03 يوليو 2012

مقارنة بين مهاتير محمد ونورى المالكى



شتان بين رئيس وزراء حول ماليزيا من فأر الى نمر.. ورئيس وزراء حول العراق من نمر الى فأر!!!

شبكة البصرة
د. مؤيد المحمودي
نشأ مهاتير محمد في قرية صغيره بماليزيا وهو الأبن الأصغر لتسعة أشقاء، وكان راتب والدهم المعلم في المدرسه الابتدائيه لا يكفي لتحقيق حلم ابنه الصغير في التعلم.. فيضطر مهاتير للعمل كبائع للموز في الشوارع.. كي يحقق حلمه، ويدخل كلية الطب في سنغافورة المجاورة... ليتخرج منها عام 1953 ويعمل طبيباً في الحكومة الإنكليزية المحتلة لبلاده حتى استقلت ماليزيـا في عام 1957. فبادر الى فتح عيادته الخاصة التي خصص نصف ريعها للكشف المجاني على الفقراء.. وبهذا كسب محبة الناس. و فاز بعضوية مجلس الشعب عام 1964، ليخسر مقعده بعد خمس سنوات، مما حثه في عام 1970 للتفرغ الى تأليف كتاب عن مستقبل ماليزيا الاقتصادي... وهذا ما ساعد في اعادة انتخابه كسيناتورا في عام 1974...
بعدها تم اختياره وزيراً للتعليم في عام 1975، ثم مساعداً لرئيس الوزراء في عام 1978، ثم رئيساً للوزراء في عام 1981، لتبدأ بعدها النهضة الشاملة لمالبزيا في فترة حكمه التي قال عنها في كلمته بمكتبة الإسكندرية إنه استوحاها من أفكار النهضة المصرية على يد محمد علي.. وكانت تستند على أسس علميه مدروسه جيدا شملت الخطوات الرئيسيه التاليه:

أولاً: رسم خريطة طريق لمستقبل ماليزيا حدد فيها الأولويات والأهداف والنتائج، التي يجب الوصول إليها خلال 10 سنوات.. وبعد 20 سنة.. حتى عام 2020!!!
ثانياً: قرر أن يكون التعليم والبحث العلمي هما الأولوية الأولى على رأس الأجندة، وبالتالي خصص أكبر قسم في ميزانية الدولة ليضخ في التدريب والتأهيل للحرفيين.. والتربية والتعليم.. ومحو الأمية.. وفي البحوث العلمية.. كما أرسل عشرات الآلاف كبعثات للدراسة في أفضل الجامعات الأجنبية..
ثالثاً: أعلن للشعب بكل شفافية خطته واستراتيجيته، وأطلعهم على النظام المحاسبي الذي يحكمه مبدأ الثواب والعقاب للوصول إلى النهضة الشاملة، فصدقه الناس ومشوا خلفه ليبدأوا بقطاع الزراعة.. فغرسوا مليون شتلة نخيل زيت في أول عامين من فترة حكمه لتصبح ماليزيا أولى دول العالم في إنتاج وتصدير زيت النخيل.

وقد حققت هذه الخطه الاقتصاديه بداية نجاحاتها في قطاع السياحة،.فكان الهدف في عام 1981 أن تزداد واردات هذا القطاع خلال عشر سنوات الى 20 مليار دولار بدلاً من 900 مليون دولار، لتصل واردات السياحه الآن إلى 33 مليار دولار سنوياً. وفي قطاع الصناعة حققت ماليزيا عام 1996 طفرة تجاوزت 46% عن العام السابق بفضل المنظومة الشاملة والقفزة الهائلة في الأجهزة الكهربائية، والحاسبات الإلكترونية. وفي النشاط المالي.. فتح مهاتير الباب على مصراعيه بضوابط شفافة أمام الاستثمارات المحلية والأجنبية. وأنشأ أكبر جامعة إسلامية على وجه الأرض، أصبحت ضمن أهم خمسمائة جامعة في العالم، بالاضافة الى بناء العديد من المطارات الكبيره وعشرات الطرق السريعة تسهيلاً للسائحين والمقيمين والمستثمرين الذين أتوا من كل بقاع الأرض.
وباختصار.. فقد استطاع مهاتير خلال الفتره من عام 1981 إلى عام 2003 أن يقود نهضة شاملة في بلد تقطنه 18 ديانة مختلفه لتشمل جميع القطاعات الاجتماعيه والثقافيه والاقتصاديه وتصبح ماليزيا على قمة الدول الناهضة التي يشار إليها بالبنان، بعد أن زاد دخل الفرد من 100 دولار سنوياً إلى 16 ألف دولار سنوياً.. وأن يرتفع الاحتياطي النقدي من 3 مليارات إلى 98 ملياراً، وأن يصل حجم الصادرات إلى 200 مليار دولار، رغم أن عدد النفوس في ماليزيا قد تضاعف في نفس هذه الفتره من الزمن.
كما ان التأريخ سوف يسجل لهذا الرجل عدم اعترافه باسرائيل وقد ظل دائما ينتقد نظام العولمة الغربي بشكله الحالي الظالم للدول النامية، و هولم ينتظر المعونات الأمريكية أو المساعدات الأوروبية، ولكنه اعتمد على الله، ثم على إرادته، وعزيمته، وصدقه، وراهن على سواعد شعبه وعقول أبنائه في تحقيق الانجازات العظيمه لبلده.
ورغم نجاحه في تحويل ماليزيا من فئر الى نمر أسيوي، لم يفكر مهاتير محمد في التمسك بكرسي الحكم حتى آخر نفس (اعتماداعلى قاعدة أخذناها وبعد ماننطيها) أو يطمع في توريثه لأبنائه أو لأحد من أقاربه... بل على العكس من ذالك قرر بإرادته المنفردة في عام 2003 أن يترك الحكم، رغم كل المناشدات، ليستريح تاركاً لمن يخلفه خطة عمل اسمها « عشرين... عشرين » أي شكل ماليزيا عام 2020 والتي يتوقع من خلالها أن يصبح هذا البلد رابع قوة إقتصادية في آسيا بعد الصين، واليابان، والهند.
بالمقابل تتحدث السيره الذاتيه لنوري كامل المالكي رئيس الوزراء الحالي في العراق عن حصوله على شهادة البكالوريوس من كلية أصول الدين في بغداد، وشهادة الماجستير في اللغة العربية من جامعة صلاح الدين الكرديه في أربيل تحت اشراف السياسي الكردي فؤاد معصوم!!!!! والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا اختار نوري المالكي جامعة كرديه لدراسة الماجستير في موضوع عن اللغة العربيه وترك كل الجامعات العربيه المتخصصه في هذا المجال، الا اذا كان في الأمر شيئا من التسويف تتعلق بطريقة منحه هذه الشهاده. وهذا ليس مستبعدا على أركان هذا النظام الحاكم فتشير إحصائيات هيئة النزاهة العراقية الى وجود اكثر من عشرين ألف شهاده مزوره للمسؤولين الحاليين الذين يشغلون مناصب اداريه في الدولة.
لقد انتمى نوري المالكي الى حزب الدعوه الاسلامي عام 1970 وفي فنرة قصيره لم تتجاوز ال 8 سنوات أصبح من القيادبن في الحزب المذكور. ويحمل هذا الحزب أهدافا تجمع بين الدين والسياسه، أهمها هو بناء الدولة وفق مفاهيم واحكام طائفيه تتولى قيادتها المرجعية الشيعيه وهو يدعو الى استخدام اساليب جديدة في تقييم المسائل السياسية وتغطيتها برداء ديني. ويطمح هذا الحزب الى تغيير الافكار السائدة في المجتمع من خلال نشر الافكار الاسلامية ومحاربة الأفكار القومية والاشتراكية. كما أن فكره قد استند بشكل أساسي على اتباع سيرة ال البيت , واقامة الشعائر والطقوس الدينية المتعلقه بمناسية ميلادهم ووفاتهم بحيث أصبحت هذه الطقوس هي المحور الرئيسي لمسار هذا الحزب الطا ئفي وتطلعاته السياسيه لمنافسة الأحزاب العراقية الأخرى وعلى رأسها حزب البعث العربي الاشتراكي. ولتحقيق هذه الغايه استغل حزب الدعوة قسم من الشعائر الدينيه المتعارف عليها لدى بعض الشيعه البسطاء مثل حادثة قدوم الامام الحسين من المدينه المنورة الى كربلاء لمناصرة المظلومين انذاك وما رافق هذه العملية من مأساة خذلانه ثم مقتله في كربلاء. فوظفت هذه التراجيديا وشعائرها واغرقت تلك القصة بالنواح والبكاء والاعلام السوداء , و ضخمت بمشاهد بانوراما مسرحيه تروى طريقة اجتزاز رقبة الحسين , واستعملت ادوات بدائيه مثل الزنجيل والتطبير للمبالغه في اظهار مشاعر الحزن على مقتله. ثم تلقفت ايادي المعممين من هذا الحزب قصة مقتل الامام الحسين وأخذت تنسج خرافاتها عن تلك الواقعه وكأنهم قد امتلكوا كامرات خفيه كانت تصور حادثة المقتل لحظه بلحظه.  وبذالك عملوا على تشويه الدوافع النبيله لقضية الحسين وحولوها بمرور الزمن الى مادة دسمه لتعميق الصراع الطائفي واحداث شروخ في المجتمع الاسلامي الواحد. كما حاول حزب الدعوه أن يستغل تلك الواقعة التي حدثت قبل 14 قرنا لكي يبني منها مجدا سياسيا على حساب بعض البسطاء من الناس الذين تم اخضاعم الى دوامة أبديه من الحزن والشعور بالذنب على مقتل الحسين.فأصبحت شعائر المقتل وطقوسه هي مصدرالثقافه الدينيه الأول لهؤلاء الناس البسطاء عوضا عن اعتماد المبادئ العظيمه للدين الاسلامي كمصدر ثقافي لهم. ورغم هذا الدجل والشعوذه الدينيه التي مارسها حزب الدعوه الا أن هناك عاملان قد ساعدا في السابق على بروزه كحزب سياسي في العراق. وهذان العاملان يتمثلان في القسوة المبالغه التي مورست ضد كوادر هذا الحزب والتي أدت الى ظهور بعض التعاطف معه كرد فعل سلبي لتلك الممارسات المتشنجه. يضاف الى ذالك احتضان ايران ودعمها لهذا الحزب خاصة أبان الحرب العراقيه الايرانيه و التي استفادت بدورها من نشاطه كطابور خامس شأنه شأن الأحزاب الطائفيه الاخرى. وانسجاما مع هذا التدخل المباشر في شؤون الحزب فقد عمدت ايران على تعزيز القيادة العليا لحزب الدعوه المكونه من 9 أعضاء، ب 6 أعضاء ممن يحملون الجنسية الايرانيه بما فيهم محمد مهدي علي صادق الآصفي- امين عام الحزب انذاك.ولولا هذان العاملان الذان أمداه بطوق النجاة لكان حزب الدعوه قد انحل و تلاشا عن الساحة السياسية العراقيه بسبب الانقسامات المتكرره التي عانا منها.
وفي الأونة الأخيره قدمت ايران دليلا اضافيا أخرعلى رغبتها في الاستمرار ببسط النفوذ المباشر على هذا الحزب خاصة و على باقي المؤسسه الدينيه الشيعيه في العراق بشكل عام، وذالك من خلال فرضها للشاهرودي الايراني الجنسيه كمرجع لحزب الدعوه في النجف عقب وفاة مرجعه السابق محمد حسين فضل الله.
ومن المعروف عن الشاهرودي انه يحمل عدة مناصب عليا في ايرانن، على النحو التالي:
1 ـ رئيس لجنة حل الاختلاف بين السلطات الثلاث (التنفيذية والقضائية والتشريعية)
2 ـ نائب رئيس مجلس الخبراء (هذا المجلس يعين و يشرف على عمل القائد)
3 ـ عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام (هذا المجمع متشكل من السلطات الثلاث بالاضافة الى اشخاص يعينون من قبل القائد و مكانة هذا المجمع ياتي بعد القائد)
4 ـ مستشار القائد العام

ومن خلال نظره بسيطه الى المراحل التربويه التي مر بها نوري المالكي يتضح بأن طريقة تحصيله الدراسي و تجربته الحزبية الضيقه في اطارحزب الدعوه الطائفي لم تكن كافيه لايصاله الى النضج الفكري والسياسي المناسبان كما حصل مع مهاتير محمد، كي يرتقي المالكي الى المستوى القيادي القادر على بلورة حركة نهضه شامله في العراق. وقد انعكس هذا النقص التربوي في المؤهل القيادي للمالكي بشكل واضح على ادارته للحكم خلال فترة تسلمه رئاسة الوزراء لمدة 6 سنوات والتي وجد نفسه فبها مححشورا في دائره مغلقه من ثقافة الحقد والكراهيه و الانتقام من المعارضين الأخرين. ذالك أنه أصبح أسيرا للأفكار الطائفيه المتطرفه التي ترعرع فيها فجعلت انتمائه الطائفي يغلب على كل من انتمائه الوطني والقومي، و هذه الأولويه في الانتماء كان قد أقرها المالكي بنفسه عندما صرح الى أحد الصحفيين الأمريكان الذي طلب منه أن يعرف بنفسه فقال "أولا أنا شيعي وثانيا أنا عراقي، وثالثا أنا عربي ".وهذا الترتيب في الانتماء لم يأت عفويا، بل كان مقصودا لايصال وجهة نظر المالكي بأن الدولة أولا طائفية شيعية وثانيا عراقية وثالثا عربية.وهي أفكارنابعه من المبادئ العامه لحزب الدعوه التي تنحاز الى المفاهيم الطائفيه على حساب الفكر القومي والوطني. كما أن رغبة المالكي الشديده للتشبث بالحكم على ضوء مقولته المشهوده (أخذناها وبعد ماننطيها) جعلته يعيش في دوامه دائمه من عقدة المؤامره والتي اعترف بها مؤخرا الناطق باسم الحكومة علي الدباغ أثناء حضوره ندوة نظمتها مؤسسة تشاتام هاوس في لندن.حيث وصف الدباغ الوضع الحالي لرئيس الوزراء بأنه يمر بحالة من الهووس يشعر فيها بوجود مؤمرات تحاك ضده من جهات عدة و تسعى لإخراجه من السلطة. وهذا الهوس الناتج من محدودية الافق في التفكير، جعل المالكي يرتكب سلسله من الحماقات السياسيه بحق معارضيه ممن رفضوا العمليه السياسيه التي جاء بها الاحتلال أو حتى من بعض الجهات الأخرى التي شاركته في هذه العمليه السياسيه. فتارة يتحدث عن مؤامره بعثيه لقلب نظام الحكم ويزج بألاف الناس الأبرياء في السجون السريه لسنوات بلا محاكمه وتاره يتحدث عن عمليات تخريب متعمده من جهات مشاركه في السلطه مثل تهم الارهاب التي وجهها الى الدايني والهاشمي بعد أن انتزع اعترافات باطله من قوات الحمايه لهما. وفي هذا الخصوص يعتبر المالكي رئيس الحكومه الوحيد في العالم الذي يحتفظ بملفات لقضايا جنائيه تعود الى شركاؤه في الحكم وهي جاهزه لابتزازهم بها، فقط اذا ماأظهروا أي اختلاف في الرأي معه. متناسيا بذالك أن السكوت على مثل هذه الملفات الجنائيه لو كانت فعلا حقيقيه، يعتبر بحد ذاته خرقا للقانون ويستحق عليها المساءله.  اضافة الى ذالك فان اشغال أجهزة الدوله وأموالها في التفرغ الى معارضي سياسة المالكي والتي أدت الى تشريد كفاءات كثيره منهم أو زجهم في السجون، لابد وأن يحمل مردودا سلبيا على عملية بناء الدوله.
ان المالكي لم يفشل فقط في التخطيط لقيام نهضه جديده في هذا البلد، بل أنه عمل على اكمال الدور الأمريكي في تخريب ماوجد من نهضه كانت قائمه في العراق قبل عام 2003. فعند العوده الى الاحصائيات الرسميه يتضح أن فترة حكم المالكي لم تشهد تحسنا في البنى التحتيه التي دمرها الغزو الأمريكي للعراق (حسب تصريح وزارة التخطيط) والانقطاع الطويل للكهرباء خير مثال على ذالك. كما رافق هذا التباطؤ في تحسبن الخدمات حصول فشل في الخطة الخمسية الوطنيه، حسب البيانات المتعلقه بذالك و الصادره من الأمم المتحدة. والتي على أثرها صرح مدير البرنامج الإنمائي التابع للأمم المتحدة في العراق مؤخرا أن هناك إعادة صياغة للخطة الخمسية التي أعدتها الحكومة بالعراق في عام 2010 لعدم وجود إحصائيات وأرقام لقاعدة البيانات وغياب التعداد السكاني الدقيق للبلاد والذي تم مؤخرا تأجيله الى اشعار أخر بقرار رسمي حكومي.و يوجد حاليا 40 % من الشعب العراقي تحت مستوى خط الفقر (حسب إحصائيات وزارة حقوق الإنسان) علما أن الميزانية السنويه للعراق تقارب ال 112 مليار دولار، تذهب أكثر من 7 مليارات منها كنفقات غير خاضعه للرقابه الى مكتب رئيس الوزراء وهي تعادل تقريبا ميزانية العراق في فترة ما قبل الحصار الاقتصادي. علما ان اتفاقية النفط مقابل الغذاء والدواء في زمن الحصار والتي خصصت الامم المتحدة فيها 1،8 مليار دولار سنويا فقط للحصة الغذائيه، كانت كافيه لأن تصل الى أقصى مكان في العراق وبضمنها محافظات الحكم الذاتي، بينما يخصص اليوم 6 مليارات دولار لنفس الحصه المذكوره لكنها غير متوفره لدى جميع السكان. هذا وقد تحدثت وزارة التخطيط في حكومة المالكي عن نسب الحرمان ومستوى الفقر المرتفعين في العراق، فوضحت أن معدل الحرمان في الجانب الصحي بلغ 29%، والتعليم 29%، والسكن 24%، والوضع الاقتصادي للفرد العراقي 31%، والامن الاجتماعي 22%. بينما قدرت عدد العوائل المحرومة في العراق بمليون و32 الف عائلة، نصفها من العوائل التي تسكن الريف، وتتصدر شريحة الاطفال النسبة الاكبر من المحرومين بنسبة 46%، وهناك 76 % من المحرومين لم يلتحقوا اطلاقاً بالمدارس.
وقد عزا رئيس ما تسمى لجنة العمل والشؤون الاجتماعية النيابية تفاقم نسب العوائل العراقية المحرومة التي تعيش تحت خط الفقر الى غياب الاصلاح الاقتصادي و العجز حكومي عن مواجهة اتساع رقعة الفقر الشديد.
و بعد أن كان العراق قد محي الأمية نهائيا ً في العام 1977 حسب شهادة منظمة اليونسكو الرسمية عندما أشادت بتوجه العراق لمحو الأمية في حينها وطالبت بتطبيقها على دول الجوار وبقية دول العالم النامية، عادت نفس المنظمه للتحدث حاليا عن انحدار مستوى التعليم الجامعي والأساسي (الابتدائية , المتوسطة , الإعدادية) ووصل الأمر إلى قيام هذه المنظمة الدولية بعدم الاعتراف بالشهادات الجامعية والعليا التي تصدرها المؤسسات التعليمية الجامعية في العراق.وفي هذا الخصوص اعترفت مديرية تربية محافظة واسط مؤخرا بأن أكثر من 100 مدرسة في المحافظة لا تصلح أطلاقا لأحتواء الطلبة وأنجاز العملية التعليمية لانها مبنية من الطين وجزء منها آيل للسقوط. أما في الجانب الاجتماعي فتشير الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة شؤون المرأة العراقية الى وجود مليون أرملة عراقية و أربعة ملايين طفل عراقي يتيم , علما أن الأرامل هم المسؤولون عن اعالة ربع الأسر العراقية. كذالك يوجد حاليا أربعة ملايين ونصف مواطن مهجر خارج العراق (حسب إحصائيات المتقدمين إلى جوازات فئة (ج) لدى مديرية الجوازات العامة) بالاضافة الى مليونان ونصف مواطن مهجر داخل العراق (حسب إحصائيات وزارة الهجرة والمهجرين).وفي القطاع الصحي كان العراق يعتبر من البلدان الخالية من أمراض التدرن والملاريا و من الدول الأمنه حسب منظمات الصحة الدولية....كما كانت لديه مكانة جيدة في مستوى تقديم الخدمات الصحية المجانية للمواطن العراقي....أما في الوقت الحاضر فان البلد يعاني من نقص كبير في الكفاءات الطبيه بعد أن هاجر منهم أكثر من 70 % الى خارج العراق و فقدت أعداد كثيره أخرى بين قتيل وسجين ومجتث ومهجر، كما تم نخريب أو سرقة معظم المستشفيات الحكوميه. وأدى هذا النقص الى انتشار الأوبئة والامراض المعدية في جميع مناطق العراق ومنها انتشار الكوليرا والجمرة الخبيثة والتهاب الكبد الفايروسي والحصبة والخناق وتفاقم حالات التدرن ومرض الايدزالذي سجل76000 حالة من المصابين بعد أن كانت لا تتجاوز114 حالة قبل الاحتلال (حسب الإحصائيات المسجلة الرسمية لدى وزارة الصحة). كما سجلت حالات انتشار المخدرات المستوردة من ايران بين طبقة الشباب نسبا مخيفة، والتي كان يخلو منها العراق سابقا(إحصائيات ومركز مكافحة المخدرات والإدمان الكحولي في وزارة الصحة). ورغم الحصار فان القطاع الزراعي قد شهد قبل 2003 شبه اكتفاء ذاتي في معظم المحاصيل الزراعيه. حيث وصل انتاج الحبوب الى 3. 5 مليون طن سنويا وبفائض مليون طن عن حاجة القطر للثلاث السنوات السابقة للاحتلال فتم تصديرقسم منه الى دول الخليج العربي. و اليوم تراجع الانتاج الزراعي المحلي بشكل كبير وأصبحت الملوحة تهدد الأراضي الزراعيه في وسط العراق وجنوبه وبالتالي تحول العراق من منتج الى مستورد للمحاصيل الزراعيه. فأخذ يستورد البيض من أوكرانيا والتفاح من أمريكا والعنب من جنوب أفريقيا والطماطم من الأردن و يستورد البصل والبطاطا من السعودية و الباذنجان من الإمارات. وفي مجال القطاع النفطي اتخذت وزارة النفط العراقيه الحاليه من اسلوب الاعتماد على الكفاءات الأجنبيه أساسا في الصناعات النفطيه. وبذالك عمدت على تهميش الخبره الذاتيه للبلد في هذا المجال والتي تم بناؤها سابقا عبر عشرات السنين.و عوضا عن أن تقوم وزارة النفط ببناء وتطوير مصافي البلاد النفطيه، راحت تستورد مشتقات نفطية من ايران بما يصل لحوالي 4-5 مليار دولار سنويا.. و حسب أرقام وزارة التخطيط فقد تجاوزت فاتورة الأستيراد هذه منذ الأحتلال على ما يزيد عن 25 مليار دولار وهي تكفي لبناء مصافي حديثة تصل طاقتها لأكثر من مليون برميل يوميا.كما أن الغاز العراقي يتم حرقه ثم نأتي وزارة النفط لنستورد الغاز من ايران بمليارات الدولارات.أما على الصعيد الصناعي فقد صرح المستشار الأقتصادي لوزارة الصناعة الحالي بأن 192 شركة انتاج حكومية تضم 200 مصنع كبير ومتوسط والتي كانت توفر 250000 فرصة عمل، قد توقفت عن العمل بنحو تام. إذ تم تفكيك المكائن والمعدات والاجهزة الحديثة كافة لهذه المصانع كافة ونهبها ونقلها عبر الحدود البرية الى ايران. اما على صعيد القطاع الصناعي الخاص فقد توقف الانتاج في عموم المصانع الصغيرة والمتوسطة وحتى الكبيرة، مما تسبب في تسريح جميع المهندسين والعمال العاملين فيها لتزداد نسبة العاطلين عن العمل في البلاد الى 42% فاصبحت تمثل حالة اجتماعية واقتصادية كارثية. ومما زاد في تعميق الانهيار الاقتصادي لدى حكومة المالكي هو الفساد الكامل لهياكل الدولة ومؤسساتها الادارية والمالية والاجتماعية (بحسب تقارير منظمة الشفافية الدولية).وأصبح هذا الفساد عمل جماعي منظم مرتكز على المحاباة السياسية الطائفية كنتيجة لظاهرة احتكار السلطة ومنح المناصب المهمه في الدولة بشكل خاص لأفراد معظمهم من أتباع النظام الإيراني ولا يملكون الخبرة والكفاءة العلمية ويفتقرون الى مبادئ الشعور بالمسؤوليه والغيره على مصالح هذا الوطن.
ان الوضع الأمني المتردي واعتماد المحاصصه الطائفيه على حساب الكفاءه و وهدر اموال الدوله بالفساد والسرقات وكذالك انعدام الانسجام السياسي بين مكونات العمليه السياسيه وتفضيل المصالح الذاتيه على المصلحه الوطنيه وغياب التوجيه القيادي المناسب لمفاصل الدوله الاداريه، كلها عوامل ساعدت على فشل حكومة المالكي في تقديم انجازات ملموسه تخص عملية بناء الدوله. وقد بدى هذا الفشل واضحا من خلال الوثيقه التي صدرت عن وزارة التخطيط في 2012/9/2 والموجهة لمجلس النواب بخصوص نسب الإنجاز لجميع الوزارات و المرافق الحكومية الأخرى. حيث وضحت هذه الوثيقه بصورة جليه مستوى الفشل الحكومي المخيف في جميع الجوانب الخدمية، علما بأن مجلس النواب كان قد صوت سابقا على وجوب إقالة المسؤول عن أي مرفق حكومي تكون نسبة إنجازه أقل من 60%. بينما تكشف الوثيقة المذكوره أن معدل نسبة الإنجاز الحكومي في سنة 2011 لم تتجاوز ال 27.55 % أي أقل من نصف النسبه المقرره في مجلس النواب مما يستدعي حل الحكومة وفقا للقانون و تشكيل حكومة جديدة.

