21 يناير 2015
بدر الإبراهيم يكتب : فض الاعتذار عن "الإرهاب الإسلامي"
العربي الجديد
الصخب الذي تلا حادثة الاعتداء على صحيفة شارلي إيبدو، وقتل صحافييها، والنقاشات التي تثار بشأن الإرهاب والعنف والإسلام، تُذكِّر بنقاشات ما بعد الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001، وخصوصاً أن الحكومة الفرنسية تحاول تصوير الحادثة على طريقة الأميركيين، بعد ضرب برجي التجارة في نيويورك. من المثير ملاحظة الاهتمام البالغ بحادثة باريس، في مقابل إهمال حوادث أفظع تحصل كل يوم خارج الغرب، بل وعدم الاكتراث لما قامت به فرنسا نفسها من كوارث في ليبيا ومالي، أخيراً، لكن ما يثير الاهتمام، أيضاً، هو ردة فعل ليبراليين عرب، يرددون الدعايات الغربية تحت لافتات التنوير والعقلانية، والتسامح والدفاع عن حرية التعبير.
في البداية، يلجأ هؤلاء الليبراليون العرب، على طريقة الإعلام الغربي، إلى رفض الحديث عن السياق الذي حصلت فيه الحادثة، أو فهم الأسباب التي أدت إليها، ويميلون إلى نزع إنسانية المعتدين على المجلة، واعتبارهم قادمين من خارج الحضارة، ومطالبة الجميع برفض الإرهاب واستنكاره، من دون أي كلمة أخرى، ومَن يحاول قراءة السياق، في محاولة فهم أبعاد الحادثة، يُتهم بتبرير الإرهاب، والانحياز إلى خطاب الكراهية. إن أبسط توصيف لهكذا خطاب هو أنه دوغمائي، أي أنه يصل، بتعصبه لتصور معيّن عن الحادثة ومسألة العنف، إلى حد عدم قبول النقاش أو طرح الأسئلة، على الرغم من ادعاءات العقلانية التي يروجها هؤلاء عن أنفسهم.
يتحدث بعضهم عن سياق الحادثة، لكن، وفق خطابٍ استشراقي تقليدي، فيرى أزمةً كبيرة في ثقافة المسلمين، ويعتبرها سبباً للعنف، ويؤكد أن غالبية أو كل أعمال الإرهاب في العالم من صنع مسلمين، ويطلب من العرب والمسلمين مواجهة هذه الحقيقة، ويكاد يقول إن العرب والمسلمين يحقدون على الغرب، لأنه حر ومتقدم. ليس ضرورياً، إزاء هذه المحاججة المتهافتة، التذكير بالجرائم الكبرى التي ترتكبها المؤسسات الرسمية الغربية، في كل بقاع العالم، أو القول إن العنف ينشأ ضمن ظروف سياسية واقتصادية، وفهم الدور الذي تلعبه الغطرسة الغربية في تنامي ظاهرة "العنف الإسلامي"، إذ يكفي الاستشهاد بإحصائيات جهاز الأمن الأوروبي، "يوروبول"، التي تشير إلى أن أقل من 1% من الأعمال الإرهابية (الناجحة والفاشلة) بين عامي 2006 ـ 2013، كان وراءها "الإرهاب الإسلامي"، لكن المهووسين بجَلْد الذات، والمستسلمين للدعاية الغربية، لا يرون العنف إلا في أوساط العرب والمسلمين، ويعتبرونه ثقافة عندهم، لا مسألة مرتبطة بالظروف السياسية.
الحديث عن حرية التعبير في فرنسا، والقول إنها مستهدفة بالحادثة، وأن العرب والمسلمين لا يفهمون قداسة حرية التعبير في فرنسا، ولذلك، لا يستوعبون حجم الغضبة الفرنسية، والتعاطف مع "شارلي"، أمر مضحك. في فرنسا، الهجوم على اليهود، أو التشكيك بالمحرقة مُجَرَّم قانونياً، وحين رفع مسلمون شكوى قضائية ضد المجلة لم تُقبل، في حين قُبلت شكوى من الكنيسة الكاثوليكية عام 2005 ضد إعلان للملابس مستوحى من "العشاء الأخير"، ويظهر فيه السيد المسيح بشكل امرأة، وقد اعتبرت المحكمة الإعلان عملاً عدوانياً يهين معتقدات الناس. هذه الأمثلة وغيرها، تجعل السؤال مشروعاً حول حدود حرية التعبير في فرنسا وأوروبا، والدافع وراء التمييز بين الإهانات المختلفة للمعتقدات.
حصلت الحادثة في سياق فرنسي خالص، إذ إن من ارتكبوا الجريمة فرنسيون مولداً ونشأة، وهم يعبّرون عن أزمة تتعلق بالهجرة والمهاجرين، ومدى استيعابهم ضمن الهوية الفرنسية، ويشعرون بنوع من الإهانة والاضطهاد لهويتهم الدينية في رسومات المجلة، لكن مَن تستهويهم الشعارات الرنانة من الغربيين، ومعهم ليبراليون عرب، يفضّلون الحديث عن الحرب على الحرية والحضارة، ويصرّ بعض الليبراليين العرب على اعتذار العرب والمسلمين عن الحادثة، وإظهار وجه الإسلام "الحقيقي" النابذ للعنف، معتبرين المسلمين كتلة أيديولوجية واحدة.
ليس المسلمون كتلة أيديولوجية أو سياسية واحدة، والنص الديني تتعدد قراءاته، وهو لا يفسر نفسه بنفسه، بل يحتاج إلى اجتهاد بشري لتفسيره، ومع اختلاف العقول المسلمة، تختلف القراءات والتفسيرات للنص. وهكذا، لا يكون الحديث عن "إسلام حقيقي" إلا محاولة لاحتكار النص عبر قراءة محددة. ليس هناك تأويل واحد للنص، والمسلمون ليسوا كتلة صماء، وهم، بالتالي، ليسوا ملزمين بالاعتذار عن شيء، ومطالبتهم بالاعتذار انغماسٌ في نظرية صراع الحضارات.
استنكار جريمة مثل هذه مفهوم، لكن اعتذار المسلمين لأن الفاعل مسلم، ليس إلا وجهاً من وجوه صراع الحضارات، وتفسير الصراع السياسي باعتباره صراعاً بين الأديان، تماماً مثل ترويج حوار الحضارات باعتباره حلاً للصراع، كأنما الصراع هو بين الأديان على معتقداتها، وليس صراعاً سياسياً واقتصادياً على النفوذ والموارد. والمطالبة بالاعتذار تشبه فعل من يتبنى الرواية الطائفية للصراع في منطقتنا العربية، ويطلب من عقلاء الشيعة أو عقلاء السنّة اعتذاراً أو براءة من أعمالٍ طائفية هنا وهناك، بما يكرس التفسير الديني أو المذهبي لصراعاتٍ سياسية.
لا يمكن القبول بأن يتصرف المسلمون من موقع المُتَّهَم، فلا ممارسة العنف أمر خاص بهم، ولا هم مسؤولون عن كل تأويل لنصوصهم، ولا يصح الاستسلام لهذا النقاش، بعيداً عن فهم سياقات أعمال العنف، ومع إغفال دور الحكومات الغربية في تغذية العنف حول العالم.
* كاتب سعودي. صدر له كتاب "حديث الممانعة والحرية"، و"الحراك الشيعي في السعودية .. تسييس المذهب ومذهبة السياسة".
ساينس مونيتور: السيسي سحق المعارضة وحلفائه الامريكان منزعجون
المصريون كتبت ـ صافيناز أحمدا
تحت عنوان "السيسي يعلن "حرية التعبير مقدسة"، قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، إنه في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قدسية حرية التعبير مازال المتظاهرون والصحفيون يذهبون إلى السجون.
وأضافت: "البعض قد يعارض الزج المستمر بالنشطاء والسياسيين الإسلاميين واليساريين في السجون الأشهر الأخيرة، وقد شهد الأسبوع الماضي جهود كندية لإقناع السيسي بتحرير ثلاثة صحفيين من قناة "الجزيرة" الإنجليزية من السجن بتهمة الإرهاب الزائفة لكنها باءت بالفشل".
وتابعت: "في أكتوبر تم سجن 23 مصريًا لمدة 3سنوات بتهمة خرق قانون التظاهر الجديد الذي يمنع الاحتجاجات العامة، ما دفع منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية لحقوق الإنسان إلى توجيه انتقادات لاذعة.
ونقلت الصحيفة عن المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمنظمة قولها إنها "عودة مرة أخرى للعمل كالمعتاد في مصر مع الحكومة التي تدوس بوقاحة على حقوق مواطنيها في ظل دعم الحكومات الغربية".
وأضافت: "حكومة السيسي سوف تتجه بشكل واضح إلى سحق المعارضة الداخلية، سواء علمانية أو إسلامية".
ولفتت الصحيفة إلى أن " أكثر من 20ألف مصري تم سجنهم أو محاكمتهم لأسباب سياسية في معظمها، ما دفع منظمة العفو الدولية لتسليط الضوء عن حالة الحرية السياسية في مصر نوفمبر الماضي".
ورأت أنه وفقًا لأبحاث منظمة العفو فقد "كانت استقلالية القضاء والحيادية موضع تساؤل من قبل، كما وثقت الانتهاكات الصارخة للحقوق في المحاكمة العادلة مع المعتقلين دون وجود محام، أو القدرة على الطعن في قانونية الاعتقال، أو المشاركة الفعالة في الدفاع عنهم".
واستطردت "حتى الولايات المتحدة، الداعم العسكري والاقتصادي القوي لحكومة الرئيس السيسي أعربت عن قلقها البالغ لبعض إجراءات الدولة، خاصة في أبريل بعد الحكم بالإعدام على 683من أنصار جماعة الإخوان المسلمين، واعتقال شباب من حركة "6إبريل"، والمجموعة اليسارية التي قادت ثورة يناير 2011 ضد الرئيس السابق حسني مبارك".
وتابعت: "وصفت الولايات المتحدة المسألة بجملة "غير معقول" وأنه "من المستحيل تصديق تلبية تلك الإجراءات أبسط معايير العدالة، ناهيك عن تلبية التزامات مصر بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان".
وأشارت إلى أن "السيسي حصل على ترقية في صفوف مبارك خلال فترة الـ 30عامًا التي قضاها في السلطة، وهو يعمل بجدية لاستعادة أسلوب مبارك في الحكم".
مهندس محمود صقريكتب: الإنسان .. سلعة رأسمالية رخيصة
لماذا كل هذه الضجة حول "شارل إيبدو" ؟؟
إذا كانت الحروب تعني دمار وأشلاء ودماء ، فإنها تعني أيضا تحريك لعجلة الاقتصاد ، وتوفير فرص عمل جديدة ، وتشغيل لمصانع السلاح ، وسوق جديدة لإعادة الإعمار .
الحرب تجارة رأسمالية رابحة : أرباحها بالدولار ، وخسائرها بالأرواح !
بعد سنة واحدة من غزو أمريكا للعراق نشرت صحيفة الفايننشيال تايمز : " زادت أرباح شركة هاليبرتون 80% ، وشركة بكتل 158% ، وشركة صناعة الأسلحة لوكهيد مارتن 300% ".
ولا مانع أبدا في سبيل هذه الأرباح الطائلة أن تتحالف أجهزة الإعلام المملوكة للشركات الكبري مع رموز الإدارة الأمريكية المرتبطة أيضا بتلك الشركات لتسويق الحرب من خلال 925 كذبة لإدارة بوش بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر أحصاها تقرير لـ (أسوشيتد برس) وذلك لتهيئة الرأي العام لخوض تلك الحرب المربحة .
وإذا كانت التجارة بالإنسان في سوق الحروب الرأسمالية (المتحضرة!!) مربحة ، فكذلك التجارة بالمرأة في سوق النخاسة الجنسية الرأسمالية مربحة جدا . بحسب ما ورد في كتاب (الخروج من الرأسمالية) لمؤلفه الفرنسي (Herve Kempv)
"تم بناء بيت دعارة ضخم مساحته 3000 متر مربع بجوار الاستاد الرئيسي في برلين أثناء مباريات كأس العالم لكرة القدم عام 2006 ، وتم استيراد 4000 امرأة لهذه المناسبة . ولم تكن ألمانيا استثناءا ، ففي عام 2004 سمحت اليونان بإنشاء ثلاثين بيت دعارة إضافي ، وتسهيل استقدام عشرين ألف امرأة لتلبية زيادة الطلب أثناء الألعاب الأوليمبية”!!!
