رد ساحق وموثق على كل من يتطاول على حقوق العراق
تحية طيبة لكل القراء الأعزاء ،،، في هذه الأيام الحزينة، قام المالكي ومن يؤيدهُ ببيع جُزء عــزيز جداً من أرض العراق، إنها أم قصر ،،، ثغر العراق الباسم،،،
لم أستغرب تصرف المالكي ولا تصرفات من يحكم العراق اليوم لأنهم جاؤوا من لا شيء ... وهم في قرارة أنفسهم يعرفون بأن وجودهم مَـرهون بمن جاء بهم الى كراسي الحكم ... ولهذا فهم مجرد أدوات يتم تحريكها حسب ما يرتأي صاحب القرار الرئيسي، ويا ليتهم كانوا أدوات خــير! بل هم أدوات شــــر شديد،،،
فنراهم يتنازلون عن أي شيء في سبيل البقاء على كرسي الحكم الفاسد خاصة اذا لم يكونوا يملكون هذا الشيء ،،، مثل أم قصر .... وهكذا تتناقص مساحة العراق ومن أهم أجزاء العراق!!
المقالة أدناه نشرتها قبل سنتين وبسبب ما يفعله المالكي من بيعٍ لأراضي عراقية أصيلة فسوف أعيد نشر هذه المقالة لكي أؤكد لكل مَن باعــوا أراضي العراق التي ليست لهم بأنهُ سيأتي يوم وتعود فيهِ هذه الحقوق الى أهلها،،، الى مَن يُحب تلك الأراضي ،،، اليوم يتوجب عليَّ أن أقول مبروك لكل مَن سيعيد إنتخاب أحزاب الشر الحاكمة في عراق اليوم،،،
لقد تلاقت اسباب عديدة (وجيهة ومنطقية) للكتاب العراقيين للقيام بغضبة وطنية للدفاع عن العراق الجريح، العراق العظيم الذي أحتلته أقوى دولة بالعالم مسنودة بأرقى التقنيات الحديثة بالاسلحة وبأسلحة دمار شامل تم أستخدامها فعليا على ارض العراق، ولولا هذه القوة الرهيبة، التي سقط أمامها الاتحاد السوفييتي السابق، لما تم إحتلال العراق ولا تم الإنتقاص من أبنائهِ ولا تم بيع أراضيه ...
على كل عراقي شريف أن يقدم كل جهده لتثبيت الحق العراقي بالتراب العراقي!!
هذه المقالة هي عبارة عن معلومات مؤكدة وموثقة من شاهد عيان، حــــي والحمد لله،
عراقي أصيل، شامخ أبت كرامته الا أن يدافع عن وطنه المُثخن بالطعنات ممن يسمون أنفسهم عراقيين،
هذه المقالة ستُسبب إحراجاً كبيرا للعديد من الناس ومن ضمنهم من يحكمون دويلة الكويت اليوم، لأنها تتحدث عن أحداث حقيقية فعلية والشهود الذين عايشوا هذه الأحداث مازالوا يتنفسون ومن ضمنهم أمير الكويت الحالي والذي تحدث وجهاً لوجه مع شاهد العيان العراقي في عام 1988.....!!!
الاساس الذي أريد التأكيد عليه هو: أننا كعراقيين ((شُرفاء)) كل شيء ممكن أن يحدث بيننا، نختلف، نتواجه، نتصادم، لكن أن يمس العراق شيء فهذا ما لن نسكت عنه،
لأول مرة بعد 23 عاما ننفرد بنشر الاسباب والدوافع الحقيقية التي أجبرت (الرئيس صدام حسين) بإتخاذ قرار إستعادة الكويت في عام 1990!!! ومن هي أول جهة إقترحت على الرئيس (صدام حسين) طرد الكويتيين ما بين سفوان والمطلاع بالقوة المسلحة !!!
وكيف تغير الرأي إلى إحتلال الكويت كلها،،،
سأترككم أخواني مع ما كتبه شاهد العيان وسوف أعلق على المعلومات بنهاية المقال:
الكويت
أستعراض تأريخي:
في 19 حزيران 1961، أعُـلنتْ إمارة الكويت دويلتها بدون موافقة الدولة العراقية، مما سبّبَ قيام رئيس وزراء العراق في ذلك الوقت (عبد الكريم قاسم) في تشرين أول 1961 بتحشيد قوة من الجيش العراقي شمال تلول المطلاع بستة كيلومترات لكونها أرض عراقية، وأعلن بأن الكويت قضاء تابع الى لواء البصرة ،،،إستنجد شيخ إمارة الكويت آنذاك (عبد ألله السالم الصباح) بجامعة الدول العربية و بريطانيا لإرسال قوة لحماية الكويت، وفعلا وصلت وحدات عسكرية من بريطانيا و مصر و السعودية والاردن و السودان و تونس، وإنتشرت مقابل الجيش العراقي و قامت بتسيير الدوريات الآلية العسكرية للفصل بين الجيش العراقي و بين الاراضي الكويتية في تلول المطلاع ،،،
في 8 شباط 1963 حصل الانقلاب على (عـبد الكريم قاسم) وعلى النظام القائم آنذاك، وكانت الكويت أول من قدّمَ التهاني على حدوث الانقلاب نكاية بــ(عـبد الكريم قاسم)،،،
وفي شهر العاشر (تشرين أول) من نفس العام 1963، زارَ العراق وفد من حكومة الكويت لتقديم التهاني بنجاح الانقلاب وكان الوفد يتكون من الشخصيات التالية:
صباح السالم الصباح: ولي العهد و رئيس الوزراء
سعد العبد الله السالم: وزير الداخلية و وزير الخارجية وكالة
السيد خليفة خالد الغنيم: وزير التجارة
السفير عبد الرحمن سالم العتيقي: وكيل وزارة الخارجية
وفي يوم 4 تشرين أول 1963 تم عقد أتفاق بين الحكومتين العراقية (الجديدة) والكويتية، وكان هذا الاتفاق برعاية بريطانية وبأشتراك من جامعة الدول العربية، ونص الاتفاق على الآتي:
يقوم الجانب العراقي بما يلي:
قيام العراق بالاعتراف بدويلة الكويت بحدودها في "المطلاع".
سحب الجيش العراقي من مناطق تحشّدهُ في تلول المطلاع.
أن يعتبر خط الدوريات المُـشتركة [أي آثـــر عجلات الدوريات] هي الحدود بين العراق والكويت.
في المقابل، يقوم الجانب الكويتي بدفع مبلغ قدرهُ ثلاثون مليون دينار كويتي للحكومة العراقية (!!!)،
من المؤكد أنه قد تم تسجيل المبلغ في السجلات المالية الكويتية على أنه (قرض إنمائي للعراق!!!) وكذلك في المؤسسات المالية الدولية،،، وتم استلام المبلغ بدفعتين، كانت الدفعة الثانية منه يوم 10 تشرين أول 1964،
هنا يجب أن نتسائل: اذا كان هذا المبلغ هو (قرض إنمائي) فلماذا لم تـُطالب بهِ الكويت من سنة 1964 لحد يومنا هذا؟!
الجواب: لان ذلك المبلغ كان في الواقع (ثمن) دُفِعَ للثوار نتيجة توقيعهم على الإتفاقية أعلاه الخاصة بالحدود بين البلدين، علماً أن الخزينة العراقية كانت خاوية في ذلك الوقت ..!! وكان المستوى المعاشي للقادة الثوار سيء جداً،،،
الشخصيات من الجانب العراقي اللذين وقعوا الاتفاق كانوا كـُـلَ مِن:
اللواء أحمد حسن البكر: رئيس الوزراء
الفريق الركن صالح مهدي عماش: وزير الدفاع و وزير الخارجية وكالة
الدكتور محمود محمد الحمصي: وزير التجارة
السيد محمد كيارة: وكيل وزارة الخارجية
كانت نتيجة الإتفاق أنه فعلا تم سحب الجيش العراقي إلى قواعدهِ الثابتة،
في آذار 1965، وبعد إطمئنان الكويتين من الحكومة العراقية لإستلامها مبلغ (القرض الإنمائي) !! وإنسحاب قطعات الجيش العراقي الى المعسكرات البعيدة في داخل الأراضي العراقية!! خـــلا الجو للكويتيين، وباشرت الكويت بتسوية آثار خط الدوريات المُشترك (والذي تم الإتفاق عليه) بالقرب من المطلاع وإستحداث خط بديلاً عنهُ وذلك بتسيير عدد كبير من عجلات الشوفرليت البيكب ذهابا وإيابا ما بين الساحل المُطل على (جزيرة بوبيان العراقية) والواقع في منطقة الصابرية وشرقاً بإتجاه منطقة أم المدافع، هذا الخط الجديد يبعد عن خط الدوريات المُشترك الرئيسي بعمق 45 كم داخل الاراضي العراقية وبجبهه 90 كم، وبعملية السطو هذه سيطر الكويتين على بحيرة نفطية عراقية هائلة الحجم أنشأؤا فيها آبار نفطية سموها بحقول الروضتين والصابرية والبحرة و أم العيش وقاموا [وما زالوا] بسحب نفطنا العراقي منها وسيستمرون لأنهُ لا يوجد اليوم من ضمن القادة الجدد للعراق (شخص شريف) قادر على إيقافهم،،،
في أيلول 1967 قامت الكويت بإحتلال مخفر الصامتة الحدودي والمُطل على الخليج العربي وإحتلال جزيرتي وربة وبوبيان العائدة للعراق لتضييق الخناق على تجارة العراق وحرمانه من أن يكون من دول الخليج العربي،،،
وفي شباط 1973 شرع الكويتيين في بناء مخفر (أم نكا) داخل الاراضي العراقية ما بين سفوان وأم قصر، إلا أن الحكومة العراقية بقيادة حزب البعث في ذلك الوقت أجبرتهم على التوقف عند حدهم وعدم إكمال بناء المخفر، وتم توقيع إتفاق بين الطرفين حول هذا الموضوع، حيثُ حصل إعتراف كويتي رسمي بأن مخفر (أم نكا) يقع داخل الاراضي العراقية وذلك بمحضر موقّع من قبل وزيري داخلية البلدين في ذلك الوقت السيد (عــزت أبراهيم الدوري) و الشيخ (سعد العبد ألله)،
في شهر أيار 1982، كانت المعارك مع العدو الإيراني على أشدها في مدينة المُحمّرة، وإستغل هذا الظرف (جابر الاحمد الصباح) أمير الكويت في ذلك الوقت وإتصل هاتفياً بـ(الرئيس صدام حسين) مُقترحاً عليهِ زج (اللواء السادس - قوات حدود/ عراقي) في معركة المحمرة والذي كان مُنتشراً مُقابل الحدود العراقية ــ الكويتية، لاسناد إخوانهم في الجيش العراقي !!! مع قيام الكويت بدعم المعركة بالمال والسلاح والعتاد، وقيام القوات الامنية الكويتية بحماية الحدود بدلا عن (اللواء السادس - قوات حدود/ عراقي) (!!!)
وفعلا حصلت موافقة على هذا المقترح (!!!) وصدرَ أمر حركة اللواء إلى الجبهة في المحمرة، وطبعا كان هذا المُقترح (مصيدة) وقعَ فيها (الرئيس صدام حسين)، لأن القوات الكويتية، وبعد مغادرة لواء الحدود العراقي المذكور، قامت بالتقدم داخل الاراضي العراقية بعمق 25 كم وبجبهه طولها 80 كم ما بين مخفر (أم قصر) وبإتجاه (جبل سنام وغرب الجبل) بمسافة 40 كم و قيامهم بإستحداث خط دوريات مشترك جديد، في إصرار شديد على توسيع خارطة الكويت عن طريق قضم الأراضي العراقية! في تصرف يدلل على عقلية قـُـطاع الطرق و السلابة التي تتصف بها العائلة الحاكمة في الكويت!!
في عام 1986 تعرّض (شيخ الكويت جابرالاحمد الصباح) لمحاولة إغتيال كانت بأمر من المخابرات الايرانية ونفذها أعضاء في حزب الدعوة الذي يحكم العراق اليوم!!
وإتصل حينها (شيخ الكويت جابرالاحمد الصباح) بـ(الرئيس صدام حسين) وتوسّل إليهِ لكي يأخذ بثأرهِ!! وتعهّدَ بإستعدادهِ لدعم المعركة بالمال والسلاح وبدون حدود، فقام (الرئيس صدام حسين) بتلبية طلبهِ (وكأننا في مجلس فصل عشائري!!) وأعلنَ معركة (يوم الكويت) حيثُ فـُتحت نيران الاسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة للقوات البرية العراقية على طول جبهات القتال، وتم إستخدام صواريخ أرض-أرض، والطائرات القاصفة وأسلحة القوة البحرية لمدة 24 ساعة!!!!!!
وكان رد فعل الجانب الايراني أقسى منهُ، حيثُ تعرّضت العاصمة الحبيبة بغداد الى العديد من الصواريخ (أرض- أرض) الروسية الصنع مُـتسببة بحالة هلع شديد بين السكان المدنيين، وتكبد الجانبين خسائر بشرية كبيرة بين عسكري ومدني وشهيد ومعوق وجريح وتدمير أغلب المنشآت الحيوية للطرفين كل ذلك من أجل ماذا؟ (عيون جابر الاحمد الصباح)!!!
الدوافع التي لايعرفها (95%) من العراقيين لإحتلال الكويت
في 4 تموز 1988 قام (وزير الداخلية في ذلك الوقت الأستاذ سمير الشيخلي) بتكليف المستشار العسكري للوزارة في ذلك الوقت (المقدم غازي خضر الياس) بمهمة زيارة كافة المخافر الحدودية العراقية (ماعدا إيران) والمُقابلة لسوريا والاردن والسعودية والكويت، لتقديم تقرير مُفصّل عن إحتياجات هذهِ المخافر مع تقرير إستخباري مصوّر ومـُــفصّل عن متغيرات الوضع الحدودي...
في 20 تموز 1988 عادَ المستشار العسكري من مهمتهِ وقدم تقريره للوزير، وكانت المفاجئة الكبرى والصادمة على الحدود الكويتية،
حيثُ تم تقديم صور فوتوغرافية توضّح قيام الجانب الكويتي بإنشاء ساتر ترابي بإرتفاع 4 أمتار ما بين (أم قصر) مرورا (بجبل سنام) وغربا بمسافة 40 كم تقريبا!!!!!!!!!!
كما وأنشأؤا 9 آبار نفطية مائلة خلف الساتر لسرقة وسحب النفط من بحيرة (الرميلة الجنوبية العراقية)، وقيامهم بإكمال بناء مخفر (أم نكا) الذي تم الاتفاق على عدم إكمال بنائه في إتفاقية عام 1973 لكونهِ في الارض العراقية!!! وتم رفع العلم الكويتي عليهِ ويشغلهُ عدداً من شرطة الحدود الكويتية في تصرف لا يصدر الا من قُطاع طرق ولصوص وقحون!!!
كما وقدّمَ المستشار أيضا بعض المعلومات الخطيرة التي تـُشير الى:
"إيقاف الكويت تصدير النفط من آبارها الواقعة في جنوب الكويت من حقول البرقان والمناقيش وأم قدير وعريفجان وأم حجول والوفرة"، وذلك للإحتفاظ بنفطهم كخزين إستراتيجي بعيد المدى، وإعتماد دويلتهم على واردات النفط العراقي (((المسروق من الرميلة))) منذُ عام 1982 ولحد الآن ولا زالوا مستمرين بذلك لكون تدفق النفط في الرميلة العراقية سيستمر إلى ما بعد عام 2085 (!!!)
في 22 تموز 1988، رفعت وزارة الداخلية تقريراً إلى (الرئيس صدام حسين) مُعزّزا بالصور وشفافات الخرائط يوضح ما قامت به الكويت من تجاوزات [سطو]، ولغرض الحد من زحفهم إقترحت الوزارة إستحداث سبعة مخافر حدودية مؤقتة بمحاذات الساتر الكويتي لإيقاف قضمهم للإراضي العراقية مع نقل فوج مشاة من اللواء الاول حدود المكلف بمسك الحدود السورية في قاطع نينوى إلى حدود البصرة لإشغال المخافر المؤقتة وبالسرعة القصوى وإسكانهم بالخيم والكرفانات مقابل الساتر الترابي الكويتي،
وبعد يومين فقط في أي في 24 تموز 1988 حصلت موافقة (الرئيس صدام حسين) على تنفيذ ذلك فورا وحسب الاحداثيات المُقترحة من قبل وزارة الداخلية،،،
وبعد ثلاثة أيام فقط اي في 27 تموز 1988 تم تنفيذ الامر وشُكلت المخافر الحدودية الوقتية في إحداثياتها وأُشغلت من قبل جنود الحدود ونُسّبَ (العقيد الحقوقي هادي حميد الشمري) مديرا لحدود البصرة،،،
وبعد أربعة أيام فقط !!!!!! وفي صباح 31 تموز 1988 حضرَ وزير خارجية الكويت في ذلك الوقت (صباح الاحمد أمير الكويت الحالي) الى بغداد، وقابل (الرئيس صدام حسين) بحضور (وزير الخارجية الاستاذ طارق عزيز)، وقـــدمَ (شكوى الكويت!!!!) حول "قيام الداخلية العراقية ومستشارها العسكري بإستحداث مخافر عراقية داخل الاراضي الكويتية" !!!!! فضحكَ (الرئيس صدام حسين) بإستهزاء بسبب كذبهِ ونذالتهِ وأمر بإجراء لقاء في نفس اليوم بين (صباح الاحمد) ومرافقيه وهم كل من: (العميد محمود القبندي) و(العقيد فالح الحميدي) وبين (وزير الداخلية سمير الشيخلي) ومستشاره العسكري (المقدم غازي خضر الياس) وبحضور (وزير الخارجية الأستاذ طارق عزيز)،
في مساء 31 تموز 1988 حصل أللقاء .. فبعد الترحيب والمديح المتبادل بين الوزراء ... دخلَ الجميع بالموضوع ودارَ الحديث كما يلي:
صباح الاحمد : يوبه أبو سمرة هذا هذا هذا مستشارك العسكري جاب كرفانات وخيم وجنود وحطهم داخل أراضي الكويت !! تقبل؟
سمير الشيخلي: أرجوك إترك هسه مستشاري العسكري ... وأسألك سؤال وأريدك تجاوبني بكل صراحة وصدق؟
صباح الأحمد: تفضل!
سمير الشيخلي : في عام 1973 ألم يتم الاتفاق والتوقيع من قبل (الشيخ سعد العبد الله) و (السيد عزت الدوري) حول عدم قيامكم بإكمال بناء مخفر (أم نكا)؟
صباح الاحمد : نعم تم التوقيع على ذلك لكونه في الاراضي العراقية ولا زالت أساساته فقط!
سمير الشيخلي : إذا لماذا ألآن أكملتم بنائه ورفعتم عليه علمكم ويشغله عدد من شرطة الحدود؟
صباح الاحمد : الذي قال لك أن المخفر تم بناؤه ومشغول ... فهو يكذب عليك !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
حينها ، تغيرت ملامح (وزير الداخلية سمير الشيخلي) وتغيرت بشرة وجههِ من الاسمر الغامق إلى الأحمر القاني وبدى الشرار يخرج من عينيهِ كألأسد الجامح الذي يروم إفتراس ثعلب جبان مكار وكاد أن يقفز عليه .. إلا أنه إستغفر ربه وأجاب على صلافة (صباح الاحمد):
سمير الشيخلي : لم يـُخلق بعد الذي يكذب على سمير الشيخلي، بأم عيناي رأيت المخفر والعلم مرفوع عليه وألله يفكسهما إن كان كلامي هذا كذبا؟
فتملك صباح الاحمد رهبة و رعب من صراخ (وزير الداخلية سمير الشيخلي) بوجهه وتعدّل على كرسيه لكونهِ إنحرف في جلوسه للحظات وقال بصوت خافت كالجبناء الرعاديد
صباح الاحمد : لا يوبه سلامة عيونك أخووي وسوف أتاكد من ذلك، وسوف أهدم المخفر بهاي إيدي بس لا تزعل علينه؟
ثم تدارك خوفهُ وجبنهُ ودعى ضباطهِ بعرض خارطتهم لبيان "التجاوز العراقي المزعوم" الذي حصل على حدودهم !!! فنهضَ الجميع ووقفوا حول منضدة مستديرة تتوسط غرفة الإجتماع، فبسطَ (العميد محمود القبندي) الخارطة وقال للمستشار العسكري لوزارة الداخلية العراقية (المقدم غازي خضر الياس):
أليست هذهِ الرموز المؤشرة على الاحداثيات هي مخافركم الجديدة؟
فدققها المستشار العسكري لوزارة الداخلية العراقية بنظرة سريعة ولاحظ رسم خط الدوريات المشترك شمالها!!! فما كان منه إلا أن أخرجَ قلم تأشير أحمر اللون من ذراعهِ الايسر وقال:
نعم إن جميع الإحداثيات صحيحة، إلا أن خط الدوريات المشترك خطأ
وبدأ يرسم خط الدوريات الصحيح بقلمه الاحمر الذي يبدأ من ساحل الخليج في منطقة كاظمة مرورا بالمطلاع وغربا بإتجاه منطقة الأبرق وقالَ وهو يرسم الخط :
هذا هو خط الدوريات المشترك أيام الزعيم عبد الكريم قاسم ....
فثارت حفيظة صباح الاحمد عند سماعه إسم ألزعيم، وبرعونة وحقد ضربَ بكفهِ وبقوة الخارطة والمنضدة وأفزع جميع الواقفين وقال:
لا إتجيب إسم هذا المنبوش !!!!!
فما كان من المستشار العسكري لوزارة الداخلية العراقية سوى أن أجابه فورا:
ألله يرحمة كان رئيسنا
ثم أدار (صباح الاحمق) ظهره للواقفين وتوجه إلى مقعده وهو يقول :
أنا لا أستطيع أن أتفاهم معكم ...
ثم وجه كلامه إلى (وزير الداخلية سمير الشيخلي) بعد أن جلس الجميع وقال :
إني أدعوك يا أستاذ سمير بالحضور إلى الكويت للتباحث مع وزير الداخلية (الشيخ سالم صباح السالم) لكون المشكلة من إختصاصهِ
في 1 آب 1988 رفع (وزير الداخلية سمير الشيخلي) تقريرا إلى (الرئيس صدام حسين) يتضمن ما جرى في اللقاء من حديث ونقاش وملابسات وبالتفصيل الممل،،،
في 4 آب 1988 حصلت موافقة (الرئيس صدام حسين) على قيام وزير الداخلية بزيارة الكويت مع لجنة عليا إختصاصية لإفهام حكومتهم بضخامة تجاوزاتهم على الاراضي العراقية وسرقتهم لنفط الشعب العراقي من حقول الرميلة الجنوبية، وعلى أن تضم أللجنة كل من:
الاستاذ محمد الحديثي: المستشار القانوني لوزارة الداخلية
العميد طارق عبد لفتة: مدير مكتب وزير الداخلية
العقيد الحقوقي هادي حميد الشمري: مدير حدود البصرة
المقدم غازي خضر الياس: المستشار العسكري لوزارة الداخلية
في 6 آب 1988 وصل الوفد إلى الكويت وجرت في نفس اليوم زيارة بروتوكولية إلى أميرها (جابر الاحمد) و ولي العهد (سعد العبد الله) ولم يتطرق الوفد معهم بالحديث في أي موضوع، وفي المساء كانت هناك دعوة عشاء في دار ومضيف (وزير الداخلية الكويتي سالم صباح السالم) وحضر مع الوفد العراقي سعادة (السفير العراقي الاستاذ عاصم يعقوب) والقنصل (الاستاذ محمود الدفاعي)، ومن الجانب الكويتي 4 من وزرائهم وعدد من مسؤولي دويلتهم مع العديد من قادة وزارة الداخلية
في 7 آب 1988 بدأ الإجتماع من الساعة العاشرة صباحا وحتى التاسعة مساءاً تخللها فترات إستراحة لتناول الطعام ومن أهم ما تمخض عنه الإجتماع هو:
العناد والكذب والدجل والمكر و التهرّب من الاجابة والتمويه !!!!
ومنها عندما قال (الأستاذ سمير الشيخلي): إن احداثيات خط الدوريات المشترك التي أشّرها المستشار العسكري الآن على الخارطة لا تصدقون بها، فأقترح مفاتحة الجامعة العربية لتزويدنا بها من أرشيف وزارات الدفاع في مصر والسعودية والاردن وتونس والسودان، لكونهم تعايشوا في المنطقة وأخرجوا دورياتهم لأكثر من سنتين!
فأجابه (سالم صباح السالم): يا أخي سمير نحن نستطيع أن ندفع لرئيس الجامعة العربية والدول العربية التي ذكرتها 30 مليون دينار كويتي لكل منهم كهدية ليقدموا لنا إحداثيات الخط بالقرب من مدينة البصرة !!! وضحك بصوت عالي وهستيري. [وكان يقصد طبعاً المبلغ الذي تم دفعهُ لثوار 1963 بعد إسقاطهم لنظام حكم عبد الكريم قاسم].
سمير الشيخلي : طيب نذكركم بحادثة لا تنسى وهي عندما إستطاع جندي عراقي بمفرده وببندقيته ألسيمنوف أن يأسر دورية بريطانية تستقل عجلة مدرعة نوع صلاح الدين مع طاقمها المكون من 6 جنود قرب المطلاع وداخل الاراضي العراقية وإحداثيات مكان الأسر مثبت لدينا ولدى أرشيف وزارتي الدفاع والخارجية البريطانية!
سالم صباح السالم : صحيح وأتذكرها ولا ننسى بطولات الجيش العراقي في حروب التحرير في فلسطين ومنعوا سقوط دمشق عام 1973 وهم ألآن حماة البوابة الشرقية للوطن العربي ويحاربون ويضحون بأرواحهم لحماية دول الخليج وووو ... [وتهرب من الجواب على إحداثيات مكان أسر الجنود البريطانيين]!!
هنا تحدث المستشار العسكري لوزارة الداخلية العراقية
المستشار العسكري : معالي الوزير .. الكويت إعترفت بوثائق رسمية وإعلامية وبتصريحات كبار مسؤوليها منذ عام 1961 ولحد الآن بأن (الزعيم عبد الكريم قاسم) قام بتحشيد الجيش العراقي على تلول المطلاع وينوي إحتلال الكويت وجعلها قضاء تابع للواء البصرة ... ولم يُتهم الزعيم من قبلكم أو من قبل أية جهة بأنه دخل في ألأراضي الكويتية ولو مترا واحدا!!!! أي أن الحدود العراقية الكويتية كانت عام 1961 في المطلاع !!! فكيف وصلت الآن إلى شمال المطلاع بـــــــ90 كم؟؟؟؟؟؟
لم يستطع (سالم صباح السالم) من الرد على هذا السؤال المُقنع والمُحرج وتغيرت ملامح وجههِ وتلافى الموقف بنهوضه وتوجيه الدعوة للجميع لتناول طعام الغداء
في 8 آب 1988 قام الوفد العراقي بجولة إستطلاع مع وزير الداخلية الكويتي ومجموعة كبيرة من قادة ومسؤولي وزارته ما بين أم قصر والعبدلي ... وكانت مهزلة المهازل لما تضمنتها من أكاذيب ودجل وخبث ومراوغة وحقد وإمتناعه وبعصبية من التقرّب من الآبار التي تـُشاهد وهي طبعا الآبار النفطية المائلة التي تسرق نفط الرميلة الجنوبي، وأدعى إنها آبار مياه إرتوازية!!! حينها قام (وزير الداخلية سمير الشيخلي) بنعتهِ بكلمات مسموعة لا نستطيع من ذكرها للقراء ولكنها تــُقال في منطقة باب الشيخ والفضل في بغداد عند فقدان الاعصاب!!!!!
المقترح التاريخي القانوني الشرعي الصحيح
يوم 9 آب 1988 عاد الوفد إلى بغداد وتم إعداد تقريرا مفصلاً للـ(الرئيس صدام حسين) عما جرى وبالتفصيل ويوضح تعنّد الجانب الكويتي بالإعتراف بتجاوزاتهم المستمرة على الأراضي العراقية وسرقة نفطه من الرميلة الجنوبي وعدم جدوى ألإجتماعات الدبلوماسية أوالإختصاصية معهم ، وفي نهاية التقرير كان المقترح الآتي:
ألأراضي العراقية المتجاوز عليها ما بين المطلاع وسفوان يجب أن تسترجع بالقوة العسكرية ... أو ما يراه سيادتكم
يوم 20 آب 1988 وجه (الرئيس صدام حسين) شكرهُ وتقديرهُ لرئيس الوفد وأعضاء للجنة على ما قاموا به وقرر الآتي:
تأييد الرأي المقترح والترّيث في الوقت الحاضر
في كانون الأول 1988 طالبت الكويت بتسديد كافة ديونها جراء دعمها للمعركة ما بين العراق وإيران!!!!! مما أثار هذا الطلب غـضب (الرئيس صدام حسين) لكونهُ يعلم أن نصف ميزانية الكويت هي من واردات النفط المسروق من بحيرة الرميلة العراقية،،،
في حزيران 1990 حشّد (الرئيس صدام حسين) بعض الوحدات المدرعة والآلية من قوات الحرس الجمهوري ما بين أم قصر وجبل سنام لغرض طرد الكويتيين من الأراضي العراقية وإبعادهم إلى حدودهم في المطلاع وهذا طبعاً كان رأي اللجنة الإختصاصية التي زارت الكويت في عام 1988،
في 25 تموز 1990، قابلت السفيرة الامريكية في العراق (أبريل كريسبي) (الرئيس صدام حسين) وأبلغها: [بأن العراقيين قرروا أن يبعدوا أولاد عمّهم الكويتيين إلى حدودهم ألأصلية في المطلاع لتجاوزاتهم المتكررة ولسرقتهم نفط الشعب العراقي]!!!! فلم تـُبدي السفيرة أي إعتراض على هذا الموضوع وقالت: [إنه حقكم القانوني وهم عرب إخوانكم و ليس لنا دخل في مثل هذا الموضوع]
القرار التاريخي الخاطئ
في 31 تموز 1990 فشل ألإجتماع الثلاثي في المملكة العربية السعودية وكان الوفد العراقي برئاسة نائب رئيس مجلس قيادة الثورة (عزت الدوري) والكويتي برئاسة ولي العهد الكويتي (سعد العبد الله)، حيثُ قامَ (سعد العبد الله) بشتم وإهانة النساء العراقيات بعد المُشادة الكلامية بينه وبين (عزت الدوري)،
عاد الوفد في نفس اليوم وإجتمع مع (الرئيس صدام حسين) وأبلغوه بما قاله (سعد العبد الله) مما أثار أعصاب وغـضب (الرئيس صدام حسين)، وفي نفس اليوم إجتمع (الرئيس صدام حسين) مع مجموعة من صانعوا القرار السياسي العراقي، ولم يكن فيهم أي عسكري إختصاصي محترف!! وهم كل من (الفريق أول الركن عزت الدوري) بمنصب نائب القائد العام للقوات المسلحة و(الفريق أول الركن علي حسن المجيد) و (الفريق أول الركن حسين كامل) و(الفريق قصي صدام حسين) قائد الحرس الجمهوري، فزادوا الطين بلة و أبدوا إستعداد الحرس الجمهوري المتواجد على الحدود من إحتلال كل الكويت بدلاً من الوصول فقط إلى خط الدوريات المشترك في المطلاع والذي وافقت عليه الحكومة الامريكية بلسان سفيرتها والمعروف دولياً ،،،
إن هذه هي الحقيقة الصادقة، وكان علينا نشرها حيثُ لم تكن هنالك أية جهه دولية ورّطت (الرئيس صدام حسين) بدخول وإحتلال الكويت كما يكررها المحللين السياسيين و غيرهم لكون (الرئيس صدام حسين) في تلك الفترة كان بطلاً قومياً ودولياً بعد نهاية الحرب مع إيرا
نحن نُحمّل المسؤولية الكبرى في إتخاذ قرار إحتلال الكويت على عاتق (سعد العبد الله) أولاً لرعونته في الإجتماع وعلى اللذين إجتمعوا مع الرئيس في 31 تموز 1990 لكونهم يجهلون الثوابت الإستراتيجية والعسكرية والدبلوماسية والإعراف الدولية ثانياً وعلى (الرئيس صدام حسين) لكونهِ إعتمدَ على أقربائهِ فقط وإتخذ قراراً خطيراً وهو في حالة غـضب ثالثاً !!!!!
وأخيرا
نودُ أن نطمئن الشعب العراقي بأن جميع الوثائق والإتفاقات والمحاضر والخرائط وغيرها المتعلقة بالكويت محفوظة الآن في مكان أمين ومصّور في مكان آخر، حيثُ قام إثنان من أبطال وزارة الداخلية السابقين بنقلها خارج الوزارة بعد يوم 10 نيسان 2003 وقبلَ دقائق من وصول الامريكان مع أدلائِهم من ضباط المخابرات الكويتية إليها لغرض حرقها وإتلاف محتواها
ونقول لحكومة الكويت .. أسرعوا في إنشاء ميناء مبارك وجهزوهُ بأحدث المعدات والمكائن والرافعات، لكونهِ في أراضينا ويُمول من واردات نفطنا من الرميلة وسيؤول للعراقيين، ونعاهدكم بأننا سوفَ نبقي على إسمه (مبارك) ولكننا سوف نُــضيف قبلهُ كلمة (رمضان) ليصبح إسمه الكامل ... (((ميناء رمضان مبارك العراقي)))
لقد ولدَ القائد العراقي الشهم وسوف يقودُ الوطن عاجلاً أم آجلاً ولن يحتاج إلى تسليح الجيش العراقي بأسلحة متطورة لاستخدامها ضدكم، بل سوفَ يسمح لأبناء عشائر العراق كلهِ أن يتقدموا سيراً على الاقدام لدحر فلولكم التي تحتل الاراضي العراقية وإرجاعكم إلى حدودكم في المطلاع ، مستخدمين أسلحتهم الشخصية والصيدية فقط والخاصة بصيد الثعالب والارانب لكونكم مكارين وغدارين كالثعالب وجبناء كالارانب
نحن ألآن بإنتظار القائد العراقي الشهم الذي سيستعيد كل الاراضي العراقية المسلوبة
وإن غدا لناظره لقريب ......... ومن ألله التوفيق
المقالة ملحقة بصور توضيحية ملونة للزيارة التي أجرتها لجنة وزارة الداخلية للكويت في 6 آب 1988 وهي كما يلي:
الصورة رقم (1): أثناء دخول اللجنة إلى قصر المؤتمرات للمباشرة بالاجتماع
الصورة رقم (2): وصف ومشاهدة قاعات قصر المؤتمرات
الصورة رقم (3): وزير الداخلية سالم صباح السالم وهو يصف داره من الخارج
الصورة رقم (4): مضيف أو ديوانية دار وزير الداخلية الكويتي
الصورة رقم (5): في الاجتماعات وهم من اليمين:
العقيد الحقوقي (هادي حميد الشمري) مدير حدود البصرة
المقدم (غازي خضر الياس) المستشار العسكري لوزارة الداخلية
الاستاذ (سمير محمد عبد الوهاب الشيخلي) وزير الداخلية
الاستاذ (محمد الحديثي) المستشار القانوني للوزارة
العميد (طارق عبد لفتة) مدير مكتب الوزير
أنتهى حديث شاهد العيان
تعليق الكاتب رافــــد العزاوي:
إخواني القراء، كما أخبرتكم أن هذه المقالة قد نشرتها في 11/8/2011 وكان وقتها في شهر رمضان المبارك؛ أحب أن أقول أنه بعد مرور سنتين من نشر هذه المقالة فأنني أرى أن حقوق العراق يتم بيعها برخص التراب لرموز السلطة الفاسدة الحاكمة في بغداد اليوم، فقد رأينا العديد من الوفود تذهب للكويت، وسمعنا عن العديد من الرشاوي التي دفعها السفير الكويتي في المنطقة الخضراء لشراء مواقف مساندة لأخطر عصابة تسليب عربية على وجه الأرض،،،
إن هذه المعلومات الجديدة التي ظهرت والمدعومة بصور و وثائق و(شاهد عيان) رزقه الله الصحة والعافية، تُعطينا بعض الامور التي يجب أن نقف عندها وكما يلي:
انا كشخص لم يكن مكان عملي قريب من جبهات القتال، ولم اطلع يوما على معلومات بمثل هذه الدقة، لكنني سمعتُ أحاديث قريبة من مثل هذهِ المعلومات من بعض ضباط جيشنا الباسل في الثمانينيات أيام الحرب العراقية الايرانية من اللذين كان مكان عملهم في البصرة الشمّاء، وبالذات من رئيس لجنة ترسيم الحدود العراقية - السعودية، حيثُ أكد هذا الرجل الشجاع أن ترسيم الحدود بين العراق والسعودية لم تحدث به ولا مشكلة واحدة، في حين إن الكويت كانت تُمانع دائماً في موضوع ترسيم الحدود بصورة رسمية!!
انني هنا أود الاشارة الى المهنية العالية والاحتراف الممتاز لرجال وزارة الداخلية في ذلك الوقت ونلاحظ أنه بعد أكتشاف المستشار العسكري للوزارة لهذا التجاوز الرهيب فاننا نرى تسلسل الاحداث الزمني سريع جدا ولا يوجد بين امر وآخر الا ساعات وهنا نحن مُجبرين أن نؤدي تحية الإحترام الى أؤلئك الرجال الرجال اللذين رضعوا حب العراق من أمهاتهم العراقيات الاصيلات.
اذا هناك حقيقة أكيدة بالموضوع وهي: أنه كان هناك لجنة عراقية عـُليا مُـتخصصة في عملها بمعنى أنها مُحترفة، هي التي أوصت الرئيس صدام حسين بأستعادة حق العراق ولكن ليس أحتلال كل الكويت، وهذا إن دل على شيء فأنما يدل على تفهم واضح لكل ما يحيط الموضوع من مُـلابسات دولية أوصلت العراق الى ما فيه اليوم.
من الأمور المُستنطبة من هذه المعلومات إن حكومة الكويت كانت تتآمر على العراق وبأصرار لا أستطيع الا أن أصفهُ بالـ(غــريب واللاطبيعي)! ومنذ وقت طويل جداً !!!!! والا لماذا تفعل الكويت ذلك؟ لقد دافعَ العراق عن عروبة كل الدول العربية وكان السند لكل الدول الخليجية بالذات، فلماذا هذه الدونية والسفالة والأنحطاط من حُكام الكويت؟! اننا نلاحظ إن التحرشات بالحدود العراقية بدأت من قبل سنة 1973 ، والسؤال الذي يطرح نفسهُ: هل من المعقول أنهم يريدون أن يتوسعوا على حساب العراق بمثل هذه الصورة؟! وهل تصوروا إن الحكومة العراقية في ذلك الوقت كانت ستسمح لهم بذلك؟! هناك مثل صيني يقول: [الغبي من يعتقد نفسهُ أذكى الجميع].
أنني متاكد من أن الكويتيين ليسوا الا مجرد دمى يتم أستخدامها حسب الطلب، في مُخطط كبير جدا تم وضعهُ منذ بداية السبعينيات، وبالتالي فقد أصبح احتلال الكويت مجرد (حجة) لدخول القوات الامريكية للمنطقة ومن ثم لاحتلال العراق.
مما يؤيد كلامي هو أختفاء أخبار (السيدة أبريل كلاسبي) السفيرة الامريكية السابقة لدى العراق والتي تم أعطاء لها أوامر بأن تتساهل جدا بموضوع اعادة الكويتيين الى حدود المطلاع، حيثُ تأكد لي أن (السيدة كلاسبي) قد تمت معاقبتها بأنها نزلت الى درجة قنصل وكانت في سنة 2005 تعمل في سفارة الولايات المتحدة في جنوب أفريقيا.
إن هذه المعلومات الجديدة ستطرح أسئلة كثيرة جدا منها:
لماذا لم تكشف القيادة السياسية العراقية هذه الحقائق للشعب؟
لماذا لم يتم طرح هذا الموضوع في مؤتمر القمة العربي في بغداد 1990 وبكل وضوح؟ إن كل ما قاله الرئيس صدام حسين في ذلك الوقت هي عبارة [قطع الاعناق ولا قطع الارزاق]، فأذا كان هناك من فهم هذه الجملة فمن الممكن أنه يوجد الكثيرين ممن لم يفهموها، وكان من الممكن أن يستعين الرئيس صدام حسين بالمغفور له جلالة الملك حسين بن طلال ملك الاردن في مثل هكذا أمر كبير.
لماذا لم تستخدم القيادة السياسية طريق المحاكم الدولية المختصة بمثل هذه المنازعات؟ مثلما حدث في الكثير جدا من بقاع العالم؟ وبهذه الطريقة كانت ستتجنب الدخول في مجابهة عسكرية أوصلتنا الى ما نحن فيه اليوم؟ لانه من خلال كلام شاهد العيان تأكدت من وجود ادلة ثبوتية ملموسة وتاريخية وموجودة في عدة دول عربية وأجنبية تؤكد حق العراق ولهذا فأنه (لــــــو) تم اللجوء الى مثل هذه المحاكم لكنا قد وصلنا الى نتيجة ما في صالح العراق.
إن هذه المعلومات التي كشفها اليوم شاهد العيان اخذت تُـفسّر لي موقف دولة الامارات العربية المتحدة من المشكلة فيما بعد، حيثُ حاول المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أن ينزع فتيل الازمة قبل بدء العمليات في 1991.
هنا أودُّ أن أطرح سؤال مهم جداً: أين كان جهاز المخابرات العراقية في ذلك الوقت؟ لماذا لم يتم تحذير القيادة السياسية العراقية من وجود نيات سيئة لدى حُكام الكويت؟ وللعلم والاطلاع فأن الكويت لم تكن في ذلك الوقت (مُحصنة امنيا) بمعنى إن أختراقها كان سهل جدا! أتمنى أن يُجيبني أحد المسؤولين السابقين في الجهاز حول هذا الموضوع الخطير وسوف أقبل أن لا يعطيني أسمه الحقيقي ولا موقعه في الايام السابقة.
لا ادري ماذا أقول؟
المعلومات صادمة فعلا، وكان من الممكن أن يتم حل الموضوع بصورة تختلف عما حدث ولكن الله شاء وقدر وفعل
وعلى كل حال فانا أؤيد ما وصل اليه شاهد العيان من أن العراق سيستعيد كل هذه الاراضي لان الدنيا (دوارة) وأن غدا لناظره لقريب
قبل أن أختم كلامي أودُّ أن أوجه أطيب وأجمل التحيات الى أبطال وزارة الداخلية اللذين خاطروا بأنفسهم لسحب الوثائق العراقية الخطيرة التي تحتوي المعلومات الخاصة بحقوق العراق التأريخية قبل وصول مجموعة قطاع الطرق من المخابرات الكويتية الى مبنى وزارة الداخلية لحرق تلك الوثائق، فعسى الله أن يجعلها في ميزان حسناتكم و وفقكم الله لكل الخير وأن الشعب العراقي كلهُ مدين لكم أيها الرجال الرجال ،،،
وبعد أن أطلعتم أخواني الاعزاء هذه المعلومات فمن حق شاهد العيان الذي زودني بهذه المعلومات أن أتحدث عنه قليلا:
أنه أسد من أسود العراق
عراقي أصيل أرتوى من مياه دجلة والفرات بحق وحفظ لهذه المياه حقها
عراقي أصيل عمقه وأصالتهُ من عمق الحضارة الكلدانية والآشورية والبابلية والسومرية
هو حفيد لحمواربي ونبوخذنصر وكلكامش
هو حفيد لكل الحضارات التي علّمت الانسانية كيف تقرأ وتكتب
هو رجل دولة وليس رجل نظام، بمعنى أنه ولائه للعراق والعراق فقط
أنه نخلة عراقية شمّاء يطاول عنقها السماء
حماك الله وحفظك من كل سوء وجعلك ذخرا للعراق العظيم
العراق الذي سيستعيد كل شبر من أراضيه المغتصبة بأذن الله العلي القدير
رافد العزاوي
26/3/2013
Rafed70@Gmail.com