13 سبتمبر 2012

طالما ظل العراق تحت الاحتلال يبقى أمن المقاومة الوطنية العراقية خطاً أحمر



شبكة البصرة
حسن خليل غريب
في استمرار المقاومة العراقية الأمل العربي الأخير:
تبقى المقاومة الوطنية العراقية ذلك الإشعاع الذي يُضيء في آخر النفق المظلم الذي تسير فيه أقطار الأمة العربية في هذه المرحلة الذي يشتدُّ فيها التآمر عليها، وذلك على الرغم مما يبدو للبعض أنها تشهد فيها متغيرات إيجابية. وعلى نتائج نضالها نستطيع استشراف ليس مستقبل العراق فحسب، بل نستشرف على ضوئها مستقبل وطننا العربي الكبير أيضاً. ففي انتصار المقاومة العراقية انتصار للمشروع العربي المقاوم، وفي اجتثاثه أو احتوائه اجتثاث له أو احتواء يجردِّه مما اكتسبه في العقود الماضية من مواقع مؤثرة.
ونكررها قائلين: إن المقاومة الوطنية العراقية هي تلك الثورة الحقيقية التي جمعت ما بين ثلاثة عوامل أساسية كشروط أساسية لإنجاح الثورة، وهي: الدليل النظري لماضي الأمة وحاضرها ومستقبلها أولاً، والقيادة الواعية والواعدة ثانياً، والشعب الجاهز ليكون الذراع الأساسية للثورة ثالثاً.
ونعيد التذكير أيضاً بأن القوى المعادية التي تعمل جاهدة لضرب المقاومة العراقية، الذراع الأساسي للمقاومة العربية، تضع أيضاً هدف القضاء على المقاومة الشعبية العربية في أولوية أهدافها. وهذا الهدف لم يبدأ الآن، بل وُضع منذ أواسط الخمسينيات من القرن الماضي، وقد اشتدَّت خطورته في هذه المرحلة، أي مرحلة ما تُسمى بمرحلة (الربيع العربي). لأن تلك القوى تُدرك أنه طالما هناك قبضة شعبية مقاومة تواجه الاستعمار والصهيونية، فلن يعرف الاستعمار ممراً آمناً له في وطننا العربي، كما لن تجد الصهيونية مستقراً لها على أرضنا.
بين تأييد لـ(ثورة) هنا، أو حراك هناك، وضخ لشعارات تلامس وجدان الشعب العربي، يبقى للاستعمار والصهيونية ليس بصمات في كل منها، بل لها مخططات مدروسة نفسياً واجتماعياً لسرقة نتائج أي حراك شعبي، وتدفع ثمناً لها من دماء الشعب العربي وأرواح أبنائه ونضالاته وعذاباته. ومن أهم النتائج التي تعمل للحصول عليها، أن يكون لها حصة في أي نظام جديد يساعدها على اجتثاث رأس المقاومة العربية بشكل عام والمقاومة العراقية بشكل خاص، كونها الأشد تأثيراً والأكثرها حيازة لشروط الثورة الناجحة.

لم يرتفع شعار واحد في حراكات (الربيع العربي) يطالب بحق المقاومة:
لذلك ومن أجل تخليص الشعب من الوقوع في أفخاخ الخديعة التي تمارسها وسائل الإعلام الاستعمارية والصهيونية، رفعنا شعار التحذير من أهداف القوى الخارجية خاصة أنها الأقدر، في هذه المرحلة، على سرقة (الحراك) وتحويل نتائجه لمصلحتها. وبهذا تقطف الجوهر بالاستيلاء على القرار الوطني والقومي، وتعطي الشعب القشور مما تزعمه ديموقراطية الانتخابات والحرية باختيار الأنظمة التي تعرف القوى المعادية أنها لن تكون أكثر من إنتاج قديم بأغلفة جديدة. ولأننا لسنا بوارد التفصيل في هذا الجانب في مقالنا المحدود، فإننا نتساءل: هل رفع أي نظام جديد من الأنظمة التي تأسست على زخِّ مطر (الربيع العربي) هتافاً يدعو لحماية المقاومة العربية؟؟!! أم هل صدر عن أي منها ما يشير بصراحة إلى حق الفلسطينيين بتحرير أرضهم المغتصبة؟؟!! أم هل رفعت (المجالس الوطنية) المزعومة شعاراً يدعو لمواجهة الاستعمار والصهيونية؟؟!! أو أعلنت أنها مع حق الفلسطينيين بممارسة حقهم بالمقاومة، أو أنها مع حق العراقيين بتحرير وطنهم؟؟!!
وإذا كانت المقاومة الفلسطينية قد شُيِّعت في مدافن الخلاف بين حركتيْ فتح وحماس، واختزلت القضية الفلسطينية بمن منهما له الحق بتمثيل الفلسطينيين، وبدورهما راحت الحركتان تتلهيان بخلافات بينهما لا يبدو أنها ستشهد نهاية سعيدة. وتوزِّعت القوى الدولية والإقليمية مناطق النفوذ والهيمنة على قرار هذه الحركة أو تلك.
وإذا كانت نتائج المقاومة اللبنانية قد دخلت في دهاليز توظيفها لمصلحة هذا الطرف الإقليمي، أو ضد ذاك. بحيث باتت محمية بعوامل خارجية وهي بعيدة الآن عن أي واقع يعيق وجودها، أو قد ينجح بإلغاء تأثيرها انتظاراً لما سوف ترسو عليه نتائج تقاسم النفوذ في هذا الحراك أو ذاك.

الهدف الأساسي اجتثاث المقاومة العراقية:
تبقى المقاومة الوطنية العراقية، بأهدافها وخطة عملها واستمرار نضالها، واستقلالية قرارها، الهدف الرئيسي أمام قوى الشر التي تبغي سوءاً بأمتنا العربية، تلك القوى التي ما تزال تواطأ وتتآمر على عزلها وحصارها، وذلك بتجفيف كل ساقية يمكن أن تساعدها على تجاوز العوائق التي تُوضع في طريقها.
ومن أجل هذا السبب جئنا لندلي برأي وموقف واستشراف لما يُعدُّ لها من أفخاخ.
كانت البوابة السورية لسنوات طويلة مضت، منذ احتلال العراق، تشكل رئة يتنفس منها المقاومون العراقيون، سواءٌ أكانت هذه الرئة كبيرة أم صغيرة، مشرَّعة بشكل كامل أم بشكل مُنتَقَص، فهي اليوم بعد وقوع (الحراك السوري) مُحاصرة ويتم العمل على إقفال كل الكوى والمنافذ أمامها. وهي تعاني الآن من إشكالية استثنائية غير بارزة للعيان، أو أن هناك تعتيماً إعلامياً من القوى التي تطالب برأسها وتعمل على اجتثاث البضع من الرئة السورية التي تتنفس منها.
وعندما قدَّمنا لمقالنا بالقول: إن أمن المقاومة الوطنية العراقية على الساحة السورية خط أحمر، سنضيء بما يتوفر لدينا من رؤية على واقع جديد تعيشه، واقع يحمل لها المتاعب المرحلية، كما قد يحمل لها متاعب استراتيجية. ونوضح أكثر ونضيف لم نكن لنهتم بهذا الجانب لو لم نكن نؤمن بأنه من الممنوع أن يتم اغتيال الأمل الأخير لنا في إبقاء طليعة (الحركة العربية الثورية) حيَّاً، بحيث يؤدي القضاء عليه إلى حالة إحباط شاملة للقوى الوطنية والقومية التي تراهن على أن إنجاز تحرير العراق شاملاً سيكون بوابة المستقبل لتلك القوى من أجل ضمان استئناف نضالها الوعر بدروبه.
ما هي الإشكالية التي تواجه المقاومة الوطنية العراقية على الساحة السورية في هذه المرحلة الدقيقة؟

اجتثاث المقاومة العراقية هدف مشترك بين أميركا وإيران:
بداية نقول، وبالأدلة الكافية، إن من يتصارع على الساحة السورية الآن قوتان خارجيتان، وهما: المشروع الأميركي والمشروع الإيراني، إذ يعتبر كل منهما أن حسم الصراع على الساحة السورية لهذا الطرف أو ذاك هو حيازة ورقة قوة رابحة له جداً في مسلسل التسابق على حيازة أوراق قوة في هذه الدولة العربية أو تلك. خاصة أن الساحة السورية تأتي في الدرجة الثانية من الأهمية بعد الساحة المصرية. فإذا ربحها المشروع الأميركي يعني أنه أصبح اللاعب الأقوى في تعميم منهج (الكامب ديفيدية) لمصلحة العدو الصهيوني. وإذا استطاع المشروع الإيراني أن يحافظ عليها يعني أن الورقة السورية ستبقى عامل الرهان الأكبر، والورقة الأدسم، في تحديد أسس المحاصصة التي تدور بين المشروعين في العراق بشكل خاص.
إن كسب الورقة السورية يعني الحصول على ورقة ضغط قوية عندما تحين فرصة تقسيم الحصص، وستبدأ هذه الفرصة بعد أفول بهجة (الربيع العربي) ووهجه، أي بعد ذبول حدته وتراجعها. ويعتبر الطرفان أن الساحة السورية هي أكثر ساحات (الربيع العربي) أهمية لموقعها الجغرافي الوسط بين ثلاث دول، وهي العراق ولبنان والأردن، فمن يحسم الأمر له عليها يكتسب أوراق القوة في قرار الأنظمة الثلاث.
وإذا كان من غير المنطقي أن نختصر اللاعبين على الساحة السورية باثنين: إيراني وأميركي، فإنما كان هذا الحصر بهما فقط باعتبارهما رمزين للتدخل الخارجي، وأكثرهما تأثيراً، والقارئ اللبيب المتابع لديه الصورة الواضحة عن انقسام العالم إلى معسكرين، يبتدئ بأميركا الجنوبية ولا ينتهي بالصين، مروراً بما بينهما من مشاريع وقوى ودول تسيل لعابها لحيازة موقع للتأثير في هذه المنطقة الحساسة من العالم، وللعالم.
إننا قمنا باختزال التدخل الخارجي بأميركا وإيران على الساحة السورية، فلأن همنا في هذا المقال هو الوصول إلى تحليل أقرب ما يكون من الموضوعية لواقع المقاومة الوطنية العراقية الراهن، والإضاءة على احتمالات مواقف قد تتخذها مما يجري على الساحة السورية كون تلك الساحة ذات حساسية فائقة على أمنها.
لكن تفاقم الوضع وسوئه، لسبب أن الطرفين: النظام وحركة الشعب، عجزا عن الوصول إلى قاسم مشترك، ودخلا دائرة الصراع الأمني الجهنمية المغلقة، خاصة بعد عسكرة الصراع وغلبة القرار العسكري على قرار الحوار. وإن دخول المعارضة السورية دائرة الحل الأمني كان قراراً خارجياً تلطى تحت ذريعة استخدام النظام كل وسائل القمع الأمني. ولهذا أجازت القوى الخارجية لنفسها أن تقوم بتشريع أسلوب المواجهة الشعبية المسلَّحة ضد المؤسسات العسكرية والأمنية النظامية، وقدَّمت السلاح لقوى المعارضة التي تأتمر بأوامرها.
وبمثل هذا التحول، أي دخول أنفاق الحل الأمني، وهو بلا شك دخول إلى الدائرة الجهنمية المغلقة، فقد النظام وقوى المعارضة قدرتهما على السيطرة، وبذلك أصبح من المستحيل خرق الدائرة الجهنمية، الأمر الذي رشَّح الحالة الداخلية السورية للدخول في نفق الفعل ورد الفعل. فارتهن الطرفان لمشيئة الاستعانة بالخارج طلباً للمعونة والإسناد وحاجيات الإمداد العسكري والمالي والسياسي والإعلامي. وبذلك تحوَّل النظام والمعارضة معاً إلى رهائن للخارج، كلٌّ منهما يستقوي بالجهة التي تقوم بتقديم وسائل الدعم له. ومن أسوأ الأمور أن ترتفع أصوات هنا وهناك: منهم من يزعم أنه يقف إلى جانب الشعب ولهذا يستنكر التدخل الإيراني ويدعو لمواجهته، وهذا بحد ذاته تبرير غير معلن للتدخل الأميركي. وهناك من يزعم أنه يدافع عن الكيان الوطني السوري، ولهذا يستنكر التدخل الأميركي، وكأنه يبرر بشكل غير معلن تدخلاً إيرانياً.
بين هذا الموقف وذاك، تناسى الجميع أن المستفيد الأكبر مما يجري في سورية هما أميركا وإيران، يتقاتلان ويتنافسان على أرض سورية، ويقتاتان بدماء السوريين وأرواحهم، وأموالهم، بحيث راحت سورية تدفع ثمناً كبيراً وضخماً مما تبقى من لحمة وطنية بين أبناء الوطن الواحد. وما همُّ قوى الخارج إذا كان السوريون جنوداً يتقاتلون ويتجارحون ويتماوتون ويتقاصفون في حرب داخلية لا مصلحة لهم فيها. وهم الآن مستمرون بتدمير بلدهم بينما قرار اختراق الدائرة الأمنية الجهنمية أصبح خارج قرارهم الذاتي.

