12 مايو 2018

زهير كمال يكتب: قراءة في الانتخابات اللبنانية

شهد لبنان في 6 آيار / مايو انتخابات نيابية بعد فترة طويلة من الجمود قاربت تسع سنوات كان المجلس القديم يجدد فيها لنفسه ، ولهذا لم يكن بمقدور أحد معرفة التغيرات التي تحدث في موازين القوى ولا معرفة رأي الجمهور في المستجدات التي حدثت وتحدث في المنطقة العربية وهي أحداث ضخمة في حياة شعوب المنطقة ككل.
ميزة الانتخابات اللبنانية هي الشفافية  إذ لا يستطيع أحد تزوير إرادة الناخبين أو اللعب في صناديق الانتخاب وهذا ناتج عن الوضع الخاص بلبنان ، وفي هذه الانتخابات بالذات كان واضحاً هيمنة القوى والأحزاب السياسية على التقسيم الطائفي المعتاد.
ورغم العيوب الكثيرة للقانون الانتخابي المبني على أسس طائفية إلا أنه كان واضحاً وجود خطين متنافسين، كان لقوى المقاومة مرشحون في كل طائفة وكان لتيار المستقبل وحلفائه مرشحون منافسون لهم.
ورغم أن الهم الداخلي كان أحد مقاييس الناخب اللبناني بغض النظر عن الطائفة التي ينتمي اليها لكن الانتخابات كانت استفتاءً على خيارات سياسية في المنطقة.
كما انها تعتبر مؤشراً ونموذجاً للمزاج العام في المنطقة العربية ككل فالهم العربي واحد والمواطن العربي في الشرق الأوسط ككل يرى نفس الأخبار ويتأثر بالإعلام  الموجه له سلباً أو إيجابا ويحدد رأيه في الأحداث الجسام التي تتعرض لها المنطقة ككل.
وما يؤسف له أن انتخابات شفافة تعطي تلميحاً لتغير المزاج العربي، وتغير توجهاته السياسية لا نراها في كل الدول العربية ، فعلى سبيل المثال كانت انتخابات مجلس النواب الأردني ذات طبيعة محلية بحتة تغلبت فيها العشائرية نظراً لضعف الأحزاب السياسية فيه .
اما انتخابات الرئاسة المصرية فقد انتهت قبل أن تبدأ ، ففي العادة لا يحب الفرعون القابع على كرسي الحكم المنافسة على ما يعتبره حقاً شرعياً له .
وبهذا لا يكون أمامنا سوى انتخابات لبنان.
أكدت الجماهير أن حزب الله حزب سياسي ضمن التركيبة اللبنانية وقد دحضت بذلك الأنظمة العربية التي وصمته بالإرهاب، فمن نصدق رأي الجماهير أم رأي الأنظمة العربية؟
بل إن نجاح تيار المقاومة وحلفائه أثبت أن الشعب العربي لم تعد تنطلي عليه دعاية المد الشيعي المخيف الذي سيلتهم المنطقة بما فيها ، دعاية تم صرف المليارات من أجل تثبيتها في أذهان الشعوب . فقد شاهدوا ويشاهدون على أرض الواقع ماذا فعل المد الوهابي ومدى الدمار والتخريب الذي أحدثه في المنطقة ، ولمسوا ويلمسون التخلف المريع عندما سيطرت الفصائل الوهابية على بعض المناطق ومدى معاناة الناس من عقلية القرون الوسطى.
شاهدوا المستشفيات الإسرائيلية وهي تعالج جرحاهم لتدفعهم للقتل والتخريب ثانية.
وسيظل الموقف من إسرائيل هو البوصلة التي تحدد من يقف مع المستقبل المبني على المصلحة الحقيقية لشعوب المنطقة. وهذه الشعوب تدرك هذه المصلحة مهما حاول الإعلام غسل أدمغتها .
إضافة الى كون هذه الانتخابات  بين تيارين ، فإنه يمكن تلخيصها بأنها بين رجلين هما حسن نصر الله وسعد الحريري.
دفع حسن نصر الله بجنود المقاومة لتحرير لبنان من الإمارات الوهابية الصغيرة في جرود عرسال  وغيرها ، وأهدى النصر للجيش كي يكمل ما بدأه ، كانت عينه على مصلحة لبنان العليا ، وحدته وطابعه الفريد في المنطقة.
بينما قام رئيس وزراء لبنان السيد سعد الحريري بالاستقالة من خارج لبنان لزعزعة استقراره وتدمير تركيبة الفسيفساء التي تشكله.
لم يعرف تاريخ الشعوب منذ وجود منصب رئيس وزراء استقالة بدون سبب من خارج بلاده. ورئيس الوزراء خاصة في النظام البرلماني كما في لبنان ليس موظفاً عند الحاكم فهو يمثل البلد كله، ويجب أن يتمتع بشعور عال بالمسؤولية أي أنه يجب أن لا يخضع للإملاءات الخارجية مهما كان حجمها وقسوتها.
ولولا الموقف المسؤول والمشرف من رئيس الجمهورية ومن حسن نصرالله لما تم تحريره من معتقليه ، هؤلاء المعتقِلين (بكسر القاف) أنفسهم الذين كانوا يدعمون الإمارات الصغيرة في الجرود وهو نفسه الذي يشعر بالولاء لهم أكثر من ولائه لبلده لبنان. والغريب في أمر القوانين اللبنانية أن رئيس الوزراء يستطيع الاحتفاظ بجنسية بلد آخر، وربما يكون من المناسب الآن تغيير هذا القانون.
عاقب الناخبون سعد الحريري وتيار المستقبل عقاباً شديداً وانخفض وجودهم في البرلمان بنسبة لا يستهان بها.
وقد أشبع كثير من المحللين نتائج هذه الانتخابات وخطاب حسن نصر الله تحليلا ، ولكنهم لم يعلقوا على خطاب الحريري بهذه المناسبة.
في خطابه تعليقاً على الانتخابات قال الحريري : لقد واجهنا منافسينا باللحم الحي !!
احترت كثيراً في تفسير هذه العبارة الفخمة ، بالطبع يميل كتبة الخطابات ، خصوصاً اذا لم يكن هناك ايدلوجيا يتحلى بها صاحب الخطاب، الى وضع عبارات منمقة تبهر المستمعين. وعندما لم أستطع فهم العبارة خلصت الى أن الرجل وبدون قصد منه اخترع اسماً جديداً للدولار الأمريكي!
وكعادة السياسيين التقليديين في المنطقة لا بد من حشر إسرائيل لتحلية الخطاب ، فقد قال الحريري إن إسرائيل تبحث عن ذرائع لضرب لبنان وأن إسرائيل تهجم على الفلسطينيين ، ولم يكن هذا تحليلاً لنتائج الانتخابات بل تحلية لها.
وأجاب قائلاً إن لبنان هو النأي بالنفس، هذه العبارة التي يحلو له ترديدها رغم خلوها من المنطق ، فالمعتدي الذي يتربص بك ويريد أي حجة لضربك لا يمكن مواجهته بإدارة ظهرك له.
وأخيراً قال الحريري إن لبنان هو الحكومة وأن لبنان هو البيان الوزاري معتقداً أنه سيحكم بنفس الطريقة القديمة وبدون استخلاص للنتائج والعبر من درس الانتخابات.
لا يا سيد حريري لبنان هو الشعب اللبناني هو الجيش اللبناني هو المقاومة اللبنانية والتي لولاها وبفضل تحقيق الردع المتبادل لكنت محمود عباس آخر!

09 مايو 2018

محمد سيف الدولة يكتب: كيف تجرأ الصهاينة على المصريين؟

Seif_eldawla@hotmail.com
·       لماذا يتمادى السيسى فى الاستخفاف بمشاعرنا الوطنية، بسياساته التى تعتدى يوميا وتتناقض جذريا مع ثوابتنا الوطنية والقومية ومع كل مبادئ ومشروعات التحرر والتغيير التى تبنتها ثورة يناير وكل الثورات المصرية؟
·       وكيف يسمح للعدو الصهيونى أن يحتفل علنا فى وسط القاهرة وبالقرب من ميدان التحرير فى فندق ريتز كارلتون، بالذكرى السبعين لاغتصاب فلسطين، ويعيدنا الى الوراء لاكثر من ثلاثين عاما، حين تمكن الشعب المصرى من قطع أرجل (اسرائيل) من المشاركة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، مما أدى الى القضاء تماما على اى محاولات للتطبيع الشعبى منذ ذلك الحين.
·       وكيف تجرأ الصهاينة على الظهور والتواجد علانية وسط أكثر المناطق المصرية ازدحاما، وهم الذين كانوا يتحركون دائما فى الخفاء وتحت الحراسة فى حماية جحافل من العناصر الامنية؟
  وكيف تجرأ ضيوفهم والمطبعون معهم من الشخصيات ورجال الأعمال المصريين، على ممارسة التطبيع الفاضح فى الطريق العام؟
·       ومن أين يستمد عبد الفتاح السيسى ونظامه ومؤسساته كل هذه الجرأة وكل هذا الجبروت على تحدى وايذاء مشاعر الملايين من المصريين؟
***
لا يمكن ان يكمن السر فقط فى الرضا الامريكى والدعم الاسرائيلى والكفالة السعودية والخليجية، ولا فى قوة بطش اجهزة الامن وقبضتها الحديدية.
وإنما جزء كبير من المسئولية يقع علينا نحن أيضا، حين صمتنا عن توجهاته المنحازة لاسرائيل التى ظهرت للعيان بوضوح منذ عام ٢٠١٤، وحين قمنا منذ سنوات طويلة بتهميش قضية الصراع العربى الصهيونى والنضال ضد كامب ديفيد ونظامها، وتجاهلنا إعادة إنتاجها، التى تجرى اليوم على قدم وساق، تحت الشعارات الوطنية الزائفة التى خدعوا بها قطاعات واسعة من المصريين.
***
·       ان تدنيس العدو الصهيونى، لقلب القاهرة بالاحتفال بالذكرى السبعين لاغتصاب فلسطين، ليس سوى نتيجة طبيعية ومتوقعة وامتدادا لسياسات كثيرة ومتلاحقة كانت تحدث امام اعيننا وتحت أبصارنا منذ بضعة سنوات، ولكننا صمتنا عنها، فازدادوا جرأة وتوغلا فى تأسيس علاقات وصفقات جديدة من التطبيع والتنسيق بل والتحالف:ـ
·       صمتنا على الانحياز المصرى الرسمى لاسرائيل فى عدوانها على غزة عام 2014 والذى أوقع ما يزيد عن ألفى شهيد.
·       وصمتنا عن مطالبته عام 2015 بتوسيع السلام مع (اسرائيل) من أجل مواجهة المخاطر المشتركة.
·       وصمتنا عن اخلاء الحدود الدولية لإقامة المنطقة العازلة التى هى بالأساس مطلبا اسرائيليا قديما رفضه مبارك مرارا وتكرارا.
·       وصمتنا عن اعادة فتح السفارة فى الذكرى الرابعة لإغلاقها على أيدي شباب الثورة.
·       وصمتنا عن لقاءات السيسى ونتنياهو السرية فى الاردن وفى القاهرة، التى أعلنت عنها الصحف العبرية ولم تنفها او تكذبها رئاسة الجمهورية
·       وصمتنا عن قرار السيسى بسحب قرار ادانة المستوطنات الاسرائيلية من مجلس الامن بناء على طلب ترامب.
·       وصمتنا عن الحملات الاعلامية المصرية الدائمة لتشويه وشيطنة كل ما هو فلسطينى.
·       وصمتنا عن خطاباته المتكررة عن روعة السلام مع (اسرائيل) وعن عبقرية السادات وعن الاشادة بنتنياهو ومطالبة الشعب الاسرائيلى بالالتفاف حوله، وعن شيطنته للفلسطينيين واتهامهم بأنهم العقبة امام السلام فى خطابه الاخير بالأمم المتحدة.
·       وصمتنا عن صفقة استيراد الغاز من (اسرائيل).
***
حين صمتنا عن كل ذلك وغيره الكثير، من العلامات والاشارات والسياسات والتصريحات والمواقف التى ظهرت منذ اللحظات الاولى، فاننا إنما كنّا نساعد من حيث لا ندرى على تدعيم وتثبيت وتقوية اختراقهم وتواجدهم ونفوذهم فى مصر.
فلا تلوموا السيسى وحده، فلقد كان واضحا منذ البداية، وإنما علينا ان نلوم أنفسنا ايضا، حين تركناه يفعل ما يريد حتى استفحل الامر وفاق كل الحدود.
ليس هذا تأنيبا او توبيخا لأحد لا سمح الله، وإنما هى دعوة للعودة الى برنامج "العمل الوطنى الأصلى" ولإحياء كل حركات النضال المصرية العريقة ضد الصهيونية واسرائيل وكامب ديفيد، والعمل على التصدى العاجل والمستمر للمد الصهيونى فى مصر.
*****
القاهرة فى 9/5/2018

04 مايو 2018

محمد سيف الدولة يكتب: حُماة الأمة الحقيقيون

ان المدافعين عن الامة وطنا وشعبا، من خارج مؤسسات الدولة ومن خارج سلطات الحكم، هم الأصل والأغلبية، وهم الأكثر تأثيرا فى حياتنا المعاصرة وفى تاريخنا الحديث.
فدورهم لا يقل، بل يتفوق على دور الجيوش فى الدفاع عن ارض الوطن وحماية الحدود؛
· يقف كل منهم على ثغر من ثغور الحضارة والهوية والثقافة والعلوم والفكر والوعي ومنظومة القيم والاخلاق والمبادئ والثوابت، يدافع عنه ويحميه، ليس فقط فى مواجهة الأعداء الخارجيين، بل وهو أشد خطورة، فى مواجهة سلطات الحكم ويدها الباطشة، حين تتخلف عن اداء دورها جهلا أو جبنا او عجزا او خيانة او تبعية أو تواطؤ او استبدادا … الخ
· فحينها يحمل المفكرون والمناضلون الوطنيون، أكفانهم على اياديهم، ليسدوا الثغرة التى تم تجريدها من حماية الدولة ومؤسساتها.
· والأمثلة كثيرة وعديدة تقدر بآلاف مؤلفة من المواطنين، بعضهم مشهور ومعروف ولكن الغالبية منهم مجهولة، ربما بحكم أن القضايا التي وهبوا أنفسهم للذود عنها لا تدخل فى اهتمامات الرأى العام، وربما بسبب ظروف وبيئة المعارك التى خاضوها.
· لقد استطاعوا بتصديهم ودفاعهم عن ثغور كثيرة ومتعددة، ان يسلحوا مصر وشعبها على مر العقود بمناعة وطنية صلبة، لولاها لما صمدت امام الاختلال الهائل لموازين القوى العالمية والاقليمية.
· ان مثل هؤلاء هم من يطلقون عليهم القوى الناعمة لمصر، ولكنهم فى تصورى هم قوتها الصلبة الحقيقية، لان الجيوش فى كل بلاد العالم كثيرا ما تتعرض لانتكاسات وهزائم وانحرافات كما انها غالبا ما تكون تحت قبضة الحاكم، يوظفها ويوجهها كما يشاء، لصالح الامة أو ضدها.
· اما من نتحدث عنهم، فانهم بحكم استقلالهم عن السلطة، واعتزازهم بأنفسهم، ووقوفهم على قاعدة صلبة من العلم والمعرفة والوعي والاخلاق والعزة والكرامة والشجاعة، فانهم دائما ما يبنون ويؤسسون ويراكمون فى الاتجاه الصحيح. (اللهم اجعلنا من خلفهم الصالح).
· وقائمة حراس وحماة الأمة خلال القرنين الماضيين قائمة طويلة، سأضطر بحكم ضيق المساحة أن انتقى منها عينة صغيرة جدا، من باب التأكيد على الفكرة والمعنى وكذلك للاحتفاء والتقدير، بالإضافة الى اهمية توعية والهام الاجيال الجديدة. وسأختارهم ممن لن تكن لهم اى علاقة بالسلطة او ممن لم يخشوا الخلاف والصدام معها حين كانوا على قوتها:
· محمد كُرَّيم وعمر مكرم وعبد الله النديم ومصطفى كامل ومحمد فريد.
· سليمان الحلبي وابراهيم الرفاعى وعبد المنعم رياض وسليمان خاطر ومحمود نور الدين وسعد حلاوة.
· عبد الرحمن الجبرتى ورفاعة الطهطاوي وعبد الرحمن الرافعى ومحمد شفيق غربال وحسين مؤنس ويونان لبيب رزق ورؤوف عباس.
· مصطفى صادق الرافعى ومصطفى لطفي المنفلوطى وعباس العقاد وطه حسين واحمد امين.
· محمد عبده ومحمد ابو زهرة ومحمد الغزالى وصلاح ابو اسماعيل.
· جمال حمدان وعصمت سيف الدولة وعبد الوهاب المسيرى.
· حامد ربيع وامين الخولى واحمد فؤاد الاهوانى ومصطفى سويف ولويس جريس.
· بنت الشاطئ وعزيزة حسين ونعمات أحمد فؤاد.
· مصطفى مشرفة وسميرة موسى ويحيى المشد واحمد مستجير ورشدى سعيد.
· مكرم عبيد وفتحى رضوان واحمد حسين وابراهيم شكرى وحلمى مراد وفريد عبد الكريم ومحمود القاضي وميلاد حنا.
· زكى نجيب محمود وعبد الرحمن بدوي وفؤاد زكريا.
· عبد الرزاق السنهورى وممتاز نصار ويحيى الرفاعى.
· نبيل الهلالي وعبد العزيز الشوربجى ومحمد عصفور.
· محمد ابراهيم كامل.
· شهدى عطية وزكى مراد ومحمود امين العالم ومحمد يوسف الجندى.
· عبد الحكيم الجراحى واحمد عبد الله رزة وسهام صبرى.
· احمد بهاء الدين ورجاء النقاش وسلامة احمد سلامة.
· جلال عامر ومحمود السعدنى.
· سلوى حجازى وامانى ناشد وليلى رستم.
· محمد طلعت حرب واسماعيل صبرى عبد الله وفؤاد مرسى وعادل حسين ومحمود عبد الفضيل.
· نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وابراهيم عبد القادر المازنى ويحيى حقى ويوسف ادريس ورضوى عاشور واحمد خالد توفيق.
· بيرم التونسى وأمل دنقل (لا تصالح) وصلاح عبد الصبور وصلاح جاهين وفؤاد حداد ونجيب سرور وعبد الرحمن الأبنودي واحمد فؤاد نجم.
· محمود مختار ومحمود سعيد ومحمد محمود خليل، وحجازى ومحيي الدين اللباد (كاريكاتير).
· سيد درويش والشيخ امام وام كلثوم واحمد رامى.
· نجيب الريحاني وعبد الفتاح القصرى واسماعيل ياسين واستيفان روستى وعبد السلام النابلسى وصلاح أبو سيف وتوفيق صالح وفاتن حمامة ومحمود المليجى وحسين رياض واحمد زكى، يوسف شاهين واحمد مظهر وحمدى غيث فى (الناصر صلاح الدين)، ومحمود عبد العزيز فى (رأفت الهجان والكيت كات)
· اسامة انور عكاشة ومحمد صفاء عامر.
· المهندسان حسن فتحى (عمارة الفقراء) وعلى صبرى (السد العالى).
· وآلاف غيرهم.
***
· فى البداية ترددت كثيرا قبل ان اكتب أى أسماء، خشية من أن أثقل على القارئ الذي غالبا ما يفضل النصوص والمقالات القصيرة، ولكننى اخترت ان أكتبها رغم كل شئ بهدف تجسيد الفكرة، ولكي نتخيل معا كيف ستكون حياتنا فارغة وتاريخنا ضحل لو لم يكن مثل هؤلاء جزء منها، رغم ان الغالبية العظمى منهم كانوا من خارج مؤسسات الدولة ومستقلين عنها.
· هذا بالإضافة الى ان الأمم دائما ما تكرم وتحتفى وتتباهى بمبدعيها. لأننا قد لا نجد فروقا كبيرة بين كافة شعوب العالم اذا كان مجال التقييم والقياس والمقارنة يتعلق بانجازات مفكريها ومبدعيها من صناع الحضارة، ولكنها تنقسم الى دول كبرى متقدمة، ودول عالم ثالث متخلفة اذا كانت المقارنة تتعلق بقوة الدولة ومؤسساتها.
· وبقول آخر، تحتل القوى الناعمة والمدنية، نفس المكانة والمرتبة مع مثيلاتها فى الدول المتقدمة والكبرى. بعكس المؤسسات الرسمية داخل دول العالم الثالث، التى تحتل عادة المراكز الاخيرة فى غالبية المجالات، بسبب عوامل كثيرة من اهمها عصر الاحتلال الاجنبى الطويل قبل الاستقلال وعصور التبعية والاستبداد والفساد بعد الاستقلال.
وهو ما يفرض حتمية تثمين وتأمين وحماية ورعاية ودعم وتشجيع وتطوير وتوسيع قوانا الناعمة. بدلا من نبذها وحصارها وتشويهها وتقييد حريتها.
***
· لقد كانت هذه عينة ضئيلة جدا من قائمة حراس وحماة وبناة مصر الراحلين، وسنجد مثلهم لا يزالون احياء بيننا يرزقون، لم أرغب فى الاشارة إليهم حتى لا أظلم أحدا منهم. كما سنجد آلافا مثلهم فى باقى أقطار الأمة العربية نهلنا من علمهم وتأثرنا بافكارهم وأُلهِمنا بمواقفهم، ناهيك بالطبع عما تلقيناه من علم ومعارف وما خبرناه من تجارب تنتمى الى التراث الانسانى بمجمله.
· كما يستطيع كل منا أن يعد ويكتب قائمة مماثلة، يضيف اليها أو يحذف منها من يريد. ولكن المغزى من كتابة هذه السطور، هو اعادة الاعتبار لقوة مصر المدنية والناعمة المستقلة عن أروقة ومؤسسات السلطة ودوائر الحكم. خاصة فى ظل ما تتعرض له فى السنوات الاخيرة من محاولات للإنكار والطمس والتشويه والحصار والاجتثاث، واتهامها بالتخلف وعدم الجاهزية، وحظر غالبية عناصرها من الكتابة فى الصحف والمشاركة فى المنابر الاعلامية او الحياة السياسية.
· ولا أزال أتذكر ما قاله "عبد الفتاح السيسى" فى حواره مع "ياسر الرزق" عام 2014 من ان المدنيين كادوا ان يدمروا الدولة وانهم جاهلون بشئون الحكم وان عليهم ان يتدربوا خلال الـ 15 سنة القادمة "على الأقل" تحت ادارة ورعاية واشراف القوات المسلحة، حتى يتمكنوا من المشاركة فى الحكم بعد عمر طويل.
· ثم قالها مرة اخرى فى شهر يناير الماضى بمناسبة افتتاح حقل ظهر حين هاجم السياسيين واتهمهم بالجهل وبعدم صلاحيتهم للمشاركة فى صناعة القرار او حتى ابداء الرأى أو النقد، فقال: "انا مش سياسى .. وناس لا تفقه شيئا فى مفهوم الدولة ويريدون ان يتكلموا."
· ولا أظنها وجهة نظره وحده، بل هى على الأغلب تمثل قناعة راسخة ومستقرة لدى كل النافذين فى الدولة ومؤسساتها منذ زمن بعيد.
*****
القاهرة فى 4 مايو 2018

30 أبريل 2018

زهير كمال يكتب: جنازة تحت قصف الطائرات

صالح الصماد
ربما كانت جنازة الرئيس اليمني صالح الصماد هي الجنازة الثانية من حيث الحجم بعد جنازة الرئيس جمال عبد الناصر، فقد امتلأت ساحة السبعين في صنعاء بعدد يقدر بالملايين حضروا رغم طائرات النظام السعودي ورغم القصف بهدف اصطياد بعض القادة ورغم قنابل الدخان التي رمتها الطائرات، وكان هدف العدو إثبات ان أنصار الله أقلية في صنعاء.
والحق لقد كانت جنازة مهيبة تليق برجل أحبه شعبه وعرف إخلاصه له وتفانيه في خدمته.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يغتال فيها النظام السعودي رئيساً يمنياً، فقبل ذلك اغتال الرئيس الحمدي الذي أحبه شعب اليمن ولا يزال يذكره بالخير، وسبب اغتياله مطالبته بالأراضي اليمنية التي اغتصبها النظام السعودي في نجران وجيزان وعسير. ولكن ستكون هذه هي المرة الأخيرة التي يقوم بفعلته ثم لا يعاقب عليها.
شيء ما تغير في صنعاء هذه الأيام تظهره جنازة الرجل المهيبة، وقبلها مسيرة البنادق في الحديدة ، فهناك انضباط ممتاز تحلت به الجماهير وهناك نظام وترتيب لم يكن معروفاً سابقاً.
دخل أنصار الله صنعاء عام 2014 بعد فشل النظام الذي ورث علي عبد الله صالح في تحقيق أي هدف من أهداف ثورة الشباب ، كتبتُ مقالاً يومها بعنوان (أنصار الله والربيع العربي) حاولت فيه تخفيف المخاوف والتوجس من هؤلاء (الشماليين الانقلابيين المتخلفين) ورحبت بهم في صنعاء ، فقد بلغ السيل الزبى من النظام القديم، من تغوله في الفساد وعدم قدرته على حل مشاكل اليمن المتراكمة والمستعصية.
ولكن النظام السعودي استشعر خطر القادمين الجدد الذين لن يقبلوا أبداً بالتبعية له ، كيف ولا وهو يعتبر اليمن مزرعة خلفية له، فقام بشن الحرب عليهم بهدف إرجاع عقارب الساعة الى الوراء، واعتبرتها في مقال (بداية النهاية للنظام السعودي)  حرب الأغنياء ضد الفقراء، حرب الحفاظ على الوضع القائم ضد قوى التغيير في العالم العربي.
عبر التاريخ ، لا يتحلى هؤلاء الذي يعتبرون أنفسهم أقوياء بالحكمة ليتعلموا من دروسه ، فغرور القوة يمنعهم من توخي الحذر، فعلى سبيل المثال لم يتعلم هتلر من درس نابليون أن غزو روسيا والانتصار فيها مستحيل ففقد معظم قواته هناك وكانت سبباً في هزيمته.
ولا اعتقد أن هناك في آل سعود من يتحلى بالثقافة ويقرأ التاريخ ليعرف أن اليمن أرض الغزاة على مر العصور. وفي نهاية المقال قلت ومن أرض اليمن ستبدأ هزيمة القوى المعادية لتطلعات الشعوب العربية.
عمل النظام السعودي تقتيلاً وتدميراً وتجويعاً في اليمن خلال السنوات السابقة وكانت الاستراتيجية اليمنية التركيز على العدو وضربه في عقر داره وهي استراتيجية صحيحة فعند تسليم العدو بالهزيمة يهرب العملاء وتتوحد اليمن ثانية، علماً أن أنصار الله لا يريدون الاستئثار بالسلطة فالتعددية وقبول الطرف الآخر هو السبيل الوحيد لمستقبل اليمن في القرن الواحد والعشرين.
كانت مجمل تصريحات قادة أنصار الله بما فيهم الصماد نفسه تتمركز حول الجنوح للسلم وكانت صواريخهم أو سلاح الفقراء بمثابة رسائل تتضمن هذا المعنى فلم يكن الهدف منها إلحاق ضرر غير قابل للإصلاح، والجنوح للسلم كان بسبب الضغط المروّع على الشعب اليمني الذي ما يزال حتى هذه اللحظة هائلاً ، جوع وأمراض فتاكة وحصار وقتل ودمار وتقسيم.
وإحساسهم بوطأة المسؤولية الملقاة على عاتقهم يجعلهم يتوقون الى البحث عن حل مشرف لهذه المأساة المستمرة.
ولكن الطرف الآخر لا يبالي ولا يحسب حساباً للأوضاع الإنسانية بل يوظفها لحسابه ، فالشعوب بالنسبة إليه مجرد أعداد لا مانع من التخلص منها إن لزم الأمر، والعراق وسوريا خير مثال على ذلك.
سيكون اغتيال صالح الصماد نقطة فاصلة في الحرب وستكون نقطة تحول كبرى في الاستراتيجية اليمنية ، فلم تعد المسألة حلاً للمشكلة اليمنية بل حل للمشكلة العربية ككل وذلك بالقضاء على النظام السعودي الذي اتسعت شروره لتشمل كامل المنطقة العربية. واليمنيون هم الوحيدون القادرون على ذلك فالنظام السعودي يحاربهم وجهاً لوجه والطائرات التي تحمل علمه تجوب سماء اليمن على مدار الساعة ولا تسلم منها حتى أعراس البسطاء.
والعدد الهائل من الحضور في جنازة الصماد  هو بمثابة شيك على بياض لأنصار الله لصياغة الاستراتيجية الجديدة.
ضخامة عدد الحضور في الجنازة ناتج عن الشعور الشعبي العارم أن دولة اليمن الجديدة هي دولتهم ، دولة كان الفساد ينخر فيها حتى العظام فتحولت الى دولة بدأت تخلو منه ، دولة أصبح فيها رئيس الجمهورية يتقاضى راتبه المحدد  مقابل خدمته في هذه الوظيفة العامة.
وربما كان هذا الشعور الشعبي يتحقق لأول مرة في تاريخ اليمن منذ سيف بن ذي يزن. ومقابل هذا الشعب المسيّس عن بكرة أبيه نجد في المقابل شعوباً كاملة مدجّنة قامت أنظمة الحكم باستلاب وعيها على مدى زمني طويل بإقناعها أن طاعة ولي الأمر هي من طاعة الله.
ولن تقوم هذه الشعوب باسترداد وعيها الا بعوامل خارجية تهزها من أعماقها وتفيقها من إغماءتها.
ولعلنا لاحظنا أن صاروخاً واحداً على مطار الرياض حول مؤتمر قمة الانظمة العربية الى الظهران. وبما أن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم فإن المطالبة والعمل على تحرير الأراضي اليمنية في جيزان ونجران وعسير هي نقطة هامة في الاستراتيجية الجديدة.
وبهذه المناسبة ، فلعل الأردن يحاول استرجاع الحجاز، والجيش الأردني قادر على ذلك فلم تعد عائلة آل سعود أمينة على الحرمين الشريفين، وأولى بالهاشميين ان يسترجعوا ما اغتصب منهم في بداية القرن العشرين بفعل التآمر الاستعماري.
كما اقترح أن تبدأ الحكومة اليمنية بتسجيل كافة الخسائر المترتبة عن هذه الحرب الظالمة التي بدأها النظام السعودي وتقدير التعويضات المناسبة سواء على مستوى الدولة أو الأفراد ، فشعب اليمن أولى بالمال الذي يتبخر الآن في صفقات السلاح وفي التآمر على الأمة العربية والتحالف مع أعدائها.

29 أبريل 2018

محمد سيف الدولة يكتب : هل السلام فى وجدان المصريين؟

Seif_eldawla@hotmail.com
لا اتصور ان هناك مفكرا أو كاتبا او مثقفا او سياسيا فى مصر أياً كانت مرجعيته الفكرية او السياسية يجرؤ على ان يعقد ندوة يصرح فيها بان السلام مع (اسرائيل) فى وجدان المصريين. ولكن السيسى فعلها!
وقالها صراحة فى الندوة التثقيفية الأخيرة للقوات المسلحة المنعقدة يوم السبت 28/4/2018 حيث قال بالنص:
(( بعد 1967 .. الوجدان اتشكل على عداوة شديدة (لاسرائيل) واستعداد للقتال للآخر (حتى آخر مدى) ..مكانش فيه حد فى المنطقة وفى مصر يقبل بمبادرة السلام ال الرئيس السادات طرحها...مكانش حد كتير مؤمن بفكرة السلام ساعتها...
مكانش حد شايف ال شايفه الرئيس السادات وهو بياخد القرار ده...
كان السادات لوحده......احنا بنتكلم (النهارده) بعد 50 سنة عندما تشكل وجدان جديد ووعى اخر وحالة جديدة فى نفوس الناس هى حالة السلام والتشبث به))
وهذا هو رابط كلمته على اليوتيوب: https://www.youtube.com/watch?v=WZXN9pZ_XhQ
***
ليست هذه هى المرة الاولى التى يردد فيها السيد عبد الفتاح السيسى هذا الكلام، فلقد كرره كثيرا من قبل، كانت المرة الاولى خلال حملته الانتخابية الاولى عام 2014 حين قال فى اجتماعه مع عدد من الاعلاميين
أن ((معاهدة السلام استقرت فى وجدان المصريين.. وأنه لا يوجد عبث فى هذا الكلام))
..........
ولقد قمت حينها بالرد عليه فى مقال بعنوان " بل هو سلام بالاكراه" قلت فيه :
عن أى سلام وأى وجدان وعن أى مصريين تتحدث ؟
المصريون يعلمون جيدا أنه سلام بالاكراه، بدأ باحتلال سيناء بالقوة، وصمت مجلس الأمن، وتدخل الأمريكان ضدنا فى حرب 1973 لسرقة النصر، وإرغامنا فى 1974 على انسحاب قواتنا التى عبرت، وإكراهنا على توقيع هذه المعاهدة المُذِلة التى لا تمت للوطنية بصلة :
·فمعاهدة تعترف باسرائيل، وبحقها فى الأرض التى يعرفها المصريون بانها فلسطين، لا يمكن أن تكون فى الوجدان المصرى،
·ومعاهدة تخرج مصر من قيادة النضال ضد المشروع الصهيونى الذى يهدد مصر والأمة العربية كلها قبل أن يهدد فلسطين،
·ومعاهدة تحرم الشعب المصرى من حقه فى فرض سيادته الكاملة على أرضه، فتجرد ثلثى سيناء من القوات والسلاح، لا يمكن أن تكون فى وجدان أحد،
·ومعاهدة تنحاز الى الامن القومى الاسرائيلى على حساب الامن القومى المصرى، فتعطى لاسرائيل الحق فى ان تضع دباباتها على بعد 3  كيلومتر من الحدود المصرية، وتجبر الدبابات المصرية ان تكون على بعد 150 كيلومتر من ذات النقطة،
·ومعاهدة تلزمك باستئذان اسرائيل والتنسيق معها كلما اردت ان تزيد عدد قواتك فى سيناء المصرية، ولا تلزمهم بالمثل،
·ومعاهدة استبدلت الاحتلال الاسرائيلى بقوات اجنبية أمريكية وأوروبية لا تخضع للأمم المتحدة، تحت قيادة وزارة الخارجية الامريكية، لا يمكن ان تكون فى وجدان اى وطنى،
·ومعاهدة وضعت الامن القومى الاسرائيلى فوق الامن القومى العربى، وأعطت لنفسها الاولوية على اتفاقيات الدفاع العربى المشترك،
·ومعاهدة قيدت السياسة الخارجية المصرية وجردت مصر من حقها فى عقد اى معاهدات مستقبلية تتناقض مع احكامها،
·ومعاهدة أوقعت مصر وجيشها وتسليحها تحت رحمة وفى براثن المعونة العسكرية الأمريكية، تتحكم فيها وتسيطر عليها، لصالح اسرائيل،
·ناهيك على انها معاهدة باطلة دستوريا، اذ تخالف كل الدساتير المصرية التى تنص على ان السيادة للشعب المصرى وحده، بعد ان جردت سيناء من السيادة الكاملة،
·وتخالفها فى تنازلها عن جزء من الامة العربية لاسرائيل، اذ تنص الدساتير على ان مصر جزءا منها ويجب أن تعمل على وحدتها،
***
واليوم أضيف على ذلك فأقول له: ان الوعى والوجدان الثابت والمستقر لدى الشعب المصرى هو انه يكره (اسرائيل) ويعاديها ويرفض السلام والتطبيع معها، ويعشق فلسطين ويفخر بشعبها ويمجد مقاومتها التى لم تتوقف منذ قرن من الزمان، ويترحم على شهدائها، ويشفق علي الشعب الفلسطينى لأنه يقف وحيدا، بعد ان تخلت عنه كافة الدول العربية، فى مواجهة ماكينة القتل الصهيونية المدعومة بترسانة السلاح الامريكى وبمؤسسات المجتمع الدولى، ويشعر بالذنب طول الوقت لانه يقف عاجزا عن دعم ونصرة فلسطين، ويتمنى ان يشارك الجيش المصرى وكافة الجيوش العربية فى تحريرها...الخ
·ولكن بحكم القهر والاستبداد، يعجز هذا الشعب المصرى الكريم عن ترجمة هذه المشاعر وهذه المواقف على ارض الواقع.
·ويكفي تدليلا على ما اقول هو انه حين امتلكت الجماهير المصرية حريتها وحررت ارادتها واتيح لها التعبير عن حقيقة مشاعرها بعد ثورة يناير فانها حاصرت السفارة الاسرائيلية واغلقت مقرها على كوبرى الجامعة.
·كما انه على امتداد اربعين عاما خرجت مئات المظاهرات والفاعليات المصرية ضد اسرائيل وكامب ديفيد والصهيونية وضد التطبيع والاعتداءات والحروب الصهيونية على الشعبين الفلسطينى اللبنانى وكل الأقطار العربية، ودخل الناس السجون دفاعا عن مواقفهم، ولا يزالوا يحتفون حتى يومنا هذا بالمناضلين والشهداء أمثال عبد المنعم رياض ويحيى الرفاعى وسليمان خاطر ومحمود نور الدين.
·وفى المقابل لم تخرج فاعلية واحدة، ولا اقول مسيرة او مظاهرة، تدافع عن اسرائيل او عن السلام معها، سوى كاتب او اثنين على مر التاريخ تم مقاطعتهم وعزلهم سياسيا واجتماعيا.
***
فعن أى وجدان تتحدث، ولمن توجه هذه التصريحات، وما هى مناسبتها او المصلحة المرجوة من ترديدها الآن، فى وقت تتبرأ فيها (اسرائيل) من السلام المزعوم وتحتل مزيد من الارض كل يوم وتبنى مزيد من المستوطنات وتعلن القدس الموحدة عاصمة لها، وتستعد لافتتاح السفارة الامريكية هناك، وتقتل يوميا المزيد من الفلسطينيين، وتقتحم باحات المسجد الاقصى طمعا فى اقتسامه وتعربد فى السماوات العربية بلا حساب...؟!
*****
القاهرة فى 28/4/2018

28 أبريل 2018

محمد سيف الدولة يكتب : لمن الولاء؟ للوطن ام للرئيس؟


هذا حديث عن مصر وليس عن الأمريكان. كما أنه حديث عن كل المصريين وليس عن هشام جنينة وحده.
***
" ولاء أعلى" هو اسم الكتاب الذي اصدره مؤخرا المدير المفصول للـ FBI، جيمس كومى، الذى كشف فيه عن الجوانب السلبية فى شخصية الرئيس الامريكى ترامب، وكيف طلب منه ان يكون ولاؤه لشخصه فوق أى اعتبارات أخرى، فوق الولاء للوطن وللدستور وللدولة وللمؤسسات وللقانون.
***
ورغم اننى لم ارتح ابدا لاتخاذ تجارب دول اخرى وعلى الاخص "الدول الاستعمارية" أمثال الولايات المتحدة الامريكية ودول اوروبا الغربية، نموذجا لنا نهتدى به ونحتكم اليه فى بناء وتأسيس وادارة مجتمعاتنا ودولنا وحياتنا الاقتصادية والسياسية والثقافية..الخ.
الا اننى لم أستطع، هذه المرة، ان امنع نفسي من المقارنة بيننا وبينهم. فهل يمكن لأي موظف عمومى فى مصر او فى اى دولة عربية، ان يتبنى موقفا او يتخذ قرارا او يدلى برأياً مخالفا لرغبات الرئيس أو الملك أو الأمير؟
الاجابة بالطبع هى "ان هذا من رابع المستحيلات فى بلادنا". وان فعل فان مصيره على الاغلب لن يقتصر على اقالته والاطاحة به من منصبه، بل سينتهي به الحال الى السجن.
وانظروا ماذا حدث للمستشار "هشام جنينة" الذي لم يبلغ 1 % من المدى الذي بلغه "كومي"، فهو لم يفعل سوى انه أعلن عن حجم الفساد فى مصر في الفترة من 2012 الى 2015 وفقا لتقارير فنية رسمية أعدها الجهاز المركزي للمحاسبات تحت رئاسته، فتمت اقالته. وحين اعترض على بطلان قرار الاقالة ولم يلتزم الصمت وقرر الانتقال الى صفوف المعارضة "المدنية" ثم قام بتقديم الدعم الى "سامى عنان" في مشروعه للترشح في انتخابات الرئاسة ضد عبد الفتاح السيسي، فانه تعرض لمحاولة للقتل على أيدى بلطجية تابعين لاحد الاجهزة الامنية وفقا لشهادته، ومع ذلك لم يتراجع او يجبن، بل انتابه غضب شديد، غضب طبيعى ومشروع لأى انسان يتعرض لذات العدوان، مما جعله يُصِعد من مواقفه وتصريحاته، بدون أن يحترس أو يقيم وزنا لحالة التربص السياسى والأمني السائدة فى البلاد، فتم اصطياده بهذه التصريحات واعتقاله ومحاكمته امام القضاء العسكرى الذى قضى بسجنه 5 سنوات بتهمة اذاعة اخبار كاذبة عن القوات المسلحة.
***
أما فى "بلاد الخواجات" فان "ترامب" يقوم بالتغريد يوميا متهما "جيمس كومى" بالكذب والافتراء وافشاء اسرار الدولة ويتوعده بالملاحقة القانونية والسجن، ولكنه رغم ذلك لا يزال حرا طليقا يصول ويجول ويدلى باحاديث وتصريحات ويحل ضيفا على العديد من القنوات الفضائية والمنابر الاعلامية.
***
ايام السادات ومبارك، كان مصير المسئولين الذين عارضوا رئيس الجمهورية، على قلتهم وندرتهم الشديدة، هو الاستقالة او الاقالة فقط. ربما فيما عدا ما حدث مع الوزير الشهيد "عبد العظيم ابو العطا" الذى مات فى سجون السادات فى اعتقالات سبتمبر 1981.
أما وزيرا الخارجية "اسماعيل فهمى" و "ابراهيم كامل" و اللذان استقالا اعتراضا على زيارة القدس أو على مفاوضات كامب ديفيد، فانهما لم يتعرضا للاعتقال والسجن.
وشيخ القضاة المستشار "يحيى الرفاعي" الذي تحدى مبارك علانية فى مؤتمر العدالة، لم تصل مضايقات الدولة له الى الاعتقال.
وانتفاضة القضاة فى 2006، التى كانت أحد المحطات الفاصلة فى التمهيد لثورة يناير، لم يتم فصل اى من قضاتها، او اعتقالهم، رغم اعتداء قوات الامن المركزي حينذاك بالضرب على أحد شباب القضاة.
***
ولكن بصرف النظر عن المقارنات بين مبارك والسيسى، والذي يمثل الفرق بينهما فيما يتعلق بالهامش الديمقراطى الممنوح للمعارضة، فرق السماء من الارض، فهل يمكن لأي منصف أو عاقل أن يقبل مبدأ "انتقام السلطة" من معارضيها فى أى دولة متحضرة، أو يقبل هذه "القسوة المفرطة" في الانتقام من المستشار جنينة؟ وهل يمكن لكائن من كان ان يبرر ويدافع عن تناسب عقوبة السجن لخمس سنوات أو حتى لساعة واحدة مع ما اتخذه هذا القاضى الجليل من مواقف تفرضها عليه واجبات منصبه، أو مع ما أدلى به من آراء يحميها الدستور والقانون.
***
وفى النهاية، اكرر ما استهللت به المقال، بأن هذا ليس حديثا عن هشام جنينة وحده، بل هو حديث عن كل الضحايا المظلومين القابعين فى السجون بسبب تجرؤهم فى يوم من الايام على المشاركة فى ثورة يناير.
****
القاهرة فى 24 ابريل 2018


20 أبريل 2018

محمد سيف الدولة يكتب: المحامي القناص


أهدى هذه السطور الى أرواح كل الشهداء الذين سقطوا برصاص القناصة فى ميادين الثورة، كما أهديها أيضا الى كل الأحياء من المواطنين الأبرياء ضحايا السب والقذف والتشهير والبلاغات الكاذبة والكيدية من أولئك المحامين وثيقى الصلة بأجهزة السلطة التى تستهدف ترويعهم وإرهابهم واسكات اصواتهم.
***
عرفت الثورة المصرية ظاهرة "القناص القاتل" التى لم يكن يخطر ببالنا فى يوم من الأيام اننا سنشاهد مثلها الا فى المعارك الحربية أو فى الأرض المحتلة: -
مئات الآلاف او ملايين من المواطنين السلميين يتظاهرون او يعتصمون معا فى ميدان التحرير، رافعين اللافتات ومرددين الهتافات، واذ فجأة يسقط أحد رفاقهم شهيدا، يفتشون فى جسده فى ذهول، فيكتشفوا ان هناك رصاصة اخترقت راْسه أطلقها قناص مجهول من مسافة بعيدة. يعلم الجميع انه يتبع أحد الاجهزة الامنية، ولكن القائمين على السلطة ينفون ويتهمون طرفا ثالثا مجهولا بارتكاب الجريمة، ويفلتون من المسائلة والعقاب، الى ان يسقط شهيدا جديدا وهكذا.
***
نعيش اليوم ظاهرة شبيهة وهى ظاهرة "المحامي القناص" الذى يتبع ايضا أحد الاجهزة الامنية، يقف مستعدا منتظرا للتعليمات، وما ان تأتيه الأوامر والتوجيهات بالضحية الجديدة المستهدفة، وبالتهم المطلوب إلصاقها بها، فيقوم على الفور بالبحث عن تكييف قانوني لها، ويصيغها فى بلاغ يحمل اسمه و لوجو مكتبه، ويهرول لتقديمه الى مكتب النائب العام، لتبدأ، فى معظم الأحوال، دائرة جهنمية من التحقيقات والاستجوابات والمرمطة والكعب الدائر والإهانات، مصحوبة بالطبع بمدفعية ثقيلة من الكتائب الاعلامية التى تتولى مهمة التشهير والتخوين والتشويه، لتنتهي بالضحية الى الاعتقال والمحاكمة والادانة، او تعليق الملف للضغط والابتزاز.
وحين توجه سهام النقد للقائمين على السلطة على هذه الممارسات الاستبدادية المبتذلة ضد خصومهم السياسيين، ينفون بشدة ويدعون انها مبادرات فردية، وإنها كسلطة "ديمقراطية" لا تستطيع ان تحجر على حق الناس فى التقاضي والبلاغات!!
***
لقد كان القناص القاتل يوجه رصاصاته الى رؤوس ضحاياه وأعينهم، اما "المحامي القناص" فيوجهها الى افواههم وألسنتهم؛ فما ان ينطق المرء بأي نقد لعبد الفتاح السيسي او لمؤسساته او لنظامه، إذا به يجد نفسه مستهدفا من كافة مؤسسات الدولة.
وإذا كانت رصاصة قناص الارواح والعيون تنتقى افرادا بعينهم لترهيب البقية، فكذلك يفعل المحامي القناص، فهو يستهدف إخراس الجميع على قاعدة: "كلكم في مرمى بلاغاتي".
ولذلك فان ما يفعله يندرج تحت بند الجرائم المنصوص عليها في قانون العقوبات، بل تنطبق عليه أحد تعريفات "العمل الإرهابي" الواردة في المادة الثانية من القانون المصرى لمكافحة الارهاب والتى تنص حرفيا على ما يلى: ((التهديد بإيذاء الافراد او القاء الرعب بينهم او تعريض حياتهم او حرياتهم او حقوقهم العامة او الخاصة او امنهم للخطر او غيرها من الحريات والحقوق التى كفلها الدستور والقانون )).
***
سبل المواجهة :
ان أسوأ طريقة لمواجهة أى ارهاب، هى الخوف منه والخضوع له والاذعان لشروطه وتهديداته، كما أن أسوأ طريقة لمواجهة ارهاب القناصة، أى قناصة، هو السماح لهم بالاستفراد بضحاياهم واصطيادهم واحدا وراء الآخر.
ولقد آن الأوان ان نتضامن جميعا لتطهير حياتنا من مثل هذه النوع من القناصة وهذا النوعية من البلاغات والجرائم، وهو ما يستدعى على أضعف الايمان، أن يتم رفع دعاوى وبلاغات مضادة ضد هذه الفصيلة من المحامين، التى أشك كثيرا فى شرعية انتمائهم الى هذه المهنة السامية لو طبقنا عليهم "قَسَّمَ المحاماة" الذى ينص على ما يلى: ((أقسم بالله العظيم ان أمارس أعمال المحاماة بالشرف والامانة والاستقلال وأن احافظ على سر مهنة المحاماة وتقاليدها وأن احترم الدستور والقانون.))
أقول يجب أن نتضامن جميعا ونعمل على رفع دعاوى وبلاغات مضادة ضد مثل هذه البلاغات وضد رافعيها، تتهمهم بالبلاغ الكيدي والكاذب، والسب والقذف والتشهير، ومحاولة ترويع وترهيب المواطنين الآمنين وتهديدهم وبث الرعب فى قلوبهم لكي ينسحبوا من المشاركة السياسية ويمتنعوا عن ابداء آرائهم بحرية، وكلها حقوق نص عليها الدستور وحماها القانون وفرض العقوبات على كل من يهددها أو يعتدى عليها.
***
وسنجد فى قانون العقوبات عديد من النصوص التى تحمى المواطنين وتجرم هذا النوع من البلاغات الكاذبة كما تجرم السب والقذف والترهيب، نستعرض بعضها فيما يلي:
مادة 296:
((كل من شهد زورا على متهم بجنحة او مخالفة او شهد له زورا يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين))
مادة 303:
((يعاقب على القذف، بالحبس مدة لا تجاوز سنة وبغرامة لا تقل عن الفين وخمسمائة جنيه ولا تزيد على سبعة الاف وخمسمائة جنيه ولا تزيد على سبعة الاف وخمسمائة جنيه ولا تزيد على سبعة الاف خمسمائة جنيه او باحدى هاتين العقوبتين.))
مادة 302:
((يعد قاذفا كل من اسند لغيره بواسطة احدى الطرق المبينة بالمادة 171 من هذا القانون امورا لو كانت صادقة لأوجبت عقاب من اسندت اليه بالعقوبات المقررة لذلك قانونا او اوجبت احتقاره عند اهل وطنه..))
مادة 304:
((لا يحكم بهذا العقاب على من أخبر بالصدق وعدم سوء القصد الحكام القضائيين او الاداريين بأمر مستوجب لعقوبة فاعلة.))
مادة 305:
((واما من أخبر بأمر كاذب مع سوء القصد فيستحق العقوبة ولو لم يحصل منه اشاعة غير الاخبار المذكور ولم تقم دعوى بما أخبر به.))
مادة 306:
((كل سب لا يشتمل على اسناد واقعة معينه بل يتضمن بأى وجه من الوجوه خدشا للشرف او الاعتبار يعاقب عليه في الاحوال المبينة بالمادة 171 بالحبس مد لا تتجاوز سنة وبغرامة لا تقل عن ألف جنيه ولا تزيد على خمسة الاف جنيه او باحدى هاتين العقوبتين.))
مادة 375 مكرراً:
((مع عدم الإخلال بأية عقوبة أشد واردة في نص أخر، يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة كل من قام بنفسه أو بواسطة غيرة باستعراض القوة أمام شخص أو التلويح له بالعنف أو بتهديده باستخدام القوة أو بالعنف معه أو مع زوجه أو أحد من أصوله أو فروعه أو التهديد بالافتراء عليه أو على أحد منهم بما يشينه أو بالتعرض لحرمة حياته أو حياة أيا منهم الخاصة وذلك لترويع المجني عليه أو تخويفه بإلحاق الأذى به بدنيا أو معنويا أو هتك عرضه أو سلب ماله أو تحصيل منفعة منه أو التأثير في إرادته لفرض السطوة عليه أو لإرغامه على القيام بأمر لا يلزمه به القانون أو لحمله على الامتناع عن عمل مشروع أو لتعطيل القوانين أو اللوائح أو مقاومة تنفيذ الأحكام أو الأوامر أو الإجراءات القضائية أو القانونية واجبة التنفيذ متى كان من شأن ذلك الفعل أو التهديد إلقاء الرعب في نفس المجني عليه أو التكدير أمنه أو سكينته أو طمأنينته أو تعريض حياته أو سلامته للخطر أو إلحاق الضرر بشيء من ممتلكاته أو مصلحته أو المساس بحريته الشخصية أو شرفة أو اعتباره أو بسلامة إرادته .
وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنتين إذا وقع الفعل أو التهديد من شخصين فأكثر...))
***
وأخيرا وليس آخرا، ان الدفاع عن النفس وعن الغير، ضد التهديدات والمخاطر التى تهدد الحقوق والحريات، هو حق مشروع يكفله الدستور والقانون والمواثيق الدولية، والبلاغات الكاذبة والكيدية ليست بالطبع هى الوسيلة والاداة الوحيدة لتهديد وترهيب الناس واستلاب حقوقهم وحرياتهم، فالأدوات والوسائل متعددة وجارية على قدم وساق، ولكننى اردت ان اتوقف اليوم عند ظاهرة "المحامى القناص" لأنها فاقت حدود العقل والاحتمال.
*****
القاهرة فى 20 ابريل 2018

قمر الدولة تحصل على الماجستير في تنمية مهارات التعبير الكتابية لدى الأطفال

حصلت الباحثة إيمان عطية محمد قمر الدولة، على درجة الماجستير بكلية التربية جامعة عين شمس، حول كيفية رفع المهارات اللغوية، خاصة فن التعبير الكتابي لدى طلاب المرحلة الإبتدائية لأهميتها في اكتسابهم المزيد من المهارات في فنون التواصل البشرية والنمو العقلي والمعرفي، الذي يعد أكبر الأهداف التي تهدف إليها العملية التعليمية خاصة في الحلقة الأولى من التعليم الأساسي. 
وأضافت قمر الدولة، أن قوة التعبير الكتابي يؤدي إلى إتقان الطالب عملية التحصيل، والاستيعاب للعلوم والمعارف المختلفة، وفي المقابل فإن ضعف التعبير الكتابي يمثل خطورة على قدرة الطالب على الاستيعاب العلمي، ما يقلل من نشاطه العقلي ويؤدي إلى ضعف طريقة تفكيرة العلمي طوال حياته العملية. 
وتمكنت الباحثة، من تصميم برنامج لتنمية بعض مهارات التعبير الكتابي الوظيفي لدى تلاميذ الصف السادس الإبتدائي، أكدت فيه فاعلية برنامج الدراسة القائم علي تكنولوجيا الوسائط المتعددة في تنمية بعض مهارات التعبير الكتابي الوظيفي، وخاصة تلك المستخدمة في كتابة الرسائل واللافتات التعليمية. 
وأشارت قمر الدولة، إلى ضرورة إمداد المعلمين بوسائط متعددة في مجال تعليم التعبير الكتابي للطلاب، مما يسهم في تنمية مهارات الأداء التدريسي لهم، كما طالبت بتوجيه اهتمام الباحثين إلى إجراء المزيد من الدراسات حول دور استخدام الوسائط المتعددة في مجال التعليم، وتزويد مخططي المناهج ومؤلفي الكتب الدراسية بقائمتي مجالات التعبير الكتابي الوظيفي ومهاراته المناسبة لتلاميذ الصف السادس الابتدائي، لقياس مستوى هذه المهارات، لمواكبة التطورات المتلاحقة والسريعة في فنون التعليم عالميا