19 يونيو 2013

"الأزهر يستجدى الفاتيكان" !! بقلم د. زينب عبد العزيز


بقلم د. زينب عبد العزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية
يا للمهانة ! يا لها من مهانة أن نطالع ذلك التصعيد المغرض فى صياغة خبر مرير : 
"الأزهر يستجدى الفاتيكان" ، "الأزهر يتمنى علاقات أفضل مع الفاتيكان" ، "الأزهر يحاول إستعادة العلاقات مع الفاتيكان" ، "مسئول بالأزهر يقترح على البابا أن يقول ’’أن الإسلام سلمى،،" ، "مصر تريد إجبار البابا فرانسيس على إعلان أن ’’الإسلام ديانة سلمية،،" الخ .. فهل العاملون بالأزهر وخاصة المسئولون عن الحوار المشئوم بين الأديان مدركون لما يسببونه للإسلام والمسلمين من مهانة بهَرْولتهم هذه وبما يقدمونه من تنازلات ؟ وقد وصفت ذلك الحوار "بالمشئوم" لأنه ما من مرة إجتمعوا فيها فى إحدى هذه اللجان إلا وتم فيها تقديم تنازلاتٍ ما من جانب الأزهر، حرجا أو إثباتا لحسن النية، أما التابعون للفاتيكان فيبدأون دوما بعبارة "لا نقاش فى العقيدة" مع الإلحاح الدؤوب للحصول على تنازلات جديدة ! ومعروف يقينا أن الفرق بيننا ثابت فى القرآن الكريم وأنه إختلاف جذرى فى عقيدة التوحيد ، بل لولا هذا الإختلاف لما أنزل الله عز وجل الإسلام كثالث بلاغ لرسالة التوحيد.
لقد بدأ موضوع هذا الخبر، الذى تناولته العديد من الصحف والمجلات والمواقع الفرنسية العامة أو التابعة للفاتيكان ، بحديث للمستشار الدبلوماسى للإمام الأكبر ، محمود عبد الجواد ، لجريدة "ميسادݘيرو" الإيطالية يوم 7 يونيو 2013 ، أعرب فيه عن أمنيته فى خطوة إلى الأمام من جانب البابا فرانسيس، لكى يؤكد "أن الإسلام السنّى مستعد للإنفتاح مرة أخرى فى الحوار مع الفاتيكان" ، و"أن المشاكل التى حدثت لنا لم تكن مع الفاتيكان وإنما مع البابا السابق، والآن أبواب الأزهر مفتوحة".. ويواصل الخبر الذى تناولته وسائل الإعلام بتنويعات مختلفة لتنقل تصريحات السيد محمود عبد الجواد ، الذى أوضح "أنه يتعيّن على البابا فرانسيس أن ينتهز فرصة شهر رمضان الذى سيبدأ يوم 9 يوليو ليقول إن الإسلام دين سلمى وأن المسلمين لا يبحثون عن الحرب أو عن العنف" !!
كما توضح وكالة الأنباء الفرنسية حوار مستشار الأزهر عبد الجواد قائلا : "أنه بعد إنتخاب البابا فرانسيس يوم 13 مارس 2013 أرسل له الإمام الأكبر برقية تهنئة. وفى العرف الدبلوماسى ذلك يعنى أن القنوات مفتوحة" (...) "كما أن الأزهر قد ثمّن ما قام به البابا فرانسيس أيام عيد الفصح فى تقليد غسل أقدام بعض الأفراد وأنه قد وضع فتاة سجينة (صربية) مسلمة بين الإثنى عشر شخصا".. وأضافت الوكالة عن لسان عبد الجواد "إذا قبل البابا فرانسيس دعوة الباطريارك القبطى تواضرس الثانى لزيارة مصر فيمكنه أيضا زيارة الأزهر، عندئذ العلاقات والحوار وكل شئ سيعود فورا" !! إلا أنه إستبعد مشاركة الأزهر فى الحوار الثلاثى بين قيادات الرسالات التوحيدية الثلاث المزمع إقامته فى إسرائيل "لأن الأزهر لن يسهم فى لقاء مع الإسرائيليين". 
ومن ناحية أخرى أعلن جريجوريوس الثالث، باطريارك إنطاقيا والشرق من الإسكندرية للقدس، فى 4 يونيو فى مشاركته إحتفالية التبشير فى الميادين وسط إحتفالات مدينة "مارسيليا عاصمة الثقافة"، التى نظمها المعهد الكاثوليكى للبحر الأبيض المتوسط، أمنيته بأن ينغرس مسيحيو أوروبا فى إيمانهم ليمكنهم التصدى للإسلام. فلو أصبحت أوروبا مسيحية سيمكنها ملاقاة الإسلام بلا خشية. وإن لم تكن أوروبا فخورة بإيمانها فلن يمكنها أن تواجهه، وعندئذ لن تواجه إلا أقبح وجه للإسلام"..
وفى حديث مع الكاردينال ان لوى توران ، رئيس المجلس البابوى للحوار بين الأديان، نشر يوم 9 يونيو 2013 فى وكالة الأنباء الفرنسية ، أى بعد يومين من حوار عبد الجواد، قال فيه : "أنه قام بعدة محاولات لإستعادة الحوار لكنها لم تفلح ، وأن المشاكل ليست فينا، فمن قطع العلاقات هم أصدقاؤنا المسلمين". وتقول الوكالة "حيث أن الكاردينال من أنصار حوار لا يعرف الإلتواء، فهو يصر على إبراز الظروف التعسفية والتفرقة العنصرية التى يعيشها المسيحيون فى البلدان ذات الأغلبية المسلمة، خاصة فيما يتعلق بحرية العقيدة وحرية تغيير الديانة. وهذه موضوعات يصعب تناولها مع شركاؤنا فى الحوار" .. ونفس وكالة الأنباء أعلنت يوم 10 يونيو : "الفاتيكان حذر حيال تهنئة الأزهر للبابا فرانسيس"، وأن الكاردينال توران قد أعلن عن ريبته من عبارات ومحاولات الأزهر لإستعادة الحوار مع الفاتيكان ! 
وقبل ذلك بشهر تقريبا، أى فى 14 مارس 2013 كان قد تم نشر خبر آخر فى جريدة "ويست فرانس" وغيرها، على لسان د. محمود عزب يقول تحت عنوان "الأزهر يتمنى علاقات أفضل مع الفاتيكان" : "إن مؤسسة الأزهر، أعلى سلطة للإسلام السنّى، تمنت يوم الخميس أن يكون لها علاقات أفضل مع الفاتيكان، مع البابا الجديد فرانسيس وليس مع بنديكت 16". وقد أضاف محمود عزب، مستشار الإمام الأكبر أحمد الطيب للحوار بين الأديان : "وما أن تبدو بادرة جديدة فى التوجه سنعود للحوار مع الفاتيكان الذى كان قد توقف بداية 2011". 
والملاحظ من الحوارات والتصريحات المتعددة أن الأزهر، جهلا أو عن عمد ، يضع الخلاف الحاصل بين المؤسستين على أنه خلاف شخصى بين طرفين هما : بنديكت 16 والأزهر، متناسيا أو متجاهلا أن الخلاف بل والإختلاف الأساسى والعدوان الصارخ واقع من جانب الفاتيكان والمجمع الذى أقامه تحت عنوان "المجمع الفاتيكانى الثانى" فيما بين 1962 و 1965، الذى قرر فيه وضع الإسلام مع ديانات جنوب شرق آسيا ، ولا يعترف به أصلا كديانة توحيدية أو أنه الرسالة التوحيدية الثالثة التى أتت لتصويب ما تم من تحريف وتبديل فى الرسالتين التوحيديتين السابقتين ، كما قرر تنصير العالم ! وهذا القرار قرار مجمعى لا رجعة فيه فى نظر الكنيسة. ففيما يتحاورون ولصالح من يتنازلون ؟؟ ومعروف أن المؤسسة الفاتيكانية لا تضع الإسلام "قولاً" مع الرسالات التوحيدية إلا إن كانت بحاجة إلى تنازل جديد أو إلى الإستناد إلى الأزهر لعمل شئ ما لصالحها.
ومن كل هذه الأخبار والأحاديث المتبادلة بنغمات متنوعة ندرك أن هناك ثمة شئ يتم الترتيب له فى الخفاء وفى العلن ، وهو موقف أشبه ما يكون بما حدث بعد محاضرة بنديكت 16 فى راتيسبون عام 2006، التى سب فيها الإسلام والرسول، صلوات الله عليه، عمدا متعمدا، فالإستشهاد الذى ألصق به رأيه جُبناً وحيطة، مثله مثل أى إستشهاد، لا يقفذ من الكتب والمراجع ليستقر تحت يد الكاتب وإنما الكاتب هو الذى يبحث عنه لإثبات رأيه أو لتفنيد ذلك الإستشهاد. ولم يعتذر بنديكت 16 مطلقا عن هذا الجُرم العدوانى وإنما تأسف لرد فعل المسلمين الهمجى ! وعندما هاله رد فعل المسلمين طلب من أحد أساقفته محاصرة الموضوع، وهى الحيلة الملتوية التى نجم عنها الخطاب المخزى الذى وقّع عليه 138 عالما من علماء المسلمين، جهلا أو عن عمد، مقرّين بأننا نعبد نفس الإله مع النصارى، أى أننا نعبد "ربنا يسوع المسيح" كما يقولون ! 
بنديكت 16 :
لو نظرنا فى عجالة إلى موقف بنديكت 16 لوجدنا أنه هو الذى تبنى تفعيل عبارة "التبشير الجديد" التى أطلقها البابا يوحنا بولس الثانى، وتمادى فيها على الصعيدين : تجاه الغرب الذى ألحد عند إكتشافه تحريف عقيدته، وتجاه العالم الإسلامى الذى تقرر تنصيره. ولم يترك مجالا من المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والإعلامية والفنية بل والترفيهية إلا وألزمها بالمشاركة فى عمليات التبشير الجديد.. والجديد فيها أنه طالب المسيحيين "عدم الخجل من دينهم"، فهو أول من يعلم بتحريفه وإنفضاحه، كما طالبهم "عدم الخوف من التبشير" فقد قام باللازم لحمايتهم بالمؤسسات الدولية ! وهو الذى فتح الباب على مصراعيه لتبشير القارة الإفريقية والسيطرة على مواردها الطبيعية، الأمر الذى كشفت عنه بعض الأبحاث المقدَمَة إلى "سينودس إفريقيا" وكلها متعلقة بالمناجم وثرواتها، حتى تلك التى لم يتم إكتشافها بعد لكنه تم تصويرها بالأقمار الصناعية، فما دخل التحدث عن هذه الثروات فى إجتماع كنسى دينى إن لم يكن لأغراض إستعمارية دينية جديدة ؟!
وبنديكت 16 هو الذى عمل على زيادة ترسيخ تهمة الإرهاب بالإسلام والمسلمين، ونادى صراحة بالإستعانة بالمنظمات الغربية العالمية والسياسية لحماية الأقليات المسيحية وما يتبعها حاليا من صياغات لقوانين جديدة لمحاصرة المسلمين فى الغرب. وهو صاحب وثيقة "الكنيسة فى الشرق الأوسط" التى طالب فيها بضرورة توصيل الإيمان المسيحى لكافة البشر وأنها الرسالة الأساسية للكنيسة لأنها أفضل وسيلة للرد على تحديات العالم اليوم التى هى الإلحاد فى الغرب وإنتشار الإسلام؛ ودعى فيها كافة المسيحيين والكنائس المحلية إلى المساهمة فى عمليات التبشير الجديد ، موضحا فى البند رقم 85 : "إن مجمل الكنيسة الكاثوليكية الموجودة فى الشرق الأوسط مدعوة لمشاركة الكنيسة العالمية وأن ترتبط بهذا التبشير الجديد. كما أنها مكلفة بإعداد مبشرين من الرجال والنساء يمكنهم الإعلان بشجاعة عن الإنجيل".. الأمر الذى يكشف بكل وضوح أن الكنائس المحلية فى الشرق الأوسط مأمورة بالمشاركة فى عملية التبشير حتى وإن كان ذلك يعنى خيانة الأغلبية المسلمة التى يعيشون بينها ويتسبب فى الإحتقان الطبيعى الناجم عنها !
البابا فرانسيس :
منذ إنتخاب البابا فرانسيس وهو لا يكف، سواء فى أحاديثه المعلنة أو مع الزوار الرسميين الذين يستقبلهم، لا يكف عن الإشارة إلى التبشير الجديد، وإلى البلدان التى لم تقم بعد علاقات دبلوماسية مع الكرسى الرسولى، وإلى ضروة الدفاع عن الأقليات المسيحية فى الشرق الأوسط ومعاناتها خاصة فى مصر.. كما أنه لم يتوقف عن إستكمال مسيرة بنديكت 16 سواء فى الخطوط العريضة لها وكل ما بدأه من فاعليات دينية لمواصلة التبشير الجديد لتنصير العالم. ومن ناحية أخرى فهو يُعد إحدى القنوات الهامة لتسلل الماسونية إلى الفاتيكان. فقد كبر وتم تكوينه فى الأرݘنتين التى تعد جمهورية قائمة على "البرجل والزاوية" كما يقولون، وهى رموز الماسونية المعلنة. وعند إعلان إنتخابه على كرسى البابوية أعلن جوستاف رافّى المعلم الأعلى للمحفل الماسونى الإيطالى قائلا : "مع البابا فرانسيس لن يصبح أى شئ كما كان سابقا. أنه إختيار واضح للأخوية من أجل كنيسة حوار غير ملوثة بمنطق ومغريات السلطة الزمانية".
ومعروف عن أخوية يسوع التى ينتمى إليها البابا فرانسيس أنها من قنوات تسلل الماسونية إلى الفاتيكان الذى تزايد فيه نفوذ منظمات "عمل الرب"، و"إتحاد وتحرير" ، و"الفوكولارى"، و"فرسان المسيح" وجميعها ماسونية النزعة وتتصارع للسيطرة على أموال بنك الفاتيكان، المتهم علنا بغسيل الأموال والإتجار بالأسلحة وبالأعضاء البشريه وغيرها من الممنوعات قانونا ..
وفى الخطاب الذى كتبه المكتب الصحافى للفاتيكان، الذى قرأه البابا فرانسيس يوم إضفاء القداسة على الثمانمائة شخص بزعم أن الأتراك ذبحوهم لرفضهم التخلى عن دينهم والدخول فى الإسلام، وهو ما ليس له دليل فى أى وثيقة تاريخية رسمية، كان النص المكتوب يقول : "الذين عاشوا رغم الحصار وغزو العثمانيين سنة 1480 لمدينة أورانت، قد تم ذبحهم قرب هذه المدينة". وعندما قرأ البابا فرانسيس هذا النص أسقط عبارة "العثمانيين" لتثبيت المجزرة المزعومة بالإسلام عامة !. وكان بنديكت 16 هو الذى إقترح، يوم 6 يوليو 2007 ، إضفاء القدسية على هؤلاء.. وقد إعترض وزير الخارجية التركية على هذا التزوير رسميا. 
البابا فرانسيس واليهود :
فى 30 مايو 2013 نشرت جريدة "لاكروا" الكنسية مقالا بعنوان "إسرائيل تقترح على البابا فرانسيس تنظيم لقاء بين الرسالات التوحيدية الثلاث فى الفاتيكان" ! والمقال متعلق بزيارة شيمون بيريس للبابا فرانسيس يوم 30 إبريل 2013 ، وأن هذا اللقاء غير المسبوق موضوعه السلام ورفض العنف وإدانة إستخدام العنف بإسم الدين. وهو ما لا يفعله سوى الإسلام والمسلمين فى نظر هؤلاء السفّاحين بعد أن ألصقوا به تهمة الإرهاب. أما الصهاينة الذين إقتلعوا شعبا بأسره واستولوا على أرضه بكاملها تقريبا فلم يبق من فلسطين حاليا سوى 8 % من مساحتها ، وذلك على مرأى ومسمع من العالم الغربى المتحضر الذى عاون على ترسيخ هذا الكيان، فهم حمائم سلام تقطر وداعة .. لذلك قام تنظيم "أخوية الفرانسيسكان" بإهداء شيمون بيريس "وسام السلام" أثناء هذه الزيارة !!
وفى هذا اللقاء بين البابا فرانسيس و الرئيس الصهيونى تناولا فيه الصراع فى الشرق الأوسط وضرورة تفعيل المحادثات بين الإسرائيليين والفلسطينيين "من أجل التوصل إلى إتفاق يحترم التطلعات الشرعية للشعبين" ، كما تناولا الوضع الخاص بالقدس وسوريا. فعن أية شرعية يتحدثون وقد إستولوا على 92 % من أرض فلسطين ، وعن أية شرعية يتحدثون والبقية الباقية من الفلسطينيين محاصرون فى سجن مفتوح ؟؟
كما كان الحاخام دافيد روزن، رئيس المجلس العالمى للمسيحيين واليهود (ICCJ) ورئيس المكتب التنفيذى لمركز الملك عبدالله للحوار بين الأديان (KAICIID)، قد إقترح على البابا تنظيم لقاء فى القدس سنة 2015 ، بين رؤساء الأديان الثلاثة بمناسبة العيد الخمسينى لوثيقة "فى زماننا هذا" الصادرة عن مجمع الفاتيكان الثانى والتى تم فيها تبرأة اليهود من دم المسيح..
هذه الخلفيات والأزهر :
إختصارا ، إن ما يدور حول المهزلة القادمة، و ما يبدو أو يتسرب فى وسائل الإعلام المتعددة ، و ما يتم الترتيب له حاليا هو إستخدام الأزهر فى تقسيم المسجد الأقصى بين اليهود والمسلمين !. وهو ما أعلنه أيضا قاضى قضاة فلسطين الدكتور تيسير التميمى فى حواره مع مجلة "المجتمع" الكويتية (العدد 2055). وذلك مثلما سبق واستولوا على حائط البراق والعديد من الآثار الإسلامية وعلى 92 % من فلسطين، أى كلها تقريبا. والسبب فى هذه الحيطة اللافتة للنظر: خشية الصهاينة ، ولو بنسبة 1 % لإحتمال أن يثور المسلمون عند إستيلاء الصهاينة على المسجد الأقصى ظلما وقهرا كما فعلوا بكل فلسطين. ولمجرد إحتمال هذه النسبة الكالحة رأوا الإستيلاء عليه بالوسائل التمويهية "رسميا" وبموافقة الفاتيكان والأزهر، وعندئذ يبدأ التسلل البطئ للإستيلاء على النصف الآخر بأية مزاعم وأحاييل كما يفعلون دوما.. فهل الأزهر بكل علمائه وجهابذته الكرام الذين يجيدون الهرْوَلة مستعدون لهذه الكارثة ؟ أو هل هم مدركون لها حقا لكى يتمنوا ويرجوا ويتطلعوا إلى عودة الحوار ؟؟ 
ليتهم يتابعون ويقرأون ويفهمون ما يدور فى العلن وفى الخفاء، فهو دائما معلن ولو بشئ من الإلتواء لجس النبض! ليتهم يبدأون بمطالبة الفاتيكان بتصويب كتابة إسم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، فهم دوما يكتبونه "ما أو ميه" (Mahomet) من قبيل السخرية أو الإستهبال فهم يجيدون تماما كتابة إسم أى محمد.. ليتهم يطالبون الفاتيكان بتعديل قرارات مجمعهم الغاشم الذى برّأ اليهود من دم المسيح رغم كل ما هو وارد فى الأناجيل المتداولة، لكى يتم غرس الكيان الصهيونى فى قلب فلسطين وفى قلب العرب، وأن يطالبوه بوقف قرار إقتلاع الإسلام ، ووقف تنصير العالم وإستخدام الكنائس المحلية وكافة الأتباع النصارى فى عمليات التنصير التى هى السبب الأساس فى كثير مما يدور فى العالم من إحتقان ومآسى.. 
ولن تكون هذه المطالب بغريبة عليهم فى الفاتيكان ، فقد ألفوا التغيير والتبديل لا فى القوانين والقرارات التى يصدرونها فحسب ولكن حتى فى العقائد ، فما أكثر ما قاموا به..
16 يونيو 2013

18 يونيو 2013

معاريف :العرب نسوا إسرائيل والشرق الأوسط يعيش حرب سنية شيعية


ذكرت صحيفة معاريف الاسرائيلية اليوم ان المنطقة تعيش اليوم حربا سنية شيعية طاحنة وان واشنطن والقاهرة قررتا الانحياز الى الطرف السني في الحرب الدائرة الان. وقال المحلل والكاتب الاسرائيلي عمير رابورت ان الدخان يتبدد الان ويتبين أن الحرب الكبرى هي بين محور شيعي بدعم روسيا، وبين المحور السني الذي يفترض أن تقف خلفه الولايات المتحدة.
واوضح ان امريكا الكبرى غارقة في غير قليل من المشاكل الداخلية، ولكنها توجد ايضا في ذروة تقويم عميق للوضع بالنسبة لما يجري في الشرق الاوسط، ولا سيما في سوريا مشيرا الى ان وزير الحرب موشيه يعلون وصل الى باريس مباشرة من واشنطن، حيث نقل الى وزير الدفاع الامريكي الفهم الاسرائيلي لما يجري في المنطقة.
وتابع ” ان الامريكيين يوشكون على تغيير سياستهم والوقوف بشكل أكثر قطعا مما كان حتى الان خلف المحور السني، الذي يضم الثوار في سوريا، تركيا ومصر، السعودية ودول الخليج الاخرى، وكذا حماس في قطاع غزة (حين لا تكون نار من القطاع حماس تنسى، ولكن حاليا فقط).
واوضح ان الرئيس المصري محمد مرسي انحاز أمس الى طرف ما بشكل واضح، مع المعسكر السني موضحا ان الحرب الشيعية – السنية لم تصل الى مصر ولكنها تجري ايضا على أرض لبنان وفي مناطق اخرى في الشرق الاوسط. ليس فقط في سوريا.

أستك منه فيه..الدماطي: نجل قاضي محاكمة القرن متزوج من بنت شقيق سوزان مبارك


كشف محمد الدماطى، وكيل نقابة المحامين ونائب المجلس القومى لحقوق الإنسان، عن تلقيه خطابًا من أحد الأشخاص، يوضح فيه أن القاضى الموكل له محاكمة مبارك فى قضية قتل المتظاهرين، تربطه صلة قرابة بينه وبين الرئيس السابق.
أضاف "الدماطى" خلال مؤتمر بنقابة المحامين تحت عنوان "العدالة فى خطر"، أن الخطاب ذكر أن قاضى محاكمة الرئيس السابق محمد حسنى مبارك هو صهر المخلوع، موضحًا أن ابن قاضى محاكمة مبارك هو طبيب أسنان فى السويس، متزوج من بنت شقيق سوزان ثابت زوجة مبارك.
وأشار "الدماطى" إلى أن قاضى محاكمة مبارك تربطه صلة قرابة من الدرجة الرابعة مع أحد المتهمين وهو مبارك، مطالبًا أنه إن صح ذلك الحديث، فإنه من شأنه أن يتنحى القاضى عن المحاكمة.

17 يونيو 2013

حلقة رائعة من برنامج دوار العمدة تفضح بالفيديوهات ساويرس وجميع نجوم وفنانى اعلام مبارك


بشري لجميع الحشاشة ..بالفيديو .. المعتصمون بوزارة الثقافة يدخنون الحشيش


"شباب العدل والمساواة" نحذرمن العناد والعنف والإصرار على تقويض الشرعية يوم 30 يونيو


أكدت حركة شباب العدل والمساواة "المصرية الشعبوية" اولى حركات المعارضة الشبابية فى مصر على حق التظاهر السلمى والدفاع عن حرية الرأى والتعبير طلاما كانت فى اطار السلمية ، ويواصل نشطاء الحركة فعاليات دعم الشرعية وتنظم الحركة من الان لحث الشارع على المشاركة يوم 21 يونيو وتنطلق اليوم عدة وقفات وسلاسل بشرية بمحافظة الغربية خلال اسبوع دعم الشرعية الذى نظمه نشطاء حركة شباب العدل على مستوى 7 محافظات للفت انظار المواطنين وتوعيتهم ضد العنف وضد مجموعات 6 ابريل وحزب الدستور وائتلاف التيار الشعبى ، ولدعم شرعية رئيس الجمهورية ، وسيجرى نشطاء الحركة مع الإئتلافات الشبابية الاخرى محاكمة شعبية لمديرى 6 ابريل وحزب الدستور وائتلاف التيار الشعبى فى نادى الصيد بالدقى يوم 30 يونيو ، وذكر بيان الحركة " ان مظاهرة ٣٠ يونيه لإسقاط مرسي تعني مليونية زحف كل عبده مشتاق حالم بالكرسي وبسبب هؤلاء المشتاقين لن نتقاعس عن فضح أي ممارسة من أي تيار ومن الطبيعى أن تكون هناك حكومة ومعارضة لكن يوجد قلة سياسية مخربة لا تمت للمعارضة الشريفة بصلة وما يحدث الان بسببهم فى الوسط السياسى ليس مجرد خلاف سياسى بل هى حرب معنوية ومادية قذرة ضد المواطنين الابرياء وضد الدولة وصراعا سياسيا اجادوا فيه لعبة نبذ العنف وهم يطالبون بمطالب تتخطى كل حدود الشرعية كاسقاط النظام الجديد وعمل مجلس رئاسى على هواهم وهم يدركون ان مصر دولة مؤسسات وتحترم الدستور والتغير بها لن يتم الا وفق آليات محددة ، والعناد والاصرار على اسقاط كل شرعية تاتى بالارادة الشعبية وبالانتخابات والاستفتاءات واللعب بوعى الشعب سيعرض مصر لحرب اهلية بسبب نفس هؤلاء الذين يدعون ان هناك من يورطهم لإفشال الموجة الثورية وان الإخوان هم من يستخدمون العنف وان الرئيس خالف وعده مع من اسموا انفسهم الجبهة الوطنية وادعوا انهم دعموا الرئيس في الانتخابات الرئاسية فيما عرف وقتذاك باتفاق فندق فيرمونت ، فعملوا انفسهم وكلاء للشعب والناس لهم كارهون بشدة وهم ليس لهم اى شرعية اخلاقية حتى يتكلموا باسم الشعب او باسم المعارضة وباسم شباب الثورة وهم الذين خربوا البلد وقتلوا اخوتنا وابناءنا وهم مجرد اعلاميين ونشطاء خانوا الله وخانوا كل شئ فى سبيل المناصب وماهم الا مجموعة استقوت بالمال والاعلام ولهثت وراء د.مرسى لياخذهم معه فى مناصب ، فاخذهم كمستشارين ولم نأخذ منهم الا اذدياد الشقاق السياسى وتعثر مسارات التحول الديمقراطى وليس لهم رؤية محددة بإجراءات مجتمعية واقتصادية وسياسية مباشرة لإنقاذ مصر
وحذرت الحركة فى بيانها " من الهاوية العميقة التى يُستدرج إليها الشعب إذا استمرت قلة سياسية مخربة على عنادها تتحدث زورا باسم الشعب وباسم المعارضة وشباب الثورة وتسعى لحروب أهلية ، وتسببت فى شبه انقسام بالمجتمع وتتحدى الشرعية وراى الاغلبية فى سبيل سلطة زائلة، ومجد زائف، يبنوه على جثث المئات ويعتمدوا على عمل الاستقطاب الحاد المصبوغ بالعنف الناتج عن فشلهم فى الوصول للمناصب التى يتمنوها من خلال الاستفتاءات الحرة النزيهة ويصرون على عنادهم ويطالبون باعادة الانتخابات الرئاسية ومطالب اخرى شديدة الديكتاتورية تتنافى تماما مع الأصول الديمقراطية، ومؤامرة ضد مصر ، وطالبت الحركة جميع القوى السياسية برفض أي عنف أو الدخول في تحركات مشبوهة تستهدف عودته أو استغلاله ، وقال بيان الحركة " أن العمل السياسي البناء منقطع الصلة بالعنف ، وندعو إلى المحافظة على العمل السلمي وعدم جر السياسية إلى مستنقعات التخريب ، ويجب احترام الرأي والرأي الآخر وترويج أسس العمل السياسي الصحيح والنضال الثوري السليم فلا يلجأ للعنف ويتظاهر انه ضده الا شياطين مستحيل نأمنهم على شئ او نتركهم طويلا ينشرون الفساد من وراء الستار وفى الظاهر يتكلمون بالمثاليات وغرهم طول صبر الرئاسة والاجهزة الامنية وصمت المواطنين والدماء ستذيد الاصرار على محاربة تلك النوعية الخائنة من النشطاء والسياسيين وحتى ان استجاب لهم الاخوان فلن يتركهم الشعب وسيكون مصيرهم اسود ان لم ينسحبوا وان كانوا يظنوا انهم سيمروا فهم مرضى يحتاجون الى العلاج النفسى وان كانوا يظنوا ان التمويل الاجنبى الذى ينكرونه والاعلام المضلل الذى يدعمهم وحركات وافعال الخبث والصهينة والالتواء سينجون بها فهم متوهمين وهم كابن نوح لم يؤمن بنهايته المأساوية الا فى لحظة هلاكه خاصة انه توجد معلومات بالاستعداد تارة اخرى لإحداث عنف بقطع الطرق وخطوط المترو ومهاجمة المقرات الرئاسة والحكومية وتأجير بلطجية لحرق الأتوبيسات والأحزاب الإسلامية وسرقة أسلحة ميرى لاستخدامها فى أحداث العنف لإلصاق التهمة بالشرطة.
واضاف بيان الحركة : علي هؤلاء المعاندين الذين يعكسون الامور الإصغاء لصوت المنطق تفادياً لمخاطر لن تصيب احد الا هم فنشوب أي أعمال عنف سيكون المسئول الاول عنها هم كالعادة مجموعة 6 ابريل وتحديدا صاحب المجموعة احمد ماهر وهو العقل المفكر ومدير كل احداث العنف خلال الفترة الانتقالية وكذلك حزب الدستور وائتلاف حمدين صباحى وهم الذين يمهدون لكل اسباب العنف مع سبق الاصرار والترصد ثم ينبذون العنف من جهة اخرى ويتكلمون باسم مصلحة الشعب فيجب ان ينصت هؤلاء لصوت العقل ويدركوا انهم عرضوا الامن القومى للخطر الشديد ويتسببوا بطرق مباشرة فى مقتل العشرات كل فترة ونحذر من محاولات القاء جرمهم على الأقباط واتهامهم بأنهم يقفون وراء المظاهرات الداعية لانتخابات رئاسية مبكرة او اعمال العنف والبلطجة فيشعلوا بذلك الفتن الطائفية ولن نترك البلد لابنائها القتلة الخونة الذين يفعلون عكس ما يقولون ولا يناصرهم الا من خان الله وخان العرض وخان الوطن وندعو الجميع للاستجابة لمبادرة الرئيس للمصالحة من أجل الاتفاق على استراتيجية موحدة لمواجهة المخاطر المحدقة بالثورة وقطع الطريق أمام إضعاف مصر وتفتيت قواها ونطالب بالتوقف عن حشد المظاهرات فالاقتصاد المصري لن يتعافي من كبوته بوجود تظاهرات في الشارع والفقير سيظل فقيرً والمستثمرين سيظلوا يهربوا من مصر طالما بقيت الخلافات السياسية على ما هي عليه دون اعتبار للمسئولية الوطنية ،وتابع البيان " بل وهؤلاء الساسة المخلصين الذين يريدوا تهدئة الامور ويلجأون لشماعة الفلول فى تبرئة هؤلاء القتلة الذين يطلقون على انفسهم اسم المعارضة ، يجب ان يكفوا عن ذلك النوع من التهدئة الفاسدة فهى تهدئة لن تأتى الا بمذيد من التضليل واستمرار اشعال النار ، ومن الضرورى ان نحدد المجرمين الحقيقيين ونفضح خبثهم والاعيبهم وتمثيلهم ، ولا نلجأ الى شماعات الفلول وابناء مبارك والتوراس وبلاك بلوك وكتالة وحركات اخرى يتخفى ورائها القتلة الذين صنعوها وخانوا الله وبسببهم كم من مئات الأرواح أزهقت وكم من منشئات عامة وخاصة احرقت وهدمت وكم من شباب اصيبوا بعاهات اعجزتهم وكم من كلمة حق صارت باطل ومظلوم صار ظالم بسبب هؤلاء المجرمين الذين ينافقون ويتلاعبون بكل شئ حتى بالدين للوصول الى مبتغاهم .
https://www.facebook.com/JusticeandEqualityMovement

محلل اسرائيلي: دعوا العرب يقتلون أنفسهم بهدوء


دعا الكاتب والمحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت” أليكس فيشمان اليوم الحكومة الاسرائيلية إلى ترك العرب يتقاتلون، ليقتل واحد منهم الآخر؛ لأن أي تدخل “اسرائيلي” قد يعيد إلتفاف العرب مع بعضهم على عدوهم التاريخي. وأضاف: “إن نتنياهو يؤلمه إصبعه، فمن شاهده هذا الأسبوع يصدر تهديداته خلال اجتماع لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست كان يرى قائدًا إصبعه على الزناد، وأوضح فيشمان انه “في كل يوم يُقتل في الدول حولنا 400 إنسان الى 500، وفي طرابلس في لبنان يجري قتال يومي بين جبل محسن وباب التبانة، ويُقتل في سوريا في كل يوم 80 شخصًا. وانفصل الأكراد في شمال شرق سوريا عن الدولة”. وتابع: “ولا يُرى لدى الفلسطينيين حل للانقسام بين حماس والسلطة الفلسطينية، ومصر في فوضى اقتصادية دستورية وفي الشوارع إضطراب عارم، وقلق مصر أن أثيوبيا تنشيء سدًّا على النيل الازرق الذي يمد مصر بـ 80 في المائة من الماء.
وأردف الكاتب: “في ليبيا تذبح القبائل والعصابات المسلحة بعضها بعضا ولم يعودوا يعدون الجثث هناك وتدخل المدن الكبرى في تونس في حظر تجول كل مساء ويُقتل جنود تونسيون في حربهم للسلفيين على حدود الجزائر، وأصبح العراق مقسومًا الى ثلاثة أقسام، وتتجدد الحرب الأهلية هناك بكامل قوتها. مضيفًا: ولم نتحدث بعد عما يحدث في الصومال وتشاد والسودان وعدن والبحرين، إن العالم العربي يحترق منذ سنتين ويفني نفسه دون تدخل خارجي وهذا أمر قد يستمر سنين طويلة بعد”، من هنا، ختم فيشمان إلى القول: “لماذا يجب علينا نحن “الاسرائيليين”، بسبب عدد من الضباط الكبار الذين لا يهدأون ورئيس حكومة يسارع إلى الحرب، منح العرب سببًا للاتحاد حول القاسم المشترك الوحيد بينهم وهو كراهية “اسرائيل” دعوهم يقتلون أنفسهم بهدوء؟!

محمود النجار يكتب: يوم يعض ’’المناضل’’ على يد ’’الزند’’ ويقول ’’الثائر’’ يا ليتني كنت ’’عكاشة’’

لو أن شخصا متابع لما يجري بمصر، دخل في غيبوبة –كأهل الكهف- لمدة عام ثم عاد اليوم، وفتح عينيه على صحف وفضائيات، سيعتقد أن تلك الصحف تهزي وتفبرك وتقول على الثوار والمناضلين مالا يعلمون.
سيحتاج إلى أن يتخلى عن كل معاني المنطق ليصدق أن المناضل حمدين صباحي قد ذهب مثلا ليدعم النائب العام السابق عبد المجيد محمود، الذي خرجت المليونيات لتنادي بعزله (مهما سقت له من مبررات).
سيحتاج إلى غياب عقلي كامل وهو يري الثوار يقفون في خندق واحد، مع "أسفين يا ريس"، وحملة شفيق.. بل ويسيرون وراء أحمد الزند وتهاني الجبالى، وتوفيق عكاشة ويحملونه على الأعناق، بل ونسمع منهم من يتمني أن يكون مثل عكاشة في نضاله ضد الإخوان.
وعليه أن ينسي كل مرادفات الثورة والجهاد ضد مبارك والفلول والديكتاتورية، ومعركة الجمل، و"البنبوني"، وهو يقرأ خبر زيارة المناضل خالد يوسف لأحمد شفيق في دبي لينسقوا للانتخابات البرلمانية السابقة، دون ان نري تعليق لأى من الذين ملأوا الدنيا صراخا لزيارة عمرو موسي، خيرت الشاطر.
وسيكون مكلفا بنسيان كل ما قرأه وما رآه، من أولئك الذين حملوا الكوفية الفلسطينية على أكتافهم، وداروا بها على زعماء المقاومة المزعومة ( الأسد الأب والإبن، القذافي، وصدام حسين)، يجمعون ثمن تأييدهم لقضية الوطن العربي، ويشترون الشقق الفاخرة، ويفتحون المكاتب في المناطق الراقية .. يجب أن يمسح كل هذا من ذاكرته، وهو يراهم يهاجمون حماس، ويصفونها بالفصيل الذي دمر فلسطين، والقضية، ويريد تدمير مصر.
ولن يصدق أذنيه وهو يسمع من الذين ملأوا الصحف والقنوات والمؤتمرات ضجيجيا، وعويلا على حقوق الإنسان –وربما الحيوان- المهدرة، يتباهون الآن بأنهم سيعيدون الإخوان إلى سجونهم، ويعايرونهم بسجنهم الذى كان في الأصل اعتقالات سياسية ( بل وأكل هؤلاء النشطاء "الشهد" من وراء دفاعهم عن الإخوان المعتقلين بالسجون).
وعليه أن ينسي كل ما تعلمه عن معاني الوطنية، وحب الوطن، وأغاني حليم وأم كلثوم قبل أن يري الشماته في أعين النخبة من بناء أثيوبيا للسد، ورفض الرموز السياسية لحضور اجتماع دعا إليه رئيس البلاد (كائنا من كان)، لبحث خطورة ذلك السد على مصر، وكيفية مواجهة المشكلة قبل عطش المصريين.
عليه أن ينسي معني المراهقة السياسية، والعته الفكري وهو يري شابا معارضا لأول رئيس مصري منتخب يقف وسط اجتماع للدول العربية، ويقول مرسي وحكومته لا يمثلونا، ويفسد أجواء المؤتمر، ويصدق أن ذلك نشاط سياسي معارض، يخدم الوطن.
ويحتاج إلى أن يلغ عقله تماما قبل أن يري مناضلي الأمس الذين كانوا يقولون في فساد مسؤولي وزارة الثقافة ما قال مالك في الخمر، يقفون الآن ضد محاولة إخراجهم منها.
وأخيرا عليه أن يتجرد من عقله وقلبه ومشاعره، وينسي أن حب الوطن هو الغاية، وليس المصالح السياسية، وقبل أن يري من يرفض المشاركة في مواجهة أزمة تتهدد كل المصريين بالعطش، بحجة عدم إعطاء فرصة للنظام لتجميل وجهه.
وربما يفكر في العودة إلى غيبوبته مرة أخري حين يري الثوار يقفون في خندق واحد مع الزند وعبدالمجيد محمود وتهاني، وبكري، ولميس، وعكاشة، والبدوي، وشفيق، وأبو حامد.

قوميون ضد المؤامرة تدين خطاب الرئيس تجاه سوريا


تدين حركة "قوميون وناصريون ضد المؤامرة" إعلان الرئيس الدكتور محمد مرسي قطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري وترديده لذات الشعارات التي تطلقها دوائر صهيونية عنه وعن دور حزب الله في لبنان ودعوته لفتح باب الجهاد في سوريا الأمر الذى يخالف مقاصد مؤسسة الرئاسة ذاتها التي نثق في وطنيتها.
وتعتبر الحملة أن هذا القرار يأتي في إطار رضوخ مؤسسة الرئاسة للغطرسة الأمريكية ومساعيها الراغبة في الهيمنة على بلدان وطننا العربي الكبير واستغلال طموحات شعبنا العربي في التحرر من وقع الاستبداد للإيقاع به في مصيدة الامبريالية.
وتؤكد الحركة إن باب الجهاد يجب أن يبقي مفتوحا للأبد تجاه فلسطين المحتلة بغية تحرير مسجدنا الأقصى الأسير وليس تجاه دمشق الجزء الشمالي للجمهورية العربية المتحدة وجيشنا العربي الأول في الشمال.
وتدعو الحركة مؤسسة الرئاسة إلى تصحيح توجهها فيما يخص الشأن السوري وان تقف رافضة للتدخل في شئون البلدان العربية الشقيقة داخليا مهما كانت التضحيات خصوصا أن هذا التوجه يأتي متفقا مع التوجهات الامبريالية الأمريكية الراغبة فى تدمير بلدان الرفض العربي والقضاء على اى بقية للمقاومة.
وتؤكد الحركة إن إدانتها لهذا التوجه المصري لا يعنى مطلقا تخليها عن الوقوف مع شرعية النظام فى الداخل .


16 يونيو 2013

إسقاط رئيس منتخب..!! بقلم طه خليفة


تتنافس قوى المعارضة في تأليف الشعارات حول إسقاط الرئيس مرسي، ووضع نهاية لحكم الإخوان في مظاهرات 30 يوينه، وتؤكد أنه سيكون اليوم الأخير للرئيس في القصر، وللإخوان في السلطة. وهذا نوع من الخبل السياسي الخارج عن المنطق والديمقراطية، إذ كيف تقطع المعارضة بنهاية حكم رئيس منتخب بحرية ونزاهة خارج الآلية الطبيعية لذلك وهو صندوق الانتخابات الذي ارتضاه الجميع نهجًا للحكم؟، فلا طريق آخر غير هذا الطريق لتداول السلطة، اللهم إلا إذا كانت تلك المعارضة خططت للقيام بعمليات فوضى وتخريب واسعة في البلاد، واستخدام كل أشكال العنف ضد الرئيس الشرعي، ومنها الاغتيال مثلًا. قضية إسقاط الرئيس في هذا اليوم، أو حتى بعده، ليست بهذه البساطة والسذاجة، لأن مثل هذا التفكير فوضوي، غير ديمقراطي، ويكشف عن خواء سياسي، وفقدان للمسئولية الوطنية لدى كل من يتضامن مع هذا الهدف. يمكن مثلًا تفهم أن توضع مظاهرات 30 يوينه في إطار الاحتجاج السلمي، والضغط السياسي على النظام لإجباره على الاستجابة لبعض المطالب المقبولة للمعارضة، رغم أن المطالب تتزايد، وتدخل في مناطق وعرة، وكأن المعارضة تريد فرض أجندتها كاملة على الحكم ولا تبقي له شيئًا خاصًا به. لماذا إذن فاز الرئيس؟ هل ليحكم برؤية المعارضة، أم برؤيته وبرنامجه هو؟ ومنذ متى كان الخاسر يفرض شروطه على الفائز، وإذا استجاب لكل مطالبها هل ستتحاور معه للوصول للتوافق الوطني وإنهاء أزمة البلاد، أم ستختلق مزيدًا من المطالب المعقدة لمواصلة الهروب للأمام لأنها من الأصل لا تستسيغ أن يكون رئيسًا لمصر من تيار سياسي ظل مضطهدًا طوال تاريخه ثم فجأة يستحوذ من خلال الانتخابات على أكثرية المؤسسة التشريعية، بينما تفشل القوى القديمة والجديدة في نيل ما كانت تطمح له من مكاسب؟ لكن ماذا نقول في الديمقراطية وأحكامها؟ فهكذا هي، تعطي من ينظم صفوفه، ويحشد أنصاره، ويرهق نفسه وسط الناس، فالسلطة لا تأتي للخاملين، ولا تأتي إليك لأنك كنت أحد عوامل تغيير النظام السابق، لأن الملايين التي شاركت في الثورة سيكون من حقها المطالبة بنصيب في السلطة أيضًا، ومن هنا تكون عبقرية الاحتكام للشعب الذي يفصل بين المتنافسين، ويوجه إرادته لمن يراه الأجدر بنيل ثقته وقيادته. ثم تكون فترة الامتحان، هل من حصل على الثقة كان جديرًا بها وعمل لها وضاعفها، أم أنه أخفق وخذلها؟ وهنا يكون التغيير في أقرب انتخابات، ولذلك تتبدل المواقع بين السلطة والمعارضة، وهذا ما يحصل في الغرب الديمقراطي، وفي التجارب الناجحة في الشرق، وهذا ما استقر عليه النظام السياسي الأمثل للبشرية وللحكم الرشيد حتى اليوم، إنه سنة التدافع الكونية لصلاح البشرية. الرئيس رمز الدولة، ورأس الهرم في الحكم، لم يدخل القصر على ظهر دبابة، ولا بالتزوير، إنما بالإرادة الشعبية الحرة عبر أول انتخابات تنافسية حقيقية، وهو بالكاد أكمل عامًا واحدًا واجه فيه أهوالًا من المعارضة التي تتعمد عدم تمكينه من العمل بهدوء ولو ليوم واحد، وخلفها إعلام منحاز وموجه بصفاقة. وإذا كان أداء الرئيس ضعيف، وإذا لم يحقق النجاح المرجو رغم قصر الفترة، فهناك استحقاق رئاسي قريب يمكن للمشتاقين أن يفوزوا فيه ويسقطوا مرسي، أو أي مرشح إخواني آخر. وهناك استحقاق أقرب وهو البرلمان، ومن سيفز به سيكون في يديه سلطات أهم من سلطات الرئيس، وهذا أجدى للمعارضة، لكنها مصابة بالعداء المرضي للرئيس ولجماعته. هل الرئيس عصفور نحيل على شجرة سيسقطونه بطوبة متآمرة، أو بطلقة خرطوش مارقة، أم هو خيال ظل سيقع على الأرض بهتافات مريضة؟ وإذا حصلت سابقة مثل هذه مع رئيس منتخب يتعرض لأبشع حملة بذاءات منذ ما قبل انتخابه ولليوم فمن سيكمل عامًا واحدًا بعده في القصر؟ وكيف سنؤسس لديمقراطية حقيقية؟! أم تريدون حصول انتكاسة مبكرة لحلم الثورة بتدخل الجيش واستحواذه على السلطة دون خروج منها هذه المرة؟ مبارك لم يستيقظ يوم الجمعة 11 فبراير ليترك الحكم ويغادر إلى شرم الشيخ، إنما سبقت تلك اللحظة مفاوضات لعدة أيام لإقناعه بالرحيل من جانب عمر سليمان باقتراح من أحمد شفيق وبموافقة ضمنية من المشير طنطاوي، فالبلد لم يكن يجب أن يترك هكذا دون قيادة وإلا كان الانهيار. ومع أن المقارنة لا تجوز إلا أنه لا يعقل أن يقوم مرسي يوم 30 يوينه بترك قصر الاتحادية والعودة إلى بيته في التجمع الخامس، أو قريته بالشرقية مثلًا ليكون البلد في قبضة الفوضى ومعرضًا للانهيار الشامل خصوصًا مع نوعيات من قوى المعارضة التدميرية التي لا تخفي أنها تريد هدم كيان الدولة لتقوم ببنائها حسب أيديولوجيتها. النظام ليس الرئاسة والرئيس فقط، بل هو المؤسسة الأمنية من جيش وشرطة، والحكومة والمؤسسات والأجهزة، ولا يجب أن ينفرط العقد فجأة في زمن الاحتكام للديمقراطية تحت ضغط مظاهرات أيًا كان حجمها، ولا يجب أن يتم ذلك من الأصل لأن النظام القائم منتخب - حتى لو كان الاختلاف معه جذريًا - وليس مفروضًا بسلطة القوة، وسقوطه بهذه الطريقة يفتح أبواب الجحيم على مصر، حيث لن تبنى مؤسسة ديمقراطية واحدة، ولن تبقى مصر في أمان، بل ستدخل إلى المجهول الحقيقي. tmyal66@hotmail.com