30 نوفمبر 2014

نشطاء يتداولون شهادة عمر سليمان في قضية قتل المتظاهرين




محمد السوداني
بعد الحكم الذي أصدرته محكمة جنايات القاهرة ببراءة مبارك في قضية قتل المتظاهرين، تداول نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" صورة لخبر منسوب لجريدة الأخبار المصرية، عن شهادة اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية الأسبق، أمام القضاء المصري تفيد بأن مبارك كان على علم كامل بكل رصاصة أطلقت على المتظاهرين.
وذكرت الصحيفة أنَّ اللواء عمر سليمان قال في شهادته أمام القضاء: "إن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك كان على علم بكل رصاصة أطلقت على المتظاهرين".
وأضافت: "المدعي العام قد استند جزئيًا إلى شهادة سليمان الذي عين لفترة قصيرة في منصب نائب رئيس، لتوجيه تهمة "القتل العمد" إلى مبارك".
وتابعت الصحيفة: "عمر سليمان قال في شهادته أن مبارك كان على علم كامل بأعداد كل من سقط سواء شهيدًا أو جريحًا وحتى الشهداء الأطفال".
وإذا كان مبارك، والعادلي بريئان، فأين ذهبت شهادة عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات المصرية، ونائب المخلوع حسني مبارك والمنشورة على جريدة الأخبار الحكومية؟!
وقد قال فيها بأن مبارك كان على علم ساعة بساعة بكل رصاصة أطلقها العادلي، ومساعدوه على المتظاهرين؛ فأين ذهبت الشهادة والفيديوهات التي تؤكد وجود قناصة من رجال الشرطة يطلقون الرصاص من أعلى المباني المحيطة بميدان التحرير، والتي تمثل شهادة إدانة للعادلي، ورجاله، ومبارك؛ وبراءة تامة لـ "حماس"، التي قال بعض رجال الشرطة إنها وراء قتل ثوار يناير، في استغفال لعقول المصريين.
وبعد الحكم الذي أصدرته محكمة جنايات القاهرة ببراءة مبارك في قضية قتل المتظاهرين، تداول نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" صورة لخبر منسوب لجريدة الأخبار المصرية، عن شهادة اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية الأسبق، أمام القضاء المصري، تفيد بأن مبارك كان على علم كامل بكل رصاصة أطلقت على المتظاهرين.
وذكرت الصحيفة أنَّ اللواء عمر سليمان قال في شهادته أمام القضاء: "إن حسني مبارك كان على علم بكل رصاصة أطلقت على المتظاهرين".
وأضافت: "المدعي العام قد استند جزئيًّا إلى شهادة سليمان، الذي عين لفترة قصيرة في منصب نائب رئيس؛ لتوجيه تهمة "القتل العمد" إلى مبارك".
وتابعت الصحيفة: "عمر سليمان قال في شهادته إن مبارك كان على علم كامل بأعداد كل من سقط سواء شهيدًا، أو جريحًا، وحتى الشهداء الأطفال".
يذكر أن محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدي، كانت قد قضت ببراءة مبارك في قضية قتل المتظاهرين؛ لعدم جواز نظر الدعوى الجنائية ضده، وبانقضاء الدعوى الجنائية في قضية فيلات شرم الشيخ، والمتهم فيها مبارك، ونجلاه علاء وجمال بتلقي هدايا من حسين سالم.

عودة باسم يوسف وريم ماجد فى حلقة رائعة بعد تبرئة المخلوع


كاتب بريطاني: معارضة السعودية والإمارات لإخوان مصر لا علاقة لها بالإرهاب

أكد الكاتب البريطاني "باتريك كوكبورن" في مقال نشره اليوم بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية على أن معارضة السعودية والإمارات للإخوان المسلمين لا علاقة له بقضية الإرهاب.
وأشار إلى أن معارضة حكام الملكية المطلقة في الخليج للإخوان المسلمين والمنظمات التابعة لهم يعود إلى التزام الجماعة بالانتخابات وفوزهم بها في عدد من الدول كمصر وذلك قبل الانقلاب العسكري على الحكومة بدعم من السعودية والإمارات.
واعتبر الكاتب أن الفكر الوهابي السعودي هو السبب في صعود تنظيم داعش والحركات المترفة وإشعال العنف ضد الشيعة، مطالبا بضرورة مواجهة السعودية والكويت والإمارات بسبب دعمهم وتمويلهم للحركات السنية الأصولية.
وأضاف أن مواجهة ذلك يتطلب قرارا سياسيا من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، مشيرا إلى أن الفشل في الرد على المصدر الحقيقي لهجمات الحادي عشر من سبتمبر هو السبب في وجود تنظيم "داعش" اليوم.

هأرتس : حكم المحكمة بتبرئة مبارك جنب السيسي اصدار عفو رئاسي عنه

هأرتس تسفي برئيل
“براءة .. فعلا الشعب هو اللي كان بيصدر الغاز لإسرائيل وهو اللي امر بقتل المتظاهرين وهو اللي سرق فلوس “الشعب” نفسه وهو السبب في الجهل والفقر والمرض والفساد اقولك.. الشعب هو اللي اكل الجبنة “ كتبت سلمى حمدين صباحي، نجلة المرشح لرئاسة مصر في السابق، حمدين صباحي، على صفحة "فيس بوك"، في تعليق لها على "تبرئة القرن" أو "محكمة القرن" مثلما وصف الإعلام قضية الرئيس الأسبق حسني مبارك.
وعلى الرغم من أن مبارك سيتابع عقوبته في غرفة المرضى الخاصة به إثر عقوبة أخرى صدرت بحقه بالسجن لمدة ثلاث سنوات، ولكن تمت تبرئته في محاكمة الثورة. لأنّه لم تتم محاكمة مبارك البالغ من العمر 86 عامًا على فترة حكمه التي امتدت طوال ثلاثة عقود، ولا على قمع حق التعبير، ولا على المسّ بحقوق المواطن وكذلك على مبنى نظام الحكم الفاسد. هذه البنود ليست مشمولة في القانون الجنائي في مصر. تمت محاكمة مبارك على جرائم معيّنة: بيع الغاز القومي لإسرائيل، أي المسّ باقتصاد البلاد، وخاصة بسبب إعطاء أمر للشرطة بقتل المتظاهرين في الأيام الأولى من الثورة.
قُتل ثمانية مائة وستة وأربعون شخصا في تلك الأيام المستعرة في نهاية كانون الثاني وبداية شباط عام 2011، ولكن المحكمة فحصت 239 حالة وفاة فقط من بينها. حُكم عليه بالسجن المؤبد قبل عامين بسبب هذه الاتهامات، ولكن محكمة الاستئناف غيّرت الحكم بسبب "خلل تقني" تم العثور عليه خلال سير المحاكمة. تبقى الآن أن نرى هل سيُقدم الادعاء استئنافا على تبرئته وإن كان الأمر كذلك، ماذا ستكون النتائج.
لهذه التبرئة - والتي تثير ردود فعل عاصفة، حيث إن مؤيدي مبارك من جهة يطوفون من الفرح، ومن جهة أخرى فإن معارضيه، ومن بينهم زعماء الحركات الاحتجاجية، يشتاطون غضبا - قد تكون لها آثار بعيدة المدى. من غير المرجّح أن تظهر انعكاساتها على المدى القريب، من خلال مظاهرات عنيفة أو مواجهات كلامية ضدّ نظام الرئيس السيسي، في الشارع أو في الصُّحف. لأنّه حين تكون الدولة غارقة في حرب ضدّ الإرهاب، وحين يكون الإرهاب مؤطّرا باعتباره من إيجاد الإخوان المسلمون، فإن كل من حاربهم في الماضي، مثل مبارك، ومن يضع زعماءهم في السجن ويعرّفهم باعتبارهم حركة إرهابية، مثل الرئيس السيسي؛ هو "محبوب الشعب".
وقد يصبح مبارك، الذي رمزت الإطاحة به إلى انتصار الحركة الاحتجاجية ومحاكمته، والذي كان من المتوقع أن يكون الوتر الأخير في الحسابات التاريخيّة ليس فقط مع نظام حكمه بل مع طريقة الحكم الطاغية التي بدأت مع ثورة الضباط عام 1952؛ الآن رمزًا لتجديد الطريقة ذاتها. رغم أن تعليلات المحكمة ترد في أكثر من ألف وأربعمائة صفحة، ولكن تلك المحكمة بالذات، والتي حظيت في فترة حكم مبارك أيضًا بدعم جماهيري نسبيًّا والذي ازداد بعد سقوطه؛ يُنظر إليها الآن باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من النظام.
لن تنجح البنود التقنية والقضائية الكثيرة، والتي تُوضح تبرئته، في عرقلة الشعور بوجود علاقة بين القصر الرئاسي، الذي يعيش فيه الآن الجنرال عبد الفتاح السيسي، وبين سرير مرض مبارك. فيما ذُكر، نجح جنرال في تبرئة جنرال آخر، وبرأ رئيس سابقه.
ونشرت حركة شباب 6 أبريل، من أبرز الحركات الثورية المصرية والتي حظرت هذا العام من ممارسة النشاط السياسي بأمر من القضاء المصري، بيانا جاء فيه: "اليوم يمثل فصلًا جديدًا ويومًا لن يمحي من ذاكرة التاريخ المصري ويعيد البلاد إلى ما قبل 25 يناير. يا ثوار يناير القابضين على جمر الثورة إننا على عهدنا لا نعرف الطريق الذي سينتهجه الآخرون، ولكن بالنسبة لنا إما الحرية والقصاص أو الموت!".
إنّ قرار المحكمة - في حال عدم تغييرة عقب الاستئناف - سيوفر في الحقيقة على الرئيس السيسي معضلة العفو والذي كان متوقّعا في حال إدانة مبارك؛ ولكن عندما تمت تبرئة وزير داخلية مبارك أيضًا، حبيب العادلي، والذي كان مسؤولا عن تفريق المظاهرات، وبعد أن تمت تبرئة مجموعة كبيرة من كبار الضباط من تهمة قتل المتظاهرين، يتوجب على شخص ما أن يوضح للشعب أين يختبأ المذنبون.
ليس متوقعًا تقديم شرح كهذا بطبيعة الحال، وبموجب ذلك ستستمرّ "محاكمة القرن" بتزويد الشعور بالإحباط ونفخ روح الحياة في الحركة الاحتجاجية، والتي بدأت تستعد للمعركة السياسية القادمة في الانتخابات البرلمانية المتوقعة في العام القادم. ولكن وعلى النقيض من الثورة، وعلى خلفية تبرئة مبارك، هناك شك إذا ما كان بوسع زعماء الحركة الاحتجاجية وأحزاب المعارضة أن يهلّلوا مجدّدا بنداءات "الجيش والشعب يد واحدة". لدى الجيش رئيس الآن، وسيكون حريصا بالفعل على أن يبقى ميدان التحرير فارغًا.

قس فرنسي يدير كنيسة لتبادل الزوجات

عرايا الكتاب القديم
الرب ينوح يولول ويتعرى
لانها من عقر الزانية جمعتها والى عقر الزانية تعود من اجل ذلك انوح واولول امشي حافيا وعريانا“ميخا 1: 8.
الرب يأمر بالعري
اعبري يا ساكنة شافير عريانة“ميخا 1: 12

الرب يكشف عورات بنات صهيون
يصلع السيد هامة بنات صهيون ويعري الرب عورتهنّ” اشعياء 3: 17

لكي يتنبأ شاول لابد أن يتعرى
فخلع هو ايضا ثيابه وتنبأ هو ايضا امام صموئيل وانطرح عريانا ذلك النهار كله وكل الليل. لذلك يقولون أ شاول ايضا بين الانبياء” صموئيل الأول 19: 24

النبي نوح شريب خمر ومتعري
وشرب (نوح) من الخمر فسكر وتعرّى داخل خبائه فابصر حام ابو كنعان عورة ابيه واخبر اخويه خارجا” التكوين 9: 21

الرب يعري عورات المدن
تنكشف عورتك وترى معاريك” اشعياء 47: 3

مدن ولها ثديين وعريانة
نهد ثدياك ونبت شعرك وقد كنت عريانة وعارية” حزقيال 16: 7

مدينة زانية وعريانة
وفي كل رجاساتك وزناك لم تذكري ايام صباك اذ كنت عريانة وعارية” حزقيال 16: 22

مدينة لها ثياب ويعرونها بأمر الرب
وينزعون عنك ثيابك وياخذون ادوات زينتك ويتركونك عريانة وعارية” حزقيال 16: 39

مدينة لها عورة زنى
ويتركونك عريانة وعارية فتنكشف عورة زناك ورذيلتك وزناك” حزقيال 23: 29

يسوع الناصري يتعرى
قام عن العشاء وخلع ثيابه واخذ منشفة واتّزر بها” يوحنا 13: 4

سمعان بطرس مع التلاميذ عريان
فقال ذلك التلميذ الذي كان يسوع يحبه لبطرس هو الرب. فلما سمع سمعان بطرس انه الرب أتزر بثوبه لانه كان عريانا والقى نفسه في البحر” يوحنا 21: 7

مرقس عاري تماماً
فترك الازار وهرب منهم عريانا” مرقس

تعليق نارى لـ"النيويورك تايمز"على حكم براءة مبارك


المصريون ووكالات
قال تقرير لصحيفة النيويورك تايمز إن محكمة مصرية يوم السبت أسقطت كل ما تبقى من تهم ضد الرئيس الأسبق لمصر حسني مبارك، ما يثير احتمال أن يطلق سراحه لأول مرة منذ القبض عليه عقب شهور من إسقاطه خلال انتفاضة 2011 التي سميت بالربيع العربي.
وجاء بالتقرير المنشور على موقع الصحيفة أنه "بينما طالب محامون حقوقيون خلال الجلسات الأولى للمحاكمة بعقاب صارم لمبارك على ثلاثة عقود من الدكتاتورية المتوحشة، إلا أن قاعة المحكمة في جلسة اليوم اكتظت بأنصار مبارك الذين هللوا للحكم".
وقالت الصحيفة إن رئيس المحكمة الذي تلا الحكم "تغاضى عن أكثر الاتهامات جدية وهي مسؤولية مبارك عن مقتل مئات من المحتجين السلميين خلال الانتفاضة التي أنهت حكمه، وبرأه من اتهامات بالفساد، من بينها بيع الغاز الطبيعي لإسرائيل بأقل من سعر السوق".
ويشير التقرير إلى أنه حكم على مبارك في مايو الماضي بالسجن ثلاثة أعوام في قضية فساد منفصلة تتعلق بإنفاق مال حكومي على تجديد ممتلكات خاصة به وبنجليه.
"لكنه قضي بالفعل أكثر من ثلاثة أعوام على ذمة اتهامات متعددة، وبموجب القانون المصري فإنه قد يكون أدى مدة العقوبة ويمكن إطلاق سراحه، ويمكن للنيابة أيضا الطعن على الحكم الصادر اليوم، الذي وصفه القاضي الرشيدي بأنه لا علاقة له بالسياسة".
ويتابع التقرير "بعيدا عن قاعة المحكمة، قال العديد من المصريين إن الحكم يعكس الفترة الآنية، حيث وطد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الجنرال السابق الذي عزل الحكومة الإسلامية المنتخبة، سلطته كحاكم ذي قبضة حديدية جديد للبلاد، محيطا نفسه بوزراء ومستشاري مبارك السابقين".
وتقول النيويورك تايمز "تقوم الآن وبشكل روتيني وسائل الإعلام المملوكة للدولة والموالية لها بتشويه النشطاء الديمقراطيين الذين قادوا انتفاضة 2011، والذين يسجن بعضهم، باعتبارهم "طابور خامس" يهدف لتقويض الدولة، بينما يسجن الإسلاميون الذين فازوا في الانتخابات باعتبارهم إرهابيين".
وتنقل الصحيفة عن خبراء قانونين أن الاتهامات ضد مبارك كانت معيبة منذ البداية بسبب التعجل في محاكمته لإرضاء المطالب الجماهيرية بالقصاص منه بعد إسقاطه.
وتضيف أن الاتهامات الجنائية بتوجيهه الشرطة لقتل متظاهرين غير مسلحين كان من الصعب إثباتها "بسبب المستويات المتعددة في سلسلة قيادة الجيش المصري، والمدى الواسع للدفاع عن النفس الممنوح للشرطة غالبا".
وتقول الصحيفة "بدا أن الاتهامات بالفساد استبعدت معا بشكل متسرع دون مراجعة دقيقة للادعاءات الأخرى الكثيرة المحيطة بثلاثين عاما من حكم مبارك".
وتشير الصحيفة إلى محاكمة سابقة، تم نقض حكمها وأعيدت لاحقا، حكم فيها على مبارك بالسجن المؤبد في نفس الاتهامات التي أسقطت اليوم، وأن العقوبة السابقة أقر القاضي الذي أصدرها بنقص الأدلة، وحكم حينها ببراءة مساعدي مبارك، وإسقاط تهم الفساد لأسباب تتعلق بالإجراءات.
وقالت الصحيفة إن "جلسة الحكم التي فرض القاضي الرشيدي النظام عليها، عكس جلسات صاخبة سابقة، بدت ملائمة لعودة مصر بشكل كبير لنظام استبدادي

أشهر الخونة في تاريخ مصر (4): خنفس.. وراء هزيمة عرابي

بقلم الدكتور ياسر ثابت
عن خيانة الثورة العرابية حدث ولا حرج
فقد تصدى الزعيم الوطني أحمد عرابي لأقوى جيشٍ في العالم آنذاك لمدة خمسة أسابيع كاملة وهزمه وأجبره على الانسحاب من المعركة، ولو كان طريق كفر الدوار هو الطريق الوحيد لدخول مصر لواجهت انجلترا عقبات أكبر في احتلالها؛ لاستبسال وصمود جيش عرابي
لكن الخيانة كانت حاضرة، لتوجه الضربة القاضية إلى هذا الجيش، ممهدةً الطريق إلى احتلال مصر
وبعد أن تنادى المصريون دفاعاً عن وطنهم في مواجهة القوات الغازية، أخذ كل مواطنٍ يستغني عن شيء يملكه، فانهالت على الجيش بقيادة عرابي الأقمشة والمواشي والحبوب، الأغنياء والفقراء يجودون بما عندهم، والنسوة في المنازل يجهزن الأقمشة ويوزعن الحبوب، والفلاحون القادرون يتطوعون للقتال أو المشاركة في حفر الخنادق وإقامة الاستحكامات من الطين والرمل تحت إشراف محمود فهمي باشا
ولم تضعف الهزائم الأولى عزم المصريين، فالجيش يتحصن الآن في التل الكبير، وقد جاء عرابي مسرعاً من كفر الدوار واستدعى جميع الفرق العسكرية المتفرقة هنا وهناك. غير أن جيش عرابي والفلاحين الآمنين في قراهم، لم يعرفوا أن إخواناً في صفوفهم يبيعونهم بسعر التراب، لعسكر الانجليز
فقد كان من مشايخ وأبناء القبائل العربية من هو مستعدٌ للخيانة، حتى أن الكابتن جيل أحد ضباط الجيش البريطاني قدم قائمةً مكتوبةً بخط يده عن أشهر مشايخ "العربان" الذين يمكن شراؤهم، وذكر منهم اثنين هما مسعود الطحاوي في الصالحية -الذي كان مرشداً لعرابي، وجاسوساً عليه، وكان يقبض من الجانبين- ومحمد البقلي في وادي الطميلات. وذكر محافظ السويس –الذي انضم إلى الخديو توفيق- أنه يمكن شراء البدوي الواحد بجنيهين أو ثلاثة على الأكثر، في حين ذكر إدوارد هنري بالمر - الذي عرف باسم "عبد الله أفندي"- أنه يستطيع شراء 50 ألف بدوي بمبلغ 25 ألف جنيه
وطبقاً لأرشيف البحرية الإنجليزية - مذكرات اللورد نورثبروك من 24 يونيو حزيران إلى 7 أغسطس آب 1882- فإن خيانة مسعود الطحاوي شيخ مشايخ "عربان" المنطقة والذي كلفه عرابي مهمة الاستطلاع والرصد هو وأعوانه، هي السبب الرئيسي لانكسار الجيش المصري في معركة "التل الكبير"
وكان الطحاوي هو الوحيد كما يقول ولفرد سكاون بلنت في كتابه "التاريخ السري لاحتلال انجلترا لمصر" الذي ثبت على خيانته أو نجح فيها. وقد تقاضى مسعود خمسة آلاف كرون نمساوي ثمناً لخيانته، كما أنه كان دائباً على الخيانة منذ انتقال الجيش من كفر الدوار إلى التل الكبير. ويذكر بلنت الذي قابل مسعود فيما بعد أن لديه ما يشبه الإقرار من الطحاوي بأنه كان جاسوساً للإنجليز على جيش عرابي. وقد أثرَّت خيانته في الجيش المصري؛ لأن عرابي كان قد كلفه بالقيام بالاستطلاع للجيش المصري، مما أعطى رجاله ميزة الوجود في معسكرات الجيش ومكنهم من نقل أدق المعلومات إلى الجيش الإنجليزي
ففي 13 سبتمبر أيلول عام 1882 (الموافق 29 شوال 1299هـ) وقبل حلول الفجر، وقعت معركة "التل الكبير" التي استغرقت أقل من 30 دقيقة. فقد فاجأ الإنجليز القوات المصرية المتمركزة في مواقعها منذ أيام والتي كانت نائمةً وقت الهجوم. وجدت القوات الإنجليزية الفرصة السانحة لمداهمة قوات عرابي تحت جنح الظلام بعد أن نام الجنود من شدة الإجهاد والتعب‏،‏ فزحف 11 ألفاً من المشاة و 2000 من الفرسان البريطانيين ومعهم 60 مدفعاً،‏ وكان جيش العرابيين النائم بثيابه الداخلية يفوقه في العتاد والعدد فهو مؤلفٌ من 20 ألف جندي‏،‏ و2500 من السواري،‏ وستة آلاف من العربان و70 مدفعاً
وكان الزحف الإنجليزي قد بدأ من القصاصين فسار الإنجليز دون أن يشعر بهممحمود باشا سامي البارودي قائد فرقة الصالحية فلم يلقوا أية مقاومة لا من جانبه ولا من جانب مقدمة العرابيين التي يقودها علي بك يوسف "خنفس" –أميرالاي الثالث "بيارة"- الذي كلفه عرابي بموافاته بالأخبار يوما بيوم عن حركات الإنجليز فلم يصدق معه، وبعث إليه في ‏12‏ سبتمبر أيلول يقول‏:‏ كله تمام
اطمأن عرابي إلى أقوال "خنفس" وأصدر أوامره إلى جيشه بالراحة والترويح، فانصرف الجنود إلى حلقات الذِكر تحت إشراف الشيخ عبد الجواد المشهور بالورع والتقوى
ويقول أحمد شفيق باشا في مذكراته:‏ ومن المضحكات المبكيات‏،‏ أن صديقي المرحوم البمباشي حسن رضوان، قومندان الطوبجية في استحكامات التل الكبير‏،‏ أخبرني بأنه في مساء ‏12‏ سبتمبر دخل عليه في الطابية أحد أرباب الطرق الصوفية وبيده ثلاثة أعلام‏، وتقدم إلى أحد المدافع فرفع عليه أحدها وقال‏:‏ هذا مدفع السيد البدوي‏،‏ ثم انتقل إلى مدفع آخر فوضع عليه علماً ثانياً وقال‏:‏ إنه لسيدي إبراهيم الدسوقي،‏ ثم إلى مدفع ثالث وقال‏:‏ إنه سيدي عبد العال‏..‏ وقال صديقي معقبا‏ً:‏ ولكن لم يمر على ذلك بضع ساعات حتى صارت الأعلام والمدافع المصرية في حيازة الجنرال غارنيت ولسلي‏
ووسط الاستعدادات للمواجهة، يجيء الطحاوي إلى عرابي في خيمته يقسم له أن الإنجليز لن يهجموا قبل أسبوع ثم يتسلل خارجاً إلى صفوف الإنجليز ليرشد طلائعهم في صباح اليوم التالي، ويطمئن القائد الانجليزي ولسلي إلى أن المصريين سينامون ليلتهم نوم الأبرار. ويطفيء الجيش الغازي أنواره ويخيم الظلام الدامس ويزحف الغزاة، والطحاوي في المقدمة يرشدهم إلى الطريق. ولم يكن يؤدي هذه المهمة وحده، بل كان يعاونه لفيفٌ من ضباط أركان حرب المصريين من الشراكسة الذين خانوا واجبهم
ويتقدم الجيش الزاحف في الظلام خمسة عشر كيلومتراً دون أن يشعر به أحد وقد ترك خلفه ناراً ليوهم المصريين أنه لم يتحرك، ويتقدم حتى يصل إلى طلائع الخطوط المصرية. وكان المفروض أن تكون في المواجهة فرقة السواري، لكن عبد الرحمن حسن قائدها كان يعلم بنبأ الهجوم، وعلى اتصالٍ دائم بالإنجليز، فتحرك بجنوده تحت جنح الليل إلى الشمال، بعيداً عن أرض المعركة، ليمر الجيش الإنجليزي في سلام
ويتقدم الجيش الزاحف، ويلمح عن بعدٍ مصابيح تنير الطريق. إنه علي يوسف "خنفس" قد أرسل جنوده للراحة، ثم خاف أن يضل الإنجليز، فوضع لهم المصابيح التي ترشدهم إلى الطريق الذي يسلكونه
وعند الساعة الرابعة والدقيقة الخامسة والأربعين، وقد تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، أعطيت إشارة الهجوم وانطلق ستون مدفعاً وأحد عشر ألف بندقية، وألفان من الحراب، تقذف الهول والموت على الجند النائمين، الذين قاموا على صرخة واحدة، وتفرقوا باحثين عن مهرب في الصحراء الواسعة، تاركين أسلحتهم وذخائرهم والسبعين مدفعاً رابضة في أماكنها لم تنبس ماسورة أي منها ببنت شفة
وكان عرابي يصلي الفجر على ربوةٍ قريبة حين باغته الهجوم وسقطت قذيفة مباشرة على خيمته، فتركها طعمة للنيران، وأسرع وامتطي جواده، ونزل في ساحة المعركة فأذهله أن رأى جنوده يفرون ووقف يحاول جمعهم ولكن التيار كان جارفاً، وقد ضاع صوته في انفجارات القنابل وطلقات الرصاص، وكادت المدافع تصيبه، ولكن خادمه لوى عنان فرسه قهراً عنه فأنقذ حياته، وانطلق يعدو بجواده إلى بلبيس ليحاول عبثاً أن يقيم خطاً ثانياً للدفاع عن القاهرة
‏ويذكر أحمد شفيق باشا في مذكراته من تفصيلات ما حدث والتي وردت إلى السراي أن عرابي قد استيقظ على قصف المدافع‏،‏ فخرج من خيمته مستطلعاً،‏ ولما شهد الهزيمة التي حلت بجيشه،‏ حاول أن يستوقف الفارين وهم بالملابس الداخلية، ولكن الذعر كان قد دب في قلوبهم فعندئذٍ أخذ خادمه محمد إبراهيميرجوه أن يفر وينجو بروحه،‏ فامتثل عرابي للنصيحة
‏‏وبذلك لاذ عرابي بالفرار وكان هدفه أن يصل محطة التل الكبير ليأخذ القطار إلى القاهرة قبل الإنجليز،‏ فعجز عن ذلك، ولكنه نجح وخادمه في عبور الجسر المقام على القناة‏. وعلى الضفة الأخرى وجدا نفسيهما في وادي الطميلات،‏ فركضا بعزم طاقتهما إلى بلبيس يسابقان الريح‏. وفي بلبيس وجد عرابي علي باشا الروبي قد سبقه إليها،‏ ويقول عرابي‏:‏ سألته عما حدث؟ فلم يزد على قوله‏:‏ إنه الخذلان‏!‏ وكان على إثرنا فرقة من خيالة العدو،‏ فهجموا علينا فأرخينا للخيل أعنتها حتى وصلنا محطة أنشاص،‏ فوجدنا هناك قطاراً فركبناه،‏ وذهبنا إلى القاهرة
وفي نهاية الأمر، سلم عرابي سيفه إلى ولسلي على أبواب القاهرة، وأرجع البعض استسلامه لوجود اتفاق خاص سابق وأكدت جريدة "الأهرام" ذلك‏. وفي رسالة وجهها عددٌ من كبار المشايخ إلى السلطان أعربوا فيها عن دهشتهم لاستسلام عرابي وشكوكهم إزاء إعلان الحكومة الإنجليزية قبل بدء المحاكمة أنها لن تسمح بإعدام عرابي أياً كانت الأحوال‏، وربط الناس بين هذا كله وعدم استمرار موقعة "التل الكبير" أكثر من نصف ساعة
أما القوات البريطانية فقد واصلت بعد تلك المعركة تقدمها السريع إلى الزقازيق حيث أعادت تجمعها ظهر ذلك اليوم، ثم استقلت القطار (سكك حديد مصر) إلى القاهرة التي استسلمت حاميتها بالقلعة عصر اليوم نفسه. وكان ذلك بداية الاحتلال البريطاني لمصر الذي دام 72 عاماً
وقد احتُجِزَ عرابي في ثكنات العباسية مع نائبه طلبة باشا عصمت حتى انعقدت محاكمته في 3 ديسمبر كانون أول عام 1882 والتي قضت بإعدامه. تم تخفيف الحكم بعد ذلك مباشرة - بناءً على اتفاق مسبق بين سلطة الاحتلال البريطاني والقضاة المصريين- إلى النفي مدى الحياة إلى سرنديب (سيلان أو سريلانكا الآن). وقد انتقل السفير البريطاني لدى الباب العالي، لورد دوفرن،إلى القاهرة ليصبح المندوب السامي الأول، حيث أشرف على محاكمة أحمد عرابي وعلى عدم إعدامه. وجرى تجريد عرابى رفاقه من رتبهم العسكرية تمهيداً لنفيهم. "أورطة" الجنود الذين اصطفوا أمام مراسم التجريد لم يتمالكوا أنفسهم انخرطوا فى البكاء
ويتساءل المؤرخون كيف عبر الجيش البريطاني المسافة من القصاصين إلى التل الكبير دون أن يكتشفهم العرابيون، ويتخذون ذلك دليلاً على غفلة العرابيين، ويتناسون دور الخائن عبد الرحمن بك حسن الذي كان مكلفاً حراسة الطريق بقواته وإنذار المصريين عند اقتراب البريطانيين، لكنه تحرك بعيداً وترك البريطانيين يمرون دون أن ينذر المصريين
ونأتي إلى دور الخائن الأكبر الضابط علي بك يوسف خنفس -وحصل على الباشوية بعد دخول الإنجليز مصر- الذي أرسل خطة المعركة إلى القوات البريطانية حيث كان قائداً لقلب الجيش المصري، وانسحب أيضاً بقواته ليعطى الجيش البريطاني الفرصة ليحاصر جناحي الجيش المصري. وقد كتب خنفس إلى الإنجليز يتظلم لأنه تقاضى ثمناً للخيانة ألفين فقط من الجنيهات الذهبية، ولم يأخذ عشرة آلاف مثل رئيس مجلس الأعيان محمد سلطان باشا
لكن المؤرخين يختصرون كل ذلك بكلمة واحدة هي الخيانة، وكأنها كانت أحد الأسباب وليست هي السبب الرئيسي للهزيمة.. ولولاها لتغير وجه التاريخ كله ولكانت تماثيل أحمد عرابي وضباطه تملأ كل شوارع مصر إلى الآن ..غير أن المصريين بضميرهم النقي مازالوا يقولون في أمثالهم "الولس (أي الخيانة) هزم عرابي"، وهي مقولة تحمل في طياتها تورية بليغة، فالولس هو الموالسة مع العدو أو الخيانة، وهو في هذه المناسبة هو القائد الإنجليزي ولسلي الذي قاد قوات الاحتلال البريطاني
الخيانة إذاً كانت صانعة الحدث وعنوانه الأبرز
وهكذا نقرأ في كتب الباحثين والمؤرخين "إن العامل الجوهري في الهزيمة كان الخيانة" ("أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه"، محمود الخفيف، ص 21-22)، وإنه "كان للخيانة أثر كبير في إحداث هذه الهزيمة" ("تاريخ العرب الحديث"، زاهية قدورة، ص 365) وإن "الرشوة اللعينة كانت تنساب في الظلام فتقتل بسمومها بعض الضباط؛ أمثال الخائن علي يوسف الذي أخلى الطريق للإنجليز عند التل الكبير" ("موسوعة التاريخ الإسلامي"، د. أحمد شلبي ، 5/474)
كما نطالع من يقرر ما يلي: "وقد لعبت الخيانة أقذر أدوارها في هذه الفترة من الحرب: فإن الأميرالاي علي يوسف خنفس أثرت الرشاوي الإنجليزية في نفسه الضعيفة، فجعل من نفسه جاسوساً للإنجليز داخل صفوف الجيش المصري الباسل" ("الثورة العرابية"، محمد المرشدي، ص 83)
ونجد أيضاً التالي: "ويذكر بلنت أن وزارتي الحرب والبحرية في انجلترا قد عقدتا النية منذ أوائل السنة أن يكون الهجوم على مصر من ناحية قناة السويس، وأنه تقرر في أواسط يوليو أن تمهد السبل لذلك بالرشوة بين بدو الشرق" ("الثورة العرابية"، صلاح عيسى، ص 427)
ومن الصعب إصدار حكمٍ نهائي على بعض الأشخاص الذين شاركوا في الثورة العرابية، غير أن ثمة هواجس ملأت قلوب الذين أرخوا للثورة أو عاصروها أو شاركوا فيها. إن بلنت مثلاً - وهو صديق مقرب إلى عرابي- يضع علامات استفهام حول البعض، ومنهم الشاعر والسياسي محمود سامي البارودي "رب السيف والقلم" الذي لم يتقدم من موقعه في الصالحية بحيث ينضم إلى قواتعلي باشا فهمي للدفاع عن القصاصين ولكنه وصل متأخراً. وهناك مبررات متناقضة لذلك، منها أن رجال مسعود الطحاوي قد ضللوه في الطريق عن عمدٍ، تنفيذاً لتعليمات أخذوها من الإنجليز..ومنها أيضاً أنه - كما يرى بلنت- كان يحسد عرابي، وقد أضاع الفرصة في القصاصين لأنه لم يكن قائد الجيش بدلاً من عرابي
وقد كتب محمود سامي البارودي عدة قصائد في هجاء عرابي، إذ جاء في مخطوطةٍ له لم تنشر من قبل‏:‏
أستغفر الله إلا من عداوته.. فــــإنهـا لجـلال الـلـه إعـظام
دع السلام لقوم يصبرون له.. واسكت فخلفك عند الفخر قدام
كذلك فإن بلنت يتساءل عن الصلة غير الواضحة التي أبقت عبد العال باشا حلمي في دمياط بعيداً عن ميدان القتال الحقيقي في "التل الكبير"، ويذكر أن لديه وثائق تدل على أن يعقوب سامي وكيل وزارة الحربية ورئيس المجلس العرفي كان يظهر كأنه ساعد عرابي الأيمن، فإذا به يثبت أنه رجل الخديو الذي يعتمد عليه
ومن الواضح أن ظروف هزيمة الثورة العرابية -أو "هوجة عرابي" كما تسميها بعض المصادر- تجعل دائرة الشكوك تتسع بصورةٍ مرضية. وإذا كان من الصعب الاعتماد على هذه الشكوك، فإن عوامل الشك تطل برأسها كأحد أسباب انهيار الثورة العرابية
غير أن الخيانة كانت أيضاً على مستويات أعلى من مجرد قادة الجيش ومشايخ القبائل
كانت الخيانة في قاعات القصور..وتحت قبة البرلمان
وهذه حكايةٌ أخرى

29 نوفمبر 2014

بلومبيرج عن 25 يناير: كانت ثورة

رأت شبكة "بلومبيرج" الأمريكية أنَّ الحكم بتبرئة الرئيس الأسبق حسني مبارك، ونجليه، وكبار مساعديه، من جرائم قتل المتظاهرين وقضايا الفساد، قد يثير الانتقادات من جانب النشطاء والإسلاميين الذين يشتكون من أن انتخاب الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي كان استنساخًا من نظام مبارك.
وقال إتش إيه هيلر، زميل غير مقيم في مركز سياسة الشرق الأوسط بمعهد بروكينجز ومقره واشنطن: "منذ عام 2011، وصفت الرواية الرسمية للدولة انتفاضة 25 يناير بأنها ثورة أطاحت بمبارك ونظامه، لكن حكم المحكمة بتبرئته يجعل من الصعب تصديق هذه الرواية".
ولفتت الشبكة إلى أن النشطاء والشخصيات المعارضة ينظرون إلى محاكمة مبارك بأنها تمثل إمكانية عودة العدالة إلى مصر بعد سنوات من الفساد الحكومي، لكن حكم البراءة يغذي الاعتقاد بأن شيئا لم يتغير تقريبًا بعد مرور نحو أربع سنوات على الإطاحة بمبارك.
وأشارت الشبكة إلى أن الكثير من المخاوف التي أعرب عنها النشطاء حيال إعادة ظهور الدولة البوليسية ترتبط بالحملة القمعية التي تنفذها حكومة السيسي ضد الإسلاميين والاستهداف اللاحق لأي معارضة، حيث شنَّ الرئيس عبد الفتاح السيسي، البالغ من العمر 60 عامًا والذي كان وزيرًا للدفاع، هجومًا على جماعة الإخوان المسلمين وحلفائها منذ أن قاد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو 2013، والذي انتخب بعد الإطاحة بمبارك.
وتزعم الجماعات الحقوقية، بما فيها منظمة "هيومن رايتس ووتش" المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، أن حكومة السيسي تكبح الحريات باسم مكافحة الجماعات الإرهابية بعد تصنيف الإخوان المسلمين بأنها تنظيما إرهابيا، إذ قتلت قوات الأمن المئات من أعضاء الإخوان ومؤيديهم خلال العام الماضي، وألقت القبض على الآلاف الآخرين، علاوة على أنها تخوض هجوما في شمال سيناء المضطرب بعد الهجمات المسلحة التي نفذها المتشددون ضد قوات الأمن هناك، بحسب الشبكة.
وكانت المحكمة المختصة بنظر القضية أصدرت حكمًا في أواخر العام 2012 يقضي بالسجن المؤبد لكل من الرئيس الأسبق حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي، لكن محكمة النقض ألغت الحكم في العام التالي وأمرت بإعادة محاكمته.
وبرأت المحكمة اليوم الرئيس الأسبق حسني مبارك، ونجليه، وكبار مساعديه، من جرائم قتل المتظاهرين وقضايا الفساد.

الأسوشيتد برس: تبرئة مبارك ورجاله انتكاسة لثورة 25 يناير

الأسوشيتد برس: تبرئة مبارك ورجاله انتكاسة لثورة 25 يناير
في أول رد فعل لها على تبرئة الرئيس الأسبق حسني مبارك ونجليه وكبار مساعديه من جرائم قتل المتظاهرين وقضايا الفساد، وصفت وكالة الأسوشيتد برس الحكم بأنه "انتكاسة" لشباب ثورة 25 يناير، وتعزيز التصورات التي تعتبر نظام الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي امتدادا لنظام مبارك.
وقالت الوكالة الأمريكية "يمثل حكم اليوم انتكاسة كبرى أخرى للنشطاء الشباب الذين قادوا قبل نحو أربعة أعوام الانتفاضة التي ثورات الربيع العربي".
وأردفت قائلة "ومعظم هؤلاء حاليا إما في السجون أو انسحبوا من العمل السياسي".
وشددت على أن الحكم "يعزز أيضا التصور بأن دولة مبارك المستبدة لا تزال قائمة، وإن كانت تدار من قبل رئيس جديد".
وبرأت المحكمة أيضا مبارك، 86 عاما، ونجليه في قضية الفساد والتربح لانقضاء الدعوى الجنائية ضدهم.
ولم يتضح على الفور ما إذا كان مبارك سيصبح حرا طليقا، بعد قضاء ثلاثة أعوام ونيف في السجن بتهمة الفساد والتي صدر ضده حكم فيها في مايو. يشار الى أن مبارك يقبع قيد الحبس منذ أبريل 2011.
كان مبارك قد أدين عام 2012 بالسجن المؤبد لكن محكمة النقض ألغت الحكم في العام التالي وأمرت بإعادة محاكمته.
وقضى مبارك معظم فترة الحبس الاحتياط في المستشفيات بسبب سوء حالته الصحية. ونقل اليوم السبت إلى قفص الاتهام، حيث كان يرتدي نظارة سوداء، ورابطة عنق زرقاء وسترة بنفس اللون.
كما برأ القاضي وزير الداخلية السابق حبيب العادلي ومساعديه في قضية قتل المتظاهرين. وكذلك برأ حسين سالم صديق مبارك الذي كان يحاكم غيابيا في قضية تربح من بيع الغاز المصري.
وقتل نحو 900 محتج في الانتفاضة التي استمرت ثمانية عشر يوما وانتهت بتنحي مبارك وتسليم السلطة للجيش. ومع ذلك، اهتمت المحكمة بمقتل 239 محتجا فقط وردت أسماؤهم في لائحة الاتهامات.
وأوضح رئيس المحكمة محمود الرشيدي أن رفض الاتهامات لا يعفي مبارك من "الوهن" خلال السنوات الأخيرة من عمره الذي امتد تسعة وعشرين عاما وأشاد بانتفاضة 2011، قائلا إن أهدافها- العيش والحرية والعدالة الاجتماعية- مشروعة.
ومع ذلك، قال الرشيدي إن مبارك، مثل أي إنسان آخر، أخطأ في بعض الأحيان، ملمحا إلى أن شيخوخته قد تكون حالت دون محاكمته جنائيا، على حد تعبيره
وأضاف أن الحكم ضد بعدما بلغ من العمر أرذله متروك للتاريخ "وقاضي القضاة، الحق العدل الذي سيسأله عن فترة حكمه".
وهدد القاضي بحبس أي شخص يصدر أي رد فعل داخل الجلسة التي استمرت خمسا وأربعين دقيقة قبل رفعها.
يشار إلى أن الرئيس المعزول محمد مرسي محبوس أيضا يواجه عددا كبيرا من التهم، يتعلق بعضها بقتل المحتجين، و التي تصل عقوبتها إلى الإعدام.
وانتخب مرسي رئيسا للبلاد في أول انتخابات ديمقراطية عام 2012، لكن السيسي أطح به من السلطة بعد عام فقط من توليه منصبه.
ومنذ ذلك الحين، شنت السلطات حملة قمع واسعة النطاق على جماعة الإخوان المسلمين ومؤيدين آخرين. كما سجنت العشرات من النشطاء العلمانيين، بما في ذلك بعض قادة ثورة الخامس والعشرين من يناير، على خلفية انتهاك قانون التظاهر الذي تبنته الحكومة قبل عام.

صحفية هولندية: إزاي لسة بنستخدم كلمة "محكمة" في مصر؟

صحفية هولندية: إزاي لسة بنستخدم كلمة "محكمة" في مصر؟
مصر العربية
كتبت الصحفية الهولندية رينا نيتيس، في تغريدة لها عبر حسابها الشخصي على موقع التدوين المصغر "تويتر": "كيف لا نزال نستخدم كلمات مثل "محكمة"، "قضية"، "قضاة"، عندما يتعلق الأمر بمصر"، مضيفة: "مافيا".
يذكر أن الصحفية الهولندية رينا نيتيس، احتجزتها الشرطة، في إبريل الماضي، بعد أن ألقى مواطنون القبض عليها في مدينة الرحاب بالقاهرة، أثناء إعدادها تحقيقًا صحفيًا عن البطالة في مصر.
ويشار إلى أن محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدي، قضت، صباح اليوم، ببراءة مبارك في قضية قتل المتظاهرين لعدم جواز نظر الدعوى الجنائية ضد الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، وبانقضاء الدعوى الجنائية في قضية فيلات شرم الشيخ والمتهم فيها مبارك ونجلاه علاء وجمال بتلقي هدايا من حسين سالم.