09 أغسطس 2014

رئيس المجلس الثوري: مرسي رئيس شرعي لمصر ورمز للمسار الديمقراطي

قالت الدكتورة مها عزام - رئيس المجلس الثوري المصري - إن هذا الكيان يختلف عن الكيانات التي أعلنت بعد انقلاب 30 يونيو، داعية كل المصريين في الخارج أن يتوحدوا لإسقاط الانقلاب في مصر.
وأوضحت "عزام" خلال برنامج "حوار خاص" علي فضائية الجزيرة مباشر مصر أن طموحات المصريين أن يروا مصر دولة تحترم الديمقراطية، ومستقرة وتحترم الرأي والرأي الأخر، مؤكدة أن الكيان ليس له أي انتماء أيديولوجي، كما أن المقاومة تبدأ من الداخل وهذا الكيان هو سند للحراك الثوري في مصر.
وشددت على أن الكيان يضم المؤسسات الحقوقية في الخارج ومنظمات شبابية، وأن ممثلين هذه المؤسسات، يعملون في ورش عمل، لتأسيس مجلس ثوري في مصر.
وأكدت رئيس المجلس الثوري، أن الإخوان المسلمين يمثلون اقل من 20% من أعضاء المجلس الثوري، وأن المجلس يضم تيارات فكرية مختلفة من ليبراليين ويساريين وعلمانيين، موضحة أن وجود الإسلاميين ليس "سبة"، فهم تيار مصري وطني شارك في الثورة وقاوم الأنظمة الفاسدة منذ إنشائها.
ونوهت على أنه يتم تشكيل المكاتب واللجان، وهناك لجان تجهز لإقامة دعاوى قضائية دولية، وسوف يعلو صوت المعارضين لإيصاله الي المنظمات الدولية، مؤكدة أن رسالتهم ستصل الي الشعوب قبل الحكومات بجرائم الانقلاب.
وتابعت "عزام" : هناك قيادة للحراك الثوري في الداخل ولدينا ثقة في هذه القيادة الموجودة على أرض الواقع، مؤكدة أن هناك اتصالات وتنسيق للضغط على الحكومات وفضح جرائم الانقلاب وإقناع الشعوب بما يحدث في مصر من انقلاب غاشم وسطو مسلح على الإرادة وحرية التعبير المصري.
وأشارت إلى أن المجلس يواجه فساد نظام إرهابي يقود الوطن إلى الخلف، ويدمر كل ما هو جميل في مصر، مؤكدة أن هذا الوقت ليس وقت لتصفية الحسابات بين التيارات السياسية لأن اللحظة الحالية صعبة للغاية.
وأكدت أن الرئيس محمد مرسي هو الرئيس الشرعي للبلاد وهو الرئيس المختطف، وأن من أتى به من الشعب هو من يقرر هل سيعود ليوم أو لساعة، وأن الشعب المصري هو من يحدد اختيار الخارطة التي تعيد الرئيس علي أي صورة، مؤكدة أن الرؤية الديمقراطية هي عودة الرئيس ثم ترك الشعب يختار.

هآرتس: تحالف مصر وإسرائيل «مجنون» ويضر بغزة

نشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية مقالا للصحفي والمدون المصري المقيم في القدس خالد دياب قال فيه: «إن مصر وإسرائيل وغزة يشكلون مثلث الحب والكراهية الأكثر غرابة في الآونة الأخيرة».
وأضاف الكاتب، في مقاله اليوم الجمعة، بعنوان «تحالف مجنون»: «أن إسرائيل ومصر ضد غزة، وأن القاهرة فقدت أوراق اعتمادها باعتبارها مؤيدة للفلسطينيين، ولم يعد ينظر إليها كوسيط محايد».
وتابع دياب: «أصبح نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي شريكا في الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة».. مشيرا إلى أنه أغلق معبر رفح تماما ودمر مئات الأنفاق في سيناء التي يعتمد عليها اقتصاد القطاع.
ولفت الكاتب إلى أن مقدمي البرامج في القنوات المصرية المنحازين للجيش يرفعون حدة الخطاب المعادي لحركة حماس، وذكر منهم توفيق عكاشة الذي أشاد بالعملية الإسرائيلية ضد غزة، واصفا سكانها بأنهم «ليسوا رجال».
واعتبر الكاتب أن الموقف المصري لا يثير الدهشة، لكنه نال الكثير من الثناء في إسرائيل، بينما قوبل بردة فعل غاضبة وحائرة من الفلسطينيين، الذين يقولون إن «حليفتهم مصر تركت غزة تحترق».
وأشار أيضاً إلى أن كثير من الفلسطينيين يشعرون بخيبة الأمل والخيانة ويتسائلون: «ما اللعبة التي تمارسها مصر؟.. لماذا تتخلى عن العرب وتتركهم يقتلون بهذه الطريقة ؟.
وأضاف الكاتب: «بعض الفلسطينيين والعرب المتعاطفين معهم على يقين بأن السيسي ونظامه عملاء للولايات المتحدة وإسرائيل، مدللين على ذلك بدعم واشنطن لنظامه رغم الهجوم عليه من جميع أنحاء العالم لافتقاره الشرعية الديمقراطية وانتهاكه لحقوق الإنسان.
يواصل: «في حين أن القادة العرب يستخدمون إسرائيل كذريعة لإسكات المعارضة وتأخير الإصلاح، ابتكر السيسي طريقة جديدة هي إلقاء اللوم على الفلسطينيين واستخدام شعار الحرب على الإرهاب».
وقال: «لقد قررت مصر خوض حرب بالوكالة ضد حماس، من خلال الجلوس على الهامش ومشاهدة إسرائيل وهي تقتل المدنيين في غزة، يحدوها الأمل في انهيار حماس».
ورأى «دياب» أن الخطة المصرية الإسرائيلية يمكن أن تفشل، مشيرا إلى أن حماس ليس لديها ما تخسره، وليس هناك ما يضمن سيطرة فتح على القطاع بعد انتهاء الحرب، كما أن هناك فرصة كبيرة لظهور مزيد من الجماعات المتطرفة لتسيطر على غزة.
وأختتم الكاتب مقاله بالقول: «إذا فشلت إسرائيل ومصر في إيجاد وسيلة للعيش بسلام، ودون عنف مع حماس، فإن التاريخ سيعيد نفسه بشكل أكثر مأساوية، وستصبح غزة، ليس فقط مقبرة المدنيين الأبرياء، بل أيضا مقبرة لفرص السلام للأجيال القادمة».

هـ .بوست: «الجريمة» الإسرائيلية تتم برعاية الحكام العرب

«متى سيرتفع الصوت العربي ضد القصف الإسرائيلي في غزة؟» تساؤل طرحه «مهدي حسن» المحرر السياسي بصحيفة «هافينجتون بوست » الأمريكية. 
وأضاف حسن، في مقال له بالصحيفة نفسها بعنوان «من مصر إلى السعودية ..العالم العربي خذل فلسطين»:« إن العرب قد «خانوا» القضية الفلسطينية، في ظل تفضيلهم الصمت والسكوت عن الجرائم والموت والدمار الذي تخلفه إسرائيل في غزة، طالما أن ذلك من شأنه إضعاف حماس». 
وتابع :«إن الصمت ليس أبشع ما في الأمر بل الأبشع هو «التواطؤ»، فلنتذكر أن إسرائيل تسيطر فقط على ثلاث جوانب من القطاع، ولكن من يسطير على الجانب الربع ؟!»
واستطرد:« إنها مصر التي تسمي نفسها «قلب العالم العربي» والتي أصبحت حريصة على خنق حماس، بعدما حاول الرئيس المعزول محمد مرسي تخفيف الحصار بين عامي 2012 و2013 قبل الإطاحة به، وفي الأشهر الأخيرة، قام الجيش بتدمير معظم الأنفاق، التي كانت بمثابة شريان الحياة لسكانها، وسمح فقط لـ140 جريحا بالعبور عبر معبر رفح لتلقي العلاج، أي يمكن القول أن الجريمة الإسرائيلية تتم برعاية مصرية». 
وبالنسبة للسعودية – والقول للكاتب - «فقد اكتفي العاهل السعودي، الملك عبد الله بشجب القتال في غزة، واعتبره بأنه «مذبحة جماعية» لكنه لم يصل إلى حد الإدانة المباشرة لإسرائيل، فضلا عن أن مفتي المملكة أدعى أن المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، إنما هي أعمال غوغائية لن تفيد غزة في شيء».
وقال « أما بقية الدول العربية فحالها لم يكن أفضل حالا من مصر والسعودية، ففي لبنان يقبع اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات ويعيشون في ظروف مروعة، محرمون من العمل في القطاع العام أو استخدام المرافق الطبية، والتعليم الحكومي، وممنوعين أيضا من شراء العقارات.. وكذا الحال في الأردن ... عدا قطر فهي الوحيدة التي تقف مع حماس وتساند القضية الفلسطينية». 
لقد كانت القضية الفلسطينية هي المسيطر الأساسي على جدول أعمال الجامعة العربية منذ ولادتها عام 1945، لكن اليوم اكتفي الحكام العرب في اختزال فلسطين في حركة المقاومة حماس –على حد قوله.

ن.تايمز: رغم «قذارة» إسرائيل في غزة لاتزال مصر حليفة لها

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن مصر ستظل صامته أمام الأعمال «القذرة» التي تمارسها إسرائيل ضد المدنيين في غزة، طالما أن ذلك سيضعف حركة المقاومة «حماس».
وأضافت الصحيفة في تقرير لها، نشر عبر موقعها الإلكتروني:« إن إسرائيل ليست هي اللاعب الوحيد في المنطقة، الذي يريد إضعاف حماس، بل يشاركها في ذلك الحكومة المصرية، التي ترى أنها امتداد لجماعة الإخوان المسلمين، وتريد إضعافها بزعم أنها تشكل تهديدا على الاستقرار، والاستثمارات في شبة جزيرة سيناء، خاصة بعد البدء في مشروع قناة السويس الجديد». 
وتابعت:« ولعل ذلك يتضح من رفض مصر حتى مناقشة فتح معبر رفح الحدودي، أو النظر في أي مطالب من شأنها تعزيز قوة حماس، برغم كافة الانتقادات الدولية».
ورأت الصحيفة، أن تقديم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتياهو، خطة لنزع السلاح، هو اعتراف نادر بأن الحل السياسي، هو الخيار الوحيد لتحقيق الهدوء الدائم في غزة، عوضا عن الردع العسكري، موضحة أن تبنيه لاتباع الحل السياسي مع حماس، قد شكل مخاطر سياسية كبيرة عليه، حيث تعرض بالفعل لانتقادات علنية على نطاق واسع، ومن داخل حزب الليكود، لأنه لم يأمر القوات بالتوغل في الحركة». 
وأوضحت الصحيفة:«إن حماس أثبتت بشكل لا بأس فيه، أنها لن تتخلى عن الأسلحة التي تشكل الشرعية الأساسية كحركة مقاومة تريد ردع إسرائيل، رغم الدمار الذي لحق بغزة، كما أنها فضلت القتال بدلا من نزع سلاحها».

المصريون تنشر أسماء أبناء قيادات الجيش والشرطة الذين تم تعيينهم بالنيابة العامة

عينت النيابة العامة والتي اعتمدها الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ عدة أيام ، عدد من خريجي كليات الحقوق والشريعة والقانون دفعة 2011 والمعتمدة من قبل رئيس الجمهورية، عبدالفتاح السيسي، قبل أيام، والتي حصلت عليها أبناء قيادات عسكرية وشرطية.
وتضم القائمة بداية من الرقم 10 حيث "أيمن" نجل اللواء بالمعاش حمدي اليماني الششتاوى، يليه 109 "علي" نجل اللواء بالمعاش أسامه السيد مرسي أيوب، يليه 114 “فادي” نجل اللواء مجدي بشرى نسيم نائب مدير أمن قنا، يليه 118 "أحمد" نجل اللواء عبدالفتاح عبدالتواب عثمان مساعد رئيس قطاع مصلحة الأمن العام، يليه 171 “عبد الرحمن" نجل اللواء شرطة محمد عبدالرحمن محمد قراعة بمديرية أمن القاهرة بحسب ما ذكرت وكالة "أونا" .
ثم الرقم 234 "عبد الوهاب" نجل اللواء أركان حرب نادر عبد الوهاب عبدالحق، مساعد وزير الدفاع ورئيس أركان حرب الدفاع الجوي الأسبق، يليه 237 "محمود"نجل اللواء كيميائي متقاعد سامي بيومي بيومي علي، يليه 281 "محمد إسماعيل" نجل شقيق اللواء محمد إسماعيل قاسم مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، يليه الرقم337 "محمود"نجل اللواء محمد أحمد دهوس سكرتير عام محافظة الإسماعيلية.
كما تم الموافقة على تعيين الرقم350 "مصطفى"، وهو نجل العميد فهمى محمد فهمى مجاهد عميد شرطة بجهاز الأمن الوطني الحالي ومفتش فرع مباحث أمن الدولة بالبحر الأحمر سابقا، والمتهم في قضية فرم مستندات أمن الدولة ضمن 40 ضابط أخرين على رأسهم اللواء حسن عبدالرحمن رئيس جهاز مباحث أمن الدولة السابق، والذين قاموا جميعا بعملية “فرم” لكافة مستندات أمن الدولة، وذلك عقب ثورة 25 يناير 2011 مباشرة، لإخفاء كافة الإنتهاكات التي وقعت أثناء الثورة وقبلها من نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك.
يليه 377 "عمرو"نجل اللواء مجدي السيد عبدالعاطي عبدالعال نائب مدير أمن المنيا، يليه 388 "محمد" نجل العقيد محمود فاروق إبراهيم محمود مفتش مباحث فرقة شبرا. يليه الرقم441 "مصطفى عصام” نجل شقيق اللواء بحري أركان حرب أسامة أحمد الجندي قائد القوات البحرية المصرية، يليه 446 "رأفت" نجل اللواء برهامي أبو بكر عزمي مدير الأدلة الجنائية الأسبق بمديرية أمن الجيزة والمحاضر فى كلية الشرطة، يليه 462 "رشيد" نجل اللواء مصطفى رشيد حتحوت المعين محافظا للبحيرة.


ديلي بيست الامريكية : الفلسطينيون يحملون السيسي مسئولية دمائهم ودعمه للعدوان

بوابة القاهرة
قالت مجلة «ديلي بيست» الأمريكية: إن سكان غزة يلقون باللوم على رجل واحد فقط، بسبب فشله أو رفضه وقف استباحة إسرائيل لدمائهم، ألا وهو عبد الفتاح السيسي -قائد الانقلاب العسكري-.
وأضافت المجلة -في تقرير نشرته اليوم الخميس-: «على الرغم من أن صواريخ طائرات إف 16 أمريكية الصنع، التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي سوت منازلهم بالأرض، إلا أن الرجل الذي أثار غضبهم حقا هو قائد الجيش السابق الذي أصبح رئيسا لمصر -بعد انقلاب عسكري على رئيسي شرعي منتخب-، والذي قد يكون أكثر تصميما على محو "حماس" من الإسرائيليين أنفسهم».
وتابعت: «في حين يحاول سكان غزة، فهم سبب وحجم الدمار الذي ألحقته إسرائيل بالقطاع، وهناك شعور ساحق بأن قادة العالم العربي تخلوا عنهم، وحرب مصر والسعودية والإمارات ضد الإخوان و"حماس"، ليست نتيجة خطأ ارتكبه 1.8 ملايين مدني يعيشون في غزة، لكنهم الآن يدفعون الثمن».
ورأت المجلة أن الحرب في غزة هي جزء من معركة أوسع بين العرب؛ فمنذ أن انقلب السيسي على الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، كان واضحاً أن هناك هجوما مضادا كبيرا يجري في جميع أنحاء العالم العربي بدعم من السعودية والإمارات لسحق الإخوان والمنظمات التابعة لها».
ونقلت المجلة عن الفلسطينية شاهيناز ناصر قولها: «الحكومة المصرية لا تبالي بالاحتياجات الإنسانية للفلسطينيين، حيث نجد دعما أكبر من أوروبا وتركيا وأمريكا اللاتينية مما نحصل عليه من شعبنا في العالم العربي».
واعتبرت المجلة أن «مصر كانت عاملا أساسيا في الحصار الذي فرضته إسرائيل على غزة لسبع سنوات، وأن الديكتاتور السابق الرئيس حسني مبارك، كانت له سياسة مختلفة بعض الشيء، فكان فتح وإغلاق المعبر، والأنفاق السرية يتم لأهداف سياسية محدودة، في حين تحت حكم مرسي، حررت الحدود وفتحت المعابر وكانت حماس حليفا وثيقا للنظام المصري».
وأضافت: «عندما وقعت حرب غزة 2012، استغل مرسي رغبة التغيير التي أطلقتها الثورات العربية في إطلاق حملة من الضغوط الدبلوماسية التي أوقفت خطط إسرائيل لغزو بري، وأجبرتها على وقف إطلاق النار بعد ثمانية أيام. وعلى النقيض، شدد السيسي الحصار على غزة، وبدت الحكومة المصرية الحالية سعيدة لمشاهدة إسرائيل وهي تسعى لتدمير حماس والكثير من غزة».
وربطت المجلة بأن نتيجة لما سبق قوبل السيسي بمشاعر غضب هائلة من سكان غزة، الذين يشعرون بأنه سمح بإراقة دمائهم من أجل توطيد سلطته».
ونقلت المجلة في نهاية تقريرها عن الفلسطيني أمين صرفندي، (65 عاما) من مخيم رفح، وهو يمسك بمصحف محروق سحبه من تحت الأنقاض، ويصرخ قائلا: «السيسي لم يقف في وجه إسرائيل وهو السبب فيما جرى لنا.. مصر والسعودية والإمارات والكويت يقفون مع إسرائيل في هذه الحرب». ثم ينهار في البكاء قائلا: «فلينتقم الله منهم».ا

محللون اسرائيليون : اسرائيل ستضطر للموافقة على شروط المقاومة

الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
أكدّ محللون إسرائيليون الجمعة على أنّ أن الحكومة الإسرائيليّة بقيادة بنيامين نتنياهو ستضطر في نهاية المطاف القبول بمعظم شروط المقاومة الفلسطينية من أجل التوصل إلى اتفاق وقف لإطلاق النار، وتليين مواقفها اتجاه المطالب التي تعتبر صعبة إسرائيليًا في إشارة إلى إقامة ميناء بحريّ ومطار، والتراجع عن مطلب نزع سلاح المقاومة وإعادة إعمار القطاع. وقال المحللان إيلئور ليفي وأتيلا شوفعلبي في موقع (YNET) التابع لصحيفة (يديعوت أحرنوت) العبريّة إنّ هناك محاولات لإيجاد صيغة مناسبة من أجل تلبية هذه الشروط والمطالب، لأنّ إسرائيل وجدت نفسها مضطرة لتحقيق انجازات لصالح المقاومة من أجل الوصول إلى اتفاق وقف النار يعيد الهدوء إلى المستوطنات والبلدات الإسرائيلية هدوء لم تنجح في تحقيقه عسكريًا، على حدّ تعبيرهما.
وأشارت المصادر عينها إلى أنّ كلاً من الطرفين (إسرائيل والفصائل الفلسطينيّة) يعرض مواقف متشددة حول المطالب والشروط لإنهاء العملية العسكريّة على قطاع غزة وانجاز اتفاق وقف لإطلاق النار، مشيرةً في السياق ذاته إلى أنّ الطرفين سيضطران لتليين مواقفهما. وأوضح الكاتبان أن معلومات شحيحة تتسرب من داخل غرف المفاوضات غير المباشرة في القاهرة والتصريحات المتشددة لكلا الطرفين تنم عن صعوبة المحادثات ولكن على ما يبدو فإنّ المحادثات في العاصمة المصريّة، القاهرة، تشهد تليينًا في المواقف. وحسب الموقع العبريّ، الذي اعتمد على حدّ قوله على مصادر رفيعة في تل أبيب، فإنّ المطالب الإسرائيليّة تتركّز في استعادة الهدوء ووقف إطلاق الصواريخ وتحاول طرح شرط نزع السلاح في قطاع غزة، وهي تعلم أنّ هذا المطلب صعب التحقيق.
علاوة على ذلك، لفتت المصادر عينها إلى أنّ الوفد الإسرائيليّ يُصّر على إقامة منظومة دوليّة تُراقب سلاح المقاومة، وهي تُحاول خلق حلول إبداعيّة وقواعد عمل أساسيّة لتحقيق اختراق في هذا الموضوع. ويُقدّر الكاتبان أنّ مطلب إنشاء ميناء بحريّ في غزة يُعتبر مطلبًا صعبًا فوق سقف التوقعات وغير مقبول إسرائيليًا، ومع ذلك من المُمكن أنْ يتّم التوصل إلى صيغة اتفاق مبدئيّ يتضمّن القبول بالميناء كجزء من تطوير مستقبليّ، على حدّ وصفهما. وفيما يتعلّق بقضية المعابر، قال الكاتبان إنّ الدولة العبريّة ستُوافق على تخفيف وتسهيل حركة المعابر الإسرائيليّة المؤدية للقطاع، وفيما يتعلق بمعبر رفح البريّ فهي لا تمتلك القدرة على تأثير على شروط فتح المعبر، باعتبار الأمر مشكلة فلسطينيّة مصريّة، ولكن موقفها يتطابق مع الموقف المصريّ بعدم تدخل حركة حماس في إدارته، كما أكدّت المصادر في تل أبيب.
كما أوضح الكاتبان أن الحكومة الإسرائيليّة ستقوم ببحث مطلب إطلاق سراح أسرى (صفقة شاليط)، الذين أعادت اعتقالهم بعد حادثة خطف وقتل المستوطنين الثلاثة بالضفة، ولكنّها سترفض الموافقة على إطلاق أسرى الصفقة والدفعة الرابعة من الأسرى معًا، والذين تراجعت عن إطلاق سراحهم وفق اتفاق سابق مع السلطة الفلسطينية كبادرة حسن نية. أمّا فيما يتعلّق بوقف الاغتيالات، فقال الكاتبان، إنّ حكومة بنيامين نتنياهو ستُحاول المحافظة على حالة من الضبابية في هذه المسألة، والابتعاد عن تعهد حازم يسمح لها بالتدخل في حالات الخطر المؤكدة، وفقًا للموقع العبريّ.

خطاب السيسي: ومحاولة قنص الكلمات الطائرة وجلب المحشور في الأمعاء الغليظة

القدس العربي
سليم عزوز
August 8, 2014
لما استمعت إليه خطيباً، تذكرت فكرتي التي تدور حول حلقة تلفزيونية، يكون ضيوفها من مترجمي الإشارة بدلاً من العمل الروتيني، الذي يحدث في بعض القنوات، من استدعاء محللين سياسيين، وتحميلهم من أمرهم رهقاً، بتحليل مضمون لخطاب مفكك، وغير مترابط، ويحتوي على عبارات غير مكتملة النمو، وكلمات طائرة في الهواء، ليكون دور المحلل أن يستعين بطائرة بدون طيار لالتقاطها من الجو، لمحاولة فهم ما يقوله عبد الفتاح السيسي قبل تحليله.
دور المحلل التلفزيوني، مع الخطابات هو تحليل ما ورد فيها، وقراءة ما بين السطور، لكنه في حالة السيسي يكون بتكوين النص ابتداء وفهم العبارات المرتبكة فيه، واستكمال الكلمات المتقاطعة، وعندما يأتي وقت التحليل قد يقول له المذيع: الوقت يداهمنا يا زلمة، نلقاك في خطاب آخر إن بقيت على قيد الحياة.
فلدى البعض قناعة، بأن الاستماع لخطاب واحد لعبد الفتاح السيسي كفيل بجلب كل أمراض العصر؛ ومن ارتفاع الضغط إلى الإسقربوط. وقد ينتج عنه موت المستمع بالسكتة الدماغية. لكني اختلف مع هؤلاء، فخطاب السيسي مبهج وهو عندي أفضل من البرنامج الإذاعي القديم «ساعة لقلبك»، يكفي أن تستمع له، لكي تشعر بالراحة الأبدية، وكأنك قطعت تذكرة سفر إلى اسطنبول وقضيت يوماً في «البسفور» بالقرب من فيلا خالد الذكر مهند!
لا أعرف من هذا الذي اقنع السيسي بأنه خطيب ومفوه، حتى يقدم على الخطب الارتجالية، فيرهق المحللين وهم يحللون خطاباً نصفه في بطن الخطيب وفي أمعائه الغليظة بالتحديد، يكاد يحدث له تلبكاً معوياً، والربع في فمه محشوراً، بينما الذي خرج هو «الربع الخالي»، فطار منه ما طار في الهواء وبقي منه ما بقي في الأرض!
وفي كل مرة أقول أتوني بنص مكتمل، أفادكم الله، فأكون كمن «ينده ويرد الصدى.. مين حبيبي أنا..»، أو كمن يطلب لبن العصفور!
هيكل الذي كتب خطاب الانقلاب الذي ألقاه السيسي في 3 يوليو/تموز، مريض، وواضح أنه قبل مرضه كان يشعر بأن دوره انتهى، فالسيسي لا يمكنه وقد صار رئيساً أن يقرب هيكل له، وهو الحريص على أن يتفلسف فيشعر من يستمع له بالفارق في المستوى الثقافي، وقد مارس هذا الدور مع المخلوع مبارك في بداية عهده، وطلب منه مبارك أن يوفر نصائحه لنفسه، إذ ظن مبارك لجهله أن «الأستاذ» ينصحه ولم يعلم أنه يستعرض عليه علمه اللدوني. ومشكلة هيكل أنه لا يريد أن يقوم بدور المستشار للرؤساء، فهو يستهدف أن يقوم بدور الوصي على العروش، فنفر منه مبارك كما نفر منه السيسي. وكيف يستمر معه الأخير ومن حوله ينفخون فيه حتى ظن انه نبي مرسل، وربما أعلى من ذلك درجة، فيعامل الله كما لو كان قائده العسكري فيخاطبه بـ «حضرتك». تعالى الله عما يصفون علواً كبيراً.
الخطب غير المكتوبة
لأنه من الواضح أن الذين من حول السيسي «يسبحون بحمده»، جعلوه يصدق أنه بخطبه غير المكتوبة يكون أقرب للناس، فقد أسرف فيها، وقد يكون هذا جائزاً عندما تكون الخطبة مجرد «تأدية واجب»، لكن الأمر يختلف عندما يكون مقدماً على مشروع بحجم تنمية قناة السويس.
لم ينجح عبد الفتاح السيسي في مهمة إفهامنا لما ينتوي فعله، حتى بعد أن اشتغلت قناصاً وصوبت سهامي على الطائر من كلامه، والمحلق في الجو، فقد سقط ميتاً، وتظل القيمة لما هو في بطنه، أو محشوراً في فمه من الكلمات!
هل المقصود هو المشروع العملاق الخاص بتنمية محور قناة السويس؟! والذي كان كفيلاً بأن يكون حجماً وقيمة «مشروعاً قومياً»، لا يقل في القيمة عن بناء السد العالي بل وحفر قناة السويس نفسها، لأنه كان سيجلب للدولة المصرية 200 مليار جنيه سنوياً، وسيوفر فرصة عمل للمتعطلين؟!
أم تراه يقصد مشروعاً ثانياً هو ما تحدث فيه عن حفر قناة جديدة موازية لقناة السويس، وهو ما فهمناه من خطابه؟! أم تراه يقصد المشروعين معاً؟!
كان مرسي في مشروعه أكثر وضوحاً، لا سيما وأن تنمية محور قناة السويس كان مطلباً ورد في أكثر من برنامج انتخابي للمرشحين الرئاسيين، فلم تجد الثورة المضادة ما تعرقله به وتمنع البدء فيه سوى بالدعاية الكاذبة!
كانت الدعاية السوداء للثورة المضادة تستهدف إفشال المشروع، ضمن سياق عام يعمل على إفشال الرئيس مرسي وتقديمه للرأي العام فاشلاً ومهاناً!
الإعلام المنحط عاد وزاد، ولت وفت، في أن مرسي منح المشروع لدولة قطرمما يمثل خطراً على «الأمن القومي المصري».. ولدينا اسطوانة مشروخة اسمها «الأمن القومي المصري»، تطلق فتمثل عملاً هلامياً مانعاً لتحقيق أي قيمة.. والآن يجري الحديث عن أن فتح معبر رفح يهدد الأمن القومي المصري، وقلت على قناة «الحوار» إن إغلاقه هو ما يهدد الأمن القومي المصري، الذي ننتصر له بالانتصار لإخواننا في غزة، وليس بحصارهم وتجويعهم تنفيذاً للتعليمات الإسرائيلية.
في عهد محمد مرسي، كانت قطر هي الحاضرة عندما يتم الحديث عن المخاطر التي تتهدد الأمن القومي المصري، فمشروع التنمية هذا، سيتم منحه لقطر، واحدى الصحف نشرت أن نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر وقع مع القطريين بيع منطقة مثلث «ماسبيرو» على أن يقوموا باستلامه في سنة 2016. وها هو مرسي يتم اختطافه، ويتبين أن حملة الإبادة الإعلامية كانت تقوم على الأكاذيب والفبركة.
مرسي قال إن هذا المشروع وطني، وسيقوم عليه المصريون، فكان «مانشيت الصحف» في اليوم التالي أن الجيش يعترض على المشروع لمخاطره على الأمن القومي المصري.
في تقرير لـ»الجزيرة مباشر مصر»، شاهدنا السيسي في فيديو قديم يصرح بأن الجيش لم يعترض على المشروع. واللافت أن هذه التصريحات لم يتم بثها على نطاق واسع رداً على الأكاذيب التي كان من الواضح أن جهة ما تقف وراءها في إطار حملة الثورة المضادة، لأن أكثر من صحيفة نشرت تحذيرات الجيش. ويبدو أن هذه التصريحات الخاصة بوزير الدفاع كان المستهدف بها أن تصل لمؤسسة الرئاسة فيطمئن فؤاد الرئيس مرسي على إخلاص وزير دفاعه.
ولا أخفي أنني بحكم عملي كنت مهتماً بالتفاصيل في هذه المرحلة، إلا أنني لم أطالع هذه التصريحات إلا عبر «الجزيرة مباشر مصر» مؤخراً. ويبدو أن «مانشيتات الصحف» عن مخاطر مشروع تنمية محور قناة السويس، واعتراض الجيش بدواعي مخاطره على الأمن القومي، لم يكن فقط في إطار حملة «الأذرع الإعلامية للثورة المضادة» لتشويه الرئيس ومنعه من النجاح، ولكنها جاءت أيضاً في سياق الترويج لأن المؤسسة العسكرية هي حامية الحمى، والمدافعة وحدها عن الأمن القومي المصري، للتمهيد لما هو آت.
اللص والمشروع
ما علينا، فالذين فهموا من حديث عبد الفتاح السيسي أن المشروع الذي يتحدث عنه هو ذاته مشروع مرسي القديم، اكتفوا باتهامه باللصوصية. وهو اتهام لا يمثل قيمة، بالنسبة لمن قام بالسطو المسلح على حكم كامل، وقام بانقلاب ليكون رئيساً، فهو مثله مثل من يحملون إثم قتل الحسين الذين جاءوا ليسألون الحسن البصري عن حكم قتل الذبابة في الحرم. فالاتهام هنا بسيط ويدخل في باب اللمم وهو مجرد سرقة مشروع. والسيسي لم يجتنب كبائر الإثم من قبل بسرقته لحكم البلاد والسطو عليه تحت تهديد السلاح.
بيد أن اللافت أيضاً هو ما فهمته، بحسب فهمي للغة الطير، أن مشروع السيسي الأصلي هو حفر قناة موازية لقناة السويس، والمعنى أننا أمام مشروع جديد لم يجر عرضه على المتخصصين قبل أن يتبناه هو، ولدينا عقدة من مشروع «توشكى»، الذي تبناه مبارك، فلم يكن بمقدور المتخصصين إلا الحديث عنه في إطار أنه مشروع عملاق، وكمال الجنزوري الذي يستدعيه السيسي في كل احتفالاته كان رئيس الحكومة في عهد مبارك، واعتبر أن «توشكى» هو «عرض الدولة المصرية»، وأن من يكتب عنه سلبياً ينبغي أن يقدم للمحاكمة، وكذلك فعل مع جريدة «الوفد»! الآن وقف الجميع على أن «توشكى» مشروع فاشل، والفارق بينه وبين مشروع السيسي هو أن هناك دراسات وأبحاثا قديمة كانت تتحدث عن مشروع توشكى في حين أن مشروع القناة الموازية، لم يناقش بشكل كاف ولم نسمع أن لجاناً متخصصة شكلت للوقوف على جدواه!
من تجرأ من المتخصصين وتكلم جاء كلامه يفيد أننا في مواجهة كارثة ستلتهم المال المصري بدون ضرورة. فأحد الخبراء الملاحيين قال إن هيئة قناة السويس قامت بعمل العديد من الدراسات وبالاشتراك مع بيوت خبرة عالمية لبحث جدوى عمل قناة موازية فأثبتت أنه «لا جدوى لها، حيث أن الطاقة الاستيعابية للقناة الحالية كافية تماما لحاجة السوق». 
التسول للصندوق
بحكم خبرتي المتراكمة في فهم منى الشاذلي، والتقاط المحشور في معدتها من كلمات، واصطياد الطائر منه والسابح فوق الغلاف الجوي، فهمت من كلام السيسي أنه يفتقد للممولين لهذا المشروع، لأجل هذا فقد ركز كل جهده في الدعاية لصندوق «تحيا مصر»، المخصص لجمع التبرعات، وبد واضحاً أن الاتجاه في المرحلة القادمة أن يكون التبرع بالقوة الجبرية. ولا أدري لماذا تذكرت حالة هذا المتسول الذي كان يصعد لحافلتنا من أمام محطة جامعة عين شمس في كل صباح، وهو يطلب «حسنة» بصوت جهير، وفي محطة العباسية التالية، يقف قبل نزوله ليشتمنا شتيمة قاسية، حتى صارت خطة عمله معروفة لنا مسبقاً.
دعك من كل هذا فلدي اقتراح لسهرة تلفزيونية يتمثل في أن يتم أخذ مقاطع عشوائية من كل خطب السيسي الارتجالية وعرضها على عدد من مترجمي الإشارة، فان نجحوا في الترجمة، فسأكون قد خسرت الرهان.. وهو « صباع كفتة» لكل انقلابي!
٭ صحافي من مصر

