13 يناير 2015

واقعة خطيرة: اغتصاب وابتزاز لمعتقلات في سجن عراقي

بغداد - براء الشمري
أفاد بعض ذوي نزيلات سجن الجادرية للنساء، في العاصمة العراقية بغداد لـ"العربي الجديد"، عن حدوث حالات اغتصاب وابتزاز للسجينات.
وقالت "أم ماهر" شقيقة إحدى السجينات لـ"العربي الجديد" إنها فوجئت خلال زيارتها الأخيرة للسجن بحالة الرعب والخوف لدى أختها وباقي النزيلات، بعد قيام مسؤولي السجن باختيار بعض النساء الجميلات وإرغامهن على الخروج لقضاء ليالي سهر مع أشخاص متنفذين في الدولة العراقية وقادة المليشيات.
وأوضحت أم ماهر، التي فضلت الحديث باسم مستعار، أن بعض السجّانات يقمن بإعداد قوائم بأجمل النزيلات، وإرسال صورهن إلى المسؤولين الذين يلتقون في نادٍ ترفيهيٍ ومطعم كبير افتتح حديثا في منطقة "سدة العرصات" القريبة من السجن، وفي اليوم التالي تأتي لتجبر من وقع عليها الاختيار لمرافقتها للمبيت مع أحد الأشخاص المتنفذين، مقابل مبالغ مالية كبيرة تدفع للسجانات، مضيفة "بعض الفتيات اللاتي رفضن الانصياع لأوامر القائمات على السجن تعرضن للاغتصاب على يد بعض الضباط والمسؤولين".
وفي سياق متصل، طالب عم إحدى السجينات، أبوعماد القيسي، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بإرسال لجنة عاجلة لتقصي حقيقة ما يحدث من جرائم اغتصاب وابتزاز داخل السجن، الذي أصبح مكانا ترفيهيا للمتنفذين وزعماء المليشيات.
وبين، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن قريبته تعرضت للتعذيب والإهانة على يد حارسات السجن، بسبب رفضها السهر والمبيت في النادي الترفيهي القريب من مقر الاحتجاز. وأوضح أنه منع شقيقاتها من زيارتها، بسبب تعرضهن للتحرش من حراس باب السجن الخارجي في الزيارات السابقة.
وسبق للمركز العراقي للتوثيق والدراسات كشفه عن تعرض عدد من النساء للاغتصاب في سجون الحكومة العراقية، من بينها سجن الجادرية للنساء، الذي أنشئ خلال فترة الاقتتال الطائفي في العراق عام 2006، وسجن النساء في الكاظمية.
كما حذرت منظمة العفو الدولية، في تقرير سابق، من الانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان في السجون العراقية، مشيرة إلى وجود حالات اغتصاب وتعذيب بحق المعتقلات، وطلب مبالغ مالية كبيرة كرشى من المعتقلات والمعتقلين الأبرياء، الذين يتم اعتقالهم بتهم كيدية بناء على وشاية المخبر السري.
وتعيد هذه الأنباء إلى أذهان العراقيين، فضيحة السجن السري في الجادرية "سيئ السمعة" الذي اكتشفته القوات الأميركية عام 2010، وكان يضم ملجأ سريا تحت الأرض، فيه أكثر من 170 معتقلا بدون أوامر قضائية، وتعرضوا لشتى أنواع التعذيب كسلخ جلودهم، وثقب أجسامهم بآلات حادة وقلع أظافرهم.

فيديو .. نتحدى ان نجد حاكم عربي واحد يساعد اللاجئين السوريين مثل اردوغان



حتى لا ننسي ..فيديو .. حمدين صباحى : تم تزوير 5 ملايين صوت لصالح شفيق

عادل السامولى : السيناريو القادم في مصر إعفاء السيسى من منصبه

أصدر عادل محمد السامولي رئيس المجلس السياسي للمعارضة المصرية تصريح قال فيه ان اعفاء السيسي من منصبه طوق نجاة لمصر وللمؤسسة العسكرية
واشار ان صدمة وخيبة أمل ستعم أنصار السيسي بعدما يصدر قرار اعفاء السيسي من منصبه كرئيس لمصر معتبرا القرار (الصادم) هو طوق النجاة الوحيد امام المؤسسة العسكرية لانقاذ البلاد وانتشالها من التوجه مجددا نحو المجهول هذا القرار سبق للزعيم الراحل جمال عبد الناصر ورفاقه ان اتخذوه في حق الرئيس محمد نجيب
واكد ان عهد السيسي بدأ بتقديمه على انه الزعيم الوطني وناصر جديد لكن السيسي يعلم جيدا اكثر من غيره انه ليس عبد الناصر رحمه الله عبد الفتاح السيسي في منصب الرئيس بالفعل لكن (الدولة العميقة والثورة المضادة) تمسك بزمام الامور في مصر
سياسة ، اقتصاد، اعلام ، مخابرات ، قضاء، وباقي المؤسسات.
مصر بعد اعفاء السيسي من منصب الرئيس ستكون في (مرحلة سكتة قلبية سياسية ) لان مشكلة مصر في نخبتها وامام ازمة نخبة تتحمل أمانة ادارة شؤون البلاد والشعب بعد نهاية حكم السيسي لن يقبل بحاكم عسكري او من حاكم التيار الاسلامي مجددا
وقال لن تسمع في مصر( عايزين مرسي) الا من اعضاء الجماعة لكن لن تسمع ذلك النداء من طلاب الجامعات او من الشباب الثوري او من الاغلبية نهاية حكم السيسي ستكون موعد ميلاد نخبة جديدة سيقبل بها قادة الجيش المصري لان الموجة الثورية لازالت متجذرة في أعماق الشباب وهول صدمة المصريين في فشل السيسي سياسيا واقتصاديا باتت وشيكة الحدوث
وقال لن تفلح الاموال الخليجية في ضخ نبض الحياة في نظام السيسي والخليج نفسه الان يدخل متاهات الحرب ضد داعش وحكام كثيرون في الخليج لا يمكنهم الا تنفيذ الاوامر الامريكية والقول" سمعنا وأطعنا يا أمريكا "
ان السيسي لا يعلم انه يطعن نفسه كل يوم حتى يصل لحظة ( احتضار حكمه ) باستمرار رجال نظام الاستبداد والفساد و هو يحيط نفسه بكل هؤلاء المجرمين واللصوص من عهد مبارك
المؤسسة العسكرية التي تولت خلع مبارك وعزل مرسي ستكون امام لحظة تاريخية مجددا لانقاذ البلاد باعفاء الرئيس السيسي