لقد علمتنا تجربة المالكي في الحكم درسا بليغا مفاده أن الأفكار الطائفية المتطرفه و أمراض الحقد السياسي لا تبني وطنا كالعراق متعدد القوميات والأديان والأطياف والذي يغوص حضاريا 6 ألاف سنه في عمق التاريخ.. فقد شهدت فترة حكم المالكي الثقيله ظاهرة التخريب المنظم لاقتصاد البلاد وتحول العراق اقتصاديا ودوليا من نمر الى فئر، مما أدخل عملية بناء الوطن في نفق مظلم.....سوف لن يتم اخراجها منه الا عن طريق تلك القوه التي قهرت الأحتلال الأمريكي وأزاحته عن كاهل العراق.. لاشك.انهم رجال المقاومه الأبطال الذين سوف يقودون نهضة العراق بالإرادة والتسامح واحترام الرأي الاخر وتسخير جميع كفاءات المجتمع. ان الله يمهل ولا يهمل.... وان غدا لناظره قريب.
1 تموز 2012

أين نصيب العراق من الربيع العربي؟




أحمد الفلوجي

حين يقال حلّ فصل الربيع في المكان الفلاني فإننا نفهم أن هواءه العليل وزهوره الزاهية والبراعم الجديدة وكل المظاهر المصاحبة ستعم المكان كله ليتمتع بها جميع القاطنين بتلك البقاع، فلا تمييز بين صغير أو كبير ولا غني أو فقير ولا رعية أو أمير؛ بل ولن يكون مشاهدة تلك المظاهر والإحساس بها حكرا على أهل البلاد دون الغرباء وعابري السبيل، فالربيع بما معه للجميع بغض النظر عن الجنس أو اللون أو الدين أو الهوية أو الانتماء.

وهكذا تبادر إلى فهمنا حين سمعنا (الربيع العربي)، فنسبة الربيع إلى كلمة (العربي) تعني جميع من يسكن هذه البلاد فضلا – بل ومن باب أولى – من يحمل الهوية العربية، جميعا وبدون تمييز قُطري، فما حدث لم يطلق عليه (الربيع التونسي، والربيع المصري، وووو)، فهل حقا تمتع العرب جميعا بهذا (الربيع)؟ لن أتحدث باسم الجميع بل سأتحدث عن (العراق) تحديدا وللأسف بلغة (قُطرية) ليس تعصبا بل انتصارا لجزء من هذا العالم العربي والذي وقع عليه ظلم كبير.

لن نبقى أسيري الماضي القريب فنتحدث عن التقصير العربي تجاه احتلال العراق والتقصير في نصرة أهله ومقاومته التي أذهلت العالم، تلك المقاومة التي منعت الكثير من الشرور عن بقية البلاد العربية والتي مرغت أنف عدو العرب الكبير – أمريكيا – في التراب، إنها المقاومة التي عدها الكثير من المنصفين بأنها الشرارة التي منحت العرب عزة النفس وأعادت لهم الشعور بقوتهم وما يملكونه من قدرات، ولن نتحدث عن ترك هذه المقاومة وحيدة في الميدان تبذل دماء أبنائها وتضحي بالغالي والرخيص فكانت (المقاومة اليتيمة) الفريدة من نوعها.

لكن لنبقى في حدود قضيتنا (الربيع العربي) فنتحدث عن نسمات هذا الربيع وما حمله من عبق الحرية والعدالة والمساواة، لماذا لم تصل للعراق كما وصلت إلى الآخرين؟ لماذا تجاهل الإعلام العربي تلك المظاهرات التي حدثت بالعراق ولم يسلط عليها الضوء كما فعل في البلاد الأخرى، وتجاهل شهداء تلك التظاهرات والقمع الحكومي الذي فاق كل مظاهر القمع الأخرى في العالم العربي، ولماذا تجاهل العرب ما يحدث في العراق من مجازر يومية ترتكبها الأجهزة الحكومية، وتجاهلوا الاعتقالات اليومية للعشرات والمئات من الأبرياء وما يرتكب ضد أولئك المعتقلين من انتهاكات لحقوق الإنسان، بل ولماذا لم تكتف حكومات العرب بالتجاهل لحقوق الشعب العراقي ولكنها راحت تتسابق لتقديم الدعم السياسي والاعتراف الرسمي للحكومة التي تمارس أنواع الظلم وتشتهر بالفساد، والأغرب أن أكثر المتسابقين لدعم حكومة الإجرام العراقية كانت الحكومات التي جاءت بفضل (الربيع العربي).

ولقد تطور هذا التجاهل وذاك الإهمال لقضية العراق من إخوانهم العرب فأصبح دعما معلنا للحكومة التي جاء بها الاحتلال، ثم تطور الدعم إلى تفويض مطلق لها عبر (القمة العربية)، فانعكس كل ذلك على الواقع العراقي، حيث تصاعد القمع الحكومي الذي أخذ تفويضا من العرب، وتزايد الفساد الحكومي في كل الاتجاهات لأنه أخذ ضوءا أخضر من العالم عبر الحكومات العربية باعترافهم بها وبغضهم الطرف عنها وعن سنوات عديدة من الإجرام وقائمة طويلة من الفساد، فتصاعدت الاعتقالات وما يرافقها من تعذيب وقتل وكل أنواع الانتهاكات، وتزايدت ملايين الدولارات المنهوبة، والمسلسل مستمر ومآسي الشعب العراقي في ازدياد.

وربما أكثر من تضرر بهذا (الربيع العربي) بشكل مباشر المهجرون من الشعب العراقي، فكان الكثير منهم يتعرض للمخاطر التي رافقت مخاض ذلك الربيع، نالهم نصيب كبير من العنف وواجهوا الخوف وتعرضوا للجوع والضنك وبعضهم فقد حياته وأمواله.

واليوم يتعرض المهجرون من العراقيين في سوريا لمخاطر جمة، فما يحدث في هذا البلد من عنف لا يفرق بين مواطن ومقيم، بل ربما يكون المهجر العراقي أكثر عرضة للخطر من غيره، فالغريب دائما هو الحلقة الأضعف في حالة الفوضى، وهو الصيد الأسهل للمجرمين وضعاف النفوس، وللإنصاف فإن المهجرين العراقيين في سوريا كانوا أفضل حالا من كل المهجرين العراقيين في البلدان الأخرى، ففضلا عن كرم الشعب السوري كانت التسهيلات الحكومية لهم في الإقامة والتنقل، والمساواة لأولادهم بالسوريين في الدراسة الأساسية المجانية، وغير ذلك حتى جاءت الأحداث الأخيرة التي عصفت بالبلاد فنال هؤلاء المهجرين العراقيين ما نال الشعب السوري من عنف وخوف واضطراب.

ومما زاد وضع العراقيين - المهجرين بسوريا - سوءا شعورهم بأنهم معرضون للتهديد من طرفي الصراع على حد سواء، فإعلان (القاعدة) ورجالها العراقيين تدخلهم بالصراع، وظهور اعترافات لبعض من شارك بتلك الأحداث عبر التلفزيون الرسمي السوري والذين أكدوا على أن (عراقيين) كانوا يشاركون ويوجهون ويخططون لتنفيذ التفجيرات في سوريا، جعل العراقيين يشعرون أنهم جميعا عرضة للاشتباه ويتخوفون الاعتقال، ومن جانب آخر فالموقف الرسمي لحكومة المالكي الداعمة للحكومة السورية جعل المهجرين الذين فروا من اضطهاد أجهزة المالكي وميليشياته يتخوفون أن يكونوا جزءا من صفقة رد الجميل فيتم تسليمهم للمالكي أو تطلق يد ميليشياته لتتم تصفيتهم حيث ما كانوا.

كما أن قيام (التيار الصدري) بالدعم المعلن لحكومة سوريا؛ واتهام المعارضة السورية لميليشيا (جيش المهدي) بالمشاركة في المواجهات المسلحة ضد تلك المعارضة؛ جعل العراقي المهجر بسوريا يخشى تعرضه للاتهام بانتمائه لهذه الميليشيا أو التأييد الطائفي لها.

وهنا بدأ هذا المهجر العراقي يتنقل وعائلته من حي لآخر داخل سوريا ومن محافظة لأخرى بحسب تصاعد العنف هنا وهدوئه هناك، وباتت رحلته الأصعب في بحثه للمكان البديل لسوريا لاسيما أولئك الذين حكم عليهم بالنفي المؤبد عن العراق ما دامت حكومة الاحتلال، لكن أين يلتفت وإلى أين يسافر وكيف السبيل؟

أقرب البلاد لهم (الأردن) ولكن أنى لهم أن يدخلوها وقد اتخذت حكومتها قرارا بمنع دخول أي عراقي سبق ومنح إقامة بسوريا، وكأن العراقي المقيم بسوريا يحمل فايروسا ميؤوسا من معالجته وشفائه، ولا يستغرب مثل هذا الإجراء إذا ما علمنا أنه من اختراع (المخابرات) الأردنية، التي تسيء بهذا الاجراء للشعب الأردني الكريم والعائلة الهاشمية المالكة التي تربطها بالعراق تاريخ من القرابة والمواقف القومية المشتركة.

هل يتوجهون لمصر؟ لا يمكنهم ذلك فسمة الدخول لمصر (الفيزة) متوقفة للعراقيين إلا عبر شركات تبيع وتشتري بها وبهم وبمبالغ كبيرة ولا تخلو من مواقف النصب والاحتيال، ومثل هذا في العديد من البلاد الأخرى، ولن أتحدث عن بقية البلدان العربية وأعدد الصعوبات بل قل المعوقات التي تحول دون دخول العراقي لتلك البلاد.

خيارات العراقي المهجر صعبة؛ فهي عموما بين بلاد نهضت حديثا من (الربيع العربي) لكن إجراءات الحكومة الدكتاتورية السابقة لا تزال هي السارية والحكام الديمقراطيون الجدد يخشون أن يمسوا العلاقات الدبلوماسية مع حكومة الاحتلال العراقية بأي سوء فيتسببون بإزعاج السيد الأمريكي راعي الديمقراطية في العالم، وهناك بلاد أخرى الوضع الأمني فيها صعب جدا لأنها لا تزال تدور في فلك العنف أو تحاول تجربة (الربيع العربي) فيها، أو فيها صعوبات أخرى أمنية أو مادية.

أما بلاد الخليج فهي بعيدة عن العراق وأهله وكأنها لا تنتمي للعرب إلا بالاسم، وكأن حكومات هذه البلاد – حاشا شعوبها – قد رهنت كل سياساتها بالرضا الأمريكي، نعم من حقها أن تراعي في علاقاتها السيد الأمريكي على صعيد السياسات الخارجية والأمن القومي والاقتصاد ونحوها فهذه الأمور مبنية على المصالح المتبادلة، لكن بماذا يزعج أمريكا إجراءات إنسانية للشعوب الشقيقة؟

أحد المهجرين العراقيين يقول: أنا لا أريد من البلاد العربية إلا أرضا رملية أقيم عليها، لا أريد مدينة أؤجر بمالي شقة فيها؛ فربما سيقولون تسببت بأزمة سكن في بلاد المباني فيها ضعف عدد سكانها، ولا أريد أن يسمحوا لأولادي بالدراسة في مدارسهم الخاصة؛ فربما يقولون زاحمت في مقعده طالبا يدفع أقساطا دراسية كما أدفع لولدي، ولا أريد السماح بمعالجة عائلتي في المستشفيات الخاصة التي سأدفع كما يدفع غيري للعلاج؛ فقد تؤثر حبة الأسبرين في أزمة صحية لتلك البلاد...، أنا لا أريد إلا بقعة في الصحراء المقفرة أنصب عليها خيمتي وأحفر فيها بئرا أشرب منه وأزرع لآكل مما أحصد، وأنا مستعد للتعهد لهم أنني لن أقبل حتى صدقات وزكاة أموال الأغنياء بذلك البلد؛ كي لا أنقص من نصيب الفقراء الذين ترسل لهم الأموال في دول أخرى كجنوب أفريقيا وشرق آسيا غربها.

فهل هذا نصيبنا من (الربيع العربي) وهو المزيد من الإهمال والتجاهل والصدود؟ شكرا للعرب وشكرا لربيعهم الذي احتكروه ومنعوه عنا، أما أنت يا شعب العراق فليس لك إلا الله، واعلم بأن الظلم لن يدوم وأن وراء الليل صبح منير.

