07 نوفمبر 2018

أردوغان للملك: "أوقف ابنك إنه يدمر بلدك".


استعدادات "حرب الخليج الكبرى": الفخ نُصب للسعودية.
مستقبل مكة والمدينة: جدال حاد بانتظارنا


إبراهيم قراغول-صحيفة يني شفق التركية. 

لم ولن تحمل تركيا أي فكرة لإلحاق أي ضرر بالسعودية في واقعة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي. بل على العكس تمامًا، تحاول أنقرة إنقاذ علاقتها مع الرياض من انهيار عظيم والمنطقة من عاصفة عاتية مدمرة، تسعى للحيلولة دون تنفيذ مخطط دولي يستهدف تقويض علاقتها مع الرياض والإضرار بمصالحها وتدمير السعودية.
إنه كفاح ومقاومة عظيمة ومحاولة لمنع
نزع فتيل حرب إقليمية، إنه تحد لمن يحاولون تشكيل جبهة عداوة جديدة بين العرب والأتراك، وهو –في الوقت ذاته– محاولة لحماية السعودية من نفسها، من "زمرة" داخلها، من مخططات تدمير موجهة إليها من خلال هذه الزمرة.
تركيا لاحظت الخطر الكبير.. أسْر عقل الدولة السعودية..
إن للقضية بعدًا مميتًا يتعدى بكثير جريمة قتل خاشقجي وحتى العلاقات الثنائية بين البلدين. ولقد كانت تركيا تعلم ذلك منذ فترة طويلة وتحاول منعه. ومع وقوع جريمة خاشقجي صارت الحقيقة التي تعلمها تركيا معلومة على المستويين الإقليمي والعالمي.
ولأن أنقرة لاحظت هذا الخطر الكبير، ولعلمها خصوصًا الجهود التي تدار سرًّا في هذا الاتجاه خلال السنوات الأربع أو الخمس الماضية؛ فإنها تحاول إفشال هذا الحساب "الدولي"، تسعى لإيقاف تردي الأوضاع أكثر وإفساد مخطط مدمر سيفضي إلى فوضى عارمة إقليمية.
لا أعتقد أن الإدارة السعودية مدركة لهذا المخطط الخبيث. فنحن نرى أن الإرادة التي بسطت نفوذها في الرياض هي إرادة أشخاص آخرين، وأن عقل الدولة سقط في الأسْر على يد هؤلاء، وأن السعودية صارت تنقل من جبهة إلى أخرى وفق المصالح الأمريكية والإسرائيلية، وأن الإدارة السعودية تجبر على تبني الفكرة التي تقول إن هذا إنما يحدث من أجل "مصلحتها"، وهو ما يعتبر نوعًا من أنواع العمى السياسي.

*الاستعدادات الأولية لـ"حرب الخليج الكبرى

نعلم أن هناك فخًا كبيرًا ينصب في المنطقة من اليمن إلى الخليج العربي عن طريق خداع الشارع العربي بعداء تركيا وإيران، ولهذا السبب يقدم الدعم السعودي إلى "ممر الإرهاب" في شال سوريا، وأن قوى ولي العهد السعودي بن سلمان وولي العهد الإماراتي بن زايد تستغل في هذا الإطار، وأن كل هذه المخططات تعتبر استعدادات أولية لـ"حرب الخليج الكبرى" التي يشعل فتيلها عقب انتهاء الحرب في سوريا.
واليوم نركز على منطقة شرق الفرات. فما إن تحل هذه القضية، وربما قبل أن تحل، سيثيرون الفوضى من منطقة الخليج، وسيطلقون حربا متعددة الجبهات لتجر هذه الأزمة التي ستحمل اسم الحرب الإيرانية – السعودية جميع دول المنطقة لتتورط فيها.

*مخطط تمزيق السعودية: أين العقل السياسي العربي؟

إننا أمام التجهيز لمخطط أكبر بكثير مما رأيناه منذ الحرب العراقية – الإيرانية من خلال مخططات الاستخبارات الأمريكية – الإسرائيلية وقوة مصر وأموال السعودية وعماها السياسي والدور المحوري الذي يلعبه بن زايد وطيش بن سلمان.
وإن هذا المخطط لن يضر، كما هو معتقد، بإيران ولن يهدف لمعاقبتها. ذلك أن إيران كانت هي الرابحة في كل الحروب التي اندلعت منذ حرب الخليج فيما خسر العالم العربي. ولو تلاحظون سترون أن الحدود العربية – الإيرانية تزحزح نحو الغرب قليلا مع كل حرب تشهدها المنطقة.
لقد ارتكب العقل السياسي العربي أخطاء بالجملة في كل هذه الحروب. فهذا المخطط موضوع لتمزيق السعودية وتدميرها بالكامل. وربما يكون العقل السياسي العربي سيرتكب أكبر أخطائه السياسية في القرن الحادي والعشرين في إطار هذا المخطط.

*يجب فتح "ملف دبي" حالا: وليا العهد وغولن اضطلعوا بالأدوار ذاتها

إن المخطط الذي يروج له من خلال بن سلمان وبن زايد هو "احتلال داخلي" جديد بالمملكة التي ستجر نحو هاوية دمار على يد هؤلاء "المحتلين الداخليين" المحرضين من أجل تنفيذ ذلك المشروع الدولي. وإن هذا الكيان السياسي الداخلي الجديد الذي جرى الترويج له من خلال موجة جديدة من أمواج القومية العربية سيذكره التاريخ على أنه "حركة بيع وخيانة" مشابهة لما حدث في تركيا ليلة 15 يوليو.
إن الكيان الجديد الذي يمثله بن سلمان هو النموذج السعودي من تنظيم غولن الإرهابي. ذلك أن الأدوار التي لعبها الجانبان هي عينها من حيث كونها تخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية. ولقد كانت دبي محطة لإدارة عمليات مشتركة بين غولن وهذه الأوساط؛ إذ شهدت المدينة الإماراتية نقل الأموال في كلا الاتجاهين.
وهذا هو السبب الرئيس لدعم هذه الأوساط الصريح لمحاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، وهو كذلك سبب استهدافهم تركيا بالطريقة ذاتها من خلال أجندة تنظيم غولن الإرهابي في عموم المنطقة بعد الضعف الذي أصاب ذلك التنظيم. ولهذا، يجب على الفور فتح "ملفات دبي" بين بن زيد وغولن وإماطة اللثام عن حركة تلك الأموال.

*النسخة السعودية من 15 يوليو: سيمزقون المملكة

وهذا كذلك هو سبب دعم هذه الأوساط لجميع التنظيمات الإرهابية المعادية لتركيا بالتوازي مع تنظيم غولن حتى عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ومساهمتها في جميع السيناريوهات الدولية الرامية للتخلص من أردوغان.
ولو نجح هذا الكيان في الوصول إلى مآربه، لن تشهد السعودية "انقلابا"، بل ستخسر كل شيء لتبدأ مرحلة التمزيق. فلو كان غولن قد نجح لكانت تركيا قد مزقت، فالسيناريو لم يبنَ على الانقلاب، بل على التمزيق والحرب الأهلية. وهو المخطط الذي ينفذ حاليا في السعودية.
إن عدو السعودية داخلها، بين أفراد إدارتها، داخل العائلة المالكة. فأفكار الإسلام المعتدل وموجة التعاطف إنما هي طعم يروج له من أجل الدمار الكبير. يجب على الرياض إعفاء بن سلمان والتخلص من تأثير بن زايد.

*أردوغان يفشل هذا المخطط: يقول "أوقف ابنك وإلا يدمر عرشك* "

يعلم الرئيس أردوغان هذا السيناريو وذلك المخطط، يعلم مضمون تلك العداوة الموجهة لشخصه وتركيا. فالذين فشلوا ليلة 15 يوليو يروجون السيناريو ذاته من المنطقة ويقيمون الجبهات التركية – العربية وهم يفعلون هذا. وكل الجانبين يتلقى الدعم من الإرادة والقوى والحساب الإقليمي والتحالفات عينها. وهذا هو سبب محاولة الرئيس أردوغان حماية الإدارة السعودية، لا سيما الملك سلمان، واستثنائها مما يحدث بينما يتحدث عن حساسيته حول قضية خاشقجي.
يحاول أردوغان أن يقول للملك "إن ابنك وبن زايد والتحالف الذي يشاركان به والمخطط الذي يسعيان لتنفيذه لن يجلب لكم ولنا والمنطقة بأسرها سوى الدمار، فعليك إيقافه". ويحاول تنبيه السعودية لما سيحدث.

*ماذا سيحدث لو لم يوقف ابن سلمان: سيدمرون الخليج خلال عام أو عامين* 

وللأسف فإن الرياض لم تدرك ذلك، وربما تعجز عن فعل أي شيء حتى لو أدركت ذلك بتأثير التبعية الشديدة والوقوع في الأسر. لكن ليس هناك أي طريق آخر. فالفخ نصب للسعودية ويجب إفشاله هناك. فماذا سيحدث لو لم تستيقظ الرياض وتتخذ التدابير اللازمة وتتخلص من ذلك الفريق؟
لن ننتظر كثيرا، فخلال عام أو عامين سنكون أمام حرب الخليج الكبرى التي ستتورط بها إيران والسعودية وقطر والبحرين والكويت وعمان والإمارات، كما سيضعون العراقيل العظيمة أمام تركيا لمنعها من التدخل وإنقاذ الموقف. كما سينقلون المعركة إلى قلب السعودية.

" *نقل المعركة إلى قلب العالم الإسلامي" ومستقبل مكة والمدينة* 

كانوا يخططون لفعل هذا منذ سنوات، كانوا يخططون من أجل "نقل المعركة إلى قلب العالم الإسلامي". وهو ما سيحدث... ثم سيدمرون السعودية ويعيدون رسم ملامح المنطقة بأسرها وفقا لذلك. وستتحول وضعية مكة والمدينة إلى نقاش شديد سيهز العالم الإسلامي بأسره.
إن هذا هو استهداف الإسلام من قلبه، وهو الدور المسند إلى بن سلمان وبن زايد! إنها خيانة القرن..
لكن تركيا ستوقف هذه العاصفة حتى لو تتعقل الرياض وتفشل هذه اللعبة. فتصفية الحسابات بدأت حديثا. إن هذا ما نطلق عليه اسم تحويل مجرى التاريخ وتحريك الجينات السياسية التي تبني المنطقة.
وسترون..

ليست هناك تعليقات: