أرجعت صحيفة "إسرائيل اليوم"، التسريبات الخاصة بنية الجيش المصري إسقاط حركة حماس في غزة في هذا التوقيت تحديدًا، إلى سعي النظام الجديد في القاهرة إلى مغازلة الأمريكان، وتوجيه رسالة هامة لواشنطن مفادها بأن سلطة ما بعد 3 يوليو، قادرة على تصفية الحركة التي تقف عائقًا أمام تحقيق السلام مع إسرائيل.
وقال الكاتب الإسرائيلي رأوبين باركو، "إن تلك التصريحات جاءت بمثابة، رسالة للأمريكان بأن السيسي يمثل استثمارًا مناسبًا، وأنه سيسعى لتصفية الإرهاب ودعم جهود السلام في المنطقة".
الاستفتاء على الدستور أيضًا كان سببًا رئيسيًا في إطلاق مثل هذه التصريحات، حيث أراد النظام أن يوجه رسالة للإخوان المسلمين وحركة حماس وباقي التنظيمات المسلحة في غزة وسيناء، لدفعهم إلى تجنب إعاقة عملية التصويت.
واعتبر الكاتب أن تلك التصريحات تأتي بمثابة صفعة مصرية جديدة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فيما شكلت دعمًا معنويًا كبيرًا لغريمتها فتح.
وأضاف: "هناك في الغالب ما يحاك بين نشطاء حركة فتح وبين المخابرات المصرية في كل ما يتعلق بإعادة حكم التنظيم (فتح) إلى قطاع غزة، التي تم طرده منها بشكل مهين في 2007 على يد حماس".
وبخلاف الرسائل التي أرادت السلطات في مصر توجيهها لكل من إدارة الرئيس باراك أوباما من جهة وكل من حماس والإخوان والتنظيمات المسلحة من الجهة الأخرى، فإن هناك أسبابًا حقيقية من وجهة نظر الجيش المصري تدفعه إلى التخطيط لتصفية حماس.
الإسرائيلي "باركو" يوضح هذه النقطة بالقول: "صبر الحكومة المصرية المؤقتة ينفد، ويعتقد المصريون أن حسم المعركة ضد الإخوان المسلمين يجب أن يتم في غزة، بؤرة القوة"
وزاد: "منذ سقوط مرسي اعتبرت حماس بالنسبة لمصر الخلفية اللوجيستية المسلحة للإخوان المسلمين، التي تمنحهم في غزة وسيناء عمقًا، ملاذًا، تدريبًا وسلاحاً، حقيقة وجود التنظيم يشكل رمزًا للاستعداد لإقامة نظام إسلامي في مصر أيضًا، ويمنح الإخوان في الشوارع نفسًا طويلاً"
وكانت "رويترز" قد نقلت أمس الثلاثاء عن مصادر عسكرية مصرية، قولها إنها تخطط فعليًا لإسقاط حركة حماس والقضاء على "الإرهاب" القادم من غزة، والتعاون مع حركة فتح ومعارضي الحركة الإسلامية التي تحكم في قطاع غزة، بما في ذلك حركة تمرد غزة.
وأضافت المصادر، أن عمليات استخبارية تجرى إلى جانب مساعدة خصوم حماس السياسيين والنشطاء المعارضين، ولم تستبعد إمكانية اجتياح عسكري مصري لقطاع غزة.
وفي هذا الصدد، يقر الكاتب الإسرائيلي أنه "من الصعب بحال تخيل المصريين يدخلون غزة دون تنسيق مع إسرائيل. دخول السلطة الفلسطينية لغزة على دبابات الجيش المصري وفقًا لهذه الخطة سوف يحسن أوضاع سلطة فتح ويوحد صفوفها".
واختتم "باركو" بالتأكيد على أن هذا الوضع سوف يمثل فرصة أمام إسرائيل للتخلص من حماس، لكن السلطة الفلسطينية ستجد نفسها بعد ذلك عاجزة عن وقف ما وصفه بـ"الإرهاب".