15 سبتمبر 2012

خبير في الجماعات الاسلامية يكشف أسرار القاعدة وبن لادن وأمريكا


الخبير في الجماعات الاسلامية رياض الصيداوي لـ(المغرب): هذه أسرار القاعدة وبن لادن وأمريكا

القاعدة تحولت الى ارهاب محلي وبن لادن خدم المصالح الامريكية
 
امريكا دخلت في تحالف استراتيجي مع الاسلاميين ضد الصين وروسيا
 
 بعد مضي 11 عاما على حوادث 11 سبتمبر ، تطرح عديد الاستفهامات المتعلقة بمصير القاعدة وتأثيرها اليوم في خارطة القوى الاقليمية والعالمية .
 
” المغرب ” حاورت الخبير التونسي في الجماعات الاسلامية رياض الصيداوي الذي كشف عن خفايا تمركز هذا التنظيم في المغرب العربي ومدى ارتباطه بالقاعدة في افغانستان وباكستان.


يشار الى ان رياض الصيداوي هو مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية في جنيف وله عديد الدراسات والأبحاث في مجال الحركات الاسلامية باللغات العربية والفرنسية والانجليزية.

حاورته: روعة قاسم

بداية، كيف ترى الآن تموقع القاعدة بعد 11 عاما على حوادث مانهاتن؟

أعتقد أن تنظيم القاعدة دخل منذ مدة طويلة في مرحلة اسطورية أكثر منها حقيقية فاسم القاعدة أصبح ماركة مسجلة في آسيا وقرى نائية في إفريقيا. بمعنى أن هذا التنظيم تحول إلى أسطورة ولم يعد هيكلا تنظيميا مؤثرا على الصعيد العالمي يعطي أوامر من منطقة معينة إلى مجموعات تنفذ هذه الأوامر في مناطق أخرى. وتحول إلى إرهاب محلي يستخدم “مظلة القاعدة “حتى يجلب الاهتمام. فعلى سبيل المثال القاعدة في الجزائر كتنظيم تمثله الجماعة الاسلامية المسلحة سابقا التي غيرت تسميتها، فإذن نحن أمام تنظيمات أو خلايا إرهابية محلية.

هل هذا التحول مرتبط بمقتل بن لادن ؟

لا فقد حصل هذا التغيير قبل ذلك بكثير وبالتحديد منذ احتلال افغانستان والسيطرة على معابر طورابورا . كما ان عديد الدراسات الغربية تؤكد ان بن لادن لم يكن قائدا فعليا للقاعدة في المغرب العربي. فالمجموعات المتشددة المسلحة تستخدم الارهاب الدولي كمظلة ايديولوجية لتنفيذ مصالحها وتساعدها في ذلك المواقع الالكترونية المختصة على غرار موقع “سحاب” الذي ينشر أفلام فيديو تروج لافكار القاعدة ..

وكيف تتعامل الولايات المتحدة مع هذا المعطى؟

أعتقد أن الولايات المتحدة التي تمتلك أكبر جهاز استخباراتي في العالم “السي آي إيه” تدرك هذا المعطى وليست بغافلة عنه. لكن يبدو ان القاعدة تبرر سلوكيات أمريكا باسم مكافحة الارهاب، فواشنطن احتلت العراق بذريعة القضاء على القاعدة التي يدعمها نظام صدام حسين. اذن واشنطن تحتاج الى بقاء القاعدة لكي تحافظ على سوسيولوجيا الخوف التي تحرك بها العالم. فالقاعدة تعمل بالأساس لصالح الولايات المتحدة وهي العدو الايجابي الذي خدمها بشكل مباشر او غير مباشر.

من جهة اخرى ، طرح مقتل بن لان اسئلة كثيرة وغامضة . فلماذا لم تستطع الاستخبارات الامريكية القضاء عليه سوى بعد مضي عشرة اعوام فيما قضت على صدام حسين في أشهر؟ ولماذا لم تعرض جثته أمام العالم؟ علما وان عائلة بن لادن تربطها علاقات اقتصادية وشراكة قوية مع عائلة بوش والعائلة السعودية.

ما تفسيرك لهذا الامر؟

المنطق العقلاني يقول ان بن لادن خدم المصلحة الامريكية سواء أكان مجندا بشكل مباشر أو غير مباشر. وهو بالتحديد خدم اليمين الامريكي في العراق . كما أن مقتل بن لادن جاء في أعقاب سلسلة احداث دراماتيكية عرفتها المنطقة أو ما يسمى بـ” الربيع العربي ” وصولا الى صعود الاسلاميين المعتدلين الذي تربطهم علاقة حب وطيدة بواشنطن الى الحكم .

لقد ظهرت الادارة الامريكية فجأة لتقول لرأيها العام بأن هؤلاء الإسلاميين جيدون ولم يعودوا شياطين مثل السابق. فتخلصت من العقدة ودخلت في علاقة استراتيجية مع الحركات الاسلامية وهي تساندها في الوصول الى السلطة وتساعدها على ازالة العقبات التي تواجهها سواء في مصر أو في تونس أو في ليبيا وفي سوريا، في إطار تحالف إستراتيجي ضد الصين وروسيا.

فواشنطن تتدخل في سوريا بشكل استخباراتي غير مباشر وتدعم المعارضة الاسلامية بالسلاح فيما باقي الدول الخليجية تقوم بدعمها ماليا.

ماذا عن تواجد القاعدة في المغرب العربي؟

القاعدة في المغرب العربي لم تأت لا من أفغانستان ولا من جبال طورابورا. ففي الجزائر مثلا هي تنظيمات مسلحة هربت من المدن الى المناطق الصحراوية بسبب مواجهة الجيش النظامي لها و باعتبار ان الصحراء الجزائرية واسعة جدا وتمركزت هناك بسبب صعوبة ملاحقتها. القاعدة باتت إرهابا محليا وليست إرهابا عالميا. ويستخدم هذا التنظيم المسلح في بلاد المغرب مصطلح “القاعدة” لأنه إسم مثير وجذاب يساعدها في عمليات التهريب والإختطاف التي تقوم بها من أجل المال، فهي إذن عصابات تهريب أكثر من أي شي آخر.

وكيف ترى مصير القاعدة خلال الاعوام القادمة؟

الارهاب المحلي سيتواصل لان هناك عناصر محلية تغذيه مثل الاسباب الكلاسيكية كانتشار البطالة والفقر والذي يدفع الشباب الى الانخراط في المجوعات المسلحة. واعتقد ان المشكلة الأساسية التي تواجهها المنطقة تتمثل في الانفلات الامني الحاصل في ليبيا بسبب تفكك الدولة والذي ساعد على تمركز هذه المجموعات بسبب انتشار السلاح وعدم ضبطه وجمعه حتى الآن . والعنف المسلح في ليبيا باعتقادي يحمل مخاطر اساسية على مصر وتونس والجزائر وسيحول ليبيا الى بؤرة للقاعدة في المنطقة.

تركيا تواكب المهمة السورية للإبراهيمي: 400 طن أسلحة لمقاتلي المعارضة



 مجلة الطليعة القومية - المغرب
استبق رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان اللقاء المتوقع بين المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي مع الرئيس السوري بشار الأسد اليوم، ليشن هجوما على النظام السوري، معتبرا أن «نظام الأسد يقترب من نهايته الحتمية»، فيما كشفت صحيفة «التايمز» البريطانية عن أضخم شحنة أسلحة تصل إلى المسلحين في سوريا عبر تركيا، بينها صواريخ «سام 7».

وكشف المنسّق العام لهيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة في الداخل حسن عبد العظيم، إثر لقاء لوفد من معارضة الداخل مع الإبراهيمي في دمشق، عن «تطوير» في خطة الموفد المستقيل كوفي أنان للحل في سوريا.

وقال عبد العظيم إن اللقاء مع الإبراهيمي «مهم ومفيد ومثمر»، مضيفا «هناك تطوير لخطة كوفي انان. خطة الإبراهيمي لن تكون تكرارا لخطة انان، وستكون هناك أفكار وخطوات جديدة». وتابع «رحّبنا به (الإبراهيمي)، وقلنا إن هيئة التنسيق تؤيد جهود هذا المبعوث الأممي في حل الأزمة في سوريا، ووقف العنف والقتل وتأمين الإغاثة الطبية للمدنيين».

وأكد عبد العظيم، الذي سيزور بكين غدا، أن «الأزمة في سوريا لن تحل إلا بتوافق عربي وإقليمي ودولي. طالبنا الإبراهيمي بإشراك كل الدول والأطراف في حل الأزمة». وأضاف «قلنا بضرورة تأمين التوافق وسيستمع الإبراهيمي للمعارضة والمسؤولين ويبلور أفكارا ورؤية وخطة تكون قابلة للنجاح».

وقالت متحدثة باسم الأمم المتحدة «سيعقد الإبراهيمي غدا (اليوم)

مجموعة من اللقاءات مع سفراء عرب وقائمين بأعمال السفارة ووفد من الاتحاد الأوروبي ومجموعة من المعارضة وممثلين عن المجتمع المدني، كما سيعقد اجتماعا مع الرئيس السوري».

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن الإبراهيمي التقى المستشار السياسي في السفارة الصينية في دمشق فينغ بياو في فندق «الداما روز» بدمشق. وقال «سألني المبعوث الأممي عدة أسئلة، ويبدو أنه مهتم جدا بما يجري في سوريا، وفي إنجاح هذه المهمة، وقد بدأ بذلك بداية حسنة وسيكون هناك لقاءات أخرى، ونحن سننتظر ونتمنى له كل النجاح في مهمته».

ونقلت وكالة «الأناضول» عن مصادر ديبلوماسية قولها إن اتصالا هاتفيا جرى بين الإبراهيمي ووزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، «وضع الإبراهيمي فيه داود أوغلو في صورة المساعي والمباحثات التي يجريها حول اللاجئين السوريين».

أنان

ووصف أنان، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، «فشل المجتمع الدولي في التوصل إلى حل بشأن الأزمة السورية بالعار». وانتقد عدم نجاح المجتمع الدولي في التوحد لمواجهة هذه الأزمة طوال هذه الفترة، ومساعدة أبناء الشعب السوري الذين سقطوا ما بين قتيل أو جريح والذين شردوا عن ديارهم».

وحذر أنان من أن «النزاع السوري قد يؤدي إلى انقسامات طائفية، لن تؤثر على سوريا وحدها وإنما ستمتد آثارها إلى باقي دول الشرق الأوسط، نظرا لأنها من الدول الفريدة في العالم، ولا يمكن احتواء أي أزمة فيها بسهولة».

أردوغان

وقال أردوغان، في مؤتمر في يالطا جنوب أوكرانيا، إن «نظام الأسد يقترب من نهايته الحتمية»، محذرا من امتداد النزاع إلى المنطقة بأكملها.

وأضاف اردوغان، في خطاب أمام مؤتمر يالطا للإستراتيجية الأوروبية، «علينا أن نقول لا لهذه المأساة، وألا نسمح لألسنة اللهب بالانتقال إلى المنطقة بأكملها»، مشيرا بذلك إلى «الأزمة الإنسانية» في البلاد.

