30 أبريل 2014

رحاب أسعد بيوض التميمي تكتب : بين العقاب والبلاء تكمن سيرة حياة اﻹنسان

(البلاء أوله شدة وضيق وأخره نصر من الله )
(مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا)] النساء:79 [
فعدا عما جاء في تفسير هذه الأ ية،فقد يختلط على من يسمعها تمييز أصحاب المصائب من أصحاب البلاء،حتى يظن أن كل سيئة أو أزمة يمر بها المرء هي بالضرورة عقاب بفعل عمله السيئ,ﻷنه تعود أن يرد الحسنة إلى كل ما ظهرمن النعم،والسيئة الى كل ما ظهرمن سوء,ناسياً أن كثيراً من النعم ظاهره فيه الرحمة وباطنه فيه العذاب والعكس صحيح أيضآ.
فأنا أرى والله أعلم أن اﻹبتلاء الذي يتعرض له المسلم يقع في ضمن الحسنة التي من الله,لأن ثمرات الإبتلاء فيها كل الحسنات والعبرة في عواقب اﻷمور،عدا عن أن الله هوالمتفضل بالنعم وﻻ يمنعها أو يسلبها إلا بسئية اﻹنسان،
والبلاء هو امتحان درجة منزلة الله عندعبد أحبه الله لشدة تقواه،بدليل أن البلاء هو جزء من حياة اﻷنبياء،فما تعرض له اﻷنبياء من شدة ومحاربة وأذى هو بالضرورة من اﻹبتلاء الذي يسبق النصر والتمكين،إبتلاء نتج عنه إجتباء وإصطفاء وتمكين لهم في اﻷرض وعلو ورفعة
في حين أن العقاب من نفس اﻹنسان أي نتيجة عمله السيئ،والذي ﻻ يعود عليه إلا بالخسران
لذلك قد يختلط على الناس التفريق بين اﻹبتلاء والعقاب ﻷن الشدة واﻷلم،ونوعية المصائب المشتركة هي التي تجمع بينهما,فالحسنة من الله تشمل الصبرعلى البلاء الذي فيه الجزاء،وحسن العاقبة،والسيئة من النفس تشمل العذاب وسوء العقاب.
فالبلاء هوإمتحان المحبة من الله لعبد إجتباه ثم إصطفاه،
والعقاب هو حصاد السوء لعبد إختار رضا نفسه والشيطان على رضا الرحمن. وقد يكون البلاء بالخوف وعدم اﻷمان،كحالة من التعب النفسي تعتري نفس اﻹنسان ﻷي سبب كان،أو بفقر،أوبفقدان في الذرية،أو معاناة بسبب نقص في ثمار الحياة بمختلف أشكالها
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ*أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) ]البقرة:155-157 [
وكل من عاش الرضا والقناعة وسط هذه الظروف فهو في عيش البلاء ويختلف في درجته حسب تقوى الانسان ..
الفرق بين اﻹبتلاء والعقا ب
أن اﻹبتلاء هو جزء من سيرة اﻷنبياء،فليس هناك نبي وإلا وقد إبتُلي في قومه أو أهله وعشيرته أو بدنه،أو زوجه،فالبلا ء إبتلي به اﻷنبياء ثم الصالحون عبر مسيرة الحياة،ثم اﻷمثل فاﻷمثل وأكمل الناس إيمانا أشدهم بلاء,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
((أشد الناس بلاء الأنبياء،ثم الصالحون،ثم الأمثل فالأمثل،يبتلى الرجل على حسب دينه،فإن كان في دينه صلباً اشتد به بلاؤه،وإن كان في دينه رقة إبتلي على قدر دينه،فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة)أخرجه الإمام أحمد وغيره
فالبلاء هو دليل محبة الله للعبد المؤمن يبتليه ليُطهره وليصطفيه ثم ليجعله في معيته.
أما العقاب فهو نتيجة سخط الله على المرء لذنوب أذنبها,وهناك فرق بين اﻹثنين
فالبلاء بالضرورة تنزل معه الرحمات التي تنتج عن الرضا بما قسم الله،تعين المرء على إحتماله والصبر عليه.
أما العقاب فيكون منفرداً صاحبه بالشدة واﻷذى حتى يضيق بهما.
أن من إحدى مراحل البلاء أن يُسلط شيطان الجن شياطين اﻹنس على اﻹنسان الطيب صاحب اﻷخلاق لعلم الشيطان المتخفي قدرة صاحب اﻷخلاق على التأثير في المجتمع، خيراً وإصلاحاً,وهذا لا يروق للشيطان الذي يقود معركته ضد اﻷخلاق،فيؤزهم أزاً عليه حقداً وغيرة,حتى يرودوه عن دينه وأخلاقه إن إستطاعوا،أي محاصرة له في كل ما يعمل باﻹنكاروالجحود لعله يضيق بالخلق ويتركه،بل قد يزداد محاصرة الناس له حتى تضييق به الدنيا فيقع في المحك إما أن يترك الخير والعمل به،حتى يريح نفسه ويرضى عنه الناس ،وإما أن يُصر عليه رغم المحاصرة ،فيزداد تعلقاً بالعمل الصالح،من أجل رضا الرحمن،حتى يستوي عنده مدح الناس وذمهم،بعدما يتيقن أن ﻻ مدحهم يرفع وﻻ ذمهم يهين،وحتى يقع في نفسه أن طلب النصرمن الناس نقص في اﻹيمان وذل وهوان،وأن الفرج ﻻ يمكن أن يكون إلا من عند الرحمن،فيسقط الناس من حساباته ويزداد قرباً من الله بالطاعات،فيكون قد نجح في تجاوز مرحلة من مراحل اﻹمتحان،وهي اﻹنتصار على نفسه والشيطان بالثبات على الحق والدين رغم التعرض للشدائد والمكائد وبذلك يزداد قرباً من الله الرحمن الرحيم،وهذا ما حصل مع اﻷنبياء حينما تسلط عليهم أقوامهم ليردوهم عن دينهم فرغم أنهم سلطوا عليهم سفهائهم،وإتهموهم بالجنون والسحروغيرها من اﻷكاذيب,فلم يمنعم ذلك من إتمام رسالاتهم والثبات على الحق،فهذا كله يكرر مع ممن يريد الله إصطفائهم بدرجات مختلفة حسب درجة القدرة والدين قال تعالى
((اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)) ]الحج:75 [
في حين أن المعاقب بالعادة ﻻ يتعرض لشدائد تقهره قبل وقوع العقاب،بل قد تبسط له الدنيا ،ثم إن المعاقب قد ينافق له الناس ﻷن أخلاقه ليس فيها ما يقهرهم أو يحسدونه عليها, بالعكس فقد يكون سوء خلقه سبب حبهم له.
إن البلاء ظاهره فيه العقاب ليمتحن الله نفوس الناس من الحاقدين والحاسدين الذين ينتظرون أن تلحق المصائب بمن يعادون حقداً وحسداً فيظنون أنهم قد إنتصروا،وتحقق لهم ما تمنوا،ليميز الله الخبيث من الطيب،وليرفع المبتلى بصبره على شماتة الناس الدرجات العلى،حتى إذا أنعم الله على صاحب البلاء بثمرات الصبر من تمكين ورفعة تحولت الشماتة الى نصر من الله له عليهم،بتميزيه بينهم وهم ينظرون.
أما العقاب فليس ورائه نصر وﻻ تمكين,بل قد يكون حصار للانسان ليس بعده منفذ وﻻ ملجأ ،بل قد يكون فاتحة لعذاب أكبر إن لم يتعظ ويؤب ويرجع.
إن أصحاب البلاء لهم في كثير من اﻷحيان حقوق عند الناس بسبب ظلم الناس لهم وإفترائهم عليهم،وعلى ما يفعلون من خير,في حين أن المعاقب للناس حق عليه بسبب ظلمه لهم .
إن المعاقب قد يستدرج وتفتح له الدنيا حتى يُصيبه العجب بنفسه فيقع في حبها وينسى المنعم المتفضل عليه،فيطغى ويبغى أو يصيبه الغرور أو يرتكب المحرمات،حتى إذا غرق في حبها جائه العذاب من حيث لا يحتسب فيكون قد أستدرج من خلال النعمة .
أما المبتلى فقد يفتح الله عليه الدنيا فيتعامل معها بحذر,ﻷنه يعلم أن الله يعطيها لمن أحب ولمن ﻻ يحب،وأن المسؤولية تزيد بزيادة النعم عليه،وانه سيُسأل من أين إكتسب؟وأين سينفق؟
فلا يغفل عن خالقه ولا عن رد الجميل إلى المُنعم عليه بزيادة الطاعات فيحبه الله من شدة طاعته،فيبتليه حتى يصطفيه وينصره ويبقيه بمعيته حتى لا يُفتن في الدنيا ومتاعها.
ان المبتلى إن حُصر في رزقه،عاش الرضا والقناعة بما قسم الله،حتى شعر بهما أنه أغنى الناس ﻹيمانه بقوله عليه الصلاة والسلام
(مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ،آمِنًا فِي سِرْبِهِ،عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا.)أخرجه أحمد والبخاري وإبن ماجة والترمذي.
في حين ان المعاقب ان حُصر في رزقه ضاقت عليه الدنيا وعاش ساخطا حاقداً،حاسداً .
إن فترة البلاء يحيط الله بها المرء بالحماية رغم شدة البلاء،وتتنزل بها الرحمات ويبدل الله ضعفه قوة بعد البلاء,ويجعل له رهبة في قلوب أعدائه,حتى يصبح من كان الناس يستخفون به لطيبته يحسبون له ألف حساب,ويمد الله المبتلى بنور يمشي به بين الناس ويُنور قلبه باﻹيمان الذي يميز به بين الحق والباطل,ويجعله دائم الوقوف واﻹنتباه على الحسنات والنعم التي في حياته ليستأنس بها مع الشدة,ويفرح أن الله لم يجعل فتنته في دينه فتهون عليه مصيبته فيحمد الله عليها,فتكون بمثابة العلاج لنفسه لتجاوز المصيبة.
في حين أن صا حب العقاب يُصاب باﻹحباط والمسكنة وﻻ يستطيع الوقوف على ما أنعم الله به عليه وتزيده المصيبة حقداً وغيرة حتى يتمنى أن يلحق الناس ما لحق به .
إن من أحوال البلاء أن يشتد الامر على المبتلى قبل الفرج حتى يصيبه اليأس من تأخيره ثم يأتي الفرج من حيث ﻻ يحتسب كما هو شأن اﻷنبياء.
(حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) ]يوسف:110 [
ليشعر فعلاً أنه ممن إصطفاهم الله,وإن من مؤشرات اﻹبتلاء أن يخفف الله عن المبتلى بالمبشرات التي كانت تسري على الانبياء وتخفف عنهم اثناء إبتلائهم وهي الرؤى الصالحة يراها المؤمن أو تُرى له فتجعله ﻻ يقنط من رحمة الله تشعره بأن الله ناصره ولو بعد حين كما في الحديث
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:سألت رسول الله عن هذه الآية(لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة)فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له)
اﻹبتلاء يزيد من إيمانيات المسلم ويزيده قرباً من الله بدئاً بمحاسبة التفس وطلب العفو من الله إن كان بسبب تقصير منه بالدعاء كما كان عليه الصلاة والسلام يقول
(إن لم يكن بك علي ذنب فلا أبالي)
وزيادة العبادات حتى يشعرالمرء أن حياته ﻻ تستقيم إﻹ بكثرة الطاعات والنوافل ﻹدراكه أن النجاة فيها.
في حين العقاب يبقي المرء في غفلة ويزيده بُعداً عن الدين لكثرة الحسرة واﻹعتراض على قدر الله وعدم محاسبة نفسه أو قد يرمي في أحسن الأحوال على العين سبب ما أصابه.
من ثمرات البلاء أن يحب الله المسلم ثم ينعكس هذا الحب على أهل اﻷرض ﻷن الله اذا أحب عبداً نادى في السماء اني أحبه فأحبوه حتى ينزل حبه في اﻷرض,كما جاء في الحديث
(إذا أحب الله تعالى العبد،نادى جبريل،إن الله تعالى يحب فلاناً،فأحببه،فيحبه جبريل،فينادي في أهل السماء:إن الله يحب فلاناً فأحبوه،فيحبه أهل السماء،ثم يوضع له القبول في الأرض)
عكس المعاقب نتيجة سخطه وعدم محاسبة النفس لا ينعكس العقاب على عمله تغييراً وإصلاحاً فيزداد سوءاً ويزيد بغض الناس لها .
إن صاحب البلاء تصغر الدنيا أمام عينه حتى تصبح أخر همه حتى يستوي عنده فيها المدح أوالذم.
أما المعاقب فيزداد حُب الدنيا في نفسه وحرصه عليها ويحب أن يُمدح ويفجرإذا ذم .
البلاء هو طوق النجاة للمؤمن من فتن هذه الدنيا,فقد يبتلي الله المؤمن في شدة في نفسه أوولده أونقص من ماله,لكي يمنعه من الافتتان بالدنيا والحرص عليها وحرصاً عليه أن ﻻ يقع في حبها,فيصبح من الغافلين فيبتليه ليلجأ إليه ويدعوه فيكون البلاء سبب خروج الدنيا من نفسه.
في حين أن المعاقب قد يزداد إفتتان في الدنيا حتى توقعه في غفلتها,وقد تكون هناك درجة للمؤمن عند الله ﻻ يرتفع ويصل إليها إلا ببلاء معين يكفرالله بها ما فاته ويطهر بها زلاته حتى يصل الى درجة المصطفيين الاخيار،بعكس العقاب قد ينزل بالانسان منزلة نتيجة السخط على قضاء الله عدا عن أن سيرة المرء ومدى حبه للخير وفعله،أو أنانيته وكبره تحدد إن كان ما أصابه إبتلاء أوعقاب والسيرة تستدل بالشهود الثقات.