كل شيء يا عزيزي في الرأسمالية الغربية يخضع لقوانين الربح والعرض والطلب .
العالم يشتكي من السمنة المفرطة وما تسببه من أمراض ، وإعلانات الوجبات السريعة المسببة للسمنة تحيط بك في كل مكان لتسهيل تجارة : أرباحها بالدولار ، وخسائرها صحة الإنسان .
وكان بودي أن تتسع مساحة المقال للحديث عن تجارة تأجير الأرحام ، والتجارة في الأعضاء البشرية ، وتجارة بيع الأطفال بغرض التبني وأغراض أخري .
وكذلك رغبة مني في أن أصل معك سريعا إلى بيت القصيد من المقال حول جريمة الاعتداء على مقر صحيفة "شارل إيبدو".
لماذا كل هذه الضجة المثارة في فرنسا ، والتي جمعت العالم كله للمشاركة في – زفة – التنديد بالحادث الإجرامي على صحيفة "شارل إيبدو" ؟!! .
وقبل أن تجيب ، إليك السؤال الثاني : لماذا لم تقم هذه الضجة في حوادث أكثر بشاعة مثل حادث إطلاق النار في مدرسة بولاية " كونيتيكت " الأمريكية وراح ضحيته 27 شخصاً منهم 18 طفلاً ، وقبله حادث مشابه في جامعة فرجينيا راح ضحيته 32 شخصاً ؟؟!!
لأن الجريمة الأولى يراد توظيفها سياسيا في الحرب المربحة المسماة "الحرب على الإرهاب" ، حرب أرباحها لأمريكا والغرب طائلة ، ويكفي أنها حتى الآن خفضت سعر البترول لأقل من النصف ، أما خسائرها فهي بسيطة جدا .... مجرد مئات الآلاف من أرواح بشر في دول تسمى "العالم الثالث" – يعني مجرد رقم (3) بدون اسم – !!!
أما الجريمة الثانية فينبغي أن يتم معالجتها سريعا بلا ضجة ، لأن الضجة في هذه الحالة ستؤدي إلى تعديل قوانين تراخيص امتلاك السلاح ، مما يؤدي إلى خسارة في سوق صناعة وتجارة السلاح الأمريكية .!!!
إذا : لتكن الأرواح الأولي سلعة في سوق تجارة الحرب على الإرهاب ، والأرواح الثانية سلعة في سوق مافيا صناعة وتجارة السلاح !!!
هذا هو الإنسان في سوق الرأسمالية الغربية (المتحضرة !! )
نضع هذه المعلومات بين أيدينا حتى نفهم ما يدور حولنا .
وحتي تعصمنا من احتقار الذات والانسياق وراء أي جاهل أو حاقد يريد أن يحول المجرمين إلى ضحايا ، والضحايا إلى متهمين ، ثم يدعي بكل صفاقة وجهل علاقة الإرهاب بالإسلام والمسلمين .
20 يناير 2015
النائب محمد العمدة يكتب: هتلر..يقلد السيسي .. يحرق الرايخستاج ليفرض الطوارئ ويقضي علي معارضيه
تحت عنوان (Rise of Hitler: The Reichstag Burns ) ومعناه ( صعود هتلر : الرايخستاج يحترق ) ، نشر موقع " The History Place " الأمريكي مقالا مأخوذا عن قصة " Hitler: The Rise of Evil " ومعناه " هتلر : صعود الشر "
والتي كتبها / " جون بيلميير " الكاتب المسرحي والسينارست الأمريكي .
تحولت القصة التاريخية إلي فيلم حصل علي جائزتين " إيمي " ، وكان من العبارات الخالدة للكاتب والتي كتبها علي ستار النهاية " الشيء الوحيد الضروري لانتصار الشر هو أن يمتنع الرجال الأخيار عن فعل أي شيء " .
فإذا عدنا إلي المقال سالف الذكر " صعود هتلر : الرايخستاج يحترق " - الرايخستاج هو البرلمان الألماني – يقول الكاتب :-
" أدولف هتلر " المستشار الجديد لألمانيا لم تكن لديه نية الالتزام بقواعد الديمقراطية ، كان ينوي فقط أن يستخدم هذه القواعد ليجعل من نفسه – وفي أسرع وقت – ديكتاتورا علي نحو قانوني من الناحية الشكلية ليبدأ بعد ذلك الثورة النازية .
قبل أن يؤدي " هتلر " اليمين الدستورية لتولي منصبه ، عمل علي تحقيق هذا الهدف بطلب انتخابات برلمانية مبكرة ، بينما ينتظر الرئيس الألماني/" هيندنبيرج " بفارغ الصبر في غرفة أخري .
دخل "هتلر" في جدال مع الزعيم المحافظ / " هوجنبرج " والذي عارض فكرته بشدة ، ارتكزت خطة "هتلر" علي إنشاء أغلبية نازية منتخبة داخل "الرايخستاج " لكي تصبح بمثابة الختم المطاطي الذي يمرر له ما شاء من القوانين التي يرغب في إصدارها وعلي نحو يجعل الأمر في إطار قانوني تماما من الناحية الشكلية .
وفي أول يوم له كمستشار استطاع "هتلر" أن يؤثر علي الرئيس / هيندينبرج وإقناعه بحل الرايخستاج والدعوة للانتخابات البرلمانية المبكرة التي أرادها والتي تمت فيما بعد بتاريخ 5/3/1933.
في المساء حضر " هتلر " العشاء مع هيئة الأركان العامة للجيش الألماني وأخبرهم أن ألمانيا سوف تعيد تسليح نفسها كخطوة أولي لاستعادة وضعها السابق في العالم ، كما أعطاهم تلميحات قوية لأشياء سوف تحدث في المستقبل القريب ، حيث أخبرهم بأنه سوف يتم غزو الأراضي الشرقية وفرض الهيمنة الألمانية علي الأقاليم المحتلة بلا رحمة .
أكد " هتلر " للجنرالات أنه لن تكون هناك محاولة لاستبدال الجيش النظامي بجيش من قوات العاصفة أل (S A ) ، فقد كان الجنرالات في حالة من القلق لعدة سنوات من هذا الأمر ، حيث أرادوا الحفاظ علي وضعيتهم في السلطة والحفاظ علي التقاليد العسكرية بحالتها .
لقد بلغت قوات العاصفة الخاصة بهتلر والحزب النازي مستويات جديدة من السلطة وبدأت سلسلة من الإرهاب سوف تستمر طالما استمر الرايخ الثالث ( أحد أسماء ألمانيا في عهد النازية ) .
لقد سقط الرئيس الألماني/ هيندينبرج في فتنة هتلر ، حيث كان يوقع علي أي شيء يوضع أمامه ، لقد وقع الرئيس علي مرسوم للطوارئ جعل "بروسيا" الولاية الألمانية في قبضة المقربين من " هتلر " - " بابين " نائب المستشار و " جورينج " الذي شغل منصب وزير داخلية بروسيا ليتحكم في شرطتها .. بروسيا هي الولاية الألمانية الأكبر والأكثر أهمية والتي تضم العاصمة " برلين " .
قام " جورينج " وزير داخلية بروسيا علي الفور باستبدال مئات من ضباط الشرطة الذين يدينون بالولاء للجمهورية بضباط من النازيين الذين يدينون بالولاء لهتلر ، كما أمر الشرطة بعدم التدخل في عمل قوات أل (SA ) وقوات أل (SS ) تحت أي ظرف من الظروف ، وهذا يعني أن أي شخص سوف يضيق عليه أو يضرب أو حتى يقتل بمعرفة النازيين لن يجد أحدا يرجع إليه بالشكوى .
كما أمر " جورينج " رجال الشرطة بعدم إبداء أي رحمة مع هؤلاء المعادين للدولة وهو يقصد في الحقيقة المعادين لهتلر وخاصة الشيوعيين .
كذلك أصدر " هيرمان جورينج " قرارا مفاده ( أن رجال الشرطة الذين يستعملون الأسلحة في تنفيذ واجباتهم سوف يكونون في حمايتي ، أما من يفشلوا في أداء واجبهم فعليهم أن يتوقعوا إجراءات تأديبية ) .
في 22/2/1933 أسس " جورينج " قوة من الشرطة المساعدة قوامها خمسين ألف رجل ، معظمهم من قوات أل (SA ) و أل (SS ) والفاحشين ومحترفي المشاجرات ( البلطجية ) ، فالآن تمتلك قوات العاصفة النازية القاتلة سلطة الشرطة النظامية .
بعدها بيومين داهمت هذه القوات مقر الشيوعيين في " برلين " ، وزعم " جورينج " زيفا أنه كشف خطط الشيوعيين أثناء هذه المداهمة ، ولكنه في الحقيقة كشف عن قائمة أعضاء الحزب الشيوعي وقرر القبض عليهم جميعا رغم أنهم قرابة الأربعة آلاف عضو .
ويضيف الكاتب قائلا : -
Göring and Goebbels, with Hitler's approval, then hatched a plan to cause panic by burning the Reichstag building and blaming the Communists. The Reichstag was the building in Berlin where the elected members of the republic met to conduct the daily business of government.
وترجمته : -
" جورينج " و " جوبلز " وبموافقة " هتلر " وضعوا خطة لنشر الذعر من خلال حرق مبني الرايخستاج وإلقاء الاتهام علي الشيوعيين ، والرايخستاج هو مبني البرلمان الذي يقع في برلين ويجتمع فيه الأعضاء المنتخبين لإدارة المهام الحكومية اليومية ".
وللمصادفة العجيبة كان يوجد رجل شيوعي مختل في برلين ، إنه مشعل الحريق " مارينوس فان دير لوب" ، عمره 24 عام ، من هولندا ، لقد ظل يتجول في برلين لمدة أسبوع يحاول أن يحرق المباني الحكومية ليحتج علي الرأسمالية .
في 27/2/1933 قرر أن يحرق مبني الرايخستاج وحمل معه أدوات الحرق ، وقضي اليوم بأكمله يترصد حول المبني قبل أن يقتحمه حوالي الساعة التاسعة مساء ، فخلع قميصه وأشعل فيه النار ثم ذهب ليستخدمه في إشعال الحريق .
تسلسل الأحداث لا يمكن لأحد الإحاطة به علي وجه الدقة ، ولكن قوات العاصفة النازية وبتوجيه من " جورينج " كانت متورطة في إحراق المكان ، لقد ناصروا مشعل الحريق وشجعوه ليحرق مبني الرايخستاج في هذه الليلة .
قوات العاصفة التي يديرها القائد " كارل إيرنست " استخدمت نفقا تحت الأرض والذي يربط مقر جورينج بسرداب داخل الرايخستاج ، لقد دخلوا المبني ، وسكبوا البنزين والمواد المساعدة علي الاشتعال وسارعوا بالعودة من خلال النفق .
لقد خطف وهج الاشتعال الأحمر أعين الرئيس / "هيندينبرج" ونائب المستشار / "بابن" والذين كانا يتناولان العشاء في نادي يقع في مواجهة المبني ، لقد وضع بابن هيندينبرج العجوز في سيارته الخاصة وأخذه إلي موقع الحادث .
" هتلر " كان في شقة " جوبلز " ، فانطلقا إلي مكان الحادث حيث قابلا " جورينج " والذي كان يصيح زيفا بالاتهامات ويطلق التهديدات ضد الشيوعيين .
وللوهلة الأولي وصف " هتلر " الحريق بأنه منارة من السماء ، وقال للموجودين معه : أنتم الآن شهود علي بداية حقبة عظيمة في التاريخ الألماني ، النار هي البداية ، وأبلغ " هتلر " تقريرا إخباريا من موقع الحادث .
وبعد مشاهدة الخسائر عقدت الحكومة اجتماعا طارئا ، وعندما تم اخطار " هتلر " بالقبض علي مشعل الحريق الشيوعي " مارينوس فان دير لوب " أظهر غضبا مفتعلا قائلا :
"The German people have been soft too long. Every Communist official must be shot. All Communist deputies must be hanged this very night. All friends of the Communists must be locked up. And that goes for the Social Democrats and the Reichsbanner as well!"
وترجمته : -
" الشعب الألماني ظل ناعما لزمن طويل ، الآن كل شيوعي يجب أن يطلق عليه الرصاص ، كل النواب الشيوعيين يجب أن يعدموا ، كل أصدقاء الشيوعيين يجب أن يسجنوا " .
ترك " هتلر " مكان الحادث وذهب مباشرة إلي مكاتب صحيفته ليراقب تغطيتها للحريق بنفسه ، وظل بمقر الصحيفة طوال الليل مع " جوبلز " يضعا معا صفحة كاملة مليئة بالحكايات عن مؤامرة الشيوعيين للاستيلاء علي السلطة في" برلين " باستخدام العنف .
وفي اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد صباح 28/11/1933 طلب المستشار/ هتلر مرسوما للطوارئ للتغلب علي الأزمة ، فوجد مقاومة ضئيلة من أعضاء مجلس الوزراء من غير النازيين .
في المساء ذهب "هتلر " و " بابن " للرئيس/ هندينبرج ، فوقع الرجل الكبير المرتبك علي المرسوم بحجة حماية الشعب والدولة .
فرض مرسوم الطوارئ قيودا علي الحرية الشخصية ، وعلي الحق في التعبير عن الرأي شاملا حرية الصحافة ، وعلي الحق في الاجتماع وتكوين الجمعيات . كما فرض المرسوم أحكاما تمثل انتهاكا لخصوصية البريد والاتصالات التليفونية والتلغرافية ، وإعطاء الصلاحية للشرطة لتفتيش المنازل دون إذن ، كما أعطي الصلاحية لجهة الإدارة لمصادرة الملكيات الخاصة وفرض القيود عليها ، فأصبحت جميع هذه الأمور مصرح بها دون حاجة لمراعاة الشروط القانونية المنصوص عليها .
وفي الحال بدأوا تنفيذ أول حملة اعتقالات نازية ضخمة ، حيث توجهت شاحنات قوت أل (SA ) و أل (SS ) وهي تطلق زئيرها في الشوارع المكتظة بالشيوعيين والمعروفة بدخول الشيوعيين إليها وخروجهم منها وكذلك في منازلهم الخاصة .
الآلاف من الشيوعيين والاشتراكيين الديمقراطيين والليبراليين تم اعتقالهم في ثكنات قوات العاصفة حيث يتم ضربهم وتعذيبهم .
أعلن " هيرمان جورينج " في 3/3/1933 أنه غير قلق بشأن العدالة ، وأن مهمته تنحصر فقط في التدمير والإبادة لا أكثر .
واحد وخمسون من مناهضي النازية قتلوا ، ومنع النازيون كل الأنشطة السياسية والاجتماعات ووسائل الإعلام الخاصة بالأحزاب غير النازية ، حتى الحملات ضد النازية أصبحت في الواقع مجرمة .
Hermann Göring. Declared ; "Every bullet which leaves the barrel of a police pistol now is my bullet. If one calls this murder, then I have murdered. I ordered this. I back it up. I assume the responsibility, and I am not afraid to do so," declared Hermann Göring.
وترجمته :
أعلن " جورينج " أن كل رصاصة تخرج من فوهة مسدس رجل الشرطة هي رصاصتي ، ولو سمي أحد هذا قتلا فإنني أنا القاتل ، أنا الذي أمرت بهذا وأعضده ، وأتحمل المسئولية ولا أخشي أن أفعل ما تقدم .
الصحف النازية واصلت نشر الأدلة الكاذبة علي مؤامرات الشيوعيين ، وتزعم أن هتلر والنازيين فقط هم القادرون علي منع الشيوعيين من الوصول إلي السلطة .
" جوزيف جوبلز " الآن يتحكم في الإذاعة التي تديرها الدولة ، وينشر الدعاية النازية وخطب هتلر بين أفراد الأمة .
وبعد كل ما تقدم وجه النازيون انتباههم ليوم الانتخابات 5/3/1933 ، وتم وضع كل موارد الدولة اللازمة لتحقيق الفوز الكبير تحت تصرف جوزيف جوبلز .
كل كبار رجال الصناعة الذين ساعدوا "هتلر" للوصول إلي السلطة خصصوا ثلاثة ملايين مارك بسعادة ، ممثلون عن " ذخائر كروب "و "المجموعة الدولية فاربن " كانوا من بين هؤلاء الذين أجبروا علي التبرع تحت إصرار " جورينج " .
قال " جورينج " : ( إن التضحيات التي نطلبها من السهل تحملها إذا أدركنا أن الانتخابات القادمة سوف تكون الأخيرة خلال العشر سنوات القادمة ، وربما تكون الأخيرة خلال المئات من السنوات القادمة ، إن توفر المال بالإضافة إلي سلطة الدولة وخلفهما الحملة الانتخابية الشرسة التي يقودها النازيون سوف توفر لهتلر الأغلبية التي يطلبها ) .
في 5/3/1933 عقدت آخر انتخابات حرة بألمانيا ، ولكن الشعب رفض أن يمنح " هتلر" الأغلبية حيث أعطاه 44% من جملة أصوات الناخبين بالرغم من حملة الدعاية الضخمة والقمع الوحشي .
حصلت الأحزاب الأخرى علي حصتها ، فقد حصل حزب الوسط علي أربعة ملايين صوت انتخابي ، كما حصل الحزب الديمقراطي الاجتماعي علي سبعة ملايين صوت ، ورغم فقد الشيوعيين لكثير من الأصوات إلا أنهم حصلوا علي أكثر من أربعة ملايين صوت .
انتهي مقال " الرايخستاج يحترق " - المنشور علي موقع " مكان التاريخ " الأمريكي والذي كشف لنا العديد من الأمور :
- كيف سعي هتلر ليتحول إلي ديكتاتور ........
- كيف سعي إلي أن يحكم مجتمعا خاليا من المعارضة ، بل خاليا ممن يفتح فمه ....
- ولكي يحقق ذلك لجأ إلي نشر الذعر بين الناس بحرقه الرايخستاج " مبني البرلمان الألماني " ليستخدم هذا الحادث الإرهابي الذي اصطنعه في إصدار مرسوم للطوارئ يصادر به جميع الحقوق والحريات العامة ، ويتمكن باستخدامه من القضاء علي الشيوعيين أقوي المنافسين له ، ثم امتدت حربه لتشمل جميع المعارضين دون استثناء .
- وعقب حريق الرايخستاج أسس "هتلر" و "جورينج " قوات أل " Hilfspolizei " - " هيلفس بوليساي " - والتي تقول عنها الموسوعة الحرة :
The Hilfspolizei (abbreviated Hipo; literally: auxiliary police) was a short-lived auxiliary police in Nazi Germany in 1933.
