07 سبتمبر 2014

لماذا هذا اﻹستنفار ضد الدولة الإسلامية بعد هزيمة إسرائيل في غزة

بقلم:رحاب أسعد بيوض التميمي
لماذا تمهلت أمريكا عن مهاجمة الدولة اﻹسلامية كل هذا الوقت وفجأة أصبح هناك إستنفار في كل مكان بعد هزيمة كيان اليهود في غزة؟؟
أمريكا بعد تورطها المستمر في مناطق المسلمين بدءاً من أفغانستان ومروراً بالحروب المتكررة على العراق,ودعمها الخفي والمعلن لبشار الأسد في محاربة اﻹرهاب(الجهاد)وعدا عن دعمها للهالكي لتصفية الجهاديين،وقبلها تورطها في مساندة العراق في حرب إيران ﻷن تقاريرها عن الثورة اﻹسلامية في إيران كانت مبنية على جهل في معرفة نوايا إيران الحقيقية تجاه كيان اليهود،فاعتقدت أن إيران تحمل في أجندتها فعلاً محاربة ذلك الكيان لرفع الثورة إﻹيرانية شعار(اﻹسلام وتحرير القدس)ثم تقارير المعارضة العراقية المدعومة من إيران والتي كانت تستعجل بأمريكا إستعجالا لشن حربها على العراق ﻹسقاط صدام مستغلين حقد أمريكا على صدام لصواريخه التي أزعجت حليفها الكيان اليهودي موعزين إليها أن العراقيين ينتظرون أمريكا على أحر من الجمر وأنهم سيستقبلونها بالورود واﻷزهار.
كل ذلك وما لحقه من ضررعلى أمريكا إقتصادياً،وانحدار في هيبتها أمام العالم،جعلها تحاول أن تعيد تشكيل إستراتيجيتها في إدارة المعارك في هذه المناطق من جديد،وأن لا تتسرع في الضربات العسكرية،البرية والجوية وأن تنهج نهج إعتماد خلق الفتنة بين الجماعات اﻹسلامية من خلال تجنيد المندسين المدربين ليعملوا على زعزعة هذه الجماعات ومن أجل التجسس لصالحها،وإمدادهم بالسلاح لخدمة أهدافها,وهذا ما كان...
حينما إستطاعت اختراق الجيش الحرمن خلال من تدربوا عند نصر الشيطان(حزب اللات)لأنه أدرى بأهل السنة ومعتقدهم وأدرى بالمنطقة جغرافياً،وما تبع ذلك من إخترقات لجبهة النصرة لضربها مع الجماعات اﻷخرى,عدا على أن أمريكا دائماً تراهن على الجماعات اﻹسلامية المعتدلة التي تنطوي زعماتها تحت لوائها،لتمرير أجندتها في المنطقة،بإظهارهم اﻹسلام المعتدل الذي يحارب التطرف واﻹرهاب(الجهاد)وذلك بإستخدامهم كلما لزمت الحاجة ضد من يحمل في فكره الجهاد ضد الكيان اليهودي المعتدي مثل القاعدة،ومنها الصحوات التي تم تجنيد ها في العراق لتكون جاهزة وقت الحاجة وفعلاً استخدمتها في حرب الدولة باسم اﻹسلام المعتدل الذي يحارب اﻹرهاب،فكانت مراهنة أمريكا وحلفائها الغريبيين على ضرب هذه الجماعات بعضها ببعض
مرة من خلال المعتدلين الذين لا يحملون في نهجهم محاربة كيان اليهود..
ومرة باﻹستعانة بعملائها في المنطقه من خلال التنسيق اﻷمني مع جيوشها المتكدسة لخدمة الحاكم..
ومرة أخرى من خلال إطالة أمد المعركة السورية في محاولة ﻹخراج المتطرفين الذين يدعون لزوال كيان اليهود من مخابئهم وجعل الحرب السورية مقبرة لهم بالتعاون مع نصر اللات(حزب اللات).
إن التخلص من اﻹرهابيين في هذه المعركة كان هو الرهان الأكبر،لدى أمريكا وحلفائها لكنها تفاجأت أن حساباتها هذه أيضا غير صحيحة ولم تكن دقيقة,ومع إشتعال الحرب على غزة وإنتهائها بعدم تحقيق أهدافها بإخضاع الشعب الفلسطيني وإجباره على رفع الراية البيضاء حصل اﻹستنفار السريع في كل الدول خوفاً من القادم من العراق،
فما أن انتهت الحرب على غزة حتى ازداد شعور أمريكا وكيان اليهود والدول الصليبية جميعها بالخطر الداهم لأنه إن كانت حماس المحسوبة أنها أرق وألين في اﻷخذ والرد مع المجتمع الدولي،رغم المحاصرة اﻹقتصادية عليها،ورغم تأمر هذا المجتمع عليها، المغلقة أبوابها،التي تعيش في سجن كبير استطاعت أن تتطور أسلحتها بشكل لم يتوقع وإستطاعت أن تلقن كيان يهود درس كبير أمام العالم،رغم ضعف كل تلك اﻹمكانيات ،واستطاعت أن تسوء وجه ذلك العالم الذي يقف بكل إمكانياته العسكرية والمادية بجانب هذا الكيان المهزوز،لتثبيت أركانه،فكانت كالصفعة على وجه المجتمع الدولي بأكمله أفاق منها ليلحق بالخطر الداهم الذي يهدد كيانه وكيان يهود,وكأنهم شعروا فجأة بان المارد اﻹسلامي الذي كانوا يخافون خروجه ويعملون على حربه طوال الوقت قد فك قيده وأصبح قاب قوسين أو أدنى من الخروج،وأنه جاء لينال منهم جميعاً،لظلمهم لقضاياه
فهب العالم سريعًا ﻹعادة حساباته من جديد في محاولة سريعة وأكثر قوة لمحاصرة هذا الخطر الداهم القادم من العراق،الذي استولى على كثير من أبار النفط والذي لا يعاني حصار غزة وله طرقه اﻹلتفافية على كل الحدود،ويده الطولى في كل مكان رغم المحاصرة العسكرية والذي تحمل أجندته زوال كيان يهود من الوجود،لأن الحسابات تقول ان كانت حماس المحاصرة اقتصادياً صنعت المستحيل,فالدولة اﻹسلامية ستصنع المعجزة فأصبح الوضع وكأنه ورطة لم يحسب حسابها تهدد العالم وكيان يهود والامور خرجت عن المحسوب والمعد له،
فبعد أن استطاعوا إختراق النصرة،والجيش الحر،وإشعال الفتنة فوجئوا بفرز الدولة اﻹسلامية،اﻷشد بأساً واﻷكثر تحدياً الضاربة بالمجتمع الدولي عرض الحائط غير مبالية بقوانينه الدجالة،حتى أن كثير ممن هم في جبهة النصرة،والجيش الحر تركوا الجبهة وانطووا تحت لوائها وهذا ما لم يحسب حسابه.
فها هو العالم يعيش حالة ذعر واستنفارغير مسبوقة في المطارات وفي أماكن التنقل وعلى الحدود،وها هو أوباما يعقد المؤتمرات مع أحلافه لمواجهة هذا الخطر الداهم،وكأن إعصار سيأتي ليقلب الوضع رأساً على عقب دون أن يكون في الحسبان,يتبعه العملاق اﻹسلامي الذي جاء لينتصر لدينه ويصفي حساباته مع أعداء دينه وأمته,والله المستعان.

محمد رفعت الدومي يكتب : وستالجيا برائحة البخور

 تنحني فجأة أشجار الروح كلها، مرهقة و رمادية، في محاولة محكوم عليها بالفشل لالتقاط بعضٍ ممَّا تساقط من أوراقها القديمة، و تتآكل جغرافيا القلب علي حين غرة فيشهق من فرط الشوق بصوتٍ مسموع، و يفصح فجأة تيار من النبضات المنعزلة عن انسحابه الداهم إلي نقطة غامضة في الأعماق، تماماً، كما يحدث عند اختلال النبض في أول لحظة عناق، و تضرب أمواج من الألم الناعم أطراف الذاكرة من كل جانب، و تزخر العينان بالدموع المعلقة الحقيقية، عندما يحدث كل هذا في نفس اللحظة، فذاك هو الحنين ..
لا عجب و الأمر هكذا في أن تكون الجذور الحقيقية لمفردة " نوستالجيا" في اليونانية القديمة مقصوداً بها، حرفياً، " ألم الشوق " ...
لكن العجب في أن يكون شاعرٌ بدويٌّ قديم بني كل ثقافته علي لون واحد من ألوان الثقافة، و هو ثقافة الصحراء في نسختها الإسلامية، هو الأعظم، حتي الآن، و لعله الوحيد، بين الذين استطاعوا أن يلمسوا هذا المعني من مسافة قريبة، إنه " الصمة القشيري "، ليس هذا فقط، إنما، هو، بالإضافة إلي أنه استطاع أن يقتحم هذا المعني ببيتٍ واحد من الشعر، استطاع أيضاً أن يشحن هذا البيت بامتدادات تمكنه من تجاوز الزمن علي أجنحة عطر "زهور العرار" فقط، بل و تمكنه أيضاً من القدرة علي استثارة الحنين في روح المتلقي، و برهافة بالغة ..
تَمَتَّعْ مِنْ شَميمِ عَرَارِ نَجْدٍ / فما بَعْدَ العَشِيَّة ِ منْ عَرَار ..
قالوا أنه قال هذا البيت عند خروجه من أرض " نجد " ممتلئي النية بعدم العودة إليها مرة أخري بعد زواج المرأة التي هام بها عشقاً من شخص آخر، قالوا أيضاً، لقد قاله و هو يحتضر، و كلا القولين لا يعنيني، و أري أنه مما لا طائل من وراءه بالنسبة إلي شاعر، بصفة خاصة، أن يدَّعي وضعاً متميّزاً كضحية، فكل الشعراء مدانون تاريخياً، و هم دائماً في مركز الصورة علي نحو يتيح لهم أن يحجبوا الذين يقفون في الأطراف و الذين هم علي هامش الصورة، أقصد، كل ما يقوله الشعراء هو البعد الخاص بهم هم لتأويل الحدث و لكل حدث غابة من الأبعاد! 
كل ما يعنيني في هذا الإطار أن المؤجلين ظفروا ببيت من أجمل أبيات الشعر العربي علي لسان هذا الشاعر الذي يبدو أنه كان مطبوعاً علي اصطياد هواجس حارة من أصداف بعيدة في أعماقه، ربما لهذا السبب وحده، كان أحد الشعراء القلائل .. القلائل جداً، الذين تسلقت أشعارهم أوتار حنجرة " فيروز " بحفاوة، لقد غنت بعضاً من قصيدة له تنبض بالحنين هي الأخري، لكن بدرجة أقلَّ، و مرعي ذهنيٍّ أكثر اتساعاً و أقلَّ خصباً و كثافة كما سيتضح، يقول فيها :
بروحي تلك الأرض ما أطيبَ الربا / و ما أحسنَ المصطافَ و المتربعا
و أذكرُ أيام الحمى ثم انثني / على كبدي، من خشـــية أن تصدَّعا
و ليست عشياتُ الحمى برواجع ٍ / اليكَ، و لكن .. خلَّ عينيك تدمعا
كأنّا خلقنا للنوى، و كأنما / حرامٌ على الأيام أن نتجمعا ..
و الآن ..
أعنرف بأن أمواجاً عنيفة من الحنين ضربت سواحل نفسي مرتين في غضون شهرين و بعض الشهر، تركتني، و هي تنحسر، مشوشاً و مرتبكاً عن طيب خاطر، لكنني، من خلالها، و من خلال ترددي الناجم عنها في يقين ألم الشوق إلي شئ غامض، ربما كان الشوق إلي الولد الذي كنته ذات يوم و أقف الآن فوق ركامه، رأيت كيف كنت أري العالم أبيض في وقت مبكر من العمر، و هكذا كان الناس، و كل شئ، كل شئ هكذا كان، قبل أن أفطن إلي الحقيقة التي لا تقبل الجدل، وهي أنه ليس علي أرض " مصر " ما يستحق الحياة، ربما ثمة ما يستحق الحياة في مكان آخر، ربما .. 
مع هذا، لقد اكتشفتُ، مع وخز الحنين، أننا كمصريين طيبو القلوب، وأننا كمصريين لم يزل في قلوبنا مواطئ لأحزان جديدة، كذلك، لم يزل في وسعنا، علي الرغم من كل ما حدث، أن نتفق علي قيمة، و أن نتجاوز تداعيات الدماء التي سالت في سبيل التنقيب بين ركام وطن صار في المؤخرة عن واقع أقل عهراً، بشرط أن يختفي كل الذين يشوهون الآن المشهد شنقاً، و كل الدروب إلي حل بعد ذلك لن تصل، أكرر، كل الدروب ما عدا تلك التي تبدأ من الرقص فوق دمائهم الكريهة الرائحة مغلقة، مغلقة، مغلقة..
حدث هذا للمرة الأولي عندما شاهدت - لأول مرة فقط - إعلان بيبسي الشهير " يلاَّ نكمل لمَّتنا "، عندما رأيت الفنان " جورج سيدهم " مُقعداً و " شيرين " و " سمير غانم " يركضان صوبه علي وجه التحديد، رأيت أطلالاً يزحف اليها العمران مجدداً، و نجوماً تستعيد ألفتها القديمة، و عابرين يعودون مرة أخري من مساحات الغياب، بيضاً كوجه الألب، و صبياً يقف علي ناصية الحلم وحيداً ..
تلك اللحظة كانت ذروة النقطة ثم بدأ الألم ينخفض تدريجياً، ربما لظروف " جورج سيدهم " الشخصية و لتلك الضربة الحاسمة التي ألحقها المرض بأسطورته الخاصة، الخاصة جداً، هذا كل شئ، ربما لأني لا أحب الآخرين، أو بمعني أكثر دقة، أكرههم، كما أكره كل الفنانين، أو، لأكون منصفاً، أصبحت أكرههم تعقيباً علي موقفهم الصلب المضاد لثورة " يناير "، و دعمهم الذي لا ينقطع لدولة " مبارك " ..
لكن، بعد أن انخفضت حرارة الحنين و استقرت كل حواسي في أماكنها، بدأت أستشعر خطورة هذا الإعلان، و أدركت أن ثمة أصابع للدولة العميقة تقف وراء هذا الاعلان المقصود، و أن بيبسي لابد " قبضت " !
وأدهشني أن يفكر هكذا أولئك الذين خيارهم الأول لحل أي مشكلة هو القتل أو السجن! 
هذا الإعلان المحرض علي الولاء للماضي، و هو جوهر مشكلتنا الرئيسية من المحيط إلي الخليج الفارسي، يتجاوز بالتأكيد الزائد عن الحد سقف تفكير هؤلاء، و إذا كنت أظن أن فكرة الإعلان ولدت في ذهن أحد مرتزقة الكوادر الأجنبية، شاهقة الذكاء جداً، الذين تستقدمهم " الامارات " للعمل في مخابراتها، فلأن ذلك علي الأرجح هو الأكثر اتفاقاً مع المنطق ..
وحدث، قبل أن أبدد مخاوفي في الكتابة، أن رأيت، و كان هذا مثاراً لسعادتي في الحقيقة، نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي قد تنبهوا مثلي إلي خطورة هذا الإعلان و أطلقوا " هاشتاج " باسم #نوستالجيا_الاعلانات .. 
أكثر من هذا، لقد استخدموا فيما بعد نفس الإعلان، أسلوباً و موسيقي، كسلاح مضاد و موجه في الصميم للذين أطلقوه، لقد استغلوا إطلاق سراح كل رجال دولة " مبارك " الرئيسين و صنعوا اعلاناً موازياً يشمل هؤلاء يحمل نفس الاسم " يلا نكمل لمتنا "، حينئذ، تضاعف يقيني بأن ثورة " يناير" ما زالت حية و دافقة و لائقة أيضاً، لكنها، مسألة وقت ..
عصف بي الحنين من كل جانب، للمرة الثانية خلال حوالي سبعين يوماً، في مساء آخر أيام أعسطس الماضي، عندما شاهدت الفنانة " سيمون " تغني لأول مرة بعد غياب اختياري طويل جداً، ليس لأن الزمن لديه طريقته لجعل الماضي أكثر جمالاً، إنما لأسباب شخصية، أعتقد أن الجذور الحقيقية لهذا الحنين تنبت من ذكري مرحلة المراهقة، حنين صاخب كقداس إلهيٍّ في كنيسة مهجورة لا تفتح أبوابها للزائرين في صباحات أيام الآحاد، شاحبة الجدران و مزدحمة بأعشاش الحمام و رائحة البخور الناعم .. 
حنينٌ لا تكفي أي قصيدة كلامية لتعكس انطباعات الذين ينتابهم عنه ..
حنين، شعرت معه، أكثر من أي وقت مضي، بأن العمر أقصر من أن ينتظر أحداً، و أضيق من أن يتسع لاختبارات الجلاد، و كنت محتاجاً لهذا الشعور في الحقيقة، أو كنت محتاجاً لحدة هذا الشعور و صرامته بهذا الشكل علي وجه الدقة ..
مع هذا، أعتقد أن كل من عاشوا المراهقة في نهاية ثمانينيات القرن الماضي لا يمكن أن يصمدوا عند مشاهدة " سيمون " بعد كل هذا الغياب ترمم نجمتها من جديد، الغريب، أنها لم تزل لائقة، كأنما، مشي عليها الدهر و هو مقيد، كما يقول جدنا " المتنبي " ..
في النهاية ..
الولاء للماضي هو مشكلتنا المزمنة، و الآن، يجب ألا نسمح بحدوث هذا، فثمة أشياء كثيرة علي المحك .

