17 مايو 2014

مشروع السيسي يعطي الصحراء الشرقية لإسرائيل والغربية للصليبيين

بقلم: عامر عبد المنعم
مشروع المشير عبد الفتاح السيسي المتعلق بالتقسيم الجديد للمحافظات المصرية سيفتح الباب أمام الشركات الصهيونية والصليبية للاستيلاء على أراضي الصحراء الشرقية والصحراء الغربية، في أكبر عملية تفريط في الأرض المصرية وبيعها للاستعمار. 
هذا المشروع الذي ألمح إليه السيسي في حواره مع قناة سي بي سي وعرض الخريطة التفصيلية له سيفتح الباب لأكبر عملية نهب وسرقة في تاريخ مصر للأراضي الصحراوية منذ أيام الفراعنة، وهو الأكثر فظاعة من جريمة تبديد القطاع العام التي نفذها الرئيس المخلوع حسني مبارك، والتي أدت إلى الخراب الاقتصادي وتجريد الدولة من ممتلكاتها وتشريد ملايين العمال وتوقف حركة التوظيف، وتخلي الدولة عن دورها كدولة فضاع جيلان أو ثلاثة من الشباب المصري.
من الذي سيشتري ثلاثة أرباع مساحة مصر (750 ألف كم تقريبا) التي يريد المشير السيسي تقسيمها في التخطيط الجديد للدولة المصرية ويريد طرحها في توقيت واحد للمستثمرين بزعم التنمية؟
ومن الذي سيشتري كل هذه الأراضي التي ستطرح للاستثمار في ظل دولة مفلسة وغياب الرأسمالية الوطنية ؟
لن تجد هذه الأراضي غير الشركات الصهيونية والصليبية لشراء صحراء جرداء بلا ماء، شرق النيل الذي سيجف وغربه حتى حدود ليبيا.
وفي ضوء ما نراه من خطط واستراتيجيات فإن هذه العملية الشيطانية تقدم الأراضي المصرية على طبق من ذهب للصهيونية والصليبية العالمية ليحتلوا مصر بصكوك مختومة من الدولة، واستعدوا لعملية البيع الكبرى بالقانون الذي أصدرته حكومة الانقلاب بمنع المواطنين والهيئات من الطعن على التعاقدات التي تبرمها الدولة.
وفي ضوء متابعتنا للمكر المعادي فإن من وضعوا تخطيط التقسيم وزعوا الأراضي على الشركات التي ستشتري، بالمساحة والمكان، فلا شيء يحدث في مصر عشوائيا وخارج الخطة، فسيشتري الإسرائيليون عبر وكلاء وسماسرة بأسماء وهمية الصحراء الشرقية ووضع يدهم عليها، للاحتفاظ بها خالية من أجل إسرائيل الكبرى، بالإضافة لشراء أراضي وسط وشمال سيناء ( اقرأ المقالين السابقين).
ووفقا لهذا التخطيط الشيطاني سيشتري ساويرس (الذي يسيطر على سلطة الانقلاب الحالية) ومعه شركات صليبية بواجهات مصرية وإماراتية الصحراء الغربية التي تشهد اهتماما طائفيا في الفترة الأخيرة. ( اقرأ مقالنا عن إمارة لرهبان الصحراء الغربية في وادي النطرون)
ويبدو أن عائلة ساويرس لم تصبر حتى يتولى المشير السيسي الرئاسة والإعلان رسميا عن البيع فحصل سميح ساويرس في مارس الماضي على 30 ألف فدان من محافظ الوادي الجديد صاحب تمثيلية تأييد السيسي والذي استقال بعدها.
ولا يظن أحد أن هناك فرصة للاستفادة من مشروع السيسي وتفويت الفرصة على الشركات الصهيونية والصليبية وذلك للأسباب الآتية:
- لا يوجد في مصر رأسمال وطني حيث تم التضييق في فترة نظام مبارك على كل رجال الأعمال من غير المنتمين للحزب الوطني، وهذه القلة من رجال الأعمال الذين يتصدرون ملكية الاقتصاد المصري حاليا ليس لهم انتماء لمصر فهم لا يدفعون الضرائب وهدفهم الربح فقط، ومعظمهم تحول إلى تجار أراضى، ولا ينتظر منهم المشاركة في التنمية، بل بعضهم في منطقة القناة يجلب عمالة آسيوية لأنها أرخص من المصرية وأقل مطالب!
- لا يوجد رأسمال إسلامي بسبب المطاردة والمصادرة وقد شهدت التسعينات مصادرة أموال الشركات الإسلامية ونهبها ووضع أصحابها في السجن.
- كثير من رجال الأعمال البارزين في مصر هم صناعة خارجية وواجهات لشركات ومنظمات أجنبيه.
- كثير من رجال الأعمال صنعتهم هيئة المعونة الأمريكية عبر برامج مدروسة وهم مرتبطون بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية ويعملون وفقا للمرسوم لهم.
- الدولة المصرية مفلسة وليس لديها أي أموال لإنفاقها على التنمية والحكومة، وهي مكبلة بالديون الخارجية والداخلية.
- تم تغيير البنية القانونية خلال العقود الثلاثة الماضية لإبعاد الدولة تماما عن إدارة الاقتصاد فيما عرف بالخصخصة، فتحولت الدولة إلى مجرد سمسار وخادم لما تسميه القطاع الخاص، وتم وضع عراقيل لمنع الدولة من القيام بدورها عبر التوقيع على اتفاقيات دولية تحول دون عودة الدولة لقيادة التنمية.
- لاتوجد دولة الآن بالمعني الحقيقي، وقلب الدولة الصلب اخترق تماما ويتم توجيهه من اللوبي التخريبي الذي خطف السلطة لتنفيذ الأجندة التي وضعتها غرف عمليات دولية.
إن الذين وضعوا التقسيم الجديد للمحافظات المصرية لبيع أراضيها هم تقريبا نفس اللوبي الصهيوني الذي وضع برنامج الخصخصة وبيع القطاع العام، وهم أنفسهم الذين قاموا بالتقييم والإشراف على البيع حتى تم تصفية القلعة الصناعية المصرية وتشريد ملايين العمال وضاعت حصيلة البيع وغير معروف حتى الآن أين ذهبت ومن الذي سرقها.
استطيع أن أقول أن بيع أراضي الصحراء في مشروع السيسي يفوق في خطورته ما ذكرته في مقالين سابقين عن التأسيس لإمارتين مسيحيتين: فاتيكان جديدة لرهبان اليونان في جنوب سيناء وإمارة وادي النطرون لرهبان الصحراء الغربية.
هذا اللوبي الصهيوني الذي يتحالف الآن مع لوبي صليبي متصاعد يريد أن يستولي على أراضي الصحراء لمصادرة ثروة الأجيال القادمة في أكبر عملية نصب واحتيال باسم التنمية والاستثمار، والتضحية هذه المرة لن تكون بجيلين قادمين وإنما تضحية بمستقبل مصر وكل أجيالها.

رأي القدس .. مصر: الحالة السلفية… و’لعبة الدين والسياسة’

دعا نائب رئيس الدعوة السلفية في مصر الشيخ الدكتور ياسر برهامي جماعة ‘الاخوان’ الى ‘اجراء مراجعة فكرية، والكف عن اصدار المبادرات، اذا كانت تريد العودة الى صفوف الشعب’، فيما يواصل حزب النور السلفي عقد المؤتمرات لحشد التأييد للمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، مؤكدا ان السبب الرئيسي لدعمه هو ‘تفادي الاخطار التي تواجه البلاد’.
لعل االحالةب تكون التعبير الادق لتوصيف هذا التاريخ المستمر من الفتاوى والتصريحات والمواقف السياسية- الدينية المتباينة بل والمتناقضة احيانا، ناهيك عن التقافز بين مقاعد التأييد والمعارضة لكافة العهود والحكومات المتعاقبة التي عرفتها مصر خلال السنوات القليلة الماضية.
ولعله من النادر ان يصادف المراقب ‘حالة’ اقرب الى ‘التلاعب’ باسم الدين في السياسة، وباسم السياسة في الدين من هذه ‘الحالة’.
فمن المخلوع حسني مبارك، الذي كفروا من يخرج عليه، وحرموا المشاركة في الانتخابات في عهده، الى القفز الى سفينة الاخوان بعد الثورة في 2011، ليخوضوا معها معركة الاستفتاء الاول على تعديل الدستور، ثم ليجنوا (مع حزب البناء والعدالة الممثل للجماعة الاسلامية) اربعة وعشرين بالمئة من مقاعد البرلمان، ثم الانقلاب على الاخوان واتهامهم بـ (اخونة الدولة) بعد ان غابوا عن حكومة هشام قنديل، ثم اتصالهم بالادارة الامريكية مع اقتراب الثلاثين من يونيو بحثا عن دور زاعمين ان الاخوان ‘ كانوا يصورون للإدارة الأمريكية أنهم يملكون مفاتيح التيارات الإسلامية فى مصر، وأنهم الوحيدون الذين يملكون السيطرة على السلفيين، ويملكون تحريكهم في أي وقت شاءوا’، واخيرا الزعم بأنهم ساهموا في تحريك الجماهير في ‘ثورة الثلاثين من يونيو’ حسب تعبير الدكتور شعبان عبد العليم، الأمين المساعد لحزب النور.
واذا قام اي شخص بالبحث في محرك ‘غوغل’ على الانترنت مستخدما عبارة (حزب النور السلفي يؤيد) سيجد نتيجة مبهرة من المتناقضات لا تكاد تجتمع لاحد غيرهم، فلقد ايدوا مبارك وخيرت الشاطر والمجلس العسكري ومحمد مرسي والسيسي وابوالفتوح.. الى اخره.
فما الذي يحدث حقا داخل هذه (الحالة السلفية)، وما سر هذه الانقسامات والانشقاقات داخل صفوفها؟ 
الاجابة الوافية عن هذا السؤال غير ممكنة في هذه العجالة، لكن نكتفي بهذه الملاحظات السريعة على الهامش لعلها تساعد في حل طلاسم هذه الحالة المثيرة للجدل.
- السلفيون ليسوا حزبا او حركة بل (دعوة) غير منظمة تقوم على سلطة الشيخ على اتباعه، والتمويل الخارجي من الجمعيات السلفية في بعض دول الخليج اساسا، والتي تجعلهم الاقدر على تقديم الخدمات والانتشار في المناطق العشوائية والبدوية بشكل خاص.
- اختلاف مصادر التمويل واجنداتها السياسية، ادى الى انشقاقات وخلافات اساسية ضربت احزاب الدعوة السلفية واهم رموزها، فخرج حزب ‘الوطن’ من عباءة ‘النور’ الذي بقي مقربا منالسعودية بشكل خاص، وانضم الاول الى ‘تحالف دعم الشرعية’، وسط اتهامات حادة بين من كانوا حتى وقت قريب في ‘قارب سلفي واحد’.
- بالرغم من قرار لوزارة الاوقاف صدر مؤخرا يمنع كل من لم يتخرج من الازهر من الخطابة في المساجد، الا ان الشيخ ياسر برهامي مازال يخطب في المسجد، وقال حزب النور ان ‘الحظر لن ينطبق عليه’. وبالرغم من ان الدستور الجديد ينص صراحة على ‘حظر الاحزاب الدينية’، الا ان حزب النور يستعد للمشاركة في الانتخابات التشريعية، ما يعزز الاعتقاد بأن النظام استخدم بعض السلفيين على الاقل لاضفاء الشرعية على المرحلة الانتقالية، ومن المتوقع ان يستمر هذا ليصبح حزب النور ممثلا للاسلام السياسي في العملية السياسية بدلا عن الاخوان، املا في ان يقتنع الغرب بـ ‘عدم وجود اقصاء سياسي’.
- يسعى السلفيون الى مخادعة الرأي العام باخفاء آرائهم الحقيقية تجاه الاقباط والمرأة بشكل خاص. فهؤلاء بالنسبة اليهم مواطنون درجة ثانية لا يحق لهم لا رئاسة الدولة ولا حتى تولي اي مناصب سياسية او سيادية. وهو ما يظهر جليا في مؤلفات برهامي الذي يحتفي بفتاوى الشيخ السعودي بن باز في هذا الشأن، ومع هذا لم يتورع حزب النور عن المشاركة في الترويج لدستور ينص على ‘المساواة الكاملة بين النساء والرجال’.
- اظهر الاستفتاء الاخير على الدستور ضعف سيطرة القيادات السلفية على قواعدها، وهو ما سيكون مهما مراقبته في الانتخابات الرئاسية. ولا يستبعد كثيرون ان ‘يجيء الدور على السلفيين’ بمجرد تأكد النظام من وجود هذه الفجوة داخل البنية السلفية. الا ان مايريده السلفيون حقا قد لا يكون السلطة او حتى المشاركة في البرلمان، بل حرية العمل الدعوي والاعلامي خاصة تعزيز القواعد الشعبية، وما يعنيه ذلك من استمرار للنفوذ وتلقي المساعدات. 
فيا له من ‘دين’ ويا لها من ‘سياسة’.

سليم عزوز يكتب : السيسي الذي يتعذب وهو يتكلم!

‘زينة’ وهي ‘زينة’… إنها مذيعة ‘سكاي نيوز العربية’، ‘زينة بازجي’، وإن كنت لست متعاطفاً مع اللقب ‘بازجي’، والذي يبدو أنه اسم قبيلة، وأتجاوز عنه حتى لا أكون سبباً في صدام القبائل. بين قبيلتي وقبيلة ‘زينة’، عندها لن يصلح بينهما عبد الفتاح السيسي، فهو متخصص في الصلح بين الأفراد لا القبائل. وقد ترك الصراع بين ‘النوبة’ و’الهلالية’، وتفرغ لإبرام صلح بين مرتضى منصور وأحمد شوبير، على نحو جعل الأمل يحدو البعض في أن يبرم صلحاً بين الفنان أحمد عز، والممثلة ‘زينة’. وقد وصل الخلاف بينهما للمحاكم. و’زينة’ تقول إن ما في بطنها محرراً للمذكور، والذي يبدو أنه لا يريد أن يعترف به.
شتان بين ‘زينة’ و ‘زينة’، بين ‘زينة بازجي’، و’زينة’ بدون ‘بازجي’. والأولى مذيعة محترفة، والثانية ممثلة هاوية استمدت وجودها الفني من ادعائها أنها صديقة تامر حسني، والذي استمد صيته من تقديمه للمحاكمة بتهمة تزوير محرر رسمي يفيد أداءه للخدمة العسكرية، في حين أنه تهرب منها، وقد صدر ضده حكم بالسجن ستة شهور من المحكمة العسكرية مع إيقاف التنفيذ، بعد أن احتشدت الحسناوات داخل المحكمة، وهو حشد افتعله منتج أعماله حينئذ. وعليك عزيزي القارئ أن تقارن بين فداحة الجرم، ورقة العقوبة، في حين أن إقراراً للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل بأن والدته ليست حاصلة على الجنسية الأمريكية فسر على أنه تزوير وأصدرت محكمة مدنية، وليست عسكرية، حكماً ضده بالسجن سبع سنوات!
كانت قضية هروب تامر حسني من أداء الخدمة العسكرية قائمة، وجاءت احتفالات انتصارات أكتوبر، فإذا به هو مطرب هذه الاحتفالات، التي ترعاها القوات المسلحة، ولم نكن نعلم أنها تدشن لمرحلة جديدة، لا تر في التهرب من أداء ‘الخدمة الوطنية’ مما يسيء للمرء. وها هو أحدهم وقد صار وزيراً للخارجية في عهد الانقلاب، وباعتراف قائد أركان الجيش المصري الأسبق الفريق سعد الدين الشاذلي في مذكراته.
كثيرون، وأنا منهم، حسدوا السيسي على هذه المقابلة، وأن يجلس وجهاً لوجه مع ‘زينة سكاي نيوز′، ولأول مرة يشعرون بأنه محظوظ، فحتى دخوله القصر الجمهوري ليس دافعاً لحسده. ويبدو أنها مقابلة كانت ضرورية، بعد حالة الكآبة التي يمكن أن تستقر في وجدان المرء، إذا تعرض للمقابلة الأولى، وفي حضور لميس الحديدي، الذي لم تتوقف عن ابتسامتها التي تطلقها بمناسبة وبدون مناسبة وكأننا في مسابقة للبلاهة. وهي تفعل هذا منذ أن اتصلت بها ‘أمينة’ المقيمة في ‘مصر الجديدة’ وأخبرتها بأن ضحكتها جميلة. وهو كلام يدخل في باب غواية الجماهير، التي جعلت من السيسي وسيماً في بلد كان رمز الوسامة فيه هو رشدي أباظة، قبل أن ينتقل عرش الوسامة إلى ‘مهند’. يقولون: ‘الزن على الآذان أمر من السحر’.
على كفوف الراحة
لميس الحديدي، وجارها بالجنب إبراهيم عيسى، أخذا عبد الفتاح السيسي على ‘كفوف الراحة’، وكذلك فعلت ‘زينة’، وهي ‘زينة’. لكن الفارق الذي لم يلحظه المشاهد العادي هنا راجع للعمل الاحترافي الذي قامت به ‘زينة بازجي’، والطريقة البلدي في الاحتفاء بالضيف من جانب لميس وجارها بالجنب، فالأسئلة متواضعة ومتهافتة. والإجابات تحتاج إلى استفسارات لا تُطرح، كما أن من إجابات السيسي ما يمثل صدمة لتواضع قدرات الرجل، ومع هذا قابلتها لميس بابتسامة بلهاء، تصنعت الإعجاب بشخصه، وكادت تهتف لهذه الفتوحات الربانية!
فالسيسي قام بحل كل مشاكل مصر المستعصية ‘بجرة لسان’، وعقب كل ‘كوبليه’ تتذكر لميس ما قالته ‘أمينة’، التي هي من ضاحية ‘مصر الجديدة’، فستدعي لفمها الابتسامة سالفة الوصف التي تدفع المرء لأن يصوم عن الزاد ثلاثة أيام بلياليهم قرفاً!
السيسي قام بحل مشكلة البطالة بألف سيارة، يملكها ألف شخص، ويعمل عليها ثلاثة آلاف نسمة، ويتم شراؤها بالتقسيط من أحد البنوك، وتذهب لسوق العبور تشتري البضاعة بالجملة وتبيعها بالقطاعي. وبالرغم من أن الفكرة لثلاثة آلاف بني أدم، إلا أن صاحبنا حل بها مشكلة 12 مليون عاطل. ومع هذا أطلقت لميس ابتسامة عريضة قامت باستدعائها من بين الأنقاض.
والسيسي قام بحل مشكلة الفقر في مصر بتقسيم رغيف الخبز إلى أربعة. ولم يقل ماذا نصنع به عندما تتم قسمته على هذا النحو؟ هل ندعو الجيران للفرجة عليه ومشاهدته صريعاً، أم نتركه هكذا ونغادر للعمل بعد أن نلقي عليه نظرة الوداع، ونعود في آخر النهار فنجده وقد تكاثر، بعد أن مكنا أطرافه الأربعة من الزواج، والمعاشرة الزوجية، وهو ما لم يتحقق في حال بقاء الرغيف صحيحاً. ومع هذا فقد ابتسمت لميس ابتسامتها العريضة.
والسيسي حل أزمة الوقود والمرور بأن اقترح على كل أربعة أشخاص ركوب سيارة واحدة. ولم يعلم سيادته، أن الناس تحشر في حافلات هيئة النقل العام، وفي مترو الأنفاق، وفي سيارات السرفيس، فوق بعضها، ولم يحل هذا أزمة المرور أو أزمة الوقود. وابتسمت لميس ابتسامة من اكتشفت أن الرغيف المصري يلد ولا يبيض!
والسيسي حل أزمة الكهرباء المستعصية على الحل، باللمبات الموفرة، مع أن هناك أجهزة أخرى تعمل بالكهرباء، كالثلاجات والمكيفات والغسالات. فلم تعد الكهرباء فقط مصدراً للإنارة كما كان الحال عليه عقب اكتشافها. ومع تواضع الحل فقد ابتسمت لميس ابتسامتها إياها، على نحو جعلني لا أتوقف عن الدعاء على ‘أمينة’ وكل سكان ‘مصر الجديدة’ وعلى ‘البارون امبان’ باني ‘مصر الجديدة’ بأن ينكد الله عليهم.
صمت السيسي
‘ زينة’ لم تأت للسييسي على قاعدة الاستقلال، فالمستقلون لا يسمح لهم بمحاورة السيسي، لذا فقد احتشدت مهنياً لتبدو مستقلة شكلاً، والفارق بين السؤال الاحترافي وسؤال لميس الحديدي، هو في الصياغة، وفي عدم الإسراف في رد الفعل الاحتفالي.
لميس وصفت صمت السيسي بالبلاغة والعمق، والصمت البليغ لا يكون حيث يكون مطلوباً من المرء أن يتكلم، فما رأيكم لو أخذنا بالوصف، وجلسنا أمام الشاشة حيث جميل عازر يبشرنا بأنه سوف يقرأ نشرة الأخبار ثم يصمت، المدة المقررة للنشرة، ثم يغادر، فما رأيكم في صمته!
صاحبهم لديه مشكلة في الاستيعاب السريع للأسئلة، فتبدو الإجابة الواحدة على السؤال الواحد متناثرة، ومن كل فيلم أغنية، مع أنه قد يكون قد أخذ وقته من الصمت، ومن الإجابة بحركة اليدين قبل أن يتكلم.
الصمت فسرته لميس بالعمق، وفسرته ‘زينة’ بالتأثر الإنساني. ففي مقابلة صحافية مع مذيعة ‘سكاي نيوز′ قالت إن السيسي عبر عن ألمه لعدم قدرته على التواصل مع شباب ثورة 25 يناير. وأضافت: ‘شعرت بأن ذلك ما يقلق المشير ولدرجة أنني عندما سألته عن الموضوع أطرق صامتاً لحظات طويلة’.
بعض المشاهدين فسروا إجاباته التي لا علاقة لها بالسؤال على أنها هروباً، مثل سؤال ‘زينة’ حول تفسيره لكونه يحمي الإسلام ؟ فتلعثم السيسي وانتقل هارباً للحديث في موضوع آخر، إذ تحدث عن الصين وألمانيا.
هذه الطريقة في الرد، حدثت مع أسئلة أخرى ولم يكن هروباً، ولكن لعدم الاستيعاب من ناحية، ولعدم إجادة الحديث من ناحية، ولافتقاده القدرة على المناورة وهي ما تميز من يعمل بالسياسة من ناحية أخرى.
فقد طلبت منه لميس أن يتكلم عن أبنائه، وإذا به يذكر أن احدهم يعمل بالمخابرات العامة، والآخر يعمل في الرقابة الإدارية. وربما تذكر كثيرون عندما التحق ابن الرئيس محمد مرسي بوظيفة متواضعة بمطار القاهرة، فقد كانت الضجة الإعلامية التي أثيرت حول الموضوع سبباً في تركه للوظيفة.
نعلم أن التعيين لا بد أن يكون قد جرى وفق قواعد المحسوبية، لكن كان يمكن والأمر بيده ألا يُطرح مثل هذا السؤال قبل التصوير، فاذا طرح أمكن تداركه في المونتاج. أو أن يقول مثلاً إن أبناءه كانوا متفوقين في دراستهم فتم قبولهم وفق قواعد النبوغ العلمي، ولن يطالبه أحد بتقديم شهادات تخرجهم في الجامعة.
وكان يمكن للسيسي، أن يقول إنهم تقدموا لشغل الوظائف المعلن عنها في ‘الصحف ومن وراء ظهره، وحرصوا على استبعاد لقب السيسي من البيانات، وأن مهنة الأب لم تكن مطلوبة في الأوراق. وأنه فوجئ بتعيينهم من وراء ظهره وغضب ونام ليلته بدون عشاء، ولأن له في الرؤى باعترافه، فيمكنه أن يقول إنه شاهد في المنام شخصاً يلبس أبيض في ابيض، وينزل عليه من السماء، ويقول له بصوت جهير: ‘أنا الناموس′.. ‘ لا تغضب يا عبد الفتاح’. ‘وإذا غضبت فسوف أخذ منك الساعة الأوميجا’.
صحافي من مصر

