21 ديسمبر 2011

العدل‮ ‬يريد تطهير القضاء


سيد أمين

ونحن نخطو أولي خطواتنا نحو الديمقراطية.. يجب علينا أن نتلمس الطريق الصحيح جيدًا حتي لا نضل في تشعبات الطرق.. ولما كان التحرر من الخوف هو أولي خطوات الطريق إلي الحرية.. يبقي الأجدي والأكثر إلحاحا أن نحطم كل التابوهات المفروضة علينا.. خاصة أنها مفروضة من غير مقدس.. فرضها بشر علي بشر، وأحيانًا دون رضا رب البشر الذي يجب أن ندين له بكل سمع وطاعة.
وإذا كان رسولنا الكريم ومعلمنا الأول يقول جازمًا بأن »قاضيًا في الجنة وقاضيين في النار« فإنه الأولي بنا ونحن بشر لم يوح إلينا كما أوحي إليه أن نسلم بحكمه ونرفع القداسة التي أضفيناها علي بشر مثلنا لم يوح إليهم فهم يخطئون ويصيبون، ولا علاقة لذلك بمذمة فيهم ولا مدح، فما يندرج علي البشر يندرج عليهم.
في الحقيقة، أكاد أجزم بأننا ونحن نعيش هذا الزخم الثوري الهائل سنخوض عما قريب سجالاً في شأن حصانة القضاء، قد يتطور ليمس شخوص بعض القضاة، أنفسهم، وهو إن حدث سيخسر فيه القضاة جزءًا كبيرًا من مهابتهم.
والغريب أن البعض يصر متعمدًا أن يخلط بين مهابة القضاء وأحكامه، وهو خلط لا محل له من الإعراب، فقد يكون الحكم ظالمًا، وهنا تصويبه لا يأتي في إطار انتقاص القضاء أو الحط من شأن القاضي الذي أصدره، فها هو معلمنا عمر بن الخطاب يطلب من رعاياه أن يقوموه لو أعوج عن الطريق السليم.
إن الخلط بين المهابة الواجب توافرها للقاضي وبين أحكامه هو خلط يقصد منه التبرير لكل ما يصدر عن القاضي وإضفاء العصمة عليه رغم أن القاصي والداني يعلم يقينًا أنه لا عصمة إلا لنبي، وأن كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون.
أتصور أن شعار »الشعب يريد تطهير القضاء« سيأخذ زخمًا عما قريب في الشارع وأري أن الأجدي أن يتحول هذا الشعار إلي »العدل يريد تطهير القضاء«. نعم فالعدل والعدالة لا يمكن أن تقبل بأن ينتمي إليها من يرفض التطهير ويكافح الفساد، ولا تقبل بأن تستخدم العدالة لذبح العدالة، بل إنني أتوقع بأن يهب قضاة مصر الشرفاء أنفسهم وهم كثر ليرفعوا هذا الشعار حفاظًا علي مهابتهم ومهابة العدالة وحتي ينضموا إلي طوابير القديسين وذلك لأن القاضي العادل أوتي جزءًا من القداسة الربانية متي حكم بأمر الله.
وأتذكر أنني قرأت ذات يوم خبرًا عن قيام أحد القضاة بإصدار حكم بحبس شاب لمدة ثلاث سنوات لعدم سداد قرض قيمته ٥ آلاف جنيه من أحد البنوك، وأتذكر أيضًا أن سيدة صرخت في اتصال هاتفي بمقدم برنامج تليفزيوني شهير بأن حكمًا بحبس زوجها أضاع مستقبل أطفالها وجعلهم يتسربون من التعليم بعدما عجزت عن دفع مصاريفهم، بل إنهم يتسولون في الشوارع لسد رمقهم وملء بطونهم، والمدهش أن المبلغ الذي حبس عليه الزوج لم يتجاوز سبعة آلاف جنيه كان قد أنشأ بها مشروعًا بقرض من صندوق التنمية الاجتماعي إلا أنه تعثر حتي صدر عليه حكم بالحبس ٤ سنوات أمضي نصفها وتطمح أن يتم العفو عنه في عيد الشرطة.
ولا أخفيكم سرًا أنني تألمت بشدة في بادئ الأمرلسماع وقراءة مثل هذين الخبرين لا سيما أنني أعلم أن المبلغ الذي سجن بسببه الشاب وقضي به علي مستقبله وحرم الأبناء من أبيهم وأذاقهم شظف العيش قد يصرفه طفل من أطفال السادة الحكام في هذا الوقت في يوم واحد دون إكتراث، إلا أنني أقنعت نفسي بأن العدل هو العدل وصرت أقرأ مثل هذه الأخبار دون أن يرجف لي قلب بعدما تجمد وتبلد.
تعالوا نقارنها بالأحكام التي تصدر الآن لمن قتلوا الناس وسرقوا الملايين.. سنكشف أن القضاء يساوي بين من سرق خمسة آلاف جنيه »تحت ضغط الفقر والعوز« ومن سرق خمسة ملايين أو حتي مليارات، الأمر الذي ذكرني بالمثل الإنجليزي الشهير لو اقترضت خمسة آلاف جنيه من البنك وضعك البنك تحت ضروسه ولو اقترضت منه خمسة ملايين وضعت البنك بين ضروسك.
في الواقع، نحن نحترم القضاء ونري ضرورة تهيئة الأجواء اللازمة لكي يحكم القاضي بالعدل، ولكن ليس معني ذلك أن القاضي لا ينطق عن الهوي، فهذا أمر لا يمكن أن يتماشي مع المنطق، خاصة في ظل ظروف كانت سائدة وأظنها مازالت تخضب فيها كل شيء بالفساد حتي القضاء.
وللمصارحة ـ ومع تبديل الكلمة بالكلمة واتخاذ أنمق الألفاظ ـ نتساءل: ألم يمر وقت كان التعيين فيه في النيابة العامة سواء أو مجلس الدولة أو النيابة الإدارية بالواسطة والمجاملة؟ وبتعبير أكثر ثورية وجرأة بل مصارحة ألم يرتكب العديدون من السادة القضاة في مستهل عملهم جريمة الرشوة للتعيين لهذه الوظيفة؟ هل ينكر أحدنا كل في قريته أو شارعه أن »س« أو »ص« دفع رشوة أو قدم مجاملة كبيرة أو وسَّط مسئولاً كبيرًا ليتم تعيينه أو تعيين ابنه ليكون في النيابة العامة؟ أليست هذه جريمة يعاقب عليها القانون؟ وهل يجوز لمن يرتكب مثل هذه الجريمة أن يظل في منصبه أو علي أقل تقدير نضفي عليه القداسة ونقول عنه وعن من عينه إن لا ينطق عن الهوي؟ في ذات يوم قادتني الظروف للذهاب لأداء عمل ما في مكتب الشهر العقاري بمدينة الشروق، تحدث إليَّ الموثق أن أغلب زبائنه من القضاة، يأتون لتوثيق عقود الفيلات والقصور التي اشتروها لهم ولأبنائهم وإخوانهم لدرجة جعلته يجزم بأنه لا يوجد فيلا في مدينة الشروق لم تمر بقاضٍ كمشتر أو بائع، وأن عددًا من القضاة يقومون بشراء أكثر من فيلا بأسماء زوجاتهم.
والأمر المثير للريبة أن تجد أسرة بالكامل يعمل افرادها بالقضاء .. وكأن العدالة خلقت من أجل أن تخصص لهم دون غيرهم .. أليس هذا احتكارا للسلطة ؟!
وداهية الدواهي.. أن تقوم الوزارات بانتداب مستشاري مجلس الدولة للعمل لديها.. الأمر الذي جعل السلطة القضائية تخضع لنفوذ سلطة أقل منها وهي السلطة التنفيذية حيث يتقاضي المستشارون أجورًا خيالية وكبيرة للغاية لو قورنت بأعمالهم، الأمر الذي يشكك في حقيقة دورهم.
نحن لا نسعي لنكأ الجراح القديمة ولكننا يجب أن نغير المفاهيم ونحطم التابوهات، كما أن هذا »الجيتو« المثير للجدل لا بد أن يقنن عبر وضع قواعد واضحة تقضي علي الواسطة والمحسوبية في شغل الوظائف لا سيما لو كانت بمثل تلك الرفعة، فلا يعقل أن نكافئ صاحب التقدير العلمي الأقل لنعينه في القضاء بينما صاحب التقدير الأعلي يبقي محاميًا، يجب أن ننظر لهما كفرعي عدالة وأن نميز بينهما بالعلم ولا شيء سواه اللهم إلا الأخلاق والتي تتضمن فيما تتضمن عدم السعي لأخذ توصية من هذا أو ذاك أو دفع رشوة ليحصل البعض علي حق ليس له.
وتاريخيًا، كان فساد القضاء في أوربا هو واحد من معالم عصور الظلمات فيها، كان الملك يصدر حكما وما علي القاضي إلا النطق به، فاكتوي الناس بالظلم وسادت مظاهر الغبن وفقد الناس الثقة في كل مقدس.
ولو يدري جاليليو أنه سيكون أخلد من القاضي الذي أصدر حكما بإعدامه بناء علي أوامر من الملك وكهنوت الكنيسة لطلب الموت وسعي إليه، فقد مات الملك ومات القاضي ومات كهنة الكنيسة وبقي جاليليو وعلمه خالدين.