ف. تايمز: شعب الظلام ينتقد السيسي في صمت

ذكرت صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية، أن انقطاع الكهرباء في أنحاء مصر، الخميس، ألحق أضرارًا كبيرة بالمصريين المحبطين، الذين يكافحون لكسب العيش وسط ارتفاع الأسعار واستمرار البطالة وتدهور الاقتصاد، بينما فيما يخشى البعض انتقاد الرئيس عبد الفتاح السيسي علنًا.
 وفي تقرير، نشرته الجمعة على موقعها الإلكتروني، قالت الصحيفة: «المصريون عانوا من انقطاع للكهرباء دام ساعات في ظل ارتفاع دراجات الحرارة، ما أدى إلى عرقلة حركة التجارة والنقل وتعطيل حياة عشرات الملايين من الناس في جميع أنحاء البلاد، وتوقف الأعمال وأنظمة النقل السريع وانقطاع البث التلفزيوني وتعليق الخدمة في المستشفيات وتعطل خدمة الإنترنت من أقصى الشمال في الإسكندرية إلى أقصى الجنوب في أسوان».
 وأضافت: “سبق الانقطاع الذي قيل إن سببه خلل فني أشهر من انقطاع متداول للكهرباء أغرق أجزاءً من البلاد في ظلام دامس وشل حركة التجارة وحياة المصريين اليومية، لكن ما حدث أمس كان أوسع نطاقًا من المعتاد”. ونقلت الصحيفة عن محمد السيد، عامل بأحد المتاجر تبدو على وجهه ما أسمته "أمارات البؤس والقنوط»، قوله: «انقطاع الكهرباء أتلف جميع المنتجات في الثلاجة، الآيس كريم واللحوم والخضروات والجبن والشوكولاته».
وتابعت الصحيفة: «رغم أن انقطاع التيار الكهربائي قد أجج من قبل مشاعر الغضب ضد الرئيس المعزول محمد مرسي، إلا أن الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي تمكن حتى الآن من تفادي الانتقادات بشأن نقص الطاقة المستمر، والذي يرجع إلى عجز مصر عن الدفع للموردين الدوليين للحصول على الوقود والبنية التحتية المتداعية في البلاد».
 واستطردت: «العديد من أصحاب الأعمال اضطروا إلى تحمل تكاليف وخسائر إضافية»، بينما نقلت عن محمد فوزي، صاحب محل خياطة، قوله: «اضطررت لاستئجار مولد كهربائي تكلف حوالي 5 آلاف جنيه شهريا لتشغيل لمبة واحدة وأربع آلات خياطة، بالطبع كان لذلك أثر سلبي على عملي، وتطلب العمل وقتًا مضاعفًا، مما أثار غضب الزبائن».
وأشارت الصحيفة إلى أن القنوات التليفزيونية الخاصة المملوكة لمؤيدي النظام الحالي أنحت باللائمة في انقطاع التيار الكهربائي على أنصار مرسي رغم أن الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء، استبعد ذلك، في حين قال بعض المصريين إنهم يخشون انتقاد أداء السيسي علنًا، جرَّاء ما تسمى بـ «حملة القمع الشعواء ضد المعارضين. وأوضحت الصحيفة إلى أن حكومة السيسي وعدت مؤخرًا بإنهاء أزمة انقطاع الكهرباء خلال أربعة أشهر، حيث خفَّضت بالفعل إعانات دعم الطاقة، واقترح منير فخري عبد النور، وزير التجارة والصناعة، فرض حظر على استيراد مكيفات الهواء، التي تعمل لأقل من 20 درجة، كما أمرت السلطات بعض المصانع بتعليق عملها. ورأى وائل زيادة، الخبير الاقتصادي في المجموعة المالية هيرميس، أن انقطاع التيار جعل الخميس يومًا ضائعًا، مضيفًا: «حتى إذا كان لديك مولد طاقة، سيصيب الشلل حياتك التجارية والعملية، هذا هو المتوقع من بنية تحتية قديمة كان ينبغي التعامل معها كمسألة ملحة في وقت مبكر».

د. مصطفى النجار يكتب : قصة طفل من الإرهابيين أعداء الوطن

تجلس والدته منذ تسعة شهور فى قريتها بمحافظة القليوبية تنتظر أن يدق الباب ويدخل ليعانقها ويقبل يديها كما تعوّد لكن الباب لا يدق ودموعها لا تتوقف وصرخات طفلها ودموعه تحاصرها منذ قابلته عقب اعتقاله فى 25 يناير 2014 فى الذكرى الثالثة للثورة كان يصرخ منهارا ويقول لها ولأبيه : خرجونى من هنا انا هموت انا اتبهدلت وشفت الموت بعينى عشان اعترف انى ارهابى ومعايا متفجرات انا مش عايز اعيش فى البلد دى خلاص .. مش عايز أعيش أصلا !
(محمود محمد ) طفل يخطو لمرحلة الشباب بسنين عمره السبعة عشر ، جسده ضئيل ووجهه يفيض بالبراءة والرغبة فى المرح مثل كل طفل خرج لهذه الحياة ، رغم صغر سنه إلا أنه مدرك لما يدور حوله ويتحدث مع زملاءه بالمدرسة عن ثورة يناير التى هى أعظم حدث فى تاريخ المصريين الحديث ، يقول لهم إن كرامة الانسان حق إنسانى لا يجب أن يفرط فيه ، توجع قلبه الانتهاكات وما يسمعه عن قصص التعذيب لكنه لم يتخيل أن يوما سيأتى ليكون واحدا من أبطال حفلات التعذيب
يحتفظ منذ الثورة بتيشيرت مكتوب عليه ( وطن بلا تعذيب وطن نحيا فيه بالكرامة ) يرتديه تحت ملابسه أحيانا مثل أى شاب يرتدى تيشيرت داخلى خاصة فى أيام الشتاء ، كان يركب ميكروباص عائدا إلى بيته يوم 25 يناير 2014 وتم إيقاف الميكروباص فى كمين على الطريق الدائرى أعلى منطقة المرج وتم تفتيش كل من فيه واكتشفوا أنه يرتدى هذا التيشيرت تحت الجاكت الواقى من المطر ، أصابهم غضب شديد وكأنهم اكتشفوا قنبلة نووية يخفيها فى طيات ثيابه وسيفجرها بهم ، سحلوه على الأرض وضربوه بأقدامهم وأيديهم وهم يسبون أمه وأبيه ، وبدا المشهد كأن كلمة التعذيب محببة إليهم ومقدسة وتم إهانتها والنيل منها لذلك فهم يذودون عنها ذود الرجل عن عرضه وذود الجندى عن وطنه !
وبعد وصلة من التعذيب والإهانة اقتادوه الى قسم الشرطة القريب من الكمين حيث فوجىء أن ما حدث له بالكمين كان دعابة ومزاحا بالمقارنة للجحيم الذى اصطلى به فى هذا المكان ، أربعة أيام كاملة قضاها بين الموت والحياة ، يهتز جسده ويرتجف من شدة الصعق بالكهرباء ، يصرخ فيهم : انا عملت ايه ؟ انا ما كنتش فى مظاهرات ولا عملت حاجة انا كنت مروح بيتنا وقبضوا عليا من الكمين ، يصفعونه ويقولون : اخرس يا ارهابى يا بن ال ... انت كنت واخد فلوس من الاخوان عشان تجيب متفجرات وتحطها فى المكان اللى قالوا لك عليه ، يصرخ : اخوان ايه ومتفجرات ايه ؟ أنا أبعد مشوار بروح فيه هو دروس المدرسة انتم بتعملوا فيا كدا ليه ارحمونى
لم يرحمه أحد وحين خارت قواه من شدة الألم والجزع قالوا له سنتركك لكن ستعترف أمام كاميرا الفيديو أن هذه المضبوطات من سلاح ومتفجرات ومنشورات هى ملكك وضبطناها معك وانك قابض من الإخوان لعمل افعال تخريبية ، بكى الطفل وهو يصرخ : والله ما عملت حاجة حرام عليكم انتم هتطلعونى مجرم ، لم تثنهم دموعه وتوسلاته وتحت الضغط والتهديد باستئناف العذاب فعل ما يريدون حتى يتوقف عذابه !
طفل أقصى ما حمله على ظهره هو شنطة مدرسته صار اليوم ارهابيا خطيرا يتنقل بالمتفجرات ويزرعها ليقتل البشر ، هكذا بجرة قلم حولوه الى ارهابى وألقوا به فى سجن أبو زعبل ثم سجن الاستئناف ليحبسوه احتياطيا علي ذمة القضية رقم 715 لسنة 2014 اداري المرج ، تسعة شهور بلا محاكمة ، تسعة شهور وقلب أمه ينفطر ويضيق الحال بوالده المريض الذى يحتضر وهو يرى ابنه يتعرض لظلم بشع لا يستطيع رفعه عنه
إذا كنا سنقوم بتأليف كتاب ( كيف نصنع الإرهاب ) فقصة الطفل محمود صفحة من صفحاته وقصص أخرى مشابهة لا ندرى بها ولم تصلنا مازالت تحدث والناس تتهامس بها فى خوف والبعض ينكرها ويهاجم كل من يحكى عنها ويتهمه بالاساءة للشرطة والتآمر على الوطن
إذا كان توصيل صرخة المظلوم مؤامرة فلنكن متآمرين ، إذا كان رفض إهدار كرامة البشر والظلم والاعتقال العشوائى جريمة فنحن مجرمون ، ربما لا نستطيع أن نرفع عن محمود وأمثاله هذا الظلم الصارخ ولكن السكوت عن هذه المآسى خيانة للوطن لأن من يحب الوطن ويخشى على الدولة من الانهيار سيتصدى للظلم وقمع البشر لأن الدولة التى تسحق الانسان لا تبقى !
إذا شكك من اعتادوا التشكيك وأدمنوا التبرير فى قصة محمود فارجعوا إلى أسرة محمود وقابلوا أبيه وأمه وأخيه ( طارق محمد أحمد حسين ) فهم مصدر حكى هذه المأساة وحاكموهم إن كانوا كاذبين ، إلى كل من تبقى لديه ذرة ضمير فى هذا الوطن تذكر أن صمتك أو تبريرك يجعلك شريكا فى الظلم أمام الله ، إلى كل من تحمل مسئولية فى هذا الوطن قبل أن تنام تذكر صرخات الطفل محمود وتخيل أن ابنك مكانه وتذكر أن الله أعطاك فرصة لرفع الظلم حين تقرا هذه الكلمات فهل تفعل ذلك ؟ أم تتجاهله ؟
تنام عينك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم
من يحب الوطن ويتشدق بالوطنية فليرفع الظلم وليتضامن مع المظلومين ، من يخشى على مصر من الخطر فالخطر الأكبر أن يكفر أطفالها وشبابها بمعنى الوطن الذى يُظلمون فيه ويُسحقون
اللهم نبرأ إليك من عجزنا اللهم نشهدك أننا ننصح خوفا على هذا الوطن وناسه من انتقام المظلومين وثورة اليائسين ، الحرية لكل معتقل مظلوم نحبه أو لا نحبه ، نعرفه أو لا نعرفه ! العدالة للجميع ..

صحيفة أمريكية : "السيسى" سهَّل خلع "مبارك" للإبقاء على حكم العسكر

فى تقرير لها نشر، أول أمس، حذرت مجلة "فوربس" الأمريكية من الممارسات القمعية التى يلجأ إليها نظام الانقلاب ضد معارضيه فى مصر، مؤكدة أنه لا استقرار فى مصر فى ضوء القمع.
وذكرت المجلة أن "الاستبداد الحالى فى مصر تمنّاه الرئيس المخلوع حسنى مبارك"، معتبرة أن "الثورة فى مصر تلاشت بعد قيام الجيش بإعادة بناء الهيكل القمعى".
وأضافت أن "الجيش المصرى مكّن قائده عبد الفتاح السيسى من الوصول إلى الرئاسة؛ ليسير على خطى جمال عبد الناصر، وأنور السادات، وحسنى مبارك؛ معتبرة أنه سهّل قبل ذلك عملية الإطاحة بمبارك؛ لمجرد أن الأخير خطط لتحويل مصر من الحكم العسكرى إلى نظام الأسرة الحاكمة".
ونقلت المجلة عن أحد الدبلوماسيين الأميركيين قوله: "إن نظام السيسى ضعيف"، مشيرا إلى أن "مظاهر الارتباك والازدحام والفوضى تعم القاهرة، ولا يشعر الزائر بالأمن إلا بالقرب من المواقع الحساسة، مثل وزارة الداخلية".
ولفتت، إلى أن "الرأسماليين الذين استفادوا فى عهد مبارك، تلاعبوا بالأسواق فى عهد الرئيس محمد مرسى، مما أدى إلى تفاقم المصاعب الاقتصادية،
واستغل الجيش المظاهرات؛ لتبرير استيلائه على السلطة".
وتضيف "أعاد الجيش على وجه السرعة إنشاء الدولة العميقة فى مصر، وتولى السيسى المسئولية بدلا من مبارك، وعينت الحكومة محافظين من الجيش، وأحيَتْ الشرطة السرية وأجهزة المخابرات، وفرضت قيودًا صارمة على المعارضة، وحاكمت المتظاهرين أمام محاكم عسكرية، واعتقلت نحو 22 ألف شخص، وتعرض كثير منهم للتعذيب، وأجريت محاكمات جماعية دون أدلة، وحكم على مئات المتظاهرين بالإعدام فى وقت واحد، وعلى مراهقات بالسجن لفترات طويلة؛ لتنظيمهم احتجاجات سلمية، وفرض النظام برنامجًا شاملاً؛ لمراقبة وسائل الإعلام الاجتماعية".
ونقلت "فوربس"، عن أحد المنظمين لحرية الصحافة فى القاهرة، قوله: "قُتل 10 صحفيين، وأطلق النار على العشرات منهم، وجرح أكثر من 100 تعرضوا للاعتداء، واعتُقل عشرات آخرين، وطُرد بعضهم، ومنهم مذيعة شهيرة بعد تلميحها، بأن ما حدث فى مصر انقلاب، واعتراضها على أوضاع الصحفيين بشكل علنىّ.
واعتبرت أن هذا الوقت أسوأ من أى وقتٍ مضى بالنسبة للصحفيين. ورأى مراسل آخر أن الصحافة أصبحت جريمة؛ وأكد التقرير أن "القمع لن يحقق الاستقرار".
وذكرت أن " دانيال بنيامين المسئول بوزارة الخارجية الأمريكية، أكد أن قمع الإسلاميين فى مصر، هو مرحلة أساسية فى ظهور الفكر الجهادى المعاصر".
ورجَّحت المجلة تكرار هذه التجربة، مشيرة إلى ارتفاع وتيرة الهجمات الإرهابية فى العراق وسورية، محذِّرة من تحوّل الكثير من الشباب إلى التطرّف، باعتباره السبيل الوحيد أمامهم؛ لتحدى نظامٍ يمنع المعارضة السلمية بشكلٍ متزايدٍ.
ورأت "فوربس" أن "الولايات المتحدة لن تستطيع تغيير الأحداث فى القاهرة". ولفتت إلى أن "إدارة أوباما ارتكبت خطأً كبيرًا بتأييدها مبارك، على الرغم من الاحتجاجات الشعبية، ودعمها لمرسى بعد انتخابه، ثم معارضة الانقلاب فى البداية، وقبوله بعد ذلك، ومباركة خطط النظام العسكرى".
وختمت المجلة تقريرها، بالقول: "يجب على الإدارة الأميركية التوقف عن استخدام المساعدات الخارجية؛ لرشوة قادة الجيش فى مصر، ولا ينبغى على الأميركيين أن يدفعوا مقابل حفظ السلام، أو لأى شئ آخر، وسيبقى نفوذ واشنطن محدودًا، وسيفعل نظام السيسى كل ما يرى أنه ضرورىٌّ؛ للاحتفاظ بالسلطة، ويبدو أن مصر سينتهى بها المطاف لتصبح بلا حرية أو استقرار".

"يو إس إيه توداي": أثرياء مصر يعيشون في منتجعات فاخرة بمعزل عن الشعب!!


قالت شبكة "يو إس إيه توداي" الأمريكية، إن الأثرياء في مصر يعيشون في مجتمعات ومنتجعات منعزلة؛ للهروب من الشوارع المكتظة وتلوث الهواء، مشيرة إلى مدن الأثرياء تقع على أطراف العاصمة، وتتمتع بملاعب الجولف وحمامات السباحة ومراكز التسوق الضخمة والفيلات الفاخرة.
وأضافت الشبكة- في تقريرها المنشور اليوم- أن هذه المجتمعات تتعرض للانتقادات؛ لأنها لا تقدم حلولا سكنية لأغلبية المصريين.
ونقلت الشبكة عن أمير جوهر، خبير التنمية الحضارية، قوله: "غالبا ما تخدم هذه المجتمعات طبقة العليا في المجتمع من ذوي الوظائف الرفيعة في الدولة"، مضيفا "ينبغي استيعاب وخدمة مجموعة الفئات التي تشكل غالبية السكان في مصر".
وأضاف جوهر "أن هذه المجتمعات تخلق حملا كبيرا على العاصمة، حيث يعتمد من يعيشون بهذه المناطق على وسط القاهرة في أعمالهم، مما يعمق من خنق حركة المرور في العاصمة، كما أن الكماليات التي تتمتع بها هذه المجتمعات من ملاعب جولف في الصحراء تقوم على استخدام المياه والكهرباء المدعومتين، مما يرهق البنية التحتية وموارد القاهرة!".
من جانبه قال د. باسل كامل، أستاذ العمارة بالجامعة الأمريكية: "ما يحدث الآن هو صراع طبقي، حيث تتصاعد ظاهرة المجتمعات المغلقة للأثرياء التي انتقلت من العاصمة إلى منتجعات الصحراء". 

06 سبتمبر 2014

فهمي هويدي: لست راض عن نظام السيسي وتصنيف الإخوان جماعة إرهابية خطأ سياسي كبير والحديث عن موتها تمنى

القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:
هاجم الكاتب والمفكر الإسلامي فهمي هويدي وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة، ووصف تصريح الوزير برفضه المصالحة مع الإخوان بأنه مزايدة غير مقبولة من شخصية غير سياسية.
وأضاف هويدي في لقاء مع “الجزيرة مباشر مصر” مساء الخميس أن إرادة التفاهم لإجراء المصالحة بين الإخوان والسلطة غير موجودة بين الطرفين خصوصا النظام.
وقال هويدي إن الخلاف بين السلطة والإخوان كان في الماضي داخليا ، ولكنه صار هذه المرة خلافا إقليميا، مشيرا إلى أن الإعلام الموالي للسلطة شحن الأجواء في مصر بطريقة باعدت بينها وبين إجراء مصالحة حقيقية.
ودعا هويدي السلطة في مصر لإطلاق باب الحريات، لأنه لا غنى عن الديمقراطية، مشيرا إلى أن كل ما ينسب للإخوان من اتهامات الآن لا دليل عليه، ولم نسمع لهم ردا، لأنهم في السجون .
ووصف هويدي الأجواء التي تعيشها البلاد العربية بأنها أجواء ثورة مضادة للربيع العربي ، مشيرا إلى أنه من خلال متابعته محاكمات مبارك ورموزه، فإنه يستطيع أن يقول إن الهدف ليس ضرب الإخوان فقط، وإنما ضرب الثورة ككل.
وأشار هويدي إلى أن مصر كانت حاضرة في العملية العسكرية في ليبيا، ولكن الدولة الفاعلة فيها هي دولة خليجية، مستبعدا أن يتورط السيسي ويوجه ضربة عسكرية ضد ليبيا.
وعن رأيه في موقف مصر من الحرب على غزة ، قال هويدي إنه لم يكن سعيدا بالموقف المصري، مشيرا إلى أنه تمنى أن يكون موقف مصر أقرب للقضية الفلسطينية.
وقال هويدي إنه يتعامل مع نظام السيسي بمنطق الضرورة، وليس استسلاما وليس رضا بأدائه.
واختتم هويدي مقابلته مؤكدا أن الربيع العربي كان بمثابة تغيير في بنية الإنسان العربي الذي رفع مطالبه بجسارة ضد الأنظمة العربية، وطالب بالحرية والديمقراطية والعدالة ، مشيرا إلى أنه لا يزال لثورة 25 يناير أنصارها، ويجب استعادتها لاسيما بعد توحش الثورة المضادة.

لو كذبت.. احبكها! بقلم زياد العليمي

ل
(1) أعلن الإعلامى محمد الغيطى فى برنامجه «صحى النوم» الذى أذيع الأسبوع الماضى أن القوات المسلحة المصرية قامت بأسر قائد الأسطول السادس الأمريكى، وهددت بالمزيد، كما أكد الإعلامى أن الفريق مهاب مميش كان قائد العملية المذكورة.
وبغض النظر عن أن عملية كهذه لا يمكن أن تمر دون أن يعرف عنها أحد شيئًا إلا أن الغيطى لم يلتفت إلى أن الأسطول السادس الأمريكى يتخذ من قاعدة الإسناد البحرى فى المياة الإقليمية الإيطالية المحاذية لمطار نابولى، مقرًا له! أى أن القيام بعملية فى مواجهة الأسطول السادس تتطلب اختراق المياة الإقليمية الإيطالية، وهو ما يعنى إعلان الحرب على إيطاليا، وبالتالى يظهر تلفيق الرواية! وإن حدثت فالإعلان عن مسؤولية مصر عنها بمثابة إعلان الحرب على دولة أخرى!.
(2) نشر عدد من الصحف المصرية الجزء التالى من كتاب هيلارى كلينتون بعد ترجمته إلى العربية: «كان كل شىء على ما يرام. وفجأة قامت ثورة 30 يونيو، فتغير كل شىء، كنا على اتفاق مع الإخوان على ضم حلايب وشلاتين للسودان وفتح الحدود مع ليبيا من جهة السلوم وإعلان الدولة الإسلامية فى سيناء يوم 5 يوليو 2013 وكنا ننتظر الإعلان رسميا كى نعترف بها نحن ودول الاتحاد الأوروبى، وفجأة تحطم كل شىء أمام أعيننا دون سابق إنذار».
ونسى الصحفيون محررو الخبر أن هيلارى كلينتون لم تكن تشغل منصبًا رسميًا فى يونيو 2013 وبالتالى لم تكن طرفًا فى أى علاقات دولية تجيز لها هذا الحديث، كما أن كتابها «الخيارات الصعبة» يروى مذكراتها خلال فترة توليها وزارة الخارجية منذ 20 يناير 2009 وحتى 1 فبراير 2013 فقط، أى قبل يونيو ٢٠١٣!!.
(3) نشر عدد من الصحف صورة للممثل الأمريكى جورج كلونى وتحتها تعليق بأن الممثل المشهور تم القبض عليه عام 2012 لانتهاكه قانون التظاهر ولم يطالب أحد بالإفراج عنه كما يحدث فى مصر!
وتناسى محررو الخبر أن كلونى تم القبض عليه بعد أن رفض، والمتظاهرين، الابتعاد عن مقر سفارة السودان بواشنطن والتى تظاهروا أمامها، وليس بسبب التظاهر، وحكم عليه بغرامة 100 دولار وليس بالسجن لمدد تصل 15 عامًا كما يحدث فى بلادنا، وبعد الاحتجاز قابل هو ووفد من المتظاهرين الرئيس الأمريكى لمناقشة مطالبهم!
(4) يراد لنا أن نصدق افتراضات مثل أن تنظيم داعش يستهدف مصر وبدأ ينشط فيها! على الرغم من أن الخريطة التى أصدرها التنظيم نفسه لدولته المفترضة ليس فيها مصر! كما أن داعش اختصار لاسم تنظيم «الدولة الإسلامية فى العراق والشام»، فإذا أردت أن تحبك الرواية عليك تغيير اسم التنظيم أولاً!.
كما يراد لنا أن نصدق أن الإخوان هم من قتلوا الأولتراس فى مذبحة بورسعيد، وبعدها علينا أن نصدق أن الأولتراس إخوان، وبحسبة بسيطة يتضح لنا أن الإخوان قتلوا الإخوان فى مذبحة بورسعيد، ورغم جرائم الإخوان العديدة إلا أن هذه الكذبة يصعب أن يصدقها عاقل!.
(5) إذا أردت أن تكذب عليك أن تحاول «حبك» الكذبة، فكذبك يصبح مكشوفًا عندما تعتمد على رجال كاذبون يفتقدون المهارة والذكاء الكافى لإقناع أى عاقل بكذبهم. أما بالنسبة لمن يصدق هذه الأكاذيب رغم سذاجتها وسهولة كشفها باستخدام محركات البحث، ففى الحقيقة العيب ليس فيمن يطلق الشائعات والأكاذيب، محاولا خلق حروب وهمية لحشد مؤيدين، بل العيب فى هؤلاء المؤيدين الذين لا يريدون

عايدة سيف الدولة: مصر تعيش أقبح أيام في تاريخها


قالت الناشطة الحقوقية "عايدة سيف الدولة"، أن مصر تعيش أقبح أيام في تاريخها. وأضافت خلال تدوينه لها عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك:":"لم تكن القاهرة يوما اقبح مما عليه الآن ولم تكن الاحزاب يوماً أكثر بؤساُ ولا الخطاب السياسي أكثر ضحالة ولا النظام أكثر قمعاُ وجبروتاً وبجاحة واحتقاراً للناس أكثر مما هو عليه الآن".

د. فيصل القاسم يكتب: هل «داعش» مسمار جحا جديد لاستباحة المنطقة؟

كم كان وزير الدفاع الإسرائيلي الشهير موشي ديان على حق عندما قال قولته المشهورة: «العرب أمة لا تقرأ، وإن قرأت لا تفهم، وإن فهمت لا تفعل»! ونحن نقول كم ذاكرتنا العربية والإسلامية قصيرة كذاكرة السمكة، فسرعان ما ننسى لنقع في نفس الأشراك التي لم نكد نخرج منها بعد. لماذا نكرر ببغائياً القول الشريف: «لا يـُلدغ المؤمن من جُحر مرتين»، ثم نسمح لنفس الأفعى أن تلدغنا من نفس الجُحر مرات ومرات؟
لماذا لم يتعلم الإسلاميون من تجربتهم المريرة في أفغانستان؟ ألم تخدعهم أمريكا بالتطوع في معركتها التاريخية للقتال ضد السوفيات ليكونوا وقوداً لها، ثم راحت تجتثهم عن بكرة أبيهم بعدما انتهت مهمتهم وصلاحيتهم، وتلاحقهم في كل ربوع الدنيا، وكأنهم رجس من عمل الشيطان، فاقتلعوه؟ ألم تعدهم أمريكا بالدولة الإسلامية الفاضلة التي ظنوا أنهم يسعون إليها في أفغانستان دون أن يعلموا أنهم كانوا مجرد أدوات لا ناقة لهم فيها ولا جمل؟ 
بالأمس القريب صفق الكثيرون لتنظيم القاعدة، واعتبروا قائده محرراً للمسلمين من ربقة الطغيان الداخلي والخارجي. وماذا كانت النتيجة؟ لقد تبين أن ذلك التنظيم وغيره، بغض النظر عن تطلعاته وأهدافه وطموحاته وشعاراته، تبين أنه كان مجرد حصان طروادة حقق الذين استغلوه الكثير من أهدافهم من خلاله. وما أن انتهى دوره حتى لاحقوه في كل بقاع الدنيا، لا بل وضعوا من ألقوا القبض عليهم من أفراد التنظيم في أبشع معسكر اعتقال في العالم ألا وهو «غوانتانامو». لماذا يكررون نفس الغلطة الآن، علماً أن الكثير من رفاقهم ما زالوا يقبعون في معتقل غوانتانامو، وينعمون بحسن ضيافة الجلادين الأمريكيين؟
ربما يقول البعض إن وضع «داعش» الآن يختلف عن وضع القاعدة أيام زمان. ولا مجال للمقارنة، فداعش سليلة تنظيم الزرقاوي الذي ترعرع فيالعراق وأذاق الأمريكيين وأعوانهم الكثير من الويلات، مما حدا بالأمريكيين إلى تصنيع ما يسمى بـ»الصحوات» لمواجهة تنظيم الزرقاوي. وهذا صحيح، لكن العبرة دائماً بالنتائج وبالمستفيد. ماذا استفادت المنطقة، وخاصة العراق من ذلك التنظيم. هل تراجع النفوذ الأمريكي والإيراني في العراق مثلاً؟ بالطبع لا. فما زالت إيران التي يدعي التنظيم أنه يعاديها تتحكم بكل مفاصل العراق وتتمدد في سوريا ولبنان واليمن والخليج. ومازالت أمريكا تحكم قبضتها على بلاد الرافدين.
والسؤال الأهم: هل فعلاً دخل تنظيم الدولة الإسلامية إلى العراق من سوريا واحتل محافظة الموصل ومحافظات عراقية أخرى رغماً عن الأمريكيين، أم بتسهيل وغض الطرف منهم؟ ألم تكتشف الأقمار الصناعية الأمريكية بضع عربات روسية دخلت أوكرانيا بسرعة البرق؟ هل يعقل أن تلك الأقمار لم تستطع اكتشاف جحافل السيارات التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية وهي تدخل الموصل وبقية المناطق العراقية؟ هل يعقل أنها لا ترى جماعات الدولة وهي تتنقل داخل سوريا، وتستولي على مدن ومطارات في أرض مكشوفة؟ صحيح أن الطائرات الأمريكية قصفت بعض مناطق داعش في العراق، لكن ليس كل المناطق، بل فقط المناطق التي تجاوزت فيها داعش الخط الأحمر المرسوم لها أمريكياً، وخاصة عندما توغلت باتجاه كردستان العراق حيث المصالح الأمريكية والاسرائيلية.
هل سيسمح العالم، وخاصة الغرب بقيام دولة داعشية بين العراق وسوريا بالطريقة التي تحلم بها داعش؟ ألا يُخشى أن يكون ظهور داعش وتمددها حلقة جديدة في سلسلة المشاريع الجهنمية الغربية المرسومة لمنطقتنا؟ أليس من حق البعض أن يعتبرها مسمار جحا جديداً في المنطقة تستخدمها القوى الدولية كحجة، كما استخدم جحا مسماره الشهير، لإعادة رسم الخرائط وتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ؟
أليس كل الجماعات التي يصفها العالم بـ»الإرهابية» استغلتها القوى الكبرى أفضل استغلال لتنفيذ مشاريعها في أكثر من مكان؟ فعندما أرادت أمريكا تأمين منطقة بحر قزوين الغنية بالنفط، فكان لا بد لها من احتلال أفغانستان. وماذا كانت الحجة؟ ملاحقة تنظيم القاعدة في أفغانستان. ذهبوا الى هناك منذ أكثر من عشر سنوات ومازالوا هناك. ألم تكن القاعدة هي الشماعة لاحتلال أفغانستان؟ حتى في غزو العراق استخدمت امريكا حجة وجود القاعدة هناك بالإضافة الى أسلحة الدمار الشامل. ألم تصبح الجماعات المتطرفة شماعة لكل من يريد أن ينفذ مآربه هنا وهناك؟ 
ألم يوظفوا تلك الحركات جيداً لتحقيق غاياتهم الاستراتيجية؟ فبحجة الجماعات الإرهابية أصبحت كل منطقتنا مستباحة أمام القاصي والداني كي ينفذ كل ما يريد بحجة مكافحة الإرهاب؟ اليوم بإمكان الأنظمة الدولية القيام بكل الجرائم و الموبقات والخطط في المنطقة بحجة محاربة داعش، وبذلك تلقى دعماً كاملاً من شعوبها خوفاً من داعش، ولن يعارض أحد، لأن كل من يعترض يشتبه بصلته بداعش وبالإرهاب. وحتى لو بقيت الدولة الإسلامية، وتمددت كما يتوعد مؤيدوها، هل سيكون ذلك مجاناً، أم على حساب جغرافية المنطقة وخريطتها؟ 
ما هي الصفقات الدولية والعربية والإقليمية التي تتم من وراء الستار تحت شعار مكافحة إرهاب داعش؟ ألا يخشى أنه كلما ازداد تضخيم داعش إعلامياً كانت المنطقة على موعد مع خازوق تاريخي من العيار الثقيل؟ ألم يتم من قبل تضخيم خطر القاعدة، ثم انتهى قائدها مرمياً في البحر للأسماك؟ أليس من حق الكثيرين أن يخشوا الآن من تكرار السيناريو المعهود في سوريا ودول أخرى مجاورة تحت حجة مكافحة الإرهاب الداعشي؟ ألم يؤد ظهور داعش وأخواتها في عموم المنطقة إلى وأد الثورات العربية وأحلام الشعوب بالتحرر من الطغاة وكفلائهم في الخارج؟ ألا يؤدي إلى إنهاك المنطقة وشعوبها واستنزافها؟ هل تعلم تلك الجماعات أنها مجرد مسمار؟ هل التاريخ يعيد نفسه بطريقة فاقعة، ونحن نصفق كالبلهاء؟
٭ كاتب واعلامي سوري