25 يوليو 2012
الفعل الفاضح بين إمام وونيس!
د. محمود روزن
الجائزة الكبرى أمنحها عن طيب خاطرٍ لـِمَنْ يذكر فيلمًا واحدًا للزعيم عادل إمام يخلو من (فعل فاضح).. تُرسل الإجابات على دار القضاء العالى، وآخر موعد لتسلُّم الإجابات مثل هذا اليوم من العام القادم، وننصح السادة المتسابقين بعدم البدء فى الحلّ و(الفُرجة) إلا بعد شهر رمضان المبارك حفاظًا على صيامهم من (الرفث).
ليست تلك مُقدِّمة هزليَّة لمقالٍ ساخرٍ، ولكنى أتحدَّث بمنتهى الجدية، وأتحدَّى أن تجدوا فيلمًا واحدًا تنطبق عليه المواصفات.. وقد اخترتُ (عادل إمام) من بين آخرين ربَّما كانت أفلامهم وسائر أعمالهم الفنِّية أكثر امتلاءً بالأفعال الفاضحة والمشينة، واختيارى له بالذات حتى تتضح بعض المآسى التى نعيشها من خلال مقارنةٍ بسيطةٍ بقضية النائب السابق الشيخ ونيس.
عادل إمام يُحاكَمُ بتهمة ازدراء الأديان، وتستغرق قضيته ردحًا من الزمان حتَّى يحصل فى النهاية على حُكمٍ هزيلٍ بالحبس ثلاثة شهورٍ، فى حين يُحاكم النائب الشيخ ونيس ليحصل بعد نَظَر القضية فى مُدَّة زمنية وجيزةٍ على الحكم بالحبس لمدة عامٍ، ونحن الذين اعتدنا من قضائنا الشامخ أنَّ أكثر القضايا وُضوحًا وسهولة يستغرقُ فتراتٍ رُبَّما وصلت إلى أعوام!
أيُّهما أكثر إضرارًا بالأخلاقِ وإفسادًا للذَّوق العام: ازدراء الأديان والاستهزاء بقطاعٍ كبيرٍ من المصريين الملتزمين يُمارَس على أوسع نطاقٍ إعلامىٍ، أم فعل فاضح - على فرض ثبوته - لم يتجاوز به صاحبه حدود سيَّارته؟!
وإن كان القضاء قد أدانَ الزعيم المزعوم، فلماذا لم يحكمْ بوقف عرض أفلامه، التى صارت تُعرض على قنوات الدعارة الـمُقنَّعة أكثر من ذى قبل، فى تحدٍّ سافرٍ لمشاعر الـمحترمين المغلوبين على أمرهم؟!
الجريمةُ التى حُوكِم بها النائب ونيس غلَّظ الشرعُ الحنيفُ وسائل إثباتها حتَّى يبقى الأصل فى الناس البراءة منها، وحتَّى لا يتجرَّأ أحدٌ على تلفيق هذه التهمة المشينة بأحد؛ اللَّهم من جاهر بها عيانًا بيانًا، ورغم هذا كلّه تحكم المحكمة بالإدانة بأدلَّةٍ أوهى من بيت العنكبوتِ لا تكفى حتَّى لمجرَّد توجيه التهمة إليه.. أمَّا الأفعال الفاضحة التى يمتلئُ بها إسفاف (عادل إمام) الـمُسمَّى فنًّا، فهى ثابتة ومُسجَّلة وموثَّقة، يكفى أن تُدير أى شريطٍ يحتوى عملا من أعماله لتشاهدَها، ورغم ذلك؛ فهى تُصنَّف فى عُرفِ القضاء كأعمال فنيَّة، لمـُجرَّد أنَّها تُمارَس أمام الكاميرا، وتُعرض على الناس قسرًا فى الفضائحيات.
إذًا؛ فالخطأ الذى ارتكبه ونيس – على فرض ثبوته - ليس ممارسة (الفعل الفاضح)، وإنَّما خطؤه الجسيم أنَّه لم يمارس هذا الفعل الفاضح أمام الكاميرات السينمائية ويعرضه على المشاهدين فى البيوت ودور السينما ويختار له اسمًا داعرًا جذَّابًا.. وهذا– كما ترون معى وكما يرى القضاء الشامخ – خطأٌ لا يُغتفر إذ كيف يحرمنا النائب من هذا الفنِّ الراقى؟!
عندما حُكِم على الزعيم الأونطة، أقام الإعلام الفلولى الدنيا ولم يقعدها وهدَّد وتوعَّد وحذَّر من (أسلمة) القضاءِ، بل وهدَّدوا القضاة بأنهم لن يتركوا زعيمهم يذهب إلى السجن، ولو اضطروا لدخول السجن معه! ولم نسمع اعتراضًا ولا امتعاضًا من قاضٍ واحدٍ، ولما تظاهر مواطنون شُرفاءُ أثناء نَظَر القضاء (الـمُسيَّس) قضايا حلّ مجلس الشعب والإعلان المكمِّل أقام الإعلام الفلولى – أيضًا – الدنيا ولم يقعدها، مُتأسِّفًا على التهديدات والضغوط (غير الشريفة) التى يتعرض لها القضاء، والجديد هذه المرَّة أنَّ بعض القضاة خرج يقول: لم يُخلق بعد الشخص الذى يُفكِّر مجرَّد تفكير أن يؤثِّر على القضاة! وعجبى!!
ليس هذا المقال دفاعًا عن الشيخ ونيسٍ ولكنَّه صرخة أسىً ونداء لوعة للشُّرفاء من رجال القضاء: أدركوا القضاءَ قبل أن يَقضى على كلِّ فضيلة، وقبل أن يغتال كلَّ حُلم جميل.
