السيد الأستاذ مجدى الجلاد
رئيس تحرير جريدة المصرى اليوم
تحية طيبة وبعد
فى العدد رقم 942 بتاريخ الخميس 11يناير 2007 وفى الصفحة الرابعة جاء مقال بعنوان:
" الفصل الأخير من المسرحية . . إعدام صدام حسين " بقلم المفكر العربى أحمد زكى يمانى , كتب فيه فقرة تقول :
" عندما يكتب المؤرخون المحايدون عن حياة الرئيس الراحل صدام حسين سيجدون ولا شك الأدوار الأمريكية من البداية وهناك من يعقد ان الدور الأمريكى بدأ قبل وصول الرئيس صدام إلى السلطة ويوردون قصة وردت فى كتاب ينسب إلى الأستاذ خالد ابن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حوى ذكرياته ومذكراته ويقال ان الكتاب المذكور اختفى من السوق بعد نشره مباشرة ولم تبقى منه سوى نسخ قليلة فى أيدى قليلة منها يد أستاذ عراقى فى إحدى الجامعات السعودية اسمه الأول رشيد , وقد صور الجزء المتعلق بالقصة المذكورة وأرسله إلى الدكتور فاضل شلبى المدير التنفيذى لمركز دراسات الطاقة فى لندن , ويقول ذلك الجزء المصور إن خالد ابن الرئيس عبد الناصر جاء لمكتب أبيه يزوره فأخبره مدير المكتب ان الرئيس منع دخول أحد عليه حتى تنتهى مقابلته مع شخصين كانا عنده فانتظر الابن فى المكتب وعندما خرج الشخصان وكان أحدهما أبيض البشرة طويلا والثانى أسمر البشرة .
دخل خالد عبد الناصر على أبيه وسأله عنهما فأجابه أن أبيض البشرة هو رئيس جهاز المخابرات الأمريكية واسمه جورج بوش " صار رئيسا فيما بعد " وأن أسمر البشرة هو لاجىء عراقى متهم بمحاولة اغتيال الرئيس عبد الكريم قاسم واسمه صدام حسين ، ثم أردف الرئيس عبد الناصر قائلا : وسوف يكون لهذا اللاجىء شأن فى بلده . " . . . الخ ما جاء فى المقال .
" يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين " ( الحجرات 6 ) ، صدق الله العظيم .
ما يهمنى أن اوضحه لكم وللقارىء المصرى والعربى الكريمين هو ان الخيال لعب دورا كبيرا فيما يتعلق بهذه الرواية الساذجة التى لا تمت للحقيقة بصلة لا من قريب ولا من بعيد . فالذى اعلمه عن يقين أن الدكتور خالد جمال عبد الناصر لم يكتب اى كتاب وبالتالى فلم يصادر او يختفى بعد نشره مباشرة ، وبهذه المناسبة لو يقول لنا السيد الكاتب المحترم أين نشر وما هى دار النشر التى تولت طبع ونشر هذا الكتاب او حتى رقم الإيداع حتى نطلع نحن ايضا عليه للإستزادة .
و باعتبارى سكرتير الرئيس جمال عبد الناصر للمعلومات كما كنت بحكم منصبى مشرفا على شئون اللاجئين السياسيين فى مصر وكان الرئيس الراحل صدام حسين احدهم ، فبالتالى كانت كل تحركاته هو وغيره ، وخصوصا إذا قابل الرئيس ، أن اكون على علم بها على الأقل إن لم احضر المقابلة ، وبهذه المناسبة فالرئيس الراحل صدام حسين لم يقابل الرئيس جمال عبد الناصر أبدا وأكرر كلمة أبدا .
ومن ناحية اخرى انبه إلى أن جورج بوش تولى رئاسة للمخابرات المركزية الامريكية سنة 1976 واستمر فيها حتى العام 1977 أى بعد رحيل الرئيس جمال عبد الناصر بسنوات ستة .
وأخيرا فإننى فى حيرة من هؤلاء القوم الذين يرمون بالغيب أو يتخيلون احداث هى بالقطع من بنات افكارهم او خيالهم ، و إذا فكرت بطريقة المؤامرة فإنها قد تكون مملاة عليهم من جهات بعينها تسعى لتشويه صورة قادة وزعماء إن اختلفنا على تقييمنا لهم فإن الحقيقة والتاريخ وحتى الأعداء يحكمون عليهم دائما بانهم وطنيون واحرار وشرفاء وبدون لف ودوران اقول لك اخى الأستاذ مجدى ان جمال عبد الناصر احتار فيه الأعداء ، فمن قائل انه باع البلد للسوفيت ويجىء الآن من يقول انه يتآمر مع رئيس المخابرات المركزية الأمريكية ، والله انا احترت هل نحن كنا شيوعيين أم امريكان؟؟
اتقوا الله يا من تدعون المعرفة مهما كانت نواياكم او مقاصدكم ولتعلموا أن هناك من يستطيع ان يضعكم عند حدودكم ويعرف الكثير عنكم وعن من يدفعونكم لكتابة واختراع مثل هذه الروايات الكاذبة والعارية عن الصحة تماما ، ولا تخدم إلا أعداء الأمة العربية والإسلامية على حد سواء .
إن جمال عبد الناصر ما زال يخيفكم حتى بعد رحيله بسبعة وثلاثين عاما ، وسيظل يخيفكم ويرعبكم ايها المرتعشون المترددون لأنه لا يصح إلا الصحيح وإن طال الزمن .
تقبل اخى العزيز اطيب المنى والتقدير
المخلص سامى شرف
سكرتير الرئيس جمال عبد الناصر للمعلومات
وزير شئون رئاسة الجمهورية الأسبق
مصر الجديدة