المفكر محمد سيف الدولة يكتب: كلهم شارلى أو كواشى أو أحمد فمن انت؟

ضربت رصاصات شارلى إبدو الجميع. فانقسم العالم الى جماعات متعددة، على رأسها جماعة "كلنا شارلى" ولكن هناك ايضا جماعة "كلنا كواشى" وجماعة "كلنا احمد مرابط" وجماعات أخرى:
***
أما جماعة (كلنا شارلى) فتقول: اننا نحب الحرية ونقدسها بلا حدود أو قيود. نعيش فى بلاد العشق والفن والجمال. نعيش فى فرنسا صاحبة اول ثورة انسانية تدعو الى الحرية والإخاء والمساواة. لا فرق بيننا على اساس اللون او الجنس او الدين. ونحن قبلة الاحرار والمفكرين والفلاسفة من كل بلاد العالم. ومن عندنا خرجت مأثورة فولتير الشهيرة التى اصبحت مبدأ ساميا لكل الشعوب المتحضرة والتى قال فيها(( قد اختلف معك فى الراى ولكنى على استعداد ان ادفع حياتى ثمنا لكى تقول رايك))
فالحرية هى عقيدتنا الوحيدة، لا يوجد ما يعلوها او يسمو عليها. لا مقدسات سواها. فهى روحنا ورمز شخصيتنا وهويتنا، تماما كما كانت ابراج نيويورك رمزا للولايات المتحدة الأمريكية. فتأتون انتم اليوم لتعتدوا عليها، وتهددوا افضل ما فينا. تقتلون الناس على افكارهم ومعتقداتهم وكلماتهم وما تسطره ايديهم. تواجهون الأقلام بالرصاص. يا لكم من مجرمين.
ماذ فعلنا لكم؟ وكيف يمكن لبضعة رسومات أو ألوان ان تتسبب فى أذيتكم؟ ان لم تعجبكم، فلا احد يمنعكم من الرد عليها برسومات مضادة وأفكار مختلفة. فالكلمة تقاوَم الكلمة والفكرة بالفكرة، ولكن ليس بالقتل والإرهاب.
لماذا تقتلون 12 انسانا بريئا هكذا؟ لماذا غدرتم بنا؟ بعد ان أعطيناكم الأمان وفتحنا لكم بلادنا لتهاجروا اليها وتعيشوا فيها وتتجنسوا بجنسيتها وتتمتعوا بحرياتها وخيراتها؟ ولم نطلب منكم فى المقابل سوى مطلبا واحدا هو ان تحترموا طريقتنا فى الحياة. ان تتقاسموها معنا وتشاركونا فيها وان تندمجوا فى قيمها وثقافتها، لا ان تهددوها وتعتدوا عليها. ان كنتم ترفضوها وتكرهوها وتحنقوا عليها الى هذا الحد، فلماذا اتيتم الينا؟ لماذا لم تبقوا فى بلادكم؟ او تهاجروا الى بلاد شبيهة ببلادكم؟
اننا لن نستسلم لكراهيتكم وإرهابكم أبدا، ولن تخيفنا جرائمكم و تهديداتكم، ولن نسمح لأمثالكم بالحياة بيننا، وسنطاردكم ونحارب افكاركم حتى النهاية. ولا يخطر ببالكم للحظة واحدة انكم حققتم مرادكم، فكلنا شارلى.
***
اما جماعة (كلنا كواشى) من انصار سعيد و شريف كواشى فيردون: لم نعد نحتمل اساءاتكم لنا ولديننا ولرسولنا الكريم الذى نحبه ونجله كثيرا وندعو له كل يوم فى صلواتنا فمنتهى آمالنا ومرادنا ان نقتدى به وبسنته فى كل شئون حياتنا. وان فى رسوماتكم الساخرة المسيئة، عدوانا وإهانة بالغة وعميقة وجارحة لكرامتنا ومعتقداتنا ومقدساتنا. ولقد حاولنا كثيرا ان ننبهكم الى ذلك، كتبنا وتظاهرنا وحذرنا مرارا وتكرارا. لجأنا الى القانون والقضاء، عبرنا عن غضبنا بكل السبل والطرق السلمية ولكننا لم نر منكم إلا مزيدا من السخرية.
لماذا لم تدركوا اننا لم يعد لدينا سوى ديننا، فهو درعنا الأخير، بعد ان جردتونا من الحق والمقدرة على الدفاع عن أوطاننا المغتصبة فى فلسطين والعراق وأفغانستان، او تحرير الأمة من هيمنتكم وشروطكم وقيودكم. وتواطأتم مع حكامنا لتذيقونا كل مشاعر الذل والاستعباد والتبعية والضعف والخنوع والدونية.
تعطون لأنفسكم الحق فى السخرية منا بذريعة وقحة وهى انكم تسخرون من الجميع وليس من ديننا فقط. وهو ليس مبررا مقبولا لكى نتحمل اهانتكم لنا، فلكم قيمكم ومعاييركم ولنا قيمنا ومعاييرنا.
كما انكم تكذبون فى ادعائكم هذا، فمن منكم يجرؤ على الاقتراب من اليهود واسرائيل؟ ان قوانينكم تدين على الفور كل من يفعل، بتهمة معاداة السامية. هل تتذكرون ماذا فعلتم مع روجيه جارودى احد كبار مفكريكم عندما انتقد اسرائيل؟
كما ان ادعاءكم ان بلادكم هى بلاد الحرية هى كذبة كبيرة. انظروا كيف تتعاملون معنا بتعالى وعنصرية وتهميش. وتضيقون علينا فى الوظائف وتمنعون الحجاب فى المدارس والمعاهد الحكومية، وتقيدون بناء المساجد، وتشجعون الاسلاموفوبيا وتيارات وحملات العداء والكراهية ضد الاجانب.
تتذمرون وتتهموننا بتهديد طريقتكم فى الحياة، فلماذا تسمحون لأنفسكم بالتدخل فى بلادنا فى ليبيا والعراق ولبنان ومالى. وألستم انتم احد اهم اسباب تخلفنا وفقرنا باستعماركم لنا وتقسيمكم لأوطاننا ونهبكم لثرواتنا. هذا الفقر الذى دفع امثالنا للهجرة الى بلادكم أملا فى فرصة افضل من الحياة التى سلبها منا اسلافكم.