24 يوليو 2012
على غرار عملية احتلال طرابلس.. فشل عملية احتلال دمشق
المجد
في بداية الشهر الحالي حذرت هيلاري كلينتون وزير الخارجية الامريكية، روسيا من أن المعارضة السورية تعتزم شن هجوم سوف يدمر الدولة السورية ويشكل كارثة للمنطقة، ومنذ ذلك الوقت إلى الآن جرت استعدادت كثيرة في دول المحور الأميركي لهذا الهجوم الكارثي·
الهجوم تم بالفعل قبل بضعة أيام بنفس طريقة احتلال طرابلس الليبية، ذلك لان فكرة الهجوم كانت تعتمد على توجيه ضربة قوية لرأس الدولة لكي تفقد توازنها ويستغل المتمردون ذلك للتمدد·
غير ان النظام السوري تصدى لهذا الهجوم الكارثي بصلابة كبيرة، وحوله إلى هجوم مضاد ساحق، بعدما استوعب النظام سريعا جدا الصدمة الإرهابية والحملة الإعلامية المرافقة لها، ثم شن هجوما مضادا تمكن من خلاله من سحق المسلحين واخراجهم من دمشق·
وقد بات النظام السوري الآن في وضع هجومي، فهو يتقدم في كل محافظات الصراع الأساسية، بينما المتمردون في حالة تراجع واندحار واضحة· لهذا السبب فانهم يحاولون الآن فتح جبهات جديدة في ريف حلب والحسكة على أمل تخفيف الضغط عن الجبهات الرئيسية·
الهجوم الذي بدأ قبل أيام كان هجوما جديا جدا أعدت امريكا له الكثير، وراهنت عليه إلى أقصى الحدود، ومن متابعة الإعلام الغربي والخليجي يتضح أن هناك استعدادات كبيرة كانت قد أعدت لمواكبة هذا الهجوم، ولعل فصل قناة الدنيا قبل أيام لم يكن صدفة بل هو أمر مخطط له منذ أسابيع، وهو جزء من خطة الهجوم الكارثي، كما اسمته هيلاري كلينتون·
المعطيات الآن تقول أن الهجوم الكارثي قد فشل، ولكن هناك ثقة عمياء لدى أميركا بنجاح هذا الهجوم، ولا تفسير لهذه الثقة، الا ان لدى أميركا المزيد من المفاجآت المخبأة على غرار عملية الاغتيال التي تمت قبل أيام وطالت اربعة قيادات امنية وعسكرية بارزة·
أميركا الآن تلوح بالعصا الإسرائيلية بقوة لزيادة الضغط النفسي على السوريين، وهذا جزء من خطة الهجوم الذي مازال مستمراً·
23 يوليو·· ستون عاماً من الثورة الدائمة بقلم: فهد الريماوي
بقلم: فهد الريماوي
قبل ستة عقود دار فيها كوكب الارض ستين دورة حول الشمس، تمخض الضمير الوطني المصري فانجب ثورة 32 يوليو التي قوضت مملكة الفساد والاستبداد في مصر، وبددت عتمة الليل العربي الذي اعقب نكبة فلسطين، واسست لنهضة قومية غيرت وجه الشرق الاوسط، وشكلت حاضنة وداعمة وقوة مثال لعشرات الثورات الآسيوية والافريقية·
قبل ستة عقود بزغ فجر جمال عبد الناصر، واشرقت شمس الثورية العربية، بدءاً من ثورة الجزائر ضد الاستعمار الاستيطاني الفرنسي، ومروراً بثورة العراق ضد الارتهان للمستعمر البريطاني، وثورة اليمن ضد التخلف المغرق في ظلام القرون الوسطى، وثورة فلسطين ضد الاحتلال الصهيوني المدجج بالمزاعم التوراتية·· وغير ذلك كثير·
قبل ستة عقود امسك عبد الناصر بناصية المستقبل، ومفاتيح التاريخ، ومقاليد الامور المصرية والعربية وحتى الدولية·· وضع العروبة على خارطة العالم، واوجد للعرب مكاناً تحت الشمس، ووضعهم في مصاف ارقى الامم والشعوب، وفتح لهم ابواب المجد والعزة والكرامة، وخاض بهم ولحسابهم اشرف واشرس المعارك التي نقلتهم من الظلمات الى النور، ورفعتهم من قيعان المذلة والتبعية الى ذرى الشموخ والنهوض والتحرر والحرية·
في هذه المناسبة لن نعدد ونمجد انجازات عبد الناصر وثورته، ولن نبرر ونفسر اسباب ما لحق هذه الثورة من نكسات واخفاقات، نظراً لان الكل العربي بات في صورة هذه وتلك·· وانما نود ان نشير الى ماهية هذه الثورة وخصوصيتها وطبيعتها العبقرية التي استطاعت، في حالي الانتصار والانكسار، ان توفر لها زخماً متجدداً يعصمها من الخمود والترمد، وشعبية واسعة تعينها على تجاوز المحن وتخطي العقبات، وبوصلة تاريخية مرهفة تتيح لها دقة التصويب، وتهديها الى سواء السبيل·
لقد تميزت ثورة 32 يوليو بعنفوان الروح الوطنية، وانصرفت منذ البداية لانتزاع الاستقلال، وتحقيق جلاء قوات الاحتلال البريطاني عن قناة السويس وباقي التراب المصري، فقد كانت في المبتدأ والاساس ثورة تحرر وطني تستهدف اطاحة الاستبداد الملكي والاستعمار البريطاني معاً، قبل ان تكتسب ابعاداً جديدة تتمثل في النزوع القومي العربي، والالتزام بالعدل الاجتماعي، والانخراط في ملحمة تنموية ونهضوية شاملة نقلت الاغلبية المصرية الكادحة والمكافحة من حال الفاقة والعسرة الى نعيم اليسرة والوفرة·
منذ انطلاقتها قبل ستين عاماً، جاءت ثورة 23 يوليو ملبية لطموحات الشعب المصري، ومعبرة عن قناعاته، بل معززة وراعية لهذه الطموحات والقناعات، وذلك خلافاً لما يجري هذا الاوان من تزييف وتحريف للطموحات والقناعة الشعبية المصرية التي يراد لها مصادقة امريكا، ومهادنة اسرائيل، ومصاهرة الرجعية الوهابية التي زعم الرئيس محمد مرسي انها "حاضنة الاسلام السني، بينما مصر هي حاميته"·· الامر الذي يشي باننا على ابواب فتنة كبرى بين المذهبين السني والشيعي·
لم يعد خافياً على الكثير من المتابعين والمراقبين السياسيين، ان التشجيع الامريكي لوصول مرسي واخوانه الى سدة الحكم المصري، لا يأتي على سبيل المجاملة، او من قبيل المنحة او الهدية المجانية، وانما يتوخى اصابة عدة عصافير بحجر واحد، اولها ضرب الاسلام من داخله عبر اثارة النعرات المذهبية، وثانيها تصويب سهام العداء العربي نحو ايران بدل اسرائيل، وثالثها نفي الحركة الناصرية من الوجود ومحو ثورة 23 يوليو من ذاكرة التاريخ·
شتان بين ثورة 23 يوليو التي اعادت مصر الى عروبتها، ووضعتها في طليعة امتها، ومكنتها من تصدر دول عدم الانحياز، ومن هزيمة فرنسا وبريطانيا في حرب السويس·· وبين ثورة 25 يناير المسلوقة والمسروقة التي باتت قيادتها الاخوانية تسير على الحساب الامريكي، وتتعهد باحترام معاهدات كامب ديفيد، وتتلاعب بالمشاعر المذهبية والطائفية، ولا تخجل من الالتحاق علناً بالرجعية السعودية والمشيخات الخليجية·
صحيح ان ثورة يوليو لم تلتزم بمعايير الديموقراطية السياسية، وفق التعريف الليبرالي الشائع، ولم تأخذ بمبدأ التعددية الحزبية والنيابية، ولكنها فعلت ذلك ليس طلباً لاحتكار السلطة، او حباً في الاستئثار والدكتاتورية، بل قرفاً من مرحلة الاسفاف الديموقراطي التي سبقت قيام الثورة، واتسمت بفساد الاحزاب، وتزوير الانتخابات، وتدخل الملك والانجليز السافر في تشكيل وترحيل الحكومات·
الاهم من ذلك ان ثورة يوليو التي تميزت بقيادتها الكاريزمية الساطعة، كانت صاحبة مشروع وطني وقومي وتقدمي شامل وعظيم يحتاج الى اكبر عمليات الجمع والتعبئة والتحشيد الشعبي العام، ضمن اطار تنظيمي جامع ومؤهل للنهوض بهذا المشروع الطموح الذي وفر للمواطن المصري معيشة لائقة وحياة كريمة، فيما اتاح للدولة المصرية ان تلعب دوراً عربياً وعالمياً بالغ الاهمية والفاعلية·
كانت مصر في عهد عبد الناصر دولة دور ورسالة·· كانت دولة قائدة ورائدة ومحورية يُشار اليها بالبنان، ويُحسب لها الف حساب، ويُسمع صوتها في سائر المحافل الاقليمية والدولية·· فقد ادرك عبد الناصر ان هذا ما يليق بمصر الجغرافيا والتاريخ·· مصر الازهر والاهرام·· مصر تُحتُمس وصلاح الدين ومحمد علي·· مصر التي ما عرفت طوال تاريخها الحل الوسط، فاما الشموخ واما الرضوخ ولا شيء آخر·
في ذكرى انطلاقتها الستين، نود ان نؤكد ان ثورة يوليو مازالت حاضرة في اروقة الحاضر، وماثلة في آفاق المستقبل، ومؤهلة للاسترجاع والاستئناف، وقابلة للتطوير والتحديث وفق معطيات الزمن الراهن وقياساته ومستجداته، ولن يكون في صالح الرئيس الاخواني الطازج التنكر لهذه الثورة، والسعي الى الثأر والانتقام منها، واهالة التراب على صفحاتها وانجازاتها، ولعل له في مصير المرتد انور السادات، والمعتوه حسني مبارك اللذين افتئتا عليها اكبر مثل وعبرة·
يكفي ان يتذكر هذا الرئيس وجماعته، ان المرشح الناصري حمدين الصباحي المفتقد للتمويل السخي والتنظيم القوي، قد حصل بقوة الحضور الشعبي للناصرية على ما يقارب الستة ملايين صوت، وهو رقم لا يقل كثيراً عما احرزه مرشح المجلس العسكري، احمد شفيق، او مرشح جماعة الاخوان محمد مرسي بذاته وكامل صفاته·
وفي الختام، تحية عربية كاملة الدسم لثورة 23 يوليو المسافرة، منذ ستين عاماً، في مسافات المجد، والمحفورة ابد الدهر في قلوب الاجيال العربية المتوالية، والعصية على الالغاء والاحتواء والتشويه والتهميش، رغم تكالب القوى الرجعية والصهيونية والامبريالية عليها لعدة عقود·
وسلام على قائد هذه الثورة وربانها الخالد الذي ارتأى ان التحرير مُقدم على الحرية، وان الاشتراكية مفضلة على الديموقراطية، وان الوحدة الوطنية والقومية سد يحول دون اية محاور واصطفافات طائفية او مذهبية او اقليمية·· ولا نامت اعين دهاقنة الثأر والثورة المضادة والاستماتة على السلطة !!
وزيرا الري رئيسا للوزراء .. "قنديل" علم بنبأ اختياره رئيسا للوزراء أثناء اجتماعه مع" الجنزوري"
أصغر وزير ري منذ 1941.. وبعد الوزارة ظهر في برنامج ديني مع عبلة الكحلاوي متحدثاً عن المياه
تخرج من كلية الهندسة عام 1984.. وحصل الأستاذية في 2002.. وتولى ملف مياه النيل في وزارتي عبيد ونظيف
الجنزوري هنأه خلال اجتماع حول ملف حوض النيل.. وقنديل يختفي عن عيون الصحفيين ويسرع للرئاسة
اختفي الدكتور هشام قنديل المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة, بعيدا عنأعين الصحفيين بمجلس الوزراء . وأسرع من الباب الخلفي للمقر المؤقت للحكومة عقب اجتماع رأسه الدكتور كمال الجنزوري حول ملف حوض النيل.
وعلم قنديل بإعلان قرار رئيس الجمهورية خلال الاجتماع . وواصل الحضور مع باقي الوزراء الذين هنأوه بحرارة , كما هنأه الجنزوري وتمني التوفيق . ورأس مرسي اجتماعا مغلقا مع قنديل انتظارا لأول مؤتمر صحفي له بقصر الرئاسة خلال ساعات .
وكان الرئيس محمد مرسي قد استقبل قنديل بمقر رئاسة الجمهورية بحي مصر الجديدة بالقاهرة أول أمس “الأحد” قبل إعلان توليه رئاسة الوزراء اليوم .
ود. هشام محمد قنديل، هو وزير الري والموارد المائية الحالي واستمر فى منصبه منذ حكومة رئيس الوزراء عصام شرف فى 21 يوليو 2011، وحتى الحكومة السابقة برئاسة كمال الجنزوري في 2012، وعضو مجلس وزراء شئون المياه في دول حوض النيل.
حصل هشام قنديل على درجتي الماجستير والدكتوراه من الولايات المتحدة الأمريكية، وشغل العديد من المناصب، آخرها كبير خبراء الموارد المائية بالبنك الأفريقي للتنمية بتونس، كما أنه شارك في أعمال مبادرة حوض النيل، وعضو مراقب للهيئة المصرية –السودانية المشتركة لمياه النيل.
ولد رئيس الوزراء الجديد عام 1962، وحصل على بكالوريوس الهندسة عام 1984، ثم سافر للولايات المتحدة الأمريكية، مثله مثل الرئيس محمد مرسي، ليحصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه في تخصص "الري والصرف" من جامعتي يوتا، ونورث كارولينا عامي 1988 و1993. عاد قنديل إلى مصر، ليعمل كخبير مياه في وزارة الري، وحصل على وسام الجمهورية من الطبقة الثانية عام 1995، في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، وهو الوسام نفسه، الذي تهديه القوات المسلحة ورئيس الجمهورية لقادة وضباط الجيش المحالين للتقاعد، حسب العرف العسكري. وفي 1999 ترقى قنديل وظيفياً داخل الوزارة، ليصبح مدير مكتب وزير الموارد المائية والري، لشئون مياه النيل، وذلك مع قدوم حكومة د. عاطف عبيد (المحبوس حاليا بتهم الفساد) خلفاً للدكتور كمال الجنزوري، واستمر في منصبه رغم رحيل حكومة عبيد في 2004، وعمل في المنصب نفسه في عهد الدكتور أحمد نظيف، المحبوس أيضا بتهم تتعلق بالفساد المالي والتربح من الوظيفة الحكومية. خلال فترة عمله في الوزارة حصل قنديل عام 2002، على درجة الأستاذية ليس من الجامعة، لكن من المعهد القومي للدراسات المائية. شارك، قنديل، في أعمال مبادرة حوض النيل وعمل كعضو مراقب للهيئة المصرية السودانية المشتركة لمياه النيل وعضو اللجنة التوجيهية لمشروع مكافحة الحشائش بأوغندا، كما ساهم في إنشاء المجلس الأفريقي للمياه ومرفق المياه الأفريقي. ومثل رئيس الوزراء الحالي، وزارة الموارد المائية والري في العديد من المحافل الدولية والإقليمية مثل قمة التنمية المستدامة والعديد من الاجتماعات الفنية لمياه الأنهار الدولية وتنمية الموارد المائية بأفريقيا. كما عمل كبير خبراء الموارد المائية بالبنك الأفريقي .. وترأس فريق العمل لإعداد خطة البنك الأفريقي لتنمية الموارد المائية والري بالقارة الأفريقية بالإضافة إلى الإعداد والإشراف على تنفيذ مشروعات تنمية الموارد المائية والري بالعديد من الدول الأفريقية مثل أثيوبيا، السودان، تنزانيا، زامبيا، مالاوي، موزمبيق. وفي مايو 2011، تمت ترقية قنديل إلى درجة رئيس قطاع مياه النيل، وبعد شهرين، أصبح وزيراً للموارد المائية والري، وظل في منصبه في حكومة د. عصام شرف، كما استمر في العمل مع حكومة د. كمال الجنزوري في الموقع نفسه، ويعد أصغر من تولى حقيبة الري في الحكومات المصرية منذ 1941. بعد توليه مسئولية الوزارة بثلاثة أشهر، وتحديداً في سبتمبر 2011، ظهر الوزير الملتحي الشاب، مع الداعية الإسلامية د. عبلة الكحلاوي، في برنامج ديني خلال شهر رمضان الماضي، ليتحدث عن أهمية المياه.
