31 مارس 2012

دور نظام مبارك في الإفساد المالي والإداري والسياسي



الدكتور عادل عامر
أن الفساد ليس جديداً فله جذوره التاريخية في مصر والمنطقة العربية ، وأن المفسدون هم أناس مرضى وذوي نزعة هدامة للمجتمع والأمة ومن الواجب محاسبتهم دينياً وخلقياً وقانونياً حتى يكونوا عبرة لغيرهم ، أن هناك أشكال للفساد وله الكثير من التعريفات لكنه يعني سوء استخدام السلطة لتحقيق غرض خاص أو خصوصي للفاسد ، وقد عمل الكثيرين من مسئولي الحكومة المصرية على إتباع مجموعة من أشكال الفساد منها الاستيلاء على أراضي الدولة بمقابل رمزي أو استخدامها في مقابل رمزي رغم أن هذه الأراضي هي ملك للشعب ، رغم أنه قد بيع الكثير منها بأبخس الأثمان أو استؤجرت لصالح جهات خارجية بأبخس الأثمان أيضاً ، كما عمل الكثير من الفاسدين على تبديد المال العام من خلال الخصخصة وقد قدرت أسعارها بأقل من ثمنها الحقيقي ، بحيث يستفيد من يوقع العقد أو يساهم فيه ، بضرورة الاهتمام بهذا الملف لأنه ملف خطير ويجب إعادة النظر بهذا القانون (قانون الاستثمار) لما فيه من ثغرات تضر بالشعب ، بحيث يؤدي ذلك إلى الاستفادة المثلى من القطاعين الزراعي والصناعي ، ومحاسبة من أضر في هذين المجالين ، مثلما فعل رئيس الوزراء المصري السابق عاطف عبيد الذي عمل على إهدار 6 مليار جنيه مصري بسبب إيقافه لمشروع توشكا الذي بدأه رئيس الوزراء المصري السابق له كمال الجنزوري ، فكان فعله هذا هو انتقام شخصي وإهدارا للمال العام ، كما عمل صاحب شركة إيماك حسين سالم الذي كانت تربطه صداقة بنجل الرئيس المصري المخلوع جمال حسني مبارك ، عمل على تصدير الغاز لإسرائيل وفق عقد جعل سعر المتر المكعب بأقل من السعر العالمي بثلاث أضعاف ، ولذلك يجب إعادة النظر في هذا العقد وأن يعرض على البرلمان الجديد بعد الانتخابات المقبلة لتعديله ، كما يجب أن تعاد الأراضي المستولى عليها أو المباعة بغير ثمنها أو يدفع ثمنها الحقيقي من خلال لجنة حقوقية إدارية تقدرها وتقدر ما قيم عليها من مشاريع سكنية أوسيا حية ، أن المجلس العسكري المصري الذي يحكم مصر حالياً يستطيع إقرار بيانات حول ذلك ، من دون اللجوء للمحاكم لأن القوانين لا تجيز العقود التي تضر بالشعب المصري ،فسحب التراخيص وتغريم الفاسدين والمتاجرين بحقوق الشعب ، والمضرين للبيئة من خلال إقامتهم لمشاريع قريبة من نهر النيل وإلقائهم النفايات فيه مما سبب الكثير من الأذى للسكان ، وكل هذه التراخيص قامت بسبب الفساد الإداري في عهد الرئيس المخلوع مبارك .
أن الفساد السياسي هو أخطر ما واجهه الشعب المصري في عهد مبارك وكان الداء الأكبر الذي ولَّد مجمل الداءآت في المجتمع المصري وفي الإدارات المختلفة ، وأهم صور ذلك الفساد كان:
1- تزوير إرادة الشعب من خلال انتخابات مزورة غير شفافة وفيها الكثير ممن يسمون بالبلطجية رغم أن هذا النظام كان يغطي تلك الانتخابات بإشراف قضائي مزور ، وكان مبارك يعمل كل هذا من أجل أن تستمر الطبقة المستفيدة في ولائها له وبما يستمر بترغيبها بوصول نجله جمال إلى كرسي الرئاسة فيما بعد .
2- الاحتكار السياسي: وذلك بالتحكم بالقرار السياسي دون أي اهتمام برأي جميع فئات الشعب، فتحكم المستفيدين بالقرارات السياسية بما يضمن تحقيق مصالحهم واستمرارهم في الحكم كان له الدور الأكبر في إهمال رأي الشعب والوقوف ضد مصالحه.
3- عدم تنفيذ أحكام القضاء والتحايل عليه وإضعافه وعسر تنفيذه ، وانعدام العدالة ، وتغول جهاز مباحث أمن الدولة في كل القرارات الإدارية والتعيينات في الدولة من أساتذة جامعات ومدرسون والسلك الدبلوماسي وفي الإدارات المختلفة في الدولة ،والتصنت على محاضرات جميع الكليات ، ومتابعة أي آراء تعارض سياسة النظام ، والتصنت على الهاتف والانترنت ، وإبعاد الكفاءات والمؤهلات الجيدة ، في أجهزة الدولة المختلفة بحيث لم يبق سوى المفسدين والمتخلفين من أبناء المسئولين المفسدين أنفسهم وهذا مما أثر على القرارات السياسية والإدارية في مختلف إدارات الدولة .
4- ظهور الفساد الإداري بين ضباط الشرطة والنيابة والقضاء ، بحث أصبح هؤلاء يقومون بعمل كمائن من أجل الحصول على الرشوة ،وظهور مبدأ المجاملة والمحسوبية في التعيينات .
أن أهم أسباب الفساد هي:
1- غياب الديمقراطية مثل وجود برلمان قوي يستطيع مساءلة الحاكم ورئيس الحكومة والوزراء وأي من إداريي الدولة.
2- عدم احترام القانون وسيادة مقولة أن الشاطر هو من يستطيع الالتفاف على القانون، والخاسر هو الذي ينصت للقانون، وبالتالي عدم وجود شفافية ولا ثواب أو عقاب.
3- غياب آلية محاسبة الفاسد والمفسد مما يؤدي إلى الاستبداد ، فالفساد والاستبداد صنوان وهما وجهان لعملة واحدة .
4- عدم الخوف من العقاب ما دام المفسد له علاقات كثيرة مع الكثير من أجهزة الدولة ، حيث المحسوبية لها الدور الأكبر في حمايته من عقاب القانون .
أنه لابد من انتخابات دورية برلمانية أو إدارية أو رئاسة وأن لا تتدخل الحكومة بالترشيحات أو الانتخابات والتعيينات إلا من خلال اللجنة القضائية المكلفة بإدارة هذه الانتخابات بشرط أن تكون السلطة القضائية منفصلة بشكل نهائي عن أي من السلطتين التنفيذية والتشريعية ، كما يجب أن تدار الأحزاب السياسية دون أي تدخل من النظام السياسي حولها وأن تأخذ مطلق الحرية في ممارسة حقوقها المشروعة ، وأن يقام مجتمع مدني من خلال جمعيات أهلية ولا مانع أن تأخذ تلك الجمعيات أمولاً من الخارج شريطة أن تساهم في بناء المجتمع المدني وعدم استيلاء مسئولي هذه الجمعيات على أي جزءاً من تلك الأموال ، كما يجب أن يتحلى مسئولي النظام السياسي بالحضارة الديمقراطية وقيمها من خلال التسامح وتشجيع ذوي الكفاءات والمؤهلات دون النظر إلى الدين أو الطائفة أو الإقليم أو العشيرة أو الجنس وسيادة مبدأ المساواة بين الأفراد ، كما يجب على النظام السياسي المساعدة في نشر القيم الديمقراطية فلا يمكن أن نقيم ديمقراطية من دون ديمقراطيين ، وبالتالي مع الوقت ستشيع القيم الديمقراطية بين الأفراد والجماعات والأحزاب فالممارسة الديمقراطية في المدرسة والكنيسة والمسجد والمؤسسات والأحزاب والجمعيات والأسرة لها دورها في بناء الديمقراطية من خلال انتخاباتهم الجزئية فيها ، ومقاومة مبدأ زواج المال بالسياسة فالمفروض ألا يتدخل المسئول أو الحاكم بالتجارة حتى لا يؤدي ذلك إلى تدمير المجتمع والاقتصاد معاً ، ومحاربة تركز الثروة بيد أقلية مستفيدة معينة لإدارة المشاريع الاقتصادية ، والتأكيد على تغيير الثقافة السلبية في المجتمع مثل مبدأ أمشي جنب الحيط ، أستر الله يستر عليك ، بما يخلق ثقافة عدم فضح المفسدين ، فمن الواجب أن يكشف أي مواطن عن مواطن الفساد لأن مسؤولية الوطن هي مسؤولية كل مواطن ومواطنة في الدولة .
***أن الفساد السياسي هو أكثر أنواع الفساد الذي يهز المجتمع لأنه تجسيد لكل ماهو سلبي ومؤسسة للشرعية وتراجعي لمعدل الانجاز وتبديد وإهدار للموارد وتراجع لقيم العامل المنتج وتحقيق للثروات من دون مجهود ، وتدهور لمعدل الإنتاجية الفردية وكل ذلك سيؤدي إلى الإحباط واليأس والغضب مما يؤدي إلى إضعاف المشاعر الوطنية والقومية وهذا سيؤدي إلى تدمير الاقتصاد والدولة ، وأن جرائم الفساد لا تسقط بالتقادم وسداد جزءا من الأموال المنهوبة لايمنع من المحاسبة .
قد صدقت مصر وجميع الدول العربية اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد عليها عام 2005، حيث تضمنت تلك الاتفاقية عدة أمور أهمها: الجريمة المنظمة والكسب غير المشروع و كيفية استرداد الأموال المنهوبة
أن هذه الاتفاقية ملزمة لكل من وقع عليها ومن الممكن تعقب السرقات والسارقين وناهبي أموال الشعب أو مهربي أمواله أو مستغلي النفوذ السياسي لإنشاء صفقات مشبوهة أو ممهدي الطرق لتجار المخدرات والمتعاونين معهم في غسيل الأموال ، كما تحتوي هذه الاتفاقية على قوانين تدين هذه الأعمال وتفرض عقوبات على مرتكبيها من مصادرة أموالهم أو التحفظ عليها سواء كانت أموالاً سائلة أم عقارات وشركات وأسهم ، ويستطيع النائب العام في الدولة المنهوبة أن ينسق عمله مع الانتربول الدولي لملاحقة المجرمين الذين نهبوا من أموال شعوبهم ، كما يستطيع النائب العام الأمر بالتحفظ على أموال هؤلاء المجرمين عندما تكون تلك الأموال في أحد البنوك الموجود داخل الدولة حتى ولو لم يكن ذلك البنك يتبع الدولة ، كما يستطيع أن يربط هذا الجرائم بغسيل الأموال لأن المجرم في هذه الحالة لا يستطيع أن ينفقذ من جريمة غسيل الأموال حتى لو أفلت من سرقة أموال الشعب ، وتسترد الأموال منه ويسجن 7 سنوات على الأقل .
أن هناك عدة طرق أخرى لاسترجاع الأموال التي نهبها نظام الرئيس المخلوع مبارك وأعوانه وتنطبق هذه الطرق على كل الناهبين لشعوبهم من حكام ومسئولين وهذه الطرق هي:
الطريقة الأولي : مبادرة اسمها ستار
أطلق البنك الدولي والأمم المتحدة مبادرة في عام 2008 مبادرة تسهل علي الحكومات في الدول النامية استعادة الأموال المسروقة ونقلها زعماء فاسدون إلي دول غنية.وأطلق عليها مبادرة ستار ، وتهدف مبادرة استعادة الأموال المنهوبة إلى تشجيع الدول الغنية علي إعادة هذه الأموال إلي الدول النامية ومساعدة هذه الدول علي استثمارها في برامج اجتماعية وفي مشروعات لمكافحة الفقر ، وتدعو إلي ألا يكون هناك ملاذ آمن لمن يسرقون من الفقراء وحتى الآن تواجه الدول النامية مشكلات قانونية ومشكلات أخري فيما يتعلق باستعادة مثل هذه الأموال من دول غنية.
 ويقدر البنك الدولي إن ما بين تريليون دولار و1.6 تريليون دولار يجري تهريبها عبر الحدود سنويا من عائدات أنشطة إجرامية وفساد وتهرب ضريبي.ونحو 25 في المائة من الناتج المحلي المجمل للدول الإفريقية يضيع بسبب الفساد كل عام أو ما تبلغ قيمته نحو 148 مليار دولار.
ووصف وقتها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مؤتمر صحفي المبادرة بأنها ستكفل إعادة الأموال المنهوبة إلي أصحابها الحقيقيينوقال "فلنجعل معا هذه المبادرة رادعا قويا لمن تسول لهم أنفسهم سرقة أموال عامة ولنستخدمها في تقوية قدرة الحكومات علي تحسين معيشة ملايين من الناس".
يهدف البنك الدولي،  ومكتب الأمم المتحدة لمحاربة المخدرات والجريمة من هذه المبادرة، التي تم إطلاقها إلي استعادة الأموال التي يُتهم الحكام المتورطون في الفساد والرشوة بنهبهاكما تهدف إلي استغلال هذه الأموال في إنشاء مشروعات تحتاجها البلدان المنهوبة للاعتماد علي نفسها، وتطوير اقتصادها.وتعتمد المبادرة من أجل نجاحها علي تضييق الخناق علي اللصوص ليس في بلدانهم حيث يمتلكون كل السلطات، وإنما في الأماكن التي يهربون إليها أموالهمومن فوائد هذه المبادرة أنها تسقط إي حصانات سياسية أو دبلوماسية يتمتع بها مهرب الأموال حتى لو كان رئيس جمهورية وما زال في موقعهوتعتمد علي طلب من الحكومة المصرية بالتحفظ علي هذه الأموال والممتلكات في بلدان العالم الأعضاء في البنك الدولي حتى يتم إجراء تحقيق في حجم هذه الثروات وكيفية الحصول عليها وهذا لم يتم في الحالة المصرية لان الحكومة المصرية الحالية مازال بها شخصيات متورطة في إعمال فساد وأبرزهم سامح فهمي وزير البترول الذي رفض بشدة في العام الماضي الانضمام إلي التحالف الدولي لمكافحة الفساد في الصناعات الاستخراجيه
أو إن تطلب احدي الدول المصدقة علي اتفاقيه الأمم المتحدة لمكافحه الفساد من الأمم المتحدة والبنك الدولي بالتحفظ علي هذه الأموال لتعرضها لإضرار جراء الفساد التي ارتكبه هولآء الفاسدون خاصة لو إن شركات دولية أجبرت علي دفع أموال غير مشروعة في مصر مقابل منحها امتيازات خاصة أو لحصولها علي موافقات قانونية لبدء العمل.
وهذه الشركات عليها إن تبادر بان تعلن عن هذه المبالغ قبل إن تكتشف فتقع فريسة عقوبات دولية في برنامج حوكمة الشركات التابع للبنك الدولي وهنا دور هام للجاليات المصرية في الدول الغربية للضغط علي هذه الشركات وملاحقتها قضائيا حتى تكشف عن هذه المبالغ.
الطريق الثانية :  وهو ما قامت به تونس في الأيام الأخيرة ولعب فيه التونسيون المقيمون في فرنسا وبلجيكا دورا مهما في تجميد ثروة بن علي وسبقوا الحكومة التونسية المؤقتة عندما سارعوا بتقديم بلاغات إلي المدعي العام في كل دولة أوربية وكان المدعي العام في بروكسل قد قام بإجراء تحقيق شامل حول ممتلكات عائلة بن علي في بلجيكاوفي فرنسا تم وضع اليد فعلا علي الطائرة الخاصة للرئيس التونسي السابق بن علي ، ويعد دانيال لوبي المحاميوعضو من منظمة الشفافية الدولية، وهي منظمة دولية تضع خارطة شاملة للفسادهذا المحامي الفرنسي يطارد أموال الدكتاتوريين، وقد أقنع بلجيكا وفرنسا مؤخرا للعمل علي مصادرة ممتلكات بن علي المكتسبة بطرق غير مشروعة والتي يتوفر عليها في هذه البلدانوعلي الجالية المصرية في أوروبا ومنهم الشرفاء الذين يمكنهم الاتصال بهذا المحامي فورا واستخدام القانون الأوروبي في محاكمة مجرمي النظام وعلي رأسهم أسرة مبارك وتقديم بلاغات جنائية ضدهم لارتكابهم أعمال عنف وقمع وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ويتم بمقتضاها مصادره هذه الأموال أولا ثم منعهم من الدخول إلي الدول الأوروبية خاصة وان عدد من هؤلاء المفسدة موجود في دول أوروبية حاليا وكانت عملية استرداد الأموال المنهوبة من سويسرا صعبة حتى عام   2009 قررت المحكمة السويسرية استرداد 6 ملايين دولار من أموال الدكتاتور المتوقي موبوتو سيسي سيكو في زائير (الكونغو حالياًوأفراد أسرتهوكانت هذه الأموال منذ سقوط نظام موبوتو مجمدة في حساب مصرفي سويسريكانت الحكومة الكونغولية تريد استرجاعها ولكن القاضي السويسري حكم بأن الطلب جاء متأخرا وأن النظام في الكونغو كان ضعيفا جدا.
واسند القانوني الثاني في سويسرا هو قانون دوفالييه وزير المالية السويسري السابق وبمقتضاه ومن فبراير الماضي لم تعد أموال الطغاة السابقين آمنة في الحسابات البنكية في سويسراهناك الآن قانون في سويسرا يسمح بإرجاع الأموال إلي الحكومة الشرعية وليس لعائلات الديكتاتور السابقهايتي هيالدولة الأولي التي تستفيد من قانون دوفالييه الجديد، وستتلقي الحكومة الهايتية ما يقرب من 4.4 مليون يورو من الأموال المجمدة في المصارف السويسرية العائدة لعائلة "بابا وبيبي دوكدوفالييه.و في الآونة الأخيرة أصبحت القضية من ضمن مسئولية مجموعة العشرين G20 للعمل علي استرداد الأموال غير المشروعة.
وقد أعلن دانيال لوبيك منذ يومين انه سيقوم بمتابعة ثروة ال مبارك وقام بتقديم بلاغ إلي المدعي العام الألماني للقبض علي مبارك في حاله توجهه إليألمانيا بغرض العلاج بتهمه ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان واستخدم مادة في القانون الألماني وكل القوانين الأوروبية وهي امتداد الولاية القضائية للقضاء الأوروبي لجرائم ترتكب خارج الدول الأوروبية وهي المواد التي استخدمتها منظمات حقوق الإنسان الدولية في مطاردة مجرمي الحرب الإسرائيليين في أوربا وعدد من دول العالم وهي الطريقة التي استند إليها المدعي السويسري في تجميد الأموال والأصول المحتملة لمبارك و20 من حاشيته في سويسرا ومنهم أصدقاؤه الذين هربوا إليه هناك وعلي رأسهم حسين سالم.
الطريقة الثالثة:وهي استخدام الآليات الواردة في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد وهذه الآليات في يد النائب العام المصري وهو سلطه التحقيق في هذه الجرائم وإحالة جميع الفاسدين إلي القضاء المدني الطبيعي لمحاكمتهم ثم يتقدم بطلب رسمي للامين العام للأمم المتحدة لاستعادة الأصول والأموال المهربة والمملوكة للفاسدين في الخارج وهذه إلية طويلة وتحتاج إلي جهد من النيابة العامة المصرية والقضاء المصري بجانب إن النيابة لاتستطيع التحقيق مع أسره مبارك والمقربين منهم بسبب الحصانة السياسية والصلاحيات الدستورية الممنوحة للرئيس ومنها تعيين النائب العام نفسه وقيادات السلطة القضائية كلها، وهذه الطريقة لن تجدي حتى لو تنحي الرئيس مبارك وخرج مثل زين العابدين بن علي لأنها تحتاج إلي وقت طويل، لذا فالطريقة الثانية هي الأسرع والأسهل خاصة وان المجتمع المدني المصري مطالب بتحريك المجتمع المدني الدولي لتقديم بلاغات سريعة حول حجم الأموال المهربة وحشد الجاليات المصرية في الخارج للإبلاغ عن هولآء الفاسدين والتقدم بطلبات إلي البنوك للإفصاح عن ثروات هؤلاء والتقدم بطلبات لمعرفة ممتلكاتهم باستخدام قوانين حرية تداول المعلومات المعمول بها في أوروبا.
أن هناك قوانين صارمة ضد هؤلاء الذين سرقوا أو نهبوا أموال الشعب أو استغلوا مناصبهم للحصول على صفقات مشبوهة أو كان لهم دور في تنفيذ وساطات لصفقات مشبوهة ولكن لايوجد قانون اسمه قانون إفساد الحياة السياسية لأن مبارك ألغى قانون المدعي العام الاشتراكي حتى يسهل عليه التحكم في سرقة أموال الشعب دون محاسبة ، ودون أي رادع له ولأي من مواليه وأتباعه ، أن على أبناء الشعب المصري الإبلاغ عن كل انتهاكات أو سرقة أموال أو تهريب أو عقد صفقات مشبوهة للنائب العام ، أو رئيس إدارة المحكمة الإدارية لمحاسبة الفاسدين قبل فوات الأوان ، ومنعهم من التصرف بأموالهم حتى لا يفوتوا على القضاء الفرصة للحيلولة دون تصرف المجرم الفاسد بالممتلكات فمن الممكن أن يحجز عليه لكن يستطيع التصرف بحيث يجعل الشركة أو المصنع لا يساوي سوى قيمة الأرض المقام عليها ، كما يجب على الشعب والنيابة الإدارية وكل أجهزة الدولة التحري على المجرمين ومراقبتهم الإدارية ، ولابد من إعادة النظر في أجهزة الرقابة الإدارية لأنها كانت وفق نظام محدد استطاع المجرمون النفاذ منه ، أن كل جريمة سياسية تستطيع أن تكيفها جنائياً ولكن عندما تتوافر الإرادة الصادقة، فنستطيع محاكمة الرئيس المخلوع مبارك مثلاً بتهمة الفساد أو القتل أو استخدام الغاز الفاسد ضد أبناء الشعب المصري المتظاهر وأي من هذه التهم تؤدي للإعدام .
****إن الصفقات المشبوهة التي قام بها أفراد نظام الرئيس المخلوع مبارك من المفسدين والفاسدين من مشاركات صورية في مشاريع وأخذ أنصبة على القروض وعمولات على الصفقات وتهرب من الضرائب وكل ذلك من خلال إرادة النظام من سياسيين وإداريين متسلطين على مقدرات البلاد أن النظام تعاون مع جهات خارجية لسرقة أموال البلاد واستخدم الرشوة وعمل على نشرها ، وعض الطرف عن المشروعات المضرة بالبيئة أن الحكام العرب كانوا يتوافدون على البنوك الأوربية وخاصة السويسرية لوضع الأموال التي نهبوها من شعوبهم وفق طرق سرية مثل مشفرات الصوت والأرقام السرية والأسماء الصورية الرمزية ، وإذا ما مات أحدهم تصادر هذه الأموال لصالح تلك البنوك بعدما تنقضي مدة محددة تحددها قوانين تلك الدولة ، كما استعمل بعضهم أسلوب وضع أموالهم من خلال أسهم متصورين أن هذا هو نوع من أنواع الإخفاء بحث يستطيع ورثتهم بعدهم الاستفادة منها بعد موتهم ،كما عمل آخرون على وضعها على شكل سبائك ذهبية ، وقد استعانوا بذلك بسماسرة دوليون متخصصون بذلك ، أن من فضائح الغرب أنه قد شجع هؤلاء السارقين على سرقة أموال شعوبهم ، ولتفادي تورط هذه الدول في عمليات النهب اقترحت هذه الدول لتخلي مسؤوليتها من هذه الجرائم باتفاقية وضعتها في الأمم المتحدة لمنع تهريب هذه الأموال عام 2003 وصدقت عليها حوالي 150 دولة منها جميع الدول العربية ، ولكن للأسف لم تلتزم بها كل الأنظمة العربية وظلت هذه الاتفاقية حبراً على الورق ، أن دول الاتحاد الأوربي وسويسرا قررت التحفظ على أموال السارقين لشعوبهم لفترة محددة ريثما تتشكل حكومة مدنية تعمل لاسترجاع هذه الأموال أن هناك اجرءآت فنية إدارية يمكن أن يتدرب عليها المهتمون باسترجاع الأموال المنهوبة وفق اتفاقية جديدة في 2007 ، أن الكثير من الدول استطاعت استرجاع أموالها المنهوبة وإن تأخر الحصول عليها بعض الشيء مثل استرجاع الأموال المنهوبة في الفلبين من قبل الرئيس الفلبيني المخلوع ماركوس حيث استمرت 14 عام ، أن الآثار المنهوبة تعامل معاملة الأموال في الحصول عليها . كنا شأننا شأن جميع الشعوب نأمل أن تبدأ مع الثورة مرحلة تطهر وتطور سياسي واجتماعي وثقافي وسلوكي، فلا نكتفي بخلع حاكم أو إسقاط نظامه، ولكن نبدأ بمراجعة للذات وتنقيب وحرث للتربة المصرية، بحثاً عن تلك العناصر التي سمحت لكافة صنوف الفساد أن تنمو وتترعرع في أرضنا على مدى ستة عقود على الأقل، إن لم يكن على مدى قرون يصعب حصرها.
لم نتصور بالطبع أن تحدث عملية التطهير المرتجى فجأة وبنفس السرعة والزخم الذي اندلعت به الثورة، فالتغيير العميق في حياة الشعوب يخضع للسنن خاصته، رغم أن الثورات تكون نقطة بداية قوية لانطلاق قوى التغيير، مصحوبة باستعداد لدى الجماهير المؤيدة والمساندة للثورة لإعادة حساباتها، وبالقابلية للتخلي عن بعض مما اعتادت عليه كجزء عضوي من حياتها، بل وعن جزء ولو قليل مما اعتبرته في السابق من قبيل البديهيات والمسلمات، وربما أيضاً من المقدسات.
الأمر في مصر الآن ليس أمر استعجال لثمار الثورة على المستوى الشعبي، سواء السلوكي أو الثقافي والقيمي، لكن ما يقلق أو حتى يثير الجزع هو أن نشهد لحظة البداية، والمفترض أن تكون مفعمة بالحماس والتطهر، فنجدها على العكس تماماً، لحظة رواج لشتى أنواع الفساد، فنجد الشعب وصفوته الذي يصرخون ليل نهار مطالبين بمحاكمة مبارك ونظامه على فسادهم السياسي، وليس فقط على جرائم قتل متظاهرين وفساد جنائي أو مالي، نجدهم ضالعين في إنتاج وصناعة فساد سياسي أشد هولاً من ذاك الذي ساد. . نجد المتاجرة والنفاق للمجلس العسكري، ونجد الصفقات المحلية والعالمية المريبة للجماعة صاحبة الشعبية والأغلبية البرلمانية، فيتفاقم التزييف والخداع على جميع المستويات، بدءاً من القمة التي ترفدها القاعدة بفيض لا ينقطع من محترفي النفاق والتدليس.
نجد كافة وسائل الإعلام مقروءة ومسموعة ومرئية، وكأنها قد سقطت جميعها فجأة في بركة الفساد، نفاق ومتاجرة وأخبار كاذبة وتقارير مزيفة ومفبركة، مانشيتات تزعق بما يختلف جذرياً عما يحمله متن الخبر، وتحريف لأحاديث يدلي بها البعض، غير البعض إلي يتبرأ مما أدلى به بالفعل من أقوال، ومتاجرة من وسائل الإعلام برموز التحريض على الكراهية، تسولاً للقراءة أو المشاهدة، ومعها تدفق الإعلانات على القنوات الفضائية والجرائد الناعقة بكل ما هو غريب وشاذ، هذا ما تفعله النخبة، فماذا نقول عمن نسميهم عامة يفتقدون الوعي والأهلية؟!!هل نحن بسبيلنا لفترة انكفاء وتدهور، أم فترة استعادة وعي ثوري تؤتي ثمارها ببطء ولكن بإصرار وثبات؟. . ذلك هو السؤال!! مسكين وبائس هو الشعب الذي يقوم بثورة، ليستبدل أولياء أمر فاسدين بمن هم أشد منهم فساداً. . ربما كان الشعب الفاسد لا يستطيع أن يفرز غير الفساد حتى لو كان يضيق به، فهل هذه هي حقيقتنا، أم هي فترة فقد اتزان مؤقت، تعود لنا بعدها الروح أو الوعي؟!!الآن أصبح "النفي" سيد الأخلاق، مواقف وتصريحات وتحركات يعقبها مباشرة "النفي"، بهذا تفعل ما تريد وتنجو من أي حساب، هذا هو الآن تكتيك رجال الله أصحاب الأغلبية الكاسحة بالبرلمان، وهو ذات التكتيك الذي تنسب براءة اختراعه إلى ابن البلد المصري، والذي كفل له أن يعلن للعالم وبكل فخر" "إحنا اللي دهنا الهوا دوكو"!!. . فهل هذه هي السياسة في عهد سيادة وتمكن العسكر وأصحاب الفضيلة؟!أيضاً القنوات الفضائية القبطية تمارس بنجاح باهر رسالتها المقدسة بعملية محو عقول الأقباط وليس تغييبها. . هي مصممة على تحويلهم إلى قطيع من البلهاء، يزغرد ويصفق لطلعة البابا ونكاته المقدسة، التي لم تعد مستساغة حتى للكثيرين من المخدرين بهالة قداسته!!. . في هذا الوقت العصيب الذي تمر به مصر والأقباط، يتمادى الأنبا شنودة وأساقفته وقنواتهم الفضائية في تزييف وعي الأقباط ومسح كل ذرة عقلانية في جماجمهم، وتغييبهم في عوالم أسطورية مفارقة للواقع. .

-- 
* دكتور في الحقوق و خبيرفي القانون العام 

سوريا تتعرض لأوسع هجمة امبريالية عالمية شرسة



ابراهيم الحبيب*

الحدث في سوريا اليوم، لم يكن مفاجأةً، بل كان حلقةً من حلقات التآمر الذي نسجت خيوطه في مطابخ الامبرياليين والصهيونية والقوى الرجعية الاقليمية وفي مقدمتها بلدان الخليج بالتنسيق مع العملاء المحليين، الحلقة الأولى من سلسلة التآمر الامبريالي – الصهيوني، على الامة العربية واخضاع شعوب المنطقة للهيمنة الامبريالية المباشرة، حين بدأ الهجوم العاصف على بغداد السلام ودكت البوابة الشرقية لأول مرة في ربيع عام 1991 حيث فتحت أجواء ومياه واراضي الاشقاء أمام الزحف الاجنبي وتسهيل مهمة المتحلين الذين فرضوا هيمنتهم على العراق في اليوم التاسع من نيسان الاسود عام 2003، والحلقة الثانية في هذه السلسلة التي تم تنفيذها على ليبيا واحتلالها واسقاط نظامها الوطني بواسطة الهجوم المتوحش الذي نفذته الامبريالية الغاشمة باستخدام آلتها العسكرية (الناتو) العدواني، مباشرةً، ولم يكن مفاجأةً لنا كشف خيوط الحلقة الثالثة واعلان الهجوم على سوريا، والحبل على الجرار، لتمكين اسرائيل من فرض هيمنتها على المنطقة العربية وتنفيذ مشروعها الشرق أوسطي الجديد .
 إن المتتبع السياسي الواعي، لما يحدث في سوريا، اليوم، يستطيع وبسهولة ان يتوصل الى مفاصل ربط حلقات التآمر الامبريالي – الصهيوني بخيوط الرجعية العربية ودهاقنة الخليج الذين تآمروا على العراق وليبيا، وإن المسلمات وبديهيات علم السياسة تفضي بالضرورة الى ان هناك شبكات تخريبية اجرامية اخترقت الحدود السورية تقوم اليوم بالتنسيق مع الرجعية السورية بصناعة الموت وتدمير البنية التحتية للاقتصاد السوري وتزرق الموت والارهاب في ربوع سوريا الحبيبة، بل ان نداءاتهم موجهة، مباشرةً، الى الاحلاف العسكرية الاجنبية للتدخل العسكري من اجل سحق الشعب السوري وتدمير بنيته الاقتصادية والاجتماعية، واستنساخ ما فعله الاحتلال ورموز الطائفية البغيضة في العراق، وزج سوريا في أتون حرب طائفية واستنساخ الارهاب في العراق، لتسويقه في سوريا، وقد سجلت المنظمات الدولية الانسانية، على هذه المجموعات المارقة في سوريا، ممارسات الارهاب والخطف والتعذيب الوحشي ضد ابناء الجيش السوري واجهزة الامن، من اشكال القتل والتعذيب الوحشي، ورمي الجثث في العراء مشوهة، مع ان هؤلاء المتمردون مسلحون بأسلحة اسرائيلية واسلحة مختلفة مضادة للدروع ويطلقون (الآر بي جي) عشوائيــاً ليحصــد أرواح الابريــاء، بدون تعيين، واستهداف مباني ومراكــز الدولة بالتفجير والقتل الجماعي المروع، وينتشر القناصة المدربين القادمين من الخارج في جميع انحاء المدن السورية لاصدياد الابرياء من الاطفال والنساء والشيوخ، بلا تعيين، لاثارة الفوضى والرعب، من جهة، واتهام السلطات الوطنية السورية، من جهة، لكنهم من جانب آخر يستخدمون اسلوب هتلر بخداع الرأي العام وتضليله باستخدامه الاعلام على طريقته، أي هتلر، اكذب ثم اكذب وانشــر على صفحـات الصحف بالمانشيتات العريضـة حتى يصدقك الناس، وهكذا ارتفع ضحايا (بابا عمرو)، حسب بياباتهم، الى ما يزيد على سكانها بعشرين مرة، وتهدمت منازل وعمارات في بابا عمرو حسب تصريحاتهم الى ما يناهز مباني مدينة باريس! مع ان حي بابا عمرو لا زال قائماً شامخاً، رغم ان المتمردين قد تحصنوا داخله مستخدمين سكانه الابرياء دروعاً بشرية، ولا احد يستطيع ان ينكر الفبركة واستخدام الفوتوشوب واساليب التكنولوجيا الحديثة في صناعة الفلم المتحرك لصور مصطنعة لوسائل التعذيب، مع ان عاقلاً واحداً لا يمكنه ان يصدق ان اجهزة الامن تقوم بتصوير التعذيب لمعتقلين لديهم! ولا نسقط اللقطات المثيرة لمظاهرات وهمية تشترك فيها أجهزة اعلامية مأجورة من امثال محطة تلفزيون الجزيرة، آل ثاني، ومحطة تلفزيون العربية، السعودية، المأجورتين المأجورتين لتمرير المؤامرة الاسرائيلية الكبرى على الامة العربية .
نهاية الحرب الباردة وخروج الاتحاد السوفيتي "السابق" من دائرة الصراع العالمي، يعد كارثة كونية تتعرض لها شعوب الارض، اليوم، وفي مقدمتها عالمنا العربي، الزاخر بالثروات الطبيعية وبالاخص الطاقة، كان الحلقة الاقوى في سلسلة الصراع العالمي، بين المعسكر الاشتراكي الذي تتمثل فيه جبهــة الشعــوب المكافحة من اجل حقها في الحيــاة الحـرة الكريمــة المتمثلــة في استقلالها السياسي وتنمية مواردها الاقتصادية والبشرية وضمان مستقبل اجيالها، من جهة، والقوى الامبريالية العالمية، قوى الشر والعدوان، قوى النهب العلني الغير مشروع لثروات الشعوب، وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية، من جهة أخرى، وبعد ان هوت دولة العمال والفلاحين في الشرق بفعل مخططات ودسائس مخابرات وجواسيس قلعة الرأسمال العالمي، وانفلتت الرياح الصفراء المسمومة، لتلف الكرة الارضية بالموت والنهب، وانطلقت اساطيلها تنشر الموت في كل مكان، واحرقت الاخضر واليابس، ونهبت ما في باطن الارض وما فوقها، ونشرت الموت الزؤام بين البشر الآمنين وحولت حياتهم الى جحيم .
وينبغي ان نشير الى ان قوى الارهاب العالمي وجيوشها الغاشمة، المتمثلة بقوى الاحتلال الامبريالية، لا بد وان تبحث عن ادوات لها يمكن تحريكهم باصدار الفتاوى والتلاعب بالالفاظ ليصبح الاحتلال (تحرير!) وابناء الوطن (محتلين!) كما حصل في العراق وليبيا وبما يمكن تطبيقه على سوريا اليوم!. ويتصاعد التكبير تحت دوي مدافع النيتو وازيز طائراته، بل ويقيمون الصلاة تحت خيمة طيران الاحتلال الامبريالي الاجنبي، ويمكن ان يلوذون بالدين الاسلامي فيحللون التعامل مع الاجنبي المحتل البغيض تحت شعار (( فمن أضطر منكم فلا باغَ ولا إثم عليه)) وهكذا تطوع (القوم المسلمون!) ليكونوا ادواتاً بيد الاحتلال الغاشم، ويمكن للقوى الامبريالية واجهزتها المخابراتية ان تجند القطط السمان التي تربت في مطابخ الامبرياليين ليكونوا (بروباجنده اعلامية) مهمتها النباح بطلب التدخل الامبريالي العسكري، هكذا يرفع اعداء الشعب اصواتهم علناً بلا خجل ولا وجل ( الناتو احنا انريده!) هكذا علينا ان نقبل ببمطايا آخر زمن! واذا ما تمكنا من جمع هذا الشتات من اعداء الشعب، شذاذ الآفاق، فلن نجد فيهم غير عملاء وأدلاء وخدم للاجنبي المحتل، فإن حصتهم مضمونة حين يشكلون غطاءً لنهب البلاد بعد الاحتلال، من جهة، وعملاء لاسرائيل لتمرير مخططاتها وطمس حقوق الشعب الفلسطيني، من جهة أخرى، ويمكننا القول بأن قوى الاحتلال وعملائهم وحدة واحدة لا تتجزأ .
من المسلمات ان طبيعة العلاقـت الامريكية – الاسرائيلية، هما وجهان لعملة واحدة، وان كل ما يضر بالمصالــح الاسرائيلية، ومشروعها الشرق اوسطي الجديـد، واحلامها المستقبلية في الهيمنة على المنطقة العربية، إنه، ايضاً، ضرر بالغ الخطورة بالمصالح الامريكية، بل والمصالح الامبريالية العالمية، وتصبح مراكز القوى، في المنطقة التي تزعج اسرائيل والامبرياليين وحلفائهم، مصدر خطر يحسب له الف حساب .
من اللافت ان المقاومة الوطنية الاسلامية في جنوب لبنان، قد اسقطت مفهوم الجيش الاسرائيلي الاسطورة التي لا تقهر، وادمعة عين اسرائيل واجبرتها على الانسحاب من الجنوب اللبناني، بل وانزلت فيها الضربات الموجعة في العمق الاسرائيلي، وهي التي اشعلت النيران في البوارج العسكرية الاسرائيلية في عرض البحر الابيض المتوسط واصابتها اصابات دقيقة، كما ان المقاومة الفلسطينية التي هزمت اسرائيل في غزة واجبرتها على الانسحاب، بل واركعتها، ونالت من كبريائها، واجبرتها على قبول تبادل الاسرى بشاليط، إنه يرسم بوادر نصر مؤزر بفضل دعم التحالف المعادي للولايات المتحدة الامريكية وربيبتها المدللة اسرائيل .
مما تقدم نستطيع ان ندرك عمق الحقد الاسرائيلي – الامريكي على سوريا، باعتبارها آخر قلاع حركة التحرر الوطني والقومــي العربـــي، قلب العروبـــة النابض، والجســـر الداعــم لحركــة التحرر الوطنــي الفلسطيني، من جهة، والمقاومة الوطنية في جنوب لبنان، من جهة أخرى، وستبقى سوريا سوطاً يلهب ظهور عملاء اسرائيل والحلف الامبريالي الصهيوني العالمي، في عموم منطقتنا العربية .
يمكننا ان نلقي الضوء على طبيعة الصراع العربي – الاسرائيلي، وابعاد المشروع الشرق – اوسطي الاسرائيلي الذي يرسم خارطة اسرائيل الكبرى وحلمها، من النيل الى الفرات، من جهة، وهيمنتها على منابع الثروات العربية، من جهة أخرى، وقيام جبهات وتحالفات اقليمية، في ظل ضعف الحكومات العربية وعدم قدراتها على الدفاع عن النفس كالمملكة العربية السعودية وقطر والبحرين والكويت، وعدم قدرتها على بلورة مشروع عربي للدفاع عن النفس، فقد وجدت هذه البلدان في الانضواء تحت خيمة المشروع الاسرائيلي – الامريكي، سفينة نجاة أمام هواجس الخطر الايراني، لذلك حسمت منظومة بلدان الخليج العربي موقفها وانحازت الى جانب المشروع الامبريالي – الصهيوني، بلا رجعة، وكشرت عن انيابها ورضت لنفسها ان تكون ذليلةً امام اسرائيل وتحولت الى اداة طيعة بيد الصهيونية، ووكلاء لتنفيذ مشاريعها في المنطقة .
كما يمكن لنا ان نلقي الضوء على التحالف الاسرائيلي – التركي، حليف الناتو ومضيفة لقواعده العسكرية، ووجود معاهدة دفاع مشترك بين تركيا واسرائيل، فقد وجد التحالف الامبريالي – الصهيوني في تركيا باعتبارها دولة مسلمة بقيادة حزب العدالة والتنمية الاسلامي، أداةً لاستكمال مشروعها الامبريالي، كما وجد هذا التحالف العدواني في بلدان الخليج مطيةً لهذا لتحالف الامبريالي – الصهيوني، وهكذا انحاز (سود اﻟﻌﮔل بيض الدشاديش) الى المشروع الامبريالي – الصهيوني ووقفوا بكل وقاحة الى جانب قوات الناتو وايدوا بقوة مشروع احتلال سوريا وضرب المقاومة الفلسطينية واللبنانية، وطي صفحة الوجود العربي والى الأبد .
مما تقدم نستطيع تعريف جبهة الاعداء في منطقتنا العربية التي يمكن ان تنحصر في القوى الامبريالية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية وترسانتها العسكرية ( حلف الناتو ) والرهط الاسرائيلي، وحليفتهم تركيا،  وعملاؤها في المنطقة، عرابي مشاريعها التوسعية، شيوخ قطر وحكام آل سعود، وهذه الجبهة عدوة الشعوب ينضم اليها الاسلام السياسي، اصحاب شعارات ( تكبير!!!) و (الله اكبر!!!) و (إرحمونا يا إسلام!!!) واسلامهم هذا هو الناتو والرهط الاسرائيلي، وهؤلاء هم اعداء الشعب .
كما علينا ان ندقق في البحث في معاني الكلمات التي اطلقها السيد سعود الفيصل بدعوته الى تسليح المعارضين في سوريا، ولا ندري كيف يفوت على هذا الثائر العبقري، المذابح التي تقترفها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الذي يتعرض الى التجريف والتشريد يومياً على ايدي حكام اسرائيل، بلا رحمة ولا هوادة، ألا يستحق هذا الشعب التفاتة من هذا الثائر ليشمل شعب فلسطين بدعوته للتسليح!؟ أو ليس من حقنا ان نسأل سعود الفيصل، عن الجيش والدروع والمجنزرات بكامل ملاكاتها العسكرية التي ارسلتها حكومته لقمع انتفاضة الشعب البحريني!؟ كيف حدث ذلك؟ ولماذا لم يقدم السلاح الى المعارضة البحرينية؟ أو ليس من حقنا أن نشاطره الرأي في توجيه النداء الى بلدان العالم، كل العالم، لتزويد المعارضة في القطيف والمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، بالسلاح!؟
وماذا عن دموع التماسيح التي يذرفها السيد اوردكان على الشعب السوري!؟ وأين هو من المجازر الدموية التي يرتكبها بحق الشعب الكردي، كردستان تركيا، يومياً، وهو يلاحقهم بلا رحمة عابراً الحدود العراقية، حيث آلاف الضحايا يسقطون يومياً برصاص جنوده، الم يسأل نفسه عن سجونه وكم اعداد سجناء الرأي يئنون خلف جدران تلك السجون والمعتقلات الرهيبة!؟ ألم يعلم السيد اردوكان عن عدد ضحايا الاضراب عن الطعام في السجون التركية!؟ والتصفيات الجسدية لسجناء الرأي والفكر!؟ والمقابر المجهولة تبق وصمة عار في جبين حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، ألم يرتكب النظام التركي جرائم بحق اطفال اعتقلتهم اجهزة الامن وتمت تصفيتهم تحت التعذيب ودفنوا في قبور مجهولة بعيداً عن انظار ذويهم!؟.
ومن اللافت، أن نهاية الحرب الباردة، مهدت لدخول قوات الامبرياليين منطقة الخليج، التي لم يكن مقدراً لجندي امريكي واحد ان يدخلها، في ظل وجود الاتحاد السوفيتي، آنذاك، وإن الهجوم الامبريالي العاصف، الذي شنته الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها بتأييد ومساندة من عملائها، كانت باكورته العراق (البوابة الشرقية!) ثم، وبكل وقاحة من قبل جبهة الاعداء بجميع فصائلها، بما فيها، آلتهم العسكرية، الناتو، جرى الهجوم على ليبيا وتدميرها ثم احتلالها، ولم تخلو انتفاضتي الشعبين الشقيقين المصري والتونسي من تدنيس الامبرياليين والصهاينة، فقد بات واضحاً التفاف القوى الرجعية ويمين الانتفاضة الى جانب بقايا النظامين المنهارين بدعـم وتأييد الامبرياليين وحلفائهــم، كمحـاولات يائســة لدعــم اقطــاب قــوى الردة، وادوات (السي آي أي) من أمثال (محمد البرادعي) على سبيل المثال، لا الحصر، محاولة تلميع صورته البائسة، الذي سوغ للعدوان على العراق وتدميره، بتلفيق تقارير اتهم بها العراق بحيازته على اسلحة الدمار الشامل، التي كانت تعد، بحق، اكذوبة العصر، هذا الأفاق من مرشحي الرئاسة المصرية، الذي تقف من ورائه، اصوات بائسة من مرتزقة الموساد والسي آي أي، وهذه الافعال من قبيل وضع العصي في عجلة الثورة، التي ستنتصر حتماً، سواء في تونس أو في مصر .
ويجري تدريجياً تضييق دائرة حركة التحرر العربي، ووضع سوريا في مرمى المدفعية، القلب النابض لحركة التحرر العربي القومي والوطني، اتي ترتكز على ثناياها اعمدة الاسناد لحركة التحرر الوطني الفلسطينية ومقاومتها الباسلة والمقاومة الوطنية والاسلامية في جنوب لبنان، وسوريا تستمد قوتها من التحالف الشعبي (الجبهة الوطنية) التي تمثل النسيج الاجتماعي السوري، ضمن اطار الجبهة القومية المناهضة للامبريالية والصهيونية وعملاؤها المحليون، هذه الجبهـة التي تمثل الاطــار الوطني والقومي لجميع حركات التحرر الوطني والقومي العربي، من جهة، كما ترتبط سوريا في جبهة تحالفات دولية معادية للامبريالية، ضمن اطار التحالفات مع روسيا والصين وايران، وهذا التحالف المعادي للامبريالية العالمية يلقى التأييد والاسناد من لدن جميع الحركات الثورية وحركات التحرر الوطني في العالم اجمع، ومن الجدير بالذكر، فإن المؤتمر الأممي للاحزاب الشيوعية والعمالية وحركات التحرر المعادية للامبريالية في جميع انحاء العالم، الذي انعقد في الفترة ما بين 3 و5 آذار/ مارس 2012 حيث أعلنت الوفود المشاركة تأييدها لسوريا، ووقوفها الى جانب الشعب السوري في معركته ضد الامبريالية والصهيونية والرجعية في المنطقة .
ومن نافلة القول فإن ايران الثورة الاسلامية، تواجه تحدياً امبريالياً وصهيونياً، وبحكم معاداتها للامبريالية الامريكية واسرائيل فإن حركــة التحــرر الوطني والقومي العربية تجــد فيهــا حليفــاً ستراتيجياً في معركتها المصيرية ضد الاحتلال الامريكي – الصهيوني، لكنها، أي إيران، تواجه موقفاً محفوفاً بالضبابية والتعقيد مع اطراف معينة في حركة التحرر الوطني العربية، واشكالية هذا الموقف ذو بعدين، الأول منهما، الموقف من حقوق الشعب العربي في الاحواز، وحقه الثابت في تقرير مصيره، الذي تضمنه منظمات حقوق الانسان والمنظمات الدولية ومبادئ حق الامم في تقرير مصيرها، مع ان ايران كدولة تضم عدداً غير قليل من الشعوب، كالكرد والبلوش والعرب والتركمان، لكن مصالح هذه الشعوب لا يربطها رابط مع المصالح الامبريالية وتقف الى جانب جميع الشعوب وحركات التحرر الوطني العالمية المعادية للامبريالية العالمية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية، فهي متضامنة مع الدولة الايرانية في كفاحها وتصديها للامبريالية، لكنها لا تسقط حقها في تمسكها بحقوقها القومية والثقافية، ويمكن ان نستعير تجربة الشعب العراقي الثرية، فإن الوطنيين العراقيين وفي مقدمتهم الشيوعيين كانوا يواجهون الموت في كفاحهم الوطني من اجل الحريات العامة والديمقراطية، بينما كان النظام آنذاك يلاقي الدعم العسكري والدولي من لدن المعسكر الاشتراكي وفي المقدمة الاتحاد السوفيتي طليعة الاحزاب الشيوعية، ووقف الشيوعيون العراقيون ببسالة في نضالهم ضد الامبريالية وشجب الاحتلال .
وأما البعد الثاني من هذه الاشكالية هو التدخل الفاضح في الشؤون الداخلية العراقية والتحكم في مفاصل الدولة ومواصلة العدوان على الاراضي العراقية، إن الموقف المتوازن من هذه المسألة يتطلب اعادة النظر في العلاقات الايرانية – العراقية على أســس، حسن الجوار والمصالح المتبادلة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، لتكون مقدمة موضوعية لعقد حلف مقدس بين حركة التحرر الوطني والقومي العراقية وايران في معركتنا المصيرية مع الامبريالية والصهيونية في المنطقة .
وقد تؤخذ السياسية في جوانب منها بالحكمة والموضوعية، وتعرف السياسة في فلسفتها وتاكتيكاتها بفن الممكنات، وقد يتقن المعسكر الامبريالي فنون هذه الممكنات، الا اننا ندخلها، اي السياسة، من الابواب المغلقة، ولكن يمكن ان يكون استكشاف المخططات الامبريالية - الصهيونية وتلمس خيوط سيناريوهاتها المعدة مسبقاً، مدخلاً موضوعياً لاستشراف المستقبل، ولعلنا نجد المبررات الكافية في النهج السياسي واستنباط مبادئ التوافقات والتحالفات الستراتيجية .
ومن المؤكد ان الرئيس بشار الأسد لم يكن معصوماً، وإن الخطاب العروبي السوري لم يكن الوصفة الجاهزة لحل جميع المعضلات، ولكن الاصلاح السياسي ضرورة ملازمة لجميع التحولات الاجتماعية – الاقتصادية ومتطورة مع تطور المجتمع والدولة، ولم تكن مطلباً جماهيرياً، بل واقعاً تفرضه المتغيرات السياسية الداخلية والدولية، لكن المبادئ الاساسية لسلطة الشعب تبقى ثابتة لأنها حق شرعي للشعب، هذه هي المبادئ التي لا يمكن للرئيس بشار الاسد ان يساوم عليها، وهو قائد حزب سياسي وطني قومي ديمقراطي ثوري، حزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا بتحالفه مع الشيوعيين والقوميين والديمقراطيين والمستقلين ضمن اطار الجبهة الوطنية، يجد فيها، اي الجبهة، صمام الامان لعهد جديد من الانفتاح والتعددية والتداول السلمي للسلطة، وضمان لمستقبل حركة التحرر الوطني والقومي العربية .
النصر المؤزر لسوريا وقيادتها الحكيمة والخزي والعار لوكلاء الامبريالية والصهيونية .

*كاتب وباحث عراقي

29 مارس 2012

فى تظاهرة أمام الجامعة العربية.. عشرات المواطنين العرب يطالبون القمة العربية بتقديم المالكى لمحكمة جرائم الحرب


نظم العشرات من المواطنين والناشطين العرب من عدة جنسيات عربية وقفة احتجاجية امام مقر الجامعة العربية بالقاهرة صباح اليوم احتجاجا على عقد القمة العربية فى بغداد .
وقال المحتجون الذين يمثلون عدة جنسيات عربية منها الجزائر والسودان واليمن والعراق وسوريا ومصر فى مذكرة ارسلوا بها الى امين الجامعة العربية ان عقد القمة العربية فى بغداد اضفى شرعية على الاحتلال الامريكى والفارسى لبغداد وحكومتهما العميلة
.
وطالب المحتجون بالغاء عقد القمة فى بغداد لكون العراق دولة محتلة وتحكمه حكومات خاضعة تحت ضغط خارجى.
فضلا عن مطالبتهم الجامعة العربية بتقديم نورى المالكى رئيس وزراء العراق وحكومته الى محكمة الجزاء الدولية لارتكابه جرائم حرب اسفرت عن استشهاد قرابة المليونى عراقى وشردت اربعة ملايين من ابنائه خارجه ومثلهم بالداخل بالاضافة الى قيامه وحكومته بسرقة ثروات العراق وموارده.
كما طالبوا باطلاق سراح المعتقلين والاسري العراقيين فى سجون "المالكى "السرية التى احصوها بنحو 58 سجنا ترتكب فيهما ابشع جرائم التعذيب.
بالضافة الى مطالبتهم الجامعة الضغط على حكومة المالكى للكف عن سياسة تغريب العراق واجتثاثه من عروبته وما تلاها من سياسات تطويفية واقليمية ومذهبية.
كما طالبوا الحكومة المصرية بالكف عن تصدير الغاز المصري الى اسرائيل لكون ذلك يضر باخوتنا فى الاراضى المحتلة ويضر ايضا بالجزائر التى تستورد منها مصر الغاز لتصدره الى اسرائيل.

يذكر ان عددا من اعضاء حركة العدل والمساواة السودانية انضموا بكثافة الى التظاهرة وعبروا عن رغبتهم فى الاعتصام لحين اتخاذ القمة العربية فى بغداد قرارا ببحث المطالب السابقة.

