28 أكتوبر 2014

صحفيون محسوبون على السلطة ينتفضون ضد اتجاه السلطة "تقنين"الاعلام الموجه

بعد اجتماع دام أكثر من ساعتين بحضور 20 شخصية من رؤساء التحرير الصحف القومية والحزبية والخاصة والخروج ببيان للتأكيد على دعمهم لكل الإجراءات التي ستتخذها الدولة لمواجهة الإرهاب، وثقتهم في مؤسسات الدولة على مواجهة الإرهاب، مشددين على حرصهم على حرية الكلمة، وتحقيق أهداف ثورة 25 يناير رافضين محاولات التشكيك في مؤسسات الدولة، سرعان ما خرجت بعض الأصوات الرافضة لذلك الاجتماع برمته، مؤكدين أن ما يحدث في الفترة الحالية ما هو إلا محاولة لتأميم الصحافة وقمع الحريات والصحافة الحرة ومرحلة لمصادرة المهنة نفسها.
وهو ما أكده خالد البلشى، عضو مجلس نقابة الصحفيين ورئيس تحرير جريدة الوادى، أن البيان الصادر من رؤساء التحرير ما هو إلا إعلان رسمى لتأميم الإعلام ومصادرة حرية الصحافة وينقلنا من مرحلة مصادرة الصحف وتقييد حرية الصحافة إلى مصادرة المهنة نفسها ولكن بأيدى أبناء صاحبة الجلالة.
وأكد البلشى في تصريحات صحفية، أن ما يحدث عودة إعلام التعبئة العامة بدعوى الحرب على الإرهاب وتمثيل لقتل لمهنة الصحافة والإعلام بأيدى ممارسيها والمحسوبين عليها والذين قرروا بإرادة كاملة وبمختلف اتجاهاتهم تحويل أنفسهم من ممارسى مهنة لحزب سياسي يدعم برنامج الرئيس غير المعلن وغير الواضح المعالم بما يعنيه ذلك من منع أصحاب الرؤى الأخرى أو حتى من يريدون تحسين شروط ما يجرى ومصادرة آراء المعارضين لهذا البرنامج الذي لم تتضح معالمه حتى الآن.
وشدد البلشى على أن البيانات التي خرجت في الفترة الأخيرة من المؤسسات الإعلامية والصحفية تعطى شيكًا على بياض للنظام الجديد ورئيسه ليفعل ما يريده، قائلًا: "كل شيء تم إعلان الموافقة عليه باعتباره جزءًا من البرنامج الذي أعلن بيان رؤساء التحرير تبنيه والحمد لله، وكان أولى بهم دمج أنفسهم في صحيفة واحدة توفيرًا للنفقات طالما اتفقوا على كل شيء.. بما فيه دعم ما يوحى به السيد الرئيس مستقبلا".
وتساءل عضو مجلس النقابة معقبًا على ما تم إصداره، هل يتحول الصحفى لكاتب تقرير لحماية المجتمع من مخاطره استكمالا لبناء دولة "البصاصين" التي بدأ تأسيسها في الجامعات بشهادات من قياداتها؟! مشابهًا تلك الموجة الجديدة بما حدث في عهد هتلر من الإعلام الذي غسل أدمغة والأمر للتعهد بالتفتيش في ضمائر زملائهم عبر التعهد بمنع تسلل أصحاب الرؤى التحريضية للصحافة.
ونادى خالد البلشى، أن مواجهة الإرهاب لن تتم إلا بصحافة حرة تكشف مواطن الخلل وتفضح الإرهابيين ومخططاتهم وليس بالتغطية عليها وتحويل مهنة الصحافة إلى ملف أمنى آخر، والصحفيين إلى مخبرين في بلاط الجهات الأمنية الإرهاب والفاشية كلاهما يتغذى على الآخر وكلاهما ينمو ويتضخم بالفشل والتعمية على الفاشلين.
فيما سخر خالد داود، المتحدث الإعلامي باسم حزب الدستور، مقترحًا بأن نغلق كل المحطات التلفزيونية وكل الصحف، ونكتفى بمحطة واحدة وجريدة واحدة لضمان أن يقوم الإعلام بدوره في توحيد الشعب ومكافحة الإرهاب والالتزام بما يريده الرئيس السيسي.
وأضاف داود، في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "ولكى لا يتم استضافة أي مشككين أو مغرضين أو أعداء للوطن تتعبوا نفسكم ليه وتعملوا اجتماعات لأصحاب القنوات الخاصة ورؤساء تحرير الصحف برعاية نقيب الصحفيين".
كما أبدت حركة "صحفيون ضد قانون التظاهر" عن دهشتها ورفضها القاطع للبيان الذي أصدره عدد من رؤساء تحرير الصحف، والذي تراه تأميما اختياريا للصحافة، وترويضًا للسلطة الرابعة، وتسليمًا لحرية الصحافة للسلطة الحاكمة بزعم مكافحة الإرهاب رغم أن القاصي والدانى يعلم أن مجرد التطبيق الفاعل لميثاق الشرف الصحفى كاف لمواجهة أي خروج عن قواعد و آداب المهنة أو أي تحريض على العنف، إلا أن المقصود للأسف الشديد هو النيل من حرية الصحافة.
وأضافت الحركة، في بيان لها، أن الاجتماع يقوم بقصف الأقلام ومصادرة كل الآراء التي تخالف توجهات السلطة الحالية هو وصمة عار في جبين الصحافة، وسابقة لم تحدث في تاريخ الصحافة المصرية منذ نشأتها، فلم يحدث أبدا، قبل هؤلاء، أن اختار الصحفيون بأنفسهم مصادرة حريتهم في الرقابة والكتابة، ولم يحدث أبدا قبل هؤلاء أن تم تسليم الصحافة على طبق من ذهب لسلطة مستبدة تستخدم ذريعة الإرهاب، المدان والمرفوض، في مصادرة كل أشكال الحريات وعلى رأسها حرية الصحافة.

شاهد واكتشف حقيقة عميل امريكا واسرائيل .. مقطع ينهى القضية من جذورها




عبد الله الشامي : مدرعة جيش قتلت كل من كان في مستشفى رابعة برشاش جرينوف...شاهدت اكتر من 400 شهيد


المفكر القومى محمد سيف الدولة: إخلاء سيناء مطلب اسرائيلى

هذه الدعوة لإخلاء شمال سيناء من السكان، التى انطلقت فى كل أجهزة الاعلام فى نفسٍ واحد، بعد دقائق معدودة من الجريمة الارهابية البشعة "المتكررة" هناك، والتى أدت الى استشهاد 30 من جنودنا، هى دعوة خطيرة ومرفوضة.
1) فهى أساسا مشروعا صهيونيا قديما، طلبته اسرائيل وامريكا من الادارات المصرية المتعاقبة منذ عدة سنوات، وأجمعت جميعها على رفضه.
وخلاصة المشروع هو ان يتم انشاء منطقة عازلة أو حزام أمنى بعرض من 5 الى 10 كيلومترات بموازاة الحدود الدولية بين مصر واسرائيل، وعلى الأخص بين مصر وقطاع غزة.
على أن يحظر على المدنيين التواجد فيها، وتقتصر على القوات المصرية بالإضافة الى قوات MFO؛ وهى القوات الأجنبية الموجودة فى سيناء لمراقبتنا والتى تخضع للإدارة الامريكية وليس للأمم المتحدة، وآخر مدير لها كان هو السفير ديفيد ساترفيلد الذى تولى منصب القائم بأعمال السفارة الأمريكية بعد آن باترسون.
ولقد أشارت بعض الدراسات المصرية والإسرائيلية القديمة لهذا الشريط العازل باسم "الطريق الأمريكى"، نسبة الى ما أشيع من تولى سلاح المهندسين بالجيش الامريكى لأعمال الدراسة والتصميم والاعداد للمشروع. 
***
2) ان اسرائيل التى تعتبر سيناء منذ عقود طويلة منطقة عازلة بينها وبين مصر وليست جزءًا من مصر، لم تكتفِ فى اتفاقيات كامب ديفيد بإكراه النظام المصرى وإجباره على تجريد ثلثى سيناء من السلاح والقوات، بل تطالب اليوم بإخلاء الحدود من السكان، بذريعة حماية أمنها.
***
3) ورغم أن البيانات الرسمية تحدثت فقط عن اخلاء الشريط الحدودى المواز لقطاع غزة، الا ان الحملة الاعلامية لإخلاء كل شمال سيناء التى بدأت بعد دقائق معدودة وبلسان واحد من كافة القنوات الفضائية بمشاركة كل هذا العدد من الخبراء العسكريين والاستراتيجيين، يؤكد على انها حملة موجهة من السلطة، لتمهيد الرأى العام لهذه الاجراءات الخطيرة، التى ستبدأ بالشريط الحدودى ثم قد تتسع حسب الاحوال والظروف.
***
4) ان تعداد محافظة شمال سيناء لا يتعدى 400 ألف نسمة، بينما كان فى مقدور مشروعات التنمية "المحظورة" زيادة هذا العدد الى ثلاثة مليون نسمة. وهو العدد الذى حدده مناحم بيجين عام 1979، حين سألوه عن سبب خروجه من سيناء، فأجاب ((سنضطر إلى الإنسحاب من سيناء لعدم توافر طاقة بشرية قادرة على الاحتفاظ بهذه المساحة المترامية الأطراف . سيناء تحتاج إلى ثلاثة ملايين يهودى على الأقل لاستيطانها والدفاع عنها . وعندما يهاجر مثل هذا العدد من الإتحاد السوفيتى أو الأمريكتين إلى إسرائيل سنعود إليها وستجدونها فى حوزتنا))
هذه هى العقلية الصهيونية، التى ترى فى سيناء منطقة خالية عازلة ومعزولة، تحتاج لمن يستوطنها، فنأتى نحن اليوم وبدلا من تعميرها ندعو الى اخلائها من السكان.
ان موازين القوى العسكرية تستطيع ان تهزم الجيوش، ولكنها لا تملك الاستيلاء على الاراضى واستيطانها لو كانت عامرة بالسكان، انظروا كيف انسحبت اسرائيل من جنوب لبنان ومن غزة، وتذكروا كيف تصدى أهالى السويس لاسرائيل فى 1973 وقبلهم اهالى بورسعيد للعدوان الثلاثى فى 1956.
ان الشعب والسكان والاهالى، سواء كانوا حضرا أو بدوا هم خط الدفاع الحاسم والأخيرعن الأوطان حين تنهزم الجيوش او تتقهقر أو تختل موازين القوى الاقليمية والدولية.
***
5) ان القوى الوطنية المصرية طالما طالبت النظام منذ عقود طويلة بضرورة تحرير سيناء من قيود كامب ديفيد، وحذرت من ان بقاء هذا الوضع سيعرضها الى كافة انواع الاخطار والشرور والأشرار، بدءا بالاختراق الصهيونى والإرهاب والتهريب وتجارة العبيد والأعضاء البشرية...الخ، وكررت مطالبها بعد قتل اسرائيل للجنود المصريين فى اغسطس 2011 وفى اعتداءات 2012 و2013 ، ولكن لا حياة لمن تنادى.
وحتى حين دفعت مصر بقوات اضافية الى سيناء فى الشهور الاخيرة، فانها تفعل ذلك بعد استئذان اسرائيل وموافقتها على عدد القوات وعتادها وتسليحها ومهماتها ومدة تواجها وموعد انسحابها.
ان لعنة سيناء هى كامب ديفيد وقيودها، وطالما بقيت مكبلة مقيدة وناقصة السيادة، ستظل محرومة من الامن والاستقرار والتنمية، فأى تنمية أو تعمير هذا الذى يمكن ان يتم بدون حماية كاملة من الدولة وقواتها المسلحة على غرار ما يتم فى باقى محافظات مصر.
***
6) كما ان الدعوة الى هذا الاخلاء الجزئى او الكلى لشمال سيناء، فيما ظهر بأنه تلبية واستجابة للمطلب الاسرائيلى الذى طالما رفضناه، أثارت الشك لدى الكثيرين، من أن تكون الجريمة الارهابية الأخيرة وكل ما سبقها تم بتخطيط ودعم أو باختراق اسرائيلى، وفقا لقاعدة ابحث عن المستفيد.
***
7) كما ان انطلاق هذه الدعوة من فرضية ان مصدر الخطر هم الفلسطينيين فى غزة التى لا تتعدى حدودنا المشتركة معها 14 كيلومتر، فى حين ان حدودنا المشتركة مع اسرائيل هى اكثر من 200 كيلومتر، وهى صاحبة التاريخ الطويل من العدوان والاختراق والتجسس والتآمر. هذا بالإضافة الى أن الفلسطيننين يخضعون الى قيود صارمة لدخول مصر من معبر رفح المغلق معظم الوقت او الانفاق التى تم هدم غالبيتها مؤخرا، أما الاسرائيليين الذين يدخلون سيناء بالمئات يوميا من معبر طابا، بدون تأشيرة، وفقا لاتفاقية طابا الموقعة بين مصر واسرائيل عام 1989. فمن الأولى بالشك والتصدى، اخوتنا الفلسطينيين أم اعدائنا من الصهاينة الاسرائيليين؟
***
8) وهم يدافعون عن دعوتهم بالإخلاء، بأن له سابقة فى 1967 حين تم تهجير اهالى مدن القناة. وهو تشبيه باطل ومخل، فالتهجير حينها تم لحماية المدنيين من اعتداءات الطائرات الاسرائيلية فى غياب كامل لسلاح الدفاع الجوى المصرى، اما اخلاء سيناء من سكانها فيتم بافتراض انهم انفسهم مصدر الخطر.
والتعامل مع اهالينا فى سيناء على انهم مصدر خطر على الامن القومى، وانهم حاضنة طبيعية للارهاب، هو ادانة للدولة والنظام المصرى اكثر منه ادانة للأهالى، لانه يحمل النظام مسئولية ايصالهم الى هذه الدرجة من العداء للدولة المصرية، بانتهاجها سياسات التهميش والتفقير والاضطهاد الامنى.
ولكنهم والحمد لله ليسوا كذلك، فهم لا يقلوا وطنية على اى محافظة اخرى، بل ان دورهم فى مواجهة الاحتلال الاسرائيلى 1967 ــ 1973 مشهودا له من الجميع.
***
9) ان تجنب وتجاهل الحل الوحيد القادر على انقاذ سيناء، المتمثل فى تحرير مصر من قيود كامب ديفيد، واللجوء بدلا من ذلك الى الحل الاسرائيلى بتهجير واخلاء السكان من شمال سيناء جزئيا أو كليا، يكشف عن الفرق المهين والمؤلم بين النظام الذى يخشى اسرائيل ويعمل لها الف حساب، وبين ذات النظام الذى يستخف بشعبه فيفعل به ما يشاء بما فيها تهجيره قسريا.
***
10) ولو أصرت الدولة على اللجوء الى هذا الحل، فستنقل مواجهتها مع بضعة مئات من الارهابيين الى مواجهة مع مئات الآلاف من الاهالى والتى قد تتحول الى عداء تاريخى تتوارثه الاجيال يمثل ابلغ الخطر على قضايا الولاء والانتماء والهوية والأمن القومى فى سيناء.
***
11) وأخيرا وليس آخرا، فان لدى الذاكرة الوطنية المصرية جرحا غائرا، من كوارث انفراد الدولة بإدارة ملف الامن القومى فى سيناء والصراع ضد اسرائيل، بدءا بهزيمة 1967، وانتهاءً بفاجعة كامب ديفيد التى سرقت النصر العسكرى وانتهت بالاعتراف باسرائيل وتجريد ثلثى سيناء من السلاح، والعجز عن التحرر من قيودها على امتداد 35 سنة، والتى هى السبب الحقيقى وراء سقوط كل هؤلاء الشهداء هناك، بالإضافة الى انحيازها لاسرائيل فى حصارها واعتداءاتها المستمرة على الفلسطينيين، وبالتالى فان احدا لن يستطيع أن يعطى بعد اليوم تفويضا على بياض لأى نظام فى ملف سيناء او فى غيره.
*****
القاهرة فى 28 اكتوبر 2014

27 أكتوبر 2014

محمد الأسواني يكتب: الإنقلاب على الشرعية ما هو إلا عمل مخابراتي صهيوني

إنقلابيون ولكنهم فجار وهذه هى الحقيقة ولذا نوضح بإن عصابة التدليس وتزوير الحقائق بقيادة المجرم السيسي مازالوا يبدعون في حملة تغيب الحقائق ولذلك لا يمكننا الإنتصار مالم نستخدم ثورة إعلام تكون واعية بتفاصيل المؤامرة التى تدبر لمصر ولأمتنا العربية والإسلامية فلا يفل الحديد إلا الحديد ولنفكر جيداً في الأدوات الجيدة لمناهضة الإنقلاب الصهيوني على مصر وعصابتهم من اللوبي الصهيوني الذى أخترق جميع مؤسسات الدولة فإن حملة المدلسين والمضللين للرأي العام منظمة جداً وليست عشوائية وعلينا دور هام في تفنيد حملتهم المخابراتية المضللة وفضح المصطلحات التى يستخدمونها وتحديد مصدرها لأنهم يستعينون بخبراء صهاينة في الدعاية وحرفة تزييف الوعى العام وعلينا فضح عملاءهم المأجورين الذين يظهرون ليل نهار على الفضائيات العربية والمصرية والعالمية وعلينا نشر أسماء جميع المدلسين الذين يظهرون على الفضائيات ويكتبون الأكاذيب في الصحف وخاصة هؤلاء المجرمين الذين يسمون أنفسهم خبراء إستراتيجيين الذين باركوا قتل اللاف من المسلمين في الميادين والشوارع ولابد من فضحهم من خلال سيرتهم الذاتية الشاذة فهم أغلبهم من اللصوص وعلينا التركيز على كونهم من الفسدة الذين نهبوا مصر وانهم كانوا من خدام سوزان مبارك وعائلتها الصهيونية إن هؤلاء اللواءات جزء من الشبكة الماسونية في مصر ومنهم ، المدعو خبير إستراتيجي اللواء طلعت مسلم - اللواء محمود زاهر - اللواء علاء عز الدين - اللواء مختار قنديل و اللواء أركان حرب نصر سالم - اللواء سامح سيف اليزل - اللواء أحمد رجائي عطية - اللواء د.نبيل فؤاد - اللواء عبد الرافع درويش وجميعهم يعملون تحت أوامر المجرم السيسي وهم جزء من الشبكة الماسونية فهم جميعاً من نشطاء الروتارى والليونز فأنهم يسعون جاهدين لتشوية أنصار الشرعية الذين هم شعب مصر ويريدون أن يحصرون المتظاهرين في جماعة الإخوان بينما الحقيقة غير ذلك فإنها انتفاضة شعبية ضد لصوص العسكر وعصابة حسنى مبارك من ذيول الصهاينة في مصر وخلاصة القول هى لا يمكننا الإنتصار على الإنقلابيين إلا بعمل مخابراتي موازي لما يفعلونه من تضليل وتزييف وتخويف ولابد من وجود فريق متخصص في تحليل المعلومات يقود أنصار الشرعية .
* اعلامى بالتلفزيون النمساوى

إعلام الغبرة

موقع نيوتن على الفيس بوك
أقل ما يوصف به الإعلام الحكومى هذه الأيام أنه إعلام الغبرة. صحافة. إذاعة. تليفزيون. كله فى الهم سواء. الصحافة تحتضر. الإذاعة راحت عليها. القنوات التليفزيونية العدد فى الليمون. الدولة مكلفة برواتب ما يزيد على ٤٠ ألف عامل بالإذاعة والتليفزيون، ونحو ٣٠ ألفا فى المؤسسات الصحفية القومية. المشكلة أن أكثر من ٥٠ صحيفة ومجلة تصدرها هذه المؤسسات، ونحو ٢٠ قناة تليفزيونية. يبدو أنها ليست كافية (للتخديم) على النظام أو الحكومة. راحت تسمح بصحف وقنوات عقيمة إلى الحد الذى أساء لسمعة المهنة فى هذه وتلك. ناهيك عما يصدر دون تراخيص وهو العدد الأكبر. اكتظت أروقة المحاكم بالقضايا. النشر بلا ضوابط أو أصول. المهنة بلا قواعد أو أخلاقيات. الابتزاز سيد الموقف.
***
إذا علمنا أن هناك صحفاً لا تطبع أكثر من بضع مئات من النسخ كأداة فقط للابتزاز. لأدركنا حجم المأساة. إذا علمنا أن صحفًا لا يعنيها سوى بضع عشرات من النسخ لإرسالها للمعلن لأدركنا حجم الفساد. الفساد هنا من الطرفين. الصحيفة والمعلن فى آن واحد. هناك مسؤولون عن إدارات العلاقات العامة فى الحكومة وغير الحكومة يحصلون على نسبة عمولة- هى فى حقيقتها رشوة- تصل إلى ٥٠٪. بالتالى كل ما يعنيهم (تسليك) إعلان لهذه الصحيفة الوهمية أو تلك. ليس المهم رواج الصحيفة فى السوق. فى معظم الأحوال لا يتم طرحها فى الأسواق أصلا. فى الوسط الصحفى تسمى صحافة بئر السلم. هى دائماً صحافة عائلية.
***
هناك نوع آخر من صحافة هذه الأيام، وهى التى تتقاضى رواتب من موظفيها بدلا من العكس. المقابل هنا هو أنها سوف تمنحهم خطابات يحصلون من خلالها على عضوية نقابة الصحفيين. استمتع بعد ذلك بالمزايا العينية والمادية بالنقابة. ناضل بعد ذلك بعض الوقت قد يتم تعيينك فى مؤسسة أخرى فى مقابل تسويات موسمية يتم إبرامها. هى صحافة النصب والخداع واستغلال حاجة الناس. كم من القضايا فى المحاكم بعد أن يختلف الطرفان. وكم من الأعباء التى تتحملها نقابة الصحفيين الآن جراء هذه الأزمات.
***
حتى الآن قد تبدو الأمور واضحة جداً. طباعة أى صحيفة لا تتم سرا. كل صحيفة مدون على ترويستها اسم رئيسى مجلس الإدارة والتحرير. قد تكون المهنة الأصلية جزمجى. قد تكون قهوجى. لا يهم. نحن أمام مخالفات تباركها الدولة الرسمية كل صباح ومساء. ولم لا. مانشيت الصحيفة إشادة برئيس الدولة. ما بعد المانشيت امتنان لرئيس الحكومة. تسلسل قيادى بهذه الطريقة يصل حتى مأمور المركز ورئيس الوحدة المحلية. هـؤلاء جميعا ليسوا هم الهدف. بل على العكس. هؤلاء كانوا البقشيش. من خلالهم نحصل على الشرعية حتى لو كانت شفهية. المستهدف هنا قد يكون رجل أعمال. قد يكون مسؤولا سابقا أو حتى حاليا. قد تكون العملية كلها تصفية حسابات. المهم أن الابتزاز مضمون النتائج. نحن نتحدث رسميا من خلال صحف. استخدمت فى صدر صفحاتها صور المسؤولين الأكبر فى الدولة.
***
ما ليس واضحا هو موقف الصحف التى قد لا تجد فيها ولو إعلانا واحدا يسبح بحمد الله. ومستمرة فى الصدور. لا أحد يعلم من أين تنفق. لا أحد يسأل عن مصادر تمويلها. أحيانا تكون حزبية. يقولون إن التمويل يأتى من أعضاء الحزب. وماذا إذا كانت العضوية بالحزب وهمية. ماذا إذا كانوا مجموعة من المتسولين سرا وجهرا. وقد تكون هذه الصحف غير حزبية، تعتمد على مقال يلوك الناس بالاتهامات أو خبر مفبرك أو قصة وهمية. يجمع بين هذه وتلك فى نهاية المطاف. الابتزاز. لا شىء غيره.
***
هى قضية إن دلت فإنما تدل على الفوضى التى تعيشها مصر. إن استمرت فهى استمرار للفساد فى أوج صوره. وإن وجدت مواجهة حقيقية فذلك دليل انضباط وسيطرة ورفض للابتزاز. ماذا نحن فاعلون وأى طريق سوف نختار؟

"نيويورك تايمز": تفجير العريش يؤكد كذب الحكومة المصرية تجاه ما يحدث في سيناء

قالت صحيفة "نيويورك تايمز الأمركية : إنه بالرغم من ادعاءات الحكومة المصرية مرارا وتكرارا بتمكن القوات من إخماد التطرف إلى حد كبير في البلاد، فإن حادث تفجير العريش اليوم الجمعة - الذي قتل فيه 27 جنديا حتى الآن، وأصيب 30 آخرون - يدل على أن المسلحين لا يزالون لديهم القدرة على تنفيذ هجمات متطورة.
وأشارت الصحيفة إلى أن التفجير الذي أصاب كمين للجنود في "كرم القوايش" بالشيخ زويد، هو أعنف هجوم يستهدف الجيش المصري في غضون سنوات عديدة، حيث إنه شهد عدة انفجارات ناتجة عن انفجار سيارة مفخخة وأسلحة ثقيلة.
وقال مسئولون في سيناء إن المسلحين استخدموا أنواعا عديدة من الأسلحة لمهاجمة الكمين، شملت قذيفة صاروخية وقذيفة هاون ضربت دبابة كانت تحتوي على متفجرات وذخائر تسببت في اندلاع مزيد من الانفجارات.
ولم يقدم الجيش على الفور بيانا تفصيليا عن الهجوم الذي حدث بالقرب من مدينة العريش شمال سيناء.
جدير بالذكر أن المسلحين في سيناء شنوا حملة من الهجمات القاتلة ضد الأجهزة الأمنية المصرية بداية من الصيف الماضي، حيث تقول الجماعات المتشددة، بعضها لم يكن معروفا سابقا، إن الهجمات تأتي انتقاما من الحملة الأمنية الحكومية التي تستهدف مؤيدي الرئيس محمد مرسي، والتي قادت آلاف الأشخاص إلى السجن.

عراقيون يروجون لحزب البعث ويضعون ميداليات تحمل صور صدام حسين في بغداد


صحيفة الشرق الاوسط
معد فياض - بغداد
يلفت نظر من يتجول في مناطق معينة ببغداد، خاصة تلك التي لا يمكن تصنيفها على أنها شيعية أو سنية فقط، التي تحتل مركز العاصمة، أو في أحياء مثل المنصور أو الكرادة أو الأعظمية، انتشار القمصان التي تحمل صورة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، أو تعليق إشارات أو باجات تحمل صورة مَن حكم البلد بصورة مطلقة لأكثر من 3 عقود الذي تتهمه أحزاب السلطة، الشيعية خاصة، بالديكتاتورية وأنه تسبب بـ«مظلومية الشيعة».
وفي منطقة «الباب الشرقي»؛ حيث يقف نصب الحرية الشهير على مبعدة 200 متر، تزدهر ظاهرة بيع وتداول الميداليات والساعات التي تحمل صورة صدام حسين، يقول البائع حسين محمد، إن «هذه الميداليات والساعات ليست كلها قديمة أو مصنوعة في زمن صدام حسين أو أنها أنتيكات أصلية، بل إن هناك الكثير منها جرى تصنيعه وما يزال بعد عام 2003»، موضحا أن «هناك إقبالا كبيرا من قبل الشباب لاقتناء هذه الميداليات أو الساعات أو حتى القمصان التي تحمل صورة الرئيس صدام حسين»، ويستطرد قائلا: «أنا رجل على باب الله، أبيع البضاعة التي يقبل عليها الزبائن ولا يهمني موضوع السياسة، ومع ذلك فأقول لك، أنا شيعي ومن سكان مدينة الثورة (الصدر حاليا) عندما أقارن بين ما قبل تغيير النظام وبعده أجد أن سنواتنا السابقة كانت أفضل مما نحن عليه اليوم، وإلا كيف لنا أن نفسر تعليق صور الخميني الذي قتلت قواته أكثر من مليون عراقي، ضمنهم أخي وابن عمي، من أجل احتلال العراق، على سياج نصب الحرية وسط بغداد؟ أليست هذه إهانة لنا ولدم شهدائنا؟».

وعن مصدر بضاعته، خاصة الميداليات والساعات التي تحمل صورة صدام حسين، قال: «هناك ميداليات وساعات أصلية وهي قليلة جدا، بل تكاد تكون نادرة، وإذا طلبها أحد مني فإني أستطيع أن أبذل جهدي بتوفيرها مقابل سعر مرتفع، وهناك ما هو منتج حديثا من قبل بعض معامل الطباعة، وهذه أسعارها زهيدة بالتأكيد»، منبها إلى أنه «ليس هناك من يضايقني أو يحاسبني لأنني أبيع مثل هذه الأشياء باعتبارها أنتيكات وصارت من الماضي».
سعد إبراهيم (24 سنة)، كان ينتقي بعض ميداليات صدام حسين لشرائها، في البداية، قال إنه يشتري هذه الميداليات والساعات كنوع من التذكار، لكنه عاد ليوضح «نحن، أنا وأصدقائي، نشتريها لنضعها على قمصاننا كدليل على انتمائنا لصدام حسين كونه رمزا عراقيا لم يساوم الغرب أو غير العراقيين، ولم يخن بلده وشعبه مثلما نرى القيادات السياسية اليوم؛ حيث ترتمي في أحضان إيران أو تركيا أو أميركا من أجل مصالحها الشخصية»، نقول له إن الإعلام والقادة السياسيين الجدد والأحداث تقول إن الرئيس الراحل كان ديكتاتورا، فكيف تتعاطفون مع شخصيته وأفكاره، يجيب مبتسما: «وماذا عن حكام العراق منذ 10 سنوات؟ هل هم ديمقراطيون؟ انظروا ماذا حل في العراق اليوم، تفجيرات، استباحة لسيادتنا الوطنية، تخلف، سرقة المال العام، وتقسيم الشعب إلى سنة وشيعة وأكراد وتركمان»، يضيف هذا الشاب الذي يدرس علوم الحاسبات في إحدى الجامعات الأهلية، قائلا: «لم نعد نخشى التعبير عن أفكارنا، كل ما سمعناه من الآخرين عن صدام حسين يؤكد لنا أنه كان عراقيا ووطنيا، نعم هناك بعض المشاكل تحدث بيننا وبين طلبة أو غيرهم يجدون أن ميداليات صدام حسين استفزازا لهم، لكننا نجد أن بعض صور رموزهم الدينية أو السياسية استفزازا لنا نحن الشباب»، معترفا أن «الموضوع ليس سطحيا ولا يتوقف عند وضع صور صدام حسين أو التظاهر بانتمائنا لأفكاره، بل نحن ننتمي إلى تنظيم سياسي بعثي جديد لا يشدد على الشوفينية القومية وينفتح على بقية الأحزاب والأفكار وهذا التنظيم يتنامى بين الشباب، وخصوصا في الجامعات».
ويؤكد الدكتور عبد الكريم الأمي، مدرس في إحدى كليات جامعة بغداد، اتساع ظاهرة مؤيدي حزب البعث وأفكار صدام حسين بين طلبة الجامعة، مشيرا إلى أن «فكرة التمرد دائما تنشأ عند التجمعات الشبابية، والتمرد على ما هو سائد من أفكار طائفية ومحاصرة الشباب والتضييق عليهم، وعدم توافر مبدأ تكافؤ الفرص سواء في العمل أو السفر أو سوء الأوضاع الاقتصادية، يدفع هؤلاء لتبني أفكار مضادة للمجتمع أو لما هو سائد»، منبها إلى أن «أفكار الحزب الشيوعي العراقي الاشتراكية كانت قد تنامت بين شباب الجامعات والطبقة العمالية والمثقفين».
ويوضح الأمي قائلا «عندما يجري السماح من قبل الجامعة لبعض الطلبة بإقامة عزاء حسيني خلال شهر محرم ولا يسمح للآخرين بإقامة حفل موسيقي في مناسبات معينة، فإن ردة الفعل تأتي عكسية بالتأكيد، وعندما يدخل أبناء السياسيين والمسؤولين إلى الحرم الجامعي بسيارات فارهة وثمينة بينما لا يجد الطلبة الآخرين سوى وسائط النقل الرخيصة للتنقل فيها، فهذا يثير ردة فعل ضد الطبقة السياسية الحاكمة، وهناك الكثير من المظاهر التي يمكن درجها ضمن هذا المنظور».
ويعترف أبو علي القيادي السابق بحزب البعث في العراق، أن «تنظيماتنا ناشطة بين طلبة الجامعات، إضافة إلى بقية فئات الشعب العراقي، فنحن نعيد اليوم تنظيمنا بأفكار وأساليب تنظيمية جديدة دون أن تمس بجوهر أفكار الحزب»، موضحا «إننا استفدنا كثيرا من أخطائنا السابقة من أجل أن ننجح في انطلاقتنا الجديدة».
يضيف القيادي البعثي الذي كان يعمل ضمن تنظيمات الطلبة في عهد صدام حسين، قائلا في عمان؛ حيث يقيم منذ أكثر من 10 سنوات: «نحن نستفيد من تجربتنا، كذلك في تنظيمات الطلبة والاتحاد الوطني لطلبة العراق، والحقيقة هي أن تنظيماتنا لم تتوقف رغم كل الظروف، إلا أننا نعمل اليوم بنشاط أكبر معتمدين على الشباب وطلبة الجامعات تطبيقا لمقولة (الشهيد) الرفيق صدام حسين التي مفادها (نكسب الشباب لنضمن المستقبل)».
الشرق الأوسط 25/10/2014

والد ضابط مختطف: ابنى قدم استقالته رفضا للمحاربة مع حفتر

عروبة اللغة الأمازيغية وإيديولوجية النزعة البربرية الاستعمارية

بقلم الدكتور عثمان سعدي*

النزعة االبربرية:

قبل دخول المستعمر الفرنسي المغرب العربي ابتداء من الجزائر سنة 1830 ، لم يكن هناك أمازيغي واحد قال بأنه أمازيغي وليس عربيا، أو طالب باعتماد اللغة الأمازيغية بدل اللغة العربية. فحتى قبل الإسلام كانت توجد بالمغرب العربي لغة فصحى عروبية مكتوبة هي الكنعانية ـ الفينيقية، محاطة بلهجات شفوية أمازيغية عروبية قحطانية، ولمدة سبعة عشر قرنا . وعندما جاء الإسلام حلت العدنانية التي نزل بها القرآن الكريم محل اللغة الكنعانية. واستمر المغاربة يتعاملون مع العربية كلغتهم وساهموا في تطويرها، مثل صاحب كتاب الأجرومية ابن أجرّوم العالم الأمازيغي من المغرب الأقصى المتوفى سنة 672 هـ ؛ ومثل ابن معطي الزواوي المتوفى سنة 628 هـ الأمازيغي من بلاد القبائل، الذي نظم النحو العربي في الف بيت، سابقا بقرن ابن مالك الذي توفي سنة 730 هـ والذي اعترف بفضله في السبق قائلا:
وتقتضي رضىً بغيـرِ سُخْـطِ 
فائـقـةً ألْفِيَّـةَ ابْنِ مُعْـطِ
وَهْـوَ بِسَبْقٍ حائِـزٌ تفضيـلاً 
مستوجِبٌ ثنـائِيَ الْجميـلا
ومثل البصيري الشاعر الأمازيغي من القبائل والذي ولد بمدينة دلّس وتوفي سن 695 هـ بالقاهرة، صاحب قصيدة البُردة المشهورة، التي نسج على منوالها العديد من الشعراء ومنهم شوقي.
لكن ما أن وصل الفرنسيون حتى راحوا ينشرون الأكاذيب بين البربر، مدعين بأنهم غير عرب، ويوغلون صدور البربر ضد العرب، لكن سياستهم هذه فشلت طوال القرن والثلث القرن من استعمارهم. ركزوا على منطقة القبائل التي كانت تسمى قبل احتلالهم [زواوة]، لقربها من العاصمة حيث يتجمع بها معظم الاستيطان الفرنسي، فراحوا ينشرون بها الفرنسية والتنصير، لكن جوبهوا بمقاومة شرسة من قادة زواوة الأشاوس. فإحصائية 1892 تشير إلى أن المدارس الفرنسية المخصصة للجزائريين بمنطقة القبائل كانت تمثل 34 % من سائر المدارس بالقطر الجزائري، علما بأن هذه المنطقة هي ولايتان من 48 ولاية [ 1 ] .
فالكابتن لوغلاي المشرف على التعليم في الجزائر يخطب في المعلمين الفرنسيين في بلاد القبائل في القرن التاسع عشر فيقول: "علموا كل شيء للبربر ما عدا العربية والإسلام".
ويقول الكاردينال لافيجري CH.M.Lavigerie في مؤتمر التبشير المسيحي الذي عقد سنة 1867 في بلاد القبائل: "إن رسالتنا تتمثل في أن ندمج البربر في حضارتنا التي كانت حضارة آبائهم، ينبغي وضع حد لإقامة هؤلاء البربر في قرآنهم، لا بد أن تعطيهم فرنسا الإنجيل، أو ترسلهم إلى الصحراء القاحلة، بعيدا عن العالم المتمدن" .
أجبر الفرنسيون ملك المغرب سنة 1930 على إصدار الظهير البربري، وهو مرسوم ملكي يعترف فيه للبربر بأن لا تطبق عليهم الشريعة الإسلامية في الأحوال الشخصية، وإنما يطبق عليهم العرف البربري، فتصدى زعماء البربر أنفسهم عندما توجه شيوخ قبائل آيت موسى وزمّور إلى فاس ، وأعلنوا أمام علماء جامع القرويين رفضهم للظهير البربري. كما قام الفرنسيون بتأسيس الأكاديمية البربرية بالمغرب، هدفها إحياء اللغة البربرية كضرة للغة العربية، بالحروف اللاتينية، ووضع المستشرق الفرنسي [جود فري دي مونييه] مستشار التعليم في المغرب خطة مفصلة لهذا الغرض سنة 1914 . وفي سنة 1929 أقامت الإدارة الفرنسية كلية بربرية في [أزرو] لإعداد حكام لتولي إدارة المناطق البربرية مبنية على التنكر للعروبة وصنع أحقاد بين البربر والعرب. وفشلت هذه الكلية لأن معظم خريجيها صاروا من المناضلين الأشداء ضد الاستعمار الفرنسي. ومع استقلال القطرين المغرب والجزائر تمكن الفرنسيون كما سنبين من صنع عملاء بربريين بهما. 
ينبغي التفريق بين البربرية Berberite والنزعة البربرية Berberisme ، الأولي عنصر من عناصر تاريخنا كشمال إفريقيين، والثانية إيديولجية صنعها الاستعمار الفرنسي لضرب الوحدة الوطنية، وصنع الفرقة بين العرب العدنانيين والأمازيغ القحطانيين.
في الأربعينيات من القرن الماضي العشرين، عين حاكم عام بالجزائر خطير هو شاتينيون، رأى أن أخطر حزب هو حزب الشعب الجزائري، وأن قمعه يزيد شعبيته، وأن الوسيلة الناجعة هو تدميره من الداخل عن طريق النزعة البربرية، فأوحى إلى عملاء المخابرات الفرنسية بالحزب أن يحركوا المسألة البربرية، وانطلق بعضهم من معهد المعلمين ببوزريعة فنشروا منشورا هاجموا فيه العروبة، وانتقدوا مفهوم الوطنية للحزب المبنية على العروبة والإسلام، ورفعوا شعار الجزائر البربرية، وقد استطاعوا أن بغلطوا حسين آيت أحمد. وواجهت قيادة الحزب بحزم، ففصلت رؤوس الفتنة، أحدهم انضم للحزب الشيوعي الجزائري، وصار زعيما له. أما حسين آيت أحمد فقد أنّبته وأوقفت نية القيادة في ترؤسه للتنظيم الخاص العسكري السري للحزب. وخير من وضح هذه المؤامرة في كتاب له ابن يوسف بن خدة الذي خص لها فصلا عنوانه (المؤامرة البربرية) [2 ]. وتستقل الجزائر ويستمر حسين آيت أحمد في معاداته للغة العربية، فيقود في 27/12/1990 بالعاصمة مسيرة ضد قانون تعميم استعمال اللغة العربية... 
إن قيام الثورة الجزائرية جعلت فرنسا تقرر منح الاستقلال لتونس والمغرب لتتفرغ لمواجهة الثورة الجزائرية، وراح مفكروها الاستراتيجيون يرسمون الخطط في التعامل مع دول المغرب العربي المستقلة. فظهر كتاب سنة 1956 تأليف الجنرال أندري P.J.Andre عضو أكاديمية العلوم الاستعمارية، جاء فيه: "من المحتمل أن يأتي يوما تهب فيه الأمة المغربية البربرية لإحياء وعيها القديم بذاتها، وترفع فكرة الجمهورية البربرية، إذا سادت فكرة الدولة التيوقراطية العربية في المغرب الأقصى". وينتقل الجنرال إلى الحديث عن الجزائر فيقول: "إن المسألة البربرية في الجزائر مسألة قبائلية، فمنطقة القبائل أكثر انفتاحا على الحركات الخارجية من منطقة الأوراس.. ينبغي الإعداد للمستقبل لأن المسألة البربرية تطرح الآن [1956 ] في الجزائر وفي المغرب الأقصى" [3 ].
وما أن استقلت الجزائر حتى راح الفرنسيون يعملون لتطبيق خطتهم البربرية، فأسسوا الأكاديمية البربرية سنة 1967 في جامعة باريس 8 فانسين، وبعد عشر سنوات من صدور كتاب الجنرال أندري. وقامت بإعداد العشرات من حاملي الماجستير والدكتوراه في اللغة البربرية، أشهرهم سليم شاكر، وربطتهم بأجهزة الاستخبارات الفرنسية، وراحت تعمل لصنع ضرة للعربية من البربرية تدخلان في صراع بينهما إبقاء لهيمنة اللغة الفرنسية على دول المغرب الأربع. قام هؤلاء الخريجون مع أساتذتهم بعملية تطهير للهجة القبائلية التي اعتمدوها كلغة بربرية، من الكلمات التي بها رئحة العروبة والأسلام، كانوا يستبدلون الكلمات بطريقة فجة جعلت علماء لغويون فرنسيون يحتجون على هذه العملية، مثل الثلاثة الذين كتبوا مقدمة قاموس [اللغة القبائلية] المطبوع سنة 1982 للأب داليه، الذي توفي قبل نشره، وهو عالم أثبت نزاهة وتعامل مع البربرية كلغة ذات جذور عربية؛ والثلاثة تلاميذ له، وهم: مادلين آلان، وجاك لانفري، وبيتر ريسينك [4] .
ويكتب المستشرق الفرنسي مترجم القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية، والمولود في الجزائر، جاك بيرك Jaques berque فيقزل "من الخطأ الكبير الاعتراف باللغة البربرية كلغة رسمية ثانية إلى جانب العربية من طرف بلدان المغرب العربي، ولا أعتقد بأن مطلب اللغة مشروع، لأنه سيؤدي في النهاية إلى تقسيم الولاء".. إن بيرك مدير لأكبر معهد بباريس وهو [الكوليج دي فرانس] . كان يعتبر نفسه جزائريا، يتكلم العربية بطلاقة وبلا لكنة، وعندما توفي أوصى بمكتبته الضخمة إلى مدينة فرندة الجزائرية التي ولد فيها. 
كان هؤلاء العملاء يغيرون كلمات اللهجة القبائلية التي كتبوها باللاتينية، فمثلا غيروا تحية الإسلام (السلام فلاّون) التي يستعملها الأمازيغ في سائر لهجاتهم بما فيها القبائلية بعبارة [آزّول فلاّون]، وكلمة آزول لا وجود لها في قاموس سائر اللهجات الامازيغية، توجد كلمة قريبة لها وهي آزّو وتعني الشوك.. وغيروا كلمتي الرب والله بكلمة [يلّو] جاهلين ان ( الإلّ) باللغة العربية تعني الله تطورت إلى الله، كما غيروا كلمة الشهادة بكلمة أمغْراسْ. وغيرها من عشرات الكلمات، التي كانوا يرسلونها بالفاكس لمقدم الموجر بالقبائلية في الإذاعة الجزائرية فيقول بتسريبها كقوله مثلا [ يلّو سو لا فو دير لو بون ديو],,,
حاول البربريون نقل النزعة البربرية إلى منطقة الآوراس فصرح السعيد سعدي رئيس حزب التجمع من اجل الثقافة والديموقراطية سنة 1990 قائلا : "قررت فتح الأوراس للبربرية"، وحشر المائات من شباب القبائل من مدينتي تيزيز وزو وبجاية موهما إياهم بالقيام بجولة في بلاد الشاوية؛ وعلى بعد عشرة كيلوميتارت من مدينة باتنة، تربص الشباب الشاوية للقافلة فشتتوا في الجبال ركاب الحافلات، وهددوهم إن لم يعودوا من حيث أتوا ستحرق الحافلات، واختطفوا السعيد سعدي وزوجته، وقام الدرك الوطني بالبحث عنهما لمدة سبع ساعات، ثم شاهدوهما طليقين، أطلق سراحهما خاطفوهما بعد ان ادخلوهما مسجدا وامروهما بان ينطقا بالشهادة...
في سنة 1996 رأت الأكاديمية البربرية بفرنسا ألا أمل في نجاح النزعة البربرية ما لم ينضم لها الشاوية بجبال الأوراس، وقرر ما يسمى بالكونجرس البربري عقد ندوة دولية بربرية يشارك فيها الفان من مختلف انحاء العالم في مدينة باتنة عاصمة الأوراس، وسهل مهمة عقد المؤتمر أحمد أويحي الذي كان رئيس ديوان رئيس الجمهورية، فكتبتُ مقالا كأمازيعي شاوي وكرئيس للجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية، باسبوعية الشروق العربي عنوانه: (هل تنجح الأكايمية البربرية بباريس في ترويض الأوراس الأشمّ) ، وقرأ الشاوية المقال فتجمع ستون من ضباط جيش التحرير الوطني في باتنة ووقعوا على لائحة ترفض عقد المؤتمر بباتنة، ونزل لباتنة من قرى جبال الأوراس مجاهدون وقابلوا والي باتنة السيد جباري ليقولوا له: "إذا اصرّت الحكومة على عقد هذا المؤتمر الذي سيشارك فيه الفا عدو للعربية، فلتحفر الفي قبر يدفنون فيها بالأوراس".. وامر الرئيس اليمين زروال بإلغاء المؤتمر. ورفعت [ المحافظة السامية للأمازيغية] التابعة لرئاسة الجمهورية دعوى ضدي، بتهمة إفشال المؤتمر وأن أدفع أربعة ملايين دينار المصاريف التي أنفقتها الدولة لإعداد المؤتمر، وصرح رجل اعمال كبير قائلا: [حساب مفتوح ينبغي الحكم على عثمان سعدي]، وحكمت علي المحكمة الابتدائية بحسين داي بالتغريم فحذف القاضي ثلاثة أصفار مكتفيا يرقم ثلاثة آلاف دينارظانا أنني سأقبل الحكم، لكنني أصررت على استئناف الحكم، وتطوع 74 محاميا من مختلف انحاء القطر للدفاع عني، بل وعبر محامون من أقطار عربية عن رغبتهم في الدفاع عني. وكانت المحاكمة مشهودة انتهت بتبرئتي، فقد جند البربريون المائات وحاصروا المحكمة التي فرضت عليها قوات الأمن طوقا، وحضر جلسة المحكمة الشيخ عبد الرحمن شيبان القبائلي رئيس جميعية العلماء المسلمين الجزائريين مساندا لي. وصدر الحكم بتبرئتي، ومن الغريب أن القاضي الذي حكم عليّ عربي، والقاضي الذي برّأني امازيغي...
ونظرا لمواجهة دعاة النزعة البربرية من طرف امازيغ احرار ذبُلت هذه النزعة، لقد ألقيت امام محكمة الاستئناف مرافعة طويلة بينت فيها عروبة الأمازيغ ولاوطنية دعاة النزعة البربرية، نشرت بالعديد من الصحف الجزائرية والعربية، وأردرجت ضمن كتاب [الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية: خمس عشرة سنة من النضال في خدمة اللغة العربية] الصادر سنة 2005 . 
عروبة الأمازغية:
الأمازيغ البربر هاجروا قبل آلاف السنين من الجزيرة العربية مع بداية المرحلة الدفيئة الثالثة warm3 وزحف الجغاف على الجزيرة العربية بعد أن كانت تتمتع لمدة عشرين ألف سنة قبل هذا التاريخ بمناخ رطب شبيه بمناخ أوروبا الآن، بحيث كان يشقها نهران من الشمال إلى الجنوب. فتكونت أول حضارة بشرية بها على الزراعة وتدجين الحيوان.
وعندما زحف الجفاف بالجزيزة العربية وذاب الجليد في أوروبا وشمال إفريقيا، انتقل الإنسان العربي بحضارته إلى وادي الرافدين ،فوادي النيل بعد أن انحسرت المستنقعات في مجار بالأنهر الثلاثة، يقول ول ديوربانت well Diorant: في كتابه الموسوعي قصة الحضارة "إن الحضارة وهي هنا زراعة الحبوب واستسخدام الحيوانات المستأنسة قد ظهرت في العهود القديمة غير المدونة في بلاد العرب ، ثم انتشرت منها في صورة مثلث ثقافي إلى ما بين النهرين (سومر وبابل وأشور) ، وإلى مصر" . [ 5 ]
وبطبيعة الحال انتقلت اللغة العربية وتفرعت إلى لهجات مرتبطة باللغة الأم بعد أن اكتسبت خصائص محلية. لقد حدثت هجرات عديدة لم يسجلها التاريخ ، والذي سجله التاريخ هجرة الكنعانيين الفينيقيين في منتصف الألف الثانية قبل الميلاد للمغرب، حيث أخرجوا بني عمومتهم الأمازيغ من العصور الحجرية وأدخلوهم التاريخ, وتكونت قرطاج التي هي كنعانية أمازيغية، وصارت اللغة الكنعانية الفصحى المكتوبة، محاطة بلهجات أمازيغية قحطانية شفوية، يقول المستشرق الفرنسي هنري باسيه H.Basset "إن البونيقية لم تختف من المغرب إلا بعد دخول العرب ، ومعنى هذا أن هذه اللغة بقيت قائمة هذه المدة سبعة عشر قرنا بالمغرب، وهو أمر عظيم" [6 ]
دمر الرومان قرطاج سنة 146 ق.م ، واستعمروا المغرب هم والوندال والبيزنطيون ثمانية قرون دون أن يؤثروا في الذات المغربية ولم يتركوا في الأمازيغية كلمة واحدة، لم يتركوا سوى حجارة صماء، بينما استمر العروبيون الأمازيغ يمارسون الثقافة الكنعانية باللغة الكنعانية المكتوبة. ويعبدون آلهة كنعان، ويستعملون لغة كنعان في دواوين دولهم.
التشابه بين حياة العرب وحياة الأمازيغ:
أفضل من أوجز التشابه بين العرب والأمازغ ابن خلدون يقول: "يتخذون البيوت من الحجارة أوالطين، ومن الخوص والشجر، ومن الأشعار والوبر، ويظعن أهل العز والغلبة لانتجاع المرعى، فيما بين الرحلة، ولا يجاوزون فيها الريف إلى الصحراء والقفر الأملس، ومكاسبهم الشاة والبقر، والخيل في الغالب للركوب والنتاج، وربما كانت الإبل من مكاسب أهل النجعة منهم شأن العرب، ومعاش المستضعفين منهم بالفلح، ودواجن السائمة، ومعاش المعتزين من أهل الانتجاع والأظعان في نتاج الإبل وظلال الرماح، وقطع السابلة، ولباسهم وأكثر أثاثهم من الصوف". [7 ]
وقد زرت مضارب القبائل العربية ببادية الشام بالسبعينيات من القرن الماضي: قبائل شمّر وعنيزة وروَلة، ودرست حياتها الإجتماعية فوجدت تطابقا كاملا بينها وبين الحياة في قبيلتي النمامشة الأمازيغبة، فتربية السمن الذي يسمى عند القبائل العربية الدهن وعند قبيلة النمامشة الأمازيغية الدهان، يربى بتفس لأسلوب فيمر على تخزينه في جلد ضأن، لينتهي في جلد ماعز يسمى العُكّة. وطريقة تجبين الحليب وإعداد مادة في معدة الخروف الرضيع التي تسمى المنفاح أو المنفح، وتسمى هذه الماة عند البربر الدوث، وعند العرب الدور. طريقة إعداد الخيمة وتسمية أجزائها متشابهة. تربية الأغنام بنفس الأسلوب، تسمية الحبل الذي يشد به الخروف الرضيع تسمية واحدة لدى الطرفين وهو الرّبق. إلى آخره من جزنزئيات الحياة الاجتماعية لمستها لدى الطرفين.
اللغة الأمازيغية لغة مثل اللغات التي تفرعت عن اللغة العربية الأمّ قبل آلاف السنين، مثل الأكدية، والبابلية، والأشورية، والكنعانية التي نزلت بها التوراة، والأرامية التي نزل بها الإنجيل، والعدنانية التي نزل بها القرآن الكريم، والحميرية،وغيرها . بل إن اليونانية والفارسية مشتقتان من العربية اللتان اختلطتا أيضا بعناصر من الهندو أوروبية التي انتشرت بأوربا ووصلت هضبة فارس مؤخرا في نهاية الألف الثانية قبل الميلاد. بل إن أوروبا كانت تتكلم اللغات العروبية [السامية وفقا للمصطلح الغير العلمي] قبل انتشار القبائل الهندو أوروبية فيها، وقد وضع العالم اللغوي الجزائري عبد الرحمن بن عطية ذلك في كتابه الصادر بالفرنسية سنة 2008 (Alger 2008 Dr.A.Benatia:Arabes et indo-Europeens ) وترجمة العوان: (العرب والهندو أوروربيون: هل تكلم الهندو أوروبيون العربية؟) . 
الأمازيغية هي اللغة الوحيدة العروبية الباقية حية مستعملة شفويا، ومنها نستطيع التعرف على جذورنا العربية كعرب، فمثلا المرأة تسمى بالأمازيغية تامطّوث جذرها طمث ، والطمث العادة الشهربة للمرأة، المرأة الطّامث التي عليها العادة الشهرية، وفي رأيي أن التسمية الأمازيغية هي التسمية الأولى بالعربية للمرأة ، أي الكائن البشري الذي يحيض، قبل أن تتطور إلى اسم المرأة. 
اللغة الأمازيغية لغة عروبية ، قاموسها متكون من الكلمات العاربة والمستعربة. مستمدة من الحميرية اللغة العاربة القحظانية، العمود الفقري للغتين الحميرية والأمازيغية وزن أفعول، القاضي اليمني الأكوع له دراسة عنوانها [وزن أفعول في اللغة الحميرية] . وهذا الوزن غيرموجود في اللغة العدنانية التي نزل بها القرآن الكريم. الأمازيغية بها هذا الوزن مثل أغروم أكسوم. لا ينكر عروبتها حتى المستشرقون النزيهون مثل جابريال كامبس G.Camps في كتابه (البربر ذاكرة وهوية) يقول: "إن علماء الأجناس يؤكدون أن الجماعات البيضاء بشمال إفريقيا سواء كانت ناطقة بالبربرية أو بالعربية، تنحدر في معظمها من جماعات متوسطية، جاءت من الشرق في الألف الثامنة بل قبلها ، وراحت تنتشر بهدوء بالمغرب والصحراء"[8]
ويقول المؤرخ الفرنسي بوسكويه G.H.Bousquet : "وعلى كل حال يوجد ما يجعلنا نقتنع بأن عناصر مهمة من الحضارة البربرية، وبخاصة اللغة، أتت من آسيا الصغرى عن طريق منخفض مصر، في شكل قبائل تنقلت في شكل هجرات متتابعة،على مدى قرون عدة، في زمن قديم لم يبت في تحديده" [9 ] .
ويقول المشتشرق الألماني أوتو روسلر Otto Rossler الذي يسمى الأمازيغية النوميدية، قيقول في كتابه
[النوميديون أصلهم كتابتهم ولغتهم]: "إن اللغة النوميدية لغة سامية انفصلت عن اللغات السامية في المشرق في مرحلة مغرقة في القدم".[ 10]
ويعترف أمراء البربر بانتابهم إلى حمير. فعندما ساءت علاقة أبو فتح المنصورالزيري الصنهاحي بالقرن العاشر الميلادي مع الخلافة الفاطمية في القاهرة، عبر عن طموحه في الاستئثار بحكم المغرب العربي دون المظلة الفاطمية ، أمام شيوخ القبائل الذين حضروا إلى القيروان لتهنئته بالإمارة، قائلا لهم: "إن أبي وجدي أخذا الناس بالسيف قهرا، وأنا لا آخذهم إلا بالإحسان، وما أنا في هذا الملك ممن يولّى بكتاب ويعزل بكتاب، لأنني ورثته عن آبائي وأجدادي الذين ورثوه عن آبائهم وأجداهم حِمْيَر" [ 11 ].
اعتز الشعراء الأمازيغ بأصلهم القحطاني اليماني، الحميري، فقال الشاعر الحسن بن رشيق المسيلي، المتوفى سنة 463 هـ ، مادحا الأمير ابن باديس الصنهاجي:
يا ابن الأعزة من أكابر حمير وسلالة الأملاك من قحطان
ويعتز الشاعر ابن خميس التلمساني ، المتوفى سنة 708 هـ ، بأصله الحميري ، فيقول:
إذا انتسبت فإنني مـن دوحــة يتفيّأ الإنسان برد ظلالهــا
من حِمير من ذي رُعين من ذوي حَجْر من العظماء من أقيالها
وفي بيتين يفتخر شاعر أمازيغي طرقي بانتساب قبائل الطوارق الأمازيغ إلى حمير ، فيقول:
قوم لهم شرف العلى من حميــر وإذا دعوا لمتونة فهمُ همــو
لمّا حووا علياء كل فضيلـــة غلب الحياء عليهم فتلثمــوا

الدراسة المعجمية للأمازيغية:

كرست خمس سنوات من حياتي بمعدل عشر ساعات في اليوم لتأليف كتابي (معجم الجذور العربية للكلمات الأمازيغية) ، فرّغت قواميس خمس لهجات كبرى أمازيغية في الجزائر والمغرب الأقصى، وأعذت جذورها إلى العربية في القواميس العربية العاربة والمستعربة. وتوصلت إلى أن تسعين في المائة من الأمازيغية عربية. ويظهر التقصّي العلاقة بين الأمازيغية والعربية علاقة أصالة وليست علاقة جوار مثل العلاقة بين الفارسية والعربية. 
لنستعرض نماذج من المعجم:
الكلمة الأمازيغية الشرح
تادغت: إبط عربية: مكان الدغدةُ
تافيات: مأتم مغر عربية: أي وفيات
إيفي: أجمة شجر كثيف ملتف عربية: تفيأ الشجر كثر ظله
إتّوغْ: تأذّى عربية: تاغ يتوغ: هلك
امّورثْ: أرض ق ش عربية : أرض ممرّثة إذا أصابها غيث غيث قليل 
أورفان: حجيرات توضع على سطح عربية: الأرْفَةُ: حذ وفصل بين الأشياء 
الطاجين حتى لا يحترق الخبز 
تاسدّا: اللبؤة ، أنثى الأسد ق عربية: تأنيث الأسد
أسمّارْ: أسَلٌ عربية : السّمّار: نبات عشبي ينبت في الأراضي الرطبة
أسلْ: مفردها تاسلت مغرب عربية: الأسَلُ 
أصيلْ: الأصيلُ ش
إرّومتْ: أكل بسرعة ونهم مغرب عربية: أرم ما على المائدة أكله كله 
أنام: الناس مغرب
أخنفوف: أنف أنَفة ش عربية: خنف بأنفه يخنف إذا شمخ به كبرا 
أمزوارو: الأول عربية: الزور أعلى الصدر وهو المقدم والأول، زُوّيرهم:
سيدهم وإمامهم 
أنو: بئر مغرب عربية: النؤي: حفرة تحيط بالخيمة يتجمع فيها ماء المطر
وتمنع دخول الماء للخيمة. باليمنية القيديمة: نوي:
مجرى الماء
بازْ: الباز ق وهي عربية واضحة 
يتَّكْ: قطع ش عربية: بتكه قطعه 
إسَدْوْ: بثق الماء كثر مغر عربية: سديت الأرض كثر ماؤها
إبرّي: يفرز ، بر عربية: برأ شريكه فاصله وفارقه
سيسمط: برد غربية: المصمت: الجامد المتجمد من البرد
مفتّل: بُرغي ق عربية: مسمار ملولب به فتائل
أسلهام: البرنوس الدقيق النسج عربية: السلهم الضامر من الخيل
هيل: بكى ش ق عربية: انهل الدمع تساقط
اينقّز: بهلوانية ق عربية: نقز الظبي في عدوه وثب
إكّر: قف ش عربية: وكر الظبي إذا وثب
بونه: الظهر مز عربية: البواني الأكتاف
تارسلت: البوان عمود الخمية الرئيسي عربية: الرسي: العمود الثابت في وسط الخيمة
إتكتك: حمُق عربية: تكَّ الرجل تكوكا: حمُق
أزالاغْ : تيس، ذكر الماعز عربية: السالغ: من ذوات الظلف ما بلغ السادسة
من عمره وهو سن التيس
ابْغرْ: كثر ماله مغر عربية: البَغْرة : قوة الماء، شدة المطر
أفيغَرْ : الثعبان ش عربية: يقال فغر الثعبان فاه ولا يقال فتحه.
 الفاغر: دويبة تكلع أي تعض
إزّو: جدبت السنة قلّ مطرها مغر عربية: زوى الله عنكم ، أي نحى عنكم من الخير ،
زواهم الدهر أي ذهب بهم
باهْرا: جِدًّا عربية: قال عمر بن أبي ربيعة: تحبها؟: قلت 
بََهْرًا عدد الرمال والحصى والتراب
أگادير: انحدر عربية: أرض مجدرة أشبه بالجدري بها نتوء
أزليم: جديلة، ضفيرة عربية: الزّلمة: هَنةٌ تتدلى من عنق المعزى
تشبه الجديلة
تاضرسا: الحبل القوي الفتل عربية: الضِّرص : الرجل القوي الخشن
إيغيدْ: الجدي ق ش عربية: الغيدان من الشباب : اولهُ
إلْمسْ: جزّ الصوف عربية: ارض امليسٌ لا نبت فيها [حال جلد
الشاة بعد جزّ صوفها
إلوغب: جشِعٌ مغرب عربية: اللَّغب الابتلاع
إقّورْ: جاف ق ش عربية: أقوَرت الأرض ذهب نباتها أي جفت
تاقورارت: المرأة الجافة الثدي عربية: القُرَّةُ: ما بقي في أسفل القدر من مرق
قليل
إزمرْ: ذو جلَدٍ، صبور عربية: رجل زِمْرٌ: شديد
ألغم: الجمل عربية: اللُّغامُ الزّبد الذي يخرج من أفواه
الإبل
يوسيد: جاء عربية: آسد يوسد جاء مسرعا
يتكّاذ: يخاف عربية: أكذى يُكذي اصفر وجهه من فزع
أمرير: الحبل ق عربية: المِرار الحبل
تاسكورت: حجَلٌ عربية: السِّرْكة : أنثى الحجل
إحبض : جثم الطائر مغر عربية: حبِض السهم سقط بين يدي الرامي
أزلّوم: الحزام عربية: زلّم الرحى إذا أدارها وأخذ من حروفها، والحزام 
دائرة
أحيفوف: ما ارتفع من الأرض على عربية: حِفاف الوادي جانباه
جانب الوادي مغرب
أسْقَظْْ: حقيبة العروس الصغيرة التي عربية: السّقظ الذي يعبأ فيه الطيب وأدوات زينة النساء 
تحفظ فيها زينتها
أخَرّازْ: صانع الأحذية ق ش عربية: خرز إذا خاط الجلد وهي أفصح من الأسكاقي 
في العربية
إدحي: دحِيّ ، حضن البيض عربية: الأُدحُوّة: مكان بيض النعام 
أشْوالْ: ذنب العقرب ش عربية: شالت العقرب بذنبها رفعته. الشَّولَة: اسم علَم
للعقرب، شوكة العقرب التي تضرب بها تسمى
الشّولة
إيخْفْ: الرأس ش ق عربية: خفأ الشيء ظهر، الرأس عال وظاهر
فودْ: رئة ش عربية: الفَوْد العِدل، الزبيل أو بالدارجة الزنبيل، وهو
يشبه الرئة
أكَرْزيزْ: الأرنب ش ق عربية : كرز يكرز إذا استخفى في حفرة، والصفة
المميزة للأرنب الحفر والاختفاء في الحفرة
أزَبّوجْ: الزيتون البري ق عربية: الزَّعْبج: الزيتون، باللغة المالطية يسمى
الزيتون زَبّوج التسمية الأمازيغية.
أزَلاّعْ: خبيث ش عربية: زَلع الشيء استلبه في ختل ، صفة الخبث
تومرتْ: مََسرَّةٌ مغر عربية: التامور: مهجة النفس، ابن تومرت الوحدي
تيسريفت : خطأ في النسج عربية: سرِف الشيءَ أخطأه
يوكر: سرق عربية: سنسكريتية : كور سرق : عن خشيم
أكرنيف: سعف ، جرية النخل معرب عربية: الكرنافة أصل السعفة الغليظ الملتصق بجذع
النخلة
إگرسه: سكة المحراث عربية: القرس : الصلب من كل شيء، وسكة المحراث 
من الحديد
أسلوقي: السلوقي نوع سريع من الكلاب عربية: السلوقي نوع من الكلاب السريعة، نسبة إلى
مدينة سلوق باليمن مشهورة بالكلاب والجياد
الجيدة لع
تيسمّي: سَمُّ الخياط مغرب عربية: سَمُّ الخِياط أي ثقب إبرة الخياطة
أزورار: السمين، الجسيم مغرب عربية: أزَرَ: قوي واشتد. زوَّر الطائر إذا أكل حتى
امتلآت حوصلته
سيفْ: نهر عربية: السِّيفُ: ساحل الواي، ساحل البحر، يقول
العلامة الجزائري الشيخ البشير الإبراهيمي في
إحدى مقاماته عن اليمن في عهد الإمام: "أخنى
 الزمنْ على اليمنْ سل سيْفها أنت لِمن سل سِيفها
أيْنِتْ عدن"
تازّولْتْ: الشجاعة ، أمْزولْ : الشجاع مغرب عربية: الزَّوْلُ: الشجاع
إفَرْدَخْ: شجّ ، شدخ ش عربية: المردخُ ، (عٌمانية) ، الشرخ لع
أزاوْ : شَعر ش عربية: زَوِيَ الجديلة: أنعم فتلها
أشقلال: متشدد في الطلب ش عربية: الششقلة كلمة حِميرية تعني تعيير الدنانير
للتأكد من عدم زيفها. 
إقُمَرْ: صاد يصيد مغرب عربية: قمروا الطير: عَشوْها في الليل بالنار ليصيدوها
إفيسْ: ضبع ش الفَسْو: الرائحة الكريهة. تسمية الضبع بالأمازيغية
جاءت من صفة مرذولة قبيحة فيه وهي رائحته
الكريهة:عن خشيم 
تامزّايثْ: إحْقنْ : ضَرْعٌ ق عربية: مزّ: مصَّ، احتقن الضرع اجتمع فيه اللبن
أضانْ: المرض ش عربية: الضَّنى : المرض والهزال الشديد
واضْليلْ : الخمر . أمان واضليل: خمر عربية: أي أم الضلال، ماء الضلال .
أجَرّومْ: الفقير لله الدرويش المتعبد : صوفية عربية: أي ذو الأجر عن الله، وهو اللقب الذي لقب به
مغر اين أجروم صاحب كتاب النحو الأجرومية 
----------------------------------------
الهوامش:
[ 1 ] Fanny Colonia:les Institeurs Algeriens(1883-1893)P46-47 
[ 2 ] Ben Yoycef Ben Khedda :Les Origines du 1 novembre 1954 Alger 1989
[ 3 ] General P.J.Andre (C R) de L`Acadenie des Sciences Coloniales:L`etude des Confreries religieuses MusulmanesP 351-352 Alger 1956
[ 4 ] Dallet: Dictionnaire de la Langue Kabyle ,Paris 1982 
[ 5 ] ويل ديورانت Well Diorant قصة الحضارة ، الترجمة العربية، ج 2 صفحة 43 ، القاهرة 1961
[ 6 ] H.Basset : les Influences Puniques chrz les Berberes , Revue Afriquaine V62 
[ 7 ] تاريخ ابن خلون ج 6 ص 175-176 : كتاب العبر ... بيروت 1968 
[ 8 ] G.Camps:les Berbres:Memoire rt Identite P11 Paris 1995 
[ 9 ] G.H.Bousquet:les Berbers P26 Paris 1957 
[ 10 ] O.Rosler: Za:50 1952 Orientalia20 151 
[ 11 ] ابن عذاري ، ج 1 ص 343 بيروت 1950 ـ ابن الأثير ، ص 7 ص 121 ، القاهرة 1357 هـ 
الدكتور عثمان سعدي
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
من مواليد 1930 بدوار ثازبنت ولاية تبسة.ناضل منذ شبابه المبكر في حزب الشعب الجزائري، وانخرط في صفوف جبهة التحرير الوطني منذ تأسيسها وعمل في ممثليها بالمشرق العربي.هجر المدرسة الفرنسية بعد مجازر 8 ماي 1945 . متخرج من معهد عبد الحميد بن باديس بقسنطينة عام 1951، حاصل على الإجازة في الآداب من جامعة القاهرة سنة 1956 والماجستير من جامعة بغداد سنة 1979 والدكتوراه من جامعة الجزائر سنة 1986. مناضل في جبهة التحرير الوطني منذ تأسيسها. أمين دائم لمكتب جيش التحرير الوطني بالقاهرة في أثناء الثورة المسلحة. رئيس البعثة الديبلوماسية بالكويت 1963 ـ 1964. قائم بالأعمال بالقاهرة 1968 ـ 1971. سفير في بغداد 1971 ـ 1974. سفير في دمشق 1974 ـ 1977. عضو مجمع اللغة العربية الليبي في طرابلس ـ ليبيا. عضو المجلس الشعبي الوطني من 1977 إلى 1982، عضو باللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني من 1979 إلى 1989، رئيس الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية منذ عام 1990.. أشرف على إصدار كتاب: [الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية: خمس عشرة سنة من النضال في خدمة اللغة العربية، طبع الجزائر سنة 2005 ]. وهو المدير المسؤول على مجلة [الكلمة] لسان حال الجمعية. رئيس لجنة الإشراف العلمي على إعداد المعجم العربي الحديث، الذي تبنى إصداره الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بالثمانينيات، ولم يكتب له الصدور. انتخب عن دائرة تبسة نائبا بالمجلس الشعبي الوطني ( 1977 - 1982 ) . كما انتخب من المؤتمر الرابع لحزب جبهة التحرير الوطني ( 1979 ) عضوا للجنة المركزية . حاصل على جائزة أهم مؤسسة فكرية عربية وهي مؤسسة الفكر العربي سنة 2005، وعلى جائزة الريشة الذهبية لبلدية سيدي امحمد بالجزائر.
ينتمي الدكتور عثمان سعدي إلى أكبر قبيلة أمازيغية وهي قبيلة النمامشة، وهو يملك العربية والأمازيغية. عندما أصدر كتابيه عروبة الجزائر عبر التاريخ (1983) والأمازيغ عرب عاربة (1996)، أورد بهما مختصرين لغويين يؤكدان عروبة اللغة الأمازيغية.