ونشرت الصفحة الرسمية لوزارة الموارد المائية والري، السيرة الذاتية للدكتور هشام قنديل، وزير الري، الذي كلفه الرئيس محمد مرسي برئاسة الوزراء في الحكومة الجديدة.
هويدى: الإشادة بعمر سليمان تزوير للتاريخ
الوفد - جهاد الأنصاري:
أكد الكاتب والمفكر فهمى هويدى على أنه لا يجد مبررا للمبالغة فى دور اللواء عمر سليمان نائب السابق للرئيس المخلوع ورئيس مخابراته وأحد أهم رجال نظامه.
معتبرا أن الإشادة بدور سليمان يمثل تزويرا للتاريخ، مستشهدا بأنه منذ توليه للمخابرات اخترقت إسرائيل وأمريكا مصر في كل النواحي.
وقال هويدي : "إننى لا أجد سببا فى مديح اللواء عمر سليمان وتبييض صفحته بعد وفاته، ذلك أن الرجل كان أحد أركان نظام يسجل إحدى مراحل الانحطاط فى التاريخ المصرى، فهذا الرجل كان أكثر شخصية تمدحها إسرائيل في النظام المصري وتشكره على خدماته لها خاصة محاربة التيار الإسلامي ويكفي أن تطالع أي صحيفة إسرائيلية ستجدها تنعى سليمان أكثر من محبيه المصريين وإسرائيل لا تفعل هذا إلا مع أصدقائها".
وأضاف هويدي- في برنامج على مسئوليتي الذي تبثه فضائية الجزيرة مباشر مصر اليوم الاثنين - أن هناك من يريد الانقلاب على الرئيس المنتخب وهناك أجهزة تنشر شائعات وتغذي الأوهام حول الرئيس المصري وزعزعة الرأي العام تمهيدا لافتعال أمر ما ضد الرئيس المنتخب، وغالبا ما تكون الانقلابات العسكرية بعد تغذية الرأي العام بشائعات محددة وترسيخ مفاهيم معادية ضد شخص ما لتسهيل عملية الانقلاب.
استجابة سريعة لما نشرناه.. ابومازن يكلف السفير الفلسطينى لعلاج فيصل الخيري
عقب الخبر الذى نشرته مدونتى بخصوص مرض المفكر الفلسطينى فيصل صالح الخيري ووجوده داخل مستشفى فلسطين بمصر الجديدة ليقي اهمالا طبيا .. كلف الرئيس محمود عباس ابو مازن رئيس السلطة الفلسطينية برام الله السفير الفلسطينى فى القاهرة بزيارة الخيري والاطلاع على احواله الصحية وتقديم كافة سبل علاجه على نفقة السلطة الفلسطينية.
كما بادر مركز شموع وعدد كبير من رجال الاعمال الوطنيين بالاتصال باسرة المفكر الفلسطينى لعرض المساعدة عليهم الا ان الاسرة رفضت تلقى مساعدات مؤكدة ان السلطة الفلسطينية اعلنت عن استعدادها لدفع كافة نفقات العلاج.
فن السفالة الصحفية!
أ. د. حلمى محمد القاعود
كانت نكبة الصحافة المصرية يوم سيطر عليها الطغاة وامتلكوها بلا مقابل، لتروج لأباطيلهم، وتنشر أكاذيبهم، وتحارب معتقدات الشعب والأمة، وتشهر بالشرفاء والأحرار الذين يرفضون الاستبداد والديكتاتورية.
تحولت الصحافة إلى مجرد بوق يردد ما يقوله الطغاة وأذنابهم، ومع سيطرة اللصوص الكبار من أعوان الطغاة على الاقتصاد المصرى فى عهد المخلوع الفاسد؛ أتيح لهم إنشاء صحف وفضائيات وإذاعات ومواقع إلكترونية قوية، ومن خلال هذه الوسائط الإعلامية، تحولت الصحافة من موقع المجاهد من أجل الشعب إلى موقع المنافح عن الطاغية وأذنابه، فضلا عن غسل سمعة اللصوص الكبار الذين يسرقون بالقانون، وتشويه سمعة الشرفاء وخاصة من ينتمون إلى الإسلام الذين يعدون عقبة فى سبيل استشراء الفساد والظلم والطغيان.
لقد ظهرت فى الفترة الأخيرة من حكم النظام الفاسد، صحف وفضائيات وإذاعات ومواقع، تخلت عن واجبها المهنى والخلقى، وتفرغت للابتزاز والتشهير، ونشر الأكاذيب والترهات، والاهتمام بالقضايا الهامشية على حساب القضايا المهمة للوطن، والأخطر من ذلك تدنى لغة التعبير الصحفى إلى مستوى من الانحطاط غير مسبوق، بلغ الحضيض مع انتخاب رئيس مدنى مسلم لرئاسة مصر لأول مرة فى العصر الحديث.. وما بالك بصحيفة يفترض فيها التعبير المحترم عما تؤمن به تصف الرئيس المنتخب بالبلطجى؟ وما بالك بصحيفة يفترض أنها تعمل على ترقية الذوق العام ولغة التعبير فتصف هذا الرئيس بأنه رئيس تحت الصفر؟ أو تشبهه بالولد العبيط فى مسرحية مدرسة المشاغبين؟ أو تكتب مقالا عنوانه "ورينا غضبك يا مرسى" تصف فيه الرئيس بأن تصرفه مشين لأن شابا انتحر فى الصعيد، وتنعته بعدم الخجل لأن مصريين قتلوا فى عمارة منهارة، وتعبر عن القرف والغثيان من الرئيس لأن فتيات تم سحلهن فى مكان ما؟ ما علاقة الرئيس المنتخب بهذه الأحداث وقد جرده الحكام المستبدون من لابسى البيادة من سلطاته الحقيقية، وسلطوا عليه من يلعقون البيادة وهو فى أول أيامه لم يتعرف بعد على من حوله لينعتوه بالفاشى والعاجز؟
إن لاعقى البيادة العسكرية وخدام الاستبداد يسبون الرجل منذ إعلانه رئيسا، لم يوفروا له كرامته بوصفه مواطنا عاديا، بل شربوا جرعة الشهامة المزيفة ليتطاولوا عليه ويمسحوا بكرامته الأرض لحساب الجلادين الأشرار واللصوص الكبار الذين سرقوا الوطن وأذلوه وصادروا حريته وكرامته ووجوده.. لقد وصل فن السفالة الصحفية لوصف الرئيس بـ"شرارة" رمز النحس كما صورته بعض المسلسلات! وراح بعضهم يستشهد بصحف أجنبية تسب رؤساء دولهم! ولم يذكروا المناسبات التى طرح فيها السب، ولم يذكروا أن الرئيس وهو ينبه خدام البيادة فى خطابه "لا يغرنكم حلم الحليم" أنه أخبرهم أن المحبة هى التى ستحكم سلوكه معهم مع كل ما يقترفونه من سفالات وانحطاط دون مسوغ أو مبرر، وكان الأجدر بهم أن يشاركوه فى كيفية التغلب على المشكلات القائمة، ومساعدته ضد المجرمين الذين يلقون بالزبالة وسط القاهرة وعلى الطريق الدائرى، ويقومون بتنغيص حياة الناس وتكديرها بدءا من رغيف الخبز الذى لا يؤكل وانقطاع المياه والكهرباء فضلا عن أزمات البنزين والسولار والبوتاجاز!
إن التفرغ لإهانة الرئيس ومن ينتمى إلى الإسلام، والتشهير بالدعاة وترديد القصص المفبركة حول بعضهم – ومعروف مصدرها – عمل مشين ومخجل ولا يليق بالصحافة المحترمة.. وهناك ملفات حقيقية وليست مفبركة حول بعض الصحفيين المنحرفين معروفة ولا تحتاج إلى ترديد، يعرفها كثير من المنسوبين إلى الوسط الصحفى، ولكن الأقلام الحرة تتعفف عن ذكرها، أو استخدامها ضد لاعقى البيادة وخدام لاظوغلى، ومن ينشرون تقارير الأمن المزيفة على أنها تحقيقات صحفية بذل فيها الصحفى جهده وعبقريته، ولكنها ليست كذلك!
لو أن الرئيس المنتخب يمارس أدنى حد من التسلط الذى يمارسه ضابط صغير فى لاظوغلى، لالتزم لاعقو البيادة حدود الأدب، ولسكتوا إلى الأبد لأن جبنهم متأصل فى نفوسهم ويؤكده انحرافهم وشذوذهم.
إن الصحافة الحقيقية هى التى تقدم الحقيقة، ولا تدلس ولا تضلل، لأن التدليس والتضليل يقودان إلى مأساة كبرى وخاصة لدى القراء العاديين، وإن كانت الحقيقة ستنكشف فى وقت ما، إن الاعتماد على الأكاذيب لن يقدم صحافة محترمة، ولن يكسب ثقة القراء على المدى البعيد.
خذ مثلا موقفهم من زيارة هيلارى كلينتون، وظهور وطنيتهم فجأة، وكان بعضهم يزور أمريكا طوال العام فى زيارات غامضة، أكثر مما يذهب إلى الإسكندرية أو أسيوط مثلا، وكانوا يركبون مع مبارك الطائرة الرئاسية فى الحج السنوى للبيت الأبيض، فجأة أصبحت هيلارى رسول الغرام بين الرئيس ونتنياهو!
المفارقة أن السيدة كلينتون قابلت رئيس المجلس العسكرى، ومع ذلك لم يستنكروا هذا اللقاء، ولم يصفوه بالخيانة كما فعلوا مع لقائها مع الرئيس المنتخب!
في الذكرى الستين لثورة يوليو اكتشف ناصر حقيقة مصر فقادها
معن بشور*
أذكر أنني في أول لقاء مع الصديق الكبير اللواء الأخ طلعت مسلّم في أواسط ثمانينات القرن الماضي سألته عن واقع الجيش المصري وأنا قلق على مستقبل مصر بعد معاهدة كمب ديفيد فأجاب اللواء (الذي تخّرج من الكلية العسكرية المصرية أياماً قبل ثورة يوليو، وشارك في كل حروب مصر (1956،1967،1973) قائلاً: قبل فترة جرى استطلاع بين تلامذة أكاديمية ناصر العسكرية العليا حول من يعتبرونه "مثلهم الأعلى" فجاء الجواب من أكثر من 80% من هؤلاء التلامذة، وهم من أصحاب " الرتب الصغيرة": "انه جمال عبد الناصر"، فيما توزع الآخرون على رموز وطنية مصرية كأحمد عرابي، وعبد المنعم رياض، واحمد عبد العزيز وكلها أسماء تشير إلى أن الاعتبار الوطني هو الاعتبار الأول الذي يحكم نظرة قوات مصر المسّلحة إلى تاريخها، خصوصاً أن الجيش المصري لم يتخل يوماً ، رغم"كمب ديفيد"، عن اعتبار الكيان الصهيوني عدوه الأول في عقيدته القتالية.
تعّززت يومها ثقتي بعظمة مصر، بشعبها وجيشها، كما بعظمة جمال عبد الناصر وثورة يوليو، وأدركت أن عظمة الرجل لا تكمن فقط في أنه قاد مصر، ومعها الأمة العربية، بل في أنه اكتشف مصر قبل أن يقودها، بل قادها لأنه اكتشف حاجاتها الحقيقية على غير صعيد.
لقد اكتشف عبد الناصر، وهو محاصر في الفلوجة – غزة في حرب 1948 مع العدو الصهيوني، أن المعركة ليست "هنا" – حيث كان محاصراً – بل "هناك" في القاهرة حيث الاستعمار يتحكم بالبلاد، والفساد يتحكم بالعباد، فكانت الخطوات الأولى في إنشاء تنظيم الضباط الأحرار الذي أطلق ثورة غيّرت وجه مصر، وهزّت وجدان الأمة، واحتلت موقعها في ضمير العالم.
واكتشف عبد الناصر حاجة المصريين إلى استعادة كرامتهم من براثن جيش محتل، ونظام مترهل، وطبقة حاكمة فاسدة ومفسدة، فكان شعار ثورته "أرفع رأسك يا أخي .. فقد ولى عهد الاستعباد" هو الشعار ذاته الذي ردد معظمه ثوار 25 يناير 2011 حين قالوا " أرفع رأسك يا أخي ، فأنت مصري".. مؤكدين في ذلك ترابط الثورات في مصر، وهو ترابط أدركه أيضاً جمال عبد الناصر حين اعتبر ثورة يوليو امتداداً لثورات سعد زغلول، ومصطفى كامل، واحمد عرابي، مدركاً أن من يتنكر لماضيه، يرتبك في حاضره، ويفقد مستقبله. وأن من يساوم في حق من حقوق أمته يوما يبقى أبد الدهر "سقيم الوجدان".
