10 ديسمبر 2014

منظمة حقوقية امريكية : تدعو اوباما للضغط على السيسي الذى تعتبره مؤجج العنف والارهاب

دعت منظمة هيومن رايتس فيرست وهى احدى كبري المنظمات الحقوفية الامريكية الرئيس الامريكى اوباما للضغط على نظام السيسي في مصر من اجل تحسين مناخ الحريات والافراج عن الاف المعتقلين وايقاف احكام الاعدام واعادة منابر الرأى المصادرة.
وكانت المنظمة قد اعتبرت في اكتوبر الماضى ان السيسي يوجج الارهاب للبقاء في الحكم وعتبرت أن تزايد العنف والإرهاب فى مصر منذ تقلد الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد السلطة يعد انعكاسًا للحملة القمعية العنيفة ضد خصومه السياسيين. ووصفت الرئيس السيسي بـ"مؤجج التطرف" لأنه أغلق كافة منافذ المعارضة السياسية السلمية فى البلاد، لافتة إلى أنها حثت وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على مصارحة السيسى خلال زيارته للقاهرة على هامش مؤتمر إعمار غزة حول "الانتهاكات الحكومية المصرية المستمرة لحقوق الإنسان". وأوضحت أنها طلبت من وزير الخارجية ألا يفوت الفرصة لإبراز التطلعات الأمريكية في إنهاء النظام المصري لـ "انتهاكات حقوق الإنسان المتفشية والمستمرة وغير البناءة". وقال جو ستورك نائب مدير المنظمة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "الاعتقال الجماعي للطلاب ،هو بمثابة ضربة استباقية ضد حرية التعبير والتجمع، وينبغي أن تكون الجامعات مناطق آمنة لتبادل الآراء بما في ذلك المناقشات السياسية". 

خبير اقتصادى لـ"فيتو": قناة السويس كانت ملكاً لمصر وعبد الناصر لم يؤممها


فجر الخبير الاقتصادي دكتور محمد نبيه، مفاجأة بتأكيده أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لم يؤمم قناة السويس، وإنما طرد منها الموظفين الأجانب فقط، وأن الملك فؤاد كان قد سدد ديون مصر عام 1935، وتحولت ملكية القناة بالكامل للمصريين، مؤكدًا أن الكاتب محمد حسنين هيكل والذي وصفه بالمقرب للرئيس عبد الناصر، كان يعلم ذلك.
وكتب نبيه عدة تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" نشرتها :فيتو" تقول: "الملك فؤاد سدد ديون مصر كلها وبدأ يقرض أوربا عام ١٩٣٥م وتحولت ملكية قناة السويس بالكامل للمصريين، ثم جاء عبد الناصر يقنع الناس أنه أممها!".
وأوضح أن "من حقائق التاريخ أن الملك أحمد فؤاد بعد تسديد ديون مصر قام بتحويل ملكية قناة السويس للمصريين واستمرت تحت إدارة أجانب إلى أن طردهم عبد الناصر"، وفق تعبيره.
وأضاف: "من الأخطاء في عقول المصريين أن قناة السويس كانت ملك الأجانب قبل عبد الناصر، كل ما فعله عبد الناصر أنه طرد الموظفين الأجانب وقال أممتها".
وأكد نبيه: "اسألوا هيكل الإعلامي لعبد الناصر اللى عارف كده كويس أن اللى أمم القناة الملك أحمد فؤاد عام ١٩٣٥م مش عبد الناصر". "
وعلقت الاعلامية والناشطة السياسية ايات عرابي علي صفحته على الفيس : الكلام دا موجه لمغفلين عبد الناصر .. الموضوع كان لعبة اكبر من تفكير المغفلين اللي بيطبلوا لعميل السي آي عبد الناصر المجحوم عدو الاسلام- بحسب زعمها.
واضافت: افتكروا ان حرب 56 كانت هزيمة للجيش واحتل الصهاينة سيناء واعلنوا ضمنها للكيان الصهيوني وإن القوات الصهيونية لم تخرج الا بعد الانذار الامريكي السوفييتي ( وركزوا أوي على مسألة الانذار الامريكي ), وبالمناسبة بعد طرد المرشدين الملاحيين الاجانب, تطوع عدد كبير من المرشدين, من اليونان ويوغسلافيا والاتحادي السوفييتي ( وكل دا عادي جدا لأنهم كانوا اصدقاء عبد الناصر ), ومن أمريكا !!! وكان المرشدون الملاحيون الامريكيون يعملون بجوار زملاءهم السوفييت لتوجيه السفن في القناة !!!
الحاجة التانية اللطيفة ان السفن الصهيونية اصبح لها بعد هزيمة 56 الحق في العبور في مضيق تيران دون مضايقة من البحرية المصرية حتى هزيمة 67.
الموضوع اكبر بكتير من تفكير المغفلين اللي فاكرين عبد الناصر زعيم وفعلا مفاجيء لكتير من الناس وان شاء الله هكتب فيه قريباً