التيار القومي في مصر تحت الحصار


التيار القومي في مصر تحت الحصار

سيد أمين

المتأمل للخارطة الفكرية في مصر الثورة سيكتشف بسهولة حجم الجور الذي يعانيه أصحاب خط الفكر القومي.
ورغم أن القاعدة الشعبية لمعتنقي الفكر القومي في مصر قاعدة عريضة تضم فيمن تضم هذه  الطبقات التي عادت إليها بشكل مباشر مردودات الحقبة الناصرية .. كالفلاحين والعمال والصناع والطلاب وعدد لا بأس به من النخبة المثقفة، إلا أن أنصار القومية العربية تم تغييبهم عن عمد في وسائل الإعلام في زمن الثورة.
ولقد ساهم القوميون ـ أو قل الناصريون ـ المصريون بشكل فعال في إشعال أوار ثورة يناير المجيدة وتصدروا مع غيرهم من تيارات فكرية المشهد الثوري من أجل ازاحة نظام مبارك الاستبدادي وبذلوا علي قدم وساق مع غيرهم الدم من أجل الخلاص إلا أن خطابا إعلاميا منظمًا لافتًا للنظر راح يقصيهم تمامًا من المشهد السياسي.
قسم الخطاب الإعلامي المغرض تيارات الفكر في مصر إلي قسمين عريضين إما إسلاميًا  وإما  ليبراليًا .. وهو تقسيم خاطيء لكونه وضع جميع التفاح في سلة واحدة رغم التباين الشديد في الروئ.
بل ان هذا الخطاب راح يزعم بل ينكر بهذا التقسيم وججود القوميين أساسًا رغم أنهم يشكلون الطريق الثالث بين هذا وذاك ويشاطرون الاسلاميين قاسمًا كبيرًا من ثوابتهم ولكنهم يمزجون رؤاهم بنكهة خليط من التيار اليساري خاصة فيما يتعلق بفكرة العدالة الاجتماعية وتوزيع الثروات تارة ومع التيارات الليبرالية فيما يتعلق بالحريات المسئولة. ومن المثير للعجب أن التيارات اليسارية والاشتراكية بجانب القومية وضعت عن طريق الخطأ في سلة الليبرالية رغم التعارض الكبير معها.
لقد ضرب نظام مبارك حصارًا إعلاميًا صارمًا ضد انصار الفكر الإسلامي والفكر القومي علي حد سواء، وضيق عليهم المنابر الإعلامية وقد تبدلت تلك الصورة عقب ثورة يناير حيث خرج الاسلاميون من دائرة الحصار فيما بقي القوميون داخلها.
وكما اخترقت أجهزة أمن مبارك كافة القوي السياسية المصرية علي تنوعها  اخترقت فيما بينها التيارين القومية والناصري من جانب والتيار الإسلامي من جانب آخر.
وفي هذا الصدد راح جهاز أمن مبارك يزج بعناصره  بينهما بل ويخلق من بينهما زعامات ومرجعيات واحزابًا من فرط تواطئها وهشاشتها وعدم صعودها لسقف التوقعات والطموحات المرجوة منها انفض الناس عنها واعتبروها أكبر طعنة وجهت إلي هذين التيارين.
ويأمل القوميون في مصر وهم علي اعتاب مرحلة جديدة من الخلاص الوطني، ان تكون تلك المرحلة نموذجًا ديمقراطيًا بحق لا تغلق فيه صحيفة ولا يحجب فيه قلم ولا يقصي فيه صاحب رأي بسبب  رأية خاصة أن الجاني حينئذ سيكون هو المجني عليه سابقًا، ولا يصح أخلاقيًا أن يجلد الضحية بذات السوط الذي جلده  به الجلادون الغابرون.
وليتذكر الاسلاميون علي اختلاف مشاربهم أن التيار القومي المصري وقف مدافعًا بشدة ضد إقصائهم وراح يساند قضية مظلوميتهم.
ويجب أن يتذكر رفقاء  نضالنا من الاسلاميين ان مهلكة التاريخ الحقيقية في لعبة تبادل الأدوار وعمليات الكر والفر وذلك لأن كل انتصار يعقبه انكسار وكل قوة يعقبها ضعف ولولا هذا وذاك لبقي المنتصر الأول منذ بدء الخليقة منتصرًا حتي الآن.

23 نوفمبر 2011

إنها هى‮.. ‬نظم‮ "‬بوش" ‬المارقة


إنها هى‮.. ‬نظم‮ "‬بوش" ‬المارقة


سيد آمين



هل تتذكرون الإطلالة المشئومة للرئيس الأمريكى السابق جورج دبليو بوش فى أعقاب أحداث ‮١١ ‬سبتمبر متحدثًا عن الدول المارقة فى عالمنا العربى قاصدًا تلك الدول التى‮ »‬مرقت‮« ‬عن الحظيرة الأمريكية؟ هل تتذكرون وهو‮ ‬يحدد ‮٠٨ ‬نظامًا للحكم فى العالم قائلاً‮ ‬إن أمريكا وحلفاءها الغربيين سيعملون على إزالتها من أجل حفظ ما أسماه السلام العالمى وأمن أمريكا وحلفائها لاسيما إسرائيل؟ ألم‮ ‬يسم الرئيس الأمريكى نظم الحكم فى العراق وسوريا وليبيا واليمن والجزائر والسودان وموريتانيا وحزب الله وحماس وإيران وأفغانستان والصين وكوريا الشمالية؟ ألم تجرب الولايات المتحدة التدخل العسكرى المباشر فى العراق وأفغانستان فقتلت الملايين من أبنائهما ولكنها فى المقابل منيت بخسائر مادية وبشرية مرتفعة وضعت سمعتها العسكرية والمالية والأخلاقية على المحك رغم ما تكشف عن إنفاق وزير الدفاع السابق شوارتسكوف قرابة مائة مليار دولار من أجل شراء ذمم وسائل الإعلام فى العالم أجمع وخلق أكبر دعاية سوداء عرفها التاريخ ضد النظام العراقى عام ‮٠٩٩١‬؟ ألم‮ ‬يرهق الجزار الأمريكى من أعمال القتل والسلخ فراح‮ ‬يتبع أساليب التفتيت واللعب من وراء الكواليس فشطر السودان إلى جزئين وما زالت عمليات الانشطار تتوالى فى الولايات السودانية ثم فوجئنا مؤخرًا بوصولها إلى القلب حينما أعلنت مجموعات مجهولة تشكيل مجلس‮ »‬ثورى‮« ‬للإطاحة بنظام الخرطوم؟ إذن‮.. ‬لماذا لا نعتبر‮ »‬الثورات‮« ‬فى ليبيا وسوريا واليمن هى استكمال لمخطط القضاء على النظم‮ »‬المارقة‮« ‬واستبدالها بنظم موالية خاصة لو وضعنا فى الاعتبار ما ذكره الرئيس الروسى مؤخرًا ميدفيدف أن الناتو‮ ‬يسعى لبناء أكبر قاعدة عسكرية له على السواحل الليبية؟ وبمناسبة الحديث عن القواعد العسكرية الأجنبية فى عالمنا العربى‮ ‬يجب أن نتساءل عن السبب وراء انفجار تلك الثورات فى الدول العربية التى لا تستضيف قواعدًا أجنبية،‮ ‬لا فرق بين‮ ‬غنى وفقير بينهما،‮ ‬أو وجود حالة متضخمة من الاستبداد فى نظم حكمها أو عكس ذلك‮.‬

حينما بدأ الحراك العربى‮ ‬يبزغ‮ ‬فى الأقطار العربية‮.. ‬تخلى الكثيرون من المعنين بالشأن العام العربى عن رؤيتهم القطرية والفكرية وسارعوا بالانخراط فى صفوفه‮.. ‬وهيئ للجميع أن حلمًا طال انتظاره فى دولة عربية موحدة وقوية ورائدة وعادلة أصبح قاب قوسين من التحقق‮.‬

وخيل إليهم‮- ‬وأحسب نفسى واحدًا منهم‮- ‬أنه للوصول للهدف المنشود عقبات لابد من تخطيها واحدة تلو الأخرى دونما اختيار أو مراوحة أو مفاضلة،‮ ‬ومن تلك العقبات القضاء على الاستبداد الذى لا‮ ‬يمكن أن‮ ‬يتحقق دون القضاء على الهيمنة الخارجية وما‮ ‬يتلوها من قوانين تضمن العدالة وتحث على الفضيلة والخصوصية واستعادة روح المبادرة والسبق‮.‬

وقد عززت الثورتان المصرية والتونسية هذا الخيال،‮ ‬وأقول خيال لأنه لم‮ ‬يسر على تلك العمومية فى جميع الأقطار،‮ ‬بل راحت الثورات تنتقى بين دولة وأخرى،‮ ‬ونظام وآخر،‮ ‬الأمر الذى فاضل بين شيطان وشيطان مع أن الجميع‮ ‬يستحقون الرجم‮. ‬

الصورة واضحة للغاية،‮ ‬يدركها من له أدنى بصيرة،‮ ‬فالولايات المتحدة أرادت من تفجير تلك الثورات أو تصنيعها فى عالمنا العربى أمرين اثنين الأول هو‮ »‬ترميم‮« ‬وليس‮ »‬تغيير‮« ‬نظم حكم مستبدة موالية لها كانت قد أوشكت على التداعى وهو ما حدث فى مصر وتونس‮..‬

أما الأمر الثانى فهو‮ »‬تصنيع‮« ‬ثورات تحت مجهر إعلامى مكثف ومتعدد الزوايا‮ ‬يركز على الأخطاء دون المزايا ويصنع الحدث من العدم،‮ ‬ويلعب على معضلة الجدل السياسى لدى قطاع كبير من شعبنا العربى الذى لا‮ ‬يستطيع أن‮ ‬يميز بين الغث والثمين والثورة والمؤامرة،‮ ‬مستخدمًا فى ذلك حسن نيته،‮ ‬رغم أن الرسول الكريم‮ ‬يقول‮- ‬فيما معناه‮- ‬إن الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة‮.‬

ولعل اتباع الولايات المتحدة هذا الاسلوب فى التخلص من خصومها لم‮ ‬يكلفها أى خسائر لا فى الجنود ولا فى الأموال بل إنها هى الرابح الوحيد بين القاتل والمقتول من بنى جلدتنا،‮ ‬حيث راحت تصادر الأموال المجمدة فى البنوك لتنتشلها من إفلاس وشيك فضلاً‮ ‬عن إنها كسبت أصدقاء جددًا وآبار نفط جديدة تؤمن لها حاجات نهضتها النفطية بالإضافة إلى أنها‮ »‬حسَنّت‮« ‬من وجهها القبيح لدى‮ »‬عوام‮« ‬العرب وسوقتهم الذين بدءوا‮ ‬يؤمنون بشرعية الاستعانة بالأجنبى فى أزماتهم الداخلية وهو ما‮ ‬يخالف الإسلام وشريعته جملة وتفصيلاً‮.‬

‮ ‬وليت ذلك فحسب بل دارت ماكينات تصنيع الأسلحة لديها ولاقت رواجًا كبيرًا مرتين‮: ‬الأولى وهى تبيع الأسلحة التى تهدم بها النظام المراد إزالته والثانية وهى تؤسس لجيش النظام الجديد الذى ستنصبه فى السلطة‮.‬

وفى هذا الصدد وجب أن نذكر أن طيارًا عراقيا ذكر فى لقاء أجرى معه أنه إبان أحداث‮ ‬غزو العراق ‮٣٠٠٢ ‬صعد إلى طيارته الحربية للتصدى لفوج من طائرات الاحتلال إلا أن الطائرة لم تتحرك بتاتًا ولم‮ ‬يلبث أن جاءه أمر القيادة بالهروب من الطائرة فورًا وما أن تركها حتى انفجرت وذلك لأن لكل طائرة أو صاروخ أو أى سلاح‮ ‬غربى مهم‮ »‬شيفرة‮« ‬تحتفظ بها الدول البائعة للسلاح باستخدامها عبر الأقمار الصناعية‮ ‬يجرى تدميرها ذاتيا بمجرد إدارة‮ »‬المحرك‮« ‬ونشرت مواقع‮ ‬غربية أن الاسلوب نفسه تم استخدامه مع السلاح الليبى الفتاك حيث دمرت كل مخازن الصواريخ سام ‮٩ ‬آليا قبل أيام من اعتقال العقيد معمر القذافى فى ركب عسكرى فى سرت وتسليم الأمريكان إياه لثوار مصراتة بحسب صحيفة‮ »‬صنداى إكسبريس‮« ‬الأمريكية‮.‬

وقد‮ ‬يقول قائل إننى اتهم الثورة المصرية بأنها ثورة أمريكية تهدف لتغيير نظام مبارك الماسونى،‮ ‬قطعًا أنا لم أقل ذلك ولكن أؤكد أن الثورات الحقيقية فى عالمنا العربى تمثلت فى الثورة المصرية والتونسية ولكن ما أرادته أمريكا من الثورة المصرية فقط هو تفريغ‮ »‬بالون‮« ‬الغضب ضد مبارك الذى أوشك على الانفجار عبر إزاحته معززًا مكرمًا مشكورًا بأمواله المسروقة من الشعب وتبديله بحاكم آخر،‮ ‬إلا أن الغضب المصرى كان أكبر مما خططه له الأمريكان ورجالهم فى الداخل والخارج‮.‬

لست أدرى لماذا كلما بحثت فى وعى الناس الجمعى تذكرت أحاديث الرسول الكريم حينما قال‮- ‬فيما معناه‮- ‬إنه فى آخر الزمان سيقتل المسلمون المسلمين وكلاهما‮ ‬يهتف الله أكبر،‮ ‬وقوله‮ »‬ص‮« ‬للمسلمين إنه سيكون أشد أعداء المسلمين منهم‮ ‬يرتدون زيهم وينطقون بلغتهم ويصلون خمسهم ويصومون شهرهم وقوله أيضًا عن أنه سيكذب فيه الصادق ويَصَدُقُ‮ ‬فيه الكاذب ويفتى فى أمور العامة الرويبضة‮.‬

صدقت‮ ‬يا حبيبى‮ ‬يا رسول الله‮.. ‬صدقت‮ ‬يا رمز العروبة والإسلام‮.‬

22 نوفمبر 2011

فزاعات الثورة .. والدعم الربانى

فزاعات الثورة .. والدعم الربانى

سيد أمين

رغم كل محاولات اجهاضها .. الا أن الأحداث على الارض تؤكد أن شعب مصر لايزال مصرا على التغيير الشامل , التغيير الذى لا يقنع بتبديل الوجوه والابقاء على السياسات , لا يقنع بعمليات "ترميم " نظام مبارك وليس ازالته, التغيير الذى لا يمكن أن يظهر معه من يتهم الثوار بأنهم خونة ينفذون أجندات الخارج , وأنهم قلة مندسة تتلقى دعما ماليا من اعداء الوطن وهم لا يعبرون عن الشعب المصري وكأنهم كائنات فضائية هبطت من السماء.

الثورة مستمرة رغم كل محاولات الترويع والتخويف والتخوين عبر اللعب على ثلاثة محاور من أجل عزل الثوار عن الشعب مستغلين فى ذلك انخفاض وعيه السياسى , وهو الانخفاض الذى نجم جراء سنوات طوال وخطط مدروسة لتحويل الانسان المصري الى كائن بيولوجى يفكر بغرائزه ومعدته وليس بعقله.

ومن المحاور التى راح القائمون على أمر اجهاض الثورة اتباعها "مسألة تخوين الثوار" والادعاء بأنهم مأجورون جاءوا لاستهداف مصر والانحياز لتحقيق مصالحهم الخاصة على حساب مصلحة مصر , وهو ذات الاسلوب المتبع اعلاميا فى عهد مبارك حينما اتهم الملايين فى ميادين مصر بالعمالة للخارج وتلقى وجبات "كنتاكى" وأنه لن يسمح ازاء ذلك التأمر بتسليم مصلحة البلاد العليا لاسرائيل .

وما أن سقط مبارك حتى صار مؤكدا أن مبارك لا الثوار هو من كان عميلا لاسرائيل وامريكا , وأن الخراب الهائل الذى لحق بكل مناحى الحياة فى البلاد بطريقة لم تكن تطمح لتحقيقها حتى اسرائيل جاء جراء سياساته .

نجحت الثورة فى خلع مبارك إلا انها لم تخلع رجاله ومناهجه , حيث راح القائمون على امر البلاد يتبعون نفس النهج فى تخوين الثوار بل وراحوا يضيفون مؤثرات جانبية تؤكد مزاعمهم.

بدأت تلك المؤثرات بافتعال احداث السفارة الاسرائيلية بما سبقها من دعوات لاقتحام الحدود المصرية - الفلسطينية فضلا عن التفجيرات المتكررة لخط الغاز المصرى المؤدى لاسرائيل.