واكتشف عبد الناصر، بعفوية وطنية صادقة، أن أمن مصر مرتبط بالأمن القومي العربي، وان الأمن القومي العربي ينطلق من قانون تاريخي هو فكرة التكامل بين مصر وسوريا، فوجد نفسه ورفاقه يندفعون بعد أقل من ست سنوات على ثورتهم ليقيموا أول وحدة عربية مع سوريا في فبراير/ شباط 1958، بل ويهبون لنصرة سوريا بوجه الحشود العسكرية الصهيونية في أيار/ مايو 1967، وهي نصرة قادت إلى حرب حزيران رغم كل تكاليفها.
واكتشف عبد الناصر كذلك موقع فلسطين في حياة مصر وأمنها القومي وعمقها الاستراتيجي وتجربتها التاريخية والتزامها الروحي والحضاري، فأعتبرها مقياساً في علاقاته، ومعياراً لسلامة مواقفه، محتضنا مقاومتها، مدركاً ان "ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة"، وان "المقاومة وجدت لتبقى ... وستبقى"....
واكتشف عبد الناصر أيضاً، وبتجريبية خالصة، أن معركة الخبز في مصر مرتبطة مع معركة الكرامة، وان المعركتين هما وجهان لمعركة الاستقلال والتنمية، فلا استقلال حقيقياً دون تنمية تحصنه، ولا تنمية جادة دون استقلال يصونها من التلاعب والفساد، فكان مشروعه الثوري تعبيراً عن ترابط التنمية بالاستقلال، والعدل بالكفاية، والديمقراطية السياسية بالديمقراطية الاجتماعية... تماماً كما كان مشروعه القومي العربي تعبيراً عن إدراكه أن لا تنمية حقيقية في مصر دون تكامل اقتصادي عربي، وان هذا التكامل يوفر كل عناصر التنمية الحقيقية، فيما غياب التكامل لا يقود الاّ تنمية مشوّهة إلى الدول الفقيرة والغنية على حد سواء.
ولقد كانت معركة ناصر لبناء السد العالي، فتأميم قناة السويس، فمواجهة العدوان الثلاثي عام 1956 ،هي خير تجسيد لفكرة التلازم بين التنمية والاستقلال ، بل لفكرة الارتباط بين التنمية والمقاومة، فالمجتمع غير المحصن بالمقاومة غير قادر على حماية منجزات التنمية.
واكتشف عبد الناصر بحّس تاريخي واستراتيجي، وبوعي حضاري وثقافي، إن مصر تتحرك في دوائر ثلاث، عربية وإسلامية وافريقية، فقاد بلاده لكي تلعب دوراً حاسماً في هذه الدوائر، وهو دور ما زال أحرار الأمة، وأمم الجوار، يذكرونه لمصر وقائدها، بل ويتحسّرون على يوم كانت فيه مصر تُقدم ولا تُحجم، تقود ولا تقاد، فكان فيه للعرب والمسلمين وأحرار العالم وزن وشأن ودور قيادي.
واكشف قائد ثورة يوليو المجيدة حاجة مصر ، بل وقدرتها، على أن تسهم في تغيير قواعد الصراع في المنطقة والعالم، وأدرك أن مصر لا تنتظر أن يأتيها التغيير من خارجها، بل انها مؤهلة لتقود التغيير في خارجها من الداخل، فتحوّلت مصر بأقل من ثلاث سنوات من بلد مستغرق بهموم التغيير الداخلي، إلى دولة ترسم، منذ محطة باندونغ عام 1955، خارطة طريق لتغيير دولي حاسم، سقطت من خلاله إمبراطوريات الاستعمار القديم (بريطانيا وفرنسا)، وتبرز من خلاله ملامح عالم جديد شكّلت دول عدم الانحياز فريقاً ثالثاً مهماً فيه...
اكتشف قائد ثورة يوليو حاجة مصر لأبنائها، لا سيّما الفقراء والمهمشين وأبناء الطبقات الشعبية والوسطى، فقاد منذ لحظات انتصار الثور،ة مشروع العدل الاجتماعي حيث لا يموت فقير من العوز، ولا غني من التخمة، معتبراً أن هذا العدل الاجتماعي شرط ضروري للحرية السياسية ، ومستشرفاً منذ أكثر من ستين عاماً خطورة "المال السياسي" الذي بات اليوم أحد أخطر العوائق في وجه التطور السياسي والاستقلال الوطني.
"فالمال السياسي"، بعناوينه المتعددة، لا يعيد إنتاج الواقع المتردي مرة تلو الأخرى، بل هو يسهم في تصدع منظومة المبادئ الوطنية والقيم الأخلاقية التي قامت عليها مجتمعاتنا، وهو تصدّع يؤدي إلى خلخلة في مرتكزات حياتنا نفسها، فتصبح الخيانة وجهة نظر، والجريمة، بكل أشكالها، قاعدة العلاقات الإنسانية، والتطرف بكل عناوينه لغة التخاطب بين الناس، وينتقل معها فكرة الريع كبديل عن الجهد والإنتاج من عالم الاقتصاد إلى عالم السياسة والاجتماع.
واكشف ناصر أيضاً حاجة مصر وقدرة الأمة على مواجهة حاسمة وصارمة مع كل مخططات التدخل الخارجي والمشاريع الاستعمارية، فبدأ مع أحرار العرب والعالم، وبعد عامين فقط على ثورة مصر، معركة إسقاط الأحلاف والمشاريع الاستعمارية والقواعد العسكرية والمعاهدات المذّلة والاحتلال الأجنبي، فنجح في معظم تلك المعارك، حتى تمّكن منه الأعداء في حزيران/ يونيو 1967، لينتفض مرة أخرى مع شعبه مهيئاً لحرب اوكتوبر التي حققّ فيها جيشا مصر وسوريا انتصارات كبيرة، الاّ أن الثغرة الأكبر كانت في غياب القائد الذي مهّد وجهّز وخطّط، وكان مؤهلاً لأن يحدث تغييراً جذرياً في قواعد الصراع مع العدو لو قيّض له أن يكون حياً زمن العبور.
نعم لقد اكتشف ثوار يوليو حاجات مصر والأمة وقدراتها، فتمكنوا من قيادتهما معاً في معركة لم تتوقف، تخللتها أخطاء وربما خطايا، لكنها في كل الأحوال، بقيت علامة فارقة في تاريخنا نقيس من خلالها المواقف، ونستعير من دروسها المعايير، ونتعلم من عبرها معاني الكرامة الوطنية والشموخ القومي والرحابة الإنسانية...