29 أبريل 2014

محمد الجارحي يكتب : كيلو «سيسي مشكل» لو سمحت

«كيلو مشكل» .. حضر إلى ذهني هذا الوصف بعد تشكيل حملة المشير عبدالفتاح السيسي، ربع فلول مبارك على ربع ناصري على ربع ساداتي على ربع ثوار متقاعدين، وفوق الكيلو، تشكيلة سَلَطَات من المصلحجية.
جلوس الـ «كيلو مشكل» على طاولة واحدة يعني إن المحصلة «بظرميط» أو جنينا مشوها غير واضح المعالم، لسبب واحد وأساسي إن كل «ربع» فيهم، مختلف فكرياً وأيدولوجياً عن الأخر، بل وكل ربع فيهم شايف الـ «ربع» الآخر إما مباحث أو عميل أو أجنده أو ما بيفهمش حاجة، وبالمناسبة داخل المطبخ السياسي في المعارضة والسلطة، تشكيلة التهم هذه يتبادلها الجميع!
نظرية الـ «كيلو مشكل» أو الـ «بظرميط» أعطت في أسابيع قليلة مؤشرات في منتهى الأهمية، أبرز ملامحها، تجميد ظهور البعض مثل رجال عمرو موسى في الحملة أو انسحاب البعض مثل عمرو الشوبكي والفريق الاستشاري أو هجوم البعض على البعض كما بدا بشكل واضح في حالة مصطفى بكري، أو تصدير وجوه جديدة مثل محمد بهاء أبو شقة أو منى القويضى التى كانت حتى وقت قريب تقول الجيش يحمي ولا يحكم.
كل هذا من وجهة نظري لا يهم، طبيعي أن يكون كل مرشح له مريدون من كل الاتجاهات، ولن يستطيع أن يمنع أحداً يقول له «شبيك لبيك .. أنا بين إيدك»، المهم هو صاحب الليلة نفسه، المشير عبدالفتاح السيسي، هل هو نفسه «كيلو مشكل» ح يودينا في النهاية إلى الـ «بظرميط» اقتصادي سياسي أمنى اجتماعي خارجي؟؟
قبل أن أبدأ الإجابة عن السؤال، هناك نقطة أود توضيحها، الكتابة ليست تهمة أو جريمة، ولا منحة من حاكم أو صاحب سلطة، وكل شخص حر في اختيار مكانه، إما على يسار السلطة أو متابعاً لها أو نائماً في حضنها، واهناك من هو مستعد لأن يدفع الثمن كما هناك من هو جاهز كي يقبضه.
الحسنة الوحيدة التي فعلها السيسي باستقالته من منصب وزير الدفاع، هي رفع الحرج عمن يعارضونه بخصوص التهمة الجاهزة «إنت ضد الجيش..يععععع»، لافتات حملها من اختزلوا الوطن في السيسي، لكن الحقيقة أن الوطن أكبر منه ومن مرسي ومن مبارك وطنطاوي وحمدين والجن الأزرق، وسيموت السيسي وسنموت نحن وسيبقى الوطن!
«خدوا المناصب والمكاسب لكن خلولي الوطن»
ندخل في الموضوع، في أواخر حكم مبارك كنت واحداً ممن يعتقدون إن سيناريو التوريث كارثة، لا بد من منعها بأي شكل، حتى لو كان الحل الجاهز والسريع وقتها عمر سليمان، وظل عمر سليمان بطيخة مقفولة، يدير البلد داخلياً وخارجياً بجهازه، كان يقوم بدور مجموعة وزارية تشرف على حكم مصر.
أما الشخص نفسه، فلا معلومات حوله، كان قادة الموساد والصحف الاسرائيلية يعرفون عنه أكثر مما يعرف المصريون، وظل هكذا «بطيخة مقفولة» حتى جاءت الثورة، يتعامل السيسي بنفس منطق عمر سليمان، أوهام وخيالات ينسجها عنه من حوله، الكل ينقل، لكن يبقى السيسي كتاباً مقفولاً.
نعود إلى السؤال.. هل السيسي «كيلو مشكل» فعلاً؟؟
سأحاول حسب ما هو متوفر من معلومات أن أجتهد في محاولة لفهم ما يتعلق بمواقفه وملفاته وأفكاره ومعتقداته وشخصيته.
أولاً : موقفه من أمريكا
حتى يوم أمس، لم يكن هناك أي تصريح جديد للرجل بخصوص أمريكا، يروج أنصاره منذ 3 يوليو حتى الأن أنه الوحش الكاسر الذي يقف في وجه أمريكا، وأوباما ما بينامش الليل علشان مرعوب منه، وبيعمل كاكا على نفسه بسبب السيسي، بل ذهب المهاويس إلى الدعوة للنزول للتظاهر وتأييد السيسي حتى يسقط نظام أوباما ..إوعى وشك يا جدع !
هنا يكفيني الإشارة إلى عدة نقاط :
1- الإعلام كان يهلل للسيسي قاهر أمريكا بالليل، والسيسي مقضيها مكالمات حب وغرام وعتاب وشوق وأحضان مع «هيجل» وزير الدفاع الأمريكي بالنهار، كانت بينهما مكالمة ثابتة أسبوعياً تقريباً، تجاوز عدد المكالمات بينهما منذ 30 يونيو حتى استقالة السيسي 35 مكالمة، وواصل من بعده وزير الدفاع صدقي صبحي المسيرة بمكالمة أسبوعية مع هيجل.
2- مهم جداً ما فعله السيسي بزيارة روسيا وتنويع مصادر السلاح، لكن مهم أيضاً أن يعرف الشعب ما يجري على أرض الواقع بعيداً عن الأوهام، فالسيسي يطلب ود أمريكا ويغازلها، ويطالبها باستئناف معونتها، ويقول إنه ممتن لها، الرجل لا يختلف كثيرا عن الإخوان المسلمين، كلاهما بتاع مصلحته، فقبل وصولهم للسلطة، زرعوا في دماغ أنصارهم أنهم ضد أمريكا الكافرة التي تساند الفتى المدلل والعدو الصهيوني إسرائيل، وأول ما مسكوا الحكم كان حضن أمريكا دافئ جداً وزي الفل!
3- طبعاً سوف يكون رد البعض، وإنت عايزه يحارب أمريكا ولا أييييه؟ لازم يقول كده، دي سياسة وتوازناااات؟ إنت عاوز يا كابتن متحت ! لست مختلفاً مع كل هذه الردود الجاهزة والسريعة، والتى تبرر لمن يناصره أفعاله على طول الخط، لكن ما أطالب به، أن يكون هذا واضحاً للناس بدلاً من الضحك عليهم، واللف والدوران والنحنحة!
4- السيسي أحد الذين ذهبوا للتدريب في أمريكا، والتدريب في أمريكا «حلال» للسيسي أما أي واحد ابن تيييت تاني لأ، بل ويأتي الأمريكان لتدريب المصريين هنا بموافقة ورضا وترحيب أجهزة الدولة، بل المعونة الأمريكية نفسها، يشرف على صرف بنودها أمريكان، وفي حواره الاخير مع فوكس نيوز، يتحدث السيسي صراحة عن حنينه إلى أيامه الخوالي التي عاشها في أمريكا، بس برضه أي حد غير السيسي يروح امريكا أو يحب في أمريكا عمييييييل وابن تييييت!
5- اختار السيسي وسيلة إعلام أمريكية ليصدر منها أول تصريح له بعد تقدمه للترشح على منصب رئيس الجمهورية وهو الترشح الذي عرفنا من صحيفة عربية ! لو كان حد تاني عمل حوار مع فوكس نيوز، كان زمانه اتشلفط! فاكرين مقال باسم يوسف والصحفي اليهودي؟؟ نزل الفلول والسيساوية تقطيع في باسم بسببه، أهي فوكس نيوز دي قناة صاحبها يهودي، والصحفية اللي قابلت السيسي أبوها يهودي، لكن لن تسمع من إعلام السلطة أو رجال أعمالها أحداً يهاجمه، لأن المبرراتية عندهم مبدأ واحد في كل العصور والأزمة، حبيبك يبلعلك الزلط وخصمك يتمنالك الغلط!
6- سياسة السيسي تجاه أمريكا لن تتغير، هي نفس سياسة نظام مبارك، ربما تزيد مساحة الود والمصلحة أو تنقص من حين لأخر، لكنها لن تنقطع، في الحوار الأخير مع فوكس نيوز قالها السيسي دون مواربة بأن أمريكا دولة صديقة، ستبقى أمريكا هكذا صديقة حاضنة لنظام السيسي، كما كانت حاضنة لمبارك والسادات.