تدينون وتنزعجون وتولولون من بضعة رصاصات قتلت عددا قليلا من الأفراد، بينما تستبيحون لأنفسكم كل يوم قتل الالاف منا فى اراضينا وأوطاننا، بطائراتكم وقنابلكم وصواريخكم ومبيعات اسلحتكم ومؤامراتكم وتحالفاتكم، يا لكم من منافقين.
ان لم ترفعوا ايديكم عنا، وان لم ترحلوا عن بلادنا، وان لم تكفوا عن التدخل فى شئوننا، والاستخفاف بنا وبمعتقداتنا، فاننا لن نترككم تعيشون فى امان.
ولا يغرنكم قتلكم لسعيد وشريف، فكلنا كواشى.
***
اما جماعة "كلنا مرابط" فتقول: كلنا "احمد مرابط" الشرطى الفرنسى المسلم ذو الاصل العربى المغربى، الذى قتلته رصاصاتكم الارهابية حين كان يحاول ان يقوم بواجبه ويؤدى عمله فى الدفاع عن سلامة وامن الفرنسيين الذين ينتمى اليهم. لقد كان سعيدا بعمله وفخورا به. كان سعيدا انه يدخل الطمأنينة على اشقائه من الصحفيين الفرنسيين الذين يعملون فى شارلى، حتى لو اختلف معهم. فدوره هو حماية كل الناس من المخاطر والاعتداءات طالما لم يعتدوا على احد.
لم يتردد لحظة فى القيام بهذا الدور. حتى حين عاتبه بعض الاصدقاء بانه لا يجوز ان يقبل هذه الوظيفة فى هذا المكان، لانه يشارك من حيث لا يدرى فى حماية اعداء دينه. فسخر منهم، واندهش من ضحالة افكارهم. فهذه فرنسا بلدنا الجديدة التى هاجرنا اليها طلبا للعيش والحرية التى نفتقدها فى بلادنا. فرنسا بلد الرأى والرأى الآخر، بلد المؤمن والملحد والوثنى، المسيحى واليهودى والمسلم والبوذى والهندوسى، بلد حرية الفكر والاعتقاد والانتماء.
فماذا يريد هؤلاء المتطرفون والقتلة؟ هل يريدون ان ينقلوا كل الويلات التى هربنا منها فى بلادنا الى هنا؟ الا يرون ما يحدث هناك؟ وكيف يقتتلون ويقتلون بعضهم بعضا بالمئات كل يوم. وكيف يكون مصير المختلفين والمعارضين هو القتل او السجن او المطاردة؟
الم يسألوا انفسهم لماذا لم يعبأ احد فى العالم بمقتل 37 يمنى بسيارة مفخخة فى صنعاء فى ذات اليوم الذى حدث فيه الاعتداء على شارلى ابدو؟ بينما انقلب العالم على ما حدث هنا.
ان الحياة والانسان هنا لهم معنى وقيمة، ولكن هناك لا قيمة لنا. هذا هو ما دافع "أحمد" عنه وسندافع عنه ونحميه ونتمسك به ونقدم حياتنا فداء له، من بعده.
ثم الا يعلمون حجم الاذى والضرر والمخاطر التى يعرضون لها كل الجاليات العربية والاسلامية فى فرنسا واوروبا؟ الا يتذكرون ما حدث فى امريكا بعد 11 سبتمبر 2001 وكيف تحول كل عربى او مسلم الى مشروع ارهابى محتمل الى ان يثبت العكس.
والا يدركون انهم يعصفون بجهود الملايين منا على مدى عقود طويلة فى التعايش مع الاوروبيين، والنجاح فى كسب حبهم وثقتهم واعترافهم بنا، بل ونشر الدعوة الاسلامية بينهم حتى اصبحنا نحتل الترتيب الثانى فى الجاليات الدينية فى فرنسا وغيرها.
والا يرون حجم الخدمات المجانية التى يقدموها الى اليمين الفرنسى والاوروبى والى اليهود الصهاينة والى اسرائيل، الذين ينادوا جميعا بطردنا وإعادتنا الى بلادنا وإغلاق ابواب الهجرة فى وجوهنا. وتروج ضد جنسنا وديننا ودعوتنا ودعاتنا.
ثم ماذا كانت نتيجة جريمتهم الارهابية؟
الدنيا انقلبت عليهم؟ وعادت اصابع الاتهام مرة أخرى للاسلام والمسلمين، لتزيد تلك الاجواء من الشك والخوف والريبة منا، التى ضربت اوروبا فى السنوات الاخيرة. بل قامت عشرات الصحف على امتداد اوروبا بإعادة نشر تلك الرسومات التى نكرهها.
انكم قتلة وإرهابيون وأغبياء وجهلاء فى اصول الدين والدعوة والوطنية والثقافة. انتم لا تمثلوننا، فكلنا احمد مرابط.
***
واخيرا وليس آخرا هناك اتجاه يدين ما حدث، ولكنه يدعو الى التمهل فى التقييم وإصدار الأحكام، حتى تتكشف الصورة الكاملة وتظهر النتائج والتوابع الدولية والإقليمية وما اذا كانت ستسفر عن غزو جديد.
ويتساءل من يقف وراء هذه الجريمة الارهابية؟ وهل وقعت بسبب الرسوم المسيئة للرسول؟ ام ردا على تورط فرنسا فى ليبيا والعراق ومالى؟ ام انه عملية مخابراتية تستهدف تغذية الاسلاموفوبيا فى فرنسا وأوروبا؟ أو لتبرير اجتياح بلادنا بذريعة الحرب على الارهاب؟ وهل يمكن تبرئة فرنسا والدول الغربية من دورها فى توظيف ورعاية وتمويل عدد من الجماعات الارهابية لتفجير الصراعات الطائفية والحروب الاهلية فى البلاد العربية والاسلامية؟
ويذَكر اصحاب هذا الاتجاه بأننا لم نتيقن حتى الآن من حقيقة ما جرى فى 11 سبتمبر 2001. بل وأصابنا كثير من الشك فى ان يكون عملا مخابراتيا امريكيا لتبرير غزو العراق وأفغانستان. خاصة وأن القتلة المتهمين فى حالتى امريكا و فرنسا، لم ينجُ منهم احدا لكى نتيقن من صحة الروايات الرسمية المتداولة.
*****

