قاطع يقاطع مقاطعةً في زمن أصبحت الثورة فيه هي قطع الطرق وقطع الأرزاق وقطع أشياء أخري لا داعي لذكرها. قطيعة علينا!
ولأن الحكومة لا تحب الشفافية فقد أصبحت المعارضة لا تهوى إلا المقاطعة. والآن يشاهد العالم مسترخياً مسرحيتنا السياسية التي لا تحمل من الديمقراطية إلا المقاطعة: مقاطعة الاستفتاءات والانتخابات والحوارات ومقاطعة أبينا السقا الذي مات. كما تسخر منا الأمم ونحن ننحسر شيئاً فشيئاً إلي حافة الخريطة مقاطعين الحضارة ومقاطعين الحوار مع الآخر مستلذين بالحوار كل مع نفسه وعازفين عن المشاركة في بناء أمتنا التي هي خير أمة أخرجت للناس.
لدينا سياسيون يعارضون حكومة باسلة تحكم شعباً من النشامي والماجدات بينما الجميع مشغولون بمقاطعة بعضهم البعض، مع قطع كافة الطرق التي تفضي إلي كل الغايات بما يجعل من مصر في نهاية المطاف وطناً بلا وسيلة ولا غاية ولا مشروع ولا حتي سور يحرس المحروسة ويحميها من اللصوص وأبناء العم وفرسان هذا العصر الذين هم بعض اللصوص. أصبحنا والله وطناً تحده صحراء المقاطعة من شرقه إلى غربه إلى شماله الي جنوبه، وطناً يسوده البلاك بلوك الملثمون ذوو القمصان السود والقلوب السود والغايات السوداء. وطناً يقطع فيه الثوار الطرق السريعة ومترو الأنفاق والمجمع ويمنعون الناس من العمل والزواج والحب وإطلاق النكات.
ولكن نظرةً ثاقبة الي هذا الوطن - من مينا الي اخناتون الي عمرو بن العاص الي محمد علي الي عبد الناصر الي السادات الي الشعب الذي ثار في 25 يناير مقاطعاً سلبيته – تكشف لنا ان المقاطعة لم تكن أبداً جزءاً أصيلاً من ثقافتنا ولا تراثنا ولا جغرافيتنا ولا تاريخنا ولا ملحنا ولا خبزنا. فالحق ان المقاطعة سالب، والمصريون موجب. المقاطعة عدم والمصريون وجود. المقاطعة كفر والمصريون فجر الضمير. لا يمكن أن يدمن المقاطعة شعب يعشق كرة القدم وأم كلثوم ونجيب محفوظ ويكره مبارك والاستبداد وتموت نساؤه عشقاً في عيون مهند ورجاله في صدر هيفاء. شعب أصبح شعاره "ارفع رأسك فوق انت مصري".
قالت جبهة الضمير إن ما يحدث في بورسعيد الآن ليس عصيانًا مدنياً، إنما موقف بعض من المواطنين بينما أن بقية المدينة تواصل حياتها بطريقة طبيعية.. على حد وصفها.
وأضافت خلال اجتماعها الثالث، السبت 23 فبراير، أن ممثل الجبهة ببورسعيد لاحظ أن بعض مؤيدي العصيان بالمدينة يحاولون إجبار المواطنين على إغلاق محالهم أو عدم التردد على دواوين الدولة.
وطالبت الجبهة مؤسسة الرئاسة والحكومة بسرعة الاستجابة للمطالب العادلة لأهل مدينة بورسعيد الباسلة بعد أن أرسلت من يمثلها للمدينة للتعرف على مطالبها والموقف الذي يعيشه أبناؤها.
وتبرأت الجبهة من أي أفعال تسئ لنضال أهل مدينة بور سعيد وتاريخها الوطني من مثل رفع علم غير علم مصر أو استدعاء التدخل الأجنبي بوضع بالونات على ضفة القناة التي استشهد المصريون لحفرها ودافعوا عن مياهها وثراها.
من ناحية أخرى دعت جبهة الضمير مؤسسة الرئاسة لمكاشفة الشعب المصري وإشراكه لمواجهة المخاطر التي تواجه مصر مقترحة أن يكون للرئيس موعد ثابت يخاطب فيه شعبه مباشرة بشأن المشكلات التي تواجه الدولة.
وشددت في ختام اجتماعها الثالث على اتخاذ إجراءات حاسمة واضحة لتجفيف ينابيع الفساد واستعادة هيبة الدولة بإنقاذ القانون وتحقيق العدالة الاجتماعية وفتح باب الأمل أمام أبناء الشعب.
كما دعت الجبهة أن لا يكون إعلان البعض للمشاركة في الانتخابات ومقاطعة البعض الآخر سببا في استخدام طرف عنفا لإجبار الآخر على تغيير موقفه.
وتابعت الجبهة ما تعرض له مقر حزب "غد الثورة" من اعتداء آثم وتعتبره استمرارا لتبني بعض الأطراف للعنف وتبريره والتغطية عليه ؛ وتدعو من جديد الجميع أن يرفع صوته بإدانة العنف والتبرؤ منه وأن يكون الخلاف السياسي بأدوات سياسية فقط.
وقررت الجبهة تعيين المهندس حاتم عزام المنسق العام للجبهة متحدثا رسميًا لها خلفا للصحفي وائل قنديل الذي اعتذر عن هذه المهمة مع استمرار عضويته للجبهة, فيما تتواصل الجبهة في استقبال مقترحات وأفكار المصريين في الداخل والخارج لبلورة الحلم المصري وتعد بحمله لجهات الاختصاص ومتابعة تحويلها لحقائق على الأرض.
وأكدت الجبهة أن ما تعرض له أعضاؤها من اعتداء أو تشويه أو ضغوط لن يثنيها عن استكمال دورها في إيقاظ الضمير الوطني وإعلاء القيم التي قامت من أجلها الجبهة وإن أوجع ذلك ضمير البعض.
"إذا كان المتكلم مجنون فالمستمع عاقل" ما أحوجنا نحن المصريين لهذا المثل الشعبى لمواجهة طوفان أحاديث الإفك والشائعات التى صار لها جبهات سياسية ومؤسسات إعلامية بتمويل مفتوح من جهات داخلية وخارجية.
فالمتكلمون من رجال الساسة والإعلام لم يعد هدفهم من وراء أحاديث إفكهم مجرد النيل من جماعة الإخوان المسلمين أو حتى محاولة إسقاط أول رئيس مدنى منتخب ولكن هدفهم أكبر من ذلك بكثير وهو وأد ثورة 25 يناير وتقسيم مصر.
لقد لعب هؤلاء بأقذر "كارت" يأنف أن يلعب به أى مواطن مصرى يستحق أن يكتب فى بطاقة هويته أنه "مصرى الجنسية"؛ لأن من يكذب "كذبته" يكون قد تجرد من وطنيته حتى لو أطلقوا عليه لقب: مناضل سياسى أو كاتب صحفى أو ناشط حقوقى أو خبير إستراتيجى فما هى إلا أسماء أطلقها إعلامهم للترويج لإفكهم وشائعاتهم.
ولعل أغرب أكاذيبهم والتى تم ترويجها مؤخرا هى "أخونة الجيش" وما تلا ذلك من شائعة إقالة وزير الدفاع، وكذبة خصم مبالغ مالية من مرتبات الضباط والجنود وذلك فى محاولة رخيصة لإثارة أعرق وأخلص مؤسسة عسكرية فى مصر والعالم، وفى معظم فترات التاريخ هو أقوى وأعرق جيش فى المنطقة
من بدايات الحضارة المصرية، والجيش يقوم بدوره فى الدفاع عن الوطن بأرقى مفاهيم الانتماء وتقاليد الجندية.
لقد خاض الجيش المصرى معارك كبيرة ضد جيوش ضخمة هاجمت مصر أو جهزت لمهاجمتها. من المعارك الكبيرة الخالدة التى خاضها الجيش المصرى كانت معركة قادش فى عهد الملك رمسيس الثانى ضد الحيثيين ومعركة "مجدو" فى عهد تحتمس الثالث.
وبعد الفتح الإسلامى لمصر كانت معارك حطين وعين جالوت والمنصورة وفتح عكا ومرج الصفر وحتى نصر أكتوبر.
فالعلاقة بين الشعب والجيش إذن علاقة تاريخية أو كما يوصفها الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة بنفسه خلال لقائه بالضباط والجنود هى علاقة «أبدية لن يفسدها عدو أو متآمر»، وأضاف قائلا: إن ملامح هذه العلاقة ظهرت منذ تسليم القوات المسلحة السلطة إلى رئيس مدنى منتخب، لتصل إلى أبهى صورها، بنزول المواطنين بجميع طوائفهم للمشاركة فى الاستفتاء على الدستور، فى حماية جنود الجيش الذين أمنوا مقار اللجان، وأصبح الشعب الضامن لنزاهة أى انتخابات.
لقد أكدت تصريحات وزير الدفاع أن الجيش مؤسسة تابعة للوطن، كل الوطن، من الشعب وللشعب بما يعنى استحالة تحويل الجيش إلى مؤسسة تابعة لجماعة الإخوان المسلمين أو حزبها أو أى حزب أو فيصل سياسى يتولى الحكم فى المستقبل.
لقد كشف كارت "أخونة الإعلام" الكثير من أحاديث الإفك التى يرددها البعض ضد مؤسسة الرئاسة وجماعة الإخوان بداية من أكذوبة بيع قناة السويس لدولة قطر وتسكين أهل غزة فى سيناء وانتهاء بالوثائق المضروبة فى صحيفة الوطن التى تكشف عن إفلاس معسكر الفلول وجبهات الخراب، واستخدام كارت "حث الجيش على العصيان" بهذه السذاجة لدرجة أننا قد نقرأ يوما ما فى أحدى صحف الفلول موضوعا بعنوان " أخونة الجيش المصرى من عهد رمسيس الثانى للفريق السيسى !!!
وأخيرا إذا كان الإعلام "متكلما مجنونا" فالشعب المصرى "مستمع عاقل"، ولن يصدق كذبة أخونة الجيش وغيرها من أكاذيب الصباح والمساء التى يرددها فلول السياسة والإعلام!إ
لم تأت تفجيرات دمشق الأخيرة من خارج سياق التطورات الميدانية والسياسية السورية، وإن كان المنطق يقول أن لجوء المسلحين إلى التفجيرات يعكس حال الفشل في تحقيق إنجازات كانت وعدت بتنفيذها المعارضة المسلحة لإجتياح العاصمة دمشق.
لكن إدانة الإئتلاف المعارض تبيّن أن المزاج السوري العام لم يعد يبرر أيّ تفجير أو يصدّق إدعاءات المعارضين التي كانت تردد أن النظام يقف خلف عمليات التفجير، ما اضطر المعارضات السورية للتسابق في إصدار بيانات الإستنكار. أما "جبهة النصرة" التي تتمدد في جسم المجموعات المسلحة، باتت تشعر أن المجالس المعارضة تستعد للتخلي عن دعمها، رغم الدفاع السابق عنها إلى حد إستغراب ضمّها إلى اللائحة الأميركية للإرهاب.
ما هي الأسباب التي دفعت "جبهة النصرة" إلى العودة للتفجيرات الدموية الإنتحارية؟ وهل تُرسل الجبهة رسائل إلى الإئتلاف المعارض رفضاً للتسوية المقترحة؟ أم أن الرسالة مزدوجة للمعارضة والنظام؟ وهل يقول تنظيم القاعدة: الأمر لي وليس لأي جسم معارض عسكري أو سياسي؟
أسئلة ستحدد تطورات الأيام المقبلة مسارها ونتائجها، خصوصا أن المزاج السوري العام ضاق ذرعاًبالقتال الدائر، بعد إنهاك إقتصاده وخطف أمنه وتعبه من النزوح إلى الدول المجاورة ومخيمات الحدود والمتاجرة الإقليمية والدولية، إلى حد دعا أحد المطلعين السوريين إلى القول: لو أجريت إستفتاء لمعرفة ماذا يريد الشعب السوري ومن يختار رئيساَ، لإختار بشار الأسد بأغلبية مذهلة مع الرحمة على الأيام الماضية.
التسوية المطروحة تتجه نحو النضوج من خلال مؤشرات بالجملة من إستعداد النظام السوري إلىمقاربات المعارضة، والتعاطي الدولي.
الحكومة السورية حضّرت جمهورها الداخلي لحوار وضع عناوينه الرئيس بشار الأسد، وقدّمت دمشق ضمانات عبر إيران وروسيا للوصول إلى نتائج عملية، ومن هنا كان تركيز الروس على أنالمرحلة المقبلة منتجة، بينما كان الإئتلاف المعارض يسير خلف رئيسه معاذ الخطيب في مبادرة وضع شروطاً لها الخطيب في الشكل، ولم تستجب لها الدولة السورية لعلم النظام أن طروحات الخطيب تجميلية أمام زملائه المعارضين.
أمّا على الخط الأميركي-الروسي تجري إتصالات دائمة بين وزيري الخارجية سيرغي لافروف وجونكيري، بعكس الأجواء التي كانت سائدة أيام هيلاري كلينتون، ونُقل عن مصادر روسية مطلعة أن لافروف أقنع الأميركيين بخطورة "جبهة النصرة" وإمتدادها القاعدي على مساحة الشرق الأوسط وإفريقيا، فأبدى الروس كل الليونة أمام الأميركيين شرط أن تُبعد المعارضة السورية "جبهة النصرة" عن سوريا، لكن المعارضين عاجزون عن تنفيذ هذا الطلب، ما اضطر الأميركيين لإبداء الإستعداد لتسهيل التسوية وفق الرؤية الروسية.
في هذا الوقت يستعد كيري لبدء مفاوضات في المنطقة، وفق خط دبلوماسي قائم على التفاوض كمخرج للأزمة، كما كان طرح أمام وزير خارجية الأردن منذ عشرة أيام باعتبار أن الحلول العسكرية غير موجودة وباتت دول المنطقة تستعجل الحلول السياسية للأزمة السورية، وقد وصلت تقارير إستخبارية أميركية تفيد أن حركة المتطرفين الإسلاميين تتوسع بإتجاه لبنان والأردن عدا عن العراق، ما يضع المنطقة برمتها في مهب صراع قد لا تكون إسرائيل بمنأى عن نتائجه
واذا كانت تركيا تراقب عن كثب لكنها تحاول في الوقت عينه إيجاد مخرج لها بعد إنتكاس دورها فيسوريا، من خلال الإنصراف إلى معالجة المسألة الكردية، ولذلك وافقت على لقاء أكراد مع زعيمهم عبدالله أوجلان المعتقل في سجون تركيا. وتعلم أنقرة أن واشنطن تتهرب من رئيس الحكومة التركية بعدما حاول إقناع الأميركيين بتوجيه ضربة للنظام السوري، وبدا القلق التركي كبيراً بعد رفض واشنطن الإستماع لوجهة نظر الأتراك وعدم تحديد موعد لرجب طيب أردوغان في البيت الأبيض منذ ثلاثة أشهر وحتى الساعة.
فهل يعدّ الأميركيون إنسحاباً من الملف السوري لمصلحة إدارة روسية متوازنة
توحي التطورات بمسار تراجعي للأميركيين من دون تطبيق خطة الفرنسيين البديلة عن إسقاطالنظام، بالتفرج على التقاتل السوري حتى ينهك كل طرف الآخر، لأن الروس جادون بحل الأزمة، ومن هنا كانت إشارة لافروف إلى الشهر المقبل كبداية للمفاوضات تحضيراً للتسوية، في خطوة تباركها واشنطن ولا تستطيع معارضتها الدول الأوروبية وتنتظر نتائجها الدول العربية.
ذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" أنَّ النائب البريطاني المعارض، جورج جالاوي، أبلغ طلاب جامعة أكسفورد البريطانية أنه لا يعترف بإسرائيل.
وقالت الصحيفة إنَّ جالاوي انسحب من نقاش نظَّمته إحدى كليات جامعة أكسفورد بعد أن أدرك أنه كان يناقش طالبًا إسرائيليًا، وأبلغ الطلاب الحاضرين بأنه قرّر الانسحاب لأنه لا يعترف بإسرائيل.
وأضافت أنَّ صحيفة طلاب جامعة أكسفورد ( تشيرويل) نشرت في موقعها على الإنترنت شريط فيديو لجالاوي وهو يغادر القاعة خلال كلمة ألقاها الطالب الإسرائيلي إيلون أصلان ليفي.
وأشارت إلى أنّ جالاوي، الذي فاز بمقعد في البرلمان البريطاني عن حزب الاحترام في انتخاب فرعي لدائرة برادفورد الغربية العام الماضي، تساءل عن أسباب استخدام الطالب ليفي عبارة "نحن" لوصف إسرائيل من ثم ترك النقاش وغادر القاعة بعد أن عرف بأنه إسرائيلي.
ونسبت إلى جالاوي قوله قبل مغادرة القاعة: "أنا لا أناقش الإسرائيليين، وتعرضت للتضليل للمشاركة في هذا الحوار".
وأشارت "ديلي تلجراف" إلى أنَّ النائب البريطاني أصدر بيانًا في وقت لاحق أوضح فيه أنَّه "رفض النقاش مع طالب إسرائيلي مؤيد لنظام الفصل العنصري في إسرائيل لسبب بسيط وهو لا أعتراف ولا تطبيع بل مجرد مقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض عقوبات، إلى أن تنهزم دولة الفصل العنصري"، في إشارة إلى إسرائيل.
قال الناقد الأدبي طه سيف الله، إنه يجب علينا في هذه المرحلة التي نعيشها أن نتبع ثقافة الأمل، وألا ننقاد وراء اليأس، لافتا إلى أن مصر لديها من المقومات والإمكانات والتاريخ مما يجعلنا نتفاءل.
وأشار "سيف الله" في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، إلى أن اليأس هو موقف يتخذه الإنسان من شيء ما أو شخص ما ويشمل اليأس من الحاضر أو المستقبل، لافتا إلى أن كثيرًا من الناس يئسوا من الثورة التي ما زالت مستمرة لغياب الأهداف أو تعددها أو طريقة تحقيقها.
ما يدور فى مصر الآن صراع سياسى حامى الوطيس، ينبغى أن يظل محصورا فى هذا النطاق، دون التلويح بتدخل الجيش أو مغازلته من هذا الطرف أو ذاك، لأن فى ذلك مفسدة للجيش ومحرقة لمصر ستأكل الأخضر واليابس.
وفى وسط هذه الأجواء المشحونة لا يصح أن ينصب أحد نفسه متحدثا باسم الجيش أو عنه أو له، تلميحا أو تصريحا، باستدعائه للدخول فى آتون معركة سياسية، بصرف النظر عن أن للجيش متحدثين رسميين، لا أتصور أبدا أنه من الممكن أن يقدموا على خطيئة الاشتباك مع المأزق الراهن.
لقد جربت كل أطراف اللعبة السياسية فى مصر خيار اللجوء إلى المجلس العسكرى بعد ثورة ٢٥ يناير، وكانت النتائج فادحة وكارثية، دفع الجميع ثمنها دما وضياعا فى متاهات ودروب تسببت فى نزيف للثورة المصرية.
ومن عجب أن بعضا من الذين أطاح بهم المجلس العسكرى خارج المشهد، على كثرة ترددهم عليه والجلوس بين يديه هم الذين يستدعون المؤسسة العسكرية للحضور فى الأزمة القاتمة الراهنة، دون أن ينتبه أحد إلى أن هذه الثورة أنفقت ثلاثة أرباع عمرها تناضل وتقاوم لإخراج المجلس العسكرى من الملعب السياسى حفاظا عليه وعلى الثورة.
ومن هنا يبدو مفارقا وصادما أن الذين قالوا يوما «أيوه بنهتف ضد العسكر» يرددون الآن «أيوه بنهتف باسم العسكر» بعد أسابيع قلائل فقط من تصفيقهم لرئيس الجمهورية المنتخب على قراره بإقصاء المشير والفريق من آتون السجال السياسى والتشريعى، وإعادة الجيش إلى ثكناته.
وأذكر أن محاولة من هذا النوع جرت فى شهر أكتوبر الماضى ولم تؤت أكلها وقد علقت عليها بلفت الانتباه إلى أن «تناول المؤسسة العسكرية فى مستوياتها العليا كان عملا عاديا بل ومطلوبا عندما كان المجلس العسكرى حاكما للبلاد ومهيمنا على السلطتين التشريعية والتنفيذية فيها، وكان انتقاده ومهاجمته واجبا عندما كانت المذابح ترتكب فى حق الثورة والثوار تحت إدارته للمرحلة الانتقالية.. أما وقد بدأت الأمور تعود إلى نصابها بعودة القوات إلى ثكناتها، ووجود سلطة تنفيذية منتخبة، فإن الكلام عن المؤسسة العسكرية ينبغى أن يكون بحساب، إذ لا يحدث فى أى مكان فى العالم أن تتحول أدق تفاصيل القوات المسلحة وفروعها وميزانياتها مادة تلوكها الألسنة على الشاشات.
ومن ضمن ما قلته إنه لا معنى لهذا الإفراط فى تناول المؤسسة العسكرية إلا أن البعض يتحرق شوقا لتلك الأيام التى كان «العسكر» فيها أصحاب الحل والعقد والمنح والمنع، متصورا أن هذه ورقة مهمة فى سياق محاولات تهدف إلى إحراق هذه المرحلة والعودة إلى نقطة الصفر.
وفى المأزق الذى حشرنا فيه الإعلان الدستورى الصادر عن رئيس الجمهورية ينبغى البحث عن حل أو مخرج سياسى تنهض به شخصيات تدرك خطورة الوضع الذى يساق إليه الجميع، فى ظل الحشد والحشد المضاد للخروج غدا، فى لحظة تلتهب فيها مشاعر البلاد ومفاصلها على نحو ينذر بصدام لن ينجو منه أحد.
فليرفع الجميع أيديهم عن الجيش، وليقدم رئيس الجمهورية على خطوات تبدد سحب الخطر، وتعفى مصر وثورتها من انتحار جماعى يندفع إليه الكل وكأننا أمة فقدت عقلها فجأة.
ملحوظة: نشرت هذه السطور فى 26 نوفمبر الماضى وكأننا لم نغادر تلك اللحظة بعد.
أودّ أن أحيي السيدة الفاضلة نضال شبيب المشبعة بحب العراق، والتي تحمله في قلبها عشيقا غير قابل للشراكة وحبيباً تتنازل عن روحها ولا تتنازل عنه.
ومناسبة التحية أنها العراقية التي بصقت في وجه المجرم بول بريمر بعد فردتي الحذاء اللتين تلقاهما وجهه من البطل العراقي ياسر السامرائي، عندما قاطعوا محاضرة كان يلقيها هذا المجرم في إحدى قاعات مجلس العموم البريطاني (القاعة رقم 6 بت).
نرفع قبعاتنا احتراماً لهذه السيدة التي كانت تعاني من وعكة صحية ألزمتها الفراش بعد إجرائها عملية جراحية، ولكنها ما أن سمعت أن هذا المجرم سيلقي محاضرة في لندن، وعلى الرغم من أن أحداً لم يوجه إليها الدعوة، جارت على صحتها وتناست مرضها وحضرت لتجلس في الصف الأول مقابل هذا المجرم تماماً، وكان السامرائي يجلس خلفها، حينما نهض وقال للمجرم بريمر لدي سؤالين أوجههما إليك، وخلع فردة حذائه وقال له: "هذه باسم الشهيد صدام"، واصيب بريمر بالوجوم والارتباك عندما أصابته الفردة الأولى للحذاء، ولم يمهله السامرائي، إذ قذفه بالفردة الثانية وقال له: "وهذه هدية الشعب العراقي الذي دمرته"، وعندما حضرت الشرطة وقادت ياسر السامرائي إلى خارج القاعة، وقالت له نضال والدم يغلي في عروقها: "وأنا أيضاً لدي سؤال، فرد عليها بريمر وسط وجومه وارتباكه: اتريدين أنت أيضاً قذفي بحذاء؟ فقالت له شبيب: نحن شعب مؤدب وليس من أخلاقنا أن نقذف حتى عدونا بالحذاء، وهذه أخلاقكم تعلمناها منكم حين كنتم تدوسون رؤوس شبابنا ونسائنا ببساطيلكم..
وواصلت: أنا المتكلمة شيعية من العراق ولكني عربية ولست خائنة مثل أولئك المستعرقين الذين جاءوا معك لاحتلال بلدي.
ثم صرخت بوجهه مثل لبوة غاضبة: الا تندم على الجرائم التي اقترفتموها في سجن أبو غريب والمذابح التي نفذتموها ضد شعبي.. ألم تندم على ما سببته من خراب لبلدي والاغتصاب الذي مارستموه ووكلاؤكم المحليون والسجون المكتظة بالشرفاء الأبرياء، وتتبجح في محاضرتك كذباً أنكم حللتم الجيش العراقي بزعم أنه كان يقتل العراقيين ويذبحهم، فكيف وافقتم، إذن، على تشكيل جيش كله ميليشيات ذبحت العراقيين وهجرتهم، ولاؤها لإيران وحكومة اختارتها..
وقالت له صارخة: أنا لم اشتر كتابك لكي لا أزيد في أموالك الحرام التي سرقتها من العراق، فملأت بها جيوبك وفاضت بها بنوكك يا حرامي.
وهنا نهض المجرم بريمر عازماً على مغادرة المكان دون أن يحري جواباً، ونضال تصيح خلفه: أتحداك ثم أتحداك أن ترد عن أسئلتي، وركضت الشرطة باتجاه شبيب لإخراجها من القاعة إلا أن إحدى النائبات في المجلس البريطاني منعت الشرطة من ذلك فعادوا أدراجهم.
ألا تستحق هذه الماجدة الباسلة أن نرفع لها قبعاتنا تقديراً واحتراماً لموقفها العراقي الشجاع؟..
تحية لك أيتها الماجدة نضال شبيب الشجاعة التي أخرست فصاحتها واحداً من اعتى المجرمين الذين ذبحوا العراق.
حكومة
المالكي تتكتم على مداهمة الجيش لوكر في حي العدل لتفخيخ السيارات
بغداد
/ خاص
تتكتم
السلطات الحكومية المختصة على مداهمة قامت بها قوة من الجيش الحالي يوم الخميس قبل الماضية في الرابع عشر من
شباط الجاري لاحد المنازل في منطقة حي
العدل ببغداد واسفرت عن وضع اليد على سيارتين مفخختين وحاويات للمواد الكيمياوية
والمتفجرة وعشرات الاسلحة من رشاشات واربي جي وهاونات
قبل
يومين من التفجيرات التي شهدتها بغداد الاحد الماضي .
واستعانت
القوة المهاجمة بأهالي الحي المجاورين للمنزل من اجل تبرأتها من القيام بوضع هذه
الاسلحة في المنزل غير انها فوجئت بان قاطني المنزل تحوم عليهم شبهة الانتماء الى
احدى التشكيلات الطائفية ويبدو ان المعلومات التي تحصلت عليها قبل المداهمة كانت
تشير الى جهات اخرى تناصب حكومة الاحتلال العداء ! ولم تتمكن القوة التي داهمت
المنزل من القاء القبض على اي شخص فيه لانه كان اشبه بمخزن تستخدمه العناصر الميليشياوية الطائفية المرتبطة
بأيران.
لكن
مواطنون ذكروا ان القوة وضعت يدها على سيارة ثالثة مفخخة تركها قائدها عند احدى
مقتربات المنزل الذي داهمته القوة العسكرية.
ورغم
مضي اكثر من اسبوع على هذه المداهمة لم تعلن السلطات الحكومية عن وضع اليد
علىاخطروكريستخدم في تفخيخ السيارات والانطلاق منه في تنفيذ عمليات ترويع
المواطنين في حي العدل والمناطق المجاورة لها .
***************
فضيحة
جديدة بطلها معمم برلماني من الائتلاف اسمه علي حسين العلاق !!
نشرت صحيفة (أكسترا بلاذيت) الشعبية في الدنمارك
...الفضيحة الرابعة التي يكون أبطالها أعضاء في البرلمان العراقي والكردستاني خلال
اسبوع.
كان
أبطال الفضائح السابقة من القائمة الكردستانية حيث تقوم الدولة الدنماركية بمنحهم
راتباً تقاعدياً في الوقت الذي يستلمون رواتب حكومية من خزينة العراق تفوق ما يحصل
عليه أي وزير دانماركي.
بطل
فضيحة اليوم هو الشيخ المعمم (علي حسين العلاق) عضو الائتلاف في البرلمان العراقي
والمقرب من الشهرستاني وزير النفط.
فضيحة
هذا الشيخ انه لم يقدم كشفاً بحسابات الرواتب التي يتقاضاها خارج الدنمارك (حوالي
نصف مليون كرون سنوياً) باعتباره يحمل الجنسية الدنماركية وبذلك فهو مقبل على
محاكمة بتهمة التهرب من دفع الضريبة والاحتيال على قوانين الدنمارك حيث مازالت
الدولة تدفع ايجار الشقة المسجلة باسمه في الدنمارك على اساس انه عاجز عن العمل
وتحت خط الفقر!!
المخابرات
الدنماركية جادة في البحث عن المتحايلين في البرلمان والحكومة العراقية والحبل
عالجرار.
توفى
صباح اليوم المعتقل خالد جمال عزيز وهو من منطقة الفضل ويعتبر من وجهائها ، اصيب
في جلطة أمس ولم ينقل الى المستشفى ، وقد مر المرحوم في كل مراحل التعذيب في وكالة
المعلومات مما أدى الى وفاته تغمده الله برحمته واسكنه فسيح جناته وانا لله وانا
اليه راجعون .
منسق
المعتقلين في سجون الاحتلال
**********
تورط
بها شقيق عبد الله الجبوري ... (العراق تايمز) تكشف عن أكبر فضيحة تبييض أموال بين
بغداد وعمان
العراق
تايمز ــ أعاد الإعلان الرسمي الأردني عن تمكن الامن العام من القاء القبض على رجل
الأعمال العراقي المتواري عن الأنظار خالد هاشم الراوي في إحدى الشقق السكنية
بالعاصمة الاردنية عمان، للواجهة من جديد فضيحة تبييض الأموال الضخمة التي تورط
بها رجال أعمال عراقيون وأردنيون من بينهم شقيق رجل الأعمال المقرب من نوري المالكي
وذراعه الإقتصادي عبد الله عويز الجبوري.
الأمن
العام الاردني اصدر بيانا رسميا، قال فيه أن "البحث الجنائي تمكن من إلقاء
القبض على خالد الراوي، الذي بقي مختفياً عن الأنظار لمدة طويلة". من دون أن
يذكر المزيد من التفاصيل أو مكان أعتقاله.
والراوي
واحد من ثلاثة أقطاب فيما بات يعرف بقضية "تحويلات العامر للصرافة"،
كانوا يشكلون (ثالوث تبييض الأموال)، إلى جانب رجل الأعمال محمد العامر المسجون
حاليا في سجن جويدة الاردني، والعراقي الجنسية عبد الجبار عويز الجبوري، شقيق ذراع
المالكي الإقتصادي واحد ممولي قواته الأمنية السرية عبد الله عويز الجبوري،
والمسجون حاليا أيضا في سجن الجويدة.
وتفجرت
القضية في آب الماضي، بعد أن قام تجار عراقيون ــ حسب الرواية الرسمية الأردنية ــ
بتحويل مبلغ مالي ضخم يقدر 73 مليون دولار أمريكي، عبر شركة صرافة في بغداد تسمى
شركة (سما العامر)، الى شركة أخرى مسجلة في المملكة الأردنية تسمى شركة (العامر)،
ومقرها في منطقة الجاردنز إحدى مناطق عمان الغربية، حيث مضى الوقت المتفق عليه
بدون تسلم الأموال من أولئك التجار.
وتشير
التحقيقات الرسمية الاردنية، أن الاموال التي خرجت من بغداد كانت من إحدى الوزارات
العراقية من دون أن تكشف عن أسم هذه الوزارة، وكيفية سرقتها، وأنه كان من المفترض
أن يتم تحويلها إلى رجال الأعمال العراقيين عبر الشركة الأردنية ويتم تبييضها في
الاردن من خلال مشاريع وعقارات، إلا أن أنكشاف الأمر دفع الشركة الأردنية إلى
الأدعاء أنها تعرضت لعملية أحتيال كبيرة راح ضحيتها عدد من التجار العراقيين، وتم
إصدار أوامر قبض بحق المتهمين الرئيسيين الثلاث في القضية وهم محمد العامر وخالد
الراوي وعبد الجبار عويز الجبوري، فيما يعتقد أن نقيب الصرافيين الاردنيين علاء
ديرانية متورط هو الأخر في هذه القضية، وأنه تم التحقيق معه قبل ان يخلى سبيله،
ويلتزم الصمت بعدها حول القضية.
المعلومات
التي تمكنت (العراق تايمز) من الحصول عليها بشكل خاص، ان كشف القضية كان بسبب صراع
تنافسي ومالي بين رجلي الاعمال خالد الراوي وعبد الجبار عويز الجبوري من جهة وبين
رجل الأعمال الهارب والمتورط في الكثير من قضايا فساد وتبييض أموال نائر الجميلي
ابن عم النائب في البرلمان العراقي سلمان الجميلي، حيث أنه كان وراء عملية الكشف
عن هذه الصفقة الكبيرة وهو الذي قام بفضحها، من خلال علاقاته الواسعة بمدير
المخابرات السابق محمد الذهبي وضباط كبار في الجهاز، مما دفع السلطات الأمنية
الاردنية مجبرة لفتح تحقيق رسمي وملاحقة المتورطين بالموضوع، قبل نحو الأربعة أشهر.
والجميلي،
يحمل الجنسية الأردنية بالاضافة إلى العراقية، استطاع بساعة الماس من نوع "اوميغا"
شراء ذمة مدير المخابرات الاردني السابق محمد الذهبي، تمكن بها من التحكم في
تعيينات وترفيعات الدولة الاردنية، ابتداء بتعيين محام من مكتب وزير العدل الاسبق
راتب الوزني، ومحام اخر هو شقيق مسؤول هام في الديوان الملكي في شركاته وبرواتب خيالية،
وانتهاء بتعيين ابناء عدد من المسؤولين في جهة رسمية هامة وبرواتب كبيرة رغم عدم
حصولهم على ما يؤهلهم لتلك الرواتب، الامر الذي تم تفسيره انه من باب توفير
الحماية للجميلي من قبل المسؤولين. وبعد ان تطورت العلاقة بين الذهبي والجميلي بدأ
مسلسل غسيل الاموال الذي استهله الجميلي بادخال مبلغ (مليار و2 مليون دولار) الى
الاردن وتم وضع المبلغ في حساب سري في الفرع الرئيسي لبنك الاسكان في العبدلي
بتواطؤ من مدير الفرع انذاك رياض عبد الكريم الذي كان يتولى مهام غسيل الاموال
للذهبي وأتباعه من بينهم الجميلي، وفي غضون ذلك كشفت عقود وزارة الدفاع العراقية
عن فساد واسع كان تورط بها الجميلي بمساعدة صديقه الوفي.
كما
حصلت (العراق تايمز) على أسماء متورطين آخرين كان لهم دور في هذه القضية من بينهم
احمد طه، صاحب صرافة الماسة، وكان شريكا لعبد الجبار عويز الجبوري، وقد منحه
الأخير مجمعا تجاريا ضخما في منطقة الجاردنز، خلف مجمع جبري، ورياض وهو أردني
الجنسية، كان شريكا لخالد الراوي، وقام الأخير بتسجيل عقارات وسيارات فارهة بأسمه،
وشاركه الجبوري بتسجيل عقارات عائدة له بأسمه. وهدير الراوي صاحب شركة مقاولات. والمحامي
سهل الرواشدة وهو أردني الجنسية، وكان المستشار القانوني لعبد الجبارعويز الجبوري،
وسجلت بأسمه مزارع ومجمع في الجاردنز وشقق سكنية كما أودعت في حسابات مصرفية تابعة
له مبالغ نقدية ضخمة، وكان المشرف والمستشار القانوني على عملية تبييض الأموال قبل
فضحها. وأيسر الآلوسي شريك عويز الجبوري، وسجلت بأسمه فلل في منطقة دابوق في عمان،
ومجمع تجاري ضخم في منطقة في تلاع العلي بعمان، ومجمع النعمان في منطقة الجاردنز
وشقق في مناطق مختلفة، كما سجل بأسم عويز الجبوري مجموعة شركات في عمان وبغداد،
علما أنه كان يعمل سكرتيرا لحسين كامل وأستولى على مبلغ 8 مليون دولار بعد مقتل
حسين كامل.
**************
بسم الله الرحمن الرحيم
بمناسبة الذكرى الثانية لثورة 25
شباط دعوة لاثنين الغضب
إلى جماهير شعبنا الأبي وطليعته
شبابنا الأبطال مفجرو ثورة الخامس وعشرين من شهر شباط 2011؛ هاهي الذكرى الثانية
لثورتكم الخالدة وانتفاضتكم المشهودة تطل علينا ونحن في اوج ثورة شعبية بكل ما
لهذه الكلمة من معاني، وهاهي الجموع الحاشدة تستمر في تظاهراتها الاحتجاجية
واعتصاماتها المستمرة منذ شهرين وحتى الآن وتهز اركان الطغيان والدكتاتورية
والاستبداد التسلطي الذي بلغ اقصى مدياته.
نخاطبكم ايها الأحرار من شمال الوطن
الى جنوبه بان تخرجوا في هذه الذكرى لتحيوا ها وتصلوها بثورتنا الحالية فهذه وليدة
تلك وتلك هي قدحة زناد هذه، ومعركتنا
متصلة بين الثورتين حتى التغيير.
ندعوكم شبابنا الابطال الى الخروج
يوم الاثنين الخامس والعشرين من شباط في مسيرات حاشدة في ساحات عاصمتنا التي
توحدنا؛ بغداد الحبيبة في سوحها المختلفة (التحرير والفردوس ومظفر واللقاء وعنتر
والدورة) اجعلوها اثنين غضب حقيقي ونصرة لثورتنا الشعبية المستمرة منذ شهرين.
وليكن شعارنا هو (اثنين الغضب): الغضب
على طغيان العملية السياسية وآثارها القاتلة للروح العراقية الحقة، الغضب من أجل
تحقيق واقع عراقي مبشر، الغضب على من قمع ثورة الشباب في 25 شباط وعلى من شاركه في
ذلك من السياسيين اللاعبين على جميع الحبال، الغضب على محاولات إرهاب الثورة الشعبية المنتشرة في ربوع
الوطن.
إنها ساعة الغضب الحقيقي للتعبير عن
مكنونات القلوب العراقية الصادقة والمخلصة. انها ساعتكم ايها الشباب ويومكم الذي
تنتظرونه منذ زمان، فانزلوا بقلوبكم المؤمنة وعقولكم الناضجة وعواطفكم المتأججة
لترسلوا رسائلكم للعالم أجمع.. ولا تنسوا الالتزام بـ(السلمية) فأنتم سلميون
وستبقون كذلك، وفوتوا الفرصة على من يتربص بكم ويريد ان يوقع في صفوفكم الخلل
والفرقة.النصر او الشهادة
ومن الله التوفيق والسداد
من احدى ساحات التظاهر في وطننا
الحبيب
الحركات الموقعة على البيان
الحركة الشعبية لإنقاذ العراق
شباب الثورة العراقية الكبرى
ائتلاف ثورة 25 شباط
احرار عشائر العراق
تجمع شباب الانبار
تجمع ثوار الفلوجة
الحراك الشعبي الشبابي
تجمع الصمود والتحدي الطلابي
الجبهة الشعبية لإنقاذ كركوك
الرابطة الوطنية لعشائر الجنوب والفرات الأوسط
تجمع صامدون
تجمع شباب ثائرون
منظمة طلبة وشباب العراق الحر
منظمة العهد للدفاع عن المعتقلين
17/2/2013
****************
ليطلع الرأي
العام الدولي والعربي والشعب العراقي على توجيهات نوري المالكي لامين
عام حزب الله / العراق
شبكة ذي قـار
هدهد سليمان
وصلنا توا ما يلي :
1. اجتمع رئيس الوزراء نوري المالكي بالأمين العام لحزب
الله / العراق والمسؤول عن أشبال ( جيش المختار )
في مقر حزب الدعوة الكائن في محيط المنطقة الخضراء وبحضور السيد (
عدنان الاسدي ) وكيل وزارة الداخلية وولده ( احمد نوري المالكي ) .
2. استغرق الاجتماع السري لأكثر من ساعة .
3. اصدر رئيس الوزراء نوري المالكي توجيهات إلى كل من
السيد ( عدنان الاسدي والأمين العام لحزب الله في العراق وولده احمد نوري كامل
المالكي ) ما يلي :
أ. تكليف
السيد عدنان الاسدي وكيل وزارة الداخلية بتسليم ( أسلحة خفيفة وبكواتمها ) من
الاحتياط الموجود في مستودع وزارة الداخلية السري ومن الفائض الموجود من مقرات حزب
الدعوة في بغداد إلى الأمين العام ل(حزب الله / العراق ) .
ب. دعم الأمين العام لحزب الله / العراق ماديا وبما يحتاجه من أموال ووسائط نقل مدنية
وعجلات من وزارة الداخلية وبالتحديد العجلات الخاصة بقوات ( سوات ) على شرط أن تكون جديدة وغير مستعملة وعلى الفور .
ج.
وضع عناصر من حزب الدعوة المدربين في إيران تحت إمرة الأمين العام ل( حزب
الله / العراق ) ومن المدربين على استخدام
( كافة الأسلحة والاختصاصين في تفخيخ العجلات والدور ) والبدء
بالاغتيالات وحسب ما ذكره ( مصدر المعلومة ) بـ ( النواصب ) في مناطق السيدية والدورة وحي
العدل والكرخ وحي الجهاد والغزالية والمنصور وحي دراغ وأبي غريب والمناطق التي تتواجد فيها ( النواصب ) ضمن
مدينة بغداد وضواحيها كمرحلة أولى .
4. وجه رئيس الوزراء الأمين العام لحزب الله / العراق
بتوزيع ( منشورات ) تهدد سكان المناطق المذكورة في الفقرة ( ج ) من
المادة ( 3 ) والموثقة أدناه :
*************
ساجدةالموسوي
تقرأ أشعارها من المصدر
أطلت
الشاعرة العراقية، المقيمة في الإمارات، ساجدة الموسوي ديوانها الرابع عشر "بكيت
العراق"، والذي يضم بين دفتيه ثمان وعشرين قصيدة، في رواق عوشة بنت حسين
الثقافي في دبي في أمسية شعرية تضمنت توقيع ديوانها الجديد، قدم لها الشاعر
الدكتور داود حسن كاظم، المدير التنفيذي للرواق.
وتخلل
الأمسية كلمة للشاعر يونس ناصر عبود أشار فيها الى أن كل قصائد ساجدة الموسوي
معجونة بطين العراق وهي مثال للشاعرة التي تتفاعل مع وطنها كجزء من كيانها الشخصي،
مركزاً في ورقته على أن الوطن في قصائد الشاعرة أوسع من الجغرافيا.
وقرأت
الشاعرة نخبة من قصائدها المؤثرة،التي تجلى فيها الإباء والكبرياءالعراقيين والأمل
ببزوغ الشمس من جديد ومن بينها "حبة نسيان"، و"أمنية"، و"نار"،
و"حنين"، و"سؤال"، و"الرحيل"، و"هي قالت"،
و"البحر"، واختتمت القراءة بقصيدة"لماذا بلادي تدمر".
وشكرت
الشاعرة الدكتورة موزة غباش، رئيسة الرواق حضور هذه الأمسية مطالبة بالتفاعل مع كل
الأنشطة التي يقيمها الرواق وجمعية الدراسات الإنسانية وكذلك الأستفادة من كل
الخدمات والدورات التدريبية التي يقدمها رواق غوشة الى كل فئات وشرائح المجتمع.
****************
هتلر الاعظمي
قد يبدو الاسم غريبا لمن لايعرف
الامر ويعتقد ان ان الزعيم الالماني هتلر معظماوي ومن لبة الاعظمية .
هتلر الاعظمي مواطن بسيط من اهالي
الاعظمية يدعى جاسم ويكنى بابو تقي اشتهر هذا الرجل في الاعظمية والكاظممية ومناطق
عديدة من بغداد في خمسينات وستينات وسبعينات القرن الماضي .
كان معجبا بالزعيم الالماني ادولف
هتلر ايما اعجاب وله شبه عجيب به وكان يقلده بحركاته وسكناته وطريقة كلامه وعصبيته
وبتحيته المشهورة برفع الذراع الامام (هايل هتلر) واصبحت فيما بعد جزء من شخصيته
وبعد ان سيطرت عليه هذه الاوهام قص شاربه وشعره على طريقة هتلر واخذ يرتدي المعطف
الطويل ويحمل عصا المارشالية ويسير متبخترا بالشوارع كانه هتلر والناس (متقصر)
بهذا الموضوع واخذو ينادونه بالزعيم وهو منتشي ومزهوا باعجاب الناس به ويرد عليهم
بالتحية النازية هايل هتلر .كل الناس الذين عايشوه وانا منهم وادركته اوائل السبعينات
متفقون على انه نسخة ثانية قلبا وقالبا من الزعيم الالماني الراحل هتلر.
في يوم من ايام السبعينات وقرب مقهى
الجرداغ المشهورة بمنطقة السفينة استوقفه احد اصحاب المحلات المجاوره للمقهى
(ابراهيم ابو البورك ) قائلا له استريح زعيم فاجابه بنبرته العصبية المعهوده
وبكبريائه المعروف لا ابو خليل عندي شغل فسأله ابراهيم زعيم وين رايح فاجابه
الجماعة عازميني بكهوة الجرداغ , اليوم الزعيم (هتلر) يطلع بالتلفزيون ويريد ايسلم
عليه فعيب لازم اكون موجود وكان في ذلك الوقت برنامج شيء من التاريخ لمقدمه د,
محمد مظفر الادهمي وهو يقدم بعض الحلقات التلفزيونية عن الزعيم الالماني هتلر .
وفي مرة اخرى كان يسب ويشتم وهو يمشي
فاستوقفه ابو سلام (اسماعيل الدليمي) مصلح التلفزيونات قرب المقبرة الملكية وسأله
عن السبب ولماذا يسب ويشتم الحكومة فاجابه بانهم كلاب ولد كلب ميرخصون العرك
ويخلون العالم تتونس ..
كان يعمل بالبناء وتكسير الصبات
الاسمنتية و قوي الجسم مفتول العضلات . وكان الناس من اهالي الاعظمية ينمون فيه
هذه الروح بقصد او بدون قصد واهدى له احد الاصدقاء معطفا طويلا من الحقبة النازية
(ابو السراوين ) وكان يحوي على عدد كبير من الازرار المعدنية اللماعة وقد علق وسام
النازي (الصليب المعقوف ) على صدره اضافة لعدد كبير من النياشين والاوسمة
الالمانية .
كان دائم التردد على قهوة شهاب توشه
بالاعظمية مقابل جامع الامام ابي حنيفة النعمان (مجاور حلويات نعوش المشهورة) وكان
الشباب والناس يستقبلونه بالترحاب (هلو زعيم) وكان يمشي مشية عسكرية بعصى
المارشالية التي لايفارقها ابدا وهو يحي الجماهير .
كان المرحوم شعوبي ابراهيم عازف
الجوزة وابن الاعظمية يجلب له مسجل للمقهى وقد سجل عليه (بصوت شعوبي طبعا) تسجيلات
من اذاعة برلين باللغة العربية وبصوت مذيعها المشهور يونس بحري ( هنا أذاعة صوت
العرب من برلين ,الفوهرر (يعني هتلر بالالمانية) يرسل تحيته وسلامه الحار الى جاسم
ابو تقي في بغداد ), ويختمها شعوبي بالنشيد النازي الالماني .
وفي احد الايام بدا ابو تقي زعلانا
ومتضايقا جدا فسأل عن السبب فاجاب ان الاعتبارات والاصول قد فقدت من الكباريه (اي
الناس الكبراء), هذا كان بسبب زيارة المرحوم احمد حسن البكر للاعظمية ولم يمر على
هتلر كهوه توشه لزيارته وهذا عيب برأي ابو تقي ومخالف للاعراف الدبلوماسية بين
الزعماء .
كان الناس وخاصة الشباب فرحين بوجود
الزعيم هتلر (ابو تقي ) بينهم فيضحكون معه ويمازحونه لكن على طريقته بتعظيم روح
الزعامة فيه وانه الزعيم الاوحد . كان يقف فجرا بملابسه ومعطفه وعصا المارشالية
التي اهداها له احد العسكريين قرب جسر الائمة بالاعظمية وهو يحي الجنود او
السيارات العسكرية الماره بالتحية النازية (هايل هتلر) والعسكريون يردون التحية له
بكل جديه وهو موهوم بانه هتلر فعلا , ولما سئل عن سبب وقوفه في الصباح الباكر وفي
البرد او المطر قال انه يبعث بالجنود الروح العسكرية القتالية لاان الحرب العالمية
الثالثة على الابواب ..
كانت تحيط به دوما في مقهى شهاب توشه
مجموعة من المعجبين ويتندرون عليه بشتى القصص الوهمية منها ان هنالك محاولة
لااغتيالك ايها الزعيم من قبل قوات الحلفاء وعلى راسهم تشرشل وان القناصه
سيستهدفونك من فوق منارة ابي حنيفة لذا يجب عيك الانسحاب خوفا على حياتك ومستقبل
النازية ويترك المقهى بحذر وخوف ويحيط به الشباب لحمايته اثنان من الامام ومثلهم
الم الخلف والجوانب ويسيرون مسيرة عسكرية الى بيت الزعيم .
اهدى له جارنا المرحوم عدنان الشطب
بايب معوج وتبغ اجنبي جلبه له من المانيا في احد رحلاته على انه من مخلفات الزعيم
ومما لايعلمه ابو تقي ان هتلر كان يمقت التدخين والمشروبات الكحولية ولم يتذوقها
كل حياته وكان مشروبه المفضل هو الشاي .
في اوائل السبعينات تم استملاك
المنطقة المجاورة لجسر الائمة وتعرض بيت ابو تقي للاستملاك ورفض ان ياخذ التعويض
عن داره المستملكة لاانه زعلان على الرئيس البكر لانه لم يزره حين مجيئه للاعظمية
.
كان له مقعده المفضل في مقهى توشة
والويل كل الويل لمن يجلس مكان الزعيم وكان حين جلوسه تنهال عليه عبارات التمجيد
والتفخيم اشلونك زعيم , الله بالخيرزعيم , حساب الزعيم واصل عليه, الى اخر عبارات
الاستحسان والتمجيد واصبح موهوما بالزعامة وتقمصه لشخصية هتلر حتى فقد شخصيته
الاصليه .
وهنالك رواية لا دري مدى صحتها بان
احد شركات الانتاج السينمائي العالمية في الستينات قد بعثت مندوبها الى بغداد بعد
ان علمت بالشبه الكبير بينه وبين هتلر لمفاوضته على تمثيل فلم يجسد قصة حياة
الزعيم الراحل هتلر ولا ندري ماحصل بعد هذا اللقاء .
وهنالك روايه اخرى عن قيامه ببناء
باب غرفته عليه من الداخل حزنا حين علم بانتحار الزعيم الالماني هتلر عام 1945
وفي بداية الاحتلال الامريكي واثناء
حملات التفتيش بالاعظمية شاهد الامريكان صورة ابو تقي في ستوديو زهير كاكا في شارع
20 واعتقدوا ان المصور تعمد وضع صورة هتلر ولم تفيد محاولاته لشرح الموضوع
وافهامهم ان هذا جاسم ابو تقي وهو شخص عراقي من الاعظمية وقامو بتكسير المحل
وتمزيق الصورة.
***************
محمد المشاط.... ان لم تستح فقل ماشئت
أبو ياسر
السيد محمد المشاط، رئيس جامعة الموصل ووزير التعليم العالي والبحث العلمي سابقا، ثم سفير العراق للفترة من العام 1979 ولغاية العام 1991، في كل من فيينا وباريس ولندن وواشنطن. لم يزور العراق، الا في حالات الاستدعاء للتشاور، وكانت قليلة جدا. لانريد ان نعرج في هذه العجالة على تاريخه الشخصي وتاريخ عائلته، بيد انه من الضروري الاشارة الى انه من التبعية الايرانية وكان لقب عائلته (شانه ساز) أي صانع الامشاط ( جمع مشط)، وبعد ان انعم، الرئيس السابق صدام حسين، عليه وعلى عائلته الجنسية العراقية بعد تحويل تبعيتهم من الايرانية الى العثمانية. ترجموا اللقب الايراني الى العربية وتلقبوا بـ (المشاط) ومازال شقيقه (أحمد شانه ساز) في طهران، صاحب محلات بيع الحلويات يحمل اللقب القديم.
كتب السيد مشاط مقالين هزيلين في صحيفة الشرق الاوسط، الاول في نهاية العام الماضي والثاني، الذي كان تكرارا للاول في شهر آذار من هذا العام، هاجم فيهما الرئيس السابق صدام حسين وطعن بمواقفه من القضية الفلسطينية، وذكر فيهما أن التعليمات التي صدرت اليه، عندما تولى منصب سفير العراق في واشنطن بعدم اثارة اليهود الامريكان. ثم أخيرا عزف نفس المعزوفة المشروخة في مقاله (صدام الكهل والقاضي الشاب) في أحدى المواقع الاسلامية.
عملنا مع السيد المشاط في أحدى السفارات العراقية، ومعرفتنا به ليست سطحية، وأحتراماً منا لخصوصيات الاشخاص فأننا لا نخوض في ذكر أي جانب من تصرفاته وسلوكه وقدراته العلمية والثقافية وعنجهيته خلال عمله سفيرا للعراق وممثلا لصدام حسين في البلدان التي عمل فيها، ولكننا نظرا لتمادي السيد المشاط في عدم الوفاء لمن أحسن اليه وكرمه، أضطررنا الى ذكر حقيقة لايعلمها ألا عدد قليل من الناس، ونترك الحكم عليه لمن يقرأ هذا المقال.
خلال العدوان العسكري الامريكي الغاشم على العراق في 17/1/1991 كان السيد المشاط سفيرا للعراق في واشنطن. غادر الولايات المتحدة الى النمسا في طريق عودته الى العراق عقب قطع العراق علاقاته الدبلوماسية مع الولايات المتحدة الامريكية وبعض الدول المتحالفة معها. ولكنه بدلا من العودة الى العراق بقي في النمسا. بتاريخ 9 شباط، فبراير 1991 ارسل برقية رمزية (جفرية) من فيينا عن طريق السفارة العراقية في عمان، لأنها كانت حلقة الاتصال بين وزارة الخارجية العراقية وبين سفاراتها في بقية انحاء العالم بعد انقطاع اتصالات العراق بالعالم الخارجي. وردت البرقية ضمن البريد الوارد من عمان الساعة الرابعة فجرا الى المقر البديل لوزارة الخارجية في كلية صدام الطبية في الكاظمية، وبغداد حينذاك، بل العراق بأكمله يلتهب بالنار وقصف الصواريخ والطائرات وعشرات من الشهداء يتساقطون في ارجاء العراق يوميا.
وفيما يلي نص البرقية التي ارسلها السيد المشاط.
((السيد الرئيس القائد صدام حسين حفظه الله ورعاه من السفير محمد المشاط. سيدي القائد بعد مغادرتي مقر عملي متوجها الى بغداد لأكون بجانبكم وبجانب المقاتلين الابطل للذود عن الوطن والدفاع عنه ضد العدوان العسكري الامريكي الغاشم. خلال توقفنا في فيينا أصيبت زوجتي بوكعة صحية ادخلت بسسبها المستشفى. بعد اجراء الفحوصات قرر الاطباء اجراء عملية جراحية عاجلة لها. سيدي القائد ترددت كثيرا قبل ارسال هذه البرقية والعراق في هذه الظروف. أن عظمتة سماحتكم وقلبكم الكبير شجعاني لأرسالها. ان مصاريف العملية الجراحية لزوجتي هي 60 الف دولار. فارجوا من سيادتكم وكرمكم الابوي الموافقة على صرف النفقات لأن مرضها خطير. ليحفظكم الله ذخرا للعراق العظيم سيدي القائد.)). (البرقية محفوظة في شعبة الاتصال وآرشيف مكتب وزير الخارجية في الاضبارة المرقمة م.خ/ 1/ خاص/ العدوان الثلاثيني).
أطلع على البرقية السيدان طارق عزيز وزير الخارجية ومحمد سعيد الصحاف وزير الدولة للشؤون الخارجية حينذاك. علق طارق عزيز على البرقية (هذا ما يعرف ظروفنا، ما يستحي يطلب مثل هذا الطلب في مثل هذا الوقت). ومع هذا رفع البرقية الى سكرتير الرئيس حامد حمادي لعرضها على الرئيس. بعد يومين جاء الجواب من السكرتير بما يلي ((أمر السيد الرئيس القائد بصرف نفقات علاج زوجة السفير محمد المشاط. يتمنى سيادته لها الصحة والسلامة)).
طلبت الوزارة من سفارتنا في فيينا صرف المبلغ. بعد مرور اسبوع واحد من ابلاغ السفارة بصرف النفقات، وردت برقية أخرى من السيد محمد المشاط يشكر فيها السيد الرئيس ويبلغه بان الاطباء قرروا ضرورة بقائها في المستشفى لمدة 10 أيام أخرى للنقاهة والعلاج، وطابت المستشفى دفع مبلغ 30 الف دولار مقدما لتغطية فترة النقاهة والعلاج. وافق الرئيس السابق على طلبه الثاني أيضا، وبغداد تستقبل يوميا عشرات الصواريخ ونحن في الملجىء نأكل البطاطة والبيض المسلوق ونجرى المراسلات مع السفارات تحت ضوء الشموع .
في شهر نيسان 1991. أختفى السيد المشاط من فيينا. ولم يعود الى العراق. ارسل الدكتور عبد رحيم الكتل، سفير العراق في فيينا برقية الى الوزارة جاء فيها. ((بعد تدقيق القوائم المقدمة من السيد المشاط عن نفقات اجراء عملية جراحية لزوجتة ولفترة النقاهة والعلاج وبعد التدقيق تبين انها مزورة وان زوجته لم تجرى لها اية عملية. حاولنا الاتصال به فلم نفلح لمغادرته محل اقامته دون ان يعلمنا.))!!! أبلغت البرقية الى السكرتير، فأجاب (أمر السيد الرئيس القائد بحفظ المعاملة وغض النظر فيها)!!!
تبين فيما بعد ان السيد المشاط لجأ الى هذه الطريقة لكي يماطل في العودة الى العراق أنتظارا لما سيؤول اليه العدوان العسكري على العراق حينذاك. على أية حال تسلم من السفارة العراقية في فيينا مبلغ (90) الف دولار عن طريق الغش والاحتيال وعن طريق المتاجرة بمرض زوجته!!! ثم سافر وأستقر في فانكوفر بكندا ليستمتع بصرف المبلغ الذي صرفه له صدام حسين في الوقت الذي كان فيه العراق بحاجة الى دولار واحد!!!
لم يكتفي السيد المشاط بذلك، بل أرسل، وبكل صلافة وقباحة، رسالة الى السيد وزير الخارجية الاسبق عام 1998، يعرض فيها خدماته لتصدير الادوية الى العراق من كندا ضمن برنامج النفط مقابل الغذاء والدواء. (مؤكدا فيها على انه مازال مخلصا للعراق ولقيادة السيد الرئيس القائد صدام حسين حفظه الله ورعاه) على حد تعبيره في رسالته.
السيد محمد شانه ساز... ، فقل بعد هذا ماشئت، لأنك لاتستحي. ولأنك من صنف أؤلائك الذين يأكلون من الماعون ويوسخون فيه!!!
كاتب من العراق
*************
الأمم المتحدة والرقابة المفقودة على بعثتها في بغداد
نزار السامرائي
على الرغم من أن الأمم المتحدة لم تنهض بواجبها الأخلاقي والقانوني في إدانة الخروج على ميثاقها وقراراتها من قبل دولتين دائمتي العضوية في مجلس الأمن الدولي وهما الولايات المتحدة وبريطانيا، وذلك عندما بدأتا غزو عام 2003 والذي انتهى باحتلال العراق، من دون حصولهما على إجازة من جانب مجلس الأمن للذهاب إلى خيار الحرب، تحت لافتة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، ولصلته المزعومة بالإرهاب الدولي، على الرغم من ذلك كله، فقد بقي دور الأمم المتحدة مطلوبا في ممارسة دور الرقيب على ممارسات الاحتلال والانتهاكات المنهجية لميثاق الأمم المتحدة وللإعلان العالمي لحقوق الإنسان. ذلك أن قوات الاحتلال وهي قوات تتبع دولا كثيرة وليست أمريكية وبريطانية فقط، كانت تتعامل بمنتهى القسوة والوحشية من المواطنين العراقيين وخاصة النساء والأطفال وكبار السن، وربما تركت للأجهزة الوريثة التي شكلتها الولايات المتحدة ودربتها وأعطتها فلسفة عملها مع المواطن العراقي، أي ألبستها عقيدتها القتالية كقوة ردع للمواطن وزجر له، استنادا إلى أفكار غرسها بعض الهاربين من العراق وباعوا أنفسهم لشيطان غواية المال والسلطة، وأجرّوا خدماتهم للمخابرات الأجنبية، من أن المواطن العراقي صعب المراس طالما تعاملت معه باحترام، ولكن زجره والتعالي عليه بل واحتقاره هو الطريق الوحيد الذي يوصل إلى استقرار هذه القوات في العراق من دون ردات فعل غاضبة على وجودها أو على سلوكها. وكما صمت أمين عام الأمم المتحدة السابق كوفي عنان على تحضيرات الغزو ولم يدن بشكل صريح العدوان على بلد عضو مؤسس للأمم المتحدة، ولم يحرك ساكنا وهو يرى كيف تمت عملية تدمير بنية الدولة فيه، وتحويله إلى ساحة للصراعات الإقليمية والدولية، وأصبح شاهد زور على ما كان يحصل في العراق من صور بشعة وانتهاكات غير مسبوقة لكرامة المواطن العراقي على مدار ساعات اليوم، والاعتداءات على حرمة البيوت ومن فيها من دون اكتراث للقوانين السائدة وكأن ذلك يجري في مجرة أخرى، نعم كما حصل كل ذلك من كوفي عنان وهو مدان قانونيا وأخلاقيا، فقد واصل الأمين العام الحالي للأمم المتحدة بان كي مون هذا الصمت الذي فسره أكثر المراقبين حيادا، على أن تشجيع لعملية الإجهاز على ما تبقى من بناء للدولة العراقية، لاسيما وأن حقبة "بان كي مون" قد شهدت توسعا حادا في نهب ثروات العراق بل أصبح العراق سلعة معروضة للبيع في مناقصات عالمية، لأنه لم يكن بوسعه الدفاع عن نفسه وسيادته على أمواله بسبب حصره تحت طائلة البند السابع من الميثاق، مما يعد تواطؤا مكشوفا وسيئ النوايا والدوافع مع قوى الغزو والاحتلال لا يمكن الدفاع عنه أو تبريره تحت أي ظرف من الظروف، فأضاف التغاضي عن حقوق العراق إلى ما يعانيه المزيد من الأعباء والضغوط، مما لا يمكن أن نجد من يتحمل تبعاته غير الأمين العام الحالي كما تحمل بعضها الأمين العام السابق. لا تستطيع الأمم المتحدة تبرير صمتها بأنها مقطوعة الصلة عما جرى ويجري في العراق، أو أن التقارير التي تصلها فاقدة للمصداقية، فللأمم المتحدة مكتب يعمل في الساحة العراقية ويجب أن يكون العين الأمامية للأمانة العامة ليضعها في صورة ما يجري بعيدا عن التقارير المنحازة التي تقدمها حكومة بغداد أو الجهات القريبة منها، في هذه الحالة سيكون على مكتب الأمين العام للأمم المتحدة واجبا مزدوجا في وقت واحد، فمن جهة عليه أن يراقب المشهد السياسي في العراق وكذلك العمل بحرص بالغ على حماية أموال العراق وضمان حرية الوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة أن تعمل بحرية ومن دون أية قيود لمراقبة التزامات الحكومة في مجال حقوق الإنسان، ومن جهة أخرى على الأمين العام مراقبة عمل مكتب الأمم المتحدة وممثله في العراق مارتن كوبلر ومدى تطبيقه للمعايير المعتمدة في الأمم المتحدة أثناء تأديته لواجباته في العراق. إن مارتن كوبلر كما هو شأن من سبقه في منصبه، تصرف بمحاباة وانحياز فاضح إلى جانب حكومة نوري المالكي، بحيث استدعى ذلك تساؤلات جدية من جانب العراقيين وخاصة من خارج العملية السياسية التي رعتها الولايات المتحدة، بل حتى من داخل هذه العملية من خارج التحالف الذي يقوده المالكي، عن مدى ما يتمتع به ممثل الأمين العام في العراق من حيادية ونزاهة في تعامله مع الكتل والمكونات السياسية والعرقية والدينية والمذهبية. إن سؤالا ملحا عما إذا كان ممثل الأمين العام قد أرسل إلى العراق من أجل نثر البخور حول إجراءات وتدابير المالكي بصرف النظر عن تطابقها مع ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان من عدمها، بما في ذلك انتهاك حقوق المعتقلين والمعتقلات في السجون الحكومية والمرتبطة بمكتب نوري المالكي نفسه، وخاصة اغتصاب النساء وحتى الرجال، والإبقاء على الأبرياء في السجون لسنوات عدة من دون أن توجه لهم تهمة محددة، أو إبقاء المحكومين المنتهية محكومياتهم لمدد تفوق مدة محكوميتهم الأصلية وكل ذلك كان يتم بموجب المادة 4 إرهاب أو استنادا إلى وشايات المخبر السري، أم أنه شغل هذا المنصب الرفيع ليكون مدافعا عن العراقيين جميعا ومراقبا لسلوك الأجهزة الحكومية في تعاملها مع المواطنين، أو على الأقل عليه أن يوازن بين طرفي المعادلة المرسل من أجل رعاية توازناتها القلقة، وإبداء الرأي الصريح حتى إذا طلبت حكومة المالكي اعتباره شخصا غير مرغوب، فالمهمات الإنسانية تتطلب طرازا من الرجال الذين لديهم الاستعداد للتضحية بمصالحهم من أجل قول كلمة الحق والدفاع عن العدل. على هذا فإننا نفترض أن الأمين العام وكما كان يتابع ملفات إقليمية أو دولية متقاربة مع سخونة الملف العراقي، مطالب بأن يتولى مهمتين في وقت واحد، الأولى مراقبة المشهد العراقي الداخلي وتطورات الأحداث فيه ونمو فكرة التسلط لدى الحكومة وهضم حقوق الأفراد الجماعات المعارضة حتى من داخل العملية السياسية، والتي تتحول تدريجيا إلى سلطة مستبدة غاشمة، أما المهمة الثانية التي نرى أن الأمين العام للأمم المتحدة لم يكلف نفسه مراقبتها بدقة وشفافية، فهي مراقبة مكتب ممثل الأمين في بغداد والطريقة المنحازة في تعاطيه مع الشأن العراقي، من أجل تصويب تحركه حيثما اقتضت الضرورة، ذلك أن الاكتفاء بالتقارير التي ترده من مكتب كوبلر سيعني تشجيعا على الفساد السياسي. إننا نقدر أن الأمين العام في أول زيارة له لبغداد اتخذ قرارا نهائيا مع نفسه بأن لا يزورها مرة أخرى، فذكريات الانفجار المدوي الذي حصل على مقربة من القاعة التي كان يعقد مؤتمره الصحفي مع نوري المالكي، ما تزال ثقيلة على أذنيه وعينيه وهو لا يستسيغ تكرار تجربة أن يراه الملايين من بني البشر وهو في حالة رعب من صوت الانفجار، لكن ذلك لا ينبغي أن يدعه ينتقم من العراقيين بتسليم ملفهم إلى موظفين لا يمتلكون المصداقية والنزاهة، ويتوقف عن مراجعتهم بين مدة وأخرى للتعرف على الغاطس من حقائق ما يجري في العراق، إن الأمين العام للأمم المتحدة يجب أن يعرف أن عليه واجبات يمليها عليه الميثاق ولسنا نريد أن نعلمه أو نذكره بها فهو القائم عليها وهو الموظف الأممي الأول الذي يتقاضى مرتبه من أجل ضمان الالتزام بها، وفي مقدمة هذه الواجبات وضع حد لانحياز ممثله في بغداد إلى جانب حكومة صادرت الحقوق وانتهكت الحرمات، وإن لم يفعل بان كي مون فإن العراقيين الذين يشعرون بالضيم والظلم والقهر، لن يترددوا في عرض قضيتهم أمام المحاكم الدولية التي لا تحاسب الجناة فقط وإنما تحاسب الساكتين على جرائم القتلة وسراق السلطة والمال العام ومزوري التاريخ والذين جلبوا للعراق كل هذا الدمار. ****************
اقرأ
ايضا د. أبا
الحكم - إيران بلغت من الوقاحة حداً .. لا يمكن السكوت عليه .!!
http://www.dhiqar.net/Art.php?id=31439
ضياء
حسن - ليست هي المرة الأولى أن تحاصر الأعظمية ولكن أين هم محاصروها في التأريخ
القريب ؟
بعض الكلام الذي يقال في النوائب والمصائب يبدو ثقيلا وباردا مهما كان عذبا ودافئا .. ومهما كان فيه من الأسبرين والمهدئات والعقاقير .. ومهما كان بردا وسلاما فانه يقع على الجرح كما لو كان ملحا ..
وبعض الكلام الذي نقوله يملأ الصفحات ولكنه يقع من الدفاتر كما تقع الأوراق المتعبة الصفراء من الشجر في عواصف الخريف .. وكما تنفرط حبات العقود عندما تنقطع خيطانها .. فتتبعثر الكلمات كما تتبعثر خرزات العقد وحبات الياقوت الحمراء ولانقدر على جمعها ونظمها اذا لم نمسك بالخيط ثانية ..
في كل تفجير ارهابي ينفرط عقد الكلام الجميل وتتبعثر حبات اللؤلؤ والزمرد على الأرض .. وتقع أيقونات اللغة على التراب في كل مكان .. فماذا يقال للدم .. غير كلام من دم؟؟ وهل احمرار الياقوت يساوي احمرار الدم؟؟
أحس أحيانا أن الكلام يمكن أن يتحول الى قمامة وانه يستحق أن نتعامل معه بالمكانس اذا لم يقل ماتريد قلوبنا بصدق أو اذا كان فقط صدى لما يريد الآخرون .. ولذلك فلن أقول صدى مايريد الآخرون بل مايريده قلبي ..وقلبي هو خيط العقد الذي سيحمل الياقوت الأحمر..ياقوت الدم..
أما كلام القمامة فقد انفردت فيه لغة المعارضة وثورات الربيع طوال سنتين .. فبعد كل بيان واجتماع وتصريح وتفجير كنت أقوم بكناسة الكلام المتساقط من الشاشات المعارضة والثورية والذي تراكم على الأرض كشظايا البلور المحطم .. كناسة كلام المعارضة كان دوما عملا ضروريا واسعافيا لأن من يسير حافيا على كلام الثوار سينزف من عقله لا من قدميه وستنغرز شظايا الزجاج في عينيه .. فلاتتعبوا أنفسكم في قراءة تفجير دمشق وتفسيراته ..لأن رسائل التفجير وصلت الى عناوينها دون أن تخطئ .. وقام بتسليمها سعاة بريد جبهة النصرة ..
ففي تفجير دمشق انتقلت القطعان الثورية الهائجة الى حالة فريدة وهي أنها لم تعد تعبأ بالرأي العام السوري ولابخداعه كما دأبت طوال سنتين .. فقد طاف بها الكيل .. بل صارت تغامر غير مكترثة بالمجاهرة بالحيوانية والعنف .. ولم تعد حريصة على ادخار آخر مالديها في ذخائرها الثورية من خطابات ظمئها للحرية والانعتاق .. نعم لقد قررت المعارضة التخلص من حالة الحرج والتمثيل التي امتهنتها طوال سنتين .. حيث كانت تقتل وتتهم النظام .. وتفجر الشوارع وتمسح أيديها المضرجة بالدم بجدران أجهزة الأمن السورية وتتهمها بأنها تريد اخافة الناس من الثورة السلمية وثورة الكرامة ..وتذبح الضحايا وتمسح سكاكينها باسم الرئيس وعائلته .. لكنها اليوم قررت الخروج من عباءة البراءة وصوف الخرفان الوديع وصمت الحملان دون وجل .. ولم تعد تعنيها آراء الناس ولاتعاطفهم معها ولااقتناعهم بطهارتها لأسباب كثيرة سنمر عليها ..
ومما يلفت النظر كثيرا هو أنه حتى المجلس الوطني والائتلاف قررا أن عملية خداع الناس لم تعد ضرورية خاصة بعد الأدلة الدامغة على أن ثورجيي الكرامة هم من ينسف الشوارع ويرسل الانتحاريين المجانين .. فتغطى الائتلاف بالأمس باعلانه التقية بأول ادانة لتفجير ارهابي .. ولم يتأخر في الادانة الا سنتين فقط !!.. أي بعد خراب البصرة كما يقال .. لكنه في اعلانه هذا فانه كان يقر بشكل غير مباشر ولأول مرة بأن الثورة هي من قامت بالتفجير لأنه لم يقم كما اعتاد باستعمال الأغطية والملاحف الكبيرة والشراشف في اخفاء الثورجيين عن مسرح الجريمة .. ولم يقم كعادته بمسح الدم عن سكاكين الثورة وانيابها .. ولم يتبرع كما اعتاد بالتبرع بارشاد الناس والسير في مقدمة العراضة الى حيث القاتل من أجهزة الأمن السورية.. بل اكتفى ببراءة باعلان الادانة .. وهذا يعني أنه يريد أن يقول : "نعم ليست الدولة من يقوم بالتفجير .. بل نحن من يقوم بالتفجير" .. وفي اعماق هذا الاعتراف غير المباشر حاجة ماسة لاعلان المسؤولية .. وغاية الاعتراف هي الدفاع عن الموقف العسكري للثورة وهي تتعرض للقضم اليومي.. فترد بالتفجير لتقول:
ان من يعتقد أن هناك ضعفا في الثورة أو أنها واهنة فهو واهم ..
ومن ينتظر سقوطها الوشيك فهو واهم ..
ومن ينتظر قبولنا الحوار فهو واهم ..
ومن ينتظر الحل السياسي فهو واهم لأن الحل هو عسكري .. وعسكري فقط ..
كتبت المعارضة رسالتها على أوراق من أجساد السوريين ووتركت الرسالة في بريد منطقة المزرعة على قارعة الطريق واختارت أهم نقطة التقاء لطرق في دمشق حيث يكاد كل سوري قد مر مرة واحدة على الأقل في حياته من تلك النقطة لأن تلك النقطة هي الطريق نحو جميع سورية .. فلا يوجد سوري مر في دمشق لم يدخل عبر تلك العقدة والطريق الشهير (شارع الثورة) .. أو مايسمى أبهر دمشق .. ان تلك النقطة هي الشريان الأبهر لدمشق ومنها تسافر ضخات الحياة نحو سورية كلها .
تقول الرسالة الثورية مايلي ودون مواربة: هانحن في الشريان الأبهر ..فاما نحن واما هو؟ .. أي اما أن تقبلوا بنا بالقوة حكاما قادمين والا فسنرسل كل يوم رجلا آليا مبرمجا يسمونه (انتحاري) .. يرسل ابناءكم الى الموت .. سلّموا أيها السوريون .. فتسلموا ..
في تكتيك التفجير يراد بث الرعب في نفوس السوريين فيقبلون بما لايقبلون به .. رغما عن أنوفهم ..للوصول الى معادلة جورج بوش الشهيرة: "من ليس معنا فهو ضدنا .. وغالبية السوريين ليست معنا .. فهم ضدنا ..ومن ضدنا يجب أن يموت"..
وفي هذه العقلية يكمن خطر مميت لأنها تضع نفسها لأول مرة في مواجهة الجميع علنا .. وتقرر بشكل مجنون استفزاز جميع الشرائح الشعبية حتى الرمادية منها..وهي التي ستضع عنق المعارضة تحت حد المقصلة ..
هذه الأوهام والقمامات الثورية هي مايستدعي أن نحمل مكانسنا وننظف الطرقات منها ثم نرمي بها الى الحاويات العفنة.. لاتسيروا فوق هذا الزجاج المهشم من الأوهام والحطام كيلا تصاب بالجراح عقولكم وعيونكم .. لأن رسالة القمامة الثورية تقول للسوريين بالحرف مايلي:
1- لم نقدر على الأسد ولا على جيشه بعد سنتين من دعم الدنيا كلها لنا .. ونعترف أننا فعلا لانقدر عليه .. ولن نقدر عليه وجها لوجه لافي ساعة الصفر ولا في البركان ولا في الملاحم .. وعليكم أن تعينونا عليه لأنه ثبت في مكانه بسببكم وخسرنا معركتنا بسببكم .. فكما نصرتموه وانتصر .. فان عليكم أن تخذلوه كي ننتصر ..
2- ومما تقوله الرسالة من تحت ركام الأوهام رسالة على نقيض مبدأ قديم يقول: اضرب الراعي تتشتت الأغنام .. ليصبح مبدأ الثوار هو (شتت الأغنام لتضرب الراعي) .. ان ضرب العائلة يوجع راعيها .. لذلك فلنضرب الأسد حيث يتوجع ..اضربوه في أكثر نقطة توجعه وتجبره على الأنين .. اي اضربوا الأسد في "عائلته الدمشقية" .. وعائلته هم الشعب الذي رفعه ووضعه في قصر الرئاسة .. وهي الشعب الذي ملأ الساحات دعما لبرنامجه السياسي ..وضرب العائلة سيوجع كبيرها وراعيها .. اضرب الأبناء يتراجع الوالد .. اضربوا الاخوة .. يتقهقر الأخ المحارب ويبتعد عنا ..
3- ومما تقوله الرسالة ان الضغط العسكري في الأرياف خانق على الثورة .. والثورة تريد أن تتنفس فالحذاء العسكري في فمها في الريف يضغط وهو يعصر رقبتها عصرا .. فتقرر المعارضة أن تضرب بذيلها في أي مكان مؤلم لتخفيف الضغط عنها .. وضرب المدنيين أشد ايلاما من ضرب العسكريين ..هذا الاستنتاج مبني على اعترافات ووثائق القي القبض عليها وفيها مراسلات واقتراحات سابقة من بعض صقور (الثورة) بأن تخفيف الضغط عن المقاتلين في الارياف لن يتم الا عبر الضغط على النظام عبر المدنيين .. وسيقوم طرف ثالث بتسليم رسالة تهديد للنظام بأن استمرار الضغط العسكري على عنق الثورة الريفي سيدفع ثمنه النظام في شوارع مدنه .. وهذا ماسيخلق حالة من النقمة لدى المدنيين من تردي الوضع الأمني اذا ماتتالت التفجيرات .. لأن الضغط الشعبي كفيل برفع حذاء الجيش عن أعناق الثورة..
4- هناك طرف لايزال يريد عصر المفاوضات بين الدولة السورية وخصومها الدوليين في المنطقة حتى آخر قطرة فكان تصريح العربي والابراهيمي عن ضرورة استبعاد الرئيس الأسد من الحلول بعد شيوع أجواء انفراج وتلا هذه التصريحات مباشرة تفجير دمشق (الذي كان يتنبأ به البعض بعد تلك التصريحات التي بدت موطئة له) ليزيد من الوزن النوعي لتصريحات العربي والابراهيمي ..
------------------
في التعامل مع العمليات الانتحارية لاتوجد هناك بطولة لأنها هي بحد ذاتها من أسهل أنواع العمليات تنفيذا .. فهذه العمليات يمكن ان تنفذ كل يوم في كل مدينة في العالم .. فأنت لاتريد الا حمقى يتصرفون كالروبوتات تتم برمجتها بعناية وفق برامج غسيل الدماغ .. وتحتاج الى متفجرات يمكن لأي شخص صناعتها من مواد كيماوية ..لم تنج منها لندن ونيويورك وتل أبيب
ولكن تعالوا نعرج على عباقرة الصهيونية عندما واجه الاسرائيليون سنوات الانتفاضة الفلسطينية وفوجئ الاسرائيليون بموجات من الاستشهاديين الفلسطينيين في مدنهم وشوارعهم لسنتين متتاليتين قتلت أربعة آلاف اسرائيلي .. فقرر الاسرائيليون الدخول في عملية سلام مع الفلسطينيين .. وعندما سئل رابين عن سبب قبوله للسلام بعد عناد ورفض قال: في الماضي كنا وعلى مدى عقود نخيف الفلسطيني بقتله .. لكننا اليوم أمام شخص يريد ان يموت .. فماذا يمكنني أن أفعل مع شخص لايريد أن يعيش بل أن يموت.. هل أقتله؟؟ لذلك دخلت عملية السلام ..
وتبين أن الاسرائيليين يراوغون ليكسبوا الوقت لأن رابين دخل عملية السلام مؤقتا ودوّخ الفلسطينيين بالمفاوضات ولم يعطهم أكثر من بلدية رام الله .. لكن في نفس الوقت كان الساسة الاسرائيليون يقومون بعملية دراسة واسعة للعقل الجهادي ويقومون بعمليات اختراق كثيفة أفقية وعمودية لجسم حماس من القاعدة حتى رأس الهرم .. فتم فهم سيكولوجيا العقل الجهادي .. واستعان الاسرائيليون بالعقل الوهابي لتدمير العقل الجهادي .. فكانت عمليات نيويورك تقريبا هي بداية نهاية موجات الانتحاريين الفلسطينيين .. وكأن من صمم عمليات 11 ايلول أراد منها احراج العمل الاستشهادي بأن حوله الى فعل جريمة وحشية حيوانية..ومنذ ذلك التاريخ خرجت العمليات الاستشهادية من شوارع اسرائيل نهائيا وتنقلت في شوارع العالم لتستقر في شوارع بغداد والعراق .. وأخيرا لتحط في دمشق حيث ترقد دجاجة القاعدة على بيوض جبهة النصرة لتفقس تلك الثعابين .. في عش المعارضة السورية .. عش الحرية والديمقراطية ..
فهل يقدر الاسرائيليون على شيء لانقدر عليه؟؟؟ مانعرفه حتى هذه اللحظة هو أننا نمسك بلجام المشكلة وأننا على ظهر الدابة .. وعلينا أن نشد اللجام .. حتى تتألم الدواب!! ..
هذه الأيام القاسيات ستمر .. شاءت المعارضة أم لم تشأ ..شاءت اسرائيل أم لم تشا .. شاءت تركيا والعرب أم لم يشاؤوا .. ونحن سنقبل التحدي .. وفي كل تفجير حقير نعرف أننا كنا على صواب في احتقارنا لهذه الثورة ولهؤلاء الثوار ولهذه المعارضة .. ونعرف أننا كنا على صواب في اختيارنا الوطني وفي رفضنا القطعي لمعارضة تقتل وتسرق وتبيع الوطن ..
وستغادر التفجيرات شوارعنا .. وسنسير في شوارعك يادمشق ولن نوقف دفق الحياة في شرايينها وشريانها الابهر .. لأن أجمل الموت هو أن يكون في دمشق وفي شرايينها وأوردتها .. ولأن أقوى الجذور هي التي تصنعها الشرايين في سفرها العميق في تراب الوطن .. وليس صحيحا أن طعم الموت في أمر حقير كطعم الموت في أمر عظيم .. فاذا كنا نموت فلنمت في دمشق .. حيث طعم الموت العظيم .. من أجلك يادمشق..من أجلك يادمشق...
تنص المادة 76 من الدستور علي انه "لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص دستوري أو قانوني" جاءت هذه المادة لتحد من العقوبات ممثلة في الاعتقالات السياسية والقرارات الادارية بناء علي تقارير مباحثية ضد معارضي النظام دون سند قانوني أو دستوري.. لحرمانهم من تأدية دورهم في خدمة الوطن في أي موقع كان.. وهي العقوبات التي مارسها نظام مبارك بلا حدود ضد معارضيه من كافة الاتجاهات. فكان هناك من تم اعتقاله وحبسه بل وتعذيبه في السجون دون جريمة ارتكبها أو ذنب اقترفه.. ونتيجة منعهم من أداء الخدمة العسكرية التي هي شرف لكل مصري أن يؤديها فداءً لمصر الغالية وهو ما تعرض له الكثيرون من ابناء تيار الإسلام السياسي ظلماً.. ويأتي قرار المحكمة الدستورية العليا بحرمان المستثني من أداء الخدمة العسكرية لمقتضيات الأمن اعتمادا علي تقارير أمن الدولة المنحل من الترشح لعضوية مجلس النواب الذي وصفه حزب البناء والتنمية بأنه يهدر حقوق الآلاف من المواطنين يأتي ليلقي بمزيد من الغموض وعلامات الاستفهام حول المسار الذي يسلكه القضاء أحيانا أهو متفق والنص الدستوري السابق الاشارة إليه أو متفق والقواعد الحاكمة التي تنص عليها مواثيق حقوق الإنسان والتي تعد المساواة بين المواطنين من أولها بل وأولوياتها.. كما يجعلنا نتساءل هل هذا المسلك القضائي يتفق والمضي قدما نحو تحقيق ثورة 25 يناير لأهدافها فالحرمان من أداء الخدمة العسكرية يكون منطقيا إذا جاء بناء علي عقوبة ضد المحروم ومفروضة عليه بحكم قضائي يستند علي نص دستوري أو قانوني وذلك طبقا لنص المادة 76 السابق الاشارة إليها.. أما إذا جاء الحرمان بناء علي تقارير جهاز أمن الدولة في عهد مبارك المخلوع فهذا ان دل فلا يدل إلا علي ان الثورة ليست وحدها هي التي ترجع للخلف بل ان كثيرا من الأحكام القضائية أشعر وكأنها أيضا تعيدنا لنقطة الصفر حيث بدأنا الثورة لمحاربة الاستبداد بالرأي واللامساواة بين البشر كما أشعر وكأنها تدخلنا في دوامات سياسية نتائجها الحتمية هي خدمة فئة سياسية علي حساب فئات أخري.. واعتقد ان قرار الدستورية بحل أول برلمان منتخب بعد الثورة وما أثاره من جدل سياسي وفراغ مؤسسي هدد أمن المجتمع كله وكذلك الأحكام القضائية الخاصة بمهرجان البراءة للجميع لرموز النظام السابق. أبلغ دليل علي ان الثورة لن يقف تقهقرها للخلف إلا إذا اخرج القضاء المصري العريق نفسه من دوامة المعارك بين شتات الأحزاب والحركات السياسية التي يعج بها مجتمعنا.. وأن نترك الفرصة للشعب المصري وحده بمختلف توجهاته لأن يمارس دوره في اختيار من يمثله بالانتخاب في مجالسه النيابية دون وصاية عليه من أحد حتي لو كان القضاء نفسه!!