منذ 30 يونيو وحدوث الانقلاب " المبارك " فى مصر وعزل الدكتور محمد مرسي من رئاسة الجمهورية وسجنه واعتقال قيادات الإخوان والمعارضة ، والزج بآلاف الشباب فى المعتقلات والسجون ، وهذا النظام يدير المشهد السياسي الراهن بطريقة " كيد النسا " ؟!! .
إنهم يفعلون كل شئ ويتخذون جميع القرارات سواء كانت خطأ أو صوابا كيدا فى الإخوان والمعارضة !! ، حتى أن جوقة الإعلاميين والمطبلين منذ الانقلاب وحتى الآن وهم يتغنون بما كانوا يرفضونه أيام حكم الرئيس مرسي ويصورونه على أنه انتصارا للعهد الميمون .
بداية من سد النهضة الذى أصبح فى عهد السيسي مفيدا لمصر ولا يؤثر على أمنها القومى والمائى بل ربما يكون هدية من السماء لمصر وشعبها الطيب الأصيل ، فى الوقت الذى صدعنا فيه نفس الأشخاص أثناء حكم مرسي بأن سد النهضة كارثة ومصيبة كبرى سوف تأكل الأخضر واليابس وتذهب بنا إلى أتون السعير ؟! ومرسي رجل ضعيف بينما مصر تحتاج إلى" دكر " ، ولما جاء " الدكر " كما يرونه قام بالتوقيع على اتفاقية السد مع أثيوبيا دون أن نعرف التفاصيل سوى أنه أعطى الضوء الأخضر لهذا البلد للاستمرار فى بناء السد بموافقته على التوقيع على الاتفاقية دون وجود برلمان ليصدق عليها طمعا فى استجداء شرعية لن يحصل عليها حتى يلج الجمل من سم الخياط ، المهم نكيد الإخوان ؟!! .
حتى مشروع تنمية محور قناة السويس الذى رفضته المؤسسة العسكرية وهاجمه الإعلام أثناء تولى مرسي الرئاسة ، أصبح فى عهد السيسي مشروعا عالميا سوف ينقل مصر لمصاف الدول العظمى وتم إطلاق مسمى " قناة السويس الجديدة " عليه رغم أنها تفريعة لا يزيد طولها عن 35 كيلو مترا وبعمق 8 أمتار كما جاءت فى تصريحاتهم ، فى الوقت الذى تم حفر أكثر من تفريعة بأطوال مختلفة فى عهد مبارك ولم نرى هذه الطنطنة الكاذبة ، ولكن جاءت تصريحاتهم كيدا فى الإخوان لتؤكد أن القناة الجديدة ستجلب 100 مليار دولار سنويا رغم أن القناة الحالية لا يتجاوز دخلها 5 مليار دولار ، وفى ظل هذا الكيد لم يخبرنا مسئول عن كيفية عمل مشروع بلغت تكاليفه حتى الآن حوالى 100 مليار جنيه دون دراسة جدوى ودون معرفة تفاصيل المشروع .
المهم لدى النظام الحالى هو الاحتفال وإطلاق الصواريخ وتسليم العروس " القناة " للعريس " السيسي " كما قال الفريق مهاب مميش أو " مفيش" فى احتفالية ضخمة يتم التبرع لها من رجال الأعمال والمواطنين ، فى بلد يعانى من حالة اقتصادية سيئة وغير مسبوقة " خلى مصر تفرح " .
نفس الهيصة والفرح المبالغ فيه عندما قالوا أن المؤتمر الاقتصادى جلب لمصر 160 مليار دولار وهناك مئات المليارات قادمة وتمخض المؤتمر فلم يلد حتى صرصارا .
ليس مهما أن تفرح مصر بالديون والفشل المهم تفرح ويستمر الكيد الذى تدار به الدولة حاليا فلا معلومات عن مشروع التفريعة وفائدتها إلا كلام مرسل الغرض منه الضحك على الشعب ، المهم " كيد العدا " .
لم ينسوا حتى مشروع جهاز الكفتة لمخترعه اللواء عبد العاطى ، هذا الجهاز الذى اعلنت عنه الادارة الهندسية للقوات المسلحة المصرية ويعالج الإيدز وفيروس سي وجميع الأمراض المستعصية ، والذى تورطت فيه المؤسسة العسكرية وتبنته وثبت أنه اختراع " فنكوش " ووهمى ولم تعتذر المؤسسة العسكرية ولم تحاكم من ورطها فى هذا الوهم ولم يعتذر المطبلون بل على العكس نفس المطبلين لجهاز عبد العاطى رغم عدم مصداقيته علميا وعمليا وعقليا اتهموا من عارضهم بأنهم يكرهون البلد وأنهم خونة ولا يجب أن يعيشوا فى هذا الوطن وهددوا من رفض فكرة الاختراع الوهمى بعدم علاجه أو علاج أى أحد من أقاربه عند بدء استخدام الجهاز لأنهم يشككون فى المؤسسة العسكرية وجيش مصر واتهموهم فى وطنيتهم ، نفس الأشخاص الذين دبجوا المقالات فى مشروع جهاز اللواء عبد العاطى هم من يكتبون الآن ويطبلون لمشروع التفريعة - أقصد قناة السويس الجديدة - كما يقولون - دون خجل أو حتى تريث أو وجود معلومات لديهم عن الجدوى الاقتصادية لهذا المشروع الذى ضخت فيه مليارات الجنيهات فى ظل الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد ، دون معرفة المكاسب ودون وجود معلومات صحيحة وشفافية وسط تضارب فى تصريحات المسئولين عن تلك المليارات التى ستهبط على مصر بعد افتتاح التفريعة ، المهم الكيد فى الإخوان بنفس طريقة نساء الحوارى فى الأحياء الشعبية كما كانت تفعل " خالتى فرنسا " فى الفيلم المعروف والذى قامت ببطولته الفنانة عبلة كامل ليستمر نظام كيد النساء في هدم الوطن وحرق البلاد طالما هناك من باع عقله للوهم وطالما بقي إعلام توفيق عكاشة وأحمد موسي والإبراشى .
ولأن الزعيم أمل لكثير من النساء اللاتى يعتبرنه بطلا وقائدا عظيما تفتق ذهن بعضهن من اللواتى حملن بنجمه بعمل مليونية للزغاريد فى ميدان التحرير كما قلن حتى يوجعوا الإخوان أعداء الوطن من خلال ألف سيدة يطلقن ألف زغروته مما يعدون .
حيث قالت هدى البدرى، أحد مؤسسى مبادرة "اللى يوجع الإخوان زغرودة حلوة فى الميدان"، أنها تدعو السيدات لنزول ميدان التحرير، والتعبير عن فرحتهن بإطلاق زغرودة موحدة بميدان التحرير، تزامنًا مع افتتاح قناة السويس الجديدة.
وكأن الحرب بين الدولة والإخوان لم يكن ينقصها سوى سلاح الزغاريد الفتاك الذى سيقضى على الإخوان والمعارضين ويقتلهم شر قتلة كمدا وحسرة .
ولم يكن غريبا أن تصرح كاتبة تدعى هويدا طه قائلة : " سنقول مصر تغيرت عندما نستطيع - دون خوف من غوغاء الإسلامجية - أن نواجه الشعب بأن إصراره على الحج للسعودية جريمة بحق مصر اقتصاديا وتاريخيا "ولم يراجعها شيخ أزهرى أو حتى تلميذ فى حضانة ليقول لها أن الحج فى السعودية وفى مكة تحديدا ، ولكن لا شيئ يهم طالما أننا نكيد الإخوان .
لتظل الدولة العميقة وإعلامها المضلل والمطبلون يتعاملون مع الخصوم السياسيين وفق نظريتهم النسائية العظيمة وبأفضل أسلحة نساء الحوارى وهو سلاح " كيد النسا " كسلاح لهذه المرحلة .
واستمرار للهطل وكيد النسا أعلن مهاب مميش متعهد حفر قنوات السويس فى مصر والعالم عن خطة لحفر قناة ثالثة لتصبح مصر متخصصة فى حفر القنوات وربما صارت فى ظل دولة كيد العوازل متعهدة حفر القنوات على مستوى العالم .
ولم يسأل هؤلاء الفريق مميش عن حقيقة هذه التصريحات وأن العملية برمتها بدأت تدخل فى طور الهزل ، والهزل السخيف أيضا فهم لم يكتفوا بالضحك على المواطنين وتسويق الوهم لهم ولكن يبدو أن الأمر قد أعجبهم وأصبح جمع المليارات لعبتهم ، فلما لا وهناك من يصدق وهناك من يدفع ويبيع الوهم للمواطنين ، فلماذا لا تكون هناك قناة ثالثة ورابعة وخامسة حتى تصبح مجموعة قنوات مثل قنوات الجزيرة والشو تايم ، فلا أحد سوف يحاسب ولا أحد يجرؤ على المعارضة أو حتى السؤال ، طالما الأمر كيدا فى الإخوان والمعارضة فلا يضر ، وهناك آلة إعلامية جبارة يجلس أمام شاشات فضائياتها من يتصور أن بعد حفلة ليلة دخلة الزعيم على القناة سوف تصبح مصر من أولى الدول اقتصاديا على مستوى العالم فى ظل قناة تجلب 100 مليار دولار سنويا كما صرح مهاب مميش - وإن لم يكن ذلك حقيقيا - فيكفى استخدام سلاح المرحلة والكيد كوسيلة للقضاء على الخصوم الذين يسببون صداعا للزعيم ، فكيد النساء يؤتى أكله كل حين ولو كره المعارضون ؟!! .