2

في المقال الأول بدأت بالتناقض الواضح أو التلاعب المتعمد والترويج الكاذب عن طبيعة علاقة السيسي بأمريكا، ما بين صناعة بطل يقف في وجه أمريكا ولا يرد على هاتف أوباما، إلى حوار مع فوكس نيوز يطلب الود ويعلن الامتنان لمساعداتها والحنين لأيام قضاها فيها.
المساحة التي يمكن التحرك فيها داخل دماغ السيسي ضيقة جداً، فخطابات النحنحة والشحتفة لا تمنحك مادة تستطيع بها ضبطه متلبساً بأفكار يمكن القياس عليها، والممسوك من أفكار أو تصريحات له حتى الان يتمثل فقط في حوار أجراه مع الصحفي ياسر رزق وتسريبات رصد وحواره مع أحمد الجار الله، وكل هذه الحوارات ليس فيها ما يكفي، وإن كنت سأعود إلى التسريبات التى تكشف الوجه غير المعلن للرجل.
توقفت كثيراً عند شيئين، أولهما الورقة البحثية التي قدمها خلال دراسته في أمريكا عام 2006 ( سأعود لتلك الدراسة بالتفصيل لاحقاً)، وبالمناسبة لم تكن المرة الأولى التي ذهب فيها السيسي إلى أمريكا، ففي عام 1981 تلقى دورة اساسية في سلاح المشاة في قاعدة فورت بنينج في جورجيا.
الشئ الأخر هو الانفراد الصحفي لزميلي ببوابة يناير أحمد يحيى عن السيسي قبل الثورة، عرض فيه صوراً وفيديو لم ينشر من قبل، تحدث فيها السيسي عن مبارك، أكثر ما يلفت الانتباه في هذا الفيديو، هي الثواني الأولى التي تسبق حديثه، فالرجل عندما قام ليستعد للحديث ويضبط بدلته وهندامه، نظر إلى المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع آنذاك وكأنه يستأذنه، فإذ بالأخير يهز رأسه له ويعطيه شارة البدء.
هذا المشهد وشواهد غيره، تعطي تأكيداً لا يدع مجالاً للشك أنه من رابع المستحيلات لرجل عاش جُل عمره موظفاً يطيع الأوامر قرابة 40 عاماً أن يصبح بقدرة قادر جمال عبدالناصر أو حتى السادات، فجمال عبدالناصر منذ أن كان طالبا يشارك في المظاهرات ويمثل الطلاب ويكتب ويشاغب، كان عبدالناصر متمرداً، لم يكن موظفاً يستأذن قبل بدء الكلمة، وكذلك السادات كان ثائراً وحوكم وهرب ثم حكم فقُتل.
السيسي يشبه إلى حد كبير مبارك الموظف، كان مبارك أيضاً ملفاً مقفولا عندما تولى حكم مصر، وصف الإعلامي حمدي قنديل في حواره الأخير السيسي بالصندوق الإسود، فالرجل يعيش بأوهام وأساطير يروجها دراويشه، البطولة ليست بالضرورة كافية أن تصنع حاكماً، وإلا كان «حسن شحاتة» أو «بوجي» رئيساً، وفي نهاية مقالات «كيلو سيسي مشكل» سأحكي عن مخاطر تولى هذا البطل المزعوم حكم مصر.
أعود للمادة الثرية التي كتبها السيسي بنفسه عام 2006 أي منذ 8 سنوات خلال دراسته في أمريكا وحصوله على زمالة كلية الحرب العليا البرية من الولايات المتحدة الأمريكية، تلك الدراسة كاشفة بأن اللي كتب كان حمادة واللي عمل حمادة تاني خالص.
«الديمقراطية فى الشرق الأوسط»، كان هذا عنوان بحث مكون من 17 صفحة، يكتب السيسي صراحة : «هناك العديد من القادة المستبدين يدّعون أنهم يؤيدون نظم الحكم الديمقراطية لكنهم لا يرغبون فى التخلى عن السلطة، وبعضهم لديه أسباب وجيهة لذلك، فبعض البلاد غير معدة أو منظمة بطريقة تجعلها تدعم حكومة ديمقراطية، والأهم من ذلك، وجود بعض المخاوف المتعلقة بالأمن الداخلى والخارجى للبلدان، فالعديد من قوات الشرطة والجيش فى هذه البلاد موالية للحزب الحاكم، فإذا تطورت الديمقراطية مع مؤسسات ودوائر جديدة لن تكون هناك ضمانة بأن الشرطة والجيش سيدينان بالولاء للأحزاب الحاكمة الناشئة، وبالتالى فإن قوات الأمن تحتاج لتطوير ثقافة الالتزام والولاء للبلاد وليس للحزب الحاكم، وعلاوة على ذلك، فإن الشعب بحاجة إلى أن يكون مستعداً للمشاركة فى نظام حكم ديمقراطى، وهذا يتطلب وقتاً لتثقيف المواطنين، وكذلك تطوير العملية الديمقراطية التى ستمكّن الديمقراطية من التقدم بالبلاد إلى الأمام». انتهى الاقتباس
كان كلام السيسي واضحاً، ولاء الشرطة والجيش للحزب الحاكم، وهو الحزب الوطني، كان الولاء لنظام مبارك الذي يعود الان بكل قوة بعد أجازة 3 سنوات، مبارك الذي يلوح لأنصاره من نافذة مستشفى المعادي العسكري بينما شباب الثورة في السجون.
كان ولاء السيسي مدير المخابرات الحربية لمبارك، فقبل عام من الثورة يقول نصاً : «السيد القائد العام للقوات المسلحة لقد كان تكريمًا وتكليفًا عظيمًا أن شرفت بتعيني مديرًا لإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع ، وبكل تقدير للمسؤولية الوطنية التي أصبحت أمانة في عنقي، فإني أعاهد الله والوطن والسيد القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأعاهد سيادتكم، أنا وجنودكم الأوفياء في إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، سنظل دائمًا محافظين على الأمانة التي وضعت في أعناقنا والارتقاء في الاداء بما يؤمن قواتنا المسلحة، ويساهم في تطوير قدراتها وإمكانياتها لحماية هذا الوطن ضد أي مخاطر أو تهديدات تحت القيادة الحكيمة للسيد المشير حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة وستظل راية مصر خفاقة عالية دائمةً تحت قيادة ابنها البار السيد الرئيس محمد حسني مبارك رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
بعد الثورة، في الجلسات الخاصة، كان يقول السيسي لمن يلتقيهم «مبارك كان فاشل»، ثم جاءت حكومة الإخوان فأبدى ولاءً ظاهرياً لهم، ثم بعد 30 يونيو قال علانية إنهم فشلوا في إدارة الوطن، خلال 3 سنوات مضت لم يتحدث السيسي الحر الطليق عن شبيهه مبارك، لكن مبارك المحددة اقامته تحدث عنه وأبدى إعجابه به وتأييده له رئيساً للجمهورية، ولما لا ورجال مبارك حول السيسي، وحزب مبارك المحترق يزيله محلب، وقوانين مبارك ينفذها عدلي منصور.
وللحديث بقية لو كان للسيسي ولنا في العمر بقية..كيلو «سيسي مشكل» لو سمحت!

هالة منير بدير تكتب : فلول مبارك أبناء السيسي بالتبنِّي

في اليوم الذي تحتفل فيه حركة ” تَمَرُّد ” بالذكرى الأولى لتأسيسها يصدر حكماً بحظر أنشطة حركة ” 6 أبريل ” والتحفظ على مقارها بدعوى التخابر وأعمال تشوه مصر ، أنصار ثورة 30 يونيو المجيدة ( من شعب السيسي ) لم يَعمَدوا فقط تشويه كل ما يتصل بثورة 25 يناير بداية من تسميتها النكسة وأصحابها النكسجية انتهاءاً بفبركة مقاطع من تسجيلات صوتية لأشهر الوجوه الثورية ، بل امتَدت مجاملاتهم للمرشح الأسد على حساب من جهَّز وأعدَّ لثورة 30 يونيو لأنه أعلن انضمامه لجبهة حمدين صباحي ، ( حسن شاهين ) أحد مؤسسي حركة تمرد التي حملت على عاتقها حشد الناس من أجل الثورة على الإخوان وعزل مرسي ، ولكن مادام شاهين يونيو لم يُعلن عن بيعته المقدسة للسيسي فليناله ما نُسقيه لأتباع يناير ..
لا يجب أن نَتَّهم الأقدار كل مرة ، إنه نفس المرض ، نفس الغباء المُتوَطِّن منذ أزل والذي زادت حِدَّته أو ربما هكذا نَظن لتحوره من مجرد نظرية أو سُبَّة إلى تجسد بارز في شخصيات تعيش حولنا ، ممن كانوا أو لايزالون محاولينً تبرئة مبارك من تهمة الإفساد السياسي ، أو ممن يتلونون لإرضاء من يجلس أو سيجلس على كرسي العرش ، و ممن خرجوا من جحورهم منذ 30 يونيو فلولاً لمبارك مرتدين عباءة الثورة على الإخوان مبايعين السيسي رئيساً ( والله عليك يا سيسي بكرة هتبقى رئيسي ، وسيسي المحبة بشير السلام جمعت الحبايب في موكب سلام ) ، مُرَدِدين شعارات الوطنية والخوف من خطة تقسيم مصر ، مُخونين معارضيهم مُدَّعين أن أي خطاب غير خطابهم هو لبث الفرقة والفتنة وإحباط الروح المعنوية للبناء والإستقرار ..
( كاذب كل من يدعي عودة الدولة البوليسية .. لا يوجد قمع للحريات .. يزعزع الأمن من يتكلم ببلطجة الداخلية ويتحدث عن القبض العشوائي ) .. لقد وجدوا معها ” دبوس حركة أبريل ” وليس ” دبوس رابعة ” ضُرِبَت وأهينت وانتهك حقها في معاملة آدمية وهي التي لا تنتمي إلى الجماعة الإرهابية ، إذاً التهمة لم تعد العلامة الصفراء أو إشارة رابعة أو الخروج من صفوف الإخوان ، إنه الإنتماء لصف المعارضة أو بلغتكم الإنضمام للطابور الخامس سبباً ومبرراً للسحل والمهانة والحبس ، وتنسون أن كبيركم من يحارب الإرهاب يتحدث عن التزامه بتحقيق أهداف ثورة 25 يناير التي كانت الكرامة الإنسانية من ضمن هتافها يوماً ما ..
إدعاؤكم أن كل من سقط إرهابي يستحق القتل لا يقل وقاحة عن فتوى برهامي بجواز أن ينفذ الرجل بروحه وامرأته لاتزال بين أيدي مغتصبيها ، أسلوبكم وأنتم تتباهون بشموخ القضاء في إصدار أحكام إعدام لمئات في جلستين بعد شهور معدودة لا يقل سماجة عن أسلوب ريهام سعيد وهي تستجوب متهمين أو تحاور بابتذال وبجهل من أعلن إلحاده ، مشاهدكم وأنتم تستميتون في التطبيل والتملق لمن سيصبح الرئيس لا تقل قرفاً عن مشهد وجدي غنيم وهو يشير برابعة أمام صينية من كبسة الضأن ..
ما رأي مؤيدي السيسي الذين استاءوا من السخرية بخبر جهود السيسي في إرجاع المياه إلى مجاريها فيما بين مرتضى وشوبير عندما يرون صورة رئيس وزراء كوريا الجنوبية الذي يتلقى فيها صفعة من أب أحد الغارقين في العبارة ؟!! ألا يتذكرون أن أرواح اللآلاف راحت سُدىً ولم تستحق حتى حذاءاً يطير بجانب رأس أي مسئول في الحكومة عن كارثة من مئات الكوارث التي شهدتها مصر ؟!! ..
لا تتعالى أصواتكم إلا لتخوين المعارضين وتشويه المخالفين والتلفيق لمن ليس في خندقكم ، لا تحزنون لسقوط أحد أفراد الجيش والشرطة جراء عمل إرهابي إلا إدعاءاً وتمثيلاً لتتاجروا بصور جثثهم وأسمائهم على حساب الحرب على الإرهاب ، لكن أنباء أطفال تخرج بعد ” عملية لوز ” بعاهات مستديمة أو طفل ثالث ابتدائي مبتور الذراع بسبب إهمال صيانة كشك كهرباء جانب مدرسته لا تسترعي اهتمامكم ولا تدفعكم لسب الحكومة أو السؤال عن المسئول ، أخبار دكتور ومهندس يذهبان ضحية بلطجية قطع الطرق لا تريدون أو لا تجرأون للسؤال عن الأمن الموعود منذ سنة ، حياة ملايين مهددة بزيادة نسبة السرطان وتشوه الأجنة لزيادة تلوث البيئة باستخدام الفحم لا تمنعكم من التطبيل لحكومة متواطئة مع فاسدين رغبة في دوران عجلة الإنتاج على حساب أمننا وصحتنا وأطفالنا ..
المشيرعبد الفتاح ، الأستاذ عبفتاح ، السيد عبده أو عم عبده ، أيَّاً كانت طريقة تناوله ، اتخذ أبناء وفلول مبارك أبناءاً له بالتبني ، يعلم تملقهم ونفاقهم وتخوينهم لمن لم يتبع رايته ، ولم يُوقف أو يستنكر حملات التشويه ، السيسي لم يحمل كفنه على كفه لأن طنطاوي من قبل قام بما قام به ولم تُمَس له شعرة ، الجيش هو من ساند ثورة الشعب على مرسي ، قد كان منذ أسابيع وزيراً للدفاع ثم خلع بذلته العسكرية ليكون مرشحاً للرئاسة ، حجة المدافعين اليوم أنه ليس في منصب للمساءلة ولكنها شهور قليلة سَيُتَوَّج كما يدَّعون باكتساح بمساعدة فلول وداخلية وقضاء مبارك ، والشعب الذي خرج منه 6 أبريل لخلع مبارك وخرج منه تمرد لعزل مرسي فسيخرج منه من يموت فقراً وجوعاً ومرضاً إن لم يرها أماً للدنيا كما وعد المشير ..

شيرين الجيزاوى : الإعدام والحظر السياسي.. داء النظام الغبي

شهدت اليوم المحاكم المصرية العديد من الأحكام الهامة فى قضايا متتعددة، البداية كان الحكم الصادر لإعدام 37 متهما في أحداث مطاي،كما أمرت بإحالة 683 متهمًا من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، بينهم محمد بديع، مرشد الإخوان المسلمين، إلى المفتي في الأحداث نفسها.
وبعدها بأقل من ساعة صدر حكم من محكمة القاهرة الأمور المستعجلة، بوقف وحظر أنشطة حركة “6 إبريل”، بجميع محافظات الجمهورية.
إعدام لمتهمين في قضية عنف تأتي في أطار صرا سياسي بين نظام انتقالي حالي و نظام مخلوع و حكم بحظر حركة سياسية بينما تقف الآن ـ و كما كانت دائماً ـ فى صف معارضة النظام الحالي وهو ما دفع كثير من القوى السياسية و المراقبين المحليين و الدوليين لاعتبارها احكام سياسية و اعتبار أ، مثل هذه الأحكام و القرارات على مدء تاريخ الدول من إعدام لسياسيين او حظر لأنشطة أحزاب أو حركات هو علامة راسخة على وجود نظام لا يعترف بالديمقراطية و حرية الرأى و يدخل فى حرب مفتوحة مع معارضيه.
الحظر يعني النزول للشوارع
ألن يسجل التاريخ مثلاً أن الحكم بحظر حركة “6أبريل” التي تحدت نظام مبارك بكل قوة وولدت فى عهده ولم يقدر هو زبانيته على حظرها وجاء من بعده المجلس العسكري وحكم جماعة الاخوان المسلمين لمصر وشاهدوا الغضب الإبريلي لكن اليوم وفي عهد الرئيس عدلي المنصور التى ساعدت حركة شباب 6 ابريل لوصوله الى الحكم فهم كانوا داعم أساسي فى الموجة الثورية الثالثة في 30 يونيو فكان هذا هو رد فعل النظام لمن جاء ترجمة لخروجهم الى الشارع !
سيسألك التاريخ أيها النظام و أيها القاضي .. هل تخاف حقاً من شباب 6 ابريل على مصر ؟ وهل الغضب الابريلي مخيف لهذة الدرجة ؟ .. سنوفر عنكم الاجابة أيها السادة و نقول نعم الغضب الابريلي مخيف فهو أحد الدعائم القوية للثورة المصرية وعنصر قوي لهدم أى كيان فاسد
الإعدام .. الذي لا يقتل الفكرة
بداية الآمر لاتستغرب سيدي القارئ من أنتقادنا للحكم الصادر ضد الجماعة الارهابية كما أطلق عليها النظام فبالتأكيد نخلي ساحتنا أمام التاريخ و نقول ليس كل منتمى لجماعة الاخوان ارهابي كما يصور الاعلام المصري ذلك .
نرجع الى حكم اليوم سيسألك التاريخ أيها النظام.. هل تعتقد بأن حكمك على مرشد جماعة الاخوان المسلميين سيقضي على الاخوان المسلميين ، هل يفكر النظام بمبدأ “اضرب المربوط فيخاف السايب” !!
ألا ترى أيها النظام ان الحكم الصادر فى حق عدد الاشخاص فى قضية المنيا يتجاوز أحكام الاعدام فى العالم بأثره فى عام 2010
هل استخدام الأسلوب الأمنى مع الجميع دون تفرقة أدى الى وقف الإرهاب و الأهم هل نجح في إجبار أصحاب الأفكار ـ أى كانت ـ في التخلي عنها لم يحدث و لن يحدث، هذه هى إجابة التاريخ
الشارع الذي لا ينسى
هل أستمعت أيها النظام الى ردود الشارع المصري تجاه الأحكام و هل تضمن إذا صمت الشارع اليوم و انقسم بين مهلل و غاضب ألا يخرج في يوم قريب أو بعيد ضدك و تكون هذه أحد حيثيات خروجه ؟ هناك قطاع كبير يقول ـ و لا تستهزى بهم ـ أنك أفسدت ما كان تهدف إليه الموجة الثورية في 30 يونيو و هناك قطاع ـ قد يكون أكبر ـ يطالبك بالاستمرار .. مجرد تحذير: التاريخ يكتب سطوره بعد انتهاء المرحلة و ليس اثنائها .. و الحكم قادم.

عمرو بدر يكتب: 6 إبريل تحظر السيسي

هل حظر مبارك 6 إبريل ؟ لا
هل حظرها مرسي ؟ لا
هل حظرها السيسي برجاله وبإدارته للمرحلة الانتقالية بعد 30 يونيو؟ نعم
إذا فقد أصبح السيسي نفسه وعصره و إدارته للمرحلة الانتقالية محظورا بحكم قضائي سياسي من الألف إلى الياء .. بتسأل إزاي ؟ أقولك .
عندما قامت ثورة يناير كان أحد أهدافها الكبرى هو إطلاق حرية العمل السياسي ، وفتح آفاق لأجيال جديدة من الشباب تجدد دماء الوطن وتثري الحياة السياسية بالحركة والأفكار ، بعد أن ركدت لمدة 30 عاما، وعندما يأتي حكم قضائي ” سياسي ” ليخالف أحد الأهداف الكبرى التي قامت من أجلها ثورة عظيمة، فقد أصبح النظام السياسي نفسه محظورا، لأن هذا النظام ببساطة قد فقد إحساسه بأي تطور حدث في المجتمع و قرر العودة إلى يوم 24 يناير بسلطة الأمر الواقع واللي مش عاجبه يشرب من البحر ..
إذا ما دخل السيسي بالموضوع كله ؟ أقولك
السيسي هو من أدار – ويدير – المرحلة الانتقالية بالكامل ، دعك من أسماء كعدلي منصور و الببلاوي ومحلب وغيرها ، فكلهم موظفون لا يملكون سلطة و لا قرارا ، و لا يستطيعون تحريك مقعد بداخل مقر الحكم دون موافقة المدير الحقيقي للمشهد بأكمله .
اختلف كما شئت مع 6 إبريل ، وانتقدها بعنف ، و أنا معك ، و لكن يبقى أن الخلاف السياسي مهما كانت حدته لا يجب أبدا أن يعيدنا إلى زمن القمع والمنع والملاحقة ، فكل هذه المصطلحات أسقطتها ثورة يناير بالضربة القاضية، والحرية التي يناضل من أجلها جيل الشباب الرائع في مصر تم دفع ثمنها مقدما ، فقد سقط مئات الشهداء ، و آلاف المصابين ، كل هذا يؤكد أن السلطة التي حظرت 6 إبريل أضحت بقمعها وغبائها محظورة بحكم الثورة و بروح أجيال جديدة تأبي الانكسار .
الأمر لم يعد مجرد صدف عابرة ، بل أصبح هناك يقين بأن إدارة ما بعد 30 يونيو هي الوجه الآخر لنظام مبارك ، فمن منع التظاهر بقانون فاسد وجائر ، مرورا بأحكام بالسجن على شباب الثورة، ووصولا لحظر حركات شابة معارضة بأحكام قضائية سياسية بالأساس ينكشف المشهد ، ويظهر بوضوح أن السيسي هو الذي جاء ليعيد نظام مبارك مع بعض الديكورات البسيطة في الوجوه و الأسماء .
تذكروا أن النظام السياسي – المحظور – يسعى بقوة لأن يسيطر على الوطن باجراءات قمعية ، يستخدم فيها القضاء للأسف ، و يظن أن الظرف مناسب لأن يتحصن بتأييد شعب مرعوب من الإرهاب و العنف ، و لكن هذا النظام المحظور، وعلى رأسه عبد الفتاح السيسي ، نسي أو تناسي أن الشعب الذي أسقط القمع مرتين لن يستسلم له أبدا ، وأن الأجيال الذي يظن النظام القمعي أنه تمكن منها ستهزمه هزيمة نكراء وستحاكم كل من أجرم في حق 25 يناير .
انتظروا قريبا تغييرا جذريا في المشهد السياسي العبثي القائم ، ولا تعتقدوا أن بإمكان أحد هزيمة الثورة ، سواء بالقمع أو بالسجن و الملاحقة أو حتى بالأحكام المسيسة ، فالثورة حاضرة وعفية حتى إن غاب صوتها لفترة، لكن يقيني أنها ستقوم قريبا بشكل لا يتصوره السيسي و رجاله. السيسي حاول حظر 6 إبريل فحظرته ، لأنها كشفت عصره وثقافته وثقافة رجاله .

الاعلامية أيات عرابي تكتب : تسلم الايادى

الشعب المصري العزيم ( العظيم) تم تغييب وعي الكثيرين منه في فترة الستين سنة الماضية عبر وسائل إعلام لا تراعى ديناً ولا عرفاً ولا قانوناً ولا قيماً, فعلى الرغم من أن الانترنت أصبح وسيلة تعلم و تثقف من يبحث عن العلم, لكن المصري العادي يتعلم من القنوات التليفزيونية التي ثبت فعليا أنها تبث سموم, شعب فضلوا يحشروا دماغه بحديث ضعيف عن ( خير اجناد الأرض ), وبغض النظر عن الفجور وانعدام الضمير لدى من روجوا هذا الحديث الموضوع وكذبوا على النبي وهم يعلمون أنه حديث ضعيف, لكن من صدقوه صدقوه بدون أي مجهود للتحقق.
للأسف, مع اللبناني مثلا تستطيع أن تقول اسم زهرة زي الليلاك وتقدر تقول كلمة ( بَرَد ) بفتح الباء وفتح الراء بدون مشاكل, لكن مع المصري الذي سحقت وسائل الاعلام دماغه, انت في حاجة للشرح والمزيد والمزيد من الشرح, آلة الدعاية عملت على تجهيل الشعب, وأصبح بعضه كآكلي الأعشاب, يجتر ما يلقى إليه من كلام متناسياً أهم مباديء التحقق في القرآن بسم الله الرحمن الرحيم ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) صدق الله العظيم, ففي كل سنة كانت تأتي القوات الأمريكية للقيام بمناورات مع الجيش في مصر, وهي مناورات لا غرض لها في الحقيقة سوى عمل Update ( تحديث ) لمعلوماتهم عن ألوان جوارب قادة الجيش وألوان جدران غرف نوم زوجاتهم, وفي كل مرة بعدما يرحل الأمريكيون نسمع أن القائد الأمريكي أشاد بحسن تدريب قوات الصاعقة المصرية وابدى استغرابة من ( لا إنسانية تدريبات قوات الصاعقة ) وهو نوع من الأقاويل كنت استمع إليه بحكم عملي فترة في برنامج طلائع النصر الذي يقدمه التليفزيون مع الشئون المعنوية, وكانت هذه المقولة كل سنة تنتشر أفقياً ورأسياً في المجتمع, على الرغم من أن نفس القائد الأمريكي المجهول قالها السنة الماضية, هذا الشخص نفسه الذي يحكي لك في نفس الميعاد من كل سنة عن ( التدريبات اللا انسانية للصاعقة المصرية ) هو نفس الشخص الذي كان يزور جوز بنت خالته الذي يعمل ضابط صف في الجيش أو جد بنت عمة أخته غير الشقيقة أو ابن أخت أمون رع للبحث عن واسطة للتهرب من الخدمة العسكرية وتفادياً لأن يكون خير أجناد الأرض.
هذا الشخص المغيب بالكامل لا يعرف أن الانترنت وسيلة تعليم وبحث عن المعلومات ويتخيل أن الفيسبوك هو الاختراع العبقري الذي يشاهد عن طريقه صفحات من نوع ( مدام فلانة الحنونة ) أو يكتب فيه تعليقات على صورة تلك الفتاة التي تضع على البروفايل الخاص بها صورة لموديل هندية جميلة من نوعية ( داري جمالك من عيون الناس ) متصوراً بذلك أن الفتاة صاحبة الحساب هي صاحبة الصورة وأنه بمثل هذا التعليق سينجح في الدخول معها في علاقة, عينة اخرى لنفس الشخص, هو الذي يظن أن الانترنت هو الموقع الذي يكتب فيه على صفحته الخاصة أنه ضابط سابق في القوات الجوية وخمسيني مطلق ويبحث عن علاقة جادة, وتجده مشترك في صفحة للدكتور زغلول النجار وفي نفس الوقت مشترك في صفحة ( مطلقات حنونات ) وصفحة ( مليون محب للمجلس العسكري ) وهلم جرا وهو الشخص الذي يعتقد أن الكمبيوتر هو الوسيلة التي يمكن أن يلعب عليها سوليتير وهو نفس الضابط السابق الذي يكتب في سيرته الذاتية بفخر أنه (( محترف )) في استخدام ملفات (( الوورد )) وال (( الاكسل )) هذا غير وكيلة المدرسة الإعدادية مربية الأجيال الفاضلة التي تردد دائماً أن الفرنسيين أجروا بحثاً على أطفال العالم فاكتشفوا أن (( الطفل المصري هو أذكى طفل في العالم )) والتي تعتقد أن الفيسبوك هو الوسيلة اللتي تلعب عليها ( لعبة المزرعة السعيدة ) ثم تغادرها لتشاهد حلقة برنامج الأستاذ ( جابر القرموطي ) الذي يتحدث في قضايا مهمة ويشير بيده ويتحمس من أجل الشعب فيصرخ ويولول ويقوي فيها النزعة الوطنية.
سلوى أيضاً تعمل موظفة في التأمينات, ومنذ عدة سنوات كانت تمسك بعلبة مناديل وتمسح دموعها أمام مشهد مقتل الطفل محمد الدرة الذي قتلته قوات الاحتلال الاسرائيلي أثناء الانتقاضة, ومنذ أيام كانت تشاهد بحماس احدى القنوات التي من المفترض أن تكون مصرية تطالب بمحو حماس من الوجود وتطالب اسرائيل بمهاجمة غزة, فدخلت على حسابها على الفيسبوك لتكتب تهنئة بيوم الجمعة على صفحة المتحدث الإعلامي للجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي, وتدعو للجيش الاسرائيلي بالنصر في حربه ضد إرهاب غزة التي تنطلق منها الصواريخ التي تقلق أمن الشعب الاسرائيلي كما قال أحد أراجوزات الجيش المصري الذي يطوف القنوات الآن تحت مسمى ( دجال استراتيجي ) في الحقيقة الإعلام المصري نجح عبر ستين عاماً في اغتيال وعي الكثيرين وتحويلهم إلى كائنات مسحوقة العقل, واصبح الانترنت بالنسبة لهذه النوعية هي الوسيلة التي يقوم عن طريقها بالاستماع إلى ملفات الام بي ثري وتحميل الفيلم الجديد لأحمد مكي وكتابة تعليقة من نوعية (( تسلم الأيادي يا شرطة بلادي )).

معارضة عامر حسين لفائية عمر بن الفارض الشهيرة قلبي يحدثني

عارضت سلطان العاشقين عمر بن الفارض بفائيته الشهيرة قلبي يحدثني بأنك متلفي روحي فداك عرفت أم لم تعرف لعلها تروق لكم سادتي 

تـمـضـي بـيَ الأيــامُ دون تـوقــــفِ
في حـبِّ مـن بـوصـالها لم أشـتــفِ
أغـمـضـتُ عـيـنيَ عـلها أن تـكتـفي
أو ترعوي ، ورضـيـتُ وعـــدَ مـسوفِ
وأدرتُ وجـهـيَ عن مـساوئ فعـلها
ورجـــوتـُـهــا بــــتـــأدب ٍ وتـلـطــفِ
لـكـنـهـا ضــنـت بـكـل وفــائــِــهــــا
فهي التي تُـبـدي الـقـِلى بــتـعـسفِ
وهي التي جـعـلـتْ فـؤاديَ نــازفـــا ً
وهي التي تبدي الــوصالَ وتـختـفي
فـالـبـدرُ يـحـلو في صــفـاء ِ ضيائـِهِ
لـــكـنـهُ مـاحـيـلـتـي إذ ْ يَــخـْـتــفي
ولـكـم رأتـنـي فـي هـواهـا صـادقــا ً
مـتـفـانـيـــا ً ولغـيـرها لـم أصــطــفِ
صـبرا ً عـلى تعـذيـبـِهَـا وجـفـــائِـهَـا
والـقـلـبُ أضحتْ نـارُه لاتـنــطــفـي
هـذا عـذولي فـي هـــواك ِمؤنــبـــي
ومُـقَـرِّحي ومُـجَـرِّحي ومُــعَــنـِّفـــي
لو كنتَ تـعـلـمُ ياعــذولي ماالـهـوى
لرحِـمـتـنـي ونَصَحْـتـنـي بـــتعـطـُفِ
أو ذقــتَ طــعــمَ دلالِـهَـا ووصَــالِهَا
وبـدا لعـيـنـيـكَ الجـمـالُ الـيـوسـفي
مالـمـتـنـي فـي عشقهــا وعذلـتـنـي
لـتـركـتـــنـي مــتــمــتـعا ً بـتـلهــفـي
هـــــذا فـؤادي لايـطـيـقُ بـِعَــادهـــا
ولـو اسـتـبـاحـتْ ُ طـهْـرَهُ وتعـفُّـفــي
ولـقـد تـمـكـنَ حُـبــُّهــا لـِخـُـلــــــِّوه ِ
كـيـفَ الـسـبـيـلُ لـعـالـق ٍأن يـكـتفي
والـقـلـبُ يـَشْفَى مِـنْ زلالِ فـُـراتـها
حــاشـا لـه مـن آســن ٍأن يَـشـتـفي
فـاعـذرْ مـحـبـا ً لايـبـــارحُ فــكـْـــرَه
طـيـفُ الحبيب وفـيه دوما ً مُـحْـتـَف ِ
الـعـقـلُ يـأبــى والـفـؤادُ مُـعـَــلـَّـــقٌ
ولـقـد غـدوتُ صـريـعَ حُـبٍّ مُـدْنـِف
إنـي عــَــذَرتـكَ لا لأنــَّــكَ عــــــاذلٌ
لـكـن لأنــكَ مافـهــمــتَ تـَـصَـــُّرفي
فـارحـمْ عـذولـي قـلـبَ صَـبٍّ مُغـْرَم ٍ
عـرفَ الـوفـاءَ بـخـافـق ٍ مـتـصـوفِ
لايستوي السّـُمّ ُ الزعَــافُ وزمـــزمٌ !
كلا ، ولا الحِّبُّ اللعـوبُ مع الــوفـي !

الاعلامى محمد الاسوانى : حكاية السيسي الاصل والتاريخ


السيسي هى كلمة يلقب بها اقزام الخيول بقرية ( سيس ) التى اصبحت احدى العواصم الحربية التى انطلق منها المغول والتتار ابان الحروب على دولة الخلافة وكان يعيش بها عائلات يهودية ارمنية وعائلات ارثوذكسية يونانية مسيحية وكان ولاءهم دائما لجميع الحملات العدائية ضد المسلمين واثناء حروب القيصرية الروسية على دولة الخلافة العثمانية هاجر الالاف من الارمن ومنهم السيس الى بلاد الشام ومصر واغلبهم عاشوا في كنف الارثوذكسية المسيحية والقليل منهم دخلوا في الاسلام للحفاظ على مصالحهم وعلى مر العقود اصبح شعب السيس يلقبون بالسيسي نسبة الى اقزام الخيول التى اشتهرت بها تلك القرية الارمنية التى اخذت اسمها من تلك الخيول قصيرة القامة التى تكاد ان تكون اصغر من الحمير وهذه معلومات حول ( سيس ) ... ( غزو كيليكيا الارمنيه سنة 1266 أو معركة مرى ، بيسميها الأرمن ومؤرخين غربيين " نكبة مرى Disaster of Mari " ، كان غزو الجيش المصرى لمملكة كيليكيا ( ارمنيا الصغرى ) بقيادة الأمير عز الدين أوغان المعروف بلقب سم الموت والأمير قلاوون الالفى فى عهد السلطان الظاهر بيبرس. انتهت المعركه بهزيمه كبيره للأرمن و تدمير عاصمتهم سيس و كذا مدينه من مدنهم و رجع الجيش المصرى القاهره بالغنايم و الأسرى اللى كان من ضمنهم اسير مهم هو ليون بارون الأرمن ( بعد كده ليون التانى Leon II ) ابن هيتوم الاولانى ملك الأرمن Hetoum I. موقع مملكة كيليكيا الارمنيه فى الاناضول ( اسيا الصغرى ) كان موقع حساس جداً مخلى الارمن عرضه للغزو الخارجى من كذا جهه و خاصة من سلاجقة سلطنة الروم ، لكن ظهور المغول اللى غزو القوقاز سنة 1239 غير الاوضاع على الخريطه فانتهز الأرمن الفرصه و اتحالفو مع المغول وحطو نفسهم تحت حمايتهم و ادوهم قواعد عسكريه فى اراضيهم. الأرمن تحت حماية المغول حسو بقوتهم فابتدو يهاجمو المنطقه اللى فى جنوب مملكتهم و غزو مدن و قلاع فى شمال سوريا و استولو عليها ، و فضلو على الحال ده لغاية ما طلع الجيش المصرى للمغول و كسرهم سنة 1260 فى معركة عين جالوت المصيريه اللى شارك فيها ارمن كيليكيا فى صف المغول بطريقه مباشره ، و بهزيمة المغول ابتدت كيليكيا تضعف و يختل موقفها. ) .

جريدة الشعب تكشف عن حملة تنصير تقودها وزارة الثقافة وتؤكد ان القرأن محرف

في ظل حالة الجنون التى تسيطر على الانقلاب العسكري وإعلانه الحرب على الإسلام ، قامت وزارة الثقافة المصرية بنشر كتاب "الخلافة الإسلامية" ضمن مشروع مكتبة الأسرة 2014 لمؤلفه المستشار الملحد الراحل محمد سعيد العشماوي.
يقع الكتاب فى 377 صفحة من القطع الكبير ويحتوي كمية كبيرة من الأكاذيب والافتراءات بحق الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ، كما يدعي أن القرآن الكريم حرفه الحجاج بن يوسف .
ويأتى نشر هذا الكتاب عقب حرب شاملة قادها الانقلاب العسكري بالاشتراك مع الكنيسة الأرثوذكسية استهدفت المناهج الدراسية وخطباء المساجد وإغلاق الجمعيات الإسلامية واستهداف كل ما يمت للعمل الإسلامي بصلة ، وهو ما صرح به قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي فى أحاديث صحفية أجنبية عديدة من أنه قام بالانقلاب لأن الرئيس محمد مرسي كان يريد عودة الخلافة الإسلامية، كما دعا حلف الناتو لغزو ليبيا للقضاء على الإسلام السياسي كما ذكرت شبكة فوكس نيوز .
احتوي كتاب العشماوي عشرات الصفحات السوداء التى يتورع عنها عتاة المُنصرين وركز على أن الإسلام صناعة بشرية تستهدف السلطة والرياسة
يقول فى ص 127 : " والإعراض عن تتويج عبدالله بن أبي سلول ملكاً على المدينة هو ما يجمع عليه أكثر المؤرخين وينكره القليل، أمر له دلالة خطيرة في فهم الإسلام على أنه ملك وإمارة وسيادة وسلطان يتعارض مع وجود ملك آخر وأمير غير النبي أو سيد للمدينة خلافه"
ويقول فى ص 160 : " الخلافة الإسلامية من واقع نشأتها ووفقا للتحليل العلمي لا للتقدير الوهمي ظهرت كرياسة دنيوية وإمارة واقعية"
ويقول فى ص 236 : ولو أن الأمويين كانوا يقدسون القرآن الكريم شأن المسلمين ، ويقدرون السلف الصالح كحال المؤمنين لما تركوا الحجاج أهم عمّالهم يغيّر فى القرآن ولو لفظاً واحداً .. ولا زالت حتى الآن بعض الأخطاء النحوية واللغوية لم يصححها الحجاج ، كما لم يجرؤ أحد على تقويمها إلى اليوم مثل "إن هذان لساحران" بدلا من إن هذين لساحرين .
وطعن الكتاب فى خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم واتهمهم بالظلم والطغيان والسعي لتحقيق مصالحهم الشخصية .
يُذكر أن وزارة الثقافة المصرية اعتادت طبع أعمال تنال من الإسلام طوال عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك ، وزادت هذه الأعمال عقب الانقلاب العسكري فى يوليو 2013م

معهد واشنطن : السيسي يعيش في متاهة خاصة وينتظر الموت من الملايين

نقلا عن  الشعب
توقع تقرير نشره معهد واشنطن لدراسات الشرق الادني ونشر في مجلة فورين بوليسي أيضا ألا تنعم مصر بالديمقراطية أو الاستقرار في عهد السيسي رئيسا مؤكدا أن "واشنطن لن تحصل على مصر التقدمية التي تريدها في أعقاب "الربيع العربي" والأمر الأكثر مدعاة للحزن أن المصريين لن يحصلوا عليها كذلك " .
وقال التقرير أن هناك ثلاثة عوامل أساسية تدعم عدم الاستقرار (أولها) الاقتصاد المتدعي وأسعار الطاقة ، و(ثانيها) حقيقة أن ملايين من الإخوان وأنصارهم يريدون مقتل السيسي رغم الحماية الجيدة التي يخضع إليها ، و(ثالثها) أن التهديد لحياة السيسي يعني استمرار السياسات الاستبدادية التي كانت عوامل محفزة للانتفاضات ضد كل من مبارك ومرسي .
وروي كاتب التحليل الباحث (اريك تراجر) تفاصيل كثيرة عن الإجراءات الأمنية الفظة لحماية السيسي والقلق من أن يغتاله أحد مؤكدا أن "السيسي يبيت حالياً في مكان غير معلن عنه" ، كما أنه يرسل مبعوثين عنه إلى مناطق الريف لإلقاء خطابات بالنيابة عنه، ويرفض القيام بجولات في حملته الانتخابية بما تختلف تماماً عن مناخ الحملات الانتخابية الذي ساد في 2012، عندما كانت مقرات الحملات الرئاسية تحت حراسة - على الأكثر - موظف إداري غير مسلح .
ولهذا اختار لمقاله الذي نشر يوم 23 أبريل الجاري عنوان (المرشح في متاهته الخاصة) أو The Candidate in His Labyrinth ، ونقل عن رئيس حملته الانتخابية أنهم نصحوه بالاختباء وعدم التجول في البلاد ، وكشف أن الشبكات العائلية التي غالباً ما يشار إليها بـ "فلول" النظام السابق، بسبب دعمها للرئيس الأسبق حسني مبارك هي التي قد تحسم فوز السيسي .
وهذا نص المقال
في ضاحية "التجمع الخامس" النائية التي تنعم بالثراء، توجد تحصينات كثيفة حول مقر الحملة الرئاسية للمشير السابق عبد الفتاح السيسي. وتقوم نقاط التفتيش بتطويق الشوارع المؤدية إلى الفيلا المكونة من أربعة طوابق، ويحيط بالمدخل ستة حراس مسلحون، أحدهم يحمل بيديه سلاحاً شبه آلي طوال الوقت.
ولكي تدخل إلى تلك المنشأة عليك إبراز بطاقة التعريف الخاصة بك، والمرور عبر جهاز كاشف للمعادن، وارتداء شارة زائر ذات كتابة ملونة، ثم المضي بصحبة أحد أعضاء طاقم الحملة الانتخابية عبر المبنى. وهذه تختلف تماماً عن مناخ الحملات الانتخابية الذي ساد في 2012، عندما كانت مقرات الحملات الرئاسية الرائدة تحت حراسة - على الأكثر - موظف إداري غير مسلح. لكن الفائز في تلك الانتخابات يقبع الآن في السجن، ورغم أن الرجل الذي أطاح به هو منافس رئاسي، إلا أنه أيضاً هدف رئيسي لأنصار «الإخوان المسلمين» المتحمسين للانتقام.
لا تخطئ فهمي: هناك العديد من أعضاء «الجماعة» الذين يريدون قتل السيسي. وشباب أعضاء «الإخوان» على وجه الخصوص أكثر حدة في هذا الشأن. وقد أخبرني ناشط في جامعة القاهرة ينتمي إلى «الجماعة» يبلغ من العمر 18 عاماً قائلاً، "يجب إعدامه لدى سقوط الانقلاب". أما قادة «الإخوان» المتحفظون فهم أكثر مواربة قليلاً. واقترح أحد كبار مسؤولي «الجماعة» بأن الخطوة الأولى باتجاه المصالحة الوطنية هي تشكيل "لجنة مستقلة" تتولى التحقيق في العنف المميت الذي أعقب الإطاحة بالرئيس محمد مرسي "وسوف تكون النتائج ملزمة للجميع، على أن تعتبر عمليات القتل...من الاغتيالات" - مشيراً إلى أن السيسي سوف يُدان بالاغتيال الجماعي ومن ثم سيكون مصيره الموت.
كما يخمن مسؤولو «الإخوان» طرقاً أخرى يمكن أن يحدث بها موت السيسي. فعندما قابلت القائد في جماعة «الإخوان» جمال حشمت في تركيا، التي فر إليها هارباً عقب الانقلاب، أشار إلى أن موت السيسي قد يأتي من مصدر مختلف : "أولئك الذين من حوله" - ويقصد بذلك أن مسؤولين مصريين آخرين - "قد يقتلونه من أجل وضع نهاية للأزمة" .
إن عطش «الجماعة» للدم - وكذلك ارتفاع مستويات العنف ضد أهداف من الشرطة والجيش - دفع العديد من المصريين إلى دعم رجل قوي مثل السيسي بمزيد من القوة. ولكن رغم انتشار ملصقات مؤيدة للسيسي والظهور العارض لمأكولات وملابس تحتية تحمل اسم السيسي، إلا أن "الهوس بالسيسي" ما هو إلا أسطورة .
ركود الحياة السياسية
وبدلاً من ذلك، يخيم على الحياة السياسية المصرية إحساس بالركود - شعور، حتى بين أنصار السيسي، بأنه لا يوجد أي شخص آخر، لذلك، فعلى الرغم من أن العديد من المصريين يرون أن السيسي هو أملهم الأخير وينوون دعمه بشكل كامل، إلا أنهم غير متفائلين. فهم يعلمون أن انتخاب رئيس يقع بشكل كامل في مرمى هجوم مئات الآلاف من أعضاء «الجماعة»، هو مغامرة محفوفة بمخاطر جمة، كما ينتابهم الشك من إعادة السلطة إلى الجيش. لكنهم يرون أن رئاسة السيسي هي أفضل بكثير من فراغ القيادة الكامل الذي يخشون حدوثه من دونه.
نصحته ألا يتجول في البلاد !
وبطبيعة الحال فإن حملة السيسي منتبهة جداً للخطر الكبير الذي يحيق بحياة المرشح. وعندما سألتُ مدير حملة السيسي محمود كارم عن المخاوف الأمنية، كان صريحاً: فقد قال "نصحته بألا يتجول في جميع أنحاء البلاد" .
ووفقاً للواء المتقاعد سامح سيف اليزل، وهو من أكثر أنصار السيسي صراحة في وسائل الإعلام المصرية، هناك ما لا يقل "عن 2 إلى 3" ملايين مصري "يكرهون" بقوة وزير الدفاع السابق. وأضاف "الجميع يعلم أنه مستهدف" .
ونتيجة لذلك، فإن السيسي يبيت حالياً في مكان غير معلن عنه. كما أنه سيرسل أيضاً مبعوثين إلى مناطق الريف لإلقاء خطابات بالنيابة عنه، عوضاً عن القيام بجولات في حملته الانتخابية.
ويبقى أن نرى إن كان باستطاعة السيسي إدارة مصر بفاعلية من دون القدرة على مغادرة العاصمة أم لا. لكن ابتعاده لن يمنعه من الفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة، المقرر إجراؤها في 26 و 27 أيار/مايو. وعلى أي حال، سوف يأتي الدعم الأكثر أهمية للسيسي من العشائر والقبائل الكبرى التي تهيمن على الحياة السياسية والاجتماعية المصرية خارج المدن الكبرى - وهي الجماعات التي تستطيع حشد كتلة حاسمة من الناخبين.
وعلى الرغم من أن الشبكات العائلية هذه غالباً ما يشار إليها بـ "فلول" النظام السابق، بسبب دعمها للرئيس الأسبق حسني مبارك، إلا أنه ليست لها دوافع أيديولوجية في المقام الأول. فهدفها الرئيسي هو تعزيز سلطتها المحلية، وترجع معارضتها الرئيسية لـ «الإخوان» إلى أن «الجماعة» حاولت إقصاءها عن الحياة السياسية بموجب المادة 232 من دستور «الإخوان» لعام 2012، والذي حظر على أعضاء «الحزب الوطني الديمقراطي» الذي كان قائماً أيام مبارك من دخول الحياة السياسية لمدة عقد من الزمن.
ويقول عاطف هلال، زعيم إحدى العائلات في محافظة المنوفية بدلتا النيل، الذي كان عضواً في البرلمان عن «الحزب الوطني الديمقراطي» : "تحدثنا مع نظرائنا الإسلاميين وقلنا "إن وجدتم أنني كنت فاسداً، فلتحاكموني" لكن القول بأن جميع أعضاء «الحزب الوطني الديمقراطي» كانوا فاسدين أمر خاطئ...وكان ذلك هو أكبر خطأ لـ جماعة «الإخوان" .
