28 يوليو 2018

محمد سيف الدولة يكتب : تاريخنا مع الأحكام القضائية المُسيسة


اذا انتقد أى شخص حكما قضائيا، واصفا اياه بأنه حكم مُسيس، فانه يُعَرِّض نفسه للحبس بتهمة اهانة القضاء، رغم أن الامور الفعلية على الارض منذ سنوات وعقود طويلة لا تسير وفقا لأحكام القانون وعدالة القضاء فقط، فلطالما تعرضت المعارضة السياسية فى مختلف العصور، لأحكام بالإدانة والاعتقال والسجن والاعدام، على ايدى حفنة "مختارة" من القضاة، تلتزم بتوجيهات وتعليمات السلطة التنفيذية.
***
قالها شيخ القضاة ومؤسس تيار الاستقلال المستشار الراحل الجليل "يحيى الرفاعى" معلقا على سيطرة السلطة التنفيذية على القضاء فى مقال بعنوان ((جرجرة)) قال فيه:
((فى بعض بلاد العالم يصبح القاضى المتمسك باستقلاله كالقابض على الجمر ... فلا يستطيع ان يعلن حكما تستاء منه الحكومة قبل ان يراجع نفسه الاف المرات، فليس صحيحا على اطلاقه انه لا سلطان على القضاء الا للقانون وضمائرهم، فالسلاطين كثير. وفى هذا المناخ لابد ان يشك الناس فى استقلال القرار القضائى سواء من حيث مضمونه او توقيته.))
***
ان تاريخنا وحياتنا السياسية حافلة بمئات الأحكام القضائية التى هناك اليوم اجماعا قانونيا وفقهيا وسياسيا على انها لم تكن أحكاما قضائيا بقدر ما كانت قرارات سياسية صادرة من رئيس الدولة وسلطته التنفيذية، وفيما يلى بعض الأمثلة على ما نقول من واقع سجلاتنا القضائية فى العقود الماضية:
· احكام اعتقال وسجن الشيوعيين عام 1959، ثم قرار الافراج عنهم عام 1964.
· احكام سجن الاخوان فى الخمسينات والستينات واحكام الافراج عنهم فى عهد السادات.
· احكام ادانة ما يسمى بمراكز القوى عام 1971، ثم قرار الافراج عنهم فى الثمانينات.
· قضايا واحكام واعتقالات وسجن الناصريين والشيوعيين فى السبعينات.
· قرار السادات باعتقال والتحفظ على ١٥٣٦ سياسيا فى سبتمبر ١٩٨١ وقرار مبارك بالإفراج عنهم بعد اغتياله.
· قرارات اعتقال الجماعات الاسلامية فى التسعينات، ثم الافراج عنهم بعدها بسنوات بعد ما يسمى بالمراجعات.
· الحكم بإدانة مبارك ووزير داخليته بتهمة قتل المتظاهرين فى ثورة يناير، ثم الحكم لاحقا ببرائتهم بعد تغير الظروف وتغير السلطة الحاكمة.
· وكذلك غالبية قضايا ادانة رجال مبارك ثم الافراج عنهم للبراءة او للمصالحة.
· قضية التمويل الاجنبى الخاصة بالمعهد الجمهورى الامريكى، سواء بالإدانة او بالبراءة.
· وغيرها الكثير.
***
ولذلك فان غالبية المتابعين اليوم، يتشككون كثيرا فى الاحكام الصادرة بالادانة والاعدام والمؤبد بالجملة لعشرات الالاف من القابعين فى السجون وكذلك قرارات الحبس الاحتياطى بدون سقف زمنى لآلاف أخرى.
وحين يقال لهم، اياكم والتشكيك فى نزاهة القضاء، يستشهدون بذلك التاريخ الطويل فى حياتنا من الاحكام المسيسة التى استعرضنا نماذج قليلة منها فى السطور اعلاه.
***
ان القناعة الراسخة والمستقرة عند غالبية الرأى العام، هى اننا بصدد حملة للتصفية والانتقام من كل من شارك فى ثورة يناير، كل بحسب نسبة مشاركته ومقدار قوته ومستوى تأثيره ومدى خطورته على النظام الحاكم.
والا فكيف نفسر مطاردة واعتقال وادانة شخصيات مستقلة عن الاخوان مثل المستشار محمود الخضيرى ومجدي احمد حسين وعبد المنعم الفتوح وهشام جعفر ومحمد القصاص وغيرهم، أو شخصيات من خارج التيار الاسلامى تماما، مثل علاء عبر الفتاح واحمد دومة وهشام جنينة وسامي عنان وحسن حسين وجمال عبد الفتاح والقائمة طويلة.
وكيف نفسر ما واكب هذه الاعتقالات والادانات والاحكام داخل السجون، من سلسة اجراءات استبدادية خارجها، من وأد ومصادرة للحقوق والحريات وتأميم الحياة السياسية والبرلمانية والاعلامية، ومطاردة وحصار وتشويه كل المعارضين من مختلف التيارات الفكرية والسياسية، لا فرق فى ذلك بين مدنى واسلامى، ولا بين ربعاوى ولا يونياوى.
ليس هناك سوى تفسير واحد، وهو اننا بصدد حملة سياسية مضادة للثورة المصرية ولكل من شارك فيها، تستهدف العصف بالمعارضين والخصوم السياسيين.
***
حتى الأحكام الخاصة بالقضايا الارهابية، فانها تصدر فى بيئة من التحريض والكراهية، مجردة من ضمانات العدالة والمحاكمات النزيهة، وسأستعين هنا بمرافعة للمحامى الشيوعى الكبير الاستاذ نبيل الهلالى، عليه رحمة الله، فى دفاعه عن المتهمين من الجماعات الاسلامية باغتيال الدكتور رفعت المحجوب عام 1993 أمام محكمة أمن الدولة العليا (طوارئ)، وفيما يلى بعض مما ورد فيها:
((خارج هذه القاعة يخيم جو مسموم، ويعربد مناخ محموم، وتطالب الحملات الهستيرية بقطع الرقاب، وقطف رؤوس شباب متهم بالارهاب.
وتتمادى الهجمة الشرسة، فتتطاول على قضاء مصر الشامخ، وتشن أبواق مسعورة مأجورة. حملة ساقطة على قضاء مصر، تتهمهم بالعجز وعدم الحزم. وتتهمهم بالتراخي وعدم الجزم. وتعتبر تمسك المحامين بتوفير حق الدفاع على الوجه الأكمل، تسويفا ومماطلة، وتعويقا لسير العدالة. 
وخارج هذه القاعة، ينتزعون القضايا انتزاعا من أمام قاضيها الطبيعي، ويحيلونها إلى القضاء العسكري بحجة انه القضاء الأسرع والأنجح والاردع، متجاهلين ان القضاء جهاز لإرساء العدل، وليس أداة للقمع أو الردع.))
***
وعلى النقيض من موضوعية ونزاهة نبيل الهلالى، نجد شخصيات وربما تيارات بكاملها وقد اصابها داء العنصرية فى السنوات الاخيرة، ترفض وتدين بشدة الادانات التى تلحق بشبابها واعضائها وانصارها، بينما ترحب بها وتباركها اذا جاءت فى مواجهة خصومها السياسيين.
***
ان الاحكام المسيسة او ما يطلقون عليه "القضاء المسيس" قادر بالفعل على تحقيق الغرض المطلوب منه وهو اخافة الناس واخراسهم، وتامين النظام ضد اى نقد او معارضة او منافسة سياسية الى حين. ولكنه على المدى البعيد يكون له اضرارا بالغة وعواقب وخيمة:
1) فهو يضعف من ثقة واحترام الناس للقانون وللقضاء وللقضاة بشكل عام، فتفقد الدولة أحد ركائزها الثلاث التي لا تقوم لها قيامة بدونها.
2) ويدفع عديد من المواطنين والقوى السياسية الى الكفر بشرعية النظام القائم والخروج عليه والعمل على اسقاطه والنخر فى مؤسساته وتحدى قوانينه والعمل خارج اطارها، سرا او علانية.
3) وهو ما يؤدى الى خلق نظاما مضطربا، يتخفى وراء غلاف زائف من الاستقرار، بينما تموج فى القلب منه طاقات مكتومة من الغضب والغليان والتربص، تكون قابلة للانفجار فى اى وقت.
4) وهو ما يضعف مكانته الاقليمية والدولية، ويجعله يستجدى الاعتراف به وبشرعيته من الخارج، مقابل فواتير واثمان غالية يسددها من سيادة الدولة واستقلالها.
5) وفى ذات السياق فانه يسبب اساءة بالغة الى سمعة الحقوق والحريات والعدالة القانونية والقضائية لدى المجتمع الدولى، مما يعطى للقوى الكبرى ورقة للضغط والمساومة مع السلطات المصرية لتحقيق مصالحها السياسية والاقتصادية والامنية ولو كانت على حساب المصالح المصرية. 
6) كما يدفع الشركات العالمية الكبرى والمستثمرين الاجانب الى استبعاد اللجوء الى القضاء المصرى المحلى لحل النزاعات التجارية، كاحد شروطهم الرئيسية فى تعاقداتهم مع الدولة المصرية. مما يعرض مصر فى كثير من الاحيان الى ما يشبه عقود الاذعان المجحفة والمجردة من حماية القضاء الوطنى.
7) كما انه ينتج اجيالا جديدة من شباب القضاة موالية للسلطة التنفيذية او خائفة منها، مما يضرب النظام القضائى كله فى مقتل، ليس فقط فى القضايا السياسية ولكن فى كل الدعاوى والقضايا والنزاعات سواء كانت جنائية او مدنية، فيلجأ الناس الى اصحاب النفوذ بدلا من الاحتكام الى القضاء. فيعم الفساد.
***
ان العدالة تحصن الدول، والظلم يسقطها ولو بعد حين.
*****
القاهرة 28/7/2018

27 يوليو 2018

محمد سيف الدولة يكتب :ابادة العرب عقيدة صهيونية



Seif_eldawla@hotmail.com
تيودور هرتزل
· اننا نريد أن نطهر بلدا من الوحوش الضارية. طبعا لن نحمل القوس والرمح ونذهب فرادى فى أثر الدببة كما كان الأسلوب فى القرن الخامس فى أوروبا، بل سننظم حملة صيد جماعية ضخمة ومجهزة ونطرد الحيوانات ونرمى وسطهم قنابل شديدة الإنفجار. 
·اطرد السكان الفقراء عبر الحدود وامنع توظيفهم . . . كل من الإجرائين؛ الإبادة ونزع الملكية يجب أن يتم بتحفظ ويقظة وحذر. 
***
جابوتنسكى :
· تستطيع أن تلغى كل شيء، القبعات، والأحزمة والألوان، والإفراط فى الشرب، والأغاني. أما السيف فلا يمكن إلغاؤه. عليكم أن تحتفظوا بالسيف لأن الإقتتال بالسيف ليس أفكارا ألمانية بل إنه ملك لأجدادنا الأوائل. إن التوراة والسيف أنزلا علينا من السماء.    
·إن إسرائيل لا يمكن أن تعيش إلا بالقوة والسلاح.
***
بن جوريون :
· إن خريطة إسرائيل ليست بخريطة بلادنا، لدينا خريطة أخرى وعليكم أنتم طلبة وشبيبة المدارس اليهودي أن تجسدوها في الحياة، وعلى الأمة اليهودية ان توسع رقعتها من الفرات إلى النيل.
· أن خططنا يجب ألا تنحصر فى الدفاع بل علينا أن نهاجم وعلى طول الجبهة ليس فقط ضمن المنطقة المخصصة للدولة اليهودية ـ بموجب قرار التقسيم ـ وليس فقط ضمن حدود فلسطين، بل علينا أن نضرب العدو ونهاجمه حينما وجد.
·لقد أبلغنا العرب أنه ليست لنا الرغبة فى محاربتهم أو إلحاق الأذى بهم، وإننا حريصون على أن نراهم مواطنين مسالمين فى الدولة اليهودية .. ولكن إذا وقفوا فى طريقنا وعارضوا، ولو جزئيا ، تحقيق أهدافنا ، فإننا سنواجههم بكل ما عندنا من بطش وقوة .
·شعب إسرائيل هو عبارة عن تجمع للمحاربين.
·لقد اقتنعت بأن الحرب مع العرب حتمية.
·أن السعى للتفوق العسكرى على العرب، فى معركة سباق التسلح، أهم قضية فى حياة إسرائيل.
·السلام النسبى الذى يخيم على الشرق الأوسط فى السنوات العشر الأخيرة هو نتيجة مباشرة لقوة إسرائيل العسكرية.
· علينا ان نتخذ من الفتوحات العسكرية اساسا للاستيلاء وواقعا يجبر الجميع على الرضوخ والانحناء
· يجب أن نفعل كل شيء للتأكد من عدم عودتهم (الفلسطينيين)  .. الكبار سيموتون والصغار سينسون.
***
  الدكتور ادر ممثل المنظمة الصهيونية العالمية :
·يجب أن يعطى اليهود الحق فى حمل السلاح، ويجب أن يحجب هذا الحق عن العرب.
* * *
ماينرتز هاجن
· إن الإعتراض الرئيسى على المطالب الصهيونية كان يستند إلى أن فلسطين صغيرة بالنسبة ليهود العالم، هذا صحيح، ولكن لنفسح لهم المجال ليأخذوا فلسطين، وبعد ذلك يستطيعون أن يحصلوا على ما يريدون.
***
جولدا مائير:
·كيف نعيد المناطق المحتلة؟ لا يوجد من نعيدها إليه.
·لا يوجد شيء اسمه الفلسطينيين، لم يوجدوا على الإطلاق.
***
موشى دايان:
· لقد بنيت القرى اليهودية في مكان القرى العربية. أنت لا تعرف حتى أسماء هذه القرى العربية وأنا  لا ألومك لأن كتب الجغرافيا لم تعد موجودة. ليست الكتب فقط التي لم تعد موجودة بل أيضا القرى العربية، لا يوجد مكان واحد بني في هذا البلد لم يكن سكانه الأصليون في السابق من العرب.
***
مناحم بيجين :
· الفلسطينيون مجرد صراصير ينبغي سحقها.
· أنا أحارب إذا أنا موجود.
· كن أخي وإلا قتلتك.
·  الأساليب الإرهابية قد أشبعت رغبة جارفة مكبوته عند اليهود للانتقام.
·ان مذبحة دير ياسين اسهمت مع غيرها من المذابح الاخرى فى تفريغ البلاد من 650 الف عربى ...ولولاها لما قامت اسرائيل  
·عندما نشرع ببصرنا إلى الشمال نرى سهول سوريا ولبنان الخصيبة وفي الشرق تمتد وديان دجلة والفرات .. وبترول العراق، وفي الغرب بلاد المصريين لن يكون لدينا القدرة الكافية على النمو، علينا أن نسوي قضايا الأراضي من مواقع القوة وعلينا أن نجبر العرب على الطاعة التامة.
***
شارون :
·أنا لا أعرف شيئا يسمى بالمبادىء العالمية. اننى اقسم بان احرق كل طفل فلسطينى سوف يولد فى هذه المنطقة. المرأة الفلسطينية والطفل الفلسطينى أكثر خطورة من الرجل لأن وجود الطفل الفلسطينى يدل على أن هناك أجيال ستستمر ولكن الرجل يسبب خطرا محدودا. اقسم بأننى لو كنت مجرد مدني اسرائيلى وقابلت فلسطينيا لاحرقته واجعله يعانى ويتألم قبل ان اقتله. 
· الكل يجب أن يتحرك .. يجري .. يمسك بأكبر قدر من قمم التلال لتوسيع المستوطنات لأن   كل ما نأخذ الآن سيظل لنا . . . وكل ما لا نأخذ سيذهب إليهم.                                                             
***
حوار بين ضابط وجندى اثناء مذبحة كفر قاسم :
·       الجندي: ماذا نفعل بالأطفال والنساء؟
·       الضابط: يجب أن يعاملوا كما لآخرين بدون رحمة
·       سؤال: ماذا نفعل بالجرحى؟
·       جواب: يجب ألا يكون هناك جرحى.
·       الجندى: ماذا نفعل بالسجناء؟
·       الضابط: يجب ألا يكون هناك سجناء.
· ثبت فى المحكمة فيما بعد أن الأوامر كانت قد صدرت بقتل كل عربى.
***
دراسة احصائية اسرائيلية قديمة :
· أن 60 % من بين 1066 طالب قابلتهم وتتراوح أعمارهم بين 9-14 سنة أيدوا الإفناء الكلى للسكان العرب المدنيين المقيمين فى إسرائيل فى حالة صراع مسلح مع الدول العربية.
***
 دراسة احصائية اسرائيلية حديثة فى يناير 2009 :
· 95 % من الاسرائيليين يؤيدون عدوان الرصاص المصبوب على غزة 2008ـ 2009
***
اسحق شامير:
· سيُسحق الفلسطينيين مثل الجراد . . .وتُحطم رؤوسهم على الصخور والجدران.
***
اسحق رابين:
· سوف نقلص السكان العرب إلى مجتمع من قطاع الأخشاب والخدم
·كنا نسير للخارج، يرافقنا بن جوريون. كرر آلون سؤاله: ماذا نفعل بالسكان الفلسطينيون؟
· لوح بن جوريون بيده بما يعني اطردهم!
***
إيهود باراك:
" الفلسطينيون مثل التماسيح كلما أعطيتهم لحما يريدون المزيد."
***
رافئيل إيتان رئيس أركان حرب سابق لجيش الدفاع الإسرائيلي:
·عندما نكمل استيطان الأرض لن يكون أمام العرب إلا محاولة الفرار مثل الصراصير المخدرة داخل زجاجة.
·  نحن نعلن على الملأ أن لا حق للعرب في سنتيمتر واحد من أرض إسرائيل . . . القوة هي كل ما يفعلونه ويفهمونه. سوف نستعمل أقصى قوة حتى يعود الفلسطينيون زحفا على أربع.
***
هايلبرن مدير حملة انتخاب عمدة تل ابيب:
" يجب أن نقتل كل الفلسطينيين إلا إذا سلموا بأن يعيشوا هنا كعبيد "
***
إسرائيل كونيج:
· يجب أن نستخدم الإرهاب .. الاغتيال ..الوعيد ..مصادرة الأرض ..قطع كل الخدمات الاجتماعية لتخليص الجليل من سكانه العرب .***
جوزيف وايتس رئيس قسم الاستيطان بالوكالة اليهودية:
هناك حاجة للحفاظ على شخصية الدولة والتي ستكون يهودية من الآن فصاعدا مع أقلية غير يهودية لا تتخطى 15%. لقد وصلت إلى هذا المبدأ الجوهري منذ 1940 ولقد دونته في مذكراتي.
***
يورام بار بوراث
إنه من واجب القادة الإسرائيليين الشرح للرأي العام بوضوح وشجاعة عدد من الحقائق التي نسيت بمرور الوقت أولها أنه لا وجود للصهيونية ولا للاستيطان ولا الدولة اليهودية بدون إخلاء ونزع ملكية العرب من أراضيهم.
***
مذابح صهيونية حديثة:
·العدوان على لبنان 2006(حرب تموز): 1200 شهيد
·العدوان على غزة 2008(الرصاص المصبوب): 1440 شهيد
· العدوان على غزة 2012(عامود السحاب): 174 شهيد
· العدوان على غزة 2014(الجرف الصامد): 2147 شهيد
·العدوان على مسيرة العودة السلمية 2018: 152 شهيد و16750 مصاب
·  ناهيك عن عمليات العدوان والقتل والقنص والاغتيال والتصفية والحصار والاعتقال والأسر التى يمارسها الصهاينة كأحد طقوسهم اليومية.
*****
القاهرة فى 27/7/2018

26 يوليو 2018

محمد سيف الدولة يكتب: إلقاء الفلسطينيين فى البحر



Seif_eldawla@hotmail.com
 دأب الكيان الصهيونى الارهابى المسمى (باسرائيل) على اتهامنا زورا وبهتانا بأننا نريد ان نلقى اليهود فى البحر، وحذت حذوه ماكينات الاعلام الجهنمية المعادية فى امريكا والغرب على امتداد 70 عاما.
ثم جاء اليوم الذى نرى فيه الذين كانوا يوجهون لنا هذه الاتهامات الكاذبة، يعلنون صراحة امام العالم كله بأنهم هم الذين ينوون إلقاء الفلسطينيين فى البحر، حقيقة لا مجازا، يريدون افراغ ارض فلسطين من نهرها الى بحرها منهم تماما، وتجريدهم من اى حق او شرعية للوجود والحياة عليها.
انها عملية اقتلاع وابادة جماعية مشابهة لما فعله الغزاة الاوروبيين للأرض الجديدة مع الهنود الحمر ولكنها تتم فى القرن الواحد والعشرين، وكل ذلك بدون ان ينبس احدا من أشرار الخواجات فى امريكا وأوروبا من بناة وحماة ورعاة الكيان الصهيونى ببنت شفة. وفى ظل صمت وجبن وتواطؤ رسمى عربى منقطع النظير.
***
لسنا هنودا حمرا ولن نكون:
لسنا فى حاجة للتأكيد على اننا لن نكون ابدا مثل قبائل الهنود الحمر؛ فلقد كانوا يعيشون فى المراحل العشائرية والقبلية من مراحل تطور المجتمعات البشرية ولم يكونوا قد وصلوا بعد الى مرحلة التشكيلات القومية، على عكسنا تماما كعرب وفلسطينيين، فلقد دخلنا مرحلة التكوين القومى التى من اهم مقوماتها الاستقرار على الارض والقدرة على الدفاع عنها والاحتفاظ بها عشرات القرون مما يؤدى فى النهاية الى الاختصاص بها دونا عن باقى شعوب العالم، وهى المرحلة التى دخلناها مع الفتح الاسلامى واختُبِرنا فيها مع الحروب الصليبية ونجحنا فى الاختبار حين استطعنا تحرير كامل الارض المحتلة عام 1291، ليعترف لنا العالم كله منذ ذلك الحين بان هذه الارض هى ارض عربية تخص الشعوب العربية. فلا تهنوا ولا تحزنوا فلسنا ولن نكون ابدا كالهنود الحمر، وليس الكيان الصهيونى سوى كيانا اصطناعيا صغيرا يحتل جزءً عزيزا من ارضنا العربية، مصيره الى زوال على أيدى الفلسطينيين واشقائهم من الشعوب العربية باذن الله.
***
ضد الاحتلال وليس اليهود:
كنّا فى مواجهة تلك الاتهامات الصهيونية، دائما ما نؤكد ونعيد ونزيد منذ عقود طويلة لكل من يهمه الامر باننا شعوب حرة تسعى لتحرير ارضها المحتلة من الاستعمار الصهيونى الاستيطاني الاحلالى، ولسنا باى حال من الاحوال ضد اليهود، بدليل انهم عاشوا وسطنا كإخوة ومواطنين طبيعيين لعشرات القرون. وكنا نؤكد دوما اننا كنّا سنتصدى الى اى عدوان او مشروع عدوانى مماثل على فلسطين او على اى ارض عربية أىً كانت ديانة المعتدين؛ مسلمين مسيحين ملحدين ..الخ. وهناك تصريح شهير للشهيد الشيخ احمد ياسين يحمل ذات المعنى.
ولكن رغم كل جهودنا فى شرح وعرض وتوضيح حقيقة قضيتنا وطبيعة الصراع العربي الصهيوني من منظورنا، الا ان الدعاية الصهيونية الغربية كانت تحرص على تشويهنا وتشويه قضيتنا ومواقفنا، لتؤلب علينا الراى العام فى المجتمعات الغربية. ولكي تبرر وتغطى على الجرائم والمذابح اليومية التي ترتكبها فى حقنا وحق أهالينا فى فلسطين وباقى الأقطار العربي.
***
فرق شاسع بين تحرير فلسطين وبين ابادتها:
·ولكن حتى لو كانت الاكذوبة الصهيونية صادقة فى اتهاماتها، وهى ليست كذلك، فانه سيظل هناك فرقا كبيرا بين اكذوبة ان العرب كانوا يريدون القاء اليهود فى البحر وبين حقيقة جريمة الابادة الصهيونية الحالية للشعب الفلسطينى، لأن القاء اليهود الصهاينة فى البحر انما كان يعنى اعادتهم من حيث أتوا الى اوطانهم الأصلية؛ اوطانهم الأم فى روسيا وبولندا والمجر وغيرها.
· اما الفلسطينيون الذين تريد اسرائيل التخلص منهم فليس لهم اوطانا أخرى غير فلسطين، وهم لم يهاجروا من اى مكان ليأتوا اليها، فهم يعيشون على هذه الارض منذ آلاف السنين ولم يغادروها ابدا، ودخلوا معنا مرحلة التكوين القومى مع الفتح العربى وانصهروا وذابوا مع باقى الشعوب والقبائل التى كانت تعيش فى المنطقة وقتذاك ليشكلوا معا الامة العربية الوليدة منذ 14 قرنا. وهذا عكس الادعاءات والاساطير الزائفة التى يروج لها الصهاينة من ان هذه هى ارضهم التاريخية التى وهبها لهم إلههم فى كتابهم المقدس، فالقبائل والجماعات التى كانت تعيش هنا منذ الاف السنين قد اندثرت او انصهرت داخل ما أعقبها من امم وقوميات، فاين هم اليوم الفراعنة والهكسوس والاموريون والسلوقيون والفلستينيون (بالتاء الذين هم شعوب البحر) والفينيقيون والبابليون والآشوريون وغيرهم؟ وهو ما ينطبق ايضا على الجماعات العبرانية التى كانت تعيش هنا قبل الميلاد.
***
اقتلاع قديم ومتدرج:
·  لم تبدأ عملية الاقتلاع الاجرامية بالطبع مع صدور قانون القومية اليهودية الأخير، بل تم بذر افكارها الأولية منذ الايام الاولى لنشأة الحركة الصهيونية فى نهاية القرن التاسع العشر، وبدأ تنفيذها الفعلى على الارض منذ عام 1948، حين وظف المنتصرون الاشرار بعد الحرب العالمية الثانية، الامم المتحدة لسرقة ما يزيد عن نصف ارض فلسطين واعطائها للجماعات الصهاينة ليقيموا عليها دولة يهودية تكون بمثابة قاعدة عسكرية واستراتيجية لهم فى المنطقة، فيما عرف بقرار التقسيم، رغم ان جملة ما كان يملكه اليهود فى فلسطين فى دلك الوقت لم يتعدى 5.5% من ارض فلسطين. وكان هذا هو الاقتلاع الأول.
· ثم قام الصهاينة بسرقة مزيد من الأرض بعد هزيمة الدول العربية فى حرب ١٩٤٨ لتكون جملة الارض المغتصبة حينها ٧٨ ٪ حينها من ارض فلسطين وقاموا بطرد وتهجير ما يقرب من ٨٠٠ ألف فلسطينى فى اكبر عملية تطهير عرقى فى بلادنا منذ عشرات القرون، وكان هذا هو الاقتلاع الثانى.
· ثم قاموا باحتلال ما تبقى من فلسطين عام ١٩٦٧ لتبدأ مرحلة الاقتلاع الثالث ورحلة جديدة من الاستيطان فى الضفة الغربية وغزة التى انسحبوا منها عام 2005 تحت ضغط المقاومة والعمليات الاستشهادية.
·  ومع حالة الضعف والجبن العربى الرسمى التى ضربتنا بعد حرب ١٩٧٣ وانسحاب مصر الرسمية من الصراع وانكسار إرادة منظمة التحرير الفلسطينية وقبولها الاعتراف (باسرائيل) فى اتفاقية اوسلو وتنازلها عن ارض فلسطين التاريخية مقابل وعد (مجرد وعد) بائس غير مضمون وغير صادق بإقامة دولة فلسطينية على حدود ١٩٦٧، أخذ القادة الصهاينة يصرحون ويعلنون عشرات المرات ان ليس لديهم اى نية للانسحاب من الضفة الغربية، وأخذوا فى الاستيلاء على مزيد من اراضيها كل يوم وتكثيف نشاطهم الاستيطانى فيها. ثم جاء اعتراف الامريكان بالقدس عاصمة موحدة لاسرائيل فى جريمة اقتلاع جديدة لما تبقى من العاصمة الفلسطينية. الى ان وصلوا اليوم لاعلان نيتهم الاقتلاع الكامل والنهائى للشعب الفلسطينى وانه لا مكان له فى ارض فلسطين ١٩٤٨ المسماة زورا (باسرائيل).
· انهم لا يريدون الفلسطينيين هنا تحت أى مسمى وباى شكل من الأشكال، رغما عن أنف كل الاتفاقيات والمعاهدات والوعود والقرارات والمواثيق الدولية والانسانية. انهم يريدونهم عبيدا وخدما لدى الكيان الصهيونى على حد تصريح بن جوريون حين قال: "لقد أبلغنا العرب أنه ليست لنا الرغبة فى محاربتهم أو إلحاق الأذى بهم، وإننا حريصون على أن نراهم مواطنين مسالمين فى الدولة اليهودية .. ولكن إذا وقفوا فى طريقنا وعارضوا، ولو جزئيا، تحقيق أهدافنا، فإننا سنواجههم بكل ما عندنا من بطش وقوة."
· انه حكم بإعدامهم والقضاء على وجودهم وتجريدهم من اى حق ولو ضئيل فى اى جزء من أوطانهم المغتصبة فى ٤٨ او ٦٧.
***
سبل المواجهة:
لو كان فينا الخير والعزة والارادة التى نراها فى اهالينا داخل الارض المحتلة، كنا سنستطيع أن نقدم الرد المناسب وان نتحدى العالم كله وان نعاقب كل من شارك او تواطأ او دعم أو بارك هذه المحاولات للابادة الجماعية لشعب كامل، وان نحرمه من الاستقرار والأمن والأمان فى أى بقعة من بقاع الكرة الارضية.
ولكننا لسنا بخيرنا مع عميق الحزن والأسف، بل ربما نكون فى أسوأ أحوالنا من الضعف والهوان والقهر والتبعية والاقتتال الداخلى.
ولكن هل نستطيع على أضعف الايمان، ان نطلق وننظم حملات اعلامية عالمية مدوية، بالتعاون والتنسيق مع كل الأحرار فى العالم، تكشف جريمة الابادة الجماعية الدائرة اليوم على الارض لإنهاء وجود الشعب الفلسطينى والقائه فى البحر، على غرار الحملة الكاذبة التى أطلقها ضدنا الصهاينة على امتداد اكثر من 70 عاما؟
*****
القاهرة فى 25 يوليو 2018

23 يوليو 2018

محمد أسعد بيوض التميمي يكتب: حقيقة الصراع مع اليهود

إضافة شرح
تعليقا على ردة الفعل على اصدار(( الكنيست اليهودي)) قانون بقومية كيانهم سموه ((قانون قومية الدولة)) واعتبارها دولة يهودية ووطن قومي لليهود...
أتعجب ممن أظهروا ردة فعل غاضبة على هذا القانون,ولم يغضبوا ويثوروا على وجود ما يُسمى ((اسرائيل)) نفسها,فوجودها باطل وكل ما يصدر عن الباطل فهو باطل. 
فأعضاء(( الكنيست العرب))الذين قاموا بموقف استعراضي داخل الكنيست هُم جزء من هذا الكيان الباطل,وموقفهم الاستعراضي هذا هو من اجل إعطاء القانون والكيان طابعا ديمقراطيا,فهم جزء من هذا الكيان الباطل,فهم قد أقسموا على الولاءلما يُسمى((دولة اسرائيل اليهودية الباطلة)) حدودها من الفرات الى النيل...ألم يعلم هؤلاء المحتجين بأن(( وعد بلفور المشؤوم الباطل)) الذي أصدرته  
الصليبية العالمية الباطلة التي لا تملك فلسطين ينص على(( إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين))؟؟
فهل قبل هذا القانون الباطل كانت ما يُسمى((دولة إسرائيل الباطلة)) دولة للعرب والمسلمين,ولم تكن دولة عنصرية شريرة,ولم تكن دولة باطلة شرعا وقانونا وتاريخيا وانسانيا, قامت على جماجم ملاين من الشعب الفلسطيني وشردت الملاين في أصقاع الدنيا وتمنع من عودتهم الى بيوتهم وأراضيهم في مدنهم وقراهم,وفي نفس الوقت تسمح لكل يهودي أن يأتي إلى فلسطين ويحصل على بيت مبني على أرض مغتصبة ويحصل على جنسية(( الكيان العنصرية))؟؟
ان هذا القانون الباطل أظهر فقط حقيقة الصراع الذي يحاول أن يُخفيه العلمانيون العرب خدمة(( للكيان اليهودي الباطل)) فهم يعملون على تنحية البُعد الديني الإسلامي عن ((صراعنا مع اليهود)) لأنهم يعلمون أن هذا البُعد الإسلامي هو الخطر الحقيقي على هذا(( الكيان الباطل)) لذلك انزعج العلمانيون من مُحللين وكُتاب وسياسيين وصحفيين ونُخب من هذا القانون ليس رفضاً له, ولكن لأنهم 
حريصون على ما يُسمى(( إسرائيل)) أكثر من اليهود أنفسهم,فهم يُصرون على أن(( صراعنا ليس ديني مع اليهود وانما صراع سياسي مع الصهانية,ويُفرقون بين اليهود والصهاينة,وكأن الصهاينة ليسوا يهوداً وأن الصهيونية ليست أداتهم التي اخترعوها لتكون,ليقيموا بها كيانهم الباطل))...فهذا القانون الباطل لم يُغير من حقيقة الصراع,بل أكد على حقيقة:
((أن الصراع مع اليهود ديني))فالعلمانيون هم خط الدفاع الأول عن المشروع اليهودي الباطل,فالمشكلة ليست بهذا القانون الباطل,إنما المشكلة بوجود هذا الكيان الباطل وبهؤلاء العلمانيين,فالصادقون والمُعادون حقيقة لهذا الكيان ويرفضون وجوده ولو على شبر من فلسطيننا يُركزوا على ((البعد الديني للصراع مع اليهود,وعلى حقيقة المعركة,وان وجود هذا الكيان هو باطل وهو الظلم بعينه وهو باطل ويجب إزالة هذا الظلم وازالة هذا الباطل بإزالة هذا الكيان غير الشرعي الباطل من فلسطيننا))...فمن يعترض على هذا القانون وكأنه لا يعترض على وجودما يُسمى(( اسرائيل)) فما يُسمى(( إسرائيل))مصيرها محتوم,والباطل الى زوال مهما طال به الزمان ومهما امتلك من قوة, ومهما كانت قوة الباطل التي تحميه,ومهما تقلب في البلاد...ففلسطين لنا والقدس لنا وراية الإسلام ستعلوا أرضنا المباركة يوما بمشيئة الله من الناقورة الى ايلات((ام الرشراش)) وفوق أسوار القدس وقبة الصخرة والمسجد الاقصى,وعسى أن يكون هذا اليوم قريبا...((وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا))واني أكاد اسمع تكبيرات وتهليلات جنود الفتح تلتقي بتكبيرات وتهليلات جنود الفتح الأول جنود عمر بن الخطاب فاتح بيت المقدس وجنود صلاح الدين في حطين...والله اكبر
*كاتب وباحث ومحلل السياسيابن بيت المقدس 

22 يوليو 2018

سيد أمين يكتب: هكذا أساءوا لعبد الناصر


 الأحد 22 يوليو 2018 15:29
 شكل منتصف القرن الماضي ولادة قوية جديدة للفكر القومي العربي بشكل ينبئ بأن دولة عربية واحدة تتشكل في الأفق على جميع الأراضي التي يعيش فوقها العرب من المحيط إلى الخليج، فيما أن القوميات الأخرى في هذه البقعة الجغرافية تعاطت مع الثقافة العربية بسبب الدين الذي نطق بلغتها، فصارت مكونا أساسيا من ثقافتها القومية الخاصة، وترافق هذا البعث الجديد مع تأسيس جامعة الدول العربية وتنامي موجات الاستقلال الوطني وبدء انحسار الاستعمار بصورته القديمة.
إلا أن النهوض القومي العربي تلقى طعنة قاتلة بغرس الكيان الصهيوني في ثاني أقدس مقدساته، ما أطال مسار "التحرر" الذي كاد أن ينجز آنذاك، وذلك خصما من العمل على مسار "الوحدة" الذي لم يطرق أصلا حتى الآن بأية صورة كانت، فيما أتت الطعنة الثانية لتلك القومية من ظهور تفريعات داخلية فيها والتي شكلت "الناصرية" أحد أبرز مظاهرها وذلك بما تحمله من شخصَنة وذاتية ونقل غير مبرر للأفكار المتفق عليها بين الجميع من الوضوح إلى الغموض، ومن العام إلى الخاص ومن العلمي إلى هوى النفس.
الناصرية: لماذا؟
وبيت القصيد أنني لا أعرف كيف تم نحت لفظ "الناصرية"؟ ولا لماذا؟ ولكن أثق في أنها شكلت طعنة قاتلة للفكر القومي العربي، رغم أنها تبدو لأول وهلة كإبنة شرعية له وبالتالي فإنها لا يمكن لها إلا أن تدعمه، ورغم أنه من غير المعلوم حتى هذه اللحظة ما طبيعة هذا الفكر ولا مبادئه؟ ولا مواطن تميزه؟ ولا بماذا ينادي غير ما تنادي به دعوات الوحدة العربية؟ وما جدوى اختراقه للإجماع القومي؟ لكن كلما نحاول البحث لا نجد إلا طنطنات وتهويمات وشعارات لا ترقى إلى مستوى المنهج.
ولا تقتصر خسارة الفكر القومي من ظهور الناصرية عند ذلك فحسب، بل امتد الأمر أيضا إلى أن بعض الانتهازيين المتعصبين لم يرتضوا بالتوقف عند تفريع الفكر القومي وتجزئته ولكن حاولوا جعل الناصرية بديلا عنه وجعلوا عبد الناصر وصيا على الأمة العربية ، ما تسبب بشكل أو بأخر في تحول أعداء عبد الناصر - وهم كثر داخل مصر وخارجها -  إلى أعداء للفكر القومي العربي، كما حدث مع التيارات الإسلامية، على خلاف قناعتها الأصلية بأن الوحدة العربية هى مجرد مرحلة لتحقيق الوحدة الإسلامية، والسبب في هذا العداء يعود في الأصل لمعاداة عبد الناصر للإخوان المسلمين بعد احتجاجهم علي الانقلاب على الرئيس محمد نجيب عام 1954 فأعدم قياداتهم ونكل بهم أشد تنكيل، وكما حدث مع بعض النظم الملكية التي كان يمكن إشراكها في بحث سبل وحدة الأمة عبر الدعوة للوحدة الكونفدرالية مثلا بدلا من تحويلها إلى عدو لهذه الحلم العربي.
الناصرية فشلت
المشكلة أن التطبيق العملي للناصرية يؤكد أنها فشلت في كل شعاراتها، فلماذا اجترار الفشل إذن؟
هي فشلت في إقامة وحدة عربية حقيقية - كما حدث في الجمهورية العربية المتحدة- رغم تهيؤ الظروف في كثير من الأقطار العربية لذلك بسبب تولى الحكم جنرالات آنذاك يقولون إنهم يؤمنون بضرورة الوحدة العربية، وتسبب هذا الفشل في تباعد فكرة الوحدة عن التحقق بعدما غيرت الكثير من نظم الحكم قناعاتها.
وأيضا فشلت الناصرية في توحيد الصف الوطني حينما راحت تقصي التيارات الفكرية المختلفة لا سيما التيار الاسلامي، رغم أن هذا التيار تحديدا هو الأقرب أيديولوجيا للفكر القومي العربي - المفترض انتماء الناصريين إليه - وكلاهما يرفض الشعوبية وتقديس حدود سايكس بيكو، وبدلا من تجسير علاقات الأخوة القائمة فعلا مع القوميات الأخرى في مصر جري التعالي عليهم كما حدث في ملف النوبة إثر تهجيرات السد العالي.
سقطت ادعاءات القوة حينما هزمت الناصرية في كل حرب خاضتها وصرنا في ظلها بدلا من تبني الدعوة لتحرير الجزء المحتل من أراضي فلسطين صرنا بحاجة لتحرير أراضي مصر وسوريا وكل فلسطين.
ولما صارت مصر تابعا للسوفيت سقطت أيضا ادعاءات الاستقلال الوطني، وحينما سيطرت مراكز القوى على البلاد والعباد سقطت معها ادعاءات المساواة والقانون وعادت "الباشاوية" لمن هم أحط خلقا من أصحابها الأصليين، واكتظت السجون بالأبرياء فسقطت ادعاءات العدالة، وسجن الكتاب والصحفيين وأعدم أصحاب الأفكار وحملة الأقلام ليحل محلهم حملة المباخر وزوار الفجر.
ناصرية بلا ناصريين
جمال عبد الناصر قامة كبيرة في تاريخ مصر، شئنا أم أبينا، وشخصية أثرت في التاريخ بشكل كبير سلبا وإيجابا، أخفق في كثير من الأشياء ونجح في كثير من الأشياء، فالكثيرون ما زالوا يذكرون له السد العالي وقوانين الإصلاح الزراعي والضمان الاجتماعي وغيرها، لكن ما شوه صورة عبد الناصر أن الكثير ممن يتمسحون بردائه سيرتهم الذاتية والمهنية لم تكن بيضاء.
ولقد وصلت الأحزاب الناصرية من البؤس أنها صارت ملاذا لمن لا فكر له، ولا وعي عنده، وصار كل ساقط ولاقط ودعي وعديم وعى يتمسح بردائها، رغم أن عبد الناصر نفسه ما زال يحظى بحب ملايين من الناس في بقاع الأرض وفي وطننا العربي، وأن هناك كثيرا من المفكرين من بينهم من ينتمون للتيار الإسلامي نفسه يثنون على كثير من أعماله عملا بحكمة مؤداها "من حاول أن يبني وفشل خير ممن لم يحاول أصلا" خاصة في زمن الخيانة الذي نعيشه الآن والذي يقودنا بسرعة الصاروخ إلى الجحيم.
متى يعرفون أن الناصرية وهم من خيال بعض الوجهاء على كثير من الأدعياء؟

طالع المقال على الجزيرة نت

20 يوليو 2018

قواعد اللغة العربية الميسرة

الكلام المفيد هو ما أفاد معنى تام ، ويكون جملة مثل :
الحلم سيد الأخلاق ، تنهض الأمم بالعلم والأخلاق ، 
أنواع الكلمة : اسم وفعل وحرف .
[ ا ] الاسم هو ما دل على إنسان أو حيوان أو نبات أو جماد أو صف من الصفات ، ويكون أوله ( ال ) ويكون آخرة تاء مربوطة أو تنوين . 
[ب] والفعل : ما دل على عمل فى زمن خاص مثل ( ركع / يركع / اركع ) . 
[ج] الحرف : كل لفظ لا يفهم معناه كاملا إلا مع غيره مثل : ( من / إلى / عن / على / فى / الباء / الكاف / اللام ) . 
* أن الجملة الاسمية : كل جملة أولها اسم مثل : ( النور ساطع / الشمس مشرقة ) وتتكون الجملة الاسمية من مبتدأ وخبر مثل : ( الأشجار خضراء ) .ٍ
* المبتدأ : يقع أول الجملة مثل : ( الشمس مشرقة / الماء عذب ) .
* الخبر : يأتى ليتمم مع المبتدأ جملة مفيدة مثل : ( السماء صافية / البناء مرتفع ) 
* المبدأ والخبر : يرفعان بالضمة مثل ( العصفور صغير ) . 
أنواع الاسم : الاسم ينقسم إلى مذكر مثل ( أحمد / أسد / قلم ) ومؤنث مثل ( سعاد / بقرة / سمكة / نعامة ) كما ينقسم إلى مفرد ومثنى وجمع . 
• المفرد : ما دل على واحد أو وحدة مثل ( محمد / سعاد / شجرة ) 
• المثنى : ما دل على اثنين أو اثنتين مثل ( طائران / فراشتان ) . 
• الجمع : ما دل على أكثر من اثنين مثل ( مهندسون / حضارات ) . 
• من حروف الجر : ( من / إلى / فى / عن / على / الباء / اللام / الكاف ) 
• يلى حروف الجر فى الاسم المفرد الذى يأتى بعد حرف الر هى الكسرة تحت آخر حرف فيه . 
* الجملة الفعلية : كل ملة أولها فعل وهى تتكون من فعل وفاعل مثل ( ينضج العنب فى الصيف ) . 
الفاعل : اسم ياتى بعد الفعل ويدل على من فعل الفعل أو قام به . 
الفاعل : يكون مرفوعا وعلامة رفعه الضمة إذا كان مفردا مثل " يظهر القمر ليلا" 
المفعول به : اسم يقع عليه فعل الفاعل ويكمل معنى الجملة الفعلية مثل " يرضع الطفل لبن الأم " . 
المفعول به : يكون منصوبا وعلامة نصبه الفتحة إذا كان مفرد مثل " يزرع الفلاح القمح " . 
الأفعال ثلاثة أنواع : ماض ، مضارع ، أمر . 
[أ] الفعل الماضى : هو ما دل على عمل تم فى الزمن الماضى مل ( قرأ / سمع / شكر ) . 
[ب] الفعل المضارع : هو ما دل على عمل تم فى الحاضر أو المستقبل مثل ( تقرأ / اسمع / اشكر ) . 
[ج] الأمر : طلب فعل شىء معين مثل ( اكتب الدرس / اصنع المعروف ) . 
* أسلوب النهى : هو طلب الامتناع عن فعل سىء معين ويتكون النهى من ( لا ) الناهية وهى حرف ويليها فعل مضارع منهى عنه مثل " لا تعبث بأزهار الحديقة " " لا تلوث يدك بالقاذورات " . 
أدوات الاستفهام هى : ( ما / ماذا / من / متى / أين / كم / كيف / هل ) 
* ( ما / ماذا ) : يستفهم بهما عن غير العاقل مثل : ما على المكتب ؟ " – " ماذا على الحائط ؟ " 
* ( لماذا ) : يستفهم بها عن السبب مثل " لماذا نزرع القمح ؟ " . 
* ( من ) : يستفهم بها عن العاقل مثل " من فتح مصر من قواد العرب ؟ " . 
* ( متى ) : يستفهم بها ع الزمان مثل " متى تتفتح الأزهار " . 
* ( أين ) : يستفهم بها عن المكان مثل " أين يعيش السمك ؟ " 
* (كيف) : يستفهم بها عن الحال مثل : " كيف المريض ؟ " 
* ( هل ) : يستفهم بها عن مضمون الجمل مثل " هل يتقدم العلم فى بلادنا ؟ " 
* ( كم ) : يستفهم بها عن العدد مثل " كم شهرا فى السنة ؟ " 
- الإجابة عن كل سؤال بإحدى الأدوات الآتية : ( ما / ماذا / لماذا / من / متى / أين / كم / كيف ) تكون بذكر المسئول عنه . 
الإجابة عن السؤال ب ( هل ) تكون فى الإثبات ( نعم ) وفى النفى ( لا ) .
المثنى : هو ما دل عل اثنين مثل " الصديقان متحابان " أو اثنين مل " التلميذان مجتهدان " – " الزهرتان متفتحتان " . 
* يرفع المثنى ، وعلامة رفعه الألف مثل " التاجران متعاونان فى التجارة " وينصب وعلامة نصبه الياء مثل : قرأت قصتين خياليتين " ويجر وعلامة جره الياء مثل " سلمت على صديقين " . 
جمع المذكر السالم : هو اسم يدل على أكثر من اثنين بزيادة واو ونون فى حالة النصب مثل " كافأ المعلم المجتهدين من تلاميذه " . 
* زيادة ياء ونون على مفرده عند الجر مثل " وزعت المدرسة الجوائز على المتفوقين " . 
* جمع المؤنث السالم : هو اسم يدل على أكثر من اثنتين بزيادة ألف وتاء على مفرده مثل " المجتهدات متفوقات " . 
* يرفع بالضمة مثل : " المعلمات رحيمات بالتلميذات " . 
* ينصب وعلامة نصبه الكسرة مثل " كافأت الدولة الأمهات المثاليات " . 
* ويجر بالكسرة مثل " ؤزعت المدرسة الجوائز على المتفوقات من التلميذات " . 
* النعت : اسم يوضح صفة من الصفات فى اسم قبله يسمى ( المنعوت ) مثل " العلم المرفوع علم مصرى " . 
النعت يطابق منعوته فى الإعراب : " الرفع / النصب / الجر ) 
الرفع مثل : " التاجر الأمين محبوب " . 
النصب مثل : " قدرت الدولة عالمين جليلين " . 
الجر مثل : " سلمت على صديقين مخلصين " . 
* أن التعت يطابق منعوته فى النوع : ( التذكير و التأنيث ) :- 
التذكير مثل " الطيب الماهر يقبل عليه المرضى " . 
التأنيث مثل " الصديقة المخلصة تحبها صديقاتها " . 
* أن النعت يطابق منعوته فى العدد : ( الإفراد / التثنية / الجمع ) : 
الإفراد مثل " على الغصن عصفور مغرد ". 
التثنية مثل " الصديقان متعاونان " . 
الجمع مثل " الأصدقاء المخلصون محبوبون من أصدقائهم " . 
• أن النعت يطابق منعوته فى : ( التعريف / التنكير ) :- 
• التعريف مثل " الصوت الميل يميل الناس إلى سماعه " . 
• التنكير مثل " على الغصن عصفور جميل " .
• * العطف : تابع متوسط بينه وبين متبوعة أحد حروف العطف . 
• حروف العطف : هى ( الواو ) : هى تفيد مجرد الجمع بين المعطوف والمعطوف ، المعطوف عليه مثل " يزرع الفلاح القطن والقمح " 
• و( الفاء ) هى تفيد الترتيب مع التعقيب مثل " يسير القائد والقمح " .
• ز( ثم ) هى تفيد الترتيب مع التراخى مثل " مارس السباحة ثم الجرى " 
• و ( أو ) هى تفيد التخيير مثل " كل عنبا أو موزا " .
• * المعطوف عليه : يقع قبل أداة العطف . 
• * المعطوف : هو ما يقع بعد أداة العطف .
• * وأن المعطوف : يتبع المعطوف عليه فى الإعراب فى حالة الرفع مثل " الفلاح والعامل ، يقدمان للوطن أجل الخدمات " . 
• * فى حالة النصب : مثل " ساعدت المحتاج والفقير " . 
• * فى حالة الجر مثل : " سلمت على محمد وصديقه " . 
الحال : اسم منصوب تبين هيئة صاحبها عند حدوث الفعل مثل " قطفت الثمرة ناضجة " 
وصاحب الحال يأتى فاعلا مثل " أقبل الناجح مسرورا " . 
ويأتى مفعولا به مثل " نحب الشارع نظيفا " . 
وصاحب الحال لا بد أن يكون معرفة والحال نكرة مثل " أقبلت السيارة مسرعة " 
* ظرف الزمان : اسم منصوب يدل على زمن حدوث الفعل مثل ( صباحا / مساء / ظهرا / ليلا ) مثل " أذهب إلى مدرستى صباحا " – " يعود العامل من عمله مساء " – " أستذكر دروسى ليلا " وهكذا 
* ظرف المكان : اسم منصوب يدل على مكان حدوث الفعل مثل ( يمين / شمال / أمام / خلف / فوق / وراء / قدام / تحت / بين ) 
مثل : " رأيت القمر بين السحاب " – " يقف المعلم أمام الصفوف " – " نجلس حول المائدة " – " رأيت العصفورة فوق الشجرة " وهكذا . 
* المفعول المطلق : اسم منصوب مأخوذ من لفظ الفعل يذكر لتوكيد الفعل مثل " نجح المجتهد نجاحا " أو لبيان نوعه مثل " قرأت قراءة جيدة " . 
* المفعول لأجله : اسم منصوب يذكر بعد الفعل لبيان سبب حدوث الفعل مثل " استذكرت الدروس أملا فى النجاح " . 
* المضاف إليه : اسم مجرور يحدد نوع الاسم الذى قبله والذى يسمى مضافا مثل " لون التفاحة أحمر 
* المضاف : ي
عرب بحسب موقعه فى الجملة من الإعراب .

(منقول من مدونة ابراهيم سلامة)


فيديوهات

https://www.facebook.com/Alsciences.alislamic/videos/1684059811708241/

https://www.facebook.com/Alsciences.alislamic/videos/1685426151571607/

https://www.facebook.com/Alsciences.alislamic/videos/1685931858187703/

https://www.facebook.com/Alsciences.alislamic/videos/1689981231116099/

https://www.facebook.com/Alsciences.alislamic/videos/1688067854640770/

https://www.facebook.com/Alsciences.alislamic/videos/1692819334165622/

https://www.facebook.com/Alsciences.alislamic/videos/1727341300713425/

https://www.facebook.com/Alsciences.alislamic/videos/1726355367478685/

https://www.facebook.com/Alsciences.alislamic/videos/1727341300713425/

15 يوليو 2018

سيد أمين يكتب : عن مسألة "اللافتة" في مصر

السبت 14 يوليو 2018
 انبهر مرافقي حينما شاهد يافطات "لافتات" كتب عليها "النصر لصناعة السيارات" موضوعة على مساحة كبيرة من الأرض "المسوَّرة" بحلوان وتساءل: وهل نحن نصنع السيارات؟
فقلت له: مصر يا صديقي دولة متطورة للغاية، ربما هي نظريا أكثر دول العالم تطورا، فلقد حباها الله بعباقرة يصنعون كل شيء من "الإبرة" إلى "الصاروخ"، في كل مجال لكن لا شيء يخرج عن طور "الفانتازيا" إما بسبب تدخل الأدعياء فيها حيث يدخل الغث على السمين فيفسده، أو بسبب فساد السلطة وعدائها للعلم والنبوغ.
نحن اخترعنا الطائرات ومركبات الفضاء والآليات التي تمشي في الأرض وتغوص في الماء وتطير في الجو، صنعنا الوحش المصري الذي يمشي ويسبح ويطير، واستخرجنا الكهرباء من الجاذبية الأرضية ومن الزبالة والماء والتراب والرمال والليمون وحتى البطاطس ومن داخل جسم الإنسان، صنعنا مادة تقوم بتمهيد الطرق وأخرى ترصفها وثالثة تقوم بتكسيرها، ورابعة تمنع وقوع الحوادث عليها، وصنعنا "كبسولات التحرير" التي تضيء مصر بلا وقود، نحن أيضا دولة متطورة طبيا وعالجنا داء الإيدز الذي أعجز أطباء العالم بأصابع "الكفتة"، وهكذا كل معجزاتنا الصناعية. مسألة اليافطة
المهم لدينا هو"اللافتة"، فإذا أردنا أن نصنع شيئا ننجزه بمجرد الانتهاء من تلك اللافتة، وكلما كبرت "اللافتة" كبرت معها عظمة الاختراع، فنحن لدينا مصنع للسيارات لم ينتج سيارة واحدة، ولدينا مصنع طائرات لم ينتج طائرة واحدة، وأنتجنا في الستينيات صواريخ بالستية عابرة للقارات بالكاد تسقط على بعد بضعة كيلو مترات من موقع إطلاقها، ولدينا مفاعل ذري في أنشاص يوجد فيه الكثير من الناس والأشياء إلا الذرة، وبدلا من المفاعلات الذرية الحقيقية نحن اخترعنا "مفاعلات الشمس"، ولدينا مركز لعلوم الفضاء ليس فيه "تليسكوب" ولا حتى طائرة ورقية، وقمنا بشراء قمر اصطناعي ولما ساهمنا بجزء من خبراتنا العميقة في إطلاقه تاه في الفضاء الفسيح وذهب من دون حتى أمل في الرجعة، وأيضا لدينا مصنع للهاتف المحمول أول ما ترى من إنتاجه حين فتحه عبارة "صنع في الصين"، ولدينا مصنع للتلفزيون والإلكترونيات ظهر فجأة واختفى في ظروف غامضة، وصنعنا روبوتا معجزة عرض في لقاء رسمي مع السيسي يغني على أنغام أغنية "جانجام ستايل " ثم اكتشف الناس أنه لا الروبوت ولا الأغنية من مصر.
مسألة اللافتة لم تتوقف في مصر عند حدود الصناعة والاختراعات، ولكنها امتدت أيضا إلي إنفاق مئات المليارات من الدولارات في مشروعات عادة ما يتم إضفاء صفة القومية عليها، ومنها مثلا مشروع "توشكى" الذي هللت له السلطة ثم انتهي به الحال إلى العدم، وهكذا مشروع الظهير الصحراوي والألف قرية والحزام الأخضر ومزارع النوبارية والصالحية والفرافرة ومشروع تنمية الساحل الشمال الغربي وظهيره الصحراوي والقرى التكنولوجية ومحطات الطاقة الهوائية والشمسية ومنخفض القطارة لتوليد الكهرباء، وإعادة تقسيم المحافظات ومشروع شبكة الطرق والمليون ونصف المليون فدان والمليون وحدة سكنية وتفريعة قناة السويس التي تحولت إعلاميا إلى قناة جديدة ولا جدوى منها سوى رفع الروح المعنوية للشعب، وهناك العاصمة الإدارية الجديدة التي هي في الواقع نفذت بالفعل ولكن كمدينة حصينة لخدمة رجال ومؤسسات الحكم ولتكون بعيدة عن متناول الشعب المصري.
وامتدت المسألة إلى الشعارات فطالما أنت هتفت "تحيا مصر" أو رددت نشيد الصاعقة أو النشيد الوطني فأنت إنسان وطني ولا يهم بعد ذلك مسلكك، يمكنك أن تسرق وأن تختلس وتنصب وتنهب وتقتل، ولا يمكن لأحد أن يدينك.
سلوك شعبي
ولأن الناس على دين ملوكهم امتدت مسألة "اللافتة" حتى الشعوب، حيث صار الكثير من أصحاب المحال التجارية يعددون في اللافتات التي يضعونها في حوانيتهم مهاراتهم أو البضائع والخدمات والحرف التي يقدمونها، ولكن سرعان ما تكتشف أن ثلاثة أرباع ما كتبوه في تلك اللافتات مجرد "تفخيم" ويأتي على سبيل المثل الشعبي "أبو بلاش كتر منه".
ويجب هنا أن نذكر أن أحد محافظي القاهرة فيما قبل ثورة يناير – أعتقد أنه عبد الرحيم شحاتة - اهتم بمكافحة هذه الظاهرة وراح يصدر قرارا بسحب ترخيص أية منشأة أو محل تجاري يكتب في اللافتة المدونة على حانوته خدمة أو بضاعة لا يقدمها.
كما نجد هناك أحيانا الصحفي الذي لم يكتب حرفا، والمهندس الذي لم "يهندس" أبدا، والمحامى الذي لا يعرف القانون ولم يقف في محكمة، بل وجدنا وزيرا راسبا في الإملاء، وقاضيا كانت في الحقيقة راسبا عندما كان في مرحلة الثانوية العامة وهكذا، ومع ذلك كل هؤلاء لا يكتفون بكتابة توصيفاتهم المزورة بل يضيفون إليها المشوقات التي تعزز نبوغهم، كالصحفي الذي هو محلل سياسي وأديب، والمهندس صاحب الشهادات العالمية، والمحامي الدولي وغير ذلك.
وبصورة هزلية، قد تجد أيضا أصحاب عربات الفول والكشري والحمص والترمس والكبدة وغيرها مع تواضع شأنها يكتبون عليها عبارات تضخم منها.
فكما أهملت نظم خير أجناد الأرض كل نبوغ يظهر في بر مصر بل وحاربته وراحت تغتصب العبقرية لنفسها، فصنعت وابتكرت وكشفت أشياء لا حصر لها ولكنها كلها "افتراضية" تغلب عليها صفات "الهزلية"، لا تتخطى حقيقتها حبر اللافتات أو مانشيتات الصحف التي كتبت عنها، مع كثير من الرقص والاحتفالات.
انتقل الداء إلى الشعب المصري فتحولت السياسة والأحزاب والحركات والجماعات والشركات والنقابات والمحال في مصر إلى مجرد لافتات.
لقد تحولت مصر الى لافتة كاذبة.