Seif_eldawla@hotmail.com
تقوم الولايات المتحدة ومجتمعها الدولى المجرم، باغراق (اسرائيل) بكل ماكينات القتل والابادة، بينما يكتفى النظام العربى الخائف والمتواطئ بالمطالبة بتقديم المساعدات الانسانية للضحايا، ويشارك من ناحية أخرى فى
فرض الحصار على الفلسطينيين ومنع السلاح عنهم لمساعدة (اسرائيل) فى القضاء عليهم.***
فى عام 2010 وقع فى الاسكندرية حادث اجرامى بشع اُثار ضجة كبرى، حيث قامت عصابة من اللصوص باقتحام منزلا لسرقته، وحين تصدى لها رب البيت، تمسكنوا وأوهموه انهم لن يقوموا بايذائهم وسيرحلون فى هدوء ان سمح لهم بتقييده وسرقة ما يريدون، فصدقهم وقبل عرضهم، فقاموا بتقييده ثم ذبحوه هو وزوجته.
كثيرون ممن قرأوا خبر هذه الجريمة البشعة، صُدموا من سذاجة الزوج وسوء تقديره الشديد حين صدق المجرمين القتلة واستسلم لهم.
***
ولكن دعونا نعترف أن هذا هو ما يجرى لنا ومعنا بالتمام والكمال منذ عقود طويلة.
· فى النصف الاول من القرن العشرين، يقوم الاحتلال البريطانى بتسليح العصابات الصهيونية وتجريد العرب منه، وتجريم ومطاردة كل من يقاوم، فتكون النتيجة ضياع الارض وارتكاب مذابح ما زلنا نتناقل أهوالها حتى اليوم مع طرد وتهجير وتشريد 800 الف لاجىء فلسطينى.
·وفى 1982 بعد اخراج القوات الفلسطينية من لبنان تحت ضغط الاجتياح الصهيونى والدعم الامريكى والدولى والتواطؤ العربى، ترتكب مذبحة صابرا وشاتيلا للفلسطينيين العزل يسقط فيها اكثر من ثلاثة آلاف شهيد من الشيوخ والاطفال والنساء.
·وفى مصر المعتدى عليها فى 1967، والمنتصرة عام 1973، نصت اتفاقيات كامب ديفيد على تجريد سيناء بعرض 150 كيلومتر من القوات والسلاح الا باذن (اسرائيل) ومراقبتها بقوات اجنبية تحت القيادة الامريكية، مع الاكتفاء بتقييد القوات الاسرائيلية فى شريط ضيق عرضه ثلاثة كيلومترات فقط شرق الحدود.
·وفى العراق، يحاصره الأمريكان 12 سنة لانهاكه واضعافه وتجريده من المقدرة على القتال دفاعا عن نفسه، ثم ينقضون عليه لاحتلاله وتدميره وتقسيمه.
·وفى 2006 بعد فشل العدوان الصهيونى على لبنان تستصرخ (اسرائيل) المعتدية، المجتمع الدولى من شرور المقاومة وسلاح حزب الله، الذى رفض أن يُذبح فى صمت، فتقوم الامم المتحدة بوضع قواتها (اليونيفيل) فى جنوب لبنان المعتدى عليها لحماية شمال (اسرائيل)، بينما تمتنع عن وضع قوات مماثلة فى شمال الكيان الصهيونى لحماية جنوب لبنان.
·وفى المفاوضات المارثونية بين السلطة الفلسطينية و(اسرائيل) لا يذكرون كلمة دولة فلسطينية الا مقترنة بعبارة منزوعة السلاح.
·وقبل ذلك وبعده يباح لاسرائيل فقط امتلاك السلاح النووى ويحظر ذلك على كل دول المنطقة، مع التزام امريكى غربى صارم وقديم ومستمر بضمان التفوق العسكرى الاسرائيلى الدائم على كافة الدول العربية مجتمعة.
·وهكذا
***
· أما فى غزة فيحاصر الصهاينة القطاع 16 عاما ويشنون عليه خمسة حروب كبرى من 2008 حتى الآن آخرها حرب الابادة الدائرة الآن التى تستهدف تسوية القطاع بالأرض واخلاءه من السكان وتهجيرهم قسريا الى سيناء والافناء التام لحماس وكل عناصرها ونزع سلاحها وتجريد الفلسطينيين من أى مقدرة على المقاومة.
·سيهزمون وينكسرون باذن الله، ولكن اذا نجح الاجتياح البرى الصهيونى لا قدر الله، فانهم سيسفكون بحورا من الدماء وسيرتكبون مذابح ابادة جماعية لاهالينا العزل فى غزة تفوق كل مذابحهم السابقة.
***
ان المهمة الأولى المقدسة الملقاة على عاتقنا جميعا الآن هى بذل كل الجهود والضغوط الممكنة لتسليح المقاومة وكسر الحصار المفروض عليهم بكل السبل.
*****
القاهرة فى 26 اكتوبر 2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق