17 أكتوبر 2014

الواعظ توني بلير عندما يحاضر علينا في التعايش والتسامح وهو الذي بذر بذور الطائفية السامة وحلفاؤه العرب والامريكان

الواعظ توني بلير عندما يحاضر علينا في التعايش والتسامح وهو الذي بذر بذور الطائفية السامة وحلفاؤه العرب والامريكان واوصلونا الى حالة الانهيار الراهنة


بقلم: عبد الباري عطوان

من سخريات القدر ان يخرج علينا توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الاسبق محاضرا حول كيفية احترام الاديان ومحاربة جذور التطرف من خلال شن حملة عالمية مدروسة مثلما قال في مقالة نشرها (الاربعاء) على موقع شبكة “بي بي سي”.
بلير الذي يشغل حاليا منصب مبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط يتحول فجأة الى واعظ ينشر قيم الفضيلة والعدالة، ويطالب باجتثاث فكر المتطرفين وليس مجرد تعطيل اعمالهم فقط لان الحرب على الارهاب يتطلب الانخراط في معركة الافكار لانه من الحماقة انفاق المليارات من الدولارات على معركة عسكرية مع التطرف الاسلامي وترك التعصب دون عائق.
التطرف في نظر بلير هو التطرف الاسلامي فقط الذي يريد شن حرب مزدوجة فكرية وعسكرية لمواجهته، ولا ينطق بكلمة واحدة في حق نظرائه في الاديان الاخرى، والاسباب الحقيقية التي تؤدي الى صعوده واستفحاله.
فالمستر بلير لم ينطق مطلقا، وعلى مدى ما يقرب من العشر سنوات، من وجوده في القدس المحتلة كمبعوث للسلام، بكلمة واحدة عن التطرف اليهودي على سبيل المثال لا الحصر، الذي يتجلى في ابشع صوره واشكاله في عمليات اقتحام المسجد الاقصى، وتقسيم الحرم الابراهيمي، والاعتداء على المواطنين الفلسطينيين العزل وقلع اشجار زيتونهم واطلاق النار عليهم، والعدوان الاسرائيلي الاخير على قطاع غزة الذي راح ضحيته اكثر من 2200 شهيد واكثر من 15 الف جريح، وتدمير اكثر من 80 الف منزل، ولم يفعل شيئا تجاه جرائم الحرب هذه التي بلغت ذروة الوحشية.
***
الواعظ بلير الذي يقرع طبول الحرب ضد “الدولة الاسلامية” هو وصديقه جورج بوش الابن الذي وفر البيئة الحاضنة لميلاد هذه الدولة وتوسعها عندما غزا العراق وقتل مليون من ابنائه، ويتّم اكثر من اربعة ملايين طفل وبذر بذور الفتنة الطائفية في ارضه ونسيجه الاجتماعي والسياسي، ويرفض حتى هذه اللحظة الاعتراف بخطئه والاعتذار عنه.
العراق الذي دمره بلير تحت اكذوبة اسلحة الدمار الشامل، كان من اكثر الدول محاربة للتطرف بشقيه السني والشيعي معا، وضرب مثلا في التعايش بين المذاهب والاديان، ففي الوقت الذي كان يتقاتل فيه الكاثوليك والبروتستانت في ايرلندا الشمالية، ويخوضان حربا دموية ضد بعضهما البعض كان العراقيون والسوريون يتزاوجون وينصهرون في بوتقة التسامح والتعايش، وكان السؤال عن مذهب الشخص من المحرمات مع استثناءات قليلة جدا.
لم يكن من قبيل الصدفة ان جميع الدول العربية التي تدخل فيها بلير وحلفاؤه الامريكان والعرب، وحولوها الى دول فاشلة، تسودها الفوضى الدموية هي تلك الدول التي اوصدت ابوابها في وجه الفتن الطائفية، وحصنت مجتمعاتها من امراضها، من خلال انظمة تعليمية منفتحة تكرس التسامح الديني، واحترام الاخر وعقيدته.
الاحتلال الامريكي هو الذي ادخل المحاصصة الطائفية الى العراق، وهو الذي انحاز الى طائفة ضد اخرى، وحل الجيش العراقي الذي كان يجسد الهوية العراقية الموحدة الجامعة، وبتشجيع ومباركة حلفاء امريكا من العرب الذين يصيغون مواقفهم وسياساتهم انطلاقا من عقيدة ثأرية، وليس وفق معايير التسامح والتآخي والمصالح المشتركة.
نعم التدخل العسكري الذي يقوده التحالف الامريكي الحالي لن يهزم “الدولة الاسلامية”، وان الآلاف وربما مئات الآلاف من البشر الذين سيخسرون ارواحهم من جراء صواريخه وقذائف طائراته ستذهب سدى لان هذا التدخل لم يأت من اجل القضاء على التطرف وانما لتعميقه واعطائه قوة اضافية توسع دائرته، لانه يبدو في نظر شريحة واسعة من ابناء المنطقة حربا صليبية ضد الاسلام والمسلمين، وكل من ينضم اليه من العرب والمسلمين من قوى الردة، ولكن يبدو ان المستر بلير وحلفاءه العرب لا يقرأون ادبيات هذه الشريحة على مواقع التواصل الاجتماعي.
***
الذين يحاربون في صفوف “الدولة الاسلامية” ويقودون معاركها وحروبها في العراق وسورية، هم من “اجتثهم” الاحتلال الامريكي وحلفاؤه، وهمشهم تحت ذرائع متعددة، واسقط عنهم هويتهم العراقية، لانهم كانوا وما زالوا يعتزون بهويتهم العربية الجامعة العابرة للطوائف، والساعين من اجل تعايش الجميع تحت مظلة هذه الهوية.
الذين يطالبون حاليا “بحرب عقول”، ومواجهات فكرية ضد التطرف ومنظماته وجماعاته، تسير جنبا الى جنب مع قصف الطائرات والصواريخ، تأخروا كثيرا، لان نشوة الانتصار الكاذبة اعمتهم عن رؤية الحقائق المرة على الارض، والنمو السريع للتوجهات المتطرفة على جانبي السور الطائفي في الدول العربية، والعراق وسورية خصوصا.
من المؤسف ان بضاعة بلير وحلفائه الامريكيان والعرب المغشوشة، بل والمسمومة، تجد اسواقا رائجة في اوساط الحكومات العربية، يجني من ورائها عشرات الملايين من الدولارات، ويفرش له الاغبياء العرب السجاد الاحمر في المطارات، ويعينونه مستشارا رفيع المستوى مكافأة له على الدمار البشري والمادي الذي سببته حروبه في منطقتنا، واوصلتنا الى حالة الانهيار هذه.
الحكومات العربية الغبية قصيرة النظر التي تهدر ثرواتنا، وتدمر بلداننا وتتعامل مع سماسرة الحروب من امثال توني بلير لا تستحق الا المنظمات المتطرفة التي تعرف كيف تتعامل معها وفسادها، ليس المعتدلين والليبراليين والديمقراطيين.

منير شفيق يكتب: خطابا السيسي وعباس في مؤتمر الدول المانحة

لا بد من قراءة متأنية مدققة لخطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مؤتمر المانحين الذي عقد في القاهرة بتاريخ 12/10/2014. وذلك لما يتضمنه من مستقبل لقطاع غزة، وخصوصاً، وضع المقاومة، صواريخ، وأنفاقاً، وسلاحاً، ومصانع سلاح، وتهريباً له من مصر أو البحر.
ربط السيسي، وبكلام واضح لا لبس فيه أن إعادة الإعمار في قطاع غزة يقوم على محورين: الأول التهدئة الدائمة، والثاني بسط السلطة الوطنية الفلسطينية (سلطة رام الله) سيطرتها الكاملة على كل الجوانب في قطاع غزة. 
وبطبيعة الحال ذهب خطاب محمود عباس في الاتجاه نفسه، فأكد على مواجهته للارهاب من دون أن يحدّد داعش وأخواتها (القاعدة وجبهة النصرة وما شابه) الأمر الذي يجعل هذا التشديد على الارهاب حمّال أوجه ممتداً إلى سلاح المقاومة في قطاع غزة عندما يأتيه الدور. وهذا الاحتمال يزداد قوة بالرجوع إلى موقف سلطة رام الله وأجهزتها الأمنية (التي شكلها دايتون بعد استشهاد ياسر عرفات) من سلاح المقاومة في الضفة الغربية حيث طبقت سياسة تصفيته بالكامل، وابتداء بسلاح أفراد كتائب الأقصى وصولاً إلى سلاح الجهاد وحماس.
هذا وشدد السيسي من خلال بُعد ثالث تضمنه خطابه على ضرورة المضي بسياسة التسوية مع “إسرائيل وشعبها” (الكيان الصهيوني) إلى الحل النهائي والدائم على أسس التي انطلقت منها التسوية وخطواتها من السبعينيات وحتى اليوم.
وذهب خطاب محمود عباس في الاتجاه نفسه ونحو الهدف ذاته كذلك. 
من هنا يستحق خطابا السيسي وعباس أن يؤخذا بكل الجديّة الممكنة ولا يُنظر إليهما بلا مبالاة أو لتصوّر بأن الطريق الذي سيذهب إليه التطبيق سيكون مغايراً في مصلحة المضي بالإعمار جنباً إلى جنب مع الحفاظ على المقاومة والبناء فوق ما أنجزته من انتصار أخير في دحر جيش الاحتلال ميدانياً، وهو يُحاول اقتحام القطاع. وللأسف أيضاً، ما من إشارة إلى انتصار الشعب وهو يخرج من وسط الدمار الهائل مقدّماً آلاف الشهداء والجرحى ومؤكداً على الصمود والاستمرارية والالتفاف حول المقاومة المسلحة الباسلة التي هي من أبنائه وبناته – فلذات كبده وليست شيئاً مفروضاً، أو هبط بمظلة أو تسلل من حدود. 
بل يبدو من “المناخ العام” أن ثمة تصميماً على وضع الانتصار العظيم الذي تحقق ببطولة المقاومة وصمود الشعب على الرف أو في الثلاجة. وذلك من خلال التركيز على إعادة الإعمار، والتهدئة الدائمة، وضرورة سيطرة سلطة رام الله بالكامل على قطاع غزة. الأمر الذي يعني تصفية المقاومة إذا تحققت هذه السيطرة المقترنة بالتهدئة الدائمة وعدم السماح بعودة “التوتر مرة أخرى” وبالسياسة الذاهبة إلى التسوية المؤسسة في كمب ديفيد (المعاهدة المصرية- الإسرائيلية) والممتدة إلى مبادرة السلام العربية (2002) وما بينهما اتفاق أوسلو وتداعياته التي عبّرت عنها سلطة رام الله من خلال الاتفاق الأمني والمفاوضات الأخيرة التي رعاها جون كيري.
إذا كانت هذه القراءة لخطابَيْ الرئيسين المصري والفلسطيني صحيحة ودقيقة في ما يتعلق بالتوجه نحو إنهاء المقاومة المسلحة في قطاع غزة فسيكون الوضع الفلسطيني أمام كارثة حقيقية لها تداعياتها الحتمية على مستقبل القضية الفلسطينية كما على الوضع العربي كله بما في ذلك المقاومة في لبنان. ومن ثم ينبغي للحريصين على استراتيجية المقاومة أو للحريصين على تحرير كل فلسطين أن يتحركوا من الآن وقبل فوات الأوان لدرء الخطر المحيق بالمقاومة المسلحة والصمود الشعبي في قطاع غزة. 
طبعاً ستكون عملية الذهاب إلى نزع سلاح المقاومة تحت شعار “سلاح واحد” في الضفة والقطاع، و“قرار واحد” للحرب والسلم، أو من خلال وضع سلاح المقاومة بيد سلطة رام الله كما هو حال سلاح الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية. وذلك لتجنب الظهور بمظهر نزع السلاح بالطريقة الخشنة. 
فالطريقة التي ستتم بها العملية سواء أكانت بالأسلوب الناعم أم بالأسلوب الخشن، أكانت تحت شعار المصالحة والوحدة الوطنية أم كانت تحت التوجه نحو التسوية فإنها ستهدّد الوضع كله، بما يدمّر حتى التهدئة المؤقتة وعملية إعادة الإعمار وإنهاء الحصار. وذلك لأن من غير الممكن أن يكون سلاح المقاومة الذي أحدث تغييراً استراتيجياً في ميزان القوى العسكري مع العدو ثمناً للتهدئة والإعمار والمصالحة. فلا التهدئة ولا الإعمار ولا فك الحصار ولا مصالحة فلسطينية تساوي تسليم قطعة سلاح واحدة أو تدمير نفق واحد. ناهيك عن التفريط بالانتصار وما قدّم من تضحيات.
ويكفي أن نتذكر الثمن الغالي، وعلى مدى تاريخ طويل، الذي دفعه الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة حتى وصلت المقاومة المسلحة في قطاع غزة إلى ما وصلته اليوم من قوّة ومهابة وقدرة وإنجاز ميداني في القتال المباشر. فقد سقط على هذه الطريق آلاف المقاومين منذ 1968 حتى اليوم، وتضافرت جهود عربية وإسلامية ومقاومة وممانعة ودعم لإحداث هذه القفزة. وتحركت ملايين عربية وإسلامية وعالمية لإسناد المقاومة في وجه ما تعرضت له من حروب. ولا يُنسى عشرات الألوف من المناضلين المقاومين الذين أعطوا من أعمارهم عشرات السنين في السجون وما زالوا تحت رايات المقاومة ومقارعة الاحتلال والعدوان بالسلاح والانتفاضة. 
ثم كيف يُنسى أن ما وصلته المقاومة في قطاع غزة جاء تتويجاً للانتفاضتين الأولى والثانية في القدس والضفة والقطاع وما قدمتاه من تضحيات وأحدثتاه من تغيير استراتيجي في الصراع مع العدو. 
وكيف بعد أن يكون العدو قد فشل في حروب ثلاثة ضدّ المقاومة والشعب في قطاع غزة من أن ينزع سلاحها نأتي اليوم لنقدّم له وبالمجان سلاح المقاومة. وكيف بعد أن ثبتت صحة استراتيجية المقاومة والانتفاضة نعود لاستراتيجية التسوية الكارثية.
ولهذا لا بدّ من أن يؤدي أي توجه لنزع سلاح المقاومة المسلحة أو إضعافها أو حصارها أو تجميدها إلى حرب جديدة مع العدو. بل يجب أن يؤدي إلى الحرب لا محالة. فمن يسلم سلاحه يسلم رأسه وقضيته ويدمّر ماضيه تدميراً، ولا سيما حينما يكون العدو هو العدو الصهيوني الذي يغتصب فلسطين ويهوّد قدسها ويعتدي على مقدساتها. ولا يجدي معه ما يُقدَّم من تنازل حتى لو كان تسعة أعشار فلسطين. 
ولهذا ما ينبغي للمقاومة أن تتوقف عن التقدّم إلى أمام في قطاع غزة. وما ينبغي للانتفاضة أن تسقط من رأس الأجندة في الضفة الغربية وتحرير القدس وإطلاق كل الأسرى وبلا قيد أو شرط. فاستراتيجية المقاومة والانتفاضة هي التي أثبتت جدارتها وهي وحدها التي يمكن أن تثبت جدارتها. 
وأخيراً إذا ذهب هذا التقدير للموقف إلى أبعد من الحدود التي تحتملها قراءة خطابَيْ عبد الفتاح السيسي ومحمود عباس فيا حبذا وبكل ترحيب لنسمع نفياً، أو تأكيداً على أن لا مساس بسلاح المقاومة أو إضعافه أو حصاره أو تجميده، ومن ثم ليأتي الإعمار والمصالحة من أوسع الأبواب.

مجاهد مليجي يكتب: يا ثوار مصر .. لتكن سلميتنا موجعة ومهابة ومشروطة

اخبار تركيا

كل ليل آخره نهار … مهما طال الانتظار .. الأمل إللي في عيونا … مش بيعرف الانكسار
في القلوب صوت بينادينا … والحنين إللي مالينا .. أيوة مارد صاحي فينا … راح يعيش لو وسط نار
السيرة النبوية ذكرت قصة الصحابي ابو بصير الذي رده الرسول صلى الله عليه وسلم الى قريش بعد صلح الحديبية وكيف استطاع بما قام به من “عمليات نوعية” ارعبت قريش واخافتهم من هذا البند الذي وضعوه باعتباره لي ذراع للمسلمين يقضي برد اي شخص يدخل في الاسلام واعادته الى قريش .. ونحن اليوم نفتقر الى عمليات ابو بصير.
السلمية .. السلمية .. سلميتنا اقوى من الرصاص .. عبارة اطلقها المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين من فوق منصة رابعة في قلب الثوار الاحرار بميدان الصمود والكرامة .. ميدان رابعة العدوية في اعقاب الانقلاب العسكري الدموي وصارت شعارا للمرحلة وصار الجميع يرددونها طوال عام ونيف واليوم هذه العبارة بحاجة الى مراجعة وإعادة تعريف ..
ما هي السلمية ؟ وكيف تكون السلمية؟ وكيف تسقط هذه السلمية هذا الانقلاب المتوحش الذي يقتل كل من يقف في طريقه؛ حتى بلغ الفجور بالانقلابي الخائن العسكري عبد الفتاح السيسي ان يعترف بدمويته في قلب الامم المتحدة وفي مؤتمر صحفي عندما ساله احد الصحفيين عن استفحال القمع والاعتقال في عهده ويرد بكل خسة وصلف ويقول :” نحن نعتقلهم افضل من ان نقتلهم ؛!!!! فلا يوجد سوى حل من اثنين للتعامل مع المتظاهرين الرافضين للانقلاب العسكري .. اما ان نقتلهم او نعتقلهم والثانية احسن لهم”.
وانا هنا اوجه كلامي الى قادة التحالف .. والى قادة الاخوان المسلمين .. والى كافة الثوار الاحرار الرافضين للانقلاب العسكري الدموي في مصر .. ماذا تنتظرون بعد ان حدد الانقلابي المجرم اسلوب التعامل معكم والذي يشبه الى حد كبير التعامل مع – الحيوانات الضالة في الشوارع – اذ تقوم حملات لقتلهم دون ثمن وبلا حساب او عقاب ؟!!
ماذا تنتظرون منذ ان سرب هذا الانقلابي الخائن في بداية انقلابه الدموي مقطع فيديو يعترف فيه بانه لن يحاسب ضابط قتل متظاهر بعد اليوم؛ والقتل بالمجان حتى صار من قتلوهم بلا حساب او عقاب يتجاوزون العشرة الاف مصري ومصريةمن الاحرار دفعوا حياتهم حتى الان ثمناً لرفض الانقلاب ولتحرير الوطن من الاحتلال العسكري لقوى الشر ةوالظلام والفساد والسلب والنهب من ابناء مبارك والعسكر ولكن دمهم للاسف لازال رخيصاً في نظر الانقلابيين؛ لانه بدون مقابل حتى الان!! .
ايها المصريون الاحرار من كافة الفصائل والاتجاهات السياسية ومن المسلمين والمسيحيين ومن الذين افاقتهم صدمة الانقلاب ومن الذين فقدوا احد ابنائهم شهيدا او مصابا بعجز او حتى مفقودا او معتقلا او مطاردا خارج الاوطان .. هل بعد هذا الواقع المأساوي من تمسك بالسلمية التي تعني الاستسلام التام للموت وللقتل دون ثمن ودون رد يوجع القتلة المجرمين ؟!!
ايها الثائرون الاحرار .. ان كلاب الداخلية يقتلونكم كما يصطادون العصافير على الأشجار؛ بل ويتنافسون على ذلك وبكل قسوة بلا رحمة .. وباطمئنان مبالغ فيه عندما يخرجون لتفريق متظاهريكم وللقبض على احد كوادركم … هل تعلمون لماذا ؟!!
لانهم متأكدون من سلميتكم القاتلة .. لانهم يعلمون انه ليس لدى احدكم حتى سلاح ابيض يدفع عن نفسه به الاذى ..وهذا يجب ان يتوقف .. فليكن هناك رادع ولا ادعو لتحول ثورتنا الى ثورة مسلحة ولكن ادعو لان تكون سلميتنا ذات انياب.. ذات شوكةوتكون مؤلمة .. كيف؟وما الالية؟ .. هذا ما يقرره الثوار الحقيقيون المخلصون على ارض الواقع فيما بينهم بكل اطيافهم ونراه ماثلا امامنا لحماية ثورتنا.
ايها الثائرون الاحرار .. انتم ترون القضاة الفاسدين .. قضاة الزور المجرمين القتلة الذين يصدرون الاحكام علينا بالاعدامات والحبس عشرات السنين لمن يرفع شارة رابعة او يتظاهر ظلما وعدوانا حتى صار القضاة الفاسديناخطر ألة قتل من فوق منصة القضاء من كلاب الداخلية الذين يرفعون مسدسهم لكي يقنص متظاهر او يضرب عشوائيا لقتل العشرات من بين المتظاهرين السلميين ..
الا من شيء يردع هؤلاء الكلاب .. وانا استغرب لكم .. كيف يكون هناك قاض قاتل يذهب الى منصة المحكمة ليطلق الاحكام القاتلة ويزهق ارواح العشرات ؛ بل المئات باحكام ما انزل الله بها من سبطان … ثم نجده يعود الى بيته امنا مطمئنا ؟!! .. ثم نجد زوجته تذهب للكوافير وتضع مكياج واولاده وبناته يذهبون الى النادي للتريض والتنزه بل ويذهب بعض ابنائهم الى البارات والى مواخير المجون ثم يعودون ينامون في بيوتهم امنين؛! .. بينما ينام الالاف من الشرفاء والاحرار في الحقول وسط الطين وعلى التراب وفي الاماكن المهجورة هربا من القتل والاعتقال والملاحقة .. فاي الفريقين احق بالامن ايها الثوار الاحرار الشرفاء المخلصون ؟!!
ايها الثوار .. هناك 24 قاض هم من يصدرون الاحكام القاتلة الظالمة المزورة هؤلاء عليهم الحراسات المشددة ولكن اسرهم وعائلاتهم ترتع وتمرح هنا وهناك وليس من الصعب ارعاب هؤلاء القتلة .. وايقافهم عند حدهم ووقف سيل القتل الناعم الذي يمارسونه ضد احرار الوطن الرافضون للانقلاب قومون به بشتى الطرق.
ايها الثوار الاحرار من كل فئات الشعب المصري .. هناك الالاف من وكلاء النيابة وقضاة تجديد الاحكام الظلمة المجرمين بلا تحقيق وبلا عدالة .. اذ ماتت العدالة في مصر فلا قضاء في مصر وتاكدنا انها مؤسسة اشد قذارة من الداخلية تجسد نظرية السادة والعبيد والطبقية التي تحكم بلادا لم تعد موجودة على الخريطة سواء بمجاهل افريقيا او قبائل الواق واق وفي بلاد الهند .. هؤلاء يجب ان نوقفهم عند حدهم بكل السبل مع التمسك بسلميتنا المرعبة ، ومع عدم تحول ثورتنا الى ثورة مسلحة .. كيف؟ وما هي الادوات؟ .. هذه متروكة للثوار المخلصين يقررونها على الارض.
ايها الثوار الاحرار في مصر ان اكبر عدو لكم حرض على قتلكم بدم بارد وشرب دمائكم وسجنكم؛ بل وصل حد المطالبة بابادتكم تماماً .. هو الاذرع الاعلامية للانقلابي السيسي، هم كلاب الاعلام المسعورة من المحرضين الكذابين القتلة، وخطورتهم اشد فتكا بالامة المصرية من كلاب الشرطة وكلاب القضاة الفاسدين القتلة وكلاب العسكر ممن يرتدون البدلة الميري والذين يمثلون عصابة الانقلاب الخائنة ولا يمثلون جيش مصر .. هؤلاء الاعلاميين من امثال ابو حمالات، وابولهب ومراته، وكلب ساويرس، وبتاع الجرجير، والمذيع امين الشرطة بتاع الكرة الارضية .. وهلم جرا .. يجب التعامل معهم بما يليق بهم لقطع السنتهم وإخراسهم وردهم عن التحريض والقتل الذي يمارسونه صباح مساء ضد شعب مصر الحر ، وبما يتناسب وحجم الجرم في حق الثوار الاحرار.
اعزائي الثوار الاحرار .. لا تنسوا كلاب الاثر والبلطجية المنتشرين في كل نجع وعزبة وقرية وبلدة ومدينة وشارع وزقاق في مصر .. هؤلاء لا ثمن لهم .. هؤلاء مرتزقة قتلة لابد من التعامل معهم بما يناسبهم وربما يكونوا هم من اخطر الحلقات واضعفها في نفس الوقت .. والامر متروك لكم في كل منطقة بما يلائمها.
ولا ننسى ان انصار الانقلاب الغادر منهم من تمتد يده الى الثوار الاحرار بالاذى وهؤلاء لا يجب السكوت عليهم بعد اليوم ولابد من رد الصاع صاعين ولابد من ارعابهم وهم اجبن من ان يتمادوا في آذاهم.
احبائي ان الثوار الاحرار يدفعون من دمائهم وحريتهم ثمنا غاليا من اجل تحرير الوطن وكسر الانقلاب ووقف دولة الخوف والرعب التي يسعى الخونة الانقلابيون الى اعادة احيائها بعد ان هدمها الثوار في 25 يناير وليكن شعارنا قول الشاعر فاروق جويدة في 2010.
اغضب .. فإن الله لم يخلق شعوبا تستكين
اغضب .. فإن الأرض تـُحني رأسها للغاضبين
ارفض زمان العهر
والمجد المدنس تحت أقدام الطغاة المعتدين
اغضب
فإنك إن ركعت اليوم
سوف تظل تركع بعد آلاف السنين
اغضب

د. حامد صديق يكتب : الرد الكافى على مصطفى خاطر

الرد الكافى على مصطفى خاطر فى شأن رده على عدم اختصاص المحكمة فى نظر قضية الاتحادية:
استند المسمى بالمستشار مصطفى خاطر الى ثورة 30 يونيو أى الشرعية الثورية ونحى القانون جانبا وعلى هذا الدرب نسلك طريق الرد
أولا المحكمة مشكلة وفقا للقانون ولم يتم تشكيلها وفقا لقرارات ثورية وأن احالة المتهمين جاءت وفقا للقانون وتنفيذا لقرار النيابة بإحالة المتهمين للمحاكمة، والثابت أن صدر فى حق جميع المحبوسين (ظلما وعدوانا) قرارات بالقبض أو الضبط والاحضار (وهى قانونية وليست ثورية وإلا كان مصدرها ليست النيابة العامة) وأن مصدر هذه القرارات النيابة العامة وأنها جاءت جميعا بعد 3/7/2013 رغم الواقعة من حيث القتل كانت فى 5/11/2012، وأن الثورة على افتراض اقتناع النيابة كانت 30 يونيو أى قبل قرارات القبض أو الضبط والاحضار وكان وقتها النائب العام طلعت عبدالله ورئيس الجمهورية محمد مرسى، أى أن الثورة لم تسقط أو تقبض على رئيس الجمهورية أو تعزل النائب العام (المفترض أنه مصدر قرارات القبض أو الضبط والاحضار) إذ أن جميع المحبوسين صدر فى حقهم قرارات القبض بأمر أو توقيع النائب العام.
ويكون السؤال هنا من هو النائب العام الذى أصدر قرارات القبض أو الضبط والاحضار
بالطبع ليس طلعت عبدالله، وإن كانت القرارات صدرت فى خلال الفترة من 3/7 حتى 8/7 فهى ابدا لن تكون ثورية ولا قانونية حيث لم يصدر قرار جمهورى بتعيين نائب عام جديد خلفا للمستشار طلعت عبدالله بعد استقالته بسبب حكم النقض هذا يعنى أن قرارات القبض والضبط والاحضار تلك التى صدرت فى خلال الفترة من 3/7 حتى 8/7 هى قرارات منعدمة لانتفاء صفة واختصاص مصدرها أو اختصاصها، أما إذا كانت قرارات القبض أو الضبط والاحضار صدرت بعد 8/7 بأمر هشام بركات أو توقيعه فهى قرارات أيضا منعدمة لانها صدرت من معدوم الصفة والاختصاص من شخص لا علاقة له بالنيابة إذ أنه يشغل قاضى كرئيس بمحكمة استئناف القاهرة وأن قرار تعينه نائب عام صدر من رئيس المحكمة الدستورية وليس رئيس الجمهورية الذى خصه القانون دون غيره بتعيين النائب العام، إذ لا يجوز المنتدب أو المعين المؤقت أن يقوم مقام رئيس الجمهورية المنتخب وإلا سقطت الشرعية القانونية وانعدمت الشرعية الثورية التى تقوم أساسا من اجل اسقاط الحكم أو النظام، ولا شك أن رئيس المحكمة الدستورية جزء اصيل لا ينفصل بل يتصل مباشر بالحكم والنظام، فإذا سقط الرئيس بفعل الثورة سقط النظام فلا شرعية قانونية لرئيس المحكمة الدستورية ولا النيابة العامة وإلا كان انقلابا وخيانة وهذا الذى كان، ومن ثم يجب أن يكون وفقا للشرعية الثورية محاكمة رئيس الدستورية والنائب العام الذين كانوا سببا مباشرا فى ضياع الشرعية الثورية وهدم القيم والاسس القانونية

بطل .. صحف اسرائيلية: صدام حسين خطط لخطف مناحم بيجن عقب قصف المفاعل العراقي

كتب الصحفي الصهيونى يونتان توسيه-كوهين مقالا اكد فيه ان الزعيم العراقي الشهيد صدام حسين خطط لخطف رئيس وزراء الكيان الصهيونى عقب قيام الكيان بقصف المفاعل النووى العراقي.
نحن هنا ننشر نص المقال الذى نشر في موقع المصدر حرفيا ونتحفظ على وصف الزعيم العراقي بالديكتاتور:
صدام حسين خطط لخطف رئيس الحكومة الإسرائيلي
لقد خطط الدكتاتور العراقي لخطف مناحم بيجن بعد أن دمرت إسرائيل المُفاعِل النووي في العراق- هذا ما قاله المحامي بديع عارف المقرب من حسين.
في كل حكومة في أرجاء العالم هناك القليل من الناس المقربين كثيرًا من بؤرة السلطة، ويعرفون كثيرًا من المعلومات التي قد يهز قسم منها العالم. كثيرًا ما يكون هؤلاء الأشخاص غير أصحاب المناصب العليا، وإنما مقربين من السلطة ويتعاونون معها.
في فترة حكم صدام حسين الدكتاتوري في العراق، عرف المحامي بديع عارف عما يجري في القصر الرئاسي في بغداد أكثر من أي أحد آخر في الدولة. قرر عارف أخيرًا أن يكتب عن الكثير مما عرفه، وقريبًا جدًا سيصدر كتاب مذكرات. مع اقتراب تسويق الكتاب، تحدث عارف مع صحيفة القدس العربي وقصّ قليلا من محتوى الكتاب المثير للاهتمام.
"لقد خطط الدكتاتور العراقي لخطف مناحم بيجن بعد أن دمرت إسرائيل المُفاعِل النووي في العراق سنة 1981" قال عارف. كما وقال إن صدام غضب من إسرائيل التي دمرت المفاعل النووي، وخطط لحملة انتقامية "مناسبة"، فيها يُختطف بيجن.
وقد خطط للحملة جيدًا بحذافيرها وكادت تنفّذ. كان الخطف سيتم بأيدي فلسطينيين، الذي سيخطفون بيجن وينقلونه لبغداد. صُنفت الحملة تحت "سرية للغاية"، لكن في النهاية عرفت عنها الجهات الاستخبارية الغربية. "تحدث أحد رؤساء الدول مع صدام وقال إن خطته انكشفت، وطلب منه إلغاءها. وهذا ما حدث" قال عارف.
1977 - رئيس الحكومة مناحم بيجن في غرفته في الفندق أثناء زيارة لرومانيا (Moshe Milner\GPO)

يُعد تدمير المُفاعِل النووي في العراق أحد النجاحات العسكرية الكبرى في تاريخ دولة إسرائيل. في 7 من تموز 1981 حلقت 14 طائرة حربية نحو العراق ودمرت تمامًا المفاعل النووي الذي بناه صدام بقنابل تزن عشرات الأطنان، وعادت إلى إسرائيل دون وقوع إصابات. في هذه الأيام، حين تعود إسرائيل وتحذر العالم الغربي من البرنامج النووي الإيراني، تقول دائمًا "إن كل إمكانية قائمة"، وتلمح إلى أنها لا تنفي مهاجمة إيران كما هاجمت العراق.
يُعد مناحم بيجن حتى اليوم أحد القواد الكبار والمعتبرين في تاريخ دولة إسرائيل. عدا عن مهاجمة المُفاعِل النووي في العراق، فقد وقع على معاهدة السلام التاريخية مع الرئيس المصري أنور السادات وحظي بفضل الاتفاق على جائزة نوبل للسلام.

مسلمو كينيا يناشدون العالم الاسلامى تعليمهم الاسلام

خضعت كينيا لبريطانيا عام 1895م، بعد حكم أسرة البوسعيد العُمَانية الذي استمر مدَّة ستِّين عامًا، وقد لجأ الاستعمار البريطاني لمجموعة من الحيل السِّيئة للتخلص من اللغة العربية، وذلك بكتابتها باللغة اللاتينية، لصرف المسلمين عن قرآنهم، وإلغاء مادَّة التربية الدينية في المدارس.
ويبلغ عدد المسلمين في كينيا 35%، فلهم وجود قوي حيث يُشرِفون على أكثر من 70 جمعية يضمُّها المجلس الأعلى لمسلمي كينيا.
ويوجد عدد من الجمعيات والمؤسَّسات الإسلامية الصغيرة التي يَزِيد عددها على 400 جمعية، ويوجد في نيروبي أكثر من نصف مليون مسلم؛ ففي العاصمة وحدها أكثر من 30 مسجدًا، وقد أَصْدَرت طبعاتٍ لترجمة معاني القرآن الكريم، وعددًا كبيرًا من الكتب الإسلامية باللغات السواحلية والإنجليزية، وصدرت مجلة الإسلام باللغة الإنجليزية، كما تقدَّم الأحاديث الدينية بِلُغَاتٍ متعدِّدة، وإنشاء عِدَّة معاهد لتحفيظ القرآن الكريم.
وقد ظهر في كينيا الشيخ الأمين علي المازروي الذي تأثَّر بحركات الإصلاح التي ظهرت في العالم الإسلامي، وقام بإصدار جريدتين باللغتين العربية والسواحلية، وأنشأ مدرسة عربية في مدينة شيلا، وقد تفرع عنها 40 مدرسة في كل أنحاء كينيا، وفي عام 1963م أُنْشِئت المدرسة الإسلامية في نيروبي، وهناك مشروعات إسلامية متعدِّدة في كينيا.
ورغم هذا يواجِهُ المسلمون في كينيا مجموعة من المشاكل أهمها: تضاؤل وزنهم السياسي وعدم لعبهم الدور الذي يتناسب مع أوضاعهم، فمجلس الوزراء لا يضمُّ إلاَّ وزيرين مسلمين للتضامن الاجتماعي والتراث، وهما منصبان ثانويان، وهي مقدِّمة جيدة تُنْهِي سنوات الاضطهاد والتمييز التي كرَّسها جميع حكام كينيا، وكان آخرهم الرئيس دانيال أرب موي.
ومع هذا فإن شرق وشمال كينيا على اتِّساعهما لا توجد فيهما جامعة إسلامية، بعكس مناطق الغرب والجنوب، ولا تختلف الأوضاع الاقتصادية عن سابقتها، فقد تعمَّدت الحكومات المتتالية تهميش مناطق المسلمين وعدم تمويل الخطط التنمويَّة بها، كي تظلَّ أسيرة الفقر والجهل والمرض، وتُصْبِح لقمة سائغة في فَمِ الكنائس والإرساليَّات التَّنصيريَّة التي تَقُوم بدورٍ متعاظمٍ في البلاد.
ويحتاج المسلمون في كينيا إلى عمل منظم وجهات ترعاهم ومن أهم ما يحتاجونه:
- إرسال دعاة لكينيا بشرط إجادة اللغة السواحلية.
- إنشاء مؤسسات تعليمية خاصة الجامعات التي لا تكاد توجد في مناطقهم.
- قيام اتحاد للمسلمين يكون جامعا لهم .
- فتح المجال أمام أبناء المسلمين كي يلتحقوا بالجامعات العربية والإسلامية.
- إبعاد المسلمين في كينيا عن الخلافات الفروعية بين المسلمين في الأقطار الإسلامية ، وحماية المسلمين من مسموم الرفض والخرافات.
- حضور المنظمات الإسلامية لكينيا لدعم الناس وتقديم العون لهم.

16 أكتوبر 2014

وائل قنديل يكتب: عن الابتذال الذي ملأ "الشوال"

العربي الجديد
"الابتذال" هو المشروع القومي الوحيد لمصر الآن.. موجة من الإسفاف تضرب كل مناحي الحياة، إسفاف في الفعل، وإسفاف في القول، إسفاف في كل مكان، حتى إنه بدأ يطال ردود أفعال المعارضين لحالة الابتذال العام أيضا.
أعرف صديقا تخرّج من كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية في السبعينيات، وقرر أن ينجو بتفوقه ونبوغه في بلد لا يعترف بالنوابغ، فسافر واستقر في نيويورك، حتى جاءت ثورة الخامس والعشرين من يناير فأيقظت فيه حلم العودة، تفاؤلا بأن مصر جديدة تولد. 
جاء الانقلاب وحكمت الثورة المضادة، فلزم المهندس المهاجر منفاه الاختياري، ومكث يتابع ما يدور، يكتب أحيانا وجهات نظر شديدة التهذب والرقي على صفحته بموقع "فيسبوك"، دون أن تتسلل كلمة واحدة نابية أو لفظ خادش إلى ما يكتب. 
بالأمس فقط وجدت هذا الصديق يكتب على صفحته سطورا ضد سلطة القمع والبطش في مصر، مستخدما المفردات الذائعة في وصف قيادات الانقلاب منذ ذلك "الهاشتاج" الشهير الذي حقق أرقاما قياسية. 
ظننت أن أحدا اخترق حساب الرجل، فأرسلت له معبرا عن استغرابي لاستجابته لحالة الإسفاف العام، وقلت له إن لدي شكوكا في أنه كتب هذه العبارات، فأكد أنه هو من وضع هذه الكلمات بعد أن بلغ به القرف من الوضع حدا لم يعد فيه قادرا على تمالك مشاعره وامتلاك مفرداته. 
هذا الصديق بادرني: وهل هناك ابتذال وإسفاف أكثر مما تمارسه السلطة في طلاب الجامعات هذه الأيام؟ 
وأردف: هندسة الإسكندرية تُضرب بالمدافع الآن، ويتعرض طلابها إلى أبشع أنواع الاعتداءات الأمنية، هذه الكلية التي خرّجت قمماً مصرية، على رأسهم عالم الذرة الأشهر الدكتور يحيى المشد، الذي اغتيل على يد الموساد الإسرائيلي في سبعينيات القرن الماضي. 
ثم يقول في أسى: لا مستقبل لوطن يشعل النار في مستقبله، من أجل استعادة أحط فترات الماضي. 
ثم طلب مني أن أنظر حواليّ على عروض الابتذال المقامة في أروقة المحاكم واستوديوهات "التوك شو" والصحف اليومية.
كنت بالمصادفة أطالع خبرا منشورا على صفحة صديقة أخرى يقول "سيدة تضع 3 توائم في أسيوط أثناء زيارة رئيس الوزراء، وتسميهم "السيسي ومحلب وعادل"، ومعه تعليق طريف يقول "الابتذال ملأ الشوال". 
والحال أن جوالا واحدا لا يكفي، إذ بات الأمر يتطلب مئات، بل آلافا، من الأجولة لتعبئة محصول الإسفاف والابتذال الوفير في طول مصر وعرضها الآن. 
خذ عندك هذا المشهد من أعلى محاكم مصر التي تدور فيها محاكمات كوميدية لقيادات الإخوان والمعارضين للانقلاب، وهو منقول حرفيا من صحافة الانقلاب. 
يقول الخبر "استكمل اللواء عادل عزب، أمام محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة، سرده للوثيقة التي أثبتت تحالف الإخوان المسلمين مع حماس. وقال إنه كان يهدف لإدخال المجاهدين إلى فلسطين، وأن تتسم جماعة الإخوان بالجهادية، وتعليمهم فى صالات الحديد "الجيمانيزيم" 
فاعترض المتهمون على كلمة "جيمانيزيم" وقالوا إنهم لا يفهمون معناها. فرد القاضى عليهم "الجيم"، ونادى على "البلتاجي" قائلاً "إزاي انت ماتعرفش؟ هي عبارة عن علبتين سمنة تملأ بالأسمنت وترفعها بإيدك، ما هو ده اللي فتقك يا بلتاجي". 
إذن.. ومع الاعتذار للراحل يوسف وهبي "وما الدنيا في مصر إلا مسرح عبثي كبير" لا يقطع عبثيته سوى هذه الورود الفواحة بالأمل في الجامعات المصرية الآن.. هم الكلمة الجادة في محيط هادر وهائج من الابتذال وانعدام القيمة.

بلال فضل يكتب لـ"مدى مصر" : يمكن البعيد يفهم!

وأغلب الذين يوافقون على الإجراءات القمعية التي تقوم بها دولة السيسي ضد مدنيين مسالمين، لم تثبت جهة قضائية، بعد تحقيق عادل، أن لهم صلة بالإرهاب أو العنف، سيعطونك مبررات عالية الصوت، ومطعّمة بكلمات كبيرة، عن الوطنية والخيانة وهيبة الدولة، لأنهم لا يعتقدون أن ما تعرض له الأبرياء من قمع يمكن أن يحدث لهم، طالما اختاروا المشي جوه الحيط، ولن يفهموا أي حديث عن خطورة الظلم، إلا لو حدث أن اكتووا بناره.
لن يتخيل أحد من هؤلاء أن ما حدث، مثلاً، مع رسام الكاريكاتير الموهوب، أحمد نادي، يمكن أن يحدث له: ذهب أحمد، بصحبة ابنه ذي الثماني سنين، إلى مقر الشركة التي يعمل فيها، ليُري ابنه منظر الشركة المطل على النيل، ابنه أحب المنظر، فأخرج موبايله، وبدأ في تصويره، ليفاجأ الاثنان، بعد قليل، بكتيبة قوات خاصة، تداهم المكان، لأنهم اعتقدوا أن أحداً يصور السفارتين الأميركية والبريطانية اللتين يطل عليهما المكتب.
سيبك من كون هذه السرعة المبهرة في التدخل يفتقدها ملايين المواطنين الذين لا يسكنون إلى جوار سفارات الدول العظمى، أو منازل كبار قيادات الدولة، واسمع باقي القصة التي كان يمكن أن تنتهي، حين اكتشف الضباط أن الصور التقطها طفلٌ، أضاف إليها، بطريقة طفولية، تنانين وديناصورات، لكنها تحولت إلى كابوس مفزع، بعد سلسلة من التطورات تسبب فيها عميد شديد الوطنية، اعتبر الصور الطفولية خطراً، لن يزول بمجرد مسحها، ليتم، فجأة، القبض على الأب و"نقّاشين"، شاء حظهما العثر أن يكونا وقت المداهمة يمارسان عملهما في تشطيب المكتب.
يروي أحمد نادي، في تدوينةٍ طويلةٍ، كتبها على حسابه بالفيسبوك، "في القسم، دخلت المباحث محتجز مع الجنائيين، واتخانقت على إني مش مقبوض عليا، وإن لو ابني اتحجز معايا هيكون على جثتي، دخلوني لضابط المباحث، شرحت له الموقف، كان محترم جداً وأبدى استياءه من العك، وأمرهم أن يردوا لي التليفون أكلم زميلي، يرجع ابني البيت الأول، كده موضوع الولد اتحل... بعدها، وصل المحامي عمرو إمام، وده كان شيء مريح، وتحوّل مهم، بعدها اتغيرت نبطشية الأمناء، وجُم أمناء جدد حصل معاهم مشادات كلامية، لما فكروا يقلوا أدبهم عليا، ولقوا رد فعلي عنيف، في نص كل ده كم أخبار مغلوطة من الأمناء إني هاترحل لاظوغلي، وهيطلع دين أمي وكلام كده، ولبخ كتير حصل وقلة أدب، والحقيقة أنا عرفت أرد كويس، وماعدّتش كلمة، فمش متضايق أوي.
بعد انتظار عشر ساعات، جه ضابط الأمن القومي، ودخلونا واحد واحد متغميين، بس أنا اتحقق معايا أطول وقت، اتغمت عينيا بفانلة عم مصطفى النقاش، المتهم بإنه إخوان اللي قلعوه هدومه، وغموا عينيا بفانلته... فاجأتهم بصوت عالي وعيني معصوبة: ريحتك حلوة يا عم مصطفى... كنت متعمد طول الوقت أطمنه، علشان هو كان زعلان جداً، وحاسس إنه رايح في داهية، وإننا هنا بسببه، وقدام ضابط أمن الدولة، اتشمّر بنطلوني، وأمروني إن إيدي تفضل جنبي وبدأ التحقيق، الأسئلة دارت حوالين انتمائي السياسي، وليه مربي دقني، وباشتغل إيه، وإن نقابة المهندسين كلها إخوان، رغم إني مش مهندس، ويا ترى انتخبت مرسي ولا شفيق، رديت وأنا موجه وشي للضابط، وكنت مبتسم وهادي وبارد بسخرية، أحيانا، والأهم كنت ثابت انفعالياً جداً واتسألت عن علاء عبد الفتاح، وبعد نقاش ومجادلة تقريباً الضابط زهق مني، وخرجوني أنا واللي معايا، بعد تحرير استمارة اشتباه لتأمين موقفهم، لإننا كنا نعتبر مخطوفين، أنا كنت قلقان على ابني جداً، وعلى النقّاش المتهم إنه إخوان، والحمد لله الموضوع مر بسلام".
أظن أنك لو كنت حي الضمير صاحي العقل، فأنت تمتلك، الآن، حتماً أسئلة عديدة عن مدى قانونية وأخلاقية، بل وجدوى كل ما حدث، بكل تفاصيله المزعجة؟ وعما كان سيحدث، لو لم يكن أحمد نادي يستطيع أن يصل إليه محامٍ حقوقي للدفاع عنه، وما الذي كان سيحدث لعم مصطفى النقاش، لو لم يتمسك أحمد بالدفاع عنه؟ ثم إذا كان مجرد كون أي مواطن "إخوان" قد أصبح تهمة، تستوجب القبض الفوري من دون تحقيق، ولا إجراءات قانونية، وكانت "مصر" الدولة مرتاحة لذلك، وترى أنه أمر سيحقق لها الاستقرار والعدل، فكيف يمكن اتهام شخص بأنه إخوان، لمجرد أن الضابط شايف كده، من دون أن يتم إثبات كونه من الإخوان أصلا؟ وما الذي يمكن أن يحمي أي مواطن عادي في مصر من التعرض لهذا المصير؟ وما الذي سيبقى في ذاكرة الطفل سمير، وذاكرة آلاف الأطفال الذين تعرضوا لتجارب مشابهة، حين يكبرون عن دولة عبد الفتاح السيسي؟ وكيف يمكن أن تقضي على الإرهاب دولة تتفنن في صناعته كل يوم؟ 

كاتب أمريكى: مصر تغلى.. وترقبوا ثورة عارمة ضد السيسى

هاجم الكاتب الأمريكي إليوت إبرامز بشدة نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي, وحذر من أنه سيؤجج "المزيد من التطرف والإرهاب" في مصر.
وأضاف إبرامز في في مقال نشره في 14 أكتوبر عبر الموقع الإلكتروني لـ"مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي", أن نظام السيسي أغلق كافة سبل المعارضة السياسية السلمية، ووضع الآلاف في السجون، وهو ما فاقم من حدة الأزمة السياسية في مصر.
وتابع " هناك خطر حقيقي من تزايد التطرف العنيف في مصر بسبب الممارسات القمعية لنظام السيسي, التي ستجعل المصريين يثورون بمرور الوقت، وستكون البلاد في خطر حقيقي"
واستطرد الكاتب " يجب على الولايات المتحدة أن تتدخل لوقف القمع في مصر, عبر التوقف عن تقديم العون لنظام السيسي, الذي سيتسبب في كارثة للمنطقة وليس مصر وحدها".
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية نشرت أيضا "افتتاحية نارية" في 8 أكتوبر هاجمت فيها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظامه الجديد، ودعت واشنطن والبيت الأبيض الى تغيير سياساتهما تجاه القاهرة، فيما كان العنصر الأكثر لفتاً في تلك الافتتاحية أنها تأتي بعد أيام على أول زيارة للسيسي الى نيويورك وأول خطاب يلقيه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو الخطاب الذي قالت وسائل إعلام عالمية إنه كان يهدف الى "إنشاء موطئ قدم له لدى المجتمع الدولي".
وتعتبر "نيويورك تايمز", التي تحمل لقب "السيدة العجوز" واحدة من أهم المؤشرات على المزاج العام لدى النخبة في الولايات المتحدة، كما أن الصحيفة تؤثر في صناعة القرار الأمريكي وخاصة المتعلق بالسياسات الخارجية.
ودعت "نيويورك تايمز" في افتتاحيتها إلى ربط المساعدات السنوية الأمريكية التي تقدم للجيش المصري والتي تبلغ قيمتها 1.3 مليار دولار بتحقيق تقدم على مستوى الحريات والديمقراطية، كما دعت إلى مراجعة شاملة لطبيعة العلاقة مع مصر في ظل ما سمته "الانقلاب العسكري".
ووصفت الصحيفة ما حدث في مصر يوم الثـالث من يوليو 2013 بأنه "انقلاب عسكري", كما قالت إن الانتخابات الرئاسية التي جاءت بالسيسي كانت "مزورة" .
وقالت الصحيفة إن جماعة الإخوان المسلمين التي تصدّرت المشهد السياسي بعد ثورة يناير، يقبع أعضاؤها في السجون حاليا، مع اعتبارها جماعة إرهابية، وهو أمر "غير عادل"، وهو ما قد يجعلهم "عرضة للتشدد"، في وقت تقوم فيه الولايات المتحدة بإنشاء تحالف لمحاربة تنظيم "داعش"المتطرف.
وتابعت الصحيفة "حكومة السيسي أحكمت قبضتها على وسائل الإعلام التابعة للدولة، في حين ينتظر صدور قانون غامض يشدد العقوبات على الأفراد الذين يتلقون تمويلا أجنبياً، ويجعل ذلك جريمة يعاقب عليها بالحبس مدى الحياة، بحجة محاربة الإرهاب، وهي الحجة التي استخدمتها الدولة من أجل إعاقة الجمعيات التي تدعو للديمقراطية".
واتهمت الصحيفة الرئيس المصري بـ"استغلال تطلع الشعب المصري، وتمسكه بالاستقرار، في سبيل تحصين بقائه في منصب الرئيس"، حسب تعبيرها.
وأضافت "السيسي يحظى بدعم قوي من حلفائه في الداخل، وترويج إعلامي لشخصيته بما يفوق الهالة التي كانت حول الرئيس المخلوع حسني مبارك", مشيرة إلى أن "احتكار السلطة", الذي تشهده مصر حاليًا، لم تشهده منذ عهد محمد على باشا، وأشد قمعا مما كان يحدث في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وأثارت الافتتاحية السابقة ردود فعل واسعة في مصر، حيث تناوله العديد من الصحافيين والسياسيين، وأبدى بعضهم غضبه مما جاء فيها, واعتبروها حملة أمريكية تستهدف مصر، وتدعم جماعة الاخوان المسلمين، بينما رآى آخرون من المعارضين لنظام السيسي أن الولايات المتحدة بدأت تكتشف بأنها كانت على خطأ عندما دعمت "الانقلاب العسكري"، وأن "القمع الذي تواجهه جماعة الإخوان المسلمين في الوقت الراهن قد يولد حالة من التطرف والعنف". 

لواء عادل سليمان يكتب : باب المندب وأخواتها ولعبة الأمن القومي

 
*كاتب وباحث أكاديمي مصري في الشؤون الاستراتيچية والنظم العسكرية.

انتبه، أيها الشعب المصري العظيم، فأمنكم القومي في خطر داهم، جماعة الحوثيين في اليمن السعيد تسعى إلى التمدد، لفرض سيطرتها على كل الساحل اليمني، بما في ذلك مديرية باب المندب، المطلة على المضيق وجزيرة موين، أي الساحل الآسيوي للمضيق الذي هو المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، للسفن وناقلات النفط القادمة من خليج عدن وبحر العرب، متجهة إلى البحار المفتوحة عبر قناة السويس، وأيضاً، تلك المتجهة إلى موانئ البحر الأحمر في مصر والمملكة السعودية، وأيضاً، الميناء الوحيد للعدو الإسرائيلي على البحر الأحمر، إيلات. وإذا بنا أمام حملة إعلامية موجهة للمصريين، وللمصريين فقط، أنْ انتبهوا لهذا الخطر القادم من اليمن بالتحديد، فالحوثيون سيهددون قناة السويس القديمة والجديدة أيضاً. وتصريحات رسمية عليا تشدد على أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا التهديد، وعلى الشعب المصري أن يكون جاهزاً لهذا التحدي الجديد لأمنه القومي !؟ كل الصحف، الورقية والإلكترونية وبرامج التوك شو ومقدميها ومقدماتها وضيوفها من الخبراء والمحللين، لا هم لهم سوى طرح هذا الأمر الجلل ومناقشته، ولا صوت يعلو على صوت باب المندب!
وتغاضى الجميع عن حقائق بسيطة على أرض الواقع، أهمها أن باب المندب مضيق على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، عرضه ٣٠ كيلومتراً، حوالى ٢٠ ميلاً، واليمن يطل عليه، ويمتلك جزيرة اسمها موين، على مسافة ٣ كيلومترات من الساحل اليمني هي التي يمكن أن تؤثر على المضيق، وعلى الساحل الأفريقي جيبوتي، تجاورها مباشرة أثيوبيا وإريتريا، والممر الرئيس للسفن من ناحية الساحل الأفريقي في ممر بحري، عرضه أكثر من ٢٠ كيلومتراً. والأهم أنه، بعد حرب أكتوبر 1973، وسيطرة مصر على باب المندب، بالتنسيق مع اليمن وقتها، لمنع السفن المتجهة إلى إسرائيل، عبر البحر الأحمر، من المرور في ظل العمليات العسكرية، مؤقتاً. تنبه العدو الإسرائيلي للأمر، وقام بتوثيق علاقاته مع الثلاثي الأفريقي، جيبوتي وأثيوبيا وأريتريا، للوجود في المضيق، ثم عقدت أميركا اتفاقية تعرف باتفاقية چاميكا في 1994، بشأن باب المندب والمضايق الدولية، ثم وجدت فعلياً في سفينة الاستخبارات، مونت ويتيني، في ميناء جيبوتي، ثم تشكيل قوة بحرية أميركية فرنسية بريطانية، تحت مسمى مقاومة الإرهاب في المنطقة، لتأمين الملاحة الدولية في المضيق، بل وأعطت نفسها وحلف الناتو باتفاق شراكة مع العدو الإسرائيلي في عام 2009، الحق في اعتراض وتفتيش أي سفينة، تشك في أمر حملها أي أسلحة بشكل غير قانوني، فماذا في وسع الحوثيين، أو أي كائن من كان قد يحكم اليمن، أن يفعل في هذا المضيق، باب المندب، الذي يمثل ممراً لنحو ٢٠٪ من نفط العالم؟
هذا عن باب المندب والحوثيين والأمن القومي المصري الذي أصبح فجأة في خطر. بالطبع، لا نقلل من أهمية المضيق بالنسبة لمصر. ولكن، نوضح أن الأمر يدخل في نطاق السلم والأمن الدوليين، ومصر شريك بالتأكيد. نعود إلى أخوات باب المندب، فسنكتشف خطراً داهما آخر تناوله إعلام الندامة، الذي لا هم له إلا تنبيه الشعب المصري العظيم إلى المخاطر التي تهدد الأمن القومي، من حين إلى آخر، وهو حلايب وشلاتين، تلك الأرض المصرية في أقصى الجنوب على حدودنا مع السودان الذي هو شقيق، وكان أحد جناحي وادى النيل، وكان لدينا ملك في زمن فات، لقبه ملك مصر والسودان. حلايب وشلاتين معرضة للسرقة واقتطاعها من حضن الوطن لضمها إلى السودان، فهناك تصريح من مسؤول سوداني أنها أرض سودانية، بأمارة أن كل سكانها من ذوي البشرة السمراء، فيا أيها الشعب المصري العظيم، انتبه، ولا صوت يعلو على صوت حلايب وشلاتين. وتفرد الصحف صفحاتها، وتخصص المواقع تحقيقاتها وأخبارها العاجلة، وتنشط سيدات التوك شو، وأيضاً رجاله، في استضافة الخبراء والمحللين، للتعليق والتنبيه والإنذار، ويصرخ الجميع أن حلايب وشلاتين ستضيع منا.
وتمر الأيام، وينشغل الناس في بلدي بأمور أخرى، لا ترى فيها السلطة أنها تهدد الأمن القومي، مثل انقطاع الكهرباء، أو أزمات الوقود، أو ارتفاع الأسعار، أو قمعية أجهزة الأمن، ومخالفات حقوق الإنسان، وغير ذلك، فيصبح من الضروري تنبيه الشعب المصري العظيم إلى مهددات الأمن القومي، لتستيقظ قضية أم الرشراش، والتي هي، الآن، ميناء العدو الإسرائيلي الوحيد على البحر الأحمر. تخرج علينا التحليلات والتأكيدات أن هذه القرية العربية هي، في الأصل، مصرية، ولابد من استعادتها، ولا صوت يعلو على صوت أم الرشراش. ومرة أخرى، الصحف والمواقع، والبرامج والمحللون. وللعلم فقط، أم الرشراش كانت، حتى سنة 1949، تحت سيطرة القوات الأردنية، وانسحبت منها، بعد توقيع اتفاقيات الهدنة مع العدو، كما أن الحدود المصرية مع فلسطين تحت الانتداب لا تتضمن أم الرشراش وتنتهي عند طابا، وأنها كانت في فترة تحت الإدارة المصرية باسم الدولة العثمانية، وهذا لا يعني أنها داخل الحدود المصرية التاريخية. وبالطبع، هي أرض عربية تحت الاحتلال الصهيوني، مثل كل الأراضي الفلسطينية، وهذه قضية أخرى؟
ولأن كل هذه القضايا ساعة تروح وساعة تأتي، كان لابد من قضية لها طابع الاستدامة، تهدد الأمن القومي المصري، ولا صوت يعلو على صوتها، بل ويمكن أن تهدد الأمن والسلم العالمي أيضاً، وقد كان، فلا شيء يصعب على العبقرية المصرية، خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بالسلطة. إنها قضية الإرهاب. وهل هناك تهديد للأمن القومي أكثر من الإرهاب؟ وحتى تكون الأمور منطقية، كان لابد أولاً أن يستشعر القائد، بحسه وبما يملك من أدوات، أن الخطر قادم، وأن عليه أن ينبه الشعب لذلك الخطر، وأن يطلب منه تفويضاً صريحاً، بل أمراً شعبياً بمحاربة هذا الإرهاب "المحتمل"، وصحت فراسة القائد وتوقعاته، وتم الإعلان عن وصول الإرهاب إلى بر مصر، وبمعنى أدق، استيقاظ الإرهاب الذي كان كامناً في بر مصر. وانطلقت الحرب على الإرهاب، في القاهرة في منطقة الحرس الجمهوري، والمنصة، ثم الموقعة الكبرى في ميدان رابعة العدوية، وفي الجيزة في ميدان النهضة. ولأن المعارك الافتتاحية كانت عنيفة، فقد أريقت فيها دماء غزيرة. ولكن، المهم أنه أصبح لدينا خطر مستدام هو الإرهاب الذي يهدد "الأمن القومي"، ولا صوت يعلو على صوت الحرب على الإرهاب. فلماذا نستعيد باب المندب.. وأخواتها؟ إلا إذا كان الإرهاب الذي صنعوه فقد صلاحيته؟