؤساء الذين أطاح بهم الاحتلال أو ( الربيع العربي ) ، أخذوا يعرضون مقتنيات عوائل هؤلاء وبيعها علناً ، وهذا في تقديري يجعل الكثير من غير المسلمين يسخرون من هذا الإجراء غير الأخلاقي وغير الشرعي وغير القانوني ، حيث أن هؤلاء الرؤساء هم مسلمون .
بالمقابل ، نرى أن السلطات الأميركية قامت بالقبض على أربعة من مواطنيها وذلك لأنهم ضُبطوا بيعهم مسدسات تعود إلى عائلة الرئيس الراحل صدام حسين !.
أتمنى على السياسيين الجدد في دول الربيع العربي أن يحتفظوا بمقتنيات رؤساؤهم السابقون، لأنها قد تنفعهم في كثير من الأمور مستقبلا.

24 ديسمبر 2012

ذا ستار الكندية: معارضو مرسى فاشيون ومتعصبون


كتب: حمزه صلاح
اعتبرت صحيفة كندية أن مشاهد الفوضى التى تحدث بمصر طبيعية جدا ومتوقعة؛ لأنه من المعروف جيدا أن عملية التحول من الديكتاتورية إلى الديمقراطية فى أى بلد من بلاد العالم ليست سهلة، داعية المعارضة إلى التوقف عن الانتقاد اللاذع للسلطة المنتخبة ديمقراطيا دون سبب حقيقى، والغرب إلى عدم التمسك بالصورة النمطية المبتذلة للإسلاميين فى الشرق الأوسط.
وأشارت إلى أن ما يحدث للرئيس مرسى والإسلاميين مر به من قبل رئيس الوزراء التركى "رجب طيب أردوغان"، حينما سعى لترسيخ الديمقراطية وتأكيد السيطرة المدنية على مؤسسات الدولة العسكرية والقضائية.
وقالت صحيفة "ذا ستار" الكندية: إن مشاهد الفوضى التى تحدث فى مصر ليست غريبة أو مدهشة، على العكس فإن مثل هذه الأحداث متوقعة جدا؛ داعية المعارضة إلى انتقاد الرئيس والنظام المنتخب عندما يكون هناك سبب حقيقى لذلك، وانتقدت الصحيفة الصورة النمطية المبتذلة التى يربطها الغرب بإسلاميى الشرق الأوسط، قائلة: "إنه ليس كل الإسلاميين أُميّين ومتطرفين، وليس كل نسائهم منتقبات، وهى الصورة التى شكلها الإعلام الغربى للمسلمين المتدينين فى الشرق الأوسط؛ حيث ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين خبراء ومتخصصون تلقوا التعليم العالى وأصبحوا مهنيين محترفين فى مجالات العلوم المختلفة، كما أن الرئيس "محمد مرسى" حصل على درجة الدكتوراه فى الهندسة من جامعة كاليفورنيا، ولديه خلفية ثقافية واسعة من قراءة الروايات الأدبية مثل "ذهب مع الريح" و"كوكب القردة".
وأوضحت الصحيفة أن معظم العلمانيين المعارضين لحكم الرئيس المصرى ليسوا متحررين، فبعضهم فاشيون ومتعصبون ضد وجهات النظر التى لا تتبنى أفكارهم، ويظهرون عداء الغرب نفسه للإسلاميين من دافع الإسلاموفوبيا بداخلهم، كما أنهم يتخذون الاضطرابات كذريعة لترسيخ الحكم الاستبدادى ضد الإسلاميين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس محمد مرسى هو أول رئيس منتخب بشكل ديمقراطى فى مصر، وكانت جماعة الإخوان مضطهدة ومحظورة خلال العقود الماضية ورؤساء مصر السابقين، ابتداء من "جمال عبد الناصر"، مرورا بحكم "أنور السادات"، حتى نهاية حكم "حسنى مبارك" مطلع العام الماضى، وتسببت ثورة 25 يناير فى صعودها إلى الحكم؛ لكونها الجماعة الأكثر تنظيما، وفازت بأغلبية فى كل الانتخابات والاستفتاءات التى جرت من ذلك الحين.
وأوضحت أنه من المفيد مقارنة مصر بدولة أخرى إسلامية كبيرة فى إقليم الشرق الأوسط مثل تركيا؛ حيث إنها مرت بالتجربة نفسها التى تشهدها مصر حاليا، وواجهت أيضا عقبات واتخذت خطوات هائلة نحو الديمقراطية؛ حيث نفذ الجيش التركى أربعة انقلابات عسكرية ضد الحكومات الإسلامية منذ عام 1960 حتى أطاح بآخر حكومة منتخبة عام 1998، وسمح بالسلطة لرئيس حكومة إسلامى، ينتمى إلى حزب البناء والتنمية الذى فاز بكل الانتخابات التركية منذ عام 2002 حتى الآن.
وواجه رئيس الوزراء التركى "رجب طيب أردوغان" معارضة شديدة فى كل خطوة يتخذها على طريق الديمقراطية، وتأكيد السيطرة المدنية على مؤسسات الدولة العسكرية والقضائية، بما يتناسب مع مفهوم الدولة العميقة، وظل معارضوه يرددون مصطلح "شبح الإسلامية"، وأن أردوغان يسعى لبناء دولة دينية مثل إيران أو يعيد السلطنة العثمانية من جديد، كما هدد الجيش بانقلاب آخر عام 2008 بسبب ارتداء زوجة مرشح الرئاسة التركية "عبد الله جول" حجابا.
وسعت المعارضة التركية فى إسطنبول وأنقرة إلى تشويه سمعة أردوغان، باعتباره ممثلا للفلاحين والأميين المتخلفين غير الملائمين للتصويت وممارسة حقوقهم الانتخابية، وتم استخدام الطريقة نفسها لتشويه سمعته من المتعصبين الغربيين، فى محاولة لتهميش المهاجرين الأتراك فى ألمانيا وهولندا وغيرها.
وبالمثل فى مصر، رفض الجيش المصرى بسهولة الرجوع إلى ثكناته مرة أخرى بعد توليه الحكم فى الفترة الانتقالية التى أعقبت الإطاحة بالرئيس "حسنى مبارك"، وكان قد جرد الرئيس المدنى المنتخب "محمد مرسى" من سلطاته وصلاحياته الرئاسية، وحل القضاء البرلمان المنتخب، بالإضافة إلى عناصر ومؤسسات أخرى سعت جميعها إلى تخريب مفهوم الدولة العميقة فى مصر والقضاء على أى جهة ممثلة للشعب، كما أن البعض اعتقد أن غير المتعلمين والمتلقين التعليم الأساسى فقط من القرويين لا يستحقون أصواتهم الانتخابية، فى محاولة لإقصاء كمية كبيرة من المؤيدين للإسلاميين فى مصر.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول: إن المعارضة التركية والمصرية متشابهة إلى حد كبير، ومن الإنصاف الحكم بعدم ديمقراطية غالبيتها، ومن سحر الديمقراطية حصول الإسلاميين المعتدلين المشاركين فى أية عملية انتخابية على الأغلبية، فى حين أن المعارضة تلقى التهميش