26 نوفمبر 2014

«مليونية صلاة الفجر».. أولى فعاليات مظاهرات 28نوفمبر


دعت "الجبهة السلفية"، صاحبة دعوة "انتفاضة الشباب المسلم" في أولى فعالياتها إلى مليونية صلاة الفجر يوم الجمعة العظيم 28 نوفمبر الجاري في كل مسجد ومنطقة، طلبًا لما ذكرته بأنه "نصرة لله واستعدادًا للخروج العظيم من جميع مساجد مصر بعد صلاة الجمعة من أجل إعلاء الهوية ورفض التبعية وإسقاط الأنظمة العسكرية".
وقالت الجبهة في بيان لها حصلت "المصريون" على نسخة منه: "حانت ساعة القبول وقد أوشك فجر الحرية أن ينبلج وقد حان موعد اﻷذان؛ فحي على الفلاح، فقد كاد النور أن يشرق؛ ليشع على أمتنا نفحات الرحمة، وأنوار الانعتاق من رق الذل والظلم والتبعية؛ في صباح الإسلام المشرق الجميل".
وأضافت: "آن للخائفين أن يؤوا إليه، وآن للجائعين أن يطلبوا الرزق فيه، وآن لطلاب الحرية والكرامة أن يفيئوا إلى ظلاله، وآن للذين أخرجوا من ديارهم إلا أن يقولوا ربنا الله أن يعودوا إليها أعزة كراما، وآن لمصر أن تعود كما كانت سلاما للعالمين وأمانا للداخلين وسيدة للأمم ورائدة للحضارة".
وتابعت الجبهة: "ليخرج عمال مصر والفلاحون مع صلاة الفجر ليوقدوها ثورة ضد رأس المال وتوحش رجال الأعمال بطانة النظام؛ من أجل حقوقهم فلا يرجعون إلا بها".
واستكملت: "لتنتفض جموع الطلبة من أجل كرامة أجيالها ومستقبلها ضد شركات المرتزقة وميليشيات الظلم العسكري، وليخرج أهل العشوائيات والمقابر ليستعيدوا إنسانيتهم المهدرة التي استغلها النظام فجند بعض أولادهم لأعماله القذرة ثم ألقاهم في السجون واتهمهم بالبلطجة، ولينفجر بركان الغضب في سيناء ضد من قتلوا أبنائها ثم قتلوا الجنود فيها".
واختتم البيان: "لتخرج مصر كلها وكل من تضامن مع "انتفاضة الشباب المسلم" في أولى فعالياتها في مليونية صلاة الفجر يوم الجمعة العظيم 28 نوفمبر القادم كل في مسجده ومنطقته طلبا لنصر الله واستعدادا للخروج العظيم من جميع مساجد مصر بعد صلاة الجمعة من أجل إعلاء الهوية ورفض التبعية وإسقاط الأنظمة العسكرية".

25 نوفمبر 2014

معلومات قيمة .. حول علاقة الغرب بالفن بالسلطة في مصر

نشر الدكتور ايمن امام الفقي عبر صفحته على الفيس بوك تدوينة ملفتة حول مدى التصاق الفن بالسطة باليهود في مصر .. ونظرا لأهمية ما تضمنته التدوينة من معلومات .. نحن ننشرها هنا مجددا كما هى دون اى تدخل منا.

تاريخك فى صور
انشر لك قائمه اوليه لهذه الاسماء وتلك الصور
1- عاطف صدقى ## رئيس الوزراء فى عهد مبارك= زوجته راقصه الباليه اليونانيه نيللى مظلوم
2- النبوى اسماعيل #‫#‏وزير‬ الداخليه فى عهد مبارك= زوجته فايده كامل المطربه
3- اسامه الباز #‫#‏زوجته‬ نبيله عبيد- وينتسب الى ابو حصيره حفيد موسى بن ميمون– احد الشخصيات البارزه والذى الف العديد من الكتب فى مجملها تصب فى فكر الكابالاه اليهودى
4- الملكه نازلى #‫#‏ام‬ فاروق حفيدة سليمان باشا الفرنساوى واسمه الحقيقى جوزيف انتيلمى
5- لاظوغلى #‫#‏منفذ‬ مذبحتى القلعه ينتهى نسب نازلى اليه ايضا
6- حمدى زقزوق## وزير الاوقاف فى عهد مبارك زوجته المانيه
7- الفنان حسين فهمى## جده محمد باشا فهمى الذى خان عرابى
8-هدى شعراوى ## ابنه محمد باشا فهمى الذى خان عرابى
9- احمد عز #‫#‏حفيد‬ الشيخ الصيادى الرفاعى وهو الذى الف العديد من الكتب فى كرامات الرفاعى حيث ذكر انه كان يمشى على الماء ووو وقد اشارات اليه اصابع الاتهام بقتل عبد الرحمن الكواكبى
10- جيهان السادات### انجليزيه
سوزان مبارك ##‫#‏انجليزيه‬
زوجه عبد الناصر### تحيه كاظم حفيده اكبر مرجع شيعى ايرانى
11- صفيه زغلول ##‫#‏ابنه‬ مصطفى باشا فهمى عميل الانجليز بشهادة كل المراجع التاريخيه
12-عباس باشا ##‫#‏ابن‬ محمد على شاذ جنسيا
13-بطرس بطرس غالى####
وزير الخارجيه ثم الامين العام للامم المتحده - الام ارمينيه- 
زوجته :- ليا نادلر - يهوديه وشقيقتها متزوجه من شامير رئيس الوزراء الاسرائيلى الاسبق
وهو حفيد المعلم غالى المسئول عن جمع الضرائب فى عهد محمد على وجده ايضا بطرس غالى الذى اضاع فلسطين والذى اغتيل بسبب خيانته
14-الببلاوى ‫#‏رئيس‬ الوزراء الانقلابى حفيد الشيخ الببلاوى نقيب الاشراف فى عهد فاروق وهو الذى كذب وادعى ان فاروق من النسل الشريف
15-احمد ماهر# وزير الخارجيه فى عهد مبارك حفيد احمد ماهر باشا عميل الانجليز
16- زقزوق #وزير الاوقاف فى عهد مبارك زوجته المانيه
هذه القائمه هى القائمه الاولى

فيديو رائع .. لواعظ شيعى يرفض الطائفية التى أسس لها الامريكان والمالكى في العراق


فيديوهات .. شطحات الاستغلال السياسي للدين عند سعد الهلالي


سعد الهلالي كل من قال لا إله الا الله وكفر بـ محمد ويؤمن بالمسيح هو مسلم

سعد الهلالي :الاخوان مشركين والله ارسل رسولين السيسي وابراهيم ليخلصنا منهم
سعد الهلالي :الراقصة شهيدة والبيرة حلال
سعد الهلالي : لا يحق للزوج أمر زوجته بالحجاب
سعد الهلالي : الله خاطب النار بأن تكون بردا وسلاما على حبيبنا وزير الداخلية
سعد الهلالي يبيح اتيان المرأة من الدبر
سعد الهلالي : الاغانى حلال
سعد الهلالي : ما فيش منع من ان تجيز الدولة زواج المتعة
سعد الهلالي : كشف المرأة لشعرها ورجليها ليس حراما
سعد الهلالي يجيز فتح الملاهى الليلية والكباريهات
سعد الهلالي يتهم الرسول بالقبول بالربا 
سعد الهلالي : استمارات قناة السويس "ربا حلال"
سعد الهلالي : الحوينى جاهل لانه يحرم شهادات قناة السويس
سعد الهلالي :لما يتعارض الدين مع القانون ..نختار القانون طبعا
سعد الهلالي :مصر تؤخر قيام القيامة

سعد الدين الهلالي: المصريون كلهم مسلمون ومش شرط تؤمن بمحمد أو عيسى

فيديو .. سفير مصر بالسعودية .. يسب المصريين هناك




هشام يونس: الإرهابى الحقيقي هو أحمد موسى.. وليس صحفيي الحرية والعدالة


شن عضو مجلس إدارة نقابة الصحفيين وعضو لجنة القيد هشام يونس –رئيس تحرير بوابة الأهرام- هجوما لاذعا علي الإعلامي الانقلابى أحمد موسى، علي خلفية الحملة التي شنها الأخير على صحفيّ جريدة الحرية والعدالة فى النقابة.
وقال يونس –عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"- : "الزميل هيثم محمد عضو نقابة الصحفيين عن جريدة الحرية والعدالة تلقى استدعاء من القوات المسلحة باعتباره في فترة الخدمة الاحتياطية، وعندما أنهى فترة الاستدعاء في الجيش المصري ومدتها "15 يوما" عاد ليجد "أحمد موسى" قد قدم وصلة تحريض ضد صحفيّ الحرية والعدالة وضد نقابة الصحفيين التي ضمت "هؤلاء الصحفيين" ووصفهم بالإرهابيين".
وتابع يونس: "كذلك امتد التحريض للمجلس الأعلى للصحافة الذي يقوم بصرف البدل للصحفيين، وكان هيثم بين 8 صحفيين قد تعطلت إجراءات قيدهم لأسباب لا ذنب لهم فيها".
واعترف عضو نقابة الصحفيين: "أنه بعد أن تم اتخاذ قرار في المجلس الأعلى للصحافة بصرف، البدل -وفقا لتصريح السيد نقيب الصحفيين- فإن النتيجة أن البدل لم يتم صرفه، فيما تم صرف البدل للزملاء في جريدة الشارع وحالتهم مماثلة لحالة الزملاء في الحرية والعدالة".
وتساءل يونس: "إذا كان هيثم إرهابيا كما قذفه أحمد موسى، فلماذا تم استدعاؤه للجيش؟، وهل يستدعي الجيش الإرهابيين؟، وإذا كان هيثم وطني ومحب لبلاده وليس متآمرا عليها فلماذا يتم التعامل معه باعتباره «طابور خامس»؟".
يونس نقل تعليق سابق للزميل هيثم محمد، معلقا: "هيثم رفض "يطنش" استدعاء الجيش ونشر صورته مع دفعته في الجيش وكتب من شهر ونصف، على صفحته البوست الآتي :في ناس كتيرة قالوا لي انت استلمت الاستدعاء ليه؟!، وقالوا لي برضه كنت نفضت أو ما استلمتهاش !!
قولت لهم ماينفعش أتأخر على بلدي في أي وقت، مش خوف من محاسبة أو محاكمة أو غرامة ولكن أنا أديت الخدمة العسكرية الحمد لله.. واتعلمت كتير خلالها ومش خايف من أي حاجه .. عشان متوكل على ربنا في كل شيء".
واختتم يونس تعليقه: "طبعا أحمد موسى مش هيعجبه حاجة غير "إننا نولع في هيثم"، مضيفا: "الإرهاب الحقيقي هو ما يفعله أحمد موسى".

محمد العمدة يكتب : هتلر يقلد السيسي في الغاية والوسيلة

يحرق"الرايخستاج" ليفرض الطوارئ ويقضي علي معارضيه

تحت عنوان (Rise of Hitler: The Reichstag Burns ) ومعناه ( صعود هتلر : الرايخستاج يحترق )، نشر موقع" The History Place" الأمريكي مقالا مأخوذا عن قصة" Hitler: The Rise of Evil" ومعناه" هتلر : صعود الشر"
والتي كتبها /"جون بيلميير" الكاتب المسرحي والسينارست الأمريكي.
تحولت القصة التاريخية إلي فيلم حصل علي جائزتين "إيمي"، وكان من العبارات الخالدة للكاتب والتي كتبها علي ستار النهاية "الشيء الوحيد الضروري لانتصار الشر هو أن يمتنع الرجال الأخيار عن فعل أي شيء" .
فإذا عدنا إلي المقال سالف الذكر "صعود هتلر : الرايخستاج يحترق" - الرايخستاج هو البرلمان الألماني – يقول الكاتب :-
" أدولف هتلر" المستشار الجديد لألمانيا لم تكن لديه نية الالتزام بقواعد الديمقراطية، كان ينوي فقط أن يستخدم هذه القواعد ليجعل من نفسه – وفي أسرع وقت – ديكتاتورا علي نحو قانوني من الناحية الشكلية ليبدأ بعد ذلك الثورة النازية.
قبل أن يؤدي "هتلر" اليمين الدستورية لتولي منصبه، عمل علي تحقيق هذا الهدف بطلب انتخابات برلمانية مبكرة، بينما ينتظر الرئيس الألماني/ "هيندنبيرج" بفارغ الصبر في غرفة أخري .
دخل"هتلر" في جدال مع الزعيم المحافظ / "هوجنبرج" والذي عارض فكرته بشدة، ارتكزت خطة"هتلر" علي إنشاء أغلبية نازية منتخبة داخل "الرايخستاج" لكي تصبح بمثابة الختم المطاطي الذي يمرر له ما شاء من القوانين التي يرغب في إصدارها وعلي نحو يجعل الأمر في إطار قانوني تماما من الناحية الشكلية.
وفي أول يوم له كمستشار استطاع "هتلر" أن يؤثر علي الرئيس / هيندينبرج وإقناعه بحل الرايخستاج والدعوة للانتخابات البرلمانية المبكرة التي أرادها والتي تمت فيما بعد بتاريخ 5/3/1933.
في المساء حضر "هتلر" العشاء مع هيئة الأركان العامة للجيش الألماني وأخبرهم أن ألمانيا سوف تعيد تسليح نفسها كخطوة أولي لاستعادة وضعها السابق في العالم، كما أعطاهم تلميحات قوية لأشياء سوف تحدث في المستقبل القريب، حيث أخبرهم بأنه سوف يتم غزو الأراضي الشرقية وفرض الهيمنة الألمانية علي الأقاليم المحتلة بلا رحمة .
أكد "هتلر" للجنرالات أنه لن تكون هناك محاولة لاستبدال الجيش النظامي بجيش من قوات العاصفة أل (S A)، فقد كان الجنرالات في حالة من القلق لعدة سنوات من هذا الأمر، حيث أرادوا الحفاظ علي وضعيتهم في السلطة والحفاظ علي التقاليد العسكرية بحالتها.
لقد بلغت قوات العاصفة الخاصة بهتلر والحزب النازي مستويات جديدة من السلطة وبدأت سلسلة من الإرهاب سوف تستمر طالما استمر الرايخ الثالث ( أحد أسماء ألمانيا في عهد النازية ) .
لقد سقط الرئيس الألماني/ هيندينبرج في فتنة هتلر، حيث كان يوقع علي أي شيء يوضع أمامه، لقد وقع الرئيس علي مرسوم للطوارئ جعل"بروسيا" الولاية الألمانية في قبضة المقربين من" هتلر" - " بابين" نائب المستشار و" جورينج" الذي شغل منصب وزير داخلية بروسيا ليتحكم في شرطتها .. بروسيا هي الولاية الألمانية الأكبر والأكثر أهمية والتي تضم العاصمة" برلين" .
قام" جورينج" وزير داخلية بروسيا علي الفور باستبدال مئات من ضباط الشرطة الذين يدينون بالولاء للجمهورية بضباط من النازيين الذين يدينون بالولاء لهتلر، كما أمر الشرطة بعدم التدخل في عمل قوات أل (SA ) وقوات أل (SS ) تحت أي ظرف من الظروف، وهذا يعني أن أي شخص سوف يضيق عليه أو يضرب أو حتى يقتل بمعرفة النازيين لن يجد أحدا يرجع إليه بالشكوى .
كما أمر" جورينج" رجال الشرطة بعدم إبداء أي رحمة مع هؤلاء المعادين للدولة وهو يقصد في الحقيقة المعادين لهتلر وخاصة الشيوعيين .
كذلك أصدر" هيرمان جورينج" قرارا مفاده ( أن رجال الشرطة الذين يستعملون الأسلحة في تنفيذ واجباتهم سوف يكونون في حمايتي، أما من يفشلوا في أداء واجبهم فعليهم أن يتوقعوا إجراءات تأديبية ) .
في 22/2/1933 أسس" جورينج" قوة من الشرطة المساعدة قوامها خمسين ألف رجل، معظمهم من قوات أل (SA ) و أل (SS ) والفاحشين ومحترفي المشاجرات ( البلطجية )، فالآن تمتلك قوات العاصفة النازية القاتلة سلطة الشرطة النظامية .
بعدها بيومين داهمت هذه القوات مقر الشيوعيين في" برلين"، وزعم" جورينج" زيفا أنه كشف خطط الشيوعيين أثناء هذه المداهمة، ولكنه في الحقيقة كشف عن قائمة أعضاء الحزب الشيوعي وقرر القبض عليهم جميعا رغم أنهم قرابة الأربعة آلاف عضو .
ويضيف الكاتب قائلا : -
Göring and Goebbels, with Hitler's approval, then hatched a plan to cause panic by burning the Reichstag building and blaming the Communists. The Reichstag was the building in Berlin where the elected members of the republic met to conduct the daily business of government.
وترجمته : -
" جورينج" و" جوبلز" وبموافقة" هتلر" وضعوا خطة لنشر الذعر من خلال حرق مبني الرايخستاج وإلقاء الاتهام علي الشيوعيين، والرايخستاج هو مبني البرلمان الذي يقع في برلين ويجتمع فيه الأعضاء المنتخبين لإدارة المهام الحكومية اليومية".
وللمصادفة العجيبة كان يوجد رجل شيوعي مختل في برلين، إنه مشعل الحريق" مارينوس فان دير لوب"، عمره 24 عام، من هولندا ، لقد ظل يتجول في برلين لمدة أسبوع يحاول أن يحرق المباني الحكومية ليحتج علي الرأسمالية .
في 27/2/1933 قرر أن يحرق مبني الرايخستاج وحمل معه أدوات الحرق، وقضي اليوم بأكمله يترصد حول المبني قبل أن يقتحمه حوالي الساعة التاسعة مساء، فخلع قميصه وأشعل فيه النار ثم ذهب ليستخدمه في إشعال الحريق .
تسلسل الأحداث لا يمكن لأحد الإحاطة به علي وجه الدقة، ولكن قوات العاصفة النازية وبتوجيه من"جورينج" كانت متورطة في إحراق المكان، لقد ناصروا مشعل الحريق وشجعوه ليحرق مبني الرايخستاج في هذه الليلة .
قوات العاصفة التي يديرها القائد"كارل إيرنست" استخدمت نفقا تحت الأرض والذي يربط مقر جورينج بسرداب داخل الرايخستاج، لقد دخلوا المبني، وسكبوا البنزين والمواد المساعدة علي الاشتعال وسارعوا بالعودة من خلال النفق .
لقد خطف وهج الاشتعال الأحمر أعين الرئيس /"هيندينبرج" ونائب المستشار"بابن" والذين كانا يتناولان العشاء في نادي يقع في مواجهة المبني، لقد وضع بابن هيندينبرج العجوز في سيارته الخاصة وأخذه إلي موقع الحادث .
"هتلر" كان في شقة"جوبلز"، فانطلقا إلي مكان الحادث حيث قابلا"جورينج" والذي كان يصيح زيفا بالاتهامات ويطلق التهديدات ضد الشيوعيين .
وللوهلة الأولي وصف" هتلر" الحريق بأنه منارة من السماء، وقال للموجودين معه : أنتم الآن شهود علي بداية حقبة عظيمة في التاريخ الألماني، النار هي البداية، وأبلغ" هتلر" تقريرا إخباريا من موقع الحادث .
وبعد مشاهدة الخسائر عقدت الحكومة اجتماعا طارئا، وعندما تم اخطار" هتلر" بالقبض علي مشعل الحريق الشيوعي"مارينوس فان دير لوب" أظهر غضبا مفتعلا قائلا :
"The German people have been soft too long. Every Communist official must be shot. All Communist deputies must be hanged this very night. All friends of the Communists must be locked up. And that goes for the Social Democrats and the Reichsbanner as well!"
وترجمته : -
" الشعب الألماني ظل ناعما لزمن طويل، الآن كل شيوعي يجب أن يطلق عليه الرصاص، كل النواب الشيوعيين يجب أن يعدموا، كل أصدقاء الشيوعيين يجب أن يسجنوا" .
ترك" هتلر" مكان الحادث وذهب مباشرة إلي مكاتب صحيفته ليراقب تغطيتها للحريق بنفسه، وظل بمقر الصحيفة طوال الليل مع" جوبلز" يضعا معا صفحة كاملة مليئة بالحكايات عن مؤامرة الشيوعيين للاستيلاء علي السلطة في" برلين" باستخدام العنف.
وفي اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد صباح 28/11/1933 طلب المستشار/ هتلر مرسوما للطوارئ للتغلب علي الأزمة، فوجد مقاومة ضئيلة من أعضاء مجلس الوزراء من غير النازيين .
