22 أغسطس 2014

لن ارحل كمسيحي من بلدي لان مسيحيتي ثقافتها اسلامية واين “العهدة العمرية” يا اشقائي المسلمين؟

دكتور جمال سلسع
هل أحمل جذوري العربية على كتفي وأرحل عن دياري، لأن مسيحيتي ثقافتها عربية إسلامية؟ أين أحمل دموع “المثنى بن حرثة الشيباني” النصراني، قائد جيوش النصارى في دولة الغساسنة، الذي تخلّى عن الرومان النصارى، وسار مع ” سعد بن ابي وقاّص” بجيشه، وشارك في الفتوحات الإسلامية؟
كيف ألملم معلقاتي الشعرية العربية الإبداعية، عن حائط عروبتي الثقافية، وما زال “عمر بن كلثوم” يردد بحضارته العربية وجيشه الكبير قائلا:-
ملئنا البر حتى ضاق عنا… وماء البحر نملؤه سفينا
كيف أنزع عن جلدي ميراث أجدادي، وأترك هوائي الذي لا هواء غيره. ومدينتي التي في حاراتها طفولتي، وفي شوارعها رفاق مدرستي، ولما كبرنا نسجنا معا مواقفنا القومية العربية، ضد كل محتلّ ومستعمر، وعلّق على أعواد المشانق أجدادي في بلاد الشام على يد “جمال باشا” السفاّح من أجل حرية الأرض العربية؟
وما زال “أمرؤ القيس″ على حصانه يرسم الغد النبيل، وما زالت ثياب “عيسى العوام” مبللة بالرجولة والوفاء، تستظل جميعها تحت ظلال العهدة العمرية. فكيف أترجلّ عن حصاني في الموصل، وعن ثيابي في نينوى؟
ولماذا إذن لم يتحرك الدم العربي الإسلامي، لإيقاف اقتلاع جذوري العربية، تحت رايات منحرفة عن سماحة القرآن؟
“جبران خليل جبران” يشدّ شعر رأسه مندهشاً من واقع يخون مبادئ التاريخ والعيش المشترك، يحاول ان ينزع إبداعه العربي، الذي فجع به، لكن جذور أجداده تصدّه عن ذلك.
لماذا لم يقرأ الآخرون حضوري الوطني، عندما كانت راية الإسلام التي رفعها الأتراك، تدوس لواء الإسكندرون العربي، في حين كانت شوارع الشام بمسلميها ومسيحييها تخرج بمظاهرات لم يشهد لها التاريخ مثيلا، ومن كنائس الشام وأجراس المشرق، بعد أن أقفل الأتراك كل جوامع الشام، لمنع التظاهرات ضد استلاب لواء الإسكندرون. حيث تحوّلت كل الكنائس الى جوامع، ووقف خطيب المسلمين في محراب المسيح يلقي خطبة الجمعة، وصعد المؤذن الى قبة الناقوس يرفع الآذان. فلماذا تغلق العيون أمام هذا التاريخ؟ ولماذا تصمّ الآذان عن صوت عروبة آت من أعماق التاريخ؟
هل أحرق كتبي وأشعاري وانتمائي فوق مذابح الإرهاب؟ الى أين أمضي وكل ذرة من تراب الأرض تشدني إليها، لأنها تعمدت بقصائدي ووفائي؟
هل سامحني الإحتلال الإسرائيلي لأنني مسيحي ولم يلق بي في سجونه، عندما قامت مدينتي بيت ساحور بعصيانها الضرائبي؟
ما زال دير الأقباط في مدينة القدس علامة عريقة في تاريخنا العربي القومي النضالي، عندما أهدى القائد “صلاح الدين الأيوبي” هذا الدير للأقباط تحية تقدير لمواقفهم البطولية مع إخوانهم المسيحيين العرب، ضد الحملات الصليبية. أين يا سيدي المواقف النبيلة التي تعودنا عليها من هيئة علماء المسلمين؟ أين صدق أقوالهم التي نشأنا عليها؟ وأين ملحمة وفائهم في الدفاع عن سماحة القرآن؟ لماذا ظهرت على حدود سوريا ولبنان في عرسال ، ولم تظهر في الموصل أو نينوى؟ هل تخلّى الجميع عن العهدة العمرية؟ أم أن الصمت أمام المجازر والمذابح هي لغة العصر؟ هل أصبح ملح الأرض المسيحي العربي مرّ المذاق في حلوق من يتنكرون للعروبة والإسلام العربي والتاريخ القومي؟ لماذا الإنحراف عن مبادئ القرآن؟ لماذا نخون الأرض العربية الإسلامية تحت شعارات خادعة؟ من يقود هذا الخداع، ومن يدمّر النسيج القومي العربي الذي التحفنا به على مرّ السنين؟
“جبرا ابراهيم جبرا” الأديب الكبير، ما زالت أشعاره النازفة على مذابح دير ياسين، وعيونه باكية على المسيحيين العرب في الموصل ونينوى وغيرها، تستصرخ الضمير الإنساني ولا تصدق ما تراه. ” وكمال ناصر” القائد الفلسطيني والشاعر المبدع، الذي شكلّ أشعاره باستحضارات تراثه المسيحي، من أجل تجسيد مواقفه الوطنية العربية القومية، يفرك اليوم عينيه في ذهول لا يصّدق، وتاريخه النازف بين يديه، يرثي أمته العربية الإسلامية.
آهٍ … وألف آهٍ…على حكمة “أبي بكر الصديق” وعلى عدل “عمر بن الخطاب” وعلى رؤية “علي بن ابي طالب” وعلى شعرة “معاوية”، لماذا يشوّهون اليوم هذا التاريخ المجيد، ويلبسون عباءة الخلافة الرشيدة، وهم بعيدون عن سماحتها ووداعتها وحكمتها؟
يا الله… ويا الله…ألا يوجد في أمتي العربية من يوقف نزيف تاريخنا واقتلاع جذورنا؟ وما زالت أجراس المشرق تنزف الآه… وتبكي فوق دماء الآذان في غزة هاشم.

تفاصيل قرار مجلس الأمن المرتقب بشأن غزة؟!


كشفت صحيفة هآرتس مساء اليوم الخميس بأن كلاً من الدول العظمى ألمانيا وبريطانيا وفرنسا قد قدمت الثلاثاء الماضي في نيويورك مقترحاً تم بلورته في مجلس الأمن لإصدار قرار بإنهاء الحرب على قطاع غزة.
ووفقاً لما نشرته صحيفة هآرتس فإنه وبموجب القرار المتوقع الإعلان عنه قريباً والذي يتضمن المبادئ التالية: إعادة سيطرة قطاع غزة للسلطة الفلسطينية، وإعادة إعمار قطاع غزة بإشراف دولي يمنع وصول مواد البناء لحركة حماس، واستئناف المفاوضات بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية على قاعدة حدود عام 1967م.
وذكرت الصحيفة بأن الدول العظمى قد عرضت الوثيقة على أعضاء مجلس الأمن، في حين أكد مسئولون أوروبيون كبار في القدس رفضوا الكشف عن أسمائهم وذلك لما وصفوه بحساسية الموضوع، قد أكدوا للصحيفة بأنه تم اطلاع "إسرائيل" على أساسيات وفحوى مبادئ مشروع القرار من قبل دبلوماسيين بريطانيين وألمان وفرنسيين دون تسليم بنود المشروع بشكل كامل.
وبحسب الصحيفة فإن مشروع القرار سيدين كافة العمليات العدائية ضد المدنيين بما في ذلك الهجمات التي تتسبب في وقوع أضرار في صفوف المدنيين من قبل "إسرائيل" خلال العدوان الحالي على غزة.
كما جاء في مشروع القرار بإلزام الطرفين وقف إطلاق النار بشكل عاجل وفوري وطويل المدى، والذي يشمل وقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة بشكل تام، مقابل وقف تام للهجمات التي تشنها "إسرائيل" ضد الفلسطينيين في القطاع.
وبحسب ما جاء في الوثيقة فإن الدول العظمى الثلاث قد قدموا اقتراحاً بأن يتضمن قرار مجلس الأمن الأسس التالية:
1. إعادة قطاع غزة إلى سيطرة السلطة الفلسطينية.
2. وضع ترتيبات أمنية تمنع استئناف الأعمال العدائية.
3. حظر بيع أو تزويد قطاع غزة بالسلاح ومواد بالإمكان استخدامها لصنع أسلحة باستثناء الجهات المخولة بذلك في السلطة.
4. الامتناع عن تمويل "الإرهاب" والعمل من أجل إحباط تمويل كهذا.
5. إزالة القيود الاقتصادية والإنسانية المفروضة على القطاع من أجل إعادة إعماره وترميم الاقتصاد وتطويره.
6. فتح كامل للمعابر الحدودية إلى قطاع غزة من خلال أخذ الاتفاق الذي وقعته السلطة وإسرائيل عام 2005 بالاعتبار.
وطالبت كلاً من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وضع نظام دولي لمراقبة تطبيق القرار وتكون له صلاحيات للتحقيق في خرق وقف إطلاق النار، ويكون بإمكانه المساعدة في عمل المعابر وضمان حركة الأفراد والبضائع من القطاع وإليه.
وجاء في الوثيقة أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، سيطالب ببلورة خطة دعم للسلطة الفلسطينية بكل ما يتعلق بتعزيز القدرة على الحكم في القطاع. كذلك ستطالب الدول الأعضاء في الأمم المتحدة المساهمة في ترميم القطاع.
وينص البند الأخير في الوثيقة على استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين بعد انتهاء القتال في غزة من أجل التوصل إلى سلام شامل "على أساس حلم الدولتين الديمقراطيتين – إسرائيل وفلسطين – تعيشان جنبا إلى جنب على أساس حدود العام 1967 بسلام وأمن".

الفلسطينيون يفاوضون عدوين لا وسيطا وعدوا!!

بقلم عبدالله خليل شبيب
كان من المتوقع فشل مفاوضات التهدئة في القاهرة .. لأن المقاومين – والوفد الفلسطيني .. يفاوضون خصمين .. فمعلوم أن موقف نظام الانقلاب الموسادي من المقاومة وفلسطين وحماس خاصة أسوأ من الموقف اليهودي – فقد أعلنها من أول الانقلاب حربا ضروسا ضد فلسطين وأهلها ومقاومتها وحماسها مما يؤكد وصف بعض الأمريكان المتقاعدين المطلعين أن السيسي يهودي !.. ومما يؤكد ذلك ايضا [ حملة النباح الشرس والردح الإعلامي التحشيشي المتصهين ضد فلسطين والفلسطينيين ] حتى طالبوا بإخراج الفلسطينيين من مصر ( أخرجوهم من قريتكم..! إنهم أناس يتطهرون!)..ولذا فمن المتوقع إن مال اليهود لتقديم بعض التنازلات مقابل التهدئة والأمن .. فلا شك أن مخابرات الموساد الانقلابية ومندوبهم [ اين مليكتهم وبطلهم القومي – على حد تعبيرهم هم- وهذا ليس من اختراعنا!].. سيحرضونهم على التشدد ورفض فتح أية نوافذ تنفس للمقاومة وحماس وغزة!.. إلا بعد أن تخضع ..وتوافق على شروط إزالتها ..أو تحجيمها وتقييدها بما يقرب من الإزالة !!
.. هذا مع أن السياسة الصهيونية تتعمد إبادة الفلسطينيين وإيذاءهم في أي مكان ..!
.. وما كان هجومها الأخير على غزة بسبب خطف اليهود الثلاثة في الضفة وقتلهم – وثبت أن حماس لا علاقة لها بذلك ..وأنهم ماتوا ضحايا حادث مروري!..ولا بسبب فقدان جندي ..ثبت أنه ميت ..ولا غير ذلك من الحجج المتهافتة والكاذبة.

د. إبراهيم حمّامي يكتب: فتح وعبّاس ونوبة الوطنية المفاجئة!

22/08/2014
لماذا هذا الحديث اليوم؟
ألسنا في أجواء وحدة وتكاتف؟
لما الفتنة؟
التوقيت غير مناسب!
هذه هي أعذار من يريد أن يغطي عين الشمس بالغربال...
لم يكن ولن يكون التوقيت مناسباً أبداً في نظر العملاء ومطايا الاحتلال لكشفهم، بل من غير المعقول أن يقبلوا بالفكرة اساساً بغض النظر عن توقيتها...
اليوم يحاول عبّاس وباستماتة من الدوحة للقاهرة أن يجرّد المقاومة من النتصارها...
يصر على مبادرة السيسي المرفوضة والميتة ويضغط في هذا الاتجاه...
الفتنة يا سادة هي أن نسكت على الجريمة لا أن نتحدث عنها...
الفتنة أن نسمح لمطايا الاحتلال ركوب موجة المقاومة لزعزعة الصف الوطني من الداخل...
قلنا بداية أن ما يهم ليس الأقوال بل الأفعال...
لكن أقوالهم وأفعالهم تطابقت في معاداة المقاومة والشعب...
لهذا نثير الموضوع اليوم وفي هذا التوقيت...
توهم البعض أن من انحرف وباع وفرّط بالأرض ولاحق وجرّم المقاومة قد تاب فجأة وتغيّر...
توهم البعض أن السياسة التي بدأها عرفات مع أوسلو في قمع اي حراك جماهيري أو عمل مقاوم واعتباره ارهاباً يستوجب الملاحقة والسجن والتعذيب والقتل تحت التعذيب – قتل أكثر من 20 شخص تحت التعذيب في مسالخ فتح ابان حقبة عرفات...
ورغم الوضوح الكبير في نهج وممارسة عباس وفتح بالنسبة لمنع انتفاضة فلسطينية أو حماية المحتل أو الاستمرار في التنسيق الأمني الخياني ورفض اي تحرك يدين الاحتلال من غولدستون إلى محمة الجنايات...
إلا أن هذا البعض تأثر ببضع تصريحت نارية هنا وهناك وظن أنهم وبسبب الدماء التي تسيل في غزة قد نفضوا غبار الخيانة والعمالة وعادوا لصفوف الشعب الذي يحتضن المقاومة...عفواً يا سادة، أنتم مخطئون!
لم يتغير شيء سوى ركوب الموجة والتظاهر بدعم المقاومة، لكن على الأرض لم يتغير أي شيئ...
لن نتحدث اليوم عن المواقف القديمة المعروفة التي تعتبر المقاومة، عبثية حقيرة سخيفة كارثية كرتونية، ولا عن ملاحقة المقاومين وقتلهم أو تعذيبهم حتى الموت، نتحدث فقط منذ بداية العدوان ومحاولات الظهور بالمظهر الوطني البطولي وركوب موجة المقاومة!
وهنا نرصد بعض مواقف سلطة العار – نعم سلطة العار- وحركة فتح من العدوان الأخير على غزة، لا كل المواقف والأفعال المشينة لكثرتها، نعرض ونرصد أمثلة فقط...
نرصدها كما هي دون زيادة أو نقصان علّ ذلك يفتح عيون وآذان من توهم خيراً بهذه الفئة العميلة...
صمت مطبق لمدة اسبوع كامل خصصه تلفزيون فتح لبرامج الطبخ حتى بات مدعاة للتندر والسخط
تهجم وابتذال من قبل ناعقين رسميين
اضطروا لعزل أحدهم وايقافه بسبب قذارة ما يكتب – جمال نزال
05/07/2014 أكد المتحدث باسم حركة فتح أحمد عساف أن الطريقة التى تسعى حماس من خلالها التوصل إلى هدنة مع الإحتلال الإسرائيلي "طريقة مشبوهة" ومن شأنها أن تضرب وحدانية التمثيل الفلسطيني، وهو الهدف الذي تسعى إسرائيل إلى تحقيقه
13/07/2014 عبدالله كميل – محافظ طولكرم – مسؤول ميليشيا سابق: منازل الفتحاوية والصواريخ
14/07/2014 حازم أبو شنب: قناة التحرير الفلولية: غرض اسرائيل من الحرب على غزة انشاء إمارة اخوانية على الحدود
15/07/2014 "فتح" تقول: نرحب بمبادرة مصر.. وعلى حماس الترفع عن مكاسبها – أحمد عساف على برنامج "صباح التحرير"
19/07/2014 أحمد عساف: أوضح عساف، خلال مداخلة هاتفية مع فضائية "سي بي سي اكسترا"، مساء الجمعة، أن رفض حماس المبادرة يتسبب في إسالة مزيد من الدماء، مضيفًأ: على الجميع ألا يستخدم القضية الفلسطينية على حساب الدماء.
14/08/2014 منير الجاغوب – المسؤول الاعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم، حماس تصادر عبوات المياه وتبعها ب 20 ليتر للعبوة، وقبلها حديث عن أنفاق الدعارة والمخدرات، وأن غزة مخطوفة
11/07/2014 محمود عبّاس: إن ما تعلنه حركة حماس من شروط للتوصل لاتفاق إطلاق نار جديد مع الكيان الإسرائيلي "غير ضرورية وغير مطلوبة ".وأضاف عباس في مقابلة مع قناة "الميادين" الفضائية أن من يخسر من كل دقيقة تستمر فيها الحرب هم الفلسطينيين، مشددا على أن المطلوب هو الوقف الفوري للقتال من دون شروط مسبقة.
وأقر عباس بأنه لا يملك غير المواساة لأهالي شهداء غزة وحثهم على الصبر، معتبرًا في الوقت ذاته أنهم "وقود لتجار الحرب وأنا ضد هؤلاء التجار من الجانبين".
14/08/2014 – عدنان الضميري الناطق باسم ميليشيات فتح بالضفة: محمود عباس يحفر أنفاقا باتجاه الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وهي أخطر من الأنفاق التي تحفر في غزة باتجاه اسرائيل
19/08/2014: عدنان الضميري الناطق باسم ميليشيات فتح في الضفة الغربية: "أن سلطة الواقع في القطاع رفضت إدخال المساعدات وطواقم الدفاع المدني إلى القطاع وتم التعامل معها بشكل غير مقبول واستيلاء حزبي على المساعدات التي تدهب لغزة، والتعامل معها بشكل حزبي، إضافة إلى الأخوة الذين تم إقامة جبرية عليهم في القطاع"
19/08/2014: عدنان الضميري: الضفة الغربية شاركت غزة المقاومة بأشكال أخرى ولم تقف متضامنة فقط، ولكن "في شكل مقاومة مشروع ومتفق عليه"، وشدد على أن "قرار الحرب والسلم يجب أن يكون من قيادة شرعية ممثلة للشعب وليس من حزب".
19/08/2014: عدنان الضميري: إن حماس أطلقت النار على عدد من عناصر فتح بسبب عدم التزامهم بالإقامة الجبرية التي فرضت عليهم أثناء المعركة، وذكر أن تسعة من هؤلاء يتلقون العلاج في مستشفيات الضفة الغربية ومعظمهم أصيبوا في أرجلهم، مضيفاً أن "حركة حماس لم تمنح الفرصة لحكومة الوفاق الوطني، كما منعت المحافظين المعينين من الرئيس الفلسطيني محمود عباس من العمل، وأضاف أن "هناك حكومة ظل تعمل على الأرض في غزة".
وصلوا حد تجريم المقاومة وتبرئة الاحتلال
13/07/2014 اعتبر المتحدث باسم سلطة رام الله في مجلس حقوق الإنسان في جنيف إبراهيم خريشة، أن صواريخ المقاومة التي تنطلق من غزة باتجاه إسرائيل “جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية”، لأنها تستهدف مدنيين حسب زعمه.
وقال خريشة تعليقا على انطلاق الصواريخ: “إن إسرائيل تحذر سكان غزة قبل قصف البيوت، وبالتالي تتجنب الانتقادات الدولية”.
من جهتها، احتفت صحيفة “معاريف” العبرية بتصريحات خريشة، ونشرت على صفحاتها تصريحاته تحت عنوان “المتحدث باسم السلطة الفلسطينية بمجلس حقوق الإنسان في جنيف، يتحدث مثل المتحدث باسم جيش الدفاع”.
14/07/2014 عباس يصدر تعميم لسفارات فلسطين بالتنصل من صواريخ المقاومة على اعتبارها جريمة ضد الانسانية.
20/07/2014 نتنياهو في مؤتمره الصحافي: خلال الحرب تواصلنا على أعلى المستويات في السلطة ومصلحة مشتركة معها في ضرب حماس بعد مجزرة الشجاعية في 20/07م2014 : كل ما استطاع أن يقوله عبّاس حتى لا يُحرج شركاءه: ما حدث اليوم أمر مؤسف قمع متواصل في الضفة ومنع لأي فعالية تدعم غزة والاستمرار في التنسيق الأمني والتعامل مع المحتل وسياسة الباب الدوار: ننقل هذا التعليق الذي جاء بعد شهر من بدء العدوان:
مسرحية الوفد الموحد وحكومة التوافق والوحدة الوطنية المزعومة:
منذ البداية قلنا ان مشاركة وفد سلطة فتح في الوفد الفلسطيني ليس دليل على الوحدة وانما هي رغبة صهيونية تريد اسرائيل منها تفعيل دور عملائها في السلطة ولتظهر نفسها انها لا تتفاوض مع حماس بالاضافة الى رغبة مصر في ذلك لاسباب كثيرة فصلناها سابقا حول المصالحة المزعومة، وقد يقول البعض ان هذا الحديث غير مناسب في ظل هذه الظروف، ولكن ما دفعني للحديث هو ما يعانية اهلنا في الضفة من اجهزة امن عباس ، ولا اعرف ان كانت الوحدة فقط تشمل الوفد في القاهرة ولا تنطبق على غزة والضفة ، الايحق لنا ان نتساءل اين هي حكومة التوافق خلال 40 يوم من الحرب وماذا فعلت وفي اي وقت تحركت ؟
ومن يريد ان ينتقدني بسبب الظروف فانني اقول لة لماذا لا تقدر السلطة هذه الظروف ؟
الاسبوع الماضي اجهزة عباس فرقت مسيرة تضامنية مع غزة في طولكرم قبل ايام اعتقلت اجهزة السلطة ثلاثة من عناصر حماس في الخليل اول امس احتجزت اجهزة عباس السيارة التي تحمل مكبرات الصوت في مسيرة تضامنية مع غزة في قلقيلية وبعد انتهاء المسيرة اعتقل 4 من عناصر حماس المشاركين في المسيرة .
امس منعت شرطة عباس في رام الله اطفال يقومون بتوزيع ملصقات لمقاطعة البضائع الاسرائيلية ويوزعون اسطوانات عليها اناسيد المقاومة الاحداث كثيرة لايمكن ذكرها جميعها والاستدعاءات مستمرة واقتحام البيوت واعتقال ابناء حماس مازال قائم حتى اللحظة واتحدى من ينكر ذلك، وسياسة الباب الدوار على اشدها (من يخرج من سجون السلطة تعتقلة اسرائيل ومن يخرج من سجون الاحتلال تعتقله السلطة) وأؤكد لكم انه في بعض الحالات تم اعتقال اخوة لنا بعد الافراج عنهم بساعات وان هناك اخوه لم يصلوا الى بيوتهم بل تم اعتقالهم على الطريق حيث كانت تنتظرهم سيارات الامن الوقائي على بعد امتار فقط من السجن الاسرائيلي وهذا يدل على ان اسرائيل تبلغ السلطة مسبقا بموعد الافراج عن ابناء حماس .
اذا كانت الاعتقالات مستمرة وفي هذه الظروف الصعبة فكيف سيكون الحال بعد انتهاء الحرب ؟؟ اذا كان ابناء حماس يعتقلون لانهم يقومون بمسيرات تضامن فكيف لو قام ابناء حماس بعمل اكبر من ذلك ؟؟
اذا كانت هناك وحدة وطنية حقيقية وحكومة توافق وطني فلماذا الاعتقال السياسي ؟
انا لا اعرف اين هي الوحدة ومن لدية اجابة او معلومة عن الوحدة المزعومة فليزودني بها وجزاكم الله خير، وان الدور الذي قامت به السلطة اثناء عملية الخليل التي خطف فيها الصهاينه الثلاثة يثبت بشكل قاطع عن اي وحدة نتحدث ، فاذا كانت الوحدة في الاعلام فقط ولذر الرماد في العيون ولتحقيق مصالح صهيونية فهي لا تعدو كونها مسرحية ويجب مراجعة حساباتها جيدا .
15/07/2014 وزير صحة حكومة التوافق يصل غزة بعد أسبوع من بدء العدوان – لم يقطع زيارته للولايات المتحدة- ويُستقبل بالبيض والأحذية
تآمر دولي: عدم توقيع ميثاق روما وسحب الشكوى من الجنايات الدولية:
08/08/2014 كشف الجراح الفرنسي الشهير كريستوفر أوبرلاين عن أن محمود عباس وتحت ضغوط غربية، سحب الشكوى التي أودعتها السلطة الفلسطينية لدى المحكمة الجنائية الدولية ضد الجرائم التي اقترفها الكيان الإسرائيلي في قطاع غزة.
وقال أوبرلاين في مقال مطول نشره موقع 'وكالة الأنباء الحرة' الإلكتروني، إن وزير الشؤون الخارجية رياض المالكي سلم نائبة محكمة الجنيات الدولية فتو بن سودة قراراً بإلغاء الشكوى التي قدمها في 25 من الشهر الماضي وزير العدل سليم السقا، والنائب العام في غزة إسماعيل جابر، ضد جرائم الحرب التي اقترفها الجيش الإسرائيلي في غزة.
وذكر أوبرلاين في مقاله الذي حمل عنوان 'آخر الجرائم في غزة: جريمة الخيانة العظمى'، أن الشكوى كان أعدها ثلة من خيرة المتخصصين في القانون الدولي، وحظيت بمساندة 130 أستاذا في القانون الدولي أكدوا أنها مؤسسة وقانونية وشرعية بالنظر لقوانين الجنائية الدولية. ويسرد كريستوف في مقالته تفاصيل إجراءات الإلغاء التي انطلقت مباشرة بعد نشر الشكوى، عندما اعتمد عباس وممثل فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور وليلى شهيد سفيرة فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي خطة لإلغاء الشكوى.
هذا غيض من فيض، وما خفي أعظم وأجرم!
هل ما زال لديكم شك؟
لا نامت أعين الجبناء 

معين الطاهر يكتب: مفاوضات تحت النار

22 أغسطس 2014
لعلّها المرة الأولى في تاريخ الحروب العربية ـ الإسرائيلية التي ينسحب العدو الاسرائيلي فيها من الخطوط التي وصل إليها، فور الإعلان عن وقف إطلاق النار. خلال ساعتين، كان جيشه قد أنهى انسحابه إلى خلف الحدود، ومن دون قيد أو شرط. في كل الحروب السابقة، كان العدو يبذل قصارى جهده لتوسيع رقعة انتشار قواته، قبل وقف إطلاق النار بساعات، ليتم تثبيت الخطوط الجديدة عند المباشرة بتطبيقه. ويتم التفاوض من تلك النقطة، ويبدأ الحديث عن فك الارتباط، أولاً بين القوات في الميدان، ومن ثم تبحث المفاوضات في ترتيبات أخرى. عادةً ما تكون مكافأة المعتدي فيها مرتبطةً بحجم الإنجازات التي حققها في الميدان، مثل مرابطة قوات دولية، أو مناطق منزوعة السلاح. هذا إذا تحقّق الانسحاب أصلاً، ولم يجرِ ضم أراضٍ جديدة لدولة الاحتلال. 
نقطة أخرى تسجّل للمقاومة، هي رفضها المبادرة المصرية بصيغتها الأولى، التي كادت أن تقترب من فرض شروط الاستسلام عليها، وإصرار المقاومة على تعديلها وهي تحت النيران، ومن ثم الذهاب إلى القاهرة بوفد فلسطيني موحّد وورقة موحدة، في تعبير واضح عن وحدة الموقف الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي. 
بدأ الوفد الفلسطيني مفاوضاته، منطلقاً من أرضيةٍ قوية، توّجها الصمود في ميدان القتال، والحراك الجماهيري في فلسطين، والدعم الشعبي الدولي بالتظاهرات التي اجتاحت، ولا تزال، عشرات العواصم والمدن. في حين بدا الموقف الإسرائيلي مرتبكاً، عاجزاً عن تحديد أهداف الحرب، ومتى وكيف تنتهي، في ظل تفاقم خلافاته الداخلية، والاتهامات المتبادلة بين الساسة وقادة الجيش، وسط مناخ ينبئ ببداية عزلة دولية.
نقض العدو الهدنة قبل نهايتها بساعات، ظنّاً منه أنه حصل على إنجاز يغطي هزيمته، في محاولته الفاشلة لاغتيال قائد القسام، ما أدخل المعركة في مرحلة جديدة مختلفة عن سابقتها، بعدما لفظت المبادرة المصرية آخر أنفاسها أمام تعنّت العدو ومناوراته. المعركة ستطول، وقد تكون أشد ضراوة، وأهداف العدو المعلنة تغيّرت، بعدما أصبح مصير حكومته على المحك، الهدف الجديد المعلن هو تجريد غزة من سلاحها وإنهاء مقاومتها.
ستشهد المرحلة الجديدة مراوحة بين القتال والمفاوضات، وهو أمر جرّبته المقاومة الفلسطينية في حصار بيروت، حيث كانت تسود أيام من القتال العنيف، يعقبها بعض الهدوء والمفاوضات، ليعود القتال من جديد، بحيث تصبح المفاوضات تحت النار وفي أتونها. هذا يعني أن معركة ضارية على كل الصعد تدور الآن، وستستمر وتزداد ضراوة في الأيام والأسابيع المقبلة.
وحتى يتمكن المفاوض الفلسطيني من تحقيق إنجازات كبرى، في هذه المعركة المستمرة، عليه، أولاً، رفع سقف المفاوضات، وإعادة القضية إلى مسارها الأصلي، بالمطالبة، في هذه المرحلة، بدحر الاحتلال من غزة والضفة الغربية والقدس، ومن دون قيد أو شرط. عند دحر الاحتلال، يُرفع الحصار ويتحقق المطار والميناء، كما أن أهمية هذه النقطة تكمن في الرد على الذين يربطون إعادة إعمار غزة بنزع سلاح المقاومة، بذريعة أن بقاء هذا السلاح سيكون مقدمةً لجولة قتال جديدة، تعيد هدم ما تم بناؤه، متناسين أن جولةً، بل وجولاتٍ، من القتال ستتجدد حتماً، طالما بقي الاحتلال قائماً، واستمرت سياسات الاستيطان والابتلاع والتهويد. فالاحتلال هو أساس المشكلة، ودحره قد يكون بداية لوقف مقبول لإطلاق النار، وأي إنجاز يتحقق على هذا الدرب يجب أن يشكل خطوة على طريق دحر الاحتلال.
ثمة نقطة أخرى تثار مرة، ويُسكَت عنها مرات، وهي المتعلقة بمعبر رفح على الحدود الفلسطينية ـ المصرية، حيث بدأ بعضهم يتحدث عن عودة المراقبين الأوروبيين شرطاً لازماً لفتح المعبر. وتعني هذه العودة، بوضوح، عودة السيطرة الإسرائيلية على المعبر من خلال ربط الكاميرات الأوروبية مع غرفة عمليات إسرائيلية تتيح مراقبة الدخول والخروج، وتتحكم فيه. يجب أن يكون هذا المعبر عربياً خالصاً، فهو بمثابة الرئة التي تتنفس منها غزة، وبوابة لصمودها. يجب عدم ربط فتح معبر رفح بانتهاء المعارك، أو بنتائج المفاوضات، وعلى السلطة الفلسطينية أن تسحب كل الذرائع لعدم فتحه، وأولها إرسال القوة الأمنية من حرس الرئاسة المكلفة بإدارته، وبالانتشار على الحدود الفلسطينية ـ المصرية، فوراً. ويعزز إرسال هذه القوة في هذه الظروف وحدة الموقف والمقاومة، ويمثّل اختباراً نهائياً للموقف المصري من العدوان. إذا لم يكن في وسعنا الآن إلغاء السيطرة الإسرائيلية عبر الأوروبيين على معبر رفح، وفتحه من دون شروط، بعد كل هذه التضحيات، فمتى يمكن ذلك؟
واستمرار الروح الهجومية وعدم التردّد أو الخوف من مواجهة العدو على كل الأصعدة، شرط ضروري لثبات المفاوض الفلسطيني وانتصاره. ويتعزز ذلك عبر تصعيد المواجهات في الضفة الغربية، وخوض معركة شاملة ضد العدو في كل فلسطين، باعتبارها معركة واحدة لا تتجزأ ولا تنقسم. وتترافق مع زيادة فعاليات التأييد الشعبية عبر العالم. وخوض المعركة الشاملة يعني، أيضاً، إنهاء أي مبرر للتباطؤ أو التلكؤ في خوض معركةٍ سياسيةٍ وقانونيةٍ وقضائيةٍ واسعةٍ مع العدو في كل المحافل الدولية، إذ من المستغرب والمدان أن تكون الحركة في هذا الاتجاه، وعلى الرغم من شلال الدماء والصمود الأسطوري للمقاومة، تشهد هذا الوضع المخجل من التراخي والتردّد في الانضمام إلى المنظمات والاتفاقات الدولية. إنجاز هذه الخطوات سيزيد من ارتباك العدو، وسيعزّز الموقف الفلسطيني في الميدان، كما في المفاوضات.
ما ندعو إليه من رفع سقف المفاوضات إلى شعار دحر الاحتلال من دون قيد أو شرط، وخوض المعركة الشاملة معه على كل المستويات، ليس حلماً ولا هدفاً آجلاً، بل هو هدف عاجل وواقعي وقابل للتحقيق ضمن موازين القوى الراهنة، إذا أحسنّا استخدام قدراتنا، وحشدنا له القوى والطاقات، والأهم الإرادة اللازمة والإصرار على تحقيقه.

الاعلامية أيات عرابي تكتب : فانتوماس

نشرت شبكة رصد الإخبارية نقلاً عن الإذاعة العبرية، أن مسؤولاً أمنياً صهيونياً صرح بأن مخابرات عربية ودولية بمشاركة الشاباك شاركوا بتزويد الجيش الصهيوني بمعلومات لاغتيال قيادات القسام في جنوب قطاع غزة.
وقبلها انتشرت التحليلات والإشارات على مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى أنه ليس من المستبعد تكون المخابرات المصرية ضالعة في التنصت على مكالمات أعضاء حماس بالوفد الفلسطيني في القاهرة وأنها ربما تكون هي من نقلت تلك الانباء للصهاينة.
ولكن الأمر اصبح أكثر وضوحاً بعد تصريح المسؤول الصهيوني ولم يعد هناك شك في أن تلك الجهة التي كان من المفترض أن تعمل على حماية أمن مصر, أصبحت مجرد فرع من فروع الموساد الصهيوني بعد أن حصل قزم الانقلاب على وظيفة كبير ماسحي حذاء نتن ياهو.
وليست تلك المرة الأولى التي يعمل فيها ذلك الجهاز الخائن لله والدين والوطن لصالح الأعداء ويتعاون معهم, ففي السنة الماضية نشرت جريدة ذا تاور الأمريكية تحقيقاً صحفياً حصرياً تحدثت فيه عن زيارة وفد من المخابرات الحربية المصرية للاراضي المحتلة الفلسطينية ولقاء جمعهم مع أسيادهم من المخابرات الصهيونية للتنسيق لإسقاط رئيس مصر د. محمد مرسي. والتحقيق منشور بتاريخ 18\3\2013 ويمكن بسهولة الاطلاع عليه.
العداء بين العسكر وبين حماس ظهر واضحاً بعد الثورة مباشرة حينما ظهرت أول محاولات الشيطنة عندما ادعت بعض وسائل الإعلام أن حماس هي من هاجمت السجون وأطلقت سراح المعتقلين اثناء أحداث الثورة.
ثم بعد ذلك اتهام الرئيس بالتخابر مع حماس, وهو اتهام لا يصدر إلا عن محكمة صهيونية، الحقيقة أن مدى الانحطاط والتعفن الذي وصلت له مؤسسات الدولة في مصر, ففي شهر إبريل 2012 نشرت صحيفة الوفد شهادات لأهالي سيناء بالمنطقة التي وقعت فيها جريمة رفح والتي استشهد فيها عدد من الجنود في رمضان, تفيد بأن المخابرات الحربية كانت على علم بوقوع الحادث قبلها بأسبوعين, كما يشير قيام الجانب الصهيوني بحرق المدرعة التي قيل إن الارهابيين تسللوا عن طريقها هاربين إلى أراضي فلسطين, إلى محاولة لطمس الأدلة التي ربما قد تفضح التعاون بين مخابرات العسكر وبين المخابرات الصهيونية, وهو الحادث الذي استخدم إعلاميا للهجوم على الرئيس واتهامه بالتقصير ولم تسلم حماس من الهجوم أيضاً وقتها.
الغرض في نظري من تلك الخيانة هو محاولة البحث عن موطأ قدم يبرر استمرار قزم الانقلاب في المنصب الذي استولى عليه, فسادته في الكيان الصهيوني يبحثون عن مقابل لدعمه.
وقد أثبت حتى اللحظة فشله في الضغط على المقاومة الفلسطينية لوقف إطلاق النار على الرغم من حرصه على خدمة الاحتلال الصهيوني بإخلاص طيلة عام كامل عمل فيه على هدم الأنفاق وإخلاء المنطقة المجاورة لغزة في سيناء من السكان لحماية أمن أسياده في الكيان الصهيوني, إلا أنه فشل في أول اختبار له ونجحت المقاومة في فرض شروطها, حتى أن جريدة هآرتس نشرت أن الكيان الصهيوني طلب منه التخلي عن ميناء العريش للفلسطينيين عوضاً عن ميناء غزة.
وربما كان ذلك الفشل هو الدافع الأول لمزيد من الإخلاص في الخيانة والمساهمة عن طريق فرع الموساد في مصر المسمى بالمخابرات المصرية, في إزهاق أرواح المجاهدين من قيادات حماس وهو هدف حرص عليه نتن ياهو منذ بداية العداون على الشعب الفلسطيني لمحاولة إقناع الداخل الصهيوني بنجاحه في مواجهة المقاومة.
وأياً كان السبب, فهناك قاعدة معروفة, وهو أن المرأة الساقطة تحاول أن تجر المرأة الشريفة للرذيلة لتتساوى الرؤوس, والمقاومة ترفع السلاح في وجه العدو المحتل بينما يقبع قزم الانقلاب تحت حذاء سيده نتن ياهو يلعقه, وفي أحد افلام الستينات, جعل بطل الفيلم فؤاد المهندس منزله وكراً لممارسة نزواته وكان لديه خادم يدعى فانتوماس, يشرف على نزواته ويحتفظ بأحذية النسوة اللاتي تعرف عليهن سيده كتذكار, ويبدو أن قزم الانقلاب سيظل يلعب دور فانتوماس فترة حتى يستغني عنه سيده نتن ياهو.

21 أغسطس 2014

''فورين بوليسي'': كيف أطالت مصر حرب غزة؟


في مستهل مقالها الذي جاء بعنوان "كيف أطالت مصر حرب غزة؟" كتبت مجلة فورين بوليسي الأميركية أنه في الوقت الذي تسير فيه مفاوضات القاهرة بتثاقل لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، فإن العداوة بين "إسرائيل" وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ليست فقط هي التي تعقد المحادثات، بل دور مصر أيضا كوسيط.
وقالت المجلة إن سياسة مصر الداخلية - الأكثر ارتباكا والأعنف مما كانت عليه أثناء حكم حسني مبارك - تدخلت في محاولات التوصل لاتفاق حيث تحاول الحكومة التي يهيمن عليها العسكر في القاهرة استغلال المحادثات كجزء من حربها ضد جماعة الإخوان المسلمين.
وأضافت أن هذا التحول الماكر - من وسيط له مصالح إلى طرف معني يتوسط أيضا - أدى إلى حرب أطول وأكثر دموية في غزة مما لو كان الوضع خلاف ذلك، وفي حين أنه كان من المفترض أن يقلل التحالف المصري الإسرائيلي المتين من قوة حركة حماس فإن هذه الإستراتيجية فشلت أيضا على الجبهة الدبلوماسية.
وختمت المجلة بأن الجهود الدبلوماسية التي تقودها مصر من المرجح أن تقدم القليل لحماس، وأن التحالف المصري الإسرائيلي يقوم على توافق مصالح قصير الأجل وليس أي اعتبار إستراتيجي.
وفي تقرير لمراسلها بمدينة رفح كتبت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن أهل غزة يعيشون في أكبر سجن في العالم. ووصفت الصحيفة المعاناة الشديدة التي يواجهها سكان غزة أثناء عبورهم معبر رفح إلى مصر، وأن هذه هي العقبة الأولى فقط للخروج من غزة حيث يصطف الناس ليس للعبور اليوم أو غدا ولكن فقط لتحديد الموعد الذي قد يُسمح لهم فيه بدخول سيناء ومنها إلى مطار القاهرة ثم إلى بقية دول العالم.
وقالت الصحيفة إن السفر امتياز نادر في غزة هذه الأيام، نظرا للنفر القليل الذين يؤذن لهم بدخول مصر أو "إسرائيل"، بالإضافة إلى الجو المشحون بالمهانة بعد حصولهم على الإذن.

بسـام الهلسـه يكتب : الأقصـى مـا لا بُـدَّ منـه


واقعتان مهمتان تتصلان بالمسجد الأقصى توافق ذكراهما شهر آب- أغسطس، الأولى: "هبة البراق" في العام 1929م، والثانية: "إحراق المسجد الأقصى" في العام 1969م.
بين الواقعتين أربعون سنة هي المدى بين إحتلالين أسَّس أولهما (البريطاني) للآخر (الصهيوني) ومكّنه من الإستيلاء على فلسطين. وهي ملاحظة أوردها لأولئك الذين دأبوا على النظر إلى المأساة الفلسطينية وكأنها إبتدأت بعام النكبة (1948م)، وأيضاً لأولئك الذين يريدون تكريس هزيمة العام (1967م) كَحَدٍّ لها. فما "النكبة" و"الهزيمة" سوى مرحلتين في مسيرة غزو إستعماري طويلة بلغت إقليم بلاد الشام وإحتلته في الحرب العالمية الأولى (1914م-1918م). وكانت فلسطين الضحية التي قررت الإمبراطورية البريطانية المحتلة تقديمها فريسة للصهاينة ليقيموا فيها كيانهم المُكرِّس لتمزيق سورية الطبيعية من جهة، والعازل المانع لنهوض مصر من جهة ثانية. وهو ما سبق لي وأن بيَّنته في مقالات: ("إسرائيل: ذاكرة للمستقبل"، و"نكبة النكبة: كان ما سوف يكون"، و"إسرائيل: مقاربة مكثفة").
* * *
ملاحظتي السابقة تعلقت بمن يغضُّون النظر عن السياق التاريخي لإحتلال فلسطين، مما يشوِّش رؤية وفهم قضيتها، أما ملاحظتي التالية فتتعلق بمن يجزئون قضيتها ويحولونها إلى تفاصيل متناثرة مفككة، من خلال فصل المسجد الأقصى المبارك عن إطاره" المحيط – أي فلسطين المحتلة كلها- إلى الحد الذي يتخيلون معه أن بوسعهم الحفاظ على الأقصى (وربما إسترداده؟) دون دحر الإحتلال وتحرير فلسطين!؟ وهو وهمٌ لا يقِلُّ عن أوهام الذين يظنون أن بوسعهم إقناع المحتلين بالجلاء عما إحتلوه في العام 1967م إذا ما تخلوا عن المقاومة!
كلا الوهمين ضارٌّ لأنه يحُولُ دون إمتلاك رؤية كُليَّة صحيحة تسمح بتعبئة القوى وإدارة الصراع بفعالية ضد عدو مصمم، ليس على إحتلال الأرض وتهجير أصحابها العرب فقط، بل وعلى تهويد وعَبْرَنَة (من العبرية) كل موقع وكل شبر فيها سواء كان: إسلامياً أو مسيحياً، عربياً أو آرامياً أوكنعانياً..، لتأكيد مزاعمه بأحقيته التاريخية القديمة و"الإلهية" فيها، ولإزالة ومحو الآخرين الأصلاء من الماضي كما من الحاضر.
ضمن هذا السياق والإطار نفهم سُعَاره المحموم وضراوة هجومه على الأقصى المبارك الذي يدَّعي أنه يقوم على هيكل النبي سليمان.
وهو إدعاء متهافت يتقنَّعُ بالدين ويجنّده لتغطية مطامعه اللصوصية والإستعمارية أسوة بأمثاله من الغزاة الناهبين الذين تقنعوا بتعميم "التَّمدُّن والحضارة" من قبل، أو بنشر "الديمقراطية وحقوق الإنسان" كما هي الحال الآن!
بسبب الخلل الهائل في موازين القوى، لم تنتصر "هَبَّة البراق" الوطنية التحررية في العام (1929م)، أول مواجهة شعبية كبرى بين عرب فلسطين والعصابات الصهيونية المدعومة من الإحتلال البريطاني، رغم أنها شملت معظم مدن وبلدات فلسطين.
وقد صاغت مطالبها بوضوح لم تحجبه أضاليل المحتلين البريطانيين والصهاينة ومحاولاتهم حرف الصراع الجاري على الوطن والحرية والسيادة، وإظهاره بمظهر النزاع بين جماعتين دينيتين على مُلكية موقع هو حائط البراق الذي يزعم اليهود أنه حائط المبكى.
تلخصت هذه المطالب في: إسقاط وعد بلفور، إنهاء الإنتداب، وقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وقف نقل الأراضي العربية وتمليكها لليهود، وإستقلال فلسطين وتشكيل حكومة وطنية.
تمكن العدو المتفوق من قهر جماهير الهبة بعد أسبوعين داميين، لكن دماء المئات من شهدائها وجرحاها، وبسالة أبطالها الذين أعدمهم بخساسة المحتلون البريطانيون في سجن عكا في حزيران- يونيو 1930م (الشهداء: فؤاد حجازي، محمد جمجوم، وعطا الزير) صارت قدوة ومثالاً على الإقدام والتضحية في سبيل الحقوق. وكانت هبَّة البراق بمثابة تمرين عام أولِي أفادت منه تجربة القسَّام ثم الثورة الوطنية الفلسطينية الكبرى 1936م-1939م.
* * *
بعد إكمال إحتلال بقية فلسطين في العام 1967م، قررت سلطات الإحتلال مباشرة ضم القدس وإعلانها عاصمة لدولة (إسرائيل). ومذّاك تتابعت عمليات تهويدها وطمس مقوماتها ومعالمها العربية، وكان إحراق المسجد الأقصى واقعة بارزة في سياق وإطار هذه السياسة والمسار الإغتصابي التهويدي الذي لم يزل متواصلاً عبر كل الطرق والأشكال والمُسمَّيات والذرائع.
ولولا يقظة وشجاعة وصمود حماة الأقصى الفلسطينيين الذين قدموا أرواحهم ذوداً عنه في وقائع معروفة، لربما تم تقويضه منذ زمن بعيد.
وبالطبع لن يتوقف العدوان، وسيستمر إلى اليوم الذي ينضو فيه العرب أوهامهم وينهضون إلى فعل ما لا بُدَّ منه: تحرير فلسطين من أدناها إلى أقصاها.

المفكر صادق جواد سليمان: عن الثقافة العربية وكيفية احياء دورها الحضاري

صادق جواد سليمان*
مسقط - سلطنة عمان

للثقافة معنيان متمايزان، لكنهما متواصلان: أحدهما عام والآخر ذو مدلول محدد. في المعنى العام نقصد بالثقافة عموم خبرة المجتمع، الحاضرة والموروثة: أي النمط الكامل لحياة المجتمع، بما في ذلك لغته، أدبه، فنونه، نمط عيشه، سلوكه الاجتماعي، ترتيبه لأولوياته، وطريقة تعامله مع قضاياه واهتماماته.
بهذا المعنى العام نستطيع القول أن كل مجتمع وطني، كبير أو صغير، يعيش ثقافة خاصة به، بصرف النظر عن جدارة ثقافته، وأن هناك مئاتا من الثقافات عبر العالم تتمايز عن بعضها في الموروث من الخبرات والعقائد والأعراف، وتتفاوت في حاضرها بمقدار استقرارها الاجتماعي، نضجها السياسي، انضباطها الخلقي، ومحصولها من المعرفة ومهارات التنظيم والإنتاج. 
بهذا المعنى أيضا تشكل الثقافة أحد أهم المكونات الخمس لهوية المرء، إلى جانب الوطن، الدين، العرق، التخصص المهني. على أن الثقافة والعرق هما الأدل على الهُوية، كونهما الأعمق جذرا في تكوينها، فقد يستبدل امرؤ، إذا ما شاء، وطنا بوطن، دينا بدين، مهنة بأخرى، لكنه لا يملك أن ينسلخ من ثقافته أو عرقه بمجرد أن يريد.
أما المعنى الآخر للثقافة فيدل تحديدا على نصيب موفور من المعرفة والتهذيب، يتحلى به شخص ما فنقول عنه أو عنها أنه أو أنها شخص مثقف. في النسق نفسه، عندما نعهد في شخص ما تميزاً معرفيا وخلقيا، نقول أنه أو أنها على ثقافة عالية. من ذلك تتضح لنا مفارقةظريفة: مع أننا بالمعنى العام للثقافة نستطيع القول أن لكل مجتمع ثقافة، في المعنى الآخر لا نستطيع القول أن كل فرد ضمن أيما ثقافة شخص مثقف. هذه الثنائية في معنى الثقافة نجد ما يوازيها في اللغة الإنكليزية: فكلمة culture تعني خبرة المجتمع ككل، كما تعني الوفر المعرفي والصقل الخلقي على صعيد الأفراد.

*من هو المثقف؟
هو الشخص الذي يمتلك قدرا وافيا من المعرفة بقضايا العصر، وطنية وعالمية، بحيث يستطيع أن يكوّن رأيا حصيفا إزاء ما يهمه منها، وأن يعبر عن رأيه ويدعو اليه الآخرين إذا شاء. لا يكون المثقفون بالضرورة على توافق في آرائهم، كما لا يكون جميعهم على نفس درجة الاهتمام والالتزام بالقضايا العامة. لا ضير ولا غرابة في ذلك، فللناس رؤاهم، والمثقف كأي واحد منهم، مواطن حر، إذا شاء أسهم في قضايا مجتمعه، وإذا شاء عزف.

*ما علاقة الثقافة بالحضارة؟
من نظرنا في التاريخ لا نجد حضارة إلا أنها نشأت وليدة ثقافة حية استثرت ذاتيا بتقدم معرفي، بمراس على التنظيم، بوفر في الإنتاج، وبرقي في الأخلاق. بهذا المعنى، الثقافة أم الحضارة، لكننا نجد البنت َسرعان ما تتفوق على الأم عندما الحضارة، بأفق أوفى وأشمل نظرا في الشأن الإنساني، تتجاوز إطار الثقافة التي خرجت من رحمها بادئ الأمر. هكذا تحصل في الخبرة العربية الإسلامية عندما تحضرت الثقافة العربية بالإسلام، ولاحقا استقبلت معارف حضارات أخرى، معاصرة وسابقة. هكذا تعدت الثقافة العربية حدود ذاتها وأنجبت حضارة الإسلام.

*ما العلاقة بين الثقافة العربية والقومية العربية؟
العروبة قومية ثقافية بقدر ما هي ثقافة قومية، لذا نفي وجود القومية العربية، كما نسمع ادعاء ذلك أحيانا من البعض، في الحقيقة نفي لوجود الثقافة العربية التي ارتبطت بها ولا تزال هوية الإنسان العربي، داخل الوطن العربي وفي المهجر.
في واقع الحال المتشخص بالقومية العربية متشخص بالثقافة العربية، والعكس صحيح، بصرف النظر عن فارق عرق أو دين أو لون أو منشأ وطني. ذلك أن العروبة يوم أن تحضرت بالإسلام خفضت العرق وأعلت الأخوة في الدين والتماثل في الخلق، شجبت التفاضل بالمال والجاه والسلطة، وباركت التمايز بالتقوى والعلم وخدمة الناس. إثر فتح مكة، أعلن النبي العربي الفصم بين الماضي الجاهلي المؤكد عصبية العرق، والحاضر الإسلامي المؤكد كرامة الإنسان، فدعا قومه إلى ترك الاستعلاء بالنسب، وأصّل بينهم المساواة. قال مخاطبا قوما ما عرفوا قبلاً سوى العصبيةَ القبلية قاعدةً للحياة: "يا معشرَ قريش: إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء. الناس من آدم وآدم من تراب". 
بذلك أخرج نبي الإسلام قومه من عروبة عرق ونسب قبلي إلى عروبة ثقافة رحبة، متوائمة مع عالمية الإسلام وإنسانية مقاصده. بذلك أهّل العروبةَ لتكون الثقافة المركزية في الإسلام، لتكوّن أمة وسطا شهيدة على نفسها وشاهدة على الناس، ولتسلك بذلك مسلكَ القدوة بين الأمم. قبل ذلك وصف القرآن الكريم نفسه مكررا بعربي، لا انتساباً لعرق، وإنما اتصافاً بثقافةٍ شرحة بليغة خيرة.

*هل نحتاج لاستراتيجية ثقافية؟
نعم نحتاج. ذلك لأن حفظ الثقافة بالنسبة لنا يعني حفظ الهوية الوطنية والقومية بسواء. من هنا ضرورة أن يكون لدينا عملا نشطا وهادفا لأجل تعزيز الارتكاز الثقافي وتوطيده. من أهم استحقاقات المرحلة الراهنة، على ما أرى، تأصيل ثقافة المعرفة في خبرتنا الوطنية، بمعنى إحداث حراك ثقافي يعرّض أفقنا الفكري، ينمّي رصيدنا المعرفي، يطور قدراتنا العملية، ويمكننا من إنجاز تقدم كمي ونوعي معا في ترادف واتساق. ذلك يعني تأصيل المعرفة كقيمة متصدرة بين القيم التي نعتد بها، نحتكم إليها، ونستبصر بمعطاها في تدبير ما يعنينا من شؤون عامة وخاصة. بذلك نولي ثقافتنا الوطنية - الموصولة طبعا بالثقافة العربية عبر الوطن العربي الكبير - وجهة معرفية تتطور بها مع الزمن إلى ثقافة معرفية بامتياز، قادرة على دعم تنمية وطنية إنسانية، جامعة ومستدامة. إجمالا، أرى أن يكون التركيز الثقافي، وطنيا وعربيا، على الأبعاد التالية:

البعد الفكري: لأجل ضمان سلامة منهجية التفكير
البعد المعرفي: لأجل إنماء ثقافة المعرفة
البعد الاقتصادي: لأجل زيادة الإنتاج وعدالة التوزيع بترادف واتساق
البعد الخلقي: لأجل تأكيد ضرورة الاستقامة في الحياة
البعد الإصلاحي: لأجل تفعيل التوجه الإصلاحي كواجب وطني مستدام
البعد العروبي: لأجل تعزيز الثقافة العربية بمضمونها الحضاري
البعد الإنساني: لأجل تأكيد المشترك الإنساني عالميا

*ماذا يتطلب العمل لأجل تفعيل هذه الأبعاد في الثقافة العربية؟ 
يتطلب وعيا جماهيريا بأهمية الثقافة كحاضنة جامعة ترتبط بها الهوية الوطنية والقومية معا. يتطلب رعاية من الدولة من حيث توفير ممكنات النماء الثقافي. يتطلب إسهاما فاعلا من المثقفين من خلال أعمالهم الأدبية والمعرفية وعموم نشاطاتهم المدنية. يتطلب غرسا مبكرا من خلال المناهج التعليمية لتنشأ الأجيال مثمنة ثقافتها العربية الإسلامية التي شكلت تاريخيا ولا تزال إحدى أثرى الروافد في تنظيم الشأن الإنساني وترشيده عبر العالم. 

* ثورة ثقافية؟
لا أراني مائلا إلى خيار الثورة من أي نوع للتعامل تصحيحيا مع أيما شأن وطني. الثورة قلما تكون مأمونة العواقب، بل إنها في الأعم تتلف أكثر مما تفتح مجالا للتعمير. ذلك أن الإتلاف سهل، أما الإعمار فشاق ومكلف. تجارب العالم العربي بالثورات مريرة ومخيبة على امتداد الحقب الأخيرة. الأجدى أن نثابر بإصرار على مسار الإصلاح بمنهجية مؤسسية تطويرية مستدامة. خير أن نتقدم حثيثا ضامنين سلامة ما ننجز من أن نخاطر بفورة ثورية يصعب التحكم في مسارها ودرء ما قد تحدث من تلف. من دروس التاريخ الحديث: الثورة الثقافية في الصين على امتداد عقدٍ بين الستينات والسبعينات من القرن الماضي ألحقت بالبلاد أفدح الأضرار. من بعدها نهجت الصين نهجا تطوريا في الإصلاح. 

* تأثير وتأثر الثقافات المختلفة في سياق التطور المرتقب
في سياق التطور الحضاري الذي أرصده عبر العالم أرى توجها متسارعا نحو مماثلة مؤسسات الحكم وأطر حقوق الإنسان واستحقاقات المواطنة من جهة، ومماثلة أنماط العيش والإدارة والإنتاج والتجارة والتعليم وسواها من مرافق الحياة، من الجهة الأخرى: اجمالا، أرى عولمة بامتياز. من ذلك أستشرف تبلور حضارة عالمية ذات معايير ومواصفات إنسانية موحدة، تتناغم تحت سمائها سائر الثقافات بفاعليات متفاوتة بمقدار ما تمتلك كل ثقافة من عناصر التقدم وقدرات التأثير. من هنا أرى فرصة أمام مختلف الثقافات، من خلال إسهامات إيجابية وفاعلة، أن تجعل حضارة الغد حضارة جامعة، راسية في مبادئ وقيم أخلاقية عالمية، وملتزمة بمقاصد عليا تخدم الشأن الإنساني بأسره، كما في مجالات ضمان حقوق الإنسان، حفظ الأمن، نشر العلم، تحقيق اليسر المعيشي، حفظ البيئة الطبيعية، توفير العناية الصحية، وسواها من الأمور الحيوية التي تسعى لتحقيقها في أوطانها سائر الشعوب.
إجمالا، أطمح أن أرى حضارة الغد حضارة إنسانية بامتياز: رحبة ونبيلة، مستوعبة وراعية لتنوع خبرات الشعوب. فمع أن الحال الإنساني في جوهره حال واحد، وهو الفطرة التي فطر الله الناس عليها، حال يصلح بذات الأسباب ويفسد بذات الأسباب مهما كانت الفوارق الثقافية، إلا أن خبرات الشعوب تتنوع، وفي التنوع تكامليا إفراز لخير ما يمكن أن يحققه الإنسان على مدرج الارتقاء. إن تاريخ الحضارات، من حيث نهوض كل حضارة بدفع من حضارة سبقتها أو زامنتها، يشهد لمثل هذا التدافع الإيجابي المستدام بين الأمم.
الثقافة العربية، بمركزية موقعها في حضارة الإسلام، تأتي بمخزون حضاري وفير يؤهلها أن تشكل رافدا عظيما من روافد حضارة الغد الجامعة، لكن هذا لن يتأتى من حال الركود العربي الراهن. لكي يكون للثقافة العربية إسهام جدير في حضارة الغد لا بد لأهلها أن يحدثوا أولا تحولا ذاتيا في ثلاثة أمور حيوية:
- عليهم أن يتضامنوا فيطوروا مجتمعا عربيا متواصلا، متكاملا ومتعاونا في تفعيل شتى إمكانات الحياة الإيجابية، ومن ثم أن ينجزوا تنمية إنسانية شاملة ضمن الأوطان وعبر الوطن العربي الكبير.
- عليهم أن يرتقوا إلى نظام ديمقراطي واف وشفاف، نظامٍ قائم وضوحا على مبدأ المشاركة العامة في صنع القرار العام.
- عليهم اقتباس معارف العصر، ومن ثم إنماؤها ذاتيا، وانتهاج المنهج المعرفي في تدبير الشأن الوطني والقومي بأفضل ما يستطاع، وعمل هذا كله بتواؤم مع المشترك الإنساني الذي ينبغي أن تنتهي إليه وتصب في إنمائه الإسهامات البناءة من نتاج جميع الثقافات.

* دور المثقفين العرب في إحياء الثقافة العربية
إحياء ثقافة أيما أمة لا يكون خارج إطار إصلاح وإنماء وضع تلك الأمة ككل، وإنما يأتي شقا حيويا من برنامج الإصلاح والإنماء. لقد جاء تراجع الأمة العربية وانحسار ثقافتها ضمن تراجع الخبرة الإسلامية عامة، وجاء مُسبَبا بأربع: بتجزؤ الوطن، بهجر الشورى، بالانصراف عن الاجتهاد المعرفي، وبالاختصام الداخلي. إعادة بناء وضع الأمة وإحياء ثقافتها يتطلب نقضا لعناصر التراجع تلك: يتطلب تحديدا توجيه الأوطان والأمة ككل وجهة التضامن والحوكمة الرشيدة والتقدم المعرفي والوئام الاجتماعي. ذلك بدوره يتطلب ريادة تاريخية فائقة من المثقفين العرب، بل وتثبتا شجاعا في الصدق والصبر واللاعنف، مع الاستعداد طردا لبذل جهد جهيد ومديد. 
العروبةُ ثقافةٌ ثرةٌ خيرة: في طيها سمين أكثر كثيراً من زبد، طيب أكثر كثيراً من غث، صالح أكثر كثيراً من طالح. حريٌ بهذا السمينِ والطيبِ والصالحِ أن يُستظهر، وخليق بعرب هذا العصر أن يدَعوا الزبَدَ والغث والطالح ويُعنوا تحديدا بما يصلح ويفيد. لا تتقدم ثقافة، بل لا تتعافي، دون أن تتجاوز سلبيات ماضيها، ودون أن تستحضر إيجابياتٍ انبنتْ فيها من قديمٍ، فتحي تلك من جديد. ولو أن كل جيل آثر قعودا قي ماضيه على نهوض في حاضره وطموحِ صعودٍ في مستقبله، لما خطت أمةٌ خطوةً إلى الأمام.

*صادق جواد سليمان، سفير عُماني سابق في واشنطن وطهران، والمنشور أعلاه هو من نص مقابلة في العدد الأول لمجلة "شرق-غرب" العمانية: عدد يوليو/أغسطس 2014. المجلة شهرية ثقافية تصدر في مسقط عن دار "زوايا للصحافة والنشر". أجرى المقابلة مدير تحرير المجلة، عقيل بن عبد الخالق اللواتي. 

20 أغسطس 2014

د. عمرو حمزاوي يكتب: القمع غير المباشر حين يغتال العقل

نقلا عن الشروق
نشر فى : الثلاثاء 19 أغسطس 2014
بجانب مساعيها لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وخطابها الشعبوى المستند إلى ميثولوجيا البطل المنقذ واستدعاء حكم الفرد كسبيل وحيد للنجاة بالدولة والمجتمع من مؤامرات تحاك لهما وأخطار تتهددهما، تدير منظومة الحكم/ السلطة مصر بمزيج من استراتيجيات القمع المباشر وغير المباشر.
وبينما يرتب القمع المباشر انتهاكات الحقوق والحريات المتكررة ويهجر المواطن من المجال العام حين يتمسك بالتعبير الحر عن مبادئه وقناعاته ويعمل ضميره وعقله ويرفض الانسياق وراء الصوت الواحد والرأى الواحد والموقف الواحد، يحكم القمع غير المباشر حلقات الاستبداد ويقدم مبررات متتالية لغياب الديمقراطية ويمتهن ضمير وعقل المواطن عبر تشويه الأنساق القيمية وتزييف الوعى.
وللقمع غير المباشر استراتيجيات معلومة، طورتها واختبرتها منظومات الحكم/ السلطة غير الديمقراطية فى فترات زمنية مختلفة وفى دول ومجتمعات متعددة، ولم تكن مصر منذ خمسينيات القرن الماضى وإلى يومنا هذا (وباستثناءات محدودة ومتقطعة زمنيا) إلا ساحة للتطوير وللاختبار.
1ــ صناعة الخوف من أعداء فى الداخل والخارج تضفى عليهم سمات الكائنات الأسطورية التى لا سبيل للناس للنجاة من دمويتهم وتدميرهم وعنفهم دون «التأييد الأحادي» للبطل المنقذ ودون الاستعداد للتضحية بحقوقهم وحرياتهم فى مقابل الأمن والخبز.
2ــ تشويه الأنساق القيمية للناس ومعايير الحكم الأخلاقى والعقلانى على الأمور بحيث يستحيل زيفا كل من انتهاك الحقوق والحريات لمعارضى منظومة الحكم/ السلطة وتجاهل ضمانات المساواة أمام القانون والتورط الرسمى فى إلحاق الظلم بالمواطنات والمواطنين واستخدام القوة المفرطة إزاءهم إلى ضرورات «لحماية الدولة والمجتمع»، وتفقد مفاهيم السلم الأهلى والعيش المشترك والاعتراف بحق الجميع فى الانتماء للوطن وفى الحياة على أرضه مضامينها الإيجابية.
3ــ السعى إلى تزييف الوعى العام والمخيلة الجماعية بشأن المراحل أو اللحظات التى طلبت بها قطاعات شعبية واسعة التغيير باتجاه الديمقراطية وحكم القانون ــ كما تزيف ثورة يناير 2011 اﻵن، أو بشأن الأصوات والمجموعات التى تبنت أجندة الديمقراطية والحقوق والحريات بهدف القضاء على الانطباعات الإيجابية التى علقت بأذهان الناس عنهم وتحويلها إلى صور نمطية سلبية ــ حملات التخوين المستمرة التى تحتل المساحات الأوسع فى الإعلام المصرى.
على المدى الزمنى القصير، تحكم استراتيجيات القمع غير المباشر هذه حلقات الاستبداد وتبرر شعبيا غياب الديمقراطية وحكم القانون فى مصر اليوم، ولذلك تفرح بها منظومات الحكم/ السلطة وتواصل توظيفها. أما على المدى الزمنى المتوسط، فحصادها هو فقدان القدرة الموضوعية والجماعية على التعامل مع الأخطار والتهديدات بعد أن استحالت إلى كائنات أسطورية وهجر الناس من المجال العام الذى ترك مع أحوال الدولة والمجتمع للفعل الانفرادى للبطل المنقذ. حصادها أيضا هو إفقاد الناس القدرة على تحقيق السلم الأهلى وممارسة العيش المشترك بعد ما اختزل المجتمع واختزلت قضاياه المركزية فى ثنائيات مع وضد. حصادها أيضا هو اغتيال العقل النقدى والوعى المستند إلى معلومات وحقائق وقيم الإنسانية وتشويه المخيلة الجماعية. إلا أن كل ذلك، على المدى الزمنى البعيد، مآله الانهيار وتحرر الناس من الخوف والتشويه واستعادتهم مجددا للعقل وللقدرة على طلب الديمقراطية وممارسة العيش المشترك.
غدا هامش جديد للديمقراطية فى مصر