ليسوا ثوارا من نسوا فلسطين .. (بحث عن فلسطين فى اجندة الثورات الجديدة)
مدخل :
* لعل أبرز القضايا
العربية التى تأثرت بقوة – بما سُمى بربيع الثورات العربية ، هى القضية الفلسطينية
، ولعل أكثر الدول الكبرى تأثراً ثم توظيفاً أو اختراقاً لهذه الثورات هى الولايات
المتحدة الأمريكية ؛ ولقد أنتج التداخل بين الأركان الثلاثة لهذا التأثير والتأثر ونقصد
بهم (فلسطين - الثورات – الولايات المتحدة) واقعاً جديداً ، ومختلفاً خاصة بعد مرور
قرابة العامين على اندلاع الثورة الأولى من ثورات ما سمى بالربيع العربى (الثورة التونسية
- ديسمبر 2010) مروراً بالثورة المصرية (25 يناير 2011) وانتهاءاً بما جرى فى ليبيا
وسوريا والذى يراه البعض أنه ليس بثورات ، وأن ما يلمع ليس كله ذهباً ، وأنه لا يعدو
كونه مجرد صراعات على الحكم ومؤامرات خارجية تستهدف النفط (حالة ليبيا) أو تفكيك المقاومة
العربية وإضعافها (حالة سوريا) وأن الغرب ومعه دول الخليج التابعة له قد ركبها جميعاً
وأسماها (ثورة) مستخدماً القصف الإعلامى الموسع لشل العقل والرؤية عن الفرز الصحيح
بين الثورات الحقيقية والثورات المزيفة .
* ترى كيف جرى
التأثير والتأثر ، بين هذه الأركان الثلاثة (فلسطين – الثورات – واشنطن)، وما هى الانعكاسات
الحقيقية له على أرض الواقع ؟ خاصة مع وضوح الاختراق الأمريكى الكبير لهذا الربيع العربى
والنجاح تقريباً فى حرفه عن مساره الصحيح ، مسار التغيير للأفضل بالنسبة للشعب العربى
وللحقوق العربية الثابتة والمقاومة العربية الصحيحة ضد الهيمنة الإسرائيلية والغربية
، وأضحى ربيعاً أمريكياً بامتياز خاصة فى اليمن وسوريا وليبيا وغيرها !! .
* إن هذه الورقة
البحثية تحاول أن ترصد وتحلل أبرز السلبيات والإيجابيات فى مرحلة ما بعد (الثورات)
على القضية الفلسطينية والدور الخبيث لواشنطن وركائزها فى الخليج وبعض المتأسلمين من
قوى التيار الإسلامى - الذى كان متشدداً - المنتشر الآن فى سلطة الحكم فى بلاد الربيع
العربى ؛ فى سرقة الثورات وتوجيهها فى الاتجاه المعادى لروح الثورات الحقيقية لتصبح
ثورات ضد المقاومة ومع إسرائيل ، ثورات أسقطت عن عمد من حساباتها ؛ فلسطين ولعقود طويلة
قادمة، ومن لا يعى ذلك عليه أن يعيد قراءة التاريخ وأن يستعد له من الآن وبخاصة القوى
الفلسطينية المجاهدة وللوصول إلى الحقيقة فيما جرى فى المنطقة وانعكاسه على (القضية
الفلسطينية) دعونا نفتش ونبحث .
***
أولاً : نعتقد
- للأسف – أن النتيجة النهائية لما اصطلح على تسميته بالربيع العربى كما عشنا – ولانزال
نعيش - وقائعه منذ ثورة تونس وحتى أحداث سوريا والبحرين مروراً بمصر وليبيا واليمن
– هى سقوط القضية الفلسطينية من أجندة الذين انتصروا فى هذه الثورات وتولوا الحكم وتراجعها
خطوات طويلة للخلف ، بل وربما التآمر عليها ومحاولة تدجين وترويض بعض حركات المقاومة
المسلحة لتتحول إلى مقاومة سياسية بلا طعم ولا رائحة فى وطن محتل بالكامل ، إن المؤرخ
المنصف لتطور الأحداث فى ثورة مثل مصر على سبيل المثال يجد أن من وصل فيها إلى الحكم
وافق على التطبيع مع إسرائيل وعلى اتفاقية كامب ديفيد وقروض البنك الدولى ودول الخليج
التى تعنى إعادة إنتاج نظام التبعية لحسنى مبارك ولكن بلحية وقشرة إسلامية ، وسقطت
فلسطين تماماً من سلم الأولويات ، حتى القضايا ذات البعد الإنسانى مثل قضية العودة
سقطت وباتت موضوعاً للمزايدة إرضاء لواشنطن وتل أبيب (لنتأمل تصريحات أبو مازن الأخيرة
بشأن إسقاط حق العودة وردود الفعل عليه) .
***
* إن قضية مثل
قضية حق العودة والتى أسقطها الربيع العربى – الأمريكى تحتاج منا فى هذا المقام البحثى
إلى إعادة تذكير فمن بين أطلال 531 مدينة وقرية ومن بين 600 ضيعة وقرية صغيرة، خرج
ولم يعد أكثر من ستة ملايين فلسطيني منذ حرب العام 1948 وحتى اليوم (2012)، ومن هؤلاء
تشكل ما أضحى يعرف بظاهرة اللاجئين الفلسطينيين الموزعين على كافة أرجاء المعمورة وبخاصة
المعمورة العربية التي كانت تسمى سلفاً بـ(الوطن العربى) وباسم هؤلاء وبسبب مأساتهم
تشكل ما بات يسمى بحق العودة، ذلك الحق الذى يعد أهم محاور القضية ، أو هو أصلها إن
شئنا الدقة ، وهو القرار الذي أنبنى عليه، وصدر بشأنه عشرات القرارات والتوصيات الدولية،
وعقدت بشأنه آلاف المؤتمرات والندوات، وللأسف ذهبت كلها أدراج الرياح بسبب ممالأة الغرب
وتآمره مع (إسرائيل) لانتزاع وطن من أهله، ومصادرته مدى الحياة : في أبشع جريمة ضد
الإنسانية، جريمة وفقاً للقوانين الوضعية - قبل السماوية - لا تسقط بالتقادم.
* إن العودة ليست
حلماً، بل حق أقرته المواثيق الدولية، عودة إلى البيت الذي طرد منه الفلسطيني وليس
إلى أي مكان آخر داخل فلسطين كما تحاول أن تفرضه محاولات التسوية الجديدة منذ أوسلو
وحتى ربيع الثورات العربية الذى تحاول أمريكا تحويله إلى شتاء قارص يلعنه الجميع وفى
مقدمته الشعب الفلسطينى ، لأنه ببساطة ربيع أسقط حق العودة ، مقابل قيام حكم الإخوان
والسلفيين فى البلاد العربية ، وكأننا نستبدل نظام مبارك العسكرى بنظام مبارك بلحية
!! الشكل تغير ولكن القلب لايزال أمريكى إسرائيلى خاصة فى القضية الفلسطينية .
* على أية حال
إن أبرز وأقدم قرار صدر عن الأمم المتحدة بشأن حق العودة هو القرار رقم 194 الصادر
يوم 11 ديسمبر 1948 يقضي بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض (وليس: أو التعويض)
وأصر المجتمع الدولي على تأكيد قرار 194 منذ عام 1948 أكثر من 135 مرة ولم يعارضه إلا
الكيان الصهيوني وأمريكا.
- وحق العودة أيضاً
نابع من حرمة الملكية الخاصة التي لا تزول بالاحتلال أو بتغيير السيادة على البلاد.
ترى هل فهم القادة
الجدد لثورات الربيع العربى من تونس إلى ليبيا ومصر وغيرها هذه الحقيقة ؟ وهل عملوا
على إعادة هذا الحق لأصحابه ؟
إن الحقائق تقول
للأسف أن هؤلاء الحكام الجدد ساروا على نفس نهج الحكام القدامى ليس بشأن حق العودة
فقط بل بشأن القضية الفلسطينية كلها ، لقد وافقوا على كامب ديفيد ورحبوا بالعلاقات
مع تل أبيب وواشنطن ، وكأننا أمام حسنى مبارك آخر .
***
ثانياً : لقد زفت
إلينا ، صحف القاهرة ، وعلى استحياء ، وهى المشغولة بالحرب الأهلية بين ائتلافات وقوى
الثورة ، أنباء عن اجتماعات قادة الفصائل (21/12/2011) لتوقيع ما سمى باتفاق القاهرة
للمصالحة والذى سبق وكتب فى 4/5/2011 وهو : [ العاشر ربما منذ اختلف الأخوة (الأعداء
!!) على طبيعة المسيرة والمسار ] وهللت بعض وسائل الإعلام المصرية لمشاركة ممثلين عن
حركة الجهاد والـ13 فصيلاً فلسطينياً الآخرين ، فى التوقيع على المصالحة بعد أن يكون
(الكبار) من فتح وحماس قد وقعوا ؛ وقالت مصادر مطلعة ، أن جوهر الاتفاق ، هو ما سبق
وأعلنه خالد مشعل وأبو مازن فى القاهرة أثناء لقائهما الشهر الماضى (نوفمبر) وهو [
إيقاف المقاومة المسلحة ضد العدو الصهيونى والاكتفاء بالمقاومة السلمية التى لا تستخدم
العنف بأى صورة من الصور مع العدو ، حتى لو استخدم هو العنف مع الشعب الفلسطينى الأعزل
] .
* بهذا المعنى
فإن اتفاق المصالحة هذا وما تلاه من اتفاقات مصالحة ، خلال عام 2012 ، وإن تضمن كلاماً
جميلاً وغائماً عن (الاعتقال السياسى) والانتخابات والإدارة المحلية ، وغيرها من القضايا
التى ستظل هامشية قياساً على الشرط الرئيسى الحاكم للاتفاق ، وهو (إيقاف المقاومة المسلحة)
واستبدالها بالمقاومة أو النضال الـ (تيك أواى) نضال بعض ثورات الربيع العربى .. ثورات
الـ C.I.A ، نضال على مقاس المصلحة والرؤية
الإسرائيلية ؛ نضال لا يغير من قواعد (الاحتلال) وأسسه وإن (جمَّل) و(غيّر) فى شكل
وأدوات عمل هذا الاحتلال (!!) .
إن مخاوف القوى
المقاومة العربية والفلسطينية بشأن المصالحة الجارية وقائعها الآن بمباركة الإخوان
المسلمين والمخابرات المصرية ؛ عديدة ، فدعونا نسجل أبرزها لعل ما نقوله يفيد :
(1) مما لاشك فيه
أن أى قومى أو إسلامى مقاوم ، يفرح كثيراً عندما يتصالح أبناء فلسطين ، ويتوحدوا ،
ولكن بشرط أن تكون المصالحة والوحدة على أرضية المقاومة والتخلص من أدران الاتفاقات
المذلة ، وفى طليعتها اتفاق أوسلو 1993 ، والذى لم يعطِ للفلسطينيين سوى المهانة ،
والمزيد من المستوطنات !! فإذا ما جاءت (المصالحة) كما تمت عدة مرات فى القاهرة ، وفقاً
لأوسلو ، فإنها مصالحة زائفة ، بل وقاتلة ، لأنها مصالحة على دم الشهداء من أبناء حماس
وفتح والجهاد والقوى والفصائل الفلسطينية الأخرى وهو ما يجعلنا نشك ليس فى عدم جدوى
هذه المصالحة بالنسبة للقضية الفلسطينية ، فحسب ، بل وفى خطرها على هذه القضية خاصة
أنها تأتى برعاية نفس أجهزة (عمر سليمان وحسنى مبارك) المعادية لروح المقاومة وغاياتها
؛ وتأتى بموافقة أمريكية كاملة بل لا نبالغ إذ نقول أنها تأتى بطلب أمريكى صريح عبر
الزيارات المتعددة (23 زيارة) لمسئولى البنتاجون والـ C.I.A
والخارجية الأمريكية وبعض السياسيين الأمريكيين الكبار ذوى الهوى
والارتباط الصهيونى مثل جون ماكين وجون كيرى وجيمى كارتر وآن باترسون السفيرة الأمريكية
فى القاهرة والتى أعلنت فى حوار أخير مع صحيفة اليوم السابع (1/11/2012) أنها التقت
د. محمد مرسى–على سبيل المثال – 7 مرات أكد فيها – جميعاً - احترامه المطلق لمعاهدة
السلام مع الإسرائيليين بأشد مما فعل حسنى مبارك .
(2) تأتى المصالحة
فى أجواء تغييرات وثورات عربية ؛ بعضها – كما اتضح الآن للجميع بعد أن بح صوتنا -
(حقيقى) والآخر زائف ، ومصطنع ، بعضها ، يضع (فلسطين) والمقاومة على سلم أولوياته ،
والبعض الآخر – وهو الأغلب للأسف - يدير لها ظهره ، منذ اليوم الأول لتسلمه البرلمان
أو الحكم من الأنظمة التابعة والعميلة ، والمصالحة الفلسطينية كما جرت مقدماتها تأتى
فى إطار إعادة تشكيل المنطقة ليتكون الهلال (الإسلامى – الأمريكى الجديد) ، الذى قشرته
الخارجية إسلامية (إخوانية وسلفية وهابية) وقلبه أمريكى / إسرائيلى . المصالحة لا تستهدف
(القضايا الصغيرة) مع كامل الاحترام للبنود المنشورة : المعتقلين والانتخابات وإدارة
شئون السجن الفلسطينى الكبير فى رام الله وغزة ، لكنها تستهدف وضع الجميع داخل قطار
التسوية الجديد ، قطار أوسلو ، ولكن بلحية طويلة مشذبة ! .