الشعب تنشر فضيحة مدوية وبالمستندات لرئيس نادى قضاة السويس

نشر موقع الشعب الاليكترونى التابع لحزب الاستقلال ما قال انها فضيحة مدوية لاحد كبار القضاة بالمستندات والصور حيث تزوير وتعدد أزواج واختلاط أنساب.وغيرها.. وجاء في التقرير:
فى فضيحة قضائية جديدة لقضاة الانقلاب بطلها المستشار جمال مصطفى عبده وهو رئيس نادى قضاة السويس وشغل أعلى منصات القضاء وحكم على صحفيين الجزيره فى خلية المريوط وحكم على الدكتور باسم عوده وغيره الكثير من ابناء الوطن طول مشواره القضائى ومعه المحامى /محسن جلال حسين عبده ابن عمه رفقيق دربه وصديق عمره ومحسن جلال هو محامى السيد السويركى صاحب محلات التوحيد والنور فى قضيته الشهيره تعدد الزوجات, ومأذون مشهور بقضايا تعدد الازواج عبدالرازق البيه ماذون اللمفور مصر القديمه والمنيل.
المستشار (جمال مصطفي عبدة) وشهرته (جمال موافي) ومع المحامي الشهير (محسن جلال حسين) وعنوانه 23 شارع شريف وسط البلد وأخته (مرفت جلال حسين) حيث تزوجت (مرفت جلال حسين عبده )من المستشار جمال مصطفى عبده في تاريخ 15\4\1993 بشهاده اخوها (محسن جلال عبده ) وبشهاده اخو المستشار جمال مصطفي عبده – ويدعى سعيد مصطفى عبده_وطبعآ بدون علم زوجه المستشار الأولى لكونها في السويس وهو يعمل في القاهرة لكونها زوجة متعة او كصفقة بين المحامي والمستشار وكانت مطلقة مستشار (احمد عبد الرحمن احمد) المقيم بالسويس ومعها منه ولد.
ولكن عندما جاء المستشار جمال مصطفى يطلق زوجته مرفت – طلقها عند الشيخ عبد الرازق البيه بشهادة اخوها محسن المحامي وزوج اختها عصام علي انها انسه – مع ان هذا الزوج رقم 5 بالنسبه لمرفت وان ثبت في قسيمة الطلاق انها انسه وما جاء بعد ذلك كان اعظم
طلقت (مرفت جلال) من المستشار(جمال موافي) في تاريخ31\7\1993 علي يد الشيخ عبد الرازق
وجائت في تاريخ 20\9\1993 للزواج من المدعوا (محمد عاشور محمد) علي يد الشيخ عبد الرازق واثبت المأذون المذكور بشهادة اخوها المحامي وزوج اختها عصام – شهود الطلاق السابق بأنها البكر الرشيد – التي لم يسبق العقد عليها من قبل وهي في فترة عدتها الشرعيه اي بعد خمسون يومآ قبل انتهاء فترة العده الشرعيه
اذن هل من المعقول ان قاضي ومحامى يعلمون القانون والشرع ورجل الدين عالم الأذهر يقوموا بفعل هذه الاشياء
ولكن السر انها كانت حامل من القاضى ومن اجل تجنب فضيحه امر القاضى وحفاظا على منصبه تم التزوير بهذه الواقعه وبالفعل انجبت بنت وسجلت باسم محمد عاشور
ولكن محمد عاشور كان ضحية خطأ القاضى هو وابنته شروق محمد عاشور ابنته من زوجه اخرى غيرمرفت
وبنفس الاسلوب ونفس الطريق ورطو محمد عاشور وابنته فى نفس الجريمه حتى لا يفضح امرهم.
حيث قام الدكتور: اسامة عز الدين ابراهيم عبد الله – مدير عام مستشفي التامين الصحي باحمد عرابي بالمهندسين باستخراج شهادة ميلاد للسيدة : (شروق محمد عاشور)- وقام بأستخراج بطاقة شخصية لها علي ضوء شهادة الميلاد المزورة علي عنوانة وقام بالزواج بها علي يد مأذون وثبت عكس الحقيقة انها بكر رشيد ولكن كان يعلم انها علي ذمة السيد (فرج الله فوزي حسين الرشيدي) – المقيم بالسويس- بالاربيعن كفر احمد عبده الجديد 151 شارع محمد نجيب- من عام 1994 وضرب بالشرع و القانون عرض الحائط ونسيا ان الله سبحانه وتعالي يمهل ولا يهمل – وقد تحصلت علي المستندات التي تثبت ان الدكتور (اسامة عز الدين) قام بالتزوير وتعدد الازواج مع السيدة (شروق محمد عاشور) ولم يخاف الله سبحانة وتعالي ولم علم بأنني ( لم يذكر اسم الشخص ) حصلت علي المستندات قام بتهديدي واستغلال سلطته ونفوذه هو و الاخرون في ايذائي والله علي ما اقوله شهيد
مرفق صور المستندات التي تدين الدكتور المحترم وتكشف عيشته النكراء مع زوجة تحالفت مع الشيطان وجمعت بين زوجين بعلم الدكتور اسامه عز الدين
تاريخ الزواج الاول من : فرج الله فوزي حسين في الرابع من شهر يونيه سنة 1994 علي يد ماذون (السويس) بالاربعين الشيخ \ يحي ابو المجد فتوح .
وقامت بالزواج الثانى من الدكتور : اسامة عز الدين ابراهيم في الثامن والعشرون من شهر نوفمبر سنة 1998 علي يد ماذون سوق السلاح (القاهرة) الشيخ \ حسن حسين حسن
تارخ الطلاق من الاستاذ : فرج الله فوزي حسين في الخامس والعشرون من شهر اكتوبر سنة 1999 وتم الطلاق علي يد الشيخ \ احمد عبد الشكور – مأذون الجناين بالسويس
واصبح الموضوع عباره عن مستندات امام مستندات وهم اهل القانون والسلطه لو محمد عاشور اتكلم هيتحبس هوا وبنته وجوز بنته وده شغل الكل يعلم شغل مين
ومرفت تزوجتها انا عام 2003 بعد طلقها من محمد عاشور محمد وانجبت منها ولد وبنت وهى الان هاربه بعد تحليل DNA
اثبت استحالة نسب البنت لى وهناك قضيا تنظر امام القضاء من عام 2007 وحتى الان تؤجل وما ادراك من القضاء وما لقيته منهم
يوم حصولى على المستندات قامو بمحاولة قتلى فى مكتبى فى المعادى ويوم ما تقدمت بشكوا وحررت محضر بالمستندات فى كفرالشيخ يوم 23فبراير 2011اعترضت طريقى سياره بوكس فى العجوزين واطلقت على النار من بندقيه الى واصيب طفل بطلق نارى واتهمت فيه القاضى فى محضر رسمى فى دسوق ولم تقدمت ببلاغ للمستشار صلاح سعد فى التفتيش القضائى بمجرد انا قرأ اسمى قلى انتا سعد الدين الشاذلى قلتله ايوه قالى انتا قريب بتاع الثغره قلتله يا سيدى التاريخ يورث لا يكتب ولا يدرس وانا فخور بانى من عائلة الفريق رحمة الله عليه وتعنت معى ولم يحرك ساكننا وظل يتهرب منى لمدة عام
ولكن اصبح زواجى من مرفت باطل لكونها جمعت بين المستشار جمال مصطفى عبده ومحمد عاشور محمد لزواجها فى فترة العده ومن بنى على باطل فهو باطل 
ملحوظة: نقلا عن صفحة هيثم أبو خليل و علي مسئوليته الشخصية و الذي أشار منوها في بداية الخبر الذي نشر علي صفحته ” والكلام بالمستندات هذه المرة وبأبطال الواقعة أنفسهم وهناك شهود مستعدين يدلوا بشهاداتهم قضائياً وإعلامياً ..من أرسل لي هذا الملف المرعب هو أحد أقارب الفريق سعد الدين الشاذلي وإسمه سعدالدين عبدالله عبدالقادر الشاذلى “
كل ما ورد في هذا الخبر يتحمل مسئوليته من قام بارسال هذه المستندات للأستاذ هيثم أبو خليل الذي قام بنشرها !

"قناة الشرق" : 974 مليار جنيه ..ميزانيات اعتمدها السيسي في يوم واحد



في ظل غياب البرلمان ..وبعيداً عن مساءلة الأجهزة الرقابية ..اعتمد قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي ميزانية 30هيئة اقتصادية، مجمل موازناتها يفوق 974مليار جنيه مصري مايعادل 120مليار دولار تقريباً..
و فضح برنامج "صباح الشرق" الذى تبثه قناة الشرق تجاوزات رهيبة في الميزانية التي اعتمدها السيسي مؤخراً ، و التي تضمنت أرقاماً خيالية لمؤسسات أغلبها ليس لها دور ملموس .. كما كشف البرنامج أجوراً فلكية للعاملين بهذه الهيئات التي ليس لأغلبها دور ملموس في حياة المواطن مثل الهيئة العامة لتنمية واستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة التي زادت ميزانيتها عن 5مليارات و21مليون جنيه مصري ، رغم عدم وجود محطات للطاقة الجديدة والمتجددة في مصر سوى محطة وحيدة في صعيد مصر تم افتتاحها منذ اسابيع .. كما وقع قائد الانقلاب على أرقام وصفها خبراء اقتصاديون بالخيالية لهيئات يقتصر دورها على تلقي الشكاوى من المواطنين، مثل الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات الذي فاقت ميزانيته 4مليارات و691مليون جنيه، وبلغ مجمل الأجور ملياراً و250مليوناً بعد قرار السيسى باضافة 691مليون جنيه الى الميزانية التى أعتمدت قبل شهور.
أبرز الأرقام التي اعتمدها السيسي وراجعها اللواء ممدوح شاهين مساعد وزير الدفاع للشئون القانونية والدستورية ميزانية الهيئة العامة للبترول التي فاقت 490ملياراً664مليون جنيه مصري.. وتلتها الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي التي تخطت ميزانيتها 298 ملياراً و521 مليون جنيه بزيادة بلغت 9مليارات و819 ألف جنيه مصري....فيما فاقت ميزانية الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات 54مليار جنيه .. كما زادت ميزانية مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون عن 10مليارات جنيه مصري .
كما بلغت ميزانية هيئة قناة السويس 39ملياراً و339مليوناً و751ألف جنيه وبلغت الأجور والمكافآت 2مليار و99مليوناً و124ألف جنيه .

09 ديسمبر 2014

صحف اسرائيلية تنقل صورة عن الفيس بوك: "السيسي قاعد جنبي على القهوة"

تداول مصريون على موقع فيس بوك، صورة لشخص ملامحه تشبه ملامح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث ظهر هذا الشخص في أحد مقاهي مصر الكثيرة في القاهرة، وقد كتب صاحب الصورة الأصلية فوق الصورة "عبد الفتاح السيسي قاعد جنبي على القهوة" لتحوز الصورة إعجاب آلاف رواد الموقع الاجتماعي.
وحسب التعليقات التي رصدناها على الصورة، يبدو أن البعض ارتبك إزاء تلك الصورة، أهي للرئيس الفعلي، وهو " يتفقد أحوال الرعية" أم هو مجرد شبيه له.
وذكرت مواقع مصرية أن تلك الصورة ليست الأولى من نوعها لشخص يشبه السيسي، حيث انتشرت من قبل صورة المواطن "حاتم حمدي" الذي يشبه الرئيس المصري إلى حد كبير، وقبل ذلك ظهر شبيه للرئيس الراحل السادات في طنطا بمحافظة الفربية داخل أحد أماكن الاقتراع.
كما تداول من قبل أيضًا عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صورا لشبيهي الرئيس الأسبق محمد مرسي وعدلي منصور.

المفكر القومى محمد سيف الدولة يكتب : اليافطة

((إتصور ماسك بيضة أو بتبوس بقرة))
((وإزرع شجرة تطلع فى الكاميرا وبعد ما تمشى تموت))
بهذه الأبيات من قصيدة "المد والجزر"سخر عبد الرحمن الأبنودى منذ 33 عاما، من نظرة السلطة وفلسفتها تجاه الشعب، وكيف تضللهم وتستخف بعقولهم، بلا أدنى خجل او حياء أو مواربة او حتى إتقان وإجادة لفنون التضليل وغسل الأدمغة.
انها فلسفة لا تهم فيها الحقيقة أو العدالة، ولا القانون والحقوق والحريات، ولا الإنحيازات الشعبية والطبقية، ولا البرامج والمواقف السياسية، ولا الثورة والثوار، ولا الشهداء والقصاص، ولا القيم الأخلاقية أو الثوابت الوطنية أو العدالة الاجتماعية او المبادئ الديمقراطية، ولا طبيعة التحالفات الإستراتيجية، أو عمق علاقات التبعية، أو حميمية العلاقات المصرية الاسرائيلية. ولا يهم استقلال القضاء أو فصل السلطات أو نزاهة الانتخابات أو ضمانات تداول السلطة أو المشاركة العادلة فى الثروة. ولا تهم بالطبع حرية الراى أو الاعلام ...الخ. ولكن المهم هو شكل السلطة وصورتها أمام الرأى العام .
فهى تتصرف وفق قاعدة ((افعل ما تشاء ولكن قل للناس ما يريدون، وإرفع لهم ما يحبون من مانشيتات وشعارات ويافطات))
فيافطة صغيرة تخفى بلاوى كثيرة؛
تستطيع بيافطة واحدة أن تحول وحدة عسكرية الى سجن تابع للداخلية وبأثر رجعى أيضا.
أو أن تفرج عن قتلة آلاف المتظاهرين بيافطة "الإجراءات"
وأن تقتل من تشاء تحت يافطة "الطرف الثالث"
وأن تسمى البلطجية "بالمواطنين الشرفاء"
وتحت يافطات "القضاء الشامخ" و"لا تدخل ولا تعليق على أحكام القضاء" تستطيع أن تصدر أحكام إعدام بالجملة، وتسجن الناس لعشرات السنين.
وان تخفى حزن الناس وخوفهم وغضبهم بالرقص أمام اللجان الانتخابية
وان تختزل أزمات مصر وتطمسها بأغنية وطنية من النوع الركيك
وان تحظر المظاهرات وتمنعها بقانون تسميه "تنظيم حق التظاهر"
وأن ترفع الدعم وتفقر الناس لإرضاء نادى باريس وصندوق النقد الدولى تحت يافطة "إصلاح الاقتصاد والميزانية"
وان تعدم ثورة عظيمة وأحلام كبرى بجرة قلم تحت يافطة "مقاومة الفوضى"
بل وأن تعصف بالثورة باسم "الثورة"
وأن تفرض القهر والاستبداد وتعصف بالحقوق والحريات تحت يافطة "الأمن والاستقرار وهيبة الدولة"
وأن تتهم خيرة الشباب "بالعمالة"
وأن تقتل السياسة بحجة " مكافحة الارهاب"
وأن تحمى النظام ومصالحه وطبقاته ضد أى نقد أو معارضة تحت يافطة "الدفاع عن وجود الدولة"
وأن تعيد نظام مبارك تحت يافطة "خريطة الطريق"
وأن تفرض إرادة السلطة تحت يافطة "الإرادة الشعبية"
وأن تؤمم الإعلام بمنابره الصحفية والفضائية تحت يافطة "الإعلام المسئول"
وأن تطمس الحقائق تحت يافطة "لجان تقصى الحقائق"
وأن تعصف بحقوق الإنسان بقيادة وإشراف "منظمات حقوق الانسان"
وأن تمارس أردأ أنواع النفاق والانتهازية والتأليه تحت يافطة "شعبية الزعيم"
***
انها فلسفة الدولة والنظام والسلطة والقائمين عليهم وحلفائهم والتابعين لهم وأتباع التابعين منذ عقود طويلة.
فلقد استبيحت البلاد للنهب الراسمالى العالمى تحت يافطة "الاستثمارات الأجنبية"
وللنهب الداخلى واحتكار الثروة تحت يافطات "رجال الأعمال والاقتصاد الحر وريادة القطاع الخاص"
وكل أنواع التبعية للأمريكان مورست تحت الشعارات الوطنية و "تحيا مصر"
وتم بيع فلسطين باسم "السلام"، ورفعت يافطة "اسرائيل" فوق أرضها الطاهرة.
وتم العصف باستقلال مصر وسيادتها وكرامتها تحت يافطة "مصر أولا"
وتم تجريد ثلثى سيناء من القوات والسلاح تحت يافطة"مصر دولة كبيرة تحترم التزاماتها الدولية"
وحماية امن اسرائيل تحت يافطة "الأمن القومى لمصر"
ورفع قادة التفريط والتبعية والاستسلام يافطات "أبطال الحرب والسلام و الضربة الجوية الاولى"
وتم الترويج للتمديد لمبارك او التوريث لجمال تحت يافطة "التعديلات الدستورية 2007"
وتزوير الانتخابات يتم دائما تحت يافطة "أكثر انتخابات نزيهة تشهدها البلاد"
***
كفانا كذبا وتضليلا، فالناس ضجت وزهقت وعلى آخرها ولن تقبل أن تعيش هذا الهم مرة أخرى.
*****
القاهرة فى 9 ديسمبر 2014