وأكد أن «الوضع في سوريا ليس ناجما عن قوى خارجية بل عن رد فعل الشعب السوري الذي تراكم منذ سنوات» كما حدث في ليبيا ومصر. وتابع «لكن هذا النظام لا يفكر في الديموقراطية إنه نظام ديكتاتوري». وقال إن «الهدف الوحيد (للأسرة الدولية) هو العمل على جعل سوريا ديموقراطية، في إطار احترام سلامة ووحدة أراضيها».

واعتبر أن «النظام السوري يسعى إلى تصدير أزمته، إلى دول الجوار بعد أن يطفي عليها صبغة طائفية، وذلك من أجل تغطية ممارساته القمعية ضد أبناء شعبه، من خلال قصفه للمدن بالطائرات والمروحيات والدبابات»، مضيفا أن عزم «الشعب عن مواصلة طريقه نحو تقرير مصيره لن يوقفه هذا العنف».

وأشار أردوغان إلى أن «مسؤولية كبيرة تقع على عاتق مجلس الأمن لإيقاف المأساة الإنسانية في سوريا، في الوقت الذي تسعى فيه تركيا لإيجاد سبيل للضغط على بعض الأطراف الدولية كالصين وروسيا، التي تحول دون الوصول إلى توافق دولي لحل الأزمة، للحيلولة دون انتشارها في المنطقة».

«التايمز»

وكشفت صحيفة «التايمز» البريطانية عن أضخم شحنة من الأسلحة تصل إلى المسلحين في سوريا، مشيرة إلى انه تم نقل حوالي 80 في المئة من الشحنة التي يبلغ وزنها حوالى 400 طن، بينها صواريخ «سام 7» مضادة للطائرات.

وذكرت أن شحنة من الأسلحة، من بينها صواريخ أرض ـ جو، هي الأضخم من نوعها، أتت بالبحر من ليبيا إلى تركيا، حيث تم توزيعها على المسلحين في سوريا. ونقلت عن عضو في «الجيش السوري الحر» عرّف نفسه باسم أبو محمد قوله إن شحنة الأسلحة «يبلغ وزنها أكثر من 400 طن، وتشمل صواريخ سام 7 وقاذفات صاروخية من طراز آر بي جي». 

في هذا الوقت، قال سكان والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن «الطيران قصف مركزين للشرطة كان المعارضون استولوا عليهما الخميس في الميدان وسط حلب». وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى «انتشار لقوات النظام في الميدان»، موضحا أنها «تستعد لطرد المعارضين المسلحين منه».

صاحب الفيلم المسيء للاسلام بحماية شرطة كاليفورنيا والفيلم غير موجود أصلاً



لوس انجليس- ا ف ب -وفرت الشرطة الاميركية في جنوب لوس انجليس الحماية الامنية للرجل الذي تعتبره وسائل الاعلام الاميركية بانه الكاتب المحتمل للفيلم المسيء للاسلام والذي ادى الى احتجاجات في العالم الاسلامي
وطلب نيكولا باسيلي نيكولا الذي يشتبه في انه بث على الانترنت اعلانا عن الفيلم المسيء للرسول محمد وحتى انه قد يكون الكاتب المفترض للفيلم، حماية الشرطة بعد ان كشفت وسائل الاعلام الاميركية مساء الاربعاء هويته.
وافاد مصور لوكالة فرانس برس الجمعة ان منزل الرجل الواقع في سيريتوس (40 كلم الى جنوب لوس انجليس) اصبح منذ ذلك الوقت تحت المراقبة وهو مع ذلك مطوق بالصحافيين.
وقال ستيف ويتمور المتحدث باسم رئيس بلدية تلك المنطقة في لوس انجليس ردا على سؤال حول نيكولا باسيلي لوكالة فرانس برس "تلقينا اتصالا وتجاوبنا معه، نحن نضمن الامن العام". واضاف "لا توجد صدامات، ليس هناك جريمة: اذا كنا نراقب الجوار فهذا بسببكم (الصحافيون)".
ولم يوضح المتحدث الجهة التي اتصلت بالشرطة وطلبت مساعدتها ولا نوع الحماية في المكان.
والخميس توجه صحافي الى منزل نيكولا باسيلي نيكولا الذي كانت تنتشر امامه سيارات قوى الامن. وبقي عنصران من الامن في المنزل لاكثر من ساعة.
ورفضت العائلة الادلاء باي تصريح لكن لوحظ ان باب مدخل المنزل مشابه جدا للباب الذي ظهر في عدة مشاهد من الفيلم المثير للجدل والذي بثت مقاطع منه على مواقع الانترنت.
وقالت مصادر لم تفصح عن هويتها لمحطة التلفزيون الاميركية "ايه بي سي" ان نيكولا باسيلي (55 عاما) يخشى على حياته.
وحسب وثائق قضائية حكم على الرجل بالسجن لمدة 21 شهرا في 2010 بتهمة احتيال مصرفي.

أقل من ربع ساعة، مدة "التريلر" السينمائي، الذي تداولته مواقع الإنترنت، يتخلله تمثيل رديء وخدع سينمائية شديدة البدائية، هو كل ما جرى عرضه حتى الآن من الفيلم "المسيء للرسول" الذي ظهرت منه مقاطع غير مترابطة على موقع "يويتوب".
الفيلم الذي صُنع في أمريكا، كان مجهولاً في بلد المنشأ ذاته، ولم يحظَ بشهرته الحالية إلا بعد انطلاق المظاهرات الغاضبة ضده، وضد صنّاعه المجهولين، مطالبة بالقصاص.

وقد تسابقت وسائل الإعلام الأمريكية، وفقاً لتحقيق نشرته صحيفة "الوطن" المصرية، للتوصل لهوية أصحاب الفيلم، وفهم الجدل المثار حوله، لتجد نفسها محاطة بشبكة من الأكاذيب، تشكك في صحة وجود الفيلم من الأساس. وتبدأ الحكاية بإعلان القس المتطرف تيرى جونز في ولاية فلوريدا أنه سيعقد محاكمة عالمية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، يعرض خلالها فيلماً يوضح حقيقة الإسلام والمسلمين.

ويشارك في تنظيم المحاكمة موريس صادق، أحد نشطاء أقباط المهجر، الذي اشتهر بتصريحاته الشاذة، الداعية لوضع مصر تحت الحماية الأجنبية لحماية الأقباط والأقليات، وأخيراً إقامة دولة مسيحية في مصر، أعلن نفسه رئيساً لوزرائها من أمريكا. لكن بسؤال جونز وموريس، اتضح أنهما ليسا الصناع الحقيقيين للفيلم، وأنهما داعمان فقط، وربما شاركا في بعض مراحل إعداده، لكن تبقى جهة إخراج وإنتاج الفيلم مجهولة.
وكالة الأسوشيتد برس الأمريكية التقطت الخيط الأول، في مكالمة هاتفية مع رجل يدعى سام باسيلى، عرّف نفسه بأنه مخرج ومنتج الفيلم، وأنه يعمل في الأساس بمجال سمسرة العقارات. سام قال في المكالمة الهاتفية إنه إسرائيلي أمريكي، عمره 56 عاماً، يعمل في مجال الترويج للعقارات بولاية كاليفورنيا، وأكد أنه مختبئ خوفاً على حياته، ثم بدأ في سرد المعلومات الخاصة بإنتاج الفيلم وتكلفته.

وكالة الأنباء حصلت على رقم سام من موريس صادق، لكنها لم تقابل صاحب الرقم حتى هذه اللحظة، ولم تستطع التحقق من هويته، وطبقاً لباسيلي فإن الفيلم مدته ساعتان، وتكلفته 5 ملايين دولار، تبرع بها 100 يهودي يودون فضح مساوئ الدين الإسلامي، على حد قوله، وأن عنوانه التجاري براءة المسلمين، وأوضح أن تصويره استغرق 3 أشهر في صيف 2011، وشارك فيه 57 ممثلاً، ومضى يقول في المكالمة الهتافية إنه يحارب "سرطان" الإسلام بأفكاره وأفلامه السياسية.

سرعان ما ظهر باسيلى مرة أخرى، في حوار هاتفي مع جريدة "وول ستريت جورنال"، ليكرر ما قاله في الحوار الأول دون زيادات هامة، ولكنه قال إنه أمريكي الجنسية، دون أن يشير إلى الجنسية الإسرائيلية، وذكر أن عمره 52 عاماً، مناقضاً ما قاله في الحوار الأول.

الغموض الذى يحيط به باسيلي نفسه، وعدم معرفة أي من العاملين في مجال السينما به، دفع الصحافيين والمدونين للتنقيب عن صاحب الاسم اللغز. الموقع الإسرائيلي "تايمز أوف إسرائيل"، نقل عن مسؤولين حكوميين - رفضوا ذكر أسمائهم - أن السلطات لم تجد في سجلاّتها أي إسرائيلي بهذا الاسم خاصة بين المقيمين في ولاية كاليفورنيا وفقاً للسجلات الرسمية. كما لا يظهر اسم سام في قوائم الحاصلين على تصريح سمسرة العقارات، أو في أي دليل هاتف. اسمه مجهول لكل العاملين بصناعة الأفلام والسينما بكاليفورنيا، فضلاً عن أنه لا يظهر في قواعد بيانات صنّاع الأفلام أو المخرجين أو العاملين بالسينما أو أي سجل خاص بهذه الصناعة من قريب أو من بعيد.

حاولت وكالة أسوشيتدبرس تتبع العنوان المسجل على رقم الهاتف الذي أجرى باسيلي مكالمته الهاتفيه معها من خلاله، لتجد نفسها في مفاجأة مذهلة، أنها أمام رجل آخر يُدعى نيكولا باسيلي نيكولا، عمره 55 عاماً. نيكولا قال للوكالة إنه مسيحي مصري، وأنكر أنه مخرج الفيلم، أو أنه يستخدم اسم سام باسيلي كاسم مستعار له، لكنه أكد أن له دوراً في إنتاج الفيلم، واتضح أن نيكولا أُدين في جريمة نصب في وقت سابق، وقضى 21 أسبوعاً في السجن.

كل ما يوجد عن باسيلي، باستثناء المعلومات التي وفّرها عن نفسه، قناة تحمل اسمه على موقع "يوتيوب"، تولت عرض مقاطع من الفيلم المسيء للرسول منذ 3 أشهر، تلك المقاطع التي ظلت مجهولة بلا أهمية حتى تم دبلجتها، وعرضها على الإنترنت في مواقع عربية قبل أيام، في حين لا توجد معلومات إضافية عن باسيلي بموقع "يوتيوب" نفسه، سوى أن عمره 75 عاماً، في تناقض ثالث مع المعلومات التي سبق أن وفّرها عن نفسه.

مع تزايد التساؤلات حول هوية سام باسيلي، ومدى كونه شخصية حقيقية، ظهر اسم آخر وصف نفسه بأنه أحد المستشارين الذين أسهموا في صنع الفيلم ليقطع الشك باليقين، ويؤكد أن باسيلي ليس إسرائيلياً. إنه ستيفن كلين، ناشط مسيحي إنجيلي متطرف، معروف بنشاطه ضد المسيحيين الكاثوليك والمثليين جنسياً والمسلمين، وبتنظيمه مظاهرات معادية للإسلام وإقامة المساجد، وهو ذو علاقة وطيدة بالجمعية الوطنية القبطية الأمريكية، التي تجمع متطرفي أقباط المهجر.

ظهر ستيفن في حوار مع قناة "سي إن إن" ليؤكد أن باسيلي مجرد اسم مستعار لمجموعة من المسيحيين العرب والأمريكيين، عملوا من قبل في الشرق الأوسط، واتفقوا على صناعة فيلم يفضح "مساوئ الإسلام"، على حد تعبيره.

وأكد ستيفن أن الاسم المستعار يستخدمه أيضاً رجل شرق أوسطي مسيحي يتحدث العربية بطلاقة، وشارك في صناعة الفيلم، وأضاف أن المدعو باسيلي قال له إن سبب إخفائه هويته هو خوفه على أقاربه بمصر. ومضى قائلاً: قلت لباسيلي إنه سيساعد في كتابة الفيلم، لكنه حذّره من أن يكون "فان جوخ" الثاني، مشيراً إلى المخرج الهولندي ثيو فان جوخ، الذي قُتل عام 2004 بسبب فيلم "الخضوع"، الذي اتهم فيه الإسلام باضطهاد المرأة.

وانفردت صحيفة "ذي أتلانتيك" الأمريكية بتفاصيل أكثر، وإن كانت تصب في نفس الاتجاه المشكك في هوية المدعو سام باسيلي، بعد أن أجرى مراسلها في الشرق الأوسط، وكاتبها المعروف جيفري جولدبرج، تحقيقاً عن صنّاع الفيلم، وقاده بحثه إلى نتيجة مبدئية فحواها أن سام باسيلي ليس إلا اسماً وهمياً، وأنه - حسب حوار مباشر مع ستيف كلاين مستشار الفيلم - ليس إسرائيلياً، بل على الأرجح ليس يهودياً.

وقال مراسل "ذي أتلانتيك": "كجزء من بحثي عن مزيد من المعلومات عن المدعو سام باسيلي مخرج الفيلم المسيء للإسلام، اتصلت برجل يدعى ستيف كلاين، وهو كما يدّعي، ناشط مسيحي متشدد بمدينة ريفر سايد في كاليفورنيا، ويعمل في مجال التأمين على العقارات، وجرى تقديمه في وسائل الإعلام المختلفة على أنه مستشار للفيلم، فقال لي إن باسيلي منتج الفيلم ليس إسرائيلياً وفي الغالب ليس يهودياً، وإنه صاحب اسم مستعار. وروى أن هذا الـ"باسيلي" اتصل به لمساعدته في عمل فيلم مسيء للنبى محمد، وأنه اختاره لهذه المهمة، لأنه ينظم احتجاجات معادية للإسلام أمام المساجد والمدارس، ولأنه من قدامى المحاربين في فيتنام وخبير في كشف خلايا القاعدة في كاليفورنيا، ما يجعله موضع ثقة المسيحيين واليهود الشرق أوسطيين في كاليفورنيا.

وأضاف مراسل ذى أتلانتيك: عندما طلبت من كلاين وصف باسيلي قال لي: "لا أعرف الكثير عنه، قابلته وتحدثت معه نحو ساعة، لكني أستطيع أن أوكد لك أنه ليس إسرائيلياً، وأن إسرائيل ليست متورطة، وأن تيرى جونز -القس المسيحي المتطرف الذي حرق المصحف - لا علاقة له بالفيلم، وأن الشخص الذي قيل إنه تيرى جونز شخصية أخرى اتخذت هذا الاسم المستعار. مؤكداً أن كل هؤلاء الأشخاص ذوي الأصول شرق أوسطية، ممن شاركوا في صناعة الفيلم، يحملون أسماء مستعارة، معلقاً: "أعتقد أن الحملة كلها ليست إلا حملة تشويه". وواصل مراسل ذي أتلانتك حواره مع مستشار الفيلم متسائلاً: "من تعتقد يكون سام باسيلي؟" فأجاب: "إنه ناشط أمريكي، وهناك 15 آخرون شاركوا في إنتاج الفيلم، من سوريا وتركيا وبعضهم أقباط من مصر لكن أغلبيتهم إنجيليون".

واختتم المراسل تحقيقه بقوله: "أتشكك في كل ما يدور حول هذا الفيلم الغريب والرهيب، لكن لم يتوافر لديّ أي دليل على أن سام باسيلي يهودي إسرائيلي، وهو على الأرجح شخص مجهول يتحرك باسم مستعار"، مؤكداً أن الأيام القادمة ستكشف المزيد.

بعد تزايد التناقضات في قصة المنتج والمخرج اللغز سام باسيلي، وصعوبة تحديد هويته، بل جنسيته، مصرياً كان أم أمريكياً أم إسرائيلياً، يهودياً أم مسيحياً، إنجيلياً أم أرثوذكسياً، بدأ السؤال الأهم يطرح نفسه: "هل هناك فيلم مسيء للرسول من الأصل؟".

مجلات السينما، وأهمها "هوليوود ريبورتر"، تساءلت إن كانت المعلومات التي وفّرها باسيلي عن الفيلم حقيقية من الأساس، فالفيلم شديد الرداءة في أسلوب التصوير والإضاءة، ويستخدم خدعاً سينمائية شديدة السذاجة، ومن المستحيل أن يتكلف هذا الفيلم الضعيف 5 ملايين دولار.

النقطة الثانية: إن كان هناك فيلم يتكلف 5 ملايين دولار، فلا بد أن يظهر اسمه في مواقع الأفلام المستقلة، والمواقع المهتمة بأخبار السينما، أو حتى تصاريح التصوير وغيرها من الأوراق الرسمية، فى حين أنه لا يوجد أثر على الإطلاق لأي فيلم يحمل اسم "براءة المسلمين".

ظهرت الحقيقة على لسان ممثلة مغمورة اسمها ساندي لي جارسيا، 46 سنة، من مواليد ولاية كاليفورنيا الأمريكية، التي شاركت بدور صغير في الفيلم المسيء. تروي الممثلة أنها رأت إعلاناً في مجلة "باسكيتيدج" الخاصة بالعاملين في السينما عن طلب ممثلين لفيلم "محاربي الصحراء"، وهو فيلم "مغامرات في الصحراء العربية"، كما جاء في نص الإعلان، الذي يشير أيضاً إلى أن الفيلم سيحتوي على بعض المشاهد العارية.

الإعلان في المجلة يطلب رجالاً للقيام بأدوار دكتور ماثيو، في دور صيدلي مثقف، وجورج، ممثل جذاب، وبلال، محارب قوي، إلى غيرها من الأدوار التي لا يرد فيها اسم محمد أو أي من الصحابة. تقول ساندي إن الفيلم لم يحوِ أي مشاهد أو جمل حوارية عن محمد، وأن الشخصية الرئيسية للفيلم اسمها "السيد جورج"، بل كان يدور في إطار تاريخي عن مصر قبل ألفي سنة، ولم يكن له أي علاقة بالدين.

وظهرت ساندي جارثيا مرة أخرى على القناة العاشرة الإسرائيلية مساء أمس الأول، لتؤكد أن "العبارات التي نطقها الممثلون أثناء أداء أدوراهم كانت مختلفة وتم دبلجتها وتغييرها، بحيث أصبح الفيلم عن الإسلام والرسول"، فمثلاً ورد لفظ الله على لسانها في لقطة من الفيلم، ثم سمعتها على لسانها نفسه "محمد" بعد الدبلجة، وأضافت أن المخرج "باسيلي" اتصل بها قبل 6 أشهر، وطلب منها إعادة بعض العبارات من جديد، لسماعها في الفيلم بطريقة أفضل، ويبدو أنها نطقت كلمة "محمد" في الإعادة دون أن تعي ما يقصد بها، فتم إدخال كلمة "محمد" بكل عبارة ورد فيها الاسم على لسانها، وهذا ما حدث مع بقية الممثلين.

وأضافت ساندي أن سام باسيلي اسم المخرج، وأنه أرسل لها نسخة من الفيلم بعد الانتهاء من تحميضه فشاهدتها، ووجدت تغييراً كبيراً في العبارات عبر دبلجة الأصل، فلم تهتم بالأمر، وقالت: "لا أعرف شيئاً عن الإسلام وديني المسيحية يمنعني من الإساءة لأي مشاعر».

ولعبت ساندي دور والدة إحدى الفتيات التي يفترض أن يتزوجها النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، وفقاً لسيناريو الفيلم، وإمعاناً في خداعها لم يذكر السيناريو اسم النبي محمد، وقالت: "خلال التصوير والحوار الذي كان يدور بين الممثلين لم يكن هناك اسم النبي محمد نهائياً، بل كانت الشخصية الرئيسية في الفيلم تسمى مستر جورج".

وأكدت لي جارسيا أنها وغالبية الممثلين في الفيلم تعرضوا للخداع من القائمين عليه، وأنها لم تكن لتشارك في مثل هذا الفيلم لو علمت مسبقاً أنه يسيء للرسول محمد، بل كانت تعتقد أنه يصور حياة المصريين قديماً. وعادت جارسيا لتؤكد حقيقة الخداع الذي تعرضت له هي وزملاؤها في الفيلم، في حوار على موقع "جاوكر" الأمريكى، بقولها: "أشعر بالذنب لما حدث، وسأرفع دعوى قضائية على المخرج والقائمين على الفيلم".

ونقلت صحيفة "الغارديان" عن نفس الممثلة قولها إن المخرج، الذي قال إن اسمه سام باسيلي، زعم أنه ثري إسرائيلي حصل على ثروته من العمل في مجال المقاولات، ولكنه لاحقاً قال لها إنه مصري. وأضافت ساندي أن باسيلي كان يتحدث العربية والإنجليزية وكان حريصاً على تصوير جورج، الممثل الذي قام بدور محمد، في أسوأ صورة ممكنة، وأضافت أنها أصيبت بالرعب عندما علمت بنبأ مقتل السفير الأمريكي في بنغازي وأربعة من موظفى السفارة الأمريكية.

وقالت ساندى - لوسائل إعلام مختلفة تسابقت للحديث معها - إن الفيلم "المشبوه" تم تصويره في صيف عام 2011 داخل كنيسة قرب لوس أنجلوس، وإن الممثلين كانوا يقفون أمام "شاشة خضراء" تُستخدم لتركيب صور في الخلفية. وأضافت أن نحو 50 ممثلاً شاركوا في العمل. وأكدت غارسيا أنها تتذكر أن منتج الفيلم رجل يدعى سام باسيلي وصفته بأنه متقدم في السن شعره أشيب ويتحدث بلكنة. وأضافت أنه سدد أجرها بشيك. وأنها اتصلت به الأربعاء بعد الاحتجاجات. وقالت: "سألته لماذا فعل هذا ووضعني في موقف سيئ بحيث يُقتل كل هؤلاء الناس من أجل فيلم ظهرت فيه؟" مشيرة إلى أن الرجل الذي تعرفه باسم باسيلي قال لها إن هذا ليس خطأها.

"البعث" التونسي يندد بالاعتداء على المقدسات الدينية


حركة البعث القطر التونسي
أمة عربية واحدة    ذات رسالة خالدة
وحدة حرية إشتراكية


حتّى لا نغضب سريعا وننسى سريعا : بيان حول الإعتداء على المقدّسات


أن يٌخرج شخص فيلما أو نصّا ثقافيّا أو ما إلى ذلك يسخر فيه من حضارة أو معتقد أو أفكار أو ألوان أناس يختلفون معه في الدّين وفي المنبت الحضاريّ يٌخرج ذلك العمل عن دائرة حريّة التّعبير والإبداع وما إلى ذلك ويتنزّل في منزلة العنصريّة والتّمييز الدّينيّ أو العرقيّ، ناهيك وأنّ مخرج فيلم " براءة المسلمين " يصرّح عن وعي أنّ عمله ليس عملا ثقافيّا ، بل هو عمل سياسيّ بامتياز وأنّه يعتبر الاسلام سرطانا والمسلمين أجلاف وسفّاحين وما إلى ذلك من النّعوت العنصريّة.
لذلك لا يجب التّعامل مع هذا العمل على أنّه عمل فني إبداعيّ وأنّ  الإبداع لا رقابة عليه، بل يجب التعامل معه على اعتباره عملا سياسيّا معاديا سخر من العرب ومقدّساتهم وعلى رأسهم الرّسول الأكرم صلّى الله عليه وسلّم.
ونحن نتساءل كيف يعمد أشخاص يدعون أنّهم متحضّرون  وأنّهم ينتمون لدول ديمقراطيّة وحداثيّون وأصحاب رسالة للإنسانيّة إلى النّزول إلى هذا الحدّ من الحقد على العرب وعلى الإسلام، وكيف لقادة هذه الدّول سياسيّين ونخب ثقافية وعلميّة أن يفسّروا هذا السّلوك الذي يكاد يكون عامّا وشائعا لدى العديد من أبناء جلدتهم يعبّر عنه رجال الدين والجنود والمثقّفون ورجال السّياسة، وماهي خططهم وبرامجهم لتجاوز هذا الشّعور العنصريّ وخاصّة تجاه العرب والإسلام؟؟؟.
إنّ هذا العمل مرفوض ومٌدان ويجب محاسبة أصحابه : مٌنتجيه ومٌنفّذيه ومٌروّجيه ومٌموّليه.
ولكن نعتقد أنّ الأمر يتجاوز هذه الدّائرة الضّيقة ويتعدّاها إلى صنّاع القرار السّياسيّ على المستوى الدّوليّ ووكلائهم في وطننا العربيّ العزيز.
فهذا العمل بالإضافة إلى تنفيسه عن عقد الغيرة والحسد من العرب والاسلام ، هو امتحان لردّات فعل العرب
الرّدود الشّعبية وما يمكن أن يٌسمى " بالتجاوزات " هنا وهناك... تٌقدّم للشّعوب الغربيّة على أنّها صورة العربيّ المتهمّج .. وستٌصوّر أعمال " الحرق والعنف " إن وقعت وتٌروّج على أوسع نطاق ويٌروّج معه في نفس الوقت أنّ العدوان على العرب والمسلمين مشروع بل هو ليس عدوانا وإنّما مهمّة تحديث وتحضّر...
وهو امتحان للنّخبة السّياسيّة والثّقافيّة في وطننا وقياسا لردود فعلها، فعلى ضوء ذلك تٌوزّع العطايا الماديّة والسّياسيّة.. وعلى ضوء ذلك يٌقرّب "الأصدقاء" ويٌجتثُّ الخصوم.. فصمتت النّهضة وحلفاؤها وصمت الإخوان...
وبان بالكاشف أنّ لعبة تجريم الاعتداء على المقدّسات ما هي إلاّ تعلّة لضرب خصومهم السّياسيّين لأنّه لا مٌقدّس أكثر من المصحف الشّريف ومن الرّسول الأكرم محمد صلى الله وسلّم.
 لذلك وفي اعتقادنا حتّى لا نغضب سريعا وننسى سريعا نرى أنّه يجب توجيه الاحتجاجات والغضب الشّعبيّ إلى ثلاث جهات محدّدة :
·        المصالح السّياسيّة والاقتصاديّة للدّول الرّاعية لهذه الأعمال والمٌروجة لها والحامية لأصحابها
·        مٌمثّليّات الأمم المتّحدة كتعبير عن فشل هذه المنظّمة في الوفاء لميثاقها فلا سلام ولا تفاهم دوليّ ولا حقوق إنسان ونراها تتكلّم في اتّجاه واحد
هذه الجهات أو الأنظمة الحاكمة في أقطارنا والجاثمة على صدور شعوبنا لتواطئها وعمالتها المفضوحة وصل بها حب السّلطة والتمسّك بكرسيّ الحكم إلى حدّ المساومة على حرمة الرّسول الأكرم صلّى الله عليه وسلّم وعدم الاحتجاج على انتهاك حرمته..


حركة البعث
تونس في 13 سبتمبر 2012

اقتحام السفارات وقتل الدبلوماسيين -عبد الباري عطوان



عبد الباري عطوان
2012-09-12

اقتحام السفارتين الامريكيتين في كل من القاهرة ومدينة بنغازي، وانزال علم الاولى، ومقتل اربعة دبلوماسيين احدهم رئيس البعثة في الثانية، هو اعادة تذكير للإدارة الامريكية بأن بلادها ما زالت مكروهة وسط قطاع عريض من الأمتين العربية والاسلامية رغم ادعاءاتها، واحيانا تدخلاتها، الى جانب بعض ثورات الربيع العربي.
لا احد يستطيع ان يجزم بوجود تنسيق بين الاقتحامين، لاختلاف الجهات التي اقدمت على هذه الخطوة، ففي مصر كان اقتحام السفارة الامريكية عفويا، ونتيجة فورة غضب من إقدام مجموعة من الاقباط المتطرفين المقيمين في امريكا على انتاج فيلم يسيء الى الرسول صلى الله عليه وسلم، بينما كان اقتحام القنصلية الامريكية في بنغازي مخططا له قبل مدة، ويتضح ذلك من ان اختيار الذكرى الحادية عشرة لهجوم الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) كموعد للتنفيذ.
تنظيم 'القاعدة' موجود في ليبيا، ولا احد يستطيع نكران ذلك، واعترف التنظيم رسميا بشنّ هجوم على القنصلية الامريكية في بني في شهر حزيران (يونيو) الماضي، بعد الاعلان عن اغتيال الشيخ ابو يحيى الليبي الرجل الثاني فيه، في غارة لطائرة بدون طيار في منطقة القبائل على الحدود الباكستانية ـ الافغانية.
ولم يكن من قبيل الصدفة ان يتزامن الهجوم على القنصلية الامريكية في بنغازي مع اصدار الدكتور ايمن الظواهري زعيم التغازنظيم شريطا يؤكد فيه استشهاد الشيخ الليبي، ويتوعد بالانتقام من قاتليه الامريكان.
الادارة الامريكية تباهت في اكثر من مناسبة بإنهاء تنظيم القاعدة بعد اغتيال زعيمه الشيخ اسامة بن لادن في منزله الذي كان يقيم فيه مع اسرته في مدينة ابوت اباد الباكستانية، ولكن هذا التباهي لم يكن في محله تماما، فالتنظيم بات اقوى مما كان عليه في السابق، وها هو يستأنف تفجيراته بقوة في العراق، ويفتح فروعا في سورية، ويحتل مع حلفائه ثلاثة ارباع مالي جنوبي ليبيا، ويعزز سيطرته على منطقة الصحراء الافريقية الكبرى، وبعض مناطق المغرب الاسلامي.
' ' '
النظام الليبي يرفض الاعتراف بوجود تنظيم القاعدة على اراضيه، رغم ان أعلامه، اي التنظيم، ترفرف في احياء اكثر من مدينة، وبعض المؤمنين بعقيدته وأدبياته يدمرون الاضرحة والمساجد المبنية فوقها.
المفارقة ان هذا النظام الذي ما زال في طور التأسيس بعد الانتخابات البرلمانية الاخيرة، فاجأنا بتحميل مسؤولية الهجوم على القنصلية الامريكية لأنصار العقيد معمر القذافي، وظهر كأنه يستجير من الرمضاء بالنار.
نشرح هذه الجملة بالقول بأن القاء التهمة على النظام السابق وانصاره هو تهمة خطيرة، بل اخطر من وجود تنظيم القاعدة على الارض الليبية، لأن تنظيم القاعدة يحارب الامريكان والأضرحة مثلما يقول في بياناته، بينما انصار النظام السابق يريدون خلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، وتقويض قاعدة النظام الجديد تمهيدا للاطاحة به، مضافا الى ذلك ان هؤلاء يملكون اسلحة واموالا، وبعضهم مدربون تدريبا جيدا، وينتمون الى قبائل ليبية كبرى مثل الورفلّة والمقارحة والقذاذفة والترهونة وغيرها.

هيلاري كلينتون تعترف : أمريكا اسست تنظيم القاعدة

بعدما اطلقنا نداء للبحث عنها .. العثور على الطفلة بسنت متوفاة بحلوان


انا لله وان اليه راجعون

تم العثور على الطفلة : بسنت عصام محمدحسن متوفية
.
ونتقدم بخالص الشكر لكل شخص ساهم فى البحث والمشاركة فى العثور عليها وجزاكم الله خيرا
ونخص بالشكر رجال الشرطة المصرية وبالتحديد قسم شرطة الحوامدية ورجاله البواسل الذين ساهموا وساعدوا بقدر مااستطاعوا للعثور عليها
الضابط / عمرو شطا .ضابط مباحث
كابتن / احمد البكرى . امين شرطة

عن التجنيس الأمني في بلدان الخليج العربي



عبد الهادي خلف يكتب عن التجنيس الأمني في بلدان الخليج العربي

السفير:GDF
في الرابع من كانون الثاني/ يناير 2007، فاز العداء البحريني مشير سالم جوهر في سباق الماراثون في إسرائيل، فأصبح بذلك أول رياضي من بلد عربي يشارك في بطولة رياضية إسرائيلية. لم يفرح البحرينيون بمنظر مواطنهم وهو يحمل علم بلادهم في إستاد طبريا الرياضي.

بل قابلوه بضجة استنكار، سارع بعدها اتحاد ألعاب القوى البحريني لشطب اسم ذلك العداء من قوائم الاتحاد، وقررت السلطات سحب جواز سفره وتجريده من اسمه البحريني. عاد المسكين إلى كينيا، بلده الأصلي، وإلى اسمه الحقيقي، ليونارد موشيروماينا، الذي اُشتهر به في الملاعب الرياضية قبل استقدامه إلى البحرين ضمن حملة تجنيس الرياضيين الأجانب.

لم تضع "فضيحة" العداء الكيني/البحريني نهاية لسياسة تجنيس الرياضيين في البحرين أو في غيرها من دول الخليج العربية. ففيما عدا الاشتراط على المجنسين الجدد عدم المشاركة في مسابقات رياضية في إسرائيل، لم توقف البحرين تجنيس الرياضيين. وكما رأينا في أولمبياد لندن مؤخراً، كان عشرة من ثلاثة عشر مشاركا ومشارِكة باسم البحرين هم من كينيا وإثيوبيا. فهؤلاء يمثلون بالنسبة للمسؤولين عن الرياضة البحرينية أسرع وسيلة، وربما أرخصها لرفع علم البلاد في المحافل الدولية. وما دام ممكنا الغرف من مخزون الرياضيين في أفريقيا وآسيا، فلن يجد المسؤولون سبباً لتوفير البنى التحتية والخدمات والخطط التدريبية اللازمة لإعداد رياضيين محليين. بل وربما رأى المسؤولون صحة نهجهم في الاعتماد على الخارج حين شاهدوا غالبية لاعبي كرة القدم وغيرهم من الرياضيين البحرينيين يساهمون في الاحتجاجات التي عمت البلاد في أوج انتفاضة دوار اللؤلؤة.
للتجنيس الرياضي مقابلٌ آخر أكثر انتشارا واكثر خطورة على النسيج الاجتماعي وعلى المستقبل السياسي في بلدان الخليج هو التجنيس الأمني. ويتمثل هذا في منح الجنسيات الخليجية لأجانب بعد تجنيدهم في القوات المسلحة والأمن والشرطة. تقليديا، وبحكم علاقات نمت في عهد الحماية البريطانية، كانت باكستان ومنطقة البنجاب الهندية المصدرِّين الأساسيين لعناصر الأمن في بلدان الخليج، في ما عدا السعودية. إلا أن السنوات الأخيرة شهدت ازدياد أهمية دور اليمن كمصدِّر للعنصر البشري اللازم لتوسع القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في جميع بلدان مجلس التعاون الخليجي.

رغم تعدد البلدان التي يُستجلب المجنسون الأمنيون منها، فلكل نظام خليجي أفضلياته. في البحرين مثلاً، يشكل الباكستانيون البشتون والبلوش غالبية عناصر الأمن والشرطة. وتعتمد قوة الدفاع على اليمنيين والسوريين، بينما يعتمد الحرس الوطني على المغاربة والباكستانيين البنجاب.

أكثر التبريرات المعلنة تكراراً للتجنيس الأمني هي الإشارة إلى ضعف القاعدة السكانية. إلا أن هذا التبرير لا يصمد أمام التمحيص، وخاصة في حالة البحرين التي تعاني من بطالة مزمنة بين الشباب، ولكنها تفرض منعاً مشدداُ على تشغيل المواطنين الشيعة منهم في القوات المسلحة والقوى الأمنية.

يفسر الهوس الأمني في البحرين جانباً من سلوك العائلة الحاكمة التي تعتبر أن البلاد غنيمة أخذتها بحد السيف. فرغم مرور أكثر من قرنين على "الفتح"، ما تزال السلطة تتصرف كسلطة فاتحين يخشون من أن ينقلب أهل البلاد عليهم.

ولهذا ترى العائلة الخليفية أن احتفاظها بما لديها من امتيازات مالية واجتماعية وسياسية يستلزم الاعتماد على المجندين الأجانب واستمرار الجدار الذي أقامته بينها وبين غالبية الشعب.

لا تكفي الإشارة إلى الهوس الأمني، بما فيه الخوف من الأغلبية السكانية، لتفسير انتشار الظاهرة نفسها في بقية بلدان مجلس التعاون الخليجي. فالعوائل الحاكمة في هذه البلدان تتصرف على أساس اقتناعها بأنها تملك تلك البلدان ملكية خالصة وخاصة. وأن لها وحدها حق التصرف فيها، وإن عليها وحدها مسؤولية أمنها وحمايتها.

ينعكس هذا الاقتناع في ما خبرته بلدان المنطقة منذ بدء إقامة الأجهزة الإدارية اللازمة لتنظيم تصدير النفط ، قبل سبعة عقود من ممارسات جعلت من شيخ القبيلة المتنفذة حاكماً في دولة لكنها منعت في الوقت نفسه تحول الرعية إلى مواطنين. ومع زيادة الموارد المالية والقدرات السياسية في حوزة العوائل الحاكمة منذ الطفرة النفطية الأولى في السبعينيات، إزدادت جهودها الهادفة لإبقاء الرعية رعية، تتلقى المكرمات ولكن لا حق لها في المشاركة في القرارات التي تتخذها العوائل الحاكمة، ناهيك عن مساءلتها.

ولهذا نرى أن جميع العوائل الحاكمة في الخليج لا تكتفي بإحكام سيطرتها المباشرة على الموارد المالية لبلدانها بل وعلى قدراتها الأمنية والعسكرية. وفي هذا السياق، يلعب التجنيس الأمني دوراً أساسيا في تمكين العوائل الحاكمة من ذلك دون الاعتماد على الرعية.

لم يختبر أحدٌ حتى الآن مدى فاعلية المجنسين الأمنيين خارج مهمات القمع الداخلي. فلم تقع نزاعات عسكرية كبرى تطلبت تدخل قوات مؤلفة من مجندين أجانب في منطقة الخليج. ولهذا يبقى مستقبل أمن الخليج محفوفاً بالغموض. فليس ثمة سبب معقول لعدم افتراض أن يقوم مجنسون أمنيون بأفعال غير محسوبة مثلما فعل قبل خمس سنوات مجنس رياضي حمل علم البحرين في إستاد رياضي في إسرائيل.

إبراهيم زهران خبير البترول العالمى لـ"الشعب": 5 تريليونات دولار نهبها نظام "مبارك" ونصيب اسرائيل 500 مليار