The Hilfspolizei was created on February 22, 1933 by Hermann Göring, newly appointed Interior Minister of Prussia, to assist regular police in maintaining order and persecuting communists in the wake of the Reichstag fire.[1] The organization quickly spread from Prussia to other German states and endorsed by Hitler in the Reichstag Fire Decree
وترجمته :
" باختصار أل ( هيلفس بوليساي )هو جهاز الشرطة المساعدة ، والذي كان عمره محدودا بحقبة ألمانيا النازية التي بدأت منذ عام 1933 ، وتأسست بتاريخ 22/11/1933 ، ومؤسسها " هيرمان جورينج " المعين حديثا كوزير داخلية لولاية بروسيا الألمانية لمساعدة البوليس النظامي في الحفاظ علي النظام واضطهاد الشيوعيين ، وانتشرت الشرطة المساعدة بعد ذلك في جميع الولايات الألمانية ، وأقرها هتلر بعد ذلك في مرسوم حريق الرايخستاج " .
وقد مر علينا قبل ذلك كيف أضاف " جورينج " لهذه الشرطة المساعدة أعدادا كبيرة من الفاحشين ومحترفي المشاجرات ( البلطجية ) ، ولاشك أن هتلر أراد بإنشاء الشرطة المساعدة أن يقلد السيسي وحكومته فيما أقدموا عليه من إنشاء شرطة مجتمعية في مصر لتقنين أوضاع البلطجية المسخرين لمعاونة الشرطة من عهد مبارك.
- أنشأ " هتلر " و " جورينج " جهاز أل " Gestapo " – " البوليس السري "، وتم منحه حصانة قانونية من المحاسبة ليرتكب من الاغتيالات السياسية ما شاء دون حساب أو عقاب .
- استخدم " هتلر " رجال الأعمال لتمويل حملاته الانتخابية ودعمه مقابل منحهم المزايا الحكومية التي تعوضهم بأضعاف ما أنفقوه ......
- احتكر وسائل الإعلام وصادر إعلام سائر الأحزاب والمعارضين مصادرة كاملة ، فلم يعد في ألمانيا سوي صوت هتلر وحربه علي الإرهاب الشيوعي وإرهاب سائر المعارضين .....
أعتقد أن أوجه تقليد الزعيم " هتلر " للزعيم " السيسي " يسهل إدراكها واستخراجها مما ذكر ولا أري أنني بحاجة لرص المتشابهات جنبا إلي جنب .
ثمانون عام بين " هتلر " 1933 و " السيسي " 2013 ورغم ذلك تطابقت الأفكار والأعمال ، كل منهما أراد أن يحكم بلا شريك فسعي للخلاص من معارضيه ، فوسوست لهما الشياطين بخلق حرب علي الإرهاب كل ما تحتاجه جريمة هنا أو هناك والفاعل مجهول ، ثم تسن القوانين والسكاكين .
لقد نجح " هتلر " بالفعل في التخلص من خصومه والقضاء عليهم وقهر الشعب الألماني والقضاء علي أي صوت يمكن أن يعارض أفكاره أو سياساته ، فما هي النتيجة ؟
النتيجة هي الحرب العالمية الثانية التي خلفت ستين مليون قتيل في بعض التقديرات بخلاف المفقودين والمصابين والمشردين ، ودمرت معظم دول أوربا وأعادتها قرونا إلي الوراء ، ودمرت ألمانيا والشعب الألماني دون أن تميز بين المهللين لهتلر والمعارضين له ممن التزموا الصمت حيال جنونه وهوسه .....
وقد شاءت المقادير أن يطبق " هتلر " عقوبته الدنيوية علي نفسه بيده ،حيث انتحر لينتقل من الدنيا إلي سوء العذاب الذي ينتظره ، ليظل خالدا لا يموت فيه ولا يحيا .
لن أطلب من المستبد الظالم أن يعتبر ويرجع عن استبداده وظلمه لأن هذا الطلب فيه من الهوان ما لا تقبله ضمائر الكرام ، ولكني سأذكر الشعب المصري العظيم بالعبارة الخالدة لكاتب قصة ( هتلر وصعود الشر ) حين قال :
" الشيء الوحيد الضروري لانتصار الشر هو أن يمتنع الرجال الأخيار عن فعل أي شيء " .
المفكر القومى محمد سيف الدولة يكتب: الفائزون من جريمة شارلى
لا اشك ان هناك اطرافا عديدة ستسعد لما حدث فى باريس فى الأيام الماضية، وستعتبر نفسها محظوظة بهذه الجريمة التى جاءت على هواها، والتى يمكن توظيفها لدعم مشروعاتها الاستراتيجية أو مراكزها السياسية، أو ضخ دماء جديدة فى حملاتها التعبوية والإعلامية.
على رأسها بالطبع تأتى الولايات المتحدة الامريكية التى تحشد العالم كله منذ بضعة أشهر لدعمها ومساندتها فى حملتها الاستعمارية الثالثة ضد العراق، التى تتذرع فيها بمكافحة داعش، بينما هدفها الفعلى هو حماية وجود وأمن وحدود الدولة الكردية الناشئة. وضمان ترسيم الحدود الجديدة فى العراق وسوريا وفقا لخرائطها هى، وليس لأى خرائط أخرى. بالإضافة بالطبع الى مصالحها الأصلية المقدسة فى النفط العراقى.
***
وتليها اسرائيل التى سارعت بتوظيف الحدث على عدة محاور؛أولها هو الدفاع عن جرائمها ضد الفلسطينيين بذريعة انها تحارب ذات الارهاب الذى ضرب فرنسا و الذى يضرب العراق وسوريا، وان القضية ليست بين احتلال وأصحاب ارض، وإنما بين دولة ديمقراطية متحضرة وبين اسلام راديكالى ارهابى متطرف ومتخلف. وثانيها هو استجلاب اكبر عدد من يهود فرنسا وربما اوروبا الى فلسطين.وثالثها هو اضعاف حملة التعاطف الاوروبى الاخيرة مع القضية الفلسطينية. ورابعها هو تدعيم التحالف الاسرائيلى مع عدد من الدول العربية الكبرى لمواجهة العدو المشترك المتمثل فى حماس وداعش. وفقا لما صرح به نتنياهو صراحة عدة مرات، وصدق على كلامه وزير الخارجية الامريكية جون كيرى.
***
وفى مصر، جاءت حادثة شارلى لتدعم الرواية الرسمية للنظام المصرى الجديد بقيادة عبد الفتاح السيسى، الذى أطاح بثورة يناير ومكتسباتها وثوارها من كافة التيارات بذريعة مكافحة الإرهاب، وأعاد إنتاج نظام مبارك بكل سياساته الخارجية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية مع تعديل طفيف فى بعض الرتوش.
ولتعطيه مزيدا من الرضا والاعتراف الدولى، الذى لم يتوقف منذ ان قرر ان يبحث عنه من بوابة اسرائيل. فبذريعة مواجهة خطر التطرف الاسلامى والاخوان المسلمين وحماس والإرهاب فى سيناء، قام بتعميق غير مسبوق للعلاقات مع اسرائيل، واتخذ سلسلة من الإجراءات لحماية أمنها، إجراءات سبق ان رفضها نظام مبارك نفسه؛ مثل هدم الأنفاق تحت الأرض مع اغلاق المعبر فوق الارض. وإزالة مدينة رفح المصرية من الوجود لإنشاء المنطقة العازلة للفصل بين المصريين والفلسطينيين.
***
وهناك أيضا اليمين الاوروبى العنصرى المعادى للعرب والمسلمين، والمحرض على كراهيتهم والداعى الى إغلاق أبواب الهجرة أمامهم. وهو اليمين الذى تمثله حزب الجبهة الوطنية بزعامة مارى لوبان فى فرنسا، وحركة بيديجا فى المانيا ومؤخرا فى اسبانيا، وحزب بريطانيا المستقلة، وحزب الحرية فى هولندا...الخ
ولقد سارع هذا اليمين فور وقوع الحادث وبهدف تحقيق مكاسب سياسية وحزبية على حساب خصومه السياسيين، الى شن حملات منظمة ضد الإسلام والمسلمين. مطالبا بتطهير أوروبا منهم ومطاردتهم وتقييد حركتهم والحد من حقوقهم وحرياتهم. ووصل الأمر ان طالبت بعض الحكومات الأوروبية بالفعل بإعادة النظر فى اتفاقية "شنجن" بهدف إعادة المراقبة للحدود المشتركة ووضع القيود امام حركة وانتقال المواطنين كأحد الاجراءات الوقائية فى مواجهة الارهابيين الاوروبيين المحتملين.
***
كل هؤلاء وغيرهم سارعوا بالفعل لتوظيف الحدث لدعم وتفعيل استراتجياتهم ومشروعاتهم، تحت ذريعة مكافحة الإرهاب والتطرف الاسلامى.
ولا شك ان توظيف الحوادث واختراع الذرائع للعدوان علينا وعلى اوطاننا وثوراتنا ومقاومتنا وحرياتنا وحقوقنا، هو فن رفيع تفوق فيه الغرب وأتباعه على امتداد قرون طويلة.
وفى كتب التاريخ المدرسية العربية، سنقرأ عشرات القصص عن الذرائع التى استخدمت لتبرير احتلال الاقطار العربية فى القرن التاسع عشر مثل مذبحة الإسكندرية الشهيرة عام 1882، أو حادثة "مروحة" داى الجزائر مع القنصل الفرنسى عام 1827، وقصص أخرى كثيرة.
أما فى السنوات الأخيرة وقبل جريمة شارلى ابدو، فسنجد قائمة طويلة من الاعتداءات والجرائم والانتهاكات التى ارتكبت تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، مثل تثبيت انفصال كردستان عن العراق. و مثل التدخل الفرنسى فى مالى. وتجميد الاعمار فى غزة. وإجهاض حكومة التوافق الوطنى الفلسطينى. واستباحة الطائرات بدون طيار الأمريكية لسيادة وسماوات افغانستان وباكستان واليمن بحجة مواجهة تنظيم القاعدة الارهابى.
ولكن أخطرها بالطبع كان الغزو الامريكى لأفغانستان 2001 بذريعة مواجهة تنظيم القاعدة الارهابى منفذ عمليات تفجير البرجين. أو غزوها للعراق 2003، بذريعة تدمير أسلحة الدمار الشامل التى لم يظهر لها أثر بعد الغزو. وقبلها بسنوات قليلة كان معركة تحرير الكويت 1991، هى ذريعة الأمريكان لاحتلال الخليج العربى وإنشاء عدد من القواعد العسكرية فى السعودية ودول الخليج.
اما الذرائع الصهيونية لشن الحروب والاعتداءات على فلسطين والشعوب العربية منذ 1948 ، فحدث ولا حرج.
***
لكل ما سبق يذهب كثير من المحللين الى ان الارهاب وعملياته وجماعاته وتنظيماته من القاعدة الى داعش ما هى الا صناعة مخابراتية غربية بامتياز، من كثرة ما استخدمت كذريعة للتدخل فى شئون دول المنطقة. ونفس الشئ يقال عن علاقة اسرائيل بالجماعات الارهابية فى سيناء. وفقا لنظرية "ابحث عن المستفيد."
بل يذهب البعض الى ان أنظمة الحكم المستبدة تدبر بنفسها بعض العمليات الإرهابية على أراضيها، لتتخذها ذريعة لتثبيت حكمها وفرض قبضتها والانقضاض على المعارضة ومصادرة الحريات واتخاذ الاجراءات الاستثنائية وكسب تأييد الجماهير الخائفة.
ولكن على الرغم من كل ذلك، فإننا لم ننجح، الا فيما ندر، فى كشف العلاقة المباشرة بين جماعة أو عملية ارهابية بعينها وبين اجهزة الاستخبارات الغربية او الإسرائيلية او المحلية، وهو ما ينطبق فى حالتنا على عملية شارلى ابدو.
وقد يرفض الكثيرون تماما فكرة ان الإخوة كواشى وأمثالهم فى الداخل العربى او فى الخارج الغربى، هم عملاء لأجهزة مخابرات أجنبية، فالعميل من وجهة نظرهم لا يضحى بحياته.
بينما يذهب آخرون الى أن توظيف مثل هذه التنظيمات لا يتم بالتوجيه المباشر أو باللقاء وجها لوجه، وإنما يتم على الأغلب من خلال اختراق مخابراتى للمستويات العليا فى التنظيم أو الجماعة، أو بالاستدراج والتوريط والتوظيف فى صراعات ومعارك طائفية.
على أية حال وأيا ما كانت الحقيقة، فان الآثار والنتائج المباشرة لعملية شارلى وأخواتها دائما ما تسفر عن، وتؤدى الى، مزيد من الغزو والتدخل على المستوى الخارجى ومزيد من القهر والاستبداد على المستوى الداخلى.