الإخلال بأمن المقاومين العراقيين في سورية هدف مشترك:
وهنا، وفي ظل هذا الواقع، نتساءل: ما حصة المقاومة العراقية مما يجري في سورية؟
لقد أعلنت المقاومة العراقية على لسان قائدها، المجاهد عزة الدوري، أنها تقف إلى جانب حق الشعب السوري بالحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية، وفي الوقت ذاته جاء الإعلان محذراً من خطورة ما يجري في سورية من تخريب وتهديم يستهدف تقويض الأمن الوطني السوري، والكيان الوطني السوري. ودعا إلى تسوية الوضع على قاعدة القرار السوري المستقل، ورفض أي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية السورية.
إن سقوط المعارضة بيد الاستعانة بالخارج تارة بتشريع حقها بالدفاع عن نفسها، وتارة أخرى تحت ذريعة حماية المدنيين في مواجهة منظومات النظام الأمنية، دفع النظام السوري إلى التفتيش عن كل وسيلة تقدم الدعم والإسناد إليه، فوقع بأخطاء لعلَّ أكثرها خطورة عندما لجأ للاستعانة بـ(حكومة المالكي) العميلة، فلبَّت تلك (الحكومة) الطلب واستجابت.
وهنا، لا بدَّ من التساؤل: في حكومة المالكي للأميركيين حصة، فهل من المعقول أن يسمحوا له بتقديم معونة للنظام السوري الذي تدعم فيه أميركا بعض القوى المعارضة ضده؟؟!!
من قبيل التذكير نقول: يشكل اجتثاث المقاومة الوطنية العراقية هدفاً مشتركاً للمشروعين الأميركي والإيراني. وهما كما يجمعهما هدف اجتثاثها في العراق، يجمعهما أيضاً هدف تجفيف كوة الساحة السورية أمامها. وإذا كانا يتسابقان ويتصارعان على تلك الساحة إلاَّ أنهما يتَّفقان على وسيلة إنهاء أي تواجد عراقي في سورية يُشتمُّ منه رائحة معارضة (العملية السياسية) أو مقاومتها. فكيف يحصل ذلك؟
بالنسبة للأميركيين، نجزم بأنهم يريدون اقتلاع العامل المقاوم ثأراً منه لأنه كان السبب الأول والأخير الذي اقتلعهم من العراق، والذي يهدد تواجدهم في الوطن العربي إذا ما انتصر في العراق. وهم إنما قلَّصوا وجودهم العسكري فيه مرحلياً، بينما لا تزال أنظارهم تعتبره قلب الدائرة في مخطط استكمال الهيمنة على النفط العربي أولاً، ولأن مشروع المقاومة العراقية سيبقى المخرز الاستراتيجي الذي يهدد ليس مصالح الاستعمار فحسب، بل يهدد وجوده أيضاً. وإنه لن يُكتب لأي مشروع أميركي أسس النجاح طالما ظلَّت استراتيجية المقاومة حيَّة تُرزَق.
ولهذا عندما خرج الاحتلال الأميركي من العراق، بالشكل الذي خرج فيه، ظلَّ يراهن على العودة إليه من النوافذ التي يعمل على فتحها من سورية وغيرها. ولأن العراق يمثِّل الثقل الاستراتيجي للهيمنة الاقتصادية الكاملة على النفط العربي، أجاز لحليفه المالكي أن يُقدِّم الدعم مرحلياً للنظام السوري ولكن على شرط التضييق على أية حالة اعتراض أو مقاومة عراقية. وهو وإن كان لم يطلب منه ذلك بشكل مباشر فهو يثق بأن هذا الطلب يقع في رأس أهداف النظام الإيراني.
أما فيما له علاقة بالمصلحة الإيرانية فليست مجهولة أهداف النظام الإيراني عندما يجيز، بل يأمر، حكومة المالكي العميلة لتقديم الدعم للنظام السوري. وهنا نحصرها في سببين رئيسين: الدفاع عن حليفهم النظام من جهة والقيام بمهمات أمنية تستهدف وجود المقاومين العراقيين من جهة أخرى. واستهداف المقاومين العراقيين يتم سواءٌ أكان بتصفيتهم مباشرة على الساحة السورية، أم كان باستدراجهم إلى داخل العراق لاعتقالهم أو تصفيتهم بشكل مباشر.
ولأن اتفاقاً استراتجياً جمع أميركا وإيران ضد المقاومة العراقية أجاز الطرفان لحكومة المالكي العميلة لفتح بوابة الحدود بين العراق وسورية ودخول متطوعين عراقيين معبَّئين بحقنٍ طائفية (جماعة مقتدى الصدر)، أو قوى أمنية ترتبط مباشرة مع النظام الإيراني معبَّئين بحقن الدفاع عن الوجود الإيراني في العراق وسورية (فيلق القدس الإيراني). وفي المقابل يتسلل الأصوليون العراقيون لمشاركة المعارضة السورية المسلَّحة برضى من الأميركيين وتمويل من السعودية، وتسليحهم تحت ذريعة الدفاع عن أبناء طوائفهم من السوريين. وبمثل هذا الواقع والواقع المقابل تنتقل حروب الطوائف من العراق إلى سورية. ولا نحسب أن أمن المقاومين العراقيين سيكون بمنأى عن هذا الصراع العراقي – العراقي، بل سيكون في صلبه، وسيكونون هدفاً لكليهما.

المقاومة العراقية سيدة نفسها بأي قرار يضمن أمنها:
ولهذا نرى أنه من حق المقاومة العراقية أن تتخذ أي قرار مرحلي يصب في هدف حماية أمنها، لأن أمنها في هذه المرحلة يسبق أي هدف آخر. وإنها في الوقت الذي ترى هذا الهدف بوضوح وموضوعية وحكمة، نرى أنه لن يغيب عن عقلها الاستراتيجي رؤية المخاطر الاستراتيجية التي تحيط بمصير ليس العراق فحسب، بل تحيط بمصير الأمة العربية ومستقبلها أيضاً، من جراء ما يجري في سورية وغيرها مما يُطلقون عليه (الربيع العربي).
وفي هذا الإطار، وفي ظل غياب قيادة سورية، من النظام أم من المعارضة، غير مرتبطة بالخارج شرقاً وغرباً، تستطيع أن تضمن للمقاومة العراقية أمنها، أو أن تتعهد لها بإعادة الحراك الأمني الحاصل إلى أسسه الداخلية، يبقى من حق المقاومة العراقية أن تحافظ على أمنها بالشكل الذي تقرره وتريده. وليس من الجائز لأحد أن يُلزم المقاومة العراقية باختيار حل واحد من بين حلين لا ثالث لهما: إما ضد النظام ومع المعارضة، أو ضد المعارضة ومع النظام، فكل من الحلين له مخاطره الشديدة.
وهنا نرى أن الشعب السوري سيشكل الحاضنة الأمينة الضامنة لأمن المقاومين العراقيين، وإن الاستناد إلى حماية الشعب السوري، لن يُغيِّب عن بال المقاومة العراقية اتخاذ كل إجراء فني يحول دون المس بأمنها وأمن مقاوميها وأصدقائها.
في 9/9/2012

"الترويكا" الحاكمة في تونس الانحدار القيمي ماذا؟ والي أين؟


شبكة البصرة
يوغرطة السميري - رجيش - المهدية
لم يدع الحراك الشعبي العربي منذ انطلاقته في تونس و امتداده المجالي عربيا مجالا للشك في تأسيسه لحالتين هامتين في فهمهما يحقق المجتمع العربي بصيغتيه القطرية الخاصة أو القومية عامة انطلاقته علي طريق الاقلاع :
أ‌) الحالة الأولي :نهاية عصر النخب المسيطرة و المهيمنة و المتحكمة في مصير الشعوب.. كنتاج لانتشار التعليم و تعميم الثقافة و سرعة انسياب الأفكار و القيم اعتمادا علي التطور التكنولوجي و المعلوماتية التي حولت المجتمعات إلي مراكز استقبال و انفتاح علي العالم الخارجي من ناحية ومن ناحية أخري إلي مجتمعات مدركة وواعية لذاتها و لدورها.. مما أفقد الدولة التقليدية (بمختلف مكوناتها الفرد/الحزب الواحد/العائلة/النخبة) مقوماتها الشرعية/المعنوية في الاستمرار (سلطة القيادة/تنظيم المجتمع/توزيع الخدمات). إذ لم تعد الهياكل المتعارف عليها (الدولة المؤسسة ـ الأحزاب) في نظر المجتمع أكثر من سلطة ينحصر دورها في تهيئة المجتمع لتنظيم نفسه و إشراكه في عملية صنع السياسة و قيادة المجتمع و الدولة و المؤسسات.
ب‌) الحالة الثانية : احداث تحولات هامة في صفات العقل ألعربي الذي أصبحت صفة العقل السياسي الإيديولوجي الإخباري الخطابي السمة الأساسية له... سمة غيبت العقل العربي المستند الي الرؤية العميقة المستندة الي تاريخية أي ظاهرة بأبعادها الانسانية الخاصة أو العامة بما يجعل من الحالة الأولي و ما تطرحه من اضاءات لا تحقق التحول في هذا العقل باتجاه العقل الفلسفي الذي يعمل علي تطوير القيم من خلال ما ينضح به في تفاعل مع الواقع من اضافة بصيغة العصر... ليصبح عقلا مرتدا بالرؤية من ناحية و منحرفا خطابا و سلوكا من ناحية ثانية. حالة أشرها الانحدار القيمي بمفهوم توزيع الأدوار " للترويكا " الحاكمة في تونس بصيغة المرحلة الانتقالية و العاملة علي جعلها حقيقة ممتدة زمنيا يجعل من المتابع لا يتردد في طرح السؤال لماذا هذا الانحدار القيمي؟ و الي أين؟

1) "الترويكا" الانحدار القيمي لماذا؟
تقدم "الترويكا" الحاكمة في تونس نفسها علي أنها تحالف "اسلاموي ـ ليبرالي " يحمل مشروعا متكاملا للإقلاع بالبلاد و يقطع مع ما كان سائدا فيها... متجاوزة في ذلك هدف العملية الانتخابية الذي يتقصد وضع دستور للبلاد في فترة زمنية مدتها سنة من تاريخ اجراء الانتخابات حتي تستعيد الدولة توازنها بتحديد الحقوق و الواجبات سواء المتعلقة بالأفراد أو المؤسسات أو الهياكل المتفرعة عن حركة المجتمع لتحويله بموجب ما أفرزته العملية الانتخابية الي هدف ينحصر في الوصول الي السلطة التي تحولت في ظلها الي غاية تتوزعها محاصصة فيما بينها و تعمل علي تثبيتها واقعا في مختلف مفاصل الدولة و المجتمع تحت يافطة شرعية مطعون فيها تفسيرا... و لنفترض جدلا من أن الأمر يقع في ظل شرعية حقيقية نتاج الانتخابات التي استهدفت وضع دستور فهل تبرر هكذا شرعية ما هو مفعل بصيغة استباق الزمن قصد الاستحواذ من قبل " الترويكا "؟ و هل من يمتلك مشروع اقلاع بالبلاد في حاجة لممارسة الاستحواذ أم ممارسة تصريف المشروع بما يجعل الوضع الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي عامة و الشارع أساسا يتجه نحو نقاش المشروع و التعاطي معه اما استحسانا أو نقدا و بما يقطع مع ردود الأفعال التي تصل حد الغرائزية التي عمت خطاب و فعل العديد من الأطراف في الساحة الوطنية... ان المحافظة و تعميق السلوك الغرائزي كما يكشفه الخطاب السياسي في البلاد اعلاما و نقاشا شعبيا يؤكد و بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر غياب المشروع من ناحية و من ناحية ثانية من أن التحالف ما هو الا تحالف مصالح لمجموعات لا يمكن توصيفها بأي شكل من الأشكال بتحالف أحزاب.
و حتى لا يفهم الكلام علي أنه نوع من أنواع تتبع أخطاء الآخر بمفهوم المحاسبة و ان كان ذلك حق من حقوق المواطنة بشكليها السياسي و الشعبي العام التي تري للقطر و الوطن و للشعب عامة واجبا عليها نحوهم يتجاوز حقوقها عليهم باعتبار أن الواجب هذا غير قابل للنقاش مقابل حقوق ثابتة و أخري متحولة طبقا للوضعية التي يكون فيها القطر أو الوطن ككل... نقول " للترويكا بمكوناتها" نفس الحقوق و عليها نفس الواجبات و هي أكثر الأطراف المطالبة التقيد بذلك لإحداث النقلة المطلوبة في المجتمع عامة و في علاقتها بالمكونات السياسية التي أفرزها الحراك الشعبي في القطر بصيغتها الرسمية و ان كانت سابقة لها فعلا نضاليا و تحملا لأعباء الاضطهاد تاريخيا...و ذلك بتوظيف ما توفره السلطة لها من القدرة علي الاستنتاج و الرؤية السليمة الشاملة و لو في حدها الأدني بمفهوم التساوي في الاستنتاج و التصور مع مستوي المثقف أو الشارع عامة لا بل الانحدار الي ما دون رؤية الشارع في تعاطيها مع الملفات القطرية المفتوحة تحت ذرائع و حجج تجعل من المواطن يستشعر من أن الحراك الشعبي لم يفضي الي حالة جديدة بقدر ما كان في نتائجه صيغة من صيغ "تسليم المفاتيح" من طرف "استهلك " الي طرف " صنع حسب جملة مقاييس لا تخدم مصلحته بقدر ما تخدم مصالح الأطراف المصنعة لهذا المستلم الجديد" من ناحية و من ناحية ثانية و خاصة في الملف الخارجي مغادرة القيم الموروثة بالرغم مما يلفها من سلبيات و اعتراضات لتتعاطاه بطريقة أكثر انحرافا و تبعية لا تغييب استقلالية القطر فحسب ونما تلحق بالقطر و الشعب أذي معنويا يصل حد الاستفزاز لمكوناته...مثلتها عدة محطات بائنة لا يكفي توصيفها و انما التشهير بها لما تمثله من انحدار قيمي آثاره غير محسوبة العواقب يتحمل حزب النهضة الاسلامية تبعاتها أساسا و المتحالفين معه اتكالا من الليبراليين (التكتل لصاحبه مصطفي بن جعفر و المؤتمر لصاحبه المنصف المرزوقي) الذين لم يترددوا هم ذاتهم في البحث عن مادة تسمح للناس و الاعلام التكلم عليهم من ناحية و من ناحية ثانية تقديم فروض الطاعة لحواضنهم الرئيسية فكان القوميون المادة المختارة (رغم تناقض ذلك مع ما يرفعونه من مفاهيم حداثة) في قراءة منسجمة مع الواقع المعاش و ان كان ليس جديدا اعلاما و توجها غربيا ومزيدا من استعطاف المتكل عليه (النهضة) بصيغة الارضاء و التمكين المصلحي من ناحية و من ناحية ثانية توزيع الأدوار بين مكونات "الترويكا " تحسبا للاستحقاقات القادمة (تفرغ النهضة لاستكمال عملية الاستحواذ علي الدولة و المؤسسات) و النقاش الاعلامي مع اليسار الأممي بما يزيدها تقدما باعتبار المثار من قبلها من مواضيع ذات علاقة بالمقدس في مجتمع لا يقبل فيه أي نوع من أنواع الاجتهاد بحكم درجة الوعي و حداثة الظاهرة بصيغتها الشعبية علي أن يكفي الليبراليون (النهضة) مسألة القوميين الذين يحترمون المقدس رؤية و سلوكا و يستخدمونه موروثا بصيغة المثال في روحيته التي حكمت فعل الأجداد و ان اختلفوا توظيفا له بصيغة العصر عن النظرة المتدحرجة للوراء التي تطرحها النهضة مقابل الليبراليين الذين يمارسون مفهوم التغريب مما يجعل هكذا استهداف بصيغة النقاش يعود في محصلته لفائدة (النهضة)... محطات انحدار قيمي نجدها علي مستوي الملفات الداخلية كما هي مؤشرة بائنة في الملفات الخارجية يمكن جمعها في ما يلي :
أ). الملف الداخلي :
*). العودة الي سياسة سلطة "الجنرال بن علي" التي أسقطها الحراك الشعبي في تعاطيها مع مسألة الحريات و حق المواطن في المطالبة بالعمل و توفير مستلزمات العيش في حــدودها الدنيا "كالماء " من خلال التدخل السافر في شؤون القضاء بإتباعها أسلوب القضاء الموجه في التعاطي و الأحداث المترتبة علي ذلك و التي لامست عديد الجهات بالبلاد بالزج بالمطالبين بهذا الحق في محاكمات... الهدف منها ليس البحث عن الحلول و انما توجيه النقاش من الاختناقات التي يعيشها المواطن الي نقاش جانبي ينحدر بسقف المطالبات من تحسين ظروف العيش الي اطلاق سراح المعتقلين بسبب المطالبة بذلك.
*). العودة الي ذات الأساليب التي كان يمارسها الهيكل الحزبي ـ التجمع المنحل ـ الذي اعتمدته سلطة "الجنرال بن علي " في محاصرة المجتمع بالعودة الي الوشاية و كتابة التقارير ومسألة الترهيب الرخيصة.
*). خلق أعداء وهميين تستهدف من خلاله قسمة النسيج الاجتماعي بتحريك الخطاب الذي يستهدف مكونات سياسية فاعلة اجتماعيا القوميين خاصة لإيجاد مرتكزات لطائفية سياسية بعد فشل الطائفية الدينية التي ركزت في النقاش علي قسمة المجتمع بين "كافر و مسلم" عبرت عن نفسها من خلال محطتين :
• التشهير و الشيطنة المجانية التي مارسها المنصف المرزوقي و هو رئيس الجمهورية لهامات عربية بمستوي صدام حسين و عبد الناصر متناسيا المكانة التي يحضي بها كل من الرمزين في المخيال الشعبي اعتزازا و تقدير تعبيرا عن عقدة الآنا التي تحكمه و تسويقا ممجوجا لنفسه في لقاء له بالشباب العربي الذي كان ضيفا علي البلاد في ملتقي له دوريا.
• :التشهير و الاتهام بالتطرف للقوميين من قبل مصطفي بن جعفر في لقاء صحفي له بالنمسا مؤخرا...

ب). الملف الخارجي :
• تسليم بمفهوم المقايضة للاجئ سياسي "السيد المحمودي"... الذي تحكم ظروفه قوانين و لوائح قانونية تتجاوز ما هو قطري و قومي الي ما هو عالمي... دون اعتبار لما هو قيمي يؤشره ديننا الحنيف و موروثنا الحضاري بصيغته الاجتماعية ان تسليم اللاجئ حركة مدانة عالمية فما بالك واذا كانت طريقة التسليم خضعت لمفهوم المقايضة... و هو ما يكشف مستوي التدني لا السياسي فحسب و انما الأخلاقي للقائم به... و من لا أخلاق له لا يمكن ائتمانه علي وطن فاذا كان نظام الجنرال الهارب يوصف بالمافيوزية بناءا علي اقتران الفعل السياسي لديه بالبزنس بمفهوم الصفقات و تبيض الأموال المنهوبة فحركة النهضة تود التأسيس لمفهوم نظام تقترن السياسة عندها بالعبودية (المتاجرة بأرواح الناس) دون اعتبار للقيم...
• مسألة الانخراط العلني ماديا و اعلاميا و سياسيا فيما يتعلق بالحراك الشعبي العربي و في أكثر من ساحة (الليبية في حالة أولي) و الساحة السورية حاليا بمفهوم الحركة المتذيلة خطابا و فعلا لفائدة جهة علي حساب جهة مستخدمة الدين الحنيف بصيغة معكوسة و مناقضة لروحه و بصيغة تجاوزت في اصرارها و حقدها حتي أعداء الأمة مستخدمة أبناء القطر استخداما منحرفا مستغلة فيهم وضعيتهم المادية أي فقرهم و حاجتهم للحياة لتحويلهم الي مرتزقة في عصابات مجرمة تحت شعار " الجهاد لتأسيس دولة الخلافة السادسة كما بشر بها ـ حمادي الجبالي ـ رئيس ما يسمي بالحكومة التونسية في هذه المرحلة الانتقالية...بدل التفكير الجدي في البحث عن مخارج عملية لما تعيشه البلاد من انهيار اقتصادي و اجتماعي داخليا و الانحياز خارجيا الي السياسة التي تجنب القطر خاصة و الوطن العربي عامة أن يكون محل استهداف بصيغة اصطفاف هنا أو هناك بما يخدم مصالح قوي دولية علي حساب الأمة العربية.
• التملص المشترك للترويكا من مسألة التطبيع مع الكيان الصهيوني في مغاردة نهائية لما يفرضه الانتماء القومي لتونس.
انحدار قيمي يطرح التساؤل الي أين؟

2) "الترويكا" الانحدار القيمي الي أين؟
اذا كانت "الترويكا" الحاكمة في تونس تتكون اعلاميا من ثلاث أحزاب بصيغة تحالف (حزب النهضة الاسلامية و حزب المؤتمر و حزب التكتل) فالحقيقة التي يعرفها المتابع و المؤشرة خطابا شعبيا هو أن "الترويكا" تتكون من حزب واحد هو (النهضة) و حالتين اتكاليتين باعتبار أن كلا الطرفين الليبراليين لا يمكن اعتبارهما أحزاب فهما أقرب الي مجموعات عمل سياسي تعتمد جملة أفراد يفتقدون لكل ما يتطلبه الحزب من رؤية بمفهوم المشروع و الهيكل الترتيبي التنظيمي و حالات الشرذمة و الانشطار التي تعيشها تعبيرا علميا علي ذلك... من هنا يمكن القول من أن مختلف هذا الانحدار القيمي يتحمل وزره حزب النهضة الاسلامية سواء كرؤية أو كتصريف ميداني... و حتي لا يقال من أن مثل هذا الكلام يقصد منه التشهير بهذا المكون السياسي المتصدر لقيادة المرحلة الانتقالية و نوع من أنواع الحقد السياسي... نقول لمن يمكن أن يخامره هكذا تصور الإسلام كعقيدة دينية عامة تختزن قيما عليا تعج بالمعاني الإنسانية السمحة الثابتة و القادرة علي إنتاج كفاءات فكرية و اجتماعية مبدعة تفتح أبواب صياغات متنوعة لأديولوجيا سياسية متجاوزة لحالات الانغلاق التاريخي للمجتمع العربي عامة و المجتمعات القطرية و تونس خاصة باعتبار خلوها من كل المظاهر الطائفية سواء دينية أو اثنية...غير أن الأسلمة السياسية "وحركة النهضة الإسلامية بتونس..حالة منها " حركة كشفت وبالشكل الغير قابل للدحض أنها غير قادرة بل عاجزة علي تجسيد ذلك... باعتبار كونها لازالت :
أولا : ضائعة بين الدين و السياسة.
ثانيا : بين ما هو ذاتي صرف يتعلق بها كمكون سياسي خاص و بين ما هو موضوعي جامع.
ثالثا : بين قيادة مؤسسات دولة و مجتمع أسقط جدار الكبت ليتحرر من عقدة الخوف و هاجس الحرمان يزخر بوطنيته و بالهياكل المنظمة لذلك وبين التصرف بعقلية قيادة جماعة تشترك فيما بينها في تصور ما تعتبره " تنزيلا من الرحمان " علي المجتمع و المكونات الأخرى الايمان به و تركها تضع حبلها علي غارب الدولة و المجتمع بصيغة مفتوحة في الزمان و المكان.
ضياع كشف رداءة مستوي تصديها في قيادة عملية التغيير و هي بعدها في مرحلتها الانتقالية... لا فقط باعتبار ما كان قائما و إنما حتى مقارنة مع الأحزاب الوطنية والقومية التي وجدت نفسها في هكذا موضع خلال عقود ما بعد الاستقلال في الواقع العربي بصيغة المقارنة العامة... و ان كان هذا الموضوع متداول و مطروح سواء بصيغة النقد المتزن أو بصيغة النقد الذي لا يخلو من ردة الفعل... ضياع بلغ درجة من الانحطاط التي لم تعد تؤشر حالة شاذة بل مرضية حد درجة اعتبارها صيغة من صيغ العصابات المدانة اجتماعيا و أخلاقيا لا تخص هذه الحركة في حد ذاتها بقدر ما تنسحب في نتاجها علي الشعب و القطر عامة... و بما يخلق حالات يصعب التحكم في مساراتها و نتائجها.
09/09/2012
d.smiri@hotmail.fr

مؤلف كتاب عن مقتل بن لادن: لم نقبض عليه حيا واطلقنا النار عليه



قال مات بيسونيت أحد عناصر القوات الخاصة السابقين في البحرية الامريكية الذين اشتركوا في الغارة على مخبأ زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن بباكستان العام الماضي، إنهم قاموا باطلاق النار عليه بدلا من القبض عليه حيا، لخشيتنا من أنه كان يحمل سلاحا أو أن سلاحة كان مخفيا.
وأوضح بيسونيت الذي كان يتحدث لبرنامج "60 دقيقة" أن عناصر القوات الخاصة اطلقوا النار بعد أن رأوا رأس رجل ظهر في الرواق، مضيفا انه وعنصر قوات خاصة آخر اطلقا النار على بن لادن مرة اخرى بعد ان وجداه ملقى على الارض في غرفة نومه ومصابا باطلاقة في جمجمته لأنهما رأيا يديه مخبئتين.
وبدت هذه التفاصيل أكثر افاضة من التفاصيل التي تضمنها الكتاب الجديد الذي اصدره بيسونيت تحت اسم مستعار هو مارك اوين وحمل عنوان "ليس يوما سهلا".
ويقول المسؤولون في البنتاغون إنه تم اطلاق النار على بن لادن عندما حاول الفرار الى غرفته. وهددوا برفع دعوى قضائية ضد بيسونيت لكشفه عن معلومات عسكرية سرية.
وقد يواجه بيسونيت تهما جنائية نتيجة الافصاح "غير القانوني" عن معلومات سرية، إذ قام المستشار القانوني لوزارة الدفاع الأمريكية بإبلاغ مؤلف الكتاب، بوصفه عضوا سابقا بسلاح البحرية الأمريكية، أنه انتهك الاتفاقيات الخاصة بعدم نشر الأسرار العسكرية.
وقالت وزارة الدفاع إن المؤلف وقع وثيقتين مع البحرية الأمريكية عام 2007 تقضيان بعدم الإفصاح عن الأسرار العسكرية.

البعث الاردنى يدين حملة الاعتقالات يؤيد مطالب الحرية والاصلاح



صادر عن حزب البعث العربي الاشتراكي الاردني
حول اعتقال عدد من ناشطي الحراك الشعبي والشبابي
 

إن حزبنا الذي طالب بالاصلاح منذ زمن بعيد، لم يكن في برنامجه أي دعوة لاسقاط النظام أو تغييره،او رفع شعارات خارج سياق البرنامج الوطني للحزب إنما انحاز تاريخيا الى مطالب شعبنا المشروعة في الحرية والديمقراطية والاصلاح ومحاربة الفساد، ضمن تشريعات ديمقراطية تحظى بتوافق شعبي، لكن الحكومة ومعها مجلس النواب، مدعومة من قوى الشد العكسي، ذهبوا الى تازيم الامور، وهم الذين يدفعون البلاد الى زاوية المجهول.
إن اعتقال عدد من ناشطي الحراك الشعبي والشبابي، ومن بينهم عدد من رفاقنا ، يؤكد مجددا على أن الحكومة وأجهزتها مصرة على التصعيد بدل الحوار الوطني الذي ما زلنا نتمسك به لنخرج جميعا من هذه الازمة الى ما يخدم وطننا وشعبنا، لذلك فان الافراج الفوري عن المعتقلين يظل ضمن أولوية مطالب حزبنا والقوى السياسية والحراكات الشعبية، ومن شانه نزع فتيل الازمة، التي سنخسر منها جميعا اذا ما استمرت الحكومة بممارسة سياسة التازيم.  

إن سلسلة القوانين التي تبنتها الحكومة، ومن بينها قانون الانتخابات وقانون المطبوعات وغيرها من القوانين الناظمة للحياة العامة، هي قوانين لا يمكن قراءتها أو تفسيرها خارج منظومة العقلية العرفية، خاصة وأن الحكومة وأجهزتها ومؤسساتها لم تكن جادة في محاربة الفساد والمفسدين، بل شكلت في كثير من الاحيان غطاء لهم، مما عمق الأزمة في الشارع الأردني، وربما يدفع إلى مزيد من التوتر والانفجار، وعندها ستكون الحكومة وحدها المسؤولة عن نتائج ما يمكن ان يحدث في الاردن، الذي نريده جميعا وطنا آمنا مستقرا، يتسع للجميع في ظل مسيرة الحرية والديمقراطية والتعددية والاصلاح.
القيادة العليا
عمان في 11/9/2012

مشاهدات أردنية في زيارة لسورية



السيدة رانيا النابلسي
إنا لله و إنا إليه راجعون.....
من عمان الأردن ذهبت إلى سوريا رغم كل ما يقال عن أنها باتت جهنم و و..و..و الحق أقول أن أجواءها ليست كما كنت ألفتها في أيام دراستي في دمشق ... و لا أثناء زياراتي الكثيرة لدمشق و طرطوس و اللاذقية طبعا و لا لحمص العدية .... و لا لبانياس و ... كل ذلك أذكره حيث أنني هذه المرة لم أمر على كل هذه المدن الحبيبة لأنني مضطرة .. فلا وقت و لا أمن - سافرت بالطائرة إلى مطار دمشق و منه إلى مطار الشهيد باسل حافظ الأسد بمنطقة حمي ميم و منه إلى قرية عين العروس القريبة حيث تقام التعزية بوفاة زميلتي في السكن أيام الدراسة الشهيدة كندة عبد الكريم الخير ... سكنا سوية مدة أيام الدراسة درستْ الأدب الإنكليزي و درستُ الأدب العربي ... و كانت مثال الأخت الطيبة المساعدة المضحية لا تدخر وسعا في لتجعلني أشعر أنني في بيتي و بين أهلي ... رحمها الله... هل كنت أستطيع أن أسمع بالجريمة و لا آتي لأكون مع أهلها كابنة لهم أختها التي آختها بالمحبة و الإيثار .... و أهلها الذين ما كانوا يفضلونها علي بالاهتمام بل بالتأكيد كانوا يبذلون ما في وسعهم أن يسبغوا عليّ حنانا لم يكونوا يجهدوا أنفسهم لأجلها بربعه رغم حنانهم المتميز معها... فهم و الله أهلي كما أهلي ألمهم ألمي و فرحهم فرحي ....... و شهادتها أدمت قلبي لكنها شرفتني كما شرفتهم و شرفت من يدافع عن سوريا الكرامة و الحق...
كيف استشهدت كندة عبد الكريم الخير؟؟
بعد رمضان الكريم و في أول أيام عيد الفطر السعيد كانت و بيت عمها يتوجهون لقضاء العيد بين الأهل ... و في الطريق عند مدينة قارة لاقتهم مجموعة من ( الفوار) و طلبت من عمها التوقف تحت تهديد السلاح و هو ناور و لم يقف لعلمه أن الخطف و الاغتصاب أصعب من القتل و الاستشهاد و لما لم يستطع الإرهابيون كلاب الناتو إيقافه أطلقوا النار باتجاهه فأصابوا كندة بعدة طلقات كان منها واحدة في العمود الفقري قطعت الحبل الشوكي ... أسعفت هي و من أصيب من أبناء عمها الذين كانت إصاباتهم أقل خطورة مما أصابها.... أسعفت إلى مشفى دير عطية و من هناك إلى مشفى دراج في اللاذقية و أعلنت شهادتها بعد أيام من إصابتها و كان ذلك بنفس اليوم الذي استشهد فيه أحد أبناء أخوالها الذي كان يؤدي واجبه الوطني في الدفاع عن سوريا العروبة و الحق ضد عصابات الناتو و مشايخ الفتن.... و صلت إلى منزل أهلها و افترقت عن زوجي الذي دخل إلى خيمة العزاء ( للرجال) و أنا دخلت إلى المنزل حيث كانت الخالة أم محمد و من جاء ليهنئها على فضل الله بشهادة ابنتها... لا شك أن الألم يعتصر قلبها فكندة لم تكن فتاة عادية هي تربية امها الفاضلة ... و أيضا كانت تدرج في طفولتها في كنف جدتها السيدة منيرة يوسف أم عبد الكريم السيدة الجدة الفاضلة... كندة هذه لم يكن صوتها يعلوا أبدا حنانها و بساطتها و إيمانها بالله و بحق الإنسان بالكرامة إيمان فطريّ... تقول الخالة أم محمد السيدة((بهية رمضان ابنة السيد أبو أنور رمضان من سكان قرية عين التينة ريف دمشق) )قرب معلولا)( والدة الشهيدة و الله يا خالتي السمع مش متل الشوف و الشوف مش متل الدوق ألله لا يدوقها لمخلوق ... يا خالتي البيقهر أن المجرمين من بلدنا و بيقولوا أنهم بدهم يجيبولنا الحرية ... يا خالتي لو استشهدت كندة بحرب مع الصهاينة كان سهل علينا أكثر لكن هدولا بيقولوا أنهم قتلوها جهاد في سبيل ألله .... يا ويلهم من الله يا ويلهم من الله ... تبكي و تقول ألله يهديهم ألله يهديهم ...؟؟؟!!!

قالت لي السيدة التي جلست عن يميني :(بتعرفي أن أم محمد لما وصلت الشهيدة بسيارة دفن الموتى زغردت و زفت الشهيدة كأنها عروس ألله يرحمها و يصبر أهلها...)

