19 نوفمبر 2014

شهير جورج :«السيسي» انفرد بكل السلطات


الشروق
قال شهير جورج، أمين عام حزب مصر الحرية وابن الناشط المعروف جورج اسحاق ، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، يتخذ قراراته بدون مشاورة القوى السياسية؛ ما يعد «انفرادًا» بالسلطة، حسب تعبيره.
وأضاف خلال لقائه ببرنامج «القاهرة اليوم» الذي يعرض على فضائية «اليوم»، أن الدولة تتعامل مع الإرهاب بالحل الأمني فقط، مطالبًا بمحاربته ثقافيا ودينيًا واقتلاعه من جذوره وتجفيف منابعه بالكامل.
وفيما يتعلق بشأن سيناء، تساءل «جورج»، ما الذي يحدث في سيناء من تنمية؟، واصفًا الوضع السيناوي بـ«الصندوق الأسود» غير الواضح للشعب.
يذكر أن برنامج «القاهرة اليوم» يعد أحد أقدم برامج التوك شو في الوطن العربي، ويقدمه عمرو أديب، وخالد أبو بكر، ورانيا بدوي، وقام بتلخيص الحلقة المعد علاء سليم أبو النجا.
الشروق

استاذ بالجامعة الامريكية : السعي وراء الثروة سبب استيلاء الجيش على السلطة

سامر عطالله: السعي وراء الثروة سبب استيلاء الجيش على السلطة
السعي وراء الثروة والمال ، الدافع الأساسي في تحركات قيادات الجيش نحو التغول في عالم السياسة، فلم يعد الجيش مقتنعا بالبقاء خارج السياسة مقابل بعض المزايا الاقتصادية، ونبذ على نحو متزايد قاعدته القديمة "احكم دون أن تحكم"، من أجل حصة أكبر في السياسة تضمن استمرار المصالح الاقتصادية.
جاء ذلك في سياق مقال لـ سامر عطالله الأستاذ المساعد في الجامعة الأميركية بالقاهرة، تحت عنوان: "السعي وراء الثورة والاستيلاء على السلطة".
ويقول الكاتب: في أوائل عام 2014، أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة اعتزامه السماح لعبد الفتاح السيسي للترشح للرئاسة، وهو ما شكل عهدا جديدا في الدور السياسي الذي يلعبه الجيش في مصر.
ومع حظر جماعة الإخوان وتراجع اللاعبين السياسيين المنظمين، صعد الجيش إلى واجهة الساحة السياسية لحماية مصالحه الاقتصادية، لكن تلك المصالح هي العقبة الأساسية نحو تغيير سياسي حقيقي ذي مصداقية.
في السنوات الماضية، عمدت مؤسسة الجيش إلى حماية أصولها الاقتصادية، واحتفظت بسلطة الأمر الواقع دون أنتتقلد الحكم.
لكن الجيش سيطر مباشرة على الدولة العام الماضي للحفاظ على مصالحه الاقتصادية، واتسع نطاق ارتباطه بالاقتصاد من خلال مشروعات مدنية، وهي المشروعات التي ستثني الجيش عن تقليص ضلوعه السياسي، تاركا مصر تحت حصار نظام تتطلب فيه المصالح الاقتصادية للجيش سيطرة سياسية أكبر دائما.
وبالرغم من لعب الجيش دورا في الاقتصاد المصري منذ 1979، عندما بدأت المساعدات الأمريكية في التدفق كنتيجة لاتفاقية السلام مع إسرائيل، لكن أنور السادات كان حريصا على أن يكون الدور الاقتصادي للجيش بمنأى عن السياسة..
ومنذ ذلك الحين، استفاد الجيش من احتكاره لمساحات واسعة من الأراضي، وذخيرة مجنديه منخفضي الأجور من أجل إقامة مشروعات ناجحة..ومع نهاية حقبة مبارك،وصلت الإمبراطورية الاقتصادية للمؤسسة العسكرية إلى حد الانتفاخ.
لكن في السنوات الأخيرة من حكم مبارك، شكلت الصفوة الاقتصادية الموالية لجمال مبارك والحزب الوطني الديمقراطي تهديدا على سلطة الجيش السياسية والاقتصادية، حيث خصخصت مشروعات مملوكة للدولة بنطاق غير مسبوق،
وخشى مسؤولو الجيش من أن يكون الأمر مسألة وقت فحسب قبل دراسة بيع مشروعات الجيش. وكان رجال الأعمال ذوي العلاقات الوطيدة مع جمال قد اكتسبوا سلطة سياسة مكنتهم من الضلوع في تشكيل الخريطة السياسية، ولذلك كانت ثورة 2011 بمثابة فرصة لمؤسسة الجيش لكبح ذلك التحدي.
وأثناء الفترة الانتقالية، أظهر الجيش بوضوح أن إمبراطوريته الاقتصادية ليست محل نقاش في أي نظام سياسي، ففي بيان صريح ومباشر، قال الجنرال محمود نصر، مساعد وزير الدفاع للشئون المالية إن الجيش سوف "يحارب من أجل مشروعاته"، التي تعد ثمارا لـ" عرقه"، كما مارس كبار المسؤولين العسكريين سلطاتهم للتيقن من أن كلا الدستورين اللذين أعقبا 2011 يتضمنان بنودا مباشرة لحماية سرية الحسابات المالية للمؤسسة العسكرية.
ولم يعد الجيش مقتنعا بالبقاء خارج السياسة مقابل بعض المزايا الاقتصادية، ونبذ على نحو متزايد قاعدته القديمة "احكم دون أن تحكم"،من أجل حصة أكبر في السياسة تضمن استمرار المصالح الاقتصادية.
ولكي يضمن هذا التوسع الاقتصادي، عين الجيش أشخاص تابعون له في الوظائف الحكومية الرئيسية.
وعلى سبيل المثال، بعد يومين من الإطاحة العسكرية بمحمد مرسي في 3 يوليو 2013، تم اختيار محمد فريد التهامي، معلم السيسي، مديرا للمخابرات العامة.
وقبل أيام قليلة من الفض العنيف لاعتصام رابعة العدوية، دعم الجيش تعيين محافظين معظمهم جنرالات متقاعدون.
وشهد الشهر الماضي تعيين الجنرال المتقاعد خالد عبد السلام الصدر أمينا عاما لمجلس النواب، وهو منصب يدير العمليات اليومية للهيئة التشريعية، ويدير قائمة مشروعات القوانين التي ستطرح للمناقشة.
وكذلك، بعد فترة قصيرة من الاستيلاء العسكري على السلطة في 3 يوليو، أصدرت الحكومة المدعومة عسكريا مرسوما تنفيذيا يمد نطاق سلطة الوزراء للتوقيع على عقود دون مناقصات.
وهكذا أسندت مشروعات بنية تحتية لشركات تابعة للجيش، وتتضمن تلك التي تندرج تحت غطاء رزمة حوافز 4.9 مليارات دولار أميركي، معظمها بتمويل إماراتي.
ووقع الجيش عقدا بمليارات الدولارات مع شركة آرابتك الإماراتية، كما تدور شائعات حول بيع حصة "المصرية للاتصالات" في فودافون لـ" جهات سيادية"، وهو مصطلح يستخدم للإشارة إلى المخابرات العسكرية.
لكن مشروع قناة السويس هو الأبرز بين المبادرات الجديدة، ويتضمن حفر قناة موازية، وبناء مناطق صناعية ومراكز لوجستية متعددة بامتدادها، حيث أن ذلك المشروع تحت إشراف وإدارة "الهيئة الهندسية" للجيش، و"هيئة قناة السويس" التي يرأسها عضو متقاعد بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة.
ولكن، بالنظر إلى التحديات الاقتصادية الضخمة في مصر، قد يحتاج الجيش للسماح بتنامي أدوار لاعبين اقتصاديين آخرين، فالدولة لم تعد قادرة على احتواء كم أكبر من الشباب العاطل، بالإضافة إلى أن التوظيف في القطاع غير الرسمي من الاقتصاد يفاقم اللامساواة الاجتماعية والاقتصادية، وهو ما قد يشكل تهديدا على تأثير الإمبراطورية الاقتصادية العسكرية.
الاستراتيجية الرشيدة تقتضي على الجيش التسامح مع ظهور قوى سياسية أخرى ترتبط بالمشروعات الخاصة، بدلا من تحمل التكلفة السياسية لاقتصاد راكد، وبطالة متزايدة، وإلا قد تفقد الدولة وأساسها العسكري قبضتها على السلطة إذا فشلت في استعادة الاستقرار السياسي، أو في إعادة تأسيس الأمن الاقتصادي.
وبغض النظر عن النتيجة، فإن توسيع الجيش نطاق أنشطته العسكرية لم يواجه بأي معارضة جادة(بعكس ممارساته السياسية ثقيلة اليد" حتى من الأحزاب السياسية العلمانية التي طالبت بدولة مدنية خلال حكم مرسي.
بل بالعكس، حظي الدور الاقتصادي للجيش، لا سيما في مجال البنية التحتية بترحيب، واعتبر إنقاذا للاقتصادي العليل والدولة الفاشلة.
لكن صعود سلطة سياسية قابلة للحياة ومنظمة تتطلب مجالا سياسيا أوسع نطاقا، ومدى زمني أطول، لكن يبدو كلاهما غائبين في المستقبل القريب.
وفي نهاية المطاف، فإن أي نظام سياسي يخلو من الارتباط العسكري يتطلب الحد من الإمبراطورية الاقتصادية.
ترجمة مصر العربية

عمر صقر يكتب: أخيراً.. اعتزال يوسف زيدان

كاريكاتير :أسامة الطوخي 
ما أسوأ أن تتلقى خبر اعتزال الدكتور يوسف زيدان للثقافة،هذا الروائي صاحب السرد الساحر، اعتزال من هذا الوسط الذي أصبح بعض مثقفيه عبارة عن مجموعة من المتصارعين على وهم السلطة الخالي حقيقة من أي مغنم هذه الأيام، بل أن السلطة باتت لا تكتفي فقط بإثارة هذا الصراع بينهم وإذكائه بل وتلعب بهم وتوجه إبداعهم الذي تحطم وتهشم على صخرة الواقع بمنتهى الرقة وكأنهم قطع من البسكويت، فقط كل ما عليك فعله معهم أن تضع فلان مكان آخر لا يحبه ليتصارعوا كالدّيكة أمام الجمهور وتخرج به قرارات كالتي نراها تباعا بشكل عبثي مخجل.
عفوا أيتها الثقافة من هؤلاء ، عفوا لا تؤاخذينا ، لقد خدعنا فيهم ، كل واحد فيهم يسعى لصيد ويبحث عن مغنم ، لم يكن أحد فيهم يرجوا فهمنا ولا فهمنا ولا وعينا وكان كل واحد فيهم لا يتمنى سوى شيء واحد فقط هو أن يكون بجوار سلطة يسندها بسلن قلمه وعقله لتفتح له النوافذ ليحقق كل رؤاه وتطلعاته في البقاء وبقاء هؤلاء يتحدثون أمامنا بمنتهى الانتهازية التي فاقت انتهازية السياسيين بكثير. 
استيقظت اليوم على خبر الدكتور الألمعي يوسف زيدان وهو يريد الاعتزال ! نعم الاعتزال من الثقافة في مصر فالثقافة أيضا بها مباريات الاعتزال ولكني لم أعرف أنهم يتوقفون ويعتزلون عن الإنتاج والإبداع وإمتاع القارئ والمثقفين من اجل مواقف رخيصة، كان المثقفون قديما يعتزلون المجتمع ليكشفوا للناس عوراته ومثالبه ولتضح الرؤية أكثر أما في حالتنا فالدكتور يوسف يعتزل من أجل تعيين زميله السابق في مكتبة الإسكندرية الدكتور إسماعيل سراج الدين مستشارا ثقافيا لرئيس مجلس الوزراء الدكتور إبراهيم محلب ، بل والتوقف عن أي فعل أو تفاعل ثقافي نتيجة لهذا القرار والاستمرار فيه إلى أن يرحل، لا أعلم هل الثقافة بالأمر الحكومي أو حتى بالتعيين ومفهوم الترقيات ،ومتى كانت مصر تعيش بالثقافة الرسمية أو حتى مرتبط بها، أليست الثقافة فعل شعبي جماهيري يؤطر للمعنى الاجتماعي لوجهة نظر الشعب تجاه حياته والتي يترجمها الأدباء والكتّاب وعليه يتأسس الفن والقانون والمعاني وكل شيء ، أتعتزل يا دكتور يوسف من أجل تعيين شخص في حكومة لن تستقر أكثر من عام ؟ يا خسارة كل المحاضرات والروايات والقصص التي قرأتها لك والتي تعلمت منها مفهوم الحوار وقبول العيش في مجتمع يحمل تناقضاته والخروج بسياق تفاهمي مشترك ومحاولة إلغاء كل معنى متضاد، كنت أتعجب من حجم الشباب الذين حولك في ساقية الصاوي أو في الإسكندرية وكنت أراك ورقة ثقافية رابحة في مجتمع لا يؤمن بالصالونات واللقاءات الثقافية ولكن موقفك جعلني أفكر جيدا في هذا الأمر والتأكيد على أننا فعلا جيل بلا أساتذة ومن الواضح أننا سنبقى هكذا إلى أن تتغير خريطة الفكر في مصر.
لقد تعلمت في صباي كيف كان المثقفون يتبارون ويتصارعون وكيف كانت خلافاتهم على القضايا الأدبية البحتة فقط دون إقحام أوضاعهم وتفاصيل قضاياهم الشخصية في مجال التنافس وليس الصراع وكيف كنا ننهل منهم دراسات نقدية ناتجة من بحث أعمالهم لبعض وتصويب سهام النقد لتلك الأعمال الخالدة ، يا خسارة فعلا كل شيء ذهب مع قدوم هؤلاء ، الآن فقط عرفت لماذا أغنية "سمكة على بلطيه" باتت الأعلى صوتا من كلمات طه حسين "التعليم كالماء والهواء" 
دكتور يوسف إذا كنت تطمح في سلطة تعيين وعليه كان كل عطاءك الكبير لنا نحن الشباب فلا مرحبا بك في عقلي أما إذا كنت تحارب فساد خصم لك وترغب في انضباط الأمر الثقافي في مصر فليس هكذا تتم الحرب وليس هكذا تدار المعارك بين المثقفين بل تكون بتوعيتك وكلمتك المؤثرة وتفاعلك الثقافي من أجل أن لا تتكرر النسخ المشوهة التي تراها ونراها أمامنا ، كنا نتمنى أن يعتزل أهل السياسة لنرتاح من تصارعهم فإذا بأهل الثقافة يعتزلون ليتركونا وحدنا في معركة الحياة، ما أشبه أهل الثقافة هذه الأيام بأهل السياسة ولكنهم للأسف لا يعتزلون، لنا الله.

بلال فضل يكتب :الشخط في الإرهاب

أعرف أن حبك المشير السيسي سيمنعك من تصديقي، ومع ذلك، سأقولها لك، لأخلي مسؤوليتي أمام الله: صدّق أو لا تصدّق، خالد أبو النجا وعمرو واكد وغيرهما من "الأقلية" التي تعارض السيسي من الفنانين والكتّاب ليسوا أبداً مشكلتك، لتشغل نفسك بهم كل هذا الوقت. بلاش، ما رأيك أنه حتى جماعة الإخوان نفسها ليست مشكلتك الأبرز، بل إن أميركا واسرائيل وإيران وقطر وتركيا وحماس وحزب الله وفرسان مالطا وأنصار بيت المقدس وداعش والغرب الصهيوصليبي والإيبولا، كل هؤلاء ليسوا مشكلتك الأخطر، لأن مشكلتك الألعن والأضلّ أن من أعطيتهم صوتك وثقتك وخاصمت من أجلهم عقلك وإنسانيتك وفرّطت في حريتك وحقوقك، ليسوا إلا مجموعة من عديمي الكفاءة والموهبة والخيال، ولو كانوا في حجم ثقتك بهم، وإيمانك بهم وولائك لهم، لما أصبحت البلاد بهذه الحالة المزرية التي تضايقك بشدة، فتدفعك إلى أن تتشاطر على من تظن أن معارضتهم قرارات السيسي الكارثية تمنع عنك الهناء والسعد والسرور. 
عندما تخف أعراض دور الهستيريا الماشي في البلد، سأتوقع منك أن تهدأ، وتواجه نفسك بأسئلةٍ تتعلق بمجال الأمن والاستقرار اللذيْن ضحيت بكل شيء من أجل تحقيقهما: بذمتك، ألم يقلقك ذلك التخبط المريب في التعامل مع واقعة مهاجمة لنش القوات البحرية بالقرب من سواحل دمياط، ألم تشعر بالحرج لأنك هللت لاعتقال صيادين، تم اتهامهم بالإرهاب، ثم اتضح أنهم أبرياء، لأن الجريمة ساعد في ارتكابها ضابط حالي، حسب رواية صحيفة "المدن" اللبنانية، أو ضابط سابق حسب رواية صحيفة "أخبار اليوم" الحكومية؟ ألا يخيفك أن تصل الأجهزة الموكلة بحمايتك إلى حد من الاهتراء، يجعلها تصدق وجود شهادة تخابر ورقية، يتم منحها لعملاء حركة "حماس"، فتجعل من تلك الشهادة الهزلية حرزاً يُعلن عنه رسميا؟ ألا يقلقك، ولو قليلاً، أن يعلن أكثر مذيعي البلاد بذاءة وانحطاطاً أنه، بعد أن طلب لقاء رئيس المخابرات العامة على الهواء، جاءته ست مكالمات من مساعدي رئيس المخابرات لتحديد موعد عاجل لمقابلته؟ 
ألا يخيفك المستوى المتواضع و"الملخفن" للفيديو الذي أنتجته الشؤون المعنوية، بكل إمكاناتها، عن عمليات الجيش في سيناء، والذي كان يفترض أن يحمل رداً قوياً على فيديو جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية؟ ألا تتذكر سيل تصريحات الخبراء الأمنيين بأن سيئ الذكر، محمد مرسي، يخفي أسماء قتلة مجزرة رفح الأولى الذين يعرفهم الأمن، فلماذا لا تسأل لماذا يواصل السيسي إخفاءها هو أيضاً؟ ألم يقلقك أن تهلل كل أذرع السيسي الصحافية لقيام مصر بتسلم أنظمة "أس ـ 300 للدفاع الجوي" من روسيا، ثم يتم نفي الخبر في قناة "روسيا اليوم" بشكل أقل ما يمكن وصفه به بأنه مهين لكل من نشره من مسؤولين وصحافيين؟ ألا يقلقك عدم وجود أي نوع من أنواع المحاسبة والمراقبة للأداء الأمني والعسكري والسياسي الذي يقوم به عبد الفتاح السيسي ومساعدوه، برغم إخلافهم تعهدات لم تكن تحتمل الإخلاف والعك؟ وهل تعتقد أن هناك بلاداً يمكن أن يتحقق فيها الأمن والاستقرار، ولا أقول التقدم والرخاء، بتحويل كل أفراد الشعب إلى مطبّلين ومهللين، وهل يريحك أن تكون الشرشحة والتخوين والوساخة طرق الرد الوحيدة على كل من ينتقد أو حتى يسأل أين ذهبت وعود السيسي التي قطعها على نفسه أمام الشعب؟ 
إذا لم تمثل لك كل تلك الأسئلة مشكلة حقيقية، وانحصرت مشاكلك في أن عدداً من الفنانين والكتّاب، يعدّون على أصابع يد محافظ الإسماعيلية، لا يقومون بالتطبيل كغيرهم، فلماذا تتبطر على النعمة، ولا تقنع بأولئك الفنانين الذين بدلاً من أن يقوموا بدورهم في تقديم أعمال فنية ملهمة ومبهرة، أو حتى مبهجة، قرروا أن يشخطوا في الإرهاب، وأن "يسجلوا له فيديو"، يحمّلونه فيه كل المصائب التي حدثت في مصر، منذ فتح السجون وحتى مذبحة رفح، مروراً بقتل الشيخ، عماد عفت، واللواء، محمد البطران. ومع أن الكل يعرف أن الدولة هي المسؤولة عن قتل اللواء البطران والشيخ عماد عفت وفتح السجون، إلا أنه يحسب لصانعي الفيديو أنهم لم يقولوا إن الشيخ عماد واللواء البطران انتحرا، أو أن حماس خطفتهما. ومع ذلك، أعاتبهم بشدة، لأنهم لم يدركوا نقطة القوة الحقيقية في ما صوروه لتخويف الإرهاب، وإلا لاقتصروا فقط على مشاركتين، الأولى للفنان أحمد بدير وهو يزغر للإرهاب، والثانية للفنان يوسف شعبان وهو يشخط في الإرهاب، فتكرار زغرة الأول وشخطة الثاني في عرض مستمر كان كفيلاً بأن يموت جميع الإرهابيين بكريزة ضحك وجروح حادة في الحنجرة، لتواصل مصر إبهار العالم باختراع سلاح جديد للقضاء على الإرهاب: سلاح الشخط والزغر.

18 نوفمبر 2014

فيديو .. نوارة نجم تعلن رفضها لقاء السيسي على الهواء وتصف مؤيديه بالاوساخ


وصفت نوارة نجم معارضيها من مؤيدي السيسي بـ "الأوساخ"! مضيفة بإنها لن تعود لتويتر إلى أن يعودوا لعقولهم مكررة سبهم بـ الأوساخ. وأختتمت نجم بأن مصر تعيش مرحلة المارشات الدينية والعسكرية والقرآن. "حرفيًا". 

فضيحة . مذيعة بالتلفزيون المصرى القرأن لا يصلح فى عصرنا الحالى والخلافة تخلف ولايليق بها فى 2014



مصيبة ..مذيعة على التلفزيون المصرى ..لازم البنت تبقى محترفة فى الجنس زى بنات الليل



حزب الاستقلال يبارك العملية البطولية في القدس في ذكرى زيارة العار

في مثل هذا اليوم من عام 1977 فاجأنا السادات بزيارة القدس المحتلة والقاؤه خطبة في الكنيست مقر نواب العدو الصهيوني المحتل لأرضنا ومقدساتنا وعلى رأسها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم .. وقد كانت هذه الزيارة بمثابة أول ضربة تصيب قلب الأمة العربية والاسلامية بعد أن ظهرت سيوفها في وجه العدو الصهيوني الأمريكي في معركة أكتوبر 1973، وبعد مؤتمر قمة السودان ولاءاته الثلاث (لا تفاوض- لا صلح – لا اعتراف)، الا أن السادات بادر الى كسر هذه اللاءات الثلاث وذهب طائعاً الى معقل الكيان الصهيوني ولتبدأ منذ هذه الزيارة مسيرة التطبيع والانتكاسة التي قادها السادات ومن بعده مبارك ونظامه الذي عاد ليحكمنا من خلال ثورة مضادة تسير على نهج التحالف مع الكيان الصهيوني .. وفي صباح يوم ذكرى زيارة العار اليوم تلقينا خبر هلاك خمسة صهاينة واصابة 12 اخرين وشعرنا بالفخر وارتفعت الروح المعنوية عالياً وشعرنا بأن النصر قادم لا محالة على أيدي أبطالنا الفدائيين داخل القدس المحتلة، فتحية لكل الفدائيين في محور المقاومة للعدو الصهيوني الأمريكي وأبطالها ... وحزب الاستقلال اذ يبارك هذه العملية البطولية في القدس فانه يؤكد على أن القدس اسلامية عربية لامكان للصهاينة فيها، وأن لا حل لأمتنا إلا باسقاط كل معاهدات العار والخيانة التي أبرمتها أنظمة الخيانة العربية وعلى رأسها معاهدة كامب ديفيد .. وأن لا معنى لأي حرية بدون الاستقلال عن التبعية للحلف الصهيوني الأمريكي .. ولنعلن للعالم أننا لن نركع لأمريكا.
والله أكبر ويحيا الشعب
ثورة ثورة حتى النصر
حزب الاستقلال
18 نوفمبر 2014

بلال فضل يكتب : وأشار بإصبعه"!


طيب، بما أن أي تساؤل عن كفاءة سياسات عبد الفتاح السيسي في محاربة الإرهاب أصبح جريمة مساس بالأمن القومي، وبما أنه لم يعد مطلوباً من أي مواطن مصري سوى التفويض على الناشف، والتأييد على بياض، فدعونا، إذن، نقتصر على الكلام المباح، لنسأل، مثلاً، عما قاله وزير التنمية المحلية، اللواء عادل لبيب، لمحافظ الإسماعيلية، اللواء أحمد القصاص، حين استدعاه إلى مكتبه، عقب انتشار الفيديو الذي يقوم فيه اللواء بأداء حركة بذيئة بإصبعه الأوسط، سأتعرض للسجن لو ذكرت اسمها الشعبي، بينما سيبقى المحافظ في منصبه، بعد أن أداها، أو ربما لأنه أداها، خصوصاً أن "البيه المحافظ" لم يخرج من الاجتماع، ليعلن استقالته، أو ليعتذر عما فعل، بل أصدرت محافظته بياناً، يصف حركة إصبعه بالعفوية، ويتهم الإعلام بممارسة "التصيد" ضده، وهو موقف يجعلك تتخيل أن الوزير، عادل لبيب، نقل إلى المحافظ عتاب السيسي؛ لأنه حين مارس العفوية لم يتأكد، أولاً، من خلو القاعة من الكاميرات.
لا تخف، أعلم أن اللي فيك مكفيك. لذلك، لن أسألك أين ذهب الذين "هيّجوا" الدنيا حزناً على ضيعة الأخلاق، حين قال وزير الإعلام الإخواني، صلاح عبد المقصود، لمذيعة قناة العربية "ابقي تعالي وأنا أوريكي فين"، ولا لماذا خرس الذين ابيضّت عيونهم من الحزن، حين تحسس سيئ الذكر، محمد مرسي، منحدر صعوده في حضرة مسؤولة أجنبية، ولا لماذا ذاب كفصِّ ملح كل الذين قاتلوا لتطهير البلاد من كل شاب "فشّ غِلّه" بكلمة نابية على حسابه "الشخصي" في مواقع التواصل الاجتماعي.
لن أسألك عن كل هذا، فأنت تعلم أن كل هؤلاء لا يكرهون البذاءة، إلا عندما تأتي من شخص يكرهونه، لكنهم يدمنون متابعتها حين تصدر عن أشخاص يحبونهم يمارسون البذاءة بلا حساب، لأنهم يعملون في خدمة من أقسم على تطبيق القانون، ومحاسبة من يخالفونه، ثم حوّل القانون إلى ممسحة في بلاط حكمه.
في ثقافة دولة المماليك القائمة حتى الآن، ثمة قاعدة تشيد ببراعة من يفعل الفحشاء من دون أن يُري الآخرين "مسائله"، ليسهل عليه الإفلات بفعلته، وهو ما طبقه مماليك دولة يوليو، حين أدركوا صعوبة التملص من شعارات المواطنة والكرامة والحقوق الدستورية التي استخدموها في إطاحة الملكية الفاسدة التي كانت تعامل أفراد شعبها كرعايا، ليس من حقهم الاعتراض والرفض. لذلك، قرر مماليك يوليو أن يخاطبوا أفراد الشعب كمواطنين، ويعاملوهم كرعايا، ولذلك، ظل الإعلام يهتف "ارفع رأسك يا أخي، فقد مضى عهد الاستعباد"، في الوقت نفسه الذي كانت الدولة تتفنن في تقنين استعباد جديد، استبدل طبقة الأمراء والنبلاء بطبقة الضباط التي لم تقصر في نهبها المال العام، وإهدارها حقوق المواطنين، ولم لا، فقد اعتقد قادتها أن الدماء المصرية الصميمة الجارية في عروقهم، تجعلهم أولى من طبقة أسرة محمد علي بنهب البلاد واستضعاف العباد.
ومع ذلك، لم تكن دولة مماليك يوليو تتردد في إطاحة أي مسؤول يخرج على "سِلوها"، فيقرر "تبيين مسائله" للشعب في أثناء "ممارسة" مهام منصبه، وهو تقليد لم تعد دولة مماليك السيسي حتى مهتمة بالحفاظ عليه، لأنها ما زالت مفعمة بنشوة تأييد أغلبية الشعب الذي لم يجد، مثلاً مثلاً يعني، مشكلة في أن تشير له وزارة الداخلية بذراعها الغليظة، حين رفضت عرض تفاصيل ميزانياتها على الجهاز المركزي للمحاسبات، فكيف ترى أغلبية الشعب، إذن، مشكلة في أن "يبعبر" محافظ عن شعوره، مستخدماً إصبعه الأوسط، ولا في أن يكرر صيحة مبارك الشهيرة "أجيب لكو منين"، فلو كانت أغلبية الشعب قد اعترضت على كتمان وزارة الداخلية ميزانيتها التي توزع الملايين بالعدل على "كبار قادتها"، لعرفت كيف ترد على سؤال المحافظ، ولأجبرت المحافظ على إعلان استقالته، وإبداء ندمه وأسفه، بدلاً من أن يكتفي بإصدار ذلك البيان "البارد"، الذي لم يكن ينقصه إلا تذكير المصريين بأن خير الأمور الوسط، خصوصاً في الصوابع.
أو كما قال عمنا أحمد فؤاد نجم: "يا أهل مصر المحمية بالحرامية، الفول كتير والطعمية، والبَرّ عمار، والعيشة معدن وأهي ماشيه، آخر أشيا، ما دام جنابه والحاشية، بكروش وكتار، حتقول لي سينا وما سيناشي، ما تدوشناشي، ما ستميت أتوبيس ماشي، شاحنين أنفار، إيه يعني لما يموت مليون، أو كل الكون، العمر أصلاً مش مضمون، والناس أعمار، الحمد لله وأهي ظاطت، والبيه حاطط، في كل حتة مدير ضابط، انشالله حمار". 

محمد رفعت الدومي يكتب : سوداء العروس!


عندما قرأت خبر انتحار الناشطة "زينب مهدي"، طفت علي سطح ذاكرتي، لسبب أصبح الآن واضحاً، أخلاطٌ لغوية واظبت ذاكرتي علي حراستها عن (سوداء العروس)، هذا دفعني للتنقيب عن الجذر البعيد لهذه المعلومة، ولقد وجدته، إنه "الثعالبي"، يقول في كتابه الجميل "ثمار القلوب في المضاف والمنسوب":
" سوداء العروس، هى جارية سوادء تبرز أمام العروس الحسناء وتوقف بإزائها لتكون أظهر لمحاسنها..
فأحسن مرأى للكواكب أن ترى/ طوالعَ فى داجٍ منَ الليلِ غيهبِ ..
والشئ يظهر حسنه الضد..
ولتكون كالعوذة لجمالها وكمالها..
وإياها عنى "أبوإسحاق الصابى" بقوله فى غلام حسن الوجه بيده نبيذ أسود:
بنفسى مقبلٌ يهدى فتونا / إلى الشِرْب الكرامِ بحسن قدِّهْ /
وفى يَدِهِ من التمرىِّ كأسٌ / كسوداء العروسِ أمامَ خدِّهْ /"..
(سوداء العروس)، هي عادة عربية قديمة، كانت، ولا تزال، حية، يستطيع، بكل سهولة، وعلي نحو شديد الوضوح، كل من أراد، أن يلمس حضور هذه العادة في كل ما حولنا، علي سبيل المثال، تلك العبارة التي الآن تحظي برواج إعلامي كبير حتي أصبحت لفرط الإلحاح علي روايتها مثاراً للسخرية: 
"مش أحسن ما نبقي زي سوريا والعراق"! 
لا يخفي علي أحد أن "سوريا" و "العراق" هنا تقومان مقام الجارية السوداء التي تبرز أمام "مصر"، بلد التسعين مليون رهينة عند ميليشيات العسكر، لتبرز محاسنها..
أنت، أيضاً، يمكنك أن تري "سوداء العروس" عند حدوث أي حادث جلل في "مصر" بطقس بسيط، راقب فقط أشرطة الأخبار علي الفضائيات، أو راقب مانشيتات الصحف، سوف تلمس تركيزاً مبالغاً فيه علي حوادث مماثلة وقعت في أماكن أخري من العالم، إنها (سوداء العروس) بصيغة أخري..
"زينب مهدي" أيضاً، ضحية هذه العادة، عادة (سوداء العروس)، كيف؟
لقد فضلت "زينب" الانتحار علي أن تسكن الحيز الذي أراد لها "نظام مبارك" في نسخته الأخيرة أن تسكنه، حيز (سوداء العروس)! 
"زينب"، تلك الواحدة من أنشط الضالعين في مؤامرة "25 يناير" الشهيرة، أولئك العملاء الخونة كريهو الرائحة الذين أرادوا إسقاط "مصر" لولا أن قيض الله لها العاشقين التقليديين من جنرالات "العسكر" فتداركوها في الوقت المناسب وأفشلوا المخطط الجهنميَّ الذي شارك في تصميمه كل سكان هذا الكوكب البائس، كما تردد ليل نهار جوقة نظام "غابة يونيو" في حملته المسعورة، والمتواصلة، علي كل ما ينتمي إلي ثورة "25يناير"، في إطار محاولات التكريس لعبادة "عجل أبيس" الجديد، وإنني لأحلف برب الراقصات إلي "مني"، كما كان يحلف الشعراء قديماً، لو أنكم بلغتم بالمصريين سعفات "هجر"، كما قال "عمار بن ياسر" يوم موقعة "صفين"، لن تجدوا من المصريين إلا سفهاء الأحلام فيهم من سوف يعبد "عجلكم" الأسود، كما أحلف أننا، لو كنا نري فيه حتي "أوزة" من "أوزات ميدوم" لارتضيناه، لكن، أنتم ترون، دوران في الفشل علي كل الأصعدة، ولسوف تندمون وشيكاً، وشيكاً جداً..
علي أية حال، لابد أن يتبادر سؤال من هنا أو هناك، من هي تلك العروس التي أرادوا لـ "زينب" أن تبرز محاسنها؟
الإجابة عن هذا السؤال بسيطة، إنها "فايزة أبو النجا" طبعاً، تلك الوطنية النبيلة المخلصة، تلك المادة التي لا تفني ولا تستحدث من عدم، تلك التي عرفت بعدائها الشديد لكل ما ينتمي إلي ثورة "25 يناير"، الثورة المصرية اليتيمة، فإن من الغريب، أن ينمو الضوء في اسمها مرة أخري قبل انتحار "زينب" بساعات قليلة!
هذه الرمزية البسيطة، السهلة الإدراك، هي مجرد خط للتذكير بالمعني الأساسي المقصود طبعاً..
والآن، يجب، لندرك لماذا انتحرت الناشطة "زينب المهدي" هكذا ببساطة الماء، أن ندرك مدي بياض ذلك الشعور العام الذي كان ينتاب كل الذين اشتركوا في ثورة "25 يناير"عقب تنحي "مبارك"، ذلك الشعور بالخلاص الذي لا مراء فيه، وإلي الأبد، من بشاعة واقع المصريين قبل ثمانية عشر يوماً فقط.. 
في ذلك الوقت تحديداً، كان المصريون، علي اختلاف توجهاتهم الفكرية، والروحية، لأول مرة، ربما منذ ثورة سنة "1919"، انعكاساً حقيقياً لذاك المعني الذي كان يردده المصريون القدماء في نشيد الموتي: 
"الكل في واحد".. 
لقد وصل الانسجام الروحيُّ حداً كان بعض غلاة الإسلاميين لا يمانع معه أن يردد مع الأقباط، عن طيب خاطر، وبصوتٍ حقيقي:
"بارك بلادي"..
كانت كل الأحراش مضاءة، وكان جانب العسكر مأموناً، والأحلام ناصعة البياض وسماوية، أقصد لا سقف يحدها، والأرض تجمع جهاتها الأربع عند حواف القلوب، وبخور السعادة يتكدس علي زجاج الأرواح من كل جانب..
ثم تخثرت الطرقات من الميدان بالمنتصرين كلٍّ إلي بيته مأخوذاً بخمر النشوة، وخمره الخاص ربما، وكان هذا تصرفاً غير صحيح استراتيجياً، فلم تمر أيام حتي لاحت نذر الانشقاق، ولم تلبث أن اتسعت الفجوة بعصبية منقطعة النظير، أصبحنا الآن ندرك كيف كانت تتسع، بالطبع، حدث هذا بفعل فاعل، أصبحت الآن هويته واضحة للجميع، نجح في تفجير كل الجسور بين رفقاء الثورة، ثم انهار، فجأة، كل شئ، كل شئ..
والآن، من السئ، أن المصريين، لم يتقهقروا أمام الميليشيات المسلحة فقط إلي إطار نظام ما قبل "25 يناير"، إنما، إلي إطار يعكس في الذاكرة علي الفور حياة قرية إقطاعية قديمة من قري العصور الوسطي، حيث يتمتع سادة القرية بحق قضاء الليلة الأولي مع عروس العبد، وحق إزهاق روح من شاءوا من العبيد دون مراقبة العواقب!
ما دام الأمر هكذا، فإن انتحار "زينب مهدي"، وهو قرارٌ اتخذته في ذروة النقطة للحظة ضعف، لكن علي صعيد الوعي الواضح بالتأكيد، هو فعل ثوري بكل ما تعنيه الكلمة، فالثورة فعل، وهي توقف عن الفعل أحياناً..
لكن، لماذا وصلت "زينب" للحظة الضعف تلك في ذروتها؟
هنا، لا يمكن الاستهانة بدور التحولات الفكرية المزيفة التي مرت بها "زينب" في العامين الأخيرين، أقول: 
التحولات الفكرية المزيفة، لأنها تحولات مضللة لا تنخفض إلي جذور حقيقية، ذلك أن التحولات الحقيقية لا يمكن أن تحدث في عامين أو حتي عشرة، فهي أكثر تعقيداً من ذلك بكثير إلي حد بمقدورها معه أن تترك أثرها علي تعبيرات وجه الإنسان وأعصابه وحتي نظرات عينيه..
لقد كانت "زينب" ربيبة "جماعة الإخوان المسلمين" قبل كل شئ، وهذا هو أهم أبعاد شخصيتها علي الإطلاق، وهي أزهرية الثقافة، وهذا بعد آخر مهم من أبعاد شخصيتها، حدث أن خلعت الحجاب، وتعقيباً علي هذا القرار تم طردها من "جماعة الإخوان المسلمين"، مع ذلك، هي، في مرحلة البحث عن ايدولوجية تتسع لهذا "التحول الاجتماعي" - لا الفكري - كي تعتنقها في تلك المرحلة من حياتها، لم تجد ملاذاً آمناً غير خندق "د.عبد المنعم أبو الفتوح"، منشق سابق عن جماعتها الأم، وهذا يمثل تحولاً غير ناضج، لأنه يمثل المربع الاول، وهنا، يتضح، أنها، أبداً، لم تذهب بعيداً..
لكن، من السئ، أن التحولات الفكرية، حتي البسيطة منها، بل حتي المزيفة، لديها أثر كبير علي الأرواح، في المجتمعات المتخلفة علي وجه الخصوص، ذلك أن من شأنها في مثل هذه المجتمعات سحق العلاقات الاجتماعية، مما يدفع الإنسان إلي الشعور بالغربة التي، قبل كل شئ، هي نتاج العلاقات الإنسانية، وذلك الشعور بالغربة حين يترهل يصيب الروح بالهشاشة علي نحو مؤلم..
كما كان والدها صورة مصغرة للمجتمع الضاغط الذي يخنق شخصية الإنسان.. 
أصدقاؤها المقربون، بدورهم، لم ينخرطوا أبداً في حالتها الأخيرة علي نحو صادق..
أود أن أقول هنا:
قال "آينشتاين" ذات يوم:
- إن الله لا يلعب النرد!
فرد عليه عالم عظيم مثله قائلا:
- لا ينبغي لك يا "آينشتاين" أن تعلًَم الله ما عليه أن يفعل!
أقول هذا عتاباً للذين لم يروا من حياة "زينب" العامرة بالكثير من الجمال الإنساني غير لحظة انتحارها، واتهموها بالكفر، وأقول لهم:
- أيها الحمقي وأصحاب الحد الأدني، من يملك منكم مفتاح الجنة في يده، لا يفتح لها حين تدق عليه الباب!
والآن..
انتحار "زينب المهدي" لغم جديد زرعه الأوغاد أمامهم في الطريق إلي المستقبل الذي لن يشاركوا أبداً في صنعه، فمن ذا الذي يصدق أن ثمة مستقبل لنظام زرع في كل يوم من الـ "365" يوماً، هي كل أيام العام، ذكري مذبحة، ويمكن أن نتهمه بسلامة العقل؟
وانتحار "زينب"، من جهة أخري، وضع المصريين أمام مرآة كبيرة ليروا فيها وجه "مصر" الشائه وواقعها العاهر، جرس كبير يدق بكل لهجات الخصيان منذ عصور سحيقة في مسامع المصريين بأنغامه الجنائزية:
لم تعد خياراً استعادة حلم "زينب" المشنوق، استعادة الثورة، إنما ضرورة حتمية، دفاع عن النفس، طوق النجاة الوحيد، وفي الطريق إلي الحرية، كل السيناريوهات مفتوحة، وأمام تمسك العسكر بما يظنونه حقهم الإلهيَّ في الاستئثار بحكم "مصر" إلي الأبد، إذا كنت أظن أن الصراع سوف يرتقي إلي صراع مسلح فلأن ذلك علي الأرجح هو الذي سيحدث..
إذا حدث هذا، لا قدر الله، ماذا سيخسر المصريون؟
لا أجد إجابة لهذا السؤال أبلغ وأكثر حسماً وحدة من عجز بيت "المتنبي" الشهير:
مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ عَلَيهِ / ما لجُرْحٍ بمَيّتٍ إيلامُ ..
أي موتٍ لموتي؟
لا أقول وداعاً "زينب المهدي"، بل، إلي اللقاء يا صغيرتي أقول..