*****
من قصرها في مالطة ..حوار صادم لسهى عرفات لـ cnn تتهم فيه حماس بقتل الشعب الاسرائيلي
سهى عرفات تقف بجانب أبنتها زهوة عرفات (AFP)
المصدر يؤاف شاحام
بعد مرور عقد على موت زوجها، أجرت سهى عرفات، أرملة القائد الفلسطيني المتوفى، مقابلة غير معهودة وصادم لعدد كبير من العرب لشبكة البي. بي. سي. البريطانية.
لم تتوان مجرية المقابلة مع سهى، وواجهتها بحقيقة أنها تعيش براحة ورفاهية في مالطة في حين أن الشعب الفلسطيني ما زال يناضل من أجل حياته اليومية.
لكن إجابة سهى كانت جازمة: "هذا يجعلني أحس إحساسا فظيعا. أحس أنه من الصعب علي مساعدتهم لأنني لست في الجوار. حاولت المساعدة، لكن ذلك صعب علي لأنه لا يمكنني أن أكون في المنطقة، لأن هذا صعب".
"لو ذهبت إلى فلسطين مع بنتي، سيكون الكل حولنا، الكثير من الأشخاص. لا أريد ذكر أسماء، لكن لن يعجبهم هذا لو جئت مع ابنتي"
لقد أوضحت: "لو ذهبت إلى هناك مع بنتي، سيكون الكل حولنا، الكثير من الأشخاص. لا أريد ذكر أسماء، لكن لن يعجبهم هذا لو جئت مع ابنتي. يميل العالم العربي إلى التخلص من الرموز، وكان عرفات رمزا كبيرا. لقد جمع بين الفلسطينيين من كل مكان".
وفقا لأقوالها، لو كان عرفات حيا اليوم، لم يكن الانشقاق بين فتح وحماس ليستمر على ما هو عليه اليوم. وقالت في هذا السياق إنه لو أجريت الانتخابات اليوم، لم تكن حماس لتحظى بالشهرة في قطاع غزة. وفقا لأقوالها، تهدف وصاية عرفات إلى أن تكون فلسطين بلدا إسلامية لكن علمانية، خالية من التطرف، مثل لبنان أو الأردن.
كان انتقاد عرفات لحماس حادا جدا: "الإسلام دين التسامح، وما يفعلونه باسم الإسلام غير مقبول ولا معقول". وقد أضافت أن أفعال حماس التي منعت نشطاء فتح في غزة من إقامة مناسبة ذكرى موت زوجها هي أفعال مستنكرة".
"يجب أن تعترفوا بإسرائيل. لا تقولوا لي إنكم الآن ستمحون إسرائيل عن الوجود، من النهر إلى البحر"
عدا عن ذلك، استنكرت سهى عرفات قيام حماس بإطلاق القذائف من غزة، والتي ستؤدي في النهاية، لموت فلسطينيين. "حفرتم الأنفاق، ولماذا لم تبنوا الملاجئ؟ يجب أن تعترفوا بإسرائيل. لا تقولوا لي إنكم الآن ستمحون إسرائيل عن الوجود، من النهر إلى البحر".
أما فيما يخص موت ياسر عرفات، قالت سهى إنها ما زالت تعتقد أن عرفات قُتل وسُمم. كان عرفات سليما ومعافى قبل القيام بذلك. كما وواظب على تغذية متوازنة. مع ذلك، قالت إنها لا تتهم بذلك أحدا. لقد أنكرت كل الاتهامات التي تفيد أنها ورثت أموالا كثيرة من زوجها، وادعت أنها محاولة للإضرار بذكرى عرفات: "ولدت في فلسطين، عشت حياة المعاناة التي عاشها الشعب الفلسطيني، ولا أحد يمكنه أن يحاسبني".
اهالى اسنا بالاقصر يحطمون تمثالا اقامه رجال الحزب الوطنى للسيسي
تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي،" فيس بوك" و "تويتر"، مقطع فيديو يظهر تحطيم تمثال أقامه اعضاء بالحزب الوطنى في مدينة إسنا بالأقصر للرئيس عبدالفتاح السيسي، على يد مجهولين.
وقد أقام المواطن فاروق السيد جاد، بمعاونة عدد من اعضاء الحزب الوطنى ، في عام 2012 بصنع التمثال من الجبس والجير وبمواد بدائية، ثم قام بتلوينه ووضعه في وسط قرية بإسنا جنوب الأقصر، حيث يقف "السيسي" وعلى يديه اليسرى نسر، مرتديا البدلة العسكرية.
خبير قانوني: تسريب السيسي يثبت جرائم التحريض وعقوبتها تصل إلى الإعدام
قال الدكتور السيد أبو الخير -الخبير القانوني-: إن هذه التسريبات الأخيرة التي أذاعتها فضائية "مكملين" من مكتب السيسي بجانب ما تكشف عنه من هيمنة العسكر على الإعلام وتوظيفه لها بما يخدم مصالحه الخاصة، فإنها على الجانب الآخر تكشف تورط العديد من الجهات ومشاركتها فى كافة الجرائم التي إرتكبت ضد المصريين ليس فقط منذ الانقلاب العسكري، وإنما منذ قيام ثورة يناير.
أكد -في تصريحات صحفية - أنه وفقا لقانون العقوبات المصري، فإن هذا التسريب يندرج تحت جرائم التحريض والتي تصل عقوباتها للإعدام شنقًا.
وأضاف: الأذرع الإعلامية هي التي استجابت ونفذت الأوامر.. وبثت أخبارا كاذبة وحرضت على ارتكاب الجرائم وبررتها من أجل تسويغ الانقلاب العسكري، معتبرًا أن هذه التسريبات تحمل دليل إدانة للطرفين؛ المحرض وهم قيادات العسكر.. والمنفذ وهو الإعلام، الذي مارس بدوره التحريض من أجل تهييج الرأي العام وتوجيهه.
وتابع: التسريب كان بمثابة تلقين جمل نصية للإعلاميين ليمارسوا بها التضليل المباشر على الشعب، من بينها الأكذوبة التى روجها كل إعلامي الانقلاب بأن قائد الانقلاب ضحى بنفسه من أجل الشعب، وغيرها من الأضاليل الأخرى، بما يؤكد تواطئ الجميع ضد الشعب والاستهانه به، كما يكشف أمام جميع من خدعوا بأكاذيب الإعلام حقيقية المؤامرة التي قادها العسكر.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)