21 أغسطس 2010

الاسبوع اون لاين تنشر نص الاتفاق السرى بين مسئولين عراقيين وايرانيين على تقاسم الحكم فى بلاد الرافدين

كتب - سيد أمين
نقل مصدر مقرب من مكتب نوري المالكي رئيس الوزراء العراقى المنتهية ولايته - تحت الاحتلال- معلومات مهمة وخطيرة للغاية قال انه اطلع عليها من شخصية حضرت الاجتماع الذي هيأ مكانه سرا بين الجانب العراقي الذي يمثله كل من الوفدين "حزب الدعوة والتيار الصدري" والجانب الإيراني بإشراف علي لاريجاني وعدد من كبار ضباط الاطلاعات " المخابرات " وهى المعلومات التى ترسم بالغة السواد للعراق الجديد الذى بناه الاحتلال الامريكى مع الحرس الثورى الايرانى وميليشيات المحاصصة الطائفية الحاكمة.


واضاف المصدر الذى لم بفصح عن اسمه فيما نقله الي "الاسبوع اون لاين" عبر الانترنت انه قبل أكثر من عشرة أيام وصل إلى طهران وفدان بمثلا قائمة دولة القانون ويترأسها علي الأديب عن حزب الدعوة ووفد عن التيار الصدري الذي يترأسه مدير مكتب الصدر في طهران وعند وصولهما إلى طهران اجتمعا فورا مع الجانب الإيراني الذي كان يشرف عليهما علي لارجاني وقائد الحرس الثوري و عدد من كبار ضباط الاطلاعات ".


وقال المصدر انه في الاجتماع تم الاتفاق على تطبيق البنود السرية حول تشكيل حكومة موالية لإيران برئاسة نوري المالكي , وتحييد المجلس الأعلى باستثناء الأمين العام لمنظمة بدر "هادي العامري"و" طه درع" و"عامر ثامر" لارتباطهما بقيادة الحرس الثوري .


‌وتقرر اثناء الاجتماع إطلاق سراح جميع المعتقلين من التيار الصدري بما فيهم المحكوم عليهم بالإعدام.


وتعهد علي لارجاني بالاتصال والتنسيق مع رئيس الجمهورية جلال الطلباني كونه يملك صلاحيات للعفو ويكون إطلاق سراحهم على شكل مجموعات.


كما تم الاتفاق على إعطاء التيار الصدري أربعة وزارات منها وزارة الداخلية فيما يكون الإشراف على التعيينات في وزارة الداخلية والدفاع والمخابرات من قبل علي لاريجاني.


كما اتفق ايضا على تعيين خمسة قادة فرق وخمسة أمراء ألوية وعدد من السفراء المحسوبين على التيار الصدري.


كما تقرر إعطاء التيار الصدري ستة وكلاء وزارات تعرض أسماؤهم على علي لاريجاني.


وأكد المصدر المقرب جدا من الدائرة الضيقة لمكتب نوري المالكي أن رئيس الوزراء ومعه ممثل التيار الصدرى وافقا على جميع المقترحات التي قدمها علي لارجاني , واقترح علي الأديب ممثل رئيس الوزراء نوري المالكي في هذا الاجتماع ثلاثة مقترحات مشروطة بتنفيذ ما ورد بمقترحات علي لاريجاني.


يشمل المقترح الأول ان يغادر جميع سجناء تيار الصدري العراق بعد إطلاق سراحهم إلى أية دولة يختارونها وبصحبة عوائلهم مع تعهد رئيس الوزراء نوري المالكي بتخصيص رواتب مجزية لهم وصرف مخصصات سكن , ويمكن عودتهم إلى العراق لاحقا.


وهنا اقترح لاريجانى بان تكون تلك الدولة التي تستقبلهم هى سورية وأوصى بان يقوم سماحة مقتدى الصدر بزيارة مسبقة لها لغرض ترتيب أوضاعهم.


اما المقترح الثاني فينص على أن يقدم مقتدى الصدر تعهدا خطيا أمام القيادة الإيرانية في حالة إعطائه خمس فرق عسكرية وعدد من الألوية بان لا يقوموا بعمل عسكري ضد رئيس الوزراء نوري المالكي وحكومته.


ونص المقترح الثالث على ان يدار جهاز المخابرات مناصفة بين التيار الصدري وحزب الدعوة , وتشكل لجنة برئاسة سمير حداد ممثل حزب الدعوة الذي سيشغل منصب مدير عام في الجهاز ومنحه رتبة لواء من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي , وممثل عن التيار الصدري في موضوع توزيع المناصب في الجهاز والتعيينات التي ستقتصر على كلا الطرفين في الجهاز.


وحمل علي الأديب ممثل رئيس الوزراء نوري المالكي أثناء عودته إلى العراق رسالة من علي خامنئي سلمها له لاريجانى تتضمن توجيهات خاصة إلى رئيس الوزراء نوري المالكي لغرض تنفيذها حرفيا كونها تصب في مصلحة تنصيبه رئيسا للحكومة.


وتتضمن تلك الرسالة المطالبة بإطلاق سراح مجموعة من أمراء القاعدة المعتقلين في سجن أبي غريب والذين اعتقلتهم القوات الأميركية في قاطع أبي غريب والاعظمية والعامرية , وتم تحديد تلك المطالبة بالأسماء والأعداد ومن بعد إطلاق سراحهم بجعلهم تحت إشراف الاطلاعات من الناحية التمويلية والتسليحية لغرض تكليفهم بتنفيذ التفجيرات والاغتيالات الخاصة بالعلماء والأئمة والمساجد والموظفين وتفجير المنازل في منطقة أبي غريب وضواحيها , ثم أوصى علي لاريجاني رئيس الوزراء نوري المالكي من خلال رسالته بان يكون لهؤلاء الأمراء دعم لوجستي من قوات الجيش المتواجدين في قاطع أبي غريب والاعظمية .للإعداد والتهيئة إلى الاقتتال الطائفي من جديد ليتسنى للحكومة من جراء ذلك في استغلال الظرف لتقوم بحملات واسعة تشمل جميع المعارضين للتوجهات الإيرانية ومنها قيام حكومة عراقية موالية لإيران.


كما وجه علي لاريجاني رئيس الوزراء نوري المالكي من خلال رسالته بتقديم الدعم المالي والتسليحي واللوجستي الذي يتضمن تهيئة السيارات الحكومية والمستمسكات الحكومية لمجاميع عصائب أهل الحق المنشقة عن سماحة مقتدى الصدر كون هذه المجاميع تحت إشراف الحرس الثوري على شرط أن يتولى ممثل رئيس الوزراء نوري المالكي (علي الأديب ) مهمة التنسيق بين المقدم حرس ثوري (حسين وحيد) المشرف على عمليات العصائب لغرض تنفيذ عمليات اغتيال لعناصر الجيش والشرطة في عموم مناطق الجنوب ومدينة بغداد وإلصاق التهم بالبعثيين مما يسهل في تصفيتهم جميعا قى مناطق سكنهم أوفي المؤسسات الحكومية.


وكذلك القيام بعمليات تفجير ضمن الطرق الرابطة بين المحافظات الجنوبية والوسط والأسواق والأماكن المكتظة بالسكان وفي مناطق محدده طائفيا لإلصاق هذه التهم أيضا بعناصر القاعدة والبعثيين والذي سيساعد الحكومة أيضا لشن حملات من الاعتقالات الواسعة , وكذلك وحسب ما ذكره المصدر المقرب من رئيس الوزراء نوري المالكي في تقديم أشخاص على وسائل الإعلام بعرضهم أمام الشعب بأنهم وراء هذه الأعمال الإرهابية والذي سيساعد الحكومة أثناء تقديمهم إلى وسائل الأعلام وخاصة فضائياتها من خلال اعترافاتهم بالجهات الداعمة لهم وخاصة من أعضاء القائمة العراقية.


وأكد علي لاريجاني لنوري المالكي من خلال رسالته بان مجاميع عصائب أهل الحق ستدخل عن طريق محافظة ميسان خلال الأيام القادمة للقيام بعمليات شبيهة بما حدث في الاعظمية وفي كل من الموصل وديالى والانبار وصلاح الدين والكوت وكركوك

18 أغسطس 2010

في فهم حقبتنا التاريخية

سيد أمين


من أصعب فترات التاريخ فترة "اللاشيء ", وهي الفترة التي عادة ما تكون طويلة جدا زمنيا ومهملة وتافهة للغاية حدثيا وفكريا وهي ايضا الفترة التي عادة ما يقفز فوقها المؤرخون ليذهبوا الي الفترات ذات الفعالية بعدها او قبلها.
ومن اعراض فترة "اللاشيء" ان بطولات ابطالها بالغة الصغر لدرجة لا يمكن معها رؤيتها بالعين المجردة , وربما لم تكن موجودة اصلا , والمدهش ان ابطالها يبذلون الغالي والنفيس لانجازها ولذلك هم يعدونها من عظائم الاعمال ومعجزات التاريخ , والاكثر دهشة


في تلك الفترات ان يمسي مبررا ومعتادا ضياع الجميع في صمت ضحايا لها , ومع ذلك يبقي من اصعب صفاتها ان العذابات فيها قاسية للغاية بما لا يتناسب مع تفاهة "اللاشيء" الذي تذخر به.


وانا اعتقد ان تعاسة الانسان منا - نحن بني البشر - او سعادته يقع جزء كبير منها علي العصر الذي خلق فيه , فاذا كان الواحد منا مبدعا او مفكرا او حكيما سيصبح من المفيد ان يكون قد خلق في زمن مهم , لأنه في الازمان المهمة ينقب الناس عن المفكرين والموهوبين ليستفيدوا اعظم الاستفادة منهم ولكي يعطونهم حقهم من التقدير والاجلال , أما في الازمان غير المهمة فان الناس ينقبون عن المفكرين والمبدعين ليشبعوهم قتلا او سجنا وذلا وفقرا وتحقيرا وذلك لأن الحاكم المستبد يسعي جاهدا الي تجهيل وتغريب شعبه - كما بقول عبد الرحمن الكواكبي في طبائع الاستبداد.


اعذروني يا سادة .. لو قلت لكم انني اعتقد اننا كعرب نعيش في حقبة تاريخية تافهة من حقب "اللاشيء " وان كاتبا محترما للتاريخ سيقفز متجاوزا الخمسين عاما الماضية - مع ما يضاف اليها مستقبلا - دون ان يكتب حرفا واحدا عن العرب , وان كتب فلن يعرفها الا "بحقبة الانحطاط والاضمحلال العربي".


اعذروني لو قلت انها أزمنة ضحي العرب فيها بالعرب , من اجل استمرار "اللاشيء", هي فترة تآمر فيها العرب علي فلسطين حتي تأكدوا من ضياعها , مدينة مدينة , وحارة حارة , وراحوا بعد ذلك يقلبون المفاهيم فاطلقوا علي الخيانات دهاء الساسة والسياسات , واعتبروا التبلد والبرودة دبلوماسية , ولقبوا الهزائم بالتضحيات , وما الي ذلك , مع ان من يمتلك ولو ادني توثيق تاريخي سيدرك بلا ريب ان فلسطين قدمت قربانا لاستمرار ملوك فوق العروش .


وليت الامر انتهي , حيث استمروا في تقديم القرابين لغول لا يشبع , فما ان فرغوا من تقديم فلسطين حتي شرعوا في ذبح العراق وراحوا جميعا بكل جد واخلاص في تجفيف منابع الحياة لها طيلة 20 عاما - 13 للحصار و7 بعد الاحتلال - حتي سقطت حاضرة الرشيد قربانا جديدا عظيما من اجل استمرار البقاء علي تلك الكراسي.


ومن ضمن مسلسل القرابين الذي لايجيد ساسة العرب شيئا سوي الاستمرار فيه في ظل حقبة "اللاشيء" التافهة , الوقوف علي مشارف انفصال وتفتت السودان , والسعي لتقسيم اليمن السعيد الذي لم يكن سعيدا في تلك الحقبة.


قد يخالفني احدكم الرأي - ويطرح رؤية اخشي طرحها وان كنت لا استبعدها - بانها ليست ازمنة تافهة ولكنها علي النقيض هي شديدة الخطورة والاهمية , وانها بمثابة مفصليات في جسد التاريخ تتحكم في توجهه لينتصر لكل رذائلنا ونقائصنا ونصبح أمة مهددة حقا بالزوال والانقراض كامم كثيرة خلت من قبلنا.


بصراحة صارت الاخطار والمؤامرات المحدقة بالامة العربية لا تعد ولا تحصي ولأن تيار المقاومة ينحسر فموجة العدوان الخارجي تزداد شراسة والنظم - او اللانظم - الرسمية تزداد انبطاحا وتنازلا لدرجة جعلتها مجردة من كل امكانية للمساومة علي التنازل.


لقد صرنا امة مهددة في كل شيء بدءا من الثقافة الي الاقتصاد مرورا باالادارة واالقوة , امة تفتقد لكل مقومات البقاء والاستمرار.


ومهما كانت تلك الحقبة التاريخية شديدة الاهمبة اواللأهمبة الا انها قطعا حقبة غير معتادة , استعمرت فيها بلادنا عسكريا وقاومت وتحررت ثم عاد الاستعمار الينا عبر وكلائه من بني جلدتنا والاقطار التي خلت من الوكلاء استعمرت عسكريا , لدرجة صار فيها الحكم مرادفا للانبطاح والموالاة لامريكا وربما اسرائيل.


albaas10@gmail.com


albaas.maktoobblog.com