وعلى صعيد متصل وقع انفجار قوي قرب السفارة الإيرانية المتاخمة للمنطقة الخضراء وسط بغداد، حيث تنعقد القمة العربية بمشاركة 9 زعماء عرب.
 ووقع الانفجار بالتزامن مع انطلاق أعمال القمة وسمع دويه من على بعد عدة كليومترات، وشوهد الدخان يتصاعد من موقع الانفجار. 
وأرجعت رويترز أن الانفجار قد يكون نتيجة سقوط صاروخ أو قذيفة مورتر في محيط السفارة الإيرانية، ولا توجد خسائر معلنة حتى الآن، ولكن بعض نوافذ السفارة قد أصيبت بأضرار.
 وتقع السفارة الإيرانية في وسط بغداد بالقرب من المنطقة الخضراء المحصنة، حيث تنعقد قمة عربية للمرة الأولى في بغداد منذ 22 عاما، في وقت لا تزال البلاد تشهد أعمال عنف شبه يومية متواصلة منذ 9 سنوات قتل فيها عشرات الآلاف

الوزراء ينسحبون من البرلمان بعد اتهام نائب لهم بتقاضي ملايين الجنيهات من الصناديق الخاصة



انسحب وزراء الحكومة من جلسة مجلس الشعب اليوم، بسبب الأزمة التي وقعت بينهم والنائب أشرف بدر، وكيل لجنة الخطة والموازنة، لقوله إن لديه مستندات تفيد بحصول الوزراء علي ملايين الجنيهات شهريا من الصناديق الخاصة، وهو ما رفضوه وأعلنوا انسحابهم من الجلسة.
ومن جهته، أكد الوزير محمد عطية وزير شئون مجلسي الشعب والشورى، إنه يرفض اتهام النائب كليا، وتحداه أن يثبت أن يكون الوزراء تقاضوا أي جنيه من الصناديق الخاصة.
وقال وزير التعليم إنه مستعد للاستقالة فورا إذا ثبت أخذه مليما من أموال الصناديق الخاصة، فيما شدد الوزير جودة عبد الخالق وزير التضامن علي رفضه لاتهامات النائب، فيما رد الدكتور سعد الكتاتني أن النائب يقول أن لديه مستندات وأنه إذا كان لدي الحكومة ردا على هذه الاتهامات تقوم بعرضه علي المجلس.. ولكنه عندما اطلع علي المستندات عقب انسحاب الوزراء وجد أنها لا تضم أسماء وزراء في الحكومة.
المصدر :البديل

العروبة جسدٌ رُوحَهُ الإسلام

 عبدالواحد هواش

بعد ما يقارب القرن على جريمةٌ سايكس – بيكو، التي ارتكبتها كلٍ من بريطانيا وفرنسا الاستعماريتين في حقنا كعرب عام 1916م، وبمساعدة روسيا القيصرية، اكتشفت الصهيونية العالمية، إن مُخَطَطْ " التشطير والتجزئة والتقاسم " لهذه الأرض العربية، الذي نُفذ طبقاً لتلك الاتفاقية بين القوتين الاستعماريتين المذكورتين، لم يكن كافياً لتحقيق الأهداف التي توختها الاتفاقية، وإن " الدولة القطرية " التي دعمتها الإدارة الأمريكية والغرب عموماً، بكل وسائل الدعم والمساندة خلال القرن المنصرم لتكون مانعاً لتقارب ووحدة الأمة، وقاعدةً آمنة لنهب ثرواتها وخيراتها، عجزت عن القيام بأدوارها ومهامها الموكلة إليها، وفي مقدمة تلك المهام، حماية الكيان الصهيوني الغاصب وتطبيع التعامل معه، وتشويه وتغييب وعي الأمة بواحدية نضالها ومصيرها وبحتمية وحدتها!!.. ولذلك قررت الولايات المتحدة الأمريكية - باعتبارها اليوم قائدة الصهيونية العالمية - ومن خلال هذا (الربيع الدموي)، وهذه المرة بمساعدة وإسناد وتمويل سخي من بعض عرب الجنسية للأسف الشديد -، قررت تطوير جريمة أسلافها، مُسْتفيدةً من تجربة مواجهاتها المرة مع حركات التحرر العربي خلال الـ(96) عاماً الماضية، - بما فيها حربي العراق وأفغانستان – ومسترشدةً بالعديد من الدراسات والكتب والخطط والبرامج والتصريحات، التي صدرت عن المؤسسات الصهيونية – الأمريكية، خلال الفترة، والتي ظلت ولازالت تلح وتؤكد على ضرورة إعادة رسم وتقسيم جغرافية الوطن العربي، وتفتيت أقطاره - المُجزئة أصلاً -، إلى " كانتونات " دينية ومذهبية، وعلى النحو الذي يضمن ويؤدي إلى طمس أسس ومقومات الانتماء القومي الواحد لهذه الأمة في محيطها الجغرافي العربي، ومسخ وتفريغ هويتها العربية من مضمونها الوحدوي، لأن في ذلك وحده، يتحقق " الأمن والاستقرار والبقاء والتفوق الدائم " للكيان الصهيوني الغاصب، كهدف استراتيجي ملح لهذه المنظومة الاستعمارية، وبالتالي تتحقق بهذا الهدف كل مصالحهم الاستعمارية المرجوة من المشروع الذي يستهدف بالنتيجة وجود الأمة، أرضاً وإنساناً وحضارة ورسالة!!؟، وهذا ما يؤكدُ فعلاً تشخيص الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لطبيعة صراع الأمة مع الكيان الصهيوني الاستيطاني عندما قال (إن صراعنا مع الصهيونية العالمية، صراع وجود وليس صراع حدود).. عسى أمة (اقرأ) أن تتعظ من هذه الوقائع والأحداث، وتُدرك أبعاد مواجهتها مع أعدائها، وضرورة استنفارها للجهاد والتصدي لهذه المخططات الظالمة، كواجبٍ وطني و(فرض عين) شرعي ديني وأخلاقي ومبدئي وإنساني، ما دامت المواجهة أصبحت مفتوحة وفي كل شبرٍ من الأرض العربية، والعمل بكل القوى والإمكانيات المتاحة على إفشال المؤامرة بمراميها وأهدافها القريبة والبعيدة.

فبعد سلسلة الهزائم النكراء والنكسات والخسائر الكبيرة في الأرواح والأموال والاقتصاد والسمعة والمكانة الدوليتين، التي تكبدتها وواجهتها الصهيونية العالمية – وفي المقدمة منها الإدارة الأمريكية – في كلٍ من العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين..الخ، وعجزها الواضح والجلي – هي وركائزها الحاكمة في المنطقة العربية - عن إيقاف المد الجهادي المقاوم لوجودها على الأرض العربية، والذي أخذ يتصاعد ليشكل خطراً حقيقياً على الاحتلال الصهيوني ووجود كيانه الدخيل، وعلى ركائزها العميلة عموماً في المنطقة.. وبعد يأسها الكلي وفشلها في كسر شوكة " القوى القومية العربية " أو إجبارها على التطبيع معها ومع كيانها المسخ.. بعد كل ذلك، كان لا بد للولايات المتحدة الأمريكية، أن تتخذ خطوات سريعة وجادة لإعادة ترميم علاقاتها التاريخية الحميمة بالحركات الإسلامية وتنظيماتها ومنظماتها التابعة، وعلى الأخص تلك التي سبق وأن رفعت سقف التنسيق معها في السبعينيات من القرن الماضي، إلى مستوى التحالفٍ السياسي – العسكري الاستراتيجي، الذي " تجلبب بالدين " حينها، وهَزمَت به إمبراطورية الإتحاد السوفيتي ودول المنظومة الاشتراكية مجتمعة!؟، وذلك لمواجهة وتلافي تداعي وانهيارات ركائزها العميلة في المنطقة من جهة، وكجزءٍ من " مشروع الحرب المذهبية – الطائفية " الذي أعدًته الصهيونية العالمية ليكون سلاحها ووسيلتها لحماية مصالحها في المنطقة العربية خلال الألفية الثالثة من جهة ثانية، والذي تعتقد الولايات المتحدة الأمريكية أنها بمثل هذا الحلف الجديد الملتحف بالدين والمذهبْية، تستطيع – كما حدث في أفغانستان وأمثالها - مواجهة الفكر القومي العربي، وقواه التي استعصى عليها وعلى أنظمتها التابعة ترويضها، أو القضاء على المد الجهادي العروبي المقاوم لوجودها ومصالحها، خاصةً وأنها أي (الإدارة الأمريكية) قد كان لها تجربة حية في هذا المجال، عندما نجحت بتوظيف وتجنيد هذه القوى والحركات " الإخوان المسلمين " وتنظيماتها الإرهابية التابعة، لتكون رأس حربتها المتقدمة في التحالف الأمريكي – الغربي لاحتلال العراق وتدميره وتمزيقه، وفي إطار التحالف الجديد، كررته في ليبيا ويجري تطبيقه اليوم – وبذات المواصفات البشعة – في سوريا!؟.



فما حدث ويحدث اليوم في فلسطين، ويعتملُ وتُنفذُ خطواته في مصر وسوريا والسودان واليمن وتونس، وحتماً – وكما أكد ذلك الأمير طلال بن عبد العزيز في حديثه عن " قطر" ودورها في أحداث المنطقة – فإن السعودية هي الأخرى، ومثلها كل قطرٍ عربي يمتلك مقومات الدولة، لن تكون في مأمنٍ من هذا " السونامي " المُعَد والمُنتج والمُخرَج من قبل الصهيونية العالمية!!.. أقول إن كل ما حدث ويحدث في هذه الأقطار، يُدلل على إن هذا المخطط الجديد – القديم، لا يستهدف أقطارٍ بعينها، وإنما يستهدفُ أقطار الوطن العربي برمته، سواءٌ منها تلك المعادية لأمريكا والكيان الصهيوني أو الصديقة والتابعة لهما!!، لأن المطلوب – لإدماج الكيان الصهيوني في المنطقة (وهو الهدف المركزي لهذا المشروع الاستعماري) – هو المُضي بعيداً بعيدا في تفتيت وإضعافِ كياننا القومي، بحيثُ يصبح الوطن العربي مقسماً كرقعة الشطرنج، وأن تُجَزأ جميع أقطاره إلى " إمارات " أو " دويلايات ومشيخات " مجهريه في حجم وطواعيةِ " عزبة قطر " مثلاً كما يقول إخوتنا المصريون، ليسهل تسليم إدارة هذه الإمارات والمشيخات للشركات الأجنبية عابرات القارات – كما هو حال بعضها اليوم - وعندها يتسَلم الباب العالي " الأردوجاني – الأطلسي " خلافة ومرجعية هذه الإمارات المجهرية المستقلة في الوطن العربي، تحت شعار " عودة الخلافة!!؟ "، التي تنادي بها هذه الحركات الإسلاموية، والتي ستصبح بقيادة " الباب العالي " إحدى مكونات منظومة " الشرق الأوسط الكبير " التي بَشرت بها ودعت لها وعملت جدياً لتحقيقها الإدارات الأمريكية المتعاقبة، منذُ ولاية " نيكسون " وحتى اليوم، بقيادة أضلاعها الثلاثة المعروفة وهي " إيران وتركيا والكيان الصهيوني!؟ "، وهكذا ووفقاً لهذا المشروع، سيتم - كما أشرنا - إعادة رسم خارطة المنطقة وإماراتها، على أساسٍ " ديني ومذهبي وطائفي وعرقي "، ومن ثم دفع هذه العصبيات الجاهلية المتخلفة، - كلٌ في إمارته ومشيخته – وبشكلٍ جماعي موجه، للعمل أولاً على " اجتثاث " الفكر العروبي القومي – كما يحدث الآن على سبيل المثال في العراق وليبيا والسودان وتونس – انطلاقا من رفض الحركات الإسلاموية للقومية العربية، باعتبارها من منظورهم " بدعة غربية!!؟ "، وثانياً كي تبقى هذه الولايات المذهبية المجهرية الهجينة بعد ذلك، مشغولة في نفسها وبصراعاتها البينية الموجهة أمريكياً وصهيونياً في إطار (الفوضى الخلاقة)، وفي سباقها الدائم والمُتهافت على كسب رضاء (اليانكي) الأمريكي، وخدمة مشاريعه الاستعمارية في المنطقة، وبهذا تعتقد الإدارة الأمريكية أنها ستُجَنِبُ نفسها مستقبلاً، ويلات وكُلفة تجاربها المرة السابقة في التدخل العسكري المباشر لحماية مصالحها، كما حدث في العراق وأفغانستان ولبنان والصومال..الخ، واكتشفت – ولكن بعد فوات الأوان - أنها دفعت ولازالت تدفع، وستستمر تدفع الكثير والكثير نتيجةً لتلك التدخلات العسكرية المباشرة، حتى يأذن الله – عن قريب - بتمزيق كيانها وأفول نجمها وزوالها.. وهذه سنة الله في الإمبراطوريات الظالمة.



هذه الصورة المعبرة عن جدية مُخَططْ تفتيت أقطار الأمة - وكما عايشناها في مواجهات اليمن وليبيا - تتجسدُ اليوم بأبشع صورها في سوريا، حيثُ ينهج هذا التحالف للولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية مع الحركات الإسلاموية هناك، نهجاً تدميرياً شاملاً لكل مناحي البناء الحضاري والثقافي والاقتصادي والتنموي وحتى الأخلاقي، في ذلك البلد الضارب جذوره في أعماق الحضارة الإنسانية.. نهجٌ " شمشونيٌ " حاقدٌ على كل مُنجزٍ فيه، وغيرَ مكترث بذهابِ البلد إلى الجحيم، كي يسقطوا النظام ويصلون إلى السلطة " حتى وإن كان على أشلاء الوطن وجماجم كل أبنائه!!؟، ونفس الدور الذي لعبته ذات الحركات الإسلاموية، في بدايات الغزو الأمريكي – الأطلسي للعراق وأفغانستان وليبيا - دفعت هذه الحركات بكهنتها " كهنة " المذهبية والإرهاب والتخلف والحقد والتحجر والتعصب الدموي الديني، الواحد تلو الآخر، لإصدار الفتوى تلو الأخرى بفتح الحدود والتطوع للجهاد (ليس في فلسطين أو العراق لدحر الغزاة منهما، لأن هذا سيزعج أولياء أمورهم وسيجدون أنفسهم مطلوبين في خانة الإرهابيين!!؟) ولكن في سوريا العربية!! وبإهدارِ (ليس دم نتن ياهو ودماء جنود الاحتلال الصهاينة) وإنما دم الرئيس/بشار الأسد المسلم ودماء أفراد الجيش العربي السوري المرابط في مواجهة الصهاينة!؟.. لا بل ودماء طائفة مسلمة بأكملها من الشعب السوري!!؟.. ومطالبة أمريكا والغرب بغزو دمشق وإسقاط النظام فيها!!؟، تماماً كما أفتوا باستباحة العراق واغتيال شهيد الحج الأكبر صدام حسين واجتثاث البعث، وبقتل الشهيد/معمر القذافي ومناصريه!؟، وأجازوا لحلف الأطلسي تدميرِ واحتلال ليبيا ونهب ثرواتها وتجزئتها!!؟، ضاربين عرض الحائط بكل آيات الله في القرآن الكريم وفي كل الكتب السماوية، المحرمة لقتل النفس المسلمة، وأحاديث سيد الأنبياء وخاتمهم صلوات الله وسلامه عليه، الذي قال في أحدها ما معناه (لهدم الكعبة حجراً حجرا أهون عند الله من قتل مؤمن يقول ربي الله)، كل هذا حقداً منهم على " العروبة فكراً وأمة "، وفي اعتقادهم الواهم أنهم بهذه الفتاوى الإجرامية – الإرهابية، وما ينجم عنها من سفكٍ للدماء، وقتلٍ للنفس التي حرمها الله، يقضون على العروبة هويةً وفكراً وأداةً، وبالتالي يزيحون من أمامهم القوى القومية التقدمية، التي استعصى على قوى الاستعمار والهيمنة (أمريكا والغرب والصهيونية) ترويضها واستخدامها في مشاريعهم الاستعمارية، وفي حروبهم ضد الأمم والشعوب الأخرى، على النحو الذي تمكنوا فيه من توظيف القوى والحركات المتأسلمة وفصائلها الإرهابية في " أفغانستان والعراق والشيشان وصربيا ودول المنظومة الاشتراكية سابقا!!؟؟ ".. وهي اليوم – أي الحركات الإسلاموية – بتحالفها الجديد – القديم هذا، وبدمويتها " الدراكولية " التي صبغت بها " ربيعها القاتم "، إنما لتؤكد لأمريكا، أنها ملتزمة بالضمانات التي قدمتها لها وللإتحاد الأوروبي.. وأنها في سدة الحكم – كما هي اليوم في تنفيذ ما يوكل إليها - ستكون الأوفى والأكثر قدرة على تنفيذ ما يُطلب منها من مشاريع، بكفاءة وقدرات أكبر وأخلص من أنظمة الحكم العميلة المنبوذة شعبياً، التي اعتمدت عليها أمريكا والدوائر الغربية، منذ اتفاقية " كامب ديفد " وحتى سقوط مبارك وبن علي!!؟، ولسان حالها يقول " هذه أعمالنا تدلُ علينا " وعلى وفاءنا!؟.