(3) كان طبيعياً
أن تنتهى المصالحات الوهمية القائمة على غياب حقيقى للقضية الفلسطينية إلى تصارع بين
الأطراف الفلسطينية ليس على خيار المقاومة بل على من يقدم للإسرائيليين والأمريكيين
تنازلات أكثر وشهدنا دور قطر ودول الخليج فى محاولات جر حماس إلى مربع التسوية والتى
كان أبرزها زيارة أمير قطر إلى غزة وطلبه من (حماس) التخلى عن خيار المقاومة المسلحة
والاتجاه إلى العمل الاقتصادى من خلال الدعم المالى الخليجى ، وفى المقابل وإن بلغة
أخرى ولكن بذات المضمون ، رأينا دور أبو مازن فى تقديم تنازلات أكثر لترضى عنه واشنطن
وكان آخرها تنازله عن حق العودة فى حواره الشهير مع القناة الثانية الإسرائيلية
(2/11/2012) الأمر الذى دفع قيادة تحالف القوى الفلسطينية في لبنان وهيئات فلسطينية
عديدة لإصدار عدة بيانات تفند وترد على هذا التنازل الاستراتيجى المجانى لإسرائيل ،
ومن بين ما تضمنه بيان (الفصائل الفلسطينية) :
أ - نستنكر التنازلات
الخطيرة للسيد محمود عباس عن حق العودة وأرض فلسطين التاريخية ورفضه للانتفاضة الثالثة
واعتباره المقاومة المسلحة إرهابا.
ب - ان مواقف عباس
الأخيرة لا تعبر إلا عنه شخصيا ولا تمثل شعبنا الفلسطيني وفصائله الوطنية والإسلامية.
ج - نجدد تمسكنا
بحق العودة إلى ديارنا الأصلية في فلسطين ونؤكد ان حق العودة هو حق فردي وجماعي لشعبنا،
لا تملك أي جهة أو منظمة أو دولة أو زعيم التنازل عن هذا الحق المقدس.
د - نؤكد تمسكنا
بالمقاومة المسلحة كخيار استراتيجي لشبعنا الفلسطيني ونعتبرها حقا طبيعيا لمواجهة الاحتلال
الصهيوني كفلته كل الشرائع السماوية والأرضية.
هـ - نؤكد على حقنا بتحرير فلسطين كل فلسطين من البحر
إلى النهر ومن الجليل إلى النقب، ولا تملك أي جهة في العالم التنازل عن شبر واحد من
أرض فلسطين التاريخية فهي ملك الشعب العربي الفلسطيني.
وينتهى بيان الفصائل
الفلسطينية إلى القول بـ (نحذر فريق التسوية الفلسطيني من التمادي في تقديم التنازلات
للعدو الصهيوني فإن هذا الكيان الغاصب لا يفهم لغة المفاوضات والتسويات التي فشلت على
مدار 21 سنة، وان اللغة الوحيدة التي يفهمها هي لغة القوة والمقاومة فقط).
* وعلى ذات المعنى
جاء بيان قوى وشخصيات عربية معروفة تدين تصريحات (أبو مازن) وتعلن موقفها بوضوح ضدها
(ومنهم كاتب هذا البحث) وجاء فى البيان : " لم يُصدم فيما اقترفه محمود عباس
(أبو مازن)، في القناة الثانية من تليفزيون العدو الصهيوني، يوم الجمعة
(2/11/2012) إلا كل من استمرأ التعامل مع الأوهام. فما اقترفه عباس لم يكن جديداً،
حتى يصدمنا، بل كان تأكيداً جديداً على خط عباس، الذي ينفِّذ مشروعاً صهيونياً في مجال
القضية الفلسطينية عموماً، وفي الضفة الغربية راهناً. فليس مستهجناً على من يتباهى
بأنه يحمي الصهاينة وكيانهم، أن يسم الانتفاضة بالإرهاب، وأن يُنكر حقه في العودة إلى
مسقط رأسه، صفد، ويكتفي بالفرجة عليها! وهو الذي دأب على التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني،
لمطاردة فدائيينا، وسجنهم، ونزع أسلحتهم، وإفقاد بعضهم حياته، تحت أنواع بشعة من التعذيب.
ثم، كيف لنا أن
نستهجن خطايا عباس الأخيرة، وهو الذي صرح ــ قبل نحو شهر ــ أمام مجموعة من الحاخامات
بأن "إسرائيل وُجدت لتبقي".
ثم يقول البيان
: " للتذكير فحسب، عباس هذا هو من رشحته
واشنطن وتل أبيب رئيساً لوزراء سلطة الحكم الذاتي المحدود، وفرضته على المغفور له،
ياسر عرفات، قبل نحو تسع سنوات ونصف، لكن قواعد "فتح" سرعان ما شيَّعت عباس
بالهتاف المعروف: "يسقط كرازي فلسطين"! فخرج ذليلاً من رئاسة الوزراء، مضطراً
لتقديم استقالته من كل مناصبه في السلطة، ومنظمة التحرير،و"فتح". لكن الأعداء
أعادوه رئيساً لكل هذه المؤسسات، بعد بضعة أشهر، بمجرد أن اغتالوا ياسر عرفات.
ثم ينتقل البيان
إلى القول : " حتى رد الفعل البارد من فصائل لم تغادر المقاومة علناً بعد، لم
يصدم أحداً. أما الفصائل التي فقدت، منذ زمن، مبرر وجودها، وأبقاها عباس من باب سد
الخانة وكمالة العدد، فلا أحد يلومها على التزامها الصمت إزاء خطايا عباس؛ إذ لا حياة
لمن تنادي" .
وانتهى البيان
إلى الآتى : " مطلوب منا جميعاً، من اكتشف عباس مبكراً، ومن لم يقتنع إلا بعد
أن صُدم بجبهته. إلا مقاطعة هذا الرجل، والاستمرار في تعريته، متجاوزين كل الخُشب المسنَّدة،
من الفصائل والأنظمة العربية، المطالبة اليوم بمقاطعة عباس، إلا من كان على شاكلته
من تلك الأنظمة. ونعلم أن المهمة صعبة، فإغضاب واشنطن وتل أبيب فوق طاقة النسبة الأكبر
من حكام العرب، وثورة شعبنا مستعصية، ما دام البديل لم يجهز بعد، وما دام عمقنا الاستراتيجي
العربي على هذا النحو من التبعثر والوهن والحرص على إرضاء الأعداء. لكن معركتنا قد
بدأت، وسننتصر " .
***
* إن هذه البيانات
والإدانات التى أعلنت والقائمة على تنافس غير طيب بين بعض الفرقاء الفلسطينيين حول
أيهم يقدم تنازلات أكبر للإسرائيليين بعد ربيع الثورات العربية ، إن هذا فى تقديرنا
من أخطر ما أنتجه هذا الربيع من تأثير سلبى على القضية الفلسطينية التى لا نجد أبلغ
من كلمات د. رمضان عبد الله شلح أمين عام حركة الجهاد الإسلامى فى فلسطين فى تشخيصه
وذلك من خلال خطابه فى الذكرى الـ31 لتأسيس حركته (4/10/2012) حين قال : [أمام ما تشهده
المنطقة من ثورات وأحداث يبدو ما يسمى بالربيع العربي وكأنه سلاح ذو حدين تجاه فلسطين:
الأول سلبي، ويتمثل في الانشغال عن فلسطين بما يعطي فرصة لإسرائيل أن تفعل ما تريد،
وأن تمرر كل مخططاتها العدوانية وتفرض وقائع جديدة على الأرض. أما الحد الثاني والإيجابي
فهو نافذة الأمل التي تفتحها ثورات الشعوب لدعم وإسناد قضية فلسطين. ولكن بعد كم من
الزمن سيحدث هذا؟ الله أعلم!واضح أن فلسطين في أحسن الأحوال "مؤجلة"، ولا
نقول "أسقطت" من جدول أعمال الأنظمة والحكومات الجديدة التي أوصلها الربيع
العربي إلى سدة الحكم. لكن إلى متى هذا التأجيل؟! إلى أن تبتلع إسرائيل آخر متر من
الأرض وتهود آخر شبر في القدس، فلا يجد العرب والمسلمون شيئاً يدافعون عنه ؟! نحن لا
نتوقع ولا نطالب أحداً بأن يخوض غداً حرباً ضد إسرائيل من أجل فلسطين، وإن كان هذا
واجباً، لكننا نقول إن بإمكانكم خوض معركة سياسية من أجل القدس والمسجد الأقصى، الذي
يوشك على السقوط بسبب الحفريات من تحته ليبنوا مكانه الهيكل المزعوم!لا يجوز لحاكم
عربي أو مسلم ولا للشعوب أن يصمتوا أمام اقتحام الجماعات اليهودية المسجد الأقصى للصلاة
فيه، إنهم يخططون لقسمته للصلاة فيه، كما فعلوا بالمسجد الإبراهيمي بالخليل.وهنا نستحضر
قصة الفيلم المسيء لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولديننا. لقد قيل الكثير عن هذا
الفيلم، لكن من أهم أهداف من أنتجوا هذا العمل الدنيء هو أن يكون بالون اختبار، أو
من أجل أن يتعود المسلمون على تقبل إهانة رموزهم الدينية ومقدساتهم دون أن يغضبوا أو
يثوروا، وذلك استعداداً لجريمة هدم المسجد الأقصى التي يبيتون النية لها. فإذا مرت
جريمة إهانة النبي فمن الطبيعي أن تمر جريمة هدم الأقصى، هنا تحضر الأيدي الخفية والأصابع
الصهيونية في فيلم الإساءة للنبي عليه السلام.أما عن استمرار الحصار وإغلاق المعابر
ومعاناة الشعب الفلسطيني في غزة، في زمن الثورات العربية، وهذا أمر يتعلق بالشقيقة
مصر، فالوضع للأسف، وبكلمة واحدة، ليس أحسن حالاً مما كان قبل الثورة، إن لم يكن في
بعض الأمور، أصعب أو أسوأ، كما عبر بعض الأخوة المسؤولين في سلطة غزة!لا نريد أن نحمل
أحداً أو بلداً ما لا يطيق، ونعرف أن التركة التي ورثوها من أنظمة الاستبداد ثقيلة
وثقيلة جداً، لكننا نذكر أنظمة الربيع العربي أنهم إن أغفلوا فلسطين أو ناموا عنها،
فسيأتي اليوم الذي نرى فيه الجماهير التي انتفضت مطالبة بحريتها، تنتفض فيه مجدداً
لتسأل حكامها الجدد أين فلسطين؟ وماذا فعلتم من أجلها؟] .
***
ثالثاً : إن الواقع
المر الذى تعيشه القضية الفلسطينية بعد ثورات ما سمى بالربيع العربى وبعد المحاولات
الأمريكية الدؤوبة لاختراقه ووضع القضية الفلسطينية فيه فى ذيل اهتماماته مع تصعيد
التعاون الاستراتيجى مع إسرائيل تمهيداً لضرب إيران بعد التآمر الواضح الذى يتم الآن
ضد سوريا باسم الثورة ، ويستهدف تفكيكها وإدخالها فى حرب أهلية تحول بينها مستقبلاً
وبين أن تكون – كما كانت بحق – حضناً وداعماً رئيسياً للمقاومة فى لبنان والعراق وفلسطين
!! ؛ فى ضوء من هذا الواقع المر يطرح سؤال كبير فى مواجهة حماس وفتح وكل من خضع لابتزاز
أمريكا ودول الخليج وفريق المتأسلمين الذى يسيطر على الحكم بعد سرقته للثورات الشعبية
: هل تندلع انتفاضة فلسطينية جديدة ؟ إن ثمة دعوات فى فلسطين اليوم انطلقت تطالب بذلك
وواكبتها روح عربية عامة داعمة لها إثر حدثين كبيرين جريا فى المنطقة ، الحدث الأول
هو اندلاع ما يُسمى بربيع الثورات العربية ، وبخاصة ثورة 25 يناير المصرية،والحدث الثانى
هو المصالحات الوطنية الفلسطينية بين فتح وحماس وباقى القوى الفلسطينية التى تجرى كل
حين وبخاصة فى القاهرة ؛ والتى رافقتها ، مظاهرات شعبية واسعة لفلسطينى الداخل من غير
المنضوين تحت لواء الفصائل ، تطالب بإنهاء الانقسام ، والاستعداد لانتفاضة ثالثة.
ولكن السؤال الآن
، وبعد الاختراقات الأمريكية والإسرائيلية لهذا (الربيع العربى) : هل الأجواء السياسية
والاقتصادية والاجتماعية فى فلسطين مهيئة بالفعل لإحداث هذه الانتفاضة ؟ أم أن الأمر
لا يعدو أن يكون مجرد أمانى وأحلام وطنية واسعة سرعان ما ستزول ؟ .
للإجابة دعونا
نسجل ما يلى :
(1) إن تفاقم الأوضاع
السياسية والاقتصادية للفلسطينيين فى مجمل الأراضى المحتلة ، وليس فى غزة أو رام الله
فحسب ، يؤشر إلى احتمالية الانفجار الشعبى الواسع ضد الاحتلال الذى تسبب فى هذا التردى
المعيشى والسياسى ، بخاصة مع انتقال روح الثورة والمظاهرات المليونية التى غيرت وجه
المنطقة المحيطة بفلسطين ، واذا ما تأملنا على سبيل المثال أوضاع بقعة جغرافية واحدة
من بقاع فلسطين ، وكيف حول الحصار والاحتلال ، والتواطؤ الرسمى العربى والفلسطينى ،
الحياة فيها إلى جحيم ، ونقصد بها (قطاع غزة) فإنها تكفى للدلالة على احتمالية الثورة
والانفجار ، ففى تقرير موثق من داخل فلسطين ، أصدرته منظمة المؤتمر الإسلامى فى فبراير
2012 جاء فيه : [ أن القطاع يحتاج إلى إعادة كاملة لبناء كل المرافق والمؤسسات التى
دمرها الاحتلال والانقسام الوطنى ، وعلى سبيل المثال لا الحصر القطاع يحتاج فى قطاع
التعليم وحده إلى بناء 30 مدرسة بشكل سنوي ولمدة 5 سنوات لمواكبة زيادة أعداد الطلاب
وتعويض النقص الحاصل في بناء المدارس.
وأوضح أن فرض الحظر
على توريد مواد البناء والمعدات العلمية أدى إلى توقف إعادة اعمار المدارس حتى فترة
وجيزة، لافتاً إلى أن الاكتظاظ في الغرف المدرسية انعكس سلبًا على قدرة الطالب على
الاستيعاب.
وأشار التقرير
إلى المشاريع المُنفذة من قبل المؤسسات والهيئات العاملة في القطاعات المختلفة لأهالي
قطاع غزة، والتي تهدف بمجملها إلى إغاثتهم، ومنها مشروع إعادة تأثيث مختبرات كليات
العلوم والهندسة بالجامعات الفلسطينية بقطاع غزة وكيف أنها قد توقفت جميعاً .
ولفت إلى افتقار
جانب البنية التحتية والقطاع الاقتصادي إلى المشاريع التي توازي حجمه في الأهمية، وضعف
التدخل فيه رغم أنه يلامس الحاجات الإنسانية لأهالي قطاع غزة.
* وبيّن – التقرير
السابق - أن هناك حاجة ماسة لتعزيز مشاريع التنمية البشرية وقطاع المرأة حيث لا تتعدى
المشاريع المُنفذة لصالحهما أعداداً قليلة .
وحول معبر رفح
البرى لازالت أزمة إغلاقه قائمة رغم الثورة المصرية ، وأشار إلى تفاقم أزمة المرضى
والطلبة العالقين بقطاع غزة خلال الفترة الماضية ، وتفاقم أزمة الآلاف من الفلسطينيين
العالقين في دول العالم ولا يُسمح لهم المرور عبر معبر رفح للقدوم إلى غزة.
ونوهت دراسات أخرى
إلى أن سلطات الاحتلال تتعمد حصار وخنق الشعب الفلسطينى فى غزة وغيرها من بقاع فلسطين
المحتلة .
ووفق هذه الدراسات
، تفاقمت أزمة المعابر بعد قرار سلطات الاحتلال إغلاق معبر المنطار وتحويل صلاحياته
لمعبر كرم أبو سالم والذي يضاعف من الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
وأشارت إلى اعتماد
محطة توليد كهرباء غزة على ديزل السيارات المصري بالتشغيل، ولكنه لم يفِ بغرض السكان،واستمرت
معاناة المواطنين بانقطاع التيار لفترات تتجاوز 4-6 ساعات يوميًا.
وذكرت أن 10% من
السكان الذين يعيشون في مدينة غزة ورفح وجباليا لا تصلهم المياه إلا مرة كل أربعة أيام،
في حين أن 80% لا تصلهم المياه إلا مرة كل ثلاثة أيام والمتبقين تصلهم المياه مرة واحدة
يوميًا.
***
(2) هذا على مستوى
جانب واحد من جوانب الأزمة الاقتصادية فى قطاع غزة فقط،أما على المستوى السياسى وحقوق
الإنسان فلقد طالبت وزارة شؤون الأسرى وغيرها من الهيئات الوطنية الفلسطينية عشرات
المرات بتشكيل لجان تقصي حقائق دولية، للإطلاع على حقيقة الأوضاع القاسية والمهينة
في السجون الإسرائيلية ..وشددت على ضرورة فضح الممارسات الإسرائيلية وانتهاكها لحقوق
الإنسان،ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته،إضافة إلى العمل على تنفيذ القرارات الصادرة
عن الأمم المتحدة بحق الأسرى الفلسطينيين.
وأضاف أحدث تقرير
لها أن إسرائيل تقوم بجرائم حرب ضد الأسرى وتنتهك حقوق الإنسان، 'حيث اعتقلت حوالي
850 ألف مواطن فلسطيني منذ عام 1967، واحتجزتهم ولم تعاملهم كأسرى حرب ولايزال يوجد
حوالى عشرة آلاف أسير فلسطينى فى سجون الاحتلال ، وإذا أضفنا إلى قضية الأسرى (لايزال
يوجد حالياً قرابة الـ 6 آلاف أسير وأسيرة داخل السجون الإسرائيلية) ، هذه القضية وما
تعكسه من أهمية بالغة فى الشارع السياسى الفلسطينى لأنها قضية جهاد وفداء ، تكتشف بوضوح
أن الشعب الفلسطينى لايزال يعانى من القضايا الصحية والتعليمية والغلاء وتدني الدخل
وقسوة الاحتلال وحصاره الخانق مما ولد احتقاناً كبيراً فى جميع فئاته بسبب الاضطهاد
المركب والناجم عن الاحتلال العنصرى وإفرازاته ورضوخ السلطة الفلسطينية بقيادة أبو
مازن لإسرائيل فى كل قراراتها وسياساتها (بما فيها قراره الأخير بإسقاط حق العودة)
الأمر الذى سيرجح الانفجار الشعبى !! .
*****
(3) هذه الأوضاع
المعيشية الصعبة من المؤكد أنها ستولد انفجاراً شعبياً واسعاً فى مجمل الأراضى الفلسطينية
، ولكن هل هو كاف لإحداث الانتفاضة الثالثة ، لأن الانتفاضات الكبرى لهذا الشعب المعلم
، شعبنا الفلسطينى ، دائماً ما ترتبط صعوداً وانفجاراً بأسباب سياسية واستراتيجية وإقليمية
مواتية ؟ فحسب أن ما يجرى الآن فى فلسطين قد يدفع فى هذا الاتجاه ، حيث مسار التسوية
البائس الذى أوجده اتفاق أوسلو 1993 ، والذى أضاع 78% من أرض فلسطين ، وجعل من الـ
22% الباقية موضوعاً للتفاوض ، فضلاً عن إسقاطه لـ 12 مادة من الميثاق الوطنى الفلسطينى
فى مقدمتها اسقاط حق العودة والكفاح المسلح ، مع الاعتراف الكامل بإسرائيل ، هذا المسار
البائس أوصل القضية إلى طريق مسدود رغم محاولات أبو مازن اليائسة لفتحه ؛ ورغم كل المحاولات
التى تقوم بها قطر ودول الخليج عبر المال مع حماس عبر وسائل عدة منها استخدام (إخوان
مصر) لجر حماس وبعض الفصائل لطريق التسويات السياسية بعيداً عن المقاومة ، رغم كل هذا
سيتولد انفجاراً واسعاً ، سيتخذ من حيث الشكل والأداء - فى تقديرنا - سلسلة من العمليات
المسلحة ضد الاحتلال ، الذى لن يكف عن استفزاز الفصائل والقوى الفلسطينية التى وقعت
على اتفاقات المصالحة فى القاهرة والدوحة وغيرها من مدن على علاقة وطيدة – وبعد الثورات
الجديدة اليوم للأسف - بواشنطن ، ثم يعقب ذلك
اندلاع تحركات ومظاهرات شعبية سلمية ، وعصيان مدنى ، تغذيه المساندة العربية الشعبية
على الحدود ، طبعاً ستواجه هذه الانتفاضة – إن وقعت – بمقاومة شرسة على محورين ، المحور
الأول : هو العدو الصهيونى ومن تبقى عميلاً لواشنطن من الأنظمة العربية (تحديداً الخليجية)
والتى ستضرب وتضغط وتحاصر اقتصادياً حتى تسكت هذه الانتفاضة ، والمحور الثانى : هو
محور الفريق الإسرائيلى داخل السلطة الفلسطينية وداخل بعض الفصائل للأسف (وهو فصيل
ظهر بعد ثورات الربيع العربى وصار وجهه مكشوفاً فى الدعوة للسلام مع العدو الصهيونى
وتأجيل العمل المسلح) ، والذى سيحاول إجهاض الانتفاضة بوسائل سياسية ونفسية عديدة ،
مارسها من قبل أبو مازن ومحمد دحلان ومن لف لفهم ممن أدمن طريق المفاوضات والتسوية
البائس ، ولم يصل إلى نتيجة تذكر ، هذا الفريق سيحاول أن يجهض الانتفاضة القادمة ليحافظ
على مكتسباته الصغيرة التى تحققت بفعل الاحتلال ، وسيبيع الوهم مجدداً للشعب الفلسطينى
حتى لا تنطلق شرارة هذه الانتفاضة التى نحسب أن نذرها تلوح فى الأفق الفلسطينى ، فقط
هى تحتاج إلى من يتلقى اشاراتها من القوى والقيادات المناضلة ، وهنا تأتى مسئولية قوى
المقاومة الفلسطينية الرئيسية : حماس والجهاد الإسلامى والجبهة الشعبية وغيرها من قوى
المقاومة مع الأسرى المجاهدين فى سجون العدو .. إنها مسئولية التقاط شرارة الثورة أو
الانتفاضة الثالثة ، وتفعيلها حتى يندلع الحريق المنتظر ، لتحرير فلسطين .. كل فلسطين
، فهل يفعلون ؟ وهل تُغلب (حماس) باعتبارها الفصيل المقاوم الأكبر ، اعتبارات الوطن
، والثورة ، على اعتبارات السلطة ، والحكم والمجلس التشريعى ، والانتماء الإخوانى الدولى
الذى يلعب مع واشنطن الآن فى القاهرة دوراً – للأسف – شبيهاً إلى حد كبير بدور مبارك
فى القضية الفلسطينية ؟! .
* خلاصة القول
إن مستقبل فلسطين (القضية والوطن) فى الحراك الواسع الذى أنتجته ثورات ما سمى بالربيع
العربى ، يحتاج إلى إدراك أن الحرية لن تتحقق سوى بالمقاومة ، وليس عبر المفاوضات والاتفاقات
القائمة على الإجبار والقهر (مثل كامب ديفيد ووادى عربة وأوسلو) والتى كانت نتيجتها
صفراً كبيراً ويأساً وهزيمة أكبر ، ونحسب أن أى رهان على غير خيار المقاومة لن يجدى
، وسيزيد من تفتيت الوطن والمقاومين . هكذا علمنا الدرس الفلسطينى الطويل منذ أكثر
من مائة عام ، وهكذا ينبغى أن تقرأه كل الثورات العربية الحقيقى منها والزائف ، ففلسطين
هى أول سطر فى قصة الثورات ، وهى منتهاها وبدونها لا ثورات حقيقية . فالخبز لا ينفصل
عن الحرية والكرامة . والله أعلم .
E –
mail : yafafr@hotmail.com