السفير د. عبدالله الأشعل يكتب : اقتصاديات التخلف

اقتصاديات التخلف
يقصد باقتصاديات الشيء المنافع والمزايا فهو معني ايجابي ، أما اقتصاديات التخلف فلها معني اخر ويقصد بها في هذا المقام الخسائر والاعباء التي تقترن بحالة التخلف والتي تزيد حالة التخلف واعباءها سوءا
وللتخلف عدد من الاعباء المالية والاجتماعية والنفسية بعيدة المدى التى تترتب على التخلف. وقد حاولت أن أجد تعريفاً دقيقاً موضوعياً للتخلف فعدت إلى ما قرره منذ خمسين عاماً عميدنا الاشهر المرحوم زكى شافعى الذى وقف فى مثل هذا اليوم من خمسين عاما لكى يعرف التخلف تمهيداً للحديث عن التنمية التى تؤدى إلى التقدم فأخذ يستعرض معايير التخلف وأمارات التقدم لكى يصل فى النهاية إلى استبعاد كافة المعايير وأن ينتهى إلى ما انتهيت إليه اليوم بعد خمسين عاماً من التأمل والدراسة بأن التخلف هو التخلف. ولكن التخلف والتقدم صفتان للدولة تصل إليهما بطرق مختلفة. فقد اخترعت التنمية لكى تؤدى إلى أن تقف الدولة فى صفوف الدول المتقدمة والتى اطلق عليها حتى بداية عصر المعلومات الدول الصناعية. ومنذ ذلك الوقت أصبحت هناك دول متقدمة لم ترتد إلى الوراء ودول متخلفة حاولت أن تتقدم وأطلق عليها خلال هذه المحاولة الدول النامية والقليل منها أكمل مرحلة مهمة من نموه ولكنه ليس معدوداً من المتقدمين وأما البعض الآخر فقد أنقلب على عقبيه وأنهارت آماله فى التنمية وأصبح لدينا اليوم تصنيف جديد هو الدول المتقدمة وكلها دول أوروبية والدول النامية وعددها قليل من العالم الثالث على رأسها تركيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا أى معظم دول منظمة البركس وأما المرتبة الثالثة فهى الدول الريعية التى تعيش على ريع المورد كالبترول وتنفق دخلها لتحسين الحياة دون أن تأمل فى أن تنضم إلى الدول المتقدمة، ثم هناك أخيراً الدول المرتدة وهى التى تسرع إلى الوراء فى جميع المجالات، وليس عيباً أن نقول أن مصر أنضمت إلى هذه الدول والدليل هو تراجع مصر فى جميع المؤشرات الدولية بلا استثناء وعلى من لديه عكس ذلك أن يدلنى عليه . هناك أكثر من ثلاثين مؤشراً تحتل فيه مصر مراتب متقدمة أى تقترب من القاع وكان أخرها ترتيب الفريق القومى المصرى لكرة القدم فى إطار الفيفا حيث تحتل مصر المرتبة الستين وتقع فى المربع الأخير من الدول الكروية. ولابد أن يدعونا هذا بالمناسبة إلى البحث عن أسباب الانهيار حتى يمكن أن نوقفه ثم نبحث عن أسباب التقدم ولكننا حتى الأن نخادع أنفسنا وقد تبين لى مؤخراً أن التقدم والتخلف صفتان ترتبطان ارتباطاً وثيقاً بالادراة والنظام وإلا كيف نفسر أن دولة متخلفة مثل تركيا أصبحت فى عداد الدول المتقدمة بعد نجاح تجربة التنمية فيها ، وهى تنمية بالمناسبة شاملة اقتصادية واجتماعية وثقافية وتعليمية ونفسية. وليس صحيحاً أن التخلف يلحق بالشعوب لأن هذه الشعوب كما رأينا تستطيع أن تسهم فى التقدم إذا كان هناك نظام يحتويها ويحدد لها مساراتها والادلة على ذلك لا تحصى ولكن تكفى الإشارة إلى مثالين أثنين ، الأول هو لماذا يبرع أبناء العالم الثالث عندما يعملون فى دول أخرى لديها نظام أو يتفوقون فى دراساتهم ويبزون أقرانهم فى الجامعات الغربية. أما المثل الثانى فهو ما لاحظته خلال زيارة أخيرة فى الجامعات الأمريكية وهو أن معظم الشعب الأمريكى ينتمى إلى العالم الثالث ومع ذلك لا يتصرفون فى الشارع تصرفاً متخلفاً وإنما يضبطهم النظام، وما تحتاجه مصر هو أن يوضع فيها نظام ثم يقوم النظام بالقضاء على الشخصانية وأن يتم كل ذلك بحكم القانون فى كل جوانب الحياة فيظهر القانون أمامنا ويتوارى الأشخاص وهذه البيئة هى التى صنعت التقدم من عناصر تنتمى إلى عوالم التخلف وأن أدعو المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية ومراكز الابحاث فى مصر أن تجرى دراسة لهذه النقطة وتستقصى سلوك المصريين مثلاً فى الولايات المتحدة فلا نكاد نلحظ مصرياً واحداً خرج على النظام أو انتهك القانون وإنما وفر له القانون البيئة الصالحة للامان والحرية والاستقرار والازدهار.