أيها الناصريون .. عبد الناصر منكم برئ - سيد أمين



سيد أمين
كانت المواقف الصادرة عن "بعض" الشخصيات "النخبوية" التى تنسب نفسها إلى التيار القومى عامة والناصرية خاصة فى مصر مخيبا للآمال فيما يخص الانتخابات الرئاسية سواء قبل جولة الإعادة أو بعد إعلان النتائج , وانحيازهم الى دولة الاستبداد اللاوطنية واللاقومية واللاديمقراطية فى وجه دولة الثورة الثورة وخياراتها ونتائجها,وبرهنت مواقفهم تلك بشكل ثابت على أن الكثيرين منهم فى الحقيقة لا يؤمنون بالديمقراطية ولا الحرية واحترام حق الاختلاف فضلا عما حمله ذلك من إساءة الى الفكر القومى الذى يسعى الى توحيد الأمة العربية والرضاء برغبتها مهما كانت , بل والتعبير عنها وحمايتها.
ورغم اننى أبرئ الفكر القومى وأبرئ الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر من مسلك تلك الطفيليات التى أساءت إليهما وتاجرت باسمهما , واراهن انه  لو كان عبد الناصر موجودا الآن بيننا لوبخهم عليه بشدة , ولاعتبرهم خونة للثورة بانحيازهم للثورة المضادة التى جثم مرشحها الذى انحازوا إليه عشرات السنين حاكما وتلميذا مطيعا لزعيم العصابة التى جثمت على صدر البلاد والعباد .
ومصدر تأكدى من أن عبد الناصر كان حتما سيسلك هذا المسلك انه هو نفسه لم ينحاز الى صف الملك حينما تولى اللواء محمد نجيب المنتمى الى الإخوان المسلمين الحكم , ولا اعتقد أن اللواء نجيب كان سيسلك هذا المسلك كرد فعل عن إقصاءه من الحكم , هذه هى الحقيقة , وهذا هو عبد الناصر يا من تتمسحون به .
يجب عليكم أن تعوا ما وعاه هو , ان عداء الثوار للثورة المضادة هو عداء تاريخى , أما اختلاف رؤى الثوار فيما بينهم فهو أمر حتمي ومبرر ومغفور , وان هذا الاختلاف يمكن ان نحوله إلى مصالحة وتفاهم لا الى دخول فى دوامة الفعل ورد الفعل.
ونظرا لاننى اعتبر نفسى واحدا من اكثر المحبين للرموز التاريخية للقومية العربية مثل الشهيد البطل صدام حسين , والزعيم الراحل جمال عبد الناصر , ومواقفهما الداعية للتحرر واحترام إرادة الشعوب وتضحياتها وحمايتها من كل مظاهر الاختراق , فقد صدمت بشدة من مواقف عدد من المحسوبين معى فى ذات الخندق ممن لم نراهم أبدا من قبل يعارضون مبارك حليف الصهيونية والماسونية والامبريالية وهو ينتهك الحرية ويحولها الى حق فى البكاء , ويحبس العدالة , ويقتل الكرامة القومية التى من المفترض انهم – اى الناصريون والقوميون – يدافعون عنها حينما ساند غزو العراق وضرب غزة وواحتلال جنوب لبنان وضربه عام 2006 وتضامن مع جنوب السودان ضد شماله العربي حتى تم الانفصال , وفرض الحصار على ليبيا والعراق وفتح سجونه لتعذيب المقاومين العراقيين وانتزاع الاعترافات منهم لتقديمه للامريكان – بحسب وثائق ويكيليكس -  وفتح سماءه لاستقبال الطائرات الأمريكية محملة بجرحى الأمريكان ليلقوا الرعاية فى المركز الطبي العالى ومستشفى السلام الدولى بينما يموت ملايين الأطفال والإباء والنساء فى العراق نزفا وحرقا وردما وقتلا وإعداما ونزفا , كل ذلك ولم نجد منكم من يرفع صوته ضد الرئيس مدينا تصرفه , ما لم يذهب الكثيرون منكم لإبراء ساحته والدفاع عنه , تارة بالصمت وتارة بمهاجمة "اللهو الخفي" وتارة بمعارضة تشبه التأييد هدفها امتصاص غضب الناس عليه , فأين عبد الناصر منكم ايها الناصريون؟
كيف تساندون مرشح المستبد المخلوع واحد ابرز رجال حاشيته , مرشح الثورة المضادة فى وجه مرشح احد فصائل الثورة؟ كيف ابدلتم مواقفكم وعداءكم , فانحزتم لعدو مؤكد فى وجه عدو محتمل؟  عدو تاريخى فى وجه عدو مؤقت ؟ كيف ساندتم الفاشية اللافكرية واللا أخلاقية اللصوصية المؤيدة لأمريكا وإسرائيل فى وجه من يختلف معكم فى الطريق ؟ اى سقطة تلك سقطتموها ؟ فانتم لم تستوعبوا بعد عبد الناصر ولم تفهموه حق فهمه ؟ وهذا هو ما ارجو ان تكونوا عليه حتى تتجنبوا الوقوع فى الخيار الخاص بأنكم لا ناصريون ولا قوميون وأنكم صنائع ومكائر أجهزة امن الديكتاتور المخلوع التى زج بها فى معارضته الشكلية؟
وهناك ما يعزز الاحتمال الأخير في أن العديدين منكم انحازوا منذ البداية لصالح الثورة المضادة فى وجه ثوار ميادين التحرير التى تعج بالقوميين والناصريين والشيوعيين والليبراليين والإخوان المسلمين وكل المصريين, بل ان الكثيرين منكم لم ينحز الى حمدين صباحى مرشح التيار الناصري, وقمتم باختلاق الاكاذيب حوله , فضلا عن الكثيرين منكم كانوا رافضين الثورة على المخلوع أساسا , فاى قومية تلك التى تتحدثون عنها واى ثورة تلك تنتقدون وناصر هو زعيم الثوار؟
انصحكم بأن تتطهروا ان كنتم وطنيين فعلا وناصريين فعلا , بان تنحازوا للثورة وتركبوا ركب الثوار , وتدعموا من ارتضاه الشعب رئيسا فى اول انتخابات حقيقية حدثت فى مصر منذ 7 الاف عاما , ادعوكم ان تكفوا عن الاساءة لناصر وتثبتوا للعالم كله ان عبد الناصر لم يكن ديكتاتورا ولكنه كان خيارا شعبيا , ومعبرا عن جموع الشعب , وانه يحترم ارادته مهما كانت .
ارحموا ناصر فهو منكم برئ.
Albaas10@gmail.com

01 يوليو 2012

منشورات توزع في بغداد و عدد من المحافظات تمجد "البعث " وتهاجم حكومة الاحتلال




وزعت مساء هذا اليوم منشورات تدعو الى اطلاق سراح المعتقلين و الكف عن المداهمات و الاعتقالات التي تشنها أجهزة الحكومة  بحق المواطنيين و تمجد بحزب البعث العربي الاشتراكي
و ذكر شهود عيان أن هذه المنشورات وزعت في اغلب مناطق بغداد و عدد من المحافظات الجنوبية و محافظات الفرات الاوسط.
و حملت بعض هذه المنشورات مسؤولية الوضع المتردي في العراق الى قوات الاحتلال و دعت المواطنين الى العمل على  التضامن و العمل المشترك بين كافة فئات الشعب و القوى الوطنية  من أجل تحرير العراق من الاحتلالين الايراني و الامريكي
و من بين أهم المحافظات التي وزعت بها هذه المنشورات حسب ما  أفاد به شهود العيان الحلة و كربلاء و النجف و الناصرية و ديالى و الانبار
وسنوافيكم بأية مستجدات أخرى حول الموضوع

الاهرام : الموكب الواحد لمبارك كان يكلف الدولة ‏7 ‏ملايين جنيه




اوضحت دراسة نشرتها صحيفة الاهرام المصرية    ان موكب الرئيس المخلوع حسني مبارك كان يكلف الدولة في المرة الواحدة ما يتراوح بين5 إلي7 ملايين جنيه حسب موقع الجهة من قصر الرئاسة، ومدة التأمين .
واوضحت الدراسة التي اعدها الخبير الاقتصادي د. عبدالخالق فاروق ـ ونشرت خبرا عنها ( كرمالكم الاخبارية الاردنية ) ان موكب الرئيس المخلوع كان يضم ما يتراوح بين400 و500 سيارة .فضلا عن القافلة الخاصة به والمكونة من40 إلي50 سيارة.
وقدمت الدراسة فرضيات عن التكلفة الباهظة لموكب الرئيس المخلوع واستنادا الى الخبير الاقتصادي ف ( إذا افترضنا أن الرئيس السابق في زيارة لمجلس الشعب، فهذا يعني أن الموكب سيتطلب ما بين15 ألفا إلي20 ألف جندي وضابط، ينتشرون بطول الطريق وفي الشوارع المؤدية من القصر حتي المجلس، ويبدأ التأمين مع شروق الشمس وحتي نهاية الزيارة، وهذه الأعداد من السيارات تتطلب قدرا هائلا من الوقود، كما يحصل الضباط ممن يمر الموكب في نطاق أقسام الشرطة العاملين بها علي مكافآت ) .
وعد الدكتور عبد الخالق فاروق التكاليف غير المباشرة الاهم  ، من خلال تعطيل مصالح المواطنين والحيلولة دون وصولهم إلي مقار عملهم، وهي خسائر تقدر بالملايين.

