28 يوليو 2014

الانتفاضة الفلسطينية بدأت.. قراءة أولية- معين الطاهر

ليلة القدر التي يصفها الله عز وجل بأنها خيرٌ من ألف شهر اختزلت المخاض الفلسطيني الطويل هذا العام، وكانت فلسطينية بامتياز، إذ هبت فيها رياح الثورة القادمة من ساحل غزة، والمارّة بحيفا والناصرة، على مدن الضفة الغربية وقراها، لتعلن، عبر مآذن الأقصى وسواعد الشباب ومسيرات الجماهير العارمة، عن ولادة انتفاضة جديدة، ولتصبح المواجهة معركة في كل فلسطين، تتصدى للاحتلال والاستيطان.
هي بداية جديدة تؤشر لمرحلة ننفض فيها عن كاهلنا ما علق به من غبارٍ، نجم عن مرحلة اتفاقيات السلام، ودائرة المفاوضات التي لا تنتهي، وثقافته المستسلمة لقدر الاحتلال الجاثم على صدورنا. وتنبش في ذاكرتنا لتعيد إلى وعينا ثقافة المقاومة المتأصلة في الوجدان الفلسطيني.
على وقع وهج المقاومة الباسلة في غزة، تراجعت مفاهيم غريبة، حاولت تشويه الوعي الفلسطيني والعربي، بتحميلها المقاومة مسؤولية ضحايا العدوان، محاولة إقناعنا بأن الكف لا تقاوم المخرز، والدم لا ينتصر على السيف. لتقودنا إلى الاعتراف بعجزنا عن مقاومة العدو، محذرة من "نتائج كارثية" للانتفاضة والمقاومة، ولتسوغ لنفسها استمرار مواقفها المترددة والمرتجفة. تراجعت تلك الأصوات، ليحل مكانها صوت الاعتزاز بالمقاومة، والثقة بها، وبقدرتها على تحقيق شروطها، وعلى الانتصار في معركتها الطويلة ضد العدو الصهيوني، معلنةً، بوضوحٍ لا لبس فيه، عن بداية مرحلةٍ ثوريةٍ جديدةٍ في تاريخ الشعب العربي الفلسطيني، نحو الوحدة والحرية ودحر الاحتلال، من دون قيد أو شرط.
"
هذه الانتفاضة ستكون طويلة، ولكن مستمرة، حتى إنجاز أهدافها
"
حتماً، التاريخ لا يكرر نفسه على الصورة نفسها، حتى لو تشابهت وقائعه، أو تماثلت نتائجه. الظروف الموضوعية والذاتية اختلفت بين الانتفاضتين، الأولى والثانية. اتسمت الأولى بطابعها الجماهيري، وسميت باسم أبطالها، أطفال الحجارة، وتميزت بفعاليات شعبية واسعة، وبإدارة ذاتية، تقودها اللجان الشعبية التي انتشرت في كل المدن والقرى والأحياء. الانتفاضة الثانية، غلب عليها الطابع العسكري، وحلت النخب المقاتلة، خصوصاً في مراحلها الأخيرة، مكان الكتل الجماهيرية. في الذهن، قد ترتسم صورة نمطية للانتفاضة، إلا أنه من الصعب تكرارها بالأسلوب نفسه. لذا، يتوجب على طلائعها أخذ العبر والدروس، واستنباط أشكال التحرك المناسبة، بل وترك المجال للجماهير للإبداع فيها.
الآن، ثمة وضع إقليمي مختلف، وهنالك نهاية لنظام القطب الواحد، وتراجع وارتباك في الدور الأميركي، وزيادة في تأثير المجموعات الإقليمية، ما قد يفتح آفاقاً أمام القوى الشعبية للتحرك. في الوضع الفلسطيني، قد يبدو المشهد أكثر تعقيداً، فمن ناحية، ثمة ما يشبه الإجماع الفلسطيني، الآن، على فشل السياسات السابقة، ما يمهد الطريق أمام استمرار الانتفاضة، والالتفاف حولها، باعتبار أن نهج مقاومة الاحتلال بديلٌ عمليٌ عن نهج المفاوضات، بلا أفق أو نهاية. وبعد أن اتضح أن استمرار النهج السابق يعني ابتلاع المستوطنين الضفة وتحويلها إلى معسكرات معزولة متفرقة مع تهويد كامل للقدس. لكن الانتفاضة، هذه المرّة، تواجه جيش الاحتلال والمستوطنين الذين ناهز عددهم نصف المليون، كما أن ثمة علاقة معقدة قد تجمعها مع السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية، وسط حالة من تآكل الفصائل، وتراجع دورها وقدرتها على التأثير.
إن تراجع دور الأجهزة الأمنية الفلسطينية، أخيراً، عن منع المسيرات وملاحقة الناشطين، لا يعني تراجع دورها الذي ستحدده التطورات اللاحقة. لذا، ينبغي على الناشطين في الانتفاضة إدراك أن استمرار الحراك الشعبي وتصعيده، وإدامة الاشتباك مع الاحتلال، واستمرار الهجوم السياسي، والتحريض الشعبي ضد السياسات السابقة، هو الطريقة المثلى لاستمرار تحييد هذه الأجهزة، بل والعمل على فك ارتباطها بمنظومة التنسيق الأمني، وكسب عديدين من أفرادها إلى جانبهم. وهنا، ينبغي الحذر، كل الحذر، من الدعوات إلى الاشتباك مع أفراد الأجهزة الأمنية، أو مهاجمة مقراتها. إذ قد يدفعها ذلك إلى حائط مسدود، وفيه تشتيت للجهد وابتعاد عن الهدف، وتقسيم للصفوف، وخدمة مباشرة للعدو الصهيوني.
ثمة دروس مستفادة من الانتفاضات السابقة. ولعل أهمهما عدم السماح بظهور المسلّحين في أي فعالية شعبية، أو إطلاق النار فيها، أو أن يطلق أحد المسلحين النار على حاجزٍ في اشتباك الجماهير معه، سواء بالهتاف والاعتصام أو بالحجارة ووسائل المقاومة الشعبية المتاحة، ومثل هذه الأعمال يجب أن تدان علناً ومن الجميع.
العمل المقاوم المسلح يجب أن يكون سرياً، وبعيداً كل البعد عن الفعاليات الجماهيرية، وأن يستهدف ضرب دوريات العدو ونقاط استيطانه، بعيداً عن فعاليات الانتفاضة. وإلا فإن النخب المسلّحة ستحل محل القطاعات الشعبية، وهو ما حدث، في نهاية الانتفاضة الثانية، ما سهل ضرب هذه المجموعات والقضاء عليها، كما أن علنية هذه المجموعات تعطيها دوراً غير مرغوب فيه، في تنظيم حياة المواطنين بعيداً عن الرقابة والمشاركة الشعبية، وهو ما يتنافى مع دورها الأساسي في مقاومة آلة الاحتلال العسكرية والتصدي لها.
إن مشاركة أوسع قطاعات جماهيرية هي الضمان الرئيس لاستمرار الانتفاضة ونجاحها. تنظيم اجتماعات ومسيرات كبرى، وإطلاق طاقات الجماهير في ابتكار وسائلها وأدواتها وطرقها في المقاومة الشعبية، ومشاركة أوسع من المرأة الفلسطينية، وتشكيل لجان شعبية في كل المدن والقرى والأحياء، لتنظيم فعاليات الانتفاضة وتوجيهها، والقيام بالخدمات الاجتماعية اللازمة والضرورية التي قد تعجز المؤسسات الأخرى عن تقديمها، في ظل تصاعد الانتفاضة والقمع الصهيوني لها، ما يفسح المجال تدريجياً لإقامة إدارة ثورية، في مختلف المواقع، يتولى القطاع الشبابي دوره القيادي فيها.
الانتفاضة لم تبدأ في ليلة القدر، فنسماتها تهب على فلسطين في كل حين، وإرهاصاتها توالت من إسقاط مشروع برافر، إلى حملة "لا تتجند شعبك بحميك"، إلى الدفاع عن الأقصى وانتفاضة الخليل والقدس. وتحولت هذه النسمات، الآن، إلى معركةٍ تشمل كل فلسطين، ولن تتوقف حتى ما بعد وقف إطلاق النار في الحرب المشتعلة الآن في غزة. هذه الانتفاضة ستكون طويلة، ولكن مستمرة، حتى إنجاز أهدافها، وستأخذ أشكالاً مختلفة، قد تشتعل أحياناً، ويخال المرء أنها هدأت في بعض الأوقات، لكنها مثل ألسنة النيران التي ترتفع وتنخفض، لكن النار تبقى مشتعلة.
هي مرحلة جديدة في النضال الفلسطيني بدأت، لن تكون فيها فلسطين، ولا المنطقة بأسرها، كما كانت، فما بعد غزة يختلف عما قبلها.
كاتب وباحث فلسطيني، عضو سابق في المجلس الثوري لحركة فتح والمجلس العسكري الأعلى للثورة الفلسطينية، ساهم في تأسيس الكتيبة الطلابية منتصف السبعينات، قائد للقوات اللبنانية الفلسطينية المشتركة في حرب 1978 منطقة بنت جبيل مارون الراس، وفي النبطية الشقيف 1982.

27 يوليو 2014

‏الاعلامى محمود مراد‏ يكتب : يسألونك عن الكحك والبسكويت!!

لاحظت مؤخرا كثيرا من الغمز والسخرية في تعليقات عدد من الأصدقاء بخصوص انشغال الجيش المصري بتصنيع أشياء لا علاقة لها بالعسكرية والقتال وسائر المهام التي من أجلها تخصص الدول من ميزانيتها حقا معلوما للإنفاق على قواتها المسلحة.
 فمن مشيد بـ "خير أفران الأرض" إلى آخر يقترح على الجيش تخصيص مليار جنيه لإنتاج سلسلة أفلام لزيادة شعبية قياداته، على أن تحمل عناوين مثيرة مثل "البيتيفور لا يزال في جيبي"، "الطريق إلى الصاجات"، "العمر كعكة"، "حتى آخر الفرن"!!
وثالث يهنيء القوات المسلحة لنجاحاتها الأخيرة ويغني لها "تسلم الصواني"!!
 أما الناقمون فهتفوا "يسقط يسقط كحك العسكر .. ناشف جداا ناقص سكر" و"ياللي ساكت ساكت ليه .. خدتوا بملبن ولا إيه"؟!! طبعا اللوا عبد العاطي وجهازه المعجزة مَوَّال تاني خالص!!
في المقابل، حفلت تعليقات فريق آخر من الأصدقاء بكثير من اللوم ـ وأحيانا التخوين والمسبة ـ للمشككين في قدرات جيشنا، درع الوطن وحامي الديار وعمود الخيمة الأخير ... ألخ.
 وحاول بعضهم أن يقترب من الموضوعية فاكتفى برفض تعميم خطايا قيادات الجيش على المؤسسة بأكملها مشيرا إلى أن "القوات المسلحة المصرية" ـ اسم فخم جدا ـ طول عمرها بتعمل كحك وبسكويت في العيد تاكل صوابعك وراهم، والإنصاف يقتضي أن تصفق للعبة الحلوة حتى لو كانت من الفريق المنافس!
لست في معرض نقد هذا الفريق أو ذاك، لكني تذكرت حقائق يعرفها المصريون جميعا عن جيشهم، سواء بالخبرة المباشرة من خلال التجنيد الإلزامي أو عبر حكايات الأقارب والأصدقاء، قد يكون استحضارها مفيدا لبلورة تصور أقرب إلى الصواب بخصوص أداء المؤسسة العسكرية ومدى التزامها أو انحرافها عن المسار الذي ينبغي أن تسلكه.
وقد لفت نظري في هذا الصدد رسالة نشرها الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل على صفحته على الفيسبوك، من مجند سابق يقص فيها تجربته خلال فترة تجنيده. ويبدو أن الرسالة فتحت شهية آخرين فأقبلوا يقصون هم أيضا تجاربهم، والتي أنقلها بدوري كما هي، لا لأنها تحمل جديدا، ولكن ليستشعر الخطر أولئك المبالغون في السخرية بما قد يُلهي عن الغرض الأساسي من النقد وهو الإصلاح، وأولئك المغالون في تنزيه الجيش عن كل نقص ورافعوه إلى درجات من العصمة والقداسة لا يليق معها محاسبة قياداته كما تصنع الدول المحترمة.
كتب صاحب الرسالة ما يلي:
"السلام عليكم ورحمه الله...دخلت الجيش سلاح مهندسين قسم مفرقعات والغام ...اقسم لك بالله لم ار طوال جيشى حتى خرجت لغم يوحد ربنا ولم اشاهد مجرد مشاهده حتى جهاز نزع الالغام والمفروض انى خبير رص الغام وخبير ازاله الغام وكان متأمن على الكتيبه لصالح مين لا اعرف .وكل اللى كنا بنعمله ضم الغله فى صحراء سيدى برانى ....الجيش بتاعنا كارثه بمعنى كلمه كارثه"
أما التعليقات فكانت كما يلي:
أحمد الساري "يا بيه الحال من بعضه, انا كنت مجند فى سرية مهندسين عسكريين بلواء مشاه بالفرقة التانيه مشاه ميكانيكى ونفس الكلام ده حصل معايا مافيش تدريب حقيقي كله همبكه وضحك علي الدقون مافيش مساعدات تدريب كل اللي شفته لغم هيكلى مضاد للدبابات ووالله العظيم الظباط ماكانوا يعرفوا بيشتغل ازاي ولا ايه الميكانيزم بتاعه ودى لازم اعرفها عشان أعرف أبطل مفعوله وبعد كده حضرت مشروع حرب ه شهور كانوا بيركزوا ان إحنا نتدرب علي مهمه واحده بس واللي هى موضوعه فى خطة مشروع الحرب يعنى نتدرب علي شئ واحد بس من مجموعة مهام عشان الشئ ده هو اللي هايننفذ قدام رئيس الأركان يعنى من الآخر بنتدرب عشان نتيجة المشروع تطلع حلوه ويتصرف مكافءات للقاده مش بنتدرب عشان لما ندخل حرب نكون قادرين وجاهزين نحارب
بصراحه واقع اليم، ودائما بضحك علي نفسي وأقول بلاش تعمم علي الجيش كله ممكن تكون وحدتي بس هي اللى كانت مقصره. الخوف كله ليكون ده الحال كله"
أسد الفرات "انا كنت مجند في سلاح حرب اللكترونيه ههههههه مش قادر اكمل كتابه من كتر الضحك ها كمل خلاص كنت في فوج 712حرب الكترونيه عندنا 14 محطة رادار معطله سيارات كراز معطله مولدات معطله المهم انا خلصت جيش ورحت استدعاء بعد 5سنين معرفتش انا كان تخصصي ايه لحد الان بالله عليكم اللي يعرف يقولي" (أنا بصراحة مش عارف هو مبسوط أوي ليه كدة!!).
عامر الحداد "انا كنت دفاع جوي ولا اعرف شئ عن الاسلحة واخر السنه ليك 21 طلقه تضربهم فرح العمدة ونروح نشتغل عند الرتب في بيوتهم كل واحد حسب صنعته"
أحمد النادي "الحمد لله أنا كنت مهندس في الهيئة الهندسية وكنا بنقوم بعمل وطني قومي عظيم عمل أحدث نقلة نوعية كبيرة في تاريخ العسكرية ألا وهو : كنا بنبني اسكان ظباط القوات المسلحة وكان بيستلم مننا المشروع مجموعة من خير زوجات خير اجناد الارض"
أحمد عبد الرازق هاشم "انا جبت واسطه علشان ما احصدش القمح فى سيدى برانى".
انتهى النقل، ولا أظن أن هناك مصريا يجهل هذه الحكايات، لكن المأساة تكمن في أولئك الذين يكذبون أعينهم ويهينون عقولهم وينحون الحقيقة جانبا ويستسلمون للخدر اللذيذ الذي تبثه في أوصالهم عبارات المأفون توفيق عكاشة وأمثاله عن قوة الجيش وبأسه الذي لا يُرد وترتيبه الحادي عشر بين جيوش العالم وحكايات الفرقة 777 والفرقة 999 اللي بتاكل البشر أحياء وهتروح تقرقش بتوع حماس .. ألخ، فيما يذكر بالوهم الذي تملك عقول المصريين والغشاوة التي حجبت بصائرهم بين يدي مأساة 67، فلم يستفيقوا إلا بعد أن قضمت إسرائيل واحدا من أهم وأغلى أوصال الوطن .. الله يستر!

عبد العزيز مخيون: العدوان كشف انحياز انظمة عربية لاسرائيل

كتبت - علا سعدى
القاهرة – «القدس العربي»: الفنان عبد العزيز مخيون ممثل ومخرج مسرحي مصري، شارك في نحو ستين عملا دراميا بين أفلام ومسلسلات، بينها ما يعتبر علامات في تاريخ السينما المصرية، وهو أشهر من قام بدور الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، وتعاون مع أكبر المخرجين في مصر وعلى رأسهم الراحل يوسف شاهين. ومخيون درس الفن في فرنسا وأسس مسرح الفلاحين، وعرف بنشاطه السياسي المعارض للرئيس الأسبق حسني مبارك ضمن «حركة كفاية» التي كان أحد رموزها. 
وبشأن رأيه في العدوان على غزة قال لـ«القدس العربي»:
هذا العدوان ليس على غزة فقط وإنما على كل الشعوب العربية والإسلامية وهو حلقة في سلسلة متصلة الهدف منها تنفيذ المخطط الصهيوني للإستيلاء على الأراضي الفلسطينية التاريخية ثم الإمتداد من النيل وإلى الفرات.
بكل أسف الموقف العربي بالغ السوء والخسة، والحمد لله أن المقاومة فاجأت العدو بتكتيكات جديدة وقرارات مثالية هائلة وباسلة وثبات منقطع النظير، رغم الأشلاء والدماء التي أحزنت كل مواطن عربي شريف إلا أن معنوياتنا في السماء بعد أسر «شليط 2 « او«شاؤول اران» وإن شاء الله سوف يتوالى بعده أسر «شليط3» و«شليط4»…الخ.
وأضاف: المقاومة الفلسطينية الباسلة هي التي تمتلك البوصلة الحقيقية الآن وتمتلك التوجه الصحيح، فالعالم العربي يدخل في صراعات مذهبية وإحتراب أهلي، بينما هم يوجهون الرصاصة إلى عين العدو.
 وهذه المعركة كشفت أن هناك أنظمة عربية تحاول أن تخفي إنحيازها لإسرائيل ولكن الأحداث أثبتت انها تقريباً تقف مع العدو. وأنا غير مندهش من موقف الحكام العرب فهو ليس غريبا عليهم إذ ان كل همهم الحفاظ على مصالحهم الخاصة مع العدو، والتي باتت مرتبطة بسياسات الخضوع والإستسلام والتفريط في القضية الفلسطينية.
بالنسبة لهجمات بعض الإعلاميين على غزة قال:هذه المعركة كشفت التغيرات التي طرأت على الساحة المصرية وأفرزت من هو العدو ومن هو الصديق، هناك إعلاميون خدام لأجهزة الأمن ويتلقون توجيهاتهم منها، ويقولون ما تريد هذه الأجهزة أن يذاع، ولكن وعي المواطن ويقظته تجعله يعرف ان فلسطين هي قضية العرب المركزية وأن أمننا القومي يبدأ من فلسطين، والنظام السياسي في مصر لا يريد أن ينحي خلافه مع فصيل سياسي مصري في الداخل ومع حماس، فهو يعرف أن فلسطين ليست حماس ولا الجهاد الإسلامي ولا منظمة فتح بل هي كل هؤلاء، هذا الخلاف جعل هذا النظام قريبا من الموقف الصهيوني.
وأضاف: أنا أحيي الذين يسقطون كل يوم في الساحة، هؤلاء هم سلسلة في سجل الشهداء والفداء في ساحة فلسطين وأترحم على الشهداء الأبرار فهم ينحدرون من سلالة طاهرة: عز الدين القسام وعبد القادر الحسيني وأبو علي مصطفى ويحيى عياش وفتحي الشقاقي ودلال المغربي ووفاء إدريس وجمال منصور وأبو جهاد وياسر عرفات وغيرهم.
وبالنسبة لرأيه في دراما رمضان قال: تابعت دراما رمضان هذا العام متابعة عابرة ولاحظت «هبوط المستوى» و «الإسفاف» و «الإنحطاط» في الألفاظ والسلوكيات ومحاولة الإبهار الكاذب مثل مسلسل «سراي عابدين» المليء بتزييف التاريخ، والأحداث فيه ما هي إلا أوهام تخص صناع العمل وليست حقيقية، كذلك مسلسل «صديق العمر» الذي تعتبر أحداثه أقرب للكوميديا منه إلى الجدية.
ومسلسل «إمبراطورية مين» فيه كثير من الإفتعال وتصنع المواقف ومحاولات إظهار «خفة الدم» من الممثلة «هند صبري» وهي تفتقد لهذه الروح. وكذلك التردي والإنحطاط والتسيب في «برامج المقالب» أنا مستاء جداً من رفع علم اسرائيل على أرض مصرية (في أحد برامج المقالب) لو كان هناك أي مشروع قومي وتوجه وطني وخطط للبناء ما شاهدنا أمثال هذه البرامج.
وأتساءل ما علاقة رمضان بــ «الدراما» و «برامج المقالب» و «الكوميديا السخـــــيفة» والتسلية غير البريئة؟ هذا شهر للعبادة والتأمل وإذا كان لابد من عمل درامي فليكن عبارة عن عمل أو عملين وعلى مستوى راق ورفيع.

سر يكشفه عالم مصري: أمريكا أسقطت الطائرة المصرية عام 1999 بسلاح HAARP

 
 
 
 
كتب / عمرو عبدالرحمن
كشف مصدر علمي رفيع المستوي - فضل عدم ذكر اسمه - وتحتفظ به "صحيفة - موقع " - أن الولايات المتحدة الأميركية هي المسئولة عن جريمة إسقاط الطائرة المصرية قرب سواحل مدينة نيويورك الأميركية في أكتوبر عام 1999.
وفجر مفاجأة من العيار الثقيل بقوله أن أميركا استخدمت سلاح حرب المناخ "H A A R P" أو ما يعرف بمركز أبحاث الترددات العليا للشفق القطبي الشمالي، في ، العبث عمدا بالغلاف الجوي الآيوني لحظة مرور الطائرة المصرية التي كانت تحمل 33 عسكريا مصريا في طريق عودتهم للوطن، عقب حصولهم علي تدريبات عالية المستوي، حيث ونتيجة توجيه موجات كهرومغناطيسية مكثفة تسببت في "تأيين" الهواء وتحويله إلي حالة البلازما بما تغيرت معه خواصه الفيزيائية وأصبح غير قادر علي حمل الطائرة فسقطت في المحيط الأطلنطي بكامل حمولتها.
وبحسب العالم المصري، أوضح أن تحويل الغلاف الجوي الأيوني إلي حالة من البلازما يمكن سلاح الـ"" من تدمير أية جسم معدني في الجو سواء طائرة او صاروخ، إلخ.
ويذكر هنا أن الولايات المتحدة الأميركية كانت قد أجرت تحقيقا ، وصفه خبراء ومحللون بالوهمي، أرجعت فيه سقوط الطائرة إلي (انتحار) الطيار الذي كان يقودها وهو الكابتن الشهيد "جميل البطوطي"، وزعمت أن عبارته الأخيرة التي قالها وسجلها له الصندوق الأسود للطائرة وهي عبارة "توكلت علي الله..." كانت دليلا علي أنه قرر الانتحار في الجو بحمولته التي كانت علي الطائرة التي يقودها!!
وتتسق تصريحات المصدر العلمي المصري مع ما سبق وأثاره العالم دميتار أوزونوف بمركز جودادار لأبحاث الفضاء عام 2011، عبر دراسة علمية شاملة، كشف فيه عن وجود مشروع محطات الشبكات الهوائية الغريبة التابع لأمريكا ويتضمن نظاما للتحكم في المناخ، وبالتحديد طبقة الآيونوسفير من الغلاف الجوي الكهرومغناطيسي.. وقد وصفه بأخطر أسلحة الدمار الشامل ونوع من أسلحة الإبادة الجماعية.
وتنوتنوه المدونة الى ان ضحايا تلك الحادثة نحو 50 قائدا عسكريا مصريا بينما كان اللواء عبد الفتاح السيسي الناجى الوحيد منها ما اثار علامات استفهام كبري.

26 يوليو 2014

الملكة رانيا العبدالله تكتب : غزة : صناعة «ديستوبيا» عصـرنا الحالي

ترجمة الدستور الاردنية عن موقع هفنغتون بوست العالمي
«ديستوبيا»: مكان خيالي يعيش فيه الناس بتعاسة وخوف؛ حيث لا يعاملون بعدل؛ مستقبل يُعامل الناس فيه بتجرد من الإنسانية، عالم يشبه الكابوس يتسم بالبؤس والخراب والظلم والأمراض والاكتظاظ.
في العادة، مجتمعات «ديستوبيا» تظهر على صفحات الأعمال الروائية، مثل رواية «ألعاب الجوع The Hunger Games» ورواية «المختلف Divergent». تصدمنا تلك الروايات بمجتمعات لا حريات فيها ولا عدالة، قائمة على الحرمان ولا قيمة ولا حُرمة للحياة البشرية فيها.. تدفعنا تلك الصفحات لنتخيل مجتمعاً يُجبر فيه الناس على أقصى درجات التحمُل – وعادة يقتلون إن لم يتحملوا.
أليس كل ذلك خيالا؟ ينتهي مع آخر صفحة.
لا...
أكثر روايات «ديستوبيا» المفجعة في عصرنا ... ليست خيالاً. بل حقيقة يعيشها أناس حقيقيون.
إنها غزة. أكثر مكان مأساوي للعيش فيه على الأرض.
في الوقت الذي يحارب فيه بعض الناس في العالم الفقر أو العنف أو الظلم أو الخوف أو الجوع أو نقص الرعاية الصحية أو تكبيل حرية الحركة أو السجن أو البطالة المتفشية أو المراقبة المستمرة أو انعدام الأمن أو نقص الأساسيات أو اليأس أو التعليم الضعيف أو العزل القسري أو تجاهل حقوقهم الإنسانية أو حسرة فقدان من يحبون، في غزة أكثر من 1,8 مليون شخص يحاربون كل ذلك يومياً.
على مرأى من مجتمع دولي غير مبالٍ إلى حد كبير.
نساء وأطفال ورُضّع وكبار بالسن وذوو احتياجات خاصة وأبرياء، منذ ثماني سنوات يحاربون ذلك الظلم كل يوم تحت حصار اسرائيلي، يكافحون للعيش ولا يعيشون..
شاب فلسطيني عمره 17 عاماً، داخل السجون الاسرائيلية، وصف المأساة اليومية التي يتحملها أهل غزة بقوله:»كأنك مجرد ظل، غير قادر على التحرر والعيش. ترى نفسك ممددا على الأرض ولكنك لا تستطيع بث الحياة في ذلك الظل».
ببساطة: موت بطيء.
من المستحيل أن تدرك المأساة التي يتحملها أهل غزة ما لم تعش الحصار الخانق والهجمات يوماً بعد يوم. هذا و 70% من سكان غزة لاجئون.
تعجز الكلمات عن وصف معاناتهم وأحوالهم. وكل ما أقدمه هنا هو لقطات من واقعهم.
تخيل أن تُحبس في أرض صغيرة قاحلة، طولها بالكاد 25 ميلا، وعرضها بين 3 الى 7 أميال.
تخيل أن يحتاج طفلك رعاية صحية طارئة لا تستطيع عيادات غزة أن توفرها. يوماً بعد يوم، تنتظر على الحاجز دون أن تعرف إن كان اليوم سيُسمح لك ولطفلك بالعبور للوصول الى الرعاية التي يحتاجها.
تخيل تنشئة أطفال دون توافر الماء، وسط تسرب الصرف الصحي، وانقطاع الكهرباء لما يزيد عن 12 ساعة يومياً. أو الاعتماد على الطرود الغذائية من الأونروا لتبقى عائلتك على قيد الحياة.
والآن، تخيل أن الناس في غزة يعيشون إضافة إلى كل ذلك تحت قصف يومي.
أكثر من ربع الذين استشهدوا في الأسبوعين الماضيين .. أطفال ... مائة وواحد وستون طفلاً. المئات غيرهم أصيبوا وتيتموا. عشرات الالاف من العائلات تشتت.
تخيل وبينما تجلس مع عائلتك حول مائدة الطعام تُعطى دقائق لتخلي منزلك قبل أن يقصفوه.. صواريخ تسوي منزلك بالأرض. صور لا تعوض لأجدادك، ذهبت. رسومات لأبنائك عندما كانوا صغاراً، دُمرت. أوراقك الرسمية، فُقدت. تاريخك الشخصي إنمحى.
تخيل محاولة إنقاذ أرواح في مستشفى أجهزته متآكلة وبالكاد تتوافر فيه الأدوية والمستلزمات الطبية. أن يلتصق حذاؤك بالدم الذي على الأرض. وبعدها ... يُقصف المستشفى.
غزة «بحالة صدمة».
ما يريده أهل غزة هو ما يريده كل واحد منا. فرصة لعيش حياة طبيعية بكرامة وأمان، وبناء مستقبل يمكن لأبنائهم أن يزدهروا به، ويحلموا ويحققوا إمكانياتهم. يجب أن يُسمح لهم بذلك.
في البداية، يجب أن يتم وقف إطلاق النار، لكنه ليس الحل الوحيد. لا يمكن أن نسمح بالعودة الى الوضع السابق الجهنمي: معركة يومية للبقاء على قيد الحياة. يجب وبسرعة أن يتبع وقف إطلاق النار جهد عالمي حقيقي لإعادة الحياة لظلال غزة، فتح الحواجز، مراعاة الحقوق، ضمان الحرية، إصلاح البنى التحتية، إعادة الحركة التجارية، تجهيز المدارس، ترميم المستشفيات... على الجروح أن تُشفى وعلى الأمل أن يُزهر.
ولن يحدث ذلك دون تظافر جهود المجتمع الدولي. يجب أن يصروا على حياة كريمة لأهل غزة. كل واحد فينا يستطيع القيام بشيء، لزيادة الوعي .. لنبذ العنف .. للتبرع للأونروا.
استمرار الصمت في وجه الظلم اللامتناهي يجعل من مجتمعنا الدولي مثل آكلي الفستق في أرض رواية «ألعاب الجوع»، بأصوات التشجيع والهلهلة وهز الرأس على كل محاكمة جديدة وكل وفاة جديدة.
هل سنقف متفرجين بينما تتعزز أساسات «ديستوبيا» عصرنا أمام أعيننا؟ أو ستوحدنا إنسانيتنا المشتركة وتدفعنا للعمل لإنقاذ أهل غزة؟ في إنقاذنا لهم، إنقاذ لإنسانيتنا.

يعرض لأول مرة هذه هي اخلاق ثوار العشائر الابطال في مدينة الموصل

مصطفى منيغ يكتب: بلا أساس "السيسي" لها ساس

باستثناء المتفاني، في الرضوخ للركن المنحني، المُخَصَّص لاستقبال التهاني، من مالكي (خارج الأرض المحتلة) أعلى المباني، المصطفين (مَن هم مثله) عن مذلة الأول بعد الثاني، ولا أحد منهم يستحق أن يكون فلسطيني ، فالأخير تهابه جدران الحِصْنِ المُحَصَّن ، المحروس بأشرس ذئاب المغلقة أبوابه بأغلى مزلاج ابتكرته تكنولوجية اليابان ، أزراره عيون تنقل لمن في الداخل صورة وما تحت هندام هذا الهزبر المغوار الإنسان ، وتخشاه بنادق مصوبة نحو جبهته المرصعة بالتقوى والإيمان ، وترتعش من سماع صوته طبول دواخل الآذان ، وتفر من حياله ما تفتخر به دولة إسرائيل من فرسان ، وتصطك عوارض وزراء في حكومة لا عمل لها غير التخطيط بالمكر وما يفرز من سموم كلما اتجه بقسَّامه يذكرها بالاختيار الوحيد المتروك لها رغما عن أنفها: فتح المعابر ، أو أن تحفر لنفسا بنفسها ألعن القبور في أحقر المقابر .
... الجو تغيَّر ، "كيري" عاد لواشنطن حيث المقر ، والاستقرار على ما اتخذته السعودية من قِبَلِ حليفها "نظام السيسي" كقرار ، أن تُتْرك "غزة" ب"حماسها"حتى تنهار ، أو ترضخ لمبادرة هي المحور، ليس قبلها أي خيار ، الإخوان عليهم بالاندثار ، أن يذوبوا ولا يُتْرَك لهم أثر، مصر السيسي قالت بهذا ولا تريد لحكمها المطلق لا جدال ولا معارضة ولا حوار، ولا توقف لإطلاق النار .
..."كيري" قدَّم خدمة للعرب دون أن يدري بقيمتها ، وبغير أن ينتبه لأبعادها حتى"السيسي"(لقربه من الحدث وهندسة ما يعطيه الشرعية الدولية في التدخل كقوة إقليمية تتهيأ لأخذ زمام الأمور حينما يستقر "الشرق بلا وسط" في خريطته المستقبلية ، الظَّاهِرُ منها يؤكد التغيير الجذري في المساحات الأرضية، وشكل الحكم المناسب لتلك المرحلة، التي لن يكون فيها من شاخ عظمه ولا من لا يتحرك حتى لسانه للنطق بجمل صحيحة) بالرغم مما يحيط به من فلاسفة ومحللين وخبراء مدنيين وعسكريين ، رحل كيري دون أن يعلق بكلمة يبرر بها للمراقبين سبب رفع اليد الأمريكية عن ملف "غزة"، وهذه المرة بالكامل ، الضربة المدروسة بعناية "مخابراتية" جيدة ، موجهة للسيسي دون غيره ليحُدَّ من كيفية معالجته للأمور بفرض المزيد من الليونة حتى تتم المسرحية المشخصة بالأطراف الثلاثة ( السعودية / مصر/ إسرائيل) ، وأن تُحترم أمريكا في إخراجها للعمل الدرامي ، بكيفية تجعل المتفرج لا يمل ، مهما كان وكيفما كان ، من الحركة التدميرية على الأرض الفلسطينية بشطريها الضفة والقطاع ، وأشلاء الأطفال والنساء والشيوخ تتطاير بفرط مجازر تُرتكب والأمين العام لهيأة الأمم المتحدة حاضر على جزء منها في را م الله يحتسي القهوة المطبوخة كما يريدها عباس، الظاهر على محياه أنه ينام جيدا خلافا لصديقه نتنياهو، الذي إن ركزت في وجهه تهيأ لك أنه سيسقط أرضا من قلة النوم ، إذ الورطة التي وضع نفسه وكل يهود العالم فيها ، لم تحسب ل "القسَّام" عظمته وتفوقه وغالبا انتصاره على جيش جرار تصرف أمركا وأوربا المليارات تلو المليارات على تسليحه ومده بما يزيد عن حاجاته، ليكون مستعدا وقادرا على جعل الشرق العربي يدين بملة أمريكا وحلفائها ، خاضعا عن مذلة لعربدة إسرائيل ، صامتا عن رغباتها في التوسع على حساب الفلسطينيين أولا ، ولو لمسافة كيلومتر واحد في السنة . (للمقال صلة)
*مدير نشر ورئيس تحرير جريدة الأمل المغربية
عضو الأمانة العام ة لحزب الأمل
المحمول : 00212675958539

مجازر غزة… أين العروبة؟ أين الدين؟ أين الانسانية؟

رأي القدس
وسط صمت اقرب الى التواطؤ، وللمرة الرابعة قصفتاسرائيل الخميس مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لجأ اليها نازحون في بيت حانون (شمال غزة) ما اسفر عن مقتل حوالي 15 فلسطينيا واصابة 200 آخرين.
واكتفى الاتحاد الاوروبي بالدعوة الى «تحقيق سريع»، وليس واضحا اي تحقيق يريدون خاصة بعد التصريحات الواضحة لمدير الاونروا بيتر كراهنبول التي قال فيها «ان هذه المأساة تظهر مجددا انه ليس هناك اي انسان في امان في غزة». اي ان ما يحصل في غزة اصبح نوعا من الابادة الجماعية. بالاضافة الى ان القانون الدولي يجرم اي قصف لمناطق مدنية حتى وان ثبت وجود اسلحة فيها، وهو ما تنفيه المقاومة، ولم يتوفر اي دليل عليه.
فيما اعلنت السعودية عن مساعدة قيمتها 100 مليون ريال (25,7 مليون دولار) مخصصة لمواجهة اعباء نقص الادوية والمستلزمات الطبية العاجلة لعلاج الجرحى والمصابين في قطاع غزة، لكنها لم توضح كيف سيتم توصيل هذه المساعدة في ظل العدوان واغلاق البنوك والحدود معا. 
اما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فالقى خطابا مرتجلا استغرق عشرين دقيقة بمناسبة ليلة القدر بعد ساعات قليلة من المجزرة، الا انه لم يتسع لبضع كلمات يدين فيها ذبح ابناء غزة، بالرغم من ان شيخ الازهر الذي سبقه في الحديث كان ادان المجازر بوضوح وقال: «الكيان الصهيوني ما كان يجرؤ على المجازر لشعب غزة لو أن العرب كانت لهم كلمة واحدة وكانت فلسطين تحت راية واحدة، وعلى هذا الكيان المتغطرس أن يعلم أن القضية الفلسطينية ليست حكرًا عليهم، وإنما الهم الأول للعرب والمسلمين».
اما الرئيس الفلسطيني الذي «عدل خطابه السياسي» ليتفق مع نهج المقاومة قبل يومين، ونجح في توحيد المطالب الفلسطينية في ورقة واحدة، فمازال مطلوبا منه اتخاذ اجراء لمحاسبة اسرائيل على ما ترتكبه من جرائم حرب في غزة.
وحسب خبراء قانونيين فان المطلوب من عباس هو ان يوجه خطابا رسميا الى المحكمة الجنائية الدولية يمنحها فيه حق الولاية القانونية على ما يحدث في غزة. وحينئذ يستطيع الشعب الفلسطيني بما يملك من كوادر قانونية وحقوقية كفوءة ان يفتح ابواب الجحيم القضائية على المسؤولين الاسرائيليين، بفضل ما يملك من توثيق قانوني للجرائم والمجازر الاسرائيلية.
للأسف لقد فشل العالم، في اتخاذ موقف قانوني او اخلاقي انصافا لأهل غزة الذين قدموا اكثر من ثمانمئة شهيد وخمسة الاف جريح حتى الآن واغلبهم من الاطفال والنساء والمسنين. اما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فلم يكتفيا بسقوطهما الاخلاقي، بل جعلا الضحية في مكان الجاني، وأدانا الصواريخ الفلسطينية بينما مازالا يغضان الطرف عن نتائج هذا «الهولوكوست الاسرائيلي» في غزة. 
لكن هل يجب ان نلوم العالم او الغرب حقا بينما بعض العرب والمسلمين، كادوا ان يكونوا متورطين في هذه المجازر، إما بالصمت والتعتيم الاعلامي والسياسي، أو المواقف السياسية السلبية التي تمنح اسرائيل غطاء اخلاقيا لجرائمها؟
لن نتحدث هنا عن قيام عباس بحل السلطة والغاء مسار أوسلو العقيم الذي منح اسرائيل رخصة للقتل، أو سحب السفيرين المصري والاردني من تل ابيب، او طرد سفيري اسرائيل من القاهرة وعمان او حتى «ازعاجهما» بمجرد استدعاء بروتوكولي لابلاغهما بالاحتجاج على قصف البيوت ومدارس الاونروا في غزة، ولن نتحدث عن موقف عربي موحد أو شبه موحد بمطالبة أو حتى مناشدة حلفاء اسرائيل للضغط عليها. لكن فقط نسأل ما الذي ينتظره العرب لاقامة جسر اغاثة جوي لاغاثة غزة وقد اصبحت منطقة منكوبة، خاصة بعد ان طالبت منظمة الصحة العالمية أمس الجمعة باقامة ممر انساني لاجلاء الجرحى وتقديم الادوية والعلاج اللازم.
أي أمة عربية أو اسلامية هذه التي تتفرج على بعض ابنائها يذبحون في هذه «الأيام المباركة» التي من الواجب فيها على كل مسلم ان يهتم بالضعفاء والمظلومين والمحتاجين. اي «ليلة القدر» يحتفل بها بعض القادة العرب، فيما يصمون آذانهم عن المذبحة القريبة في غزة، بل وماذا بقي من الدين نفسه و«الجسد الواحد الذي اذا اشتكى منه عضو..» ؟ واذا لم يبق لدينا دين ولا عروبة، فهل جفت الانسانية والنخوة في العروق الى هذا الحد؟
رأي القدس

مقابلة الموت في غزة بالتشفي والنكاية والصمت وقلب الحقيقة رأساً على عقب

 
بقلم نواف ابو الهيجاء
ما يجري من ردود أفعال يرقى الى مستوى الفضيحة على الأصعدة كافة، عربياً وإسلامياً وإنسانياً. ولذا، فالمعايير تنقلب،
وعلى الفلسطينيين التصرف وفق المعطيات التالية: لهم ان يقاتلوا وان يموتوا دفاعا عن النفس في مواجهة حرب الإبادة، وألا ينتظر أي منهم موقفا قوميا جدياً من أي جهة، فمن كان يستطيع مشغول بمشكلاته الداخلية. ومن كان لا يريد تحمل المسؤولية، وجد عذرا أقبح من ذنب ليتنصل منها.
بعد نحو أسبوعين من «عرس الدم» الفلسطيني في قطاع غزة، يظل عنوان ردود الفعل العربية محصورا بالتشفي والصمت أو حتى بقلب الحقيقة رأساً على عقب. فمنهم من تصرف على أساس ان أهلنا في القطاع كلهم «حماس» وبالتالي كلهم «إخوان مسلمون»، ولا بأس من درس دموي جديد يتلقاه الفلسطينيون بأولادهم وأطفالهم ونسـائهم وشيبهم وشبانهم، ومنهم من اكتفى بقمع أي ردة فعل ممكنة في عواصم عربية عرفـت تاريخـيا بكونها مناصرة للحق العربي في فلسطين.
لم تكن ردود الأفعال «العربية» الرسمية في السابق (وقبل ما يسمى «الربيع العربي») لتصل الى ما وصلت اليه اليوم في ظل نتائج هذا «الربيع العجيب» الذي استل من العروبة عربها ومن الإنسانية إنسانها واكتفى إما بكلمات تافهة وباردة تدين الطرفين القاتل والمقتول، وإما بالصمت الدال على التشفي. ولم ترف جفون أي من الحكام وهم يرون صور القتل والمجزرة وتحول أهل القطاع الى أشلاء ممزقة وبيوتهم الى أكداس من رماد.
حتى الحس الإنساني فقد لدى الكثير من الأدعياء. وارتقى موقف بعض الأوروبيين والأميركيين الى أعلى من مواقف بعض العواصم «العربية»، كما أن تغطية الحدث إعلاميا كانت في حالات كثيرة أكثر موضوعية من الإعلام المحسوب علينا كعرب.
واذا توقفنا عند مصر، لرأينا العجب في الإعلام وفي المواقف، من إحكام الحصار على المليون وثمانمئة الف فلسطيني من أهلنا في القطاع، والسلطة هناك تحسبهم كلهم ليس على حركة «حماس» فحسب، بل على جماعة «الإخوان المسلمين» ايضا. وهذا أمر ينسحب على مواقف عرب الخليج والمحيط كذلك.
الدم الغزي رخيص جدا هذه المرة. ورائحة الشماتة والنكاية تفوح وتزكم الأنوف. أما «الجامعة العربية»، فهي بحركتها اليوم تمنّي النفس المريضة بمزيد من الدمار والموت لأهل القطاع، ولا مانع لديها من رفع السقف المتهاوي لتساوي بين الفلسطيني المذبوح والصهيوني الغازي.
والمؤلم أن الفلسطيني وجد نفسه اليوم في موقف لم يتصوره حتى في أحلك الظروف، انه وحيد مثل مركز دائرة. وعليه أن ينافح ويتلقى سهام الموت من هنا وسهام الغدر من هناك وسهام الصمت من كل صوب. حتى السلطة الفلسطينية تتصرف وفق حسابات الربح والخسارة: السلطة والكرسي والمنفعة في جانب، وكسب أصوات الشارع في جانب، وعدم التفريط بما تمنحة الدول الاجنبية من مساعدات في جانب ثالث، وعدم التخلي عن اشتراطات «اوسلو» والتعاون الأمني في المقدمة من جانب رابع.
ما يجري من ردود أفعال يرقى الى مستوى الفضيحة على الأصعدة كافة، عربياً وإسلامياً وإنسانياً. ولذا، فالمعايير تنقلب، وعلى الفلسطينيين التصرف وفق المعطيات التالية: لهم ان يقاتلوا وان يموتوا دفاعا عن النفس في مواجهة حرب الإبادة، وألا ينتظر أي منهم موقفا قوميا جدياً من أي جهة، فمن كان يستطيع مشغول بمشكلاته الداخلية. ومن كان لا يريد تحمل المسؤولية، وجد عذرا أقبح من ذنب ليتنصل منها.

خليفة جاب الله يكتب : المتآمرون على غزة

حالة من الغثيان والاشمئزاز والصدمة انتابتنى وأنا أتابع ردود أفعال بعض الإعلاميين والصحفيين المصريين إزاء العدوان الإسرائيلى على أشقائنا فى قطاع غزة، فلم أكن أتصور أن يأتى اليوم الذى أرى أو أسمع فيه إنسان مصرى أو عربى وهو يعلن انحيازه الكامل وتأييده للعدوان الصهيونى الوحشى على إخواننا فى غزة، مهما كانت توجهاته السياسية ومهما بلغت درجة كرهه لحركة حماس.
تبارى بعض هؤلاء الإعلاميين فى إعلان تشفيهم وسعادتهم بالعدوان الإسرائيلى على أهل غزة، دون خجل، وكأنهم يشاركون فى ماراثون للتحريض ضد إخواننا الذين يتعرضون لحرب ابادة وتطهير عرقى.
مذيعة فى إحدى القنوات الفضائية اعتبرت أن الواجب يحتم على الجيش المصرى أن يهرع لمساعدة الجيش الإسرائيلى فى القضاء على حركة حماس، وأخرى اعتبرت أن ما جرى هو لعبة من حماس التى استفزت إسرائيل، لكى تحصل على تعاطف العرب والمسلمين وقالت: دماء الفلسطينيين الأبرياء فى رقبة قادة حماس، دون أن تتفوه بكلمة واحدة ضد قوات العدو الصهيونى.
الطامة الكبرى أن إحدى مذيعات التليفزيون المصرى الرسمى، الذى يعبر عن موقف الدولة والنظام الحاكم الذى أفرزته أحداث 30 يونيو 2013، قالت موجهة حديثها لأهالى غزة: «ما تتقتلوا ولا تروحوا فى داهية ..واحنا مالنا». وانتظرنا أن يتم تحويل هذه المذيعة للتحقيق، ذرا للرماد فى العيون، على ما اقترفت من جرم، ولكن فوجئنا بأن مسؤولى التليفزيون قرروا تعيينها، بعد أن كانت تعمل بعقد مؤقت طوال سنوات، وكأنهم يكافئونها على فعلتها، وتوالت مثل هذه التصريحات من صحفيين وإعلاميين وسياسيين بأسلوب ممنهج وسيمفونية متناغمة ومحبوكة تديرها جهات مجهولة من وراء الكواليس.
نعم هذه الحملة لم تحدث مصادفة أو اعتباطا، وإنما هى مؤامرة تتم بشكل منظم، وعن قصد ومع سبق الإصرار والترصد، سواء من جهات داخلية معروفة بعدائها للمقاومة ولحركة حماس وللإسلاميين بشكل عام، أو من جهات خارجية يحركها اللوبى الصهيونى العالمى، سواء بشكل مباشر أو عبر وسطاء.
هذا اللوبى يمتلك شبكة عنكبوتية معقدة تنتشر فى معظم دول العالم بما فيها الدول العربية، ويبدو أن هذا اللوبى وجد ضالته فى ثلة من أنصار «30 يونيو» وبعض المروجين لها ممن يناصبون الإسلاميين العداء فجمعت المصلحة بين الطرفين سواء بقصد أو بالمصادفة.
يعمل هذا اللوبى على تغيير الثوابت العربية الراسخة داخل وجدان الشعب المصرى والشعوب العربية منذ عقود، ليحول الكيان الصهيونى من عدو يجب مواجهته إلى دولة جارة ثم دولة صديقة، ويحول الفلسطينيين من إخوة وأشقاء يجب مساندتهم إلى إرهابيين يستهدفون أمن مصر ثم إلى أعداء، ويروجون لفكرة وقوف مصر على الحياد مما يحدث فى غزة وفى المنطقة العربية، لكى يعزلوا مصر عن محيطها ودورها ومواقع نفوذها، وهو ما ييسر على إسرائيل التغلغل والسيطرة على البلاد العربية وتحقيق حلم إسرائيل الكبرى.
تحركات هذا اللوبى ليست جديدة وإنما ممتدة منذ إنشاء الكيان الصهيونى، وإذا عدنا بالذاكرة إلى عقدين من الزمان سنرى كيف قاد هذا اللوبى حملة منظمة داخل مصر وعدد من الدول العربية لإقناعنا بقبول التطبيع مع إسرائيل، واستخدموا عددا من المثقفين والإعلاميين المصريين والعرب الذين زاروا إسرائيل لكسر حاجز المقاطعة التى تفرضها الشعوب العربية على الكيان الصهيونى، ثم عادوا إلى بلدانهم ليروجوا للتطبيع، ولكن الشارع المصرى والعربى كان عصيا على هذه المؤامرة والحملة المشبوهة.
وإذا كان هذا اللوبى فشل فى معركة التطبيع فإنه تمكن من تحقيق اختراقات فى مجالات أخرى، وعلى وجه الخصوص المجال الإعلامى، حيث تمكن من تغيير صورة إسرائيل فى الإعلام العربى من «العدو الصهيونى» إلى «العدو الإسرائيلى» ثم «جيش الاحتلال الاسرئيلى» ثم «الجيش الإسرائيلى» وأخيرا «دولة إسرائيل»، كما تجلت ثمرات هذا الاختراق فى هؤلاء الإعلاميين الذين يجهرون اليوم بتأييدهم للصهاينة فى عدوانهم على إخواننا فى غزة.
إن ما ارتكبه هؤلاء الإعلاميون هو جريمة كاملة الأركان كانت تستوجب المحاكمة لو تمت فى ظل نظام سياسى آخر غير الذى يدير مصر حاليا، وليس مكافأتهم، لأنهم جهروا بخيانتهم لعروبتهم ودينهم وللثوابت القومية والدينية التى ترسخت عبر الأجيال، فضلا عن أنهم فقدوا إنسانيتهم أيضا لأنهم يباركون هذه المجازر البشعة ضد الأطفال والنساء، دون أن تحرك أشلاء وجثث الضحايا ساكنا فيهم.
فإذا كانت الخيانة هى إفشاء أسرار ونقل معلومات للعدو، فإن ما يقوم به هؤلاء الأشخاص هو أخطر ألف مرة مما يقوم به الخونة والجواسيس لأنهم يحاولون تضليل شعب بأكمله لكى يرتمى تدريجيا فى حضن عدوه ويتخلى عن ثوابته.
أيها المتعاطفون مع العدو الصهيونى، إن عداوتكم لحركة حماس والمقاومة الفلسطينية، لا تبرر الارتماء فى حضن العدو الإسرائيلى، لأن بحار الدم بين الشعب المصرى والصهاينة لم تجف حتى اليوم، فهل نسيتم 5 حروب خضناها ضد إسرائيل فى 1948 و1956 و1967 و1973، إضافة إلى حرب الاستنزاف التى استمرت 6 سنوات، وهل نسيتم دماء آلاف الشهداء الذين سقطوا برصاصات الغدر الإسرائيلية خلال تلك الحروب، ألم تسمعوا بآلاف الأسرى المصريين العزل من السلاح الذين ذبحتهم العصابات الصهيونية بدم بارد خلال حرب 67، بل ودفنت المئات منهم أحياء فى صحراء سيناء دون مراعاة لأى اعتبارات إنسانية أو قانونية، هل نسيتم مجزرتى بحر البقر وأبوزعبل، هل أصبح الصهاينة أصدقاءكم وأحباءكم وتحول الفلسطينيون وأهالى غزة المظلومون والصامدون إلى أعداء؟
إذا كنتم قررتم التخلى عن كل هذه الثوابت أو بعتموها بثمن بخس دراهم معدودة، فسيكون لزاما علينا أن نتصدى لكم ونفضحكم.. سنعتبر أن كل من يجهر بدعمه لإسرائيل ويؤيد عدوانها وإبادتها لإخواننا الفلسطينيين فى غزة أو فى الضفة الغربية متآمرا وعضوا فى اللوبى الصهيونى، وسنعلق على صدره شارة مكتوبا عليها «خائن لدينه ووطنه وأمته»، سواء كان الهدف المعلن للقذائف الصهيونية هو حركة حماس أو فتح أو الجبهة الشعبية أو الجهاد الإسلامى، سواء كان من يواجه إسرائيل، مسيحيا أو مسلما، أو سنيا أو شيعيا.
فى ظل هذا الوضع الملتبس الذى يراد فيه خلط الحق بالباطل، لا وقت لدينا كى نفرق بين من يرتكب ذلك بدافع كرهه لحركة حماس أو لأنه مغرر به، وبين الذين يقومون بذلك بالتنسيق مع عملاء اللوبى الصهيونى بشكل مباشر، ففى هذه الأوقات يجب أن نكون حاسمين وواضحين، لا مجال للمواربة والحلول الوسط.