01 يوليو 2014

بيان تنسيقية الصحفيين والاعلاميين في مصر بشأن اعتقال الكاتب الصحفي مجدي حسين

 
تدين تنسيقية الصحفيين والاعلاميين في مصر اعتقال الكاتب الصحفي الكبير مجدي حسين رئيس تحرير جريدة الشعب ، ورئيس حزب الاستقلال ، فجر اليوم من منزله دون اذن من النيابة العامة ، ومداهمة منزل ضياء الصاوي الصحفي بجريدة الشعب واختطاف شقيقه كرهن الاعتقال لحين تسليمه لنفسه ، مؤكدة أن استخدام عبد الفتاح السيسي لزوار الفجر بحق المصريين وخاصة قيادات العمل المهني والنقابي والسياسي الثوري جريمة مكتملة الاركان. إن التنسيقية وهي تتابع تلك الاعتقالات الاثمة وتلك المداهمات الارهابية وتلك الاحكام الجائرة الباطلة ، المتواصلة بحق ابناء بلاط صاحبة الجلالة وفرسان الحقيقة منذ الانقلاب العسكري الدموي ، وقبيل انتفاضة 3 يوليو التي دعا اليها الثوار ، تحذر من ملامح مؤامرة انقلابية جديدة لقمع الحقيقة في تلك الايام ، وتغييبها عن الناس ، وتطالب الجميع بحماية الصحفيين الميدانيين المكلفين بالتغطية.
إننا نطالب الزميل جلال عارف رئيس المجلس الاعلي للصحافة باتخاذ موقف واضح أو الاستقالة من موقعه احتراما لتاريخه ولعدم المشاركة في مثل تلك الجرائم ، ونؤكد أنه حتى الان يتحمل وضياء رشوان نقيب الصحفيين المسئولية الكاملة عن استمرار عصابة الانقلاب ، واذراعها القمعية في عقاب الصحفيين والاعلاميين بكل قسوة وعنصرية ، ونؤكد أن تلك الجرائم التي ساهمت في اسقاط مبارك ، ستسقط مبارك الثاني عبد الفتاح السيسي ، والصمت عليها سيسقط اشباه مكرم محمد أحمد مجددا .
إن مجدي حسين الذي تكرهه اسرائيل لرفضه لكامب ديفيد ، من العار ان يعتقل في وطنه اللهم الا اذا كان نظام كامب ديفيد هو الحاكم وصديق اسرائيل هو صاحب اصدار القرار ، وان كل الصحفيين الذين يقفون خلف اسوار القمع باحكام جائرة او بقرارات حبس احتياطي مفتوح إنما هم دليل ادانة لتلك العصابة الفاشلة العسكرية المنقلبة ، أما دماء شهداء الصحفيين والاعلاميين العشرة فهي طريق القتلة الي القصاص العادل .
إننا نطالب بتعليق كافة الاجراءات غير القانونية أو الدستورية التي اتخذت بحق الصحفيين منذ 3 يوليو 2013 ، وفتح تحقيق قضائي في قضايا قتل 10 صحفيين واعلاميين على أيدي مليشيات السيسي ، ونحمل الجنرال السيسي وكل من ساعده من الصحفيين مسئولية كافة الجرائم التي ارتكبت ولازالت ضد الصحفيين والاعلاميين في مصر منذ قيامه بالانقلاب ، فالصحافة ليست جريمة ، وكل القضايا المفبركة التي أحيل بها العشرات من رموز المهنة والعمل النقابي الي المعتقلات والمحاكمات تتناقض مع حرية الصحافة ورسالتها ، وتعبر عن انتكاسة كبري تضع مصر في مصاف جمهوريات الموز.
الموقعون علي البيان
صحفيون ضد الانقلاب
لجنة الاداء النقابي
صحفيون من اجل الاصلاح 
انا صحفي مش مجرم
اعلاميون ضد الانقلاب
اعلاميون من اجل التغيير
عاش كفاح الصحفيين .. عاشت مصر حرة مستقلة
القاهرة 
الثلاثاء 1يوليو 2014

عام من الانقلاب: دعوة لمواصلة الثورة السلمية والإفراج عن مصر

مرَّ عام على الانقلاب العسكري الغاشم على أول رئيس مدنى منتخب في تاريخ مصر، وكان الشعار المعلن لهذا الانقلاب الدموي حماية مصر من الانقسام، وهو هو الانقسام الذى صنعته أجهزة المخابرات وأذرعها الإعلامية والنخبوية ق تعمق وتجذر في المجتمع، بفضل آلة عسكرية وأمنية وقضائية وإعلامية ونخبوية، اختطفت البلاد، ولا تراعي مصلحة الوطن، ولا تحترم حق المصريين في تقرير مصيرهم.
لقد شهدت مصر خلال عام واحد عاشته في ظل هذا الانقلاب ما لم تشهده طيلة تاريخها، وحتى فى أعتي عصور الاستعمار، إذ أهدرت كرامة المواطن، وحقه في الحياة، والرأي والمشاركة السياسية، بل أُهدرت قدسية دور العبادة، وارتقى آلاف الأبرياء شهداء، واكتظت السجون بأكثر من 40 ألف معتقل سياسي، وشُرد عشرات الآلآف من أعمالهم وبيوتهم، واغتصبت الحرائر في السجون، واُستحل الدم الحرام، واُنتهكت الشرعية الديمقراطية.
عام سقطت فيه كل أقنعة الانقلاب، فالنظام الذي يقول إنه جاء بالتظاهر، يجرم التظاهر، والنظام الذي يقول إنه جاء ليحترم حرية الرأي والتعبير، يقتل من يمارس حقه في الرأي والتعبير، والنظام الذي يزعم أنه جاء تلبية لغضب شعبي من ارتفاع الأسعار خاصة فى المحروقات والكهرباء، نرى الأزمة قد تفاقمت في عهده أضعاف ما كانت عليه، والنظام الذي يقول إنه جاء لمنع إقصاء تيارات المجتمعالمتنوعة من العمل السياسي يكاد يُقصى أكثر من نصف المجتمع، ويطارد أبناءه بمحاكمات صورية، وقضايا ملفقة.
والنظام الذي قال إنه جاء ليحمى الديمقراطية يسجن كل من يخالفه في الرأي بمن فيهم أولئك الذين استطاع خداعهم، فشاركوا معه في "مؤامرة 30 يونيو" التي استمرت ست ساعات، وُزعت فيها على "الثوار" (!) المثلجات والهدايا بالطائرات بينما كان نصف الحضور جنودا، وكان المخطط لهذه الثورة (الوهمية) أجهزة مخابرات وشرطة وقضاء وعسكر وإعلام، على عكس طبيعة الثورات التي تقوم عادة ضد تلك السلطات.
والآن، مضى قرابة عام على هذا الانقلاب الفاجر، وقد قُتل على إثره أكثر من عشرة صحفيين وإعلاميين، وسجن قرابة 40 صحفيا وإعلاميا بينهم صحفيات، واقتحمت أجهزة الأمن المدججة بالبلطجية الصحف والمنابر الإعلامية المعارضة لها كأنها أوكار للجريمة، وأغلقتها، وشردت العاملين فيها، كما جري تكميم الأفواه، وكل منافذ الرأي، مع مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبار كل أشكال التجمع والاحتجاج السلمي أعمالا إرهابية منافية للقانون، وهى الإجراءات التي لم تحدث طيلة تاريخ مصر الحديث، و حتى في أثناء الحرب مع العدو الصهيونى.
والأمر هكذا، تؤكد حركة "صحفيون ضد الانقلاب" (صدق) موقفها السابق من أنها لا تعترف بهذا الانقلاب، ولا ما ترتب عليه من آثار، وتحمل المسئولين عن القيام به، الثمن الباهظ الذي دفعته مصر ثمنا له، من سمعتها وتقدمها وأرواح أبنائها ودمائهم وأرزاقهم وأعمارهم، وتشدد على أن القائمين بالانقلاب لن يفلتوا بجريمتهم من العقاب مهما طال الزمن.
وتدعو "صدق" سائر المواطنين الأحرار والشرفاء إلى مواصلة ثورتهم السلمية ضد هذا الانقلاب الدموي، وتوجه الدعوة إلى المشاركين فيه، والساكتين عنه، إلى مراجعة مواقفهم، والتطهر منه، والانضمام إلى صفوف الثوار، في مواجهة أكبر نكبة منيت بها مصر في تاريخها الحديث، وهل هناك أكبر من قطع المسار التنموي الديمقرطي، وإجهاض التجربة الديمقراطية الوليدة، وممارسة سياسات الإقصاء والتمييز والعنصرية، واستحلال أرواح المواطنين وكرامتهم، باتهامات ملفقة وواهية؟
كما تطالب "صحفيون ضد الانقلاب" بالعمل على وحدة قوى ثورة 25 يناير من جديد، على قواسم ومباديء مشتركة، أبرزها استرداد المسار الثوري الديمقراطي المدني، وإبطال كل آثار الانقلاب، كالتلاعب بنتائج الانتحابات الرئاسية في عام 2012، والعبث بالدستور، وإطلاق سراح المعتقلين، والقصاص من القتلة، والامتناع عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية المزمعة، ووقف العمل بالقوانين الفاشية التي صدرت كقانون "منع التظاهر"، وقانون "مد الحبس الاحتياطي"، وقانون قصر الاعتراض القانوني على العقود على طرفي التعاقد.. إلخ.
وتدعو الحركة الشعب المصري إلى وحدة الصف، وتقوية اللحمة، والاجتماع على كلمة سواء، كما تدعو سائر الإعلاميين والصحفيين إلى التحرك القوى لدعم الحراك الشعبي المطالب بعودة المسار الديمقراطى، والإفراج عن مصر، وإطلاق سراحها من ربقة التنظيم العصابي الذي اختطفها، ولا يكاد عدد أفراده يزيد على الألف، موزعين على أجهزة الدولة المختلفة كالعسكر والشرطة والقضاء والإعلام ورجال الأعمال.
وعاشت مصر حرة ديمقراطية.. يسقط يسقط "حكم العسكر".
حركة "صحفيون ضد الانقلاب" (صدق) 
القاهرة - الثلاثاء 1 يوليو 2014

30 يونيو 2014

" آسوشيتدبرس": عهد "السيسي" تتآكل فيه الحريات بوتيرة مسرعة

"في زمن تآكل فيه حرية التعبير بوتيرة مسرعة وجهت السلطات آخر ضربة للنشطاء الليبراليين " هكذا علقت وكالة "الآسوشيتد برس "- الأمريكية – علي اعلان محكمة استئناف القاهرة يوم 22 من يوليو موعدًا لاعادة محاكمة الناشط السياسي البارز علاء عبد الفتاح و25 آخرين فى القضية المعروفة إعلاميا بـ"أحداث مجلس الشورى" والتى وقعت فى نوفمبر الماضي. ووصفت الوكالة الحكم الخاص بعبد الفتاح وزملائه " بالأشد " ما بين تلك الأحكام التي فرضت علي أي من النشطاء العلمانيين الذين ساهموا في الإطاحة بالرئيس الأسبق مبارك . كما أنه أول إدانة لناشط سياسي بارز منذ تولي السيسي سُدة الحكم . وكانت المحكمة قد قضت بسجنهم 15 عامًا وتغريمهم جميعا مبلغ 100 ألف جنيه، وقررت المحكمة وضعهم تحت المراقبه لمدة 5 سنوات. وعلقت الآسوشيتد برس " علي ميثاق الشرف الدعوي الذي أعلنته وزارة الأوقاف والذي يقضي بضبط المساجد والأئمة ، ويحدد ضوابط استخراج تصاريح الخطابة ، قائلة " إن القيود التي ستفرضها الدولة علي الخطاب الديني في الشهر الكريم لتصبح موضوعاته منحصرة تحت عنوان " الإيمان والأخلاق " ،آخر اجراء تتخذه السلطات لإحكام قبضتها علي المساجد للحيلولة دون استغلال خصومها للمنابر في أغراض سياسية. ورأت أنَّ هذا التصريح يعد خطوة أخري في حملة السلطات علي جماعة " الإخوان المسلمين"، واجراء يحد من حرية التعبير في بلد تشهد حالة من الاستقطاب العميق . وأشارتْ إلي قول محمد مختار جمعة وزير الأوقاف "بإنَّ القرار يهدف إلي ضمان أنَّ الخطاب الديني خلال الشهر المبارك يعمل علي " وحدة الأمة وليس انقسامها"" وأضاف بأنَّ الخطاب الديني خلال الفترة الماضية تم " استغلاله" لخدمة أغراض سياسية في إشارة منه للحكومة السابقة في عهد الرئيس محمد مرسي . قائلاً :" إن الخطاب الديني يُستغل سياسيًا مما يؤثر علي الجانب الأخلاقي ...الآن نحن في سباق مع الزمن لمحاولة استعادة الأخلاق " قائًلا للصحفيين خلال اليوم الأول من الشهر الكريم . وأوضحت "الوكالة" أنَّ السلطات استغلت العديد من الاجراءات في حملة المداهمات التي تستهدف جماعة " الإخوان المسلمين" التي أُعلنت منظمة "إرهابية" وتم تجميد أصول بعض أعضائها . فضلاً عن تمرير الحكومة قانواً لتقييد حرية التظاهر. ورأت " الآسوشيتدبرس أن الكيفية التي ستُطبق بها السلطات تلك الاجراءات ليست واضحة علي الاطلاق . لافتًا إلي منع ما يزيد عن 12,000 داعية مستقل من إلقاء الخطب بالمساجد خلال الأشهر الماضية . وأوضحت أنَّ الموقع الرسمي لوزارة الأوقاف قال بإنها ترسل الخطوط العريضة لمضمون خطب صلاة الجمعة أسبوعيًا . وأي شخص يجرؤ علي الخروج عنها مهدد بحرمانه من الخطابة في بلد يزيد عدد المساجد فيها عن 100,00 مسجداً . وقالت "الوكالة الأمريكية" بإنَّ الحملة الانتخابية للسيسي كانت قد أكدت علي أنَّ الخطاب الديني بحاجة إلي إعادة هيكلته من جديد قائًلة بإنَّ اطلاق العنان لحرية التعبير في مجال الخطاب الديني قد ساعد علي انتشار التطرف ،مشيرةً إلي اعتماد الجماعات الإسلامية علي المساجد لتجنيد أعضاء جدد فيها ، والحشد من أجل المواقف السياسية قبل أية عملية تصويت . وتابعت أنَّه منذ أن تمت الإطاحة بمرسي ، سعت وزارة الأوقاف لاستبعاد خطباء المساجد المناصرين للإسلاميين ووضعت محاور رئيسية يلتزم بها الخطباء يوم الجمعة . وذكرت أنَّ وزارة الأوقاف قالت بإنَّ الاعتكاف في المساجد لن يُسمح به سوي في المساجد المركزية والتي تخضع لاشرافها كما لن يُسمح إلاَّ باستضافة المصلين المقيمين في نفس الحي . وقالت "الوكالة الأمريكية" بإنَّ خطبة الجمعة الماضية تناولت موضوع "ترشيد الاستهلاك" فقط بعدما أشار السيسي إلي حاجة البلاد إلي مساندة المصريين وجهودهم في التقشف من أجل النهوض بالحالة المُتعثرة للبلاد . وقال وزير الأوقاف بإنَّ هناك 50،000 خطيب مُرخص لهم سينتشرون في جميع أنحاء البلاد لإقامة صلاة التراويح في رمضان وأشارت الوكالة إلي أن وزارة الأوقاف كانت قد منعت كل الوعاظ الغير مرخص لهم من الخطابة .وأكدت علي حظر إقامة صلاة الجمعة في الزوايا التي يبلغ عددها الآلاف .

29 يونيو 2014

أول تعليق من «باسم يوسف» بعد كشف مهزلة "العلاج بالكفتة"

سخر الإعلامى باسم يوسف، عبر حسابه على تويتر، من تأجيل إعلان القوات المسلحة عن جهاز علاج فيروس سى والإيدز “سي سي دى”، كما دشن هاشتاجا للسخرية.
وكتب باسم يوسف، “فات الميعاد”، وكان يوسف دائم السخرية من اختراع القوات المسلحة، وذلك في برنامج “البرنامج” قبل ايقافه ومنعه من العرض.
وكما كان متوقعا، وبعد اتضاح كذب مزاعم القوات المسلحة المصرية في العلاج من فيروس سي والايدز وانفلونزا الخنازير، والمتاجرة بامراض وآلام الفقراء والغلابة من المصريين، اعلنت القوات المسلحة تأجيل الاعلان عن العلاج من فيروس سي لمدة 6 شهور اخرى بزعم التأكد من امان وصلاحية الجهاز!.
وكان قد أعلن العقيد تيسير عبدالعال، استشاري المناعة بالقوات المسلحة، أحد أعضاء الفريق الطبي لاختراع «جهاز علاج فيروس سي والإيدز»، إنه لن يتم استقبال مرضى من المواطنين في 30 يونيو الجاري، وإنما سيتم استقبال عينة محددة لاستكمال البحوث.
وأضاف «عبدالعال»، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الفريق الطبي بمجمع كوبري القبة الطبي العسكري، السبت، أن اللجنة الطبية المشرفة على الجهاز أوصت بضرورة توسيع العينة التي يشملها البحث، لمدة 6 أشهر أخرى.
وكان الدكتور أحمد مؤنس، عضو الفريق الطبي لاختراع جهاز علاج الإيدز وفيروس «سي»، وأستاذ الجهاز الهضمي والكبد بجامعة عين شمس، أعلن منذ يومين إنه سيتم الإعلان، عن تفاصيل وتكاليف العلاج بالإختراع في 30 يونيو، قائلًا: «القوات المسلحة ستوفي بوعدها، وستعلن 30 يونيو عن طريقة العلاج وأماكنه» على حسب قوله.
يذكر أن القوات المسلحة نظمت مؤتمرا صحفياً عالمياً بمقر المركز الصحفى لإدارة الشؤون المعنوية لإزاحة الستار عن الاكتشاف الهام الذى يعد اضافة حياة البشرية وثورة علاجية, على يد أبناء نصر أكتوبر, ويتمثل فى اختراع وتصميم جهاز للكشف عن فيروس التهاب الكبد الوبائي c والإيدز، وعلاج تلك الفيروسات، وحضر المؤتمر الرئيس المؤقت حينها عدلى منصور، والرئيس الحالي المشير عبد الفتاح السيسي.
وأعلن اللواء الدكتور إبراهيم عبد العاطي، صاحب الكشف العلاجي، عن نجاح هذا الاكتشاف في علاج الإيدز وفيروس سي بنسب قاربت 100%، وبدء العلاج به يوم 30 يونيو 2014 في مستشفيات القوات المسلحة.
يذكر أن مصر تحتل المرتبة الأولى في قائمة مرضى الفيروس الكبدي «سي» على مستوى العالم وكذلك العالم العربي بنسبة تقارب الـ 20 في المائة من جملة المصريين.
وقد تم التغطية على الفضيحة العالمية بعدة انفجارات وعمليات ارهابية، اولها صباح اليوم، حيث شهدت مدينة 6 أكتوبر انفجارا مدويا صباح اليوم السبت، فى سنترال خلف نقابة المهندسين بشارع جمال عبد الناصر، أسفر عن مصرع ابنة وزوجة الخفير المكلف بحراسة السنترال.

فيديو .. مذيعة : نفسى كل مسلم يحرق المصحف ويدوسه برجليه



فيديو ..زوجة تروي تفاصيل اغتصابها بمقر أمن الدولة للاعتراف بجرائم وهمية لزوجها المعتقل



الكلاب الضالة تجاوزت الحدود..
بلطجية السفاح يغتصبون الفتيات فى السجون لمنعهن من التظاهر

الشعب : شيماء مصطفى

>دشقيق المعتقلة «جهاد الخياط»: أختى تعرضت لاعتداء وحشى فى باحات «القناطر».. وممنوعة من الخروج حتى لا تفضح الانقلابيين
>>حالتا اغتصاب موثقتان.. الأولى تم إجهاضها بعد خروجها..والثانية اغتصبت من أمين شرطة فى قسم البساتين
>>زوجة «البلتاجى»: نزعوا عنى حجابى وضربونى.. واعتداءات كبيرة تتعرض لها النساء فى السجون
«الكلاب الضالة» أقل الأوصاف التى يمكن أن نصف بها السفاح عبدالفتاح السيسى وميليشياته الدموية بعد ورود أنباء عن اغتصاب وتعذيب بعض الفتيات اللواتى تم اعتقالهن داخل سجون الانقلاب فى محاولة لإجبارهن على الإدلاء بمعلومات، أو ترهيبهن من التظاهر أو معارضة الانقلاب العسكرى الوحشى، وهو منهج جديد من مناهج الانقلاب الحقيرة والقذرة التى يتبعونها بعد الفشل فى السيطرة على الشارع.
فقد قال «إبراهيم الخياط» الأخ الأكبرلـ«جهاد الخياط»التى اعتقلتها ميليشيات السفاح من مترو الأنفاق بتهمة حيازة شارة رابعة للجزيرة مباشر مصر: «تم التعدى على جهاد فتاة الـ١٨عاما، فى باحات سجن القناطر، وخشى الضباط عرضها على النيابة العامة ليخلى سبيلها فى ميعاد التجديد لأنها فى المستشفى».
وأضاف «الخياط»: سكوتنا بيقتلها ببطء؛فإنها تعرضت لاعتداء وحشى تسبب فى إصابات بالغة، ﻳﺪﻫﺎ اليمنى ﻣﻜﺴﻮﺭة ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺼﻢ ومجبسة، ﻭوجها متورممن الناحية ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ،كما أنها مجروحة ﻓﻰ ﻓﻜﻬﺎ جرحاخارجيا،ووجهها ملىءبالتورمات، كما أنها ﻻ تستطيع ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻌﻰ ﻭﻣﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻣﺶ طبيعية.
وتابع: «هذا بخلاف أشياء كثيرة منها عدم قدرة جهاد على الذهاب إلى دورة المياه، وهى الآن مرعوبة من أن تتكلم وتحكى ما حدث لهاوكل ما تقوله إنها سقطت من على السرير».
كما أشار «الخياط» إلى أن «جهاد» كان من المفترض أن تذهب لحضور جلسة الاستئناف إلا أنها ذهبت إلى المستشفى بين الحياة والموت من أثر التعذيب، منوها إلى أن جهاد هى الوحيدة فى قضيتها التى لا تزال محبوسة بينما خرج الـ3 أولادالذين تم القبض عليهم معها، وهذابسبب أن إصابتها خطيرة،كما أنهم منعوها من الخروج حتى لا تفضحهم.
وفى سياق متصل، أكدت مصادر عديدة ومتطابقة أن الكثير من الفتيات اللواتى تم اعتقالهن فى مصر تعرضن لاعتداءات جنسية، تضمنت الاغتصاب بالنسبة إلى بعضهن، فيما أكد نشطاء أن بعض الفتيات حملن وأجهضن بسبب الاغتصاب الذى تورط فيه إما عناصر من كلاب الشرطة وقوات الأمن، أو عناصر من البلطجية التابعين لوزارة الداخلية الانقلابية.
حيث كشف الناشط «عبد الرحمن المقداد»عضوائتلافشبابالثورةوشقيقأحدشهداء رابعة،عنبعضهذهالحالاتقائلا: وصلتنى معلومة مؤكدة عن وجود حالات اغتصاب لبنات وسيدات داخل الأقسام والسجون، وهناك حالتااغتصاب موثقتان؛ واحدة لبنت ألقى القبض عليها يوم مجزرة فض رابعة، وأفرج عنها منذ نحوشهر ونصف، وأجهضهاأهلها بعد خروجها، والثانية لبنت اغتصبت من أمين شرطة فى قسم البساتين واسمه «حسن شرارة» تم القبض عليها من مسيرة منذ نحوأسبوعوأفرج عنها بعد ليلة واحدة.
كما أكد الشيخ «خالد الشافعى»القيادى الإسلامى،هذه الواقعة نفسها، وقالإن معلومات وصلته من شخص معين نقلها عنه كالتالى: «أختان اغتصبتا فى محبسهما.. واحدة منهن حامل وهى التى اعتقلت يوم الفض والأخرى اعتقلت هذا الأسبوع من مسيرة واغتصبت فى الليلة نفسها».
وفى سياق متصل، كشفت زوجة القيادى الإسلامى «محمد البلتاجى»فور الإفراج عنها، عن اعتداءات كبيرة تتعرض لها النساء فى السجون، وقالت لوكالة أنباء الأناضول: «نزعواعنى حجابى وضربونى داخل السجن ولكننا صامدون».
ومن جهته، أكد الناشط المصرى والصحفى«عمرو فراج» وقوع العديد من حالات الاغتصاب، وكتب على صفحته على «فيسبوك»: «منالواضحبعدمزيدمنالتدقيق أن هناك حالات اغتصاب مؤكدة لبنات شريفات تمت فى أكثر من قسم شرطة وأكثر من سيارة ترحيلات وتحرش جسدى فى أكثر من مسيرة أو مظاهرة».
وتساءل «فراج»: «ماذاسنفعلبعدتوافرجميع تفاصيلتلكالحوادث؟هلمن جهة تتحرك لحماية شرف بنات مصر؟».
ومن جانبها،أفشت الناشطة الحقوقية «هبة دياب» لأول مرة أسرارا تتعلق بانتهاكات النظام المصرى ضد المرأة فى الأقسام والسجون، تؤكد اغتصاب الفتيات فى سجون الانقلاب،حيث قالت عبر صفحتها على «فيسبوك»:وصلتنى معلومة مؤكدة عن وجود حالات اغتصاب لبنات وسيدات داخل الأقسام والسجون».
وأوضحت «هبة» أن هناك حالتى اغتصاب موثقتان؛ واحدة لفتاة ألقى القبض عليها يوم مجزرة فض رابعة، وأفرج عنها منذ نحوشهر ونصف، وأجهضها أهلها بعد خروجها، والثانية لبنت اغتصبت من أمين شرطة فى قسم البساتين تم القبض عليها من مسيرة منذ نحوأسبوع وأفرج عنها بعد ليلة واحدة.
واختتمت الناشطة كلامها قائلة: «الأعراضتنتهكداخلالسجون،وبعدينيزعلواويقولكتفجيرمديريةأمنولاحرقعربيةبوكسعملإرهابى».
ويذكر أن سلطات الانقلاب قد صعدت من تعاملها مع الفتيات، حيث أشارت تقارير حقوقية إلى أن نسبة استهداف الفتيات فى التظاهرات المصرية ارتفعت بدرجة كبيرة بعد الإطاحة بالرئيس الشرعى محمد مرسى.
ونشر نشطاء عبر «فيسبوك» مجموعة من الصور والفيديوهات من أحداث جامعة الأزهر وكيفية تعامل قوات الأمن مع الفتيات سواء بالتحرش أو السحل والضرب.
كما أثارت واقعة ضرب فتيات الأزهر وسحل الفتاة المنتقبة ضجة كبيرة فى الأوساط الإسلامية وسط سكوت وتجاهل المنظمات الحقوقية التى كانت تدعى حقوق الإنسان والمرأة.
وتوقع خبراء سياسيون أن تتسبب هذه المشاهد والانتهاكات قد تتسبب فى الاحتراب الأهلى ومزيد من الاحتقان فى الأوساط الإسلامية المناهضة للانقلاب العسكرى فى ظل الصمت الغريب من المنظمات الحقوقية والأحزاب السياسية.

عبدالواحد البصري يكتب : داعش

كل وسائل الاعلام خصوصا الغربية منها مشغولة بداعش وانني على يقين ان اكثرهم مشغول بداعش اكثر مما هم مشغولون بمسابقات كرة القدم المقامة في البرازيل واكثر من مسابقات التنس العالمية المقامة في انكلترا 
الجميع يتهم داعش بارتكاب افضع الجرائم التي ارتكبت منذ ان قتل قابيل اخيه هابيل ابن ابينا ادم عليه السلام الى يومنا هذا ولكن ولا واحد يعرف من اين اتوا وكم عددهم ومن اي قبيلة واين يسكنون ومن يمدهم بالسلاح والمال واين يتدربون وما هي وسائل اعلامهم وكانهم فرنكشتاين او الذئب البشري 
حسب علاقاتي البسيطة بالناس والاحزاب والمنظمات والنوادي والجمعيات اعرف انا وكل اخواني الاعزاء حركة الاخوان المسلمين ونعرف تاريخهم وموءسس حركتهم كما نعرف الكثير من اعضاء الحركة وكذلك نعرف حزب البعث وموءسسه وتاريخه والكثير من اعضاءه وكذلك نعرف الوهابيين وموءسس حركتهم وتاريخهم كما نعرف الكثير من اعضاء حركتهم كما نعرف الحزب الشيوعي وتاريخه وموءسسه ونعرف الكثير من اعضاءه في بلداننا العربية كما نعرف الناصريين وحركتهم والكثير من اعضاءها ونعرف حزب التحرير وحركة فتح وحركة حماس والجهاد الاسلامي وحركة القوميين العرب واحزاب الاستقلال على امتداد الوطن العربي نعرف الكثير عن كل هذه الاحزاب و الحركات والمنظمات واعلامهم واعضاءهم فلم ننشغل يوما بكل هذه الاحزاب والحركات والمنظمات بمثل انشغالنا اليوم بداعش نحن والعالم اسره 
في يوم واحد اصدر الخائن احمد الجلبي قانون اجتثاث البعث فتعاونوا الخونة مع الاحتلال في قتل الالاف من ابناء الشعب المناهضين للاحتلال بتهمة البعث 
في يوم واحد اصدر السيسي قرار ضد حركة الاخوان في مصر فامتلئت السجون باخوان المسلمين 
في يوم واحد اجتاحت دولة الكيان الاسرائيلي قطاع غزة فقتلوا العشرات من حماس والجهاد وفي يوم دخلت رام الله واعتقلت نصف مجلس الشعب الفلسطيني في اول يوم دخل الاحتلال بغداد قتل واعتقل المئات من علماءنا فمن هم داعش الذين نسمع عن جرائمهم ولم نشاهد معتقلا واحدا منهم ؟
قبل خمسون عاما وجه الرئيس كندي انذارا الى كوبا لرفع الصواريخ السوفيتية من اراضي كوبا فارسلت كوبا رسالة الى الولايات المتحدة بان تلك الصواريخ قد تم رفعها ففي ذلك الزمان كانت الولايات المتحدة تملك من الوسائل ما يثبت عدم رفع الصواريخ فكلما قامت به هو ارسال صوره مأخوذة من قبل القمر الصناعي يظهر فيها الرئيس فيديل كاسترو وهو جالس على كرسي في الحديقة وجنبه كرة تنس صغيره وعبارة تقول ارفعوا الصواريخ والا وطبعا بحنكة الزعيم الخالد خروشيف تم رفع الصواريخ قبل خمسين سنه اقمارهم تصور كرة التنس واليوم وصلوا الى تصوير الابرة الصغيرة في يد تلميذة في الروضة فهل من المعقول انهم لا يعلمون من هي داعش ؟ بعد ان مل الناس من تهمة وهابي وصدامي وارهابي تحولوا الى داعش لمحاربة كل وطني وكل مناهض للاحتلال بهذه التهمة التي لقيت من اعداء الشعب العراقي واعلامهم الخبيث الاذان الصاغية 
فهل من المعقول ان حركة لم يعرف اعضاءها واعدادهم ومراكز تدريبهم وجهات تزويدهم بالمال والسلاح من قبل الوسائل العلمية الحديثة التي تمتلكها الولايات المتحدة واوربا وروسيا والصين واسرائيل فأصبح العالم يحارب مجهول وهل ممكن ان حركة مجهولة من قبل كل هذه الجهات تحتل نصف العراق في اسبوع ؟
نعم ان داعش موجودة ولكنها في خدمة الاحتلال كما ان القاعدة كانت موجودة ولكنها في خدمة ايران 
كل الاحزاب والحركات والمنظمات تتصل بافراد من الناس لتضمهم اليها فهل اتصل احد من داعش وطلب منكم الانضمام الى حركته ؟ طبعا لا والف لا 
ان الحركة الصهيونية والحركة الماسونية لا تقبلان انضمام عضو اليهما الا من كان شبيها لهما وكذلك ما اظنه ان داعش يفعلون ذلك في اختياراتهم ليبقوا طلسم لا يمكن حله وليبقى المغردون كل على تغريدته 
في ايام الخير في عهد المرحوم نوري السعيد كان الحاكم النعساني مسئول عن محاكمة السياسيين ودخل احد المتهمين قاعة المحكمة وبعد الاخذ والرد قال له الحاكم انت شيوعي فقال المتهم والله سيدي ما اعرف شنو الشيوعية بلكن اتفهمني قال له الحاكم انتم تطالبون بحقوق العمال وتدعون محاربة الاستعمار فقال له المتهم لو كنت ادري هذه هي الشيوعية لكنت شيوعيا من زمان 
ومن مهازل الاحتلال وعبيده يدعون ان داعش هي التي تقود ثورة العشائر ضد الحكم الغاشم في المنطقة الخضراء وضد الاحتلال الفارسي للعراق 
اقول لاخوتي الذين يتهمون الحكومة العميلة بالطائفية ان هذه الحكومة ليست شيعية بل اعداء للشيعة انهم يرسلون ابناء الشيعة لمقاتلة اخوانهم بدون علم ولا تدريب بل بمباركة المرجعية الفارسية وان هذه الحكومة لم تبني مدرسة في مناطق الشيعة ولا حتى صف واحد ولم تبني مستشفى ولا حتى ردهة واحدة ومناطق الشيعة محرومة من الماء والكهرباء والطرق والمواصلات وبقية الخدمات اكثر من مناطق السنة ولكن مناطق الشيعة تمتاز بحرية اللطم والزيارات وتفشي الجهل وزواج المتعة في حين ان المناطق السنية تمتاز بالاعتقالات والقتل على الهوية ورمي البراميل الحارقة على بيوتهم 
هذه هي حكومة المالكي تستحق اعظم تقدير من الاحتلال على اخلاصها في تطبيق غايته 
مع كل هذا الاخلاص فان المالكي لو تطلع روحه سوف لا يحصل على الجواز الامريكي ليهرب بامواله وعائلته الى الولايات المتحدة ولكن مصيره سيكون كما قالت له كوندارايس وزيرة خارجية بوش سنسلمك للشعب ليعلقك على عمود الكهرباء

محمد رفعت الدومي يكتب : مني مينا .. الصوت الصارخ في البريِّة !!


"حمَّاد الراوية" ، وهو أبو القاسم حماد بن أبي ليلى سابور ابن المبارك بن عبيد ، وهو أيضاً أعلم أهل زمانه بأيام العرب وأشعارهم وأنسابهم ولغاتهم ،، 
أخيراً ، وفي مفاجأة غير سارة للذين يصدقون كل ما جاء في تراث العرب كحقائق مقدسة لا يجوز فضلاً عن التشكيك فيها مجرد الدوران حولها ، كان "حماد" هذا ، هو الذي جمع القصائد السبع المعروفة تراثيَّاً بـ "المعلقات" ، تلك القصائد التي يزعمون حتي الآن أن العرب كانوا يعلقونها علي جدران الكعبة !! 
غير أن هذه السيرة الغنية لم تشفع للرجل عند التاريخ الذي لا تردعه عادةً مخاوف أو أطماع عن أن يضئ الناس من الأمام ومن الخلف ومن العمق ومن عمق الشرط الإنسانيِّ ، 
لقد بدأ "حماد الراوية" حياته لصاً ، حدث أن نقب ذات ليلة جداراً علي رجل وأخذ ماله ، وهنا حدثت وثبة من وثبات الصدفة المحضة كانت سبباً مباشراً لعثوره علي أبعاد شخصيته الكامنة ، إذ وجد في غنيمته بعضاً من شعر الأنصار، شعر "الأحوص بن محمد" تحديداً ، فاستطاب ذلك الشعر وحفظه ، ثم ترك اللصوصية وواظب علي طلب الشعر والأدب وأيام العرب ، وسار علي الدرب حتي وصل منعطف "حماد الراوية" الشهير!! 
هذا حتي الآن هو كلُّ شئ ، 
لكن ، ما علاقة هذا بـ "د. مني مينا" ؟! 
جاء في أغاني "أبي الفرج الأصفهانيِّ" ، أن "حماداً" سئل عن رأيه في شعر "الأخطل" فأجاب : 
"ما تسألوني عن رجلٍ قد حبَّبَ شعرُه إلىَّ النصرانية !! " 
"مني مينا" أيضاً ، وهي إحدي الأيقونات الأنثوية التي تلمع كالخنجر في ذاكرة ثورة "25 يناير" التي لفظت أنفاسها تماماً ، إصرارها علي حراسة جذور الإخلاص لمبادئها ، وسط جزيرة عائمة بالمتلونين ، تُحبِّبُ المرء في المسيحية ، وتؤكد أن موقف الكنيسة المصرية بكافة أطيافها ينسحب علي رعاة الكنيسة فقط لا علي المسيحية كعقيدة ،، 
وموقف الكنيسة المصرية ، مع الأخذ في الاعتبار أنها أكبر حزب سياسي في مصر الآن ، هو موقف يولد عادة في عزلة الإيمان بعقيدة ، أي عقيدة ، إلي درجة الامتلاء ، بل الرغبة في إقصاء الآخر ، لذلك لا يمكن أن يقيم لمفهوم الديمقراطية وزناً !! 
من أجل هذا ، تحت ضغط الرغبة البدينة في إقصاء الإخوان المسلمين ، أو بمعني أكثر دقة ، تحت ضغط الرغبة في تهدئة قلب مخاوفهم من حكم إسلاميِّ الطابع ، وضعت الكنيسة مذبحة "ماسبيرو" في جيب مهمل من جيوب ذاكرتها ، ووضعت أيضاً ، ومبكراً ، قدميها بكل بساطة في الماء الجديد الذي جري في النهر ، وهو خطأ باهظ ، وله ما بعده !! 
"د. مني مينا" سيدة أفق وعمق ، ما في ذلك شك ، لكن السؤال غير المتطلب ، هل صوتٌ كصوت السيدة "مني مينا" صالح للشدو في هذه المرحلة ؟! 
الإجابة بالتأكيد الزائد عن الحد هي لا ، فنحن أمام مرحلة خاصة لأصوات خاصة ، مرحلة لا يصلح لها إلا أصوات القادمات مؤخراً ، أو المُستقدمات علي وجه الدقة مؤخراً إلي السياسة من باب الدعارة وعُلب الليل و"وش البركة" ، للتشويش علي أي صوت يغرد خارج السرب الفاشل ، سرب "يبقي الحال كما ما هو عليه ، وعلي المتضرر اللجوء للمنافي أو الانسحاب من الحياة تماماً " .. 
ولا يخفي علي أحد أن كلَّ الأنبياء بدأوا رحلتهم نحو إحراز لقب "النبيِّ" برجل أو رجلين أو حتي عشرين ، فما ظنك برجل تقف خلفه دولة من أقصاها إلي أقصاها بإعلامها وقضائها وجيشها وآبائها الذين في المباحث وهيكلها الوظيفيِّ ومؤسساتها الروحية وعاهراتها ، مع ذلك ، ولسبب غير مفهوم ، لم يدَّعي النبوة حتي هذه اللحظة ؟! 
ويجب ألا يمنعنا الإعجاب بتواضعه شديد الفراشات ونكرانه الشديد للذات أن ننسي أن عدالة السماء هبطت ذات يوم علي استاد "باليرمو" و"مجدي عبد الغني" أحرز هدفاً في مرمي "هولندا" علي ما يبدو .. 
وما علاقة "حمَّاد الراوية" بالمرحلة ؟! 
الإجابة علي هذا السؤال تحتاج لتتضح نظرة صوفية ،، 
لقد ترك "حماد" السرقة هذا صحيح ، صحيح أيضاً أنه واظب حتي النهاية علي حراسة إخلاصه للسرقة من خلال عمله الجديد ، وهي سرقة من نوع آخر ، وأشد خطراً ، يقول عنه "ابن سلام" : 
"كان أول من جمع أشعار العرب وساق أحاديثهم "حماد الراوية" ، وكان غير موثوق به ، كان ينحل شعر الرجل غيره ويزيد في الأشعار" ،، 
ويقول "المفضل الضبِّيُّ" عنه : 
"قد سلط على الشعر من "حماد الراوية" ما أفسده ، فلا يصلح أبداً ، 
فقيل له : "وكيف ذاك ، أيخطئ في روايته أم يلحن ؟! 
قال : "ليته كان كذلك ، فإن أهل العلم يردون من أخطأ الصواب ، ولكنه رجل عالم بلغات العرب وأشعارهم ، ومذاهب الشعر ومعانيهم ، فلا يزال يقول الشعر يشبه به مذهب الرجل ، ويدخله في شعره ، ويُحمل ذلك عنه في الآفاق ، فتختلط أشعار القدماء ، ولا يتميز الصحيح منها إلا عند عالم ناقد ، وأين ذلك ؟! 
وقال "يونس" : "العجب لمن يأخذ عن "حماد" ، كان يكذب ويلحن ويكسر" ،، 
وشاية أخري أكثر رواجاً ،، 
اجتمع بدار الخليفة "المهدي" بـ"عيساباذ"عالمٌ من الرواة والعلماء بأيام العرب وآدابها وأشعارها ولغاتها ، إذ خرج بعض أصحاب الحاجب فدعا بـ "المفضل الضبِّيِّ " الراوية فدخل ، فمكث ملياً ثم خرج ذلك الرجل بعينه فدعا بـ "حماد الراوية" ، فمكث ملياً ثم خرج إلينا ومعه "حماد" و "المفضل" جميعاً ، وقد بان في وجه "حمَّاد" الانكسار والغم ، وفي وجه "المفضل" السرور والنشاط ،، 
ثم خرج "الحسين" الخادم معهما فقال : 
"يا معشر من حضر من أهل العلم ، إن أمير المؤمنين يعلمكم أنه قد وصل "حماداً" الشاعر بعشرين ألف درهم لجودة شعره ، وأبطل روايته لزيادته في أشعار الناس ما ليس فيها ، ووصل "المفضل" بخمسين ألف درهم لصدقه وصحة روايته ، فمن أراد أن يسمع شعراً محدثاً جيداً فليسمع من "حماد" ، ومن أراد رواية صحيحة فليأخذها عن "المفضل" ،، 
فسألوه عن السبب فأخبرهم أن "المهدي" قال لـ "المفضل"لما دعا به وحده : 
"إني رأيت "زهير بن أبي سلمى" افتتح قصيدته بأن قال : 
"دع ذا وعدّ القولَ في هرم " .. 
ولم يتقدم له قبل ذلك قول ، فما الذي أمر نفسه بتركه ؟ 
فقال له "المفضل" : 
"ما سمعت يا أمير المؤمنين في هذا شيئاً إلا أني توهمته كان يفكر في قول يقوله أو يروي في أن يقول شعراً ، 
فعدل عنه إلى مدح "هرم بن سنان" وقال : دع ذا ، أو كان مفكراً في شيء من شأنه فتركه وقال : دع ذا ، 
أي دع ما أنت فيه من الفكر وعد القول في هرم" .. 
ثم دعا بـ "حماد" فسأله عن مثل ما سأل عنه "المفضل" فقال : 
"ليس هكذا قال "زهير" يا أمير المؤمنين" 
قال : فكيف قال ؟! 
فأنشده - وهي أبيات تزدحم بالمفردات الحوشية يصعب فهمها لكن لتكتمل الصورة ،لابد من ذكرها - : 
لمن ِ الديارُ بقنة الحجر / أقوين من حجج ومن عشر/ 
قفرٌ بمندفع النجائب من / ضفوى أولات الضال والسدر/ 
دع ذا وعد القول في هرم / خير الكهول وسيد الحضر ،، 
فأطرق "المهدي" ساعة ثم أقبل على "حماد" فقال : 
"قد بلغ أمير المؤمنين عنك خبر لابد من استحلافك عليه" ،، 
ثم أحلفه بأيمان البيعة وكل يمين محرجة ليصدقنه عن كل ما يسأله عنه ، فلما توثق منه قال له : 
"اصدقني عن حال هذه الأبيات ومن أضافها إلى "زهير" ؟! ،، 
فأقر له حينئذ أنه قالها ، فأمر فيه وفي "المفضل" بما أمر من شهر أمرهما وكشفه .. 
إن الطباع كالطاقة لا تفني ولا تستحدث من عدم ، ولا يمكن لأعماق الإنسان تحت أيِّ ظروف أن تحتجز مشاعره الحقيقية لأعوام طويلة ، لتطفو علي السطح فجأة ، متي حدث هذا فكن علي يقين أن خلفه شئياً في الظل !! 
ما أكثر ألوان السرقة ، وما أكثر الثعالب ،، 
وأكثر اللصوص استحقاقاً للتقدير هو اللص الصريح ، فهو برغم كل شئ إنسان متصل الظاهر بالباطن ، وهو أنقي علي كلِّ حال من لص في ثياب الواعظ ، فالسرقة كونها مهنة المتطفلين عن عمد علي أشياء الآخر ، هذا جعلها سهلة التماهي من الداخل مع المكان بشتي صوره ، أقصد ، قد يكون الطبيب لصاً في مهنته ، وقد يكون المهندس ، والمحامي ، والمعلم ، وكل ذي مهنة ،، 
لكن ، لا خلاف علي أن سارقي الحريات ، وسارقي الأحلام ، وطفولة الأطفال عن عمد ، هم أكثر اللصوص خسة ونذالة .. 
هل هذه النهاية البائسة حتي كتابة هذه الكلمة هي النهاية البائسة ؟! 
من سولت له نفسه مجرد الاعتقاد بأنها النهاية ، فهو كما يقول الشاعر ، جسمُ البغال وأحلامُ العصافير ، فلقد اتَّسع الخرق علي الراتق ، وصناع "ثورة يناير" ما زالوا علي قيد الحياة ، وما زالوا يحتفظون بلياقتهم أيضاً ، وملهم "ثورة يناير" ما زال في المنفي كما كان في مثل هذه الظروف ،،
بالإضافة إلي أن الإخوان الآن ، وهذا هو الأهم ، ليسوا الإخوان قبل يناير "2011" ، فهم الآن لا يرون في النظام مجرد نظام قمعيّ كما كان الحال منذ "عبد الناصر" وحتي سقوط "مبارك" ، بل صاروا يؤمنون إيماناً طليقاً بانعدام شرعيته ، ليس هذا فقط ، بل ثمة ثأرٌ بينهم وبينه لابدَّ من حسمه ، ودماءٌ مراقةٌ لابدَّ ألا تُطلّ ، وأرواح صداها يصوِّت في مقابر مبكرة لابد أن تهدأ ، وهنا مكمن الخطر ، وهو خطرٌ من الصعب أن يدركه إلا من عاش في صعيد مصر ولمس هذه الظاهرة عن قرب ،، 
فالموتورين لا يزنون المجازفات ، ولا يتفقدون أبداً مخاوفهم قبل الإقدام علي أي شئ ، أيِّ شئ ، إذ تصبح الحياة بالنسبة للموتورين مجرد سوق لا يباع فيه سوي الدم ثم علي الدنيا العفاء ، وهذا تماماً ما أوجزه في بيت واحد "الأخطل" ، الشاعر النصرانيُّ الذي حبب شعره النصرانية لـ " حماد الراوية " ، حيث يقول : 
شمسُ العداوةِ حتى يُستفادَ لهم / وأعظمُ الناس أحلاماً إذا قدروا .. 
الآن وقد مضي نصف العام وبعض النصف الآخر علي عزل "د. مرسي" ، يحقُّ لنا ، كأننا من أهل هذا البلد ، أن نتسائل ، هل سار قرار عزله بمصر نحو الأفضل أم السئ ؟! 
من الجدير بالذكر أنني نحَّيتُ عن عمد جهات اللغة ولم أقل نحو الأفضل أم الأسوأ لأن الأسوأ لم يواكب مصر بعد ،، 
مع كل هذا ، لقد كان عزل "د. مرسي" ضرورياً لأن الإخوان المسلمين وضعوا العربة أمام الحصان ، ولم يرضوا ، لسبب مجهول ، لا أظنه الرغبة في الإقصاء وحدها ، بأي مقاربة يمكن أن تحقق الحد الأدني من رضا شركاء الثورة ، غير أن الخطأ ، بل الخطيئة ، هو ما حدث في "رابعة" ، هنا عند كل شئ ، ورائحة الدم الذي سوف تثور له لأعوام قادمة أحزان تتهيأ ،، 
أتمني أن أكون علي خطأ ، بل خطيئة.

28 يونيو 2014

المفكر القومى محمد سيف الدولة يكتب : فلسفة الاستبداد وعنصريته

seif_eldawla@hotmail.com
((اذا استطاع المرء ان يشعر ان بقاءه انسانا هو امر يستحق التضحية من اجله، حتى لو لم يؤد ذلك الى نتيجة، فانه يكون قد الحق بهم الهزيمة))
جورج أورويل
***
نستكمل معا قراءة الجزء الثانى والاخير من رواية 1984 للكاتب الانجليزى جورج اورويل، التى قدم فيها تصوره وتشريحه لما يمكن تسميته "بالنظام الاستبدادى النموذجى" فى أى زمان أو مكان :
***
عنصرية :
كانت السلطة تحتقر الشعب، فكان شعار الحزب ان ((غالبية الشعب والحيوانات احرار))
وكان يؤكد فى ادبياته على ان عامة الشعب طبقة وضيعة بالفطرة وانه يجب ابقاؤهم مذعنين كالحيوانات. وانهم ما داموا يعملون ويتكاثرون فتصرفاتهم الاخرى غير ذات اهمية، ولذلك فلقد ترك لهم الحبل على الغارب كقطيع من الابقار على مراعى الارجنتين، يعيشون نمطا من الحياة يتناسب مع طبائعهم. كانوا يولدون ويكبرون فى الازقة الفقيرة ثم يذهبون الى العمل فى السنة الثانية عشرة ويمرون مرورا عابرا فى مرحلة تمثل ذروة الجمال والرغبة الجنسية، وبعدئذ يتزوجون فى العشرين ويبلغون اواسط العمر فى الثلاثين، ويموت معظمهم فى الستين. كل ما يشغل بالهم العمل الجسدى الشاق ورعاية الاطفال والعناية بالمنزل والمشاجرات التافهة مع الجيران، ومشاهدة الافلام ولعب الكرة، ومن ثم لم تكن السيطرة عليهم امرا عسيرا؛ اذ يكفى ان تندس ثلة قليلة من عملاء الشرطة بينهم، ينشرون الاشاعات المغرضة، حتى يتعرفوا على القلة منهم التى يعتقد انها مكمن الخطر فسيتأصلون شافتهم.
ولم تسجل اية محاولة لغرس ايديواوجية الحزب فيهم اذ لم يكن من المرغوب فيه ان يكون لدى عامة الشعب وعى سياسى قوى؛
فكل ما هو مطلوب منهم هو وطنية بدائية أو حالات محسوبة من السعار الوطنى، يمكن ان يتم اللجوء اليها حينما يستلزم الامر، لاقناعهم بقبول ساعات عمل اطول اولحصص اقل من السلع التموينية.
بل وحتى عندما كان ينتابهم شعور بالسخط، كما يحدث احيانا، فان سخطهم لم يكن ليفضى الى شئ كونهم يعيشون بلا مبادئ عامة، ولذلك كانوا يركزون غضبهم على تظلمات خاصة وقليلة الاهمية. فالأخطاء الكبرى لا تسترعى انتباههم.
***
وارهاب :
ثم يقدم "أورويل" فلسفة الاستبداد والمستبدين ورؤية النظام لذاته وللآخرين،على لسان أحد محققى السلطة مخاطبا أحد المعتقلين أثناء تعذيبه :
اننا ندرك انه ما من احد يمسك بزمام السلطة وهو ينتوى التخلى عنها. ان السلطة ليست وسيلة بل غاية، فالمرء لا يقيم حكما استبداديا لحماية الثورة، وإنما يشعل الثورة لإقامة حكم استبدادى. ان الهدف من الاضطهاد هو الاضطهاد، والهدف من التعذيب هو التعذيب وغاية السلطة هي السلطة.
ان الإنسان يؤكد سلطته على انسان آخر بجعله يقاسى للألم.
فالطاعة وحدها ليست كافية، وما لم يعان الانسان الالم، كيف يمكنك ان تتحقق من انه ينصاع لإرادتك لا لإرادته هو؟
ان السلطة هي إذلاله وإنزال الألم به، وهى ايضا تمزيق العقول البشرية الى اشلاء ثم جمعها ثانية وصياغتها فى قوالب جديدة من اختيارنا.
اننا نعمل على خلق عالم من الخوف والغدر والتعذيب، عالم يدوس الناس فيه بعضهم بعضا، عالم يزداد قسوة كل يوم، اذ التقدم فى عالمنا هو التقدم باتجاه مزيد من الالم.
لقد زعمت الحضارات الغابرة انها قامت على الحب والعدالة اما حضارتنا فهى قائمة على الكراهية، ففى عالمنا لا مكان لعواطف غير الخوف والغضب والانتشاء بالنصر واذلال الذات، واى شئ خلاف ذلك سندمره تدميرا.
اننا نعمل على تفكيك العلاقة بين الطفل ووالديه، وبين الصديق وصديقه، وبين الرجل والمرأة، ولم يعد احد يجرؤ على الثقة بزوجته او طفله او صديقه، سينعدم كل ولاء ليس للحزب، وسيباد كل حب غير حب الاخ الكبير.
هناك دائما عدو للمجتمع، يمكن قهره واذلاله المرة تلو الاخرى.
لن تتوقف مطلقا عمليات التجسس والخيانة والاعتقالات والتعذيب واحكام الاعدام وحوادث اختفاء الناس
اننا نسيطر على الحياة فى جميع مستوياتها،
انك تتخيل ان هناك شيئا اسمه الطبيعة الانسانية سيغضبها ما نفعله، ومن ثم فانها سوف تنقلب علينا، ولكن ما لاتعرفه هو اننا نعيد خلق الطبيعة الانسانية، فالانسان قابل للتحول بشكل غير محدود، او لعلك عدت الى فكرتك القديمة التى مفادها ان العامة او العبيد سيثورون علينا ويطيحون بنا من سدة الحكم. اخرج هذه الفكرة من ذهنك تماما لان هؤلاء عاجزون عجز الحيوانات ولان البشرية هى الحزب نفسه وما عدا ذلك فهو معدوم الاهمية وخارج نطاقها
***
أما عن فطرة المقاومة داخل الانسان، فيعبر عنها "اورويل" على لسان بطل روايته حين قال:
((بوسعهم ان يكرهوك على قول اى شئ يريدونه، ولكنهم لا يستطيعون اكراهك على ان تؤمن بما تقول، فليس لديهم سلطة ينفذون بها الى كيانك
انهم لا يستطيعون النفاذ الى قلبك. واذا استطاع المرء ان يشعر ان بقاءه انسانا هو امر يستحق التضحية من اجله، حتى لو لم يؤد ذلك الى نتيجة، فانه يكون قد الحق بهم الهزيمة))
انتهى.
*****
القاهرة فى 24 يونيو 2014
الجزء الأول : الحرية هى العبودية

***************************************************

المفكر القومى محمد سيف الدولةيكتب : الحرية هى العبودية


Seif_eldawla@hotmail.com
الحرية هى العبودية، والحرب هى السلام، والجهل هو القوة.
كانت هذه هى الشعارات الثلاثة للنظام الحاكم فى الرواية الشهيرة "1984" للكاتب الانجليزى "جورج اورويل" الذى كتبها عام 1948 بعد الحرب العالمية الثانية، والتى اراد فيها ان يفضح ويكشف طبيعة الأنظمة الاستبدادية وقسوتها وجبروتها فى كل زمان ومكان، فتخيل نظاما مستقبليا شديد الاستبداد والفاشية، ثم قام بالغوص فى تفاصيله وملامحه ليقدم لنا فى النهاية صورة بالغة السواد. كثير من هذه الملامح سنجدها بدرجات متفاوتة،  فى الأنظمة التى تحكمنا فى مصر والوطن العربى والعالم. ان هذه الرواية تقدم ما يمكن ان نطلق عليه "بالنظام المستبد النموذجى"، ولذا أتصور انها تستحق القراءة.
وفيما يلى بعض المقتطفات التى انتقيتها منها بقدر من التصرف :
***
كان النظام شديد الاستبداد يحكم الناس بالحديد والنار، ويجبرهم على تقديم فروض الولاء والطاعة والخضوع التام  للزعيم الأوحد الذى يطلقون عليه "الأخ الكبير"، الذى تنتشر صوره بالملايين فى كل مكان، مكتوبا تحتها ((الاخ الكبير يراقبك))
وكانت عينا هذا الاخ الكبير تلاحقانك على العملة، على الطوابع، على أغلفة الكتب، على الأعلام، على ألواح الإعلانات، على علب السكاكر. فى كل مكان ودائما، عيناه تراقبانك وصوته يحيط بك. وسواء كنت مستيقظا او نائما، تعمل او تأكل، داخل منزلك او خارجه، فى الحمام او الفراش لا فرق، لا مهرب لك. انت لا تملك سوى تلك السنتيمترات المكعبة داخل جمجمتك.
نظام يراقب الناس فى كل مكان بواسطة شاشة تسمى "شاشة الرصد" تلتقط وتسجل اى صوت أو حركة، يراقبهم داخل بيوتهم وفى أماكن عملهم، فى الغرف والطرقات ودورات المياه وفى الشوارع والمقاهى والمتاجر، يعد عليهم أنفاسهم ويعتقلهم ويعذبهم ويقتلهم لأتفه الاسباب، ولذا كان الناس يعيشون ويتصرفون، مفترضين ان كل صوت يصدر عنهم مسموع وان كل حركة مرصودة
***
وكانت الاعتقالات تقع دائما تحت جنح الليل، حيث يفزع الضحية من نومه على يد خشنة تهزه بغلظة، فيفتح عينيه على ضوء ساطع مسلط على عينيه، فيجد مجموعة من رجال ذوى وجوه عابسة يتحلقون حوله وهو ما يزال فى فراشه. وكانت اغلب هذه الحالات تمر دون محاكمات او محاضر اعتقال، حيث كان الناس يختفون اثناء الليل. وكان اسمك يشطب من السجلات ويشطب معه كل شئ يتعلق بك او لك فيه ذكر، حتى ان النكران يطال فكرة وجودك اصلا ثم يتم نسيانك. لقد انتهيت ثم تلاشى ذكرك وكانك تبخرت.
***
وكانوا يقومون يوميا بجمع الناس فى أماكن عملها فى ما يسمى بفاعليات "دقيقتى الكراهية"، ويقوموا بتتويج هذه الجهود مرة من كل عام فى احتفالات ضخمة على مستوى البلاد تسمى "باسبوع الكراهية"، يقومون فيها بحشد الناس وتعبئتها ضد العدو الافتراضى، وغالبا ما يكون عدوا مختلفا فى كل مرة، ولكن لا بد دائما من أن يكون هناك عدوا، ولابد من أن تعم الكراهية، وكما قالت احدى شخصيات الرواية : ((هناك دائما حرب دموية تتلوها حرب دموية اخرى، والكل يعرف ان هذا كله محض اكاذيب))
وفى هذا الاسبوع كانت تنطلق المواكب والخطب والهتافات والأناشيد والرايات والملصقات والأفلام وتماثيل الشمع ودق الطبول ونفخ الابواق ووقع اقدام الجنود وضجيج جنازير الدبابات وأزيز اسراب الطائرات ودوى المدافع، ويعبأ الناس ويحشدون فى الميادين حبا و تأييدا للزعيم "الأخ الكبير"ضد العدو الخطير الشرير.
***
وكان الفكر يمثل جريمة يسمونها"جريمة الفكر"، أسسوا  لها شرطة خاصة تسمى بشرطة الفكر، وتصل العقوبة فيها الى الاعدام. فالولاء يعنى انعدام التفكير، بل انعدام الحاجة للتفكير. الولاء هو عدم الوعى.
وكان مصدر خطورتها هى ان التفكير ليس بالأمر الذى يمكن اخفاؤه الى الأبد، فربما يمكنك مواراته عن العيون لحين من الزمن او حتى لسنوات، ولكن ان عاجلا او آجلا لابد ان تقع فى قبضتهم.
وكان أحد فروع جريمة الفكر هى "جريمة الوجه"، فمن الخطر الجسيم ان تدع افكارك تجرى على عواهنها حينما تكون فى مكان عام او ضمن مدى شاشة الرصد. فأهون الاشياء يمكن ان تودى بك حتى لو كانت حركة عصبية صغيرة او نظرة قلق لا ارادية او همهمة اعتادها المرء، او اى شئ يوحى بنقص فى الولاء. وفى كل الاحوال فان ظهور تعبير انفعالى غير لائق على وجهك كأن تبدو عليك علامات الارتياب حينما يتم الاعلان عن احد الانتصارات، هو مخالفة تستوجب عقابا.
***
وكانوا يعيدون صياغة الحقائق والوقائع وتزويرها باستمرار لكى تتلاءم مع مواقف الاخ الكبير والحزب،
فيوما بيوم وربما دقيقة بدقيقة يتم "تحديث الماضى" بما يجعله يتوافق والحاضر، فالتاريخ كله كان بمثابة لوح تم تنظيفه لإعادة النقش عليه بما تستلزمه مصلحة الحزب،
ان الماضى قد تم محوه محوا تاما، اننا لا نكاد نعرف شيئا محددا عنه، فكل السجلات تم اتلافها او تحريفها، وكل كتاب اعيدت كتابته، وكل صورة اعيد رسمها، واسم كل تمثال وشارع وبناية جرى استبداله، وكل تاريخ جرى تحريفه.
***
وكانوا يؤسسون "لغة جديدة" يعملون فيها على تقليص عدد الكلمات ويدمرونها، لأنه بذلك ستتقلص مساحة الوعى والإدراك، كانت غايتهم هى التضييق من آفاق التفكير، بحيث تصبح جريمة الفكر فى نهاية المطاف جرما مستحيل الوقوع من الناحية النظرية، وذلك لانه لن توجد كلمات يمكن للمرء من خلالها ان يرتكب هذه الجريمة.
***
وكانوا يرغمون الناس على ممارسة الرياضة الصباحية أمام شاشات الرصد، ومن يتخلف يعاقب، ويجب ان تبدو عليك ملامح الانشراح، ثم تأتيك تعليمات المدربين الذين يمكنهم أن يروا الجميع حتى فى منازلهم: ((خذوا أماكنكم، اثنوا جذوعكم، واحد اثنين واحد اثنين، اراك يا رقم 6079، اداؤك سئ، مزيد من الانحناء، هيا يا رفاق، تذكروا ابناءنا على الجبهة...))
***
وكان هناك دائما فاعليات واحتفاليات "الاعدامات" التى تنفذ داخل زنانزين "وزارة المحبة" أو فى الميادين العامة، وسط الهياج والصياح والرغبة الهستيرية فى القتل والانتقام لدى العامة. ولقد عبر المؤلف على لسان احد شخصياته الشغوفة بحضور عمليات الاعدام حين قال : ((كانت عملية شنق اليوم جيدة، غير انهم على ما اعتقد افسدوها بربط القدمين معا، كنت ان احب ان اراهم وهم يرفسون بها. لكن اللحظة الاكثر اثارة كانت تأتى فى النهاية، حينما يتدلى اللسان الى الخارج وقد اصبح داكن الزرقة. ان تلك اللحظة هى التى تحوز اعجابى))
***
القاهرة فى 15 يونيو 2014

27 يونيو 2014

الاعلامية أيات عرابي تكتب : الانقلاب مذلة

من أكثر المشاهد تعبيراً عن المذلة والخزي في تاريخ مصر الحديث الذي يبدو أنه سيتحول إلى سلسلة من الأعمال الكوميدية، هو مشهد وزير دفاع الانقلاب وهو يصعد طائرة ملك السعودية متباطئ الخطوات مطأطئ الرأس ليقبل رأسه ثم يجلس في مقعد يشغله على الجهة المقابلة حاشية ملك السعودية، وهو المشهد الذي ذكر الجميع بمشهد أحد الزبائن عندما يطلب عصيراً في سيارته فيأتيه عامل توصيل الطلبات بالعصير حتى باب السيارة ! 
السعودية استثمرت أموالاً ضخمة دون شك لدعم الانقلاب، فقد سبق أن نشرت صحيفة الواشنطن بوست بعد الانقلاب مباشرة أن ملك السعودية دفع مليار دولار لإتمام الانقلاب، ويعلم الله وحده هل هذا هو المبلغ الذي تقاضاه قائد الانقلاب أم هو فقط المبلغ المسموح بالحديث عنه! 
وقد سبق هذا المشهد مشهد آخر لا يقل عنه مذلة في موسكو، وكان القاسم المشترك في السعودية أيضاً، حيث ذكرت قناة روسيا اليوم أن بندر بن سلطان مدير مخابرات السعودية السابق، عرض على بوتين 15 مليار دولار ليزور مصر، وهو العرض الذي رفضته روسيا وقتها، مما يعني أن شروط الصفقة قد تغيرت ربما بزيادة المبلغ وتغيير الترتيبات حيث استقبل بوتين وزير دفاع الانقلاب بدلاً من الذهاب إلى القاهرة. في ذلك المشهد حرص الروس على إجلاسه ووزير خارجيته وظهرهم للباب بحيث يكون المشهد مرضياً لبوتين نفسه، الذي من الواضح أنه لم يرض بأن تتساوى الرؤوس ! 
دخل بوتين فانتفض الاثنان لتحية الرئيس الروسي، وظل وزير الدفاع منكساً رأسه في حضرة بوتين عاقداً كفيه أمامه في حياء ذكر الجميع بحياء الفتاة حين يسألها والدها عن رأيها فيمن تقدم لخطبتها ( كما كان يفعل أمام الرئيس مرسي)، ثم سار بوتين حول المائدة القصيرة وهم واقفون حتى يجلس الرئيس الروسي الذي أشار لهما بالجلوس !
كان بوتين ينظر في المائدة في نفاد صبر بعد أن منحه خمس دقائق ليعود لمتابعة الأوليمبياد في سوتشي ! 
ونذكر جميعاً كيف كان وزير دفاع الانقلاب منبهراً، يحرك يديه غير مصدق ويقول ( شكراً لحضرتك علىوقت حضرتك برغم مشاغلكم ) .. انتهى المشهد المذل المشين بأن ارتدى وزير الدفاع ( جاكت ) يرتديه الحرس الشخصي لبوتين ويقف أمامه وقفة عسكرية وهو يكاد يؤدي له التحية مما ذكر الكثيرين بمشهد رأفت الهجان وهو يقول لمحسن ممتاز ( رقبتي فدا مصر يا محسن بيه) !!
الإذلال لم يتوقف عند ذلك الحد، بل استمر حين أرسل له بوتفليقة رئيس مجلس الأمة ليستقبله في المطار، بدلاً من استقباله بنفسه، وحين أخفت الحكومة الجزائرية نبأ زيارته للجزائر خوفاً من مظاهرات حاشدة اعتراضاً على الزيارة وهو ما عبر عنه النشطاء الجزائريون في تغريداتهم وسخطهم الواضح على إخفاء الحكومة لهذا النبأ بل دشنوا حملة (لا للسفاح على أرض الكفاح) ! 
وحتى اليوم في القمة الأفريقية التي بذلت فيها دول الخليج الراعية للانقلاب مجهودات مالية ضخمة لإقناع دول أفريقيا بإعادة قبول مصر بعد الانقلاب، خصصوا لصاحب الهاشتاج الشهير، مقعداً في الصف الثالث خلف وفد ( بوتسوانا ) بعد أن كان ممثل مصر يجلس دائماً في الصف الأول، وهو ما آراه تعبيراً عن الحرج من استقباله والانصياع في نفس الوقت للضغوط ( المالية ) التي مورست عليهم ! 
هذا غير نطقه المضحك للكلمات على غرار ( ميسر – الندول – عاسمتها – المسير المشترك)، والمضحك أن بعض القادة الأفارقة استغلوا فرصة إلقائه لكلمته التي امتلأت بالأخطاء المثيرة للشفقة لاقتناص غفوة، والبعض الآخر انهمك في حديث ضاحك أو التقط لنفسه صور ( سيلفي ) بهاتفه المحمول.
والخلاصة أن (وَمَن يُهِن اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكرمٍ).