26 أكتوبر 2023

نتنياهو: نحن أبناء النور وأنتم أبناء الظلام


مصطفى إنشاصي

بلا مقدمات: سفر إشعياء تحديداً أكثر أسفار التوراة على تحريفها الذي كشف حقيقة النفسية اليهودية الشاذة والمنحرفة عن الفطرة، النفسية الإجرامية العاصية والمتمردة

على أوامر الرب، وأشدها غضباً من الرب على (شعبه المختار)، وما لن يعجبك؛ أقوى نبوءات التبشير ببعثة محمد صلَ الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم هي في سفر إشعياء، ودعنا نرى نماذج وليس كل ما في السفر ولا كل ما في الأسفار الأخرى:

نبوءة إشعيا التي أشار إليها النتن ياهو هذا نصها:

"9هُوَذَا يَوْمُ الرَّبِّ قَادِمٌ، قَاسِيًا بِسَخَطٍ وَحُمُوِّ غَضَبٍ، لِيَجْعَلَ الأَرْضَ خَرَابًا وَيُبِيدَ مِنْهَا خُطَاتَهَا. 10فَإِنَّ نُجُومَ السَّمَاوَاتِ وَجَبَابِرَتَهَا لاَ تُبْرِزُ نُورَهَا. تُظْلِمُ الشَّمْسُ عِنْدَ طُلُوعِهَا، وَالْقَمَرُ لاَ يَلْمَعُ بِضَوْئِهِ. 11وَأُعَاقِبُ الْمَسْكُونَةَ عَلَى شَرِّهَا، وَالْمُنَافِقِينَ عَلَى إِثْمِهِمْ، وَأُبَطِّلُ تَعَظُّمَ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَضَعُ تَجَبُّرَ الْعُتَاةِ. 12وَأَجْعَلُ الرَّجُلَ أَعَزَّ مِنَ الذَّهَبِ الإِبْرِيزِ، وَالإِنْسَانَ أَعَزَّ مِنْ ذَهَبِ أُوفِيرَ. 13لِذلِكَ أُزَلْزِلُ السَّمَاوَاتِ وَتَتَزَعْزَعُ الأَرْضُ مِنْ مَكَانِهَا فِي سَخَطِ رَبِّ الْجُنُودِ وَفِي يَوْمِ حُمُوِّ غَضَبِهِ. 14وَيَكُونُونَ كَظَبْيٍ طَرِيدٍ، وَكَغَنَمٍ بِلاَ مَنْ يَجْمَعُهَا. يَلْتَفِتُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى شَعْبِهِ، وَيَهْرُبُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى أَرْضِهِ. 15كُلُّ مَنْ وُجِدَ يُطْعَنُ، وَكُلُّ مَنِ انْحَاشَ يَسْقُطُ بِالسَّيْفِ. 16وَتُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ، وَتُنْهَبُ بُيُوتُهُمْ وَتُفْضَحُ نِسَاؤُهُمْ". (إشعيا: الأصحاح 13).

اسمع أيها النتن ماذا يقول إشعيا على لسان ربكم المدعى عن (شعبه المختار)، وغضبه عليكم:

"16وَصَارَ مُرْشِدُو هذَا الشَّعْبِ مُضِلِّينَ، وَمُرْشَدُوهُ مُبْتَلَعِينَ. 17لأَجْلِ ذلِكَ لاَ يَفْرَحُ السَّيِّدُ بِفِتْيَانِهِ، وَلاَ يَرْحَمُ يَتَامَاهُ وَأَرَامِلَهُ، لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مُنَافِقٌ وَفَاعِلُ شَرّ. وَكُلُّ فَمٍ مُتَكَلِّمٌ بِالْحَمَاقَةِ. مَعَ كُلِّ هذَا لَمْ يَرْتَدَّ غَضَبُهُ، بَلْ يَدُهُ مَمْدُودَةٌ بَعْدُ!". (إشعيا: الإصحاح/9).

ليس فقط أنه غضب عليكم لأنكم مضلون وحمقى؛ اسمع حقيقتكم التي تتعامون عنها: 

* "2بَلْ آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلهِكُمْ، وَخَطَايَاكُمْ سَتَرَتْ وَجْهَهُ عَنْكُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ. 3لأَنَّ أَيْدِيَكُمْ قَدْ تَنَجَّسَتْ بِالدَّمِ، وَأَصَابِعَكُمْ بِالإِثْمِ. شِفَاهُكُمْ تَكَلَّمَتْ بِالْكَذِبِ، وَلِسَانُكُمْ يَلْهَجُ بِالشَّرِّ... 6خُيُوطُهُمْ لاَ تَصِيرُ ثَوْبًا، وَلاَ يَكْتَسُونَ بِأَعْمَالِهِمْ. أَعْمَالُهُمْ أَعْمَالُ إِثْمٍ، وَفَعْلُ الظُّلْمِ فِي أَيْدِيهِمْ. 7أَرْجُلُهُمْ إِلَى الشَّرِّ تَجْرِي، وَتُسْرِعُ إِلَى سَفْكِ الدَّمِ الزَّكِيِّ. أَفْكَارُهُمْ أَفْكَارُ إِثْمٍ. فِي طُرُقِهِمِ اغْتِصَابٌ وَسَحْقٌ. 8طَرِيقُ السَّلاَمِ لَمْ يَعْرِفُوهُ، وَلَيْسَ فِي مَسَالِكِهِمْ عَدْلٌ. جَعَلُوا لأَنْفُسِهِمْ سُبُلاً مُعْوَجَّةً. كُلُّ مَنْ يَسِيرُ فِيهَا لاَ يَعْرِفُ سَلاَمًا". (إشعيا: الإصحاح/59).

فهل هناك شك في حقيقة هذا الوصف الذي وصفكم به إشعيا؟! أما ونبوءات إشعيا عن نبي آخر الزمان:

نبوءات إشعياء بالنبي الخاتم محمد صلَ الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

يقول ربكم المدعى: ""6فَقَدْ جَعَلْتُكَ نُورًا لِلأُمَمِ لِتَكُونَ خَلاَصِي إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ". (إشعيا: 49)

وهذه إشارة في التوراة على صدق مبعث الرسول صلَ الله عليه وعلى آله وسلم، وأنه نبي آخر الزمان الذي بَشرت به التوراة. والذي فيه وفي أُمته ستتحقق كل نبوءات التوراة العالمية، ولم يقصد بها العنصرية ووقفها على اليهود وحدهم كـ(شعب الله المختار). خاصة وأنه أخبر أن الرب يرسل عبداً ليكون نوراً للأمم وليس للشعب المختار "فَقَدْ جَعَلْتُكَ نُورًا لِلأُمَمِ لِتَكُونَ خَلاَصِي إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ"!

وتتكرر النبوءة مرة أخرى: "13وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ: فِي الْوَعْرِ فِي بِلاَدِ الْعَرَبِ تَبِيتِينَ، يَا قَوَافِلَ الدَّدَانِيِّينَ. 14هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ، يَا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ. وَافُوا الْهَارِبَ بِخُبْزِهِ. 15فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ السُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا. مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ، وَمِنْ أَمَامِ الْقَوْسِ الْمَشْدُودَةِ، وَمِنْ أَمَامِ شِدَّةِ الْحَرْبِ".(إشعيا: 21/12-15). وفي ذلك يقول مولاي (محمد علي) في كتابه "محمد رسول الله": "كلمة بلاد العرب تبدهك بالدليل الكافي ثم الإشارة على (من هرب)، أي هاجر تزيد في إيضاح من تقصده هذه النبوءة، وليس في تاريخ الوجود ذكر إلا هارب واحد، وهجرة واحدة، كان يومها مشهوداً كسبت شهرة عالمية، هي معجزة النبي من مكة إلى المدينة، ومنذ الهجرة يبدأ التاريخ الإسلامي، وثم شهادة صريحة تقول: إنه هرب ـ أي هاجرـ أمام السيف المسلول، فالتاريخ الثابت الصحيح أن النبي هاجر من مكة عندما كانت داره محوطة بأعدائه المتعطشين إلى سفك دمه، مسلولة سيوفهم يتربصون به حتى يخرج للانقضاض عليه دفعة واحدة".

ليس أجداك إيها الخزري المتهود؛ إنما أجداد بني إسرائيل الذين الله أعلم باقي منهم احد أم لا، يعلمون إنهم قد وُعُدوا بنبي يقوم من بين إخوتهم وهم العرب الإسماعيليون، وسيكون ظهوره وإعلان أمره في المدينة، فلما ضاقت أنفسهم مما أنزله بهم الرومان، رجوا أن يأتيهم الفرج ويعود لهم العز بمظاهرة هذا النبي الذي وُصِف لهم في كُتب الأنبياء فجاءوا إلى مكان ظهوره انتظاراً لمقدمه. وعلى الطريق بين البلد الذي جاءوا منه وبين فلسطين كانوا يرددون ما جاء في (سِفر إشعيا: 42/10-12): "10غَنُّوا لِلرَّبِّ أُغْنِيَةً جَدِيدَةً، تَسْبِيحَهُ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ. أَيُّهَا الْمُنْحَدِرُونَ فِي الْبَحْرِ وَمِلْؤُهُ وَالْجَزَائِرُ وَسُكَّانُهَا، 11لِتَرْفَعِ الْبَرِّيَّةُ وَمُدُنُهَا صَوْتَهَا، الدِّيَارُ الَّتِي سَكَنَهَا قِيدَارُ. لِتَتَرَنَّمْ سُكَّانُ سَالِعَ. مِنْ رُؤُوسِ الْجِبَالِ لِيَهْتِفُوا. 12لِيُعْطُوا الرَّبَّ مَجْدًا وَيُخْبِرُوا بِتَسْبِيحِهِ فِي الْجَزَائِرِ. 13الرَّبُّ كَالْجَبَّارِ يَخْرُجُ. كَرَجُلِ حُرُوبٍ يُنْهِضُ غَيْرَتَهُ. يَهْتِفُ وَيَصْرُخُ وَيَقْوَى عَلَى أَعْدَائِهِ".

فسالع هذه التي يدعوها إشعيا للابتهاج ليست سوى (جبل سلع)، إذ الوادي الذي به المدينة المنورة يكتنفه جبلان أحدهما شرقي وهو (جبل أُحد)، وثانيهما غربي وهو (جبل سلع،) والأغنية الجديدة إنما هي الدين الجديد، الدين الذي يُعلن توحيد الله وإفراده بالعبادة، ويكون حرباً على الأصنام التي تُعبد من دون الله، كما في قولة (إشعيا:42/17): "17قَدِ ارْتَدُّوا إِلَى الْوَرَاءِ. يَخْزَى خِزْيًا الْمُتَّكِلُونَ عَلَى الْمَنْحُوتَاتِ، الْقَائِلُونَ لِلْمَسْبُوكَاتِ: أَنْتُنَّ آلِهَتُنَا!". ولم يأت نبي بعد إشعيا كان حرباً على الأصنام وعبادتها، وأعلن ثورته عليها حتى أبادها من بلاده غير الرسول صلَ الله عليه وعلى آله وسلم، ولهذا السبب جاء اليهود إلى يثرب بلصق (سلع)، التي دعاها إشعيا إلى الابتهاج بشريعة الله الجديدة، والنبي القائم فيها.

للحديث بقية عن الأمة البارة في سفر إشعياء وعن أن كل نبوءات التوراة عالمية وليست عنصرية قبلية!

ليست هناك تعليقات: