22 يوليو 2012

كيف أدركت ثورة يوليو قضية الصراع العربى الصهيونى ؟بقلم/ د. رفعت سيد أحمد








فى الذكرى الستين .. وبعد سرقة الأمريكان للثورات الجديدة ..


كيف أدركت ثورة يوليو قضية الصراع العربى الصهيونى ؟


بقلم/ د. رفعت سيد أحمد


لم يعرف التاريخ الإنسانى على تعدد قضاياه ، قضية بمثل هذا الطول والعمق والتعقد ؛ (قضية الصراع العربى الصهيونى) التى اختلطت فيها الأمانى القومية بالحدود الجغرافية ، ومشاعر الثورة بعجز القدرة والامكانية ، واختلطت فيها الأدوار الإقليمية بتفاعلات القوى وتوازنات الإطار الدولى ، فى منظومة متداخلة لا نكاد نعبر إحدى حلقاتها حتى تواجهنا أخرى أشد إيلاماً وأكثر تعقيداً .


ولأننا نعيش اليوم الذكرى الستين لثورة يوليو ونعيش معها اكتمال ما يسمى " بالمشروع الصهيونى " فى المنطقة العربية ، وبدء ما أسماه البعض " بالحقبة الصهيونية " رغم ما يسمى بربيع الثورات العربية والتى ليست كلها ثورات حقيقية فالبعض – كما فى سوريا – وليس مجرد مؤامرات غربية هدفها النفط وحماية إسرائيل ، فإن وقفة عميقة مع الذات ينبغى أن تثار ، ومراجعة عميقة لكل المواقف والخبرات السابقة ينبغى أن تكون ، كيف أدركت الثورة من خلال قائدها طبيعة هذا الصراع ؟؟ وكيف تعاملت معه ؟ وأين هذا النموذج فى " الفهم والتعامل " من واقع الوطن العربى اليوم ، وكيف يمكننا أن نطور خبرة " يوليو 52 – 1970 " من خلال تفاعلات الحاضر العربى ؟ .


أولا : مدركات ثورة يوليو لطبيعة الصراع :


يمكن بلورة مدركات ثورة يوليو لطبيعة الصراع العربي-الصهيونى وبعد متابعة لوثائق الثورة المختلفة، حول ثلاثة مستويات أدركت من خلالها الثورة هذه القضية:


المستوى الأول: أن الصراع العربي-الصهيونى صراع مصيرى بالأساس.


المستوى الثاني: أنه صراع قومي.


المستوى الثالث: أنه صراع حضاري. فماذا عن هذه المستويات؟


المستوى الأول: مصيرية الصراع


تجمع وثائق الثورة وتحديدا وثائق عبد الناصر، على أن هذا الصراع الذى تجرى أحداثه فوق أرض فلسطين، كان ولا يزال، صراع وجود، صراع بقاء بين الأمة العربية من جانب وقوى الاستعمار من جانب آخر.


يقول عبد الناصر "إن الأرضية الأصلية وراء الصراع العربى الإسرائيلى هى فى الواقع –على وجه الدقة- أرضية التناقض بين الأمة العربية الراغبة فى التحرر السياسى والاجتماعى وبين الاستعمار الراغب فى السيطرة وفى مواصلة الاستغلال"، "وفيما مضى فلقد كان سلاح الاستعمار ضد الأمة العربية هو سلاح التمزق وبعد حربين عالميتين ومع تعاظم الإيمان بالوحدة العربية فلقد لجأ الاستعمار إلى إضافة سلاح التخويف إلى سلاح التمزيق"، وكان أن استغل فى ذلك الدعاوى الأسطورية للحركة "الصهيونية"، وهكذا سلم وطناً من أوطان الأمة العربية غنيمة مستباحة للعنصرية الصهيونية المدججة بالسلاح لكى يتم تكريس تمزيق الأمة العربية أو ليتحقق تخويفها باستمرار عن طريق إيجاد قاعدة فى قلبها لتهديدها فضلا عما يتبع ذلك من استنزاف كل إمكانيات القوة العربية فى صراع محكوم فيه تاريخيا. "ولقد زاد من حدة التناقض بين الأمة العربية والاستعمار ظهور الحركة التقدمية العربية بقيادة الفلاحين والعمال العرب الأمر الذى دفع الاستعمار إلى مغامرات عنيفة ومخيفة عَبَّرت عن نفسها سنة 1956-1967 والتى عرفت بحرب الأيام الستة التى هى فى الواقع مقدمة لحرب لم تنته حتى الآن"، - والقول لعبد الناصر- هذه هى أرضية الصراع العربي - الإسرائيلى التى هى فى الواقع "أرضية التناقض بين آمال الأمة العربية وحقوقها المشروعة بين أطماع الاستعمار ومخططاته ومؤامراته" وكأن عبد الناصر يقرأ بهذا التحليل المستقبل العربي محدداً حقيقة التناقض وما تحاول "الحقبة الصهيونية" فى مرحلة ما بعد لبنان عام 1982 أن تفعله، والجسد العربى لا يزال يبحث عن مخرج تائها فى الدائرة المفرغة التى أدخله إليها مفهوم السلام الأمريكي.


إن الصراع المصيرى ، مفهوم أدركه جيداً الجانب الإسرائيلى ولم يحاول الجانب العربى أن يفهمه أو يحاول تطويره .


المستوى الثانى : قومية الصراع :


عندما حوصرت القوات الفلسطينية شهور يونيو ويوليو وأغسطس 1982 داخل بيروت وأسقطت إسرائيل عليها ما يقرب من المليون قنبلة ، وشنت المئات من الغارات (فى يوم 12 أغسطس 1982 شنت إسرائيل 220 غارة ، وأسقطت 44 ألف قنبلة خلال 11 ساعة فقط) وعندما اكتملت صورة الهزيمة العربية فى 17 مايو 1983 بتوقيع الاتفاق اللبنانى الإسرائيلى، وعندما اكتمل المشروع الصهيونى – أو كاد – داخل الضفة الغربية وقطاع غزة وبالجولان ولبنان ، عندما حدث كل هذا .. كانت الأنظمة العربية على امتداد الوطن ، ترفع مقولة خطيرة ، وهى أن القضية – قضية الصراع العربى – الصهيونى – قضية فلسطينية بالأساس والخطورة أنها لم تكتف " برفع المقولة " بل بتطبيقها عملياً من خلال سلوكيات إقليمية ذات دلالة هامة ، فى هذا الإطار من تدهور النظرة العربية لطبيعة الصراع ، تأتى رؤية ثورة يوليو لتقدم لنا نموذجاً – نتصور أننا فى أشد الحاجة إليه فنحن نعيش سيناريو الحقبة الصهيونية ، فالصراع العربى الإسرائيلى من وجهة نظر ثورة يوليو وبالإضافة إلى مصيريته ، هو صراع قومى ، صراع بين أمة عربية ذات أهداف وطموحات مشروعة من العصابات الصهيونية كمقدمة للاستعمار العالمى ، وأن القضية لم تكن قضية أبناء فلسطين فحسب ، وإن كانوا هم الطليعة والمقدمة فى عملية المواجهة السياسية والعسكرية مع إسرائيل ، فالقضية قضية كل أقطار الوطن العربى ، وهنا يقول عبد الناصر (إن أى عدوان على العالم العربى ، يعتبر عدواناً على كل بلد عربى ، ونحن باعتبارنا الجمهورية العربية المتحدة التى أخذت على نفسها واجب الطليعة فى هذا لن نتخلى عن هذا الواجب) ويرى أن سقوط أى بلد عربى إنما يكون دائماً هو البداية لسقوط باقى البلاد العربية ، وإسرائيل تدرك هذه الحقيقة ومن ثَمَّ فهى تقف ضد الوحدة العربية مفهوماً وسلوكاً (كانت إسرائيل أيضاً تعادى الوحدة بل كانت إسرائيل تعادى وحدة الكلمة بين العرب،كانت إسرائيل تحاول أن تفرق بين العرب، حتى تستطيع أن تهاجم فى الشمال وتجمد فى الجنوب ، أو تهاجم فى الغرب وتجمد فى الشرق) .


المستوى الثالث: حضارية الصراع


لقد أكسبت ثورة يوليو الصراع العربي-الصهيونى سمة هامة أثبتت التطورات الأخيرة التى تعيشها قصة الصراع اليوم صحتها، تلك هى طبيعة الصراع الحضارية، حيث الصراع مع إسرائيل ليس فقط مع مجموعة من العصابات الصهيونية القادمة من أوروبا والأمريكتين ولكنه صراع مع "الجذور" التى تنتمى إليها هذه العصابات وهى الجذور التى تُشكَّل الوجه الحقيقى للصهيونية السياسية، وحيث تمتد هذه الجذور لتصل إلى جوهر الحضارة الغربية، إلى طبيعته العنصرية التى قامت عليها هذه الحضارة، وإلى الوجه العدائى الذى مَيَّزها فى نطاق تعاملها مع غيرها من الحضارات وتحديدا الحضارة العربية الإسلامية، وإلى الطبيعة الأنانية والفردية التى مَيَّزت نظرتها إلى الإنسان العربى فهو لديها دائما "متخلف" دائما "مهزوم" دائما "همجي" دائما "التابع غير المتحضر" والذى فى حاجة إلى من يقوده ويؤكد لديه هذا الواقع، مع دائمية أن يظل فى إطار دور "التابع". من هنا كان لا بد من زرع الكيان الصهيونى كامتداد لما يسمى "بالحضارة الغربية" وإن كان فى جانبها السييء.


لقد أدرك عبد الناصر هذه الحقيقة، وأدرك ما تعنيه من دلالات هامة، تمثلت فى حتمية أن يظل الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب أحد طرفى الصراع، تقدم له دائما ما يبقيه على قيد الحياة داخل جسد الطرف الثانى "الطرف العربي"، وهى الحقيقة التى لم يستطع أن يدركها اليوم الذين يعيشون فى مرحلة ما بعد لبنان 1982، وهذه الطبيعة الحضارية "الخاصة" للصراع تحددها الثورة حين تقول من خلال قائدها "إن إسرائيل تقوم فى خدمة الإمبريالية والاستعمار بدور القاعدة وبدور المخفر الأمامي، وبدور العازل الذى يحول دون وحدة الأمة العربية، ويهددها كلما تحركت، وبدور الإدارة التى تشتت تركيزها على المستقبل وتمتص طاقاتها بالاستنزاف أولا بأول، ولقد باعت الصهيونية نفسها للاستعمار الذى كان يسيطر على العالم العربي، وربما لم يكن الأمر يحتاج إلى وقفة جديدة فإن الصهيونية العنصرية بحكم طبيعتها الرجعية تقف منطقيا على الجانب المعادى للحرية.


ويرى عبد الناصر أيضا "أن الاستعمار قد سلك فى سبيل ذلك كل الوسائل الخبيئة والخبيثة، فهو لم يكتف بأن يكون له عملاء يتسترون بالوجوه الوطنية ليكونوا أكثر فاعلية فى خدمته، وإنما أقام لنفسه بين الدول العربية دولة عميلة تتكلم باسمه، وتسير على نهجه وتكون رأس جسر لأغراضه، وحربة فى قلب قارتنا تسعى للسيطرة بما تقدمه من قروض واستثمارات لتسيطر على اقتصادياتها بالاحتكارات الاستعمارية".ويؤكد ما يعنيه أكثر حين يقول "حينما نعالج قضية فلسطين لا يمكن أن نتصور أننا نعالج قضية سهلة، إنها قضية إسرائيل ومن وراءها، وهى بوضوح أكثر قضية أمريكا".


من هذا العرض السابق يتضح لنا كيف أدركت ثورة يوليو طبيعة الصراع العربى الصهيونى حيث هذا الصراع مصيرى وقومى وحضارى ومن لا يفهمه على هذا النحو فإنه لا يستطيع أن يدرك طبيعة العدو الذى نحارب، ولا يستطيع أن يدرك صراعنا الطويل معه.


ولعل رؤية ثورة يوليو للصراع تتضح أكثر حين ننتقل بالحديث إلى حيث مستويات تعاملها مع الصراع بأطرافه المختلفة، أو بعبارة أدق كيف أدارت الصراع وكيف تفاعلت مع أحداثه؟


ثانيا: ثورة يوليو ومستويات إدارة الصراع :


من خلال خبرة الصدام مع إسرائيل وأمريكا وقوى ما كان يسمى أيام عبد الناصر بالرجعية العربية.. (الغريب أن ذات الرجعية بقيادة السعودية ومشيخيات الخليج المحتل هى ذاتها العقبة اليوم كما كانت بالأمس) من خلال الصدام مع هؤلاء الذين أسماهم عبد الناصر بأطراف الصراع تَشكَّلت عند ثورة يوليو على المستويين الفكرى والحركى قناعة مؤداها أن عملية إدارة الصراع العربى الصهيونى عملية معقدة،وأن تَعقُّد هذه العملية يعنى تواجد عدة مستويات فى إدارتها، وهذه المستويات متداخلة ومتصلة ولا يمكن فهم إحداها دونما فهم ما سبقها.


ويقول عبد الناصر محدداً هذه المستويات "إننا نخوض معركة معقدة متشابكة تجرى على أرض وعرة متفجرة، وليس هناك طريق واحد نستطيع أن نسلكه لتحقيق أهداف أمتنا العربية وإنما هناك طرق متعددة نحو هذه الأهداف واستعدادنا لاستعادة أراضينا الضائعة بالقوة لا يمكن أن يُعطِّل عملنا السياسى لاستعادة ما ضاع منا.. إن الاستعداد بإمكانيات القتال لا ينبغى أن يعطل استعدادنا بإمكانيات السياسة".. ولكن عبد الناصر رغم ذلك لم يقل إن هذه الحرب هى "آخر الحروب" تحت دعاوى السلام كما قال خلفه أنور السادات ولكنه قال وفى الخطاب نفسه السابق "ولكن الخطر أن نجعل الاستعداد للسياسة يعطل الاستعداد للقتال، ذلك أنه فى نهاية المطاف تبقى حقيقة واحدة على ساحة الشرق الأوسط، حقيقة لا شريك لها ولا بديل وهى ضرورة استعادة أرضنا وتطهيرها إلى آخر شبر تطهيرا كاملا ونهائيا".


إن مستويات إدارة الصراع عند قائد يوليو تتدرج من: المستوى السياسى بتنويعاته المختلفة: الدبلوماسية، الإعلام، الدعاية، الثقافة فالمستوى الاقتصادى كالمقاطعة الاقتصادية، فالمستوى العسكري، والذى لا بديل عنه ولا مناص مع حالة استيطانية مثل إسرائيل. ولقد اتضحت هذه الخبرة فى إدارة الصراع فى مرحلتين هامتين من تاريخ الثورة:


الأولى: وتمثلت أثناء العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 حين أدار عبد الناصر الصراع داخليا من فوق منبر الأزهر وفى بورسعيد بحرب شعبية رائدة، وخارجيا من خلال تحفيز الدور السوفييتى للضغط على أمريكا، وقد أحدث ذلك كله نتائج إيجابية.


والثانية: بعد هزيمة 1967 حين أعاد عبد الناصر تكتيكاته السياسية والعسكرية وأشعل أخطر حرب شنت ضد إسرائيل وأحدثت أضرارا مباشرة فى اقتصادها، حرب الاستنزاف 68 - 1970 وحين أعاد عبد الناصر تنظيم علاقاته العربية والدولية تمهيدا للجولة القادمة والتى أعد لها جيشه وشعبه إعدادا قادراً كان من شأنه أن يحدث انتصار أكتوبر1973 الذى كان الثمرة الحقيقية لإنجاز عبد الناصر بعد العام 1967 ، ومن خلال هاتين المرحلتين يأتى التأكيد العملى على عمق إدراك ثورة يوليو لطبيعة الصراع ولأطرافه وهو الإدراك الذى دفعها من ناحية أخرى إلى حماية ثورة الشعب الفلسطينى ممثلة فى منظمة التحرير الفلسطينية .


ثالثاً : يوليو .. ومستقبل الصراع :


الآن ، وقد اتضحت أبعاد الرؤية لطبيعة الصراع ولأطرافه ولمستويات إدارته والآن وقد دخل الوطن العربى إلى حيث " العصر الصهيونى " بإحباطاته وانكساراته وتحدياته ، وسط الربيع الزائف للثورات العربية . ماذا تَبقَّى من يوليو وكيف نحافظ عليه ؟ وكيف نقدمه كبعد إضافى لحركة هذا الوطن نحو المستقبل ؟ أليست " الثورة " ملكاً لهذا الشعب العربى على امتداد رقعة الوطن العربى ألم تكن " ثورة يوليو " هى ثورة هذه " الأمة الَحيَّة " كما وصفها عبد الناصر – إذن والحال كذلك ، فلابد أن يحمى هذا الشعب ثورته ، ولابد أن تحتضن هذه الأمة ثورتها – فثورة يوليو مازالت بمدركاتها لطبيعة الصراع ولأساليب إدارته ، ومازال " مثلث الأعداء " باقياً مازالت الولايات المتحدة ، ومازالت إسرائيل ، ومازالت الرجعية وإن تحولت من رجعية إقطاعية تمتلك الأرض إلى رجعية طفيلية تمتلك " البوتيكات " وتسطو على الثورات العربية الجديدة وتحولها إلى أدوات لتمزيق الأوطان ، وأدوات للاستتباع المذل لمشيخيات الخليج ولواشنطن وتل أبيب ، رغم ذلك مازالت الثورة باقية فى ذات هذا الشعب العربى البسيط وإن أجبرته الأحداث والحكام وتطورات الصراع على نسيانها .


إذا كانت " الثورة " فكراً وشعباً باقية ، إذن كيف نحافظ عليها ، وكيف نجعلها " قوة دفع " فى مستقبل الوطن العربى وفى اتجاه قضية الصراع ؟ تلك هى المسئولية التى تقع على أكتاف الطليعة المثقفة من القوميين والإسلاميين العرب الحقيقيين وليس أولئك الأدوات فى أيدى هيلارى كلينتون وحمد بن جاسم وطغمة ال سعود وعملاء الc-i-a من الدخلاء على الثورة


وباقى سراق الثورات العربية الحقيقية ،ان الرسالة الجديدة لثورة يوليو فى ذكراها الستين تتطلب لتحققها "المثقف الثائر" تلك هى الأمانة التى تركتها الثورة ، فمن لها اليوم فى قاهرة عبد الناصر التائهة والضائعة منها بوصلة المقاومة والثورة الحقيقة ؟! .
E – mail : yafafr@hotmail.com


21 يوليو 2012

نص بيان نقيب الصحفيين : اجتماع المجلس باطل اصلا وانجازاتنا تشهد لنا



ضمن سلسلة الإجراءات المعوقة للعمل النقابى والمستمرة منذ عدة شهور ، والتى تتزايد حدتها مع كل إنجاز نحصل عليه ، مثلما حدث بعد لقاء رئيس الوزراء ، قام سبعة من أعضاء مجلس النقابة هم : جمال فهمى وكارم محمود وعلاء العطار وهشام يونس وأسامه داود وخالد ميرى وعبير سعدى ، بعقد اجتماع ظهر الخميس التاسع عشر من يوليو .
وأسفر الإجتماع عن توجيه لفت نظر الى النقيب ، قيل أنه تم بالإجماع رغم أن من حضروا الإجتماع سبعة أعضاء فقط من اجمالى اثنى عشر عضوا ، وذلك لأسباب ثلاث قيل أنها تتعلق باتهامه بالتشهير بالزميلة شيماء عادل ، وتصرفه بطريقه غير لائقة مع المدير الإدارى للنقابة ، و إصداره بيان به عبارات مسيئة للمجلس .
* ونود أن نوضح للجمعية العمومية أنه حسب قانون النقابة فإن الجمعية العمومية هى الجهة الوحيدة المنوط بها محاسبة النقيب ، لأنها التى اختارته وهى التى لها أن تحاسبه .
والأمر الأهم أن اجتماع مجلس النقابة يكون بدعوة من النقيب حسب المادة 50 من قانون النقابة ، وليس من حق السكرتير العام الذى قام بالدعوة للاجتماع ممارسة هذا الحق حسب قانون النقابة ، خاصة وأن الجميع يعرفون أن النقيب كان موجودا فى نفس توقيت اجتماعهم ، فى مقابلة مع رئيس الجمهورية لأمور تخص مطالب للصحفيين .
وكان النقيب قد طلب منهم تأجيل الإجتماع الى بداية الأسبوع التالى ، خاصة أنه قد اتضح فى ضوء نتائج الإجتماع ، أنه لا توجد ضرورة عاجلة لعقد الإجتماع فى غياب النقيب وخمسة من أعضاء مجلس النقابة .
* والغريب أن المادة 76 من قانون النقابة التى استند إليها الأعضاء السبعة فى زعمهم لا تتعلق بمحاسبة النقيب ، كما أنه يشترط حسب تلك المادة لإقرار لفت النظر للصحفى ، أن يكون القرار بأغلبية ثلثى أعضاء مجلس النقابة أى بموافقة ثمانية أعضاء ، بينما من حضروا الاجتماع كانوا سبعة أعضاء فقط .
كما أن العقوبات التأديبية الواردة بقانون النقابة وحسب المادة 77 ليس من بينها لفت النظر ، وبما يشير الى أن الغرض الحقيقى للاجتماع هو استهداف التشويش على نتائج اجتماع النقيب بالرئيس ، وهو الأمر الذى لم يشر إليه بيان الأعضاء السبعة رغم معرفتهم بنتائجه قبل انفضاض اجتماعهم .
* وفيما يخص أسانيد الأعضاء السبعة للفت النظر للنقيب ، فلم يحدث منه أى تشهير بالزميلة شيماء عادل ، وحلقة برنامج العاشرة مساء التى يستندون اليها متاحة للجميع على شبكة الانترنت كشاهد عملى .
كما أن ماقام به النقيب من اتصالات لعدة أيام مع وزارة الخارجية وجهات سيادية مصرية والسفارة السودانية بالقاهرة ونقابة الصحفيين السودانيين ، والتى تم ابلاغ نتائجها لوالدة الزميلة بها فى حينها ، كل ذلك شاهد على ما قمنا به من واجب تجاه قضيتها .
وفيما يخص استبعاد المدير الإدارى فهو أمر كان من المفترض محاسبتهم عليه ، حين أدخلوا شخصا لمبنى النقابة دون علم النقيب أو موافقته ، مما كان سببا فى استبعاده ، خاصة مع سبق اعتراض موظفى النقابة على وجوده وتظاهرهم على سلم النقابة طلبا لاستبعاده .
أما الإدعاء باصدار بيان يتضمن عبارات مسيئة لمجلس النقابة وللجماعة الصحفية ، فهو أمر لم يحدث أصلا والهدف هو إحداث الوقيعة مع الصحفيين ، وإذا كان لديهم بيان فلينشروه .
* ويبقى السبب الحقيقى لكل ما يحدث طوال الشهور الماضية من تصرفات من قبل الأعضاء السبعة ، وهو إعاقة أى إنجاز يتم لأغراض انتخابية ، سواء كان ذلك فى مجال زيادة بدل التدريب أو المعاشات أو انجاز المدينة السكنيه فى السادس من اكتوبر أو غير ذلك .
ورغم كل تلك العراقيل وأساليب التشهير والتى لا تتوقف فسوف نستمر فى تحقيق ما وعدنا به الجماعة الصحفية فى كافة الملفات النقابية ، من تشريعات وأجور ومعاشات وصحة وتدريب واسكان وخدمات ، وليستمروا فى نضالهم عبر بياناتهم المليئة بالمغالطات .
-------
* ومرفق نماذج من انجازات النقيب:
الإنجازات التى تمت خلال فترة النقيب
* رفع قيمة بدل التدريب والتكنولوجيا بنسبة 25 % الى 5ر762 جنيه شهريا ، وجارى حاليا التفاوض لزيادة البدل .
* انتظام صرف بدل التدريب فى اليوم السابع والعشرين من كل شهر ، والصرف أحيانا قبله ببضعة أيام عن طريق ماكينات الصرف الآلى .
* رفع قيمة المعاشات بنسبة 100 % من 400 جنيه الى 800 جنيه ، وجارى حاليا اجراءات رفعها مرة أخرى .
* سداد كل الأقساط المتأخرة لمشروع المدينة السكنية بالسادس من اكتوبر ، وسداد رسوم الترخيص لوزارة الاسكان والمنتظر صدوره خلال أسابيع قليلة ، تمهيدا لطرح المشروع فى مناقصة بين المقاولين .
* إنجاز مسودة لقانون جديد لنقابة الصحفيين من قبل مستشاريين قانونيين وسوف يتم عرضها للنقاش العام بعد العيد .
* تكليف لجنة من مستشاريين قانونيين حاليا لإنجاز التعديلات المطلوبة بقانون الصحافة .
* إنجاز المواد الخاصة بحرية الصحافة بالدستور ، والجارى حاليا إدخالها بالدستور الجديد داخل الهيئة التأسيسية .
* الإستمرار فى دورات التدريب على الكمبيوتر والصحافة المتخصصة والإسعافات الأولية وحماية الصحفيين خلال تغطية الأحداث الخطرة .
* الحصول على تمويل 333 ألف جنيه لتوزيع 200 جهاز لاب توب مجانا ، على الصحفيين الذين اجتازوا دورات التدريب بالنقابة ، جارى إجراءات شراء الأجهزة حاليا .
* الإتصال برئاسة مجلس الوزراء ووزارة الإسكان لإستعادة أرض بالوظه التى تم إلغاء تخصيصها عام 2008 .
* التفاوض مع شركة مدينة نصر لاستعادة أرض النادى الإجتماعى الذى خسرت النقابة قضيتها والإستئناف الخاص بها فى مايو 2011 .
* تقديم جوائز مادية لنحو 127 طالبا من أبناء الصحفيين المتفوقين .
* تفعيل دور رابطة المعاشات فى أداء دورها تجاه أصحاب المعاشات.
* حل مشكلة عدد من الزملاء بمشروع اسكان قليوب ، والحصول على تسهيل فى دفع أقساط مشروع التجمع الخامس .
* التفاوض مع المجلس الأعلى للصحافة لحل مشكلة توقف جريدة العربى ، والحقوق المالية المتأخرة للصحفيين بجريدة الشعب ، وجريدة الأحرار .
* الاستمرار فى تقديم خدمات العلاج والرحلات والمصايف والإنترنت ودفع تليفونات المحمول والتليفون العادى .
* تدخل النقيب لفض اعتصام العمال بدار الهلال وتدبير 385 ألف جنيه من المجلس الأعلى للصحافة ، تمثل قيمة إضافى العمال عن شهر يوليو 2012المتأخر صرفه .

باحث سعودي : تعيين بندر بن سلطان جاء بأوامر أمريكية



الرياض - قال الباحث السياسي السعودي فؤاد ابراهيم في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية الجمعة: إن الامر الملكي بتعيين بندر بن سلطان على رأس الاستخبارات السعودية يعتبر استثنائيا كونه يأتي على حساب الامير مقرن الذي هو من الجيل الاول، الامر الذي يعتبر سابقة في تعيين شخص من الجيل الثاني محل اخر من الجيل الاول.
واعتبر الخبير السعودي ان تعيين بندر بن سلطان على رأس جهاز الاستخبارات السعودي كان امرا اميركيا محضرا له من قبل، محذرا من ان المنطقة يمكن ان تكون مقبلة على تصعيد وربما حرب في ظل هذا التعيين.
واضاف ابراهيم: ان هذا يؤشر الى بداية جديدة مفادها ان الامير مقرن خرج من معادلة السلطة للابد، لأنه لا يستند الى تحالف عائلي يجعله قادرا على خوض التنافس على السلطة في المستقبل ويتيح فرصة جديدة لبندر لاعادة نفوذه في داخل العائلة المالكة.

واكد ان هذا التعيين لم يكن في سياق التقاليد السائدة داخل العائلة المالكة بل انه كان اميركيا في الدرجة الاولى، منوها الى ان اول ظهور لبندر كان مع الجنرال الاميركي بترايوس حيث زار جدة والتقى الملك، الامر الذي كان بمثابة تقديم اوراق اعتماد الامير سلطان للمهمة الجديدة.
 واوضح ابراهيم ان السبب الرئيس وراء تعيين بندر بن سلطان في قيادة الاستخبارات السعودية هو انه رجل حروب وازمات وفتن، ويتوقع ان يدير ملفا خطيرا جدا في المرحلة المقبلة، الامر الذي يتطلب زيادة تنسيق بين الرياض وواشنطن على المستوى الامني والاستراتيجي.
واكد الباحث السياسي السعودي فؤاد ابراهيم ان وضع العائلة المالكة في الداخل هش ويتطلب اشخاصا قادرين على العبور الى المرحلة المقبلة، وزيادة التنسيق مع واشنطن من اجل احتواء الصراعات الداخلية.
 واشار ابراهيم الى ان الولايات المتحدة والدول الاقليمية والدول المشاطئة على الخليج الفارسي تحضر لحرب اقليمية كبرى يكون مركزها سوريا وتمتد لايران وحركات المقاومة والعراق ولبنان.
 ونوه الى ان بندر هو القطب الابرز في العائلة المالكة في الرياض الذي يمكن ان يشكل قناة التنسيق والتعاون مع واشنطن وتل ابيب وعواصم اخرى في هذا السياق.
 وشدد ابراهيم على ان تعيين بندر مؤشر على تصعيد الازمة في المنطقة وربما اشتعال حرب بعد غياب عن الساحة لاكثر من عام حتى انه لم يحضر تشييع والده، محملا السعودية مسؤولية تبعات ذلك.

عمر سليمان قتل برفقة مسئول صهيوني فى تفجير بسوريا ونقلته طائرات اسرائيلية للعلاج فى امريكا



قال الإعلامي السوري فيصل القاسم أن بعض المصادر تقول إن نائب الرئيس المصري السابق عمر سليمان مات في تفجير دمشق مع المسؤولين السوريين وليس في أمريكا وتم نقله لأمريكا لمحاولة إنقاذه و لكن المحاولات فشلت
و نقل عن أحد شهود العيان بمستشفي كليفلاند بولاية أوهايو الأمريكية بأن جثة عمر سليمان وصلت الى المستشفى متفحمة , و كشفت مصادر من أسرة سليمان أن مقربين منه رفضوا طلب قيادات أمنية بتشريح الجثة للكشف عن سبب الوفاة المفاجئ , وأعلنت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن جثمان عمر سليمان نقل فجرا علي طائرة خاصة وهي طائرة نجيب ساويرس وليس علي مصر للطيران كما هو متعارف عليه.
كانت مواقع اخري قد اكدت ان سليمان قد قتل حينما ارسلته المخابرات الصهيونية الى بشار الاسد للتفاوض حول الثمن الذى يجب على بشار الاسد ان يقدمه حتى يتم تخفيف حدة الحرب الاعلامية التى تشن ضد بلاده.
يذكر انه فى نفس التوقيت تقريبا اعلنت اسرائيل عن وفاه مدير العمليات الخارجيه فى الشاباك  بن شامير( الذى قيل انه مات فى النمسا )مما يؤكد انهم كانا متواجدان فى دمشق فى موقع الانفجار الذى اودى بحياة وزير الدفاع السوري .
عمر سليمان كان يقوم - بحسب مصادر صحفية -  بدور وساطه بين بشار واسرائيل حول ملف الاسلحة الكيماوية الموجودة فى ايدى الجيش العربي السورى والتى تخشى اسرائيل وصولها للقوي الثورية او الى حزب الله وذلك نظرا لتطورات الاحداث التى تؤكد اشتعال معركة اسقاط الدولة السورية ونظام البعث الحاكم .
وعكس ماقيل من وصول جثته متفحمه لمستشفى كليفلاند نعتقد ان نقله تم بواسطه الطيران الاسرائيلى ونقل لواشنطن.

من جهة اخرى قال النائب في الكنيست الإسرائيلي ووزير الجيش الأسبق بنيامين بن أليعازر إنه سيفتقد وزير المخابرات المصرية السابق عمر سليمان. وعبر بن أليعازر عن اسفه لوفاة هذا "القائد الذي كان على علاقة ممتازة مع كبار مسؤولي الأمن والجيش في اسرائيل".
 ونقلت الصحف الإسرائيلية أنه يشعر بأسىً شديد بوفاة سليمان الذي أسهم "بشكل كبير من أجل الاستقرار في الشرق الأوسط ودعم تطبيق اتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر".
 وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية عن بن أليعازر أن سليمان كان وطنيا مصريا ومن أبرز الشخصيات التي قوضت حركة حماس خلال فترة النظام المصري السابق.
وأوضح أن سليمان ساهم في نقل 150 ألف سعفة من النخيل إلى "إسرائيل" التي كانت بحاجة ماسة إليها من أجل الاحتفال بعيد المظال الإسرائيلي، كما كانت زياراته لـ"إسرائيل" عديدة ولم يتردد في مقابلة أفيغدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي، فضلاً عن تأييده لعملية السلام مع "إسرائيل" ومواقفه كانت معتدلة وكان مؤيدًا للسياسات التي تعارض إيران.

وفي حديث مع قناة المنار، نفى جمّو ما سوقته وسائل الإعلام عن تبني ما يُسمى "جماعة الحر للعملية، موضحاً أن الجريمة أكبر من أن تنفذها مجموعات غبر منظمة من قطاع الطرق، فعملية كهذه تطلب معلومات لوجستية وصور من الأقمار عن كيفة تحرك القادة الأمنيين، لافتة ان الاتهامات موجهة للموساد الاسرائيلي واستخبارات دول الغربية.

وعن معلومات نشرتها صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية حول وجود قوات خاصة قطرية لتنفيذ عمليات أمنية في سورية، لم يستبعد السياسي السوري ذلك علماً أن القطريين قد لا يملكون الدهاء الاستخباراتي إلا أنهم قد يكونوا متورطين في التمويل وتنفيذ العمليات التي يديرها ويخطط لها جهازي الموساد وجهاز الـ "سي اي اي"، بحسب جمّو.

البعث العربي : حماية عروبة الخليج العربي واجب قومي مقدس





يا جماهير شعبنا العراقي العظيم
يا أبنا ء امتنا العربية المجيدة
يتصاعد التأمر الأمريكي – الصهيوني – الإيراني المشترك على عروبة الخليج العربي على نحو لم يسبق له مثيل وبطرق غير مسبوقة في مقدمتها حدوث تواطؤ أمريكي إيراني واضح المعالم لتحقيق هدف خطير جدا وهو ضم بعض أقطار الخليج العربي الصغيرة إلى دول أخرى عبر الترويج لإجراء انتخابات ديمقراطية بإشراف دولي تحت شعار ( إحلال الديمقراطية في دول المنطقة ) ، ويتخذ ذلك غطاءاً زائفاً لتحقيق الهدف القديم المتجدد وهو إنهاء الوجود العربي في تلك الأقطار إلى الأبد .

إن حزبكم حزب البعث العربي الاشتراكي المجاهد وشعبن العراقي الأبي الذي عانى من ويلات الغزو الامبريالي الصهيوني الإيراني للعراق ، خصوصا من تنفيذ مشروع محاولة إنهاء عروبة العراق عبر إثارة الفتن الطائفية والعرقية والدينية وتهجير السكان على الهوية من ديارهم ووطنهم ، يدرك خطورة التوجهات الحالية في المنطقة وتلاقي مصالح القوى الاستعمارية الدولية مع الأطماع الإيرانية ، لذلك ازدادت الشروخ في جدران دول الخليج العربي ، وأصبحت اليوم احتمالات تنفيذ ما كان مستحيلا تنفيذه قبل احتلال العراق على طريق إنهاء عروبة الخليج العربي بل سلخ أجزاء من أرضه وشعبه .ممكنة إذا بقي حال الأمة وممارسات بعض الحكام العرب على ما هو عليه من تداعي وتدهور خطيرين مما يقتضي تصعيد وتعزيز الوعي القومي العربي لمواجهة الهجمة المعادية الشرسة التي تستهدف الوجود القومي للأمة العربية بكل مستلزمات الوعي من حضور اليقظة القومية إلى تصعيد المد الجماهيري والتظاهرات العربية المنددة بهذه المخططات المريبة .

لقد وصل التأمر على امتنا مرحلة التخطيط والتدريب لتهديد أكثر مناطق وأماكن وطننا وامتن قدسية وهما مكة والمدينة المنورة ، ومن بين اخطر ما نبه إليه حزبكم البار حزب البعث العربي الاشتراكي في العقود السابقة مخاطر خلخلة الواقع القومي في أقطار الخليج العربي عبر تكثيف العمالة الأجنبية ووصوله إلى أرقام عالية أدت إلى تدني نسبة العرب في المنطقة بحيث أصبحوا أقلية في وطنهم بما يفتح الطريق أمام الدول الطامعة إلى سلخ أجزاء من دول الخليج والمملكة العربية السعودية وضمها إليه و إلى تشجيع اللجوء إلى استخدام غطاء ما يسمى (( المعايير السلمية الديمقراطية )) كغطاء حق مهلهل يراد به باطل فاضح لتحقيق هدف ضم أقطار الخليج العربي إلى بلدان أخرى تبعا لنسبة وجود جاليات أجنبية فيها ، وهذه القضية لم تعد مجرد احتمال بعيد بل تحولت إلى كابوس حقيقي جاثم على صدور الأحرار من أبناء الخليج العربي والجزيرة العربية وكل عربي حر يؤمن بوحدة المصير العربي .

ولقد أقترن ذلك كله بأتساع التغلغل والنفوذ الإيراني في العراق ومحاولة أمريكا السافرة لتوريث العراق للصفوية الفارسية بعد هزيمته المنكرة في العراق وتحقيق نصرنا التاريخي بطرد المحتلين الأوغاد نهائياً من العراق كما تصاعدت ممارسات النظام الإيراني ألصفوي بادعاء فارسية الجزر العربية الثلاث ( طنب الصغرى والكبرى وأبو موسى ) والتي تجلت عبر تخر صات احمدي نجاد لدى زيارته لجزيرة أبي موسى والتهديدات الإيرانية الوقحة بإغلاق مضيق هرمز و ضرب ما يسمونها القواعد الأميركية في الخليج العربي في استهداف واضح ليس لأميركا وقواعدها وإنما لأقطار الخليج العربي والمملكة العربية السعودية وهويته القومية وكذلك القصف الوحشي للمدن والقرى الحدودية في شمال العراق و التمهيد للإعلان عن نشر صواريخ مضادة لصواريخ والطائرات على الأرض العراقية وسط صمت حكومة الخيانة والعمالة المطبق عن هذه الأخبار التي بدأ النظام الإيراني ألصفوي بترويجها على نطاق واسع.

لذلك لم يعد الانتظار والمراقبة هما الموقف القومي الصحيح وجاء وقت قول كلمة حق واجب قومي مقدس وتنبيه من لم ينتبه إلى خطورة ما يجري قبل فوات الأوان وتحقق الأهداف الأمريكية والإيرانية وأهداف دول أخرى مثل ضم البحرين إلى إيران وما سيعقبها من خطوات ضم الكويت والإمارات وقطر إلى إيران أو الهند أو باكستان ، وضم المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية لإيران واقتطاع الأماكن المقدسة فيها وجعلها منطقة دولية كالفاتيكان . وتلك ليست سيناريوهات بل مخططات توسعية يجري التعبير عنه علناً من قبل إيران وأوساط أمريكية وأوربية وصهيونية واسعة التأثير والنطاق .

يا أبناء العروبة في الخليج العربي وفي المملكة العربية السعودية .
لقد حان الوقت للقيام بخطوات إنقاذ جريئة وحاسمة لقطع الطريق على الخطوة القادمة الخطيرة ، وحزبكم حزب البعث العربي الاشتراكي الحريص في آن واحد على عروبة الخليج العربي والجزيرة وعلى تحقيق الإصلاحات الحقيقية الكفيلة برفع الظلم وتحقيق العدالة لكي تغلق المنافذ التي تسلل منها عملاء إيران وأصبحت واجهة لتسويق خطط تفتيت وتقسيم وتقاسم أقطار الخليج العربي ، ومن أهم الخطوات المطلوبة بصورة سريعة وبلا إبطاء ما يلي:

1 – تحقيق وحدة كاملة بين أقطار الخليج والمملكة العربية السعودية تتحقق في ظلها وحدة القوات المسلحة والأمن والاقتصاد والسياسة الخارجية . وإذا تعذر قيام الوحدة فلا اقل من قيام اتحاد فدرالي فعال وحقيقي يضمن الانتقال بالمنطقة من مرحلة التفكك والضعف إلى مرحلة القوة والمنعة الذاتيتين .

2 – التخلص نهائياً من كارثة الاعتماد على الحماية الأجنبية لدول المنطقة والاعتماد على الحماية الذاتية أولا والدعم العربي الفعال عسكريا وامنيا ثاني ثم الأحرار في العالم دولاً وشعوب .

3- التقليص التدريجي للعمالة الأجنبية والاستعاضة عنها بالعمالة العربية التي لن تحمي عروبة الخليج فقط بل ستوفر أيضا للأجيال الجديدة هويتها العربية التي تشوهت في الأجيال الحالية نتيجة الاعتماد على العمالة الأجنبية والمناهج الدراسية الأجنبية والخادمات الأجنبيات . إن مخاطر العمالة العربية ، إن وجدت فهي اقل بكثير من مخاطر العمالة الأجنبية كما أثبتت الأحداث الأخيرة التي أبرزت بقوة مخاطر السعي المحموم لضم أقطار الخليج العربي إلى دول أجنبية كإيران والهند وباكستان لإجراء استفتاء سكاني مما يقتضي من العرب جميع فضح أبعاد هذا المخطط التآمري وإجهاضه عبر إسناد دول الخليج العربي من أقطار الأمة العربية كلها .

4 – تخصيص نسبة معينة من موارد دول الخليج العربي والمملكة العربية السعودية لدعم الأقطار العربية الفقيرة وتحقيق التضامن العربي الحقيقي القائم على تعزيز الصلات الأخوية , والنسبة التي نقترحها ستكون اقل بكثير وبما لا يقاس من تكاليف الاعتماد على الحماية الأجنبية .

5 - إعادة النظر بالمناهج الدراسية في دول المنطقة ووضع مناهج تعزز الهوية العربية وتقلل من التأثيرات الأجنبية ، وخصوصا ترسيخ دور اللغة العربية في تنمية الاعتزاز بالانتماء القومي الأصيل للأمة العربية .
إن هذه الخطوات كفيلة بغلق أكثر المنافذ التي تتسلل منها عوامل الضعف والتفكك وتضمن بروز دول الخليج العربي والمملكة العربية السعودية بدور جديد قوي ومستقل وعربي التوجه والهوية .

يا أبناء الأمة العربية المجيدة
إن حزبكم حزب البعث العربي الاشتراكي بصفته حزبا قوميا عربيا يهمه حماية الوجود العربي أولا وقبل الأنظمة ، مهما كانت هويتها وطبيعتها ، فالأنظمة زائلة والشعب باق ولكن إذا فتت الشعب وشرد وسلبت منه هويته ووطنه وأرضه فان كل شيء سيضيع وتصبح منطقة الخليج العربي منطقة تتقاسمها دول أجنبية وشعبها مشرد أو مستعبد يواجه كوارث أسوأ من كوارث العراق حاليا . لذا لا مفر من تحقيق خطوات وحدوية جدية وفعالة وليست مجرد أشكال ورقية زائفة بين دول الخليج العربي و المملكة العربية السعودية والتخلص من عبادة المال والسلطة لدى البعض وتقديم مصلحة الوطن على مصالح الأفراد والعوائل بالترافق مع استنهاض همة الجماهير العربية لدعم هذا التوجه القومي المطلوب لمواجهة مخاطر خلخلة الواقع القومي العربي واستهداف عروبة الخليج العربي ووحدة الأمة العربية .

ليبقى الخليج عربيا ولأهله ولنقف متحدين بوجه الغزو الأجنبي و خصوصا الغزو الإيراني ألصفوي الذي يستهدف العراق ودول الخليج العربي وتثوير إمكانات الأمة العربية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية لدحر هذه الغزوات وقبرها في مهدها وتلكم مسؤولية أبناء الأمة العربية جميعاً حكاماً وشعباً في أقطار الأمة كلها لابد من النهوض الكامل بمتطلباتها للتعبير عن الوجود الحي للأمة العربية وقدرتها الخلاقة على مجابهة التحديات التي تواجهها وقهرها والانطلاق قُدماً في مسيرة النهوض الوطني والقومي والإنساني الشامل الذي جسدته مسيرة الجهاد والتحرير على ارض العراق ارض الكفاح والرباط والنهضة العربية الشاملة ...

والى أمام على طريق الجهاد المتواصل وحتى نصر الأمة المبين وظفرها التام
المجد لشهداء العراق والأمة الأبرار .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


قيادة قطر العراق
بغداد المنصورة بإذن الله
أواخر شعبان ١٤٣٣هـ
أواسط تموز ٢٠١٢ م

سيدى الرئيس صبرُنا ورصيدكم نفذا ولا داعى للإحراج




د. يحيى القزاز
لقطة عابرة: كنت فى صعيد مصر، تجلس بجوارى سيدة بسيطة من أفراد أسرتى، صرخت بعفوية " ياخسارة دم شبابنا اللى راح هدر" ونحن نستمع إلى بيان رئاسة الجمهورية الذى ينعى الجنرال عمر سليمان ويؤكد إقامة جنازة عسكرية تكريما له. سيدة.. ربة منزل لاعلاقة لها بالسياسة لكنها تابعت الثورة، وبكت كثيرا على شهدائها فهى أم وهم أبناؤها.
 لم اكن منتميا لجماعة الاخوان بالرغم من شراكتى الجبرية لهم فى الدين الاسلامى الذى يحاولون خصخصته على مقاس جماعتهم، وأنا أريده إسلاما عاما للجميع بغير مزايدة ولا تزيد. كنت مقاطعا لمهزلة الانتخابات المدعوة بالديمقراطية عديمة الصلاحية بدءً من البرلمان وانتهاء برئاسة الجمهورية، إلا اننى كسرت مقاطعتى فى جولة الاعادة للانتخابات الرئاسية ووقفت بكل ما أملك مع مرشح الاخوان للرئاسة د.محمد مرسى حتى يفوز، وكى لا ياتى  بالانتخاب رجل (أحمد شفيق) يشوه وجه الثوة وينتمى لنظام بائد قامت الثورة عليه . واعتبرت  الى حد ما أن فوز د.مرسى بالرئاسة هو نقلة نوعية فى مسيرة الثورة، ولم اعتبره نجاحا كاملا لها.
 وبمرور الايام رأينا تباطؤ الرئيس المنتخب مرغما فى تشكيل حكومة الثورة, ولاحظنا كيف تدير خلايا من جماعة الاخوان أزمة الصراع على السلطة بين الجماعة والمجلس العسكرى بمعزل عن القوة الثورية التى أيدت د.مرسى.
 وقفت وغيرى كثيرون وراء فوز مرسى احتراما لدماء وأطراف مصابينا وتقديرا لشهادئنا حتى لا يعود من ينتمى لنظام خائن بائدا فيحكمنا.
 واليوم الخميس 19-7-2011 يصدر بيان من مؤسسة الرئاسة –التى من المفترض تنتمى إلى الثورة أو على الأقل جاءت بموجبها– بيانا يعلن اقامة جنازة عسكرية تكريما لدور المرحوم الجنرال عمر سليمان نائب الرئيس المخلوع حسنى مبارك ورئيس المخابرات المصرية السابق , ومع احترامى الكامل لحرمة الموتى وعزائى الخالص لأهل الجنرال وأسرته الا إننى استغرب من تصرفات رئيس ينتمى إلى الثورة يكرم اعدائها وقاتلى ثوارها, أليس عمر سليمان هو واحدا من رجال النظام البائد الذين قامت الثورة عليهم؟ أليس هو من حول المخابرات المصرية الى قسم تابع للموساد الإسرائيلى وقسم تابع للسى آى إيه الإمريكية.
 اليوم تكريم الراحل عمر سليمان باقامة جنازة عسكرية وغدا يتم تنفيذ جميع المخططات الصهيوأمريكية  التى هندسها الجنرال الراحل،  والتزم بها مبارك المخلوع، ومن يقيم جنازة عسكرية تكريما لعميل صهيونى غدا يقيم جنازة عسكرية لشارون فى قلب القاهرة.
 سيدى الرئيس د.مرسى قلت فى أول يوم اعتليت فيه كرسى الرئاسة "أطيعونى ما اطعت الله فيكم", وانت تعلم أعداء الوطن والثورة وقاتلى ابنائه، وتعلم من خان الوطن وشارك فى قتل الفلسطنين وذبحهم فى غزة، وتحويل غزة من مجزرة الى مقبرة معزولة تحوى رفات الشهداء وتوئد الاحياء, فهل تكريم الخونه المتعاملين مع الصهيونية فيه طاعة لله؟!
انتخبتك ودافعت عنك بكل ما أملك حتى لا أرى وجها خائنا يحكم مصر ولا تكريم لعميل خائن .تكريم الخونه وإحاطتهم بشرف العسكرية  يعنى احتقار شهداء الثورة واعتبارهم بلطجية، أو اعتبارهم أمواتا بالصدفة فى مشاجرة عابرة يستحقون الدية وليس نُصبا تذكاريا فى قلب ميدان التحرير .
 سيدى الرئيس أنت خير من يعلم أن من يكرم العملاء الخونة اليوم غدا يتعامل مع سادتهم فى واشنطن وتل أبيب, فما التكريم الا عربون محبة للصهوينة والأمريكان. يبدو ان هذا ليس بجديد على سلوك جماعة ادعت خلافها مع حكومة الجنزورى واتهمتها بتعطيل البرلمان فى اداء دوره وقررت سحب الثقة منها ,وبعد ان وصل الرئيس الإخوانى الى سدة الحكم تعامل مع حكومة الجنزورى وترك لها الحبل على الغارب، ونسى خلافات الجماعة مع الحكومة ورفض الثوار لها ومادفعوه من ثمن باهظ فيه مصابين وشهداء فى شارعى محمد محمود ومجلس الوزراء، ونسى تشكيل حكومة الثورة وترك حكومة الجنزورى.
 وهكذا فى كل يوم يمر يثبت الرئيس ان ولاءه للجماعة اكثر من ولاءه لمصر ويتعامل مع اعداء الثورة بأريحية. وتطالب الجماعة بصبر اصحاب المظالم الفئوية لاعطاء فرصة للرئيس الجديد ..
 ويبدو ان الفرصة لتكريم الاعداء على حساب الشهداء.
 سيدى الرئيس منذ اليوم لا طاعة لك علينا بحكم الشرع وتكريمك للخوانه .. من يكرم اعداء الثورة لا يستحق ان ينتمى الى شرفها, ولا يمكن بأى حال من الاحوال ان يكون قائدا لها او معبرا عنها.
 سيدى الرئيس كنت اتمنى الا تنسى أنك أول رئيس منتخب، وأنك رئيس مصر وليس رئيس حزب الحرية والعدالة. سيدى الرئيس صبرنا ورصيدكم نفذا ولا داعى للإحراج.

19 يوليو 2012

ماذا بعد وفاة كاتم اسرار نظام مبارك؟


قالت صحيفة "الحياة" اللندنية إن نائب الرئيس المصري السابق اللواء عمر سليمان الذي ترأس جهاز المخابرات خلال حكم الرئيس السابق حسني مبارك توفي وأسرار وملفات مبارك لا تزال مغلقة.
 وقالت الوكالة ان "نائب الرئيس السابق اللواء عمر سليمان توفي في وقت مبكر الخميس في مستشفى بالولايات المتحدة" عن 77 عاما. وقال مساعده حسين كمال "كان يخضع لفحوصات طبية في كليفلاند. وتبذل جهود على اعلى مستوى لنقل جثمانه الى مصر".
وكان سليمان عين نائبًا للرئيس خلال الانتفاضة التي أدت إلى الإطاحة بحسني مبارك في فبراير 2011، فقد عينه مبارك في 29 يناير 2011 في أوج الاحتجاجات الشعبية على نظامه وفى محاولة لتهدئة خصومه، نائبًا للرئيس المنصب الذي كان شاغرًا منذ ثلاثين عامًا.
وغادر مصر بعدما استبعد عن السباق الرئاسي في أول انتخابات رئاسية تجري في البلاد في فترة ما بعد مبارك والتي جرت في 23 و24 مايو.
وكان غادر إلى دبي قبل أن يتوجه إلى ألمانيا ومنها إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج كما قال احد مسئولي حملته الرئاسية سعد العباسي لوكالة فرانس برس.
من جهتها، قالت ريم ممدوح عضو فريق حملته الانتخابية إن "صحته تدهورت في الآونة الأخيرة. لقد كان في الولايات المتحدة مع عائلته".
وسليمان الذي كان احد دعائم النظام المخلوع، أثار مفاجأة عند إعلانه في أبريل ترشحه للانتخابات الرئاسية فيما كان أكد سابقًا أنه لن يشارك في السباق.
لكن تم استبعاده بعدما أكدت اللجنة الانتخابية انه لم يتمكن من الحصول على دعم 15 محافظة كما ينص عليه القانون.
ويرى الكثيرون في مصر أن سليمان يشكل جزءًا من الدائرة التي كانت مقربة سابقا لمبارك الذي عينه قبيل مغادرته السلطة نائبا للرئيس. ولد عمر سليمان في الثاني من يوليو 1935 لدى عائلة ميسورة في قنا بصعيد مصر وانخرط في الحياة العسكرية قبل ان يصبح في 1991 رئيس جهاز المخابرات.
وبسبب علاقاته الجيدة مع الأمريكيين أوكلت إلى هذا الرجل "مهمات خاصة" وكلف خصوصا ملفات تتعلق بالسياسة الخارجية لا سيما ملف النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني.
ورعى سليمان العديد من الاتفاقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الأعوام 2001 و2002 و2005. كما لعب دورا مهما في وقف إطلاق النار بين الدولة العبرية وحركة حماس اثر حرب غزة في 2009.
رأي المدونة :
هناك سؤال يجب الاجابة عليه فورا .. اذا كان رئيس استخبارات مصر السابق اللواء عمر سليمان وطنيا حقا كيف يذهب الى امريكا للعلاج وهى عدو مصر الحقيقى والاول؟ ألا يوجد خطر على أمن مصر القومى من علاجه فى امريكا واحتمالية اخضاعة لمخدر او ما شابه فيدلى بالاسرار التى يختزنها عن مصر والعالم العربي للمخابرات الامريكية وبالتالي الموساد الاسرائيلي؟ أم انه لا فرق وهم مصدر معلوماته وكان يأتمر بما يأمرونه به؟. نحتاج اجابة .. عموما ندعو الله له بالرحمة وموتانا جميعا

الرئيس .. الأمريكان بقلم/ د. رفعت سيد أحمد




* ليس جديداً، القول بأن واشنطن، هي العدو الأول لأمتنا، وليس جديداً القول بأن هدفها الأسمى هو الحفاظ على أمن إسرائيل والتهب المنظم للنفط المتدفق من مشيخيات الخليج فاقدة الاستقلال والإرادة، وليس جديدا القول بأنها فوجئت (ببعض) ثورات الربيع العربي، مثل ا(لثورة المصرية)، فعملت على ركوب الباقي وأمركته، ثم اختراق تلك التي فوجئت بها، لتحولها إلى ثورة أمريكية ولكن بلحية، هذا ليس جديداً، فالأحداث والحقائق  المتلاحقة منذ 25 يناير 2011 وقبله أثبتته يقيناً، لكن الجديد هو أن يأتي من الرئيس الدكتور/محمد مرسي، وأن يكون الرجل قد قاله منذ أقل من عقد من السنين، واليوم يرتكب، هو وجماعته، نقيضه تماماً فيتحالف مع واشنطن، ويعترف ب(كامب ديفيد)، ويعمل على إعادة إنتاج نظام حسني مبارك ولكن بلحية إخوانية أو سلفية وهابية، شديدة التنافر مع التدين والثقافة الإسلامية المصرية الوسطية المعتدلة.

* مناسبة هذا القول هو أن بين أيدينا اليوم بحث قيم للدكتور/محمد مرسي، وهو غير منشور قدمه لمركز حوار للتنمية والإعلام في عام 2003 ضمن أعمال ندوة مهمة عن الهيمنة الأمريكية، البحث حمل عنوان (كيف تواجه أمتنا السياسة الأمريكية للهيمنة على العالم العربى والإسلامى؟) وكان وقتها الدكتور مرسي نائباً في مجلس الشعب، وكانت مواقفه وكلماته مثلها مثل مواقف الإخوان، ضد السياسات العدوانية الأمريكية والإسرائيلية، فما الذي جري كي تتغير 180 درجة فيصبحوا (حلفاء؟) فيصافح هيلارى ويحتضن الصهيونى الامريكى جون ماكين ؟هل هي الرئاسة وشروطها المذلة؟ طيب.. أين القيم ؟وأين الجهاد ؟وأين الإسلام الذى رباهم عليه  الشهيد حسن البنا؟

* على أية حال، دعونا نقرأ ما سبق وقاله د. مرسي قبل  سنوات، ونقارنه بحاله وحال جماعته اليوم، ونقف على حجم التناقض السياسي المخيف الذي حتماً سيؤدي إلى تبعية مقننة و(متأسلمة) لواشنطن، وهي أشد سوءاً من التبعية العلنية التي كان ينفذها مبارك،فالأخيرة سهل الثورة عليها ،أما الثانية فالخروج عليها قد يعد كفراً ومعصية رغم إنها معصية فى مواجهة الشيطان الأكبر : أمريكا كما كانت تقول وتؤصل أدبيات الإخوان .

* في بداية بحثه يقول د. مرسي: احتلت منطقة الشرق الأوسط مكاناً بارزاً فى السياسة الأمريكية أخذ فى التصاعد منذ بداية علاقة الولايات المتحدة بها عقب الحرب العالمية الأولى ، حتى بدأت ترسخ أقدامها فيها لتستأثر بعد ذلك بما يعادل تسعة أعشار السياسة الأمريكية الخارجية .

وينطلق هذا الاهتمام الأمريكى الكبير بالمنطقة من اعتبار استراتيجية كبرى كانت تقوم إبان الحرب الباردة على ثلاث ركائز أساسية هى المصالح الأمريكية ومن أهمها النفط ، وأمن الكيان الصهيونى ، ومواجهة الخطر الشيوعى الذى كان يمثله الاتحاد السوفيتى السابق ، ثم تطورت هذه الاعتبارات الاستراتيجية لتنضم إلى قائمتها مواجهة المد الإسلامى ، وتدعيم الهيمنة الأمريكية على العالم انطلاقاً من هذه المنطقة الحيوية التى تعد المفتاح الرئيس لاستمرار الأحادية القطبية الأمريكية لتتربع واشنطن منفردة بدون منافسين قائمين أو محتملين على قمة النظام الدولى .

محاور العداء الأمريكي

ثم يقول: وانطلقت واشنطن لتنفيذ أهدافها الاستراتيجية الكبرى من خلال ثلاثة محاور رئيسة اختلفت أولوياتها تبعاً للظروف الدولية والإقليمية،فكان هناك المحور الجغرافى السياسى "الجيوسياسى" من خلال السيطرة على الثروات والموارد والأسواق والمواصلات وتدعيم العلاقات مع أنظمة الحكم فى المنطقة ، والمحور الثقافى الحضارى من خلال نشر قيم الثقافة الأمريكية التى بدأت بإرساليات التبشير الأمريكية وانتهت بمحاولة فرض الأمركة على المنطقة وإحداث تغييرات فى بنيتها الثقافية والفكرية ، فيما أطلق عليه " العولمة " و" تطوير التعليم " أما المحور الثالث فكان اللجوء إلى استخدام القوة بكافة أشكالها من عمليات استخباراتية ، وإنشاء قواعد عسكرية، ثم الاحتلال العسكرى وهذا ما يفرض ضرورة القيام بقراءة للسياسة الأمريكية فى المنطقة تتجاوز إلى حد ما الخضوع لضغوط الأحداث لإعطاء صورة متكاملة عن هذه السياسة التى أصبحت بعد احتلال العراق فاعلاً مؤثراً فى المنطقة .

أمريكا تريد الانفراد بالعالم والهيمنة

في موضع آخر من بحثه يقول د. مرسى: لقد أقامت الولايات المتحدة تحالفاً دولياً ضد العراق فى ولوج سافر لمنطقة الخليج ، ثم قادت مؤتمر مدريد واتفاقات أوسلو فى سعى لتصفية القضية الفلسطينية ، واستطاعت واشنطن مع انهيار الاتحاد السوفيتى الذى فتح أمامها أبواب الهيمنة على العالم أن توظف الأزمات فى المنطقة وأن تستنبت المخاطر ، لتفكيك دول المنطقة خاصة فى الخليج وأن تعقد علاقات ثنائية بينها وبين كل واحدة على حدة ، كما استنبتت الخطر الإيرانى بعد الثورة الإيرانية وحشدت الخليجيين خلف النظام العراقى لقتال إيران ، ثم استنبتت الخطر العراقى بعد غزوه الكويت وكتّلت العرب وقوى دولية خلفها لقتال العراق وحصاره على مدى اثنتى عشرة سنة حتى انتهى الأمر بخضوع العراق للاحتلال .

إن إدراك التحركات الأمريكية الحالية فى منطقة الشرق الأوسط يجب أن يتم فى إطارها من الرؤية المتكاملة التى تتحرك فى إطارها السياسة الأمريكية والتى انتقلت فيه الولايات المتحدة فى إطارها من دولة عالمية كبرى إلى السعى لتكوين امبراطورية تتفرد بقيادة النظام العالمى، وهذه الإمبراطورية لا تعترف بسيادة الدول كما يقول وزير الخارجية الأمريكى الأسبق "هنرى كيسنجر" إن معنى سيادة الدولة قد تغير ، وإنه لا يكفى أن تكون الدولة مستقلة حتى يحق لها أن تكون سيدة مصيرها ، كما أن واشنطن ضاقت بالشركاء الدوليين ولا ترغب فى أن تكون علاقاتها مع الآخرين إلا علاقة التبعية والهيمنة ، أضف إلى ذلك أن النموذج الثقافى الأمريكى يرفض فكرة الآخر الثقافى فى إطار منظومته ، ومن ثم فالتبعية والرضوخ أمام القهر الثقافى هما جواز المرور للبقاء .

إعادة تشكيل المنطقة لمصلحة اسرائيل

ثم يذهب د. مرسي في بحثه المهم إلى أن واشنطن بدأت تتخلى فى سفور وجهر عن مظاهر الازدواجية الظاهرية فى سياستها إزاء الشرق الأوسط ، بعد 11 سبتمبر الذى فتحت أحداثه الأبواب واسعة أمام السياسة الأمريكية .. لتحقيق ما على أجندتها من غايات وأهداف ولتأسيس سياسة جديدة يتسق فيها الخطاب مع الممارسة السياسية الأمريكية وسعت إلى إعادة تشكيل المنطقة من جديد من خلال إعادة ترتيب أوراقها ونظامها الإقليمى مع مراعاة ما يحفظ مكاناً رائداً وتفوقاً نوعياً للكيان الصهيونى فى إطار النظام الإقليمى الجديد للمنطقة ، إضافة إلى ترسيخ الوجود الأمريكى الدائم فى المنطقة من خلال إقامة قواعد عسكرية فى الخليج واحتلال العراق . 

الأمر الآخر إعادة تشكيل وعى وثقافة المنطقة حتى لا تصطدم السياسات الأمريكية بالشعوب لذلك كان تغيير الوعى والثقافة فى نظر مخططى السياسة الأمريكية السبيل الناجح فى تعميق الوجود الأمريكى للتعامل الفاعل والمضمون مع الشعوب .

الأمر الثالث إعادة النظر فى نظم المنطقة الحاكمة وأيضاً فى شكل العلاقة خاصة أن بعض أشكال هذه العلاقة تحتاج إلى إعادة تعاقد من جديد ، وبعضها يحتاج إلى " إكراه " لإقامة علاقة وفق الشروط الأمريكية ، كما أن النظم نفسها تحتاج إلى إعادة صياغة أو صياغة جديدة مثلها مثل خريطة المنطقة بأكملها ، ليكون هناك اتساق مع النظام الإقليمى الجديد . )ويستمر د- مرسى فى بحثه المهم لاعنا المخطط الأمريكى الجديد للهيمنة  على ثروات ومقدرات المنطقة العربية وفى مقدمتها مصر وانه لا امن ولا ثقة أبداً فى هذه السياسة الأمريكية العدوانية والتى لا يصلح معها سوى المقاومة والجهاد ...ترى ما الذى تغير حتى ينقلب د.مرسى وجماعته على هذه الرؤية الإخوانية الثابتة تجاه واشنطن  ؟؟هل تابت أمريكا عن ذنوبها وجرائمها  فى حق العرب والمسلمين حتى يتصالح ويتحالف الإخوان ورئيسهم معها  بهذه الحميمة التى تبدت فى أثناء الزيارة الأخيرة لوزيرة الخارجية الأمريكية لمصر ؟ أم أن الإخوان هم الذين تغيروا وصاروا اقرب  الى نظام حسنى مبارك ولكن بلحية .

*        *         *
إن علاقة الرئيس د. مرسي بالأمريكان وتقلباتها هي ذاتها علاقة الإخوان التاريخية بهم والتي يحكمها قانون واحد، يبدو أن الإخوان قد نسوه في نشوة الوصول إلى كرسي السلطة، إنه قانون المصلحة والتوظيف السياسي، ودائماً الأقوى والأكثر دهاءً هو المنتصر، والأمريكان –للأسف- في هذه المعادلة هم الأكثر دهاءً، لذلك سيستخدمون الإخوان لتحقيق مصالحهم وفي مقدمتها الحماية الكاملة لإسرائيل.والمساهمة فى خلق الفتن والصراعات فى المنطقة وبخاصة فتنة السنة والشيعة وما زيارة  الرئيس مرسى للسعودية إلا مقدمة لهذا الدور الجديد الذى ستتورط فيه مصر بقصد إخوانى او بغباء وجهل .
على أية حال، دعونا نعاود القراءة في البحث المثير للاهتمام،الذي أعده د. مرسي قبل تسع سنوات عن الهيمنة الأمريكية وسُبل مواجهتها، وقدمه لمركز حوار للتنمية والإعلام في عام 2003 ضمن أعمال ندوة مهمة عن الهيمنة الأمريكية، البحث حمل عنوان (كيف تواجه أمتنا السياسة الأمريكية للهيمنة على العالم العربى والإسلامى؟) وكان وقتها الدكتور مرسي نائباً في مجلس الشعب.
وفقاً لنص د. مرسي: يقول" أن من بين مكونات الشكل الذي ترغب واشنطن أن ترى عليه المنطقة هو أن يحتل الكيان الصهيونى مكاناً قيادياً فى النظام الجديد مع تفوقه فيه ، وأن يصبح الوجود الأمريكى فى المنطقة بعد احتلال العراق وجوداً دائماً وحاكماً لمستقبل المنطقة وصاحب الكلمة الفصل فى مصيرها ، ولهذا بدأت واشنطن تضيق بما كان يسمى بالحلفاء العرب وأخضعت الجميع لضغوطها وسطوتها ، حتى أصبحت الولايات المتحدة عاملاً مقلقاً ومستفزاً لأقرب النظم العربية إليها ، فبعد أن كانت واشنطن تتحكم فى المنطقة من خلال التحكم فى حكومات لم تدخر جهداً فى الحفاظ على النفط وإيصاله إلى الأراضى الأمريكية بأسعار رخيصة ثم إبقاء أثمانه فى البنوك الأمريكية ، فيما عُرف بسياسة البترودولار، ومواجهة المد الإسلامى إلا أنها رأت بعد 11 سبتمبر أن هؤلاء الأصدقاء يجب أن يعاد النظر فى أمرهم ، وأن تمارس عليهم شتى الضغوط لإحراز أكبر قدر من الأهداف من خلال تجاوبهم واستجابتهم ، وبالفعل ففى ظل الضغوط الأمريكية المكثفة بدأت دول المنطقة تتغير وتغير من توجهاتها حتى أكثرها تنافراً مع الولايات المتحدة مثل سوريا التى أقدمت على إصلاحات سياسية وبدأت تلملم دورها الإقليمى أمام الضغوط الأمريكية .
أمريكا بين الإكراه .. والردع
ثم يقول د. مرسي في بحثه المهم -غير المنشور- أن" دول المنطقة صارت فى حالة خضوع للإكراه المصحوب بالردع العنيف من قبل الولايات المتحدة كانت أبرز مظاهره الحرب الأمريكية ضد العراق واحتلال أمريكا له ، والتهديدات الأمريكية العنيفة لسوريا وإيران ، ثم الضغوط الأمريكية المكثفة على أخلص حلفائها ، لقد أبدت واشنطن امتعاضاً من بعض حكام المنطقة الذين كانت تربطهم بها علاقات وثيقة فى السابق ، وكانت قائمة مطالباتها لهم كثيرة ، غير أنه يبدو أن الولايات المتحدة ربما مازالت فى حالة البحث عن البديل الأفضل أو تهيئة البديل الأفضل لحماية مصالحها ، ومن ثم مازالت تبقى على تعاقدها الضمنى معهم ، مع إخضاعهم لمزيد من الضغوط حتى تحصل على أقصى ما يمكن أن يقدموه لها .. أيضاً ربما كان للأمر وجهه الآخر ، المتمثل فى الحصول على أقصى ما تبغيه واشنطن ، حتى يأتى الدور .. على من هم بعد العراق .. خاصة فى حالة التراجع العربى الرسمى الشديد" (كيف لمن فهم كل هذا أن يتحول هكذا لصديق لواشنطن بين عشية وضحاها؟؟ والسؤال لنا؟)
ثم يقول د. مرسي (كل المؤشرات بل الوقائع والأحداث تقول إن رؤية أمريكية قد تبلورت وهى آخذة فى التنامى إزاء شكل المنطقة السياسى والاقتصادى ، يدخل فى إطارها إعادة طرح للمشروع الصهيونى لمنطقة الشرق الأوسط الذى طرحه وزير الخارجية الصهيونى السابق شيمون بيريز وأطلق عليه " الشرق أوسطية " يحفظ للكيان الصهيونى مكان الريادة والتفوق التكنولوجى ويحدد دور العرب فى توفير الموارد ورؤوس الأموال والعمالة الرخيصة والأسواق الواسعة ، فى ظل خضوع المنطقة للسيطرة الأمريكية .
هذا المشروع يعيد الأمريكيون اليوم طرحه كما طرحوا خلاله تصورهم لشكل المنطقة وجاءت هذه الأطروحات من أركان الإدارة الأمريكية مما يشير إلى أن هذا هو التصور الأمريكى المستقبلى للمنطقة ، ففى مبادرة باول التى أعلنها فى ديسمبر 2002 أعطى مؤشرات على هذه الرؤية الأمريكية فقال إن 65% من العرب أميون و50% من النساء جاهلات ويعانين الفقر والمرض ، وأغلب الدول العربية تعانى الفساد والرشوة ، ونسبة صادراتها لا تتجاوز 1% من الصادرات العالمية باستثناء البترول ، وشعوب المنطقة بحاجة إلى نظم انتخابية تساعد على تداول السلطة ، وانطلق باول من ذلك إلى أن هدف مبادرته يهدف إلى تعزيز المشاركة لدى الشعوب العربية ، وإنشاء مدارس تدريسية للسياسيين ورجال الأعمال ، ومساهمة الولايات المتحدة الفعالة فى تحسين مستوى التعليم والثقافة ، خُصص (29) مليون دولار للبدء فى المشروع .
ثم ينقلنا د. مرسي في بحثه القيم، خطوات للأمام حين يؤكد أن المؤشرات الكثيرة تقول إن التشكيل الأمريكى لمستقبل المنطقة هو تشكيل اقتصادى سياسى، إضافة إلى تشكيل الوعى والفكر والثقافة لشعوب المنطقة ونخبها ، لإدراك واشنطن أن السيطرة على الوعى والثقافة والتعليم يضمن لها السيطرة على بقية الدوائر الأخرى مستقبلاً كما أنه يزيل أية عقبات تعترض السياسات .. أو أى تهديدات للتواجد الأمريكى بشتى أشكاله خاصة وأنها تعتقد أن أكثر من (80%) من الإرهاب المتمركز فى منطقة الشرق الأوسط ينبع من الدول العربية ، لذلك أكدت فى ضغوطها على دول المنطقة على ضرورة تغيير التعليم ومناهجه.
ثم يقول: "إن الولايات المتحدة تتبنى استراتيجية الاستحواذ على المنطقة وثرواتها وعقولها ، لأن ذلك هو مفتاح سيطرتها على العالم ، وذلك مع احتلال الكيان الصهيونى مكان الزعامة والريادة فى الشرق الأوسط ، معلنة أن أمن الدولة العبرية هو صمام الأمن العالمى ، كما تدرك أمريكا أن القضية الفلسطينية تمر بظروف وأجواء قد تعين على تطبيق الحل الأمريكى الصهيونى مع إدراكها إلى أن إدارتها للأزمات يكفل لها أن تكون العنصر الفعال ، فى ظل وجود عسكرى أكثر من خطير .. وفى أعقاب غزوها لأفغانستان ثم العراق .. وبعد أن أصبحت العضو والشريك السياسى الأساس فى المنطقة .. فى حال غياب عربى وإسلامى رسمى ومن ثم لم تعد الضيف الذى حل بساحتها على مدى عقود .
بعد هذه القراءة فى السياسة الأمريكية إزاء المنطقة وبعد أن وضح حجم الخطر الهائل الذى يهدد الأمة من الخارج وصار له وجوده على ساحة الداخل، يطرح د. مرسي سؤالان:
الأول : ماذا يجب على الأمة أن تفعله لدرء هذا الخطر واجتناب أسباب وأشكال هذا العدوان وتأكيد حريتها وأمنها وعزتها وكرامته وضمان مواصلتها لدورها الحضارى ؟ .
أما الثانى : فهو هل تملك الأمة أسباب وسبل ووسائل درء هذا الخطر ورد ذلك العدوان وتحقيق أمنها وحريتها وتأكيد مواصلتها لدورها ؟ أما عن إجابة السؤال الأول-فيقول مرسى- بالواقع والوقائع وماضى الأمة وحاضرها كل ذلك يؤكد وعلى الأمة أن توحد صفها وتحشد كافة طاقاتها وإمكاناتها لمواجهة صارت حتمية دفاعاً عن وجودها .. وعقيدتها وهويتها وأعراضها وأرضها وثرواتها .
أما عن إجابة السؤال الثانى – فيذهب مرسى – إلى أن الأمة تملك بالفعل الإمكانات لتوحيد الصف والكلمة كما تملك الإمكانات والطاقات المادية التى تقتضى المواجهة حشدها لدحر العدوان والهجمة الأمريكية والصهيونية الشرسة التى كانت تهدد الوجود والمصير ثمة حقيقة بل حقائق أكدها التاريخ ويؤكدها الواقع وهى أن الأمة واجهت زحف المغول بالأمس .. وزحف الصليبيين .. واستطاعت بعد أن وحدت الصف وحشدت الإمكانات والطاقات أن تحرر الأرض .. وتصون العرض وتمارس الدور الحضارى لقرون. ..(أي وفقاً للترجمة المعاصرة الفقهية لهذا التحليل –بالجهاد- نستطيع مقاومة هذه الإستراتيجية العدوانية الأمريكية .. تُرى هل في مصافحة هيلاري كلينتون ومن قبلها الصهيوني جون ماكين وجون كيري ما يؤكد ذلك ؟! والسؤال هنا نوجهه الى د. مرسى وإخوانه) .
ثم يختم د. مرسي ورقته البحثية بالقول: "ولا نحسب ولا نتصور أمة تم تهميش شعوبها بل وجرى حصارها بعد أن صودرت حقوق هذه الشعوب فى الحرية والأمن وفى المشاركة والمراقبة والمحاسبة .. ينتظر منها أن تؤدى دورها فى المقاومة والجهاد .كما لا نحسب أن أمة صار هم حكامها يتمثل فى الحرص على كسب التأييد الأمريكى أو الرضا الأمريكى .. وفى الوقت نفسه دبَّ الخلاف والشقاق فيما بينهم .. تستطيع أن توحد كلمتها وتوحد صفها ؟ ..(تُرى هل يدرك د.مرسي أن هذا هو حاله اليوم هو وجماعته بعد لقاء هيلاري كلينتون به؟)
ثم يقول د. مرسي: إن ثمة واجباً والتزامات تاريخية توجب على الحكام أن ينهضوا بها ونخطو بذلك الخطوة الأولى على درب مواجهة الهجمة (الأمريكية) التي صارت تستهدف الجميع ، كما أن ثمة واجبات والتزامات تاريخية توجب على أهل الفكر والرأى وكافة المثقفين وخاصة المخلصين المهمومين بهموم وشؤون الأمة أن ينهضوا بها ، ومنها تبصير الشعوب بالدور المطلوب وقيادتها على الطريق الصحيح وتذكير الحكام بدورهم وواجبهم فى تجرد ونزاهة مع الجهر بالحق فى شجاعة وترفع عن ترهيب أو ترغيب السلاطين وانحياز لقضايا الأمة ومصالحها) ؟؟ .
*    *     *
وتلك نهاية كلمات البحث الذي قدمه الدكتور مرسي قبل تسع سنوات، ضد العدو الأمريكي وسُبل مواجهته، تُرى ما رأيه، ورأي الإخوان شباباً وشيباً في تناقض المواقف تجاه واشنطن،مع ما ورد فى هذا البحث  وفى غيره من وثائق الإخوان السابقة جملة وتفصيلا وخاصة بعد زيارة كلينتون وعشرات السياسيين الأمريكان إلى مقر الإخوان وعقدهم الاتفاقات الجديدة مع د. مرسى من اجل نسيان (فلسطين) تماما والحديث فقط عن حقوق (الفلسطينيين) وشتان ما بين الخطابين لمن يفهم فى أصول الصراع  ومساراته ؟؟ إن ثمة سؤالاً بسيطاً نتمنى الإجابة المباشرة عليه بعد أن أضحى مرسى  رئيساً، هل لاتزال أمريكا- وبالتبعية إسرائيل- عدوا؟ سؤال معلق في رقاب الشرفاء من الإخوان ولا تصح المراوغة  أو التذاكى بشأنه.فأجيبونا يرحمنا ويرحمكم الله .

E – mail : yafafr@hotmail.com


روسيا تمتص بركان دمشق



العملية التي حدثت اليوم في دمشق هي عملية عسكرية لحلف الناتو على غرار العملية التي أدت إلى احتلال طرابلس الليبية، أي أنها عملية كبرى تهدف لإسقاط النظام السوري وإنهاء الصراع.
 في طرابلس الليبية تم حشد المسلحين المدعومين من حلف الناتو في المدينة في نفس الوقت الذي تم فيه شراء ذمم عدد من مسؤولي القذافي وقادته الكبار.
 في دمشق تم أمر مشابه حيث أنه تم حشد المسلحين في المدينة وبعد ذلك تم استهداف القادة الكبار واغتيالهم.
 الفرق الأهم بين عملية طرابلس الليبية وعملية دمشق هو أن حلف الناتو فشل في شراء ذمم القادة السوريين، ولذلك هو قرر تصفيتهم جميعا.
 القادة الذين استهدفوا اليوم هم خليط ينتمي لكل الطوائف السورية... محاولة الناتو اغتيالهم جميعا هو دليل على صلابة وتماسك النظام السوري وعدم طائفيته.
 الغرفة التي فجرت كان فيها مسيحيون ومسلمون سنة وعلويون... لو كانت الغرفة تحوي علويين فقط لكنا قلنا أن الناتو يحارب العلويين، ولكن الناتو قرر تفجير العلويين والسنة والمسيحيين بدون تمييز، وهذا أوضح دليل على كذب دعاية الناتو التي تصور الصراع في سورية على أنه صراع ضد العلويين.
 هذه العملية هي ظاهريا مكسب للناتو، ولكنها في الحقيقة دليل عجز وإفلاس.
  هم فشلوا في شق النظام السوري وفشلوا في شراء ذمم قادته، ولذلك قرروا قتلهم جميعا واستثمار ذلك للتأثير نفسيا على روسيا.
 هذا يختلف عما حدث في ليبيا والعراق... أميركا دخلت طرابلس الليبية وبغداد بدون مقاومة لأنها اشترت ذمم المدافعين عن تلك المدن، أما في دمشق فهم عجزوا عن ذلك.
 النظام السوري أثبت صلابة فائقة ومنقطعة النظير، وكل ما رددته أميركا عن أن النظام طائفي ثبت كذبه.
 وزير الدفاع الجديد الذي عين اليوم هو من أصل بدوي حموي... النظام السوري يسير في تعييناته بشكل اعتيادي وبدون مراعاة للجو الطائفي الذي يحاول الناتو خلقه في سورية.
 النظام السوري أثبت خلال هذه الأزمة أنه نظام عقائدي وليس علويا كما تدعي أميركا. ..ما يقال عن كون النظام علويا ثبت كذبه.
  هم حاولوا كثيرا تجريد النظام من الوجوه السنية ولكن كل ما أفلحوا فيه هو شق مناف طلاس دون غيره، وانشقاق مناف طلاس بالمناسبة هو انشقاق ناقص.
 رغم كل العصر الذي قامت به  أميركا لمناف طلاس فإنها فشلت في الحصول منه على تصريح واضح يعلن فيه انضمامه للمعارضة.
 الآن حلف الناتو يحاول بث الذعر في دمشق واستثمار عملية اليوم لتسهيل انتشار المسلحين التابعين له في المدينة، ولكن لا يوجد في الاخبار حتى الآن ما يدل على تقدم للمسلحين، بل على العكس المتوقع اليوم هو أن تشن قوات الجيش السوري هجمات انتقامية ضد المسلحين.
 عند تحليل عملية اليوم يجب ألا ننظر إلى ما أحدثته فقط بل يجب أن ننظر إلى ما كان مرادا منها......... هذه العملية كانت مصممة لتكون على غرار عملية احتلال بغداد وطرابلس الليبية.
 هم كانوا يريدون قتل الرؤوس الأمنية لكي يحدث انفلات وفوضى ويستغل حلف الناتو ذلك لإسقاط المدينة بدون مقاومة... لا شيء من هذا حدث.
 روسيا ردت على الفيلم الغربي بهدوء أعصاب كبير، لأنها طبعا تملك مصادر معلومات على الأرض:

اعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ان موسكو تعتبر انتظام المسلحين في سورية على تنفيذ عمليات ارهابية خلال المناقشات حول تسوية الازمة في مجلس الامن، امرا خطيرا.
 وكتب الدبلوماسي الروسي على صفحته في موقع "تويتر" بالانترنيت يوم الاربعاء 18 يوليو/تموز: "انها لحتمية (نهج) خطرة عندما تجري في مجلس الامن الدولي مناقشات حول تسوية الازمة السورية، يقوم المقاتلون بتفعيل العمليات الارهابية، مفشلين جميع المحاولات" لتسوية الوضع.
 وكان وزير الدفاع، نائب رئيس مجلس الوزراء السوري العماد داود راجحة والعماد آصف شوكت نائب وزير الدفاع بالاضافة الى حسن تركماني مساعد نائب الرئيس السوري للشؤون العسكرية، رئيس خلية الأزمة  قد قتلوا في التفجير الارهابي الانتحاري الذي استهدف صباح يوم 18 يوليو/تموز مبنى الأمن القومي في العاصمة دمشق .

قال سيرغي لافروف، وزير خارجية روسيا، ان موسكو لن تساند فرض عقوبات على سورية، ودعا الدول الغربية الى تهدئة المعارضة السورية  بدلا من تحريضها . جاء ذلك خلال تصريحات ادلى بها للصحفيين يوم 18 يوليو/تموز في موسكو.

وقال " لقد اعلنت حاليا عمليات "بركان دمشق" و"معركة العاصمة" و"المعركة الحاسمة"،  وعلى هذه الخلفية يكون اتخاذ قرار من جانب واحد يمنع الحكومة من القيام بعمل ما، هو دعم مباشر لحركة ما ثورية". وتساءل "اذا كانت هذه ثورة، فما علاقة الامم المتحدة ؟". واضاف "سنرى، المحادثات مستمرة، ولكننا لن نقبل باستخدام الفصل السابع وفرض العقوبات".
 واعلن لافروف انه خلال محادثات الرئيس بوتين مع كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سورية، اكد الرئيس "موقفنا، وانه يجب العمل على جميع الاتجاهات، ولقد وافقه عنان في ذلك".
 واشار لافروف الى انه " ليس بامكاني القول كيف يتم تفسير هذا في مجلس الامن الدولي، لان بعض الشركاء يعتقدون بضرورة فرض عقوبات احادية الجانب ضد النظام السوري". ومضى يقول "وعندما نستفسر عن فائدة ذلك – لقد سبق ان فرض حظر على توريد الاسلحة الى ليبيا، ولكن المعارضة استمرت بالحصول على الاسلحة، وكان هذا خرقا فاضحا لقرارات مجلس الامن الدولي – وكيف تتم مراقبة عدم حصول المعارضة على السلاح، لم نحصل على جواب لسؤالنا".
 وحسب قوله "فبدلا من تهدئة المعارضة، يقوم بعض شركائنا بتحريضها على الاستمرار في المجابهة".
 ويعتقد لافروف بان "الضغط على طرف واحد، يعني التورط بنشوب حرب اهلية والتدخل في الشؤون الداخلية للدولة". واضاف مؤكدا "ان وثيقة جنيف هي اساس مشروع القرار الذي اعددناه، لانه يعكس بصدق الواقع الحالي، في حين ان مشروع القرار الغربي يحاول تحريف جميع هذه النتائج لمصلحة جانب واحد".
 واشار لافروف الى استمرار النزاع المسلح في سورية وقال "اذا كان النزاع المسلح على اساس طائفي، وهناك يجري نزاع داخلي مسلح، فان مصطلح "الحرب الاهلية" ليس موجودا في القانون الدولي، بل هناك مصطلح "نزاع داخلي مسلح".
  التصريحات الروسية تكشف أن روسيا تريد استثمار العملية الإرهابية لتحقيق مكاسب سياسية مضادة، ونفس الأمر سيقوم به النظام السوري أمنيا حيث أنه سيصعد حملته الأمنية بذريعة ما حدث اليوم.
 عملية اليوم كانت عملية فاشلة...  هذه العملية لم تسفر حتى الآن عن تغير في مسار الصراع.
  لا الموقف الروسي لان ولا النظام السوري تضعضع... بل على العكس هناك نية لدى روسيا وسورية للقيام بهجوم مضاد، وهذا الهجوم بدأ بالفعل بالتصريحات الروسية التي تعتبر عملية الناتو ففي دمشق عملية إرهابية تعرقل مفاوضات مجلس الأمن.
  تصريحات روسيا بعد عملية الناتو اشتدت بدل أن تلين... لافروف اليوم قال أن دعم الثورات ليس وظيفة الأمم المتحدة، وهذا كلام جديد وتصعيدي.
 روسيا من قبل كانت تقول أنها تؤيد مطالب المعارضة السورية.
 المصدر : مدونة هانى
http://hanisyria.wordpress.com/2012/07/18/%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D9%85%D8%AA%D8%B5-%D8%A8%D8%B1%D9%83%D8%A7%D9%86-%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82/