أفردت صحيفة "واشنطون بوست" الأمريكية تقريرا يحكي عن كيف تحول مشجعو كرة القدم في مصر إلى أعداء للدولة عقب أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير.ووضفتها بأنها من أبشع الكوارث في تاريخ كرة القدم.
وأشارت الصحيفة إلى الأحداث التي وقعت في محيطا استاد الدفاع الجوي أول أمس والتي راح ضحيتها 20 شخص على الأقل من مشجعي الزمالك بعد اشتباكات مع قوات الأمن خارج أسوار الملعب.
وقالت الصحيفة إن مجموعة "وايت نايتس" أكدت أن الحادث مدبر من قبل قوات الأمن وذلك بعد إطلاقهم الغاز المسيل للدموع على الآلاف داخل الممر الحديدي الضيق الذي كانت تدخل منه الجماهير.
وشرحت الصحيفة كيف تحولت مجموعات الأولتراس في مصر إلى أعداء للدولة بعد دورهم الرئيسي في ثورة الخامس والعشرين من يناير وحمايتهم لميدان التحرير من بلطجية نظام مبارك.
وتابعت أن الأولتراس كان له دور كبير في معارضة النظام حتى قبل الثورة عن طريق أغانيهم المعارضة للنظام التي كانوا يرددونها في الملاعب إضافة إلى اشتباكاتهم الدائمة مع الشرطة.
ونشرت الصحيفة حوار سابق مع أحد أفراد أولتراس أهلاوي عقب الثورة قال فيه "دورنا كان أن نجعل الناس تحلم، تعلم أنه اذا اعتدى عليك ضابط شرطة يمكنك أن ترد الاعتداء وتواجهه".
وربطت الصحيفة بين حادثة مجزرة بورسعيد، التي راح ضحيتها 72 مشجعا للأهلي، وبين تلك الحادثة وقالت أن مجموعة أولتراس أهلاوي اتهمت حينها وزراة الداخلية بمحاولة عقابهم على دورهم في الثورة المصرية.
واختتمت الصحيفة أن لا يمكن تحديد السياسة العامة للأولتراس في مصر ولكن يمكن وصفها بالمناهضة لمؤسسات الدولة حيث تعتبر جماعات الأولتراس أغلبها، وليس كلها، من الطبقات العاملة.
وربطت "واشنطن بوست" بين مقتل اكثر من 22 مشجع من الزمالك أمام ستاد الدفاع الجوي قبل مباراة فريقهم وإنبي، ومذبحة بورسعيد، قائلة أن ما حدث جاء بعد مقتل 72 مشجع للنادي الأهلي، حسب تقدير الصحيفة الأمريكية.
وأشارت "واشنطن بوست" أن القتلى من أعضاء "وايت نايتس" زهقت أرواحهم بعد إطلاق الشرطة قنابل غاز لتفريقهم بعد مشادات معهم بسبب التذاكر وتنظيم الدخول، وأضافت أن النيابة العامة أمرت بإحضار قادة "وايت نايتس" للتحقيق معهم فيما حدث.
وتطرقت الصحيفة الأمريكية لما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي المصرية، حيث قالت أن جمهور الزمالك اتهم قوات الأمن بتنفيذ تلك الأحداث قائلين "مجزرة مخطط لها"، وأشارت لقول آخر "مات الناس من الغاز والتدافع وغلق الأبواب".
واستطردت "واشنطن بوست": "يوجد عداء بين الدولة ووايت نايتس، بدأ في ثورة 2011 التي أطاحت بديكتاتورية حسني مبارك،وتواجدت روابط أولتراس الأهلي والزمالك في الصفوف الأمامية بميدان التحرير، واشتبكوا مع الأمن والبلطجية، ورددوا الأغاني المنددة بالنظام الحاكم وقتها، ثم جاءت مذبحة بورسعيد لتصعد الكراهية بين الأولتراس والدولة" حسب تعبير الصحيفة.
وقالت الصحيفة الأمريكية: "توقف النشاط الكروي كثيرا بسبب تلك المناوشات بين الأمن والروابط، ويصف الإعلام المصري روابط الأولتراس بمثيري الشغب، ويتهمهم بالتحريض المستمر على الفوضى، وإثارة المتاعب التي لا داعي لها، واتهمهم البعض بأنهم واجهة للإخوان المسلمون، وهذا مايروجه أذيال نظام مبارك والذين يوالون النظام الحالي في مصر بشكل كبير، والذين يحاولون وضع تلك الروابط في قائمة المنظمات الإرهابية"، حسب ما أرتأت الصحيفة.
واختتمت واشنطن بوست: "مصر يكاد يكون البلد الوحيد الذي لا يتفهم ثقافة الأولتراس، رغم وجود مثلها في العالم بكل دوله،ولكن الدولة المصرية تهمش تلك المجموعات".