مطالب بالإفراج عن طالب هندسة قبل تعرضه للعجز من آثر التعذيب

أسيوط- مصطفى شاهين:
طالبت أسرة طالب كلية الهندسة عماد سيد المأمون، بالإفراج عنه بعد تدهور حالته الصحية من جراء التعذيب، بعد اعتقاله يوم الثلاثاء 25 مارس الماضي، حيث اعتقلته قوات أمن الانقلاب بأسيوط أثناء خروجه من جامعة أسيوط.
ورغم أن عماد يبلغ من العمر 22 عامًا إلا أن أسرته تخشى عليه الإصابة بالعجز جراء تعذيبه بقسم أول أسيوط، الشهير بالسلخانة.
وقال محامو عماد إنه تعرض للسحل بشكل وحشي أثناء عملية اعتقاله، حيث ضربه أحد الضباط على رأسه بمؤخرة مسدسه وتجمع عليه عدد من العساكر وتبادلوا ركله وضربه بأيديهم وأرجلهم، مما أدى إلى إصابته في أنحاء متفرقة من جسمه وإصابة بالغة في ركبته اليسرى.
وأضافوا أنه قضى ليلة الاعتقال الأولى في قسم شرطة أول أسيوط تحت وطأة التعذيب غير الآدمي، حيث تم التعدي عليه بالضرب المبرح أمين شرطة بالقسم يُدعى "أحمد الغويلي"، و أجبره على المبيت طوال الليل واقفًا، دون السماح له بالنوم أو استخدام دورة المياه.
ورغم حالته النفسية والجسدية المتردية من أثر التعذيب، وبعد أن سرد وقائع التعذيب التي تعرض لها أثناء وبعد اعتقاله، وتم إثباتها في محضر لدى النيابة قررت حبسه احتياطيًّا 15 يومًا على ذمة التحقيق في المحضر رقم 1960 لسنة 2014 إداري أول أسيوط بتهمة الانضمام لجماعة إرهابية والتظاهر يوم 25/ 3/ 2014م.
ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن- 35يومًا- لا يزال عماد معتقلاً في قسم شرطة أول أسيوط، بسبب تكرار نيابة الانقلاب قرارات 
تجديد حبسه احتياطيًّا 3 مرات، بالإضافة إلى رفض محكمة الاستئناف طلبات المحامين بالاستئناف على قرارات النيابة.
واعرب المرصد المصري عن إدانته البالغة لعمليات التعذيب الممنهجة التي تحدث داخل أقسام الشرطة وفي مقرات أمن الدولة للمعتقلين السياسيين خصوصا في محافظات الصعيد في غياب تام عن وسائل الإعلام والمراقبة ، والتي وصلت لمستويات غير مسبوقة، تؤكد ان النظام الحالي يتعمد إهدار كل القيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية التي قامت لأجلها ثورة الخامس والعشرين من يناير سواء في دلتا مصر أو في صعيدها.
وأضاف المرصد أنه علي سبيل المثال في الأسبوع الماضي تم تعذيب الطالب عماد سيد مأمون الطالب بالفرقة الأولي كلية الهندسة جامعة أسيو، والذي يبلغ من العمر 18 عاما والمعتقل منذ 25 مارس 2014 داخل قسم شرطة أول أسيوط بشكل وحشي، حيث تم ضربه من قبل أحد الضباط على رأسه بمؤخرة مسدسه، وصعقه بالكهرباء في أماكن حساسة من جسده مما أدى لإصابته بإصابات خطيرة، فضلا عن إجباره على المبيت واقفا دون السماح له بالنوم أو استخدام دورة المياه، مما تسبب في تدهور حالته النفسية . وقالت هيئة الدفاع عن المعتقلين في مدينة أسيوط أنه تم عرض الطالب عماد مأمون علي النيابة العامة وبه اثأر التعذيب واضحة علي وجهه وجسده إلا ان النيابة العامة لم تقم بالتحقيق فيما به من إصابات ورغم شهادته عما حدث له بداخل قسم شرطة أول أسيوط رفضت تحويلة الي الطب الشرعي لا ظهار ما به من إصابات وأسبابها والتحقيق فيها في جريمة ترتكبها النيابة العامة مرار بحق المعتقلين في الصعيد بل أمرت بحبسه خمس عشرة يوما على ذمة التحقيق بزعم انضمامه لجماعة إرهابية.
وقد قدمه هيئة الدفاع عن المعتقلين طلبين للنيابة أحدهما بنقل عماد إلى مكان اعتقال أفضل لمخالفة قانون السجون بوضعة في أقسام الشرطة وهي أماكن سجن غير رسمية ونظراً لحالته الصحية ، والآخر بعرضه على طبيب ؛ لتشخيص حالته وتلقي العلاج المناسب ، إلا أنه تم رفض الطلبين .
وكما ذكرت هيئة الدافع عن المعتقلين بمدينة سوهاج للمرصد المصري بانه تم كذلك تعذيب المعتقل محمد البوتلي بجهاز مباحث الأمن الوطني بسوهاج ، حيث تم ضربه بالكرابيج وصعقه بالكهرباء أثناء التحقيق معة من قبل من يدعوا : خالد خير ، محمد عبداللطيف، أحمد دنقل ، محمد عبدالموجود السودانى ، وعلي اثر الضرب و التعذيب أصيب بكسر في الكتف الأيمن ووجود حرق بالآذن اليسرى نتيجة كيها بالنار وظهور سحجات علي ظهرة بالكامل. وأضاف أن استمرار تلك الظاهرة اللإنسانية يمثل مخالفة صريحة للأعراف والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان والتي تؤكد في العديد من موادها على حظر التعذيب وتجريم ومحاسبة مرتكبيه، فحسب المادة الثانية من اتفاقية مناهضة التعذيب "لا يجوز التذرع بأية ظروف استثنائية أيا كانت، سواء أكانت هذه الظروف حالة حرب أو تهديدا بالحرب أو عدم استقرار سياسي داخلي أو أية حالة من حالات الطوارئ العامة الأخرى كمبرر للتعذيب"، وحسب المادة الخامسة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان " لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطة بالكرامة"..

16 مايو 2014

فندق إماراتي يستضيف اجتماعاً لتسيبي ليفني والصندوق اليهودي

فوجئ ملايين العرب والمسلمين المقيمين في بريطانيا بأن فندق “جميرا كارلتون تاور” المملوك بالكامل لحكومة الامارات هو الذي استضاف الوزيرة الاسرائيلية تسيبي ليفني، واستضاف اجتماعاً لها مع الصندوق اليهودي الداعم لاسرائيل، فيما احتشد المئات من أبناء الجالية العربية والمسلمة مساء يوم الخميس 15-05-2014 أمام الفندق للتنديد بزيارة المجرمة الاسرائيلية الى بريطانيا.
وفندق (جميرا كارلتون تاور) هو أحد فنادق الخمس نجوم التابعة لمجموعة “جميرا” وهي شركة متخصصة في قطاع الفنادق وتتبع لمجموعة “دبي القابضة”، المملوكة بالكامل لحكومة دبي، كما أن الفندق الموجود في لندن يتبع بالكامل إدارياً ومالياً للادارة الرئيسية في دولة الامارات.
واستقبلت الجماهير العربية والفلسطينية والبريطانية المؤيدة للقضية الفلسطينية الوزيرة ليفني بالهتاف ضدها وضد الدولة العبرية، كما نددوا بسياساتها العنصرية، وأطلقوا هتافات ضد الوزيرة ليفني المتهمة بارتكاب جرائم ضد الانسانية في قطاع غزة عندما كانت وزيرة للخارجية وجزءاً من القيادة الصهيونية التي أخذت قرار الحرب على غزة عام 2008.
وكانت الوزيرة الصهيونية قد أعلنت بدء الحرب الصهيونية على غزة في ديسمبر من العام 2008 من القاهرة أثناء مؤتمر صحفي جمعها بوزير خارجية حسني مبارك آنذاك احمد ابو الغيط.
وكانت الحرب التي أسمتها اسرائيل “الرصاص المصبوب” واستخدمت فيها أسلحة محرمة دولياً قد خلفت ما يقارب من 1500 شهيد وآلاف الجرحى وتمت فيها ابادة عائلات فلسطينية بأكملها.
وكانت محكمة بريطانية قد أصدرت في وقت سابق قراراً باعتقال الوزيرة الصهيونية ليفني بتهمة ارتكاب جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني استجابة لدعوى قضائية رفعتها مؤسسات وشخصيات بريطانية مؤيدة للقضية الفلسطينية، غير أن الحكومة البريطانية منحت الوزيرة الصهيونية للمرة الثانية حصانة خاصة متحدية بذلك قرارات القضاء البريطاني.
وقد أعرب المتظاهرون الذين شاركوا في الاحتجاج ضد الوزيرة الاسرائيلية عن غضبهم من تصرف الحكومة البريطانية وحمايتها لمجرمة الحرب ليفني، واعتبروا ذلك التفافاً على القضاء وتحدياً للقيم والتقاليد البريطانية.
كما صب المتظاهرون جام غضبهم على دولة الامارات العربية المتحدة التي تمتلك فندق “جميرا كارلتون تاور” الذي يستضيف مجرمة الحرب الاسرائيلية ليفني من أجل اقامة احتفال بذكرى قيام دولة اسرائيل، حيث اعتبر هؤلاء أن الأمر يظهر الحلف الاماراتي الصهيوني الذي بدأ يتعزز في وجه الربيع العربي، ومن بين أوجهه زيارة وزير اسرائيلي الى أبوظبي مؤخراً.

اهداء الى الشهداء .. شعر مصطفى الخطيب


شعر مصطفي الخطيب

اماه إني قد اصابتني رصاصات الجنـــــــــــــــــــــود
اماه ضميني فإني إن رحلت فلن أعــــــــــــــــــــــــود
وضعي يديك على الجراح ضعي الخدود على الخدود
وذكريني بالطفولة حين كنا كالــــــــــــــــــــــــــورود
لا نغمض الجفنين حتى نستمع قصص الجـــــــــــدود
****
قتلوك يا ولدي بلا ذنب وقد خانوا الـعـهــــــــــــــــود
هذا الرصاص بمالنا كنا نعهده للـيـهــــــــــــــــــــــود
هذا الميدان بأرضنا أوهل يـظـنـــــوه الحـــــــــــــــدود
اوااااااااااااه ياولدي فعني من بعـيــدك من يـــــــــــذود
اواااااااااااه ياولدي وبعدك كيف أحيا في الوجـــــــود
***
أمـــــــاه إني لا امت اني شـهـيـــــــــــــــــــــــــــــــد
أمــــــــاه إن دماءنا تروي لنا غرس جــديـــــــــــــــد
أمــــــــاه لست بميت أماه بل إني ولــيـــــــــــــــــــــد
أمـــــــاه إنا قد أبينا العيش لن نحيا عبيــــــــــــــــــــد
والحـــــــــر يفدي أرضه يرويها بالدم في الوريــــــد
***
إني رعيتك يا بني دعوت بالعـيــــــش الرغـيـــــــــد
وحلمت عرسك صاخب ويكون فينا يوم عــيــــــــــد
وحلمت ان أرعى بنيك وأن يكون لنا حفــيــــــــــــــد
فهل حرام أن نعيش ولم نكن نبغي الـمـزيــــــــــــــد ؟
لم قد قتلتم مهجتي وسرقتم الحلم الوحـيــــــــــــــــــد
***
أماه إن الهون هين والعظــائــم للعـظـــــــــــــــــــام
أماه لن نرضى بأن نحيا عبيدا كـالـنـعــــــــــــــــــام
أماه إن دماءنا نروي بها زرع الســـــــــــــــــــــلام
أماه إن بلادنا تسبى ويسرقها اللئـــــــــــــــــــــــــام
أماه لم أحمل رصاصا بل وأطلقت الحمـــــــــــــــام
***
والسلم يا ولدي جزوه بأن تمزقـــك بالسـهــــــــــام
قد كنت أحلم أن تعيش وأن يدوم لنا الـوئــــــــــــــام
قد كنت مني نور عيني ، هل سأحيى في ظــــــــلام ؟
كيف أحيا دون روحي كيف يحلو لي مقـــــــــــــــام ؟
هل حرام أن نعيش وجاوبوني هل حـــــــــــــــــرام ؟
***
أمـــــــــــاه إن بلادنا يفدى بها الغالي الثميـــــــــــــن
أمــــــــــــاه مهما أجرموا فلنا عزائم لا تليـــــــــــــن
وإذا الجميع تحزبوا فلنا إلـــــــــــــه العالميـــــــــــــن
أمــاه إني لم أمت بل مات حزب الخائنيـــــــــــــن
أماه تلك عروستي مدت يدا من حور عيــــــــــــن
***
قــد كنت ياولدي مثالا للشباب الصالحيـــــــــــــن
كنت الملاذ لشيبتي وتصونني كيد السنيــــــــــــن
كنت المعين بشدتي قلي فبعدك من يعيـــــــــــــــن
كنت الرفيق وسلوتي وسنيدنا كنت الحنيــــــــــن
فبأي دين يرهبوك ويقتلوك بأي ديـــــــــــــــــن ؟
***
أمــــــاه إن الظلم جاوز كل حد في مـــــــــــــداه
أمـــــــاه إن دماءنا نار على كل الطغـــــــــــــاه
ولقد أبينا أن نخون بلادنا خوف البغـــــــــــــــاه
كنا الرجال وغيرنا خانوا ولم نحني الجبـــــــــاه
بعنا الحياة رخيصة فلتشهدوا أنا ابـــــــــــــــــاه
***
قتلوا الذي قد كان عونا في النوائب والحيـــــــاه
شلت يدا مدت على ولدي ألا شلت يــــــــــــــداه
قتلوك ياولدي وقد كنا نظن بأنهم كانوا حمـــــــاه
سأضــــم قبـــرك يابني واروي بالدمع ثـــــــــراه
لا صلح إلا بالعدالة والقصاص من الجنــــــــــاه
***
أمـــــــــــــــاه إن دماءنا سالت لعزتنا ثـمــــــــــن
أمــــاه تلك ضريبة والروح ترخص للوطــــــــن
سيعــــود حتما حقنا رغم المآسي والمحـــــــــــن
والله ينصر جنده حتما وإن طال الزمــــــــــــــــن
والبغي حتما زائل ولإن تسلط أو سجــــــــــــــن
***
أنا يابنــي مسنة وأصابني كل الوهــــــــــــــــن
قد كنت تسند عثرتي فلإن رحلت فبعد مـــــــن
أوليس هذا جيشنــــــا فلما أساء وما حســـــــــن
اواااااااااااه هذا جيشنا يقتل بنينا في العـلـــــــــن
اوااااااااااااه حان فراقنا يبكيك دمعي والشجـــن
***
أماه اني قد سلكت الدرب واخترت النضال
قد كان سلما بالورود فقابلونا بالقتـــــــــــال
أماه قولي للرئيس بأننا أيضا رجــــــــــــال
لا تصالح يا رئيسي ان دمي اليوم ســــــال
لا تصالح لا تنازل لا تفاوض لا مجــــــال
***
لن نصالح يا بني ومهما ليل الظلم طـــــــال
بعد ما هتك المحارم بعدما قتل العيــــــــــال
بعدما باعوا بلادي بالدراهم والريـــــــــــال
كل اهلي بين قتلى أو سجين في اعتقـــــال
مهما يعلو الظلم يوما فالمصيــر إلى زوال
***
عطر الجنان اشمه والوقت يأزف للرحيل
والحور امي حولنا سبحان ابداع الجليـــل
والجرح لست أحسه وكأنه شفي العليــــل
قد حان وقت وداعنا سيغادر الخل الخليل
وغدا لقانا نلتقي فالصبر يا امي جميــل

المفكر القومى محمد سيف الدولة يكتب : أسئلة ممنوعة في حوارات السيسي

1) هل تعتبر "مصر مبارك" بلداً مستقلاً أم تابعاً، ولماذا؟
2) ما موقفك من المعونة العسكرية الأميركية، التي أدت إلى السيطرة على التسليح المصري، لصالح التفوق العسكري الإسرائيلي على مصر والدول العربية مجتمعة؟
3) هل ستستمر في إعطاء التسهيلات اللوجيستة ذاتها، التي كان يعطيها نظام حسني مبارك للقوات الأميركية، بالسماح لبوارجها بعبور قناة السويس وطائراتها الحربية بعبور مجالنا الجوي، لتسهيل مهماتها في احتلال العراق وأفغانستان؟
4) ما موقفك من التنسيق الأمني المصري الأميركي في مجال ما يسمى بالإرهاب؟ وألا ترى أن تحت هذا العنوان المضلل، تم ضرب ومطاردة المقاومة الفلسطينية واللبنانية، والمقاومة العراقية والعربية للاحتلال الأميركي؟
5) ما موقفك من المادة الرابعة من اتفاقية السلام مع إسرائيل، والتي تقيد حق مصر في فرض سيادتها العسكرية على كامل التراب الوطني في سيناء، وما خطتك لتعديلها؟
6) ما موقفك من وجود قوات أجنبية أميركية وأوروبية في سيناء، غير خاضعة للأمم المتحدة، بل للإدارة الأميركية، بموجب البروتوكول الموقع عام 1982؟
7) هل الأرض الواقعة شرق مصر اسمها فلسطين أم إسرائيل؟
8) ما موقفك من اتفاقية فيلادلفيا بين مصر وإسرائيل، والموقعة في 2005، والتي تلزم مصر بحماية الحدود المصرية الفلسطينية لصالح أمن إسرائيل، كما تلزمها بتقييد مرور الأشخاص والبضائع من معبر رفح؟
9) لماذا لا تعاملون معبر رفح كما تعاملون معبر السلوم؟
10) ماذا ستفعل إن ارتكبت إسرائيل عدواناً جديداً على غزة؟
11) ألا ترى أن هناك تناقضاً بين رفض مصر التفريط في آخر كيلومتر محتل في طابا، وضغطها على الفلسطينيين للتنازل لإسرائيل عن 78 % من أرض فلسطين بموجب اتفاقيات أوسلو؟
12) ما موقفك من الدور الذي قام به صندوق النقد الدولي في تدمير الاقتصاد المصري، وإعادة صياغته وفقاً للمصالح الغربية، وما ترتب عليه من إغراق مصر في التبعية والديون، وفرض اقتصاد السوق الحر لصالح الرأسمالية العالمية ووكلائها في مصر؟
13) هل ترى علاقة بين حقيقة أن 150 ألف مصري يملكون 40 % من ثروة مصر وأن 40 % من المصريين يعيشون بأقل من 300 جنيه في الشهر؟ وماذا ستفعل حيال ذلك؟
14) ماذا ستفعل مع أصحاب الثروات المنهوبة، من الاستيلاء على أراضي الدولة، ومن قروض البنوك من دون ضمانات، ومن تعويم الجنيه أمام الدولار، ومن توكيلات السلع والمنتجات الأجنبية على حساب الصناعات الوطنية، ومن زواج السلطة والمال، ومن بيع القطاع العام وتصفيته؟
15) لو كان حسني مبارك قد عين رجلاً عسكرياً نائباً لرئيس الجمهورية، بدلاً من مشروع توريث نجله جمال رئاسة الدولة، هل كان المجلس العسكري سيبارك تنحيته؟
16) صرحت أن الجيش استاء من إقالة محمد مرسي حسين طنطاوي وسامي عنان، فلماذا لم تُعـِدْ طنطاوي وزيراً للدفاع بعد 3 يوليو؟
17) أعلنت في حديث مع إبراهيم عيسى أن الأميركان يرحبون بك رئيساً لمصر، فلماذا يدّعي مؤيدوك أنك ضدهم، وأنهم ضدك؟
18) إن أصبحت رئيسا، وأخبر وزير دفاعك، من وراء ظهرك، الأميركيين، بأنك لم تعد تصلح لحكم مصر، هل تعتبر هذا جريمة تستوجب المحاكمة؟
19) ما تعليقك على تصريحات رئيس الأركان الأميركي، مارتن ديمبسي، أمام الكونجرس في يوليو/ تموز 2013 أن الجيش المصري شريك مهم لأميركا وإسرائيل، والاستثمار فيه مفيد؟
20) ماذا دار بالتفصيل في المكالمات الهاتفية الكثيرة بينك وبين وزير الدفاع الأميركي؟
21) حدثنا عن دراستك في كليات الحرب الأميركية، عن المناهج وفلسفتها وأغراضها، وعن دورها في التأثير على العقيدة العسكرية لدى الدارسين من الشعوب الأخرى؟
22) هناك قادة عسكريون تحدوا القيادة السياسية، عندما انحرفت عن الخط الوطني، أمثال الفريق سعد الدين الشاذلي، فلماذا لم تعمل، وأنت في الخدمة، من أجل تحرير مصر من قيود "كامب ديفيد"، أو تعديلها؟
23) لماذا تواطأتْ، أو صمتتْ، مؤسسات الدولة، التي تتفاخر بها كثيراً، عن تزوير الانتخابات والاستفتاءات عقوداً طويلة قبل ثورة يناير/كانون الثاني؟
24) أين كانت مؤسسات الدولة المصرية، حين تم بيع القطاع العام، ونهب البلاد، وتصدير الغاز لإسرائيل؟
25) تحدثت عن وقف المظاهرات والمطالب الفئوية، وعن أن الديمقراطية لن تتحقق في مصر قبل 20 عاماً، وعن أن القوى المدنية لا تصلح لحكم البلاد. وتتحدث كثيراً عن الانهيار الذي حدث بعد يناير/كانون الثاني 2011، وقمتم بقتل ومطاردة ومحاكمة وسجن كثيرين من قوى الثورة من الإسلاميين وغير الإسلاميين، فلماذا لا تعلن معارضتك الصريحة ثورة يناير/كانون الثاني؟

سيد أمين يكتب : السيسي وحمدين .. وجهان لحكم العسكر

عرف الكثيرون وبكل وضوح ان السيسي وحمدين .. وجهان لحكم العسكر.. وقد يتساءل احدنا أنه من البديهى أن يكون السيسي وجه من أوجه حكم العسكر وأن خلعه بزته العسكرية لات يعنى انه صار مرشحا مدنيا بينما كل أجهزة الدولة وعلى رأسها الجيش يقفان خلفه, بل أن من راحوا ينتخبون السيسي في الخارج عبروا بصراحة أنهم انتخبوا الجيش في صورته.. ولكن ماذا عن حمدين وهو شخص مدني كان ممن ينتمون للمعارضة ؟
في الحقيقة أن حمدين صباحى يمتلك مميزات هائلة ترشحه ليرتدى بذلة رئيس جمهورية مصر العربية ولكن بالمواصفات الأمريكية .. أول هذه المميزات أن الأمريكان الذين دائما يعتمدون على التحالف مع العسكر في مصر يحاولون تحسين هذا التحالف مجاراة للديمقراطية الغربية وخجلا منها بأن يكون رأس هذا النظام شخص مدني غير محسوب على العسكر .. على أن يكون العسكر هم الحكام الفعليون على الأرض وبتحقيق هذه المعادلة يكون الأمريكان قد كسبوا الحسنتين حكم عسكري حقيقي يحقق لهم مصالحهم , وحاكم مدني لزوم التضليل الغربي.
ويشترط في الحاكم المدني الذي يتم الإتيان به على هذه الأرضية أن يكون بلا شعبية حقيقية في الشارع , وان تكون شعبيته مجرد شعبية إعلامية لا أكثر ولا اقل وذلك ضمانا لعدم خروجه عن إرادة العسكر احتماءا بشعبيته كما فعل الدكتور محمد مرسي .. ولعل حمدين صباحى يتميز بتلك الميزة بل ويزيد عليها بأنه صاحب نضال.
فهل يتخيل أحدكم أن يأتى مرشح رئاسي يقول انه ناصري النزعة لينافس مرشح رئاسي أخر يشبهه عبيده بأنه ليس ناصريا فحسب بل عبد الناصر نفسه - مع ان هذا المرشح لم يذكر عبد الناصر بحرف واحد ولم يفعل اى شئ مما كان يفعله إلا عيوبه دون مميزاته - ثم نجد ان كلا منهما - أى هذا الناصري وعبد الناصر الجديد – لا يفوتون فرصة واحدة إلا ويتوعدون بقطع ايادى وأرجل وألسنة حماس .. ولم ينطق واحد منهما بكلمة واحدة ضد إسرائيل .. بل وجدنا عبد الناصر الجديد الذى كان وزيرا في حكومة يقودها رئيس منتخب اسمه أ.د محمد مرسي يقول انه ابلغ الأمريكان في مارس 2013 أن وقت حكم رئيسه انتهى.. بماذا إذن نسمى هذا الأمر ؟ ..أليس هذا عمالة وتخابر لصالح دولة أجنبية وخيانة عظمى وتدبير لقلب نظام الحكم؟.. أم انه أمر يستحق ان نقول لفاعله تسلم الأيادى.
ومن الأشياء التى تلفت الانتباه بشدة فى هذا اللا صراع الحميم بين اللا متنافسين .. السيسي الحاكم الفعلى للبلاد من وجهة نظر كثيرين ليس منذ انقلاب 3 يوليو 2013 ولا حتى منذ تنحى مبارك فى 11 فبراير 2011 ولكن منذ أن عينه مبارك – إن كان هو من عينه فعلا ولم يتم فرضه عليه – لرئاسة جهاز المخابرات الحربية .. وبين حمدين صباحي المصل الناصري الذى يهدد بقطع لسان حركة المقاومة الإسلامية حماس ولم نلمح منه ولو تلميحا أى كلام يفهم منه سعيه للاستقلال الوطنى من تلك القوى التي كانت تناصب عبد الناصر العداء , فضلا عن غيبوبة موقفه من القطاع العام والعمال والمزارعين والفقراء , اللافت انه ومنافسه يتفنان فى استفزاز قطاع ضخم للغاية من الشعب من معارضى الانقلاب العسكري أو هؤلاء الرافضين للمسلك الاستبدادي للسلطة العسكرية في ثوبها المدنى وهى السلطة الحاكمة فعليا الآن والتي ستحكم مستقبلا إن قدر لهذا الانقلاب النجاح.. وان كلا منهما يصر على التحدث باسم الشعب والفقراء.. مع ان الفقراء هم من يقتلون في الشوارع دون مصمصة الشفاه من الكومبارس او وخزة خجل عند المشير , فضلا عن أن كلا منهما يلبس رداء ناصريا أو قوميا لا يليق به مطلقا ولا توجد إمارة واحدة على أحقية ارتدائه له.
ودعوني أعود إلى وقائع عايشتها بنفسي ترتبط بشكل كبير بما يحدث لمصر المغتصبة الآن فعقب أحداث المقطم التي دبرتها أجهزة الأمن في يناير 2013 ..أخبرتني زميلة صحفية متزوجة من شخصية في موقع امني كبير أن المخابرات كانت تنتوى الانقلاب على الرئيس في تلك الأحداث ولكنها لم تجد الظهير الشعبي .. وبعد اقل من شهر تقريبا عادت تلك الزميلة تؤكد لى أن الانقلاب تحدد موعده في شهر يوليو 2013 وان مسألة الظهير الشعبي قد حلت .. ولم تمر أسابيع حتى ظهرت حركة "تمرد"..وأنا كتبت ذلك في حينها.
وكتبت آنذاك أيضا أن احد الأمنجية المدسوسين على التيار الاسلامى - والذين يعرفون اننى اعرف حقيقتهم تماما - اخبرني في هذا التوقيت أيضا أن الإخوان ومن يؤيدهم سيقتلون في الشوارع دون رأفة أو رحمة في نهاية العام "عام 2013" وان هناك خطة شاملة للتخلص منهم نهائيا بالتصفية مهما بلغ عدد الضحايا ثم تهجير أنصار التيار الاسلامى الى منطقتى مرسي مطروح والسلوم وبنغازى .. وكتبت ذلك وقتها على اعتبار انه هرطقات لا يمكن تصديقها ..لكن المدهش اننى سمعت أن الاعلامى محمود سعد يقول بأنه يجب تهجير الإخوان من مصر.. وبالطبع خبرتنا مع تلك التسريبات الإعلامية يجعلنا نتخوف .. فخبرتنا تقول أن كل ما تريد الأجهزة العسكرية تنفيذه تسبقه تسريبات إعلامية تمهد الأذهان له.. وترفع عنه صفتي اللا منطقية والإجرام.
وقبل ذلك وفي نوفمبر 2012 وبعد وصول الرئيس الدكتور محمد مرسي لكرسي الرئاسة بخمسة أشهر تقريبا اتصل بي شخص يدعى "عبد السلام . ع" وهو من جيران حمدين صباحى , بل وهو احد أقاربه الموثوقين جدا.. وكان هذا الشخص وهو طالب جامعى واحدا من المحبين لى ..فلما رأنى أدافع بشدة عن المسار الديمقراطي آنذاك خاف علي من عقبات ذلك خصوصا بعد ما سمعه من حمدين صباحي في مجلسه الخاص .. فقال لى انه سمع حمدين يقول ان مرسي لن يكمل عدة أشهر في الحكم.. وان هناك مذابح ستحدث ضده وضد كل من يؤيدونه .. بل وسيختفي الإسلاميون نهائيا من المشهد السياسي في مصر.. وان الجيش سيؤسس لدولة علمانية كاملة على غرار علمانية أتاتورك العسكرية في تركيا.. وان حمدين سيحتل موقعا كبيرا فيها.
هذا ما قاله جار حمدين قبل الانقلاب بسبعة أشهر كاملة.. فهل تصدقونني أن حمدين شريك أساسي فى المؤامرة على الديمقراطية في مصر , وانه قد يكون هو المقصود بـ"أمير الشعب" الذي راح يعظ احمد ماهر مؤسس حركة 6 ابريل بالمشاركة في المؤامرة على المسار الديمقراطي.. ولما رفض هدده بحظر الحركة تماما .. خيوط المؤامرة تتكشف تدريجيا لدى من يجهلونها .. وما كنا نجتهد في محاولة توصيله للناس والتدليل عليه منذ قرابة نصف العام ..صار الآن أمرا واضحا لا يحتاج إلى تدليل.
يا سادة .. مصر تدخل الآن نفقا مظلما ولا يمكن لها أن تخرج منه إلا إذا وجد بين النخب عقلاء , يسعون لنصرة الوطن , ولا يبالون بنصرة أهدافهم ومعاركهم الخاصة ..اللهم أحفظ مصر.
Albaas10@gmail.com

15 مايو 2014

للأسف كنت أعلم .. مقال لمؤسس 6 ابريل يفضح فيه عصابة الانقلاب

كشف الناشط السياسي أحمد مؤسس حركة شباب 6 أبريل ، من خلال مقاله جديد من داخل محبسه تحت عنوان "للأسف كنت أعلم"،عن العديد من الأسرار والكواليس التي كان يعرفها عن تدبير قادة العسكر والفلول والدولة العميقة للانقلاب على الرئيس المنتخب د. محمد مرسي، وأنهم سيحدثون أعمال عنف ويريقون الدماء من أجل الانقلاب على إرادة الشعب والزج بقيادة وعناصر الإخوان في السجن وإعادة العسكر من جديد إلى السلطة .
وأكد ماهر في مقاله أنه عندما رفض مسلسل العنف والدم وعودة العسكر إلى السلطة كانت الرسالة التي جاءته واضحة جداً بأنه سيتم اعتقاله وأن 6 أبريل لن تكون موجودة على الساحة خلال الفترة المقبلة ، مشدداً على أنه الجميع أخطأ عندما تركوا السطلة العسكرية تعتقل وتقتل الإخوان لأن هذا يمهد الطريق لاعتقالهم وقتلهم ، وللأسف الجميع كان يعرف ذلك.

وإلى نص مقال أحمد ماهر: 

للأسف كنت أعلم

لم أستوعب الرسالة جيدا رغم أنها تكررت مرتين، الأولى كانت تقريبا فى أكتوبر 2013 عندما فجأة وجدت خبر اعتقالى منتشرا فى مصر والعالم بشكل غريب، كنت فى منزلى وقتها أتناول العشاء وأشاهد التليفزيون عندما فوجئت بمئات الاتصالات من مصر ومن خارج مصر تسألنى عن خبر اعتقالى.
كنت أضحك وقتها على سذاجة الخبر ولكن أيضا تعجبت من مدى سرعة انتشاره بهذا الشكل، وظللت أكذب خبر اعتقالى ولكن للأسف لم أنتبه إلى أنه جس نبض.
المرة الثانية كانت فى نوفمبر 2013 قبل حبسى فعليا بأيام عندما كنت أجلس مع أحد الأصدقاء وفوجئت أيضا بمئات الاتصالات للاطمئنان وأيضا عشرات الصحف والقنوات للاستفسارعن صحة الخبر، يومها سخرت أيضا من هذا الخبر ولكن صديقى نبهنى أن هذه ليست أول مرة، وأن هذا معناه أن هناك جهة ما تجس النبض وتقيس رد الفعل على خبر اعتقالى وهذا معناه أنه سيتم اعتقالى فعلاً قريبًا.
كان الغرض وقتها قياس رد الفعل تمهيدا لاعتقال قريب، ولكن رغم أن البعض غضب والبعض انزعج ولكن أيضًا كان هناك من ينشر على وسائل الإعلام والإنترنت ليقول.. "أحسن.. أصله عصر ليمون فى انتخابات الرئاسة، رغم أن هؤلاء الذين انتشرو فجأة ليقولوا أحسن كان بعضهم عصر ليمونا فى مجلس الشعب 2011".
2) كنت أعلم السيناريو للأسف منذ أكثر من عام، ففى فبراير 2013 تقابلت صدفة مع أحد أمراء الشعب الذى بشرنى بسيناريو افتعال العنف والاشتباكات ثم سيل مزيد من الدماء وأحداث فوضى لكى ينزل الجيش وسألنى.. أنت معانا ولا لأ.. احنا عايزين 6 أبريل هى اللى تقود، فكانت إجابتى.. سيناريو العنف والدم لا يتفق مع مبادئنا وأيدلوجياتنا، كما أن سيناريو عودة العسكر للسلطة هو أمر نرفضه تماما.. ألا تذكر 2011 .
فكان رده: "طيب إذا كنت رافض تكون معانا فعلى الأقل بلاش تنتقد العنف والدم وعودة العسكر للسلطة".
3) فى أبريل 2013 تقابلت صدفة مع أحد الواصلين بكل الأجهزة والجبهات الرسمية، وكان حديثه أشبه بالنصيحة والتحذير: على يوليو اللى جاى (يقصد 2013) لن يكون هناك 6 أبريل ولا أحمد ماهر بالذات، مش كفاية أنكم رافضين مرسى أو بتعارضوا حكم الإخوان، الترتيب اللى جاى أن الجيش هو اللى يمسك السلطة وأنتم رافضين ومش عايزين تشاركوا فى الكلام، والناس متخوفة منكم أنكم هاتقولوا برضه يسقط يسقط حكم العسكر، فالترتيب أنكم تختفوا الفترة الجاية، مش هايكون ليكم صوت ومحدش هايسمعكم ولا هايتعاطف معاكم.. وأنت بالذات.. ابتسمت وكررت على محدثى أن فكرة رفض الدولة العسكرية ليست خيارا، بل هو مبدأ من مبادئ التأسيس ولا يمكن الحيد عنه، فقال لى:
عموما انت هاتتشوه الفترة الجاية بشكل مكثف وأكتر من أى حد وهايتم اغتيالك معنويا ومحدش هايسمعك،.. ابتسمت وانصرفت.
4) فى الفترة من 3 يوليو وقبل التفويض، وعند بدء اعتراضنا على الإجراءات والانتهاكات واعتراضنا على فكرة التفويض، جاء رجل من أقصى المدينة يسعى، صديق قديم أصبح فى معسكر السلطة وحذرنى: ليس مسموحا بالاعتراض.. احنا فى حرب على الإرهاب.. مفيش حاجة اسمها حقوق إنسان، احنا فى حالة طوارئ دائمة وغير مسموح بالمعارضة، من ليس معنا فهو ضدنا.. وخلى بالك من نفسك يا أحمد علشان خلاص جابو آخرهم منك.. حتى فكرة لا عسكر ولا إخوان مرفوضة.
5) جاءتنى مقالة منذ شهور فى السجن للكاتب بلال علاء "الحرية للمعتقل الذى لا نحبه"، وكانت المقالة تتحدث فى بدايتها عن استخدام الأنظمة الشيوعية والقمع بعد وصول الشيوعيين للسلطة، وأن القمع يطول حتى الشيوعيين الذين صمتوا عن صمت الآخرين فى البداية، وأن تجربة بناء أجهزة قمعية لقمع البرجوازيين ستطول مع الوقت بعض الشيوعيين الذين اختلفوا فى واحد من التفاصيل أو حتى الموالين ولكن مشكوك فى درجة ولائهم.
المقالة حول فكرة تحول من يصل للسلطة إلى شخص مشجع لقمع الآخر حتى لو كان مناضلا فى بدايته.. ليس الأمر متوقفا على الأنظمة الشيوعية فقط ولكنها السلطة عموما. وكيف يتحول المناضلون لمستبدين، وكيف تتحول الأجهزة الأمنية التى تحمى النظام لأجهزة مسعورة مهمتها هى حماية نفسها فقط إلى أن تتضخم لتبتلع كل شيء وتبتلع الدولة.
6) لا تتوقع أن تقوم بفض مظاهرة للإسلاميين فى الصباح وأن تلقى الزهور على مظاهرة علمانيين فى المساء. ويتحدث الكاتب أيضا عن الليبراليين العسكريين الذين يتجاهلون قيم الليبرالية كرفض القمع والقتل وحق التظاهر، وتجدهم يؤيدون قمع وقتل وسحل الإسلاميين لأنهم لا يشبهوننا، ثم يبدأ الكلام عن حكم العسكر وعندما يعتقلون من نحبهم.. رغم أن السلطة المتوحشة واحدة.
7) أريد أن أستخلص من المقدمة التى كتبتها ومن مقالة الحرية للمعتقل الذى لا نحبه أن كثيرا من النخب الليبرالية والثورية والشبابية وقعوا بالفعل فى الفخ، فالمعتقل الذى ليس معنا أو الذى لا نحبه أو اللى مش مننا كتيار فلا حريه له.. وحلال فيه القمع والتلفيق.. أحسن.. يستاهل.. ذكرنى هذا بتمهيد الأجهزة الأمنية لبعض الأشخاص بشكل ممنهج لكى يقول البعض (أحسن) عندما يسمعون فقاعة اختبار عن اعتقالهم، وقتها يقرر الأمن الاعتقال والقمع.. فهناك من يقول (أحسن).
8) حتى تضامن البعض "انتقائى".. هنتضامن مع فلان فقط علشان تبعنا وكان معانا فى الحملة.. لكن فلان التانى بيقولوا عليه خاين وعميل.. مش هنتضامن معاه.. يتجاهل البعض أن الصمت على اعتقال من لا نحبهم يفتح الطريق للسلطة القمعية للتنكيل بمن نحبهم، ومع الوقت سيعانى الجميع من التشويه والشائعات و"الكلام" الذى يطلق على كل من يختلف مع السلطة ولو فى تفصيلة صغيرة وليس مبدأ، لا عاصم من بطش السلطة مهما كنت منافقا أو صامتا أو "عامل مش واخد بالك".
وللأسف كنت أعلم من البداية.. كان الجميع يعلم منذ البداية، صحيح أنى فى السجن بسبب أنى رفضت وتحدثت عن بعض ما أعلم .. ولكن الجميع يعلم.

الوقائع الدامغة فى عمالة ابراهيم عيسى لأجهزة الأمن بقلم المناضل مجدى حسين

>> هو المصرى الوحيد الذى عفا عنه مبارك مع جواسيس اسرائيل
>> مسئول الصحافة بأمن الدولة : كل الصحف تعمل عندى ولن تعود "الشعب" إذا لم تغير أفكارك
>> بعد حملة طويلة على مبارك أكد عيسى أنه يفضله ويرحب به رئيسا بدلا من جمال !!

لن أترك بإذن الله معبد الشيطان حتى أحطم كل مافيه من أصنام صغيرة وقد نذرت نفسى لهذه المهمة ولطالما بقيت حيا فلن أدخر جهدا ، لأن هؤلاء ثبت أنهم أخطر من مبارك وطنطاوى والسيسى ، ورغم أن وعى الشعب هزمهم فى ثورة 25 يناير إلا أنهم والقوى الأمنية التى تحركهم رأوا أن يلتفوا على الشعب وينضموا للثورة بغرض إجهاضها وتفريغها من محتواها ، وهم يقومون الآن للمرة الثانية بالانقضاض على الموجة الثورية الحالية التى تتسم بوعى أكبر ، وهو ضرورة الخلاص من حكم العسكر ، من خلال إدعاء التوبة التدريجية والعودة إلى صفوف الجماهير، وعدم رضائهم عن السيسى الذى يبشر حكمه بسقوط سريع ومدوى .وعصابة الانقلاب ليس لديها حزب سياسى حتى الآن وهذا هو فشلها الذريع لذلك فإنها تلعب بال 3 ورقات ( عيسى – عمرو – سعد ) وطبعا الورقات أكثر ولكن هذا اسم لعبة النصب وهؤلاء فعلا قد يكونون أكثر الاعلاميين تأثيرا .
ابراهيم عيسى عميل الأمن
وأنا فى هذه السلسلة لا أروى قصصا سمعتها أو أقتبس من الانترنت ، فهى معلوماتى وخبراتى المباشرة .
فى عام 1993 خلال الاستفتاء على حسنى مبارك خاضت "الشعب " وحدها معركة ضروس على مدارعدة أشهرتطالب بالتصويت ب لا لمبارك من خلال حملة صحفية شاملة تتناول كل مصائب وكوارث حكم حسنى مبارك فى مختلف المجالات . وبمجرد الاعلان عن نتيجة الاستفتاء وقبل أن يحلف مبارك اليمين قامت الأجهزة بحملة شرسة على حزبنا وصحيفتنا ، على أبرز من كتب ضد مبارك وكان على رأسهم د. محمد حلمى مراد رحمة الله عليه نائب رئيس الحزب ، وتم احتجازه فى قسم مصر الجديدة على أسفلت الحجز وهو فى السبعين من العمر وصحته معتلة ويعيش بعقاقير شتى ، وهو وزير تعليم سابق وشخصية محترمة فى الأوساط الأكاديمية كأستاذ جامعة ومدير لجامعة عين شمس سابقا وأيضا فى أوساط القانونيين كأستاذ حقوق ومحام باختصار هو شخصية محترمة ومحبوبة شعبيا فى أوساط المثقفين ، وكان التعامل القاسى معه مثيرا للاستياء . فى هذه اللحظة أرسل لنا إبراهيم عيسى برقية تضامن حارة مع الدكتور حلمى مراد بشكل خاص . وكانت مفاجأة بالنسبة لى ، فعيسى كان من مجموعة المحررين بمجلة روزاليوسف المتخصصة فى مهاجمة التيار الاسلامى وخاصة حزب العمل وجريدة الشعب ، وأعنى المهاجمة الحادة الفاجرة التى تصدر على أنها موقف ليبرالى أو يسارى وليس أمنيا لا سمح الله ، وكانت سمعة ابراهيم عيسى أنه ناصرى ، ولكنه فى برقية تأييده لحلمى مراد بدا ليبراليا قحا . بعد تفكير وافقنا على نشر البرقية ضمن حملة واسعة للتضامن مع حلمى مراد من كل الاتجاهات . وقد تراجع النظام بالفعل وأفرج عنه خلال أيام قليلة ، مع استمرار الاتهامات له على ذمة قضية من قضايا قلب نظام الحكم من خلال كتابة مقالات ، وقد تم ضمى لهذه القضية بعد أيام كرئيس تحرير.
منذ تلك الواقعة لاحظت انتقال إبراهيم عيسى من ثوب الناصرية إلى ثوب الليبرالية ، ولم أفكر كثيرا ، لماذا اتخذ عيسى هذا الموقف المفاجىء ؟ ولكنها وغيرها من المواقف كانت بداية تلميع " عيسى " كرمز فى مجال الفكر والثقافة والسياسة خاصة وأنه كاتب روايات ، ومن ضمن شروط التلميع أن تهاجم الحكومة من حين لآخر ، وأن يتضح أمام الجميع أنك تزمجر عند اللزوم ولا تخاف فى الحق لومة لائم ، والناس تحب هذه النماذج .
فى عام 1995 بدأت صحيفة الدستوربرئاسة تحرير ابراهيم فى الظهور وكانت الشعب الورقية لاتزال تصدروهى المنغص الأكبر للنظام ، ولم أشعر ساعتها بأنها تنافس الشعب ، فقد كانت تعتمد الإثارة دون خط واضح ، وبدأت رحلة الهبوط الصحفى بتعميم العامية ، ولا تخلو من شقاوة وبعض التشويق . ولكن الدستور لم تكن مشروعا عفويا ، ولم تكن تمثل تيارا معينا فلا هى ناصرية وإن إدعت ولا هى يسارية وإن ادعت ولا هى ليبرالية وإن إدعت ، بل كانت مشروع الأجهزة الأمنية ( أمن الدولة + المخابرات ) لسحب البساط من تحت أقدام الشعب وماتبقى من صحف المعارضة .
وكانت اتصالات جهاز أمن الدولة مع حزب العمل تتمحور حول المظاهرات ، فكلما دعونا لمظاهرة ضد اسرائيل أو أمريكا أو لأى سبب داخلى كانوا يطلبون مقابلة أحد قيادات الحزب للمناقشة وباعتبارى كنت أمين الشباب حتى عام 1993 فقد كنت مسئول المظاهرات الحقيقى بالحزب ، وكان ذلك سبب لقاءاتى بين الفينة والأخرى مع مسئولى الأحزاب بأمن الدولة أو حتى مع رئيس الجهاز أو نائبه . وكانت لقاءات رتيبة تبدأ عادة بمحاولة إثنائنا عن المظاهرة وتنتهى باصرارالحزب على التنفيذ طالما هو أعلن عن ذلك ، ولكن أمن الدولة كانت تستغل اللقاء فى فتح موضوعات أخرى ، وفوجئت بالعميد حمدى المسئول عن الصحافة بأمن الدولة يدخل إلى الغرفة ويقول لى : شفت صحيفة الدستور ( كانت قد صدرت حديثا ) .. شفت الحلاوة هى دى الصحافة .. أرجو أن تتعلموا منها فى جريدة الشعب . وقد كان الحديث مبتذلا إلى حد أننى لم أعقب عليه ، فأنا لم آت للحديث عن الصحافة . وأنهيت حديثنا عن المظاهرة التى كانت السبب الأصلى للقاء وانصرفت . وهذا الكلام يؤكد الصلة الحميمة بين أمن الدولة وفكرة تأسيس الدستور الأولى ومدى إعجابهم بأدائها .
وسأضطر لقفزة زمنية لتأكيد أهمية هذا التصريح فبعد أكثر من 5 سنوات وبعد أن دخلت السجن فى قضية يوسف والى وتم إغلاق جريدة الشعب خلال وجودى فى السجن بسبب ظاهر هو حملتنا على وزارة الثقافة ، والسبب الحقيقى أن كل محاولات إنشاء الدستور وغيرها كصوت الأمة لايمكن أن تؤثر على دور جريدة الشعب التى تمثل مدرسة فكرية متميزة وطنية واسلامية مع إتسامها بالجرأة والحماس والحيوية والحرفية المهنية . وهى مدرسة تبدأ منابعها من صحيفة الأستاذ لعبد الله النديم ثم اللواء لمصطفى كامل ثم الصرخة وباقى صحف حركة مصر الفتاة التى هزت عروش الطغيان . لذلك قرر النظام ككل الطغاة إغلاق الشعب . وكنا نتصورأن احتمالات عودة الجريدة ممكنة خاصة وقدأصبح معنا 14 حكما قضائيا مكررا بضرورة إصدارها . ولم يكن ممكن استكشاف نوايا النظام إلا من خلال حزبها ( أمن الدولة ) ، وكان العميد حمدى لايزال هو مسئول الصحافة ففى لقاء معه حول ضرورة تنفيذ أحكام القضاء وعودة الحزب إلى ممارسة نشاطه بصورة طبيعية خاصة وقد انتصرنا حتى فى حملة وزارة الثقافة ، وتم وقف طباعة وترويج كل الكتب المسيئة للأديان والرسل جميعا ولتاريخ مصر وللقيم الاسلامية ، وكان الظاهر على السطح أن الدولة أخذت برأينا بعد غضبة طلاب الأزهر . فقال لى العميد حمدى : البداية بعودة الفنان حمدى أحمد لقيادة الحزب ، قلت له : نحن لا نناقش مع الأمن كيفية إدارة الحزب ، ونحن حزب كل المواقع فيه بالانتخاب ، وهذا لادخل له بتنفيذ حكم القضاء بعودة الشعب للصدور . فقال لى كلمة مفاجئة ومذهلة : أنت بأفكارك هذه تريد أن تعمل عندى . هو يتحدث بكل ثقة عن أن كل الصحف التى تصدر تحت إمرته وإمرة جهازه . والأيام أثبتت صدق كلامه . والحقيقة فإن جريدة الشعب مغلقة لهذا السبب البسيط : إنها الجريدة الوحيدة التى لا تتلق تعليمات فيما ينشر ومالاينشر . بعد عدة سنوات حاول نفس المسئول عن الصحافة أن يغرينى ليبعدنى عن جريدة الشعب وحزب العمل ، وقال لى : إيه رأيك تاخذ حاجة قبرصية !! ( يقصد السماح لى بإصدار صحيفة بترخيص خارجى وهذه تحتاج لموافقة الأمن كى تطبع وتوزع . فقلت له على سبيل الاستيضاح واستكشاف النوايا : وهذه ماذا سيكون سقفها وهل سأمنع فيها من مهاجمة يوسف والى ( ولا أقول حسنى مبارك ) قال لى : أنت شخص صعب جدا التفاهم معك . قلت له : رغم حبى للصحافة ولكنى لن أضحى بجريدة الشعب وأن تصدر بنفس سقف الحرية . وبالفعل عادت الشعب بعد الثورة وأغلقت فى عهد طنطاوى وعادت فى عهد مرسى وأغلقت فى عهد الانقلاب ولكنها ظلت على الانترنت والحمدلله .
محاولة التدخل الوحيدة
على مدار 7 سنوات لم يحدث أن اتصل بى ضابط من أمن الدولة أو غيرها ليطلب عدم نشر شىء أو التوقف عن نشر شىء . مابين 1993 و2000 . مرة وحيدة جاءتنى مكالمة على المحمول يوم طباعة الجريدة وكنت فى بداية الطريق للاسكندرية بعد الانتهاء تماما من العدد ، وقال لى الضابط : لى رجاء عندك . قلت له : اتفضل . قال : حدثت اليوم أحداث طائفية خطيرة فى إحدى محافظات الصعيد ( أسيوط على ما أذكر ) ونرجو عدم النشر عنها لأن الوضع ملتهب . قلت له : موقفنا الثابت هو عدم إزكاء النزاعات الطائفية ، وستتعجب سيادتك لأننا لم ننشر فى الصفحة الأولى إلا بيان وزارة الداخلية فاطمئن . وشكرنى وتأكد بنفسه أننى قلت له الصدق . طبعا أثناء الحملة على وزير الداخلية حسن الألفى كانت تصلنى عشرات التوسلات لأتوقف وأنا لا أعتبر هذا تدخل ، ثم تحولت التوسلات إلى تهديدات وإعتداءات على الطريق وسرقة دراجة أبنائى ومنعى من ركوب سيارتى وأحكام بالسجن 4 سنوات وهذه بالنسبة لى فكاهات ولعب أطفال .
نعود لنموذج إبرهيم عيسى : مسئول الصحافة بأمن الدولة يؤكد أن الدستور هى الصحافة الحقيقية ، ويقول فى موضع آخر أن كل صحافة مصر ( حكومية وخاصة وحزبية تحت إدارته وقد أكدت صدق ذلك فى حلقة سابقة ).
الدستور فى طبعتها الثانية
بدت أكثر شراسة وبدا إبراهيم عيسى قد شرب لبان السباع وكأنه قرر أن يحسم الصراع لمصلحة الأمة !! فى الأيام الأخيرة لمبارك ، لم يكن هناك أحد يهاجم مبارك إلا إبراهيم عيسى وعبد الحليم قنديل ( الذى انتحر مؤخرا بالارتماء فى حضن السيسى ولنا عودة له ) والعبد لله فى السجن !! وظللت أكتب ضد مبارك وأنا فى السجن كتبا ومقالات .
ولكن مابين الدستورين ( أى الطبعة الأولى والثانية ) حدث ماهو أهم : تلميع إبراهيم عيسى فى عالم الفضائيات وهو فى بدايته بأكثر من برنامج فهو يتحدث فى التاريخ والفقه والسياسة وكل أمور الدنيا والدين ، ويعلق فى الذاكرة تتر مهم جدا . فى أحد هذه البرامج تجد مقدمة ( تتر ) طويلة يأتى إبراهيم عيسى من بعيد مرتديا بدلة ( بدون حمالات ) ويسير لمسافة غير قصيرة والكاميرا تتابعه بدقة وتتابع ملامحه وهو ينظر إلى الأفق ويفكر فى كل شئون العالم ، ثم يفتح الباب ويدخل فى دهاليز ، وهو يحمل الكتب بين يديه ، إنه ذلك الرجل الذى سيحل مشكلات مصر والعالم ، وهو لايتحدث طبعا ولكن الموسيقى التصويرية تدفعنا إلى التأمل فى هذا الشخص الرمز القادم من البعيد .. من أعماق أجهزة الأمن . ولاشك أن دريم لاند تحتفظ بهذا التيتر وأرجو ألا تعدمه لأنه سيدرس ذات يوم فى كيف تصنع أجهزة المخابرات رموزا كاذبة ؟ ورجال المخابرات فى مصر يستخدمون تعبيرا عجيبا عندما يجهزون شخصا لدور سياسى فيقول لك تعالى ( أرمزك ) أو أعملك ( ترميز) وهو اشتقاق لغوى غير صحيح من كلمة رمز، فالترميز هو التحرك والاضطراب . وهم يقصدون أننا سنحولك إلى رمز . وتتصور المخابرات أن مثل هذه البرامج طالما أن صاحبها يقرأ ويذاكر ستصنع منه رمزا . الرمز الفعال لابد أن يكون حقيقيا وصادقا . والتيتر لن يصنع من ابراهيم عيسى غاندى أو أحمد حسين أو ابن حنبل ، فأصحاب الرسالات يتعذبون ويشقون حتى يحفروا مجرى لرسالاتهم ولا يهربون من الحبس شهرين أو ثلاثة كما فعل ابراهيم عيسى . ولا يحصدون الملايين ولا يتلونون .
فوائد متعددة للمعارضة الصناعية
لمزيد من التوضيح لماذا يصنع النظام المعارضة الاعلامية الخاصة به ؟ قلت من قبل لتكون بديلا للمعارضة الحقيقية التى أغلقت فعلا ( الشعب عام 2000 ) ولتلعب دور تفريغ شحنات الغضب الجماهيرى – ولتأخذ مصداقية لابد أن تكون حادة فى المعارضة ( ويتم إبلاغ الديكتاتور بذلك ) ويوضح شريط صوتى بين خالد صلاح وضابط أمن الدولة المسئول عنه هذا الموضوع بجلاء فالضابط يعاتب رئيس تحرير اليوم السابع على زيادة نبرة المعارضة ، وخالد صلاح يؤكد له : لازم ياباشا أومال حنعمل مصداقية إزاى . والضابط يتفهم ذلك ولكنه يريد أن يضبط التون !!
كذلك من فوائد المعارضة الصناعية أنها كالباروكة يمكن خلعها أو استبدالها فى أى وقت .مفتاحها معاك يمكن أن ترفع صوتها أوتخفضه . ويمكن أن تقلبها وتحولها إلى التأييد فى لحظة معينة بناء على تطورات سياسية معينة قد تسمح بذلك .ويمكنك أن تغلقها بشكل طبيعى عبر تمثيلية ما كما حدث مع الدستور. وكما أغلقت وتحولت صوت الأمة عدة مرات.
ومن يحتفظ بأعداد الدستور فى العام الأخير لمبارك سيجد فيها مادة ثرية لفهم نظرية الاستحمار فى الاعلام المعارض .
ولقد درستها بدقة شديدة لأننى كنت فى السجن آخر عامين من حكم مبارك أقرأها بانتظام حتى وهى ممنوعة عنى من إدارة السجن !! وإذا ركزنا على أهم مافى الدستور فهى مقالات إبراهيم عيسى ولا أنكر مواهبه فى الكتابة ولا ذكاءه الذى هو من عند الله ، ولكنه يستخدمه فى الشر . عيسى كان يركز على جمال مبارك وكان يلعب لحساب عمر سليمان ، وشكر فى عمر سليمان عدة مرات ، وشكر فى علاء مبارك وهو لايستحق أى شكر فهو من أكبر ناهبى وسارقى مال الشعب ، ووصل به الحال وكأنه يقول لمبارك نحن مع التوريث إذا كان لعلاء . ثم عبر بشكل دقيق عن موقف المؤسسة العسكرية عندما شكر فى حسنى مبارك فى عدة مقالات وقال عنه أنه بطل العبور ، وأنه ليس لديه مشكلة مع مبارك ( ومن أنت يا أستاذ حتى تكون لك مشكلة مع مبارك ؟!) . وأنه إذا كان الخيار له فى الانتخابات الرئاسية القادمة بين جمال وأبيه فإنه مع أبيه بدون تردد . وذلك بعد أن صدعنا فى عشرات المقالات نقدا لمبارك . وبالمناسبة كان مبارك لا يتبرم تماما من نقد جمال مبارك إلى حد معين لأنه كان يرفض تعجله إلتزام السلطة ويرفض ضغط سوزان عليه فى هذا التعجل . بل كان قد قرر أن يترشح فى 2011 وهذا سر الكلمة التى قالها فى خطاب أخير ( طالما فى صدرى نفس يتردد سأظل أحكم البلاد) وكانت رسالة ليست إلى الشعب الذى لايهتم به ، بل رسالة لجمال وأمه وأمريكا التى كان تضغط عليه ليكتفى ب3 عقود من السلطة لتجديد حالة السلطة !! وكانت المخابرات تلعب مستفيدة من هذه المساحة !!
ابراهيم عيسى يوقف مقالاتى
تمكنت زوجتى د. نجلاء من خلال ابراهيم منصور أن تنشر 3 حلقات من مذكراتى عن علاقتى بمبارك فى صحيفة الدستوروأنا فى السجن. ولا شك أن ابراهيم عيسى وافق ، ولا شك أنه استئذن من المسئول الأمنى عنه ، قبل النشر . ولكن لا شك أن ابراهيم عيسى ومن وراءه أوقفوا مذكراتى بعد 3 حلقات . وأبلغ ابراهيم منصورد. نجلاء بعدم إمكانية مواصلة النشر ، وقد كان حزينا وهو يبلغها .
عيسى هو المصرى الوحيد الذى حصل على عفو
عندما كتب إبرهيم عيسى عن صحة مبارك فى أزمته الصحية الكبرى الأخيرة ، كان أقرب إلى المتسائل ، بينما كتبت صحف أخرى بصورة أكثر صراحة وشدة . فرأى مبارك أو سوزان تأديب كل من تحدث فى هذا الموضوع فى شخص عيسى ، وحصل عيسى على حكم مضحك : شهران أو ثلاثة شهور حبس على ما أذكر، ووصل الغباء بإبراهيم عيسى والمخابرات إلى حد السعى لتجنيبه السجن ، وتقديم اعتذار لمبارك والحصول على عفو . بينما كان من الأفضل لعيسى أن يسجن هذه الأيام ويحصل على بعض المصداقية وهذه معروفة فى خبرات المخابرات فقد تترك عميلك يحبس مقابل هذه المصداقية خاصة إذا كان حبسا قصيرا كهذا ، ولكن الله لايصلح عمل المفسدين . فأصبح الزعيم المفدى عيسى هو المصرى الوحيد الذى حصل على عفو من مبارك ، لأنه لم يعط فى حياته عفوا إلا لجواسيس إسرائيل !!
magdyahmedhussein@gmail.com
https://twitter.com/magdyahmedhusse
www.magdyhussein.com