وأضاف هلال أن رفض «الجماعة» العمل مع العائلات الكبرى زاد من حالة عدم الاستقرار عقب حكم مبارك وبحسب قوله، فإن "400,000 [عضو في «الإخوان»] لا يستطيعون حكم 90 مليون (مصري) .
وعلى الرغم من أنه لا يزال متشائماً بشأن المستقبل - إلا أنه يقول أنه لن يرشح نفسه مرة أخرى للبرلمان في أي وقت قريب، لأن البلاد لا تزال غير مستقرة جداً - ويرى أن السيسي هو الشخص الوحيد الذي يحظى بفرصة بعيدة لإعادة الأمن.
وأردف قائلاً : كانت هناك مشاكل كبيرة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، لذا فقد تراجع التقدم وحدثت الفوضى. لذلك فإنك بحاجة إلى رجل من الجيش لحكم البلاد على الرغم من أنني أعارض ذلك في الأوضاع الطبيعية" .
قادة الحزب الوطني يدعمون السيسي
وقد أعرب القادة السابقين لحزب مبارك الحاكم المتمركزون في القاهرة عن دعم يشوبه قدر مماثل من التردد للسيسي وأخبرني مسؤول سابق في «الحزب الوطني الديمقراطي» "لم نرغب مطلقاً قادة من الجيش، لكن القوتين المدنيتين قابعتان الآن في السجون. فـ «الحزب الوطني الديمقراطي» في سجن عقلي و جماعة «الإخوان» في سجن فعلي، فلم يبق أمامنا سوى الجيش" .
ويقيناً، أن العديد من المصريين يحترمون السيسي. فهم يثنون على إطاحته بمرسي في أعقاب المظاهرات الحاشدة ضد «الجماعة» ويقدرون هدوءه وطريقته التعاطفية في الحديث، التي تتناقض بشكل حاد مع حديث مرسي الذي كان متكلفاً في الغالب. وقد أخبرني عبد العزيز فريد، الذي ترأس المجلس المحلي لقرية الباجور في دلتا النيل لفترة دامت سبعة عشر عاماً بأن "السيسي يأتي من خلفية مخابراتية [عسكرية]، لذا فإن لديه رؤية عالمية. وأعتقد أن إعلانه [عن ترشحه للرئاسة] كان واضحاً للغاية، وسوف يكون الناس سعيدين للعمل معه" .
لكن مرة أخرى، يعترف أنصار السيسي أنهم كانوا يفضلون مرشحاً آخر. وأردف فريد قائلاً، "أتمنى أن يظل وزيراً للدفاع. ولا يعني هذا إنني غير سعيد. فأنا لا أعارضه".
رجال الاعمال لا يؤيدون عسكري
إن مجتمع الأعمال من غير الإسلاميين، الذي دعم بقوة الإطاحة بمرسي في تموز/يوليو، ينتابه شعور مماثل بالفتور تجاه السيسي. ويقول رجل أعمال يخشى من أن يصبح وزير الدفاع السابق دكتاتوراً جديداً، "إن مقدار التهليل الذي حصل عليه قد يفسد تفكيره. كما أنه رجل عسكري، لذلك يعتقد أنه يعرف أفضل من الآخرين" .
ورغم هواجسهم، إلا أن كل رجل أعمال من غير الإسلاميين تحدثت إليه تعهد بالإسهام في حملة السيسي. ويقول أحدهم، "لا أريده أن يعتقد إنني ضده". ثم أردف معرباً عن قلقه، ماذا لو أخفق السيسي؟ "سيكون ذلك نهاية مصر".
وفي الواقع أن الخوف مما قد يأتي بعد السيسي يخيم على جميع المناقشات بشأن مستقبل مصر. فمعرفته الوثيقة بالجيش المصري تعني أن المصريين يخشون من أن تكون الضربة التي يتلقاها أحدهما ستكون ضربة للآخر - وهذا يُشل فعلياً حتى أولئك من غير أعضاء «الجماعة» الأقل حماساً بشأن طموحات السيسي السياسية.
ويقول أحد النشطاء اليساريين في الإسكندرية الذي شارك في حملة الإطاحة بمرسي لكنه يعارض الآن عمليات القمع التي يقوم بها النظام الحالي، "إذا رأينا مظاهرات ضد السيسي، فسوف يكون الأمر كارثة. ينظر الناس إلى السيسي على أنه الجيش، وإذا فقدوا الثقة في السيسي فسوف يفقدونها في الجيش، وهو المؤسسة الوحيدة لدينا".
وعلى نحو مماثل، حذر قائد منزعج من "حزب النور السلفي" في محافظة مطروح الواقعة غرب البلاد من أن سجن الآلاف من الإسلاميين قد أتاح انتشار التطرف العنيف داخل السجون، الأمر الذي خلق وضعاً أكثر تفجراً. ورغم هواجسه، لم ير بديلاً عن دعم السيسي. ويقول "نؤمن بأن الجيش المصري هو الجيش العربي الوحيد المتبقي ويجب حمايته. فالعراق وليبيا والسودان واليمن - جميعها تعرضت للدمار. ونحن ندعم الجيش رغم أنه ارتكب بعض الأخطاء من أجل الحفاظ على الدولة المصرية".
تحديات اقتصادية
وقد تصبح السطحية في دعم السيسي أكثر وضوحاً بعد أن يصبح رئيساً. فمن بين التحديات الرئيسية التي سوف يواجهها ستكون النقص في الغاز الطبيعي، الذي يؤدي بالفعل إلى انقطاعات متكررة في الكهرباء في كافة أنحاء البلاد، حيث إن الوقود يُستخدم في توليد 70 في المائة من الطاقة الكهربائية في مصر.
ووفقاً لمسئول في وزارة البترول المصرية، تبلغ احتياجات مصر لإنتاج الكهرباء في الصيف 125,000 متراً مكعباً من الغاز في الساعة، لكنها تستطيع حالياً توفير 70,000 متراً مكعباً فقط، كما أن خطة الحكومة الباهظة الثمن لاستيراد الغاز الطبيعي المسال سوف تترك عجزاً في احتياجاتها قدره 20,000 متراً مكعباً من الغاز في الساعة. وتشير بعض التقديرات إلى أن انقطاعات التيار الكهربائي سوف يتم تمديدها من ساعتين إلى ست ساعات يومياً، وسوف تحدث الانقطاعات الأسوأ في الصيف، بالتزامن مع الشهور الأولى لتولي السيسي لمنصبه.
وفي جميع الاحتمالات، لن تؤدي هذه الانقطاعات إلى احتجاجات جماهيرية فورية ضد السيسي. فالمصريون منهكون إلى حد كبير جراء الصخب والتقلب الذي ساد الثلاث سنوات الماضية، وبالتالي فهم على استعداد لمنح السيسي بعض الحرية للحركة.
غير أن هناك سببين رئيسيين لاحتمال أن تظل الحياة السياسية المصرية متقلبة على المدى الطويل :
أولاً : بينما يواجه كل زعيم وطني واقعياً تهديدات بالقتل، إلا أن حقيقة أن مئات الآلاف من أعضاء «الإخوان» - وربما بضع ملايين من أنصارهم - يريدون مقتل السيسي تعني أن التهديد بعملية اغتيال تغير قواعد اللعبة حقيقية وثابتة، بغض النظر عن الحماية الجيدة التي يخضع إليها الرئيس المصري القادم. وعلاوة على ذلك، فإن ديناميات القتل أو التعرض للقتل التي كانت سمة الحياة السياسية المصرية منذ الإطاحة بمرسي في تموز/يوليو 2013 تتسع باستمرار. فالقوى المؤيدة لـ «الجماعة» هددت مؤخراً باغتيال مسؤولين في الحملة الانتخابية للسيسي من خلال نشر معلوماتهم الشخصية على الإنترنت.
ثانياً : إن التهديد لحياة السيسي يعني استمرار السياسات الاستبدادية التي كانت عوامل محفزة للانتفاضات ضد كل من مبارك ومرسي. وفي ظل خوف النظام الحالي من احتمال استغلال «الجماعة» لأي انفراجات سياسية من أجل العودة إلى السلطة والسعي للانتقام، فإنه يفرض بالفعل قيوداً صارمة على المعارضة لها تأثيرها على الجميع. وفي الأشهر الأخيرة، قام النظام حتى باعتقال نشطاء معارضين داخل العملية الانتقالية الحالية، حيث احتجز أنصار المرشح الرئاسي الناصري حمدين صباحي وحكم بالسجن ثلاث سنوات على نشطاء تظاهروا ضد الدستور الذي تم تمريره مؤخراً.
وفي الواقع أنه في عشية الانتخابات الرئاسية الثانية التي تجري في مصر خلال عامين، تمثل الحياة السياسية المصرية كارثة فعلية - كما ينتظر حدوث كارثة أكبر. وفي ضوء المخاطر الوجودية لكل لاعب سياسي، فإن ضغط واشنطن القائم على نوايا حسنة لتطبيق نهج سياسي أكثر شمولية ليس أمامه أي فرص للنجاح الآن. وينظر النظام الحالي إلى جهود تشجيع الديمقراطية على أنها مؤامرة مخادعة للتعجيل بوفاة السيسي. وفي غضون ذلك، يرى «الإخوان» وأنصارهم أن واشنطن تآمرت للإطاحة بمرسي ومن ثم ينظرون إلى مخاوف حقوق الإنسان الأمريكية على أنها مخادعة