لن أطيل .... قد أعود لتفصيل ما لقيته و ما سمعته من أحاديث تحطم القلوب و ما أحسست به من عمق الإيمان لدى الناس الطيبين ...فقد كان أغلب المتواجدات إما أمهات أو أخوات أو زوجات أو بنات شهداء في هذا العام و النصف الذي هاج فيه العالم الإجرامي كله ضد سوريا و شعبها و قيادتها ... و لم أسمع كلمة واحدة فيها استنكار لقضاء الله و لا كلمة حقد واحدة على أي فئة من فآت المجتمع العربي السوري أللهم إلا انتقاد شيوخ أفتوا بالقتل و التمثيل بالجثامين .. و السبي و الاغتصاب و كل هذا على شاشات أنعم الغرب بها على مجرمينا و تدعي أنها صاحبة الدين الأزكى و الحق الشامل بالتحدث باسم الله و قتل مخاليقه دون تدقيق بسبب ذلك فمن قتلوه مظلوما يكونوا قد سرعوا طريقه للجنة؟؟؟!!! و من قتلوه و هو يستحق يكونوا قد طبقوا شرع الله واقتصوا منه ؟؟؟؟!!! أليسوا أولياء الأمر؟؟

و بعد أن قضينا ساعات في كنف هذه العائلة المنكوبة و حان وقت العودة إلى المطار قبل أقلاع الطائرة خرج زوجي و الدموع في مآقيه ... و ودعنا الناس بمثل ما استقبلونا به من حفاوة و محبة و كرم عرب أقحاح كمن وصفهم الحطيئة في قصيدته ( وطاوي ثلاث عاصب البطن مرمل..) طبعا الخالة أم محمد والدة الشهيدة كندة لم تكن طاوية ثلاث من فاقة بل من قهر و الم رغم الصبر الذي تظهره.... لكنها و لأجلنا كضيوف تحبنا كما أحبت الشهيدة أكلت معنا لتحضنا على أكل الزاد ...
أحاول أن أكون مثلهن في نقاء السريرة و الإيمان بقضاء الله و قدره و انه هو الحكم و العدل ....ليبرد جوفي و تهدأ جياش عواطفي.... و استبدال شعوري بالقهر و الحقد... بمشاعر رضا و تسليم

روى لي زوجي عمن إلتقاهم في خيمة العزاء.. قال كان الناس بين كل وصلة من قراءة القرآن الكريم و من ثم قراءة الفاتحة على روح المرحومة ... بعضهم يخرج مودعا و آخرون يدخلون .... و بين كل قرآن و قرآن يكون هناك برهة من زمن يتبادل الجالسون أطراف الحديث لم يكن بينهم و هم عشرات من لم يذق طعم فقد عزيز أو عزيزين أو أربعة أعزاء في هذا العدوان الإجرامي.... و طبعا ما من شيء يجعل الجالسين يعرفون أن الجالس ليس من أهل المنطقة و فلسطيني أقسم زوجي أنه لم يرى شعبا مؤمنين كهؤلاء صابرين كمثلهم متقين لله فيما يقولون ....كلهم إيمان بالله و خشوعهم و تقبلهم لقضاء الله و قدره مغرق في عمقه... و رغم أن الأيدي الآثمة التي امتدت لتقتل فلذات أكبادهم تدعي الإسلام و الإيمان فلم يقل أهل الضحايا إلا ما يرضي الله و لم ينبثوا بكلمة تفرق و لا بطلب ثأر و لا لعن و لا أي شيء بل عتب على أخوة في الوطن و أشقاء في الدين و تساؤل عن كيف يرجو الله من قتل و مثل بجثامين من لا يعلمهم ... و هو بالقتل و المثلة لا يسئ للمقتلول المقطع بل لنفسه و للدين الذي باسمه يفعل... عتبهم أن يا من تقول أنك تفعل كل ذلك إيمانا .... مالذي فعله لك دين الله و دين محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم لكي تجعله دين قتل و جريمة و إرهاب.. و كان آخر دعواهم في أغلب الأوقات أن يا ربنا الجبار يا ألله يا خالق الخلق أهد إخواننا في الوطن سواء السبيل أهد أخواننا في الدين إلى ما تحب و ترضى و نحن مُسْلِمين مُسَلِمين بما قضيت... يا ربنا أهد رجال دينك ليهيئوا عبادك للصلاح و الإصلاح للتقوى و الفعل المعروف و الانتهاء عن المنكر و هل هناك أكبر من كبيرة الشرك بالله و قتل النفس التي حرم الله... هل من فعل أكثر نجاسة من فتح الثغرات في جدار المناعة الوطنية لصالح المعتدين...

أستطيع أن أجعلكم تملون ما أكتب لو كتبت كل ما رأيت و رأى زوجي و سمعنا من هؤلاء الذين يتهمون بإعراضهم و بإيمانهم و وطنيتهم و عروبتهم... ( قصص مرعبة في بشاعتها و تطاول فاعليها على الله جل جلاله و شرعه على محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين...)

أشهد أنني على دينهم مسلمة محمدية المذهب قانعة بقضاء الله و قدره ... سائلة المولى عزّ و جلّ أن يمنّ علي بما منحهم من نقاء سريرة و صبر و حكم صائب على الأمور يوم أُصابُ بما أُصيبوا .. أللهم أبعد هذه الغمة عن عبادك الصالحين و لا تصب بمثلها أحدا من مخاليقك المحبين... لكي لا يضعف بعضهم و يخرجون عن طورهم فهذا لا يطاق و لا يحتمل............ و هنا لا بد لي أن أشير لأخوة فلسطينين من بني قومي - يعرفون هؤلاء أكثر مني فهم عاشوا معهم و أكلوا من خيرهم و احتموا بين ظهرانيهم و جاهد معهم كثير من أبنائهم و استشهدوا جهادا و دفاعا عن فلسطين - و... و حين جاءت هذه الأزمة ... زموا شفاههم و أداروا ظهر المجن لهؤلاء و تطاولوا عليهم و على معتقداتهم... (ألسنا نحن اصحاب الحق بالحساب و الميزان و إيقاع إقامة الحدود بالناس)؟؟؟!!! يا عيب الشوم هل هذه أخلاق المسلمين هل هذه ديانة المسلمين... اللهم يا خالق الخلق أهدنا و اهد خلقك – من تحب منهم سواء السبيل...- إخوانا و مسلمين مؤمنين ...... لا خون خون-جية آثمين.

قنبلة أمنية صامتة في دمشق: مسؤول حماس الذي اغتيل قبل شهرين كان يدير عمليات إرهابية في سوريا



الأجهزة الأمنية ضبطت بحوزته وحوزة آخرين جرى اعتقالهم لاحقا أكثر من 25 مليون دولار خصصتها قطر لتمويل عمليات عسكرية وشراء السلاح للمعارضة
دمشق، الحقيقة: حصلت “الحقيقة” على معلومات موثقة جيدا تفيد بأن المسؤول الأمني لـ”حماس” في دمشق كمال حسني غناجة، الذي عرف باسمه الحركي ” نزار أبو مجاهد” ،والذي اغتيل في دمشق في شهر حزيران / يونيو الماضي، كان يدير عمليات إرهابية على الأراضي السورية بتمويل قطري.وكان غناجة عثر عليه مقتولا في منزله في ضاحية”قدسيا”شمال غرب دمشق في 28 من الشهر المذكور، حيث وجهت أصابع الاتهام إلى”الموساد” بالمسؤولية عن اغتياله. وأشير في حينه إلى أن”غناجة” خلف محمود المبحوح ، الذي اغتاله “الموساد” في دبي مطلع العام 2010، في مهمته كمسؤول عن توريد السلاح إلى المقاومة الإسلامية في قطاع غزة من سوريا وإيران وحزب الله.
وبحسب ما أكدته مصادر مطلعة على ملف التحقيق لـ”الحقيقة”، فإن التوسع في التحقيق الذي أجرته الأجهزة الأمنية السورية قاد إلى التثبت من تورط “غناجة” في عمليات إرهابية نفذتها جماعات مسلحة،سورية وغير سورية، ضد مؤسسات وأشخاص سوريين وفلسطينيين على علاقة وثيقة بالنظام السوري، بما في ذلك “جيش التحرير الفلسطيني”، الذي نهبت مستودعات سلاحه في ضواحي دمشق على أيدي جماعات مسلحة يشرف عليها”غناجة” شخصيا. وقال مصدر آخر” بات من الثابت الآن أن غناجة وفر بنية تحتية للجماعات الإسلامية المسلحة في ضواحي دمشق، وتحديدا تلك المرتبطة بجماعة الأخوان المسلمين”، مشيرا في هذا السياق إلى”مخابىء، ومستودعات سلاح، وسيارات دفع رباعي، ومدافع دوشكا ووسائل اتصال..إلخ”. وقال المصدر إن المفاجأة الكبرى كانت عثور الأجهزة الأمنية على مبالغ مالية طائلة في منزل “غناجة” ،وفي حوزة عدد من المرتبطين به ، تفوق الـ25 مليون دولار، وهي محولة من الحكومة القطرية لدعم الجماعات المسلحة في دمشق؛ مشيرا إلى أن معظم هؤلاء من عناصر حركة”حماس” في سوريا وقد جرى اعتقالهم جميعا، حيث أدلوا باعترافات خطيرة حول ما كانوا يقومون به تحت إشرافه. وطبقا للمصدر، فإن التوسع في التحقيق أفضى إلى أن “غناجة” ـ وبحكم علاقته القوية مع مسؤولين أمنيين سوريين فرضتها طبيعة عمله ـ كان يحظى بـ”مفاتيح وتسهيلات أمنية” من أجهزة النظام السوري ، وقد عمد إلى وضعها في خدمة الجماعات السورية المسلحة على المستوى المعلوماتي واللوجستي ، ما مكّن هذه الأخيرة من تنفيذ عمليات اغتيال لضباط سوريين كبار في الجيش والمخابرات و”جيش التحرير الفلسطيني”، والقيام بعمليات سطو مسلح على مستودعات أسلحة وتفجير عدد من المراكز الأمنية والعسكرية الحساسة داخل دمشق وخارجها. كما أنه وظف التسهيلات الأمنية التي كان يحظى بها من السلطات السورية لصالح المعارضة السورية المسلحة على صعيد تحركها وتنقلها من وإلى لبنان.
  وكان لافتا أن أول من عثر على جثته في منزله وأعلن عن اكتشافها نشطاء معارضون سوريون على علاقة بـ”لجان التنسيق المحلية” وما يسمى” مجلس قيادة الثورة”. ما يؤكد أن الجهتين كانتا على علاقة به بهذا الشكل أو ذاك. وقد اتهمت الجهتان النظام السوري بالوقوف وراء تصفيته، بخلاف عدد من قادة”حماس”(مثل عزت الرشق) الذين اتهموا “الموساد”. لكن جهات إسرائيلية رسمية اعتبرته”قليل الأهمية ، وأصغر من أن يغتاله الموساد”. أما وزير الدفاع إيهود باراك فاعتبر أن هناك جهات أخرى في العالم غير إسرائيل لها مصلحة في قتلة، في إشارة إلى النظام السوري.
تحقيقات الأجهزة الأمنية السورية، وما توصلت إليه بشأن”خلية غناجة”، كما باتت تسمى في أروقتها، جرى إبلاغها إلى حركة”حماس” في الداخل والخارج، عبر إيران و حزب الله، وهو ما فجر قضية كبيرة بين “مجموعة غزة” برئاسة محمود الزهار و”مجموعة الخارج” برئاسة خالد مشعل وموسى أبو مرزوق. وطبقا لما أفادت به أوساط فلسطينية مطلعة في دمشق لـ”الحقيقة”، فإن الزيارة التي يقوم بها محمود الزهار إلى طهران منذ بضعة أيام “تندرج في إطار توضيح موقف حماس / الداخل من تصرفات حماس/ الخارج على الساحة السورية”. وكان الزهار قام قبل ذلك بزيارة إلى لبنان اجتمع خلالها مع قيادات في حزب الله جرى خلالها التطرق إلى قضية”خلية حماس”. وطبقا لهذه الأوساط ، فإن الزهار أبلغ المعنيين في حزب الله وطهران بأن “حماس” الآن أصبحت في واقع الحال”حماسين”، واحدة مرتبطة بالمقاومة التي تشكل همها الأول والأخير “ونمثلها نحن في غزة”، وأخرى في الخارج مرتبطة بالتنظيم العالمي للأخوان المسلمين وبالرئيس المصري محمد مرسي والحكومة القطرية، ويمثلها خالد مشعل وموسى أبو مرزوق. وهذه الـ”حماس” معنية بأسعار الغاز والنفط والعقارات في البورصات العالمية وبورصة عمّان أكثر أي شيء آخر!