مُخطط وسيناريو طويل ومتشعب، افتتحوا خطواته الأولى باحتلال العراق وتدميره وتجزئته، ويُمَنون أنفسهم باستكمال أهدافه " بفصلهم الخريفي المجنون " الذي استهدف قلع أمة الضاد من جذورها أرضاً وإنساناً وفكراً وكينونة وحضارة، ولكن كل المؤشرات والمقدمات تقول وتؤكد، إن نهاية هذا المخطط لن تكون إلا وبالاً عليهم وعلى حلفائهم الأمريكيين والصهاينة، لأنهم يُبْحِرُون في مستنقعات ضَحْلة موبوءَة، وتقودهم " بوصلات " الظلمِ والظُلُمات بالضد من إرادة الأمة والحقِ والعدلِ.. قد ينجحون فعلاً في زرعِ الخلاف والشقاق والفرقة.. بل والدفع بأبناء الوطن الواحد إلى الاقتتال والتناحر كما حدث ويحدث في اليمن وليبيا وسوريا والسودان ومصر والبحرين، وقد ينجحون حتى في تمزيق أوطاننا المُجزأةُ أصلاً، كما نجحوا في السودان والعراقِ والصومال وليبيا مثلاً، ويُحاولون في سوريا ومصر واليمن وحتى في السعودية!؟.. وقد يجنون بعض المكاسب المادية والسياسية نظير هذه الصفقة الخاسرة دينياً ووطنياً وأخلاقيا، ويحققون بعض الأمن لحليف حليفهم (الكيان الصهيوني) لزمنٍ محدد، حتى يتمكن من تنفيذ مخططه المرسوم في القدس الشريف على أمل استكمال وهم " الوطن البديل "!؟.. ولكنهم قطعاً سيخسرون أضعافٍ مضاعفةٍ أثناء وبعد عملية " المخاض " الحالية، التي يقودونها اليوم بتحالفاتٍ مصلحيه آنيةٍ، تخالف النصوص القرآنية المحرمة (موالاة الكفر) ضد إرادةِ أمتهم، وهم يعلمون يقيناً إنها ستكونُ وبالاً عليهم على الأمد القريب والبعيد.. وفي النهاية - والمؤمنين.نتائج المعارك والمخاضات الغير متكافئة القائمة اليوم -، فلن تغير من حتمية انتصار الحق وأصحابه (.. وكان علينا نصر المؤمنين.. صدق الله العظيم).. ولم ولن تغيرَ مُطْلقاً منواحدة.إن أمةُ العربِ واحدة.. وإن العرب سيبقون – كما كانوا بالنسبة للرسالات السماوية التي كانت الأرض العربية مهبطاً لجميعها - صمام أمان حماية وصون وانتشار الرسالة المحمدية بعد الله عزً وجلً.. ذلك لأن لغة القرآن عربية، ولسان أهل الجنة العربية.. ولأن العروبةُ جَسَدٌ رُوحَهُ الإسلامُ.. ولأن واحدأقطارها،مة العربِ - بمختلف أديانها وطوائفها وقومياتها، وعلى تعدد المذاهب والمعتقدات فيها – مبدأٌ أصيلٌ في مُكَونُ انتمائها الحضاري العربي.. وأن وحدة أقطارها، هو المصير الحتمي، مهما تعثرت خطواتها وبَعُدَ أوانها.. وإن الديمقراطيةُ وحقوقِ الإنسانِ – كمنظومةٍ لازمة لِتَحْقيقِ الحريةِ والعدلِ والمُساواةِ، ولتمكين الإنسان من الحياة وفق ما أراده واستهدفه الباري عزً وجل من خلق الإنسان لخلافته في الأرض، هما من السمات والمبادئ العقائدية والروحية والإيمانية لأمةِ العرب، وإن هذه الرياح الصفراء المنبعثة عن " وسنامي " الحقد والتخلف والعمالة والإرهاب، ستبددها حتماً إرادة الأمة في الجهاد والمقاومة والانتصار لقضاياها العادلة... ولك الله يا وطن.

15 آذار/مارس 2012م.

