19 سبتمبر 2014

محمد رفعت الدومي يكتب: داعش = (1.618) × داحس ÷ الرجل الفيتروفي!

تلك الهجولة الكلامية التي تشبه هجولة الثيران العمياء لمثقفين لا حصر لهم بهدف اصطياد ما هو شديد الوضوح من أقبية غامضة، وذلك الضجيج المرتفع لعام وبعض العام من محاولات أقلام كثيرة للاسترخاء فوق معجزة لوضع تعريف لـ " داعش" بمثابة التعبير الأسمي لضحالة عقول أعلب الناطقين بلغة "قريش"، حصيلة كل هذا الحبر المراق في النهاية جعلت من " داعش " لغزاً مغلقاً علي ذاته مثله مثل البيضة، وقائماً بذاته في الوقت نفسه، وهذا غير صحيح تماماً، ولا علاقة له بكل ما وصل إلينا في التاريخ عن القبح ..
إن مشكلتنا الرئيسية هي أننا نتعامل مع الماضي علي أنه مجرد دوائر قد اكتملت وأصبحت خلفنا، وهذا تصور خاطئ، فالزمن ليس دائرياً بحيث تكون كل لحظة مغلقة علي ذاتها، لكنه شئ منبسط، لذلك، من المؤكد أن لكل لحظة امتداداتها الخاصة للتأثير فيما وراءها من الأمام ومن الخلف ومن كل جانب، وإلي ما لا نهاية ..
و الآن، ما هي" داعش"؟
ليست " الدولة الإسلامية في العراق والشام " طبعاً، إنما، هي مجرد تطبيق إلكتروني يدار عن بعد صممت واجهته، بتمويل خليجيِّ، أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية، بالإشتراك مع الموساد بطبيعة الحال، للقضاء علي نفوذ "مجالس الصحوة" في العراق بعد أن تآكل دورها المرحليُّ كحليف سابق، صنع في "أمريكا" أيضاً، تماماً كـ "تنظيم القاعدة" في وقت سابق، بعدما خرجت عن السيطرة أو كادت، كما فعل "تنظيم القاعدة" تماماً، هذا أولا، ثانياً، وهذا هو الأهم، لاستخدامه، في الوقت المناسب، كذريعة مقنعة للمضي قدماً في تصميم خارطة الشرق الأوسط الجديد، ذلك المصطلح الذي تنبض به كل أدبيات الغرب السياسي تقريباً في العقد الأخير! 
ليست "إيران" هي الهدف البعيد كما يظن قادة البدو الذين ينفقون أموال قطيعهم بإفراط للتخلص من المشنقة الشيعية حول جغرافيا الخليج، حول جغرافيا " السعودية" و "البحرين" و "الامارات" علي وجه الخصوص! 
كذلك، ليست "سوريا" هي الهدف، ولا "مصر" بطبيعة الحال، إنما الهدف هو كل هذه الدول إلي مدي بعيد، بالإضافة إلي كل كيانات الخليج القبلية إلي مدي أبعد! 
إن "اسرائيل" لا يمكن أن تتجاهل إلي الأبد نداءات أرواح الآباء الأوائل من يهود "يثرب"، ولا ثأر "سلام بن مشكم" و "سلام بن أبي الحقيق" و "حيي بن أخطب "، من تسول له نفسه بتجاوز هذه الحقيقة، فهو لا يدرك أبداً مدي ارتفاع تراكمات "الجيتو" في صدور اليهود، ولا مدي تعبيرات " الجيتو" في ملامحهم!
"داعش"، أخيراً، هي مجرد معادلة سياسية = (1.618) × داحس ÷ الرجل الفيتروفي!
لا أمزح والله، كما أن هذه ليست كذبة، هذا إذا أردت أنت أن تصدقها، و تبديداً لسوء الفهم، و لكي أحرضك علي تصديقها في الوقت نفسه، سأفسر لك هذه المعادلة باختصار علي قد المستطاع ..
أ - (1.618)
هذه هي النسبة المقدسة، أو، النسبة الإلهية، أو، النسبة الذهبية، أو، الرقم الروحي، هي كل هذه المسميات، وهي أيضاً (فاي)، ولقد منحها العالم الفلكي الشهير "كبلر" لقب "الكنز العظيم"!
لقد انتبه العالم إلي هذه النسبة في القرون الوسطي بفضل متتالية " فيبوناتشي "، أو، عالم الرياضيات الإيطالي " ليوناردو دا بيزا"، نسبة إلى مدينة "بيزا" الإيطالية، الطريف في أمر هذه المتتالية أن "فيبوناتشي" قد اكتشف هذه المتتالية تحت ضغط حاجة "ايطاليا" في ذلك الوقت لدراسة تكاثر الأرانب، وهذه هي المتتالية : ( 1-1-2-3-5-8-13-21... إلخ) ..
فكرة المتتالية شديدة البساطة، وهي أن كل رقم يساوي مجموع الرقمين السابقين، لكن المذهل في هذه المتتالية هو أنه عند قسمة أي رقمين متعاقبين فإن ناتج القسمة لابد أن يساوي دائماً (1.618)!
للمتتالية نفسها جذور هندية، كان الهنود يظنون أنها أرقام سحرية يمكن من خلالها التنبؤ بأحداث كونية تتعلق بالمستقبل، لكنها، قبل ظهور " فيبوناتشي" علي السطح، لم تستطع أن توقظ الدهشة التي أيقظها اكتشافه في كل مكان ذلك الغموض الذي يحيط بالنسبة المقدسة (1.618)، وهو في الحقيقة غموض يستحق الدهشة، فهي موجودة في كل ما حولنا، وهذه بعض الأمثلة القليلة من شلالات لا تنتهي من الأمثلة :
أنت، مثلاً، متي قمت بقياس المسافة من قمة رأسك إلى الأرض، والمسافة من سرتك إلى الأرض وقمت بقسمة العددين سوف يكون الناتج حتماً = (1.618)، أيضاً، متي قمت بقياس المسافة بين كتفيك وأطراف أصابعك ثم قسمت الناتج على المسافة بين كوعك وأطراف أصابعك ستحصل علي نفس النسبة المقدسة!
اكتشف البيولوجيون حقيقة مؤكدة تتعلق بمجتمعات النحل، وهي أن عدد الإناث في كلِّ خلية، وأيِّ خلية، حتماً، أكبر من عدد الذكور بنسبة ثابتة، هي طبعاً، (1.618)! 
علماء النبات بدورهم، اكتشفوا أن بذور "عباد الشمس" تنمو بشكل لولبي وبنفس هذه النسبة الذهبية!
أيضاً، أنسب شكل للمستطيل هو ما يكون طوله يتناسب مع عرضه بنفس النسبة (1.618)!
المسافة بين بعد المجموعة الشمسية عن حافة المجرة وبعدها عن مركز المجرة عند قسمة العددين سيكون الناتج هو "فاي"، النسبة المقدسة! 
كذلك، عند رسم نجمة خماسية فإن الخطوط سوف تقسم نفسها تلقائياً إلى أجزاء وفق النسبة المقدسة!
كما أن هذه النسبة موجودة بوضوح أكثر مما ينبغي في الشكل الرياضي لشريط الحامض النووي الرايبوزي (DNA)، وفي تسلل نبضات القلب، وفي الموسيقي أيضاً، حتي أن السُلَّم الموسيقي تم تأسيسه حسب هذه النسبة الغامضة، كما تظهر هذه النسبة في البني النظامية لسيمفونيات "بيتهوفن" وسوناتات " موزارت" و "بارتوك" وموسيقيين كثر غيرهم، بالإضافة إلي أن صانع الكمان الإيطالي "ستراديفاريوس"، مع نهاية القرن الـ "17"، قد استخدم هذا الرقم المقدس لحساب الموضع الصحيح للفتحات التي تأخذ الشكل (f) في صنع كماناته ذائعة الصيت!
وفي القرن العشرين، أصبحت هذه النسبة تستخدم بكثافة في تحليل الأسواق المالية وأسواق العملات والمعادن، بل، هي من أهم الأدوات المستخدمة في التحليل الفني لتلك الأسواق، فعندما تتجه أسعار الأوراق المالية أو العملات أو المعادن لتصويب مسارها، بمعنى أن تنخفض بعد اتجاه صاعد، أو ترتفع بعد هبوط حاد، يقوم المحللون لتلك الأسواق بحساب نسب ارتدادات الأسعار، وفق استراتيجيات مثل ارتداد "فيبوناتشي"، وتلك النسب كلها مشتقة من النسبة المقدسة (فاي)!
في القرن العشرين، أيضاً، روعي عند بناء مبنى الأمم المتحدة في "نيويورك" أن يكون التصميم وفق تلك النسبة الغامضة، حدث هذا بالنسبة إلي بطاقات الائتمان أيضاً، نفس الشئ حدث بالنسبة للعديد من المواقع الالكترونية، وأشهر هذه المواقع علي الاطلاق هو موقع "تويتر"، فواجهة " تويتر" روعي في تصميمها أن تكون وفق الرقم المقدس (1.618)!
المدهش أن المصريين القدماء قد فطنوا إلي هذه النسبة واستخدمها مهندسو هرم " خوفو" أثناء البناء حوالي عام " 2800 " قبل الميلاد، كما استخدم هذه النسبة نحات تمثال "نفرتيتي" الشهير، ربما، لهذا السبب، كان هذا التمثال المذهل أحد أهم مقتنيات "هتلر"!
الإغريق، أيضاً، انتبهوا إلي غموض هذه النسبة واستخدموها في بناء هيكل " البارثينون" بمدينة "أثينا"، وهو "أكروبوليس أثينـا" أيضاً في القرن الـ " 15" قبل الميلاد، وعلي الرغم من ريادة قدماء المصريين في هذا السياق، تواطأ العالم علي اعتماد الحرف الإغريقي "فاي" عند كتابة هذه النسبة، تكريماً للنحات الإغريقي " فيدياس" الذي قام بتزيين "البارثينون"!
لهذه النسبة المقدسة أيضاً نبض أكيد في تصميم جامع "القيروان" الكبير، أو مسجد "عقبة بن نافع" في "تونس"، وقصر "تاج محل" في "الهند"!
أود قبل أن أنسي أن أقول : كانت هذه النسبة أحد الأحجار التي بني عليها "دان براون" روايته ذائعة الصيت " شيفرة دافنشي"!
لكن المهم، وما أريد أن أنتهكه بهذا الكلام هو أن "أمريكا" منذ عقدٍ وبعض العقد تراعي أن تكون السياسة الأمريكية في التعاطي مع كل القضايا الجوهرية داخل حدودها، وخارجها، وفق النسبة المقدسة (فاي)!
كيف؟
لقد أدركت "أمريكا" أن الدخول المباشر في مواجهة مسلحة لابد أن ينجم عنه مرور حتمي تحت أقواس الخسائر، حتي المنتصر لا يسلم من تجربته ..
ولقد أدركت أن الوصول إلي أقصر ممرات الدفاع الأفضل لا يتحقق إلا باعتبار الزمن ليس دائرياً، وليس مغلقاً علي ذاته، لذلك، هي لا تفصص مظان الخطر كلّاً علي حدة، لتتعامل معها دون أن تزن المجازفات وتراقب العواقب بنفس الطريقة، إنما، هي تضع كل الكيانات الجغرافية المتهمة بالخطر علي مصالحها واستراتيجياتها بعيدة المدي في سلة واحدة، تحت السيطرة، ثم، هي، تدخل هذه السلة في اختبارات متعاقبة، تحت ظروف سياسية معايرة بعناية شديدة جداً تولد بالعمل من بعيد علي تربية العوائق والتحديات والصراعات الصغيرة المرشحة للانفجار، وهنا، لابد من تأثيرات متبادلة تحدث وتأثرات، طبقاً لنظرية الفوضي، بمعني أن انفجار في مدينة "النجف" العراقية مثلاً سوف يكون له أصداءٌ في مدينة "القاهرة"، هذه الامتدادات لابد أن تؤدي في النهاية إلي أن يدمر كل كيان نفسه بنفسه تلقائياً، أو يركع، أو يصبح أقل خشونة تدريجياً تجاه الإملاءات الأمريكية علي أقل تقدير، كل هذا يحدث حسب النسبة الذهبية، (فاي) ..
سوف ننتهك الخلفية التي ولدت من خلالها "داعش" بتأمل التوقيت الذي أعلنت فيه جماعة منشقة عن تنظيم القاعدة ميلاد "داعش"، أبريل "2013"، نفس التوقيت الذي قالت فيه السفيرة الأمريكية "آن باترسون" لـ "د.مرسي" عندما طلب منها التدخل للصلح بينه وبين (جبهة الإنقاذ) :
- جمهورك الوحيد هو "السيسي"!
إن زمن الأحداث الارتجالية الكبيرة قد ولي وانتهي!
والآن ..
ب - داحس
أشبه الأسماء بـ "داعش"، بالنسبة لي علي الأقل، وعندما سمعت، للمرة الأولي، في ربيع العام (2013)، اسم "داعش"، طفا اسم "داحس" علي سطح ذاكرتي، وفوراً!
و" داحس" اسم فرس كان لـ "قيس بن زهير بن جذيمة العبسي"، الابن الأكبر لـ" الملك زهير"، الرجل الذي لابد يعرفه كل من شاهد فيلم " عنترة بن شداد"، لا أتذكر اسم الممثل الذي لعب هذا الدور الآن، كل ما أنا متأكد منه فقط أنه ليس " فردوس محمد"! 
إلي حادثة كان هذا الفرس شاهداً عليها، أو كان أحد أطرافها تحديداً، تنخفض علة حرب من أشهر حروب العرب المفصلية في الجاهلية علي الاطلاق، وقعت بين " ابني بغيض بن ريث بن غطفان"، وهما قبيلتي "عبس" و " ذبيان"، وهي حرب " داحس والغبراء"، وفي ذلك قال "زهير بن أبي سلمي"، يمدح "الحارث بن عوف" و "هرم بن سنان" المُرِّيين، الرجلين اللذين سعيا في الصلح بين القبيلتين حتي وضعا حداً لتلك الحرب، من معلقته الشهيرة، تجاوزا لأصابع " حماد الراوية" أقول معلقته، فالمعلقات كذبة عربية مشهورة من صنع "حماد"، يقول:
تَدَارَكْتُـمَا عَبْسًا وَذُبْيَانَ بَعْدَمَـا / تَفَـانَوْا وَدَقُّوا بَيْنَهُمْ عِطْرَ مَنْشَـمِ
وَقَدْ قُلْتُمَا إِنْ نُدْرِكِ السِّلْمَ وَاسِعـاً / بِمَالٍ وَمَعْرُوفٍ مِنَ القَوْلِ نَسْلَـمِ
و"منشم" اسم امرأة تبيع العطر، كانوا يتطيرون من عطرها، أقول هذا في غفلة من عقلي أيضاً، فأنا لا اصدق هذا الكلام ..
لقد اشتعلت الشرارة الأولي لتلك الحرب بسبب سباق بين فرسين، "داحس" لـ "قيس بن زهير العبسي"، و "الغبراء" مهرة لـ "حمل بن بدر الذبيانى" .. 
كان الرجلان قد اتفقا على رهان قدره "100" بعير، كما اتفقا أن تكون مسافة السباق "100" غلوة، ومدة إعداد الفرسين للسباق "40" يوماً، بانتهاء هذه المدة، وحلول موعد السباق قيد الفرسان إلى موضع الانطلاق، في ذلك الوقت، كانت أرض الجزيرة العربية علي موعد مع ثورةٍ عارمة لعطر " منشم" سوف تدق أجراسها في كل مكان ..
كان "حمل بن بدر"، مالك "الغبراء"، قد جهز كميناً من بعض فتيان قبيلته وراء بعض التلال على طول ممرات السباق، وكان قد أمرهم بالوثوب بوجه "داحس" متي جاء سابقاً ليجفل وينحرف عن الطريق الصحيح فتربح "الغبراء" المقدمة، وهذا، تماماً، هو ما قد حدث، وانكشفت المؤامرة، وقضي المحكمون بالفوز لـ "داحس"، وطلبوا من "حمل بن بدر" أن يعطي الرهان لـ " قيس"، وحدث، لكن المشهد تطور فجأة بعصبية شديدة، لقد شتم " بدر بن حذيفة بن بدر"، بعد اتهامات متبادلة بينه وبين عمه "حمل بن بدر"، سيد عبس"قيس بن زهير"، فقتله الأخير برمحه، مع هذا، كانت السيطرة علي ناصية الموقف حتي هذه اللحظة ممكنة، اتسع الخرق علي الراتق فقط عندما قتل "حذيفة بن بدر" ثأراً لابنه " مالك بن زهير العبسي"، وفي ذلك يقول "عنترة بن شداد" :
فللَّه عيناً من رأى مثل مالكٍ / عقيرة قوم ٍ إن جري فرسان
فليتهما لم يجريا قيد غلـوةٍ / و ليتهما لم يرسـلا لرهـان ِ
قصة هذه الحرب قصة طويلة جرت في متون الألم، لكن، هناك نجومٌ تولد من رحم الحرب أيضاً، وجمال ينجم عن تفاصيلها، وأكاذيب تاريخية أيضاً، وأجراس تدق لترشد المؤجلين إلي رائحة الخطر، كيف؟..
لقد كانت هذه الحرب هي السبب المباشر في أن يسكن ردهات التاريخ رجلان لولا اشتعال تلك الحرب لتجاوزهما التاريخ دون أن يلتفت إليهما، كملايين غيرهما، في كل زمان وكل مكان، " الحارث بن عوف" و "هَرِم بن سنان" المريين!
كذلك، في يوم "المريقب"، أحد أيام تلك الحرب، لمع نجم "عنترة بن شداد" لأول مرة، وملأ اسمه الجزيرة العربية وشغل الناس، وحتي يومنا هذا!
أيضاً، كتعقيب مباشر علي حرب "داحس والغبراء" ولد نجم الشاعر "زهير بن أبي سلمي" وتناثر غباره علي كل شبر في أرض الجزيرة وما حولها، وولدت أعظم قصائده علي الإطلاق، وهي، تجاوزاً، معلقة "زهير بن أبي سلمي"، وتبدأ بهذا البيت :
أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَـةٌ لَمْ تَكَلَّـمِ / بِحَـوْمَانَةِ الـدُّرَّاجِ فَالمُتَثَلَّـمِ ..
كل هذا ثري، لكن، هناك كذبة سينمائية تتعلق بتلك الحرب كأكاذيب سينمائية متعمدة لا تحصي تتعلق بأسرة "محمد علي"، بل جرائم تاريخية!
لابد أن كل سكان الوطن -الذي كاللا وطن-، ذلك الممتد من المحيط إلي الخليج الفارسي شاهدوا فيلم "عنترة بن شداد"، لابد أيضاً أنهم يحتفظون بالصورة الذهنية التي اقترحها الفيلم لـ "عمارة الزيادي" الذي جسد شخصيته الفنان "نور الدمرداش"، ذلك الشاب الرقيع "النايتي" الذي يردد عند كل ظهور له علي الشاشة، وعلي طول الفيلم وعرضه تلك اللازمة السخيفة "هات العطر يا ولد"، هل تذكرته الآن؟، انس الآن كل ما تذكرته، وإليك مني هذه الصدمة الميسرة ..
لقد كان "عمارة بن زياد"، ذاك الرقيع الذي تحتفظ بصورته الذهنية، أحد أبطال العرب المشهورين، وأحد أبطال حرب "داحس والغبراء" المعدودين، وكان دوره فيها يلمع كالسيف، وكان شقيقاً لخمس من الإخوة تعارفت الجزيرة العربية كلها علي تلقيبهم بـ "الكملة"، لكمال أخلاقهم وصفاتهم، هل تشعر الآن بالخجل؟، آسف ..
تعقيب ضروري..
كانت حرب "داحس والغبراء" هي الممر الملكيُّ إلي حرب "شِعْب جبلة"، آخر الحروب الكبيرة التي دارت رحاها علي أرض العرب قبل التغيير الشامل، والجذري، والحاسم الذي أحدثه ظهور الإسلام، وكان مقتل "زهير بن جذيمة العبسي" هو السبب المباشر لنشوب كلا الحربين، كل الذين يتوقفون عند الجذور يدركون هذه الحقيقة!
وبهذه المناسبة، أوقع هنا اعتقاداً أو نبوءة ..
متي بدأت الحرب علي "داعش"، سوف لا تذهب "داعش" إلي الجحيم قبل أن تستقيم خطوط وتنحني خطوط وتزول خطوط أخري تماماً من الخريطة الجيو سياسية للأرض الناطقة بالعربية، لا أقول الوطن العربي، فهذه شائعة لا أساس لها من الصحة!
والآن،
ج - الرجل الفيتروفي
هي لوحة فنية ولدت عام "1492" علي أصابع ذلك الكوسموبوليتاني السابق لأوانه "ليوناردو دافنشي"، أحد الذين رفضوا أن يموتوا قبل أن يتركوا العالم أجمل مما كان عليه قبل ميلادهم! 
اللوحة تحتوي علي نص خطي مكتوب بطريقة المرآة، هذا يعني أن "دافنشي" كتبه، لسبب ما، معكوساً، لا يقرأ إلا من خلال انعكاسه علي أسطح المرايا ..
واللوحة مزدحمة بالرموز المضمنة، كمعظم ما أبدعت أصابع "دافنشي"، وهي تعكس، قبل كل شئ، وأكثر مما ينبغي، درايته الكاملة بعلم التشريح، وليس هذا غريباً، لقد كان نبش القبور واستخراج الجثث منها ليعكف بعد ذلك علي دراسة متأنية لنسب جسم الإنسان إحدي عاداته الشهيرة، وهو أول من أثبت بالتجربة أن جسم الإنسان يتكون من كُتل بناء نسبها تساوي دائما النسبة الذهبية "فاي"، "1.618"، وهذه هي النسبة التي اعتمدها في رسم "الرجل الفيتروفي"، تماماً كما فعل في لوحة " الموناليزا"، أكبر أعماله استحقاقاً لفخره علي الإطلاق، ولوحة " العشاء الأخير" أيضاً، بالإضافة إلي أنه اهتم بشكل خاص بإبراز كتاب يوضح الخصائص الرياضية المذهلة للرقم الذهبي "فاي"، هذا الكتاب يسمي ""De divina proportio، أو "التناسب الإلهي"، كانت أصابع كاهن إيطالي يسمي "فرا لوكا باشيولي" تقف وراء تأليف هذا الكتاب..
لكن النص المرفق يؤكد، لسبب ما، أن "دافنشي" قام برسم هذه اللوحة تطبيقا لنظرية المهندس اليوناني القديم "فيتروفيوس"، ومن هنا جاء اسم اللوحة، وهي نظرية تكاد تكون صحيحة، لكن النص المكتوب كان مضللاً بعض الشئ، هذه أيضاً كانت إحدي عادات "دافنشي"!
واللوحة، في النهاية، هي تطابق وضعيتين لرجل عاري - أو رجلين كما اعتقد - داخل إطارين، أحدهما مربع، والآخر دائري، بعض الذين حاولوا قرأءة اللوحة اعتبروا أن الإطار المربع يرمز للمادة، بينما يرمز الإطار الدائري للروح، هؤلاء تناسوا أن أعمال أي فنان لابد أن تكون انعكاساً لشخصيته، أو علي أقل تقدير تشبهه، وهنا، لتتضح الصورة، يجب أن أفشي بعض الحقائق المؤكدة عن شخصية "ليوناردو دافنشي" ..
"دافنشي" كان أحد الماسونيين الأوائل، بل كان قطباً من أقطاب الماسونية، وكان عضواً بارزاً في جمعيات سرية لا تقيم لخرافات الكنيسة وزناً، وتخاف من بطشها في نفس الوقت، لذلك، ازدحمت أعماله بالرموز حتي أننا يجب ألا نستبعد عند النظر إلي أيٍّ من لوحاته أن الأضواء المبعثرة علي الحواف ربما تنبض ببعض الرموز، كذلك الظلال والخطوط!
و "دافنشي" وضع عن عمد وجهه هو نفسه في وجه "الموناليزا"، نعم، وجه "الموناليزا" هو وجه "دافنشي"، هذا الاعتقاد أصبح الآن في حكم المؤكد ..
و"دافنشي"، وهذا هو الأهم، كان مثلياً بإفراط، يقدس اللواط ويعتبره لوناً من ألوان العبادة، ويفضل ارتداء الملابس النسائية، وهذا البعد من بين أبعاد شخصيته الكثيرة جداً هو ما خلده في لوحة "الرجل الفيتروفي"، ذلك إن كثيرين قبله وكثيرين بعده قد اهتموا بالرقم المقدس، مثل، "بييرو ديلاّ فرانشيسكا" و "مايكل أنجلو" و "ألبريخت دورر" و "سلفادور دالي" و "موندرين"، لكن أحداً من كل هؤلاء لم يصل اهتمامه إلي مرحلة الهوس بهذا الرقم كما فعل هو!
ما علاقة هذه اللوحة بـ "داعش"؟
"أمريكا" أيضاً، تلك اللوحة البشرية المزدحمة بالرموز، تلعب الآن دور "الرجل الفيتروفي" الموجب، ذلك الذي يقف دائماً في المربع الآمن، كالمادة، تقف في الخلف، فهي لا تحب الوقوف في الدوائر، لأن الوقوف بها يعني المراوحة في نفس المكان، ولا تحب الوقوف في الخطوط الأمامية لأنه مكلف، وما دام الأمر هكذا، فلابد من مفعول به، و ما أكثر - الذين كالرجال - السلبيين الواقفين الآن في دوائر، أرواح هشة تبجل اللواط عن طيب خاطر، فرحين بما يظنون أنها المقدمة ..
شرق أوسط جديد، حر، أبيض، هذا فقط هو النصف الممتلئ من كوب "داعش"، فلقد آن للمخنثين ذوي القلوب السوداء أن يتنحوا عن موكب البياض الكوني!
أشهد أني سئمت وجوههم، لذلك، أجدني بحاجة شديدة الآن، وأكثر من أي وقت مضي، إلي أن أسمع أجراس عطر "منشم" المذعورة تدق في كل شبر من المحيط إلي الخليج الفارسي ..
أترككم الآن مع هذا المثل الفرنسي الشهير، وأطمع أن تتردد في أذهانكم أصداءه الصحيحة :
"الانتقام طبقٌ يؤكل بارداً" ..

18 سبتمبر 2014

د.عبدالواحد البصري للاديب نازك ضمرة وصبحى غندور : 40 دولة تجتمع ضد عصابة لا نراها الا في الفيديوهات ..وتعليق من المدونة ..

يؤسفني ان اقول ان مساهمة الادباء والشعراء هذا اليوم موءلمة لا توءدي الاغراض الانسانية التي وجد من اجلها الادب والشعر بل ان الجميع واقصد الادباء والشعراء الذين جعلوا همهم خدمة الانسان العربي مشغولون بما يشغلهم به اعداء امتنا في اعلامهم المتصهين الخالي من الانسانية والبعيد عن المثل العالية اعلام شاغل امتنا بما يرهبنا اعلام ارهابي يدعي زورا اننا نحن الارهابيون
اعلام لايحتوي الا بالتلويح بتوقع حربا مدمرة وكأنما ما قاموا به من حروب على العراق وافغانستان وعلى ليبيا وغيرها كانت حروب لنشر الخير والرفاهية ولم تكن سببا في تدمير تلك البلدان وهلاك شعوبها هو اعلام يحذرنا من الارهابيين الذين اذا دخلوا قرية ذبحوا من يعاديهم كي ننسى ارهابهم الذي استعملوا به كل انواع الاسلحة المحرمة وهو اعلام يتباكى على افراد سلبت حقوقهم كي ننسى حقوق الملايين من امتنا التي هم سلبوها وهو نفس الاعلام الذي طبل وزمر وهلل ورقص وفرح لمجيئ حيدر العبادي وجعل منه المهدي قبل جلوسه على الكرسي هنئه كل روءساء العالم وحتى الامين العام للامم المتحدة على منصبه الذي لم يختاره شعبه لهذا المنصب وهو نفس الاعلام جعل من موءتمر ويلز الذي ضم اكثر من اربعين دولة معظمها من الدول العظمى تجتمع لتخطط للقضاء على عصابة لا يعرف اصل لحركتهم ولا اهدافهم الا عن طريق الفديوات فكل هذه الدول قدمت اساطيلها الجويه والبحريه وجيوشها البريه واسلحتها الجبارة القهارة من اجل محاربة عصابة فما بقى لهذه الدول لاجل تحرير الاراضي الاوكرانية من قبضة روسيا بينما لم تجتمع كل هذه الدول ولم تكن امريكا بحاجة لها لمحاربة العراق في عام 2003 والذي كان يمتلك جيشا من اقوى جيوش المنطقة وباسلحة هم قالوا عنها مدمرة واستطاعوا على سحق العراق وتدميره في غضون شهر بالجيش الامريكي اولا والبريطاني ثانيا والبقية اللكامة الذين ينتظرون قطعة من الكعكة العراقية يدخلوها سما في بطون شعوبهم تلك الحرب التي لم تشترك بها فرنسا ولا المانيا ولا تركيا ولا الامم المتحدة فهل من المعقول تجتمع كل هذه الدول لمحاربة عصابة فالسوءال السخيف هنا كم ستقدم هذه الدول من الضحايا البشرية والخسائر المادية ؟ الجواب الصحيح حرب ضحاياها هم ابناء الشعب العراقي والشعب السوري ووقودها اموال الخليج ولهيبها سينتشر الى كل ارجاء الوطن العربي 
حسبما مكنتي معرفتي البسيطة بالسياسة كنت دائما اهاجم الشرائح التي اشتركت في حكومة المحتل متهما اياهم بالخيانة ومن انتخبهم بالغباء وذلة النفس واعتبرهم هم الذين اتوا بكل هذه المصائب للعراق ولكل المنطقة ولكنني ارتكبت من الخطأ ما لا اسامح به نفسي بعد ان اكتشفت انني اتهم من هو هامشي محسوبا على ميرة الجيش الامريكي كما تحسب بساطيل جنوده وللأسف انني مضطر لقول ما لا يعجب ويرضي الجميع ولنفكر من خان امتنا وكان سببا في تدمير وطننا وهلاك شعوبنا ؟ فلنستعرض احوال هذا الوطن الذي ابتلى بنا والذي نهيئه بأيدينا ونزفه عروسا جميلة لاعدائنا الذين سيقدسون هذه العروس التي سنعرف قيمتها بعد ان تطردنا ناشزين ملعونين تائهين في مجاهل الارض نستجدي قوت بطوننا وهذا هو الحكم العادل فينا والموعود لنا فنحن امة مشغولة عن حقوق هذه العروس بطلبات ماهو تحت حزام بطوننا 
لنخذ سوريا فالكل يتهم النظام بالدكتاتورية والظلم ولا عاقل ارشدنا الى الحقيقة المرة وهي ان بشار لو يعتمد على كل العلويين في طغيانه وهم لا يزيدون على 15 % من ابناء الشعب فهذا يدل ان الشعب السوري شعب جبان ولكنه يعتمد على اكثر من 60% من ابناء الشعب وهم من اهل السنة فهولاء هم المصيبة 
نتقدم قليلا الى فلسطين من الذي باعها من الذي دمرها من الذي شتت شعبها من الذي حاصرها ويحاصرها؟ كل هوءلاء المجرمون هم من اهل السنة سواء كانوا فلسطينيين او غيرهم 
لنذهب الى ليبيا الدوله العربية المسلمة السنية من دمرها ومن يتكالب على تدميرهذا البلد العظيم في خيراته وجماله وعظمة مساحته وطول شواطئه طبعا اهل السنة 
لنذهب الى الجزيرة العربية وماتضم من كل دول الخليج التي ساهمت باموالها وافكارها في تدمير العراق وسوريا ولبنان وفلسطين ومصر من هم هوءلاء ؟ كلهم من اهل السنة 
اليمن السعيد من هو الذي دمره ؟ اهل السنة وسينبري جاهل ويقول الحوثيون فأقول ان الحوثيون مثلهم مثل الحيوانات التي تأكل بقايا فريسة الاسود وكذلك اخوانهم حزب الله والميليشيات الطائفية في العراق فهم ليسوا برجال يتصدون لشعوب متماسكة 
اكثر من عقد ونحن اهل السنة نستعمل الشيعة علاقة نعلق عليها تقصيرنا بل خيانتنا نحن نعيش في ظل اعلامنا السني الموتور وحثالة من الشيوخ الذين جعلوا الدين خدمة لارائهم الطائفية العمياء من غير النظر الى مصالح الدين الحنيف المتمركزة في اهل السنة منشغلين في التهاتر والتشاتم مع من يقابلهم من اقذر من لبس العمائم من الطائفة الشيعية 
ناس تطالب بحقوق اقل من حقوق كلاب وقطط المواطنيين الاوربيين من الذي وقف ضدهم ؟ الصحوه والحزب الاسلامي وهم من السنة الذين اعانوا الحكومة الطائفية في المنطقة الخضراء على قتلهم وتهجيرهم 
والله اقذر شيعي اشرف من كل هوءلاء السنة الخونة المساهمين في تدمير اوطاننا فان من يعتمد عليه الاحتلال في العراق ممن يسمون انفسهم شيعة والشيعة منهم براء ليس اكثر من حمير يعبرون به مستنقع نجس اما من يعتمد عليهم من اهل السنة فهم البلاء وسبب الكارثة والذين يحسنون استخدام الدين لخدمة اسيادهم وتفسير ايات الكتاب العزيز حسب مصالحهم 
ببساطة لا نحتاج الى عالم في الدين ولا مفسر للقران الكريم ولا راوي لاحاديث الرسول العظيم فان كل من يشارك في حكومة تقتل ابناء الشعب وتظلمه وتنهب خيراته من اجل الاحتلال الغاصب الغازي فهوءلاء كفاروان صاموا وصلوا 
وهوءلاء هم الذين كونوا داعش والفوا هذه المسرحية لاجل تهديم ما بقى في سوريا والعراق والقضاء على كل المناهضين للاحتلال 
الحزب الاسلامي كما يعتقد الجميع حزب يوءمن بالسلام ويوءمن بمن ضربك على خدك الايمن اعطه خدك الايسر فظهر ان هذه الاخلاق والمعاملة يستعملها مع اعداء الاسلام اما مع المسلمين فانهم اشد اجراما من العدو وقال الله فيهم احذروهم فهم العدو
ليس من الحق اتهام الشيعة بالخيانة وترك قسم كبيرمن اهل السنة وهم بعشرات الملايين ممن ينتشرون في كل الوطن العربي وهم ارذل الخونة واحقر المجرمين 
هل نلوم الشيعي الجاهل في امور دينه والمحروم من قراءة القران الكريم ومعرفة اوامر الله وهم الغالبية على هذه المصيبة ونعذر اهل السنة الذين معظمهم متعلمون ومتفقهون في الدين لابل الكثير منهم من حفظة القران الكريم ومن اهل رواية الاحاديث الشريفة سواء كانوا من حركة اخوان المسلمين او من المدرسة الوهابية او غيرهم 
يجب ان لانخجل من معرفة اخطاءنا والعمل على اصلاحها ويجب ان لا نسلم مصيرنا لرموز مخطئة اخذها العجب بنفسها والحقيقة ان اهل السنة لا يحتاجون الى عالم لتمشية حياتهم بالصورة التي تسعدهم وترضي الله لان الجميع يعرفون الحلال ويعرفون الحرام وان اكثر اهل العمائم فتنة وحجر عثرة في وجه تقدم الامة واستقلالها وسعادة ابناءها 
لقد ساهم الجميع لابادة المواطنين 
لم يسلم كبير السن ولا الشباب ولا الاطفال من كلا الجنسين 
لقد توقف الادباء والشعراء عن اداء واجبهم فصار هدف الجميع السياسة وبدون علمهم انهم يساهمون في نشر الخوف وتعظيمه في نفوس الناس فاصبح الذعر سببا لتخلي الكثير عن انتماءاته الوطنية والقومية والدينية وهذا ما يبتغيه العدو فصار الجميع يتوقعون ان لاحل لمصيبتنا فصرنا نتمنا الموت بل نجد من ينتحر يائسا 
اهملنا كل العوامل التي توحدنا وانشغلنا بما يفرقنا 
اهملنا كل الاسباب التي تنصرنا وانشغلنا بما يهزمنا 
اهملنا كل الاشياء التي تسعدنا وانشغلنا بما يشقينا 
فما هو واجب الاديب والشاعر غير ان يعيد لنا عوامل توحدنا و اسباب نصرنا ويغذينا بكلما يسعدنا ويبث في ارواحنا الامل وفي نفوسنا الحب والسلام 
*********************

تعليق الاديب العربي الكبير نازك ضمرة

أخي العزيز الأستاذ الكبير والمجاهد والعجوز الخبير أبو فلك الأستاذ عبد الواحد البصري، واخي العزيز الأستاذ المجاهد الوطني صبحي غندور، 
وبرغم بلوغ الشيخ عبد الواحد البصري السابعة والثمانين من العمر فهو سيبقى شابا حتى لو بلغ المائة عام، افكارك نيرة، وما تقوله يتمناه كل مثقف، ويريد أن يعبر عنه، لكن يا سيدي، الناس الذين بيدهم الحل والعقد والسلطة لا يقرأون ، ولا يعترفون بتغير التاريخ، والظروف، ولا يستمعون القول ولا النصح ، وباقي الشعوب منشغلة بقوتها والحفاظ على ابنائها واسرتها ووجودها، فالكتابة الأدبية لم تعد ذات اثر او على بال احد، والتنبؤات من العقلاء مرفوضة، ولا لوم على اي كاتب او فيلسوف ، فالقرارات للشأن العربي هي خارج الأرض العربية، وحكام العرب لا يعنيهم الا مصالحهم الشخصية وارضاء الغير في الخارج، والشعوب هم حطب جهنم واضحيات الحروب المحلية، وخدم لتنفيذ مآرب الغرباء والانتهازيين والنفعيين والقافزين على المناصب، فلا لوم على احد ولا تعتب، عافاك الله، وارجو ان تستمر في كتاباتك لعل فئة عراقية تسمع لك ، وربما تأتي الخطوة الإيجابية من هناك، لكل العرب، فمصر ومن دار في فلكها لا تفيد حتى نفسها، ولم تعد مؤهلة لدور القيادة والريادة والتطلعات للعالم العربي، فوا اسفاه، وسلام عليك وعلى كل المخلصين من امثالك، واعاننا الله وندعوه ان نبقى بصحة ننكر السوء على الأقل بقلوبنا، ما دامت كلماتنا غير مسموعة، وحسب كلام رسولنا الكريم : من راى منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلساته وإن لم يستطع فبقلبه، وذلك اضعف الأيمان والسلام عليكم
المخلص العجوز ابوخالد نازك ضمرة
رجاء خاص ان يقرأ كل شخص ما كتبه الأستاذ عبد الواحد البصري اسفل هذه السطور، وما كتبه استاذنا الوطني النشيط صبحي غندور في موقعه موقع الحوار والذي الصقته اسفل مقال عبد الواحد البصري، فهل يسمع او يرى او يقرأ او يحاول اي شخص تغيير الواقع السيء، ولو بنصيحة او اعتصام
***************************
مقال صبحى غندور

قاتلوا فكر "داعش" أولاًصبحي غندور*

لفت انتباهي ما قاله الرئيس الأميركي أوباما في خطابه للأميركيين، ليل العاشر من سبتمبر، بأنّ ("الدولة الإسلامية" ليست هي بدولة ولا بإسلامية). فجيّد أن يصدر مثل هذا الكلام عن رئيس أميركي عشيّة الذكرى ال13 للأعمال الإرهابية التي حدثت في الولايات المتحدة عام 2001، وفي إطار الحراك الأميركي الواسع لمواجهة جماعات "داعش". فإذا كان مفهوم وتعريف "الدولة" غائبين فعلاً عن المواقع الجغرافية التي تسيطر عليها "داعش" الآن في سوريا والعراق، ولا يوجد خلاف في العالم حاليّاً حول ذلك، فإنّ مسألة نفي "إسلامية" هذه الجماعات هي التي لم تحصل بعد على إجماعٍ دولي وإقليمي.
ففي الدول الغربية، ما زال الكثير من الآراء يُحمّل الإسلام كدين مسؤولية وجود جماعات التطرّف العنفي التي تعمل بأسماء مختلفة؛ منها "القاعدة" المنتشرة عالمياً، و"بوكو حرام" في نيجيريا، وحركة "الشباب" في الصومال، وصولاً الآن إلى جماعات "داعش"، وغيرها العديد من الأسماء العاملة تحت رايات "إسلامية" في آسيا وإفريقيا، وبعضها يتحرّك في نطاق محلّي فقط، لكن البعض الآخر له امتدادات دولية تصل إلى أماكن مختلفة في "العالم الإسلامي"، وفي القارّتين الأوروبية والأميركية. 
إذن، خطر جماعات التطرّف العنفي بأسماء "إسلامية" موجودٌ فعلاً ولا مجال لنكرانه، ولا يصحّ القول فقط إنّ هذه الجماعات هي "صناعة خارجية" يتمّ الآن توظيفها. فالمشكلة الأساس هي بوجود بيئة مناسبة لنموّ مثل هذه الجماعات في الدول العربية والإسلامية، بغضّ النّظر عمّن يبدأ بالزرع وعمّن يحصد "الثمرات" لاحقاً. فلو كانت "الأرض الفكرية" لهذه الجماعات قاحلة ويابسة وغير مرويّة محلّياً، لما أمكن لأيّ زرعٍ خارجي أن ينجح أو أن يحصد ثمار شرّ ما يزرع!.
إنّ "داعش" الآن، ومعها وقبلها "القاعدة"، استطاعتا استقطاب قطاعاتٍ واسعة من أجيال شابّة في دول عربية وإسلامية بسبب غياب فعالية الفكر الديني السليم، الذي يُحرّم أصلاً ما تقوم به هذه الجماعات من أساليب قتل بشعة وجرائم إنسانية بحقّ كل من يختلف معها، حتى من داخل الوطن أو الدين نفسه. فلو لم يكن هناك فراغ فكري للمفهوم الصحيح للدين وللمواطنة لما أمكن استقطاب هذا الحجم من أتباع هذه الجماعات.
إنّ تنظيم "داعش" ينتعش ويستفيد ويقوى الآن كلّ يوم، حتّى من قِبَل بعض من يتحدّثون ضدّه شكلاً ويدعمون ضمناً – ولو عن غير قصد - مبرّرات وجوده حينما يتّجهون بحديثهم إلى "عدوّهم" الآخر، وهو هنا قد يكون من طائفة أخرى أو مذهب آخر أو من دولة أخرى. فكثيرٌ ممّن يظهرون الآن على الفضائيات العربية يبدأون حديثهم ضدّ "داعش"، لكنّهم فوراً ينتقلون إلى الحديث عن "الحالة الطائفية والمذهبية"، وعن وجود "الخطر الآخر" في داخل الوطن أو من دولة مجاورة، ممّا يساهم في إعطاء الأعذار لوجود "داعش" ولممارساتها باسم الإسلام، الذي هو كدين براء من فكر هذه الجماعات وأساليبها.
وطبعاً، فإنّ هذا النوع من الأحاديث يزيد الشروخ الدينية والوطنية الآن ولا يبني سدوداً منيعة أمام جماعات التطرّف، بل على العكس، يرفدها بمزيدٍ من المؤيّدين. فالمواجهة مع جماعات "التطرّف العنفي" تحتاج الآن إلى وقف كل الصراعات والخلافات داخل المجتمعات العربية والإسلامية، وإلى تحقيق أقصى درجات التوافق الوطني والديني حتّى يمكن محاصرة هذه الجماعات وتجفيف كل منابع الدعم المادي والبشري لها.
إنّ المخاطر القائمة حالياً هي ليست على أتباع هذا الدين أو ذاك المذهب فقط، بل هي أخطار محدقة بحقّ الأوطان كلّها بما فيها الشعوب والحكومات والمكوّنات الاجتماعية فيها. فضحايا التطرّف العنفي الآن هم من أوطان ومناطق وأديان ومذاهب مختلفة.
وتشهد الأرض العربية حالياً جملة تحوّلات سياسية شبيهة بما حدث منذ مائة عام تقريباً بعد ما أفرزته الحرب العالمية الأولى من نتائج، في ظلّ ما كان يُعرف تاريخياً بمصطلحات بدأت مع تعبير "المسألة الشرقية" وانتهت بخطّة "وراثة الرجل التركي المريض".
فقد حصلت في تلك الفترة مراهناتٌ عربية على دعم الأوروبيين لحقّ العرب المشروع في الاستقلال وفي التوحّد بدولة عربية واحدة. وسُمّيت تلك المرحلة ب"الثورة العربية الكبرى"، وهي ثورة قام بها الشريف حسين حاكم مكّة عام 1916 ضدّ الدولة العثمانية بدعمٍ من بريطانيا، خلال الحرب العالمية الأولى. لكن هذه المراهنة العربية على "الوعود البريطانية" لم تنفّذ طبعاً. بل ما حصل هو تنفيذ بريطاني لوعدٍ أعطاه آرثر بلفور باسم الحكومة البريطانية للحركة الصهيونية بمساعدتها على إنشاء "وطن قومي يهودي" في فلسطين. فما بدأ كثورةٍ عربية مشروعة في أهدافها انتهى إلى ممارساتٍ وظّفتها القوى الأوروبية لصالحها، كما استفادت الحركة الصهيونية منها فنشأت "دولة إسرائيل" ولم تنشأ الدولة العربية الواحدة!.
الآن تعيش المنطقة العربية مرحلة سقوط "النظام العربي الرسمي المريض" في ظلّ تضاعف الاهتمام الدولي بموقع المنطقة وثرواتها، وبوجود تأثير كبير ل"دولة إسرائيل" على أحداثها وعلى القوة الدولية الأعظم في هذه الحقبة الزمنية. هي مرحلةٌ لا يمكن الدفاع فيها عن واقع حال "النظام العربي الرسمي المريض" أو القبول باستمرار هذا الحال، لكن التغيير المنشود ليس مسألة أهداف وشعارات فقط، بل هو أيضاً فكر وبرامج وقيادات وأساليب سليمة وتمييز دقيق في المراحل والأجندات والأولويات والصداقات.
الآن نجد أنّ هناك سعياً محموماً لتدويل الأزمات الداخلية في المنطقة العربية، ممّا يُعيد معظم أوطانها إلى حال الوصاية الأجنبية التي كانت سائدة في النصف الأول من القرن الماضي. ويترافق مع محاولات التدويل الجارية حالياً، وجود واقع عربي مؤلم داخل المجتمعات العربية، من حيث انتشار وباء الانقسامات الطائفية والمذهبية والإثنية والذي يتزامن أيضاً مع السعيٌ الإسرائيلي المتواصل منذ عقودٍ من الزمن لدعم وجود "دويلات" طائفية وإثنية في المنطقة العربية.
فالمنطقة العربية مهددة الآن بمشروعين يخدمان بعضهما البعض: مشروع التدويل الغربي لأزمات عربية داخلية، ثمّ مشروع التقسيم الصهيوني لأوطان وشعوب المنطقة. وما تقوم به جماعات التطرف الديني العنفي يساهم بتحقيق المشروعين معاً في ظل غياب المشاريع الوطنية العربية التوحيدية.
إنّ اعلان وجود "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا هو مقدّمة عملية لإنشاء دويلات دينية جديدة في المنطقة، كما حصل من تقسيم للبلاد العربية بعد اتفاقية سايكس- بيكو في مطلع القرن الماضي، ممّا سيدفع هذه الدويلات، في حال قيامها، إلى الصراع مع بعضها البعض، وإلى الاستنجاد بالخارج لنصرة دويلة على أخرى، وإلى إقامة تحالفات مع إسرائيل نفسها، كما حصل أيضاً خلال فترة الحرب الأهلية اللبنانية.
وفي حقبة "الصراعات الدموية" التي سترافق قيام الدويلات الدينية، ستواصل إسرائيل بناء المستوطنات في القدس والضفة، وستزيد من درجة الضغوط على فلسطينيّي 1948 لتهجير ما أمكن منهم إلى دويلات تحتاجهم عدّةً وعدداً، بل ربّما يكون ذاك الوقت المناسب لجعل الأردن "الوطن الفلسطيني البديل" مع أجزاء من الضفة الغربية، إضافة إلى توطين اللاجئين الفلسطينيين حيث هم يقيمون الآن!!.
فهل يشكّ أحدٌ بمصلحة إسرائيل ودورها في نموّ جماعات التطرّف الديني وفي وجود دولة "داعش"؟! وأين المصلحة الإسلامية والعربية في مواصلة الصراعات والخلافات الفرعية أمام هذا الخطر المحدق بالجميع الآن؟!.
إنّ القتل العشوائي لناسٍ أبرياء هو أمرٌ مخالف لكلِّ الشرائع السماوية والإنسانية، وهو يتكرّر رغم ذلك باسم الإسلام في أكثر من زمان ومكان، ولا نراه يتراجع أو ينحسر، وفي ذلك دلالة على انتشار الفكر المشجّع لمثل هذه الأساليب الإجرامية.
وتزداد المأساة استفحالاً حينما يعطي بعض المحلّلين السياسيين الأعذار لهذه الجماعات ولأعمالها أو تبريراً لها من خلال استعراض الأزمات القائمة في المجتمعات، وكأنّ الحرام يصبح حلالاً لمجرّد وجود مشاكل اجتماعية أو سياسية في هذا المكان أو ذاك.
فمن المهمّ أن يدرك أتباع أي طائفة أو مذهب أين تقف حدود الانتماءات الطائفية، فلا نردّ على الحرمان من امتيازاتٍ سياسية واجتماعية، أو من أجل التمسّك بها، بتحرّكٍ يحرمنا من الوطن كلّه بل ربّما من الوجود على أرضه. فالحل هو في بناء الدولة المدنية (لا الدينية) القائمة على مفهوم سليم للوطن والمواطنة. وعلى الجميع أيضاً، تقع مسؤولية فهم ما يحصل بأسبابه وأبعاده السياسية، وليس عن طريق المعالجة الطائفية والمذهبية لتفسير كل حدثٍ أو قضية أو صراع. فلا تغيير المجتمعات يصحّ بالعنف الدموي، ولا الحرص على الخصوصيات الوطنية والدينية يبرّر هذه الانقسامات الدموية، وعلى من يريدون فعلاً إنهاء ظاهرة "داعش" ومثيلاتها، واستئصالها من العالمين الإسلامي والعربي، أن يحاربوا فكرها أولاً!.
15-9-2014
*مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن.
Sobhi@alhewar.com


*******************************

تعليق مدونة سيد أمين 


اتقدم بشكري لاساتذتى الافاضل المخلصين المفكر عبد الواحد البصري والاديب نازك ضمرة والمحلل السياسي المحترم صبحى غندور.
ولا اخفيكم ان المنطقة العربية عاشت استقلالا وهمىا في منتصف القرن الفائت .. وهذا الاستقلال الوهمى انجب بالطبع نظم حكم مِشوهة لتتناسب مع تلك المجتمعات المشوهة والتى يجري تسطيحها وتجهيلها اعلاميا وحصرها في نزاعات سياسية ومذهبية واقتصادية واجتماعية مفرغة وبالتالى نتج عنها نخب سياسية مشوهة من الظلم البين حصره في التيار الاسلامى .. وهو التيار الذى لم يحكم لكى نلقي عليه مسئولية السواد الذى نعيشه.. ومن الجور ان نتهمه تعميما بالخيانة بينما رأيناه هو من يتصدر كل المواقف الرافضة للعدوانات المتتالية على غزة بدليل انه حينما اختفي الاسلاميون من المشهد في مصر ولهم عذرهم لم نري تظاهرات رافضة للعدوان الاخير على غزة .. وكذلك ومن قبل غزة رأيناهم يملأون الميادين رفَضا للعدوان على العراق التى كان يحكمها نظام قومى بعثى .. فى الوقت الذى ايد العسكر وقطاع كبير من نخب كامب ديفيد هذا العدوان وراحت تبرره .. اذن فالاسلاميون هم جزء اصيل من الحراك الرافض للهيمنة وليسوا من صناعه ..ان اردنا الانصاف.
واذا استطاعت الامبريالية خداع بعض قادة التيار الاسلامي وزجت بهم في معارك لم يكونوا هم جناة ثمارها بسبب عدم النضج السياسي .. فهذا لا يعنى انهم عملاء وخونة .. فعدم النضج السياسي قاسم مشترك لدى جميع النخب والتيارات السياسية والفكرية في العالم العربي عامة والمصري خاصة .. فلدينا فى مصر نخب سياسية ليبرالية تؤمن بقطع لسان من يتكلم وتبرر التشدد في قطع الألسنة .. ونخب اشتراكية لا يعنيها اذلال العمال والفلاحين وتزايد حدة الفقر والاستغلال بقدر ما يعنيها الحق في الشذوذ الجنسي والتهكم على الله .. ونخب قومية وناصرية تهلل للعدوان الصهيونى على غزة وتقدم لاسرائيل الشكر.. فكيف لنا ان نعيب كل التيار الاسلامى ان تطرف منه فريق واستغلته الصهيونية لنيل مآربها كما نالته من كل التيارات الفكرية الاخري من قبل ومن بعد.
يجب علينا التحلى بالانصاف في معالجة خطايانا .. فمثلا .. بعض الاسلاميين اخطأوا في مناصبتهم المذهب الشيعى العداء .. ولكن ليس كل الاسلاميين يناصبون الشيعة العداء.. بل حينما زار الرئيس الايرانى مصر في عهد الدكتور محمد مرسي وبدأت صفحة تقارب جديدة بين ِمذهبي الأمة وجدنا الصحف التى يستولى عليها عتاة الليبراليين واليساريين يتهمون مرسي بتشييع مصر.
وبعض الاسلاميين اخطأوا في دعمهم لتنظيم القاعدة الذى لم يجلب على المسلمين الا الخراب فاحتلت بذريعته افغانستان والعراق .. ولكن تنظيم القاعدة لم يمنح اراضي عربية لامريكا وبريطانيا وفرنسا لبناء قواعد اجنبية ويتم تدمير العراق وقتل الملايين من شعبه من خلالها كما فعلت كل دول الخليج والاردن ومصر.. ولم يرسل قواته معهم لغزوه كما فعلت مصر والاردن وسوريا ضد العراق عام 1990 وبعده.. ولذلك فلو كنا منصفين لقلنا ان داعش - وهى حركة مشبوهة بالقطع - لم تدمر العراق ولكن دمره الاحتلال الامريكى الذى هللت له نخب "الامنجية" المسيطرة علي كل التيارات الفكرية العربية والمصرية.
واذا كان الاسلاميون شاركوا في احداث ليبيا فدول الخليج كافة واهمها الامارات والسعودية هى من قامت بدور رأس الحربة مع قوات الناتو وهذه النظم وكل نخبها هللت.. وما حدث في ليبيا حدث ايضا في سوريا.
والواقع يقول ان الاستبداد السياسي طغى بعفنه على كل المشهد العربي .. فاذا انصلح المشهد السياسي .. قطع ستتطهر النخب والجماعات بكل افكارها واولها التيار الاسلامى الذى تلقي دروسا سياسية قاسية خلال السنوات الماضية جعلته صار عصيا على الاستغلال من قبل الامبريالية مجددا.
ودعونى اطرح طرحا مختلفا يقوم على التكامل بين التيار القومى والاسلامى ,. لاننا وطن يسير بجناحين فاذا انكسر له جناح بالطبع سيبقي دائما وطنا ساقطا.
تحياتى للجميع

المركز العربى الأفريقى يتخوف من تحول الجهاز الأمنى فى مصر إلى عصابات

أعرب المركز العربى الأفريقى للحريات وحقوق الإنسان عن تخوفه من تحول سلوك الجهاز الأمنى فى مصر إلى شكل عمل العصابات، واحتجاز الرهائن، واختطاف أسر بأكملها دون سند قانونى واضح.
وقال المركز- فى بيان له اليوم الخميس-: "إنه يتابع ببالغ القلق قيام جهاز الأمن باعتقال أسرة كاملة بالإسكندرية، على خلفية معارضتهم للنظام الحاكم؛ حيث قامت قوات الأمن باعتقال كل من الطالبة أسماء أبو بكر وشقيقها أحمد أبو بكر، مساء أمس الأربعاء؛ ليتموا بذلك اعتقال أفراد الأسرة كلها، بعد أن اعتقلوا فى وقت سابق كل من مصطفى أبو بكر ومحمد أبو بكر، وأبو بكر محمد رب الأسرة.
وأكد المركز أن استمرار الممارسات الأمنية تجاه الأسر المصرية من اعتقال وترهيب وتنكيل يعد مخالفة صريحة للمواثيق العالمية لحقوق الإنسان، والدستور، والقانون، ويعرض المسئولين الأمنيين والسياسيين فى السلطات الحاكمة للمسائلة القانونية.
وطالب العربى الأفريقى للحريات بالتحقيق الشفاف، والعلنى مع كافة المعتقلين، وإطلاق سراح كل من تم القبض عليه تعسفيًّا، وتشكيل لجان تحقيق محايدة مع كل من يواجه تهمًا نسبتها إليه القوة الشرطية التنفيذية التى ثبت خروجها عن الحياد فى معاملة المواطنين والمعارضين 

جمال سلطان يكتب: وكيل جهاز المخابرات يقدم دليل براءة محمد مرسي !

المعلومات والاعترافات الخطيرة التي أدلى بها وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية السابق اللواء ثروت جودة لا ينبغي أن تمر مرور الكرام ، لا على الأحزاب والنخب السياسية كلها التي وصفها "بالقذارة" ولا على أي مهتم بمستقبل البلد أو حتى مهتم بمعرفة خلفيات ما دار من وقائع ومؤامرات في السنوات الثلاث التي أعقبت ثورة 25 يناير ، فالحوار الذي أجرته الزميلة "الوطن" كشف عن حقائق مذهلة لأوضاع المؤسسات الرسمية المصرية وخاصة المؤسسات السيادية عقب تولي محمد مرسي رئاسة الجمهورية ، وبطبيعة الحال كان الأمر كذلك قبل توليه ، وببساطة شديدة فوكيل الجهاز السيادي الخطير يقول بأن الجهاز تآمر على رئيس الجمهورية ، وضلله وأعطى القيادة السياسية معلومات مغلوطة أو غير صحيحة في جميع الملفات المطروحة ، أو على حد تعبيره الحرفي في الحوار (المخابرات العامة المصرية لم تعط شيئاً حقيقياً لمستر مرسى! قولاً واحداً فاصلاً) ثم أضاف شارحا (نحن نعلم أنه «خائن» من قبل أن يكون رئيساً، وهنا السؤال: أعطى له معلومة ليه؟ والمهم: ما الذى كان يريد أن يحصل عليه؟) ، وأضاف وكيل الجهاز السيادي الخطير في ذات الحوار قائلا : (قلت للواء رأفت شحاتة وقت أن تولى مسئولية الجهاز أن يصلى ركعتين ويستغفر الله وينسى القَسَم الذى حلفه أمام مرسى عند توليه الجهاز) ، وهذه الاعترافات لو كانت في أي دولة تعرف ألف باء القانون أو فكرة الدولة في حد ذاتها لتم تحويل صاحبها إلى المحاكمة فورا أو إخضاعه للتحقيقات وإحالته للمحاكمة ، لأن ما قاله ـ إن صح ـ يمثل جرائم خيانة عظمى ، وتآمر على رئيس الجمهورية ، لأن محمد مرسي قبل الإطاحة به ، وعندما أدى القسم أمام المحكمة الدستورية كان رئيسا شرعيا يتوجب على جميع مؤسسات الدولة أن تطيعه وتعمل بولاء كامل له ، أيا كان الخلاف مع رؤيته السياسية ، ووزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة وقتها المشير طنطاوي أدى قسم الولاء أمامه في القصر وأدى التحية العسكرية له في المحافل الرسمية مرارا وتكرارا ، والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي قبل قرار رئيس الجمهورية بإبعاد طنطاوي وتكليفه بوزارة الدفاع ومنصب القائد العام للقوات المسلحة وأدى السيسي قسم الولاء لمرسي قائدا أعلى للقوات المسلحة كما أدى له التحية العسكرية حتى آخر يوم في عشرات المواقف والمناسبات ، وأعضاء المجلس العسكري في أغلبهم بمن فيهم وزير الدفاع الحالي الفريق صدقي صبحي حصلوا على مناصبهم الشرعية بقرار محمد مرسي ، فأن يأتي لواء بالمخابرات ليقول أننا كنا نضلله والقسم الذي أديناه أمامه كان ضحك على الذقون "كده وكده" ، فهذا ليس له أي وصف آخر سوى الخيانة العظمى التي تلزم بمحاكمته ، حتى لو تمت الإطاحة بالرئيس بعد ذلك ، وأما الحديث الذي قاله اللواء ثروت جوده بأنهم كانوا يعلمون أن مرسي خائن وعميل للسي آي إيه والمخابرات القطرية والإيرانية والتركية ، فهو ليس كلام مصاطب فقط ، وإنما هو دليل اتهام إضافي لمحاكمة الجهاز كله ، لأنه علم بأن المرشح لرئاسة الجمهورية خائن وعميل للمخابرات الأمريكية ولم يبلغ السلطات أو لم يقدم الوثائق التي تثبت ذلك مما عرض الأمن القومي للخطر الشديد وسهل "لعميل مخابرات أجنبية" اختراق منصب الرئيس ، بافتراض صحة كلامه .
أيضا ، ما قاله اللواء ثروت جودة هو دليل براءة كاملة للرئيس الأسبق محمد مرسي من أغلب الاتهامات الموجهة له ، بما فيها حوادث القتل والإرهاب التي تمت في سيناء وغيرها أو الاتهامات الجديدة بتسريب أسرار الأمن القومي لقطر وتركيا ، لأنه ـ باعترافه ـ لم تقدم له المؤسسات الأمنية السيادية أي معلومات صحيحة على الإطلاق ، أي أنها ضللته ، فعلى أي أساس يتهم بشيء تم تضليله فيه وحجب المعلومات الحقيقية عنه ، ثم ما هي الأسرار التي يحاكم فيها لتسريبها طالما كلها معلومات غير صحيحة ومضللة ، والأغرب أن يتساءل المسؤول الأمني الرفيع ببلاهة منقطعة النظير "أعطي له معلومة ليه؟" ، أي أن الرجل كان يتصور أنه يعمل في "عزبة أبوه" وليس في مؤسسة أمنية شرعية تعمل في ظل سيادة دولة ويتوجب عليها طاعة رئيس الدولة والولاء له ما لم يتقرر ـ دستوريا ـ وضع آخر بعد ذلك .
اللواء ثروت جودة قدم معلومات أخرى بالغة الخطورة عن علاقة المؤسسة العسكرية وأذرعها المختلفة وبعضها البعض ، وأنه كان بينها حزازات وكراهية عميقة بين قياداتها ، فكشف عن أن مبارك في 2010 فوض اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات العامة المسؤولية كاملة عن مجلس الأمن القومي وبالتالي كان سليمان يعطي التوجيهات للجيش والداخلية ، وأن المشير طنطاوي كان يكره عمر سليمان كراهية شديدة ، ورفض رفضا باتا أن يتولى عمر سليمان رئاسة الجمهورية ، وبهذه المناسبة نذكر بأن محاولة الاغتيال الوحيدة التي جرت في أثناء ثورة يناير كانت تستهدف عمر سليمان في شارع الخليفة المأمون ونجا منها بأعجوبة ، ولا يعرف أحد أي تفاصيل حتى الآن عن هذه الواقعة ، وأضاف رجل المخابرات أن زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية أيام مبارك كان يكره عمر سليمان وجهاز المخابرات العامة كراهية شديدة جدا حسب قوله ، وبالمناسبة أيضا نذكر بأن زكريا عزمي ظل يعمل في القصر الجمهوري حوالي شهرين بعد الإطاحة بمبارك ، دون أن ندري ماذا كان يعمل بالضبط .
كلام وكيل جهاز المخابرات العامة السابق امتلأ بالاتهامات الخطيرة في كل اتجاه ، بعد أن غشيته حالة "بلطجة كلامية" ، فاتهم اللجنة العليا للانتخابات بالتزوير والتلاعب ، وكان فيها قضاة المحكمة الدستورية ومحكمة الاستئناف والنقض وشيوخ القضاء المصري ، اتهمهم بأنهم زورا انتخابات الرئاسة فمنحوها لمرسي "الخائن" رغم أن أحمد شفيق كان هو الفائز!!! ، وهو كلام يستحق ـ وحده ـ أن يحاكم عليه وأن يقدم وثائقه ، لأن منصب رئيس الجمهورية وشرعيته لا يصلح معه حديث المصاطب والبلطجة بهذه الطريقة ، كما اتهم المستشار حاتم بجاتو بالاسم بأنه علم بفوز شفيق ورفض الإبلاغ عن ذلك قائلا (اللجنة العليا للانتخابات كان فيها رجل سمح لـ«مرسى» أن يحكم مصر، وهو حاتم بجاتو وكانت الأمانة السياسية والقضائية والعدالة تُحتم عليه الاعتراض، لكنه لم يفعل، وهو علم ولم يُبلغ. نعم شفيق كان فائزاً فى انتخابات الرئاسة) وألمح إلى تواطؤ المشير طنطاوي مع اللجنة في ذلك لأن طنطاوي كان يكره أحمد شفيق ولا يريده رئيسا بأي حال قائلا (طنطاوى لم يكن يريد عمر سليمان أو أحمد شفيق رؤساء لمصر بأى حال من الأحوال، وهذا يعود لكم كبير من «الحزازيات» مع طنطاوى) ، وبالمناسبة أيضا ، فطنطاوي هو الأب الروحي للسيسي ، وحتى الآن لا يظهر السيسي في مناسبة مهمة إلا بجواره المشير طنطاوي على سبيل التكريم ، وهذا الكلام ـ إن صح ـ يعطيك الانطباع بأن المؤسسات السيادية كان تعيش أجواء التآمر فيما بينها ، وقياداتها كانت تضرب في بعضها البعض بكراهية شديدة ، وأن "المسكين" محمد مرسي دخل وسط هذه الطاحونة فسحقته ، ضمن عمليات السحق المتبادلة والإقصاء الاحترافي المقنن .
وكيل جهاز المخابرات السابق في حديثه "التاريخي" قدم معلومات تستحق التساؤل بعدها عن خطط تأهيل القيادات الرفيعة في المؤسسات السيادية ، فمما قاله جنابه نصا (فى حين أن روسيا جندت من أمريكا، وأمريكا جندت من روسيا مثلاً! لكن جهازنا "المخابرات العامة" جند ناس من أمريكا وروسيا وإسرائيل وغيرهم، وفى المقابل «محدش عندى أنا اتجند ضد مصر) ، وهي رسالة تحية وصداقة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين تخطره بأن المخابرات المصرية جندت رجاله للتجسس عليه ، وكذلك رسالة محبة للمخابرات الأمريكية بأننا جندنا رجالكم هناك للتجسس عليكم ، هذا كلام يصعب أن يصدر من شخص موزون أو عاقل ، فضلا عن أن يكون وكيلا لجهاز المخابرات العامة المصرية ، الأخ ثروت أضاف في حواره أيضا قوله (القصة «خلصت خلاص»، وأمريكا اليوم هى «اللى بتتحايل علينا ناخد الطائرات الأباتشى وإحنا قاعدين حاطين رِجل على رجل، مش عايز أباتشيك هنجيب من روسيا») ، وهي مفاجأة مخابراتية رائعة بكل تأكيد أن أمريكا تقبل يد السيسي من أجل أن يقبل أخذ السلاح والطائرات الأباتشي منها؟! .
القيادة المخابراتية الرفيعة اللواء ثروت جودة كشف سرا أمنيا آخر بالغ الخطورة ، يقول فيه (مصر تملك إمكانيات كبيرة لا يعلم عنها أحد شيئاً، فنحن نملك قوات «الشبح» فى الشرطة، أُنفق عليها 200 مليون دولار وهذه القوات لم تنزل للشارع حتى اليوم، لأنها لو نزلت الشارع لن يتحملها أحد) ، وأعتقد أنه سيكون من حق أي محامي الآن طلب شهادته عن "الطرف الثالث" الذي يتهم بالتورط في عمليات قتل المتظاهرين وسحقهم وقتل سبعين مشجعا للأهلي في بورسعيد وغيرها من وقائع مروعة طوال سنوات الثورة دون أن يعرف أحد شيئا عن القوة المجهولة المتورطة فيها ، وقد طلبت المحاكم شهادات وزراء الداخلية وقياداتها ولم يأت أحد منهم على ذكر هذه القوة الباطشة الرهيبة "الشبح" التي تكلفت قرابة مليار ونصف المليار جنيه مصري لتجهيزها وإعدادها لشيء لا نعرفه ، ولم يقدموا معلومات حتى عن وجودها من أصله أمام المحكمة ، رغم أنها قوة جبارة ومروعة لو نزلت الميدان فلن يتحمل ضرباتها أحد حسب قوله ، وهذا يمثل تضليلا للعدالة وشهادة زور .
الحوار خطير بالفعل ، ولا ينبغي أن يمر دون وقفة من الجهات الرسمية أو الحزبية أو القضاء ومؤسساته أو أي مهموم بمستقبل هذا الوطن ، ما قدمه اللواء ثروت جودة عن أحوال مصر ومؤسساتها السيادية في السنوات الأخيرة مروع ومخيف 

المفكر القومى محمد سيف الدولة: إغلاق مصنع المناضلين

((الطالب إلِ هيخل بالنظام هنديله فوق دماغه)) رئيس جامعة القاهرة
***
((أحد أهم سمات الأنظمة المستبدة الخائفة من شعوبها، هو حظرها للعمل السياسى فى الجامعات))
فالجامعة هى المصنع الوحيد فى مصر الذى يعد ويربى الشباب وطنيا وسياسيا؛
يدخلها الشباب مادة خام، ويتخرجون منها وقد تحّول معظمهم الى كوادر وطنية مُسيَسة واعية بكل ثوابتنا الوطنية ومدركة ومستوعبة لكل هموم البلد ومشاكل الناس، ودائما ما يكونون قاطرة هامة فى الانتفاضات والثورات الشعبية.
ولقد اكتسبت الجامعة هذا الدور بسبب تميزها عن المؤسسات و التجمعات الأخرى بخمس خصائص محددة :
1) الخاصية الأولى هى انها تضم داخل أسوارها نموذجا مصغرا لمصر، فطلابها يمثلون كل المشارب والاتجاهات والطبقات والمناطق وهو ما يمكنهم جميعا من المشاركة فى أوسع دوائر للتفاعل والحوار والمعرفة والنشاط والتدريب بشكل لن يتكرر ثانية فى حياتهم .
2) الخاصية الثانية هى ان غالبية الطلبة بطبيعة الحال متحررين من معظم المسئوليات والالتزامات والضغوط التى يعيشها باقي فئات المجتمع، مما يعطيهم حرية أكبر بكثير فى الحركة والتعبير والمعارضة والغضب والتمرد .
3) الخاصية الثالثة هي ان الشاب فى هذا المرحلة من عمره يكون بكراً ( لسه بخيره )، لم تكسره الحياة بعد، لم يتعلم أمور المرونة والمهادنة والنفاق والخضوع والخنوع والتوفيق والتلفيق وباقي قائمة اللعنات التي تصيبنا بها الحياة العملية .
4) الخاصية الرابعة هي ان ضخامة أعداد الطلاب وتجمعهم فى مكان واحد، تجعل منهم قوة ذات شأن، تمثل جماعة ضغط من الوزن الثقيل، يُعمَل لها ألف حساب ان هى اتفقت على موقف او قضية ما.
5) الخاصية الخامسة : هى ان الحركات الطلابية تكون عصية على العزل والحجب والحصار، فالطلاب لهم أهل وبيوت وأحياء وقرى ونجوع منتشرة فى ربوع مصر كلها، يعودون اليها كل يوم أو كل اسبوع ، يغذونها بما تعلموه، ويؤثرون فيها ويتأثرون بها .
كما إنها عصية على التشهير التى تقوم به الدولة ضد كل معارضيها، فهم لا يزالون صغارا أبرياء يفكرون ويتحركون على الفطرة والسجية . وأى تجريح فيهم لن تكون له مصداقية . 
***
لكل ما سبق لم يكن غريبا أن يكون طلبة الجامعة فى مقدمة الصفوف فى ثورة 1919، وكذلك فى معارك مقاومة الاحتلال الانجليزى قبل 1952، وكانوا هم مفجرى مظاهرات 1968 ضد أحكام الطيران بعد النكسة، وطليعة الشعب فى 1971 و1972 فى الضغط على النظام من أجل التعجيل بالحرب وتحرير الأرض، وأخيرا وليس آخرا أن يكونوا فى القلب من ثورة يناير.
ولم يكن غريبا أن تكون معظم القيادات الحالية لكافة الأحزاب والقوى والجماعات السياسية المختلفة هي ابنة و خريجة هذا المصنع العريق . تربت كلها فى ساحاته ، وبعد تخرجها واصلت أدوارها فى مؤسسات البلد الرسمية أو الشعبية ، المعارضة أو الحكومية .
***
ولأن الجامعة كانت هكذا دائما مصنعا للوطنية والوطنيين،
ولأن الوطنية بالضرورة، ضد الأمريكان والصهاينة وحلفائهم من الفاسدين وأغنياء الحرب والسلام .
ولأنها بالضرورة مع الاستقلال و فلسطين والمقاومة والأمة العربية والاسلامية وكل المظلومين والمقهورين فى العالم .
ومع أغلبية الشعب من الناس البسطاء الطيبيين أصحاب البلد الحقيقيين .
لذا قام نظام السادات/مبارك، نظام كامب ديفيد بإغلاق هذا المصنع بالضبة والمفتاح، حين أراد اعادة صياغة مصر على مقاس أمن إسرائيل ومصالح الأمريكان فى الفترة من 1974 حتى 2011.
وبالفعل تم تحريم وتجريم العمل السياسى بالجامعة بموجب اللائحة الطلابية لعام 1979، في ذات العام الذى وقعت فيه مصر وإسرائيل معاهدة السلام، وبذلك تم اغلاق مصنع المناضلين فى مصر بقرار مصرى امريكى اسرائيلى مشترك.
ولتأمين هذا الوضع الاستبدادى بالقوة، تم تأسيس البوليس السياسي للطلبة، المسمى بحرس الجامعة .
والذى تولى مهمة حصار ومطاردة ووأد أى تحركات طلابية داخل الحرم الجامعى .
***
· ومن يومها لم يعد لدينا فى مصر مصدرا مركزيا لإعداد الشباب وطنيا وسياسيا.
· بل أصبح العمل الوطني الجاد تهمة يعاقب عليها القانون .
· وتم حرمان جيلا كاملا على امتداد أكثر من 30 عاما من التربية الوطنية، ثم تم تجريده بالتدريج من قيم الانتماء وحب الوطن .
· وحتى أولئك الطلاب الذين تمكنوا من تحصيل تربية وإعداد وطنى وسياسى من مصادر أخرى، أصبحوا يشعرون بالغربة والعزلة داخل الحرم الجامعى، الذى كان يعاملهم وكأنهم ظاهرة شاذة أو متطرفة أو مخيفة أو ثقيلة الظل .
· وهو ما انعكس بوضوح على حالة معظم الأحزاب السياسية المعارضة فى المجتمع، التى انقطع عنها المدد الجماهيري الطبيعى التلقائى، حين كان الخريجون يواصلون نشاطهم الوطنى والسياسى فى مؤسساتها، ويضخون دماء جديدة كل عام فى شرايينها ، مما ساهم فى إيقاف نموها وتطورها ، فانحصرت وضعفت و تقلص تأثيرها وتضاءلت قواعدها وكادت أن تندثر .
***
وهو ما توافق تماما مع الأهداف الصهيونية فى مصر، والتى عبر عنها أحد قادتهم بوضوح حين قال : ان السلام مع مصر على المستوى الشعبى لم يتحقق بعد، وانه على إسرائيل أن تنتظر رحيل الجيل الحالى، وميلاد جيلا مصريا جديدا لا يعاديها .
***
فلما قامت ثورة يناير، نجحت فى اعادة الحياة والاعتبار الى العمل الوطنى والسياسى فى الجامعة، وكان للطلبة ادوارا رئيسية فى صياغة مطالبها وخوض معاركها والتصدى لأعدائها.
***
ولكنهم اليوم يحاولون اعادة الامور الى ما كانت عليه، فبعد أن اعادوا قبضتهم الأمنية الى الجامعة، وأباحوا لقوات الأمن باقتحام الحرم الجامعى وضرب واعتقال الطلبة والطالبات من داخلها، فى سابقة تاريخية هى الأولى من نوعها، وتقديمهم الى محاكمات عاجلة، وإصدار قرارات بالفصل الجماعى. وبعد أن ألغوا انتخاب القيادات الجامعية، وجعلوها مرة أخرى بالتعيين من رئيس الجمهورية. فانهم يتحدثون اليوم عن لائحة طلابية مماثلة للائحة 1979 سيئة السمعة، ويحظرون العمل السياسى أو تكوين الأسر السياسية، بل ويهددون المخالفين بالويل والثبور، على حد تعبير رئيس جامعة القاهرة. وبهذا المعدل، لا نستبعد أبدا أن يستعيد الأمن السيطرة على حركة تعيين اعضاء هيئات التدريس وترقياتهم، أو أن يقوم بشطب ترشيح آلاف الطلبة للانتخابات وتزويرها، أو يراقب مجلات الحائط...الى آخر كل تلك الممارسات التى "هرمنا" تحت سياطها لعقود طويلة.
***
ان الدفاع عن حق العمل السياسى فى الجامعة، هو الدفاع عن الحق فى الانتماء و فى الوعى والمعرفة والعلم والمشاركة والتفاعل والايجابية والحوار وتبادل الآراء والمعلومات والخبرات. هو دفاع عن أحد أهم ركائز الأمن القومى المصرى، هو دفاع عن مصنع المناضلين الأوحد فى مصر، هو دفاع عن الوطنية المصرية الحرة الصادقة النقية، هو دفاع ضد اعادة انتاج نظام مبارك، هو دفاع عن مصر فى مواجهة أى مشروعات مستقبلية لبيعها على غرار اتفاقيات كامب ديفيد والتبعية للامريكان، وفى مواجهة مخاطر القهر والاستبداد والاستغلال والإذلال والترهيب والإرهاب، هو دفاع عن قيم الثورة والحرية والعدالة والكرامة والمساواة، بل هو دفاع عن حق من أبسط الحقوق الانسانية.
انقذوا الجامعة .
*****
القاهرة فى 18 سبتمبر 2014

أمير سعيد يكتب: مشاهد الذبح الداعشية.. هل هي حقيقية؟

ربما لشعوري أنني لن أجد ذبحاً حقيقياً في المقاطع التي ينشرها تنظيم داعش؛ فقد تحفزت لمتابعتها، فكثيرون ـ أنا منهم ـ لا يتحملون تلك المشاهد المفزعة، قلما كنت تجد من تستهويه هذه المقاطع في العقد الماضي عندما كان تنظيم مخترق آخر يبثها مستهدفاً حينها مواطني دول ليست في حالة عداء مباشرة مع المقاومة العراقية، ككوريا والفلبين واليابان.
ومرد التحفز هذه المرة يعود لكوني لا أتوقع أن يقدم تنظيم داعش الذي يعد شوكة في خاصرة الأمة الإسلامية الآن على استهداف أمريكيين وبريطانيين على نحو مباشر، وإن فعل فعلى نحو محدود جداً يفيد خصوم الفصائل المقاومة، ولا يعلي من عدالة قضيتها، فهو إنما وجد لكي ينغص على المقاومتين السورية والعراقية ويستلبهما مشروعيتهما، ويعمل على تصفيتهما في النهاية مثلما نجح نظيره (الجيا) في الجزائر في تصفية الجبهة الإسلامية للإنقاذ جنباً إلى جنب مع السلطة العسكرية الغاصبة للسلطة هناك.. من هنا حاولت مراراً تأمل المقاطع التي تنسب إلى تنظيم داعش، والتي يتم فيها "ذبح" أمريكيين وبريطانيين فلاحظت فيها ما يلي:
- لا وجود لأي مشهد ذبح فيها؛ فجميعها تتناول مشهداً مطولاً لرسالة من "الرهينة" وأخرى من "الذابح"، لكنها تقفز على مشهد الذبح نفسه وتكتفي بنشر صورة لرأس المذبوح فوق ظهره، بما يفتح شهية المشككين في تركيبها من عدمه.
وهذا يطرح سؤالاً جوهرياً: هل تستنكف داعش عن بث مشهد الذبح "مراعاة لمشاعر المشاهدين"، أم أن وراء الأكمة ما وراءها. 
- لماذا الحرص دوماً على أن ارتداء "الرهينة" ملابس الإعدام الاعتيادية التي يتعارف عليها أنظمة السجون في دول العالم، هل هذا "الالتزام" مقصود أم أنها "زلة" من "المخرج"؟!
- وضوح الصوت جيدا في الصحراء، هل مبعثه استخدام تقنية صوتية عالية، أم أن ثمة ما هو غامض في المقطع؟
- لماذا يحرص "المخرج" على إظهار الرهائن رابطي الجأش، يستقبلون الذبح بكل شجاعة وصمود؟! ولماذا لم نر أي تراجع أو توسل أو انهيار في تلك المشاهد؟! هذا مع العلم أن الرهائن يرسلون رسائل تنم عن خيبة أمل من دولهم وسياساتها، ولا تبوح بإصرار عقائدي قد يدفع صاحبه إلى التحدي والشجاعة.
- "الأناقة" الزائدة، حد المبالغة في تنظيف وكي ملابس الرهائن على نحو متميز، وكذا "الذابح"، وحتى القيود اللامعة، أثار شكوك البعض في كون ذلك، لا يتناسب لا مع ظروف "إعدام وذبح" ولا مع ظروف صحراء.
- ما الذي يجبر الرهينة على التحدث بهذا الخطاب، وإفادة خاطفيه، وهو يرى حد السكين بالقرب من رقبته، وهو موقن بالإعدام؟ أهو القناعة أم التلقين، وما التهديد الذي يدفعه لقول هذا وهو يرى أنه مذبوح على أية حال؟!
- في حين يبدو لدى الخاطفين حرصاً على "هندام" الرهينة، لا يتوفر لديهم الحرص ذاته على "الاقتداء بالسنة" عند الذبح، لا أقول ذبح البشر!، وإنما حتى ذبح الحيوان؛ فالإشارة بآلة الذبح أمام "الذبيحة" طوال هذا الوقت مخالف للسنة حيال الحيوان فضلاً عن الإنسان، والذبح باليسرى كذلك خلاف الأولى (هل عدمت داعش أن تأتي بأيمن بدلاً من أيسر يذبح؟!)، ولم تتم إراحة "الذبيحة"، وذبحته مرتكزاً على ركبتيه، مع كل ما يفترض من تنظيم يدعي أنه يطبق السنة بحذافيرها (وهو ليس كذلك بكل تأكيد، وإنما الحديث عن السنة هنا ليس إقراراً بمشروعية هذا الذبح، ولكن تنزلاً في النقاش للدلالة على عدم "حبكة الإخراج الفني" للمقطع)!
- يظهر الرهينة في بعض المقاطع بعد "الذبح" مقيداً من يديه فقط؛ فهل هذا كافٍ لجعل شخص يوشك على الذبح أن يستسلم لذابحيه، وهل من اعتادوا ذبح أسراهم كداعش مقتنعون بأن هذا يكفي لمنع مقاومته لعملية ذبح، تدفع حتى الخراف والدجاج على الانتفاض والمقاومة؟!
في الأخير، لو افترضنا جدلاً أن هذا التنظيم الذي اختار وقتاً قاتلاً لبث مقاطعه، التي تحث الدول الغربية، حكومات وشعوباً على الانخراط في الحملة الدولية للحرب على داعش، بحيث تمنح الأنظمة مشروعية للحرب ضدها (إن كانت!).. يبقى سؤالان قفزاً على إشكالية التوقيت، هما:
لماذا تخلو أي رسالة داعشية من أي هدي للمسلمين في قتال عدوهم؟! لماذا خلت تلك المقاطع التي يفترض أنها ستتم مشاهدتها على نطاق واسع من دعوة للإسلام، وإظهار "عدالة" قضية الخاطفين؟ أم أن الرسالة المطلوب إرسالها فقط هي أن هؤلاء هم قصابون يرتدون ملابس الننيجا؟!
ولماذا لم ترسل تلك المقاطع أي إشارة إلى خطايا ارتكبتها الرهينة تحمل المشاهد على عدم التعاطف معها، وإنما جعلت كل جريرته أن دولته تعتدي على المسلمين.. هل هذا مقصود أيضاً؟!

رسالة مكتوبة للرئيس د. محمد مرسي الى الشعب

قدّر الله لثورتنا المباركة - ثورة 25 يناير - أن تواجه الصعاب لمنتهاها ولكنه هيأ لها رجالا بحق ... ثوارٌ رجالاً ونساءاً تفاخر بهم مصر سائر الأمم .
أيها الثوار الأحرار
سيروا على درب ثورتكم السلمية البيضاء بثبات كالجبال وبعزائم كالرعود فثورتكم منصورة في القريب العاجل _هذا يقيني في الله_ وخلفكم أغلبية ساحقة من الشعب تنتظر منكم أن تهيئوا لها الأجواء الثورية لتسمعوا هديرها المدوي بعد أن أسمعت العالم صمتها الهادر في مسرحية تنصيب قائد الانقلاب التي أرادوا لها شعبا مغيبا فصفعهم بوعيه وأذل ناصيتهم .
فتجمعوا ولا تفرّقوا ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم .
الله يشهد أني لم آل جهدا أو أدخر وسعا في مقاومة الفساد والإجرام بالقانون مرة وبالإجراءات الثورية مرات فأصبت وأخطأت ولكني لم أخن فيكم أمانتي ولن أفعل ولقد بذلت سنين عمري في مواجهة إجرامهم وسأبقى كذلك مادام في عمري بقية .
يا شباب مصر الثائر
لقد أبهرتم العالم باستكمالكم لثورتكم وأنتم اليوم والغد .. الحاضر والمستقبل .. بل أنتم الوطن .... والثورة معقودة في عزائمكم أثق أنكم سترفعون لواءها وتوردوها مجدها.
فالثورة الثورة والصبر الصبر أيها الأفذاذ ووالله كأني أراكم أجيالا من بعدي تروون لبنيكم كيف صبرتم فانتصرتم وضحيتم فتمكنت ثورتكم .
إن كل الشعوب الحرة لم تعترف بهذا النظام الانقلابي المجرم بسبب استمرار ثورة المصريين وتمسكهم بسلميتها المبدعة ولن يعترف حر في العالم كله بما بني على هذا الباطل من أباطيل .
وأخيرا وليس آخرا أقول لشعبي الرائد لتكن عيونكم على ثورتكم وأهدافها السامية ولن تضيع دماء الشهداء ولا أنات الجرحى والمصابين ولا تضحيات المعتقلين أبدا ما دام للثورة رجال يحملون همها ويرفعون لواءها ويؤمنون بمبادئها ويصطفون حولها حتي تحقق كامل أهدافها .
أعلم أن الطريق صعبة لكني أؤمن بأصالة معادنكم وعدالة قضيتكم وأثق في نصر الله عزوجل لكم .. بارككم الله لوطنكم وأمتكم
ودمتم ثائرين
محمد مرسي
رئيس جمهورية مصر العربية

17 سبتمبر 2014

البنتاجون وسى اى ايه: أمريكا ستسقط خلال 6 أشهر في مارس 2015

صحيفة إسرائيلية :: اعتماد السفير الإسرائيلى تتويج لدفئ العلاقات مع السيسى



اعتبرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الإسرائيلية أن اعتماد السيسي لأوراق السفير الإسرائيلى حاييم كورن أمس الأحد جاء تتويجا لمرحلة تعيش فيها العلاقات بين مصر وإسرائيل حالة من الدفء المتبادل.
ولفتت الصحيفة إلى أن السيسي استقبل كورن استقبالا حميميا، وهو ما أعطى أملا للدبلوماسية الإسرائيلية في أن تعيد مصر سفيرها إلى إسرائيل عاطف سالم، وذلك بعد أن تم استدعاؤه فى عهد الرئيس محمد مرسى أواخر عام 2012 على خلفية عملية "عمود السحاب" التي شنتها إسرائيل على غزة.
وأضافت أن العلاقات الرسمية بين إسرائيل ومصر تشهد مرحلة من الدفء النسبي منذ الثامن من يوليو المنصرم، مشيرة إلى أن كلا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز هنيئا السيسي بفوزه في انتخابات الرئاسة، وشددا على أهمية معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال العملية الإسرائيلية الأخيرة على غزة، أفادت تقارير بأن السيسي ونتنياهو جمعتهما روابط وثيقة آنذاك، وكانا يتحدثان إلى بعضهما البعض مرارا وبشكل مطول عن إنهاء الأعمال العدائية، كما أن الحكومة الإسرائيلية رحبت بالدور المصري في سبيل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار على الرغم من العداء الذي تكنه حكومة السيسي لحركة حماس.
يذكر أن كورن قدم أمس الأحد أوراق اعتماده للسيسي خلال حفل أقيم في القصر الجمهوري في القاهرة، في خطوة رحب بها الكيان الإسرائيلي وينتظر أن تعيد مصر سفيرها لتل أبيب.
وعين كورن - الذي يجيد العربية - من قبل إسرائيل قبل ثلاثة أشهر خلفا للسفير السابق يعقوب أميتي، ويعتبر السفير الجديد من قدامى وزارة الخارجية الإسرائيلية وهو خبير في شئون الشرق الأوسط وشغل سابقا منصب أول سفير إسرائيلي لدى الدولة الناشئة "دولة جنوب السودان".
وفي تعليق على تقديم السفير أوراق اعتماده قالت مصادر سياسية إسرائيلية وفقا لمواقع اسرائيلية "إن إسرائيل تنتظر من مصر خطوة مماثلة وأن إسرائيل ستكون مسرورة جدا لو قررت مصر إعادة سفيرها إلى تل أبيب، حيث سحبت مصر سفيرها عاطف سالم للتشاور عقب عملية عمود السحاب فى أواخر عام 2012 فى عهد الرئيس محمد مرسى."
على جانب آخر، قال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية إن تل أبيب ترحب باعتماد أوراق كورن، مضيفة أنه "توثيق للعلاقات الطيبة بين البلدين."
ويشار إلى أن السفارة الإسرائيلية في القاهرة لا تمتلك مبنى خاصا لها في مصر وذلك بعد الاقتحام العنيف لمبنى السفارة قبل 3 سنوات ومنذ ذلك الحين تدار السفارة من منزل السفير في القاهرة.

نائب عام نيوجيرسي يقبل دعوي من مصري مقيم بامريكا باعتقال السيسي اذا دخل المدينة