ولكل وضع اقتصادياته ولكن لا نلاحظ حديثاً عن اقتصاديات التقدم لأن التقدم فى ذاته وهو ارادة وقيادة يصنع التقدم ويضيف إليه تماماً كالغني يزيد الغنا والعلم يزيد العلم على خلاف المقابلات فى هذه النقطة ولذلك من الوجاهة بمكان أن تهتم مراكز البحوث بدراسة اقتصاديات التخلف أى التبعات والاثار والخسائر المترتبة على التخلف وفى هذه المقالة نقدم بعض الاضاحات التى تحتاج إلى احصائيات ودراسات. ففى مجال الاقتصاد هناك الكثير من الجوانب الخاصة بتركيب الاقتصاد والمؤشرات الاقتصادية والعمالة والبطالة والانتاجية ومستوى الجودة والتنافسية والقدرة على التصدير والاكتفاء والوفاء بالحاجات والتطوير والابتكار والبحث العلمى فى المجال الاقتصادى والشراكات الاقتصادية ووضع الاقتصاد ضمن الاقتصاديات الدولية وأوضاع العملة وعلاقتها بالعملات الأخرى وغير ذلك من المؤشرات الاقتصادية. وقس على ذلك فى مختلف المجالات التى تعكسها المؤشرات ولكنى أشير بصفة خاصة هنا إلى تكاليف التخلف فى مجال الجهل الطبى والصحى والدوائى والتخلف فى مجال عدم الوعى بقواعد المرور واحترامها، وبهذه المناسبة فإن المقارنة بين ضحايا الطرق والنقل فى مصر مثلاً حيث يتجاوز العدد المائة ألف بالاضافة إلى أضعاف هذا العدد من المصابين الذين يحتاجون إلى علاج كما يؤثرون على الانتاج إذا كانوا يعملون، وبين دولة متقدمة تحترم فيها قواعد المرور وتطبق القواعد على الجميع فلا تقع حادثة إلا نادراً ومن أشخاص لديهم مشاكل نفسية. بهذه المناسبة أيضاً فإن حالة الاكتاب القومى التى تصيب الشعب عادة بسبب تدهور الأوضاع تؤثر تأثيراً فادحاً على انتاج الناس واقبالهم على العمل. أما فى مجال الصحة فإن التخلف يعنى نوعية هابطة من الاطباء وغش فى الأدوية وانحدار مستوى الخدمات الحكومية وانتشار الامراض الضعيفة انتشاراً وبائياً وقلة الامكانيات المادية المخصصة للصحة مما يؤدى إلى المزيد من الانهيار ولكن إذا تمت ادراة الصحة بالوعى والتعليم والاخلاص والرقابة والدقة فإنها تصنع التقدم حتى فى بيئة متخلفة. صحيح أن العلاقة بين القطاعات وخصوصاً التفاعل بينها وقيادة قطاع منها لبقية القطاعات من المسلمات الاقتصادية فى علم الاقتصاد ولكن يجب دراسة فكرة النهوض فى قطاعات معينة تخفف من مظاهر التخلف وتمد المجتمع بعناصر نافعة للقطاعات الأخرى. فلا شك أن ارتفاع معدل الاصابات من الحوادث والتلوث يؤدى إلى المزيد من نسب الاعاقة البشرية فى المجتمع حتى أظن أن القهر السياسى والاقتصادى والاجتماعى والبلاهة السياسية والعجز عن التغيير واهدار الكرامة عبر أجيال كثيرة يؤدى إلى تخلف جينى لا يبرأ منه المجتمع إلا بعد أجيال من لحظة الوصول إلى الجيل الأول بعد الاصلاح. ولا نظن أن القهر الأمنى وحالة الخوف من الشعب واهتزاز النظام وارتفاع اعداد المعتقلين ووتيرة التعذيب فى السجون إلا أن تكرس مظاهر جديدة للتخلف وخلق النفوس السوداء والاحقاد وهذا كله له تكاليف اقتصادية هائلة. يضاف إلى ذلك أن الدولة المتخلفة تعانى من الفساد وقد تم رصد مقابل الفساد فى منظمة الشفافية الدولية والذى يمثل فى بعض الدول معظم ميزانيتها. فلوكانت الدولة مدينة بمبلغ معين لا يستطيع الاقتصاد أن يفى بالدين وخدماته ويشكل ذلك نسبة عالىة من الناتج القومى الاجمالى ويصبح الدين حدبه على ظهر الدولة تؤدى به إلى التقوس والعجز ثم الافلاس، فإن نسبة الفساد تفوق معدل الدين وهذه حقيقة علمية ثابتة بالاحصائيات. وحتى الموروث الثقافى والعادات والقيم السلبية والتقاليد يترتب عليها تكاليف اقتصادية يصعب حصرها ولكن هذه العادات مثلاً فى مجال الحفلات والاعياد قد تدخل السرور على القلوب ولكنها تسجل تراجعاً مخيفاً فى المجال الاقتصادى وأخيراً فإن التعليم الهابط والاعلام المتدهور والثقافة السطحية تخرج مجتمعاً يعانى من العاهات الاجتماعية والثقافية وتنتشر فيه القيم السلبية مثل الخرافات والنصب والاحتيال والمخدرات وكل مايضر بالصحة ويعتبر أرضا صالحة لازدهار عناصر تتغذى على النفاق والسطحية والخداع مما يؤدى إلى أثار اجتماعية خطيرة وتفكك الأسر وارتفاع معدل التوترات الاجتماعية مما يثقل كاهل الاجهزة الامنية والقضائية، وتزدهر فى هذه البيئة قيم الاستبداد والدكتاتورية والسلوكيات الشكلية المظهرية والاحقاد الطبيقة وانحسار قيمة القانون.
أننى أرجو أن يهتم المتخصصون فى الاقتصاد والاجتماع والثقافة والأمن والصحة وغيرها بإجراء أبحاث مشتركة حول اقتصاديات التخلف والبحث عن أسباب التقدم، لأن خسائر التخلف إذا قورنت بفضائل التقدم فسوف يظهر أن التقدم فى ذاته عملية اقتصادية يجب الحرص عليها والسعى لنوالها. ويجب أن يهتم البحث بالعلاقات الاقتصادية الدولية وخرافة المعونات الاقتصادية وان يفحص مدى صحة ما يتردد من أن أسباب تقدم المتقدمين هى نفسها الأسباب التى يحرصون على تخلف المتخلفين لأن الفضاء لا يتسع لكل الدول فى سلة واحدة وأن التبادل والانتفاع المتبادل يحتم وجود التخلف والتقدم ويجب أن يشمل البحث أخيراً خرافة حوار الشمال والجنوب التى استمرت عقوداً طويلة وانخداع العالم الثالث بما يسمى حوار الجنوب الجنوب، ونحن فى العالم العربى إذا صحت هذه المقولة أولى بالحوار لولا أن دوانا واقتصادياتنا تتحدد مصائرها وأقدارها بالبيئة الدولية التى تعيش فيها والتى تفرض عليها أن يكون التقدم والتخلف قراراً سياسياً.

بلال فضل يكتب: الدبوس في الأستيكة!

حُسن ظني بعقلك الراجح، وأملي في استفادتك من دروس الماضي، يجعلاني أستبعد أن تكون في الأيام التي أعقبت فضيحة تسريب تسجيلات منسوبة لبعض قادة القوات المسلحة، قد ظننت ولو لوهلة أن أحداً من أولئك القادة سيتعرض للحساب والعقاب، أو أن تكون قد تخيلت استقالة النائب العام الذي نسب إليه اللواء ممدوح شاهين أنه طلب تزوير أوراق حبس سيئ الذكر محمد مرسي، أو أن تكون قد انتظرت صحوة وطنية تدرك ضرورة التوقف عن انتظار الخير والتقدم من عقول مَرَدت على الفساد والتزوير، فأنت تعلم أن نسخة الوطنية الحالية تقتضي التحلي بأخلاق ذلك "المواطن الشريف" الذي قيل له أن زوجته تخونه مع الأسطى عبد الفتاح الكهربائي، فرد بكل إباء وشمم "يا راجل ده لا كهربائي ولا بيفهم في الكهربا".
أخطر ما في التسريبات، أنك بعد أن ينتهي ذهولك من مضمونها، ثم تنتهي سخريتك من ذهولك من مضمونها، ثم ينتهي جدالك مع من يغضبون من ذهولك وسخريتك، سيكون عليك بعدها تذكُّر أنك مضطر للعيش المشترك مع من يجمعون في نفس المناقشة بين إنكار التسجيلات والصياح ببجاحة "برضه بنثق في السيسي مهما عمل". ستتغير السلطة الفاشلة القاتلة يوما ما ولو بسلطة أفشل وأشد قتلاً، لكن متى وكيف سيتغير "البشر" الذين كانوا يهللون لبث مكالمات تليفونية خاصة ويسخرون ممن يسأل عن قانونية تلك التسجيلات وعن تأثيرها على المدى البعيد، ثم ها هم يتذكرون فجأة أن هناك اختراعات اسمها الشرف والعيب والقانون، مع أن التسجيلات المنسوبة للقادة دارت في قلب مكاتب مملوكة للشعب، ولم تتضمن مجرد آراء لا تخص إلا أصحابها، بل كانت تتضمن ارتكاباً لجرائم صريحة في حق العدالة، وإذا كان ممكناً الدفع بعدم قانونية استخدام التسجيلات كدليل لمحاكمة المتورطين فيها، فلن يكون ممكناً أبداً دفعها بعيداً عن عقل ووجدان وضمير كل من يخاف على بقاء مصر رهينة لدى هؤلاء الذين فشلوا في كل شيء، إلا القتل.
متابعة ردود الأفعال العنيفة من مهاويس السيسي على التسجيلات، تكشف هذه المرة خوفاً شديداً من مواجهة أسئلة كثيرة يجب أن ترعب الجميع أياً كانت توجهاتهم: هل يحكم مصر قادة يُسجِّلون لبعضهم تطبيقا للفكر المملوكي الذي يدرك أهمية "المستمسكات" اللازمة لتأمين أبواب الخروج الآمن؟ أم أن هناك اختراقاً حدث لجهة سيادية قامت بالتسجيل بحكم عملها الذي يقتضي مراقبة دائمة لمكاتب المسؤولين؟ هل هناك تصفية حسابات داخل المطبخ؟ أم انتقام موجه من طرف "مقلوش" أو مقموص؟ ولماذا وصل الارتباك بالنائب العام لدرجة أن يصدر بياناً متعجلاً يعلن فيه التحقيق في التسريبات ويصفها بأنها مفبركة في نفس البيان؟ هل فقدت الدولة العريقة ثباتها الانفعالي في التزوير الذي أخذ منها "راقات"؟ ولماذا لا تستغني عن خدمات الهواة لتستعين بخبرات مخضرمي التزوير صفوت الشريف وزكريا عزمي وحبيب العادلي وكلهم يتمنون رد جمايل السيسي عليهم؟
فليهرب من شاء إلى وطنية الشتائم ولغة التخوين، فذلك لن يجيب على المزيد من الأسئلة المفزعة التي تطرحها التسريبات: كيف يمكن لأناس اجتمعت في أيديهم سلطات لم تجتمع من قبل إلا لجمال عبد الناصر بعد تأميم قناة السويس، ومع ذلك يبدو عليهم كل هذا الارتباك والخوف من انفضاح أفعالهم أمام الدول المانحة التي تنتظر منهم باطلاً قانونياً منضبطاً؟ وكيف يتطوع لواء جيش لتزوير ورقة رسمية ثم يقول بتلقائية "ما يؤمرش عليك ظالم"، إلا إذا كانت كل مفاهيمه عن الدين والعدالة مشوشة بشكل مفزع؟ وإذا كان من الممكن أن تبني الدولة سجناً بكل هذه البساطة "فُكّ هنجر وركبه في حتة تانية وحُط قدامه كام عربية أمن مركزي وحراسة"، فلماذا لا تظهر التعقيدات والصعوبات إلا في ما يمكن له أن يجعل حياة الشعب أفضل؟ وهل يمكن أن يصدق عاقل أن هناك عدالة حقيقية في مصر بعد أن استمع إلى عبارات مثل "النائب العام بيقولي أرجوك اضربوا أي تاريخ قديم القضية هتبوظ.. النيابة قالوا لنا معاكوا خمستاشر يوم ستِّفوا اموركم براحتكم.. أي أوامر يعني في التزوير ما تقلقش.. الموضوع ده كان قالقني وبصراحة اتظبط والنائب العام انبسط جداً جداً جداً.. بعينهم ولاد الكلب مش هيشوفوها مش هيشمتوا فينا".
عن نفسي، لا أنتظر إجابة على كل هذه الأسئلة، لأنني مشغول أكثر بالإجابة على أخطر سؤال ظهر في تسريب سابق للسيسي، ولا أظنك تختلف معي في كونه السؤال الذي يتوقف عليه مستقبل مصر في السنين القادمة، أقصد طبعا سؤال "مين النتن اللي حط الدبوس في الأستيكة"؟

