30 أغسطس 2012

لماذا يعتمون على الانتفاضة السودانية ؟



شبكة ذي قـار
صلاح المختار

لا خير فيكم اذ لم تقولوها , ولا خير فينا اذ لم نسمعها.
عمر بن الخطاب ( رض )

كتبت هذا المقالة في الايام الاولى لبدء الانتفاضة السودانية ولكنني تريثت في نشرها لسبب واحد وهو ان تتبلور النظرة والموقف الدولي الغربي منها بشكل لا يقبل التأويل وعندها سوف تقدم احداث السودان مؤشرات اخرى تضاف الى مؤشرات احداث بقية الاقطار العربية التي تثبت وجود مخططات امريكية تستغل فساد واستبداد الانظمة وعمالة بعضها لتفجير فوضى هلاكة تحرق الاخضر واليابس ، لتكون بديلا ومانعا للتغيير الثوري المطلوب منذ عقود ، والان وبعد اسابيع على انطلاق الانتفاضة السودانية المباركة وما وصلت اليه وملاحظة مواقف كافة الاطراف منها اجد من الضروري نشر المقال لاهمية فكرته الاساسية والتي سوف تطرح نفسها من خلال العرض والتحليل .

صلاح المختار
 ٢٩ / أب / ٢٠١٢


نص المقال وبنفس تاريخ كتابته الاصلي

ما يلفت النظر بطريقة مدهشة هو ان الانتفاضة الشعبية التي بدأت في السودان تتمييز عن غيرها من الانتفاضات العربية الاخرى كالتي حدثت في تونس ومصر ، بانها تمتلك العوامل الاساسية المطلوبة لضمان النصر وتحولها الى ثورة شعبية حقيقية تحقق اهداف الشعب الاساسية ، وهو ما سنوضحه ، ولكن ، ورغم هذه الحقيقة المعاشة والميدانية ، فان ما نراه في واقع الحال منذ بدء الانتفاضة هو تعمد اعطاء انطباع واضح ، بواسطة الاعلام المسير ، بانها لن تنجح ومصيرها الفشل ، ويتم ذلك من خلال تنفيذ عملية تعتيم منظمة ومقصودة عليها من قبل نفس الجهات التي دعمت بقوة الانتفاضة المجهضة في تونس ومصر واججت الاحداث الكارثية في غيرهما وضخمت الاحداث ولفقت الاكاذيب في مسعى واضح لتكوين انطباع بانها ( ثورات ناجحة لا محالة ) ! وكما هو واضح فان هدف هذه العملية المتناقضة التوجه هو التقليل من شأن الانتفاضة السودانية وتغليب انطباع انها هبة عابرة ومؤقتة ، او ان ظروف نجاحها لم تتوفر بعد كما تروج قناة الجزيرة وغيرها ، في حين ان الترويج لنجاح التحركات الاخرى تحول الى هستيريا تجاوزت كل حدود المنطق !

والسؤال المركب والمهم الذي لابد من طرحه والاجابة عليه هو : لماذا وكيف تجري عملية التعتيم على الانتفاضة الناضجة وربما الانموذجية في السودان ؟ ومن يقف وراء هذا التعتيم المتعمد مقارنة بدعم ما حدث ويحدث في اقطار اخرى ؟

الفكرة الجوهرية عند محاولة فهم ما يجري حول السودان وفي داخله هي التالية : ان الطبيعة المميزة للانتفاضة السودانية تجعلها تمتلك مزايا لم تتوفر في الاقطار العربية التي تشهد احداثا تتراوح ما بين الانتفاضة من اجل الديمقراطية والفتن المبرمجة لنشر الفوضى الهلاكة ، وهذه الطبيعة تمنح الانتفاضة السودانية بعضا من اهم شروط النصر وهو شرط منع السطو عليها من قبل الطارئين عليها وعدم السماح بحرفها عن اهدافها الديمقراطية والوطنية ، وبما ان ثمة مخططا كونيا امريكيا لفرض السيطرة الامريكية على العالم فان اي انتفاضة تملك مقومات النجاح والتطور المستقلين عن المخطط الامريكي يجب ان تقمع بطرق عديدة من بينها التعتيم على النضال الشعبي ضد النظام وحمايته من السقوط .

فما هي هذه الطبيعة المميزة للانتفاضة السودانية التي جعلت اداوت امريكا ، خصوصا قناة الجزيرة ، تمارس لعبة التعتيم عليها والتقليل من شأنها ؟

1 - شرط الجماهيرية : في السودان توجد تنظيمات شعبية عريقة ومجربة وتملك نفوذا ثابتا وليس عابرا او مؤقتا ، ومنها حزب البعث والحزب الشيوعي السوداني وغيرهما ، وهي قوى اتحدت في تحالف شعبي عريض وقوي من اجل اسقاط النظام . ولذلك فانها تملك القدرة على الامساك بحركة الانتفاضة وتطوراتها ومنع السطو عليها من قبل اخرين غير مؤهلين او انهم لا ينتمون للانتفاضة الوطنية .

2 – مبدأ التعاقب : لدى هذه التنظيمات خطط ستراتيجية واضحة تقوم على تخطيط العمل الثوري ومرحلّته ووجود بدائل ، بتعبير اخر انها قوى تعرف طبيعة وواجبات وتحديات المراحل المختلفة لما بعد اسقاط النظام وكيفية العمل ضمن بيئتها ، بعكس حالة العفوية والمبادرة السريعة غير المدروسة التي طغت على انتفاضة تونس ومصر والتي كانت احادية الهدف وهو اسقاط النظام فقط اما النظام البديل وكيفية اقامته وحمايته وتطويره ..الخ فلم يكن لدى من فجروا الانتفاضة تصور واضح مشترك عنه ولا عن كيفية اقامته ، بالاضافة لجهل مستقبل التطور الثوري والعجز عن توقع مفاجأته الكثيرة . ان القوى السودانية التي فجرت الانتفاضة تعرف ما تريد وخططت للبديل الوطني المدني ، في اطار اهم بديهيات العمل الستراتيجي الثوري وهي بديهية مبدأ التعاقب في العملية الثورية ، فالثورة ليست مجرد اسقاط نظام فتلك مجرد خطوة اولى على طريق التغيير ولابد ان تعقبها خطوات اساسية اخرى تكمل خطوة الانتفاضة وتجعلها مؤهلة للتحول الى ثورة ، ومنها خطوات تحديد البديل وامتلاك القدرة على فرضه وبناءه وحمايته وتحديد من هم الاصدقاء ومن هم الاعداء تبعا لكل مرحلة ...الخ . بدون مبدأ التعاقب في العمل الثوري ووعيه واستيعاب متطلباته لا تكون هناك ثورة وانما نية ثورة ومشروع ثورة مصيرها الاحباط والسطو عليها كما نرى بأم اعيننا الان في مصر وتونس بشكل خاص .

3- مبدأ الربط بين التحرر الوطني والقومي والديمقراطية : في عصر الامبريالية المنفلتة من عقال المنطق والعقلانية والمندفعة للسيطرة الكاملة على العالم منذ نهاية الثمانينيات ، من المستحيل بروز امكانية اقامة نظام ديمقراطي حقيقي من دون ربط ذلك الهدف بهدف اخر جوهري وهو التحرر الوطني ، اي النضال الحازم ضد الامبريالية والصهيونية ، فالخطط الامبريالية الامريكية لا تسمح ببناء ديمقراطية تفضي للتحرر الوطني ، المجسد عملي في اهم الاهداف الوطنية والقومية وهي تحرير الثروات الوطنية والارض الوطنية والارادة الوطنية او حماية الوحدة الوطنية والدفاع عن الهوية القومية ..الخ ، لذلك فان الديمقراطية وفقا للفهم الامريكي يجب ان تفصل بسياج فولاذي عن التحرر الوطني وتجعل عملية التحرر الوطني ان فرضت نفسها تابعة لمتطلبات الديمقراطية ، وهذا يعني تحديدا بروز امكانية ( العمل المشترك ) مع امريكا ضد النظام ، وبذلك تتحول الانتفاضة من انتفاضة شعبية وطنية وديمقراطية حقيقية الى جزء من ترتيبات الامبريالية .

ان الفصل بين الديمقراطية وبين التحرر الوطني ، وهو الضمانة الاساسية لبناء ديمقراطية حقيقية ، يفضي عمليا وبغض النظر عن النوايا الى انتصار الثورة المضادة او الردة بتعبير ادق . ان قوة وتأثير الاعلام الامبريالي وتفوقه الساحق وامتلاك امكانيات ضخمة تكنولوجية ومخابراتية وعسكرية ومادية وعلمية وطبية ...الخ ، يوفر امكانية اغتيال اي تجربة ديمقراطية ويحولها الى مشروع شرذمة وتقسيم للقطر او البلد تحت غطاء لبررة – من الليبرالية - النظام السياسي ، كما شاهدنا ذلك في العراق المحتل ، وكما نشاهد ذلك الان في ليبيا واليمن وسوريا ومصر وتونس والبحرين وغيرها ، وكما يراد ان يحدث في السودان طبعا .

من الضروري ، ولتجنب الوقوع في فخاخ امريكا وغيرها ، تذكر ان مشاكلنا مع النظم الفاسدة والديكتاتورية هي في المقام الاول مشكلة تبعية هذه النظم للنظام الرأسمالي العالمي بهذه الطريقة او تلك ، ولذلك فانه مسؤول عن جرائمها وانحرافاتها وفسادها ، بدليل ان تجارب العقود الخمسة الماضية في الوطن العربي تثبت ان امريكا كانت الداعم الرئيس لاشد النظم رجعية وفسادا وديكتاتورية وعداء للجماهير ، فكيف يمكن قبول فكرة ان امريكا تريد التغيير الديمقراطي الان وبروز اتجاهات لدى البعض تدعو للعمل معها من اجل ذلك ، او ان هذا البعض يسكت عن الدور الامريكي الخطير في التغيير ولاتعده مؤشرا اساسيا وحاسما لا يخطأ لطبيعة ما يحدث ؟ ان الديمقراطية وحقوق الانسان مطلبان اساسيان في برامج القوى الوطنية التقدمية منذ عقود لذلك فان ضمانة تحقيقهما مرهونة بوجود وعي تحرري وطني تجاه الامبريالية الامريكية ، وغيرها من الامبرياليات الاقليمية كالايرانية والتركية والصهيونية ، يوفرلنا الحصانة القوية ضد مؤثراتها وافكارها .

من هنا فان الخطيئة الاكبر تكمن في تجاهل السؤال التالي وعدم الرد عليه : ما هي الاهداف المخفية لوقوف امريكا ضد نظم صنعتها وحمتها وادمتها هي ؟
ومما يجب عدم اهماله ، في هذا الاطار ، هو ان احد اهم اسباب النجاح في السطو على انتفاضة تونس ومصر هو انعدام الافق التحرري للنخب التي فجرتها واقتصار وعيها على الهدف الديمقراطي والعدالة الاجتماعية ، فلم تربط بين النظام ودعم امريكا له ولم تربط بين موقف امريكا المعادي للديمقراطية وحقوق الانسان في العراق وفلسطين وبين دعوتها للديمقر اطية في اقطار اخرى ...الخ ولذلك لم تكتشف النخب بصورة عميقة وكاملة ان شعار الديمقراطية وحقوق الانسان ليس سوى وسيلة احتواء وحرق للقوى الوطنية وزجها في معركة تمسك بمقودها فعليا امريكا ورجالها ، فسمح ذلك بتداخل الخنادق بين الامبريالية الامريكية وعناصر ونخب وطنية حقيقية لكنها فقيرة في وعيها الستراتيجي فقبلت رغما عنها بلعبة عزل الديمقراطية عن هدف التحرر الوطني ، وكان ذلك هو مقتل الانتفاضة في تونس ومصر وغيرهما وممهد احتواءها وتحويلها الى اياد اخرى لم تكن مساهمة في تفجيرها .

اما في السودان فالقوى الرئيسة التي تقود الانتفاضة تربط جدليا بين الديمقراطية وبيئة التحرر الوطني وتؤمن بان لا ديمقراطية حقيقية الا في مناخ وطني واضح يقوم على حصانة سياسية ضد اساليب الامبريالية وهذه الحقيقة لا تسمح بتعويم الانتفاضة السودانية وتحويلها الى مجرد فوضى هلاكة تحرق الاخضر واليابس كما تريد امريكا .

4 – شرط الوعي الستراتيجي : ان وجود تنظيمات جماهيرية واعية ستراتيجيا احد اهم شروط ابقاء المشروع الثوري بيد المنتفضين . ثمة مقولة معروفة تنص على ما يلي : معرفة العدو كسب نصف المعركة ، فكيف يمكن خوض معركة الانتفاضة دون معرفة من هو الصديق الحقيقي ومن هو العدو الحقيقي وتحديد الهدف الرئيس والاهداف الثانوية في مرحلة محددة ، والاهم ان نعرف درجات العداء والصداقة ونرتبها بصورة واضحة . كل ذلك يوفر لنا امكانية معرفة العدو وتوقع خطواته قبل البدء بها . اما العفوية الثورية فانها ، وكما رأيناها في تونس ومصر واليمن وغيرها ، لا تشترط وجود وعي ستراتيجي وانما هي تقوم على الهبات العابرة وما تفترضه من خطوات انية ,لذلك فانها هبات مصيرها الاحباط او الخفوت بعد مرور وقت قصير ، مما يجعل المنتفضين حيرى لا يعلمون ما يجب عليهم فعله فتتقدم قوى الردة لاستلام زمام المبادرة وسرقة الانتفاضة ومنع تحولها الى ثورة . واذا نظرنا الى السودان نجد ان القوى الاساسية تتمتع بوعي ستراتيجي راسخ وقوي واصيل يجعلها قادرة على تحديد المسارات الصحيحة للانتفاضة ومنع اختراق قوى الردة لها .

5 – شرط الخبرة الميدانية او الثورية : التجربة من اهم متطلبات نجاح العمل الثوري وانعدامها لدى المنتفضين والثوار او ضعفها لا يساعد على النجاح في تطبيق الاهداف حتى لو كانت واضحة في اطار ستراتيجية متبناة ، لان المطلوب هو التنفيذ الميداني ، ومن لا يملك خبرة يتعرض للتخبط وارتكاب اخطاء قد تكون قاتلة في زمن لا يسمح بوقوع اخطاء كبيرة لوجود مخابرات تترصد وتتابع ما يجري وتتدخل فور حصول اخطاء لاستثمارها لصالحها ، لذلك ليس ثمة شك في ان القوى المجربة تاريخيا هي الاصلح لتجنب ارتكاب اخطاء قاتلة او مؤذية لانها الاقدر على رؤية نوايا العدو وخططه وتجنبها او احباطها بعمل استباقي مرسوم . والقوى السودانية التي فجرت الانتفاضة قوى لديها خبرات عتيقة وممتازة تحصنها ضد ارتكاب اخطاء الهواة وابطال الهبات العفوية .

6 – التربية العقائدية لشباب التنظيم : اذ لابد من توفر شباب وهو اداة الانتفاضة العملي مؤهل عقائديا للعمل الثوري ، والعقائدية هنا هي وجود منظومة فكرية تربى عليها الشباب وغيرهم وتشكل بوصلة العمل الستراتيجي والتكتيكي ، فبوجود البوصلة يعرف المناضل خصوصا الشاب طريقه ومن هم اعداءه ومن هم اصدقاءه وما هي اهدافه في مسلسل تعاقبها ...الخ . ولذلك فانعدام الرؤية العقائدية للشباب المنتفض وقيادتهم يفضي حتما الى الانحراف والتشويه ، واخطر اشكال ذلك تداخل الخنادق واختلاط الشعارات مع خنادق وشعارات قوى معادية للشعب .

7 – امكانية الحسم الثوري : والانتفاضة بما انها خطوة اولى على طريق التغيير الشامل والجذري تفترض وجود اداة الحسم وهو التنظيم الشعبي بشكل عام ، والجناح العسكري منه بشكل خاص ، ففي لحظات الحسم لابد من وجود من ينفذ اوامر القيادة بحسم الامور بالقوة وعدم الاكتفاء بالعمل السلمي ، خصوصا اذا لجأ النظام للعنف المتطرف . وهذا الشرط يمنع التدمير المنظم للدولة ومؤسساتها التقليدية كالجيش والشرطة وقوى الامن والاستخبارات ، حتى لو كانت من اداوت النظام الفاسد ، لانها ادوات ضبط حركة الدولة والمجتمع اثناء التغيير وهي تستطيع منع التشرذم والانقسامات ، كما انها قابلة للتطهير الشامل بدون الحاجة لحلها وتسريحها . ان تجربة العراق المحتل تؤكد ان القوات المسلحة واجهزة الامن ومهما كانت طبيعتها يجب ان تغير تدريجيا لضمان استخدامها في المرحلة الاولى لضبط الامن ومنع الانفلات وحلول الفوضى الهلاكة .

8 – مبدأ الشراكة الوطنية : من بين اهم شروط انتصار الانتفاضة وعبورها خندق اسقاط النظام والوصول الى تنصيب البديل المطلوب توفر الشراكة الوطنية في جبهة عريضة موحدة تضم كل القوى الوطنية العاملة من اجل التغيير ، فوجود تحالف عريض وضع برنامجا لمرحلة تاريخية كاملة تتعاقب فيه خطوات التغيير احد اهم سمات الثورة والتغيير الثوري الحقيقي . في قطر تتعدد فيه القوى السياسية وتختلف منابعها الايديولوجية والسياسية ويوجد ارث انتقامي بينها لابد من تبني مبدا الشراكة الوطنية وجعله الشرط المسبق المقرر لخطوات الانتفاضة المتعاقبة . لقد اثبتت تجارب العرب الحديثة ان عدم وجود تحالف شراكة وطنية ينبثق عن ثقافة التعددية السياسية وتبادل السلطة بصورة ديمقراطية وسلمية كان احد اخطر اسباب كوارث الامة العربية . وفي السودان نجد الان الشراكة الوطنية واضحة في التنظيمات التي تقود الانتفاضة .

اذن نحن بمواجهة انتفاضة نمطية في ربط مطلبها الديمقراطي بالخط الوطني التحرري ، وفي وجود قيادات مجربة وواعية مؤتلفة وموحدة تستند على قوة جماهير واسعة وتناضل طبقا لستراتيجية وطنية عامة مدروسة ، ولذلك فالانتفاضة السودانية تتناقض جذريا مع انتفاضة غير نمطية عفوية تفتقر للوعي الستراتيجي والخبرات والقواعد الجماهيرية وتتعدد فيها خطوط العمل السياسي وتتناقض ، فتسمح بتشرذم قادة الانتفاضة وتمهد للسطو عليها من قبل شباب او شيوخ امريكا وتبعد الثوار الفعليين عن قيادتها ، وبذلك تصبح جاهزة للتحول الى اداة ردة لاحقا كما حصل في اكثر من قطر عربي .

حقيقة ان الانتفاضة السودانية منظمة من قبل قوى وطنية مجربة ومعروفة الهوية والخبرات والاقتدار هي التي دفعت الاعلام الامريكي والصهيوني للوقوف ضدها والعمل على تقزيمها من خلال التعتيم عليه وان غطيت اعلاميا فان التغطية تكون ناقصة وجزئية كي تقدم فكرة انها عمل محدود وصغير وليس انتفاضة شعبية كبيرة . وهنا لابد من ملاحظة ما يلي :

1 – رغم ان الانتفاضة السودانية بدأت بتظاهرات اكبر وانشط واكثر تنظيما مما بدأت به الاحداث في سوريا واليمن وغيرهما فان الاعلام الفضائي تجنب القيام بتغطية كاملة لها وقام باعطاء انطباع واضح بانها اعمال متفرقة وفئوية ومحدودة رغم الحقائق الميدانية التي تؤكد بان نظام البشير لا يقل قساوة عن بقية الانظمة التي سلطت الاضواء على عنفها . بل ان تلك الاجهزة الاعلامية تعمدت التزوير والتلفيق في بداية الاحداث في غير السودان لاجل اعطاء انطباع بان ما يجري عبارة عن ثورة شاملة وعامة مع انها كانت احداث محدودة وبسيطة . بملاحظة تعمد تزييف الاحداث وتلفيق الاخبار وتضخيم ما يحدث في اقطار معينة كانت امريكا تريد قيام فوضى هلاكة فيها كسوريا واليمن وليبيا والعراق والبحرين ومصر وتونس وغيرها ، وربط تلك الملاحظة بملاحظة اخرى وهي التقزيم المنظم للانتفاضة السودانية وتقليل اهميتها عبر الاعلام الموجه بدقة نرى ان الانتفاضة السودانية لم تكن مدعومة من قبل امريكا واتباعها بل انها وقفت ضدها وعملت على قمعها عبر عزلها والتعتيم على نشاطاتها الثورية ، لان من خطط لها وفجرها هي طلائع الشعب السوداني الوطنية المنظمة والواعية والمجربة ، وهؤلاء لا تستطيع السيطرة عليهم بعكس الشباب العفوي وغير المجرب حتى لو كان وطنيا فانه يكون فريسة للاحتواء المباشر او غير المباشر .

2 – الانتفاضة السودانية لم تخترق من قبل شباب اعدوا في دورات خاصة من قبل المعاهد الامريكية او التابعة لامريكا ، كما حصل في تونس ومصر واليمن وليبيا والبحرين والعراق وغيره ، فهي انتفاضة بدأها الشباب الوطني بقيادة الاحزاب الوطنية العريقة ، لذلك لم تجد امريكا حتى الان موطأ قدم في الانتفاضة السودانية .

3 – ربطت المعارضة السودانية التي فجرت الانتفاضة بين استبداد البشير وفساد نظامه وبين مصلحة امريكا في بقاءه في الحكم ، وخدمته لمخططاتها ابتداء من تسليم الاسلامويين من ضيوف السودان لها وتقديم معلومات تفصيلية عن جهات عديدة الى المخابرات الامريكية وانتهاء بنجاح البشير في فصل الجنوب وهو اهم اهداف امريكا والصهيونية في السودان . ودور البشير هذا في تقسيم السودان وتفتيته يجعل النضال لاسقاطه ضرورة وطنية وقومية في ان واحد . وهذا الربط الصحيح بين البشير وصلته بامريكا اسقط احد اهم اركان الثورة المضادة وهو ركن عزل الديمقراطية عن التحرر الوطني والتماهي في الموقف مع امريكا ، كما يحصل في اقطار اخرى . كيف تدعم امريكا انتفاضة يقودها شباب وطني ملتزم وتحت امرة احزاب وطنية عريقة وتلك شروط تحرير السودان من التبعية والفساد ؟ ومن وجهة نظر امريكية بما ان البشير حتى الان يقوم بنشر الفتن الطائفية والعرقية والفساد فانه يجب ان يبقى في السلطة ، وهذا هو التفسير الرئيس للتعتيم على احداث الانتفاضة السودانية .

4 – ان التغطية الاعلامية للجزيرة والعربية وغيرهما تتسم بمحاولة تقزيم انتفاضة السودان ومؤخرا لم تعد هناك اية تغطية لها مقابل استمرار هستيريا المبالغة في تصوير الاحداث في الاقطار الاخرى ، وذلك مؤشر لا يخطأ لحقيقة ان امريكا ضد الانتفاضة الشعبية السودانية وانها تريد للبشير ان يبقى حتى يكمل مشوار تقسيم السودان وعند ذاك سوف تسقطه امريكا بهذه الطريقة او تلك .

الدرس الكبير الذي نستخلصه من انتفاضة السودان ، ومن انتفاضة الشعب العراقي ضد الاحتلال التي اعقبت احداث تونس ومصر ، هو ان الانتفاضة ذات التوجه العقائدي والسياسي الواضحين والممسوكة بقوة من قبل قوى وطنية ذات تجارب وخبر وامكانيات شعبية فعالة غير مسموح بها ، لانها تفضي للتحرر من الاوضاع الفاسدة وتقدم البديل الوطني الحقيقي الذي يحقق اماني الشعب واهدافه ويضمن قطع الصلة بالامبريالية ، لكن امريكا مع كل انتفاضة عفوية تقودها نخب بلا تجربة وبلا قاعدة شعبية وبلا تنظيم ثوري لانها تفضي الى الردة عبر اشعالها للفوضى الهلاكة التي تجر جرا الى تعزيز الصلات بالامبريالية . هنا يجب التوقف دائما للتمييز بين طريق التحرر الحقيقي وطريق الردة المبرقعة بغطاء اسقاط النظم . هذه حقيقة فرضت نفسها من خلال تجارب العامين ونصف العام الماضي ولا يمكن لاحد انكارها او القفز من فوقها ابدا .
 تحية لمناضلي السودان في سجون البشير .
 Almukhtar44@gmail.com

انتصار عصام سلطان فى معركة تكسير العظام مع أحمد شفيق


اليوم السابع - محمود سعد الدين

 لم يسعد أى مواطن مصرى بقرار المستشار أسامة الصعيدى بوضع اسم الفريق أحمد شفيق على قوائم الترقب الوصول بقدر سعادة عصام سلطان عضو مجلس الشعب السابق ونائب رئيس حزب الوسط، لكونه صاحب البلاغ الأصلى المتضمن الاتهامات ضد شفيق وأيضا لكونه المحارب الأول ضد شفيق فى العلن وصاحب أول خطوة قضائية ضد رئيس الوزراء السابق وكاشف أسرار خبايا النظام السابق.

سلطان الذى وقف مدافعا عن حقوق أهالى العبارة السلام 98 وسكان محافظة دمياط فى معركة موبكو الشهيرة تعهد بعد ثورة يناير بالتفتيش فى خزائن رجال مبارك والكشف عن علاقاتهم المشبوهة ماليا وإداريا وإسقاط الضوء على أماكن الفساد، وظهر ذلك بقوة بمعركة سلطان مع الفريق شفيق، ففى عز قوة شفيق أثناء أداء مهمته كرئيس للوزراء وبعد رحيله بأيام، طالب سلطان فى أكثر من تصريح صحفى بضرورة محاسبة شفيق على أحداث موقعة الجمل وعلى دوره فى تهريب ملايين الدولارات من أموال رجال النظام السابق إلى الخارج.

إعلان شفيق عن ترشحه للرئاسة كان بمثابة الصدمة للوسط السياسى، على افتراض أنه كيف يترشح لمنصب رئيس جمهورية مصر ما بعد الثورة رئيس وزراء مبارك الذى قامت ضده الثورة، وحاول عدد من الناشطين بالقوى السياسية تدشين حملات ضد شفيق ومساوئ ترشحه ولكن كلها كانت محاولات غير جادة ولم تؤثر فى قطاعات كبيرة من الشعب المصرى، إلا أن سلطان هو الوحيد الذى بدأ خطوات جيدة تحول دون ترشح شفيق للرئاسة وقدم مشروع قانون للعزل السياسى بمجلس الشعب وحمله على عاتقه واستطاع بعلاقاته الواسعة داخل المجلس أن يناقش فى لجان الاقتراحات والشكاوى والتشريعية والدستورية فى جلسات مشتركة ويعرض على الجلسة العامة فى ساعات قليلة حتى أقره البرلمان.

لم يهدأ سلطان بل وقف وراء القانون وطالب المجلس العسكرى الذى كان يتولى شئون البلاد وقتها بالتصديق عليه، غير أن العسكرى لم يستجب فى الأيام الأولى فعاود سلطان تكرار الطلب ووقف فى مجلس الشعب والجميع ينصت إليه وقال كيف للعسكرى ألا يصدق على قانون يمنع رموز النظام السابق ومنهم شفيق وعمر سليمان من الترشح للرئاسة رغم أن القانون وافق عليه البرلمان بأغلبية ساحقة.

أيام قليلة ووافق العسكرى غير أن سلطان لم يهدأ أيضا بل طالب اللجنة العليا للانتخابات بضرورة تفعيل القانون واستبعاد شفيق، وأرسل وقتها سلطان بصفته نائبا عن الشعب رسالة إلى المستشار فاروق سلطان يطالبه بالتزام روح الدستور وتطبيق القانون، وفعلا أعلنت اللجنة استبعاد شفيق ويومها كانت سعادة سلطان مثل سعادته اليوم، غير أنها لم تستمر وذلك لقيام شفيق بالطعن على قرار اللجنة العليا للانتخابات باستبعاده، وأعادت اللجنة شفيق إلى مارثون الانتخابات مرة ثانية بدعوى عدم دستورية قانون العزل السياسى وعم الحزن سلطان، إلا أن روحه المقاتلة لم تمنعه من أن يتحرك نحو المحكمة الإدارية العليا ويطعن على قرار العليا للانتخابات بعودة شفيق، بل وحضر فى الجلسة الشهيرة بالمحكمة الدستورية العليا لنظر قانون العزل السياسى وترافع وأبدى مرافعة سياسية فى غاية القوة مع رفيقه عصام الإسلامبولى غير أن المحكمة الدستورية أقرت بعدم دستورية قانون العزل وصحة قرار عودة شفيق للانتخابات.

اللافت فى ذلك، أن سلطان خسر قضية العزل السياسى وعاد شفيق للانتخابات بشكل نهائى وفى نفس اليوم ونفس القاعة، أقرت المحكمة بعدم دستورية قانون انتخابات الشعب وخرج سلطان من القاعة مجردا من عضوية البرلمان أيضا ليزداد الحزن حزنا.

الجميع شعر أن شوكة سلطان قد انكسرت خاصة أن تصريحات شفيق كانت قوية جدا وقتها وبدأ فى التصريح بعبارات تشير من بعيد ومن قريب على سلطان بأنه كان عميلا لأمن الدولة، غير أن سلطان صاحب الـ 15 عاما فى طريق البحث عن حزب الوسط، لم يمل وبحث فى خبايا شفيق وتوصل إلى أوراق ومستندات تدين شفيق فكشف عن قيام شفيق بمنح جمال وعلاء مبارك قطعتى أرض فى البحيرات المرة بسعر بخس يقل كثيرا عن الأسعار الطبيعية التى حصل بها آخرون فى نفس المكان.

قدم سلطان البلاغ للنائب العام وذهب إلى النيابة وأدلى بأقواله وقدم مستندات وأوراقا جديدة منتظرا أن تستدعى النيابة شفيق وتحقق معه، غير أن النيابة تأخرت ولم تستدع شفيق، الذى استغل الفرصة وسافر إلى دبى، وهنا بدأ سلطان يضغط فى ضرورة اتخاذ قرار ولكن لم تتحرك النيابة حتى صباح اليوم لتقرر وضع شفيق على قوائم الترقب والوصول وترتفع قامة سلطان مرة أخرى ويتنفس الصعداء بطعم الانتصار.

الناصريون مرتاحون لكلمة مرسي فى "عدم الانحياز" وغاضبون من موقفه من سوريا


أشاد الرئيس محمد مرسي في كلمته الافتتاحية في قمة عدم الانحياز بالرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر, وقال مرسي في الكلمة التي افتتح بها القمة المنعقدة في طهران إن حركة عدم الانحياز بدأت بمشاركة قوية من مصر بقيادة عبد الناصر.
 وأضاف مرسي: " الراحل جمال عبد الناصر كان يعبر عن ارادة الشعب المصري فى كسر الهيمنة الخارجية,  وكانت  مصر هي الدولة التي ساعدت الكثير من الدول منهم دول عدم الانحياز وتنادى  بحقوقهم ".
وتأتي تصريحات مرسي بعد فترة من تعرضه لحملة انتقادات بسبب مقولة "الستينات وما أدراك ما الستينات" التي قالها خلال أول خطاباته بعد توليه الرئاسة في ميدان التحرير, والتي اعتبرها البعض هجوما على الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.
كان مرسي قد تعرض لانتقاد بسبب موقفه من سوريا وما ادلى به فى مؤتمر عدم الانحياز بطهران .. ورأى المعترضون انه كان يجب على مرسي  ان يقول انه يدعم الثورة فى سوريا وايضا فى شرق السعودية والبحرين .. وألا انتقائية فى دعم الثورات او رفضها

بسبب مواقفها .. حجب متكرر لمدونة سيد أمين


تتعرض مدونتى لهجمة شرسة من النظامين السعودى والعراقي . حيث قامت سلطات البلدين بحجب تلك المدونة على اراضيها .. ويبدو ان النظامين استخدما سلطاتهما ونفوذهما لدى جوجل التى قامت بشكل متكرر بحجب تلك المدونة ثم اعادتها مرة اخري وحجبها ثم اعادتها وهكذا .. كما ارسلت لى جوجل "ادسنس " رسالة تحذرنى فيها من اغلاق المدونة بشكل كامل لتحريضى على العنف والارهاب مرفقة لى مقالا كنت كتبته امتدح فيه المقاومة العراقية ..فارسلت لهم رسالة تفيد اننى اذا حذفت هذا الموضوع -لاننى نشرته فى مواقع اخري - هل سيعيدون مدونتى؟ فردوا علي برسالة اخري تقول ان معظم الموضوعات التى انشرها تحرض على الارهاب .. واننى اتسائل :هل حينما ادفع عن الشعبين العراقى والفلسطينى اكون ارهابيا ؟ وحينما ارفض التحريض علي العنف فى سوريا لا اكون مسالما؟ رابط المدونة http://albaaselaraby.blogspot.com/ عدد قراء المدونة يوميا يزيد عن خمسة الاف قارئ
هذه الرسالة موجهة الى ادارة جوجل

29 أغسطس 2012

بيان البعث - يتعاظم السخط الشعبي ويتصاعد جهاد البعث والمقاومة وحتى النصر المُبين



شبكة ذي قـار

بسم الله الرحمن الرحيم       
حزْبُ البَعْثِ العَرَبي الاشْتِرَاكي
قيادة قطر العراق
مكتب الثقافة والاعلام
أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة
وحدة حرية اشتراكية

يتعاظم السخط الشعبي
ويتصاعد جهاد البعث والمقاومة وحتى النصر المُبين



يا أبناء شعبنا المجاهد
يتراكم ويتصاعد السخط الشعبي منذ الاحتلال عبر التسع سنوات والنصف المترعة بالتضحيات السخية ومآثر الجهاد والفداء .. وفي أيامنا هذه يبلغ هذا السخط ذروته بوجه صنائع المحتلين من أطراف العملية السياسية المخابراتية الذين راحوا يفتعلون الأزمات ويصعدون الصراع فيما بينهم والذي راح العميل المالكي وبطانته يستثمروه لصالح استمرار تسلطهم برقاب أبناء شعبنا ونهبهم لأمواله وثرواته .. وإشاعتهم لأبشع صيغ الفساد المالي والإداري غير المسبوق على الأطلاق وشنهم لحملات الاعتقالات التعسفية التي تطال مجاهدي البعث والمقاومة وضباط وطياري ومراتب جيشنا الباسل مقترنة بتخرصات المالكي وصديد حقده ضد البعث والعراق والامة بعد أن افتضحت لعبته الخسيسة بالعمالة المزدوجة لأميركا وايران وإسفاره عن عمالته المطلقة للنظام الإيراني الفارسي الصفوي .. مما دفع المحتلون الاميركان الذين هربوا من العراق بفعل جهاد البعث والمقاومة الى إرسال ديمبسي رئيس الأركان الأميركي لإظهار امتعاضهم من خضوع حكومة المالكي العميلة على نحو مطلق لإيران ومحاولتها الالتفاف على العقوبات الدولية ضد ايران .. كما قرعت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية هاتفياً هوشيار زيباري ما يسمى وزير الخارجية وأبلغته بقرب زيارة وفد أميركي برئاسة بايدن نائب الرئيس الأميركي والتلويح باحتمال عودة القوات الأميركية المحتلة للعراق .

وقد ترافق ذلك بزيارات جلاوزة النظام الإيراني المتواترة الى العراق وفي تصريحاتهم التي تجاهر بتبعية حكومة المالكي العميلة للنظام الإيراني العنصري ويتم ذلك كله في اطار التنافس الجاري ضمن التواطآت الأميركية الإيرانية والتي تقوم على التخادم والتنافس في آن معاً .

يا أبناء شعبنا الصابر المقدام
يا أحرار العرب والعالم أجمع
أن ذلك كله يجري وسط استمرار معاناة أبناء شعبنا في مكابدة ظروف العيش الصعبة والتي تجلت في زيادة معدلات الفقر والبطالة على نحو مروع مصحوبة بحرمان أبناء الشعب من ابسط خدمات الماء والكهرباء والوقود في هذا الصيف القائظ وقد تواصلت هذه المعاناة خلال شهر رمضان الفضيل وأيام عيد الفطر المبارك وما تلاها حتى يومنا هذا .

وقد عبر أبناء شعبنا الصامد عن سخطهم المتصاعد والمتراكم بوجه حكومة المالكي العميلة والذي راح يتعاظم حتى يبلغ لحظة الاختمار الثوري ونضج الظروف الموضوعية والعوامل الذاتية التي تؤذن باندلاع الثورة الشعبية العارمة الحاضنة لكفاح مجاهدي البعث والمقاومة المتواصل والمتصاعد هو الأخر بوجه تركات المحتلين الاميركان وحلفائهم الصهاينة والفرس وعملاء العملية السياسية ممن يواصلون ابتزازهم لأبناء شعبنا واستثمار معاناته القاسية عبر الأطروحات المستهلكة عن ( الإصلاح ) المزعوم وما يسمى ( المؤتمر الوطني ) والتفاف بعض المتساقطين والنفعيين في تحالفات هزيلة مع حكومة المالكي العميلة .. وطرح بعض الشعارات التخديرية المضللة عن ما يسمونه ( عودة ضباط الجيش العراقي ) و ( تعديل قانون المساءلة والعدالة ) و ( المصالحة الوطنية ) وما الى ذلك من تخرصات كاذبة .

في الوقت الذي يواصل فيه مجاهدو البعث والمقاومة نضالهم على المستويات والصعد كافة لفضح الأطروحات المتهافتة لعملاء العملية السياسية المتهاوية ويواصل مجاهدو البعث والمقاومة جهادهم المقدس مستلهمين الذكرى الثالثة لقرب حلول يوم الفتح الأول يوم الحادي والثلاثين من آب يوم هروب المحتلين الاميركان الى قواعدهم التي هدمها مجاهدو البعث والمقاومة على رؤوسهم الخاوية وحتى حلول يوم الفتح الثاني في الثاني والعشرين من تشرين الثاني من عام 2011 ويوم الفتح الثالث المبين يوم الحادي والثلاثين من كانون أول الماضي يوم نصرنا الكبير وعيدنا التاريخي بالهزيمة الكبرى للمحتلين الاميركان وهروب آخر جندي أميركي محتل من ارض العراق الطاهرة .

ويواصل مجاهدو البعث والمقاومة تسديد الضربات القاصمة للعملية السياسية وعملائها والتي ستفضي الى تقويضها النهائي وإقامة حكم الشعب التعددي الديمقراطي الحر المستقل .


المجد لشهداء البعث والمقاومة والعراق والامة الأبرار .
وليخسأ الخونة والعملاء الأراذل .
ولرسالة امتنا الخلود .



قـيـادة قــطــر الـعــراق
مكتب الثقافة والإعلام
في ٢٨ آب ٢٠١٢ م
بغـداد المنصورة بالعـز بإذن الله

استغلال وضع لاجئات سوريات لتزويجهن زواج الستر أو المتعة



روسيا اليوم
تناقلت بعض وسائل الإعلام العربية في الفترة الأخيرة أنباء عن انتشار ظاهرة زواج لاجئات سوريات بمن فيهن القاصرات في بلدان نزحن اليها بسبب الاوضاع التي تشهدها سورية. وتقول تقارير ان أهالي هؤلاء السوريات يسعون لتزويجهن "بأي ثمن" بهدف الستر لهن.

ووفقا لإذاعة هولندا العالمية، فان تقارير أردنية تدل على أن هذه الظاهرة قائمة رغم نفي البعض لوجودها واعتبارها شائعات لا أساس لها من الصحة.

وقد نشر موقع الصوت الإلكتروني الأردني مقالة في صحيفة الدستور بعنوان "أردنيون يستغلون الاحداث ويتزوجون من لاجئات سوريات" جاء فيه أنه يمكن الزواج من الزوجة السورية هذه الأيام "بمائة دينار، او بمائتي دينار وماعليك الا ان تذهب الى المفرق أو عمان  أو الرمثا او اربد او الكرك، لتختار حورية من حوريات الشام". وأضاف كاتب المقال ان "اهالي هؤلاء الفتيات يريدون سترة بناتهم، ويقبلون بزيجات عاجلة، دون شروط، مجرد مهر عادي، وزواج سريع، لأن الأب المكلوم يريد ستر ابنته بأي زواج، حتى لو تقدم لها الاعور الدجال".

فيما تطرق تقرير آخر من الأردن الى عدد الطلبات التي تقدم بها سعوديون للسفارة السعودية في الأردن للموافقة على طلبات زواج سعوديين من سوريات مقيمات في الأردن.

وحسب بعض المؤشرات، فان هناك اقبالا على تزويج الفتيات السوريات لاسيما القاصرات اللواتي لا تتجاوز أعمارهن 14 او 15 من العمر. ومن بين الاسباب التي تحث الاسر السورية النازحة في الأردن على تزويج بناتها في سن مبكرة ظروف المعيشة الصعبة ومخاوف التعرض للاغتصاب. كما يدفع تحديد سن الزواج القانوني عائلات سورية الى عدم تشجيل الزواج لدى السلطات.

علما أن هناك أنباء سربت خفية أو عبر الهاتف عن تعرض لاجئات سوريات في محافظة النجف بالعراق لمضايقات والإجبار على زواج المتعة من قبل حركات دينية. وفي هذا السياق قالت استاذة جامعية جاءت كلاجئة الى الأراضي العراقية لمراسل احدى الوكالات السورية عبر اتصال هاتفي انها تعتزم اقامة دعوى قضائية ضد رجال مكتب المجلس الاسلامي الاعلى في محافظة النجف الذين اقتادوا 15 فتاة وأعادوهن بعد يومين وهن فاقدات العذرية بعد ان زوجوهن زواج متعة بالإجبار، وفقا لـ"شبكة البصرة".

و لم تستبعد الناشطة العراقية ينار محمد في حديث لاذاعة هولندا العالمية أن تمر السوريات بنفس السيناريو الذي مرت به المرأة العراقية خلال اعوام الاقتتال الطائفي، حيث "تم بيعها وشراؤها في دول الخليج برخص التراب، وكانت هنالك تسعيرة واضحة لها".

بدورها نشرت صحيفة "الفجر" الجزائرية مؤخرا خبرا عن دعوة عدد من الأئمة في خطب الجمعة الجزائريين الى "الزواج بالسوريات اللواتي أجبرتهن ظروف الحرب ببلدهن على الفرار نحو الجزائر طلبا للأمن والأمان". وحث الائمة كل جزائري مقتدر على الزواج من هؤلاء السوريات "حتى ولو كان متزوجا" معتبرين ذلك واجبا وطنيا.         

فيديو .. شاهد كواليس منظمى مظاهرات 31 اغسطس

مهاتير محمد




بقلم احمد حسن الزعبي

تورم خدّي لكثرة ما «لطمت ع الجالين» وارتفع ضغطي، وانمغص بطني، و" انحم بالي " وأنا أقرأ تفاصيل دقيقة في حياة رئيس الوزراء الماليزي الأسطورة مهاتير محمد...

فقط استطاع في عشرين عاما من السلطة ان يخفض نسبة من يقبعون تحت خط الفقر من 52% الى 5% فقط من سكان ماليزيا..ونجح في رفع دخل المواطن الماليزي من 1200دولار إلى 8900 دولار سنويا عام 2002..تاركاً احتياطاً ضخماً من العملة الصعبة يقدر بمئات المليارات..

ولد مهاتير محمد لعائلة فقيرة، حيث كان أصغر تسعة أبناء لأب -ينحدر من اصول هندية- يعمل مدرساً في المدارس العامة لولاية «قدح»..فرضع لباء الكفاح منذ الطفولة، واستطاع أن ينحت بأظافره الصغيرة لقمة عيشه وعيش أسرته في مجتمع يقبع كله تحت سطح الفقر بعشرات الأميال..

في الصفوف الأولى وبسبب بعد مدرسته عن مكان سكنهم، طلب مهاتير من والده الفقير ان يشتري له دراجة صغيرة تساعده في الذهاب والإياب الى المدرسة فلم يتمكن والده من تلبية طلبه بسبب أوضاعه الاقتصادية السيئة ..

فقام مهاتير ببيع فطائر الموز لمدة عام كامل، كان يقتطع جزءا من دخله لأسرته وجزءاً آخر يقوم بتوفيره ليستطيع اقتناء دراجة في العام الدراسي المقبل والتي صار يستخدمها فيما بعد بتجارته الصغيرة وتوزيع الطلبات في أحياء المدينة..

تخرج مهاتير محمد من كلية الطب وفتح عيادة خاصة به كان يعمل فيها يوميا حتى منتصف النهار،ثم يغادرها ليقوم بزيارات ميدانية لمساكن الفقراء ليعالجهم مجانا في مواقعهم ..فهو من يعرف معنى الفقر ويعرف تماما طعم الوجع..

نجح د.مهاتير في البرلمان عام 1964 وخسرها عام 69 ثم خاص الانتخابات العامة وأصبح وزيراً للتعليم عام 1975 ثم نائباً لرئيس الوزراء عام 1978 ثم رئيساً لوزراء ماليزيا عام 1981 ( فوضع خطة تدعى عشرين عشرين.. نهضوية تنموية سياسية اقتصادية اجتماعية تمثل رؤيته لماليزيا في عام 2020)

و بقي هذا الرجل الاسطورة يخوض الانتخابات العامة وينجح – بفعل ذراعه- حتى عام 2003 حيث تخلى عن هذا المنصب طواعية وتفرّغ لأبحاثه ومؤلفاته ..

وقبل ان يغادر قصر الرئاسة أصر على انشاء متحف عام يضم جميع الهدايا التي وصلت اليه اثناء توليه ادارة ماليزيا منذ 1981 الى 2003 من دروع وتحف وهدايا تذكارية وأوسمة وذهب ومجوهرات وسيارات فاخرة ..لتكون تحت انظار وافتخار و مُلك الشعب الماليزي ..الذي حكمه 22 عاماً ولم يأخذ «عود كبريت» واحد لجيبه الخاص..

أرأيتم هذا الفرق بين من يضع الوطن بقلبه..ومن يضع الوطن بجيبه

عدم الانحياز في هيكل "زرادشت"



شبكة البصرة
يوغرطة السميري
ارتبط ظهور مجموعة عدم الانحياز بطبيعة النظام الدولي الذي أفرزته الحرب العالمية الثانية النظام الذي حكمته ثنائية الاستقطاب الدولي الذي بلور وضعية دولية أصبح العالم مهدد فيها بحرب مدمرة حكمتها صيغة الردع المتبادل أو ما اصطلح علي تسميته بالحرب الباردة...بكل ما تعنيه من صراع و تقابل في السياسات الاقتصادية و الاجتماعية العسكرية بمفهوم التوسع و تحقيق المصالح... ظرفية سهلت في جانب منها موجة استقلال المستعمرات في القارات الثلاث افريقيا آسيا و أمريكا اللاتينية. موجة لم تكن بمعزل عن بروز أصوات صادقة فكرا و تصورا دعت الي الحياد الايجابي التي فعلت واقعا في مؤتمر باندونغ (مؤتمر التضامن الأفرو ـ آسيوي أفريل 1955) بما صاغه من مقررات أصبحت أرضية ملائمة لظهور هذه الحركة اثر مؤتمر بلغراد 1961. فالي أي مدي عبرت الحركة عمليا علي ما ورد في أرضية التأسيس و هل شكلت رافعة تحرر و احترام العدالة و الالتزامات الدولية كما يرد في البند العاشر من مبادئ باندونغ كيف و لماذا؟ بماذا نفسر عودة الاهتمام بهذه الحركة؟ و ما مطلوب من العرب بداخلها؟

عدم الانحياز بين مبادئ باندونغ و طبيعة الأعضاء و ارتباطاتهم الدولية
أكد مؤتمر باندونغ أفريل 1955 علي جملة من المبادئ أهما العشرة مبادئ التالية :
1ـ احترام حقوق الإنسان الأساسية، وأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.ـ 2احترام سيادة جميع الدول وسلامة أراضيها.ـ 3 إقرار مبدأ المساواة بين جميع الأجناس، والمساواة بين جميع الدول، كبيرها وصغيرها.ـ 4 عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى أو التعرض لها.ـ 5 احترام حق كل دولة في الدفاع عن نفسها، بطريقة فردية أو جماعية، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة.ـ 6 أ- عدم استخدام أحلاف الدفاع الجماعية لتحقيق مصالح خاصة لأيّ من الدول الكبرى. ب- عدم قيام أي دولة بممارسة ضغوط على دول أخرى.ـ 7 الامتناع عن القيام، أو التهديد بالقيام، بأي عدوان، والامتناع عن استخدام القوة ضد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأي دولة.ـ 8 الحل السلمي لجميع الصراعات الدولية، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة.ـ 9 تعزيز المصالح المشتركة والتعاون المتبادل.ـ 10 احترام العدالة والالتزامات الدولية تحولت الي أهداف أساسية ترفعها الحركة في خطاباتها و خلال مختلف محطات فعلها السياسي سواء خلال الحرب الباردة أو في فترة الوفاق الدولي التي سجلت اضافة ـ إضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإعادة هيكلة النظام الاقتصادي العالمي، فضلا عن التعاون الدولي على قدم المساواة...
مبادئ ترتقي الي المثال الخيير خطابا و فعلا انسانيا... غير أن الخطاب و الشعار المرفوع حالة و واقع الحركة حالة أخري باعتبار أن انفتاح الحركة علي كل الدول المستقلة حديثا و طبيعة الدول المنخرطة في هذه الحركة المتباينة توجها سياسيا و اقتصاديا و اجتماعية و طبيعة ارتباطاتها الدولية جعلت من الحركة في أعلي أوج فعلها منبرا للتنفيس و الترويج السياسي لأغلبية أعضائها و ساحة من ساحات اختبار ثنائية الاستقطاب الدولي لقدرتها علي التمدد أو الانكفاء من ناحية و من ناحية أخري مجالا للتقابل السياسي بين قطبي النظام الدولي في فترتيه الحرب الباردة أو الوفاق الدولي بما ولدته من حروب بالنيابة...أما و مع نهاية مرحلة الوفاق الدولي بانهيار الاتحاد السوفياتي و سقوط جدار برلين واندفاع الولايات المتحدة الي فرض مفهوم جديد لنظام دولي يعتمد أحادية الاستقطاب حد صياغة المشاريع الترتيبية و التقسيمية للعالم معتمدة نظريا مبدأ "من لم يكن معي فهو ضدي " و عمليا ميدانيا استراتجيتين "الصدمة و الترويع " بالنسبة للدول الرافضة و " التسرب المرن " بالنسبة للأطراف المترددة و توزيع الفئ الذي تغنمه سواء بالضغط السياسي أو التدخل العسكري كما هو قائم في العراق أو ليبيا أخيرا للأطراف المنخرطة في استراتيجيتها بما يمكنها من جعل القرن الواحد و العشرين قرنا أمريكيا ساعدها في ذلك تبني العديد من الدول الشرقية النظام الرأسمالي و تطويرها إيجابا لعلاقاتها بالولايات المتحدة الامريكية حد الانخراط في الحلف الأطلسي و انكفاء الدول التي هي في حالة تحول أو اعادة بناء قوتها النتيجة استهداف الولايات المتحدة لمجموعة من دول عدم الانحياز "يوغسلافيا و تفكيكها" في مرحلة أولي و"العراق " في مرحلة ثانية... استهداف اقترن و سكوت عالمي مقترنا بمشاركة فعالة من دول تقول بانتمائها لمجموعة عدم الانحياز منها ايران التي عبر قادتها مؤكدين في أكثر من مناسبة "من أن لو لا مساعدتهم لأمريكا ما كان بامكانها فعل ما فعلته بالعراق"...و منها العديد من الدول الأخري التي اشتركت اما لوجستيا أو بشريا في احتلال العراق بما يتعارض و مبادئ الحركة المقرة و التي بموجبها هم دول من ضمنها...دول لا تتردد في الاعلان و بصيغة رسمية من أنها تتحصل علي مساعدات و اعانات متنوعة و بشتي الطرق من أمريكا خاصة و الغرب عامة فما سبب التفعيل السياسي لهذه المجموعة الآن؟... وهل يمكننا بعد كل هذا أن نتكلم عن مجموعة عدم الانحياز؟

التفعيل السياسي لمجموعة عدم الانحياز ماذا و الي أين؟
المقاومة العراقية الباسلة عامل بارز فرض متغيرات دولية تؤسس لمرحلة تاريخية جديدة مثلما هي حالة في دائرة الاستهداف :
بعد عقدين من الزمن بان بشكل مكشوف وجلي من أن السيطرة العالمية للإمبريالية الأمريكية سجلت تراجع واضح غير قابل للتعديل فمشروعها في إقامة نظام القطب الواحد الذي منت النفس به اثر سقوط الاتحاد السوفيتي و نهاية النظام العالمي الذي أفرزته الحرب العالمية الثانية مستخدمة في ذلك مبدأ الحروب الاستباقية (الصدمة و الترويع) عسكريا و الابتزاز السياسي(محور شر يجب اجتثاثه... ومن لا يوافقنا الرأي فهو يعادينا..) والاقتصادي (العولمة وما واكبها من تنشيط مؤسسات الإقراض و تعميم الاقتصاد ألريعي) و هي السياسة التي حكمت الإدارة الأمريكية منذ العدوان الثلاثيني علي العراق و اكتمل بالحرب علي افغنستان و احتلال العراق.طارحة رسم خريطة جديدة لغرب آسيا وشمال إفريقيا (أي) الوطن العربي أساسا (مشروع الشرق الأوسط الجديد) كمدخل للتصريف الميداني لتصورها في قيادة العالم... مشروع اصطدم بالفعل الرافض علي ساحة العراق مجسدا في المقاومة الباسلة لأبناء العراق المستمرة والمتصاعدة طيلة الثماني سنوات... مقاومة جعلت إدارة المحافظين الجدد تراوح في نفس المكان لا بل أضافت لها اختناقات جديدة لا تقل أهمية عن اختناقاتها السياسية من خلال تحريك و تسريع أزمتها المالية التي تتهددها في المركز بما فرض عليها إعادة صياغة لتطلعاتها الكونية عنوانها التسرب المرن (إدارة أوباما) كما تبينها المؤشرات الأولي التالية.

ـ ظاهريا القبول الطوعي أو الشكلي بعالم متعدد الأقطاب (الذي أصبح حقيقة) تحت تأثير :
•        استعادة روسيا مكانتها كقوة عسكرية و نووية كبري.
•        بروز الصين كقوة عسكرية و اقتصادية و تكنولوجية كبري في طور الاكتمال.
•        التقدم البائن للهند و البرازيل و تركيا و ماليزيا و اندونيسيا و جنوب إفريقيا.

مؤثرات نتج عنها أدوار سياسية إقليمية معرقلة و بهدف احتوائها أو توظيف أطراف منها بصيغ متعددة لفائدة مشروعها منها صيغة اقتسام الغنائم أو نتيجة الحاجة المتبادلة كما هو الأمر بالنسبة للصين الحاجة الأمريكية (للقروض الصينية) و الحاجة الصينية (للسوق الأمريكية(.

ـ عمليا إعادة صياغة التحالفات وتقديم هامش هام للحلفاء التقليديين و ترقية بعض الأتباع إلي درجة الحليف في طور الاختبار ممثلا في الرأسمال الإسلامي مما فرض عليها إعادة صيغة شخوصه الممثلة له محليا (تسريبات ويكيليكس... و إعلام الجزيرة منذ 2007 النقد بشكل محتشم و منذ العدوان علي غزة بشكل شامل للأنظمة العربية التابعة و ما رافقه من تقديم للنموذج التركي/العثمانيون الجدد و تقديم دولة بحجم قطر لأن تلعب الدور الأكبر في تفعيل المواقف العربية والتخلي عن فزاعة بن لادن التي استهلكت بعد نجاح الحراك الشعبي العربي في تونس و مصر في اسقاط رأس الأنظمة المتعاونة معها وتقديم الحلفاء الجدد) بما يستوعب حالة الاحتقان في الشارع العربي و يعطل فعل المقاومة في العراق السيف الذي قسم الطموح الأمريكي و بصيغة نهائية في الاستفراد بإدارة العالم و فلسطين.. و يحولها إلي خدمة المشروع الأمريكي آنيا و يكسبها ساحة أوسع للمناورة الإستراتيجية أمام تنامي القوة الصينية و استعادة روسيا لمظاهر القوة الدولية فرضت إعادة صياغة حملت معها مآزق خانقة للأنظمة التي راهنت علي أمريكا و ارتهنت سياسيا و اقتصاديا للأملآتها.

مؤتمر طهران لمجموعة عدم الانحياز الحقيقة وآفاقه.
انكشاف التوجه العام للسياسة الأمريكية خاصة و الغربية عامة بعد أن فشلت علي يد المقاومة العراقية منفردة و تعثرها في ليبيا و اختناقها في سوريا الآن...بحكم الاعتراض الدولي جعل من سياسة اعادة الحشد و التقابل السياسي بصيغتيه مصالح و استراتيجيات يعود الي :
ـ احياء حركات و هياكل دولية نائمة أو مغيبة حتي وقت قريب في تقرير السياسة الدولية حتي بصيغة بيان.
ـ بناء محاورأي اعادة صياغة صيغة من صيغ الاصطفاف التي لا تخدم في محصلتها الدول الحاضرة للمؤتمر و ان كان البعض سيستخدمها كغطاء لتبرير سياسته الاقليمية لكسب نفوذ يدعم به موقعه داخليا (ايران خاصة) بقدر ما تقدم عوامل قوة للدول الكبري في تفعيل توجهاتها الكونية طبقا لما يفرضه التنافس القائم بينها...
و في هذا الاطار يتنزل مؤتمر دول عدم الانحياز الذي سيعقد في طهران يومي 30ـ 31 أوت/أغسطس 2012...
 (رجيش/المهدية 26/08/2012)
d.smiri@hotmail.com

أسرار جديدة في اغتيال السفير المصري بالعراق إيهاب الشريف


أسرار جديدة في اغتيال السفير المصري بالعراق إيهاب الشريف
يكشفها كتاب  (الفتنة الكبري الجديدة)  لمراسل الأهرام ببغداد

الحكيم عاتب الشريف لأن مصر وقفت بجانب الدكتاتورية والضاري ( واخد علي خاطره )

اعدام صدام صفقة ايرانية امريكية
المفاوضات دارت حول تأجيل إعدام السفير ليلة واحدة وجثته لم تظهر للآن
رد وزير الداخلية العراقي صولاغ كان أقرب للشماتة بزعم أن السفير كانت له اتصالات بالإرهابيين

المقاومة العراقية بذلت جهوداً جبارة لإنقاذه حتي تبرّيء نفسها من تهمة اختطافه


القاهرة - العزب الطيب الطاهر: صدر قبل أيام عن مركز الأهرام للنشر والترجمة والتوزيع كتاب  الفتنة الكبري الجديدة  من أوراق مراسل صحفي في العراق للزميل الصحفي محمد الأنور، الذي عمل مراسلاً للأهرام في بغداد أثناء أحرج لحظات هذا البلد الجريح، والتي عاد إليها في مطلع هذا الاسبوع بعد أن رأت قيادة الأهرام أهمية أن يكون لأهم صحيفة عربية عين لها في بلاد الرافدين وهو أول كتاب يتناول خلفيات وأدق وقائع الصراع الذي انفجر داخل بلاد الرافدين بعد الغزو الأمريكي، ويكشف الكثير من خبايا هذا الصراع الذي انطوي علي بعد طائفي مذهبي بالغ الخطر.
ويتوقف الكتاب عند جملة من الحلقات التي يصفها المؤلف بالمفقودة ولعل أبرزها تلك التي ارتبطت بالأحداث التي بدأت مع انطلاق القصف الجوي الذي جعل العراق كتلة من اللهب، ونشر رائحة الموت في كثير من أنحائه، إذ لم يكشف النقاب حتي الآن عن أسرار وملابسات سقوط بغداد صباح 9 إبريل 2003، وكذلك قصة معركة المطار التي يبدو أنها كانت حاسمة.
أما أخطر الحلقات التي تناولها الكتاب فتتصل بقرارات سلطة الاحتلال التي أدت إلي تفكيك الدولة العراقية وإعادة بلاد ما بين الرافدين إلي ما قبل العصر الحديث، وربما إلي مرحلة بدائية في التاريخ.
ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب، الذي لا يبحث عن هذه الحلقات بشكل مباشر وإنما يساعد في البحث عنها بما يقدمه من معرفة تمثل حصيلة جهد شاق لمؤلفه محمد الأنور خلال عمله مراسلا للأهرام في العراق ووجوده في قلب الميدان.
فقد نقب في أوراقه التي احتفظ بها ومعلوماته التي نجح في التوصل إليها ولقاءاته التي أجراها في ذروة انفجار الفتنة، وقدم للقاريء هذا الكتاب الذي لا يساعد في الإجابة عن بعض الأسئلة فحسب، لكنه يثير أيضا أسئلة جديدة تحتاج إلي مزيد من الاهتمام والعناية.
ويرصد الكتاب الأحداث الخطيرة التي عاشها وعايشها المؤلف علي مدي أربع سنوات، وسيكون لها تأثير كبير علي العراق لسنوات طويلة، والأسرار والنتائج التي استخلصها من لقاءاته مع كبار القادة العراقيين من مختلف الاتجاهات والانتماءات، والتي سجلها بين دفتي الكتاب ورصد من خلالها تطورات الأحداث والوقائع الأساسية وأبعادها المختلفة.
إعدام صدام
غير أن لهذا الغزو علامات لا يمكن أن تمحي من الذاكرة يسهب في وصفها مؤلف الكتاب، منها عملية إعدام صدام في عيد الأضحي حيث يقول:
لم تكن نهاية شهر ديسمبر بالنهاية العادية لأي شهر من أشهر العام. فنهاية الشهر كانت عيد الأضحي المبارك ولم تشأ الحكومة العراقية والإدارة الأمريكية أن تغرب شمس عام 2006 وتشرق شمس عام 2007م. دون أن تضع نهاية لمسرحية محاكمة صدام حسين بطريقة غاب عنها أبسط قواعد المراعاة لأي شيء.. انتهت المسرحية بمحاكمة صدام كما كان الجميع يتوقع. أعدم الرئيس العراقي السابق صدام حسين فجر العيد في الشعبة الخامسة من مديرية الاستخبارات العسكرية العراقية بمنطقة الكاظمية، والتي كانت مخصصة لمتابعة النشاط الإيراني في العراق إبان حكم صدام.
ونفذ حكم الإعدام في أول أيام عيد الأضحي المبارك عند السنة، وقبل العيد بيوم واحد لدي الشيعة العراقيين، انتهت حياة صدام حسين الذي حكم العراق أكثر من 25 سنة بصورة دراماتيكية. وأنجز الرئيس الأمريكي إحدي مهامه في العراق بإعدام خصمه وخصم أبيه.
ونفذ قادة العراق الجدد الحكم وبسرعة منقادين لأحقاد مركبة تداخل فيها كل شيء إلا العدالة ومراعاة مشاعر المسلمين والأعراف السماوية التي تقضي بعدم الإعدام في أيام الأعياد علي كل الأحوال... انتهي الرجل الذي استغل محاكمته ليحاكم محاكميه، وبدا متماسكا في لحظاته الأخيرة في مواجهة الموت.
وبرغم أن التاريخ سيحاكم هذا الرجل مرة أخري وسيحاكم محاكميه فإن العديد من الأمور التي بدأت تتكشف الآن وقبل إعدامه، هي أن رأس الرجل مطلوب للعديد من الأطراف داخل العراق وخارجه. وأول هذه الأطراف هو ذلك المرتبط بالولايات المتحدة الآن ويحكم العراق كواجهة للعديد من الأطراف.
ولكن هل كان إعدام صدام ضمن صفقه أمريكية - إيرانية تنهي صفحة العراق العربي في بلاد الرافدين، يتساءل المؤلف ثم يجيب معربا عن قناعته بأن بوسع المتابع أن يتأكد من ذلك عبر ما اتخذته العلاقات العراقية - الإيرانية من مسارات - بعد الانتخابات الديمقراطية - التي أجرتها قوات الاحتلال الأمريكي في العراق وأسفرت عن فوز الأحزاب العراقية - التي كانت مقيمة في إيران - بحكم العراق.
وهنا أريد - الكلام للمؤلف محمد الأنور - أن أنقل رواية أحد ضباط استخبارات وزارة الداخلية، ويدعي أبوعبدالرحمن، حيث قال إن وزارة الداخلية فتحت تحقيقا مشتركا مع وزارة الدفاع بشأن تصوير عملية إعدام صدام والهتاف الذي صاحبها والذي يحمل دلالات مذهبية، وهو بالطبع لم يتوصل إلي إدانة أحد.
وحسب روايته فقد تم إحضار الرئيس العراقي الراحل بصحبة قوة أمريكية مكونة من جنرال أمريكي وخمسة أفراد من القوات الأمريكية ومترجم أمريكي من أصل ليبي، وأن الجنرال كان يخاطب صدام حسين  بسيادة الرئيس  وأن صدام حسين شكره قبل أن يدخل قاعة الإعدام وصافحه وقال له:  والله ما قصرت . وأعطي المصحف الخاص للمترجم ليعطيه لابن عواد البندر.
وقال أبوعبدالرحمن: إن صدام أبلغ بإعدامه قبل ساعات، وأنه أكل  دجاج وتمن  (أرز باللهجة العراقية) وشرب ماء ساخنا مع العسل، قرأ القرآن الكريم. وعندما دخل إلي غرفة الإعدام نظر عن يمينه فوجد موفق الربيعي، مستشار الأمن القومي العراقي، فالتفت إليه قائلا:  ها خايف؟!  ولم يرد الربيعي ليصعد صدام إلي مشنقة الإعدام ويجري ما عرضته الفضائيات.
ونفي المصدر وجود أي محاولات جادة لمبادلة صدام أو الإفراج عنه مهما كانت الضغوط، لأن إعدام صدام كان أحد أهداف جميع القوي السياسية العراقية الحاكمة. وأردف: عقب إعدام صدام تسلمت القوة الأمريكية جثمانه ولم تسمح لأحد بالاقتراب منه لتضعه علي محفة ويصطف أفرادها بمن فيهم الجنرال ويؤدون التحية العسكرية لجثمان صدام حسين الذي وضع في إحدي الغرف، حيث صور من قبل حراس عراقيين. وذلك قبل أن يتم استدعاء محافظ  صلاح الدين  ليحمل الجثمان ويدفن في مسقط رأس صدام بقرية  العوجة  قرب مدينة تكريت فجرا، بمشاركة عدد محدود من أقاربه، وتحت حراسة أمريكية مشددة، ودون حضور أي من أفراد أسرته الذين شتتوا خارج العراق.
من صدام إلي إيهاب الشريف
بعد عملية إعدام صدام الدراماتيكية، جاء الدور علي عملية أخري لا تقل خطورة عن الأولي، هي اختطاف السفير المصري في بغداد إيهاب الشريف، وهنا يكشف الأنور عن اللحظات الأخيرة قبل الاختفاء الطويل قائلا:
في منتصف شهر مايو 2005، جاء إلي بغداد الدكتور إيهاب الشريف، القائم بالأعمال المصري المعين حديثا في بغداد. كان الشريف، وهو دبلوماسي محنك، في منتصف العقد الرابع من العمر، وصاحب رأي ورؤية وله العديد من المؤلفات.
وكان حريصا علي لقائي حتي قبل وصوله إلي بغداد. وكان يوم وصوله يوما حافلا بالتفجيرات بالسيارات المفخخة وأغلق طريق المطار والشريف قادم إلي بغداد. ومنذ اليوم الأول لممارسة مهامه، دار الكثير من الحديث حول الواقع العراقي وسبل تنمية الدور المصري والعربي في العراق من خلال العديد من الطرق.
كان الشريف إنسانا بسيطا وطنيا بمعني الكلمة. وكنا حريصين علي توعيته بالواقع العراقي وضرورة أن يكون حذراً في تحركاته. وكان حريصا من جهته علي الاتصال بي بصورة شبه يومية، وكثيراً ما كان يطلب مني الحضور إلي مقر السفارة في شارع الأميرات بمنطقة المنصور للنقاش والتعرف علي الكثير من الأمور التي تتعلق بالعراق.
وكان حريصا علي متابعة كل ما ينشر في الصحافة العربية والعراقية. وأكد أنه ينوي إعداد كتاب عن العراق ضمن الكتب التي ألفها خلال رحلاته الدبلوماسية.
وخلال حفلات الغداء التي أقامها له أعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي، كان حريصا علي عدم الظهور بأي مظهر يلفت الانتباه إليه. وخلال إحدي تلك الدعوات وتحديدا في مطعم القصر الأبيض بمنطقة المسبح في الكرادة وسط بغداد سمع إطلاق نار وهرج ومرج بالمطعم وخارجه لنكتشف أن الزميل جواد كاظم، مراسل  العربية ، تعرض لإطلاق نار.
وتناولنا الغداء بسرعة وخرجنا في مجموعتين لضمان أمن القائم بالأعمال المصري ليرسل بعدها الشريف باقة ورد ورسالة تهنئة لجواد علي سلامته.
وذلك برغم أنه لا يعرفه شخصيا حسبما قال لي - لأنه يتعاطف مع أي إنسان، خصوصا الإعلاميين الذين يعملون في تلك الظروف. ومن هنا كانت هناك جلسات كثيرة للحوار معه.
وبرغم أنه كان متحمسا منذ البداية فإن الملل تسرب إليه، خصوصا أنه يسكن بمفرده وليس له أي مجال للخروج باستثناء القراءة والإنترنت والاتصالات الهاتفية الخارجية مع أسرته. وفي إحدي المرات سألته: هل التقيت القيادات السياسية الحالية؟
أجاب: إنه التقاهم خلال حفل أقامه الرئيس العراقي جلال طالباني للممثلين الأجانب، والتقي مسعود البارزاني وعبد العزيز الحكيم وغيرهم. وروي أنه دار نقاش بينه وبين الحكيم حول دور مصر في العراق وعاتبه الحكيم قائلا: إن مصر لم تقف بجوار الشعب العراقي أثناء حكم صدام وساندت الديكتاتورية - في إشارة إلي الحرب  العراقية - الإيرانية .
 فأجابه الشريف بالقول: إن مصر ساندت العراق ولم تساند صدام. وتابع إن الحكيم قال: إن هذه الصفحة طويت ونحن نتطلع للمستقبل. وأشار الشريف إلي أن الحكيم كان يدخن سجائر إيرانية اسمها  بهمن .
وبسؤاله عن لقاءاته الأخري، قال إنه لم يلتق الشيخ حارث الضاري، رئيس هيئة علماء المسلمين، وسيلتقيه لأن الشيخ الضاري  واخد علي خاطره من مصر .
كان الشريف قد تلقي الكثير من التعليمات الأمنية بشأن تحركاته وتعريف نفسه كقائم بالأعمال وليس كسفير. وهو ما حرص علي تأكيده في أكثر من مرة، وألح في ذلك عند نشر خبر إقامة الأهرام مأدبة غداء علي شرفه في مطعم  الساعة  ببغداد. بل إنه حرص علي تأكيد ذلك في جميع وسائل الإعلام العراقية التي التقاها في فترته القصيرة في بغداد.
وفي صبيحة السبت الأول من شهر يونيو 2005م تم اختطاف الشريف. وقبل أن أعلم بالحادث تلقيت سيلا من المكالمات مجهولة المصدر علي هاتفي المحمول دون إجابة، ثم ما لبثت أن تلقيت في صبيحة اليوم نفسه اتصالا من مراسل وكالة الأسوشيتدبرس لاتصل بأعضاء السفارة الذين أكدوا الخبر. فتوجهت إلي مقر القنصلية المصرية في اليرموك لأجد الجميع في حالة استنفار وترتسم علي وجوههم إمارات الانقباض.
وحسب المصادر المطلعة وشهود العيان فإن عملية الاختطاف تمت في شارع الربيع - بحي الجامعة - الذي لا يبعد أكثر من مائتي متر من منزل الشريف. وبرغم ما يقال عن تهاون الشريف أمنيا فإن الملابسات تشير إلي أنه كان مراقبا منذ فترة، وقبل وصوله إلي بغداد.
وحسب مصادر مطلعة فإن السفارة المصرية في بغداد تلقت عبر مصادرها العراقية تحذيرا من أن الشريف علي قائمة الاختطاف وهناك جهة محددة تخطط لاختطافه، وذلك للتخلص من رجل مصر والعرب في العراق.
 ونعود إلي ملابسات الاختطاف وما تلاه، حيث شكلت غرفة عمليات داخل السفارة، وحاولت العديد من الجهات التوسط لتأمين عملية إطلاق سراحه إلا أن ما حدث هو أن الأمر وصل فقط إلي تأمين حياة السفير لليلة واحدة وتأجيل إعدامه مقابل مبلغ مالي كبير.
ولكن الأمر المحير هو أن عملية الإعدام أو الاغتيال والتي قيل إنها نفذت في السفير المصري لم يظهر لها أثر، ولم تظهر جثة للسفير، وهو ما أثار الكثير من التساؤلات: هل مات حقا أم لا ؟.
وأقول للقاريء إنه تم بذل الكثير من الجهود لمعرفة مصير جثة الشريف في المناطق التي قيل إنها وجدت فيها، خصوصا منطقة  الزيدان  - غربي بغداد، إلا أنه لم يعثر لها علي أثر برغم ما قيل إنه تم العثور عليها هناك بل إن الكثير من الأصدقاء تطوعوا للبحث دون جدوي، بعد المغادرة السريعة لأعضاء البعثة المصرية إثر وقوع عملية الاختطاف.
وبرغم أن عملية الاختطاف جاءت في إطار حملة ضد الدبلوماسيين العرب تحديدا، خصوصا من الجزائر والمغرب والسودان والبحرين وبعض الدول مثل روسيا التي لها مواقف من غزو العراق، فإنه كان قد سبق التمهيد لها بحملة إعلانية وإعلامية في الصحف ووسائل الإعلام العراقية التي كانت تسيطر عليها حكومة الجعفري ضد العرب المقيمين في العراق، بدعوي أنهم إرهابيون لتنتشر في شوارع بغداد لافتات مجهولة الهوية تطالب بطرد الإرهابيين العرب من العراق.
المهم، كان رد فعل الحكومة العراقية، خصوصا وزير الداخلية صولاغ، قريبا إلي الفرحة والشماتة، بدعوي أن السفير المصري، الذي لم يمض علي وجوده في بغداد أكثر من أسبوعين، له اتصالات بالإرهابيين، وهو أمر أؤكد أنه غير صحيح بالمرة، فقد كانت البعثة المصرية تعمل علي إقامة جسور للحوار بين العراقيين والتي كانت الحكومة الجعفرية تعمل علي قطعها لأسباب كثيرة. ونعود إلي موقف الحكومة العراقية غير المبالي ووصفها الشريف بالشهيد دون تقديم أدني دليل علي اغتياله أو الجهة التي تقف وراء الاغتيال إلا الاتهامات لأنصار صدام والقاعدة بأنهم وراء الاغتيال. وهكذا.. اختطف واغتيل الشريف، وغادرت البعثة المصرية بغداد علي عجل وبناء علي قرار سيادي.
 وكان تدبير خروج أعضاء السفارة أمراً صعباً في ظل وصول معلومات تؤكد أنهم مستهدفون. ووسط حالة من التكتم والسرية غادر الجميع، وعند محاولة أحد أعضاء السفارة إبلاغي شفهياً بالموعد طلبت منه ألا يبلغني إلا بعد أن يركب الطائرة من المطار. وقد كان، لتغلق السفارة والقنصلية المصرية في بغداد.
اختفي الشريف ولم يعرف مصير جثته إلي الآن. ولكن من يطلع علي الأوضاع في العراق يعرف أنه من السهل جداً اختطاف وقتل أي شخص وعدم التعرف علي جثته أيا كان، حتي إن كان سفير مصر في العراق.
ولكن الأهم هو الجهة المستفيدة من غياب مصر والعرب عن العراق في ظل حالة الفوضي وحرص كل طرف علي تأمين نفسه من التفجير والقتل والاغتيال، وتحول العراق إلي ساحة لتصفية الحسابات القديمة والجديدة داخليا وخارجيا.
وحسب المصادر المطلعة، فإن المقاومة بذلت جهودا جبارة لإنقاذ الشريف دون أي نجاح، لأن التهمة ألصقت بها وبالعرب السنة الذين هم في حاجة إلي الدعم في مقابل ما يتعرضون له. وعليه فإن مخطط اغتيال الدبلوماسيين العرب وتصفيتهم أدير ببراعة من قبل أطراف مخابراتية.
وقال أحد العراقيين من الجماعات المسلحة: إن الأسلوب ليس أسلوب القاعدة أو أي جماعة تعدم المتعاملين مع الاحتلال، لأنها عندما تنفذ الإعدام تصوره وتترك الجثة ليتم العثور عليها - وهو ما لم يحدث مع أي من الدبلوماسيين العرب، ومنهم الشريف الذي من المؤكد أنه من ضمن الجثث مجهولة الهوية.
ومن المفارقات أن منزل السفير المصري كان يقع في مقابل منزل أحد كبار الرموز الشيعية، وهو من أسرة كاشف الغطاء الشيعية المعروفة، ولم يتعرض لأي ضرر برغم ما يقال من اختلاف القاعدة وعدائها للشيعة. أما ما قيل عن عمل الشريف في إسرائيل، فهو للاستهلاك الإعلامي وتبرير القتل واغتيال الدور العربي في العراق.
إن الكتاب احتوي علي العديد من المناطق الشائكة معتمدا علي مشاهدات ومعلومات راصداً ما جري خلال أكبر غزو للمنطقة العربية منذ عصر الغزوات الكبري التي قادها الغرب علي المنطقة العربية.