القومية العربية ، والمواطنة ( 1 من 2 ): سورية نموذجاً ... يكتبها : حبيب عيسى



 ( 1 )
           لقد فتح جيلنا عينيه في منتصف القرن المنصرم على حلم الوحدة العربية بين المحيط والخليج ، كحامل لمشروع حضاري تنويري للإنسانية جمعاء ، لم تكن القومية العربية بالنسبة إلينا في يوم من الأيام مشروعاً عرقياً ،  أو عنصرياً ، أو شوفينياً ،أو دينياً ، أو مذهبياً ، أو طائفياً ، ولم تكن القومية العربية بالنسبة لجيلنا في يوم من الأيام نظاماً إقليمياً مافوياً استبدادياً فاسداً قامعاً طاغياً يتسلط على جزء من الأجزاء العربية ، ولم يخطر لنا يوماً أن نظماً تحمل تلك المواصفات ، أو بعضها يمكن أن تتخذ من القومية العربية النبيلة قناعاً لأفعالها الشائنة والجرمية ، بل كانت القومية العربية ، وما زالت بالنسبة للقوميين ، "القوميون حقاً" ، مشروعاً حضارياً ، في مواجهة العرقية والعنصرية والشوفينية ، وعلى النقيض تماماً من العصبوية الدينية والمذهبية والطائفية ، وقبل ذلك وبعده كانت القومية العربية في مقاومة الطغاة والمستبدين وأنظمة الفساد والإفساد والتبعية للأجنبي على طول الخط ، بدليل أننا في خمسينيات القرن المنصرم هجرنا علاقات ما قبل المواطنة ، لننسج علاقات سياسية فكرية اجتماعية ثقافية عابرة للأديان والطوائف والمذاهب والإثنيات والأقاليم ، حتى بات مجرد الحديث الفتنوي في مثل تلك المسائل مثيراً للإشمئزاز والقرف ، كان المشروع القومي العربي النهضوي التنويري التقدمي مشروعاً للأنسنة والمساواة والعدالة والمواطنة السامية وحلماً بالحرية والديمقراطية ، ونبذاً للتوحش والفرقة والظلم والظلام ، لكن هذا المشروع انتكس لإسباب ذاتية وموضوعية داخلية وخارجية ، ليس هنا مجال البحث فيها ، فقط ، نحن هنا ، في مجال معالجة نتائج هذا الانتكاس الذي لم يقتصر على الصعيد السياسي ، وإنما امتد النكوص إلى تدمير النسيج الاجتماعي  للدول الإقليمية ذاتها التي صنعّها سايكس وبيكو ، وامتطى كراسيها أفاقين وقتلة ومعتوهين ، ولو كان البعض منهم يتلطىّ خلف شعارات القومية العربية ، حيث تغولتّ أجهزة السلطات الإقليمية في الاستبداد والفساد بالاعتماد على عصبيات ماقبل المواطنة ، مما أدى إلى إضعاف النسيج المجتمعي ، ووضع المجتمع أمام أحد خيارين : إما الرضوخ خوفاً من أجهزة القمع السلطوية ، وإما الرضوخ خوفاً من تفتيت المجتمع ، وهكذا امتد الخوف من الحاضر إلى المستقبل ، فاستوى الطغاة على عروشهم طيلة النصف قرن الأخير في الوطن العربي بنسب متفاوتة ، وتحت عناوين مختلفة ، لكنهم نسجوا معاً هذا الليل العربي الطويل بتواطؤ بيّن ، واضح أحياناً ومستتر أغلب الأحيان ، مع عصبويات فاسدة ومفسدة في الداخل ، وبصفقات مستترة مع قوى الهيمنة الخارجية .
               ما يعنينا هنا أن بعض الجماعات والأحزاب التي نشأت قومية عربية في الأساس ، قد تورّطت في السيطرة على السلطات في أقاليمها ، ومنذ لحظة سيطرتها على السلطة الإقليمية وجدت نفسها أمام خيارين : إما تسخير ما حصلت عليه من سلطة في خدمة المشروع القومي العربي التقدمي ، وإما تسخير المبادئ والأهداف النبيلة كغطاء للتسلط والفساد في الإقليم ، وقد اختارت الخيار الثاني للأسف ، واعتبرت أن الحفاظ على الإمساك بالسلطة الإقليمية هو الغاية ، وأن جميع الوسائل في هذا السبيل مشروعة ، بل اعتبرت أن كل تمرد على سلطاتها المطلقة يندرج تحت عنوان مؤامرة إمبريالية صهيونية رجعية ، ومنذ تلك اللحظة التي سطت فيها على السلطة التهمت تلك السلطة وفسادها واحتكاراتها أحلام القوميين الذين انخرطوا في دهاليزها ، وأكثر من ذلك فقد التهمت الأنظمة الاستبدادية "التي نُسبت للقومية العربية" التهمت الأحزاب والمؤسسات القومية العربية ذاتها ، ودمرتها في الطريق لتدمير نسيج المجتمع ، وحولتهّا إلى أدوات للاستبداد في مواجهة المشروع النهضوي العربي  ، وتم الطلاق البائن بين النهجين ، فدخلت نظم الاستبداد والطغيان القديمة والجديدة في نادي الأسر الحاكمة والمتحكمة في الوطن العربي مما دعى المفكر القومي العربي المرحوم عبد الله الريماوي لتخصيص كتاب بحث فيه آلية "الإقليمية الجديدة" وأخطارها التي فاقت الإقليمية التقليدية ، والأسوأ في الموضوع كله أن ذلك الفساد والتوحش الإقليمي بات يُحسب على القومية العربية وُينسب إليها ، حتى بات أي حديث عن القومية العربية يرتبط بالاستبداد والفساد والقهر والقمع والمخبرين والقتلة ، بات الحديث عن أنبل قضية في التاريخ العربي المعاصر يحمل شبهة الطغيان والفساد والتخريب والعصبوية المقيتة والتكاذب الوضيع ، حتى باتت ثورة الحرية والعدالة والمساواة تبدو وكأنها في مواجهة القومية العربية رغم أن تلك الثورة هي جوهر القومية العربية النبيلة والإنسانية والحضارية ، فكيف نفرز رجس التوحش والاستبداد عن طهارة المقصد ، ونبل المقصد القومي العربي التقدمي ؟ .
( 2 )
               لقد أحكمت أنظمة الاستبداد الإقليمية ، القديمة والجديدة ، حصارها على المجتمع العربي ، وأباحت موارده للنهب الخارجي ، واستباحت مع مافيات الفساد الداخلي ما تبقى من تلك الموارد ، وانتقلت تلك السلطات من رفع أهداف الشعب العربي بتحرير فلسطين ، والمحتل من الوطن العربي شرقاً وشمالاً وجنوباً وغرباً إلى اللهاث وراء صفقات مع صهاينة فلسطين ، وغير فلسطين ، وكانت نظم الاستبداد تلك ، وخلال مسيرتها الطويلة ، عبر عقود ، تُغلق بإحكام كافة الطرق المحتملة للثورة عبر تغّول أجهزتها القمعية من جهة ، وعبر تدمير النسيج الاجتماعي في الأجزاء ، وفي الكل العربي بالتوازي ، فقد استنفرت جميع أدواتها لنفي وجود المجتمع العربي ، وقد تفلسف في ذلك المتفلسفون ، ثم انكفأت لتنفي "المجتمعات" حتى في الأجزاء التي تحكمها ، فهي الأخرى ، كما يريدها المستبدون مطية للاستبداد ، عبارة عن تكوينات مختلفة مُتخلفة من أقليات وأكثريات ، من حاكمة ومحكومة ، من ظالمة ومظلومة ، وبالتالي ، فإن الحديث عن المواطنة والمساواة في الأجزاء يجافي الواقع الموضوعي من وجهة نظرها ، ومن باب أولى في هذه الحالة أن ينتفي الحديث عن المواطنة في الكل العربي . وعلى أية حال ، فإن الاستبداد مهما كان عنوانه يؤدي إلى تدمير النسيج الاجتماعي في البلاد ، أية بلاد ، كما قال ذو الفقار علي بوتو في أواخر أيامه .
              لقد استمر هذا الواقع المرّ عقوداً من الزمن إلى أن أبدع الشباب العربي في تونس أسلوباً غير مسبوق في علم الثورات حيث ، لا أحزاب ، لا قيادة ، لا رمز كاريزمي ، بالإضافة إلى أجهزة قمع تحصي أنفاس الشعب ، وتتوحش قتلاً وتعذيباً، ومع ذلك الشعب يثور ، ويُبدع أساليب لم تخطر على بال الطغاة ، فيهرب الطاغية ، ويفتح الشباب نافذة في الجدار الذي كان يُعتقد أنه مسدود ، ثم تنتقل الشعلة في أرجاء الوطن العربي ، لتسّتفذ ملكة الإبداع لدى جيل شاب بين المحيط والخليج ، وضع حداً للخوف ، وقرر المواجهة التي مازالت مستمرة ، لكن هل تسلق سلم تلك الثورة من لا يستحق ؟ ، هل تتعرض للسرقة والانحراف ؟ ، نقول : نعم ، لكن إلى حين ، وبسبب من تقصير مشروع النهوض القومي العربي التقدمي في تنظيم صفوفه والتصدي لمهامه ، والتلهي بشتم المؤامرة والمتآمرين ، وكأن على أعداء مشروع النهوض القومي العربي التقدمي أن يقفوا مكتوفي الأيدي وهم يرون الثورة العربية تطيح برموز الاستبداد والتبعية للأعداء ؟ .
( 3 )
              لا أعتذر عن هذه المقدمة ، فلا يمكن فهم ما جرى ، وما يجري في سورية إلا باعتباره قبس من هذا الربيع العربي الذي يلوح في الأفق ، ويجّد السير باتجاهه جيل عربي هجر الخوف ، وغادر حلقات تبرير الهزائم ، وتسرّب من حلقات أحزاب أنهكها القمع وحّولها إلى "هياكل عظمية" عاجزة عن النهوض ، جيل خلع رداء الاستسلام والاستلاب ، وقرّر أن يقلعّ شوكه بيديه ، وأن يستعيد حلم التحرر والحرية ، قد ينتصر ، وقد ُيهزم ، لكنه يحاول ، وهذا شرف عظيم أشبه بالحلم بالنسبة لجيلنا الذي أنهكه الفشل .
              أعرف ، وأعترف أن الكثيرين في الوطن العربي لا يشاركونني هذا التفاؤل ، ومنهم رفاق درب طويل من المعاناة ، وأخوة وأصدقاء ، إنهم جميعاً يتوجسوّن خيفة من مستقبل يبدو غامضاً ، ولعل أكثر ما يخيفهم أن ما يجري من حراك ثوري في الوطن العربي يتم من خارج صفوفهم ، واصطفافاتهم ، وإيديولوجياتهم ، وأساليبهم ، إضافة إلى أن الذاكرة العربية تختزن ما لا يحصى من المؤثرات والمؤامرات الخارجية ، والفتن الداخلية ، لذلك ، ورغم إقرارهم بسوء الواقع ، فإنهم اعتادوا عليه ، فربما يكون القادم ، من وجهة نظرهم ، مغامرة إلى  الأسوأ .
                إنها مخاوف مشروعة على أية حال ، لكن الركون إلى الواقع المأساوي السائد في الوطن العربي لم يعد يطاق من وجهة نظري ، والسكوت عليه هو الذي يقود إلى الأسوأ ، على العكس من ذلك الحراك ضده يفتح الأبواب للخروج من المحنة ، ولعل المخاوف لدى البعض بأن هذه الثورة العربية لا قائد لها ، ولا عسكر، هي ذاتها مصدر التفاؤل بالمستقبل ، ذلك أننا نجد أنفسنا أمام جيل كامل من الرموز لا تابع ، ولا متبوع ، ولا يخيفني أبداً ما يبدو على السطح من أن قوى غير جديرة بحمل الحلم العربي تسلقت سلم الثورة بعد انتصارها في هذا الجزء العربي أو ذاك ، لأن هذا أمر طبيعي في غياب الطليعة الثورية المنظمة ، والسؤال هو : هل كان يمكن لتلك الطليعة أن تنتظم صفوفها في ظل القمع والاستبداد  ؟ ، الآن هناك فرصة لتنتظم صفوفها ، وهي وحدها تتحمل نتائج الفشل ، أو النجاح ، فليس لها بعد الآن أن تلقي فشلها على الآخرين ، إن هذا الواقع الجديد بحد ذاته قيمة عظمى كان حلماً بالنسبة لجيلنا الهرم ، على القوميين التقدميين أن يكفوا عن الشكوى والإحباط وشتم الآخر ، وأن يتقدموا الصفوف إلى الميادين ، فهذا بالضبط ما يحصّن الثورة ، ويسّد الطرق أمام المؤمرات الخارجية ، والفتن الداخلية  .
                إنها ثورة بين المحيط والخليج ، وهي إما أن تنتصر بين المحيط  والخليج أو تهزم بين المحيط والخليج ، والثوار الآن في مصر وليبيا واليمن يدركون اليوم مدى خطورة تعثرّ نجاح الثورة في بقية أرجاء الوطن العربي ، وأثره السلبي على نجاح ثورتهم في تونس ومصر وليبيا واليمن  .
( 4 )
               ولعله من المفيد في هذه المرحلة التاريخية التأكيد أن القومية العربية التي عبرّت عن نفسها مع بداية القرن العشرين في بلاد الشام من خلال جمعيات ومنتديات وإرهاصات مؤسسات شبه حزبية كانت في مواجهة حملة التتريك التي قادتها جمعية الاتحاد والترقي التركية ، ولم تكن القومية العربية في يوم من الأيام دعوة عرقية ، أو عنصرية ، أو شوفينية تميّز بين المواطنين في بلاد الشام ، أو الوطن العربي ، بمقتضى أروماتهم العرقية أو الدينية أو الطائفية أو المذهبية ، وبالتالي فإن القومية العربية انطلقت أساساً من فكرة المواطنة والعدالة والمساواة ، وباتجاه المواطنة والعدالة والمساواة ، وليست دعوة شوفينية داخل المجتمع العربي بين هذا المواطن أو ذاك ، بين تلك الجماعة أو تلك  ، وهذا ما يميزها ، وللذين يهتمون بالتوثيق التاريخي نقول أن نظرة سريعة على رواد ورموز التيار القومي العربي الذين أسسوا لمشروع النهوض العربي القومي التقدمي تبين بوضوح الدور البارز لمختلف فئات المجتمع ، طوائف ومذاهب وإثنيات والأسماء المضيئة في هذا المجال هي الرد المناسب على المهووسين هذه الأيام بتحويل الخصوصية الدينية والطائفية والعرقية والمذهبية إلى حالة مرضية لطمس موقعها الإيجابي في المجتمع ، حتى أننا نؤكد أن الخطر الحقيقي على تلك الجماعات يتأتى من داخلها بالدرجة الأولى ، من طرف أولئك المهووسين الذين يبحثون عن أدوار لأنفسهم على حسابها خارج إطار الوطن والمواطنة ...
