13 أكتوبر 2020

علياء نصر تكتب :فى مرثية هاشم الرفاعي


حينما غابت الكلمات عني ..
علمت أن ما بداخلي..قد صار أكبر من الكلمات

....

أبتاه ماذا قد يخط بناني؟.. والسجن والجلاد ينتظراني. 
هذا الكتاب إليك من زنزانة.. مقرورة صخرية الجدران. 
لم تبق إلا ليلة أحيا بها........ وأحس أن ظلامها أكفاني.
ستمر يا أبتاه.. لست أشك في هذا.. وتحمل بعدها جثماني. 

#رسالة_فى_ليلة_التنفيذ للشاعر..هاشم الرفاعي

.....
في الثالثة والعشرين من عمره.. زهرة في عمر الربيع لم يزل..شاعر رقيق القلب..عميق الوجدان..متخم بتركة ثقيلة من القيم والمبادئ..شاب في مقتبل عمره كتب ديوانا من الشعر لينافس به أحمد شوقي على لقب (أمير الشعراء)..تسوقه الأقدار إلي صدام مع السلطة يفضي إلي مقتله..ليضيف إلي قائمة شهداء المبدأ وأحرار الكلمة والصارخين بالحق شابا من أنبلهم وأعزهم..هكذا باختصار نصف هذا الملائكي المغدور...هاشم الرفاعي.
بين قضبان سجون جمال عبدالناصر التي ضمت الكثيرين من النبلاء والاستثنائيين والمثاليين..(وما أشبه يومنا بالأمس)..تنطلق آهات المغدورين..لتكون سيفا أخيرا مشهرا في وجه العار والقهر.. ليس منا من لا يعلم ب(انجازات) جمال عبدالناصر..لكن الكثيرين منا لم يسمعوا شيئا عن ضحاياه...عن هذا النبل الأسير..النقاء المحتجز..يحكينا الشاب المغدور. بوجوده القصير في هذا العالم القمئ الصارخ بكل معاني القبح.. واللذي تجده شارحا ببراعة وألم كل معاناة شباب التيار الاسلامي إبان فترة حكم الراحل عبدالناصر.. هاشم الذي يغرقك في حيرته وتساؤلاته...هاشم الذي يفكر بصوت عال....فيشركك ضبابية أفكاره تارة..ويقينه تارة أخرى..هاشم الذي يرثي نفسه فيجبرك على التعاطف معه..هاشم الذي يحكيك خواطر شاب في ليلته الأخيرة قبل تنفيذ حكم الإعدام فيه في قصيدته..رسالة في ليلة التنفيذ.. حينما يتسلل إلي وجدانك بنعومة بالغة..هاشم الذي تتألم كلماته وهي تأن تحت ضغط مشاعره العميقة التي تعجز عنها الأوصاف.. هاشم الذي يفجر بداخلك كل ما هو مخبؤ من مشاعر إنسانية صادقة....
حينما يتألم الآخر... ويصرخ بأناته وأوجاعه... حينما يشركك كل معاناته.. ويجهر لك بما يفتعل فى قلبه... فأنت أمام ثائر ك..هاشم الرفاعي..
وحينما ترتعش أطرافك وأنت تستمع إلي هذا الأنين.. وتنتفخ غضبا لآهات صرخاته.. حينما تستشعر ألم الصفعة علي وجه الآخر.. فأنت حتما إنسان. 
فإن لم تستطع أن تكون #هاشم_الرفاعي.. 
فعلي الأقل.. كن إنسانا. 
كم بيننا اليوم من هاشم... وكم فوق رؤسنا من جمال عبدالناصر


ليست هناك تعليقات: