للأقصى رب يحميه !!
بقلم د . رفعت سيد أحمد
هل ستأتى علينا لحظة ، نقول فيه عن (الأقصى) مقولة عبد المطلب (جد النبى صلى الله عليه وسلم) عن الكعبة " للبيت رب يحميه " ؟ سؤالنا ، نطرحه ، وكلنا ألم ، وحسرة على الحال الذى وصل إليه اهتمام عرب الثورات الجديدة ، وبخاصة إسلامييها من السلفيين والإخوان ؛ بفلسطين ومسجدها الأقصى ؛ وكيف أنهم اهتموا بدعم بعض اصحاب المزيفة من ثوار حلف الناتو ومشيخيات الخليج العرب المحتل ، فى الوقت الذى تجاهلوا فيه إلى حد بعيد ، ثوار فلسطين ؛ ومقدسات المسلمين هناك ، وبإستثناء نداءات وفتاوى تصدر متفرقة، على سبيل المجاملة ، مثل تلك التى أصدرها قبل أيام ولم يلبيها أحد لذلك الشيخ الشهير (الشيخ الخصوصى لحاكم قطر صديق إسرائيل والذى سُمى بشيخ قاعدة العديد : أكبر قاعدة عسكرية لأمريكا فى العالم والموجودة بجوار قصر هذا الشيخ فى الدوحة) ، أما لماذا لم يلبيها احد رغم ان المسجد الاقصى الان والان تحديا يدنس؟ فلأنه لم يكن صادقاً منذ البداية ولأنه –اى هذا الشيخ واخوانه-جزء من المشروع الخليجى / الأمريكى لزرع الفتن فى المنطقة لكى تنسى فلسطين والأقصى تماماً .. وهو عين ما جرى ولايزال يجرى .. فقط تأملوا المشهد من المغرب الى تونس مرورا بليبيا المحتلة ومصر المفككة وانتهاء بسوريا التى يتكالب عليها ذئاب الارض.. تأملواو واحكموا بأنفسكم !! .
* على أية حال ..
نسى الجميع فلسطين ، نسيها (الإسلامى) و(غير الإسلامى) واقترب الأقصى من الهدم ، فهل سنقول له وهو يتعرض لمحاولات الاغتيال : " للأقصى رب يحميه " ، إن مناسبة هذا السؤال هو ذلك التقرير الذى أصدرته "مؤسسة الأقصى"، وذكرت فيه وقوع 150 انتهاكا إسرائيليا على المسجد الأقصى خلال العام الماضي (عام الثورات الحقيقية وثورات الـC.I.A) ، متضمنا تفصيلا للاعتداءات والانتهاكات والمخاطر التي تعرّض لها المسجد الأقصى، من قبل قوات الاحتلال.
ويبين التقرير أن نحو 5000 مستوطن من الجماعات اليهودية اقتحموا المسجد الأقصى خلال عام 2011، موضحا أن نحو 3.7 مليون فلسطيني من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة منعوا من دخول مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى.
واستعرض التقرير الأنفاق والحفريات التي مارستها قوات الاحتلال عام 2011، لإيجاد شبكة من الأنفاق والفراغات الأرضية تصل أطوالها بشكل تراكمي إلى نحو 3000م، يتخللها كنس يهودية ومراكز تهويدية. وحذر التقرير من مغبة حدوث اعتداءات خطيرة على المسجد الأقصى خلال العام الجاري (2012) .
* ومناسبة سؤالنا أيضاً : هل سنقول " للأقصى رب يحميه " ؟! ما حذر منه مركز إعلام القدس من مخططات باتت سلطات الاحتلال تعمل على تنفيذها وتتمثل بتقسيم المسجد الأقصى المبارك خلال العام الجاري (2012) بين المسلمين واليهود على ضوء ما حصل في الحرم الابراهيمي بمدينة الخليل.
جاء هذا التحذير فى بيان عممه المركز يوم الاثنين (20/2/2012) بأن الاحتلال يسعى لفرض توقيت زمني في المسجد الأقصى يتمكن من خلاله المستوطنون من أداء صلواتهم التلمودية بحرية في المسجد الأقصى.
وأكد محمد صادق مدير مركز إعلام القدس بأن خطة الاحتلال يتم تطبيقها الآن فعليا بالمسجد الأقصى من خلال إفراغ المسجد بعد صلاة الفجر من المصلين المسلمين والسماح للمستوطنين باقتحام الأقصى من الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة الحادية عشرة قبل الظهر ليسمح للمسلمين بأداء صلاة الظهر وبعدها يتم إدخال المستوطنين مرة أخرى لباحات المسجد الأقصى المبارك " .
* والسؤال الآن : ما رأى قوانا الثورية وبخاصة (الإسلاميين) فى هذه الجرائم بشأن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ؟ وماذا سيفعلون تجاهها ؟ هل سنكتفى جميعاً بالدعاء أوالنداء وفتاوى شيوخ الفتنة او بالكتابة الصحفية .. أو باستقبال الصهيونى (جون ماكين) فى مكتب ارشاد جماعة الاخوان المسلمين فى القاهرة ثم مادرتهم الى اسرائيل مباشرة ، دون حتى أن يسألوه متى يا سيد " جون " ستوقفون الصهاينة عن مسجدنا ؟ أسئلة لا تحتاج إلى إجابة بقدر حاجتها إلى ضمير إسلامى ، وثورى ، يقظ !! .