              وهكذا ، فإن القومية العربية أساساً هي دعوة توحيد المجتمع في مواجهة العدوان الخارجي ، وفي الوقت ذاته توحيده في مواجهة جميع أشكال التمييز والامتياز والتهميش والإقصاء والاستبداد في الداخل العربي ، وبالتالي عندما وقف الرواد يقاومون مخططات تقسيم الأمة ، فلأنهم رأوا في ذلك التقسيم انتقاصاً من الحرية والمساواة والعدالة والمقدرة على التطور ، ووضع الأجزاء ، والكل في إطار التبعية للخارج ، وإنتاجاً لعصبيات الاستبداد والفساد والتخلف في الداخل ، وقد أثبتت أحداث القرن المنصرم صحة هذا الموقف ، حيث لم تؤد التجزئة إلى 22 دولة في الوطن ، وإنما أدت إلى تخريب النسيج الاجتماعي داخل تلك الدول أيضاً .
              وأنا هنا لست في وارد الحديث عن أرومات الأعراق والقبائل ، ومسار الأديان ، فمجموع تلك الأرومات تشكل التاريخ الوطني الجمعي للمجتمع كله ، أما بما يتعلق بالأديان ، فنتمسك بالخطاب الإلهي الأخير للبشرية "فليؤمن من يؤمن وليكفر من يكفر" ، على مسؤوليته في الدنيا والآخرة ، وعلى أن يتم ذلك كله في إطار المواطنة ، وعدم التمييز ، وليتمسك كل بعقيدته دون الانتقاص من خيارات الآخر ، وهذا ما عبّر عنه الثوار الذين قاوموا التتريك أولاً ، ثم واصلوا الثورة لمقاومة الاستعمار الغربي بعد ذلك بعزيمة أشد ، والقوميون العرب ، القوميون ، القوميون حقاً ، هم الذين رفضوا الانخراط في السلط الإقليمية ، ورفضوا الانخراط في فسادها وإجرامها وطغيانها وانضموا إلى صفوف الثوار عليها ، ورفضوا أن تكون شعارات القومية والتحرر والنهوض غطاء للاستبداد والطغيان ، لقد كان القوميون التقدميون في الوطن العربي أول ضحايا نظم الاستبداد والقمع التي تقنعت بالشعارات القومية ، والزنازين شاهد على ذلك ، وهنا لابد من تقدير المواقف الحكيمة والنبيلة التي تنكبّها المناضلون القوميون التقدميون العرب يتبّرأون من نظم الاستبداد ، نجد هذه المواقف النبيلة في مختلف أرجاء البلاد من قبل حكماء ، حلماء أفاضل واجهوا الجهالة ، والعصبية الجاهلية ، ووقفوا بصلابة ضد جميع أشكال الفتن الطائفية والمذهبية والعرقية أياً كان مصدرها من درعا والسويداء والقنيطرة ودمشق وحمص وحماه إلى طرطوس واللاذقية وأدلب وحلب والاسكندرونة والرقة ودير الزور والحسكة مروراً بالبلدات والقرى في هذا الوطن ، يتبرأون من الأعمال الجائرة التي اقترفها ، ويقترفها السفهاء ، أياً كانوا ، وممن يقرّها ، كائناً من كان .
                 نقول ذلك للتأكيد أن كل جماعة بشرية في سورية سواء كانت دينية أو طائفية أو مذهبية أو عرقية أو مناطقية ، وبعد عقود من  الاستبداد والظلم باتت محكومة بواحد من خيارات ثلاثة ، الأول : ويعبر عنه المناضلون الذين رفضوا الاستبداد وقاوموا النكوص عن المواطنة وهؤلاء وجدوا أنفسهم مجردين من الأدوات والوسائل التي تعبر عن المجتمع من أول الأحزاب السياسية إلى آخر مؤسسات التعبير عن الرأي ، وقد وجدوا أنفسهم طيلة عقود بين قمع الطغاة والأجهزة وبين عصبويات القاع التي نمّاها الاستبداد ، والثاني : هو الكتلة الواسعة من الجماعة والتي استسلمت للاستلاب وانكفأت للفردية والمصالح الذاتية وبالتالي هجرت السياسة ، ويعبر عنها عادة بالأغلبية الصامتة ، أما الثالث فلم يكن خياراً ، وإنما كان نتاج إكراه مادي ومعنوي بالفعل تنفيذاً للأوامر الوظيفية في مؤسسات السلطة ، أو برد الفعل من قاع المجتمع على ظلم وقهر وقمع فائق ، وفي الحالتين سواء الفعل ، أو رد الفعل ، فإننا نكون بمواجهة أفعال لا إرادية تحدث غريزياً منفلتة من العقل والقيم ، ففي الحالة الأولى نكون بمواجهة فعل تنفيذاً لأوامر ، وفي الحالة الثانية نكون بمواجهة رد فعل هو نتاج غضب وثأر يجعل الإرادة معيبة عيباً جسيماً ، وقد راعت جميع الأنظمة والقوانين والشرائع التعامل مع الأفعال الناتجة عن إرادة معيبة أو إكراه أو غضب أو أهلية ناقصة أو مفقودة ، وبالتالي فإن تلك الأفعال وردود الأفعال تُنسب لأصحابها أولاً على سبيل الحصر ، وللقوى التي مارست الإكراه ثانياً ، ولا تُنسب لجماعة بشرية بعينها قد تكون هي ضحية إكراه مادي ومعنوي عنيف ، يترتب على ذلك الانطلاق من قاعدة تحرّم تعميم الحكم على جماعة ، ما ، فالعدالة ، وخاصة في مراحل المحن والفتن يجب أن تكون بصيرة بحيث تحدد الفاعلين حصراً لوضع حد للاحتراب الأهلي ، فلا توجد جماعة بشرية في الوطن ملائكية ، والأخرى شريرة ، وفي كل جماعة موضوعياً مناضلين شرفاء ، وسفهاء مجرمين ، كرماء وفاسدين ، وإن كانت النسب تختلف بحسب الظروف الموضوعية ، وتلبية لحاجة الطغاة في توزيع المظالم على المجتمع بذلك ، وبذلك فقط يمكن تحصين النسيج الاجتماعي من التهتك .
( 5 )
                  إن الواقع الموضوعي في الجمهورية العربية السورية ، والظروف الاستثنائية التي تمر على البلاد ، وكذلك استمرار احتلال أجزاء من أرض الوطن في الجولان ، والاسكندرونة ، وانكفاء مشروع التحرر العربي على امتداد الساحة العربية خلال النصف قرن الأخير ، هذا بمجمله انعكس سلباً على الدولة ، ومؤسسات المجتمع ، وأعاق ، ويعيق تطور المجتمع ، وتقدمه ، كما أدى من حيث النتيجة إلى الاستئثار بالسلطة ، وبالتالي انكفاء قطاعات واسعة من المجتمع عن المساهمة في الشأن العام ، والسياسي منه ، بخاصة : خوفاً ، أو عجزاً ، أو يأساً ، أو إحباطاً .
           لهذا ، ولأسباب أخرى كثيرة ، وتفاصيل لا حصر لها ، فإن جميع القوى الحية في المجتمع مطالبة الآن باستنهاض ، وتجديد شباب أدواتها ، وبرامجها ، لمواجهة الفتن ، والفساد ، والاستغلال ، والمساهمة في بناء مؤسسات الدولة على أسس ديمقراطية ، ومنهجية تنظفهّا من الفساد ، والشخصنة ، والمحسوبية ،  وتطبيق النظام العام وفق أسس العدالة ، والمساواة ، وصيانة حقوق الإنسان الأساسية ، وحرية الرأي ، والتنوع السياسي ، وتحديث القوانين ، والأنظمة ، والقواعد الدستورية ، بما يتلاءم مع التطورات ، والمتغيرات الاجتماعية والسياسية  ، والتي بموجبها يتم رفع القيود عن تطور المجتمع الذي ينهض بذلك مُستنداً إلى مبادئ الحرية ، والمساواة ، والعدالة ، بدون استثناء ، أو امتياز ، أو إقصاء ، أو استئصال ، أو إهمال ، أو قهر ، كما أن الظروف الراهنة تفرض تنظيم جميع القوى الحية في المجتمع ، واستنهاضها للمساهمة في التخطيط الشامل ، والبناء المتوازن ، ومواجهة جميع أشكال استغلال الإنسان للإنسان ، أو ظلم الإنسان للإنسان ، أو استبعاد الإنسان للإنسان ، أو طغيان الإنسان على الإنسان ، أو إقصاء الإنسان للإنسان ، أو عدوان الإنسان على الإنسان ، أو إيذاء الإنسان للإنسان ، بهذا ، وبهذا فقط ، ينهض المجتمع ، ويساهم كل مواطن بدوره في بناء صرح الجمهورية .
               بمقتضى هذا كله ، بالاستناد عليه ، وبالانطلاق منه ، ولتغيير الواقع بمقتضاه ، يجب أن يتداعى جميع المواطنين ، لوضع حد نهائي وحاسم للمحاولات التخريبية التي تستهدف تحطيم النسيج الاجتماعي عمودياً في الجمهورية ، ووضع حد نهائي للنكوص عن المواطنة ، ذلك أن البناء في المرحلة الانتقالية لا يمكن أن يباشره مجتمع مفكك .
              هنا نعود على بدء ، لتحديد العلاقة بين استعادة المجتمع لعافيته وإرادته وبناء المؤسسات التي تتيح له التعبير عن إرادته ، وتنفيذ هذه الإرادة ، وبين مشروع النهوض القومي العربي التقدمي ، فقد أثبتت التجارب المرة على امتداد العقود الماضية أن الأحرار وحدهم يمكن أن يكونوا الحامل لمشروع النهوض القومي التقدمي من أول التحرر إلى آخر درجات الحرية والتقدم ، فخلال نصف قرن من الاستبداد في الوطن العربي المبرر بالمواجهة والتحرير والوحدة ، لم تتحرر الأرض ، ولم تتحقق خطوة وحدوية واحدة ، بل باتت وحدة كل جزء مهددة تهديداً شديداً ، ولم تتحقق تنمية ، ولا عدالة اجتماعية ، وبالتالي فأن الحرية أولاً ضرورة لتحقيق الحرية أخيراً ، وبهذا تكون الحرية والديمقراطية مطلب أول للقوميين التقدميين ، نقول ذلك ليفرز القوميين التقدميين من بين صفوفهم بكل حزم أولئك الأدعياء الذين لا ينخرطون في ثورة الشعب العربي في الأجزاء ، وفي الكل العربي من أجل الحرية ، والذين يدعون للاستنقاع تحت ظل الاستبداد بحجة المؤامرات الخارجية ، والبدائل ، وكأن الأوضاع الراهنة التي استدعت ثورة الشعب العربي لم تكن نتاج مؤامرات خارجية وداخلية على مشروع النهوض القومي التقدمي ، نعم ، إن المؤامرات الخارجية والداخلية على الأمة ومشروعها النهضوي لم ، ولن تتوقف ، ومحاولات احتواء الثورة في الوطن العربي وحرفها عن مسارها والعمل على إجهاضها في أوج نشاطها ، لكن هل الموقف القومي التقدمي يكون بالتهجم على الثورة والثوار والوقوف مع الطغاة ؟ ، أم يكون بالانخراط ميدانياً في صفوف الثوار لتصويب المسار ، وتحصين المناضلين والإضاءة على الطريق الصحيح حتى لا يتوه مشروع النهوض القومي التقدمي مرة أخرى في متاهات وارتكابات مخذية ، والأدهى من ذلك أن بعض المحسوبين على المشروع القومي العربي في بعض البلدان التي حررها الربيع العربي من الاستبداد ، وأطلق ألسنتهم بعد عقود من الخرس ، يستعملون ألسنتهم هذه الأيام في التهجم على ثوار الربيع العربي في باقي الأجزاء ، عوضاً عن مراجعة أنفسهم ومحاسبتها لأنهم فشلوا في تنظيم صفوفهم وحماية الثورة في بلدانهم من المتسلقين ، ففشلوا في أن يكونوا الحامل لطموحات الشعب في بلدانهم باتجاه الحرية والتقدم والبناء ، وبالتالي فشلوا في أن يكونوا حادياً لثورة الأمة بين المحيط والخليج ، فبماذا ، ولماذا هم قوميون ؟ .
               لقد هُزم مشروع النهوض والتقدم القومي العربي التقدمي ، وانحسر على مدى النصف قرن الأخير على يد الأدعياء من داخله ، هُزم من داخله أولاً ، ومن ثم تمكنت منه المؤامرات ، خارجية كانت أو داخلية ، والحل يبدأ بالفرز داخل صفوفه والتخلص من الذين كانوا على مدى عقود عقبة كأداء أمام بناء مؤسسة قومية تقدمية ذات فعالية نضالية تؤهلها لتكون حاملاً للمشروع النهضوي القومي التقدمي ، إنها فرصة تاريخية للفرز الآن ، بالضبط الآن ...
              ثم نعود إلى النموذج الذي اخترناه ، للحديث عن بنيته الاجتماعية ، وهل هناك أساس موضوعي يمكن أن تعتمد عليه المؤامرة بتدمير النسيج الاجتماعي في سورية  ؟ .
"للحديث صلة"
E-mail:habeb.issa@gmail.com     

الصلابي : قتل السفير الامريكى جاء بتعليمات الله



قتل السفير الأمريكي اليوم في بنغازي جاء لتعليمات الله التي نقلتها الملائكة إلي جنده في الأرض ،، إن الاسأءة إلي الرسول الكريم في أمريكا والدول الاروربية. لن تمر دون عقاب لهذه الدول جميعاً ،، وكذلك الثأر للشيخ حسن القائدي الذي قتله الطغاة الأمريكان في باكستان لن يفوته جند الله ،، يجب من اليوم وصاعداً البدء في ضرب المصالح الأمريكية والغربية في إمارة ليبيا الإسلامية وليكون الشرق البداية لهذه الصحوة الإسلامية وقد اتصلت بقادة الجماعة بطرابلس وعلى رأسهم الشيخ خالد الشريف رئيس جهاز الحرس الوطني وطلبت منه جعل هذا الجهاز جهاز لأنصار السنة واتفقنا على ضرب الغرب الصليبي أينما وجد بمجرد بداية ضرب إمارتنا من قبل وأصدرت تعليمات بتوزيع الأسلحة من المخازن في كل من طرابلس وبنغازي ومصرانه على مجموعتنا المناضلة ،، وسوف نحول ليبيا إلي جهنم تحت أقدام أي مستعمر أو خارج عن نهج الجماعة ،،، وأقول اخيراً ،،، أيها المجاهدين ألان روح شهدائنا في أفغانستان وباكستان والعراق واليمن والصومال والشيشان تناديكم وتطلب الانتقام لها فلبوا النداء وعجلوا بقتل هولاء الكفرة ألفجره لنحرق الأرض والزرع وكل شي قد يستفيد منه الاستعمار القادم ولنبدأ بالخونة هنا من الذين نددوا بقتل القرد الخنزير سفير دولة الكفرة في بنغازي ،،، استهدفوهم في طرابلس وفي كل مكان .. وأقول للعميل احمد الأمين أن تحريضك على المجاهدين اليوم عبر قناة BBC لن يمر دون عقاب وقد تم إهدار دمك لأنك خرجت على نهج ديننا الحنيف وأصبحت بيدق في يد الكفرة ألفجره .

فرانس برس تتبرأ من خبر اغتصاب السفير الامريكي في ليبيا قبل مقتله - صور



وطــن نــيــوز
 نفت وكالة فرانس برس ان تكون قد بثت خبرا, مفاده  ان السفير الامريكي في ليبيا تم اغتصابه جنسيا قبل قتل , و تم التمثيل بجثته على طريقة القذافي.
 وكانت وكالات انباء تناقلت خبرا عن وكالة فرانس برس يشير الى تعرض السفير الامريكي للاغتصاب .

 وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي 'فيسبوك وتويتر' , صورة تظهر ليبيين يقومون بسحل السفير الامريكي بعد مقتله في الهجوم الذي استهدف القنصلة الامريكية في بنغازي احتجاجا على فيلم مسيئ للرسول عليه الصلاة والسلام انتجه امريكيون واقباط مصريون متطرفون في الولايات المتحدة.
 وسارعت الكنيسة القبطية في مصر في استنكار وادانة الفيلم الذي اعتبرته الكنيسة مخططا استخباراتي لاثارة الفتنة في مصر .

كلنا خالد سعيد: الفيلم المسيء من إنتاج إسرائيلي يعيش بأمريكا



كتبت: أماني موسى
 أعلنت صفحة "كلنا خالد سعيد" عن مجموعة من الحقائق حول الفيلم المسيء للرسول ومنها إنه بحسب الواشنطن بوست والوول ستريت جورنال، إن منتج الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم هو  شخص إسرائيلي يعيش بأمريكا. وبأن الفيلم لم يُنتج ليعرض في 11 سبتمبر كما أشيع ولكن الفقرات الخاصة بالفيلم والمنتشرة الآن باليوتيوب موجودة من يوليو الماضي! وعلى الجانب الآخر أكدت الصفحة إن توقيت ظهور الفيلم الآن رغم وجوده من يوليو الماضي إنما يشير إلى إستخدام العرب كأغراض سياسية قد تكون لها علاقة بانتخابات الرئاسة الأمريكية (رغبة في فوز اليميني المتطرف ميت رومني برئاسة أمريكا خاصة إن خطابه وخطاب حزبه عدائي للإسلام والمسلمين وحملته الدعائية شغالة على أوباما بخطاب من نوع إنه متساهل مع العالم العربي!!). مؤكدة على إنه تم استغلال العاطفة الدينية لدى المسلمين بالشرق حتى يتمكن "ميت رومني" اليميني المتطرف من الفوز على أوباما بحجة الخوف والتخوف من الإسلام والمسلمين. خاصة بعد أعمال العنف التي طالت السفارات ببعض دول العالشرق ومقتل السفير الأمريكي بليبيا. هذا وقد نشرت صفحة كلنا خالد سعيد الرابط الأصلي للفيلم المسيء وهو في قناة خاصة بإسرائيلي على موقع اليوتيوب

10 سبتمبر 2012

إسرائيل تطلب من مصر شراء 100 ألف حمار


روسيا اليوم
توجهت إسرائيل رسمياً للحكومة المصرية بطلب التعاون في المجال العلمي، وقدمت قبل أسابيع طلباً للقاهرة بصدد شراء 100 ألف حمار لاستخدام جلدها في أبحاث علمية ذات صلة بمرض السرطان، كما أفاد موقع "تلفزيون نابلس".

ويضيف الموقع نقلاً عن الدكتور محمد فهمي أستاذ الطب البيطري في مصر  قوله انها ليست "ليست المرة الأولى التى تطلب فيها دول اجنبية استيراد حمير مصرية لاستخدامها فى أبحاث طبية"، مشيراً الى انه "سبق وان طلبت شركة يابانية مليون حمار مصري لإنتاج دواء من جلد الحمير".

وأكد فهمي ان مصر رفضت الطلب الإسرائيلي كما رفضت في وقت سابق عرضاً قدمته شركة "كوماهو" اليابانية المنتجة للأدوية قبل عامين لشراء مليون حمار مقابل نصف مليار دولار، بهدف استخلاص مادة تدخل في تركيبة أدوية خططت "كوماهو" لتصديرها الى بعض  دول شرق آسيا.

وكشفت الشركة اليابانية عن سر جاذبية الحمير في مصر في مجال الأبحاث العلمية مشيرة الى انها وبعد تجارب على أكثر من نوع من الحمير في العالم لصناعة الدواء المطلوب، خلصت الى ان الحمار المصري أفضلها لتحقيق هذا الهدف، كما أفاد نفس الموقع.

كتاب "كلمة وفاء للمناضل والمفكر القومي ناجي علوش



كتاب يوثق ما قيل في الراحل الكبير

صدر في عمان يوم الأحد الموافق في 9/9/2012 كتاب "كلمة وفاء للمناضل والمفكر القومي الكبير ناجي علوش"، من منشورات "لائحة القومي العربي"، ومن إعداد وتقديم د. إبراهيم ناجي علوش، ليوثق بعضاً مما كتب في الراحل الكبير عشية وفاته، وليقدم للتعريف به كاتباً وشاعراً ومناضلاً ومقاتلاً ورمزاً قومياً امتد اثره من المشرق إلى المغرب العربي الكبير كما تناوله من رثوه.

ويضم الكتاب بين دفتيه قائمة شاملة بمؤلفات الكاتب الخمسين، ما عدا المقالات والدراسات، بالإضافة إلى عشرات المقالات التي تناولت الفقيد في الأيام الأولى لرحيله، كما يضم ما أمكن حصره من بيانات النعي الرسمية والشعبية العربية، وعدداً كبيراً من برقيات التعزية، وما خطه الزوار في الكتاب الأسود على مدخل بيت العزاء، وعدداً من القطع الوجدانية والقصائد التي رثته.

ويأتي هذا الكتاب في 304 صفحات من القطع الكبير، ويمكن الحصول على نسخة منه من أحد أعضاء "لائحة القومي العربي" في الأردن، أو في مهرجان التأبين الاربعيني لناجي علوش يوم الأحد الموافق في 16/9/2012 الساعة السادسة مساء في مجمع النقابات المهنية في عمان.