تبديل الجواسيس بقلم: غازي أبو فرحة

لقد حولت أمريكا الربيع العربي إلى عمليات لتبديل الجواسيس الذين انتهت صلاحياتهم بجواسيس جدد بصلاحيات جديدة؛ فقد بدلت الجاسوس مبارك بالجاسوس طنطاوي، والجاسوس بن علي بالجاسوسين الغنوشي والكرزاي المرزوقي، والجاسوس علي عبد الله صالح بالجاسوس عبد ربه منصور هادي، والجاسوس الأسد بالجاسوس غليون.
إن أمريكا تركب موجة الثورات العربية عن طريق قناة الجزيرة وتخون جاسوسها القديم الذي يقمع الثورة لتبدو إنسانية وديمقراطية وتصدّر جاسوسها الجديد؛ بالنسبة إلى ليبيا فالقذافي  كان ثوريا في بدايته وحارب أمريكا والغرب ولكنه أذعن في النهاية للأمريكان بعد أن قصفوا منزله وقتلوا ابنته عام 1986 فأرسلوا له جاسوسة (ليلى شرعب) يزني بها وتراقبه مدة خمس وعشرين سنة (1986-2011) كي يوقفوا القصف عن منزله؛ كما أنه عامل الشعب الليبي بفوقية وأخذ يجري عليهم التجارب كاللجان الشعبية والكتاب الأخضر والبيت لساكنه وغيرها؛ وبعد أن كبر أبناءه جعل من ليبيا عزبة له ولعائلته، وأطلق على الشعب الليبي لفظ الجرذان مما حفز الشعب الليبي على التخلص منه وقتله ولكن للأسف بمساعدة شياطين الناتو؛ وحاولت أمريكا والناتو دفع ليبيا للاعتراف بإسرائيل وفتح سفارة لها كمكافأة على مساعدتهم لها  وأرسلوا الكاتب اليهودي الفرنسي برنار ليفي الذي طالبهم بذلك وهو الذي شجع الناتو على التدخل في ليبيا على أمل أن يحصل منها على مكافأة الاعتراف بإسرائيل ولكن الشعب الليبي العربي الأصيل رفض ذلك وبشدة بالرغم من أن الجاسوس عبد الجليل ذهب إلى قطر (مقر ال CIA) وطالبهم عدم الانسحاب من ليبيا ولكنهم رفضوا لجبنهم وخوفهم من انتقام أحرار ليبيا مما حفز الأميركان على إرسال جورج ماكين الذي اجتمع بالجنوب الليبي وطالبهم بفصل الجنوب كما فعلوا بالسودان وكذلك شرق ليبيا الذي طالب بما أسمي بالمثقفين بفصل شرق ليبيا لتبدأ حرب أهلية تجني أمريكا ثمارها ولكن يقظة الشعب الليبي أحبطت المخطط الاستعماري الجهنمي الرهيب؛ لقد أرسلت أميركا استدعاء للكيب رئيس الوزراء الليبي المنتخب كي يطبعونه ويسألونه عن تدريب ثوار سوريين في ليبيا مع أنهم في الظاهر يؤيدون الثورة السورية؛ والكيب لم يخيبهم فقد أثبت أنه عديم الكرامة الوطنية عندما تكلم في المؤتمر الصحفي باللغة الإنجليزية نفاقا لأمريكا ولم يتكلم بلغة قومه اللغة العربية بالرغم من أن القذافي الذي ثار عليه الليبيون كان يحترم لغة قومه ويحافظ على كرامته الوطنية؛ فما الداعي لخسارة كل هذه الدماء الليبية الزكية إذا كانت النتيجة الرجوع للوراء وعدم المحافظة على الكرامة الوطنية؛ إن التنازل في موضوع الكرامة الوطنية يتبعه تنازلات أخرى.
وفي تونس أحضروا الغنوشي من ثلاجة لندن السياسية وأحضروا الكرزاي المرزوقي من ثلاجة باريس وداست المخابرات الأمريكية على رجل الغنوشي وأمرته أن يذهب إلى قطر (قيادة CIA) التي أعطته خمسين مليون دولار اشترى عمارة بوسط العاصمة مقرا لحزبه الإسلامي زورا وبهتانا لأن الإسلام يحرم التعاون مع الكفار أعداء الإسلام والمسلمين أو مع وكلاءهم من مدعي الإسلام؛ وخاض الانتخابات وحصل على 40% ؛ وبعدها أرسل له معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى التابع للوبي الصهيوني أيباك دعوة وسافر إلى هناك وقدم للشياطين الصهاينة شهادة حسن سلوك عن عدم عداءه لإسرائيل وعدم تأييده للإسلام الجهادي وعدم تأييده لحماس في غزة؛ وعندما أنكر ذلك نشروا تصريحاته بحذافيرها. إن الرشوة التي أخذها (50 مليون دولار)عن طريق قطر عكست مواقفه السابقة المعلنة 180 درجة.
لقد زوج والدي أختي الصغيرة لابن أحد التجار ولقد جلست عنده بالمتجر فحضر مدير الأوقاف وأخذ كيلو شاي لم يدفع ثمنه وانصرف؛ فسألت نسيبنا: لماذا لم تطالبه بثمن الشاي؟ فأجاب: إني أحتاجه فقد أعين أحد أقاربي الفقراء خادم مسجد أو مؤذن أو إمام؛ وأضاف: أنا أصرف كل أموري بالرشوة وأرشي كل الموظفين الرسميين في الشرطة والمحكمة ودائرة السير (المرور)؛ فسألته إذا رفض موظف الرشوة؟ فقال: إن كل شخص مستعد للرشوة ولكن يختلف السعر بين شخص وآخر؛ لقد ظلت هذه العبارة ترن في أذني كلما أسمع عن رشوة السياسيين الذين تنقلب مواقفهم من النقيض إلى النقيض بعد تلقي الرشوة.
وفي مصر حيث بدلت أمريكا الجاسوس مبارك بالجاسوس طنطاوي رئيس المجلس العسكري الذي كله جواسيس متملينيين؛ لقد أفسدت أمريكا الجيوش العربية بأن جعلت الأذكياء لا يترفعون فوق رتبة عقيد إلا إذا كان فاسدا يحب المال أو النساء أو كليهما حب غير عادي (طماع أو زير نساء)؛ فقد حدثني شخص من بلدياتي كان يعمل مترجما بالحرس الوطني السعودي بأنه قد رافق ضابطا في دورة عسكرية لأمريكا ولشدة غباءه قال له إنك سوف ترتفع رتبتك وأضاف بالفعل ارتفعت رتبته وأهداني هدية لأني بشرته بالترفيع؛  لقد أصدرت قيادة الجيش المصري أوامرها بالتصدي للمتظاهرين بقوة السلاح ولكن الضباط من رتبة عقيد ونازل (الغير ملوثين) رفضوا الأوامر واستغلت أمريكا الوضع بإعطاء البطولة للمجلس العسكري الخائن كي تنفذ مخططاتها الشيطانية عن طريقه؛ إن طنطاوي واضح عليه الغباء الشديد لكنه متملين لكن رئيس الأركان سامي عنان واضح من وجهه أنه طماع ومتملين؛ إن المصريين عندما يفاوضون المجلس العسكري فإنهم يفاوضون CIA بواسطة المجلس العسكري الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى له من ال CIA ؛ لقد أغرقوا المصريين بترهات فارغة عن الدستور والانتخابات وهي تداور لهم كي تخدعهم لأن السياسة الأمريكية هي فن الخداع؛ لقد وصلوا مع الإخوان المسلمين الفائزين بالانتخابات إلى أن يتوافقوا على رئيس مقبول أمريكيا أي جاسوس أمريكي لأن أمريكا لا تقبل إلا الجواسيس لأنها معادية للشعوب ولا ينفذ المخططات المعادية لأمته إلا جاسوس؛ وفلسفة الإخوان أنهم تعلموا من الدرس الفلسطيني لكن الفرق واضح بين فلسطين المحتلة ومصر المحررة حتى في فلسطين فإن حكم الاحتلال المباشر أفضل من الغير مباشر بواسطة جاسوس متعاون مع الاحتلال من بني جلدتنا؛ وحاولوا أن يتوافقوا على الجاسوس المهترئ عمرو موسى أو الجاسوس نبيل العربي مهندس اتفاقيات كمب ديفيد المذلة والمهينة ؛ والذي فضحه ابن أمير قطر بأن طلب منه خمسين مليون دولار على موضوع سوريا.
لقد أثبت الإخوان المسلمون بأنه تنقصهم شجاعة أبي بكر الذي قال: والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه للنبي حتى آخذه أو أهلك دونه.؛ كما تنقصهم كياسة عمر بن الخطاب الذي قال: لست بالخب ولكن الخب لا يخدعني.؛ إن الذي يرفع راية الإسلام يجب أن يتخلق بأخلاق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الأبرار المجاهدين رضي الله عنهم لا أن يصبح مطية للخب الأمريكي CIA تخدعهم صبح مساء وتجعلهم يتخلون عن ثوار ميدان التحرير الأشاوس الذين قدموا دماءهم وأرواحهم في مواجهة الجواسيس وكلاء الكفار الأميركان بحجة أنهم علمانيون.لقد حولت CIA البرلمان المصري الجديد إلى حديقة هايد بارك في لندن حيث يتكلمون ويشتمون ويجعجعون وفي النهاية تصنع CIA ما تريد بواسطة جواسيس المجلس العسكري كما حدث في تسفير جواسيس الجمعيات التجسسية الأمريكية بالقاهرة؛ إن الإسلام ضد الجبن والغباء والتنبلة فعندما رأى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه شخصا يطيل السجود بالصلاة فعلاه بالدرة (ضربه بالعصا) وقال له: قم أمت علينا ديننا أماتك الله.
الجاسوس الماسوني علي جمعة الذي عينه الجاسوس مبارك شيخا للأزهر يجمع حوله مجموعة من الجواسيس يفرضها على الحياة السياسية المصرية لحرف مسار الثورة المصري باتجاه التبعية لأمريكا وعتاة الجواسيس المتأمركين الذين يضمهم الجاسوس البرادعي الذي ساعد أمريكا على تدمير العراق والجاسوس زويل المطبع مع إسرائيل والجاسوس الثرثار حمزاوي.
وفي اليمن قاموا بتبديل الجاسوس علي عبد الله صالح بنائبه الجاسوس عبد ربه منصور هادي مع الإبقاء على جواسيس الجيش أبناءه وابن أخيه في الجيش والحرس الجمهوري والطيران؛ وذلك في ما سمي بالمبادرة الخليجية والحكام الخليجيين ما هم إلا جواسيس وكلاء للمخابرات الأمريكية المجرمة التي تهيمن على المنطقة العربية وتنهب ثرواتها بواسطتهم.
وفي البحرين فإن العرب كلهم ضد الثوار الذين يرفعون صور الخميني ولكننا لسنا مع الجاسوس ملك البحرين الذي تعاون مع ويليام كوهين وزير الدفاع الأمريكي على قتل أبيه الذي أبدى قليلا من الانزعاج لضرب العراق بواسطة الأسطول الأمريكي الخامس المرابط في البحرين؛ لأننا لا نريد عراقا آخر في البحرين حيث سلمت أمريكا المجرمة الحكم بالعراق للشيعة الصفويين الذين أمعنوا القتل بالعرب السنة الذين هم الآن في نكبة أكبر من نكبة فلسطين وأكثر من مليوني مهجر منهم خارج بلدهم لأنهم لو رجعوا لقتلهم الصفويون؛ حتى الخونة مثلهم من السنة مثل الهاشمي لم يسلموا من أذى الشيعة الصفويين الجنازيريين.
وفي سوريا حيث يدعي الأسد أنه رمز المقاومة والممانعة وهذه عادة الجواسيس حيث يدعون لأنفسهم البطولة والوطنية وهم عكس ذلك تماما؛لقد باع حافظ الأسد هضبة الجولان لإسرائيل عام 1967 عندما كان وزيرا للدفاع بمبلغ 100 مليون دولار مسحوبة على بنك سويسري استطاعت المخابرات المصرية الحصول على صورة من الشيك ما زالت محفوظة في خزنة عبد الناصر؛ إن هضبة الجولان خصوصا من جهة فلسطين (لأنها شاهقة وفي منتهى الوعورة) لا يستطيع أي جيش في العالم احتلالها بما فيه الجيش الأمريكي والسوفييتي ولكن الأسد أعلن سقوطها من راديو دمشق وأمر بسحب الجيش السوري منها قبل ساعة من دخول أول جندي إسرائيلي؛ وقام سليم حاطوم قائد قوات المغاوير (وهو درزي والجولان كله دروز) بالهجوم على دمشق للانقلاب على الحكومة فقمعه حافظ الأسد بالطيران وقتله، وفي عام 1987 (بعد عشرين سنة من حرب 67) طبع جنرال إسرائيلي مذكراته في أمريكا وقال فيها: لقد انتصرنا في حرب 67 انتصارا ساحقا بسبب ثلاثة جواسيس منهم عبد الحكيم عامر وحافظ الأسد؛ وفي حرب أيلول الأسود بين الأردن والفدائيين الفلسطينيين عندما دخل الجيش السوري للأردن لمساعدة الفدائيين واحتلوا إربد طلبت إسرائيل وأمريكا من الأسد (وكان وزيرا للدفاع) أن ينقلب على الرئيس الأناسي الذي أرسل الجيش وسمى انقلابه بالحركة التصحيحية وظل يشتم ويسب إسرائيل وأمريكا للتغطية على جاسوسيته لكنه حافظ على احتلال إسرائيل للجولان بمنتهى الأمانة والإخلاص فقد حلل القرش الذي أخذه منهم.
إن المجازر الرهيبة التي يرتكبها الأسد في سوريا يندى لها جبين الإنسانية؛ إن بشار الأسد كالطفل المدلل ضعيف وطفولي لدرجة أنه لا يستطيع نطق بعض الحروف كحرف السين الذي ينطقه ثين؛ ولكن السفاح الحقيقي هي أمه السفاحة المجرمة أنيسة مخلوف أرملة سفاح حماه المقبور حافظ الأسد وابنها الأصغر شرّاب الدم ماهر الأسد قائد فرقة الحرس الجمهوري؛ أخوها رامي مخلوف أكبر لص ملياردير في سوريا وهو صاحب شركة التلفون المحمول السورية التي تكسب المليارات من عرق السوريين.
إن اسم الأسد كثير عليه وكان غلطة من القائد الشهيد جمال عبد الناصر حيث حضر الضباط السوريين الذين انقلبوا على الانفصاليين إلى القاهرة وأخذوا يحدثون عبد الناصر عن سير الانقلاب فقالوا له إن أكثر واحد ضرب الانفصاليين هو هذا الوحش وكان اسمه حافظ الوحش وعائلة الوحش معروفة في بلدة القرداحة بسوريا وكلمة الوحش في اللهجة المصرية كلمة غير محببة فما كان من عبد الناصر إلا أن قال: ده أسد؛ ومن يومها واسمه حافظ الأسد مع أن ليس فيه من الأسد إلا الوحشية بينما هو موغل في الغدر والخيانة اللتان ليستا من شيم الأسد.
إن رئيس المجلس الوطني للمعارضة برهان غليون جاسوس متصهين وهو من أنصار التبعية للغرب وعديم الكرامة الوطنية ولا يجوز أن يمثل الدماء السورية الزكية الطاهرة التي تسيل يوميا وبغزارة على مذبح الحرية؛ كما أن الجاسوسة المدعوة باسمة قضماني الناطقة باسم المجلس قالت بأنه لا يوجد بينها وبين إسرائيل أية مشكلة كأن الجولان المحتلة ليست سورية وفلسطين ليست عربية وكثير من أعضاء المجلس المتصهينين الذين يتخذون نفس المواقف الخيانية لرئيس المجلس والناطقة باسمه؛ وإن هذا المجلس تصدره قناة الجزيرة الناطق الخجول باسم CIA وقناة العربية الناطق الوقح باسم  CIA والجامعة العربية الماسونية التي تمثل الحكام العرب الجواسيس الذين يريدون أن يغسلوا خيانتهم بتأييدهم للثورة السورية كما تغسل أموال المخدرات القذرة؛يصدرون هذا المجلس الخائن كي يمثل الدماء السورية الزكية الطاهرة التي يسفكها نظام الأسد الطائفي العلوي  وزبائنته من الشبيحة العلويين الأوغاد الذين لن يطول الزمان حتى يتخلص السوريون منهم لأن السوريون مصممون على الحرية ويقدمون قوافل الشهداء الأبرار يوميا على مذبح الحرية وسوف ينصرهم الله بدون مساعدة خارجية فيجب أن لا يلتفتوا إلى مساعدة خارجية خصوصا من أمريكا والناتو فلا أحد يريد قبلات الذئب الأمريكي السفاح المجرم المخادع الذي يدعي الإنسانية والرحمة وهو عكس ذلك تماما.
إن التركيز على حزب البعث من قبل جواسيس CIA هو لخدمة أمريكا المجرمة وقد ادعى الجاسوس الأسد أنه بعثي زورا وبهتانا كي يغسل نفسه من الجاسوسية ويخرب البعث ويجلب له العار لأن البعث كان ثورة على الجواسيس وله بعض الأخطاء لكن لا يحق للجواسيس انتقاده.
إن الصين وروسيا عندما صوتتا في مجلس الأمن لمصلحة السفاح الأسد أثبتتا غباء سياسيا منقطع النظير وانعدام الرؤيا؛ فإن أي إنسان ولو كان محدود الرؤيا يدرك أن الأسد لن يدوم وأن الرهان علبه رهان خاسر، وأن أي شخص ولو كان قليل الذكاء يدرك كذب الأسد بأنه ضد الاستعمار والصهيونية وهو في الحقيقة حامي الاستعمار والصهيونية وما علاقته بالصين وروسيا إلا حيلة لذر الرماد في العيون وليتذكروا جولاته الخيانية الإرهابية في الجولان وتل الزعتر وحماه وفي الثورة السورية الحالية التي يشترك فيها كل الشعب السوري البطل؛ وأخذ النظام يكذب أكثر من ثمانية شهور ويقول لا يوجد ثورة ولا شيء وهذا كله فبركات إعلامية ثم عندما أخذ ينشق الجيش السوري الحر رافضا أوامر الأسد بذبح شعبهم أخذ الأسد يقول هذه مجموعات مسلحة مرسلة من الخارج إن الصين وروسيا شاهدي زور في مجلس الأمن تخدعهما أمريكا وكان المجلس عام 1991 يصدر القرار تلو القرار ضد العراق لحصاره الحصار الجائر الذي قتل مليون طفل عراقي بسبب نقص الأدوية وحليب الأطفال؛ كما أن روسيا شاهد زور أيضا في اللجنة الرباعية لفلسطين والمكونة من أمريكا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا؛ إن الثلاثة الأوائل يعملون لمصلحة إسرائيل لكن المفروض أن تعمل روسيا لمصلحة فلسطين فهي لا تعمل ولكنها تستطيع إيقاف القرارات التي تصدر لمصلحة الاحتلال الإسرائيلي لكنها لا توقفها حيث تخدعها أمريكا. إنه وبعد كل ما حصل فإن العرب يعتبرون روسيا والصين أشرف بألف مرة من الأمريكان اللصوص الإرهابيين المجرمين القذرين الأوغاد ونعتبر أن ما حصل هو نوع من سوء التقدير الذي سوف يتعدل بالرغم من تألمنا الشديد لما حدث.
لا شك أننا نحن العرب نعيش عصر الجواسيس والمؤامرة النفطية منذ اختراع السيارة عام 1897 وكون وقودها في الأرض العربية النفط الذي كان يظهر في العراق بأن يرفع سطح الأرض على هيئة حبوب النفط أو النفطة التي تظهر في وجه الإنسان فقسموا الأرض العربية باتفاقية سيكس بيكو إلى دويلات طفيلية وأصدروا وعد بلفور لإعطاء فلسطين لليهود كمشروع نفطي لنهب النفط العربي وكمسمار جحا للاستعمار وأغدقوا عليها شتى أنواع الأسلحة والمال المنهوب من نفط العرب كي تظل تضرب العرب والاستعمار يحضر لفض النزاع وزير خارجية قادم ووزير خارجية رايح وبدل أن يداووا الجرح يضعون عليه الملح كي يشتد الألم؛ وأرسلوا الجواسيس للمنطقة العربية وأهمهم الجاسوس لورنس المستعرب الذي كان لقيطا ومثلي الجنس كما ذكر في كتابه:أعمدة الحكمة السبعة وهو الذي درب قوة من البدو الذين حاربوا الأتراك وطردوهم من الأرض العربية بعد أن كانت الدولة العثمانية مهزومة في الحرب العالمية الأولى وأسس الجاسوس لورنس لقيام إسرائيل والدويلات الطفيلية التي حولها ، والجاسوس جون فيلبي والذي ادعى الإسلام وسمى نفسه عبد الله فيلبي وخطب في الحرم المكي وحرض الحجاج على محاربة ابن الرشيد الذي رفض أن يتعاون مع الإنجليز؛ إن عبد الله فيلبي هو الذي أشار على عبد العزيز بن سعود بتسميته ملك المملكة العربية السعودية بعد أن كان اسمه سلطان نجد والحجاز وكان عبد الله فيلبي أول وزير خارجية للسعودية، ثم استلمت أمريكا المؤامرة من بريطانيا التي شاخت وانكمشت عام 1945 وكان اجتماع الرئيس الأمريكي روزفلت بعبد العزيز ابن سعود في مصر بداية استلام أمريكا لراية المؤامرة القذرة المسلطة على العرب وكان روزفلت ذاهب إلى يالطا بإيران لتقسيم غنائم الحرب العالمية الثانية فكرس روزفلت الاستعمار الأمريكي الجديد وأسست أمريكا وكالة المخابرات المركزية CIA وأناطوا بها مسؤولية الاستعمار الجديد لتدبر المكائد والدسائس لنهب النفط الذي أصبح أهم مادة للحضارة البشرية بعد اختراع السيارة والمحركات التي تعمل بالنفط؛ وكان ألان دالاس مؤسس CIA يقيم أغلب وقته في استانبول لترتيب أمور المنطقة؛ حيث أسس قيادة المخابرات المركزية في الشرق الأوسط في استانبول والتي انتقلت إلى بيروت ثم انتقلت من بيروت بعد الحرب الأهلية اللبنانية التي أججتها واكتوت بنارها ؛ ثم انتقلت إلى قطر بعد أن انقلب أمير قطر على والده وابتزته أمريكا لتوافق له على الانقلاب ؛ والذين ينظرون إلى قطر كيف أن دورها أكبر من حجمها فلا يدركون أنها تمثل ال CIA حيث توجد قيادتها الإقليمية في قطر وأنها هي الحاكم الفعلي للدول العربية حيث يقول الكاتب الإنجليزي بيتر رايت في كتابه صائد الجواسيس عن سيرة الجاسوس كيم فلبي ابن عبد الله فلبي : تحكم الدول الموالية للغرب من خلال شقة في عمارة بوسط العاصمة بها جاسوس مخابرات أمريكي يعاونه جاسوسان محليان وهؤلاء الثلاثة هم الذين يقررون الحرب والسلم وتشكيل الوزارة وحل الوزارة وتسمية الوزراء وحاكم الدولة مثل العريس لا يفعل شيئا إلا ما يأمرونه به؛ ويشكك كثيرون بالمؤامرة وإن كل من يشكك بالمؤامرة فقد تآمر، وإن المخابرات الأمريكية تطلق كثيرا من البالونات للتشكيك بالمؤامرة بأن تشيع بوجود مؤامرات مزعومة ثم تنفسها للتشكيك بالمؤامرة الفعلية الموجودة على الأرض والتي هي من صنعها وتريد أن تخفيها؛ فقد حاول الجاسوس الأمريكي كوبلاند شراء عبد الناصر عام 1954 فساومه عبد الناصر على أربع ملايين دولار ثم أحضر المبلغ فأخذ عبد الناصر منه الشنطة وقال لعلي صبري عدهن فعدهن وقال لعبد الناصر ناقصات ورقة ال 100 فقال له عبد الناصر معلهش ابنوا فيهن برج القاهرة واكتبوا عليه: هذا وقف الرئيس روزفلت؛ فما كان من كوبلاند إلا أن انتقم من عبد الناصر بأن أصدر كتابا تضليليا أسماه لعبة الأمم صنف الحكام العرب إلى عملاء لبريطانيا وفرنسا وأمريكا وصار هذا الكتاب حجة (بدل القرآن أستغفر الله) لحزب التحرير الإسلامي اللاجهادي أو حزب التؤوريا أو الحزب النظري، وصار الحزب يهاجم عبد الناصر من خلاله هو وحزب الإخوان المسلمين الذين تمولوا وتسلحوا من ال CIA وأطلقوا النار على عبد الناصر في الإسكندرية.
إن المخابرات الأمريكية تحكم أمريكا أيضا ولكن الذي يحكم المخابرات هم رجال المال والأعمال في شارع وول ستريت بنيويورك وأغلبهم يهود صهاينة وإن الذي اكتشف أوباما هو مدير بنك جولدن ساسكس في وول ستريت عندما أحس فيه قدرة خطابية فمول حملته الانتخابية هو وباقي الصهاينة زملاءه حتى نجح لكنه لا يحكم هو وهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية وباقي الحكومة والكونغرس والنواب للمنظرة فقط وللظهور المخادع أمام العالم بالديمقراطية؛ عندما تلوث خليج المكسيك بالنفط أصدر أوباما قرارا رئاسيا بوقف العمل النفطي بخليج المكسيك فلم يكمل قراره الرئاسي 24 ساعة فقد استخرجت شركة النفط الإمبراطورية البريطانية BP قرارا من المحكمة الفيدرالية الأمريكية ببطلان القرار الرئاسي؛ إن أوباما هو خائن الملونين حيث قصدت أمريكا من انتخابه خداع الملونين بالعدالة والديمقراطية وعدم التمييز مع أنها تتصرف العكس على أرض الواقع؛ لقد اغتالت ال CIA الرئيس الأمريكي جون كندي عام 1963 الذي رفض التورط في فيتنام بأمر من الصهيونية وتجار السلاح واتهمت المخابرات السوفييتية التي نفت ذلك.
 إن أمريكا بحكم المنهارة اقتصاديا فقد وصل العجز إلى 112% من الإنتاج؛ حيث أن إنتاجها (نقديا)  8% من إنتاج العالم وأن استهلاكها 17% من إنتاج العالم؛ أي أن العجز 9÷ 8 ×100=112% العجز الأمريكي الحقيقي مع العلم أن العجز المعلن هو 8,7% وهو أكثر بقليل من عجز اليونان المفلسة البالغ 8,5% ؛ إن العجز المعلن تعوضه أمريكا بالاستدانة فهي أكبر دولة مدينة بالعالم وبلغت ديونها 15 تريليون دولار؛ كما أن الفرق بين العجز الحقيقي والعجز المعلن تعوضه أمريكا بطباعة الدولار بدون غطاء على حساب مدخرات العالم؛ وهي تطبع أكثر من تريليوني دولار سنويا بحيث لا تنكشف وتحافظ على وضع الدولار بالسوق خصوصا بالنسبة للذهب فقد باعت معظم رصيدها الذهبي كي تضبط ارتفاع سعر الذهب؛  وقد قلت لأحد مسئولي السفارة الصينية بالخرطوم قبل سنتين بأن الصين تستطيع أن تجعل أمريكا تنهار خلال يومين فقط؛ فسألني كيف؟ فقلت له: أن تشتروا بمدخراتكم الدولارية البالغة تريليوني دولار ذهب من السوق العالمية فتحدث فقاعة فيصفر الدولار وتنهار أمريكا وتمكث سبع سنين بالإنعاش حسب نظريتي نظرية تعاقب الأجيال الجيل الباني والجيل المستهلك؛ اليوم المدخرات الصينية زادت إلى ثلاثة تريليون وهي لا تفعل ذلك؛لا تريد القضاء على أمريكا بالضربة القاضية بدون إطلاق ولا رصاصة بالرغم من استطلاعات رأي الشعب الأمريكي أن الصين أكبر عدو لأمريكا؛ مدخرات الخليج (الصناديق السيادية) تبلغ ثلاثة ونصف تريليون دولار تستطيع أن تفعل ذلك ولكنها لا تفعل لأن أمرها ليس بيدها فأمريكا ولية أمرها؛ لقد أغلقت الصين مصانع أمريكا التي أضحت وكلاء للمصانع الصينية؛ وصارت المصانع الأمريكية تربح أكثر مما لو كانت تصنع لأن الصين تبيع لهم البضاعة بنفس المواصفات القياسية الأمريكية (الجودة) بربع السعر لأن الذي يمسح الزجاج في المصنع الأمريكي راتبه أعلى من مدير المصنع الصيني؛ لكن ربح المصانع الأمريكية كان على حساب العمال الذين سرحتهم المصانع فبلغت نسبة البطالة في أمريكا 9% تدفع لهم الحكومة الأمريكية مخصصات بطالة أو تخلق لهم وظائف وهمية (غير إنتاجية) من الدولارات التي تطبعها على حساب مدخرات العالم.
لقد وصل الربيع العربي إلى السعودية التي أخمدتها بتنفيذ مشاريع لتشغيل العاطلين عن العمل بتكاليف قدرها 19 مليار دولار أي إنتاج 19 يوم فقط من إنتاج السعودية النفطي البالغ أكثر من مليار دولار يوميا؛ إن الثروة النفطية لدول الخليج ثلاثة أرباعها لأمريكا والصهيونية والربع فقط للشعوب؛ فقد بلغت مدخرات الخليج في أوروبا وأمريكا (الصناديق السيادية) ثلاثة ونصف تريليون دولار تستفيد منها أمريكا والغرب ولهم الأرقام فقط؛ لقد بلغت تركة الأمير سلطان وزير الدفاع السعودي السابق المعلنة 370 مليار دولار بعد أن أخذت الحكومة السويسرية منها ضريبة التركات (حسب القانون السويسري) وقدرها 45% من المبلغ أي 300 مليار دولار وبقي للتوزيع على الورثة 370 مليار دولار؛ وأن الورثة سوف لا يسحبون هذه المبالغ لأنهم سوف يسرقون غيرهن؛ إن 300 مليار دولار التي أخذتها الحكومة السويسرية تعادل أربع أضعاف ميزانية مصر التي سكانها 80 مليون نسمة؛ كما تعادل 16 ضعف المبلغ الذي أخمدت به السعودية الانتفاضة؛ هذا عدا عن تركته بأمريكا والتي لم يعلن عنها وتمنع CIA الإعلان عن ثروات أمراء الخليج كما تمنع جمعيات أثرياء العالم إدراجهم بقوائمها فقط تسمح بإدراج الوليد بن طلال لأنه أفقر واحد؛ إن ثلاثة أرباع ثروة الخليج النفطية يسرقها الحكام (الأمراء والمشايخ) ويحولونها إلى أوروبا وأمريكا لتذهب كضريبة تركات أو بلطجة أمريكية في وضح النهار وكذلك طباعة العملة الأمريكية الدولار بغطاء من هذه المبالغ؛ إن دول الخليج عندما تقف لفظيا مع الثورات العربية فإن هذا يشبه غسيل أموال المخدرات القذرة حيث تريد أن تغسل عنها عار الاستبداد واللصوصية والخيانة لأمريكا الإرهابية القذرة؛ فتؤيد الثورات لفظيا فقط ولكنها عمليا لم تقدم للثورة المصرية شيئا بالرغم أنها أعلنت أنها ستقدم ولكنها ربطت مساعداتها بالإفراج عن الجاسوس مبارك بإهانة لأرواح الشهداء المصريين الذين سفك دماءهم الجاسوس مبارك.
كذلك أمريكا الإرهابية تغسل نفسها كغسيل أموال المخدرات القذرة عندما تقف مع الثورات العربية كي تركب الموجة وتوجه الثورة لصالحها وتبدل الجواسيس وكي تبدو كالحمل الوديع وهي ذئب مفترس بفروة حمل.
سألوا جاسوس مخابرات أمريكي: لماذا لم تنجحوا في الصومال وأفغانستان؟؛ فقال: لأنه لا يوجد فيهما مثقفين. تصور كيف يتعلم الإنسان ويتثقف ليخرج من ربقة التخلف فيصبح مطية لعدوه كالحمار يركب عليه عدوه ويوجهه حيثما يريد؛ إن CIA  تتدخل في كل شيء للعرب من الإعلام حيث جريدة الشرق الأوسط والحياة وفضائيات mbc  التي تخرب اللغة العربية تخريب متعمد وممنهج ؛ وتتدخل حتى في المطبخ بقناة فتافيت (كلوا ما لذ وطاب واتركوا السياسة لنا)؛ وتشيع الإحباط بين العرب للسيطرة عليهم ونهب ثروتهم؛ إن أمريكا لص بلطجي دولي لا تعرف الفضيلة ولكن تدعيها بقصد الخداع.
لقد كان الربيع العربي خريفا على فلسطين حيث تحكم بها مسمموا القائد عرفات والذين أسقطهم الناخب الفلسطيني وفرضتهم أمريكا وإسرائيل على الشعب الفلسطيني وأخذوا يحمون أمن إسرائيل مما طمّع إسرائيل فتراجعت عن مواقفها السابقة وتصلبت وزاد أذاها للشعب الفلسطيني؛ وطمع المستوطنون الذين كانوا إذا رأوا طفلا فلسطينيا يفرون هاربين مذعورين خوفا من حجارته فأخذ المستوطنون بعد أن أمنوا ظهورهم أخذوا يعتدون على المزارعين الفلسطينيين ويقلعون أشجار الزيتون ويحرقون المساجد.
إن الجواسيس الذين تسلطهم أمريكا على العرب سواء القديمين أو الجدد كلهم إخلاص لأمريكا أكثر من نفسها ويفدونها بالمهج والأرواح؛ لقد أخمدت CIA ثورتي الأردن والمغرب بإشاعة أنها سوف تضمهم لمجلس التعاون الخليجي كي ينعموا بالعز الذي يرفل فيه الخليجيون ووافق على ذلك الملك عبد الله بن عبد العزيز(لأنه مستعد أن يوافق للمخابرات الأمريكية CIA على أي شيء إشاعة كان أو صحيحا فقط أن يوافقوا له استمرار جلوسه على الكرسي) ثم تراجعت عن طريق الكويت بعد أن زال زخم الثورتين (قطعت لنص الثورتين) ولم يكن ذلك أكثر من ذر للرماد بالعيون.
يقوم جواسيس أمريكا بسرقة الاقتصاد المصري ثم يدّعون عجز الاقتصاد ويحركوا فزاعة الاقتصاد في وجه الثوار ومعناها أن استسلموا واقبلوا بالجواسيس وإلا سوف تموتون من الجوع؛ إن الاقتصاد المصري في أحسن حالاته حيث يحول ثمانية ملايين مغترب مصري العملات الصعبة إلى مصر والمصريون اقتصاديون غير مبذرين ويعملون كالنحل ويرضيهم القليل الذي لا يرضي غيرهم.
إنه لمن المعيب أن تتكلم أمريكا بالحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان وهي بالأمس دمرت العراق وقتلت مليوني عراقي ويتمت مليوني طفل وخلفت مليون أرملة وشردت خمسة ملايين عراقي وأدخلت الفتنة الطائفية للعراق وسلمت الحكم للطائفيين الشيعة الصفويين الذين سلموا العراق لإيران كي تمارس أحقادها الصفوية الشعوبية وكراهيتها للعرب والإسلام.
إن الربيع العربي جيد وفاجأ أمريكا وإسرائيل وأحبطهم بالرغم من تبديل الجواسيس الذي تقوم به أمريكا لأن الشعوب العربية وعت أمرها وبلغت سن الرشد بعد أن خرجت من ربقة التخلف والضعف؛ وسوف تدوس الجماهير العربية على الجواسيس الجدد كما داست على الجواسيس القديمين وسوف تطرد أمريكا الإرهابية راعية الجواسيس من المنطقة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 – الجلمة -  جنين – فلسطين – ghazi_abufarha@yahoo.com
صاحب نظرية تعاقب الأجيال: الجيل الباني والجيل المستهلك – ومؤلف كتاب انهيار الأمم والأفراد والجماعات –
 توقع فيه انهيار أمريكا عام 2005 ±3 وبالفعل بدأ انهيار أمريكا في 15/9/2008 عندما انهار بنك ليمان برذرز.