د. فيصل القاسم : حدث في رومانيا.. ويحدث الآن في بلاد الربيع العربي

هناك نموذج مشؤوم للثورات الحديثة كان يجب على كل شعوب وثورات الربيع العربي أن تتعلم منه كي لا تقع في الحفرة التي وقعت فيها الثورة الرومانية الشهيرة في عام 1989، ففي نهاية ذلك العام وبعد حكم ديكتاتوري قل مثيله في التاريخ الحديث انتفض الشعب الروماني على الطاغية سيء الصيت نيكولاي تشاوسيسكو الذي كان صديقاً حميماً لبعض الطواغيت العرب، وتمكن الثوار خلال أيام من إسقاط واحد من أحقر وأعتى الطغاة في القرن العشرين. وانتهت بمحاكمة الطاغية خلال ساعتين فقط بإطلاق الرصاص عليه وعلى زوجته. 
لقد ظن الشعب الروماني أنه بعد التخلص من الطاغية أن ثورته قد نجحت، وأن نظام تشاوسيسكو قد ولّى إلى غير رجعة، لكن الثوار كانوا ساذجين للغاية، فقد كان لهم الحرس القديم، أو ما يسمى بالدولة العميقة بالمرصاد. فبعد أن ارتدى الديكتاتور الجديد ثوب الثوار، وامتدح الثورة، وهنأ الشعب على ثورته، راح من وراء الكواليس يخطط لانفلات أمني رهيب في البلاد، حيث ﺑﺪﺃﺕ ﻣﺠﻤوﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻟﻴﻦ ﻳﻬﺎﺟﻤﻮﻥ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﻤﻨﺸﺂﺕ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ، ﻭأخذ ﺟﻨﻮﺩ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻳﺘﺼﺪﻭﻥ ﻟﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺭﻭﻣﺎﻧﻴﺎ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺣﺮﺏ، ﻣﻤﺎ ﺗﺴﺒب في ﺇﺣﺴﺎﺱ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃنين ﺑﺎﻟﻬﻠﻊ ﻭﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻷﻣﻦ. وﻣﻊ ﺍﻻﻧﻔﻼﺕ ﺍﻷﻣﻨﻰ ﺍﻟﻤﺘﻌﻤد وغياب الخدمات الأساسية، ﺍﺭﺗﻔﻌت ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ، ﻭﺃﺻﺒﺤت ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ في غاية الصعوبة والفوضى.
في هذه الأثناء، كان الإعلام ﺍﻟﺨﺎﺿﻊ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ يلعب ﺩﻭﺭﺍً ﻣﺰﺩﻭﺟﺎً، ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺳﺎﻫﻢ في ﻧﺸﺮ ﺍﻟﺬﻋﺮ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﻟﻴﺔ، ﻭﻓي ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺭﺍﺡ ﻳﻤﻌﻦ ﻓي ﺗﺸﻮﻳﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺜﻮاﺭ. ﻭﺗﻮﺍﻟﺖ ﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﻟﻤﻦ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺎﻟﺜﻮﺭﺓ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺧﻮﻧﺔ ﻭﻋﻤﻼﺀ يتلقون ﺃﻣﻮﺍﻻً ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺗﺨﺮﻳﺐ ﺍﻟﻮﻃﻦ. ومع ارتفاع حدة الهلع وعدم الاستقرار والأزمات الطاحنة، ﺗﺄﺛﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻮﻥ ﺑﺤﻤﻼﺕ ﺍﻟﺘﺸﻮﻳﻪ ﺍﻹﻋﻼﻣي، ﻭﺑﺪﺃﻭﺍ ﻳﺼﺪﻗﻮﻥ ﻓﻌﻼً ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﻋﻤﻼﺀ. ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺣﺲ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﺑﺄﻥ ﺇﻳﻠﻴﺴﻜﻮ ﻳﺴﻌﻰ ﻹﺟﻬﺎﺽ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻧﻈﻤﻮﺍ ﻣﻈﺎﻫﺮﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺭﻓﻌﺖ ﺷﻌﺎﺭ: ﻻ ﺗﺴﺮﻗﻮﺍ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ.. ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺇﻳﻠﻴﺴﻜﻮ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻭﺟﻪ ﻧداء عبر شاشات ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻥ ﺇﻟﻰ من أسماهم ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺀ.(ﻻﺣﻆوا ﺗﻜﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ). ﻭﻃﺎﻟﺒﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﺼﺪي ﻟﻠﺨﻮﻧﺔ، ﻭﻗﺎﻡ ﺇﻳﻠﻴﺴﻜﻮ ﺳﺮﺍً ﺑﺎﺳﺘﺪعاء ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺟﻢ، ﻭﺃﺷﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻠﻴﺤﻬﻢ، ﻓﺎﻋﺘﺪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻮار، ﻭﻗﺘﻠﻮﺍ ﺃﻋﺪﺍﺩﺍً ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻨﻬﻢ. 
لاحظوا أيضاً أن الطاغية الجديد أطلق على عصابته التي انقلبت على الثورة وسرقتها، اسم "جبهة الخلاص أو الإنقاذ الوطني" التي تكونت من قيادات الصف الثاني من الحزب الشيوعي الروماني المنحل. وقد عمدت الجبهة إلى إطلاق العنان لفلول النظام البائد، فبدأت بالجيش، وعقدت صفقات مع جنرالاته. ورغم إعلان الجبهة نيتها عدم خوض انتخابات 1990، وأنها غير طامعة بالسلطة أبداً وأن هدفها فقط إنقاذ رومانيا، إلا أنها أعلنت عن تأسيس حزب سياسي عند اقتراب موعد عقد الانتخابات، واستخدمت وسائل الإعلام الحكومية بكثافة - والتي كانت لا تزال تحتكر الفضاء الإعلامي في البلاد - وقامت بتعبئة الناخبين من خلال شبكات الحزب الشيوعي القديمة في الريف والحضر، فتمكنت الجبهة من حسم أغلبية مطلقة لصالحها في أول برلمان روماني بعد الاستقلال، وهو البرلمان الذي وضع دستوراً يطلق صلاحيات السلطة التنفيذية خصوصا الرئيس. وفي 1992 عقدت أول انتخابات رئاسية خاضها إيون إيليسكو رئيس جبهة الإنقاذ، وأسفرت عن فوزه بأغلبية مطلقة قاربت 85% من أصوات الرومانيين طبعاً عبر عميلة مزورة من رأسها حتى أخمص قدميها. فباتت رومانيا برلماناً ورئاسة في يد كوادر الحزب الشيوعي السابق التي تمكنت من إعادة إنتاج سلطتها بعد التخلص من تشاوتشيسكو، حسبما تذكر الموسوعة السياسية حرفياً.
لقد نجحت (جبهة الخلاص أو الإنقاذ الوطني) في إجهاض الثورة الرومانية بعد سنه ونص فقط من قيامها، وفقدت الثورة الكثير من التعاطف الدولي لها، بينما استمر فلول تشاوسيسكو في السلطة لعشر سنوات بعد الثورة الشهيرة.
انظروا حولكم في بلاد الثورات العربية، وقارنوا ما حدث في رومانيا بما يحدث في بعض بلاد الربيع العربي، فستجدون أن الدرس الوحيد الذي نتعلمه من التاريخ أنه لا أحد يتعلم من التاريخ، كما قال هكسلي ذات يوم.
وسلامتكم!