صوم نينوى - كتاب جديد عن صمود اهالي نينوى



صوم نينوى
كتاب جديد عن صمود اهالي نينوى
وتحديهم الموت والدمار
للاكاديمي والباحث العراقي الدكتور بهنام نيسان السناطي
شبكة البصرة
تحت عنوان صوم نينوى صدر هذا الاسبوع عن دار الكاتب كتاب جديد باللغة الفرنسية يتناول ملحمة زيارة النبي يونان او يونس الى نينوى الموصل والتي الفها الكاتب الشهير مار افرام السرياني من القرن الرابع الميلادي

واضافة الى الترجمة الفرنسية الكاملة لقصة النبي يونس للموصل وتهديده للسكان ينادي بالويل والثبور ومن مشهد يوم عظيم يضم الكتاب الذي طبع بالالوان 168 صفحة وبطبعة فنية انيقة و ستة عشر فصلا يتطرق فيها الكاتب الاكاديمي العراقي بهنام نيسان السناطي الى اللغة السريانية الارامية التي تمتد جذورها في بلاد مابين النهرين والى تاريخها وادابها اضافة الى الخط الارامي السرياني وهو اصل الخط العربي الكوفي

ولاول مرة ترافق النصوص الفرنسية خطوط سريانية باساليبها المختلفة المعروفة بالاسترنجيلي او الكلداني الشرقي

ويركز الكتاب ايضا على شخصية افرام السرياني مشيرا الى ان افرام لم يكن ناسكا معزولا وكاتبا قضى جل حياته في برج خليته العاجي انما كان انسانا يعشق الحياة وانه كان بشكل خاص انسانا مقاوما وصنديدا احب وطنه، عاش ويلات الحرب ولم يخش في قول الحق لومة لائم وتحدى وقارع الغزاة وترك مدينته نصيبين التي حاصرها الفرس سالكا طريق المنفى الى مدينة الرها وبالنسبة لافرام لا مستحيل لقلب شجاع

ويخصص الدكتور بهنام السناطي فصلا كاملا عن ملائكة اسوار نينوى الحارسة التي سماها الاشوريون الكاريبو اي مصدر البركة واليمن وهي مازالت تحرس بوابات الموصل بابتسامتها الابوية وشموخ كبريائها الازلي ومن المعروف ان كتبة التلمود انتحلوا اللفظة الاشورية كاريبو فسموا ملائكتهم الكاروبيم والملائكة المجنحة هي تلك الكائنات الاسطورية التي تقتبس اجمل واروع ما في الخليقة للتعبير عن الطموحات البشرية وهي مرآة وصدى تعكس تطلعاتها المتحدية الموت والفناء والتي طالما سعى الى تحقيقها الانسان وكانت وقودا واوارا الهبت اتون احلامه الازلية منذ ان وقف على رجليه في العراق يتحدى الموت والظلم والعتاة والغزاة يقول ها انذا! الا وهي الذكاء والعزيمة والخصوبة والحرية فلهذه الكائنات المجنحة وجه ورأس انسان وقوة وخصب الثيران واجنحة كواسر النسور التي تحلق في السماء وعزيمة وعنفوان الاسد الهصور وهي الملائكة التي كانت تحرس بوابات مدن بابل واشور وقد اقتبسها التقليد المسيحي في القرون الميلادية الاولى لتصبح رمزا للانجيليين الاربعة فمار متى مثل الانسان وكرازة لوقا زئير الاسود ومرقس ثيران الذبائح ويوحنا الحبيب شُبه بالنسور اذ كان يحلق كالنسور في اصقاع سماء الفقه والناسوت واللاهوت

ويرافق النص المترجم العشرات من التعليقات والهوامش اضافة الى سرد الالفاظ ذات الاصول الاشورية الاكادية والعربية التي وردت في النص السرياني
وفي الفصل التاسع يشير الكتاب الى شخصية النبي يونان وذكر النبي يونس ذي النون في القران الكريم في كل من سورة النساء الاية 163 والانعام 86 ويونس 98 و الانبياء 87 و 88 والصف 139 و 140 و 141 و 142 و 143 و 145 و 146 و 184 وسورة القلم 48 و 49 و 50

وتتضارب الاراء حول شخصية يونان التاريخية ويجمع العديد من نقاد التاريخ بان قصة النبي يونان في التوراة ما هي بالواقع الا مثلا تم ضربه لاناس يعقلون ذلك انه من غير المنطقي ان يسعى احدهم ينتمي الى قبائل قطاع طرق ذليلة ادبها الاشوريون مرات عدة الى نينوى عاصمة العالم انذاك حاملا رسالة تهديد ووعيد وثانيا ان النصوص التاريخية لم تثبت وجود هذه الشخصية اطلاقا كما ان الحوليات الاشورية التي وصلتنا والرقم الطينية التي اتحفتنا بعض الاحيان بتفاصيل الحياة اليومية واخبار الملوك هي الاخرى لم تتطرق بتاتا الى حدث جلل بطله شخص من قبائل العبران هز اركان الامبراطورية الاشورية وثالثا فان الكتاب الذي ينسب اليه في التوراة لايضم اية نبوءة وانما يسرد قصة احدهم تمرد على طاعة ربه ثم القي في البحر الاجاج فابتلعه ثم قذفه النون اي السمك العظيم على اليابسة ورابعا فان اسلوب النص الذي ينسب الى يونان فيه من النقد الجارح والقدح اللاذع لبطل الحكاية مما يثير شكوكا جدية حول كون يونان الذي يجلد نفسه ويحقرها لهذه الدرجة هو المؤلف الحقيقي لهذه القصة اضافة الى ذلك ففي قصة يونان الكل يتمتع بانسانية عميقة وطيبة اخلاق عالية وحتى البحارة الوثنيين وسكان اشور وملك نينوى والانعام التى فرض عليها الصيام..الكل ودعاء ومسالمون الا.. المدعو يونان وهو نبي. اما فيما يتعلق ومرقد النبي يونس في الموصل الحدباء فان الحفريات الاثرية تؤكد ان الموقع هذا كان اول وهلة هيكلا للالهة الاشورية ثم تحول بعدئذ الى معبد تقام فيه طقوس مجوسية لعبادة النار وفي القرن الثامن الميلادي تم تحويله الى دير وكنيسة باسم الراهب يونان ويذكر المؤرخون العرب كالمقدسي (توفي في 990) وابن جبير (توفي في 1217) وابن بطوطة (توفي عام 1377) المرقد الشهير باسم تل التوبة نسبة الى زيارة النبي يونان او يونس للمدينة
ويكرس الدكتور السناطي فصلا كاملا اخرا عن مدينة نينوى مدينة العلوم والاداب والفنون في زمانها نينوى لبؤة العرين كما يصفها ناحوم الالقوشي اخر انبياء اليهود الذي سباه الاشوريون والذي شهد خراب نينوى وتراه يتشفى فى الاصحاح 2 العدد 12 و 13 بسقوط نينوى المجد
لم تعد نينوى
ما الذي جرى لعرين الاسود
اين مرتع الاشبال
حيث تربض اللبؤة
فلاخوف ولا وجل
والليث قطع فريسته مزق اوصالها
اربا يأتي بها للبؤات العرين
يملأ مآويه طرائد
وفرائس

ويشيرالكاتب ايضا الى مراسيم طقوس صوم نينوى التي تقام في كاتدرائية الشهيدة مسكنته في الموصل اضافة الى التقاليد الموصلية والتي تختم صيام نينوى الذي يستمر ثلاثة ايام بتقديم حلاوة الخضر الياس التي يتقاسمها الموصليون مع جميع الوان الطيف العراقي الجميل ويشمل الكتاب ايضا عينات مدونة موسيقية عن كيفية ترتيل الحان الباعوثا على البحر السباعي و التي ينشدها الشمامسة والقساوسة في هذه المناسبة

وبالرغم من مرور ما يقارب التسعة قرون منذ نهاية نينوى كعاصمة للامبراطورية العراقية الاشورية في 612 قبل الميلاد وافرام السرياني الذي عاش في القرن الرابع الميلادي فان الكاتب الموسوعة افرام كان على اطلاع واسع بسايكولوجية اهل العراق واهالي نينوى بالذات! لنسمع ما يقوله افرام عن ملك اشور مخاطبا شعبه لمجابهة الماساة ولمواجهة الخراب اللذين قد يحلا على البلاد فيونان جاء متوعدا ومهددا

