تايم : هل يمكن ان يلقى سيف الاسلام القذافي محاكمة عادلة اذا كانت ليبيا تسجن محاميه؟
واشنطن – القدس – نشرت مجلة "تايم" الاميركية اليوم الاثنين تحقيقاً عن اعتقال ميليشيا ليبية محامية معينة القذافي من جانب محكمة الجنايات الدولية للدفاع عن سيف السلام القذافي نجل الزعيم الليبي المقتول العقيد معمر ورفض تلك الميليشيا التعاون مع الحكومة المركزية الليبية في موضوع سيف الاسلام. وتتساءل المجلة عما اذا كان من الممكن بالنظر الى ذلك ان يلقى القذافي محاكمةً عادلة. وهنا نص التحقيق الذي كتبته فيفيان وولت: "بعد حوالي سبعة شهور على محاصرة الثوار الليبيين سيف الإسلام القذافي المنهك في الصحراء الليبية النائية، أثارت الميليشيا التي تحتجزه خلافا دوليا عقب اعتقالها محامية للدفاع عنه للاشتباه بأنها تتجسس. ونتج عن هذا التصرف شكوك جدية حول مدى سيطرة الحكومة في طرابلس على البلاد، وشكوكا حول مصير أشهر اسير ينتظر المحاكمة بعد كل ثورات لربيع العربي.
كتيبة الزنتان- واحدة من عدة ميليشيات مسلحة تسيطر على مناطق رئيسية في ليبيا وقد اعتقلت ميلندا تايلور، وهي استرالية، ومحامية دفاع متمرسة في محكمة الجنايات الدولية. واعتقل معها ثلاثة من مسؤولي محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. ونقلوا إلى المعتقل خلال لقاء تايلور مع سيف. وعندما نقلت تايلور لسيف رسالة من احد اقرب معاونيه المقربين إليه، محمد اسماعيل، تم إنهاء المقابلة، واعتقل فريق محكمة الجنايات. وقال اسماعيل لمجلة "تايم" يوم أمس عبر الهاتف من القاهرة: "كانت تحمل رسائل من العائلة ومن الأصدقاء. وعندما سئل عما إذا كان قد كتب لصديقه السجين اجاب: "اسألوهم". وقال اسماعيل إن إمكانية حدوث محاكمة لسيف في ليبيا "هي نكتة. وستكون محكمة هزلية، وسوف يتم إعدامه. يجب أن تجري له محاكمة معقولة في محكمة نزيهة".
وهذا يبدو الآن غير متوقع في وقت قريب. وأخبر قائد كتيبة الزنتان العجمي علي احمد العطيري المراسلين يوم السبت الماضي أن تايلور اعتقلت بعد أن عثر سجانو سيف على "أدوات تصوير وتجسس مع واحد من أعضاء الوفد" وكان يشير كما يظهر لآلة تصوير ومسجل كانت تحمله تايلور. واضاف العطيري إن إحدى "الوثائق" كانت "تحرض سيف الإسلام على المطالبة بمحاكمته في محكمة الجنايات الدولية، وأن يقول إنه لا توجد قوانين في ليبيا، وانه يعامل معاملة سيئة". وطالب وزير خارجية استراليا بوب كار بالإفراج الفوري عن تايلور وأرسل سفير استراليا في إيطاليا، ديفيد ريتشي إلى طرابلس يوم الأحد للتفاوض.
لكن هناك قضايا أكبر على المحك أهم من حرية تايلور. فالاتهامات التي وجهها العطيري تشق عميقا في قلب واحدة من أكثر القضايا تفجرا في ليبيا هذه الايام. من الذي له الحق في محاكمة سيف. وكواحد من ابرز مخلفات دكتاتورية معمر القذافي التي استمرت 42 عاما، فهو الشخص الوحيد الباقي على قيد الحياة ليتحمل مسؤولية عهد والده. وبالتالي فهو الهدف الحي لسنوات من المرارة المكبوتة والغضب بين ملايين الليبيين ومحاكمة سيف المنتظرة يراها كثير من الليبيين رمزا لمن سيكونون المستفيدين الحقيقيين من ثورة العام الماضي الدامية: هل هم المقاتلون في الخطوط الأمامية، مثل ثوار الزنتان الذين خاضوا حربا شرسة لمدة سبعة شهور ضد قوات القذافي، ام السياسيون الحكوميون في طرابلس وكثير منهم عادوا بعد سنوات من النفي المريح في الولايات المتحدة او اوروبا.
ورفض مسؤولو الحكومة الليبية المطالب بنقل سيف إلى لاهاي لمحاكمته هناك، وأكدوا للمحكمة الدولية أن القذافي الابن،42 عاما،، سينقل قريبا إلى طرابلس ليحاكمه قضاة ليبيون وفقا لمعايير قانونية دولية مقبولة. وقال فتحي باجة، رئيس اللجنة الليبية للشؤون السياسية والدولية في المجلس الوطني الانتقالي الليبي لمجلة "تايم" اوائل أيار (مايو) إن سيف سيحاكم "خلال اسبوعين في طرابلس". ومع ذلك فقد اعترف أن المفاوضات مع الزنتان شاقة. وقال لي باجة :"كانوا يقولون إن ظروف محاكمته ليست متوفرة في طرابلس. ونحن نقول إن طرابلس هي العاصمة، ونحن دولة ذات سيادة".
ينظر الغرب الى ولاية محكمة الجنايات الدولية على انها اساسية. اذ انها نشأت بقرار من مجلس الامن الدولي الذي ادى الى قيام حملة "ناتو" بقصف قوات القذافي – وهو التدخل العسكري الوحيد للدول الغربية منذ انطلاق "الربيع العربي" قبل 18 شهرا. وكانت المحكمة الدولية قد وجهت الى سيف ووالده ورئيس الاستخبارات الليبية السابق عبد الله السنوسي تهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية، لكونه قد أمر قوات القذافي باطلاق النار على متظاهرين غير مسلحين في شرق ليبيا خلال الايام الاولى للثورة، في شباط (فبراير) 2011، قبل ان يتحول الثوار الى الثورة المسلحة.
القذافي الان في عداد الموتى. والسنوسي القي عليه القبض في موريتانيا في وقت سابق من هذا العام بعد ان حاول التسلل الى تلك البلاد. ويبدو ان من غير المحتمل اعادته الى ليبيا لمحاكمته. وبعد ان استطاع سيف الاسلام تجميع العديد من المعجبين به بين قادة الدول الغربية خلال السنة الاخيرة للقذافي في الحكم، ختم مصيره بالوقوف الى جانب والده، متعهدا بسحق المتظاهرين "حتى اخر رجل وامرأة ورصاصة".
وعلاوة على الصراع الداخلي بين المتنافسين السياسيين في ليبيا، فان مصير سيف اثار تساؤلات ايديولوجية عميقة الجذور حول ما اذا كانت ليبيا الجديدة ستتبنى الاسلوب الغربي لحقوق الانسان. غير ان النظام القضائي لا يزال غير فاعل الى حد كبير. وهناك اعداد من الافراد لا حصر لهم يقبعون لاشهر في الاعتقال تحت سيطرة مجموعات مختلفة من الميلشيات. وقال ريتشارد ديكر، رئيس برنامج العدل الدولي في هيئة "هيومان رايتس ووتش" هاتفيا من نيويورك أمس الاحد ان "هناك مشكلة متواصلة تدور حول احتجاز الميلشيات للافراد، وحول ما يبدو من ان الحكومة الانتقالية غير قادرة على ان تفعل شيئا حيال ذلك. فهناك الالاف من المحتجزين الذين يستحيل الاتصال بهم ولا يخضعون لسلطة الحكومة في طرابلس".
ولما كانت ليبيا لا تزال غير مستقرة، فان المحامين الدوليين يخشون من ان تتحول محاكمة سيف الى شرارة كبيرة تشعل الصراع اذا كشف عنها داخل البلاد. ويقل ديكر ان محاكمة صدام حسين تظل تؤرق مضجعه وكانت قد انتهت بشنق الزعيم المخلوع. وقال: "كنت في بغداد عشية محاكمة صدام ومقتل اثنين من محامي الدفاع بالرصاص في الطريق العام. وفي نهاية الامر فان نقل سيف الى لاهاي يصب في مصلحة وجهة النظر الليبية بصورة اكبر. وادرك ما يمكن ان يخلفه الضغط الشعبي، ولكن اذا لم يكن هناك شيء آخر، فان المحاكمة ستمثل عبئا امنيا ثقيلا". وضمن المفهوم ذاته، فان تايلور المحتجزة الان قالت في لقاء اجري في نيسان (ابريل) انها "تشعر بقلق حقيقي تجاه المحاكمة في ليبيا. اذ من الواجب ان يدلي الشهود باقوالهم من دون الخشية من تهديد او تخويف".
ويمكن للمحاكمات السياسية العشوائية لكل المعتقلين- وليس لسيف فقط – وفترات الاحتجاز الطويلة في السجن من دون محاكمة اطلاقا، ان تؤثر على صراع الربيع العربي الاكثر دموية حتى الان – في سوريا.
وعلى خلاف ما جرى في ليبيا، فان مجلس الامن لم يحول المذابح السورية الى محكمة الجنايات الدولية حيث يمكن توجيه التهم، نظرا لان روسيا حجبت اتخاذ تلك الخطوة. ومع ذلك فان ديكر يعتقد انه مع مطالب بعض السياسيين العرب والغربيين لقصف عسكري ضد سوريا على غرار ما جرى في ليبيا، فان الاحداث في ليبيا – بما فيها القاء القبض على موظفين يعملون في محكمة الجنايات الدولية – يمكن ان تؤثر في الكيفية التي توازن فيها الحكومات خياراتها ضد الرئيس بشار الاسد. وقال "سنرى اثارا متصاعدة ضد بشار الاسد".
المقاومة الشعبية الليبية تكشف عن انشطتها لتحرير ليبيا
خاص
لأول مرة يصرح قائد ميدانى لخلايا نائمة بجنوب ليبيا بتبنى عمليات التفجير التي حصلة ليلة البارحة في مدينة سبها في فندق المهاري حيت قامت مجموعه تحت قيادة ضابط كان في الكتائب الامنيه للقذافي .
و بأوامر كانت كما قال النقيب الذي لا أريد ان ادلي بأسمه انها كانت اول عمليات تصدر من قيادة المقاومه حيث انتشر مجموعه من القناصين في تلك الليله لقنص مبعوتين الامم المتحدة الا ان مجموعه من قوات امريكية خاصه مدربه كانت تحميهم و منعتهم من الخروج من الفندق .
و صرح قائد الخلايا النائمة بأن مجموعات مقاتله حتى في مصراته ستنتفض معنا في نفس الموعد و انه ينصح المواطنين الخروج من مصراته و الزاويه و بنغازي و طرابلس قبل يوم الاتنين الموافق 18 في هذا الشهر لأن من يسمون انفسهم بالثوار سيستعملونهم كذروع بشرية و قد اعذر من انذر .
و نكرر نرجوا اخلاء هذه المناطق قبل الموعد المذكور مسبقا , لأن قيادة المقاومه لن تنتظر حتى تحدد المكان الذي خرجت منه رصاصه واحده تستهدف المقاومين , و نطلب من الشعب الليبي بأن لأ يسمحوا لأحد الصعود فوق منازلهم لأتخادها مكان استراتيجي لقتل المقاومين لان في حالة خروج قديفة او رصاصه من اسطح المنازل ستصبح اهداف مشروعه لنا .
و ان كل من ينوي الانضمام للمقاومه فباب المقاومه مفتوح للجميع للرجال و النساء دفاعاٌ عن الارض و العرض و الشرف , لأخراج ابنائنا من السجون و ارجاع المهجرين .
و اننا نطمئن جميع ابناء الشعب الليبي بأن المقاومه تعني لنا القيام بلواجب و استرجاع ارضنا و نفطنا و هيبتنا امام العالم , و ان الاتصالات و الكهرباء ستقطع في تلك الليله المحدده . و كتير من المفاجئات الساره قادمه لك ايها الشعب الليبي العظيم و الله مولانا و ناصرنا .
وعلى صعيد متصل اختطفت عصابات مصراته 30 مواطنا من منطقة الهيشه ويمارسون معهم أبشع أنواع التعذيب؟!
ونفس المجموعات قتلت احد الأسري من ترهونه و مات تحت التعذيب مساء أمس في سجن الهدي .. كما تم نقل الأمين الساحلي في حالة سيئة الي مصحة الشفاء علماً بأنه مصراتي الأصل .. وكان في سجن اتحاد ثوار مصراته ..أين المنظمات الإنسانية ؟!أين منظمات المجتمع الوطني؟! أين أحرار ليبيا؟!
الأوبزرفر: ليبيا بعد القذافى تتحول إلى مناطق خاضعة للميلشيات
نشرت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية تقريرا عن الأوضاع فى ليبيا بعد سقوط الرئيس السابق معمر القذافى، قالت فيه إن البلاد بعد رحيل هذا الطاغية قد انقسمت إلى مناطق يسيطر عليها الميليشيات، مشيرة إلى أن المعاقل القوية للمعارضة فى بنى غازى ومصراتة وزنتان قد أصبحت مستقلة بشكل متزايد عن النظام الجديد فى طرابلس.
ويتحدث التقرير عن مدينة مصراتة، ثالت أكبر المدن الليبية التى تلقت ضربا خلال ستة أشهر اثناء ثورة العام الماضى ضد نظام معمر القذافى، قد حولت نفسها إلى ما يشبه الدولة المستقلة فى كل شىء فيما عدا الاسم. فمن المقرر أن تشهد ليبيا انتخابات وطنية فى غضون 10 أيام، لكن يبدو أنها ستؤجل مع تبدد أى مظهر من مظاهر الوحدة الوطنية فى مرحلة ما بعد القذافى.
فقد انفصلت مصراتة عن الحكومة الجديدة التى تعتبرها سرية وديكتاتورية وذات قبضة قوية، وباعتبارها مدينة مشهورة بالتجارة، فإنها ستذهب فى طريقها الخاص. فالمحلات والمطاعم يجرى إصلاحها، والنشاط الاقتصادى بها ينتعش.
وتتابع الصحيفة قائلة: "أجرت مصراتة انتخابات خاص بها فى فبراير الماضى، وكانت الأولى فى أى مكان فى ليبيا منذ أربعة عقود، والمجلس الجديد فيها منشغل الآن بتنظيم الشرطة والجيش والتعليم والخدمات الصحية. وهذا الأمر يمثل مشكلة وفقا لما تقوله الأوبزرفر، فثمن هذا النجاح كان انفصالا عن الحكومة المركزية، ويقول فاروق بن أمين، المقاتل السابق الذى يعمل فى مجال الاستيراد إنه لا يريد الاستقلال، ولكن يريد أن تكون ليبيا مثل مصراتة".
لكن الأمر لا يتوقف على مصراتة فقط، فهناك على بعد 100 ميل منها مدينة زنتان التى كان مقاتلوها يشكلون نصف الحركة التى أسقطت طرابلس من قبضة نظام القذافى والنصف الآخر من مصراتة. والمزاج العام فى كلتا المدينتين الآن يتشكك فى المجلس الوطنى الانتقالى الحاكم، على الأقل بسبب ما يفعله بعائدات النفط التى تقدر بمليار دولار شهريا.
وهذا الموقف فى زنتان جعلها تغير رأيها بشأن تسليم سيف الإسلام القذافى الذى لا يزال موجودا فى فيلته على حافة المدينة. وقال عطار التركى، رئيس جلس المدينة "إن إجراء المحاكمة فى زنتان أكثر أمنا، فالحكومة ضعيفة للغاية، ولا تستطيع السيطرة على البلاد، لكن لدينا أمن جيد هنا".
أما التحدى الأكثر خطورة للحكومة المركزية فى لييبيا، كما تشير الصحيفة، هو بنى غازى، التى بدأت منها الثورة فى فبراير من العام الماضى. فمثل مصراتة، أجرت بنى غازى انتخاباتها الخاصة فى وقت مبكر من هذا العام، وينشغل مجلسها بتحديد الصلاحيات لنفسه على حساب الحكومة المركزية. لكن البعض لا يريد الاكتفاء بذلك ويطمع فى المزيد، فبنى غازى هى عاصمة ولاية برقة التى تمثل مع مناطق طرابلس وفزان أغلب ليبيا، ويشعر الكثير من المواطنيين بعدم الرضا عن حصول المحافظة على 60 فقط من إجمالى المقاعد البرلمانية المقدر عددها بمائتى مقعد، ولذلك يدعو مجلس برقة إلى مقاطعة الانتخابات ما لم يتم تخصيص عدد أكبر من المقاعد.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن الكثير من الأمور ستحده الانتخابات القادمة، فلو أساء المجلس الوطنى الانتقالى استخدامها أو حاول استغلالها لبسط سيطرته على ليبيا، فإن البلاد ستكون فى ورطة. وفى أحسن الأحوال، ستذهب مدن المعارضة السابقة فى طريقها الخاص وتخلق جمودا إداريا للدولة وكابوسا اقتصاديا. وفى أسوأها، وكما قال أحد عناصر الميليشيات العام الماضى على خطوط المواجهة فى أجدابيا، "ما لم تعجبنا الحكومة الجديدة، أصبحنا نعرف كيف تقوم بالثورة".
صراع لإقصاء «الإخوان» وأنصار القذافي عن الانتخابات
المصدر: ترجمة: عوض خيري عن «كاونتر بانش» التاريخ: 10 يونيو 2012
الثوار الليبيون مازالوا يتمسكون بأسلحتهم في ظل نوع من عدم الثقة بالعملية السياسية. غيتي
بعد أقل من أسبوعين من الآن سيذهب الليبيون إلى مراكز الاقتراع، وسيكون أول انتخاب من نوعه في ليبيا، لكنه ليس الأول في البلاد، فقد كانت جماهيرية (الزعيم الليبي السابق معمر) القذافي تنظم الانتخابات كحيلة من أجل اللامركزية ولكنها في الحقيقة من أجل المركزية. أما هذه الانتخابات الجديدة ستكون مشحونة بالقلق والمخاطر، لأن الظروف الاجتماعية والسياسية لم تتهيأ بعد لممارسة الديمقراطية الحقيقية في البلاد، ويقيم مستشارو الديمقراطية الأميركيين في فندق ريكسوس في محاولة منهم لتوجيه دفة البلاد نحو الديمقراطية وتقديم نصائحهم الحكيمة عن الانتخابات.
جزء من نصيحتهم يتمثل في التخلي عن الأحزاب وفتح الفرصة أمام المرشحين المستقلين، وهذا يعني التخلي عن الآلية القوية الوحيدة التي تستطيع خلق مجتمع سياسي قوي واستبدالها بآلية تصنع رجال أقوياء بدلاً من تلك الأحزاب. ويبدو أن الإخوان المسلمين هم الهدف من هذه الآلية التي أغضبتهم ومناصريهم القطريين. وظهرت الكثير من الأقاويل التي تدعي بأن هذه الانتخابات «انتقائية» تفضل شتات العناصر الليبرالية الجديدة في المنفى على المقاتلين الذين أراقوا دماءهم منذ تسعينات القرن الماضي في مقاومة نظام القذافي.
في الثالث من هذا الشهر تم اعتقال قائد كتيبة الأوفياء من مدينة ترهونة، أبوعجيلة الحبشي. وقال اول تقرير نشرته صحيفة «قورينا» الليبية الصادرة في بنغازي في هذا الموضوع، إنه تم اختطافه خلال توجهه الى مطار طرابلس، وفي ما بعد اعلنت السلطات الليبية أن الحبشي قد تم اعتقاله ولم توضح السلطات اسباب الاعتقال.
ترهونة مدينة هادئة تقع الى الجنوب الشرقي من طرابلس، ويناصر الزعيم الليبي السابق بعضا من نخبة المدينة وكانت له علاقات لصيقة مع زعامة ترهونة القبلية، ومن صفوف هذه الزعامة خرج أبوعجيلة الحبشي على نظام القذافي في الاسابيع الاولى من الثورة عام ،2011 وبضغوط من أقاربه فر الحبشي الى تونس ليعود الى ليبيا عبر مصر. وفي بنغازي شكل «كتيبة الأوفياء» التي ظلت تقاتل على طول طريق البحر الابيض المتوسط تحت غطاء وفرته له دول حلف شمال الأطلسي (ناتو).
ويبدو أن الحبشي لم يتم اختطافه، وإنما اعتقلته السلطات، وبما أن كتيبته لم تحصل على مبرر لاعتقاله فقد احتلت مطار طرابلس الاثنين الماضي، وليست تلك هي المرة الاولى التي يتم فيها استخدام المطار كمخلب في خضم السعي للسيطرة على السلطة، ففي ديسمبر 2011 اغلقت قوات الجنرال خليفة حفتر- الملقب بالليبي الاميركي- الطريق المؤدي الى المطار، بعد أن اطلق رجل مجهول النار على سيارته في احدى نقاط التفتيش، وفي ذلك الوقت ألقت السلطات العسكرية باللوم على ثوار الزنتان، فقام الجيش بقصف مواقعهم، وكان المطار نفسه تحت سيطرة ثوار الزنتان حتى ابريل الماضي الى أن تولت السيطرة عليه القوات الحكومية. واستطاعت «كتيبة الأوفياء» السيطرة على المطار لبضع ساعات الى حين وصول القوات المسلحة لاسترداده بعد تبادل النار مع الكتيبة.
وتخبرنا ترهونة الكثير عن الوضع الهش للسياسة الليبية، فهذه المدينة منقسمة في ولاءاتها، حيث ظل القسم الأكبر منها على ولائه للقذافي، ولم يجد مجالاً للتعبير عن ولائه في المجال السياسي، وبما أن السلطات منعت تمجيد القذافي، وحرمت الذين مجدوه خلال سنواته الـ40 في الحكم أي منصب، فقد شمل الحرمان هذا الجزء الكبير من سكان المدينة. ففي ابريل الماضي فشلت محاولة لاغتيال نائب رئيس ترهونة العسكري، العقيد عبدالله حسين وزميله العقيد سالم سوسي، وفي مايو عندما حاول ثوار مصراتة الذهاب الى بني وليد لطرد الميليشيات الموالية للقذافي أغلقت قوات مسلحة من ترهونة عليهم الطريق.
أخيراً تحدث الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني الانتقالي، محمد الحريزي، في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون مبرراً اعتقال الحبشي بأنه كان يقود مركبات عسكرية من دون إذن، ولايزال مستقبله غامضاً.
اموال النفط الأسود تذهب الى خزائن لا يعرف الشعب الليبي عنها شيئاً، ويفترض الوضع الراهن في ليبيا ان يتم منح عقود النفط اولا لدول الناتو التي تقف في اول الصف، وهناك الكثير من المخاطر التي تعتري مصالح أميركا وحلفائها الاوربيين والليبراليين الليبيين الجدد الذين يقودون المجلس الوطني الانتقالي، كما أن اعتبارات الجغرافيا السياسية تمنع آراء الليبيين من الظهور للسطح وإن تحريم الاحزاب السياسية جزء من هذا الحرمان، وأي عفو شامل يتم منحه للثوار يعني أن ضحاياهم يشعرون كالغرباء في بلادهم في الوقت الذي يتمسك فيه الثوار بأسلحتهم النارية، وهذا العفو يغطي ايضاً رفض «الناتو» أي تقييم بشأن قصفه لليبيا. اختفى الحبشي في غياهب السجون الليبية لينضم الى 7000 معتقل آخرين لم يمثلوا بعد أمام المحاكم ويقفون على الجانب الآخر من الخط الذي رسمته السلطات الليبية، فالذين يقفون في الجزء الخاص بالحكومة هم الخيرون، أما الذين يقفون على الجانب المقابل منها فهم الأشرار.
بيان اللجان الثورية الليبية
في يوم مجيد كهذا ..وفي لحظة فارقة في تاريخ ليبيا..وفي عهد ثورة الفاتح من سبتمبر ..تم طرد قواعد أمريكا من أرضنا الطاهرة..ولم نعد نخجل من أنفسنا أمام إخواننا العرب وشعوب العالم..حيث كانت ليبيا في العهد الملكي مرتعاً لقواعد وجيوش أمريكا وبريطانيا في البر والبحر والجو..كنا نشعر بالاهانة والغبن..وكانت صرخة معمر القذافي في الفاتح العظيم هي صرخة الحرية..التي أعادت لنا الحياة..والعزة..
تمر هذه الذكري.. وقد عاد الاستعمار من جديد وأساطيله وبغدر العملاء تم قتل الشهيد معمر القذافي قائد الثورة..ولكنهم لم يقتلوا روحه التي تسكن قلوب الملايين من أحرار العالم ..
إننا نحن أعضاء حركة اللجان الثورية نعاهد شعبنا في هذا اليوم بأننا .. سوف نتحمل مسئولياتنا بان نعيدها سيرتها الأولي وسوف نقدم أرواحنا لتحيا دولة الجماهير..وسنعيد سلطة الشعب السيد ونظام الشورى ونطهر أرضنا من الدنس والارجاس .
عهداً لن نخون وعداً لن نخلفه... والله اكبر فوق كيد المعتدي ....
حركة اللجان الثورية
طرابلس:الاثنين: 11/6/2012