لقد كانت عظمة عبد الناصر أيضاً الحقيقية انه ربط بين خيار الثورة وحاجات مصر ومسارها الموضوعي فهل يستطيع ثوار يناير ، على اختلاف مسمياتهم وعناوينهم، أيضاً أن يكتشفوا حاجات مصر والأمة وقدراتهما، لكي يكملوا مساراً بدأه ثوار من قبلهم، فيتجنبون أخطاءهم، وأبرزها إقصاء الآخرين، ويطورون الايجابيات وأبرزها الإحساس بكرامة مصر في أمتها ، وكرامة الأمة في العالم كله.
بل هل يستطيع ثوار يناير، بكل اتجاهاتهم، ان يتطلعوا إلى ثورة يوليو بعين الاعتزاز بما حققته، لا بعين الحقد وبعين النقد المحب لما عجزت عن تحقيقه لا بعين التوتر على ما رافقها من صراعات، ولا بروح نبش الماضي بكل ما فيه من حساسيات.
--------
·الامين العام السابق للمؤتمر القومي العربي، رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن
Maan Bachour bachour@altawassol.com
جمال عبد الناصر والدائرة الاسلامية...تصويب وتذكرة - بقلم الأستاذ سامي شرف
بقلم الأستاذ سامي شرف
بدأت فى الأيام الأخيرة حملات لتصفية حسابات مع حقبة وتجربة الرئيس جمال عبد الناصر الانسانية وللأسف شارك بقصد او بدونه بعض الرموز السياسية والدينية ممن احترمهم ولهم وزنهم فى المجتمع.
وبناء عليه فقد رأيت من واجبى ان اصوّب وأصحح وضعا للأمور في نصابها وسياقها الصحيحين وبالمناسبة ومما يؤسف له ان من شاركوا فى الحملة هم جميعا ممن تعلموا بالمجان فى جميع مراحل تعليمهم حتى الجامعى ونالوا شهادات الدكتوراه من الخارج على نفقة دولة عبد الناصر .
فى كتاب فلسفة الثورة ، تناول جمال عبد الناصرالدوائر التى ستتحرك فيها السياسة المصرية ومنها الدائرة الإسلامية التى تتداخل مع الدائرة العربية والدائرة الأفريقية وتعد مصر جزء فاعل فيها .
كان الخليفة الراشد أبو بكر الصديق هو أول من بدأ جمع القرآن الكريم فى مصحف وذلك بعد إلحاح من عمر بن الخطاب رضى الله عنه بعد مقتل معظم حفظة القرآن فى حروب الردة ، والخليفة الراشد عثمان بن عفان هو صاحب أول مصحف تم جمع وترتيب سور القرآن الكريم به ، والرئيس جمال عبد الناصر هو أول حاكم مسلم فى التاريخ يتم فى عهده جمع القرآن الكريم مسموعا ( مرتلا و مجودا ) فى ملايين الشرائط و الأسطوانات بأصوات القراء المصريين >
فى عهد جمال عبد الناصر تم زيادة عدد المساجد فى مصر من أحد عشر ألف مسجد قبل الثورة إلى واحد وعشرين ألف مسجد عام 1970 ، أى أنه فى فترة حكم 18 سنة للرئيس جمال عبد الناصر تم بناء عدد ( عشرة ألاف مسجد ) وهو ما يعادل عدد المساجد التى
بنيت فى مصر منذ الفتح الإسلامى وحتى عهد جمال عبد الناصر
فى عهد عبد الناصر تم جعل مادة التربية الدينية ( مادة إجبارية ) يتوقف عليها النجاح أو الرسوب كباقى المواد لأول مرة في تاريخ مصر بينما كانت اختيارية في النظام الملكي.
فى عهد عبد الناصر تم تطوير الأزهر الشريف وتحويله لجامعة عصرية تدرس فيها العلوم الطبيعية المدنية بجانب العلوم الدينية ، يقول الأستاذ محمد فائق فى كتابه ( عبدالناصر و الثورة الأفريقية ) أن الرئيس عبد الناصر أمر بتطوير الأزهر بعد أن لاحظ من متابعته لأوضاع المسلمين فى أفريقيا أن قوى الاستعمار الغربى كانت حريصة على تعليم المسيحيين العلوم الطبيعية ( الطب – الهندسة – الصيدلة ) ومنع تعليمها للمسلمين مما أدى لتحكم الأقليات المسيحية فى دول أفريقية غالبية سكانها من المسلمين ، وكانت هذه الأقليات المسيحية تتحكم فى البلدان الأفريقية المسلمة وتعمل كحليف يضمن مصالح قوى الإستعمار الغربى التى صنعتها، لذا صمم الرئيس عبد الناصر على كسر هذا الإحتكار للسلطة وتعليم المسلمين الأفارقة علوم العصر ليستطيعوا حكم بلدانهم لما فيه مصلحة تلك البلدان .
أنشأ عبد الناصرمدينة البعوث الإسلامية التى كان ومازال يدرس فيها عشرات الآلاف من الطلاب المسلمين على مساحة ثلاثين فداناً تضم طلاباً قادمين من سبعين دولة إسلامية يتعلمون في الأزهر مجانا ويقيمون فى مصر إقامة كاملة مجانا أيضا ، وقد زودت
الدولة المصرية بأوامر من الرئيس عبد الناصر المدينة بكل الإمكانيات الحديثة وقفز عدد الطلاب المسلمين في الأزهر من خارج مصر إلى عشرات الأضعاف بسبب ذلك.
أنشأ عبد الناصر منظمة المؤتمر الإسلامى التى جمعت كل الشعوب الإسلامية.
- فى عهد عبد الناصر تم ترجمة القرآن الكريم إلى كل لغات العالم.
- فى عهد عبد الناصر تم إنشاء إذاعة القرآن الكريم التى تذيع القرآن على مدار اليوم.
- فى عهد عبد الناصر تم تسجيل القرآن كاملا على أسطوانات وشرائط للمرة الأولى فى التاريخ وتم توزيع القرآن مسجلا فى كل أنحاء العالم.
- فى عهد عبد الناصر تم تنظيم مسابقات تحفيظ القرآن الكريم على مستوى الجمهورية، والعالم العربى ، والعالم الإسلامى ، وكان الرئيس عبد الناصر يوزع بنفسه الجوائز على حفظة القرآن.
- فى عهد عبد الناصر تم وضع موسوعة جمال عبد الناصر للفقه الإسلامى والتى ضمت كل علوم وفقه الدين الحنيف فى عشرات المجلدات وتم توزيعها فى العالم كله.
- فى عهد عبد الناصر تم بناء آلاف المعاهد الأزهرية والدينية فى مصر وتم افتتاح فروع لجامعة الأزهر فى العديد من الدول الإسلامية.
ساند جمال عبد الناصر كل الدول العربية والإسلامية فى كفاحها ضد الإستعمار.
كان الرئيس جمال عبد الناصر أكثر حاكم عربى ومسلم حريص على الإسلام ونشر روح الدين الحنيف فى العدالة الاجتماعية والمساواة بين الناس.
سجلت بعثات نشر الإسلام فى أفريقيا وأسيا فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر أعلى نسب دخول فى الدين الإسلامى فى التاريخ ، حيث بلغ عدد الذين اختاروا الإسلام دينا بفضل بعثات الأزهر فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر 7 أشخاص من كل 10 أشخاص وهى نسب غير مسبوقة و غير ملحوقة فى التاريخ حسب إحصائيات مجلس الكنائس العالمى.
في عهد عبد الناصر صدر قانون بتحريم القمار ومنعه ، كما أصدر عبد الناصر قرارات بإغلاق كل المحافل الماسونية ونوادى الروتارى والمحافل البهائية ، كما تم إلغاء تراخيص العمل الممنوحة للنسوة العاملات بالدعارة التى كانت مقننة فى العهد الملكى وتدفع العاهرات عنها ضرائب للحكومة مقابل الحصول على رخصة العمل والكشف الطبى .
فى عهد عبد الناصر وصلت الفتاة لأول مرة إلى التعليم الديني كما تم افتتاح معاهد أزهرية للفتيات وكان الهدف هو تمكين الأم المسلمة من المشاركة فى بناء المجتمع المصرى والعربى والاسلامى عملا بقاعدة ان الأم مدرسة .
وأقيمت مسابقات عديدة في كل المدن لتحفيظ القرآن الكريم، وطبعت ملايين النسخ من القرآن الكريم ، وأهديت إلى البلاد الإسلامية وأوفدت البعثات للتعريف بالإسلام في كل أفريقيا و أسيا ، كما تمت طباعة كل كتب التراث الإسلامى في مطابع الدولة طبعات شعبية لتكون في متناول الجميع، فيما تم تسجيل المصحف المرتل لأول مرة بأصوات كبار المقرئين وتم توزيعه على أوسع نطاق فى كل أنحاء العالم كان جمال عبد الناصر دائم الحرص على أداء فريضة الصلاة يومياً كما كان حريصاً أيضاً على أداء فريضة صلاة الجمعة مع المواطنين فى المساجد توفى الرئيس جمال عبد الناصر يوم الاثنين 28 سبتمبر 1970 والذى يوافق هجريا يوم 27
رجب 1390، صعدت روح الرئيس جمال عبد الناصر الطاهرة إلى بارئها فى ذكرى يوم الإسراء والمعراج ، وهو يوم فضله الدينى عظيم ومعروف للكافة .
وبخصوص الدين المسيحى كانت علاقة الرئيس جمال عبد الناصر ممتازة بالبابا كيرلس السادس ، وكان جمال عبد الناصر هو الذى سأل البابا كيرلس السادس عن عدد الكنائس التى يرى من المناسب بناؤها سنويا ، وكان رد البابا ( من عشرين إلى ثلاثين ) ، وكان الرئيس عبد الناصر هو الذى أمر بأن يكون عدد الكنائس المبنية سنويا خمسا وعشرين كنيسة ، وأن يكون التصريح بها بتوجيه من البابا نفسه إلى الجهات الرسمية.
وعندما طلب البابا كيرلس السادس من الرئيس عبد الناصر مساعدته فى بناء كاتدرائية جديدة تليق بمصر ، وأشتكى له من عدم وجود الأموال الكافية لبنائها كما يحلم بها ، قرر الرئيس عبد الناصر على الفور أن تساهم الدولة بمبلغ 167 ألف جنيه فى بناء الكاتدرائية الجديدة ، وأن تقوم شركات المقاولات العامة التابعة للقطاع العام بعملية البناء للكاتدرائية الجديدة. وكلف سامى شرف مع المهندس عدلى ايوب بالتوجه للكاتدرائية وتسليم البابا كيرلس الشيك وبدأت عملية البناء فى نفس اليوم .
و بناء على أوامر الرئيس جمال عبد الناصر كان يعقد اجتماع أسبوعى كل يوم اثنين بين سامى شرف - وزير شئون رئاسة الجمهورية - والأنبا /صمويل - أسقف الخدمات - لبحث وحل اى مشاكل تطرأ للمسيحيين .
كما أولى الرئيس جمال عبد الناصر اهتماما شديدا بتوثيق العلاقات بينه وبين الإمبراطور هيلاسيلاسى حاكم الحبشة ( أثيوبيا ) مستغلا فى ذلك كون مسيحيي أثيوبيا من الطائفة الأرثوذكسية ، ودعا الإمبراطور هيلاسيلاسى لحضور حفل إفتتاح الكاتدرائية المرقصية فى العباسية عام 1965 ، كما دعم توحيد الكنيستين المصرية والأثيوبية تحت الرئاسة الروحية للبابا كيرلس السادس ، كان الرئيس عبد الناصر كعادته بعيد النظر فى ذلك فقد أدرك أن توثيق الروابط بين مصر وأثيوبيا يضمن حماية الأمن القومى المصرى لأن هضبة الحبشة تأتى منها نسبة حوالى 85% من المياه التى تصل مصر. للأسف الشديد بعد وفاة الرئيس عبد الناصر والانقلاب على الثورة فى 13 مايو 1971 وما أعقب حرب أكتوبر 1973 من ردة شاملة على سياسات عبد الناصر ، تدهورت العلاقات المصرية الأثيوبية وكذلك الإفريقية ، ومازالت متدهورة نسبيا حتى الآن ، وقد أنفصلت الكنيسة الأرثوذوكسية الأثيوبية عن الكنيسة المصرية ،وأستطاعت إسرائيل أن تحتل مكانة مصر فى أثيوبيا ، وفى أفريقيا كلها .0
فى عهد جمال عبد الناصر لم تقع حادثة واحدة طائفية بين المسلمين والمسيحيين، ولم تنتشر دعاوى تكفير الأخر ومعاداته. كان هناك دور واحد معروف ومحدد هو الاستعمار الأمريكى وذيله الصهيونى فى الوطن العربى وكان هناك مشروع قومى يوحد طاقات الأمة كلها يجمعها لتحقيق أهدافها فى التقدم والنهوض. لم يكن جمال عبد الناصر معاديا للدين ولم يكن ملحدا ، بل كان أقرب حكام مصر فهما لروح الدين ودوره فى حياة الشعوب وأهمية إضفاء المضمون الاجتماعى فى العدالة والمساواة عليه ، وقد صام عبد الناصر فى شهر رمضان اثناء انعقاد مؤتمر باندونج وافطر الشيخ احمد حسن الباقورى وادى عبد الناصر فريضة الحج والكثير من العمرات .
وفى النهاية احب ان اقرر ان الاشتراكية التى نادى بها عبد الناصر لم تكن تطبيق ماركسى شيوعى بل هى الكفاية فى الانتاج والعدالة فى التوزيع اى تطبيق مبادىء الاسلام الحنيف من ان الناس شركاء فى الماء والكلأ والنار . . والذى قال فيه الشاعر الكبير احمد شوقى عن نبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام : الاشتراكيون انت امامهم . . .
-----------------------
*أ / سامي شرف مدير مكتب الرئيس عبد الناصر - وزير شؤون رئاسة الجمهورية الأسبق
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)