د. سعيد صيني يكتب : الإسلام الحقيقي والكاثوليكية المتطرفة

لقد أثارت القصة التي رواها لنا الأستاذ عبد العزيز آل محمود –جزاه الله خيرا- عن مأساة غرناطة وطغيان الكاثوليكية المتطرفة بعض المحاورات التي طُرحت في عدد من ندوات ومؤتمرات الحوار بين ممثلي الأديان. ولعلي أسجل خلاصتها في المشاركة التالية بعنوان:
موقف الكتاب والسنة من أهل الكتاب
إن من يعش في بعض البلاد الإسلامية التي يشترك فيها المسلمون مع إخوتهم المسيحيين يرى مثالا رائعا للتعاون التلقائي غير المتكلف بين أتباع الديانتين، سواء يسكنون عمارة واحدة أو يعملون في مؤسسة واحدة، أو يتعاملون لتبادل مصالح مشتركة… وهذه العلاقة الودية التعاونية بين المسيحيين والمسلمين تمتد إلى قرون عديدة وتستند إلى الفطرة السليمة والأسس المشتَركة القوية، وإن كانت تواجهها أيضا بعض العقبات التي يصطنعها بعض قادة الرأي عن حسن نية أو لتحقيق مصالح شخصية.
ومن الأسس المشتركة أنه عندما نتأمل في الأشياء المشتركة بين المسيحيين والمسلمين نجد أشياء كثيرة يصعب حصرها، وعلى رأس هذه الأشياء هو انتسابهم جميعا إلى آدم عليه السلام، حيث يقول تعالى: { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا. إن أكرمكم عند الله أتقاكم}.( الحجرات: 13) فأصل الناس جميعا واحد، لهم أب واحد وأم واحدة، ويتكاثرون بالطريقة نفسها، ويتشابهون في التكوين الأساسي: العضوي والروحي والعقلي والنفسي والسلوكي؛ ويتشابهون كذلك في الدوافع والاحتياجات الأساسية للإنسان.
والتشابه لا يقف عند هذا الحد، ولكن يتعداها إلى التشابه في التشريعات الأساسية، وفي المبادئ الأخلاقية الأساسية، مثل حب الخير وكراهية الشر، وحب العدل وكراهية الظلم.
وإضافة إلى ذلك فإن هناك أشياء خاصة متشابهة منها:
أولا. الاتفاق على المكانة الخاصة لعيسى عليه الصلاة والسلام. فالإسلام يعتبره نبيا ورسولا ذا مكانة خاصة، فمثلا يقول تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ}.( آل عمران: 45) ويقول تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ}.( آل عمران: 59)
ثانيا. الاتفاق على طهارة مريم العذراء ومكانتها العالية، وهذا ظاهر مثلا في قوله تعالى:{وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ.}( التحريم، آية 12)
ثالثا. تخصيص الإسلام أهلَ الكتاب ومنهم المسيحيين بمجموعة من الميزات عن غيرهم. ومنها:
1 – إباحة أكل المسلمين لطعامهم إلا ما ورد نص في تحريمه. (المائدة: 5)
2 - إباحة زواج المسلم من نسائهم.( المائدة: 5)
رابعا. خصّ القرآن الكريم المسيحيين بمدح لم يحظ به أهل الكتاب الآخرين، وذلك في قوله تعالى: {... وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ.} (المائدة : 82)
خامسا. جعل النبي صلى الله عليه وسلم أحد ملوكهم موضع ثقة لأصحابه المضطهدين حيث أمرهم ناصحا: " لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملِكا لا يُظلم عنده أحد، وهي أرض صدق."( ابن هشام ج1: 280) وكانت نصيحته صلى الله عليه وسلم في مكانها. فقد رحّب بهم النجاشي في أرضه وردّ مبعوث قريش الذي جاء ليستعيدهم خائبا.( البخاري: مناقب الأنصار، هجرة الحبشة وانظر العسقلاني ج7: 227-230؛ ابن هشام ج1: 280-291؛ والندوي ص 131-135.)
سادسا. أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم خيرا بأهل مصر وكانوا أقباطا بقوله: "إنكم ستفتحون مصر، ...فأحسنوا إلى أهلها، فإن لهم ذمة ورحِما." وذلك لأن هاجَرَ أم إسماعيل عليهما السلام، الجد الأعلى للنبي صلى الله عليه وسلم، كانت من مصر. وكذلك كانت مارية، إحدى أمهات المؤمنين.( مسلم: فضائل الصحابة، وصية النبي؛ وانظر الصالح ج1: 254-255)
سابعا. شهد التاريخ الإسلامي تقدير كثير من خلفاء المسلمين لذوي الكفاءات العالية من المسيحيين.
ثامنا. وفي العصر الحاضر يضع المسلمون يدهم في يد إخوانهم المسيحيين ليسهموا في تنمية البلاد التي يعيشون فيها كمواطنين أو ذوي مصالح مشتركة. ووصل بعض المسيحيين - في البلاد الإسلامية بالأغلبية- إلى مناصب رفيعة، بل قاموا بتمثيل بلادهم في مؤتمرات إسلامية على مستوى الوزراء، وربما ترأسوا بعض اجتماعاتها.
تاسعا. إن من يراجع الكتاب المقدس عند المسيحيين، والقرآن الكريم مراجعة فاحصة يتضح له أن الدين المسيحي والإسلام بريئان من الحروب التي نشبت وتنشب بين أتباعها. فمن يقوم بإشعال هذه الحروب وتأجيجها هم دائما بعض أتباع الديانتين.
ويلاحظ، في ظل الحقائق السابقة، أن العلاقة بين الإسلام والمسيحية هي علاقة حميمة، يمكن بسهولة بناؤها على قوله تعالى {لكم دينكم ولي ديني}( الكافرون: 6)
ويمكن حل مشكلات الاختلاف في الدين بطرق، منها الحوار للاتفاق على طرق التعامل مع المختلف فيه، وطرق تعزيز المتفق عليه. وبصورة عامة، يمكن الاسترشاد بما يلي:
أولا – هناك حاجة ملحة إلى جهود العلماء في الديانتين بصورة مستقلة أو بالتعاون، لتحقيق التوعية اللازمة –كما جاء في الكتب المقدسة- في مسألة التعايش السلمي والتعاون لنشر الخير وتحقيق العدل في الأرض والتكاتف لدفع الشر والظلم، وتذكير القيادات السياسية بالقيم الأخلاقية الدينية.
ثانيا – أن يدرك المسيحيون والمسلمون بأن أوجه الاتفاق لا حصر لها فيركزون عليها ويتعاونون فيها، وأن أوجه الاختلاف معدودة ويمكن حصرها والاتفاق على طريقة التعامل معها.
ثالثا – أن يدرك المسيحيون والمسلمون بأن الاختلاف ليس كلُّه شر، وأن الاتفاق ليس كلُّه خير، وأنه لا غناء عنهما لتحقيق السعادة في الدنيا والآخرة. والمهم هو كيف نسخرهما لتحقيق مصالحنا في الحياة المؤقتة وفي الحياة الأبدية.
رابعا – أن ندرك بأنه ليس من مسؤولية أحد –في هذه الحياة- محاكمة الآخرين على ما يختارونه طريقا للنجاة في الآخرة، ما لم ينقض عهدا قطعه على نفسه (مثلا التزم بالإسلام ولم يعمل به) أو يؤذي الآخرين. فالله سبحانه وتعالى يقول {لا إكراه في الدين. قد تبين الرشد من الغي.} وهو أحكم الحاكمين. وهو الذي سيحاسبهم، عقب انتهاء فترة الاختبار. فهو مالك يوم الدين.
ومن الواضح أن هذا التفريق يسهل تطبيقُه في مجال المعتقدات والعبادات عموما، وذلك لأنها أشياء يغلب عليها أن تكون فرديةُ الصبغة.
أما في مجال المعاملات فيحتاج الأمر إلى جهود كبيرة، وذلك لأن المعاملات لا تكون إلا مشتركة بين طرفين أو أكثر. فتتشابك فيها حقوق الأفراد، وحقوق الأطراف المعنية بصورة مباشرة (مثل العقود بين الأفراد المحددين) وحقوق الجماعة. كما تتشابك فيها حقوق الأقلية مع حقوق الأغلبية، في حالة تعذر الاتفاق في الأمور التي لا تحتمل التعدد، وتتشابك فيها المعاملات الإلزامية بالمعاملات الاختيارية...
ولو تُرك أمر التشريعات للملتزمين من رجال الدين المسيحيين والمسلمين، المحافظين على قدر كبير من الفطرة السليمة والفاهمين لكتبهم المقدسة، فإن الأمر سيكون أكثر يسرا، وذلك للتطابق الكبير بين كثير من القيم الأخلاقية في القرآن الكريم وسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام وكثير من القيم الموجودة في الكتاب المقدس عند المسيحيين، حتى في صورته الراهنة.