كاتب يهودي: الاحتلال أفظع إرهاب ومن شارك في مسيرة باريس منافقون

قال الدكتور صالح النعامي الباحث المتخصص في الدراسات الاسرائيلية إن الكاتب اليهودي رون ميفر حقَّر فرنسا لسماحها بمشاركة نتنياهو في مسيرة باريس، وذكرها بأنه "أحط إرهابي"
وذكر النعامي فى تغريدة له علي موقع حسابه بموقع تويتر أن الكاتب اليهودي إيلي دايفوتش قال إن الاحتلال الإسرائيلي أفظع إرهاب ومن شارك في مسيرة باريس منافقون
وذكَّر بأن الوزير الصهيوني نفتالي.بنات الذي شارك مع أبو مازن وملك الأردن في مسيرة باريس قال مؤخراً: "ما الخطأ في قتل العرب، لقد قتلت الكثير منهم".

الإندبندنت: ما حدث فى باريس مقترن بتاريخ فرنسا في الجزائر

نشر الصحفي البريطاني “روبرت فيسك” مقالا بصحيفة الإندبندنت، يحلل الأحداث التى شهدتها العاصمة الفرنسية باريس خلال الأسبوع الماضي، بداية من قتل طاقم مجلة “تشارلي إبدو” وانتهاء باحتجاز رهائن داخل أحد المطاعم الفرنسية الجمعة. يقول “فيسك” إنه منذ أن تلقى خبر الهجوم على صحيفة “تشارلى إبدو” الفرنسية وجد كلمة الجزائر تتردد داخل رأسه، وعندما عرف هوية المهاجمين على مقر المجلة- الأخوان سعيد وشريف كوشي- وأصلهما الجزائري وجد الكلمة تتردد بقوة أكبر داخل رأسه.
يعود “فيسك” في مقاله إلى فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر والظروف التى أحاطت به، وحرب التحرر الجزائرية من العام 54 حتى 1962 التي شهدت وحشية من قبل المحتل الفرنسي الذي حصد أرواح ما يقارب مليون ونصف المليون من الجزائريين، وهي جرائم غير معترف بها حتى الآن من قبل فرنسا.
يحلل “فيسك” العلاقة التى ربطت بين فرنسا والجزائر التى يبلغ عدد من يحمل أصولها فى فرنسا حوالي 5 ملايين نسمة من 6.5 مليون مسلم يعيش داخل فرنسا، فمن احتلال استمر 132 عاما شهد كل الجرائم ومحاولة تنصير البلد الشمال أفريقي، وتحويل ثقافته إلى الفرنسية، حتى ما بعد التحرر وسيطرة ديكتاتورية عسكرية على مقاليد السلطة في الجزائر.
يقول “فيسك”، إن الديكتاتورية العسكرية الجزائرية وجدت في فرنسا نصيرا فى حربها ضد الإسلاميين في الجزائر في فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، هؤلاء الإسلاميون الذين ذهب البعض منهم للاشتراك في حرب الجهاد المقدس ضد الاتحاد السوفيتى فى ثمانينيات القرن الماضي، وذهب البعض الآخر منهم للاشتراك في الحرب العراقية ضد قوات الغزو الأمريكي-البريطانى.
ويرى “فيسك” أن العلاقة المعقدة بين فرنسا-المسكوت عن جرائمها في الجزائر- وبين السلطة الحاكمة في الجزائر، بكل تعقيداتها، لديها يد بشكل أو بآخر فيما حدث من عمليات إرهابية فى عاصمة النور “باريس″ خلال الأسبوع الماضي، مستشهدا بمقولة لأحد الدبلوماسيين الأمريكيين بأن ما تقوم به سلطات الجزائر من عمليات مطاردة ضد التيار الإسلامى، يجعل الأخير يبحث عن قضية يقاتل من أجلها خارج الجزائر، إما في العراق أو في فرنسا نفسها.

كاتب يساري فرنسي الى الرئيس الفرنسي : نحن نفتقد للنزاهة في التعامل مع المسلمين

المصدر
وجه الكاتب والنشط اليساري الفرنسي ميشيل فيدو رسالة الي الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند منتقدا موقف فرنسا الذى ثار لمقتل الصحفيين ولم يثر للسخرية المتكررة من نبي المسلمين.
وجاء في رسالة النشاط الفرنسي:
علينا أن نكون عادلين ، إذا كنا ضد الإرهاب ولسنا ضد الإسلام ، فما معنى السخرية والاستهزاء من نبي الإسلام محمد ؟!
لقد قمت بسؤال محرِري صحيفة "شارلي - إيبدو" هل كان النبي محمد إرهابيًا؟
أحب أن أسال السيد الرئيس : من الذي بدأ، اليس نحن إعلاميا وعسكريا من بدأناهم !
اوﻻً : بنشر صور مسيئة لنبيهم .
وثانيًا: إرسال طائرات لقتل أبنائهم في العراق، كما قال مكتب حقوق الانسان في بغداد أن أعداد القتلى المدنيين الأبرياء في العراق جراء القصف الجوي"اضعاف اضعاف" قتلى داعش.
هولاء لم يأتوا إلينا يا سيادة الرئيس نحن ذهبنا لهم ، وعلينا أن نتوقع ردود أفعالهم ، وأن نتحمل النتائج.
لقد سمعت ترجمة لكلمة الناطق باسم الإرهابين يقول: (علينا أن نُعلم الفرنسيين معنى حرية التعبير بإنها ليست الإساءه إلى أنبياء الله -ويضيف قائلاً- أن لغة الرصاص هي اللغة الوحيدة التي يفهمها هوﻻء)
هذا الكلام ياسيادة الرئيس علينا أن نقرأه جيدًا.

حاجة العرب إلى ابن خلدون القرن 21

د. هشام العوضي*
*أستاذ مشارك في التاريخ والعلاقات الدولية – الجامعة الأميركية في الكويت
تدعو هذه المقالة المعرفيّين العرب إلى تأسيس مجمَع خلدوني مُبتكِر، لا ينشغل بالأحداث العربية التي تشبّعت بها الساحة، ولم تُسفِر سوى عن مزيد من التشوّش والاضطراب في الرؤية، ولكن التأمل الجذوري العميق في ما يجري للخروج بمعادلة أو نمط استدلالي آخر لما يحدث ولما سوف يحدث، على شاكلة المعادلة التي خرج بها ابن خلدون في فلسفته للتاريخ. وستستعرض هذه المقالة المختزلة نشأة الدولة العربية والتحدّيات التي تواجهها حالياً ومستقبلاً، وما يشبه المقترح لمعادلة خلدونية معاصرة.
مجمل ما تخيّله القوميون الأوائل هو إقامة دول إقليمية مركزها الشام الكبرى أو العراق، أو مملكة تقليدية ثقلها في شبه الجزيرة العربية – الحجاز تحديداً. ولكن طموح القوميّين في إقامة دولتهم العربية الموحّدة لم يتحقّق، لأن سطوة القوّة المركزية لإسطنبول تغوّلت داخل المناطق العربية في أواخر القرن 19 بدرجة أفقدت هذه المناطق حالة الاستقلال النسبي الذي حظيت به في الماضي، ولأن القوّة الأوروبية التي أسقطت الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى قسّمت المنطقة وفق المصالح الأوروبية، وليس وفق المخيّلة العربية التي بشّر بها القوميّون الأوائل.
وتحوّلت الأجندة العربية من إقامة كيان عربي موحّد إلى الرغبة في الاستقلال بالدول التي للتوّ رسمت حدودها القوّة الأجنبية ذاتها التي قاوموها. وبمرور الوقت، تكرّست شرعية هذه الحدود، وشرعية المؤسّسات والرموز التي انبثقت عنها، كالدستور، والمجالس النيابية، وعلم الدولة ووحدتها النقدية. وذهب الجيل الذي شهد ولادة الدولة الحديثة وجاءت أجيال جديدة تطّبعت مع الواقع الذي لم تشهد غيره. وحتى جيل الإسلاميين الذين ولدوا بعد نشأة الدولة القومية واستقلالها في الخمسينيات والستينيات، والذين ظلّوا يتحدّثون عن الأمّة بوصفها يوتوبيا متخيَّلة، لم يجدوا حرجاً شرعياً من التعايش الطوعي مع الحدود المصطنعة. ولم يكن التحدّي الذي واجهته الأنظمة العربية وقتئذ هو شرعية حدود دولها (أصبحت بالنسبة إليهم مسلّمة) وإنما في أدائها كأنظمة حاكمة. 
وعلى الرغم من أن تلك الأنظمة لم تحقّـق إنجازات هائلة ومطّردة، إلاّ أنها ظلّت تحكم لعقود طويلة لسببين: أولاً، توغّل تلك الأنظمة في فضاءات المجتمع، واحتكار وسائل القمع، وصناعة الرأي العام، وبالتالي منع أيّة محاولة للتحشّد الجماهيري ضدّها. وثانياً، الدعم الأمني والاقتصادي الذي قدّمته القوى الكبرى لتلك الأنظمة. وبالتالي، وطبقاً لنزيه الأيوبي، (مؤرّخ مصري حديث، أستاذ فلسفة التاريخ المعاصر في جامعة كاليفورنيا سابقاً، رحل عن عمر ناهز الـ51 عاماً (1944- 1995) لم يدلّ استقرار الدولة على صلابتها، وإنما على سطوتها، و”سطوة الدولة قد لا تشير إلى قوّة الدولة، إذ إن الدولة القوية تكمّل المجتمع ولا تناقضه، ولا تُظهر قوّتها في إخضاعها له، بل في قدرتها على العمل مع مراكز القوّة في المجتمع أو من خلالها“ [من كتاب ”تضخيم الدولة العربية.. الدولة والمجتمع في الشرق الأوسط“ لنزيه الأيوبي - ترجمة أحمد حسين وإصدار المنظّمة العربية للترجمة،ـ بيروت 2010]. وفيما بعد أحدثت تفجيرات سبتمبر2001 ردّة عميقة في التصوّر الغربي، خلاصتها أن دعم الأنظمة السلطوية يولّد الإرهاب، والمطلوب الضغط على تلك الأنظمة لدعم نسبي للحريات التي تُنفّس عن الشعب وتُقصيه عن اللجوء إلى العنف. 
غير أن ملفّ العلاقة بين الأنظمة والجماهير لم تعد السلطة تحتكر بنوده، فأدوات التأثير والنفوذ التي كانت تحتكرها السلطة تآكلت، بظهور قنوات التلفزة الخاصة، وللمرّة الأولى، العابرة لحدود الدول العربية وشعوبها، تطرح على شاشتها وبجرأة موضوعات هي من الممنوعات أو المحرَّمات (”التابو“) السياسية الموروثة والمتّبعة. كما مكّنت تلك القنواتُ الجماهير (masses) من التعبير عن رأيها، من خلال الاتصالات الهاتفية الخاصة ببرامج هذه أو تلك من القنوات الفضائية. ثم إن الإنترنت، ومن بعدها شبكات التواصل الاجتماعي (فيسبوك، وتويتر تحديداً) مكّنت الأفراد (individuals) من حشد الجماهير وتوجيهها. 
وعلى الرغم من استمرار دعم القوى الكبرى (ما خلا الدعم الأمني الذي خفّ بعد أحداث 11 سبتمبر)، إلّا أن تراكم إخفاق الأنظمة في الإنجاز، خلق حالة من السخط الشعبي المتزايد، والذي لم تعد ترهبه سطوة الدولة الواهنة. ولم يأتِ ”الربيع العربي“ كمرحلة كي يخلق معنى جديداً واضحاً في تطوّر صيرورة العرب، ولكن على العكس، خلق فوضى ومزيداً من التشوّش في محاولة فهم إلى أين يتجه العرب؟ وما هو مصير أنظمتهم وحدود دولهم القومية؟ وهذه الضبابية في الرؤية، على الرغم من تشبّع الساحة بالأحداث، هي التي عزّزت حاجة العرب اليوم إلى البحث عن معنى لما يحدث، وليس التعرف إلى ما يحدث. وبمعنى آخر، قد يبدو هذا الأمر بالنسبة إلى البعض رومانسياً، ولكنّه في رأيي يندرج في صميم الواقعية، حيث إن العرب عادوا بالفعل إلى مَسيسِ حاجتِهم إلى عقل ابن خلدون وفلسفته في التاريخ وعلم العمران البشري (علم الاجتماع) وذلك أكثر بكثير من حاجتهم إلى عقل الطبري ومدرسته السردية للتاريخ.
حاجة العرب إلى ابن خلدون القرن 21
ان ما يميّز القرن 21 هو تسارع وتيرة الأحداث فيه، ولدرجة لم تعد تسمح بالتأمل والخروج بمعنى عام، أو بصورة كليّة لما يحدث. وهذا الأمر لا يخصّ العالم العربي وحده، وإنما هو، على ما يبدو، إحدى ميزات القرن الـ21 التي تشمل العالم كلّه. من هنا فلم تعد الحاجة ضرورية اليوم إلى المعلومات التي تيسّر الحصول عليها بضربة زر (الاطلاع على ويكيبيديا مثلاً) والتي أحياناً لا تزيد القارئ سوى تشوّشاً وإنما إلى مَن يعالج هذه المعلومات، والخروج بصورة كليّة أو نمط منتظم (pattern) أو قوالب وإن تقريبية، تُعطي معنىً لما يحدث. 
إننا نعيش منذ قرون، وحتى اليوم، أفق مدرسة الطبري في التاريخ، بينما الأصحّ، لنا ولأجيالنا من بعدنا، أن نعيش أفق مدرسة ابن خلدون، وبخاصة لجهة فلسفة التاريخ. عاش الطبري في القرن التاسع بإحساس أنه يوثّق التاريخ حدثاً بحدث – وإن تضاربت الروايات – من دون أن يهتمّ بمنح قارئه معنى أو معادلة ناظمة لتلك الأحداث. ولكن ابن خلدون الذي عاش في المغرب والأندلس في القرن الرابع عشر، كتب مقدّمته بعقلية مختلفة تماماً، هي التي بالتأكيد خلّدت ذكراه كأعظم رائد كتب في فلسفة التاريخ… والذين كتبوا لاحقاً عن التاريخ العربي المعاصر هم كُثُرٌ ولا شكّ: ألبرت حوراني، فيليب حتّي، يوجين روجن وغيرهم.. وغيرهم، ولكن كان المنهج أكثر ما يكون في سرد تفاصيل الأحداث وإعطاء عناوين توصيفية للمراحل أكثر منه فلسفة أو خارطة ذهنية. 
بالنسبة إلى ابن خلدون كانت معادلة أحداث عالمه والخطوب فيه، هي هذه الدائرة: البدو يؤسِّسون دولة بفضل عصبيتهم الدينية والقبلية، البدو يفسدون من ترف الحاضرة، بدو آخرون بالعصبية نفسها يقضون على المترفين ويؤسّسون دولة جديدة، وهكذا. 
والمثير ليس أن هذه المعادلة لم تعد تصلح لفهم واقعنا، إذ الدولة العربية الراهنة مصطنعة ومسندة بدعم خارجي يُطيل من أمد النخبة المترَفة، ولكن منذ القرن الرابع عشر لم يستكمل أحدٌ عقلية ابن خلدون في تحديث معادلته، أو ربما الاجتهاد بمعادلة جديدة. وهذا هو الذي يدعونا، وبجدية مطلقة، إلى ضرورة تأسيس مُجمّع خلدوني، لا يقوم محوره على شخصية واحدة، وإنما على عقول رياديّة متنوّعة، وذات تخصّصات مختلفة، لا تنشغل، بالقطع، بما يجري من أحداث تغطّيها الصحافة يوماً بيوم، وإنما بمجمل ما تنطوي عليه هذه الأحداث من معانٍ استراتيجية تحسم حالة التشوّش والاضطراب هذه، وتتَّجه لطرح أسئلة كبرى ومتجاوزة من مثل: على أيّ مفترق فعلي يقف العرب اليوم؟ وأيّ وهمٍ يمارسونه على أنفسهم قبل غيرهم في معركة رسم مستقبلهم وتحديد هويتهم؟ والهوية، هل هي نتاج لعلاقة المجتمع بالسلطة، أم لعلاقة المجتمع بذاته تاريخاً وحضارة وإنجازاً إنسانياً؟ ثم كيف تكون الطريق إلى الديمقراطية الصحيحة؟ هل هي ”ثورية“ مثلاً وفق ما نشهده من طُرُز ”ثورات عربية“ اليوم، أم هي شأن يبدأ من الإصلاح، والإصلاح بالتأكيد ليس رفضاً للأمر الواقع، بل هو انطلاق منه لتطويره وتحسينه وصولاً إلى واقع أكثر تقدّماً منه؟ فالحركات الثورية في العالم الحديث، ولاسيّما في أوروبا، تخلَّت اليوم – كما يقول عبد الوهاب المؤدب – وبصورة نهائية، عن شعار ”إصلاح أم ثورة؟“ واختارت طريقاً وحيداً ونهائياً هو طريق الإصلاح المتدرّج.. وهكذا، فالديمقراطية هي في الحقيقة نتاج مجتمع متقدّم لمجتمعات متقدّمة، والهوية الحضارية في المحصلة تعني التاريخ، بما هو وحدة إبداعية متجدّدة لبشر أحرار وسياديّين، لا يجترّون أنفسهم في ماضيهم، وإنما يجترحون عليه، ولأجله، أسئلة جديدة لإنجازات جديدة لهم وللإنسانية جمعاء.
ولو حُقّ لنا رسم معادلة لحال الدولة العربية الراهنة اليوم لألفينا المشهد الآتي: إرادة خارجية، أو إقليمية ترسم حدودها من جديد، دولة تخفق في الأداء على المستويات كافة، وتستفزّ شعوبها، وتقودها إلى نزاعات أهلية مدمرة، أو – على الأقل – إلى صراعات سياسية أو إيديولوجية تشغلها عن التطوّر وخوض معركة التحديث التي لا بدّ منها لاستكمال كلّ خطوة نهضوية نتطلَّع إليها، والحداثة في المحصلة هي، فضلاً عن علاماتها في السباق مع الزمن والأخذ بركائز العلم وشروطه، طورٌ أخلاقيٌّ متقدّمٌ أيضاً، ومن أطواره الفكرة التوحيدية أو التضامنية نفسها

محمد الرطيان يكتب : رسالة لهذا الغرب العاطفي

(١)
أطفال سوريا يموتون في الملاجئ من البرد.
محررو صحيفة شارلي إبدو ماتوا في قاعة مكيفة وعلى مكاتبهم الأنيقة.
لا فرق بين موت وموت.. الفرق يكمن في الحياة.
أطفال سوريا ماتوا في لعبة لم يفهموها، وحرب قذرة لم يستوعبوا أسبابها، ولم يكن لهم موقف تجاهها. 
محررو الصحيفة الفرنسية ماتوا لأن لديهم موقفًا، وأصروا على نشره رغم خطورته واستفزازه لأكثر من مليار مسلم حول العالم، منهم: ٦ ملايين يعيشون في فرنسا.
أطفال سوريا تجمدوا في العراء والعالم يتفرّج على جثثهم في خبر سريع لا يحظى بأكثر من دقيقة من وقت البث.
محررو الصحيفة سيطروا على ساعات البث بالكامل، وزعماء العالم "الأول" يتسابقون للإدلاء بتصريحاتهم الشاجبة المستنكرة.. يقولونها بحزن شديد ومرارة، وبلغة قوية أحيانًا.
أوباما وقف دقيقة صمت لضحايا الصحيفة... ولم يقف ولو لثوانٍ من أجل أطفال سوريا.
بوتين أدان ما حدث ووصفه بالجريمة الشنعاء... طبعًا يتحدث عن ما جرى في الصحيفة... أما ما جرى لأطفال سوريا فالعالم كله يعلم أنه شريك فيه: كيف تكون إنسانيًا في جهة وقاتلاً في الجهة الأخرى؟!!
لا فرق بين موت وموت.. الفرق يكمن في الحياة.
(٢)
العاملون في الصحيفة الفرنسية:
قام بقتلهم إرهابيون متوترون متطرفون.
أطفال سوريا:
قام بقتلهم دول وأنظمة وأجهزة استخباراتية وجماعات شارك بصناعتها مؤسسات ودول يديرها أناس عقلاء... وفي الأخير، يُتهم البرد بقتلهم!
لا فرق بين موت وموت.. الفرق يكمن في الحياة.
(٣)
في نفس هذا الأسبوع:
قتلى على الحدود السعودية الشمالية.
قتلى في انفجار في العراق.
عشرات القتلى في صنعاء.
قتلى في سوريا ولبنان وليبيا ومصر وفلسطين واليمن. 
إبادات هنا وهناك وعلى امتداد خارطتنا الدموية.
و.. قتلى في باريس.
لا فرق بين موت وموت، ولكن.. هل هنالك فرق بين قتيل وقتيل؟!.. أحيانًا: نعم!
(٤)
هذا الغرب العظيم الرائع الذي قدّم للبشرية الكثير من المنجزات والابتكارات الرائعة: إنسانيته فيها خلل!
يحزن في الوقت الذي يختاره، ويذرف دموعه على مشهد واحد وينسى بقية المشاهد.
هذا "الغرب" يتسمّر أمام الشاشة ليتابع بقلق عملية إنقاذ قطة صغيرة علقت في أعلى الشجرة، وبالكاد تكمل المذيعة الخبر لشدة حزنها... وفي الخبر التالي تقول دون أن يهتز لها طرف: إن ثلة من جنود الغرب أبادوا قرية كاملة في أفغانستان لـ(شكهم) بوجود "إرهابي" في حفل زواج في تلك القرية!
أنا لا أصدق هذه الإنسانية التي يهزها موت قطة ولا تهتز لإبادة قرية كاملة.
لا أصدق الحزن الذي لم يحزن بسبب سقوط أسقف البيوت على رؤوس أطفال غزة طوال شهر كامل.
فتّش أيها "الغرب" الجميل بقوائم قتلاك، وقارن بينها وبين قتلى الشرق... سيفزعك الفرق في عدد الجثث التي تتركها وراءك!
كان، وما يزال، يأتي إليك "الشرق" - في الغالب - بحثًا عن العمل الشريف والمعرفة والحياة الآمنة.. وتمنحها له.
وكنت تأتي إليه - في الغالب - قاتلاً ومحتلاً وسارقًا لثرواته.
كم قتلت منه خلال القرون الخمسة الماضية؟
هل ساورك الشك أنني في هذه اللحظة أبرر للقتل؟.. لا.. أنا أكره القتلة أيا كانت هوياتهم وأفكارهم التي تحركهم.. أكره القاتل عندما يأتي على شكل إرهابي تجره أفكاره المتطرفة وغضبه المتراكم،أو جندي غربي تجره حاملة طائرات عبرت المحيطات لترسل جيشًا مدججًا بأحدث آلات القتل... لا أبرر، أنا أريد أن أنبهك للمشهد الذي تعيش داخله ولا تراه بكامل زواياه.. أنبهك لإنسانيتك المنافقة تلك التي تحزن لجريمة قتل هنا وتشارك هناك بملايين الجرائم القاتلة... لم أعد أهتم لقتلاك، فقتلى الشرق في كافة الزوايا، وأنت كما تعلم شريك في كل ما يحدث : ساندت الكثير من الدكتاتوريات والأنظمة المستبدة، يوجد في كل بيت قتيل بسبب أسلحتك الفتاكة، شاركت في نهب كل ما يملك الآخر، لديك - رغم كل ما تدّعيه من نبذ للعنصرية - تلك النظرة التي ترى الآخر أقل!
(٥)
خذها مني أيها "الغرب" المذهل الفنان المبدع المبتكر الملوّن المتلون: 
كل نار تشعلها في هذا العالم سيصلك لهيبها ولو بعد حين!