الكيان الصهيونى نهب 500 مليار دولار من حقول بترول وثروات مصر المعدنية

** سامح فهمى قال كلامًا مغلوطًا عن الغاز فى التلفزيون.. فرد مبارك: "عال عال" رغم علمه أنه يكذب!

** تصدير الغاز إلى الكيان الصهيونى كان جزءًا من ترتيبات "التوريث".. وخط الغاز الإيرانى هو الحل المثالى للأزمة

 ** وثائق قضية الغاز تؤكد أن حسين سالم كان يحصل على 3 ملايين دولار "عمولة يومية".. وتصدير الغاز للصهاينة كان جزءًا من قضية التوريث
 ** "فهمى" صدر المليون وحدة حرارية بـ75 سنتًا، واستورد "مازوت" لمحطات الكهرباء بسعر 8.5 دولارات ونصف للمليون وحدة حرارية، فكانت النتيجة الحتمية هى عجز ميزان المدفوعات!!
 جريدة الشعب -
حوار: شريف عبدالحميد 
كشف خبير البترول العالمى د. إبراهيم زهران -أحد خبراء الطاقة المعدودين فى العالم- عن أن نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك نهب 5 تريليونات دولار من أموال الدولة خلال 30 عامًا، مؤكدا أنه قبل تولى سامح فهمى وزارة البترول كانت الوزارة تضخ 605 مليار دولار سنويًا إلى خزانة الدولة، ولكن فى عهده أصبح التوريد بفعل فاعل "صفرًا"!
 وفى هذا الحوار الكاشف، يلقى د. زهران الضوء على أسرار صفقة الغاز المصرى التى أبرمها نظام مبارك مع الكيان الصهيونى، وعن دور سامح فهمى وعمر سليمان فيها:
 * فى البداية نود أن نعرف ما قصة صفقة تصدير الغاز المصرى إلى الكيان الصهيونى؟
 ** فى عام 2001 فوجئت بوزير البترول الأسبق "سامح فهمى" وقد وقع 16 اتفاقية لتصدير الغاز، فكتبت محذرًا من تصدير الغاز فى ظل نقص البترول وعدم اكتشاف حقول غاز أخرى، ثم فوجئت أيضًا بأحد سكرتارية الرئيس المخلوع مبارك فى مكتبى، يقول لى إن الرئيس يطلب منّى تقريرا حول الغاز، فكتبت التقرير فى فبراير 2002 وحذرت فيه من تكرار مأساة المكسيك، وأن كل ما يقال عن الاكتشافات الجديدة لحقول الغاز كلام مغلوط. وظللنا لمدة 6 أشهر فى محاورات، ثم أبعد "مبارك" سامح فهمى عن ملف الغاز وسلمه إلى عمر سليمان، وبعد 6 أشهر تدخل حسين سالم فى الموضوع بسبب العمولات، فعاد سامح فهمى وعرض فى برنامج تلفزيونى على الهواء كل الكلام المغلوط، وسط إعجاب مبارك الذى رد بكلمة "عال.. عال"، رغم علمه بأن هذا الكلام كله مغلوط، فاتصلت بعد البرنامج بالشخص الذى كان وسيطا بينى وبين مبارك لأنى لم أذهب قط إليه، فسألنى عن رأيى فيما عرض على التلفزيون فقلت له إننى كنت أعتقد فى الأول أن الحكاية هى طرف يضحك على طرف، لكن ما بثه التلفزيون أوضح لى أن الطرفين يضحكان على الشعب، وكانت هذه بداية دخولى فى قصة الغاز المصرى.
 *وماذا حدث بعد ذلك؟
 ** بعدها وجدت أن الدنيا كلها تسير فى اتجاه تصدير الغاز. وكانت بداية التصدير فى عام 2005، وصاحب هذه البداية انهيار إمداد الغاز لمحطات الكهرباء التى كانت تستهلك وقتها 98% من وقودها غازا، فلما بدأ تصدير الغاز انخفضت النسبة إلى 38%. وقتها صدر "فهمى" المليون وحدة حرارية بـ 75 سنتًا، واستورد "مازوت" لمحطات الكهرباء بسعر 8.5 دولارات ونصف للمليون وحدة حرارية، فكانت النتيجة الحتمية هى عجز ميزان المدفوعات.
 وقتها كانت الخزانة تستقبل من وزارة البترول حوالى 605 مليار دولار سنويًا إلى جانب دعم المنتجات، لكن فى عام 2000 أول أعوام سامح فهمى انخفضت إلى 150 مليون دولار، ثم تضاءلت فى العام الذى يليه إلى 25 مليون دولار، والعام التالى "صفر"، والذى يليه أيضًا "صفر"!
 وفى 2005، بداية التصدير، حدث العجب، فقد أخذ سامح فهمى من وزارة المالية 20 مليار جنيه ليتحول قطاع البترول من قطاع اقتصادى "يصرف" على البلد إلى قطاع يطلب المعونة من الدولة. وما يؤكد كلامى هذا أنه فى سنة 1992، اتصل الدكتور عاطف صدقى رئيس الوزراء وقتها بوزير البترول حمدى البنبى وطلب منه أن تضمن وزارة البترول الحكومة لدى البنك الأهلى فى قرض لشراء القمح، فاتصل البنبى بوكيل الوزارة ليرسل خطاب ضمان إلى البنك الأهلى بـ150 مليون دولار إلى مجلس الوزراء لشراء القمح، وهو ما يبين قوة قطاع البترول الذى وصل به الوضع فى 2005 إلى أن يأخذ من المالية 20 مليارا. وسنة بعد الأخرى، تراكمت الديون حتى وصلت إلى 114 مليار بسبب تصدير الغاز "ببلاش" وشراء البديل بمبالغ باهظة، وهو ما يؤكد سوء إدارة الموارد.
 *وفى تقديرك.. ما أسباب تصدير الغاز للعدو الصهيونى؟
 ** تصدير الغاز للصهاينة كان جزءا من قضية التوريث، وهو موضوع شبيه بقصة المجمع الانتخابى، وكان حسنى مبارك أيضًا له "مجمع انتخابى" يقدم فيه أوراق اعتماده، مقره تل أبيب التى كانت تراه كنزًا إستراتيجيًا، وقدم أوراق اعتماده بتسهيل ضرب العراق وحصار غزة وضرب "حزب الله"، وهو السبب الذى جعل تل أبيب تطالب واشنطن بالإبقاء عليه فى 2005 عندما أرادت أمريكا أن تنقلب عليه، وفى آخر أيامه كان يريد تقديم أوراق اعتماد جمال مبارك، فكانت صفقة الغاز وما تبعها من اتفاقات وصفقات.
 * ماذا عن البنود السرية للاتفاقية؟
 ** الاتفاقية نفسها لم تكن موجودة وحصلنا عليها وقدمناها فى المحكمة بأعجوبة، وفى بلاغى الذى قدمته للنائب العام تكلمت عن 16 اتفاقية ولكنى لم أستطع الحصول إلا على اتفاقية العدو الصهيونى.
 * وما دور عمر سليمان وسامح فهمى فى الصفقة؟
 القضية كانت مع سامح فهمى منذ البداية، ثم ذهبت إلى عمر سليمان، ثم عادت إلى سامح فهمى مرة اخرى كما أوضحنا، لكن "فهمى" كان له دور فى شراء أسهم جمال وعلاء مبارك فى معمل تكرير "ميدور" المقدرة بـ 33%، والقيمة الاسمية للسهم كانت 1400 دولار ارتفعت إلى 2400 دولار فى ليلة لمجاملة جمال وعلاء، وهذه خيانة للبلد.
 *ومتى أطلقتم حملة "لا لنكسة تصدير الغاز المصرى"؟
 أطلقناها فى 2005 كرد فعل على تصدير الغاز، أنا والسفير إبراهيم يسرى ومحمد أنور أشرف السادات، ثم بدأت أكتب وأشرح للناس عن فضائح تصدير الغاز، وقد لاقت الحملة صدى شعبيًا فى مصر والعالم العربى، لدرجة أنى كنت عندما أذهب إلى صنعاء أو البحرين أجد لافتات "لا لنكسة الغاز"، وهو ما يؤكد الكراهية العربية للعدو الصهيونى.
 وفى 2007 قام السفير إبراهيم يسرى بتحريك دعوى فى مجلس الدولة، لمنع تصدير الغاز. وقتها كنت فى اليمن فاتصلت به وأخبرته بأنى سأرسل له التوكيل فى الحقيبة الدبلوماسية. وكان السفير "يسرى" متمكنا فى الشق القانونى، لكن هذا الشق فى مثل هذه القضية لن يمثل حوالى 20%، لهذا ترافعت فى القضية لتوضيح الشق الفنى. وفى كل مرافعة كنت أقدم مذكرة وافية شاملة للمحكمة، فجاء الحكم غير متوقع بالنسبة لنا من القاضى المحترم المستشار محمد أحمد عطية، حيث حكم لنا القضاء الإدارى، وقامت الحكومة بالطعن على الحكم وللأسف وافقت لجنة إبراهيم الصغير على طعن الحكومة، ودخلنا فى جولة جديدة أمام المحكمة الإدارية العليا.
 وقتها كان المستشار محمد أحمد الحسينى -رئيس مجلس الدولة- هو الذى أعطانا حقنا كاملًا أثناء الجلسات، رغم بلطجية سامح فهمى الذين اعتدوا علينا بالضرب مرارا وتكرارا فى نقابة المحامين، وفى النادى النهرى للنقابة، لكن المستشار الحسينى كان يحفظ أداء المحكمة تمامًا، وكان يعنّف من يتجاوز. وفى 27 فبراير 2010 حصلنا على الحكم النهائى، وكتب الحسينى فى حيثيات الحكم أن تصدير الغاز لا علاقة له بكامب ديفيد وأنها اتفاقية تجارية ليست من أعمال السيادة، لكن إرضاءً للحكومة وضع ديباجة بأنه إذا كانت الاتفاقية من أعمال السيادة فلا دخل للمحكمة بها، وأوصى بإلغاء القرار 100 الذى نتج عنه التعاقد مع حسين سالم وتصدير الغاز للعدو الصهيونى، وحدد ثلاث آليات لإمكانية تصدير الغاز، وهى مراعاة ما إذا كان السوق المحلى فى حاجة وإعطائه الأولوية، ومراعاة الأسعار العالمية، وأن الاتفاق لا تتعدى مدته سنة أو سنتين، وكان الحكم فى مجمله رائعا لكن فوجئنا بزبانية سامح فهمى يكبرون ويهللون فى الإعلام، اعتقادًا منهم أنهم كسبوا القضية، وهو ما فندناه فى العديد من الفضائيات التى روجت لهذا الاعتقاد الخاطئ.
 *هل تم تنفيذ الحكم؟
 ** توجهنا لحكومة نظيف لتنفيذ الحكم بإيقاف تصدير الغاز، لكنها لم تكن تسمع لنا أبدًا، وهو ما لم يتغير بعد الثورة فى حكومة شفيق، وكذلك فى ظل حكومة شرف، لكنى لم أخاطب حكومة الجنزورى لأن الكلام معها لا جدوى منه، فخرجت إلى وسائل الإعلام بوثائق القضية التى تؤكد أن حسين سالم يحصل على عمولة يومية 3 ملايين دولار من صفقة تصدير الغاز، وقررت رفع دعوى لتنفيذ القرار، فأخبرنى الوزير أنه لا ذنب له وأنه فى انتظار الأوامر من المجلس العسكرى، فلما علموا أن إيقاف تصدير الغاز لا مفر منه قرروا أن يأخذوا الخطوة ليظهروا فى دور البطولة، وأنا كل ما كان يهمنى هو إيقاف تصدير الغاز للعدو الصهيونى دون الاهتمام بمن نفذ القرار ولماذا؟
 *هل يمكن إعادة تصدير الغاز مجددًا؟
 ** لا يستطيع المجلس العسكرى أو أى أحد إعادة تصدير الغاز طبقا لحكم المحكمة، كما أنه يجب مراعاة احتياج السوق المحلى أولًا، حيث إن محطة "الكريمات" جنوب القاهرة أكبر محطة فى مصر لتوليد الكهرباء والتى تنتج أكثر من السد العالى مرة ونصف، متوقفة لعدم وجود غاز، إضافة إلى محطتين فى النوبارية ستتوقفان قريبًا لعدم وجود غاز. فإذا كان السوق المحلى به عجز، فهل نصدر الغاز للخارج؟!
 *وكيف تنصّب حكومة الثورة عبد الله غراب الذراع الأيمن للوزير الخائن؟
 ** نحن لا نختار الوزراء بل يختارهم المجلس العسكرى، او بالأدق اختاره سامح فهمى، وهو من اختار محمود لطيف من بعده. وعندما كنت فى بالنيابة أدلى بأقوالى بارك لى وكيل النائب العام بخروج "فهمى" من الوزارة، فقلت له "اقلب الصفحة" فوجد مصائب الوزير الجديد فى قضية الغاز، فطلب منى عدم الحضور فى اليوم التالى رغم أنى كنت أدلى بأقوالى بصفة يومية، وذهب الوكيل إلى المجلس العسكرى وقال لهم إنه سيحيل الوزير الجديد للتحقيق بسبب التهم الموجهة إليه، فأجبر المجلس العسكرى على رحيل محمود لطيف، لكن "فهمى" اختار عبد الله "غراب" مرة أخرى. غير أن أهم ما تضمنه الحكم على سامح فهمى والآخرين هو التعويض البالغ 2700 مليون دولار، وهو أعلى تعويض حكمت به المحاكم المصرية.
 *وهل البترول والغاز المصرى منهوب؟
  ** بالطبع، وأكبر دليل على نهب ثروات مصر ما قالته كاثرين أشتون المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبى، من أن إجمالى ما تم نهبه من مصر خلال الثلاثين عاما الأخيرة 5 تريليون دولار.
 * وكم يصل احتياطى البترول الخام فى مصر؟
 ** الحكومة تقول أرقاما على هواها، فهى تقول إن الاحتياطى 4.9 مليار برميل، لكن فنيًا أنا أنتج 10% من الاحتياطى فى السنة أى أننى سأنتج 490 مليون برميل فى السنة، يعنى مليون و2. برميل يوميا، لكن فعليا مصر تنتج نصف مليون برميل يوميًا، فإما أن يكون رقم الاحتياطى خطأ، أو أنك تعمل بطريقة خطأ، وهو شىء مستبعد لأن "الخواجة عايز يلمّ فلوسه"، وبالتالى فهو لن يتهاون، إذن فرقم الاحتياطى خطأ، وبالتالى فإن أرقام الاحتياطى المعلنة من قبل الحكومة أكثر من ضعف الحقيقة.
 *يقال إن مصر تنازلت للكيان الصهيونى عن حقول بترول بـ 200 مليار دولار فى سيناء؟
 ** منذ أن احتل العدو الصهيونى سيناء فى 1967 وحتى عودتها يقدر استنزاف حقول البترول والثروات المعدنية والمياه بـ 500 مليار دولار، وعلى الحكومة التقدم بطلب استرداد حقنا من العدو الصهيونى، وهذا الموضوع لا يسقط بالتقادم.
 *أخيرا.. كيف ترى مستقبل الطاقة والطاقة البديلة فى مصر؟
 ** مستقبل الطاقة فى مصر غير مبشر لعدم وجود إمكانيات، وفى الـ12 سنة الأخيرة هرب المستثمر الجاد، وبقى المستثمر المغامر فى البورصة أو مستثمر غسيل الأموال، وكلاهما لا يبنى اقتصادًا، لهذا يجب أن تعيد بناء نفسك "على نظافة". أما الطاقة البديلة فمازال سعرها عاليا، وبالتالى نحن بعيدون عنها.

14 سبتمبر 2012

المقال الثاني الذي امتنعت جريدة الوطن البحرينية عن نشره




بعد اليمن ... أين ستكون الضربة الثانية؟

نزار السامرائي
لا يعني الإعلان في صنعاء عن اكتشاف شبكة تجسس إيرانية معمرة والذي جرى قبل عدة أسابيع، ويقودها أحد الضباط الكبار في الحرس الثوري الإيراني، والتي كانت تعمل بواجهات تجارية، أن إيران اكتفت بهذه الشبكة من أجل ضمان تدفق مستمر للمعلومات التفصيلية عن الخطط السياسية التي تعتمدها الحكومة اليمنية لمواجهة الأخطار الداخلية، وخاصة تلك التي نتجت عن حركة الحوثيين المتمردة، والتي تسعى لربط اليمن الزيدي الشافعي، بعجلة ولاية الفقيه والتي تعد آخر صرعة من صرعات حركات الزندقة التي تخرج على الإسلام من بلاد فارس، وإيران تفعل ذلك بعد أن تغدق في تقديم  الإغراءات المادية وتقديم الزمالات الدراسية المجانية في إيران ومع مرتبات مجزية، وطرح المفاهيم المسطحة من أجل نشر أفكار الزعامة الطائفية في إيران، والتي ترى في نهجها الديني والمذهبي، الخيار الصحيح الوحيد في العالم، وبالتالي فهي تكفّر كل أتباع الديانات والمذاهب الأخرى، في نظرة متعالية وغبية في آن واحد، تتماهى مع نظرية شعب الله المختار التي تطرحها الحركة الصهيونية عن بني إسرائيل، وتسعى لحذف أتباع الديانات والعقائد الأخرى وإلغائهم من الوجود بهدر دم أتباع الديانات والعقائد الأخرى، إن استعصى حذفهم من خارطة التأثير السياسي والديني.
إن وجود شبكة التجسس في اليمن لهذه المدة الطويلة نسبيا من دون أن يتم اكتشافها من جانب الأجهزة الأمنية، يسجل نقطة سلبية على أداء هذه الأجهزة من جهة، ويطرح سؤالا ملحا عما إذا كانت هي الوحيدة الناشطة في الساحة اليمنية، وهل يعني ذلك عدم وجود شبكات أكبر عمرا وتأثيرا، في معظم دول الجزيرة والخليج العربي، من الشبكة التي تم اكتشافها في اليمن، فمن المعروف أن طول تركيز إيران لنظرها على منطقة الجزيرة العربية، أصابها بحَوَلٍ سياسي لا يرجى الشفاء منه، وجعلها تنسى سائر البقاع الأخرى، مع التأكيد بأن ذلك يرتبط بالمنطقة التي ظلت إيران تنظر إليها على مر العصور، بأنها منطقة المجال الحيوي لها، متجاهلة حقائق التاريخ، أن هذه المنطقة هي وحدها التي أزالت الامبراطورية الفارسية من الوجود، وربما إلى الأبد، وقطعا فإن الصدفة وحدها هي التي أدت إلى اكتشاف هذه الشبكة، وإذا ما تم اعتماد الصدفة في التعاطي مع مثل هذا الملف الخطير، فمعنى ذلك أن البصرة، سيصيبها الخراب كما يقول المثل العراقي، قبل أن توضع الخطط الكفيلة بدرء الأخطار الإيرانية التي تهدد المنطقة، وربما يتعلق الأمر بتفعيل أعلى مستويات التنسيق بين الأجهزة الأمنية، إلا أن ذلك وحده ليس كافيا، فالمطلوب تحصين المواطن العربي فكريا وثقافيا وماديا لمنع إيران من توظيف شعاراتها الطائفية البالية، والتي تجد مادتها الخصبة في المجتمعات الفقيرة والجاهلة، حيث تنتعش الخرافات والأفكار الفاسدة، والتي تجد فيها الحركات الدينية والسياسية الفاشلة، أفضل ساحة لكسب المريدين والأتباع المغمضي العيون.
لعبة الكبار
مع أن بلاد فارس أخذت فرصتها في أن تكون قوة إقليمية ودولية كبيرة قبل الإسلام، وبعبارة أقرب إلى الواقع، امبراطورية تتحكم في طرق المواصلات البرية والبحرية، إلا أن نهايتها الحزينة على يد جيوش الفتح العربي الإسلامي، وكنس اليمن وسائر أراضي الجزيرة العربية من وجودها الطارئ والقصير الأمد، ترك على ما يبدو غصة في حلق الزعامات الإيرانية المتعاقبة، لم تنفع معها كل عمليات الترقيع أو التجميل التي أخضعت بلاد فارس نفسها لها، ويدلنا التاريخ العربي أن لإيران وجودا عسكريا في اليمن قبل الإسلام، ولكنه سرعان ما تلاشى مع رياح التغيير الأولى التي انطلقت من أم القرى، ولكن الزعامات التي تعاقبت على حكم بلاد فارس، لم تستطع التحرر من عقدة الهزيمة المرة التي مني جيشها الذي كان أكبر جيوش العالم في ذلك الوقت، على يد رجال حملوا من الإيمان ما كان كافيا لحذف بلاد فارس من خارطة التأثير، فأرادت تعويضها بعقلية الهيمنة والتوسع، حتى عندما كانت بلدا يعاني من الانقسامات والتشرذم، أو في أضعف الأحوال التي تعيشها الدول، فعقدة الامبراطورية تعشش داخل الرؤوس، ويجدها المراقب متناثرة في الأدب الفارسي وخاصة الشعر، وبعد دخول الإسلام إلى بلاد فارس، تم توظيفه توظيفا سياسيا بعيدا عن مراميه الحقيقية، وخاصة في الإساءة إلى مادة الإسلام الحقيقية، أي العرب، فالمعممون السود منهم والبيض على حد سواء، حينما يذكرون العرب، فإنهم يصفونهم بالأعراب، والقصد من هذا واضح تماما، فهم يربطون هذا الوصف بالآية الكريمة التي تقول، (الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله)، فمن هم الأجدر بمعرفة حدود ما أنزل الله على عبده، هل هم العرب الذين نزل الكتاب بلسانهم؟ أم هم الفرس الذين لن يستطيعوا فهم أحكامه ما لم يتعلموا لغة القرآن؟ ومع ذلك فأن لحنهم بالقول سرعان ما يدل عليهم.
لم يكتف معممو إيران بهذا التفسير الضال والمغرض لآيات الله، وإنما ذهبوا بعيدا، فقد قال بعضهم في نشوة الانتصارات المؤقتة التي حققتها القوات الإيرانية في الحرب العراقية الإيرانية في عقد الثمانينات من القرن الماضي، إن هذا وعد إلهي قاطع للفرس بتسليمهم الراية من العرب، وذهبوا بعيدا في تأويل آيات القرآن الكريم، فقد فسروا قوله سبحانه، (إلاّ تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم)، على أنه دليل على أن الفرس هم الذين اختارهم الله بدلا من العرب في حمل الأمانة، وهنا وضعوا أنفسهم في موضع العرب الذين اختارهم الله لرسالته الخاتمة للرسالات السماوية، وذهبوا بعيدا في  تفسير ما جاء في الآية 54 من سورة المائدة، والذي تقول، (يا أيها الذين أمنوا من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين...)، على أنها تخص الفرس من دون سائر الأقوام الأخرى، وقد شاعت هذه الموجة من الثقافة الدينية المسيسة والبناء الفكري، بعيد تسلم الخميني للحكم في إيران، وأخذت مدى بعيدا أثناء حرب الثماني سنوات، في محاولة لرفع معنويات الجنود والحرس الذاهبين إلى طاحونة الموت، ونشطت في تلك الحقبة عمليات وضع الأحاديث التي كانت تنسب بإصرار إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ولعل أكثرها إثارة لدهشة المتابعين، ما نسب للرسول الكريم من حديث يبشر فيه بخروج رجل من قم ليجدد الإسلام بعد طول ضياع، وهذه اشارة مباشرة للخميني من واضعي الحديث بأنه سيحمل راية الدين ويجدده بعد قرون طويلة من الضياع، ومثل هذا الكذب حصل الكثير لإخافة العراقيين بالدرجة الأولى من عاقبة الحرب والتي ستكون نهايتها لصالح إيران.
مجزرة عدن وحرب الرفاق الأعداء
في عام 1986 كان مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية الحالي على خامنئي، رئيسا للجمهورية، وكان مخططا في بداية ذلك العام أن يقوم بزيارة رسمية إلى جمهورية اليمن الجنوبي، ذات التوجه الماركسي، ولكن مذبحة اللجنة المركزية للحزب الحاكم في عدن في كانون الثاني/ يناير من ذلك العام، والتي راح ضحيتها عبد الفتاح إسماعيل الأمين العام للحزب، وعدد من قيادات الحزب الحاكم من بينهم علي عنتر وزير الدفاع، ودخول اليمن الجنوبي بداية النفق المظلم، وأدى إلى جر السوفييت إلى دائرة الدخول في التفاصيل لفض المنازعات المستحكمة بين الرفاق المتشاكسين، وكان من بين نتائج تلك المجزرة، تأجيل زيارة خامنئي لليمن الجنوبي، والتي لم تتحقق بعد ذلك أبدا، وكان من آثار الأزمة المستعصية التي عاشتها اليمن الجنوبية، أن وجدت خلاصها بالوحدة مع الوطن الأم أي اليمن الشمالي، وبهذه الخطوة أحست الزعامة الإيرانية، أنها خسرت حليفا قويا من داخل الأسرة العربية، في مواجهة العراق، ليضاف إلى سوريا وليبيا في خرق ميثاق الجامعة العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك، ومنذ اليوم الأول للوحدة بدأت إيران تحركا مزدوجا تجاه اليمن، ففي الجنوب حيث لا تنفع الشعارات الطائفية، تبنت الزعامة الإيرانية شعار مقاومة النفوذ الأمريكي في المنطقة وملاحقة وجود الأساطيل الأمريكية في البحر العربي وما يمكن أن تمثله من تهديد لليمن، حيث تتناغم أصداء هذا الشعارات مع المخبوء من المشاعر الجنوبية ذات التوجه الماركسي، وتلخص الهدف الإيراني بتحريض الجنوبيين على الانفصال، حتى لو تم التذكير بالتهميش الطائفي من جانب نظام الحكم الزيدي لسنة الجنوب، فإيران ترى في وحدة اليمن، حاجزا يحول دون تغلغلها هناك.
 أما في الشمال فقد وجدت إيران في الخطاب الطائفي مدخلا كبير الأهمية لمد نفوذها وخاصة في منطقة كانت تعاني من حالة عدم استقرار سياسي وأمني، وتهميش اقتصادي، وهي منطقة صعدة، فتحركت الآلة السياسية والأمنية المستندة على الفتوى الدينية من الولي الفقيه وحوزة قم، والمدعومة ماديا وبشريا من الحرس الثوري، لكسب المؤيدين في المنطقة من الحوثيين، والذين تحولوا عن المذهب الزيدي إلى المذهب الجعفري الاثني عشري، مع تسليم سياسي بنظرية ولاية الفقيه، وهذا أقصى ما كانت إيران تخطط له في خطوتها الأولى، وبدأت صفحة العبث بأوضاع شمال اليمن، لتتضافر مع تحريك لقوى الانفصال الجنوبي، في سياق يهدف إلى زعزعة الأوضاع السياسية والأمنية في اليمن، مع تحريك جناح تنظيم القاعدة المرتبط بإيران لوجستيا، وتقيم بعض قياداته في إيران نفسها، وهكذا لعبت طهران في الشأن الداخلي للجزيرة العربية، على نحو يجعل من كل الملفات مؤجلة الحل وجاهزة للفتح عند الضرورة.
تركيز الجهد على جبهة واحدة
استغلت إيران انشغال الوطن العربي بمعارك أكثر جذبا لانتباه أجهزة الإعلام الإقليمية والدولية، لاستكمال حلقات تدخلها في اليمن، ونتيجة لنشاط تنظيم القاعدة في الجنوب خاصة، فقد حشرت الزعامة اليمانية في زاوية حرجة، بشأن أسبقية الخيارات العسكرية وأي العدوين يجب مواجهته أولا، وعندما كانت معركة صعدة على وشك تحقيق النصر النهائي نتيجة دخول القوات السعودية على خط المعركة، حركت إيران خلايا القاعدة المرتبطة بها لتشديد العمليات العسكرية على الجيش اليمني، من أجل تشتيت جهده على أكثر من جبهة، ولما كانت الولايات المتحدة تبالغ أكثر مما يجب أو تتظاهر، في خطر تنظيم القاعدة على الأمنين الإقليمي والدولي، فقد كان طبيعيا أن تقدم واشنطن نصائحها المغرضة لصنعاء لوقف المعركة في صعدة والتوجه لحرب القاعدة، عندما كانت المعركة على مشارف نصر يمني سعودي لامع، وبقيت نار الفتنة تحت رماد المصالح السياسية المتصادمة للقوى الإقليمية والدولية، ووجد الحوثيون في هذا التحول فرصتهم التاريخية لاسترداد الأنفاس، وإعادة تنظيم صفوفهم وقواتهم، بعد وصول المزيد من الإمدادات الإيرانية، استعدادا لمعركة مؤجلة لا بد أن تكون فاصلة.
خطة إيران في اليمن يمكن تأشيرها على محورين، الأول شطر الجنوب تحت وابل من الغبار والضباب الذي يحيط بساحة المعركة، والهدف الرئيس لهذا الشطر هو إضعاف اليمن في مواجهته لمشروع التغلغل الإيراني في الشمال، وخاصة في توسيع رقعة نشاط الحوثيين، من حيث العدد ومن حيث الرقعة الجغرافية التي يتواجدون فوقها، وهذا الهدف لا يريد التوقف عند هذا الحد، بل يسعى لإحكام الطوق على المملكة العربية السعودية من الجهات الأربع، والبدء بالطرق الخارجي عليها مع تحركات داخلية من خلايا ظلت تتلقى الدعم المتعدد المحاور والأوجه، تهدف في نهايتها إلى السيطرة على الحرمين الشريفين، لما لهما من تأثير وإشعاع فكريين على ملايين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وهو الهدف الذي فشلت إيران في تحقيقه عام 1987 عندما تحرك مئات من عناصر حرس الثورة للسيطرة على الحرم المكي، وإعلان البيعة للخميني إماما للمسلمين، وهي الخطة التي أحبطتها أفواج الحجيج بمساعدة أجهزة الأمن السعودية، كانت إيران تريد تحويل الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، إلى منابر تبشر بولاية الفقيه المطلقة وما تضيفه من انحرافات فكرية تخل بعقيدة التوحيد، وتدخل الإسلام في نفق مظلم من البدع والخرافات والممارسات الضالة.
 فهل هناك خطة مضادة للمشروع الإيراني، وهل يستطيع بلد بإمكانات اليمن المادية خوض مثل هذه المعركة منفردا ونيابة عن الدول المستهدفة بالخطة الإيرانية؟
من المهم البحث عن تجميد لإحدى صفحات المواجهة التي يخوضها اليمن، وخاصة المواجهة مع تنظيم القاعدة التي تعد مطلبا أمريكيا بالدرجة الأساس وسحب البساط من تحت أقدام هذا التنظيم، فليست كل الحروب يتم حسمها في ساحات القتال، بل أن معظم الحروب التي عانت شعوب العالم من ويلاتها، انتهت في صالات الاجتماعات المغلقة بعيدا عن دخان المدافع وقصف الطائرات، ويمكن تأشير استثناء واحد في العالم وعلى مر العصور، وهو أن إيران لم تستجب طيلة تاريخها لنداءات وقف إطلاق النار والركون إلى المفاوضات، بل كانت على الدوام ترغم على التراجع في ساحات القتال، على قبول السلام الذي لا يختلف كثيرا عن طعم السم، كما عبر عن ذلك الخميني في رسالة قبوله لقرار مجلس الأمن 598 والذي أنهى القتال بين العراق وإيران وإن لم ينه حتى اليوم حالة الحرب بينهما، لذلك فإن التوجه للخطر الإيراني يجب أن يحتل مرتبة الأولوية في أي جهد عربي يسعى للتحرر من الضغوط الخارجية التي تستخدم أدوات داخلية في كثير من الأحيان.
درس من السودان
مرت سنة واحدة على انفصال جنوب السودان عن الوطن الأم، عبر مخطط ساهمت فيه المشاعر الشخصية من حب وكراهية، تجاه نظام الرئيس عمر البشير، كان للرئيس المصري المعزول حسني مبارك، والزعيم الليبي السابق معمر القذافي، أكبر الأدوار في حصر البشير في زاوية المخايرة بين انفصال الجنوب وتفتت السودان وضياع ملكه، أو القبول بحق تقرير المصير لسكان الجنوب، الذين تلقوا دعما عسكريا واسع النطاق من القذافي، وسياسيا تحريضيا من جانب مبارك ربما يقع في مقدمة أسبابها تعرض مبارك لمحاولة اغتيال في اديس ابابا واتهم السودان بتدبيرها، ولقد عانى الوطن العربي طويلا من انعكاس المزاج الشخصي لحكامها، على قراراتها السياسية ومواقفها الاستراتيجية من دول أخرى يحكمها زعماء لا تتوفر فيهم شروط الارتياح الشخصي، من جانب دول كبيرة وقادرة على التأثير سلبا على أوضاعها السياسية، ولكن اللافت أن نظام الحكم الإسلامي في إيران، كان أول بلد في العالم يقدم دعما مفتوحا لحركة جون قرنق، وكان يطلق عليها وصف الانتفاضة الإسلامية!!!، التي تواجه نظام حكم معاد للثورة الإسلامية في إيران، وظلت قنوات الاتصال بين مكتب حركات التحرر في الحرس الثوري الإيراني، وحركة قرنق حتى عندما كانت الحكومة السودانية برئاسة الصادق المهدي تسرّع خطواتها وتبذل ما في طاقتها من أجل الحصول على شهادة حسن السلوك من الخميني.
المهم أن إيران تبحث لنفسها عن قضايا معطلة وخلايا نائمة على استعداد لبيع نفسها لمن يدفع أكثر، وإيران تفعل ذلك من أجل امتلاك وسائل الضغط على البلدان العربية والإسلامية داخليا، والتأثير على قراراتها السياسية، وربما يتحمل القذافي جانبا مهما من تجزئة السودان، إلا أن إيران وإسرائيل هما الطرفان اللذان تظهر صورتهما على شاشة الأحداث المفصلية، كلما تم البحث في الأعماق البعيدة والملفات الأكثر سرية، من تاريخ الخطط الهادفة إلى إضعاف الأمة.
وبعد سنة من قيام دولة السودان الجنوبية، بدأت الصفحة الثانية من أسوأ ما تعرض له الأمن القومي العربي الجماعي، فقد وقع وفدان من دولة السودان الجنوبية ومن إسرائيل على اتفاقية تقدم فيها الأخيرة الخبرة الهندسية لاستغلال مياه النيل، مما يعرض الحصة القانونية لكل من مصر والسودان إلى خطر داهم، يمكن أن يحرم  مصر والسودان من مصدرهما الوحيد من المياه، وقد تذهب إسرائيل في علاقاتها القديمة الجديدة مع حركة الانفصال في جنوب السودان، والتي كانت ترفض بعناد غبي ما كان يطرح عن علاقاتها مع إسرائيل وتستوي في هذا كل حركات التمرد التي عرفها العراق وبلدان عربية أخرى، إلى تحقيق عدة أهداف في وقت واحد منها ممارسة الضغط على الحكومة المصرية الجديدة لتدفعها نحو الالتزام بمعاهدة السلام، ومنها عقد اتفاقيات لاحقة مع كل من أثيوبيا وجنوب السودان لإطلاق كميات ثابتة من المياه، خارج حصة مصر والسودان شريطة تحويلها إلى إسرائيل بواسطة أنابيب تمتد تحت قناة السويس، وبخلافه قد تتعرض حصة مصر للقطع الجزئي مما يهدد مصير البلد الذي ظل المؤرخون يطلقون عليه وصف هبة النيل.
والحرب أولها كلام
تعتمد إيران على ما تبثه عشرات الفضائيات الطائفية لتبث عوامل الفرقة والضغينة، والتي تركز على القضايا الخلافية والتي لم تنجح جهود العلماء لمئات السنين من إيجاد حل لها، لأن إيران وفكرها الذي يجد مناخه الملائم وسط أجواء الفتنة والانقسام، وجد في هذه الفضائيات أقصر الطرق لطرح وجهات نظرها، بصرف النظر عن مدى قبول تلك الأفكار من عدمه، وهنا تطرح قضية في غاية الأهمية عن الجدوى من أي مشروع إعلامي وعما إذا كانت النتائج المتحققة منه متناسبة مع حجم الإنفاق عليه، ولكن إيران لا تنظر إلى هذه الزاوية، بل تظن أن مبدأ التكرار في الكذبة يمكن أن يحولها إلى مسلمة من المسلمات الراسخة في العقول.
واللافت أن العرب يتعاملون مع هذا الموضوع بنظرة قاصرة تماما عن تقدير أخطار الإعلام التقسيمي، صحيح أن القمر الصناعي العربي (عربسات) قد تم تأسيسه بقرار من وزراء الإعلام العرب في عقد السبعينات من القرن الماضي، كمؤسسة تسعى لتحقيق تواصل عربي في مجال الأخبار، وكذلك لتعتمد على نفسها ماديا من خلال قبول اشتراك المحطات الأرضية المرتبطة بالقمر الصناعي، وكان هذا قبل عصر الفضائيات، التي دخلت على الخط فأضافت مصدرا مهما لمداخيل القمر الصناعي، إلا أن مؤسسة العربسات تحولت مع الوقت إلى مؤسسة تجارية تسعى للربح بالدرجة الأولى وربما الأخيرة أيضا، ولا تفهم ولا تهتم لا بالسياسة ولا بالإعلام، ومن حق المراقب أن يسأل عن المحصلة النهائية في ميزان الربح والخسارة للعرب كأمة، حتى في حال حققت مؤسسة عربسات ربحا وفيرا، ولكن ما هو حجم الخسارة في وحدة المجتمع العربي، وما هي الخسارة التي تكبدتها الأمة على المدى البعيد، حينما تركت مؤسسة صغيرة تحمل اسمها ولكنها تعبث بأمنها القومي تحت لافتة الربح المادي؟
طالبت الحكومة البحرينية أكثر من مرة، أن يتخذ مجلس إدارة القمر الصناعي العربي قرارا بوقف وصلات الفضائيات التي تحرض على الفتنة الطائفية في البحرين وفي دول مجلس التعاون الخليجي، ولكن دعواتها لم تلق الأذن الصاغية، من الجهات المعنية التي تعاملت مع المشروع على أنه مجرد شركة تجارية مساهمة تسعى للربح، مع تجاهل كامل للخسارة السياسية الناجمة عن التخريب الذي تفعله القنوات الضالة، والتي تحتاج من أجل تخطي آثارها، إلى أموال هائلة تفوق بأضعاف مضاعفة مقدار الربح المادي الذي يحققه القمر الصناعي العربي.
فهل يوجد طرف واحد في عالم اليوم، يعمل ضد مصالحه؟ وهل يوجد بلد في العالم يضع الخطط الاستراتيجية للبناء والتطور على كل الصعد، ثم يضع الخطط الأكثر دقة لإفشال استراتيجيته؟ ربما يحصل هذا، ولكنه يحصل في الوطن العربي فقط للأسف الشديد، فأعداؤنا لم يحققوا كل مكاسبهم بسبب تفوق خططهم، وإنما تحقق لهم الكثير نتيجة الأفكار المتصادمة التي تنطوي عليها برامج العرب السياسية والاقتصادية، ولعل تجربة العربسات نموذج مصغر لعدم انسجام الخطط مع بعضها.

25/7/2012