ولعل الهدف من وراء تلك الاحداث محاولة ايهام "عامة" الشعب بأن "الثوار"بسؤ نية منهم يسعون لاشعال حرب مع الكيان الصهيونى , وهى الحرب التى لم نكن قد اعددنا لها العدة وقطعا سنخسرها.

يترافق مع تلك الاحداث القاء القبض على جواسيس "وهميين"فى ميدان التحرير جاءوا لتحريض الثوار على التخريب , وقد بدأ ذلك السيناريو عبر اعتقال ما وصفوه بانه جاسوس اسرائيلى يدعى جرابيل متهمينه بأنه كان يحرض الثوار على التخريب , وقد بدا جرابيل فى الصور التى التقطت له وكأنه يقول للشعب او من يصوره " أنا جاسوس اسرائيلى جئت لتخريب مصر مع الثوار " وراحت وسائل الاعلام تزيد وتزبد فى تفاصيل واهداف تواجد هذا الصيد الثمين فى الميدان.

وبعد كل هذه الدعاية التى تهدف الى تشويه سمعة الثوار تم تسليم الجاسوس المزعوم الى اسرائيل فى مقايضة مع عدد من المسجونين المصريين "جنائيا " فى سجون اسرائيل , الامر الذى القى بظلال من الشك الكثيفة حول الحادث برمته لأن الموساد الاسرائيلى الذى اخترق بحرفية عالية معظم انظمة الحكم فى العالم العربى او الاسلامى لايمكن ان يكون رجاله يكل تلك السذاجة التى تجعلهم يحضرون لالتقاط الصور التذكارية فى ميدان الثورة الرئيسى , تلك الثورة التى جاءت للإطاحة بصديق اسرائيل وامريكا الاستراتيجى .

ومن الامور الاخرى كذلك الخبر المدهش الذى تناقلته الفضائيات والصحف عن قيام طائرة عسكرية مصرية باقتحام الاجواء الاسرائيلية وحلقت حوالى 24 دقيقة فوق مفاعل ديمونة النووى , وهو خبر مع حجم سذاجته يثير التهكم من امر الذين اطلقوه .

وتلى ذلك اخبار تناقلتها الصحف والفضائيات عن ان اسرائيل تسعى لشن حرب ضد مصر خلال الايام المقبلة , ولعل هذا الخبر وسابقه مجرد اخبار وجهت لعامة الناس من الاغلبية "المغيبة" دون نخبتهم تهدف لاثارة خوفهم من انفجار الحرب , وبالتالى رفض المظاهرات المطالبة باستكمال الثورة بحجة إعطاء الجيش الفرصة لحماية امن البلاد الخارجى , رغم ان الثوار يطالبون المجلس العسكرى بتسليم السلطة للشعب وتفرغه لمهمته الاساسية فى حفظ امن مصر الخارجى دون التدخل فى الشأن الداخلى .

وثانى المحاور التى يتم تصنيعها واستغلالها للحيلولة دون استكمال الثورة هو محور الأزمة الاقتصادية ويتم ذلك عبر التركيز على اخبار الخسائر وانهيار البورصة وكساد السياحة والكساد والتضخم وازمات الوقود والخبز واتهام المظاهرات بالوقوف وراءها , رغم أن القائمبن على حكم البلاد لا الثوار هم ايضا المتسببون فى تفجر تلك الازمات عبر رفضهم المتكرر تنفيذ مطالب الثورة او تنفيذها بصورة باهتة لا تسمن ولا تغنى من جوع.

واخر هذه المحاور الثلاثة محور الانفلات الامنى وهو المحور الذى يتم خلاله التلويح ياستهداف الامن الشخصى لكل مصري جراء حالة الفوضى التى تجتاح الشارع الآن , وإلقاء المسئولية كاملة خلف الثورة والمظاهرات .

ويتمثل نشاط هذا المحور فى اطلاق يد البلطجية فى كل شبر فى مصر دون حسيب او رقيب مع التعلل بأن الوهن الذى لحق بالداخلية كان جراء الثورة والثوار وهم يتحملون المسئولية , يأتى ذلك رغم انه لو صدقت النوايا لتم اعتقال هؤلاء البلطجية والخارجين الذين صاروا بقدرة قادر اكبر تنظيم خاص مسلح فى مصر فى مدة اقصاها اسبوع او اسبوعين نظرا لأنهم – اى البلطجية- مسجلون ومعلومو البيانات والعناوين والجرائم التى ارتكبوها.

انا فى الحقيقة لا أتهم المجلس العسكرى بالتأمرعلى الثورة بقدر ما اننى انبهه الى خطايا نجمت عن سؤ تقدير فى حساباته , خطايا أوشكت أن تدخل البلاد فى نفق مظلم , خطايا قد لا تكون مقصودة – وهذا وارد – ولكنها وفرت للقوى المضادة للثورة وهم كثيرون ملاذا آمنا للنفاذ منه الى ربوة التل وذروته, وحرمان الشعب من جنى ثمار اشجار روتها دماء الشهداء فى ميادين مصر فى تحقيق العدالة والمساواة وتوقف اللصوص الفورى عن "حلب " البقرة الحلوب دون سواهم .

المجلس العسكرى وهو يرأس مؤسسة لا يكن لها المصريون إلا كل احترام وتقدير لم يكن ثوريا بنفس تلك الثورية التى طمح إليها الثوار, وما بين هذا وذاك – والشيطان عادة يكمن فى التفاصيل – تسلل الشك الى القلوب , وظهرت الفوارق بين الثوريتين , الثورية الشمولية التى تريد التخلص للأبد من كل ما يمت للقديم , والثورية التى تسعى للتخلص من عالم الشخوص دون الافكار , من هنا نجمت ثورة التحرير الثانية.

رغم هذا , نقول إن ثورة صنعها الله لا يمكن ان تقف امامها قوة بشرية , واى محاولات لاجهاضها ستؤل للفشل كما ألت المحاولات السايقة وان الله يؤيد مصر ولو كره الفاسدون.

20 نوفمبر 2011

الفلكيون دخلوا على خط الثورة .. عالم فلكى يؤكد ان مبارك لا زال يحكم مصر

الفلكيون دخلوا على خط الثورة .. عالم فلكى يؤكد ان مبارك لا زال يحكم مصر
كتيب  - سيد أمين
فى بادرة غريبة ادخلت رجال الفلك فى السياسة .. أكد أحد علماء الفلك أن الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك لا زال يحكم البلاد ويتحكم فى مجريات الأمور فيها.
وقال أحمد سويدان الذى عرف فى محافظة أسوان بقدرته على قراءة الطالع أن مبارك يلتقى بقيادات نافذة فى الدولة بشكل منتظم ويضع الخطط ويصدر التوجيهات لاجهاض الثورة والحيلولة دون اتمامها وأنه حتى ثلاثة أسابيع مضت كان مخطط التوريث لجمال مبارك لا زال قائما.
وأضاف "سويدان" فى اتصال هاتفى بمنسق الحملة الوطنية لتوثيق جرائم مبارك سيد أمين أن حرصه على انجاح الثورة دفعه للاتصال من أجل توصيل صوته للإعلام بأن ما يحدث فى مصر من فوضى وشتات هو مخطط مدروس بعناية من قبل شخصيات قال عنها أنها يهودية بالتنسيق مع الرئيس مبارك.
وفجر "سويدان " مفاجأة حينما أكد ان مبارك يستعين بنحو سبعة سحرة مغاربة الجنسية يقومون بتهيئة الاجواء الشعبية لتقبل استمرار بقاء النظام القائم وانه اوصى الشخصيات النافذة فى البلاد بان يقوموا بتسليم السلطة للفريق احمد شفيق رئيس الوزراء السابق وان هؤلاء السحرة يعملون على اضفاء حالة من القبول على شخصيته لدى عامة الشعب.
وقال ان حالة الفوضى فى البلاد قد تستمر لعدة سنوات مقبلة ولكن فى نهاية الامر قد يستقر الوضع لصالح خلع مبارك وعصابته بشكل حقيقى من البلاد التى ستشهد بعد ذلك حالة من الازدهار لم تكن تعرفها من قبل.
واضاف ان نجاح الثورة مرهون باستمرار المظاهرات المناهضة للنظام ووحدة الثوار وضرورة عدم تشرذمهم الى فئات متناحرة وهو ما تهدف له الخطة التى يسعى مبارك والجهات الصهيونية التى تدعمه لتنفيذها.
واكد سويدان ان العديد من القيادات الحاكمة الأن قاموا بزيارة مبارك فى عيد الأضحى الماضى وقدموا له التحية ( ) وان مبارك ليس مسجونا فى المستشفى .
وفى لفتة مدهشة قال سويدان انه يدعو كل الشخصيات التى تعمل فى مجال الفلك التعاون معه من أجل ابطال مفعول سحر السحرة الذين يستعين بهم الرئيس المخلوع – على حد زعمه.
يذكر ان العديد من القنوات الفضائية نقلت عن رجال فلك توقعهم بخلع مبارك قبيل احداث الثورة باشهر قليلة , ومع ذلك يبقى قول المتنبى السيف اصدق انباءا من الكتب .. فى حده الحد بين الجد واللعب.

17 نوفمبر 2011

البيان التأسيسي لحركة التقدم إلى الوراء

البيان التأسيسي لحركة التقدم إلى الوراء
يا أبناء الأمة العربية المجيدة:-
لقد انجلت الغبرةُ عن صورة المشهد المأساوي الذي تعيشه الأمة العربية منذُ أكثر من ثمانية قرون، وصارت أكثر وضوحاً من ذي قبل، خاصة بعد الأحداث الجسام التي عصفت بالمنطقة العربية مع مطلع القرن الحادي والعشرين على وجه الخصوص، والتي أظهرت حالة الخواء الفكري عند أوساط عربية توزّعت ولاءآتها هنا وهناك، فاصطفت أوساطٌ عديدة منها حتى مع أعداء الأمة واستقوت بها، دون أن تتدبر قول الله تعالى في محكم التنزيل: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا اليَهُودَوَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍوَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ] المائدة 51.
وقد روّجت لتلك العقيدة الجديدة التي تتقاطع نصاً وروحاً مع مباديء الإسلام الحنيف، قنوات إعلامية عربية معروفة، استعانت بأقلام مأجورة لتهرف بما لا تعرف، وتواطأت لتحقيق ذلك المسعى مع عددٍ غير قليل من رجالات الدين الذين اختصروا الإسلام الحنيف بفتاوٍ تتعارض مع مباديء رسالة الإسلام السمحاء، وذلك تحقيقاً لأعراض زائلة، فأثروا ثراءً فاحشاً في وقت تعاني فيه أوساط عربية وإسلامية عديدة من الفقر المتقع!!!
قال الرسول المصطفى – صلى الله عليه وسلم - : (سيكون في آخر أمتي أُناسٌ يحدثونكم ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم). رواه مسلم في صحيحه.
وقد توفرت لتلك الأوساط – وللأسف الشديد – كل أسباب النجاح، فها هي الأموال العربية تغذي حالة التداعي العربي على المستويات والصعد كافة، دعماً للمشروع الصهيوصليبي في المنطقة، وها هم عملاء الأمة ينتشرون بيننا انتشار النار في الهشيم لتمكين الحملة الصليبية الجديدة – التي هي ليست من المسيحية السمحاء بشيء – من تحقيق أهدافها، وها هي ظاهرة الخيانة تطفو على سطح الأحداث، إذ ما عاد الأخ يأمن جانب أخيه في هذا الزمن (اللاّ عربي) الرديء.
قال الرسول الأكرم محمد – صلى الله عليه وسلم - : (سيأتي على الناس سنوات خدّاعات يصدّق فيه الكاذب، ويكذّب فيها الصادق، ويؤمّن فيها الخائن، ويخوّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال: الرجل التافه السفيه يتكلم في أمر العامة). رواه أحمد في مسنده 37/15، كما أورده الحاكم في المستدرك.
وقد أسهم ذلك في التأثير على معطيات العقل الجمعي للإنسان العربي الذي بدأ بوضع الشبهات حتى على الإسلام الحنيف بسبب تصرفات بعض المحسوبين على الإسلام والمسلمين، من الذين تربصوا بالشرفاء من أبناء هذه الأمة وتحاملوا عليهم - بقصد أو بغير قصد – وأحاطوا المنبطحين والأذلاء بهالة من التقديس والاحترام العالي عن جهالة وسفه، حتى صار إسوتنا ونبينا محمد – صلى الله عليه وسلم –  عند الغالبية العظمى من العرب المتأسلمين، اسماً يتمشدق به كل المرائين والأفاقين.
فغدا العقل الجمعي العربي هشاً قابلاً للكسر في كل حين، وطرياً يسهل تشكيله في كلِّ آن وفق مقتضيات حاجة الغرب لإنسان عربي مأزوم ومهزوم في آنٍ واحد يحسن تعاطي الانبطاح لمشروعات الغرب الضلالية، ويأبى التصدي الحازم والشجاع لمخططات الصهيونية العالمية، ويرضى لنفسه أن يكون مطية الجهل والتخلف فيعطي للإشاعة أذناً صاغية، ويردد ببغاوية كلّ ما يتناهى إلى مسامعه، فنشأ جيلٌ من المتسكعين في المقاهي العربية ومن المغيبين تماماً عن الواقع المأساوي الذي تعيشه الأمتين العربية والإسلامية، ممن أداروا ظهورهم للنضال والكفاح وللجهاد الذي وصفه نبينا الهادي – صلى الله عليه وسلم – بأنه أفضل الأعمال، ولم يكلّفوا أنفسهم حتى عناء الأسى والألم على ما حدث في فلسطين والعراق ولبنان والصومال وليبيا وأفغانستان – والبقية تأتي – ولم يجاهروا حتى في الشجب والتنديد، في وقت نراهم فيه يدفعون أموالهم بسخاء (معهود فيهم ) لحضور حفل راقص – مثلاً- أو يتدافعون لمتابعة وصلة غنائية رخيصة لفنان رخيص، مما يؤكد على أن جميع المؤسسات التربوية والتعليمية والثقافية والدينية والتوعوية العربية قد فشلت في تنمية قدرات عقل الإنسان العربي فشلاً ذريعاً على مستوى التخطيط والتنفيذ.
بعد هذا العرض السريع للواقع المزري لهذه الأمة، نتمنّى على كل من يريد أن ينفض عن نفسه غبار الذل والضعة والمهانة من أبناء الأمتين العربية والإسلامية التفاعل مع معطيات حركتنا الجديدة – التقدم إلى الوراء – عبر صفحات الـ facebook التالية: "إسوة حسنة" أو "الحل الأخير" أو "المنبع" أو "المصب" أو جميع تلك الصفحات، ليضعه كادر متخصص يعمل في تلك الصفحات في صورة ما حدث وما سيحدث في المستقبل من تطورات سياسية تتصل بالشأن العربي مباشرة، وذلك بغية تحصينه وتسليحه ببندقية الوعي، فنحن نعتقد أنها السلاح الأكثر فاعلية في الوقت الحاضر لمجابهة أعداء الأمة، ومن الله العلي القدير نستمد العون والتوفيق.
الأمانة العامة
لحركة التقدم إلى الوراء
روابط الحملة على الفيسبوك
أسوة حسنة
https://www.facebook.com/pages/%D8%A5%D8%B3%D9%88%D8%A9-%D8%AD%D8%B3%D9%86%D8%A9/178884582192696
الحل الأخير
https://www.facebook.com/pages/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%8A%D8%B1/278828848807201
المنبع
https://www.facebook.com/pages/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A8%D8%B9/305349829481661
المصب
https://www.facebook.com/pages/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%A8/234144083306503