11 نوفمبر 2018

محمد سيف الدولة يكتب: لا تعادوا (اسرائيل) !

Seif_eldawla@hotmail.com
لا تعادوا اسرائيل .. لا تثوروا .. لا تغيروا بأيديكم .. لا تسقطوا انظمتكم .. لا تنشدوا الحرية .. لا تحلموا بالكرامة والعدل والعدالة .. لا تعارضوا حكامكم ولو كانوا تابعين أو فاسدين او فاشلين أو مستبدين، واخضعوا واستسلموا واصبروا وانتظروا ما تجود به الدولة عليكم، فان لم تفعل، فلا تعترضوا او تتنمردوا، فليس لكم شأن بالدولة وبمؤسساتها؛ فهى حرة تفعل ما تريد. فان عصيتم فالفوضى والجحيم فى انتظاركم.
***
كانت هذه هى عينة من المعانى والرسائل المتعددة التى وردت فى مداخلات وكلمات السيد عبد الفتاح السيسى فى جلسات منتدى الشباب العالم المنعقد فى شرم الشيخ فى الاسبوع الاول من نوفمبر الجارى.
وبالطبع وكالمعتاد ممنوع الرد .. ممنوع التعقيب .. ممنوع الاختلاف .. ممنوع كشف حجم التهافت والمغالطات فى هذا الكلام، فى اى منبر او وسيلة اعلامية فى جمهورية مصر العربية.
***
اما عن حثه للمصريين على عدم العداء لاسرائيل، وهو موضوع هذا المقال، فلقد عبر عنه صراحة بقوله ما معناه: ((ان دخول مصر فى حروب وصراعات ضد اسرائيل كان له أثمانا فادحة وأضرارا بالغة على الدولة المصرية وهو ما أدركه الرئيس السادات، واستطاع بشكل (متفرد) ان ينقذ مصر ويخرجها من هذا الصراع ويعقد اتفاقية سلام مع اسرائيل.))
وفيما يلى ما قاله بالنص: ((أريد أن أتكلم عن قدرة القيادات على قراءة الموقف .. القدرة دى تختلف من زعيم لآخر حسب الخلفية الثقافية والفكرية والبناء العلمى ال تم اعداده به وكمان التجربة .. رؤية زى رؤية الرئيس السادات، كانت مبنية على تجربته فى قضية الصراع وآثاره .. وجعلته ياخد هذا التوجه ال خده فى بناء السلام ال احنا بنعتبره عمل متفرد فى عصره .. بعد ما شاف أد ايه ان تمن الصراع وتمن الحروب ضخم جدا على الدول وعلى مستقبلها .. قرر واتحرك بايجابية ومثابرة لبذل جهود ضخمة حتى توصل للسلام ال هو مستقر وثابت واصبح جزء من قناعات المصريين))
مع قيامه، فى تصورى، بالتلميح الى ان تورط مصر فى الخمسينات والستينات فى الصراع ضد اسرائيل كان بسبب رغبة جمال عبد الناصر فى زيادة شعبيته! فلقد قال بالنص ((ان بعض الرؤساء يدخلون فى صراعات خارجية لزيادة شعبيتهم.))
***
· وهو كلام مجرد تماما من الحقيقة، لعدة اسباب اهمها ما هو ثابت ومعلوم ومحفوظ من الجميع من ان (اسرائيل) هى التى فرضت هذا الصراع على مصر وليس العكس، حين قامت بالاعتداء علينا فى اعوام 1955 فى غزة وعام 1956 فى العدوان الثلاثى ثم فى 1967 وقامت باحتلال اراضينا بالقوة مرتين بالمخالفة لميثاق الامم المتحدة. ولم يكن من الممكن لاى دولة محترمة أو شعب حر فى العالم الا ان يتصدى للعدوان.
· ناهيك عما تمثله (اسرائيل) من خطر داهم على وجودنا وامننا الوطنى والقومى، كرأس حربة لمشروع استعمارى غربى/صهيونى يستهدف مصر والامة العربية بقدر ما يستهدف فلسطين وفقا لحقائق التاريخ وثوابت الامة ووعى وادراك كافة قواها وتياراتها واطيافها على امتداد اربعة اجيال متتالية.
· هذا بالاضافة بالطبع الى ان الحصاد النهائى والحساب الختامى لما يسمى "بالسلام العربى الاسرائيلى" المتمثل فى اتفاقيات كامب ديفيد واخواتها فى اوسلو ووادى عربة، كان كارثيا، اذ تحولت (اسرائيل) الى القوة الاقليمية العظمى فى المنطقة، وتكاد اليوم ان تبتلع ما تبقى من فلسطين، فى حين تراجعت مكانة مصر وقوتها ودورها وتأثيرها فى المنطقة وغرقت فى مستنقع التبعية الكاملة للولايات المتحدة، ولا تزال سيادتها وارادتها فى سيناء حتى يومنا هذا تخضع للقيود الامنية والعسكرية التى فرضتها (اسرائيل)، والتى بموجبها لا تستطيع ان تزيد من قواتها او تسليحها هناك الا باذنها.
· كما ان الاسطوانة التى تتكرر فى كل مناسبة بان السلام مع (اسرائيل) أصبح فى وجدان المصريين وقناعاتهم، لا يمت الى الحقيقة بصلة، فهو يتحدث عن مصريين آخرين غير الشعب المصرى الذى يدرك جيدا انه سلام بالاكراه لم يكن من الممكن له ان يبقى ويستمر الا فى حماية الاستبداد.
· ليس هذا الكلام بجديد كما تعلمون، فلقد اصبحت أشك بأننا بصدد حملة موجهة يديرها (رئيس الدولة) تستهدف زراعة الخوف من (اسرائيل) وهدم الثقة فى النفس وتثبيط الروح المعنوية وكسر الارادة الوطنية للشعب المصرى، كان آخرها ما قاله فى الندوة التثقيفية المنعقدة فى 11 اكتوبر الماضى عن تصغير قوة مصر مقارنة باسرائيل (سيارة سيات فى مواجهة مرسيدس) ووصفه قرار معركة 1973 بانه كان بمثابة انتحار، وبانه لم يكن بامكان مصر ان تحقق اكثر مما حققته فى حرب اكتوبر (فى دعم وتأييد للرواية الاسرائيلية عن حرب أكتوبر). وكذلك ما قاله فى مؤتمر الشباب الثالث بالاسماعيلية فى 26 ابريل 2017 من أن ((الدولة دى انتدبحت سنة 1967... وتوقف تقدمها لسنوات .. وتصوروا لو كان السادات معملش السلام .. ومعرفش ان الحل هو ان احنا نفك نفسنا من الحروب والضياع وندور على مستقبل بلدنا))
والتصريحات المماثلة عديدة ومستمرة ولم تتوقف منذ توليه المسئولية.
***
اما عن هذه القاعدة السياسية الجديدة والعجيبة التى يحاول السيسى تمريرها والتى تنص على ((انه لا يجب مواجهة الاعداء والمعتدين والمستعمرين اذا كانت الأثمان فادحة)) فهى قاعدة صادمة وخطيرة تخالف وتناقض كل تراث النضالات الشعبية الوطنية والعالمية على مر التاريخ، وكل القوانين والدساتير والمواثيق الدولية، فى حقوق واصول وحتمية مقاومة كل اشكال الاستعمار فى كل زمان ومكان، مهما كان الاختلال فى موازين القوى، وحتمية انتصار الشعوب فى النهاية ونجاحها فى تحرير اوطانها وصد العدوان. 
فاذا صدرت هذه القاعدة عمن يشغل منصبا رفيعا كرئاسة الدولة المصرية، فى ظل ظروف وبيئة وقوى دولية واقليمية متربصة ومعادية، فهى كارثة الكوارث.
***
ولكن رغم كل ذلك فقد يكون لمثل هذه التصريحات بعض الفوائد؛ اذ انها تعطينا تفسيرا لكثير من السياسات والقرارات التى شاهدناها فى السنوات القليلة الماضية مثل:
· التقارب غير المسبوق مع (اسرائيل) والذى وصل الى درجة التحالف.
· القيام بدور الجسر والوسيط فى عملية التطبيع السعودى والخليجى الجارى اليوم على قدم وساق مع (اسرائيل) تحت الرعاية الأمريكية.
· سحب قرار ادانة المستوطنات من مجلس الامن.
· تفريغ الحدود الدولية فى سيناء لاقامة المنطقة العازلة التى كانت تطلبها (اسرائيل) دائما، ورفضها مبارك نفسه من قبل.
· استيراد الغاز من (اسرائيل) فى صفقة تبلغ قيمتها 15 مليار دولار.
· السماح للسفارة الصهيونية فى القاهرة، فى سابقة هى الأولى من نوعها، بالاحتفال بذكرى النكبة على ضفاف النيل بالقرب من ميدان التحرير.
· بالإضافة الى الخضوع الكامل لشروط وتعليمات صندوق النقد الدولى بالغاء الدعم عن الوقود وتعويم الجنيه وزيادة الاسعار وخصخصة ما تبقى من شركات القطاع العام.
· وايضا قبول انخراط مصر فى مشروعات واحلاف اقليمية تحت قيادة الولايات المتحدة، آخرها ما يدور الان من تأسيس ناتو عربى اسرائيلى لمواجهة ايران.
· واخيرا وليس آخرا التنازل عن تيران وصنافير للسعودية فى ضربة قاسية للامن القومى المصرى.
وكلها تنازلات لا يمكن فهمها او تفسيرها الا وفقا للقاعدة التى يتم الترويج لها طول الوقت من ((ان مصر بلد فقير وضعيف وصغير لا قبل لها بالاشتباك فى اى صراعات مع أى قوى أو اطراف دولية أو اقليمية أو عربية تفوقنا فى القوة والثروة والامكانيات، لا تستطيع ان تقول لهم لا ..ولا تستطيع أن ترفض لهم طلبا!))
***
ولكن هذا الفلسفة المهادنة وهذا الوجه الوديع الذى يطرحه عبد الفتاح السيسى مع القوى الدولية والاقليمية المعادية، ينقلب راسا على عقب ويتغير 180 درجة فى مواجهة الشعب المصرى الكريم الى سياسة القبضة الحديدية والردع والقمع والقهر والافقار وتكميم الافواه وقصف الاقلام ومصادرة الحريات وانتهاك الدستور واحتكار الاعلام وتاميم الحياة السياسية والبرلمانية.
وهو تناقض فج ومهين وصادم للجميع، وستترتب عليه عاجلا أم آجلا عواقب وخيمة وردود فعل بالغة الخطورة، ما لم تنصلح المعادلة وتستقيم الأمور، وفى جميع الاحوال سيظل المصريون يحبون فلسطين ويعادون (اسرائيل) ويسعون للتغيير ويعتزون بثورة يناير ويحلمون باستردادها.
*****
القاهرة فى 11 نوفمبر 2018

10 نوفمبر 2018

من ناصر السعيد إلى خاشقجي.. طريقة آل سعود في إيصال المعارضين إلى السماء!

بقلم الدكتور رفعت سيد أحمد
الآن وقد بدأت عمليات احتواء جريمة اختطاف وقَتْل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، رغم تحوّلها إلى قضية رأي عام دولي، إلا أن المصالح والنفط وتجارة السلاح بين الأطراف الثلاثة الرئيسة في الجريمة؛ تركيا والسعودية وإدارة ترامب، بدأت الآن تتغلّب على الدم والقِيَم الإنسانية، وبدأ المشوار الطويل في لفلفة القضية وتضييع دم إبن النظام المُخلص والذي لم يكن معارضاً حقيقياً، ولكنه راح ضحيّة ما يمتلك من معلومات، وضحية

09 نوفمبر 2018

بعد حرارة التطبيع مع الخليج: نساء الموساد في ضيافة شيوخ النفط!

بقلم الدكتور رفعت سيد احمد
استقبلت بعض مشيخات النفط قيادات صهيونية بشكل علني في الأيام الماضية، كان الأمر قبل سنوات يتمّ في الخفاء، لكنه بات اليوم عَلناً وبلا ذرّة من الخجل العربي المعهود، اللافت للنظر هنا هو حضور المرأة بقوّة في التطبيع العَلَني مع شيوخ النفط، ولعلّ وزيرة الرياضة الصهيونية (ميري ريغيف) ودورها قبل أيام في إمارة أبوظبي وإختراقها العَلَني للوزارات والمجالس وحتى المساجد وبموافقة وحرارة خليجية مُنقطعة النظير؛ لعلّ في هذا النموذج ما يكفي للتدليل على قوّة دور المرأة في لعبة الموساد لإختراق الدول العربية، وبخاصة الخليجية منها والتي يمثل الضعف التاريخي لهم أمام العنصر النسائي سمة مشتركة في كل حياتهم السياسية والاقتصادية.


إذن حضر الموساد ليس بزيارة نتنياهو إلى عُمان أو أيوب قرا وزير الاتصالات إلى دبي . ولكن عبر ميري ريجيف وزيرة الرياضة – وغيرها- التي تقول سيرة حياتها إنها كانت قائدة فصيلة في برنامج الموساد العسكري المعروف بـ (غادنا) والمُتخصّص في التدريب والإعداد العسكري للشباب الذين يعدّونهم للخدمة العسكرية داخل إسرائيل وخارجها ، خاصة في مشيخات النفط . ولقد كانت تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة وسّيدة الموساد الشهيرة، واضحة للغاية عندما علّقت على زيارة وزيرة الرياضة الصهيونية إلى أبوظبي واستقبال عرب النفط لها - بترحاب لا يليق بعربي قتل الموساد على أرضه قيادات فلسطينية لعلّ أشهرهم (المبحوح) من دون احترام لردود فعلهم _؛ قالت وهي تشعر بالغيرة مما فعلت زميلتها (لقد مهّدنا لها الطريق وكانت لنا أدوار ساعدت في الوصول إلى هذه اللحظة من التطبيع مع الخليج عبر نساء الموساد ).

إن هذا التطبيع مع مشيخات النفط السام يدعونا إلى تناوله من زاوية أخرى مختلفة ، وهي زاوية دور المرأة في الموساد الإسرائيلي . فماذا عنها ؟ بداية يحدّثنا تاريخ الصراع مع الكيان الصهيوني أن واحداً من أهم دروس المائة عام الماضية من الصراع مع الكيان الصهيوني بعد وعد بلفور (1917)؛ هو قدرة هذا الكيان الإستعماري على توظيف هيئات وقوى مُتعدّدة في صراعه معنا؛ ومن بين هذه القوى هو إستخدام (المرأة) في المواجهة، ليس فحسب المواجهة المدنية والعسكرية في الجيش والشرطة، بل إستخدامها وعلى نطاق واسع وطيلة سنوات الصراع في عمليات التجسّس الخارجي على الفلسطينيين ومَن يساندهم من دول وسياسيين بل ومُثقّفين عرب وغير عرب، وتاريخ الموساد الإسرائيلي حافل بعشرات القصص المُثيرة والخطيرة، ليس هنا مقام روايتها، فقط نشير إلى خطورة هذا السلاح والذي تستخدمه كافة أجهزة الأمن الصهيوني الداخلية والخارجية.

ولعلّ ما نُشِرَ قبل فترة عن الدور الخطير الذي لعبته وزيرة خارجية العدو الصهيوني السابقة تسيبي ليفني، والتي كانت أحد أبرز "النساء العاملات" في جهاز الموساد الإسرائيلي، ما كشف عن دورها في توظيف (علاقاتها) لتجنيد قيادات كبيرة من فريق أوسلو الفلسطيني، وكيف استخدمت في ذلك كل الأسلحة - بما فيها الجنس- لإخضاعهم لإرادة وخطط الموساد والحكومة الصهيونية، هذا فضلاً عن قصص بعض العملاء الصغار من الشباب الفلسطيني في الداخل والذين يُسمّيهم الشعب الفلسطيني بـ(العصافير) ، وما ترتّب عليها من قتل وتصفية لعناصر وقوى مقاوِمة مع إفشال لبعض عملياتها المهمة ، ومنها حفر الأنفاق تجاه الأراضي التي يحتلّها الكيان الصهيوني ، وعمليات القنص للجنود الصهاينة وغيرها من العمليات المساندة لإنتفاضة مسيرات العودة كان إستخدام أجهزة الأمن والتجسّس الإسرائيلية للمرأة دور فيها. 

ومن دون الدخول في حكايات تاريخية نتذكّر فقط وعلى سبيل المِثال – وليس الحصر – ما كشفته جريمة اغتيال القيادي في حركة حماس (محمود المبحوح الذي كان مسؤولاً عن تزويد غزّة بالصواريخ من إيران وسوريا في 19/1/2010)، عن دور مميّز للمرأة العامِلة في جهاز الموساد الإسرائيلي، حيث ثبت أن خمساً منهن قد اشتركن في هذه الجريمة، (وترأست الجاسوسة جيل بوليرد المجموعة) وتمثلّت أدوارهن في جمع المعلومات أو التمويه أو حتى المساهمة في عملية القتل ذاتها (القتل تم بالسمّ والصعق بالكهرباء داخل غرفته بالفندق في دبي) ، إن هذه الحقائق تؤكّد على الدور التاريخي الخطير للمرأة الصهيونية في الأعمال الإرهابية عبر جهاز الموساد.

وهذا ما أكّدته مؤخّراً صحيفة (معاريف) الإسرائيلية التي نشرت تحقيقاً عن تجنيد النساء للعمل في الموساد، حيث تبيّن أن 20% من عملاء الموساد من النساء، وللمرة الأولى في تاريخ هذا الجهاز تتبوّأ امرأة منصب نائبة رئيس الموساد هي (افرايم هليفي).. حيث أكّد رئيس الموساد الأسبق (أهون ياتون) الذي اضطر للاستقالة من منصبه بعد محاولة الاغتيال الفاشِلة لخالد مشعل (25/9/1997) ، أن الموساد هو الجهاز الأمني الوحيد الإسرائيلي الذي يستوعب النساء للعمل في وحدتين الأولى (كيشت) أو (القوس) المُتخصّصة في اقتحام المكاتب في جميع أنحاء العالم، ومهمّتها تصوير المستندات المهمّة، ووضع أجهزة التنصّت، والثانية وحدة (ياريد) أو (السوق) المُتخصّصة في حراسة ضباط الموساد في أوروبا وأميركا الذين يلتقون مع عملائهم في أماكن سرّية.
رئيس الموساد الأسبق (داني ياتوم) قال في هذا السياق – أيضاً – إن نسبة النساء بين العاملين في الموساد هي الأعلى بين كافة أجهزة المخابرات ، ورغم أن الموساد يرفض الإفصاح أو الكشف عن عدد النساء العامِلات في صفوفه ، فإن هناك مصادر عديدة تؤكّد أن النساء يشكّلن نسبة كبيرة من عدد العملاء المُكلّفين بتنفيذ المهام في الموساد، وتفسير ذلك أنهن بمثابة سلاح ناعِم شديد الخطورة، سلاح يصعب كشفه أو الاحتياط منه لأنه يستخدم وسائل خبيثة وسرّية تستند إلى طبيعة المرأة الإسرائيلية ذاتها، وفي هذا الإطار أيضاً أكّدت الوثائق الإسرائيلية على أن الموساد يركّز على تجنيد النساء اللواتي قَدِمن من الدول الغربية إلى إسرائيل وذلك لأنهن يمتلكن ثقافة منفتحة لا تعرف الفرق بين الحلال والحرام أو الخير والشر،؟

ثقافة مادية بالأساس، قائمة على العنف والجنس المفتوح وهي ذات الثقافة التي بُني عليها التجمّع الصهيوني في فلسطين، ولقد كشف العديد من العمليات الإجرامية للموساد في أوروبا ضدّ الفلسطينيين والعرب الذين يعيشون هناك خلال الستين عاماً الماضية منذ إنشاء الموساد تحديداً (1957)، على الاستخدام الواسع للمرأة اليهودية ذات الجذور الغربية في عمليات الموساد التي تُقدِم على القتل والإرهاب بقلب بارِد، إن الخبراء يؤكّدون أنه وبعد رصد دقيق لأغلب العمليات التي شاركت فيها المرأة داخل الموساد وجدوا أنهن يعملن في عدّة وحدات داخل الموساد إلى العمل في وحدة تُسمّى (كيدون) وتعني الرمح ، وهي مُكلّفة بعمليات المراقبة والاختطاف والقتل، هذا وتُعدّ (تسيبي ليفني) وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة من أشهر عميلات الموساد والتي شاركت في عدّة عمليات سرّية قبل أن تترك المخابرات وتتّجه للعمل السياسي، وهو ما يؤكّد أن عمل المرأة في الموساد يُمهّد لها الطريق للصعود السياسي لاحقاً داخل الكيان الصهيوني.

إن هذا السلاح الناعِم/السام والقائم في جزء أصيل منه على إستخدام قدرات المرأة، وبخاصة القدرات العاطفية والجسدية، يُعدّ أحد أخطر أسلحة الموساد ضدّ المحيط العربي والفلسطيني بخاصة، ومن المهم للغاية الإنتباه إلى مخاطره المستقبلية التي نتوقّع أن تتزايد، في ظلّ حال فقدان الرؤية والتخبّط الشديد الذي تعيش فيه بعض القيادات الفلسطينية والعربية وبالذات في مشيخات الخليج العربي المحتل ، وهو للأسف محتل بإرادة بعض حكّامه ومزاجهم والذين يعملون الآن بحرارة في التطبيع مع الكيان الصهيوني عبر الموساد وواشنطن . ومن المؤكّد أن التاريخ يُسجّل، وسيضع هؤلاء يوماً في سجّل الخيانة الذي يليق بهم ؛ ومن المؤكّد أيضاً أن المقاومة والحق في فلسطين سينتصران رغم صعوبات اللحظة ورغم خذلان ذوي القُربي . إن التاريخ يؤكّد عبر سننه وتجاربه ، خاصة في منطقتنا العربية ؛ أن الدم حتماً سينتصر على السيف وفي هذه المرة وبعد أن ارتدى هذا السيف الصهيوني عباءة النفط الخليجي وذهب يُراقص بها (ميري ريغيف وتسيبي ليفني ) بلا حياء، من المؤكّد لدينا أن الدم الفلسطيني والعربي سينتصر هذه المرة وقريباً على السيف الصهيوني والنفط الخليجي معاً. والله أعلم .

سيد أمين يكتب: الذين ذابوا في حب الوطن

الجمعة 9 نوفمبر 2018 17:01
كان كل من هب ودب يقولها من باب "فض المجالس" لكنهم لم يجربوها قط، لكن هناك شخصا واحدا قالها صادقا وجربها بالفعل، فاستشهد ذائبا في حب الوطن بكل ما تعنيه الكلمة.
لعل من جملة أسباب كثيرة وراء التعاطف العالمي في جريمة مقتل الكاتب الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول، بشاعة الجريمة ، والتنكيل بجسد إنسان تقطيعا ليس من قبل عصابة إجرامية، ولكن من قبل هيئة دبلوماسية لدولة تضع في علمها عبارة التوحيد ، ويوصف حاكمها بأنه خادم الحرمين الشريفين؛ المقدسين في دين يدعو كتابه المقدس للعدل ويقدمه على ما عداه من قيم وخصال، فضلا عن أن الرحمة هي ما تزين فاتحة الكلام عند معتنقيه، وهو ما شكل إساءة بالغة للإسلام وتشويها خطيرا لصورته الذهنية لدي شعوب العالم أجمع ، خاصة أن ما جرى لم يحدث في سجن ولا معتقل أو مركز تحقيق غير قانوني مخفي عن الأنظار، ولكن في مقر بعثة دبلوماسية مفترض فيها الالتزام بالحكمة والقانون والأخلاق.
فيما ألقى تواتر الروايات الأمنية عن أن هناك شكوكا بأنه قد تم قتله وإذابة جسده باستخدام أحماض ومواد فتاكة، ضوءا قويا على أن التعذيب لم يتوقف في نظم الاستبداد العربي عند حد سلب الحياة، ولكن امتد حتى حرمان القتيل من أن يكون له جسد يدفن في الثرى كما يدفن كل الموتى في الكون منذ بدء الخليقة.

أحماض فتاكة

المواد الفتاكة القادرة على التهام كل شيء كثيرة ومتنوعة، منها ما هو متداول ومنها ما هو غير متداول، فمن المواد الكيماوية المعروفة، مثلا، حمض الكبريتيك والذي يعرف شعبيا تحت اسم "ماء النار" وهو مادة لديها القدرة على التهام جسم الإنسان، وأيضا "الفوسفور الأبيض" وهو يؤدى إلى حرق وتفحم جسم الإنسان في ساعات، وكذلك حمض فلوريد الهيدروجين الذي لديه قدرة هائلة على التهام الجلد، وأيضا حمض الهيدروكلوريك، وهيدروكسيد الصوديوم، وهيدروكسيد البوتاسيوم، وغيرها.
كما أن مادة سوداء اللون، لزجة الخواص، تتكون من أكسيد الحديد والحديد السائل والصمغ وبعض المواد الكيماوية الأخرى التي تعطيها قوة جذب مغناطيسية هائلة، والمعروفة علميا باسم "ماجنتيك بيوتي" تستطيع هى أيضا أن تلتهم عظام إنسان في دقائق.
وحسب مقال لريتشيل بركس الأستاذة المساعد في الكيمياء بجامعة سان إدوارد بأمريكا، فان باستخدام كثير من تلك المواد أو بعض منها يمكن تذويب جسم إنسان كامل في ظروف البيئة العادية، في يوم واحد.
ومن أقوى الأحماض تلك التي تسمى باسم "حمض فائق" وهو الحمض الذي يمتلك حامضية أعلى من حمض الكبريتيك النقي 100%، وتشمل ثلاثي الفلور ميثان حمض السلفونيك والمعروف بحمض الترفليك، وحمض الفلوروسلفونيك وكلاهما أقوى بألف مرة تقريباً من حمض الكبريتيك، فيما يعد الحمض الأقوى على الإطلاق هو حمض الفلوروأنتيمونيك.
ولا يفوتنا هنا التأكيد أن مكونات كثير من الأحماض ليست بالأمر السهل شيوعه وتداوله ولا حتى تداول معلوماته، نظرا لخطورتها الأمنية، لذلك تلجأ كثير من الدول للتعامل مع تلك الأحماض والمواد التي تتكون منها بنفس القدر الذي تتعامل به مع أسرار الأمن القومي.

الذين ذابوا في حب الوطن

والحقيقة أن القتل تذويبا في الأحماض ليس بجديد في عالمنا العربي، ولكن الجديد هو أن الناس صدمت من بجاحة القاتل، وبراءة المقتول، وغرابة المكان، وبشاعة طريقة الاغتيال، والإخفاء التام لكل معالم الجريمة.
ففي مصر اختفي نائب رئيس تحرير الأهرام رضا هلال في 11 من أغسطس/آب 2003 في صمت، فيما قدم شقيقه عام 2009 بلاغاً إلى النيابة كاشفاً عن تلقيه مكالمة هاتفية عام 2007 تفيد بأنه مسجون في أحد سجون الإسكندرية، ثم راح يعلن بعد ذلك عن تلقيه اتصالا من شخصية أمنية رفيعة يخبره بأن أحد وزراء الداخلية هو من خطفه وقتله، ومثل بجثته بسبب انتقاده له، وبعد ثورة يناير خرجت تفاصيل تؤكد أن الداخلية خطفته وذوبت أجزاء منه في حمض فتاك فيما دفنت أجزاء أخرى داخل مبناها أو في مبنى وزارة الاستثمار!
هذه الواقعة سبقتها واقعة تذويب أخرى لجسم معارض سياسي ولكن في لبنان، الضحية اسمه سليم اللوزي وهو رئيس تحرير مجلة الحوادث اللبنانية حيث كان معارضا للرئيس السوري السابق حافظ الأسد لذلك حينما استشعر الخطر فر إلى لندن واتخذ منها موطنا، لكنه بعد وفاة والدته اضطر للعودة إلى بيروت في يناير ١٩٨٠ لدفنها، لكنه خطف من جوار زوجته في كمين على طريق مطار بيروت وبعد أسبوع وجدوا بقايا جثته في أحراش قرب بيروت وقد تمت إذابة أجزاء من جسده، وكانت الأصابع واليد مذابة بالحمض.
وكانت قد سبقت تلك الواقعة قيام حكومة الوحدة بين مصر وسوريا عام 1959 باختطاف القيادي البارز في الحزب الشيوعي اللبناني فرج الله الحلو من أحد شوارع دمشق أثناء زيارة سرية لها، وجاء الاختطاف إثر رفض الحزب حل نفسه بعد الوحدة بين سوريا ومصر، وقدم ما يسمى وثيقة المبادرات العشرة والتي تم رفضها، جرى تعذيب الحلو ليعترف بأسماء القيادات الرافضة للوحدة حتى مات ومن ثم ذوب جسده بالحمض كي لا يبقى له أثر.
كما شملت خريطة التذويب في حب الوطن المعارض اليساري المغربي المهدي بن بركة، الذي اختطف من أمام أحد مقاهي باريس عام 1965 ثم اختفى، وظهرت العديد من الروايات حول ما جرى له، هناك من يؤكد مقتله في باريس ثم دفن على جانب أحد الأنهار، وهناك من يقول أنه قتل في فرنسا ونقلت جثته بواسطة طائرة عسكرية مغربية ثم أذيبت في حوض من الحمض كي لا يبقي لها أثر.
فيما ترددت روايات "غريبة" بأن القاتل لم يكن الملك المغربي الحسن الثاني، كما يتوقع الجميع، ولكن كان جهاز الموساد الإسرائيلي الذي فعلها تقربا للملك من دون طلب منه. 
عموما، القتلة سعوا في الحوادث السابقة لإخفاء أثر الجريمة عبر إذابة جثث ضحاياهم، لكن ما حدث أن الضحايا عاشوا في قلوب الناس، بينما هم من ماتوا فيها.

اقرأ المقال كاملا في الجزيرة نت

عيسي العزب: ماذا أقول وعقل أعقل عاقل فيهم عقال؟!!


07 نوفمبر 2018

أردوغان للملك: "أوقف ابنك إنه يدمر بلدك".


استعدادات "حرب الخليج الكبرى": الفخ نُصب للسعودية.
مستقبل مكة والمدينة: جدال حاد بانتظارنا


إبراهيم قراغول-صحيفة يني شفق التركية. 

لم ولن تحمل تركيا أي فكرة لإلحاق أي ضرر بالسعودية في واقعة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي. بل على العكس تمامًا، تحاول أنقرة إنقاذ علاقتها مع الرياض من انهيار عظيم والمنطقة من عاصفة عاتية مدمرة، تسعى للحيلولة دون تنفيذ مخطط دولي يستهدف تقويض علاقتها مع الرياض والإضرار بمصالحها وتدمير السعودية.
إنه كفاح ومقاومة عظيمة ومحاولة لمنع

30 أكتوبر 2018

محمد سيف الدولة يكتب: كيف نواجه الصهاينة العرب؟

Seif_eldawla@hotmail.com
ان الوصم بالصهيونية ليس سبا او قذفا فى حق الموصوم، وانما هو توصيفا فكريا وسياسيا لمواقفه ولانحيازاته؛ فالصهيونية هى عقيدة ونظرية استعمارية استئصالية عدوانية عنصرية تدعى ان هذه الارض الواقعة على حدود مصر الشرقية هى ارض (اسرائيل) وليست ارض العرب والفلسطينيين.
وهى بالطبع نظرية باطلة ومتهافتة، اما الحقيقة التى يتبناها الفلسطينيون وكافة الشعوب العربية، فهى

26 أكتوبر 2018

خطاب قديم لجواهر لال نهرو يكشف أننا لا زلنا تحت الاحتلال

مقتطفات من درس في السياسة وأستشراف للمستقبل قدمه جواهر لال نهرو رئيس وزراء الهند لرؤساء دول عدم الأنحياز في مؤتمرهم في باندونغ في عام 1955يكشف فيه منذ خمسين عاما ما اكتشفناه اليوم نحن العرب خاصة من اننا امة محتلة ولم تتحرر بعد.
جاء في الخطاب:
"قلت لكم انكم تثيرون فزعي ، لأنكم لا ترون ما هو ابعد من موقع اقدامكم ، تشغلون انفسكم باللحظة التي مضت وليس باللحظة القادمة : 
تطلبون الاستقلال ، حسناً ، تطلبون الحرًية ، حسناً ايضاً ، سوف يعطونكم ما تطلبون ، وسوف يوقعون معكم قصصات من الورق ، لم يعد في ذلك

25 أكتوبر 2018

زهير كمال يكتب: جولة في عقل رئيس قبيلة

أنا غني! كان هذا جواب محمد بن سلمان عندما سأله أحد الصحفيين عن سبب شرائه قصر لويس الرابع عشر في باريس.
 في تحليل هذا الجواب الفظ نجد أن الرجل لا يقيم وزناً لمشاعر الناس العاديين ولا يبالي بوجودهم أصلاً ويعتقد أن في استطاعته أن يبدد كما يشاء الثروة التي يعتقد أنه يملكها ،  وإذا امتلك القوة فإنه يستطيع أن يمحو شعوباً وأفراداً يعتقد أنهم يعادونه

20 أكتوبر 2018

محمد سيف الدولة يكتب: لا حول ولا قوة الا بالله

Seif_eldawla@hotmail.com
كم هو ضعيف وقليل الحيلة ورخيص الثمن والقيمة .. المواطن العربى فى بلادنا.
ريشة فى مهب الريح .. ليس له دية.
 بجرة قلم يمكن ان يكون فى خبر كان.
قصفا وابادة أو تصفية وقتلا واغتيالا او اعداما وخطفا واعتقالا أو مطاردة وحصارا وتشهيرا أو اذلالا وافقارا وتجويعا.
وكم هى طاغية وباغية ومتجبرة العائلات والسلطات والمؤسسات الحاكمة والمتنفذة فى بلادنا.
لا تعبأ بدستور وقانون او بحقوق وحريات،
وليس لديها عزيز او ممنوع او حرام،