د.موفق محادين
تقوم صحف ومواقع (اسرائيلية) بين الحين والحين، بالاعلان عن استفتاءات حول مصير الرئيس السوري، بشار الاسد، وتحشر الراغبين في المشاركة بين خيارات محددة هي:-
1- رحيل الاسد على الطريقة اليمنية (تسليم السلطة لنائبه).
2- رحيل الاسد على الطريقة الليبية (قتله في كمين اطلسي).
3- رحيل الاسد على الطريقة العراقية (غزو عسكري اطلسي واعتقاله ومحاكمته واعدامه) كما حصل مع الرئيس الشهيد صدام حسين.
4- رحيل الاسد على الطريقة الجزائرية (اغتيال القائد والرئيس التاريخي للجزائر، بومدين عن طريق (فيروس) لم يكشف النقاب عنه حتى الان.
5- رحيل الاسد على طريقة عبدالسلام عارف او عمر توريخوس..
هذا عن السيناريوهات التي يناقشها الموساد وينشرها في صحافة العدو ومواقعه، لكن هذه السيناريوهات تتجاهل احتمالا آخر وهو بقاء الاسد في تسوية دولية واقليمية بالنظر الى اعتبارات عديدة ، سبق وكتبتها بعد اندلاع الازمة السورية فيما كان كثيرون ينتظرون سقوط الاسد بعد ايام او اسابيع من عيد رمضان الى عيد الاضحى وهكذا، لكن الزميل فهد الخيطان آنذاك اعتذر عن نشر المقال حفاظا على مصداقية الجريدة اذا ما سقط الاسد في ليلة القدر كما توقع مجلس اسطنبول وحزم حقائبه الى قصر الرئاسة المطل على ساحة الامويين.
اما الاعتبارات المذكورة ، اعيدها كما هي:
1- ان اصحاب الاجندة الدولية والاقليمية المتورطة في الملف السوري (الامريكان والفرنسيين والسلاجقة والرجعية عموما والموساد.. الخ) يتحركون عمليا بين خيارين اساسيين هما استنزاف سورية لدفعها الى موقف من حزب الله والتسوية مع اسرائيل، او تحطيم الدولة السورية برمتها وليس استبدال رئيس برئيس، وفي الحالة الاولى لا فرق عندهم بين من يوقع على الرغبة الامريكية - الصهيونية ضد حزب الله, وقد يكون وجود الاسد افضل لهم اذا استجاب لذلك وهو امر مستبعد.
اما الحالة الثانية فمن شأنها استنفار مخاوف السوريين بكل تياراتهم واعتبار الموقف من الاسد قضية مؤجلة، على الاقل.
2- في المعسكر الآخر، روسيا والصين وغيرهما من القوى المناهضة او المنافسة للمعسكر الامريكي - الفرنسي - الرجعي- الصهيوني فإن الروس، مثلا يتذكرون (كما تقول صحافتهم) ما حدث في افغانستان عندما تورطوا في سلسلة تغييرات داخلية ادت الى سيطرة جماعات الجهاد الامريكي على السلطة واخراج روسيا نفسها من المنطقة.
وللصين استراتيجية اكثر حزما بعد حادثة ميدان الطلبة الشهيرة وما تلاها من انفجار ازمة مسلحة في (الغرب الاسلامي) لها.
3- قد لا يعرف كثيرون ان بشار الاسد يمثل حالة تسوية داخلية بين الاصدقاء الدوليين للنظام نفسه (روسيا وايران).
4- ان حدود سورية وجيرانها بقدر ما تبدو مفتوحة على مصراعيها الا انه لا لبنان ولا الاردن ولا العراق صاحب مصلحة في انفجار سورية،اما تركيا فهي مثقلة بالانعام من ثاني حزب علماني في البرلمان الى حزب العمال الكردستاني الى عشرين مليون علوي، الى الصراع بين جماعة اردوغان وتلاميذ اربكان..
5- اخيرا، وفيما يخص الوضع الداخلي السوري نفسه ، فقد مرّت سورية بتجربة اخطر بكثير من التجربة الحالية وتجاوزتها، فبعد كامب ديفيد ومشروع ريغان لتصفية القضية الفلسطينية،والعدوان الصهيوني على المقاومة والجيش السوري في البقاع شهدت سورية مواجهات عسكرية مع جماعات اسلامية معروفة وبدا ان مناطق واسعة تحت سيطرتها بالاضافة لوضع الرئيس السوري تحت العناية الصحية الفائقة وانفجار صراع داخلي بين اجنحة السلطة، وكانت الاصطفافات على شكل الاصطفافات الحالية تقريبا بما في ذلك موقف اندروبوف كما موقف بوتين.
وعلى صعيد آخر وفي غضون اشهر وبعد سلسلة من المراسيم الفلاحية والاقتصادية ، كانت دمشق وحلب والاطراف الفلاحية تفضل التفاهم مع النظام على احراق سورية كلها.
التاريخ : 2012/06/