في المساء ذهب "هتلر" و" بابن" للرئيس/ هندينبرج، فوقع الرجل الكبير المرتبك علي المرسوم بحجة حماية الشعب والدولة.
فرض مرسوم الطوارئ قيودا علي الحرية الشخصية، وعلي الحق في التعبير عن الرأي شاملا حرية الصحافة، وعلي الحق في الاجتماع وتكوين الجمعيات . كما فرض المرسوم أحكاما تمثل انتهاكا لخصوصية البريد والاتصالات التليفونية والتلغرافية، وإعطاء الصلاحية للشرطة لتفتيش المنازل دون إذن، كما أعطي الصلاحية لجهة الإدارة لمصادرة الملكيات الخاصة وفرض القيود عليها، فأصبحت جميع هذه الأمور مصرح بها دون حاجة لمراعاة الشروط القانونية المنصوص عليها.
وفي الحال بدأوا تنفيذ أول حملة اعتقالات نازية ضخمة، حيث توجهت شاحنات قوت أل (SA ) و أل (SS ) وهي تطلق زئيرها في الشوارع المكتظة بالشيوعيين والمعروفة بدخول الشيوعيين إليها وخروجهم منها وكذلك في منازلهم الخاصة.
الآلاف من الشيوعيين والاشتراكيين الديمقراطيين والليبراليين تم اعتقالهم في ثكنات قوات العاصفة حيث يتم ضربهم وتعذيبهم.
أعلن" هيرمان جورينج" في 3/3/1933 أنه غير قلق بشأن العدالة، وأن مهمته تنحصر فقط في التدمير والإبادة لا أكثر.
واحد وخمسون من مناهضي النازية قتلوا، ومنع النازيون كل الأنشطة السياسية والاجتماعات ووسائل الإعلام الخاصة بالأحزاب غير النازية، حتى الحملات ضد النازية أصبحت في الواقع مجرمة .
Hermann Göring. Declared ; "Every bullet which leaves the barrel of a police pistol now is my bullet. If one calls this murder, then I have murdered. I ordered this. I back it up. I assume the responsibility, and I am not afraid to do so," declared Hermann Göring.
وترجمته :
أعلن" جورينج" أن كل رصاصة تخرج من فوهة مسدس رجل الشرطة هي رصاصتي، ولو سمي أحد هذا قتلا فإنني أنا القاتل، أنا الذي أمرت بهذا وأعضده، وأتحمل المسئولية ولا أخشي أن أفعل ما تقدم.
الصحف النازية واصلت نشر الأدلة الكاذبة علي مؤامرات الشيوعيين، وتزعم أن هتلر والنازيين فقط هم القادرون علي منع الشيوعيين من الوصول إلي السلطة.
"جوزيف جوبلز" الآن يتحكم في الإذاعة التي تديرها الدولة، وينشر الدعاية النازية وخطب هتلر بين أفراد الأمة .
وبعد كل ما تقدم وجه النازيون انتباههم ليوم الانتخابات 5/3/1933، وتم وضع كل موارد الدولة اللازمة لتحقيق الفوز الكبير تحت تصرف جوزيف جوبلز .
كل كبار رجال الصناعة الذين ساعدوا "هتلر" للوصول إلي السلطة خصصوا ثلاثة ملايين مارك بسعادة ، ممثلون عن" ذخائر كروب" و "المجموعة الدولية فاربن" كانوا من بين هؤلاء الذين أجبروا علي التبرع تحت إصرار"جورينج" .
قال" جورينج": (إن التضحيات التي نطلبها من السهل تحملها إذا أدركنا أن الانتخابات القادمة سوف تكون الأخيرة خلال العشر سنوات القادمة، وربما تكون الأخيرة خلال المئات من السنوات القادمة، إن توفر المال بالإضافة إلي سلطة الدولة وخلفهما الحملة الانتخابية الشرسة التي يقودها النازيون سوف توفر لهتلر الأغلبية التي يطلبها) .
في 5/3/1933 عقدت آخر انتخابات حرة بألمانيا، ولكن الشعب رفض أن يمنح" هتلر" الأغلبية حيث أعطاه 44% من جملة أصوات الناخبين بالرغم من حملة الدعاية الضخمة والقمع الوحشي .
حصلت الأحزاب الأخرى علي حصتها، فقد حصل حزب الوسط علي أربعة ملايين صوت انتخابي، كما حصل الحزب الديمقراطي الاجتماعي علي سبعة ملايين صوت، ورغم فقد الشيوعيين لكثير من الأصوات إلا أنهم حصلوا علي أكثر من أربعة ملايين صوت.
انتهي مقال" الرايخستاج يحترق" - المنشور علي موقع" مكان التاريخ" الأمريكي والذي كشف لنا العديد من الأمور :
- كيف سعي هتلر ليتحول إلي ديكتاتور ........
- كيف سعي إلي أن يحكم مجتمعا خاليا من المعارضة، بل خاليا ممن يفتح فمه ....
- ولكي يحقق ذلك لجأ إلي نشر الذعر بين الناس بحرقه الرايخستاج" مبني البرلمان الألماني" ليستخدم هذا الحادث الإرهابي الذي اصطنعه في إصدار مرسوم للطوارئ يصادر به جميع الحقوق والحريات العامة، ويتمكن باستخدامه من القضاء علي الشيوعيين أقوي المنافسين له، ثم امتدت حربه لتشمل جميع المعارضين دون استثناء .
- وعقب حريق الرايخستاج أسس"هتلر" و"جورينج" قوات أل" Hilfspolizei" - " هيلفس بوليساي" - والتي تقول عنها الموسوعة الحرة :
The Hilfspolizei (abbreviated Hipo; literally: auxiliary police) was a short-lived auxiliary police in Nazi Germany in 1933.
The Hilfspolizei was created on February 22, 1933 by Hermann Göring, newly appointed Interior Minister of Prussia, to assist regular police in maintaining order and persecuting communists in the wake of the Reichstag fire.[1] The organization quickly spread from Prussia to other German states and endorsed by Hitler in the Reichstag Fire Decree
وترجمته :
"باختصار أل ( هيلفس بوليساي )هو جهاز الشرطة المساعدة، والذي كان عمره محدودا بحقبة ألمانيا النازية التي بدأت منذ عام 1933، وتأسست بتاريخ 22/11/1933، ومؤسسها" هيرمان جورينج" المعين حديثا كوزير داخلية لولاية بروسيا الألمانية لمساعدة البوليس النظامي في الحفاظ علي النظام واضطهاد الشيوعيين، وانتشرت الشرطة المساعدة بعد ذلك في جميع الولايات الألمانية، وأقرها هتلر بعد ذلك في مرسوم حريق الرايخستاج".
وقد مر علينا قبل ذلك كيف أضاف" جورينج" لهذه الشرطة المساعدة أعدادا كبيرة من الفاحشين ومحترفي المشاجرات ( البلطجية )، ولاشك أن هتلر أراد بإنشاء الشرطة المساعدة أن يقلد السيسي وحكومته فيما أقدموا عليه من إنشاء شرطة مجتمعية في مصر لتقنين أوضاع البلطجية المسخرين لمعاونة الشرطة من عهد مبارك.
- أنشأ "هتلر" و" جورينج" جهاز أل" Gestapo" – "البوليس السري"، وتم منحه حصانة قانونية من المحاسبة ليرتكب من الاغتيالات السياسية ما شاء دون حساب أو عقاب.
- استخدم" هتلر" رجال الأعمال لتمويل حملاته الانتخابية ودعمه مقابل منحهم المزايا الحكومية التي تعوضهم بأضعاف ما أنفقوه.
- احتكر وسائل الإعلام وصادر إعلام سائر الأحزاب والمعارضين مصادرة كاملة، فلم يعد في ألمانيا سوي صوت هتلر وحربه علي الإرهاب الشيوعي وإرهاب سائر المعارضين..
أعتقد أن أوجه تقليد الزعيم "هتلر" للزعيم" السيسي" يسهل إدراكها واستخراجها مما ذكر ولا أري أنني بحاجة لرص المتشابهات جنبا إلي جنب .
ثمانون عام بين "هتلر" 1933 و"السيسي" 2013 ورغم ذلك تطابقت الأفكار والأعمال، كل منهما أراد أن يحكم بلا شريك فسعي للخلاص من معارضيه، فوسوست لهما الشياطين بخلق حرب علي الإرهاب كل ما تحتاجه جريمة هنا أو هناك والفاعل مجهول، ثم تسن القوانين والسكاكين.
لقد نجح "هتلر" بالفعل في التخلص من خصومه والقضاء عليهم وقهر الشعب الألماني والقضاء علي أي صوت يمكن أن يعارض أفكاره أو سياساته، فما هي النتيجة؟
النتيجة هي الحرب العالمية الثانية التي خلفت ستين مليون قتيل في بعض التقديرات بخلاف المفقودين والمصابين والمشردين، ودمرت معظم دول أوربا وأعادتها قرونا إلي الوراء، ودمرت ألمانيا والشعب الألماني دون أن تميز بين المهللين لهتلر والمعارضين له ممن التزموا الصمت حيال جنونه وهوسه.
وقد شاءت المقادير أن يطبق "هتلر" عقوبته الدنيوية علي نفسه بيده، حيث انتحر لينتقل من الدنيا إلي سوء العذاب الذي ينتظره، ليظل خالدا لا يموت فيه ولا يحيا.
لن أطلب من المستبد الظالم أن يعتبر ويرجع عن استبداده وظلمه لأن هذا الطلب فيه من الهوان ما لا تقبله ضمائر الكرام، ولكني سأذكر الشعب المصري العظيم بالعبارة الخالدة لكاتب قصة (هتلر وصعود الشر) حين قال :
"الشيء الوحيد الضروري لانتصار الشر هو أن يمتنع الرجال الأخيار عن فعل أي شيء".

رانيا بدوى: احنا فى دولة فاشية والبلد ماشية فى طريق غلط واللى فرحان بكده دلوقتى بكره هيجى عليه الدور


المفكر القومى محمد سيف الدولة يكتب : القضية "الاسرائيلية"

كنا فيما مضى نسميها بالقضية الفلسطينية، وكنا نقصد بها قضية تحرير فلسطين من الاغتصاب الصهيونى، وتطهير الارض العربية من الكيان الصهيونى، وإنقاذ المستقبل العربى من المشروع الصهيونى. وكنا نعتبرها قضية العرب المركزية، وكانت على امتداد ربع قرن 1948 ـ 1973 هى القضية الأولى فى جداول أعمال القمم العربية، وفى برامج الأحزاب والقوى والتنظيمات السياسية العربية.
ولكن اليوم حلت محلها "القضية الاسرائيلية"، التى أصبحت هى عامود الخيمة الرئيسى فى كل الاستراتيجيات والسياسات والمواقف الدولية والإقليمية و العربية، بعد أن نجحت الولايات المتحدة واسرائيل على امتداد أربعة عقود من استقطاب الانظمة والحكام العرب واحدا تلو الآخر، الى التحالف معهم من أجل تصفية القضية الفلسطينية لصالح وجود واستقرار وأمن اسرائيل.
وحين كنا نعتبرها "القضية الفلسطينية"، كنا نبحث كيف نحارب وكيف نتسلح، وكيف نتوحد او نتضامن او نتشارك فى الدفاع عن فلسطين وعن بعضنا البعض. وكنا ندعم المقاومة ونسلحها ونحميها ونحتفى بعملياتها ونحرض على تكرارها ونؤبن شهداءها. وكنا نقاطع حلفاء اسرائيل و داعميها. و نحشد ونعبئ شعوبنا من اجل هذه المعركة المصيرية الطويلة. وكنا نرفض الاعتراف بشرعية اسرائيل، ونرفض التفاوض أو الصلح معها. وكنا نغضب على أى حاكم او نظام او حزب او حركة او مثقف نشتم فيهم رائحة تلميح ولو عابر عن الرغبة فى السلام مع اسرائيل أو الاعتراف بها أو الاعتراف بالقرارات الدولية التى تعترف بها. وكنا نتهم أمثالهم بالجبن والخيانة والرجعية والصهيونية. وكنا نعتبر اصدقاء امريكا من الانظمة العربية هم الطابور الخامس بيننا. وكنا نحترم من القيادات أكثرهم عداءً وتحديا لاسرائيل. وكنا نسعى الى توطيد علاقاتنا الخارجية بأى دولة تعادى امريكا والاستعمار. وكنا نحرض شعوب و دول العالم على تبنى قضيتنا والانحياز الى مواقفنا.
***
أما منذ أن اصبحت قضيتنا المركزية هى "القضية الاسرائيلية"، قضية الحفاظ على وجود اسرائيل وأمنها، منذئذ، اصبحنا نتبارى فى توقيع معاهدات الصلح معها والاعتراف بشرعيتها والاستسلام لشروطها والرضوخ لقيودها على جيوشنا وتسليحنا وانتقاصها لسيادتنا على أراضينا المجاورة "لحدودها". ونتسابق فى طرح المبادرات والتصريحات التى تنفى تطرفنا وتصنفنا فى قوائم المعتدلين عند السيد الامريكى ومجتمعه الدولى. وأصبحنا نتبارى للارتماء فى أحضان الولايات المتحدة الامريكية، صانعة اسرائيل وحاميتها الرئيسية، ونتحالف معها ونشترى سلاحها من الفرز الثانى والثالث. ونمتثل لأوامرها فى تحديد وتقييد قواتنا وأسلحتنا نوعا وكما وتوجيها واستخداما. ونخضع لرغبتها فى الحفاظ على التفوق العسكرى الاسرائيلى النوعى على كل دولنا العربية مجتمعة. ونصالح من يصالحها ونعادى من يعاديها. ونحتشد وننفض وفقا لرغباتها. ونستأذنها فى كل قراراتنا وسياساتنا. وأصبحنا نُحكَم بالإكراه من اكثر القيادات مهادنة وخوفا و"اعتدالا" مع اسرائيل.
وأصبحنا نضغط على الفلسطينيين لكى يستسلموا "لاسرائيل" ويعترفوا بحقها فى الوجود على ارض فلسطين التاريخية. ونعمل على كسر إرادة من يتصلب منهم، ونشارك فى حصاره وحظر السلاح اليه، ونبارك صراحة او ضمنا الاعتداءات الصهيونية عليه، ونحرص على توقيف واعتقال من يقع تحت أيدينا من مقاومته. ونصادر أسلحته ونغلق معابره ونهدف أنفاقه. ونهاجمه ونشوهه ونعاديه. وأصبحنا نرتعب وننزعج وندين اى عملية للمقاومة بمجرد وقوعها، ونسخر ونسفه قيم الصمود والبطولة والاستشهاد، ونتهمها بالطوباوية وباللاواقعية وبالتطرف والتشدد والإرهاب.
وأصبحنا نضلل شعوبنا، ونكذب عليها، ونزيف وعيها، بان إسرائيل قطر شقيق و جار مسالم وأمر واقع. وأصبح التنسيق والتعاون والشراكة الأمنية معها ضرورة وحق وواجب وعمل وطنى وعاقل وحكيم. وأصبحنا نفتح حدودنا ومعابرنا للصهاينة، ونرحب بهم فى بلادنا وعلى شواطئنا، ونحرمها على الفلسطينيين الذين أصبحوا هم الأشرار و الخطر الأكبر على أمننا القومى.
وأصبحنا نطارد كل الكتاب والكتابات والأفكار والمفكرين والأحزاب والتنظيمات السياسية و القوى والتيارات الوطنية التى ترفض الاعتراف بإسرائيل، والصلح والتطبيع معها وتناصر فلسطين والمقاومة الفلسطينية، ونحظر أنشطتها ونغلق منابرها ونعزلها ونطارد عناصرها.
***
انه النظام الرسمى العربى فى أسوأ مراحله وأظلم عصوره، ظلام لا يكسره سوى عبقرية الصمود الفسطينى وبطولاته وانتصاراته.
*****
القاهرة فى 25 نوفمبر 2014

وائل قنديل يكتب : لميس سلطة أولى أم رابعة؟

مطلوب من أي مسؤول في مصر أن يجيب عن هذا السؤال: هل السيدة لميس الحديدي جزء من نظام الحكم، بنص الدستور، أو بقرار جمهوري، أو حتى بانقلاب؟ هل هذه السيدة جزء من السلطة، أم هي السلطة ذاتها؟ وهل هي سلطة أولى، أم تشتغل في السلطة الرابعة "الصحافة"؟ أم ناطقة باسم السلطة؟
تقول السيدة لميس، موجهة حديثها إلى أمير قطر، لكي تتحقق المصالحة، إنها تريد أن تتسلم منه مجموعة من الأسماء المعارضة، منها كاتب هذه السطور "دول أنا ما بطلبهمش لحلاوتهم"، هكذا تحدثت.
لم تقل بأي صفة تتحدث، ومن كلّفها بالحديث، وبأي اعتبار تقدم قائمة طويلة بالمطلوبين؟ والأهم من كل ذلك، إذا حدث وقرر المعارضون للسيسي العودة إلى مصر، فمع من يتحدثون؟ وإلى أي سلطة يسلّمون أنفسهم؟ هل يسلمون أنفسهم للميس الحديدي، أم إلى وزير الداخلية، أم لوزارة الدفاع مباشرة؟ أم أن هذه السيدة تختزل كل هذه السلطات في شخصية واحدة؟
أفهم أن موضوع الوديعة بات يطيّر النوم من العيون، والعقول من الرؤوس. لكن، أن تتضاءل مصر إلى هذا الحدّ الذي تختفي فيه المسافة بين السلطة واللاعبين في أحواشها، وتضيع الفروق بين المعاملات الدبلوماسية الرصينة والمعالجات التلفزيونية المضحكة، فهذا ما لم يكن يخطر على بال بشر، ولا يتمناه أحد لمصر، بصرف النظر عن كونها محكومة من مجموعة من الخاطفين الذين انقضوا على ثورتها الوحيدة "يناير"، وعصفوا بأول فرصةٍ تتاح لها في تاريخها، لكي تعرف السبيل إلى تغيير ديمقراطي حقيقي.
إن هذه السيولة القيمية التي تجتاح مصر، هذه الفترة، أطاحت كل معيار موضوعي محدد لمعنى الوطنية ومعنى الدين وجوهره، فصار جنرالات أمن الدولة ينطقون باسم السلطة الدينية، ويزاحمون الأزهر ودار الإفتاء في التحدث باسم الدين، فتسمع لواء في الأمن الوطني يقول إن الشرطة جاهزة بالذخيرة الحية والأسلحة الثقيلة، للدفاع عن المصاحف، وحمايتها من "الشباب المسلم" في "الجمعة اليتيمة" التي لا يعرف لها أحد رأساً. أو أن تجد مذيعاً يطالب رئيس سلطة الانقلاب بأن يقتل مليوناً من المصريين في هذه الجمعة، لكي ينصلح الحال في مصر. 
هذا العبث غير المسبوق، بمقدماته الفاشية، يفتح المشهد على نهايات كارثية، إذ يبدو وكأن السلطة تتعامل مع مليونية 28 نوفمبر، على أنها فرصتها الكبيرة لصناعة "حادث منشية جديدة"، على غرار ما جرى في خمسينيات القرن الماضي، لينطلق بعدها قطار الزعيم الفرد الواحد بأقصى سرعة، ليدهس، في طريقه، كل من يجرؤ على الاعتراض.
وبصرف النظر عن أن خمسينيات القرن العشرين تختلف عن العشرية الثانية من القرن الحادي والعشرين، فإن الولع بالتاريخ والهوس بالحكايات يصور لمجموعة الانقلاب في مصر أن الشعب لم يتطور وعيه، ولم يطرأ على إدراكه جديد، وتلك هي القراءة الساذجة التي لا تريد أن تعترف بأن يناير 2011 كان بداية حقيقية لمصر، مختلفة عن الذي في خاطر مستبديها، وفي دمهم