12 أكتوبر 2014

مقال موثق وخطير جدا حول الخطة الأمريكية لإغتيال الأمم


موسى الفقي يكتب: الخطة الأمريكية لإغتيال الأمم

لو تحدث باحث أو مؤرخ عن إمكانية إبادة سكان القارة الكندية المعروفة بـ “الأمريكية”، قبل أن تتم إبادتهم، لأتهم بالجنون، ولما صدقه أحد.
غير أنّ التاريخ يسجل إبادة خُمس سكان كوكب الأرض تقريباً خلال القرن السابع من الألفية الماضية؛ ذلك أنّ سكان قارة من بين خمس قارات دون مبالغة أبيدوا عن أخرهم. حيث لم يتبق منهم سوى مئات الالاف جمعوا في محميات أشبه ما تكون بمحميات كائنات مهددة بالانقراض، بل إنّ هذا النوع من المحميات يمنح في العادة عناية تفوق حتماً العناية بمحميات السكان الأصليين للقارة الكندية “الأمريكية”، والذين تسموا زوراً بالهنود الحمر. تقول الروايات بأنّ السكان الأصليين كانوا يؤمنون بأساطير تتحدث عن ألهة بيضاء تأتي من الشرق تخلصهم من كافة الشرور والخطايا والأرجح أنّ تكون هذه الأساطير من نسج البحارة الأوربيين الذين كانوا يعدون العدة لغزو قارتهم. فكانوا يجمعون الذهب والمعادن الثمينة ليقدموها كقرابين لتلك الآلهة حال ظهورها.
وكافة المؤشرات تشير إلى أنّ أحفاد قتلة سكان القارة الأمريكية، قد وجدوا الفرصة السانحة عقب انهيار الاتحاد السوفيتي، للالتفات إلى بقية سكان الكوكب، وأنّهم يعدون الخطط والسيناريوهات للتخلص منهم كما تخلصوا من سكان القارة الكندية “الأمريكية”.
المستوطنون البيض واغتيال أمم القارة الكندية “الأمريكية”:
تقول الروايات أنّ عدد سكان القارة الكندية “الأمريكية” عند وصول كولمبس للقارة يتراوح بين الـ 90 مليون و112 مليون(1)، أباد جلهم الآباء المؤسسون للولايات المتحدة، وشاركهم في حملات الإبادة بقية المستوطنين البيض، عن طريق استخدام الأسلحة النارية التي لم يعرفها سكان القارة المعزولة، وعن طريق الاسلحة البيلوجية: كالجدري والحصبة، والطاعون والكوليرا، والتيفوئيد والدفتريا، والسعال الديكي والملاريا وغيرها. وكذلك عن طريق الخداع؛ ذلك أنّ المستوطنين الأوائل كانوا ينتزعون أراضي سكان القارة باستراتيجية القضم، وينتزعون معها أرواح ساكنيها؛ حيث قدموا أنفسهم أول الأمر على أنّهم مسالمون وتجار، ويرغبون في الحصول على قطعة أرض، يقيم فيها عدد منهم، ليسافر الأخرون لإحضار السلع الصناعية من بلدانهم الأصلية، ليتبادلوها معهم. وما أن تحصلوا على قطعة الأرض الأولى، حتى صاروا يجهزون لمد سيطرتهم على الأراضي المجاورة، وما أن قدم مهاجرون جدد وتحصلوا على المزيد من الأسلحة النارية، حتى هاجموا السكان الأصليين، وانتزعوا منهم المزيد من الأراضي التي تؤهلهم قوتهم آنذاك للسيطرة عليها، ثم عقدوا معهم اتفاقاً يقضي بعدم الاعتداء، والاكتفاء بما حصلوا عليه من أراضي. واستمروا في ممارسة نفس التكتيك القاضي بأنّهم ما أن يتحصلوا على مهاجرين جدد وأسلحة جديدة، حتى يمزقوا الاتفاق السابق مع السكان الأصليين، ويهاجمونهم طلباً للمزيد من الأراضي. وما أن يتحصلوا على الأرض التي تكفيهم حتى يعقدوا اتفاقاً أخر، ليعودوا لنقضه عند زيادة عددهم وعدتهم، إلى أن أتوا على كامل أراضي القارة وساكنيها. وفي فترات الصلح والسلام مع الهنود يوزعون عليهم هداياهم، المتمثلة في معدات ملوثة بالجراثيم ليقلصوا أعدادهم. ولم يقتصر ممارسة سياسات الإبادة الجماعية لسكان القارة المعزولة، على الآباء المؤسسين للولايات المتحدة، بل مارسها أيضاً الأسبان في جنوب القارة. ودون القس الأسباني برتولوميو دي لاس كاساس في كتابه “مذبحة الهنود الحمر”(2)، العديد من المذابح الوحشية التي أوقعها الإسبان بالسكان الأصليين في جنوب القارة المعزولة.
ولم تتوقف حملات الإبادة ضد السكان الأصليين حتى تم التخلص منهم نهائياً. حيث تتحدث الروايات عن إبادة 112 مليون إنسان ينتمون إلى أكثر من 400 أمة وشعب، كانوا يملأون أرجاء القارة الكندية “الأمريكية”، لم يبق منهم في إحصاء مطلع القرن العشرين الماضي سوى ربع مليون، كانوا ضحية حوالي ثلاثة وتسعين حرباً جرثومية، وألاف الهجمات والحروب التقليدية التي شنها المستوطنون البيض بالسلاح الناري وهو ما أدى إلى إستئصالهم من القارة. كتب القائد الإنجليزي العام اللورد جفري أمهرست عام 1736 أمرا إلى مرؤوسه الكولونيل هنري بوكيه يطلب منه أن يجري مفاوضات سلام مع الهنود الحمر، ويهديهم بطانيات مسمومة بجراثيم الجدري من أجل “استئصال هذا الجنس اللعين! “(3)
ومن بين الوقائع الصادمة والجديرة بالوقوف عندها، أنّ السلطات الأمريكية كانت تفرض التعقيم الإجباري على نساء السكان الأصليين للقارة (4) إلى غاية العام 1980 وذلك بهدف إيقاف توالدهم والحد من تزايد أعدادهم. وسندعوا سلسلة الخدائع للسكان الأصليين في القارة الكندية “الأمريكية” بالخدعة الأولى.
خطط ما بعد الاغتيال الأممي الأول:
ما أن تمكن المستوطنون من اغتيال أمم القارة الكندية “الامريكية”، حتى انقلبوا على الامبراطورية البريطانية التي أتوا منها، والتي دعمتهم بالرجال والسلاح والمؤن، وسميت خيانة المستوطنين لأمتهم وإمبراطوريتهم زوراً بحرب الاستقلال! وتصوروا معي ماذا لو قاتل المستوطنون والجنود الفرنسيين، الذين كانوا يحتلون الجزائر امبراطوريتهم الفرنسية ليستحوذوا على خيرات الجزائر، أكان يمكن للعالم أن يقبل تسميتها بحرب الاستقلال؟ إنّها الخديعة الكبرى للأمريكيين، وللامبراطورية البريطانية، وللسكان الأصليين للقارة بل وللعالم. وما أن نجحت الخديعة الثانية حتى بنى أولئك القتلة والسفاحون، الذين كان معظمهم ينتمون لعصابات الجريمة، والذين كانوا يقضون عقوبات في السجون البريطانية – قدر أحد المصادر الذين أرسلوا من السجون بحوالي 50000 سجين- والمغامرون والباحثون عن الذهب والمعادن الثمينة، فيما سموه العالم الجديد، دولة من القتلة والسفاحين، التي ما أن تمكنت من دحر جنود الامبراطورية حتى تفرغ بناتها لبناء القوة ليأتي اليوم الذي يفرغون فيه القارات الأخرى من ساكنيها. وبادروا لتوهم لاستهداف القارة الأفريقية ليحصلوا منها على العبيد والقوى المنتجة، فأرسلوا سفنهم لإصطياد السود، وشحنهم عبر سفن الموت، التي كان فيها السود يقيدون بالسلاسل في أيديهم وأرجلهم ورقابهم، ويجبرون على الأكل بأفواههم كالحيوانات، بل وتلقى أعداد منهم في البحر أحياء، أمّا بسبب المرض، أو عدم الانصياع للأوامر، أو عند تعرض السفينة للغرق بسبب تقل الحمولة، أو بسبب العواصف واضطراب البحر.
غير أنّ السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو كيف انتظر هؤلاء القتلة كل هذه الفترة قبل أن يشرعوا في إفراغ قارة أخرى من ساكنيها؟
لقد أدرك هؤلاء القتلة بأنّهم سيدفعون ثمناً باهظاً لاغتيال أمم قارة أخرى، إذا لم يمتلكوا سلاحاً نوعياً يختلف عن اسلحة تلك الأمم، كما كان دور السلاح الناري حاسماً في تمكينهم من اغتيال أمم القارة الكندية “الأمريكية”، وهو ما اكتسبوه عند حصولهم على السلاح النووي، فضربوا به بلاد النيهون “اليابان” حتى دون الحاجة إلى استخدامه، واستخدموه فقط ليقولوا للعالم: إننا سادة العالم الجدد، وإنّ الأمم التي لن تستسلم لنا سيكون مصيرها كمصير النيهونيين “اليابانيين”، غير أنّ امتلاك الاتحاد السوفيتي للسلاح النووي، حال دون أولئك القتلة والشروع في خططهم لتفريغ القارات من ساكنيها والسيطرة عليها.
الاغتيال الاقتصادي للأمم:
ساهم امتلاك الاتحاد السوفيتي للسلاح النووي، في إنقاد سكان الكوكب من مصير السكان الأصليين للقارة الكندية “الأمريكية”، وسكان هيروشيما ونجازاكي. وجعلهم يستخدمون تكتيكات أخرى سماها جون بركنز بالاغتيال الاقتصادي للأمم؛ ركزوا فيه على نهب ثروات العالم، من خلال فرض خطط اقتصادية على البلدان الأضعف تخدم الاقتصاد الأمريكي، وتمنح شركاتهم المتعددة الجنسية السيطرة المطلقة على المشروعات الاستثمارية في تلك البلدان(5). غير أنّه يسجل لحقبة الحرب الباردة ظهور تشريعات أممية تحترم سيادة الدول، وتدعوا إلى عدم التدخل في شؤونها الداخلية، وهو ما مكن بعض البلدان النامية من تسجيل معدلات نمو هائلة، وأنقذتهم من سياسات الاغتيال الاقتصادي للأمم، والتي تخللتها سياسات اغتيال الحكام الخارجين عن بيت الطاعة الأمريكي، والمعترضين على سياسات الاغتيال الاقتصادي لأممهم، وتدبير الانقلابات العسكرية ضدهم، ولعل أشهر تلك الاغتيالات: هو اغتيال عمر توريخوس رئيس بنما، وأشهر الانقلابات هو الانقلاب على أليندي رئيس تشيلي.
سياسات تعقيم سكان الكوكب:
كشف د. منير العكش أستاذ الإنسانيات واللغات الحديثة، ومدير البرنامج العربي في جامعة سفك في بوسطن في الولايات المتحدة، منير العكش، في كتابه المعنون “أمريكا والإبادات الجنسية : 400 سنة من الحروب على الفقراء والمستضعفين في الأرض(6)، عن وجود خطط أمريكية لتعقيم بعض الأمريكيين ونساء سكان 13 دولة من دول العالم الثالث خلال 25 سنة. وضعت بتوجيه من إدارة الرئيس الأمريكي جيرالد فورد، والدافع المعلن في تلك الوثيقة هو محاربة الفقر، أمّا الهدف غير المعلن فهو الحفاظ على النقاء العرقي للجنس الأبيض في الولايات المتحدة، والقضاء على النمو السكاني في العالم الثالث. كما كشف الدكتور رايمرت رافنهولت، مدير مكتب الحكومة الاتحادية للسكان التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، في العام 1977 عن تورط جامعتي واشنطن وجونز هوبكنز في وضع هذه الخطط، وعن شروع الحكومة الاتحادية في الإجراءات العملية لتطبيقه، حيث رصدت له ميزانية وحددت له الوسائل اللازمة لتعقيم ربع نساء العالم من النساء القادرات على الحمل، وهن آنذاك 570 مليون امرأة (7).
العودة إلى سياسات اغتيال الأمم والتدخل في الشؤون الداخلية للدول:
ما أن انهار الاتحاد السوفيتي حتى تجدد الحلم الأمريكي باغتيال الأمم، وهو ما دعا الليبراليين الجدد، الذين اشتهروا بتسمية المحافظين الجدد، إلى طرح فكرة: “أنّ القرن الواحد والعشرين ينبغي أن يكون قرناً أمريكياً” وهو ما يعني في بنيته السطحية: قرن السيطرة الأمريكية على العالم، وفي بنيته العميقة: قرن اغتيال ما تبقى من أمم في هذا الكوكب! وهو ما شرعت فيه النخبة المسيطرة على الجاه والمال، وصناعة القرار في الولايات المتحدة. وتتنازع صناع القرار والسياسات في واشنطون عقيدتان، فيما يتعلق بخطة اغتيال الأمم: الأولى توفير الظروف المناسبة والمسوغة للحرب على أمم الأرض، تحت شعارات الحرب على الإرهاب، أو نشر الديمقراطية، أو التدخل لأسباب إنسانية، والمسؤولية الأخلاقية للولايات المتحدة في العالم! وما إلى ذلك من المعزوفة النشاز المتسقة مع معزوفة عبء الرجل الأبيض لتمدين بقية الأمم! والعقيدة الثانية: وهي الأخطر، تتمثل في سياسات إشعال الحروب الأهلية والطائفية وتتخذ السيناريو التالي:
1- مساندة المعارضة أعلامياً وسياسياً للإنقلاب على الحكومة الشرعية بحجة كونها دكتاتورية.
2- دفعها للتحشد في الشوارع والميادين للاعتصام والمطالبة بإسقاط الحكومة المنتخبة والشرعية.
3- تدريب عناصر من المعارضة أو عملاء اللمخابرات الأمريكية على أعمال الشغب والأعمال القتالية لتحويل الصراع إلى صراع مسلح.
4- شن حرب إعلامية على الحكومة الشرعية بحجة قتلها للمدنيين وفرض عقوبات غربية ودولية على الحكومة الشرعية.
5- وما أن تصل المعارضة إلى السلطة، حتى يبحث صناع القرار والسياسات في الولايات المتحدة عن معارضين جدد تدفعهم لمقاومة السلطة الجديدة، بحجة فشلها في إدارة الدولة، لتقوم بتسليحها ودفعها لخوض حرب ضد السلطة الجديدة. وهكذا دواليك.
وهذا ما حدث في مصر وتونس، واليمن وليبيا، وهو ما يحدث اليوم في أوكرانيا وفنزويلا وكمبوديا. ودعنا نأخذ مصر كمثال: حيث دعم صنّاع القرار في الولايات المتحدة وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة، ثم تأمروا مع المعارضة والجيش فأطاحوا بالإخوان، ولم يكن ذلك من أجل سواد عيون المعارضة في مصر، بل كان ذلك لمجرد تطبيق سياسات اغتيال الأمم، والقاضي بمحاولة اعداد خط إنتاج لحرب أهلية في مصر، وهذا ما وقع؛ ذلك أنّ الإخوان لن يسكتوا على انتزاع السلطة، التي تحصلوا عليها عبر صناديق الاقتراع منهم بوسائل انقلابية وغير شرعية، ومن هناك فالأجندة لدى صنّاع القرار في الولايات المتحدة ترمي إلى إعادة إنتاج الحالة الجزائرية في مصر، على أسوى الفروض لديهم، وإعادة انتاج الحالة السورية في أحسنها، فلا تتعطل أجندة صنّاع القرار في الولايات المتحدة في اغتيال الأمم! ونذر المخططات الأمريكية تلوح في الأفق في مصر؛ فجماعة أنصار بيت القدس المعادل الموضوعي لكتائب عبد الله عزام، التي أسسها الموساد تحظى بالدعم الأمريكي والإسرائيلي/ ودعم وكلاء الحرب الخليجيين، وبدأت تعيث في أرض الكنانة قتلاً وفساداً.
وإذا انتقلنا إلى سوريا فصنّاع القرار في الولايات المتحدة نجحوا تماماً في بناء خط إنتاج لحرب أهلية وطائفية، قد تستمر لعقود. وتمكن صنّاع القرار في الولايات المتحدة من التظاهر بأنّهم يتبنون سياساتهم الظاهرة والداعمة لحق الشعب السوري في الديمقراطية، وفي دولة دستورية، ومجتمع مدني، واحترام الحريات العامة وحقوق الإنسان. بينما هم يعملون جاهدين على توفير كل الظروف الملائمة لصناعة حرب طائفية، تؤدي إلى اغتيال العرب أو شعوب جنوب شرق المتوسط. فعمل صنّاع القرار في الولايات المتحدة جاهدين على تسهيل إحضار الجهاديين إلى سوريا، وتسليحهم وتدريبهم من خلال وكلاء أعماله في الخليج السعودية وقطر والإمارات، كما حرصوا على السكوت على تدخل حزب الله، إن لم يسعوا إلى جره للمستنقع السوري، والسكوت على تدفق المتطوعين الشيعة لمساندة النظام السوري، وعلى تسليحه من قبل إيران وروسيا، وكل ما من شأنه تحقيق توازن بين طرفي النزاع، ليستمر النزاع إلى أطول أمد ممكن. وبلغة الاقتصاد كل ما يضمن عدم توقف خط انتاج الحرب الأهلية والطائفية في سوريا، من مواد خام ومواد تشغيل وطاقة وموارد بشرية وإدارة إلخ.
وبتعبير أخر فإنّ عين صناع القرار في الولايات المتحدة على ميزان القوى في النزاع الأهلي والطائفي في سوريا فإذا رجحت كفة المعارضة سارعوا إلى الحد من دعمها وأثاروا جدلاً حول مصير السلاح الذي سيمنح لها وإذا رجحت كفة النظام سارعوا إلى التهديد بتوجيه ضربات عسكرية لسوريا وهكذا, وضمن هذا الإطار يأتي رفع العقوبات عن ايران الذي يأتي من أجل أحداث توازن في تمويل الحرب في سوريا: السعودية وقطر لدعم المعارضين، وايران لتمويل ودعم الحكومة السورية. وحتى حين يلوح صنّاع القرار في الولايات المتحدة بالتدخل في الحرب الأهلية السورية، فلا يتجاوزون هدف إعادة التوازن للقوى المتنازعة في الميدان، وبما من شأنه الحيلولة دون توقف خط انتاج الحرب الأهلية والطائفية فيها. كما يعمل صنّاع القرار في الولايات المتحدة على إعادة دوران عجلة الحرب الأهلية والطائفية في العراق، واستمرار دورانها في اليمن، أو الاستعاضة عنها بحرب أهلية بين جنوب وشمال اليمن، وعلى تكرار السيناريو المصري في تونس، وليبيا أو تعزيز النزعات الانفصالية لدى أهل برقة في ليبيا، لإشعال حرب أهلية ليبية حول حقول النفط وموانيه أو حول بقاء البلد موحداً. وكافة هذه السيناريوهات ترمي إلى اغتيال شعوب المنطقة في النهاية ولا ترضى بهدف أدنى من ذلك.
دور المنظمات الدولية في تسويغ الاغتيال الأمريكي للأمم:
استخدم صناع السياسات وصناع القرار في الولايات المتحدة والغرب المنظمات الدولية في العقود التي أعقبت انهيار التوازن الدولي، وخاصة خلال فترة تولي يلتسن لرئاسة الاتحاد الروسي، استخدمتها في تسويغ وإضفاء طابع الشرعية على الأعمال العدوانية للولايات المتحدة والناتو ضد البلدان الأخرى. ففي حين كان القانون الدولي يدين التدخل في شؤون الدول الأخرى، ويؤكد على مفهوم السيادة الوطنية، كسياج يمنع الأمم القوية من غزو الأمم الضعيفة أو التدخل في شؤونها. نزعت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون إلى تقويض مفهوم السيادة الوطنية من خلال المنظمات الدولية، فمارسوا ضغوطاً مختلفة لفرض صيغة “حق التدخل لأسباب إنسانية”، بدعوى أنّ مفهوم احترام السيادة الوطنية قد تحول إلى مجرد أداة لحماية الحكام المستبدين الذين يسيئون لشعوبهم من العقاب الدولي(8).
الدور الروسي المطلوب أمريكياً:
استراتيجة اغتيال الأمم تقتضي وجود قوة منافسة للولايات المتحدة؛ ذلك إنّ إشعال فتيل النزاعات الأهلية يقتضي وجود طرفين داعمين للمتنازعين، وهو ما يجعل روسيا المعارضة للسياسات الأمريكية مطلباً أمريكياً قبل أن يكون مطلباً روسياً أو دولياً. والأمر أشبه ما يكون بحوار السادات مع إبراهيم شكري مؤسس حزب العمل في مصر، في رحلة بالقطار داخل مصر، والذي أدى إلى أن يطلب منه السادات أنّ يؤسس حزباً للمعارضة المهذبة، التي من شأن وجودها تلميع ليبرالية السادات. ولا يعني هذا القول اتهام روسيا بكونها ضالعة في الخطة الأمريكية، أو أنّها تلعب دوراً يرسمه لها صنّاع القرار في واشنطون، غير أنّ صناع القرار في أمريكا ساهموا في تضخيم دور روسيا في النزاعات الدولية، لجرها لممارسة هذا الدور، حتى مع استبعاد فكرة التنسيق المسبق معها. وهو ما دفع صناع السياسات وصناع القرار في الولايات المتحدة والغرب إلى تضخيم هذا الدور إعلامياً وسياسياً كل يوم. ولو كان صناع القرار الأمريكيين غير راضين عن الدور الروسي الجديد، لما سمحوا لبوتين أن ينشر مقالاً في أحدى كبريات الصحف الامريكية، ولشنوا حملة إعلامية شديدة على روسيا، ولصوروها على أنّها نازية جديدة أو امبراطورية شر جديدة، وما إلى ذلك من سمفونيات الحرب الإعلامية الأمريكية على الخصوم غير المرغوب فيهم.
غير أنّ السؤال الهام الذي ينبغي طرحه هنا هو ماذا لو طُبق سيناريو اسقاط الحكومات المنتخبة بالمظاهرات والاعتصامات، مع إطلاق العنان لعنف الشارع، وتلقي الدعم من الخارج، في الولايات المتحدة أو واحدة من شركائها الغربيين في تنفيذ خطة اغتيال الأمم؟
إنّهم حتماً سيرمون قادة تلك المظاهرات بالخيانة الوطنية، وستعاد الحياة لمرسوم الولاء السيئ الذكر لترومان، بل وسيطعمون للكلاب، وقد يعاد الحياة لمنظمات قامعي الإضرابات والمظاهرات، والكوكلاس كلان لتكلف باغتيال قادة تلك المظاهرات، وربما يربط بعضهم في مداخن تدفئة المنازل كما حدث لمواطن أمريكي أسود ذات يوم.
ما العمل؟:
أمام هذا الخطر المحدق بأمم العالم، فليس أمام أمم العالم غير التوحد أمام هذا الخطر، والتوقف عن إتباع سياسة القطيع في تجنب الوقوع فريسة للذئاب، والمتمثلة في طلب النجاة الفردي، الذي لن يؤدي إلاّ إلى هلاك كامل القطيع. فسياسات النائي بالنفس التي تتبعها الأمم التي لم يصلها قطار الاغتيال بعد، لم تجدِ سوريا وليبيا نفعاً حين كانتا تتفرجان على غزو العراق، ولو قاتل البلدان مع العراق لكان من الممكن أن يتردد صنّاع القرار في الولايات المتحدة في استهداف بلد عربي جديد، لكن محاولاتهم الدءوبة لنيل رضاء الذئب الأمريكي، هو ما جعلهم فريسته القادمة. ولعل بقية الدول أو بقية الأمم تعتبر من الدرسين الليبي والسوري، ليتوحدوا أمام هذا الخطر المحدق، الذي يضرب بفعل سذاجة الشعوب في سوريا وأوكرانيا وكمبوديا في ذات الوقت، وقبل أن تتعافى ضحاياه في وأفغانستان والعراق واليمن وليبيا ومصر وتونس من ضرباته القاتلة. وعلى الذين يتحالفون مع الذئب الأمريكي، أن يعوا بأنّ الذئاب لا حلفاء لهم، وإنّهم سيفترسونهم في النهاية إذا انتهوا من غيرهم، ولهم في بن علي ومبارك ومرسي خير دليل على غدر الذئب الأمريكي بالحلفاء.
الهوامش والمراجع:
أولاً الهوامش:
1. جمال لعلامي، استأصلوا هذا الجنس اللعين: إبادة 112 مليون أمريكي في حروب جرثومية، الشروق اون لاين
2. المرجع السابق.
3. المرجع السابق.
4. المرجع السابق.
5. جون بركنز، الاغتيال الاقتصادي للأمم: اعترافات قرصان اقتصادي، دار الطناني للنشر،ط 2، 2010.
6. د. منير العكش، أمريكا والإبادات الجنسية : 400 سنة من الحروب على الفقراء والمستضعفين في الأرض، دار رياض الريس للكتب والنشر، بيروت
7. المرجع السابق.
8. موسى الأشخم، التمدد الأمريكي في المنطقة العربية والإسلامية، إسلام ديلي.
المراجع:
1. جمال لعلامي، استأصلوا هذا الجنس اللعين: إبادة 112 مليون أمريكي في حروب جرثومية، الشروق اون لاين
2. جون بركنز، الاغتيال الاقتصادي للأمم: اعترافات قرصان اقتصادي، دار الطناني للنشر، ط 2، 2010.
3. د. منير العكش، أمريكا والإبادات الجنسية : 400 سنة من الحروب على الفقراء والمستضعفين في الأرض، دار رياض الريس للكتب والنشر، بيروت
4. موسى الأشخم، التمدد الأمريكي في المنطقة العربية والإسلامية، إسلام ديلي.

11 أكتوبر 2014

سيد أمين يكتب: نحو تأريخ منطقي حديث لمصر

أحيانا يقف الواحد منا حائرا وهو يفكر في المنحنيات الكبرى لتاريخنا العربي لاسيما الحديث منه , ويصل جراء ذلك إلى نتائج مرعبة نأمل أن تكون خاطئة , خاصة أن التاريخ كما هو معروف يكتبه المنتصرون , حيث صبغ تاريخنا بنكهة صناعه وهم فيما يبدو مدلسون, فلو كانت نخبة حكمنا تنتصر دوما لإرادتنا كشعب , ما صار حالنا هكذا.
فبريطانيا الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس , فجأة ودون سابق إنذار تخلى مستعمراتها في الشرق وخاصة في وطننا العربي على وقع أنفلونزا انقلابات تأخذ شكل ثورات هزلية – على غرار ربيعنا العربي الهزلي أيضا الأن - وهى الانتفاضات التى لطالما مرت بها بريطانيا طوال تاريخها الاستعماري , وسحقنها باستخدام القوة المفرطة المعروفة بها , والسؤال لماذا لم تستخدم قبضتها الحديدية المعتادة لسحق تلك الثورات بضربة واحدة كما كانت تفعل من قبل ؟ ولماذا ظلت تلك المستعمرات المتحررة وفية لبريطانيا وربيبتها أمريكا وتدين لهما بالولاء حتى الآن؟
وهل لتطبيقات النموذج الثالث من نماذج مكيافيللي في الاستعمار شأن فيما حدث ولا زلنا نتجرع كأسه المر حتى الآن حينما نصح مكيافيللي أميره بأنه لو أراد غزو بلدا ما وضمان دوام السيطرة عليه فيجب بعد احتلاله تنصيب حكاما تواليه من أهل هذا البلد يختارهم دون إرادة الأغلبية من أقليتهم بل من أحقر الناس فيهم ثم يرحل حيث سيظل هؤلاء الحكام الجدد يحتمون به من شعبهم ويسلبونه ليعطوه.
ففي مصر, ماذا كان المانع من أن يقوم الجيش البريطاني الذي يستولى على كل مقدرات البلاد , وكان يتحكم في القرار السياسي للملك, من اعتقال أو قتل كل "الضباط الأحرار" البالغ عددهم قرابة المائة ضابط ؟ وهو يدرك جيدا أن تسليحهم يكاد يكون بدائيا بالنسبة للسلاح الذي يمتلكه, وكانت كتيبة واحدة من كتائبه تكفي لإنجاز هذا الأمر, أم إن الانجليز كانت لديهم رغبة في التخلص من هذا الملك الذي كان يتوق لانتصار الألمان في الحرب العالمية الثانية لدرجة أنهم حاصروا قصره بالدبابات في نوفمبر1942 من اجل تمكين حزب الوفد الخاسر في الانتخابات والموالى لبريطانيا من تشكيل الحكومة والبرلمان بالقوة من أجل تأمين ظهرهم في مواجهة قوات القائد الألماني روميل بليبيا.
أم أن أمر تشكيل تنظيم "الضباط الأحرار" جاء في إطار التجهيز للنظام الجديد الذي تعتزم أمريكا الوريث الجدد إنشائه في مصر بعد جلاء الانجليز منها دون طلقة نار واحدة عام1954, في إطار اتفاقية أبرمت عام 1951 بين بريطانيا وأمريكا تتنازل فيها بريطانيا عن مستعمراتها القديمة لأمريكا حيث ابتكرت الأخيرة استعمارا حديثا يتماشى مع طبيعتها ومع روح عصر التقنية المتطورة خاصة في الاتصالات والمعلومات يقوم على الاحتلال من خلال التصنيع والتجهيز والتحكم الدقيق في النخب العسكرية النافذة ,كعوض عن الاستعمار التقليدي؟.
وما يعد قرينة تدعم هذا الزعم , أن مصر بعد 23 يوليو 1952كانت تتجه سياسيا نحو أمريكا وظل الأمر كذلك حتى مطلع الستينيات حيث توجه عبد الناصر بمصر شرقا نحو الاتحاد السوفيتي بعد "أزمة تمويل السد العالي" فيما قد يفسر بـأنه انقلاب حميد قاده عبد الناصر ضد الراعي الأمريكي ودفع حياته ثمنا له بعد ذلك.
ومن القرائن أيضا , انه في إطار وصم "السادات" بالتاريخ النضالي المشرف ليكون حاكما لمصر – حسب اعتقادي الشخصي - تم توجيه السادات لقتل الورقة البريطانية المحروقة "أمين عثمان" ولم يتم القبض عليه حتى قيام الثورة المزعومة , لا من الانجليز ولا الشرطة المصرية الموالية لهم , وظل يتنقل هنا وهناك دون خوف أو وجل , بل انه هذا الرجل "المطارد" راح يتعرف على جميلة الجميلات جيهان السادات ذات الأصول البريطانية ويتزوج بها رغم انه من المفترض أنه هارب من الشرطة ومن الانجليز, ورغم أنه فقير, ورغم أنه معاد للأغنياء وللانجليز والباشاوات , ورغم أنه أصلا متزوج ولديه أطفال , ورغم أنه ليس بالفتى الوسيم الذي يمكن أن يكون حلما لفتاة أرسطوقراطية كجيهان السادات.
ثم حينما ينقلب عبد الناصر على الإرادة الأمريكية يجري تصعيد السادات بشكل متسارع بين رفقائه من الضباط الأحرار حتى يصبح نائبا للرئيس عبد الناصر , وهنا يسقط عبد الناصر ميتا ويتولى السادات حكم مصر وبدلا من أن تتحرر سيناء بعد حرب 6 أكتوبر نجده سلم مصر كلها لإسرائيل في كامب ديفيد , وما تلاها وارتبط بها من التزامات حددها المفكر القومي محمد سيف الدولة في "الكتالوج الأمريكي الذي يحكم مصر" والذي يتضمن جعل سيناء رهينة دائمة لإسرائيل - وبيع القطاع العام لضمان عدم الإنفاق على الجيش , وإنشاء نظام اقتصادي موالى لأمريكا وإسرائيل من خلال المعونة التجارية الأمريكية وبرنامج صناعة الجواسيس , وصناعة مناخ سياسي يشترط في لاعبيه الاعتراف كامب ديفيد , وعزل مصر من محيطها العربي!!
ومن اللافت .. أننا نجد لجيهان السادات ومن بعدها سوزان مبارك جذور نسب بريطانية , فضلا عما يشاع - ولا ندري مدى صحته - بان للرئيس عبد الناصر جدة يهودية وأنه تربي في حارة اليهود بالجمالية قبيل سفر الأسرة للإسكندرية , ومن المعلوم أيضا أن قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي تربي أيضا في نفس الحارة وكان يسكن بجوار البيت الذي كان يسكنه شيمون بيريز رئيس وزراء إسرائيل الأسبق؟
والحقيقة ان المرء الغيور على جيش بلاده الوطني قد يجد نفسه مستاء من أن هذا الجيش لم يحقق أي انتصار حقيقي يذكر في كل معاركه , ففي حرب فلسطين عام 1948 وجد جنودنا البواسل أنفسهم يحملون أسلحة تنفجر فيهم عند إطلاقها, وكان قادة الجيش في مصر سواء أو الأردن والعراق متواطئون من أجل تحقيق النكبة وقيام دولة إسرائيل وليس العكس , وفي العدوان الثلاثي عام 1956 لم يجد المصريون في مدن خط القناة لجيش بلادهم أي وجود يذكر , حيث تركوا نهبا للعدوان الثلاثي , ولولا المقاومة الشعبية التي شكلوها هناك والموقف الروسي لسحقوا سحقا, وفي 1967 انتكس جيش مصر نكسة ما كانت تليق بتاريخها خاصة أنها تأتى من جيش دويلة عمرها 19عاما فقط , وفي أكتوبر 1973 حقق المصريون نصرا تاريخيا - تاريخيا بسبب كثرة الهزائم التي تعرضوا لها - سرعان ما سلب منهم قبيل انتهاء شهر أكتوبر ذاته , وبعد أن سلب هذا النصر حدثت عملية تسليم مصر لإسرائيل في كامب ديفيد.
وهزيمة مصر في نهاية حرب أكتوبر هو ما قاله حرفيا المشير سعد الدين الشاذلي بطل هذه الحرب وغيره الكثيرون وهو ما قاله من الناحية الأخرى الكثيرون وكان أخرهم رئيس الأركان الحالي، بيني غانتس، الذي كان رئيس الأركان الأول بعد عام 1973 حيث لم يشترك بهذه الحرب، فقد كان في المرحلة الإعدادية من دراسته أثناء نشوبها. حيث صرح بشكل قاطع قائلا: "إن حرب تشرين بدأت كوسيلة دفاعٍ لصد العدو، وتحولت، فيما بعد، إلى انتصار كبير للجنود"وهو بالتالي ما يلقي بظلال من الشك حول هذه الحرب ودور السادات فيها وفي الانتكاسات السياسية الرهيبة التي حدثت بعدها , وكذلك يطرح شكا كثيفا حول السبب الذي جعل قادة الجيش الجديد "جيش كامب ديفيد" يتخلصون من السادات وعما إذا كان هذا الفعل يأتي في إطار إنقاذ البلاد من التوغل في اتفاقية الاستسلام أم الدفع نحو مزيد من التوغل في تطبيق هذه الاتفاقية وتثبيت للمشهد على صورة كامب ديفيد لمدة ثلاثين عاما تالية؟
وفي الحقيقة التساؤلات لا تقتصر حول أركان النظام السياسي بعد 1952 فقط , ولكن تمتد أيضا لتشمل كل قادة تاريخنا المصري في مطلع القرن العشرين وما قبله بدءا من أحمد عرابي الذي اعتبره شخصيا الرمز المصري الوحيد الذي مجده التاريخ بما يستحق وان كانت ثورته "الثورة العرابية "خرجت في الأصل لمطالب فئوية خاصة بالجنود المصريين في الجيش وكانوا آنذاك قلة تمثل الطبقات الدنيا من الجيش إلا أن عرابي استطاع أن يأخذ منصبا كبيرا بسبب كونه الجندي الوحيد الذي نجا من الموت في حرب غير مبررة أرسلهم الخديوي إليها في الحبشة , لكن تلك الغضبة تطورت لتكون ثورة للدفاع عن استقلال مصر, ثم خسرت القوى الوطنية المعركة , وسقطت مصر تحت نير الاحتلال بسبب خيانة الخديوي والبدو والأجانب فضلا عن الجهل المتفشي آنذاك بين المصريين.
فخذ مثلا سعد زغلول باشا تم ترسيمه بالزعامة ليقودوا من خلاله طوائف المصريين , فالرجل الذي فوضه الطلاب للحديث باسم مصر في طلب الاستقلال بعد الحرب العالمية الأولى بعدما رأوا نفوذه عند سلطة الاحتلال وتقديرهم له , وجدناه يذهب للمفاوضات ويعود خاوي الوفاض , ولما صعد الطلاب مطالبهم بدستور جديد ينص على الاستقلال التام لمصر, وجدنا دستور 1923 الذي يعلن استقلالا اسميا لمصر دون ترجمة ذلك على ارض الواقع , وبدلا من تصاعد الحراك المنادى بتحقيق "الاستقلال التام أو الموت الزؤام" وجدنا الحراك الطلابي يكتفي بمعارك تشكيل الحكومات تحت نير الاحتلال.
كما أنني لا أفهم كيف يكون الواحد منا مناضلا بينما يكون شقيقه هو القاضي الذي لبي مطالب الاحتلال في إعدام فلاحى دنشواي ,أليس هذا الرجل تربي معه في "بيت الأمة" حتى أن هذه التسمية لبيته كانت كما وردت في عدة مصادر شعار رفعه طالب تشاجر مع طلاب آخرين أثناء اجتماع طلابي أمام منزل سعد زغلول وحينما طالبهم زغلول بالانصراف, راح الفتى يتخلص من الحرج صائحا "هذا ليس بيتك ولكنه بيت الأمة" هنا التقط زغلول وأنصاره الخيط ليكرسوا الشعار لإتمام مراسم الزعامة.
وهناك أيضا مصطفي كامل باشا ومحمد فريد باشا حيث نجد كتب التاريخ تعج بإضفاء مراسم النضال عليهما دون اى مبرر لذلك فكلاهما مع سابقهما مترفون مقربون للسلطة الحاكمة في الداخل فتكرمت عليهم بالبشوية ومقربون للاحتلال فسافروا ليناضلوا في ضيافته , وأتيح لهم من النعيم ما لم يتح لملايين من المصريين الذين ناضلوا وعانوا وماتوا في صمت , دون أن يذكر التاريخ حرفا واحدا عنهم.
و"للحديث بقية"
albaas10@gmail.com

د. مصطفى باحو : العلمانيون العرب.. إلحاد وتطرف وعنف

العلمانيون العرب ليسوا باحثين صادقين، ولا رجال فكر موضوعيين، ولا مثقفين محايدين بل هم في حقيقتهم الواضحة أصحاب مكاييل مزدوجة، فـ(أركون) الداعي لهدم الإسلام من جذوره يتغنى بالإسماعيلية والبهائية، ويمتدح الأفاق (آغا خان) الذي يقدسه الحمقى من أتباعه ويقدمون له الخمس من مالهم ليعيش عيشة مترفة وماجنة على حسابهم في الغرب، و(القمني) يعترف بأنه متقلب ويمارس التقية فيبطن غير ما يبديه! والاعتراف سيد الأدلة كما يقال.
الكتاب: العلمانيون العرب وموقفهم من الإسلام
تأليف: د.  مصطفى باحو
الناشر: المكتبة الإسلامية بالقاهرة 2012م
400 صفحة
هذا الكتاب الجيد سبقه كتاب للمؤلف نشره في عام 2011م هو: (العلمانية : المفهوم والمظاهر والأسباب) وقد نشرته صحيفة السبيل في الرباط.
ولعل الميزة الأولى له، تتمثل في أنه استند إلى 143 مرجعًا أساسيًا في القضية التي يناقشها، وهي مراجع أكثرها علمانية عربية من تصنيف كبار كهنتهم (محمد أركون، طيب تيزيني، محمد عابد الجابري، محمود سيد القمني، رفعت السعيد، فرج فودة، خليل عبد الكريم) وأخرى أقل عددًا من تأليف مخالفيهم الذين فندوا دعاواهم ودحضوها بالحجة الساطعة مثل الشيخ (يوسف القرضاوي، والدكتورين عبد الوهاب المسيري، ومحمد عمارة).
أما الدافع الذي حفز باحو على تأليف كتابه هذا، فيتجلى في المخادعات الإعلامية العلمانية فقد استفزّته تلك المحاولات لتمويه الحقائق وتزوير المحتوى الفعلي للعلمانية، وتقديمها للشخص العادي بغلاف زائف يخفي سمومها الفتاكة، فهو يُثْبِتُ بنقوله عن كهنة العلمانية العرب أن العلمانية الحقيقية ملحدة، وأنه لا يوجد علماني يؤمن بالدين إلا إذا كان يجهل العلمانية، ولذلك ترى غلاة العلمانيين ينتقدون العلمانيين الباحثين عن لقاء من نوع ما بين الإسلام والعلمانية.
فموقف العلمانية من الدين يجري التلاعب به وحجب هويته من خلال الحديث عن موقفها من التدين، وإخفاء موقفها من الدين نفسه، وكأن على الإسلام وهو صاحب الدار أن يستجدي من حفنة العملاء أن يسمحوا له بالحضور الفردي، وكأن الأصل فيه المنع كالمخدرات، بل إنهم في العمق يتسامحون مع تلك السموم باعتبارها شأنًا خاصًا وحرية فردية!
لقد نجح الكتاب في إقامة الحجة على تبعية العلمانيين الفكرية العمياء للغرب، وعلى تعصبهم واعتمادهم على الأحكام المسبقة والجاهزة، وكذلك عنفهم في مواجهة مخالفيهم وهم كذابون، فمثلاً يسعون إلى محاربة الدين لكن جبنهم يجعلهم يزعمون أنهم يعترضون على قيام دولة دينية -بالمعنى الغربي للكلمة حيث تحكم الكنيسة زاعمة العصمة لرجالاتها بالتواطؤ مع حكام يزعمون أنهم يحكمون بموجب حق إلهي- بالرغم من أن الإسلاميين بينوا بالأدلة القاطعة على أن الدولة الإسلامية ليست كذلك.
فالعلمانيون العرب ليسوا باحثين صادقين، ولا رجال فكر موضوعيين، ولا مثقفين محايدين بل هم في حقيقتهم الواضحة أصحاب مكاييل مزدوجة، فـ(أركون) الداعي لهدم الإسلام من جذوره يتغنى بالإسماعيلية والبهائية، ويمتدح الأفاق (آغا خان) الذي يقدسه الحمقى من أتباعه ويقدمون له الخمس من مالهم ليعيش عيشة مترفة وماجنة على حسابهم في الغرب، و(القمني) يعترف بأنه متقلب ويمارس التقية فيبطن غير ما يبديه! والاعتراف سيد الأدلة كما يقال.
والحقيقة أن العلمانيين العرب يتفاوتون في الدرجة والتوقيت فقط، وإلا فالهدف الوضيع واحد وإن تنوعت الأساليب من سخرية وطعن وتشويه ودعوة إلى نسف الدين وتنحيته عن الحياة.
ويسرد المؤلف هجمات رموز القوم بعضهم على بعض: أركون الجابري، علي حرب صادق جلال العظم أدونيس، حامد نصر أبو زيد، كما يوثق حقدهم على سائر علماء الأمة من رسميين وغير رسميين، سواء أكانوا موسومين بالاعتدال أم متصفين بالتشدد، فالجميع عندهم أعداء، ولذلك يُحرِّضون النظم المستبدة للقضاء عليهم، في حين يعمل أدعياء الحرية هؤلاء خَدَمًا للحكام الطواغيت، يبررون استبدادهم في عيون البسطاء باسم التقدم تارة، وتحت شعار الاستقرار تارة أخرى..
ومن النماذج التي اختارها المؤلف لبيان تهافت القوم وعوج فكرهم الببغاوي، علماني سوداني اسمه: (عبد الله أحمد النعيم) الذي يدعو إلى علمانية الدولة لا الإنسان والمجتمع، ويتباهى بالتجربة الغربية لكن ما ينقله عنها بنفسه يشهد بنقيض ادعاءاته، مثل اعترافه: "بأن فرنسا تتيح للبروتستانت واليهود تنظيم علاقة جماعته بالدولة وتمنع المسلمين منه، والدولة ملزمة بتعليم الكاثوليكية، وتسمح للبروتستانت واليهود بتوفير معلمين لدياناتهم في المدارس، وتستثني المسلمين من الأمرين معًا فلا تسمح لهم بدراسة دينهم ولا بتوفير معلمين له".
*مصطفى باحو أحد الشيوخ المغاربة السلفيين البارزين في ميدان التصنيف الشرعي بعيدا عن أضواء الإعلام و الشهرة

10 أكتوبر 2014

مجاهد المليجى يكتب: يا ملوك العرب .. اليس منكم رجل رشيد؟

العراق ضاعت وسوريا تضييع واليمن ضاعت وانتم تلهثون وراء كراسي الحكم التي تقبعون فوقها منذ عشرات السنين وسط قتل وتشريد ومعاناة عشرات الملايين من المسلمين دون ان تحركوا ساكنا ؟!!!
يا من تدعون انكم حماة السنة واهل السنة، ووانكم حماة الاسلام واهل الاسلام؛ الا تتحركون لإنقاذ عواصم عربية كانت في الزمن الماضي عواصم ومنارات لدولة الخلافة الاسلامية العتيقة .. فهذه بغداد ابتلعتها الطائفية المقيتة وعبث بمصير ملايين السنة والعرب بها العابثون .. فالقتل بالمجان على الهوية ولازال المسلسل مستمر ، وهذه دمشق التي كانت حاضرة الخلافة الاسلامية يوما ما ، دمرتها الطائفية الحاقدة وحولتها اثرا بعد عين وكل يوم يقتل المئات ولا يتحرك القابعون حول البيت الحرام ويتمسحون فيه ويدعون حملهم رسالة الاسلام الى البشرية كذباً.
وها هي صنعاء المتاخمة لقصوركم والتي تقف على مرمى حجر من بلادكم التي اختذلوها لتكون على اسم اسرة واحدة من بين مئات الاسر العريقة ببلدكم ، وان شئت فقل بلاد الحجاز .. صنعاء يبتلعها الحوثيون يوما بعد يوم .. يقتلون ويسلبون وينهبون ويطمعون في السيطرة على بلاد الحكمة كما طمع غيرهم في العواصم شقيقاتها دمشق وبغداد دون ان يقف في طريقهم احد .. فهل ينتظر آل سعود حتى تدخل عليهم عصابات الحوثي بخيلهم ورجلهم ويعبثون في بلاد الحجاز؟!!
وقبل ذلك كله هذه هي قاهرة المعز التي دوما تقود الامة الاسلامية الى الصعود والتقدم اذا ملكت حريتها ونفضت عن كاهل شعبها وابنائها وعلمائها وجنودها غبار العبودية والاستبداد والتبعية والعمالة .. وقد تطلع شعب مصر الى الخلاص واراد الله ان تكون ثورة الخامس والعشرين من يناير حتى تقود بعدها مصر الامة الى افاق التحرر والنهوض والاستقلال الحقيقي وجاء رئيسا منتخبا لمصر واعلن وقوفه مع ثورة الشعب السوري ووضع يده بيد ثوار ليبيا لكي تنهض الامة الليبية وتتخذ الحرية والدمقراطية سبيلا وفتح الخطوط مع الثورة التونسية ومدت تركيا يدها لهذه الشعوب الثائرة لكي تنعم بالحرية والديمقراطية والتقدم مع عهد جديد في ظل الربيع العربي!! .. ولكن آل سعود وتوابعهم لم يروقهم ذلك فتآمروا على مصر وشعب مصر ورئيس مصر وانفقوا عشرات المليارات لذبح المصريين وهاهم ينفقون المزيد لذبح الليبيين، كما انفقوا من قبل لذبح مليون جزائري على يد العسكر في الجزائر عقب نتيجة انتخابات 1992 التي اكتسحتها الجبهة الاسلامية بالجزائر.
وهاهم تفضحهم تسريبات الاعلام الصهيوني التي تؤكد على انهم صاروا حلفاء اسرائيل واصدقاء لها، وقد اشاد مرارا الصهيوني القاتل نتنياهو بانه خرج من الحرب الاخيرة بحلف عربي لم يعد يرى اسرائيل عدوا ( يضم السعودية والامارات والخائن الانقلابي السيسي وغيرهم) وقد تكفلوا – السعودية والامارات- بتحمل تكلفة ذبح اكثر من ثلاثة الاف فلسطيني من ابناء غزة على يد الصهاينة دون حمرة من خجل على وجوه القوم .. وهاهم اليوم يعلنون تحمل نفقات ضرب وقتل الالاف من المسلمين السنة في سوريا والعراق على يد تحالف الصليبية العالمية التي يقودها اوباما على خطى بوش الابن غير ان الاخير لم يصرح بانها حربا صليبية جديدة وان كان يمارسها برعاية حماة الاسلام من اهل السنة آل سعود وبملياراتهم في الوقت الذي لم تمس محافظة شيعية واحدة في العراق بسوء ولم يمس القاتل بشار الاسد الطائفي الدموي ونظامه كذلك بأذى.
يا حكام المملكة .. يا آل سعود لقد فضحت الاحداث تامركم على كل قيمة نبيلة، وعلى كل تعاليم الاسلام وانتم جعل الله بين ايديكم امانة لم تحافظوا عليها ولم ترعوها حق رعايتها ، واغدق عليكم من نعمه بفضل هذا البيت الطاهر وهذا الحرم الشريف من الثروات المتنوعة والاموال وفاضت الخيرات من باطن الارض ومن ظاهرها وانتم كما انتم لا تتحرك فيكم النخوة إلا في اطار الاعتداء على الاسلام وقيم الاسلام والشعوب المسلمة التي تعاني لتزيدوا معاناتهم من اجل استمراركم في كراسي الحكم ليس الا لا حرمة لدين ولا لكتاب ولا لمقدسات.
يا آل سعود انكم راس الحربة للاسف في كل ما يحاك ضد المسلمين؛ وبايديكم وملياراتكم وتأمركم تقهرون الشعوب المسلمة ، ثم تتشدقون في خطبكم الرنانة بان الاسلام دين قدس الحرية وجعلها في صدارة ما دعا اليه بني البشر ، وانه عندما جاء محمد بن عبد الله – الذي تتمسحون انتم فيه وهو برئ من افعالكم – ودعا البشرية الى الحرية .. في كل امور عيشهم ومعاشهم بكافة المجالات الاقتصاد والسياسة والاجتماع والتعليم والثقافة .. وفي كل شيء ، كما سوى بين السادة والعبيد في الوقوف امام الملك الجبار في الصلاة في صف واحد وفي الطواف لرب واحد .. وهو من قال في كتابه العزيز وعلم الانسانية كلها : { من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} فكيف لكم تنفقون المليارات من اموال الامة المسلمة للقضاء على كل معنى ايجابي وجميل تتميز به الامة المسلمة .. اليس منكم رجل رشيد يعيد التفكير في المشهد ويقف الى جانب الحق ويكف الاذى عن الشعوب المسلمة السنية على وجه الخصوص ؟!!!
يا علماء السنة انظروا الى حوزات ومراجع الشيعة الذين يتولون ادارة الدفة .. فيخططوا وينفذوا ويكتسبون القوة المذهبية وذلك نتيجة لتخاذل علماء العرب السنة في مجملهم لاسيما علماء السلطان .. فضيعتم العراق وتضيعون سوريا ومعهما مصر وستلحق بهم جميعا صنعاء وطرابلس في طريقها ومن قبلهم ضاعت لبنان ..
يا حكام المملكة واعوانكم عليكم ان تدركوا انكم لن تفلحوا وصدق الله العظيم {أن الله لا يصلح عمل المفسدين } و ستطالكم النيران التي تشعلونها هنا وهناك وستصيبكم اللعنات ودعوات اهالي المقتولين والمسجونين والمطاردين بسببكم ، وان المؤامرات التي تحيكونها والخيانات التي ترتكبونها بحق الشعوب العربية المقهورة والمظلومة والمغلوب على امرها بفعلكم سوف ينقلب سحرها عليكم .
يا حكام المملكة .. باموالكم هذه صرتم لعنة على الامة وسيعاقبكم الله على ما تفعلون .. فراجعوا انفسكم واعيدوا التفكير وبدلوا المواقف حتى يرضى عنكم رب العباد في المقام الاول، وحتى تتوقف عنكم لعنات الشعوب المقهورة التي تزدحم ابواب السماء بها موجهة اليكم بالاسم ..
يا حكام المملكة .. لازالت امامكم الفرصة سانحة ما دام فيكم عرق ينبض والتوبة يقبلها الله مالم تغرغروا .. لعل الله ان يجعل منكم من يستمع لمثل هذه النصائح او يشرح قلوب بعضكم للتصدي لمثل هذه المؤامرات حتى تتوقف عنهم اللعنات !!. لقد ترددت كثيرا في الكتابة .. ولكننا لا خير فينا ان لم نقلها .. اللهم قد بلغت .. اللهم فاشهد .

آيات العرابي: «مصر المقلوبة» من الدول النادرة حول العالم

المصدر
علقت الإعلامية آيات العرابي بشكل ساخر على الأوضاع التي تمر بها مصر الآن، من تدهور للظروف السياسية والإقتصادية، وقالت: "إن مصر الآن دولة يسير فيها كل شئ بالمقلوب"، على حد قولها.
وأضافت "العرابي" في تدوينة لها عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك"، اليوم الخميس،: "مصر هي الدولة الوحيدة التي حققت انجازاً ملموسا في اللا منطق، فهي الدولة الوحيدة في العالم التي تعتبر وجود العدو على بعد 100 كيلو متر من عاصمتها، وأسر 8 الاف من جنودها انتصارًا، وتعتبر تدمير جيشها بالكامل (نكسة) وهي الدولة الوحيدة في العالم التي اتهمت رئيسها المنتخب بالعمل لصالح جهتين معاديتين لبعضهمها بالكامل (حماس والكيان الصهيوني)"، وفقًا للتدوينة.
وتابعت: "وهي دولة تحرم على أعضاء جماعة الاخوان المسلمين تقبيل يد مرشدهم بينما تسمح قوانينها للواءات الشرطة بتقبيل يد مدير الأمن, ويسمح فيها للرُّتب الأصغر بمسح الأحذية، وهي الدولة الوحيدة في العالم التي تمتلك جيشاً تسلحه أمريكا بينما يتمكن جيشها من أسر قائد الأسطول السادس الأمريكي (من غير ما حد ياخد باله)"، كما جاء نص التدوينة.


09 أكتوبر 2014

ذ كريم بنعلي يكتب : ما قل ودل : الأزهر في بئر البترول ااا

كثير من الناس مفكرين وغير مفكرين سياسسيين و اعلاميين ، يجلدون التاريخ الاسلامي و يصبون جام انتقاداتهم على الموروث الفقهي و التاريخي لانحيازه لبعض السلاطين و الأمراء ، بل يتخذون من النصوص الشرعية مبررات لتصرفاتهم و سياساتهم بل يصولون و يجولون بين ثنايا الكتب الحديثية ليتصيدوا أحاديث ضعيفة أو واهية لتكون منطلقا لرفع الحرج عن ظلم السلاطين وجورهم ، بل يفتون لقتل الشعوب التواقة للحرية التي تعد مقصدا أساسيا من مقاصد الشريعة الاسلامية و أساسا من أسس التوحيد الذي هو عبادة الله وحده .
واليوم يطلع علينا الأزهر الشريف بفتاوى من علماء ينتسبون لهذه المؤسسة الدينية العريقة الذين نجهل نسبتهم للعلم و المعرفة بفتاوى أقل ما يقال عنها فتانة ، تزرع بين الأمة الشقاق و الخلاف ، و تؤسس لوضع مأساوي ملامحه ظاهرة في الأفق ، وتحاول تكرار تاريخا لا زالت الأمة تعيش أخطاءه ، ولا زالت الشعوب تتهمه .
فماذا تقول اذن الأجيال القادمة عن الأزهر و علمائه ؟ ماذا تقول عن اصطفافه مع الانقلاب و اغتصاب السلطة ؟ هل يبرر تصرفه بحقن دماء المسلمين أم بدرء الفتنة ؟ ألا في الفتنة سقطوا و لدماء المسلمين استباحوا و لتقسيم الشعوب باركوا و لبيع الأقصى وافقوا و تطاولوا على دول عريقة أحبت الاسلام و احتضنت دعوته و جاهدت من أجله و خرجت علماء فطاحل يشهد لهم التاريخ و المكان ( ابن رشد ، ابن حزم ، ابن عبد البر ، الباجي … وغيرهم كثر لا يتسع المقام لعدهم ولا تكفينا مقالة لتدوين أسمائهم ) هؤلاء أناروا مغربنا و مشرقنا بنور العلم و المعرفة و لازالوا الى يومنا هذا …
ألا تجلد هذه الأجيال القادمة حاضرنا و تحمله مسؤولية تخلفنا و تتهم فتاوانا ” الأزهرية ” بالخائنة و المخدرة للشعوب ، ألا تتهم الاسلام العظيم بهذه الفتاوى ؟
ألا تلعن الأجيال القادمة هذه الفتاوى المنتنة ، ألا يخاف هؤلاء المفتون ، الموقعون عن الله من رب العالمين ، أي أرض تأويهم و أي سماء تظلهم بعد التوقيع عن الله عز وجل تحت سلطة البترول و الدرهم و الدينار .
على علماء الاسلام الربانيين الخروج الى العلن و تسجيل مواقفهم و ابداء آرائهم نصرة للفتوى الشرعية و دفاعا عن الفقه و مؤسسة الفقه و الحفاظ على هيبتها حماية للشريعة الاسلامية من هؤلاء الفتانين الذين لا أراهم سوى أن سقطوا في آبار البترول …

رأي القدس: اقتحام الاقصى: وماذا عن «الداعشية الصهيونية»؟

في حلقة جديدة من عدوانها المستمر على المسجد الاقصى، اقتحمت قوات اسرائيلية امس باحة الحرم القدسي الشريف، واعتدت بالقنابل والرصاص على المصلين داخله، ما اسفر عن اصابة 17 فلسطينيا. 
مرة اخرى، دنست احذية جنود الاحتلال الصهيوني مسرى الرسول الكريم، اولى القبلتين، ثالث الحرمين، واحد اهم المقدسات الاسلامية، في استفزاز مباشر لمشاعر مليار وثلاثمئة مليون مسلم حول العالم.
وعلى الرغم من ان الانتهاكات الصهيونية للمسجد الاسير لا تكاد تتوقف، فان هذا الاعتداء غير المسبوق في همجيته، يبدو مقصودا في توقيته، الذي يستهدف الافادة من اجواء دولية مشحونة ضد المسلمين عامة وجماعات التطرف الاسلامي بشكل خاص، اثمرت تحالفا دوليا يشن حربا واسعة في العراق وسوريا. 
بكلمات اخرى فان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قرر ان يصيد في المياه العكرة، ليفرض واقعا جديدا من الهيمنة على المقدسات الاسلامية التي تمثل عائقا اساسيا امام استكمال تهويد القدس المحتلة، وهو ما دفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى التحذير من ان «هذه التصرفات الاسرائيلية تحاول ان تجعل الصراع هنا صراعا دينيا وهي تعرف ونحن نعرف والعالم يعرف خطورة استعمال الدين في الصراعات السياسية» حسب تعبيره.
لكن الواقع اثبت فيما يبدو ان نتنياهو كان محقا، حيث لم تتحرك حكومات ما يسمى بـ «العالم الحر» التي طالما ملأت الدنيا ضجيجا عند اي انتهاك لحرية الاعتقاد او التعبد في البلاد الاسلامية. 
بل ان دولا عربية مثل مصر والاردن اكتفت بـ «ادانات خجولة» تبدو اقرب الى «التواطؤ» مع تلك الانتهاكات، منها الى التنبه لخطورة استمرارها.
أما اغلب الدول العربية والاسلامية فاعتبرت انها غير معنية بشكل مباشر بما جرى فقررت اللجوء الى «الصمت الرهيب والمريب ايضا».
وجاء العدوان الاسرائيلي الجديد في مناسبة «عيد العرش اليهودي»، مستخدما قطعان المستوطنين المتطرفين في اقتحام الحرم القدسي، ما يطرح ربما من دون قصد، اسئلة بديهية مثل: أليس ما حدث دليلا على ان الاحتلال الصهيوني المستند الى عقيدة دينية متطرفة يمثل احدى ابشع الصور «الداعشية» التي يتغاضى العالم عنها منذ عقود طويلة؟
أليس ما يحدث في القدس المحتلة اليوم من انتهاكات واستيطان مجرد استمرار لممارسات «الداعشية الصهيونية» التي ذبحت بلدا عريقا اسمه فلسطين كان مهدا للحضارات والاديان، ثم شردت شعبه؟ بل اليست الصهيونية، بجوهرها الاقصائي العدمي الدموي المستند الى التطرف الديني، احد ابشع صور «الداعشية» واقدمها في العالم اليوم؟
ومن المفارقة ان الرئيس الامريكي باراك اوباما اشار في بعض تصريحاته على هامش اجتماعات الامم المتحدة مؤخرا الى ضرورة «محاربة التطرف الديني والايديولوجي بكافة اشكاله»، لكن هذا الكلام يبقى مجرد كلام عندما يتعلق الامر بالتطرف بل والارهاب الصهيوني. ولعل خطة التوسع الاستيطاني الاخيرة في القدس المحتلة دليل على ذلك، اذ لم يقبل نتنياهو الموقف الامريكي المعارض للخطة، واعتبر انه «يتعارض مع القيم الامريكية» في تعليق يلامس حدود «الردح الدبلوماسي» للادارة الامريكية التي لم تجرؤ على الرد بترجمة حرف واحد من تصريحاتها الى اجراء عملي.
ان «محاربة الارهاب» لا يمكن ان تكون ناجحة او صادقة الا اذا كانت شاملة بلا انتقائية لاسباب دينية او سياسية.
وفي عالم مثالي، ربما كان يجب ان نتوقع من الدول العربية المنضوية تحت لواء التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش، ان تربط استمرار مشاركتها في الحرب، التي قال ليون بانيتا وزير الدفاع الامريكي السابق انها قد تستمر ثلاثين عاما، باجراءات عملية لمواجهة «الداعشية الصهيونية» بما يؤدي الى انهاء الاحتلال ضمن تسوية عادلة للقضية الفلسطينية. الا ان العالم العربي يعيش حالة تاريخية من الفوضى قد لا تنتهي الا بعد ان تتغير خرائط، وتسقط أنظمة، وتزول دول وحدود. وهذه توفر بيئة خصبة لظهور مزيد من «الدواعش»، ما قد يزيد الحريق اشتعالا. وهو ما يصب في مصلحة اسرائيل.
لكن، وفي النهاية، فان اي خطأ في الحسابات قد يقلب السحر على الساحر، فقد بلغ السيل الزبى، وقد لا يمكن للعرب والمسلمين السكوت الى الابد عن كل هذه الاهانات والاستفزازات الصهيونية- الداعشية.

علماء وشخصيات أردنية يرفضون ''الحملة الأمريكية'' على تنظيم الدولة الاسلامية

أصدر مجموعة من العلماء الشرعيين والشخصيات في الأردن بياناً موقعاً بأسمائهم يرفضون فيه الحملة الدولية التي تقودها أمريكا في المنطقة، واعتبروها حملة على الإسلام وحق شعوب المنطقة في العيش الحر الكريم تحت ستار محاربة تنظيم الدولة.
وحَّرم البيان التعاون مع هذه الحملة بأي شكل من أشكال التعاون، وأكد على الوقوف إلى جانب الشعبين السوري والعراقي في محنتهم. ويلاحظ أن الموقعين من خلفيات فكرية واتجاهات متنوعة.
وفيما يلي نص البيان:
بيانٌ صادرٌ عن مجموعةٍ من العلماء والدعاة والشخصيات في الأردن بشأنِ الحلف الدولي
(يا أيُّها الذينَ آمنوا كونوا قوَّامينَ للهِ شُهَداءَ بالقِسْطِ).
.إحقاقاً للحق وأداء لأمانة العلم والدعوة، فهذا بيان لتبيين الموقف الشرعي من الحلف الدولي الذي تقوده أمريكا في المنطقة:
لقد رأت الدولُ الغربيةُ بأمِّ عينِها جرائمَ النظامِ السوريّ والميليشياتِ الطائفيةِ المواليةِ له من قتلٍ وتعذيبٍ إجراميٍّ وتحريقٍ واغتصابٍ وتغييبٍ في سراديبِ السجونِ وتشريدٍ وقصفٍ ودمارٍ، وغرقٍ للمهاجرين من سوريا في البحار..رأت ذلك كلَّه وسكتتْ عنه، بل ودعَمتْهُ بشكلٍ مباشرٍ وغيرِ مباشرٍ عَبرَ السنواتِ الثلاثةِ والنصف الماضية. ورأت مثلَ ذلك يحصلُ لأهلِ السنَّةِ في العراقِ بعدَما مكَّنَت فيه للحُكم الطائفيّ.
وبعد هذا كله جاءت الدولُ الغربيةُ لتتدخلَ في المنطقة، فادَّعت بدايةً أنَّ حملتَها هي ضدّ (تنظيم الدولة)، متغافلةً تمامًا عن أصلِ المشكلةِ وهو إجرامُ الأنظِمَةِ الطائفيةِ في حقِّ المسلمينَ العُزَّل.
ثمَّ إذا بهذهِ الحملةِ لا تزيدُ الشعبينِ السوريّ والعراقيّ إلا دمارًا وآلاماً، فتقصفُ العديدَ من الفصائلِ السُنّية، وتضعُ أخرى على لائِحَةِ الإرهابِ تمهيدًا لمُحارَبَتها، بل وتقتلُ العشراتِ من المدنيينَ العُزَّل وتهدم بيوتهم، متيحةً المجالَ للنظامَينِ الطائفيَّينِ لمُعاوَدَةِ احتلالِ المناطقِ المقصوفةِ ومُمارَسَةِ الفظائِعِ فيها من جديد. حتى أنَّ النظامينِ الطائفيَّينِ رحَّبا بغاراتِ أمريكا وتحالُفِها واعتَبرا أنَّهما يقفانَ في خندَقٍ واحدٍ معَهم ضِدَّ "الإرهاب".
وخرَجت المسألةُ عن حَربِ "الإرهاب" بالتعريفِ الأمريكيّ إلى مُحارَبَةِ المُقاتلينَ السُّنَّةَ عموما ممَّن لم يرتَبِطوا بأجنداتِ أمريكا، فقد نشَرَت أشهَرُ صحُفِها (نيويورك تايمز) في صفحَتِها الأولى يومَ الأربعاءِ الموافقِ 24-9-2014 عنوانا جاء فيه: (الضرَباتُ الجويةُ لأمريكا وحلفائِها تصيبُ الميليشيا السنيَّة)!
بل وترافَقَ مع ذلك تصريحُ الرئيسِ الأمريكيّ بأنَّهُ لن يتسامَحَ مع رجالِ الدين الذين يدعونَ للكراهيةِ ضدَّ الأديانِ الأخرى! في إشارَةٍ واضِحَةٍ إلى أنَّ أهدافَ الحملةِ خرجَتْ عن مواجهةِ المجموعاتِ المُسلَّحَةِ إلى مُحارَبةِ الهويَّةِ الإسلاميَّةِ التي تقِفُ في وَجهِ سياساتِ أمريكا وأطماعِها في المنطقة، وكلِّ مَن يُريدُ لبلادِهِ الانعِتاقَ من التبَعيَّةِ للغربِ المستَعبِدِ للمسلمين.
كما ضربت الحملةُ ثرواتٍ يحتاجها الناس في معاشهم من صوامعَ للحبوب ومنشآت الغاز وآبار النفط، مما يهدد بكارثة إنسانية على مستوى شعبي البلدين.
و حرِصَ الغربُ في هذا كلِّهِ على إدخالِ جيوشٍ من بلادٍ سُنيةٍ في الحلفِ للتغطيةِ على حقيقةِ أنَّها حربٌ على الإسلامِ وعلى حقِّ الشعوبِ في العيشِ الحُرّ الكريم، و حتى تتحمل هذه الجيوشُ أضرارَ أية حرب برية محتملة.
وعليه، فنحنُ نرى هذهِ الحملةَ التي قادَتْها أمريكا هي في حقيقتِها ضدَّ الإسلام، واتخَذَتْ من مُحارَبَةِ تنظيمِ الدولةِ سِتارًا ومُبَرّرًا لها، ونعلِنُ رفضَنا التامَّ للتدَخُّلِ الدوليّ، وأنه تحرُمُ المشارَكةِ فيه وإعانَتُه بأيِّ شَكلٍ من أشكالِ الإعانة، ونُكبِرُ مَوقِفَ الهيئاتِ الشرعيةِ والفعالياتِ التي رَفَضَتْ تلكَ الحملَة.
ولا يزايدْ علينا أحدٌ في الحرص على أمن البلاد، فإنا نحرص على ألا تراقَ دماءٌ معصومةٌ بأي وجه، لكن هذا لا يكون بمساندة الغرب في حربه التي بيَّنَّا حالها.
مع تأكيدنا على أنَّ هذا كلَّهُ لا يعني إقرارَنا لمَسلَكِ تنظيمِ الدولة، وإنَّما يمنَعُنا من تفصيلِ موقِفِنا منه في هذا المَقامِ خشيةُ استغلالهِ لحَرفِ بيانِنا عن مقصودِهِ زيادةً في تَسويغِ الحربِ على الإسلامِ بحُجَّةِ ذلك التنظيم.
كما أننا نُقِرُّ بحقِّ المسلمينَ في الدفاعِ عن أنفُسِهِم ضدَّ ظُلمِ أيَّةِ جِهَةٍ ولو كانَت من المسلمين، لكن هذا الدفاعَ يجبُ أن ينبَعَ في النهايةِ من داخِلِ صفِّ المسلمين وبالضوابطِ الشرعيةِ لدَفْعِ الصائِلِ المُسلم، لا مِن جِهَةِ النظامِ الدوليّ الذي أثبَتَ بوضوحٍ أنَّهُ لا يتَدَخَّلُ إلا لِيَزيدَ من مُعاناةِ المسلمين!
وندعو كلَّ مَن سارَعَ من قبلُ إلى الغلو والتخوينِ واستباحَةِ دماءِ المسلمين بالظنونِ والشُّبُهاتِ أن يتأمَّلَ حالَ الفصائِلِ التي خَوَّنَها وأساء الظن بها، فها هيَ اليومَ ترفُضُ الانضمامَ لِلحَمْلَةِ الدوليةِ على الإسلام، حتى أصبَحَتْ أمريكا تبحثُ عن عناصِرَ تُدَرِّبُهم بَدَلاً منها، أفلا يكونُ هذا مَدعاةً إلى مُراجَعةِ النفسِ والتوبَةِ إلى اللهِ من رَمي المسلمينَ بما ليسَ فيهم وإلى كفِّ اليد عنهم؟
ختامًا نؤكِّدُ أن هذه الحملة لا يستفيد منها إلا الغرب والنظامُ الإيراني بمشروعه الطائفي والكيانُ الصهيوني الذي يجري العمل على توفيرِ محيطٍ آمنٍ له من بلاد محطمة منهكة، ونُذَكِّر أن الغرب الذي يدعي الإنسانيةَ لم يتحرك لإنقاذ مسلمي بورما وغزة وإفريقيا الوسطى، ولا لوقْفِ انتهاكات الصهاينة بحق المسجد الأقصى. ونؤكد على الوقوفِ إلى جانبِ إخوانِنا وأخواتِنا في الشامِ والعراقِ في مِحنَتِهِم، التي هيَ في المُحَصِّلَةِ مِحنَةٌ للإسلامِ وأهلِه.
نسألُ اللهَ عزَّ وجَلَّ أن يلطُفَ بالمسلمين وأن ينصُرَهُم على أعدائِهِم ويكُفَّ عنهُم مَكرَهُم بمَنّهِ وكَرَمِه.
الموقعون على هذا البيان:
د. صلاح عبد الفتاح الخالدي - دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن
الشيخ إبراهيم أحمد العسعس
أ. د. مروان إبراهيم القيسي - أستاذ العقيدة والدراسات الإسلامية في جامعة اليرموك سابقاً
د. أحمد عيسى البلاسمة - نقيب الصيادلة الأردنيين
د. جمال بن محمد الباشا – دكتوراه السياسة الشرعية، عضو رابطة علماء أهل السنة
الشيخ أسامة فتحي أبو بكر – عضو رابطة علماء أهل السنة
د. إياد عبد الحافظ قنيبي – داعية وأستاذ جامعي في مجال الصيدلة
د. عبادة عقاب عواد - دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن، جامعة اليرموك
د. محمد بن يوسف الجوراني – دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن، عضو رابطة علماء أهل السنة
د. محمد محمود الطرايرة – دكتوراه في الفقه الإسلامي وأصوله
الاستاذ وائل علي البتيري – كاتب وصحفي
د. أحمد سليمان الرقب – أستاذ التفسير وعلوم القرآن
د. إياد عبد الحميد نمر – أستاذ الفقه وأصوله
د. عبد السلام عطوه الفندي – أستاذ الحديث وعلومه
الشيخ أحمد ضيف الله الحنيطي – خطيب وإمام
د. ماجد أمين العمري – دكتوراه في الفقه وأصوله
الشيخ حسين سالم حمدان بني صخر
الشيخ أحمد محمد برهوم ماجستير الحديث وعلومه، عضو اتحاد علماء المسلمين
هيثم عبد الغفور الرفاعي – ماجستير حديث
الشيخ جمال محمود أبو خديجة – خطيب وإمام
الشيخ عبد الله محمد عيد – خطيب وإمام
ناصر عودة سليمان الدعجة – ماجستير في التفسير وعلوم القرآن
د. مأمون فلاح الخليل – دكتوراه في الحديث الشريف، عضو الهيئة العامة جمعية الحديث
د. عماد الدين بن محمود – دكتوراه في تفسير القرآن
الشيخ إبراهيم أدرياتيك زائماي (من ألبانيا) - ماجستير الشريعة والقضاء الشرعي 

نبيل عودة يكتب: العنصريون عابرون واللغة العربية باقية

اللغة العربية ليست في محنة، الدليل على ذلك الجنون العنصري لليمين الفاشي في إسرائيل، كلما ازداد التحريض ضد كل ما هو عربي تنكشف حقائق النظام العنصري أبعد وأعمق.
من البداية كنت على قناعة إن اللغة العربية لا تشكل مجرد لغة رسمية ثانية في إسرائيل، إنما تشكل هوية قومية لوجود أقلية قومية لم ينجح الإرهاب الصهيوني بإلحاقها ببقية شعبها المشرد. صحيح ان إقرار اللغة العربية جاء مع "استقلال" إسرائيل وربما كان يهدف إلى إظهار الوجه الديمقراطي للدولة الجديدة من جهة، ومن جهة أخرى فرض نظام حكم عسكري امبريالي من مخلفات قوانين الانتداب الاستعماري البريطاني على الأقلية العربية، شمل كل مجالات حياتها بما في ذلك حرية التنقل والعمل.
كانت كتب التعليم تخضع لمراقبة المخابرات. مستوى النصوص لا يمتُّ بصِلة لأية فكرة إنسانية ولا أقول وطنية، ما زلت اذكر جملة في كتاب تعليم قراءة عربية: "نبت العشب على الدرج" هذا هو المستوى التعليمي الذي ساد مدارسنا وقس عليه سائر المواضيع، ضمن إرهاب المعلمين وفصل كل معلم وطني او يتجاوز الرقابة العسكرية على مواد التعليم.
في تلك السنوات كان ما يسمى "القسم العربي" (عمليا قسم الحكم العسكري) في وزارة المعارف تحت إدارة المخابرات (او "الشين بيت" بالأسم الدارج وهو اول حرفين من كلمتين عبريتين- שירות בטחון - الخدمات الأمنية) مسؤول عن تعيين المعلمين. حتى الوظائف في القطاع العام أو الخاص تحتاج إلى موافقة المخابرات أو الحكم العسكري الذي يدير الشؤون العربية.
فرض علينا حصارا ثقافيا ورقابة على المطبوعات. كانت الكتب العربية نادرة جدا، ولا يطبع كتاب إلا بعد إن يمر على الرقابة العسكرية. كانت محاولة لقطعنا عن جذور لغتنا وانتمائنا القومي. اللغة العربية رسمية شكلا.
في تلك السنوات العجاف ثقافيا لعب الحزب الشيوعي دورا تثقيفيا يحتاج إلى دراسة تقييميه خاصة. كانت صحافته نافذتنا الوحيدة على الثقافة العربية والإنسانية. ليس صدفة أن جميع الأسماء الأدبية المرموقة في ثقافتنا صلب عودها وأرست جذور ثقافتنا العربية عبر صحافة الحزب الشيوعي. بل وأميل إلى خلق اصطلاح "أدباء التيار الشيوعي" – وليس شرطا المنتمين فقط لهذا التيار أو للفكر الشيوعي- إنما القصد التيار الأدبي الذي تثقف ونما في أحضان الصحافة الشيوعية، بغياب أي صحافة وطنية، وبوجود صحيفة يومية هي صحيفة مكتب رئيس الحكومة الذي قال مستشاره (لوبراني) في تلك الأيام انه يريد تحويل العرب "الى حطابين وسقاة ماء" لذا لا ضرورة لتقييمها لأنها ما دون الصفر فيما قدمته لمجتمعنا وثقافتنا وانتمائنا الوطني وإعادة هيكلة مجتمعنا المدني. الصحافة الشيوعية لعبت بالأساس دورا وطنيا قوميا بإعادة اللحمة للبقية الباقية في وطنها وإعادة بناء المؤسسات الوطنية والعامة، ورؤيتها بالثقافة سلاحا هاما في تكوين وصيانة الشخصية القومية التي واجهت المستحيل وتجاوزته. تماما كما انتشر اصطلاح "أدباء المهجر" لتمييزهم عن سائر الأدباء، بسبب الدور الثقافي الذي ميزهم وميز جهودهم بتحديث اللغة العربية والمساهمة بإنقاذها من التتريك والتفكك.
حين اذكر ذلك إنما أسجل حقيقة ثقافية تاريخية وطنية وليس ترويجا لرؤية سياسية لحزب ما، رغم أن قناعتي ما زالت أن سياسة الحزب الشيوعي هي المؤهلة أكثر من غيرها للتعبير عن واقع الجماهير العربية ومطالبها بالمساواة في الحقوق وحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي بما يضمن الحقوق القومية للشعب الفلسطيني وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة.
إذن هناك أسباب للرعب من اللغة العربية.
النظام الإسرائيلي الصهيوني في تطبيقاته السياسية يواظب على سياسة تجاهل وجود قومية عربية، أو أقلية قومية داخل الخط الأخضر (دولة إسرائيل) يقسمنا إلى طوائف وأجزاء طوائف، بل ورئيس الحكومة نتنياهو لا يلفظ تعبير "العرب" عند الحديث عن المواطنين في إسرائيل، استبدل ذلك بصيغة عنصرية "غير اليهود".. اجل هناك وباء عنصري اسمه "اليهود وغير اليهود" برع فيه بيبي نتنياهو. الصيغة الدارجة عند الحديث عن الأقلية القومية العربية هي "المسلمين، المسيحيين، الدروز والبدو" لماذا أخرجوا البدو من إطار المسلمين؟ طبعا هناك سياسة لفصلهم عن بقية شعبهم أسوة بما يجري مع أبناء الطائفة المعروفية الدرزية. في الفترة الأخيرة ينشط كاهن مسيحي لدقّ أسافين الفصل بين المسيحيين والمسلمين لكنه لن يدقّ إلا أسافين عزله واحتقاره.
ما علاقة ذلك بقانون إلغاء مكانة اللغة العربية؟
لا شيء يبدأ من الصفر. اللغة العربية باتت تقلق اليمين. الأدب العربي داخل إسرائيل لم يتطور كما خطط له بغرف المخابرات. الثقافة هي القاعدة المادية القوية التي لا تتأثر بالمتغيرات السياسية والأبرتهايد ضد أقلية قومية. لهذه الثقافة لغة خلقت أجواء من التحدي نثرا وشعرا. هذا لا يتمشّى مع فكر إنشاء وطن قومي يهودي في ارض "بلا سكان لسكان بلا أرض". الثقافة العربية الفلسطينية داخل إسرائيل ارتبطت بالأرض والدفاع عنها. حتى المصادرات لم تردع ثقافتنا من ارتباطها بأرض الوطن. إذن خرافة "سكان بلا ارض سقطت". الأرض لها هوية حتى لو صودرت ليسكنها مائير كهانا وسوائبه. الأرض لها لغتها الأم التي تقلق الإعلام الإسرائيلي الرسمي فيقوم بسرقة الأسماء وتهويدها وسرقة حتى القبور وتهويدها وتشويه التسميات العربية للأماكن لخلق وهم توراتي نقضه حتى الباحثين اليهود (راجعوا كتاب "التوراة مكشوفة على حقيقتها" لباحثان يهوديان، حيث اثبتوا بطلان أية علاقة بين قصص التوراة والحقائق التاريخية والجغرافية لأرض الميعاد- الكتاب منشور بالانترنت – صدر بالعبرية تحت اسم – בראשית ישראל).
اللغة العربية تعكس للعالم صورة مختلفة عن الواقع السياسي والاجتماعي للديمقراطية الإسرائيلية. ليس فقط في المناطق المحتلة أو شبه المحتلة أو المحاصرة، إنما تشمل أيضا الممارسات العنصرية والتمييز القومي ضد الأقلية القومية العربية داخل الحدود التي أصبحت متفق عليها بأنها لدولة إسرائيل، رغم أن القانون يفترض المساواة، بل وهناك قرارات للمحكمة العليا ترفض التمييز بكل صوره وأشكاله، لكن المؤسسة تمارس التمييز بدون رادع، اليوم وصلنا للغة العربية، بوهم ان إخراجها من تعريفها القانوني كلغة ثانية معترف بها سيغير الواقع.
من الواضح ان اللغة القومية (العربية في حالتنا) هي لغة شعب وليست لغة طوائف أو "غير يهود" حسب تعبير رئيس الحكومة.
ان مكانة اللغة العربية لا تتعلق بأي قانون عنصري. من الواضح ان وجود مجمع للغة العربية بات يثقل على ضمائرهم العنصرية، يقلّصون الميزانية المخصصة له بهدف شل نشاطاته، الان مع اقتراح قانون ابرتهايدي جديد ضد لغة الأقلية القومية العربية سيلغون مجمع اللغة العربية الذي يقوم بنشاطات تثقيفية ولغوية هامة جدا لا تتمشى مع سياسة المؤسسة العنصرية الحاكمة في إسرائيل.
هناك جانب آخر ليس أقل أهمية، اللغة العبرية ستبقى لغة محلية وليس لغة شرق أوسطية، لا فرصة أمام العبرية لتتجاوز محليتها، بينما اللغة العربية هي لغة شرق أوسطية ولها الفرص الواسعة لتصبح لغة عالمية، بل هي اليوم لغة عالمية ومحطّ اهتمام كبير في الجامعات العالمية، ليس بسبب العدد الكبير للعرب (350 مليون) إنما لقيمتها الثقافية وما شكله العرب من انجازات علمية وحضارية في التاريخ الإنساني، حتى التنوير الأوربي ينسب للمفكر العربي ابن رشد، وان لا ننسى ان اللغة العبرية عادت إلى الحياة في أحضان اللغة العربية..
فقط الولد العاق يتبرأ من والده!!

ذ.عبد الله بوفيم يكتب: بوجلود تشويه لعيد المسلمين

مدير صحيفة الوحدة المغربية
برز مؤخرا من يدعون لنشر ثقافة بوجلود والتي هي في الأصل نشاط خاص وخالص ليهود المغرب في ملاحاتهم أيام عيد الأضحى, حيث يقاومون فرحة المسلمين بعيد الأضحى والذي يلبس فيه المسلمين أجمل ما لديهم من الثياب ويتعطرون بأجود أنواع العطور.
الجديد في تقليد بوجلود هو خروجه من ملاحات اليهود المغاربة للأحياء الشعبية في المدن العتيقة ثم إلى الأحياء الراقية فالشوارع المهمة في المدن, وحاليا وجد من يعتبر بوجلود ثقافة وتراثا مغربيا خالصا والحال أنه تراث خاص باليهود المغاربة في أيام عيد الأضحى ليشكل فعلا مضادا لفرحة المسلمين.
وقد تناسل بوجلود وتوسع حتى أصبح ما يسمى هيلولة والتي يقام لها مهرجان في مدينة تيزنيت حيث يخرج الشباب في حالة كارتية بحق والمزامير والجلود والوجوه المشوهة والكلمات العبرية والموسيقى العبرية هي التي تردد والشعارات أيضا هي المسيطرة.
البعض يحاول أن يصور المغرب وكأنه شعب يهودي بامتياز حتى أن الكثير من شعوب العالم يعتبرون المغاربة يهودا بنسبة كبيرة والسبب هو أن إعلامنا ألا وطني غالى في الترويج لتراث اليهود وصوره للعالم وكان تراث الشعب المغربي عامة والحال أن العديد من الطقوس المحرفة والمشوهة هي في الأصل تراث خاص باليهود المغاربة داخل ملاحاتهم سابقا ولم يكن مسموحا بها خارج الملاحات.
لكن ومع تناقص عدد اليهود في المغرب وبنسبة جد مهمة وبقاء عدد قليل وفي كل مدينة فقد أصبحوا يجندون بعض الشباب ليقوموا بتلك الطقوس المحرفة مقابل مبالغ مالية سعيا منهم لنشر تلك الطقوس المحرفة والمشوهة والتي تتعارض كل التعارض مع ديننا الحنيف وخاصة في أيام عظيمة عند الله عز وجل كيوم عيد الأضحى ويوم عيد الفطر ويوم عاشورا وغيره من أيام دينية مهمة لدينا نحن المسلمين.
ومن سلوكيات من سموه بوجلود هو أنه يبتز المواطنين عنوة تحت التهديد بالضرب حتى سلك اللصوص والمجرمون ذلك السبيل فأصبح المجرمون أيام عيد الأضحى التي يفرح فيها المسلمون, يشكلون عصابات لابتزاز المواطنين نساء ورجالا وأصبحت أيام الفرح أيام نحس وتحرش وتعاسة, وأيام الجمال والنقاء والصفاء أيام العفن والإجرام والتحرش.
البعض ممن يسمون أنفسهم جمعويين يسعون لنشر ذلك التحريف وتشجيعه إمعانا منهم في تشويه عيد المسلمين والحط من قيمته وشارك الإعلام ألا وطني في ذلك حتى أصبحت جمهرة بوجلود والتي تجند لها مبالغ مالية ضخمة وتغطية إعلامية مهمة, أصبحت تغلب على صلاة العيد وخطبة العيد.
إنه الحرب على الدين الإسلامي في شعب مسلم بنسبة مائة في المائة, وانتكاس للوراء ونشر وتشجيع لطقوس يهود المغرب والتي كانت تختفي خلف أسوار الملاحات وأخرجت لتخريب مقومات ديننا الإسلامي.
الاعلام العالمي الصهيوني يصور الشعب المغربي على أنه شعب الهمج الرعاع, شعب متخلف يلبس الجلود في أعظم أيام السنة لدى المسلمين فيرانا مسلمو العالم وكأننا شعب لم نعرف الحضارة والتاريخ بعد وصنفونا ضمن شعوب المايا أو أشباهها من شعوب مغاوير إفريقيا الذين يلبسون الجلود على حالها.
إن شعب المغرب هو الشعب المسلم وبنسبة 99 في المائة, إنه الشعب الوحيد في العالم الذي لا يشكل فيه غير المسلمين وبكل أنواعهم إلا واحدا في المائة, شعب المليون حافظ لكتاب الله, شعب الفتوحات, شعب العظماء, شعب الحاضرة والتاريخ, شعب نشر دين الإسلام وما يزال ينشره وفي كل أصقاع العالم.
نحن الشعب العريق في التاريخ والحضارة, شعب أقبل على الإسلام فاعتنقه يقينا وثقة وصدقا وحارب كل من يحارب الدين الإسلامي وعض على الإسلام بالنواجذ, وعبثا تحاولون يا من تسعون للحط من قيمة وهيبة شعب المغرب, شعب الإسلام والمسلمين.

بلال فضل يكتب عن حب جبريل والملائكة للسيسي

استنكر الكاتب بلال فضل، استخدام الدكتور الأحمدي أبوالنور، وزير الأوقاف الأسبق حديث "إذا أحب الله عبدًا دعا جبريل فقال إني أحب فلانًا فأحبه..." خلال خطبة عيد الأضحى كدليل على أن الله وملائكته يحبون الرئيس عبدالفتاح السيسي وإلا "ما تحقق له القبول على الأرض وأحبه العالم".
وحذر فضل في مقاله المنشور بجريدة "العربي الجديد" اليوم من أن ما قال أبوالنور "يمكن أن يكون سلاحًا في أيدي أعداء دين الله، الذين يمكن أن يبثوا دعاياتهم الإلحادية في أوساط شبابنا الغر اليافع، ليطلبوا منهم أن ينظروا إلى أحوال مصر التي لا تسر عدوًا ولا حبيبًا، ويسألوا أنفسهم: إذا كان هذا هو حال البلد التي يحكمها رئيسٌ يحبه الله وملائكته، فكيف سيكون، إذن، حال البلاد التي يحكمها رئيس يحبه مردة الشياطين وعتاة الأبالسة"؟
وقال فضل "بالطبع، لم تكن العبارات الخرقاء التي قالها الشيخ ستمر مرور الكرام، لو كانت قد صدرت منه في حضور الرئيس المعزول محمد مرسي، وكان سينقض عليه حينها مئات الغيورين على الدين، وآلاف المفجوعين على مدنية الدولة، ولم تكن بعدها ستفتح حنفية، إلا وانهمرت منها دموع مدرارة، تبكي على الدين الذي يتاجر به المشايخ، وتنعي الدولة التي هُتكت مدنيتها في وضح نهار العيد، وكانت ساحات وغى التوك شو ستمتلئ بالفرسان الذين سينهالون طعنًا في مرسي، لأنه صمت على كلام الشيخ، ولم يصعد إلى المنبر، ليجيئ به من رقبته، ويحثو في وجهه التراب، كما أوصى نبينا أن نفعل مع المداحين، فما بالك بالهجاصين ممن يلوون أعناق النصوص لإرضاء الحكام؟ لم يحدث كل هذا".
وفيما يلي نص المقال:

عاجل من جبريل

"الأهم من الشغل تزبيط الشغل"، تلك حقيقة لم يتذكرها وزير الأوقاف المصري الأسبق، الشيخ الأحمدي أبو النور، حين استخدم في خطبة عيد الأضحى الرسمية حديث (إذا أحب الله عبداً دعا جبريل فقال إني أحب فلاناً فأحبه...) كدليل على أن الله وملائكته يحبون المشير، عبد الفتاح السيسي، وإلا "ما تحقق له القبول على الأرض وأحبه العالم".
لم يكن أحد سيلوم الشيخ، لو قال إن كلامه مجرد استنتاج شخصي، لأن السماء توقفت، منذ اكتمال الوحي، عن إرسال رسائل تعبر عن موقفها مما يحدث على الأرض، وإلا لما كان الله قد أكمل لأمة المسلمين دينها، وجعل حسابه معها يوم الحساب، يوم لا ينفع جيشٌ ولا بنون. أو لو كان أكثر صراحة، فقال، إنه يعرف أن الملائكة لا شأن لها بصراعات حكام الأرض. لكن، بما أن الشيخ يوسف القرضاوي اعتبر أن رجب طيب أردوغان مؤيد من الله وجبريل وملائكته، فلماذا لا يستجلب هو أيضاً الملائكة لنصرة السيسي، "جت على السيسي يعني؟"، أو لو كان أكثر إقناعاً ومنطقية، فقال، إنه متأكد من وجود ملائكة يحبون السيسي، أبرزهم عزرائيل، فلا يوجد أحد ساعده في مهمته أخيراً، كما فعل السيسي ورجال دولته، أو لو كان أكثر حيطةً، فأكد أن استفادة السيسي من الحديث لا تعني تطبيقه حرفيّاً على غيره، وإلا لكانت مونيكا بيلوتشي أحق من السيسي بما قاله الشيخ، فليس على ظهر البسيطة أحد يحبه عباد الله مثلها.
الشيخ معذور، أخذته الحماسة فقرر أن يضرب "عيارين محبة" في حضور السيسي، لعله يقدّم أداءً أكثر إمتاعاً من الذي يقدمه مفتي الديار الغارقة، علي جمعة، أو الدكتور سعد الدين البحبحاني ـ الهلالي سابقاً ـ لكنه لم يدر أن ما قاله يمكن أن يكون سلاحاً في أيدي أعداء دين الله، الذين يمكن أن يبثوا دعاياتهم الإلحادية في أوساط شبابنا الغر اليافع، ليطلبوا منهم أن ينظروا إلى أحوال مصر التي لا تسر عدواً ولا حبيباً، ويسألوا أنفسهم: إذا كان هذا هو حال البلد التي يحكمها رئيسٌ يحبه الله وملائكته، فكيف سيكون، إذن، حال البلاد التي يحكمها رئيس يحبه مردة الشياطين وعتاة الأبالسة؟
أتعبت مصر الملائكة معها كثيراً خلال العامين الماضيين، فقد أضيف إلى مهماتهم التي قرأنا عنها في كتب التراث مهمة عويصة، هي دعم الرؤساء المصريين، في أيام حكم سيّء الذكر، محمد مرسي، تم استدعاء الملائكة كثيراً لدعمه. وبعد ثلاثين يونيو، كان لدى أكثر من ملاك مهم حضور بارز في ميدان رابعة العدوية، طبقاً لما ادعاه بعض ممتطي منصتها، ولولا أن الملائكة معصومون من غدر الرصاص، لكانوا قد انضموا إلى قائمة ضحايا مذبحة رابعة من البشر الذين لم يصدّقوا فقط أن محمد مرسي مدعوم من ملائكة السماء، بل صدقوا، أيضاً، أن جيشهم وشرطتهم لا يمكن، أبداً، أن تمارس القتل الجماعي، بصورة لم تعرف لها مصر مثيلاً من قبل.
بالطبع، لم تكن العبارات الخرقاء التي قالها الشيخ ستمر مرور الكرام، لو كانت قد صدرت منه في حضور محمد مرسي، وكان سينقض عليه حينها مئات الغيورين على الدين، وآلاف المفجوعين على مدنية الدولة، ولم تكن بعدها ستفتح حنفية، إلا وانهمرت منها دموع مدرارة، تبكي على الدين الذي يتاجر به المشايخ، وتنعي الدولة التي هُتكت مدنيتها في وضح نهار العيد، وكانت ساحات وغى التوك شو ستمتلئ بالفرسان الذين سينهالون طعناً في مرسي، لأنه صمت على كلام الشيخ، ولم يصعد إلى المنبر، ليجيئ به من رقبته، ويحثو في وجهه التراب، كما أوصى نبينا أن نفعل مع المداحين، فما بالك بالهجاصين ممن يلوون أعناق النصوص لإرضاء الحكام؟ لم يحدث كل هذا، ليس لأن دولة السيسي ثقيلة اليد وقرصتها والقبر، بل لأن الوطن مستهدف، ويمكن للتذكير بالحقيقة المُرة أن يجعله "زي سورية والعراق". لذلك، لا ضير إذا تأخرت مدنية الدولة إلى أجل غير مسمى، ولا بأس من التجارة بالدين، إذا كانت "على الناشف".
هذا وحتى يتوب الله علينا من المعايير "أم ذمة أستك"، سيبقى سيدنا جبريل حاضراً في خدمة كل رئاسات الجمهورية، إلى أن يصحو المصريون يوماً، ليجدوا على موبايلاتهم رسالة قصيرة من جبريل عليه السلام، تقول لهم "حلّوا عن سمايا".

فضيحة بالفيديو.. رئيس أمن جامعة الأزهر يقبل يد مدير أمن القاهرة

فضيحة جديدة تكشف مدى الانحطاط الذى وصلت إليه مصر فى عهد الانقلاب العسكري الدموي، حيث التقطت عدسة "اليوم السابع" رئيس أمن جامعة الأزهر وهو يقبل فى ذلة وخنوع يد مدير أمن القاهرة خلال زيارته لجامعة الأزهر للتعرف عن كثب على استعدادات جامعة الأزهر للعام الجديد ومواجهة ثورة الطلاب على النظام البوليسى القمعى الذي وضعته سلطة الانقلاب للحد من الحراك الطلابي الثوري ضد الانقلاب.

فؤاد الحاج يكتب : لماذا التعتيم على دور الجيش العراقي في حرب تشرين الأول/أكتوبر؟

لا يمكن لأي حر وشريف وهو يستذكر ذكرى الانتفاضة الباسلة إلا أن يعيد التذكير بوقع ومجريات الأحداث المتتالية منذ عام 1967 وصولاً إلى حصار العراق الجائر قبل العدوان الثلاثيني عام 1991 ومن ثم غزوه واحتلاله عام 2003، حيث يجد بأن كل ما تعرض له هذا البلد العربي من أذى وظلم هو بسبب إيمان شعبه بتحرير فلسطين وفعل قيادته الوطنية-القومية من أجل تحرير كل شبر عربي مغتصب من الأراضي العربية من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي ومن جبال طورورس إلى الصحراء الكبرى، واعتبار فلسطين القضية المركزية التي أمامها تهون كافة القضايا الأخرى.. وفي الوقت نفسه يجد كل حر وشريف أنه لا يمكن فصل الموقف الرسمي والشعبي العراقي واعتباره في سياق المزايدة السياسية إزاء الانتفاضة الفلسطينية الباسلة كما تفعل بعض الأنظمة العربية، وبعض الكتبة الناطقين بالعربية!.
ليس هذا من باب التمجيد بالعراق وقيادته وشعبه لأن الحقيقة والواقع تفسر ذاتها بهذا الخصوص.. فمنذ عام 1948 كان العراق البلد العربي الوحيد الذي لم يوقع اتفاقات هدنة مع العدو الصهيوني، ومقابر الشهداء في بلدة جنين في الأراضي المحتلة تروي الكثير من المآثر عن بطولات جيش العراق في فلسطين المحتلة، وفي حرب الأيام الستة في حزيران/يونيو 67 كان العراق البلد العربي الوحيد الذي كانت طائراته العسكرية تدك مواقع العدو الصهيوني في داخل الأراضي المحتلة، وفي حرب تشرين الأول/أكتوبر 73 كانت جحافل القوات العراقية الوحيدة التي دخلت أعماق الأراضي المحتلة من ناحية هضبة الجولان المحتلة، في الوقت الذي كانت تعمل فيه القيادة العراقية من أجل تحرير ليس الجولان فحسب بل كل فلسطين، ومن ناحية سيناء كانت الطائرات العسكرية العراقية أول من اقتحم مواقع وخنادق العدو الصهيوني، هذا في الماضي البعيد القريب، ومنذ اللحظات الأولى لانطلاقة انتفاضة الأقصى في 28 أيلول/سبتمبر 1998 فقد كان العراق السباق والأول في استنفار طاقاته وتكريس إمكاناته في سبيل تحرير فلسطين بدءاً من القدس. ولهذا كانت جهود العراق تصب وبسخاء سياسي واقتصادي وإعلامي وثقافي وعسكري لتحقيق ذلك إيماناً من قيادته وشعبه بأن تحرير فلسطين يتقدم جميع أولوياته الوطنية والقومية، وعلى ذلك يشهد السادس من تشرين الأول/أكتوبر 1973 على أن القيادة الوطنية-القومية في العراق لم تترك فرصة سانحة إلا وكان لجيش العراق البطل دوراً في مقارعة أعداء الإنسانية وقوى الشر المحتلة لفلسطين العربية.
وبهذه المناسبة ومن خلال متابعاتي لما أوردته وسائل الناطقة بالعربية على اختلاف ألوانها وشعاراتها، وخاصة المرئية منها، والمقابلات التي أجروها في تغطيتهم لحرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، لم أجد أي "خبير استراتيجي" أو "محلل عسكري أو سياسي" وحتى أي قيادي عسكري عربي أو لمعد أو مخرج تلفزيوني لتلك البرامج مع الأسف الشديد يملك الجرأة في قول الحقيقة لمجريات تلك الحرب من الناحية العسكرية والوثائقية، وكي لا نظلمهم فهم ربما يعتقدون أن ذلك يعتبر "سراً من الأسرار العسكرية الخطيرة" التي لا يجب أن يكشف عنها النقاب إلا بعد قرن من الزمن!!. والأهم كما أعتقد يجب طرح عدد من الأسئلة مثل لماذا لم يجرؤ أي عسكري عربي أو محلل سياسي على طرح سؤال حول دور الجيوش العربية التي شاركت في تلك الحرب حتى لو كانت مشاركة رمزية لتلك الجيوش؟! ولماذا يتم التعتيم الكامل على دور الجيش العراقي في تلك الحرب كما في الحروب السابقة منذ بدايات القرن الماضي مع عدم الانتقاص من جيشي مصر العربية وسورية الأبية؟!. وكي لا نطيل لائحة التساؤلات، يمكنني القول والتأكيد على الرغم من أنني لست بمحلل عسكري، بأن مشاركة الجيش العراقي في حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973 تعتبر حدثاً مجيداً في تاريخ النضال العربي وتاريخ الحروب بشكل عام، كما تعتبر من المشاركات الفريدة التي شهدتها الحروب. فلقد تمت دون تخطيط مسبق على صعيدي القتال أو الشؤون الإدارية، ونفذت بشكل مفاجيء سريع، وبمبادرة عراقية بحتة. وكان من المنتظر في مثل هذه الظروف أن تكون المشاركة رمزية أو محدودة على الأقل، ولكن العراق دفع إلى أرض المحركة ثلاثة أرباع قواته الجوية المقاتلة، وثلثي قواته المدرعة، وخمس ما يملكه من وحدات المشاة، وبدأ يعد العدة لإرسال المزيد من المشاة والدروع. وكان تركيزه على الإسراع بإرسال الطيران والدبابات نابعا من رغبة القيادة السورية في الحصول على هذين السلاحين قبل أي شيء آخر.
وبالإضافة إلى الحجم المادي الكبير للمشاركة العراقية، فقد كان هناك عامل ثان يتعلق بجوهر العمل العسكري الذي يتأثر عادة بطبيعة التحالفات وشدتها. ومن الواضح أن العراق لم يدخل الحرب لمصالحه الخاصة، إنما دخل الحرب كدولة معنية مستعدة لتقديم كل شيء، مع تجاهل لأي اعتبارات أخرى مسقطاً بذلك الحسابات القطرية في سبيل تحقيق الهدف القومي العام وتطلعات الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج، ولو لم يعتبر العراق نفسه طرفاً معنياً، لما تمت حركة قواته بزخم وسرعة، ولاختفت الطبيعة الصدامية التي اتسمت بها القوات العراقي.
والعامل الهام الذي ميز المشاركة العراقية، هو أن القوة البرية- الجوية الكبيرة التي دخلت سورية، والتي كانت بحجم فيلق مدرع مدعوم بأربعة أسراب من الطائرات المقاتلة، لم يشكل قيادة ميدانية مستقلة، بل وضعت نفسها تحت تصرف القيادة السورية مباشرة، بغية تسهيل عمل هذه القيادة، وإعطائها قدرة على زج القوات في المعركة بأسرع وقت ممكن، وهذه مسألة كبيرة الأهمية في ظروف حرب تشرين الأول/أكتوبر من الناحية العملياتية على أرض المعركة، ويمكن أن تسجل كمثل في التاريخ العسكري ولم يكتف العراق بإرسال سلاحه العسكري، ولكنه استخدم أيضا سلاحه الاقتصادي ضد أعداء الأمة العربية والمشاركين في نهب الثروات العربية، وقدم الشعب العراقي إلى الشعب السوري النفط والمساعدات الاقتصادية والذخائر ودبابات التعويض، واعتبر أن ما يقدمه جزء من حق الشعب العربي السوري في ثروات الأمة العربية ومن بينها ثروات العراق.
ورغم كل هذه الحقائق التي تؤكد أن العراق ذهب إلى الحرب على أساس أنها حربه، لا حرب حلفائه، وقدم كل ما يستطيع تقديمه في الظروف التي وضع فيها، فإن دور قواته المسلحة بقي مجهولاً لكل العرب تقريباً مع العلم أن البعض منها تحدث عن دور اللواء الأربعين الأردني ودور القوات الرمزية المغربية دون أي ذكر في وسائل الإعلام العربي عن دور تسعة ألوية عراقية تعادل دباباتها سبعة أضعاف الدبابات الأردنية، وتعادل مسافة انتقالها إلى ساحة المعركة عشرة أضعاف مسافة انتقال اللواء الأردني. ولسنا نريد من هذه المقارنة الانتقاص من بطولة جنود وضباط اللواء الأربعين الأردني أو دور القوات المغربية، ولكننا نريد التأكد على أن معظم وسائل الإعلام العربي حاولت أن تسرق من الجندي العراقي بطولاته، وأن تلقي بظلال الشك والريبة على مشاركة القوات العراقية في كل الحروب التي خاضتها تلك القوات في سبيل قضايا العروبة كلها وذلك خدمة لأعداء الإنسانية، واليوم وبعد احتلال العراق الكل لا زال يذكر أن أول عمل قامت به قوات الاحتلال الصهيو-أمريكية كان قرار حل الجيش العراقي البطل، وإن دل هذا على شيء إنما يدل على الحقد الكبير والعميق لدى أعداء الأمة على جيش العراق وتاريخه النضالي.
لذلك مطلوب من كل الباحثين السياسيين والعسكريين الأحرار والشرفاء في البلاد العربية أن يضعوا الدراسات والكتب التي تكشف حقيقة المشاركة العسكرية العراقية في حرب تشرين الأول/أكتوبر، وحجمها، وأهدافها، والدوافع الكامنة وراءها، التي تضع بين يدي الإنسان العربي الباحث والمؤرخ والكاتب والمحلل السياسي أو العسكري أو "الخبير الاستراتيجي" التي تبرز صورة لجانب من جوانب تلك الحرب، التي يتجاهلها الإعلام الناطق بالعربية، على الرغم من اعتراف المحللين العسكريين الغربيين، والصهاينة أنفسهم بقدرة جيش العراق البطل. وهذا ما دفعنا إلى الكتابة حول هذا الموضوع بعد أن استقيت المعلومات من شهادات عدد من القادة السياسيين العراقيين الذين صنعوا القرار السياسي وذلك من خلال الزيارات التي قمت بها للعراق منذ بداية العدوان الثلاثيني الغادر عام 1991، إضافة لبعض المراجع من الذين ساهموا في تخطيط العمليات العسكرية على الجبهة السورية، وشهادات من بعض الذين شاركوا في معارك تلك الحرب ببطولة رائعة، الذين كتب لهم شرف النصر دون أن يكتب لها شرف الشهادة.
وفي محاولتي هذه ألقي الضوء على كبد الحقيقة، للوصول إلى سمو مستوى الحدث التاريخي. ويقيناً إن الكتابة عن الأعمال الخالدة تبقى دائما محاولة دون مستوى الوصول إلى كبد الحقيقة، لأن تاريخ البطولات المسطر بالدم أبلغ من أي تاريخ مسطر بالمداد. وأن مشاركة الجيش العراقي في حرب تشرين الأول/أكتوبر تستحق أكثر من هذه الكتابة من قبل المتخصصين في الشؤون العسكرية، تماما كما تستحق بطولات الجيشين المصري والسوري أكثر مما كتب عنها حتى الآن، رغم غزارة ما كتب عنها، كما تستحق أكثر من الأفلام والمسلسلات الاجتماعية التي صنعت في هذا المجال، يراد أفلام وثائقية كاملة.
إن القيادتين السياسية والعسكرية في القطر العراقي، وضعتا في موقف صعب جداً، نظراً لأن المخططين الأساسيين لحرب تشرين الأول/أكتوبر لم يطلعوهما مسبقاً على نواياهم، الأمر الذي جعل القوات المسلحة العراقية تدخل الحرب وسط شروط غير ملائمة حرمتها من إظهار كل الإمكانات والطاقات الكامنة فيها، وجعلت دورها - رغم كبره - أصغر بكثير من الدور الذي كان بوسعها أن تلعبه، لو أنها وضعت في شروط ملائمة كالتي وضعت بها القوات المصرية والسورية، خاصة وأن فاعلية القوات المسلحة لا تتعلق فقط بقوتها وكفاءتها الذاتية، ولكنها تتعلق أيضا، وإلى حد كبير، بالشروط المفروضة عليها خلال العمل.. وفي هذا الصدد أشير إلى التأكيد على ست نقاط:
أولاً: أن الجيشين المصري والسوري والقوات العربية الملحقة بهما وهم (القوة المغربية في سورية، وجيش التحرير الفلسطيني في مصر وسورية، وكتيبة دبابات كويتية وجناح جوي عراقي في مصر).. قامت باستطلاع مسرح العمليات بشكل دقيق، ونظمت تنفيذ المهمات المحددة مسبقاً، في حين دخل الجيش العراقي الحرب في سورية على أرض لم يستطلعها، ونفذ واجباته من الحركة في حركة تصادمية تعتبر من أصعب أشكال الحرب وأكثرها تعقيداً.
ثانيا: تمركزت القوات العربية في منطقة التحشد قبل الحرب، ثم انطلقت منها لتنفيذ واجباتها مباشرة، على حين قامت القوات العراقية بواجباتها بعد تنقل طويل تراوح بين 1200 و1500 كيلو متر (حسب مكان تمركزها).
ثالثاً: كانت الشؤون الإدارية للقوات العربية (الإمداد، التموين، الإخلاء... الخ) تتم ضمن عمق المهمة اليومية للقوات المدرعة، ولا تتطلب جهدا استثنائيا خاصا، على حين كانت القوات العراقية المقاتلة في الجولان تؤمن معظم شؤونها الإدارية عبر قصبة التنفس الاستراتيجية الطويلة (بغداد - دمشق).
رابعاً: عملت القوات المصرية والسورية والقوات العربية المعززة لها بسياق عمل واحد جرى التدريب عليه قبل الحرب، بينما دخلت القوات العراقية الجوية والبرية المعركة بسياق عمل يختلف عن سياق عمل القوات السورية، ويختلف عن سياق عمل اللواء الأردني الأربعين الذي يغطي جناحها الأيسر.
خامساً: لقد تم زج القوات البرية العراقية على الجبهة السورية الضيقة فقط. ولم يسمح لها باستخدام مجال عملها الواسع على الجبهة الأردنية العريضة، الأمر الذي حرمها من حرية العمل واختيار مكان الضربة، وجعل ضربتها غير المباشرة الموجهة إلى جيب "سعسع" في هضبة الجولان المحتلة تأخذ طابعاً تكتيكياً بدلا من الطابع الاستراتيجي الذي كانت الضربة غير المباشرة ستحققه لو أنها توجهت إلى "البطن الرخو" لقوات الاحتلال في فلسطين المحتلة عبر الحدود الأردنية- الفلسطينية.
سادساً: لقد أثرت ظروف دخول الجيش العراقي إلى سورية على حركة القوات المدرعة العراقية وجعلتها تصل إلى الجبهة تباعاً، وفرضت ظروف المعركة زجها بالتقسيط (بالألوية)، بدلا من زجها بكتلة ضاربة (فرقة أو فيلق)، وفق أبسط مبادىء قتال الدبابات في الحرب الحديثة، ولقد أدى زج الدبابات الإجباري بالتقسيط إلى حرمانها من استغلال عامل الصدمة إلى الحد الأقصى.
لهذا كله فأن من الغبن القول بأن ما جرى يمثل الدور الذي يمكن أن يلعبه الجيش العراقي في المعركة القومية. وإذا أردنا أن نكون موضوعيين، توجب علينا أن نقول بأن المنجزات الضخمة التي حققتها القوات المسلحة العراقية في حرب تشرين الأول/أكتوبر، هي المنجزات القصوى التي كان من الممكن تنفيذها في الظروف الحقيقية التي وضعت بها، وضمن تحديدات الزمان والمكان التي فرضت عليها، علماً بأن هذه التحديدات فرضت هذه المرة من قبل الصديق! لا من قبل العدو- كما هي العادة في الحروب.

وأخيراً لا بد من الإشارة إلى أن عدداً من الأخوة الأعزاء في سوريا أعلنوها مراراً بأنه لولا جيش العراق البطل لكانت سقطت دمشق وهو السبب الأساسي الذي دعا القيادة السورية لطلب تدخل الجيش العراقي في المعركة. وهنا أشير إلى أنه في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 1973 قابل السفير العراقي وزير الخارجية السوري بناء على طلبه وأكد له الوزير "على أهمية وصول القطعات العسكرية العراقية بأسرع وقت وبأكبر حجم ممكن. ورجا أن لا تقل عن فرقتين بكامل دروعهما" (نص من برقية عاجلة بعث بها السفير العراقي بهذا الخصوص إلى بغداد كانت محفوظة في أرشيف وزارة الخارجية العراقية - قبل احتلال العراق وغزوه من قوى تحالف الشر الصهيو-أمريكي ولدينا نسخة منها وقد وردت بتاريخ 8/10/1973). ولم تكن الفرقتان المدرعتان الثالثة والسادسة تنتظران هذه البرقية فلقد وضعتهما القيادة السياسية في الإنذار منذ يوم 6/10. وعندما تلقى عامل البرقيات في وزارة الخارجية الكلمات القادمة من مسافة 1050 كيلومتراً، كانت سلاسل دبابات ومجنزرات الجيش العراقي تطوي الطريق الصحراوية متجهة نحو الجولان.
كما نود الإشارة إلى أنه قد تم وضع مخطط عسكري شامل لتحرير فلسطين والأراضي العربية المحتلة بدءا من هضبة الجولان آنذاك، ولكن بسبب قبول سوريا ومصر قرار وقف إطلاق النار رقم 338 قرر العراق سحب قواته العسكرية بعد أن سمع عن قبول سوريا ومصر بقرار وقف إطلاق النار من الإذاعات بتاريخ 22/10/1973، فأعلنت القيادة العراقية في اليوم نفسه ما يلي: "إن العراق لم يكن طرفاً في اتفاقيات الهدنة لعام 1948، كما أنه لم يوافق على قرار وقف إطلاق النار لعام 1967، لذلك وانسجاماً مع سياسة حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي في رفض التفاوض والصلح مع الكيان الصهيوني والاعتراف به، فإننا لا نعتبر أنفسنا طرفاً في أي قرار أو إجراء أو تدبير من هذا القبيل اتخذ أو سيتخذ في المستقبل".
وفي التاسع والعشرين من تشرين الثاني/أكتوبر 1973 وبعد مشاورات طيلة أكثر من أسبوع مع عدد من الدول العربية ومنها مصر وسورية ومطالبتهم باستمرار تنفيذ مخطط التحرير الشامل بناء للمعطيات على أرض المعركة، ولما وجد العراق أن هناك جهات عربية تسعى للوصول إلى ما يسمى "الحل السلمي" من وراء القبول بقراري مجلس الأمن (242 و338) أصدر قراره بسحب قواته العسكرية من الجبهتين السورية والمصرية، وشرح حيثيات ذلك في بيان صدر عن القيادتين القومية والقطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي ومجلس قيادة الثورة بتاريخ 29/10/1973 مؤكداً على ما أعلنه بتاريخ 22/10/1973، وبدأت القوات العسكرية العراقية بالعودة إلى العراق بعد انتصاراتها الرائعة التي سطرتها في معارك الشرف والبطولة للدفاع عن أرض الوطن العربي الكبير.
وهنا نترك للقراء الأعزاء الاطلاع على بعض الخرائط التي تصور أرض المعركة في هضبة الجولان وأماكن المعارك وتواجد القوات العسكرية السورية والمغربية والعراقية:
من أرشيف "المحرر" العدد 197 (6/10/2004)

08 أكتوبر 2014

سفالة .. فاطمة ناعوت: العرب غزاة لمصر.. واللغة العربية لغة أهل الاحتلال

‎‎منشور‎ by Sally Khaled.‎


المفكر القومى محمد سيف الدولة يكتب: دولة الخلافة الأمريكية

تحت ذريعة داعش وأخواتها، يحذروننا من الخطر المحتمل لأنصار فكرة الخلافة الاسلامية، كما فعلوا بالأمس مع خطر أسلحة الدمار الشامل فى العراق، وبالأمس الأول مع أنصار الوحدة العربية او أنصار الأممية الاشتراكية، وكما يفعلون كل يوم مع أنصار الاستقلال الوطنى، أو مع أى دعوة أو فكرة أو حركة فى الوطن العربى وفى العالم كله، ترفض الاستسلام لهم والسير فى ركابهم.
حسنا ولكن ماذا عن الخطر الواقع والحال، المتمثل فى دولة الخلافة الأمريكية التى تحكمنا وتتحكم فى مصائرنا منذ عقود طويلة؟
وبدون الغوص العميق فى التاريخ، دعونا نتأمل معا حجم الوجود والسيطرة الأمريكية الآنية على حياتنا : 
عسكريا وأمنيا واستراتيجيا :
· هناك بالطبع الحشد العسكرى الجديد للحلف الامريكى فى العراق وسوريا.
· والاتفاقية الامنية الامريكية الجديدة مع افغانستان لتمديد أجل وجود القوات الامريكية هناك.
· و قوات الانتشار السريع الامريكية التى اعلنوا عنا مؤخرا فى الكويت.
· اما قبل ذلك فالقوات والقواعد الامريكية موجودة فى العراق والكويت والسعودية والامارات وقطر وسلطنة عمان والاردن وجيبوتى وفقا للبيانات المعلنة، ونظن انه ما خفى كان أعظم.
· هذا بخلاف قاعدتهم الاستراتيجية العظمى المسماة باسرائيل.
· وقواتهم موجودة فى سيناء أيضا تحت عنوان قوات متعددة الجنسية، وفقا لاتفاقيات كامب ديفيد، كما يحصلون على تسهيلات لوجستية مصرية لبوارجهم فى قناة السويس ولطائراتهم فى المجال الجوى المصرى.
· يقومون بتدريبات مشتركة مع كافة الجيوش العربية على غرار مناورات النجم الساطع مع مصر.
· ويقومون منذ سنوات طويلة بتعليم وتدريب قادة الجيوش العربية فى الاكاديميات العسكرية الأمريكية، التى لا تخلو بالطبع مع عمليات غسيل أدمغة وعقائد موجهة و ممنهجة ومدروسة.
· طائراتهم بدون طيار "تبرطع" فى سماوات المنطقة لتقتل من تريد، فى اليمن وافغانستان وباكستان والصومال.
· أما حلفهم المركزى المسمى بالناتو فقواعده فى تركيا، ناهيك عما فعله فى ليبيا.
· يقتسمون النفوذ فى العراق مع ايران، ويسلحون الأكراد، ويدعمون انفصالهم لإنشاء دولة كردية تماثل اسرائيل. ويسلحون ويدربون المعارضة السورية "المعتدلة".
· يحتكرون بيع وتصدير السلاح لغالبية الجيوش العربية، لضمان التفوق العسكرى الاسرائيلى النوعى على كافة الدول العربية مجتمعة، بالإضافة بالطبع الى استنزاف الثروات العربية فى خزائن شركات السلاح الامريكية الكبرى.
· يقومون برعاية اسرائيل والحفاظ على وجودها وأمنها، ويعملون على تصفية فلسطين وقضيتها. ويعطون الممارسات الصهيونية الاحلالية الاستيطانية الإرهابية العنصرية، غطاءً كاملا فى الأمم المتحدة، ويمولون السلطة الفلسطينية الموالية لاسرائيل، ويدربون الشرطة الفلسطينية للتصدي لمظاهرات وانتفاضات الشعب الفلسطيني فى الضفة. وقبتهم الحديدة الأمريكية تحمى إسرائيل من صواريخ المقاومة الفلسطينية، ويكرهون كل الأنظمة العربية على الاعتراف بإسرائيل والسلام معها.
· ينزعون السلاح عن الاراضى العربية المجاورة لاسرائيل فى مصر وسوريا والاردن والضفة الغربية المحتلة ولبنان بموجب اتفاقيات او قرارات دولية جائرة، ويفرضون مناطق حظر جوى على هواهم كما حدث فى العراق إبان حصار العشرة اعوام.
· يقومون بتخطيط الترتيبات الأمنية الإقليمية فى المنطقة، وتوزيع الأدوار على الدول العربية، ومن أمثلتها الاتفاقية الامنية الامريكية الاسرائيلية للمنطقة الواقعة من جبل طارق حتى باب المندب لحظر توريد أى سلاح للمقاومة الفلسطينية، والمعروفة باسم اتفاقية ليفنى/رايس، الموقعة بعد عدوان الرصاص المصبوب.
· يدعمون ويمولون ويسلحون جنوب السودان بعد وقبل سلخها عن السودان، ويحاولون تكرار ذلك فى دارفور.
· وهم الذين يصدرون تراخيص السلاح النووى لدول العالم؛ مسموح لاسرائيل، مرفوض لايران والعرب الذين لم يجرؤون بالمطالبة به أصلا، ناهيك عن تدمير السلاح الكيماوى السورى، ولن اذكر احتلال العراق بذريعة نزع أسلحة الدمار الشامل.
· يتحالفون استراتيجيا ويتعاونون امنيا ومخابراتيا مع غالبية الدول العربية.
· يقسمون العالم الى مناطق انتشار وسيطرة عسكرية، وياتى موقعنا فى منطقة "سنتكوم" وهى اختصار لكلمة "القيادة المركزية الامريكية" .
· يصنفون البشر والدول والأحزاب والتنظيمات والجماعات، الى فئات وطبقات ودرجات، ويمنحوا اللعنة أو صكوك الغفران الى من يشاؤون.
· يحاربون حركات المقاومة والثورات الشعبية، ويسعون الى احتوائها واجهاضها وتفريغها من مضامينها، ويقودون حركات الثورات المضادة فى العالم كله.
· قاموا بارسال الوفود والشروط والتحذيرات والتهديدات الى الثورة المصرية منذ ايامها الاولى، بضرورة الالتزام بالسلام مع اسرائيل، لكى يعترفوا بها.
· يصنفونا الى معتدل ومتطرف وارهابى، ويفرضون العقوبات أو الحصار أو الحرب على الخصوم حسب الطلب، وينهالون بالمعونات والمنح والقروض على الأصدقاء والتابعين، ثم يستعيدوها من الابواب الخلفية.
· يمنحون او يحجبون اعترافهم بالنظم الحاكمة، وما أدراك ما هو الاعتراف الامريكى الذى يستتبعه فورا اعتراف دولى.
· يسنون فى مجالسهم التشريعية القوانين الى تتدخل فى أخص شئوننا الداخلية.
· يشعلون ويشجعون الصراعات الداخلية والحروب الاهلية، لتسهيل مهمة اختراقهم للمجتمعات بالتحكم فى موازينها و نتائجها من خلال الدعم العسكرى والتمويل المادى لهذا الطرف او ذاك.
· يعكفون منذ نهاية الحرب الباردة على إعادة تشكيل خرائطنا وترسيم حدودنا مرة أخرى بمزيد من التقسيم والتفتيت.
· يسقطون ويحاصرون الأنظمة الوطنية، ويستبدلونها بأنظمة تابعة، وأمريكا اللاتينية خير شاهد على ذلك.
· يحشدون ويفضون الدول العربية بحكامها وأنظمتها وجيوشها، للمشاركة والتخديم على المصالح والمشروعات الامريكية.
· وبمعوناتاهم ومنحهم يخترقون كل مؤسسات الدول ويتحكمون فى نظمها السياسية وتشريعاتها الاقتصادية ومناهجها التعليمية وهويتها الثقافية.
· يؤممون كل قرارات الأمم المتحدة ويوجهونها، باستخدام سلاحهم الشهير "الفيتو"، الذى على مذبحه، تم تصفية كل حقوقنا الوطنية والقومية.
***
واقتصاديا وانسانيا:
· يمثلون هم وحلفائهم 20 % من سكان العالم ولكنهم يسيطرون على 80% من الناتج العالمي.
· يفتحون أسواق العالم أمامهم عنوة، ويدمرون الصناعات الوطنية، ويعيدون صياغة النظم الاقتصادية لدول العالم، باستخدام كافة أنواع الضغوط مثل المنح والقروض والمعونات والمؤسسات الدولية النقدية أمثال البنك وصندوق النقد الدوليين ومنظمة التجارة العالمية، ومؤسسات التصنيف الائتمانى للترويج او للتشهير باقتصاديات دول العالم حسب الطلب.
· ثم يُكرهون الدول الفقيرة على ربط اقتصادياتها بالسوق العالمي، للسيطرة عليها وعصرها ونهبها واختراقها والتحكم فيها، واستباحة أسواقها أمام شركاتهم العابرة للقوميات.
· يقتحمون حياة الشعوب ويتسربون الى منازلهم ويتحكمون فى مصائرهم ودخولهم، فيفرضون على الحكومات فى بلادنا، الامتناع عن دعم الفقراء بالسكن أو الوظيفة او التعليم او العلاج، ويجبروهم على تقليص دور الدولة الى أبعد مدى فى خدمة مواطنيها.
· يغرقون العالم بالدولار، ويفرضون على الدول تعويم عملتها الوطنية وربطها بعملاتهم، لإحكام دوائر الهيمنة والسيطرة والتحكم.
· يحتكرون الثروات النفطية العربية والإقليمية تنقيبا وتصنيعا ونقلا وتصديرا، ولا يتوانون على شن الحروب وإشاعة الاضطرابات ان تعرضت مصالحهم او عقودهم النفطية والتجارية للخطر أو المنافسة.
· ويسيطرون على عوائدها من أموال الملوك والأمراء والمشايخ العرب المودعة فى البنوك والمصارف الامريكية والأوروبية.
· يتحالفون ويستقطبون ويوجهون رجال الأعمال والإعلام والأمن وكبار رجال الدولة فى مجتمعاتنا التابعة، كما ورد بالتفصيل فى محاضرة لآفى ديختر وزير الامن الداخلى الاسرائيلى الاسبق.
· انهم تجار موت من الطراز الاول، يفجرون الصراعات والحروب، بغرض تسويق منتجاتهم من الاسلحة وأدوات القتل من كل صنف ونوع.
· يخترقون حياة وخصوصية خلق الله فى كل بلاد العالم، من خلال حزم من القوانين المقيدة لحركة الافراد والاموال عبر العالم.
· يوظفون تفوقهم التكنولوجى فى مراقبة كل قادة وشعوب العالم والتجسس عليهم.
· يسوقون لأنفسهم ولأفكارهم ولمصالحهم عالميا بصفتهم أخيار العالم وأسياده باستخدام ماكيناتهم الاعلامية والسينمائية الجبارة، وتتصدر أتفه أخبارهم، مثل زواج هذا الفنان أو أزياء تلك الفنانة، نشرات أخبارنا، وكأننا رعية فى مملكتهم، نتطلع لمتابعة آخر أخبار القصر وحاشيته.
· لقد وصلوا بنا إلى الدرجة التى أصبحنا نترقب البيانات والتصريحات اليومية الصادرة من البيت الأبيض، لنعلم ماذا سيحل بقضايانا ومصائرنا .
***
وبعد كل ذلك يأتون ليحذرونا من أنفسنا ومن تطرفنا ومن الأشرار فينا، وهم أصل كل بلاء وشر وجرثومة أصابتنا.
هزلت.
*****
القاهرة فى 7 اكتوبر 2014

المفكر القومى محمد سيف الدولة يكتب: حفلة أوباما فى الامم المتحدة

لم افهم لماذا كل هذا الاهتمام بكلمات الوفود المختلفة امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، فصاحب الليلة الوحيد كان هو الرئيس الأمريكى باراك حسين اوباما .
فهو الذى حدد الموضوع وجدول الأعمال وخطط العمل ثم قام بتوزيع الأدوار مثل مايسترو الاوركسترا الذى ما أن يرفع عصاه، الا و يتبارى الجميع على العزف على سيمفونيته.
أو على رأى من قال بأن، اوباما كان يغرد والجميع يعمل ريتويت
لقد كانت الجلسة رقم 69 جلسة أمريكية بامتياز، دارت كل الكلمات فى فلك الأجندة الأمريكية، لا صوت يعلو فوق صوت الإرهاب فى الشرق الاوسط الذى ابتلى بالتطرف الاسلامى.
فظهر المشهد وكأننا بصدد طابور طويل من قادة المنطقة، يحلفون اليمين أمام رئيس العالم، ليؤكدوا جميعا و بلا استثناء على دعمهم للحملة الأمريكية الحالية فى العراق وسوريا، بكل ادعائاتها و ذرائعها المضللة، مع إضافة بعض الرتوش الصغيرة فى كلماتهم وفقا لظروف هذا البلد او ذاك.
***
ليس من المعقول أو المقبول، أن يتصدر حديث داعش والتحالف الدولى والتطرف والارهاب العربى والاسلامى، كلمات كل رؤساء المنطقة، بدلا من أن يتصدر كلماتهم، العدوان الصهيونى الاخير على غزة الذى راح ضحيته اكبر عدد من الشهداء الفلسطينيين منذ مذبحة صابرا وشاتيلا.
فالكلمات الجوفاء التى يرددها الرؤساء والملوك العرب فى كل مناسبة بلا أى روح او حماس او مصداقية من أن القضية الفلسطينية هى قضية العرب المركزية، وانه لا بديل عن دولة فلسطينية على حدود 1967، عاصمتها القدس الشرقية، هذه الكلمات لم تعد تقنع أحدا، ناهيك على انها حتى ان صدقت، فانها لا تمثل الموقف الحقيقى للشعوب العربية.
حتى الرجل المغلوب على أمره، رئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن، حين قدم خطابا متواضعا، تجرأ فيه على إدانه العدوان، عنفته الخارجية الامريكية واعتبرته خطابا مهينا به كثير من المغالطات والاستفزازات،
***
الأمريكان يكذبون كالمعتاد:
وحين تناول أوباما الصراع العربى الصهيونى الذى يحلو لهم بتسميته النزاع الاسرائيلى الفلسطينى، فانه لم يستغرق من كلمته الطويلة أكثر من 30 ثانية، وثلاث جمل بالعدد، أكد خلالها بالطبع إدانته لإطلاق الصواريخ على الاسرائيليين الأبرياء، متجاهلا حجم الضحايا والشهداء الذين سقطوا جراء هذه الجريمة، ومبغبغا كالمعتاد ببضعة كلمات دبلوماسية عن ضرورة تسوية النزاع.
أما حين تناول الأزمة الأوكرانية التى احتلت جزءا كبيرا من خطابه، فوجدناه على العكس تماما، يتكلم وكأنه أحد زعماء الاستقلال الوطنى فى بلدان العالم الثالث!
فذكر جملا من عينة انه ليس من حق دول أن تعيد رسم حدود دول أخرى، وأن أمريكا تؤمن بان الشعوب الكبرى لا يجب ان تفرض ارادتها على الشعوب الصغرى، وان الحق فوق القوة، وانه لا يمكن فرق الارادة بالقوة، ويجب ان نقوم بتجميع اكبر عدد من الشعوب لدعم حق الشعوب فى تقرير مصيرها...الخ هذا الكلام الاجوف منزوع المصداقية.
وحين أراد التبرير لحملته فى العراق وسوريا، فلقد استفاض مرددا حزمة من الكليشيهات المكررة الشهيرة والمضللة مثل: لسنا فى حرب مع الاسلام. التطرف هو نكبة العالم الاسلامى. نحن ضد صدام الحضارات. يجب أن نقف ضد العنصرية والنبذ الدينى. اننا نرفض تقسيم العالم الى مؤمنين وكفار. ندين الطائفية والصراع بين السنة والشيعة.
***
وكم كنت أتمنى أن يخرج من يفند له ادعائاته وذرائعه ومغالطاته مؤكدا على ان الأمريكان ليسوا فى حرب مع الاسلام فقط، بل هم فى حرب مع كل العالم، حرب سيطرة ونفوذ ونهب واستغلال على كل الشعوب والاوطان، حرب مع الاسلام والعروبة والوطنية والاستقلال والاشتراكية والتقدمية واى مبدأ أو قيمة انسانية تدعو الى التصدى لهم ومقاومتهم.
وانهم ضد صدام الحضارات بالفعل، لأنهم ليس لهم حضارة ولا دين ولا وطن ولا قيم، سوى صراع المصالح والطبقات والأموال والثروات والنفط والسلاح.
وانهم يتحدثون عن ان التطرف هو نكبة العالم الاسلامى، فى حين أنه لا يوجد فى العالم من هو اشد منهم تطرفا .
وانهم يرفضون تقسيم العالم الى مؤمنين وكفار، فلماذا يقسموننا الى مؤمنين وكفار بمذاهبهم الاقتصادية وبمصالحهم الاستراتيجية، وبمشروعاتهم الامبريالية، وبتعليمات مؤسساتهم المالية.
وانهم يتصدون للعنصرية والنبذ الدينى، فلماذا لا يبدءون بالكيان الصهيونى العنصرى، الذى لم يكتف باقصاء وطرد وابادة الشعب الفلسطينى، ولكنه ينادى بيهودية دولة اسرائيل، فى ظاهرة هى الاولى من نوعها فى العالم.
وانهم يدينون الطائفية والصراع بين السنة والشيعة. ويا لهم من نصابون كبار، أليس هذا هو مشروعهم الذى يدعمونه هم والصهاينة منذ عقود طويلة، المشروع الذى تشهد عليه وثائقهم الرسمية، ومراكز ابحاثهم، ومحاضر جلسات الكونجرس، وعقود تسليحهم وحركة تمويلاتهم لكل من المحاور والميليشيات السنية والشيعية.
انهم السبب الرئيسى فى كل ما يجرى من مصائب وكوارث فى العالم العربى، بدءا من رعايتهم لهذا الكيان الشاذ المسمى باسرائيل ومرورا باحتلالهم للعراق وإسقاطهم لدولته، وهيمنتهم على الأنظمة والحكام العرب، وإفقارهم لشعوب المنطقة من خلال نزيف النهب والاستغلال الذى لم يتوقف منذ قرنين من الزمان.
كنا نود أن نسمع مثل هذه الردود، ولكن من الواضح اننا يجب ان ننتظر حتى ننال استقلالنا الحقيقي من دولة الخلافة الأمريكية.
*****

ذ.عبد الله بوفيم يكتب: الأزهر فاقد للشرعية ولا يحق له أن يفتي

برز علينا مفتي الأزهر يتطاول على شعب مسلم وبنسبة 99 في المائة ليعلمنا ديننا الحنيف ويحدد لنا يوم العيد ووقت الصلاة ووقت النوم حتى.
الفتوى من هيئة استرزاقية تتلقى الأوامر والتعليمات غير جائزة وغير مقبولة, ومؤكد أن مفتي الأزهر تلقى التعليمات من سادته في الخليج العربي من متفيقهي الجامية المدخلية الذين هم في نظري خوارج هذا الزمان والمكفرين والتكفيريين بحق .
الفتوى تطاول على المسلمين, نسي المفتي المزعوم أن يرغمنا على أن نصلي العشاء في السادسة مساء بتوقيت غرنيتش كي يرضى علينا الجامية سادة مفتي الأزهر المزور.
أيها الجامية المدخلية, ويا أيها المفتري المفتي, أين كانت فتاويك والجامية المدخلية وأسيادك نصارى مصر وزنادقتها يغتصبون حرائر مصر عنوة ويعذبون الرجال ويقتلون الصبية والشباب؟
أما كنت على بينة من ذلك أيها المفتري؟ أم أن الجامية يريدون لنا أن نغير يومنا لنصلي الصبح في الثانية صباحا كي يرضى علينا الجامية المدخلية, إن كنا سنحتفل بالعيد في نفس اليوم مع الجامية فعلينا أن نفطر وقت فطورهم ونصلي وقت صلاتهم.
تريدون منا أن نصلي لصلاتكم ونصوم لصومكم ونعيد بعيدكم؟ ليس ضروري, وخير لنا أن نتبرأ مما تفعلون.
لم تفتي أيها المفتري في بناء نصب الشيطان فوق عرفة, ولم تفتي أين ذهب نصب الشيطان الذي يرجمه المسلمون ومنذ 1400 سنة؟
لم تفتي في حكم الاستعانة بالكفار على قتل المسلمين كما يفعل الجامية المدخلية اليوم الذين تعاونوا ومولوا الكفار على إبادة مسلمي العراق والشام بعد أن لفقوا لهم تهمة الارهاب.
خوارج هذا الزمان تعاونوا مع كل كافر زنديق مارق وأعلنوا الحرب على الإسلام, وهم يريدون منا نحن المغاربيون أن نسير على خطاهم في حرب الإسلام والمسلمين.
لن نفعل أيها الجامية المدخلية ويا زنادقة مصر يا من أعلنتم الحرب على مسلمي مصر الصادقين, نحن أحبة للمؤمنين وفي كل مكان وحرب على الزنادقة والفجرة وفي كل مكان.
طز في فتواكم وفي أزهركم بعد أن طردتم فيه العلماء وأبقيتم التافهين الإمعة ممن يتلقون التعليمات من أسيادهم, ألف طز فيكم وفي فتاويكم ونحن وبحول الله وقوته سيكون علينا أن نحرر الأزهر ومن خلفه من كفر نراه يتربص به واستعدوا أيها الجامية المدخلية يا من تمولون الكفار على قتل المسلمين.
استعدوا فإن حلف الكفار سينتقم منكم شر انتقام وسيسلمكم للمجوس يسومونكم العذاب الشديد, واستعدوا وانتظروا إنا معكم منتظرون.
المغاربة مسلمون ولله الحمد رب العالمين وبنسبة 99 في المائة في حين أن في مصر ملايين الكفار وفي بلاد الحرمين ملايين الشيعة المجوس الكفرة الفجرة وفي كل بلاد المسلمين ملايين الكفار, فلتعلموا أيها الضالون أن المغرب بلد الإسلام بلد المليون حافظ لكتاب الله عز وجل.
المغرب منارة الإسلام ورافع راية الإسلام الوسطي رغم أنف الجامية المدخلية وأنف الصهاينة والصليبيين, نعلم أن حلف الكفار سيحاربنا بالجامية المدخلية والشيعة المجوس, لكننا وبحول الله وقوته سنهزمهم
درارينا الذين غرهم الجامية المدخلية بسمت مزور يخفي الفسق والفجور والخروج عن إجماع المسلمين واستحلال دماء المسلمين, تيقظوا شباب المسلمين وفروا من الجامية المدخلية فراركم من الأجرب المعتوه, قبل أن يستحل لكم خوارج اليوم دماء المؤمنين فتسقطوا في الكفر الصريح.
تبا وسحقا لكل من يتطاول على الشعب المسلم, شعب الإيمان والإسلام, شعب العلماء وحفظة كتاب الله عز وجل, شعب الأولياء والعظماء وعبر التاريخ.
أيها الأزهر لقد كان يوما العبيديون المجوس انطلقوا من عندنا ودنسوك بكفرهم المجوسي, وبحول الله وقوته سينطلق المؤمنون من عندنا ليغسلوا دنس الشيعة المجوس الذي دنس الأزهر بعد أن انقلب الزنادقة على الرئيس الشرعي في مصر.