مقتطفات من ملحمة صمود اهالي نينوى
كتاب الصلوات الكلدانية
الصفحة 446 السطر 9 – 22
اذ اسدى ملك نينوى مشورته الصائبة
لقواته العزوم : احبائي اني لناصح لكم
فلا خذلان ولا تراجع
القتال، القتال بعزيمة الابطال
و لن نُهزَم اذلاء
فمن سعى وقاوم نال تاج العز شجاعا صنديدا
ومن قضى في القتال فانه سيموت مقداما
فاما العيش عيش السعداء او الموت ميتة الشهداء
فالشهيد سينال الحسنتين معا شهادة في المنية وسمعة طيبة عبقة ابدية
ومن تخاذل وجبن فانه يرث السيئتين معا
فسيكون اسمه لعنة عليه ابد الابدين
ويعيش ذليلا مذموما
فيا احبائي تعالوا نشحذ الهمم
لتضرب العزيمة اطنابها على قلوبكم! رابطوا
فلاتهنوا! لاتخاذلوا! لا تزعزعوا
فحتى الجبابرة ترتعد من سطوة وبطش اشور
نينوى يا لبؤة العرين
شديد باسك
تُذل امامك رقابُ كل عات وجبار
لقد زئرت اشور.. فارتعد الكون رعدا
واينما حلت جحافلكَ اشور، عادت مكللة بغار الظفر وكان النصر على ميعاد
الى السلاح! وايا كانت النتيجة فستخلدنا الاجيال بتسمية الابطال
تعالوا نحد سلاحا جديدا لتلك المعركة الجديدة التي كتبت علينا

اعدوا سلاحا سريا لتلك المعركة السرية
انتصروا على الذات اولا
انه شرط عظيم للانتصار

واخيرا فان هذه النصوص القيمة تستلهم سيرة الاباء والاجداد وتراها كلها مرآة تعكس طبيعة الانسان العراقي المقاوم الذي مانام على ضيم وظلم وقارع الطغيان والاحتلال على مر العصور
تولوز

«تسليم المحمودي».. خطوة غير موفقة



د. فايز رشيد:
جريد العرب اللندنية 
قامت الحكومة التونسية برئاسة حمادي الجبالي من حزب النهضة، بتسليم آخر رئيس وزراء في عهد القذافي، البغدادي المحمودي، إلى الحكومة الليبية. جرى ترحيل المذكور في طائرة خاصة في الخامسة فجراً من صباح الأحد "24 يونيو الماضي"، ودون علم الرئيس التونسي المنصف المرزوقي ودون توقيعه على قرار التسليم، وأيضاً دون التنسيق مع المجلس الوطني التأسيسي.

ووفقاً للدستور التونسي، فإن توقيع رئيس الجمهورية على قرار التسليم كان لا بد منه، مع العلم أن المنصف المرزوقي كان قد صرّح سابقاً: بأنه لن يوافق على تسليم المحمودي إلى ليبيا، حيث انعدام الأمن وفي ظل الاشتباكات اليومية بين الفصائل المتعددة، ووسط سيادة "قانون الغاب"، والخطف والاعتقالات، وهو ما لا يؤهل ليبيا لإجراء محاكمة عادلة لرئيس الوزراء السابق. 

رئيس الحكومة التونسية وفي تبريره لقرار التسليم صّرح قائلاً: بأن توقيع الرئيس ليس ضرورياً للتسليم، وذلك وفقاً لدستور ليبيا الذي تم وقفه، كما أفاد بأن وفداً من الحكومة التونسية زار ليبيا وجاء بتقرير مفاده أن المحمودي سيلقى محاكمة عادلة هناك!.

وبعيداً عن القوانين والدستور، فإن تسليم المحمودي لليبيا كان خطأً فادحاً، فهو ليس من الأخلاق والشيم العربية التي ومنذ آلاف السنين أمّنت الملهوف وبجواز استجارة من يستجير بك، فلو أن المحمودي كان يعلم بأن مصيره التسليم إلى ليبيا، لما جاء إلى تونس ولانتقى بلداً آخر "أفريقيا" مثلاً للجوء إليه.

من ناحية ثانية، أمر رئيس الوزراء التونسي بتسليم المحمودي في الفجر حتى تتم العملية بسرية بالغة، ودون أن يكشفها الرئيس التونسي أو المجلس الوطني التأسيسي! فهل كان رئيس الحكومة التونسية مقتنعا بأنه يضمن محاكمة عادلة للمحمودي في ليبيا؟ نشك في ذلك، لأن الأوضاع في البلد الجار لتونس، معروفة ومُدركة تماماً ولا تسر الخاطر، فملثما قلنا في سطور سابقة فإن انعدام الأمن هو الحالة السائدة في ليبيا.

نقول وباختصار شديد إن الحكومة التونسية الإسلامية التوجه، استجابت لطلب المجلس الحاكم الليبي الإسلامي التوجه، بتسليم رئيس الوزراء الليبي إلى بلده. إنها أولاً وأخيراً صفقة تمت بين الطرفين. ما نود قوله أيضاً إن تسليم المستجير ليس من أخلاق الإسلام لا من قريب أو بعيد، فالدين الإسلامي الحنيف يجير المستجير، ورسول الله صلوات الله وسلامه عليه، بعث أصحابه بعد أن ضاقت عليهم الأرض بما رحبت في مكة، إلى ملك الحبشة، وبالرغم من كونه ليس مسلماً، إلا أنه أجار المستجيرين به!.

لقد استنكرت هيئة الدفاع التونسية عن البغدادي المحمودي، عملية التسليم، ولقد تبين أن الهيئة لم يجر إعلامها أيضا بقرار التسليم. أدانت القرار كافة المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان ومن بينها منظمة العفو الدولية، والمنظمة الليبية للدفاع عن حقوق الإنسان، فالتسليم أتى مخالفاً للقرارات والمواثيق الدولية واتفاقية جينيف لحقوق الإنسان.

التسليم أثار ضجة كبيرة في تونس، فالرئيس التونسي من حقه التوقيع على القرار، ومن حقوقه أن يعرف، قبل القيام بعملية التسليم، كذلك المجلس الوطني التأسيسي الذي سيقوم بحل الإشكالية القانونية والدستورية التي تسببت بها خطوة الحكومة المتخذة خارج أوقات الدوام الرسمي وعند انبلاج الصبح بعد الليل المظلم. الخطوة قد تتسبب في إيجاد إشكاليات كبيرة بين الأطياف السياسية الحاكمة والمؤتلفة في الحكم من حزب المؤتمر "حزب الرئيس التونسي" وحركة النهضة "حزب رئيس الوزراء"، والتكتل "يساري وسطي".

قد تبدو خطوة التسليم صغيرة من حيث الحجم، لكنها كبيرة في معانيها وفي دلالاتها، وتنطلق من شعور حزب النهضة بالقوة والهيمنة والسيطرة كونه حاز على أكبر نسبة مئوية في الانتخابات التشريعية التونسية. الخطوة أيضاً هي انتقاص من مهمات وصلاحيات وهيبة الرئيس منصف المرزوقي.

كنا نتمنى لو أن خطوة التسليم لم تتم، لأنها في تقديرنا غير موفقة في ظرفيتها، وهي خطوة مدانة قانونياً وإنسانياً وأفقدت الحكومة التونسية ماء وجهها!.


"وول ستريت جورنال" تكذّب الرواية التركية حول إسقاط سورية طائرتها الحربية



كرمالكم الإخبارية
أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في عددها الصادر اليوم السبت أن رواية جديدة أعلنها مسئولون بأجهزة المخابرات الأميركية حول ملابسات إسقاط الدفاعات الجوية السورية للطائرة الحربية التركية.
وفى هذا الصدد نقلت الصحيفة على موقعها الالكتروني عن مسؤولين أميركيين قولهم " إنه على الأرجح تم إسقاط الطائرة التركية من قبل الدفاعات الجوية السورية عندما كانت تحلق فوق المجال الجوي السوري ، مما يناقض تلك الرواية التي أعلنتها أنقرة ".
وكانت الحكومة التركية ، التي شرعت في نشر الدبابات والمدافع على طول الحدود مع سورية، قد زعمت بأن حطام طائرتها سقط في المياه الإقليمية السورية، وأصرت على أنها أسقطت أثناء تحليقها فوق المياه الدولية دون توجيه أي تحذير لها .
وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى رفض الكشف عن هويته حسبما ذكرت الصحيفة" إننا لم نر ثمة دليل حول إسقاط الطائرة التركية بصاروخ "أرض-جو " مثلما أعلنت أنقرة ، دون أن يفصح عن مصدر هذه المعلومات، لكنه أكد في الوقت ذاته أن الكثير من المعلومات حول هذا الحادث لم يتم كشفها بعد .

نشيد أيها المسلمون.مع صور من جراح المسلمين فى بورما