08 أغسطس 2014

اسرائيل شامير يكتب : بيارق مزيفة ، حيل قذرة، وتفكيك العراق

المقالة المهمة كاتبها (اسرائيلي) من أصل روسي ويكتب بالروسية. يتميز بموقفه المناهض للعنصرية الصهيونية وللشوڤينية اليهودية وللدور الذي تلعبه المنظمات اليهودية الداعمة للكيان الصهيوني ووسائل الإعلام التي تملكها أو توجِّهها لغسل الأدمغة وتزوير الحقائق. وبسبب مواقفه تتهمه المنظمات الصهيونية بمعاداة الصهيونية ، وقد ترجم العديد من كتبه الى العربية ، ولكن بلدا مثل فرنسا منع كتبه وحاكم ناشره.
في هذه المقالة يشرح بوضوح ماذا أرادت أمريكا من العراق وكيف تعمل على تفكيكه ، ولماذا ، . مقالة جديرة بالاطلاع.
******************

بيارق مزيفة ، حيل قذرة، وتفكيك العراق

بقلم : اسرائيل شامير
ينحدر المجتمع العراقي شيئا فشيئا الى الفوضى ، والكوميديانات وكتاب السخرية والمعلقون من كل الانواع اثاروا ضجة كبيرة حول عدم كفاءة وغباء قادتنا. ولكن كما قالت صحيفة سبيكتاتور الكندية مؤخرا اذا حدث ان الولايات المتحدة لا يديرها اغبياء "ينبغي على المرء الاستنتاج ان الفوضى والفقر والحرب الاهلية في العالم الاسلامي ، ليس نتائج غير مقصودة، بل هي بالضبط اهداف السياسة الامريكية.
كما في 11 ايلول التي اطلقت "الحرب على الارهاب" فإن عدم الكفاءة هو التفسير (المفضل) ، لسيناريو الكابوس في العراق اليوم. ولكن خطة تقسيم العراق عرقيا وطائفيا موجودة في سجلات منشورة. واحياء لخطط صهيونية مبكرة ، دعا المجلس الامريكي للعلاقات الخارجية مؤخرا لانهاء "دولة العراق غير الطبيعية" بحجة تنوعه الاثني ، يقولون ان العراق هو بناء مصطنع ومزيف ونتاج قرارات استعمارية في بداية القرن العشرين. وهذا ينطبق على الكثير من دول لعالم ولكن مع ذلك تبنى الفكرة مجموعات من (خبراء) لايحلمون بمناقشة وضع اقليم كيبيك، او الباسك او ايرلندة الشمالية. وبشكل نمطي ، اعتبر المحلل السياسي مايكل كلير مؤخرا ان العراق هو "دولة مفبركة من اجل تسهيل الاستيلاء على النفط في المنطقة وان البريطانيين خلقوا "مملكة العراق" الخيالية بلصق ثلاثة اقاليم من الامبراطورية العثمانية وانزلوا عليها بالباراشوت ملكا مزيفا جاءوا به من البلاد التي اصبحت السعودية" . وبقبوله منطق ادارة بوش الكاذب للاحتلال، عزا كلير المقاومة السنية بانها الرغبة في الحصول على حصة في عوائد النفط في التقسيم المستقبلي للبلاد. ومالم يفكر فيه هو ان تكون المقاومة تتجاوز (السنة) او انها قائمة بسبب الوطنية العراقية او الحاجة الى تقرير المصير.
ان السهولة التي يقرر بها الاكاديميون الغربيون اعادة تشكيل البلدان التي يختارونها يعود الى تراث الاستشراق المستمر. ففي اسلوب كلاسيكي يرجع الى القرن التاسع عشر، تقول الطبقة الثرثارة ان العراق ، رغم تاريخ خمسة الاف سنة ، لايمكنه الان من ادارة نفسه وهكذا فإن مصيره يجب ان تقرره قوى خارجية. ان الدولة التي تماسكت وصمدت في 1991 خلال ستة اسابيع من اكبر حملة قصف في التاريخ (التي حسب الامم المتحدة ارجعت العراق الى عصر ماقبل الصناعة) واستمرت هذه البلاد في العيش والصمود لمدة 12 سنة من اقسى واشمل عقوبات فرضت على شعب من الشعوب، اصبح الان في خبر كان، كما يزعم الخبراء الغربيون. ومن اجل تعزيز نظريتهم ، يعاد بث اسطورة العداوات الطائفية القديمة وحجة "التدخل الانساني" ، وتلقم للصحف ووسائل الاعلام التي تنشرها بدون تحر او فحص حقيقة الهجمات (الطائفية) او حتى عرض وجهات نظرالعراقيين العاديين، الذين يلومون الاحتلال وصنيعته الحكومة في احداث الفوضى .

تفكيك العراق
بدأ التحضير للعراق مباشرة بعد العدوان في 1991 مع فرض مناطق حظر الطيران في الشمال والجنوب ، بمعاونة الاعلام الغربي الذي بدأ يتحدث عن البلاد بصفتها ثلاثة اقسام معادية لبعضها البعض.

لقد اقيم المسرح.
أول خطوات تنفيذ الخطة المدبرة لتدمير المجتمع العراقي كان بالنهب المنظم للمتاحف (فقدت 170 ألف قطعة) وحرق المكتبات بعد 2003.
كان هناك جانبان للنهب، الاول عشوائي وفوري، والثاني هو التهريب المنظم للاثار من اوروك ونمرود ونينوى ومسجد النبي يونس.
السرقة كانت تحتاج الى بنى تحتية لوجستية مهيأة، في حين ان بيع الغنيمة صار سهلا بتدمير منظم لكل اراشيف وسجلات المتاحف ، وحين نصح اول رئيس للاحتلال وهو الجنرال جي جارنر بالحفاظ على الجيش العراقي واقامة حكومة تحالف ، أقاله وزير الدفاع رامسفيلد وجاء بخلفه بول بريمر الذي حل الجيش والمؤسسات الوطنية المهمة اضافة الى "اضاعة" 9 بليون دولار من عائدات النفط العراقي .
وقد شكل الجيش الدمية (العميل) من المليشيات الكردية والشيعية ، وهي حركة متعمدة خصيصا لزرع بذور الطائفية . في هذه الاثناء بدأ قتلة مجهولون في اغتيال الاكاديميين العراقيين لإفراغ البلاد من عقولها وبهذا منع العراق من المعافاة.
وحين نشطت جماعات المعارضة المسلحة في البلاد ، حدثت سلسلة من الاحداث التي تحمل طابع عمليات سرية مصممة لإذكاء الصراع الطائفي وتشويه المقاومة العراقية . فيما يلي ملخص لأهم تلك الاحداث المريبة:
بعد 12 سنة من وجودها في العراق ، تستهدف الامم المتحدة
حين انفجرت شاحنة محملة بالمتفجرات عند مقر الامم المتحدة بعد اربع شهور من الاحتلال ، وقتلت فيمن قتلت المبعوث سيرجيو فيرا دي ميلو و 19 آخرين ، شخص بريمر المجرمين كونهم احد اثنين :
"ازلام صدام او مقاتلون اجانب". ولكن على اية حال كان احمد الجلبي أحد عناصر مجلس الحكم قد تسلم انذارا قبل الهجوم بإسبوع، بأن "هدفا سهلا" سوف يهاجم ، ولكنه ليس "سلطة الائتلاف او قوات التحالف" ولكن الامم المتحدة التي سحبت حمايتها في ذلك اليوم ، لم تحذر.(صحيفة آسيا تايمز 20 آب 2003)

كربلاء وبغداد
في تشرين ثان 2003، والمقاومة تنزل الخسائر بقوات الاحتلال، بدأ الاعلام والحكومة المؤقتة بقرع طبول غسيل دماغ طائفي.
بعد اسابيع من التخويف بحرب اهلية، حصلت تفجيرات منسقة قتلت 143 شيعيا في كربلاء وبغداد، ووضع اللوم على "القاعدة" ولكن الصحفي روبرت فسك سأل السؤال البديهي "اذا كانت هناك جماعة سنية عنيفة تريد ان تخرج الامريكان من العراق، لماذا تريد أن تستعدي السكان الشيعة ضدها وهم الاغلبية في العراق؟" لم يجب أحد، واستمرت الهجمات غير المبررة .

الإسكندرية
في بداية شباط 2004 زعمت السلطات الامريكية انها حصلت على رسالة من العراق تسأل "القاعدة" للمساعدة في صنع حرب أهلية. وتقريبا على الفور كما لو انه تأكيد للرسالة ، حدث انفجار قتل 50 من الشيعة في مدينة الاسكندرية. اعلنت الاندبيندانت "الارهابيون يشعلون حربا اهلية" مما يناقض اقوال سكان المدينة الذين ، بدون استثناء ، وصفوا الانفجار على انه قصف جوي "سمعوا صوت مروحية ووشيش صاروخ يهبط قبل الانفجار" والانفجار نفسه ترك حفرة عمقها ثلاثة امتار ، وهو ما يتركه صاروخ وليس سيارة مفخخة (الاندبيندانت 11/2/2004) .

القاعدة في العراق
كما هو حال المنظمة الأم ، لا شيء يبدو حقيقيا بالنسبة لهذه الجماعة حتى 2004 ، لم تنبس القاعدة وهي (سنية) بأي كلمة ضد الشيعة.
ولكن فيما تتصاعد المقاومة العراقية ، طفا الى السطح فجأة الاردني (الميت) ابو مصعب الزرقاوي وهو يدعو الى الحرب ضد الشيعة (الكفار) ، ومضى لشن حملة موازية للهجوم على المدنيين بدلا من جيش الاحتلال . في السنوات التالية ، اينما ارادت القوات الامريكية شن عدوان في العراق ، كان يقال ان الزرقاوي "مختبيء" في تلك المنطقة، ودائما ينزلق من بين ايديهم ويهرب الى منطقة اخرى. في تشرين ثان 2004 دمرت الفلوجة وقتل الالاف من اهلها ومع ذلك كانت المراقبة الامريكية من الشدة ، بحيث انها شاهدت الزرقاوي بساقه الخشبية يهرب من اليوم الأول! كان الزرقاوي مثل سلاح دمار شامل متحرك يظهر عند اللزوم.
وبقيت قصته لا تصدق حتى النهاية ، فإن الصورة التي بثت وهو مقتول ، تظهر جسدا خاليا من الاصابات الا من بضعة خدوش بينما الرجل قتل بقنبلة زنة 500 رطل.
نك بيرغ ومارجريت حسن وفضيحة ابي غريب في نيسان 2004، اصبحت الفلوجة المدينة المقاومة الاولى وتحت سيطرة المقاومة، وفي نفس الوقت أثار الاضطهادالامريكي جيش المهدي في النجف ووجدت الولايات المتحدة نفسها تشن حربا على جبهتين، وبرزت مظاهر التعاطف بين السنة والشيعة حيث تجمع في 9 نيسان حوالي 200 الف سني وشيعي للصلاة في جامع سني في بغداد حيث حذر الخطيب من حرب اهلية يصنعها الاحتلال حتى يطيل امد بقائه. وقد خرجت الى شوارع العالم احتجاجات على قصف الفلوجة، ثم ظهرت صور التعذيب في ابي غريب مما قضى على البقية الباقية من مصداقية امريكا في العالم، ومن اجل مكافحة هذه الدعاية الضارة بدأت جماعات مقاتلة غير معروفة تختطف الاجانب وتصدر فيديوات بشعة عن ذبح هؤلاء الرهائن.
كان اول ضحية هو رجل الاعمال نك بيرغ وقيل ان الزرقاوي هو الذي ذبحه بيده ثأرا لما حدث في ابي غريب. ولكن وسائل الاعلام الخاصة والمستقلة جادلت في صور الذبح وبعد فحص من قبل جراح طب شرعي مكسيكي اتضح ان الرجل في الصورة كان ميتا بالفعل قبل الذبح.
مارجريت حسن عاشت في العراق 30 عاما ومتزوجة من عراقي وقد عملت طوال حياتها في خدمة العراقيين ومعارضة العقوبات والغزو الامريكي البريطاني، وكانت تتحدث العربية جيدا مما يمكنها من الدفاع عن نفسها لو كانت الجماعة التي خطفتها هي جماعة (مقاومة ) حقا، ولكن المجموعة التي خطفتها لم تصرح عن نفسها ولم تطلب اية مطالب ولم تظهر معها على الفيديو واضعة اقنعة على الوجوه او ذكر آيات قرآنية، لاشيء. وفي حين ان كل النساء اللواتي خطفن كان يطلق سراحهن فيما بعد حين يدرك الخطفون انهن لا علاقة لهن بالاحتلال، ولكن ليس مارجريت حسن . ومع ان محكمة عراقية قد حكمت على عراقي اسمه مصطفى سلمان الجبوري اتهم بتسهيل خطفها بالسجن مدى الحياة ، ولكن لا احد حتى الان ، تبنى اختطافها وقتلها.

خيار السلفادور
بعد وقت طويل من بدء ظهور اكوام الجثث على الارصفة ، ضحايا قتلة مجهولين، نشرت مجلة نيوزويك خبرا عن خطة للبنتاغون لاستخدام فرق الموت المكافحة للتمرد للقضاء على المقاومين العراقيين وانصارهم.
وتأكد مايسمى "الخيار السلفادوري" والذي اطلق نسبة لحملة مشابهة في امريكا الوسطى في الثمانينيات ، بالتقارير التالية التي اشارت الى تورط وزارة الداخلية العراقية في فرق الموت.
وفيما يتزايد عدد الضحايا، أبرز الاعلام السائد الاخبار من زاوية متطرفي السنة يستهدفون مدنيين شيعة ابرياء. ولكن الحقائق اظهرت قصة مختلفة. طبقا لتقرير من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ، فإن أغلب هجمات المقاومة (75%) منها كانت موجهة الى القوات الاجنبية ، وهي تتجاوز بكثير اي هجمات اخرى في المسح الذي رتبت فيه الهجمات حسب العدد ونوع الهدف واعداد القتلى والجرحى. وفي تناقض شديد عن الصورة التي يقدمها الاعلام السائد، فإن الاهداف المدنية كانت تشكل 4.1% من الهجمات فقط.
وبعد خروج 300 الف من جماهير الشيعة وهي اكبر مظاهرة في بغداد منذ 1958 تساءل السيد جنيد علام "هل كان سيخرج الى الشارع هذا العدد من الشيعة احتجاجا على الاحتلال لو كانوا يعتقدون ان المقاومة المسلحة التي يكثر فيها السنة كانت تهدف الى قتلهم؟" (موقع left hookبقلم م. جنيد علام في 18 نيسان 2005)

السيارات المفخخة
شهد عام 2005 تصاعدا في عمليات السيارات المفخخة ومعظمها موجه الى اهداف مدنية . ورغم انه قيل ان شبكة الزرقاوي لا تزيد عن 1000 شخص في العراق ولكن يبدو كأن لديه معين لاينضب من الرجال المستعدين للتضحية بأنفسهم للجهاد. ولكن كان هناك تفسير آخر.
(يأتي الكاتب بأمثلة عن قصص تفخيخ الأمريكان لشاحنات يفتشونها ويدسون فيها عبوات دون ان يعلم صاحبها ويرشدونه للذهاب الى مناطق معينة ويفجرون الشاحنة عن البعد.
يشير الى مصادر: مدونة د.عماد خدوري ومدونة ريفربيند)
القوات الخاصة البريطانية (ساس) في البصرة
يتحدث الكاتب عن واقعة الرجلين الذين يرتديان ثيابا عربية في مركبة محملة بالمتفجرات واعتقالهما من قبل القوات العراقية ثم اقتحام القوات البريطانية للسجن والافراج عنهما.
أزمة الرهائن الكاذبة
في السنة الثالثة للاحتلال اصبحت خطط تدبير فوضى طائفية اكثر وضوحا. في احدى الوقائع ابلغت شرطة بغداد قادة جيش المهدي بان مسلحين قرب قرية المدائن كانوا يحتجزون 150 مدني شيعي . وحين ارسل جيش المهدي مقاتلين الى تلك المنطقة للتفاوض لاطلاق سراحهم ، اطلقت عليهم النار وفقدوا 25 رجلا وقال مساعد في جيش المهدي "اعتقد ان هذا كان كمينا واطلاق النار كان كثيفا جدا"، مضيفا ان المهاجمين استخدموا قناصة واسلحة آلية ثقيلة. ولم يكن اهالي المنطقة على علم بأزمة الرهائن المفترضة ولم يكتشف اي رهائن هناك .
سامراء والحرب الأهلية "
ألا يمكن ان يكون هذا شيئا جيدا ؟"
رغم ان غسيل الدماغ الطائفي كان مؤثرا بوضوح ولكن العراقيون استمروا في طرد فكرة الحرب الاهلية.
في اعقاب تفجير القبة الذهبية في سامراء ، ارتفع معدل القتل الطائفي في العراق الى درجة كبيرة وكان المسؤولون عن التفجير كما شهد حراس الجامع يرتدون زي الحرس الوطني حسب.
والقوات المشتركة العراقية الامريكية التي كانت تقوم بدوريات في المنطقة المحيطة ، ساعدوا هجمات الميليشيا على مسجد سني في "رد فعل" مدبر مسبقا.
كان رد فعل معظم العراقيين العاديين مختلفا تماما. وطبقا لسامي رمضاني "لم تكن اي من مسيرات الاحتجاج الفورية موجهة ضد الجوامع السنية . وقرب المسجد المفجر نفسه، شارك السكان السنة مع الاقلية الشيعية في المدينة في ادانة الاحتلال واتهموه بمسؤوليته عما حدث. في الكوت قامت مسيرة يقودها جيش المهدي في حرق الاعلام الامريكية والاسرائيلية. في مدينة الصدر ببغداد خرجت مسيرة هائلة ضد الاحتلال. ولكن الاعلام الغربي استمر في التشبث بكل واقعة منفردة كدليل على تفكك اجتماعي لايمكن علاجه. وقد كتب دانيل بايبس شاعرا بالارتياح لأن الصراع الطائفي يقلل الهجمات على القوات الامريكية حيث يقاتل العراقيون بعضهم بعضا. ثم بثت شبكة فوكس للانباء تصريحاته بعنوان على الشاشة يقول "اللجوء للحرب الاهلية ؟ حرب اهلية شاملة في العراق. هل يمكن ان تكون شيئا جيدا ؟"
التاريخ باعتباره سرا
مفتاح تبرير الهجمة الاستعمارية على العراق هو انتاج لا ينقطع من الأكاذيب. والصهيوني توماس فريدمان شبه عراق صدام بما كانت عليه الاباما من تفرقة عنصرية ايام شنق السود على الأشجار، حيث كان يعتبر الشيعة والاكراد في منزلة اقل من البشر. ولم يفكر فريدمان اثناء تحليله في الاشارة الى حقيقة ان وزير الصحة كان كرديا وان اثنان من الشيعة شغلا منصب رئيس الوزراء (سعدون حمادي ومحمد الزبيدي) او ان نائب الرئيس كان مسيحيا. في واقع الأمر ان العراقيين كانوا نادرا ما يسألون عن ديانة او عرق القادة والمسؤولين. لم يكن ذلك مما يهمهم.
في اثناء ذلك كانت الاشاعات تجد صدى لدى منظمات (حقوق الانسان) حول قيام النظام العراقي بقتل 70 الف انسان كل سنة بدون ان يلاحظ احد. ولكن رغم كل ما يقال عن النظام، فإن الزائر الذي كان يمر في بغداد في التسعينيات لم يكن يرى دبابات او مفخخات او اختطافات او ضربات جوية او نقص في الوقود او الكهرباء او معسكرات اعتقال كبيرة . وكما قال مايك وتني "لم يكن لصدام نية تفكيك الدولة والجيش والمؤسسات المدنية ، ولا نهب المتاحف او قتل المدرسين والمفكرين ، او التطهير العرقي للمسحييين والسنة ، او اثارة العنف بين المذاهب.
لم يكن لصدام خطط زيادة سوء التغذية ولا تخفيض تدفق الماء النظيف ولا قطع الكهرباء او ازالة شبكة الحماية الاجتماعية زيادة الفقر والبطالة، او وضع العراقي ضدالعراقي في معركة ضارية للبقاء.
لم يتبن صدام نظرية المحافظين الجدد حول الدمار الخلاق، التي دفعت بشعب كامل الى الفوضى بتخريب النسيج الاجتماعي العراقي وادت بالناس الى اللجوء الى الميليشيات من اجل أمانهم. "
ان الحقيقة هي ان اقتراب ذروة الانتاج النفطي العالمي تهدد في اضعاف القوة الامريكية ومن هنا لم يكن يسمح لعراق صدام ، وهي دولة نفطية غنية ومستقلة في اهم بقعة ستراتيجية في العالم ان تستمر في البقاء.
ولكن المقاومة الشرسة للاحتلال اجبرت الولايات المتحدة الى اللجوء الى خطتها البديلة (رسميا لم يكن لديها خطة بديلة) . في هذه الخطة يحدث شيء مثل الخطة التي اقترحها عوديد ينون لبلقنة البلاد.
ينبغي تفكيك الدول المستقلة القائمة ، الى دويلات ضعيفة اقرب الى المحميات. التفاصيل قد تختلف ولكن تفكيك يوغسلافيا خدم بدون شك كنموذج.
كتبت ديانا جونستون "في التسعينيات لم يعد المجتمع الدولي الذي تقووده الولايات المتحدة مهتما ببناء الأمم، بل أن تدمير الدول كان هو الشكل المناسب للتوافق مع متطلبات العولمة الاقتصادية (كتاب "حرب الأغبياء الصليبية: يوغسلافيا والناتو واوهام الغرب" للكاتبة ديانا جونستون 2002). ومن اجل هذه الغاية ،ـ في العراق كما في يوغسلافيا، تحالفت الولايات المتحدة مع "مفككي الدول" و زعماء الطائفية، وهي تنادي علنا باحترامها للسيادة الوطنية.
ومن ازالة اي سوء فهم، اوضح منظرو المحافظين الجدد بقولهم "التوترات الطائفية "الطبيعية" سوف تتصاعد في غياب دولة قمعية لاخضاعهم. ولهذا السبب ، وتحت قيادتهم الحميدة (المحافظين الجدد) سوف يترك العراق ليتحلل الى مكوناته الاثنية.

العراق يقاوم
بعد قصف العراق في 1991، كان اعلان جورج بوش الاب عن "نظام عالمي جديد" من الهيمنة الامريكية، تبنت منابر السياسة الخارجية، فكرة الغاء الدول.
في الواقع، إن فرض نموذج التقدم الغربي على العالم بعد الحرب العالمية الثانية هو الذي انهى استقلال الدول التقليدي. 
الايديولوجية (الجديدة) كانت ببساطة الاعتراف بالحقائق على الارض.
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، توقع دعاة فكرة اللا دولة وهم يحتفلون بذلك الانهيار، اقتراب (نهاية التاريخ) الذي سيرى كل شعوب العالم تندمج في حياة استهلاكية رأسمالية مدينية معولمة.
وهكذا فإن "التنوع الفوضوي للثقافات والقيم والمعتقدات التي كانت سببا للصراعات في الماضي" سوف تزول بعملية التوحد السياسي والثقافي. مازال الوقت مبكرا لتخمين نهاية لهذه الرؤية الهاذية، ولكن في كل انحاء العالم ، يكافح الناس لصنع مستقبلهم ، بدون الاستماع الى نصيحة الصفوة المتفوقة.
في العراق، الوعي بالصورة الكبيرة اكبر منه في اي مكان آخر. ولهذا لم يتحقق الانهيار في صراع طائفي شامل. وبينما تتصاعد المقاومة المسلحة في صراعها ضد الولايات المتحدة فهي ايضا تواجه الارهابيين الجهاديين السلفيين ، وهناك حلية تعلق في الرقبة اصبحت شديدة الرواج بين العراقيين تراها على الارصفة وفي التلفزيون في اعناق المذيعات وهن يقرأن نشرة الاخبار، الحلية بشكل خارطة العراق.
وحين بثت محطات التلفزيون صور الشباب الذي يحمل الكلاشينكوف ويقف كتفا لكتف في مواجهة اقوى جيش في العراق في الفلوجة، كانت الصور ترمز لمقاومة اسطورية. ولكن الى جانب المقاومة المسلحة، فإن الصحفيين والمفكرين والنقابات والعراقيين من كل الطبقات وكل في مجاله، يواجهون الهيمنة العسكرية الشركاتية. وعلى كل انسان ذي ضمير ان ينضم اليهم.

فيديو خطير .. ضابطة CIA : دبرنا احداث 11 من سبتمبر واضطرابات اليمن والعراق

اذا كنت تريد معرفة حقيقة أحداث 11 من سبتمبر في امريكا فان رواية ضابطة الاتصال في المخابرات الامريكية والتى شكلت حلقة اتصال بين المخابرات الامريكية والعراقية قلبت كل المفاهيم التى روج لها الاعلام.
فالسيدة سيوزن لنداور ضابطة الاتصال بالاستخبارات الأمريكية قررت ان تخرج عن صمتها ولم يعجبها ماتفعله حكومتها بشعوب العالم  فتقدمت الى الكونجرس لتدلي بشهادتها فرفضوا وأغروها بالمال فرفضت ثم حاولوا إغتيالها بحادثتي سيارة فنجت ثم حكموا عليها بالسجن خمسة وعشربن عاما وبضغط من الرأى العام الامريكى وهيئة الدفاع خرجت بعد عام وقررت الانتقام والاعتراف بما عرفته وشاهدته في ستة حلقات اسمع ماقالته عن الاحداث وعن سفينة كول في اليمن وعن حادثة لوكربي التي اتهموا ليبيا "وشهد شاهد من أهلها"
ويدور ملخص الفيديوهات حول : 
*وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) خاضعة للموساد الإسرائيلية!!
*أحداث برج التجارة والطائرة ولوكيربي والمدمرة كول وأسلحة الدمار الشامل في العراق من صنع الموساد الإسرائيلي
*شركات تأمين يابانية دفعت سبعة مليارات دولار تعويضات برج التجارة لرجل الأعمال الأمريكي (لاري سلفرس تاين) وهو صهيوني صديق لشارون وكان وقع عقد التأمين قبل شهر من التفجيرات وتجاهل التأمين مع الشركات الأمريكية التي يملكها اليهود لتحميل التأمين على الشركات اليابانية 
*رجل الأعمال هذا كان يفطر يوميا في مكتبة بمركز التجارة ولم يتغيب عن العمل الا يوم التفجير فقد تغيب مع ولديه 
** الخلاصة :
١١ سبتمبر ومدمرة كول وطائرة لوكيربي وأسلحة الدمار الشامل احداث اصطنعها الموساد لتبرير التدخلات الأمريكية لمصلحة إسرائيل.

الحلقة الاولى
في الحلقة الأولى تروي سوزان لينداور -- ضابط ارتباط لدى الـ CIA سابقا -- قصة تجنيدها من قبل الاستخبارات الأمريكية في مطلع تسعينات القرن المنصرم وتوضح لماذا وقع الاختيار عليها هي بالذات لإقامة اتصالات سرية مستمرة مع موظفي الممثلية العراقية والليبية في الأمم المتحدة. كما يدور الحديث عن حادثة تفجير طائرة "بان أميركان" في سماء لوكربي حيث تبين لينداور من كان يقف حقا وراء هذه العملية, ما يدحض تماما الرواية الرسمية حول تورط نظام القذافي في هذه الحادثة.
الحلفة الثانية

في الحلقة الثانية تتحدث سوزان لينداور -- ضابط اتصال لدى CIA -- عن لقائها مع ريتشارد فيوز المشرف عليها من CIA في أبريل عام 2001 الذي طلب منها التوجه إلى الدبلوماسيين العراقيين في الأمم المتحدة وإخبارهم بأنهم يبحثون " عن أية معلومات استخبارية تخص التحضير لخطف طائرات ركاب... المطلوب معلومات عن طائرات يمكن تلغيمها بالمتفجرات"... وأنهم يعتقدون بأن "هدف الإرهابيين ربما هما البرجان التوأمان لمبنى مركز التجارة العالمي... وأن يحدث مثلاً صدام بالطائرات للمباني أو استخدام الطائرة كقنبلة لضربها...". وتروي لينداور ماذا كانت رسالة القادة العليا في الولايات المتحدة إلى العراق وما هي الشروط التي وضعتها لتفادي الحرب التي تم الاعداد لها قبل أحداث سبتمبر 2001. ثم تتحدث لينداور بشكل مستفيض عن اتصالاتها الشخصية والمستمرة بكبار المسؤولين الأمريكيين سعيا منها لإقناعهم باتخاذ إجراءات أمنية طارئة ووضع منظومات دفاع جوي على سطح برجي مركز التجارة العالمي ورفع مستوى الخطر الأمني إلى أقصى درجة. 

الحلقة الثالثة

في الحلقة الثالثة المخصصة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر تتحدث سوزان لينداور عن اتصال ضابط CIA المشرف عليها ريتشارد فيوز بها الذي قال لها أن "هناك من قام بتصوير الطائرة الأولى وهي تصطدم بأحد برجي مركز التجارة العالمي. وتبين لاحقا بعد توقيفهم والتحقيق معهم من قبل FBI إنهم على اتصال بالموساد. كانوا يقفون غير بعيد عن مباني مركز التجارة وينتظرون منذ الصباح مزودين بكاميرات، وعلى استعداد في أي لحظة لبدء تصوير اصطدام الطائرات بناطحات السحاب! ". ثم تتحدث لينداور عن محاولة تجنيدها من قبل الموساد وهي في طريق العودة من العراق وبحوزتها ملفات سرية للغاية، حيث عرضوا عليها مبلغا ضخما مقابل تسليمها.

الحلقة الرابعة

في الحلقة الرابعة تتحدث سوزان لينداور عن "سيارات (الفان) الغريبة" التي كانت تدخل المرآب الخاص بمباني مركز التجارة العالمي قبيل وقوع أحداث سبتمبر. و"كانت تحمل مواد متفجرة زرعت في أماكن محددة من البرجين" حسب كلام ضيفتنا. وتتحث لينداور عن المصدر الذي أخبرها بتسجيلات كاميرات المرآب التي رصدت دخول السيارات وتم التكتم عليها من قبل أجهزة الأمن الأمريكية. 

الحلقة الخامسة

في الحلقة الخامسة تتحدث سوزان لينداور عن اعتقالها من قبل عناصر FBI بعيد مطالبتها بالمثول أمام لجنة التحقيق في أحداث 11 سبتمبر 2001 التي عقدها الكونغرس الأمريكي، حيث تم اعتقالها دون توجيه أي تهم رسميا لها اعتمادا على ما عرف بقانون المواطنة (باتريوت أكت). وتقول لينداور إن الغرض من اعتقالها كان اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية حيث كان جورج بوش الأبن مرشحا لولاية ثانية، لذلك لو سمحوا لها بالتحدث أمام الكونغرس حول التحذيرات والمعرفة المسبقة بأحداث سبتمبر لما تمت إعادة ترشيح بوش الابن لولاية ثانية. وقيل لها بشكل مباشر: " ستبقين رهن الحبس حتى الانتخابات. وبعد الانتخابات، أي بعد أن تهدأ الضجة السياسية، سوف نجد وسيلة لتبرئتك. ولكن عليك أن تلزمي الصمت. إذا لزمت الصمت ولم تزعجي أحداً ولم تثرثرى بشيء سنسحب كل الاتهامات ضدك بعد الانتخابات مباشرة"... ثم تروي لينداور تفاصيل مثيرة حول الرشى الكبيرة التي حصل عليها مشرفاها بول هوفن وريتشارد فيوز مقابل سكوتهما.

الحلقة السادسة

في الحلقة الخامسة والأخيرة تتحدث سوزان لينداور عن سجنها في قاعدة عسكرية دون توجيه أي تهمة لها لمدة سنة ونصف. كما تكشف الأسباب التي جعلت القضاء الأمريكي يرفض بشكل قطعي طلبها في اجراء جلسات قضائية علنية ويتهمها بالتطرف الديني وهوس المعاداة للنظام الاجتماعي السياسي القائم في الولايات المتحدة. من جهة أخرى تتحدث لينداور عن الحملة الواسعة التي نظمها المدونون والإذاعة البديلة دعما لها ما ساعد في إيصال قضيتها إلى الرأي العام وإجبار القضاء الأمريكي على التراجع. في الختام تروى لينداور قصة حادثتين تعرضت لهما بعد خروجها من السجن بكفالة لم يكن ثمة أي شك في أنها كانت محاولات لتدبير حادث سير يودي بحياتها على أن تبدو وكأنها حادثة مأساوية اعتيادية.